* اساطير:اليهوديالتائه- الجرغول-محاربات الامازون- الصندوق- حورية البحر
صفحة 1 من اصل 1
* اساطير:اليهوديالتائه- الجرغول-محاربات الامازون- الصندوق- حورية البحر
اسطورة اليهودي التائه
مُساهمة طارق فتحي في الأربعاء 21 أكتوبر 2015 - 4:57
بداية القصة الاسطورة
كثيرون هم أولئك الذين يقولون أن اليهودي التائه بطل أسطورة من الأساطير. ولكن المؤرخين والكتاب أجمعوا على أن قصته ليست خيالاً قط، بل هي حقيقة واقعة، وإن اختلفوا في مدى حياته وعذابه وتشرده والأيام والأعوام والأجيال التي عاشها؛ وهل قضت عليه الأقدار حقاً بالحياة الدائمة المتجددة يقضيها شريداً ضالاً بين مشارق الأرض ومغاربها رمزاً للعنة الأبدية. وسواء كانت الأولى أم الثانية، ذكر المؤرخون تاريخه وقصته ووجدت سجلات في بلدان كثيرة أثبتت أنه ظهر فيها بعض الوقت في أجيال وصور متباينة. قالوا إن جبل الزيتون المطل على القدس كان يموج بزرافات من القوم كلهم يحيطون برجل ترتفع فوقه هالة من النور. وكان الضجيج والصخب والصراخات تملأ المكان وتتحرك مع حركة ذلك الموج الزاخر المنطلق في طريقه إلى أورشليم. وبلغ القوم قاعة المحكمة حيث أرادوا أن ينتهوا من الأمر الذي بيتوا النية عليه سريعاً. وفي داخل القاعة نصبوا قضاتهم، قضاة رتبوا من قبل ذلك الحكم الذي سيصدرونه. ولم يكن ثمة دفاع، فقد كان كل ما يريدونه أن يصلبوا السيد المسيح لينتهوا من أمره. ومضت ساعة. وانتهت القصة التي أرادوها وحاكوا خيوطها. واجتمع اليهود الذين ملأوا القاعة وراحوا يجرون السيد المسيح من قاعة المحكمة ليسوقوه حيث يتمون نهاية القصة. وبينما هم يمرون من باب القاعة تعثر على عتبتها حيث وقف "كارتا فيلوس" اليهودي حارس الباب. وبكل وقاحة انحنى كارتا فيلوس فدفع السيد ولكمه على ظهره بقبضة يده وهتف ساخراً: أسرع، لماذا تتمهل؟ والتفت السيد المسيح ونظر إليه نظرة قاسية وقال في هدوء: سأذهب سريعاً، أما أنت فستبقى. ومنذ تلك اللحظة انصبت اللعنة على كارتا فيلوس، فقد ارتفع المسيح سريعا، أما هو فبقي طويلاً، وطويلاً جداً، ليكون رمزاً للإثم الأكبر الذي ارتكبه اليهود في ذلك اليوم وما تلاه من أيام
دورة لانهائية
راحت السنون تمر وكارتافيلوس في دورته اللانهائية فوق الأرض. وكلما بلغ المائة، انتابه هزال فظيع ينتهي بغيبوبة طويلة يعود بعدها شاباً كما كان تماماً وقت أن انصبت عليه اللعنة، وهكذا دواليك. ويظل كارتا فيلوس يسير. وفي خلال اختفائه وظهوره يتبدل اسمه ويتباين. فهو مرة يوسف وأخرى ناشورس. ولكنه في كل هذه المرات لا تتباين طبيعته أبداً. فهو شديد التحفظ دائماً، قليل الكلام، نادر الحديث، فلما يبدي استياء أو يوجه إلى أي فرد من الناس لوماً. ولعله يعيش في ذلك على أمل واحد. هو أن رحمة الله وسعت كل من في الأرض. وربما غفر الله له هو الآخر ذنبه الكبير
أصل الحكاية
أصل الحكاية يعود للقرن الثالث عشر، حيثُ الإيمان المسيحي بأن اليهود فقدوا وتشردوا في الأرض، عقاباً لقتلهم المسيح. ولهذه القصة تأثير واضح في قصة الهولندي الطائر.
كما نرى أيضاً أن هذه القصة مرتبطة بأحداث ذكرت في القرآن الكريم، عندما طلب موسى من بني إسرائيل أن يفتحوا معه بيت المقدس ويحرروه. لكنهم أجابونه بالرفض التام (فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون) فحرم الله عليهم الأرض، وفرض عليهم التيه فيها أربعين سنة.
ذكرت القصة للمرة الأولى في كتاب "زهور التاريخ" (باللاتينية: Flores historiarum) للمؤرخ روجر أوف واندوفر، وكان ذلك في العام 1228، حيثُ أن كبير الأساقفة الأرمني زار إنجلترا فسألهُ رهبان سانت ألبان حول يوسف الرامي الذي يقال بأنهُ تكلم مع السيد المسيح، فحدثهم كبير الأساقفة أنه رأى بواباً لبيلاطس البنطي يدعى كارتافيلوس، ضرب المسيح يوم صلبه.
ماثيو الباريسي، في تكرار لمقطع وندوفر، ذكر بأن أرمناً آخرين أكدوا القصة عند زيارتهم لسانت ألبان عام 1252، واعتبرها برهاناً عظيماً للدين المسيحي. حكاية مماثلة معطاة في سجلات فيليب موسك (مات 1243). وهناك حكاية مشابهة لنفس القصة عرفها غويدو بوناتي وهو فلكي اقتبس منه دانتي، ويدعو بطل الحكاية ضارب الرب (باللاتينية: Butta Deus) (بالإيطالية: Giovanni Buttades) لأنه ضرب السيد المسيح. تحت هذا الاسم يقال بأنه ظهر في مودجيلو في 1413 وفي بولونيا في 1415 (في زي راهب فرانسيسكاني من النظام الثالث).
وأعيد إحياء القصة عام 1602 م في كُتيب ألماني ذكرت فيه قصة قصيرة، عن يهودي يدعى أحشويرش، لم يعمّد، ويذكر عام 1542 م قضة التقاء بولوس فون إتزن (وهو أسقف لوثري لشليزفيغ مات عام 1598 م) بيهودي عجوز ادعى ضربه للمسيح يوم صلبه، وهذا الاعتقاد على الأغلب أتى من فكرة ظهرت أن المسيح الدجال سيأتي عام 1600 م وسيسانده اليهود. هذا الكتيب ترجم وبيع بسرعة في أوروبا البروتستانتية، ويُظَن أن كاتبه هو خريسوستوموس من وستفاليا وطبعه كريستوف كروتزر، ولكن لم يعرف أي كاتب أو ناشر بهذا الاسم في تلك الفترة. ويُظَن أن القصة بكاملها خرافة اختلقت لدعم الرأي البروتستانتي حول الشهادة المستمرة عن حقيقة الكتاب المقدس في شخص اليهودي الذي لا يموت كمواجهة للتقاليد البابوية للكنيسة الكاثوليكية.
هناك أسطورة كانت مستندة على إنجيل يوجنا 21:20 بأن التابع المحبوب من أتباع المسيح لن يموت قبل المجيء الثانيِ للمسيح؛ بينما أسطورة أخرى (تيار من القرن السادس عشرِ) أدانت مالخوس، الذي قطع بيتر أذنه في حديقة غيثسيماني (يوجنا 17:10) ليتجول للأبد حتى المجيء الثاني. الأسطورة تزعم بأنه كان مدانا لسخريته من السيد المسيح. هذه الأساطيرِ وجملة متى 16:28 أدخلت مع أسطورة يوسف الرامي والكأس المقدسة، وأَخذت الشكل الذي قدمه كل من روجر من ويندوفر وماثيو الباريسي. لكن لا شيء يظهر انتشار هذه القصة بين الناس قبل كتيب 1602، ومن الصعب رؤية كيف أن كارتافيلوس هذا ساهم في انتشار أسطورةِ اليهودي التائه، حيث لم يكن يهوديا ولا متجولا. مؤلف كتيب 1602 كان على إطلاع بشكل مباشر أَو بشكل غير مباشر بالقصة كما تعامل معها ماثيو الباريسي حيث انه يعطي تقريبا نفس السجل. لكنه يعطي اسم جديد إلى بطله ويربط مباشرة بين مصيره وجملة إنجيل متى 16:28.
لقيت القصة فبولاً وشعبية كبيرين، وظهرت ثمان إصدارات للكتيب عام 1602 وظهر الإصدار الرابع عشر قبل نهاية القرن، وترجمت إلى الهولندية والفلمنكية بنجاح مساوٍ، وأصبحت مشهورة في إنجلترا قبل العام 1625، وكذلك ظهرت نسخ ساخرة في السويد والدنمارك، بينما اشتهر في التشيك تعبير اليهودي الخالد، أي أنها ظهرت في كل الأماكن التي كان يوجد فيها بروتستانت، بينما لا تُسمع هذه الحكاية في جنوب أوروبا كثيراً، لكن رودولف بوتوريوس وهو أحد وكلاء البرلمان في باريس، يتكلم باستخفاف عن الإيمان الشعبي بقصة اليهودي التائه في ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا.
المشاهدات
تمر القرون ولا يزال اليهودي التائه شارداً في أنحاء الأرض، ويتم تناول قصته عبر هذه القرون كلما اكتشف أمره في بلد من البلدان. وكلما نسي القوم أمره ظهر من جديد ليذكّر الناس بقصة اللعنة الكبرى. ومن ذلك يتحدث "بول دنزن" العالم الديني وأسقف مدينة شلزفنج الألمانية عام 1564 فيقول: إنه ذهب في شتاء 1542 ليزور والديه في هامبورغ، وفي يوم الأحد ذهب إلى الكنيسة، وهناك وفي أثناء إلقاء الموعظة شاهد أمام منبر الواعظ رجلاً مديد القامة عاري القدمين تتدلى خصلات شعره الطويلة على كتفيه، يقف في شيء من الذهول وهو يستمع إلى الموعظة ساكناً مهتماً. وعندما ذكر الواعظ اسم السيد المسيح نكس الرجل رأسه وخبط صدره بيده وثقل تنفسه. ولم يكن الرجل يرتدي إلا ثوباً واحداً برغم البرد القارس الشديد. ومن فوقه عباءة ممزقة تتدلى حتى قدميه. وأثر ذلك المنظر في رجل الدين فانطلق إليه يسأله. وراح الرجل يقص عليه قصته. فإذا هو ذلك اليهودي الذي لعنه المسيح يوم محاكمته ينتقل بين دول العالم المختلفة. ثم بقي حياً منذ ذلك التاريخ.
تاريخ الشرق
في مدينة بول ديزن التقى اليهودي التائه بعميد مدرسة هامبورغ وهو رجل يعرف تاريخ الشرق معرفة واسعة. وراح يحدثه عن تاريخ الشرق منذ وقت المسيح حتى أدهشه بدقة المعلومات وشمولها وعمقها ومطابقتها للتاريخ كل المطابقة. وتمر سنون وسنون، ومرة أخرى يظهر اليهودي التائه في ستراسبورغ فتقبض عليه السلطات بتهمة التشرد. ولكنه عندما يستجوب عن حقيقة حاله يحكي قصته ويقول إنه سبق أن مر بستراسبورغ قبل ذلك بمائتي عام وترجع السلطات إلى سجلات المدينة فيعرفون أنه لم يكن كاذباً. فيطلقونه ليستأنف المسير من جديد. وتمر أعوام ثلاثون، ثم يظهر اليهودي التائه عام 1604 في لابوفيه بفرنسا، ويشهده الناس بجوار قصر أسقف تلك المدينة. وهناك يحيط به الصبية والغلمان ولا يأبه له أحد. فكلهم يشككون في أمره ويقولون إنه مجنون. ولا شيء أكثر.
ويروح التائه الملعون ينتقل بين المدن والبلدان. وفي كل انتقال تصحبه أعاصير وعواصف ورعود حتى يبلغ غابة سوان بألمانيا عام1640. وهناك تذاع قصته ويعرف خبر وصوله. ويندفع الناس يبحثون عنه فيجدونه نائماً مستلقياً بجوار جدار الكاتدرائية. وحينما يصحو يستدعيه الكاردينال فيسأله عن قصته. ولكنه يحكي له عن حلم رآه وهو نائم، حيث اقترب منه شخص أشعث أغبر طويل القامة عملاق يحيط نفسه بعباءة طويلة تخفي أغلب وجهه ولا يبدو من تحتها سوى عينين تشعان ببريق ناري غريب. وقال له العملاق: "انهض على قدميك. فلن تسقط بعد اليوم ما دمت معي". قال له اليهودي التائه: " معك؟ ومن تكون؟". قال العملاق: "منقذك. اخترتك من دون الناس. فأنت مثلي تائه في الأرض. وأنا إبليس التائه بين الأرض والسماء. تلاحقني اللعنة في كل مكان. وقد وجدت يائساً. يعميك الحقد ويملؤك اليأس". صرخ اليهودي التائه: "إذن أنت الذي وسوست لي. كان المسيح يمر ببابي يدفعه جند الرومان وتلاحقه اللعنات ويضنيه جهد المسير وهو يرزخ تحت عبء الصليب. وسألني أن أدعه يستريح على حجري. ولكنك همست في أذني. ادفعه عنك. اصرخ فيه. أنا لا أجد رحمة من أحد. ولن أهب الرحمة لأحد. امض في طريقك. سر. وفي أذنه صوت لا يزال يدوي. الحق الحق أنا أقول لك. ستسير على قدميك. وتهيم على وجهك إلى يوم البعث. هكذا يريد الرب الذي في السماء. فهلا طلبت لي الرحمة والعفو يا سيدي الكاردينال؟" ولم يستطع رجل الدين أن يقول له شيئا فتلك إرادة السماء.
ويواصل اليهودي التائه مسيره، وفي يوم 22 أبريل عام 1772 يدخل مدينة بروكسل، حيث يلح عليه الناس للبقاء. ولكنه يرفض ويستأنف سيره حتى يختفي بين الجبال المحيطة بالمدينة. وكانت تلك آخر ليلة يراه فيها الناس. ومع مرور قرون أخرى لا يدري أحد هل استقر في مكان ما أم نزلت به الرحمة التي كان يتمناها. وهل لا يزال يتنقل بين المدن والبلدان في هيئته المزرية يرفع يديه في الحين والحين نحو السماء ضارعاً في انتظار العفو والغفران من رب السماوات
تحليل الأسطورة
بنيت التقارير المكررة عن الوجود الأصلي لليهودي التائه الذي يحتفظ في ذاكرته بتاريخ صلب المسيح على مجموعة من الأساطير الألمانية في القرن التاسع عشر، والفكرتان اللتان جُمعتا في قصة الهارب القلق قريب قابيل والتائه إلى الأبد فتتمثلان بشكل منفصل في الأسماءِ الحالية المعطاة لهذه الشخصية في البلدان المختلفة. وفي أكثر اللغات التيوتونية يمتد التركيز إلى الشخصية الملعونة وهي المعروفة بالأبدي، أَو اليهودي الأبدي (بالألمانية: Ewige Jude). في الأراضي التي تتكلم اللغات الرومانسية، فإنه يدعى باسم الجوال أو التائه (بالفرنسية: le Juif errant) وهو ما يتبعه الشكل الإنجليزي، حيث من المحتمل أن يكون مشتقاً مباشرة من فرنسا.
أعطى الاسم الفعلي إلى يهودي غامض يتفاوت في النسخ المختلفة: الكتيب الأصلي يدعوه أهاسفر أو أحشويرش، وقد اتبع ذلك في أغلب النسخ الأدبية؛ مع ذلك من الصعب تخيّل أي يهودي يدعى باسم الملك المعادي لليهود المثالي في سفر إستر. عندما ظهر مرة في بروكسل كان اسمه إسحاق لاكيديم، ويدل هذا على معرفة ناقصة بالعبرية في محاولة لتمثيل إسحاق "من الكبير" أليكساندر دوماس استعملَ هذا العنوانِ أيضاً.
في الجاسوسِ التركيِ، اليهودي التائه يدعى بول ماران ويفترض بأنه عانى من الاضطهاد على يد محاكم التفتيش الإسبانية التي كانت تتعامل مع المارانوس أو اليهود السريين لشبه الجزيرة الآيبيرية. في إشارات إلى الأسطورة في الكتابات الإسبانية، فاليهودي التائه يدعى خوان إسبيرا إن ديوس.
إن مصدر كل هذه التقارير شاهد عملية الصلب الذي يعيش للأبد من المحتمل أن يكون إنجيل متى 16:28 : "يكون البعض منهم يقفون هناك حيث لا يذوق حكيم طعم الموت حتى يرى ابن الإنسان يجيء إلى مملكته." وبما أن المملكة لم تأتِ، فتم الافتراض بأنه لا بد أن يكون هناك أشخاص أحياء الآن كانوا حاضرون في زمن الصلب. هذه الكلماتِ في الحقيقة اقتبستْ في كتيبِ 1602.
حاول الباحث مونكيور دي. كونواي أن يربط بين أسطورة اليهودي التائه وكل سلسلة أساطير الأبطال الخالدين مثل الملك آرثر، وفريدريك الأول برباروسا، وأهل الكهف، وتوماس الناظم، وريب فان وينكل. فذهب للربط بين الأسطورة والفانين الذي يزورون الأرض، مثل ييما في ثقافة الفرس، و"قدامى من الأيامِ" في أسفار دانيال وإينوخ. ويربط بين الأسطورة والميل الكامل من القرون الوسطى لاعتبار اليهودي كشيء غريب وغامض. لكن كل هذه التفسيرات الأسطورية زائدة عن المطلوب، حيث يمكن تتبع الأسطورة الفعلية موضع السؤال بالتأكيد إلى كتيب 1602. نفس الملاحظة تقدم إلى فهم حكاية الخضر.
الأثر الأدبي
هذه التشكيلة من العقاب الأبدي بالتجول القلق جذبت خيال عدد غير معدود من الكتّاب في كل الألسن الأوروبية تقريباً. اعتبر اليهودي التائه رمزاً يمثل رحلات وآلام شعبه. انجذب الألمان للأسطورة بشدة فأصبحت موضوعاً لعدد من قصائد فرانز شوبرت وشرايبر ومولر ونيكولاوس ليناو وكاميسو وشليغل وموسن وكولر؛ ومن هذا التعداد يمكن رؤية بأن الحكاية كانت موضوعاً مفضلاً في المدرسة الرومانسية. هؤلاء ربما تأثروا بمثال غوته، الذي يصفون في سيرته الذاتية حبكة قصيدة نظمها عن اليهودي التائه. هناك قصائد أحدث أعدت عن الموضوعِ بالألمانية بقلم أدولف فيلبرانت وفريتز لينهارد وآخرين؛ وبالإنجليزية ثمة قصائد بقلم الشاعر الاسكتلندي روبرت وليامز بيوكانان، وبالهولندية بقلم هـ. هايرمانز.
ثمة روايات ألمانية دارت حول الموضوع أيضاً كتبها كل من فرانز هورن، وأوكلرز، ولاون وشوكينغ، وتراجيديات كلاينمان، وهاوسهوفر وزيدليتز. كما كتب سيغيسموند هيلر ثلاثة مقاطع من قصيدة طويلة عن رحلات أحشويرش؛ في حين استقى هانز كريستيان أندرسن منه حكاية "ملاك الشك". بينما يصل روبرت هامرلينغ إلى إشراك شخصية نيرون مع اليهودي التائه. في فرنسا نشر "إي. كوينيه" ملحمة نثرية عن الموضوع في 1833، ويوجين سو في أحد أشهر أعماله اليهودي الضال (بالفرنسية: Le Juif errant) (1844) يقدم اليهودي التائه في مقدمات أقسام الرواية المختلفة ويربط بينه وأسطورة هيروديا. في الأزمنة الحديثة، كان ما يزال الموضوع شعبياً برسوم غوستاف دور (1856).
في إنجلترا، إضافة إلى الأغنية الشعبية في كتاب البقايا لبيرسي، قدم ويليام غودوين فكرة شاهد أبدي لمسار الحضارة في كتابه سانت ليون (1799)، ويقدم صهره برسي شيلي أحشويرش في قصيدته الملكة ماب. ومن المشكوك فيه على أي مدى وصل جوناثان سويفت في استلهامه لشخصية سترالدبوغز الخالد من فكرة اليهودي التائه. وفي رواية سالاثييل لجورج كرولي والتي ظهرت بشكل مجهول في 1828، أعطى كرولي صياغة متقنة للأسطورة؛ وأعيد نشرها ثانية تحت عنوان "انتظر حتى آتي".
اسطورة الجرغول : مزراب الغموض
لطالما لفت انتباهي تلك التماثيل المنحوتة في كاتدرائية نوتردام في باريس وعدد من الكاتدرائيات والمباني الأخرى في أوروبا وتساءلت لماذا نحتت تلك المخلوقات الغريبة والبشعة وذات الأجنحة على الجدران والأجزاء العلوية من تلك الكاتدرائيات وبالذات هذا النحت بالصورة أدناه الذي له إطلاله رائعة على المدينة ، حيث امتلأت الكاتدرائيات القوطية في العصور الوسطى بالرمزية لأن معظم الناس كانوا أميين في الغالب ولكن أيضاً من المفترض أن يكون طابع المنحوتات على تلك الكاتدرائيات مناسباً لها شكلاً ومضموناً .
ومن باب الفضول العلمي قررت البحث عن أصل هذا المخلوق الذي يدعى بـ الجرغول Gargoyle لمعرفة أصل حكايته ولماذا جرى نحته وتجسيده ، وحصلت على معلومات لا بأس بها أثناء مهمة البحث ولكنها متناقضة ومتنوعة كتنوع تصميم ونحت الجرغول نفسه ولم افهم أهو حيوان أسطوري أم شيطان أم مجرد خرافة وخيال فني واسع !
أصل الأسطورة
هناك أسطورة فرنسية عن الجرغول ظهرت في عام 641 في مدينة روان تقول بأنه كان هناك وحش يسمى غوجي أو جراغول وهي تعني ذو الأجنحة وهو طويل الرقبة ظهر في ذلك العام يتغذى على دماء المخلوقات ويقوم بقتل وتشويه الماشية ، وهذا ما ينطبق إلى حد ما شكلاً أو حتى إسماً مع هذه المنحوتات الفريدة والمميزة على كاتدرائيات العصور الوسطى .
الغريب أن بعض الآراء تقول انه تم نحت تلك التماثيل لذلك المخلوق المخيف لطرد الأرواح الشريرة ! فهل هذا مقنع ؟ هل هو محاربة النار بالنار مثلاً ! وهل الأرواح الشريرة الحقيقية تخاف من مجرد حجر بشع ؟
وظيفة في طرد الأرواح الشريرة
يقول أصحاب هذا الرأي أن تلك التماثيل عندما نحتت في القرون الوسطى عادة ما كان المهندسين المعماريين آنذاك يستخدمون الجرغول في التصاميم الفنية للكنيسة لنقل رسائل إلى عامة الناس و كانت الصور أفضل وسيلة لنقل الأفكار واستخدم الجرغول ليقف متربصاً للشر خارج جدران الكنيسة حيث أكثر من 5000 جرغول منحوتة وبأشكال متعددة وتمثل أكثرها مزاريب للزينة لتصريف مياه الأمطار في كاتدرائية نوتردام بباريس - ومع ذلك ينظر بعض رجال الدين في القرون الوسطى إلى الجرغول كشكل من أشكال الوثنية ، حيث قال زعيم كنسية نوتردام آن ذاك والذي كان يدعى سانت برنارد و تحدث علناً ضد الجرغول وتساءل : " ما هذه الوحوش الرائعة التي تشاهد أمام أعين الأخوة المصلين ؟ ما هو المعنى لهذه الوحوش والقردة النجسة ؟ لأي غرض وضعت هذه المخلوقات هنا ؟ علينا أن نستحي وأن نخجل من وضع هذه السخافات في هذا المكان " .
ملائكة ساقطة
يزعم البعض في الغرب أن الجرغول عبارة عن ملائكة ساقطة من السماء ألقى بها الله لعدم القتال إلى جانبه في حرب السماء ولأنهم عصوا الله كان هذا سبباً في مسخهم مما جعلها مشوهة بشكل مخيف
تقارير من تشيلي
- في تقارير قريبة تعود لعام 2004 تم الإبلاغ عن مخلوقات غير عادية تحلق بأجنحة مع وجوه الكلاب ، بواسطة المسافرون في عدة مرات خلال السنوات القليلة الماضية على امتداد الطريق السريع الذي يمر عبر صحراء آشا بامبا وهو ما أسموه الجرغول التشيلي – وذلك في السهول القاحلة في شمال تشيلي التي يقال بأنها مستعمرة من قبل حيوانات ومخلوقات غريبة مخيفة تقشعر الأبدان.
تجربة عائلة كارلوس توري
تركزت أكثر القصص عبر الطريق السريع المؤدي إلى مدينة أريكا ، أخذت شهادة عائلة كارلوس توري ، حيث ذهبت العائلة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع وغادرت مسكنهم في باكودانو متجهين إلى مدينة أريكا لزيارة بعض الأقارب وبعد مرور ساعتين على رحلتهم حل الليل وكانت مصابيح السيارة مضيئة وكذلك نور القمر المشرق الذي يحلق فوقهم في سماء صافية – لاحظت الابنة الكبرى لكارلوس ( كارمن ) وجود اثنين من الكيانات غير العادية من خلال النافذة الخلفية للسيارة ووفقاً لكارمن التي كانت في حالة ذهول ، قالت : " كنت أجلس في المقعد الخلفي في السيارة مع أختي وكنا نتحدث ونظرت من خلال النافذة الخلفية وشاهدت مخلوقين قريبين حيث بدت كأنها طيور كبيرة مع رؤوس كرؤوس الكلاب واقفة على الأرض وهي ترفرف بأجنحتها " .
شاهدت كارمن وشقيقتها ووالدتها تيريزا ووالدها كارلوس تلك المخلوقات وبدأوا بالصلاة خوفاً من المصير الذي من الممكن أن يصيبهم إذا قررت تلك المخلوقات مهاجمتهم – وكانت عائلة كارلوس في حالة ذهول وصدمه وقام كارلوس على الفور بزيادة سرعة السيارة تاركاً ورائه تلك الوحوش خلفهم إلى أن وصلوا بسلام .
شوباكابرا ؟
شوباكابرا - تصور فني
بالنظر إلى ما تم وصفه من قبل الكثير من شهود العيان في تشيلي حول هذا المخلوق فأنه في الواقع لا شئ يثبت وجود مثل هذا المخلوق ولكن دعونا نفكر قليلاً في عدد قليل من الخيارات ، عندما عثرت على هذه القصة بدا لي أن هذا المخلوق يشبه إلى حد ما حيوان شوباكابرا الأسطوري وهي كلمة اسبانية تعني مصاص دماء الماعز وهي مجنحة ولديها أنياب ومخالب كبيرة ومن الممكن أن تقفز لمسافات طويلة – والخيار الثاني يبدو هذا الوصف قريب من المخلوق الذي أسموه شيطان نيو جيرسي أو شيطان ليدز الذي شوهد في ولاية نيو جيرسي الأمريكية وهو عبارة عن مخلوق يمشي على قدمين حيث وصفه رجل يدعى روس مويتس زعم أنه شاهده وقال أن هذا المخلوق كان يمشي على رجليه الخلفيتين وكان ظهره على الأقل بطول 4 أقدام وكان لونه رمادياً و رأسه خليط من رأسي كلب وإنسان وله عينان حمراوان ، وكذلك الوصف يبدو قريباً من وصف الرجل العثة أو حتى من الأسطورة الفرنسية حول الجرغول .
فهل الجرغول نوع من مجموعة هائلة من الثديات غير المعروفة أو من الأنواع الحيوانية غير المكتشفة حتى الآن ، أم أنه حيوان متشيطن وفقاً لبعض النظريات التي تقول أن الشيطان هو عبارة عن فصيلة نادرة من الحيوانات لا تخضع لأي نوع من التصنيف ، أم أنها مجرد تصاميم فنية حيث استخدم النحاتين خيالهم الواسع في صنع هذه التماثيل ؟
أخيراً... يبدو أن الأسباب في صنع هذه المنحوتات والغرض منها لا تزال مجهولة - لماذا وضعت هذه المنحوتات التي تمثل مخلوقات بشعة على الكاتدرائيات في كثير من الأماكن وهو بيت الله وللعبادة ؟ لا أحد يعرف على وجه اليقين – الجرغول لا يزال لغزاً .
شاهد الفيديو
فيلم من إنتاج هوليوود في عام 1972 بعنوان Gargoyles :
:https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=59Kz6G8174w
اسطورة محاربات الأمازون
محاربات الأمازون .. قبيلة من النساء احترفت إذلال الرجال!
تصوري عزيزتي القارئة أن تعيشي في مجتمع كل أفراده من بني جنسك , أي النساء فقط , مجتمع لا مكان فيه لأخ يتحكم فيك و يصرخ عليك لأتفه الأسباب و لا لزوج ينكد عليك عيشك لأن الطعام لم يعجبه أو لأنك اشتريت شيئا ما أرهق جيبه النحيل و استفز طبعه البخيل , و تصوري أنك في منتهى الشجاعة لا تهابين أي شيء و لديك من القوة ما يجعل أثخن شارب عربي ينحني لك خوفا و وجلا , لا بل الأدهى من ذلك هو انك محاربة باسلة تغزين مدن الرجال فتأسرين من يعجبك منهم , مثل براد بت أو عمرو دياب أو كاظم الساهر , و تجعليه عبدا عندك يطيعك في كل ما تأمرين .. ربما تتساءلين سيدتي هل هذا خيال ؟ ربما يكون كذلك , لكن اسمحي لي قبل ان ينكد احد الرجال هذا الحلم عليك , أن أقص عليك أسطورة رواها القدماء عن قبيلة تدعى الأمازون كان جميع أفرادها من النساء المحاربات اللواتي لم يخضعن لرجل في حياتهن بل طالما هزموه و مسحوا به الأرض.
هل الاسطورة حقيقية .. هل كان هناك حقا نساء محاربات ؟
الأمازونيات نساء جميلات حسناوات عرف عنهن بغضهن الشديد للرجال إلى درجة أنهن كن يقتلن أطفالهن إذا ولدوا ذكورا , كانت مملكتهن للنساء فقط و ويل لعاثر الحظ من الرجال إذا قادته خطاه إلى دخول حريم أرضهن فهو ملاقي حتفه لا محالة فالأمازونيات محاربات باسلات و فارسات ماجدات لا يشق لهن غبار برعن في الرماية فلا تخطيء نبالهن و لا تحيد عن قلوب الرجال لتفلقها و تدميها أما رماحهن الطويلة فتحمل علقما و موتا زؤاما في ساحات الوغى و النضال تخر أمامها عزائم الشجعان و تفر منها جموع بني آدم و تصير شذر مذر كما ان فؤوسهن ماضيات ذات نصلين تحصد الهامات كما يحصد المنجل سنابل القمح في الحقول.
و قد وردت في كتب و ألواح المؤرخون الإغريق القدماء الكثير من الأساطير عن الأمازونيات فذكروا إنهن أول من روض الخيل و امتطاها من بني البشر , و أنهن خضن عدة حروب ضد أثينا و غيرها من المدن الإغريقية القديمة , و قد اختلفوا حول مكان مملكتهن , فذكر بعضهم أنها تقع في الأناضول إلى الجنوب من البحر الأسود و أن كلمة "أمازون" معناها "بدون رجل" في الإغريقية القديمة , فيما زعم فريق آخر بأن ارض الأمازون تقع إلى الشمال في أوكرانيا , و هناك أيضا من قال بأن مملكة الأمازون تقع في شمال أفريقيا و زعم بأن اسمها مشتق من كلمة "امازيغ" أي أقوام البربر الذي استوطنوا تلك الأصقاع منذ فجر التاريخ.
و رغم اختلاف المؤرخين حول مكان مملكة الأمازون إلا أنهم اتفقوا على أنها كانت مملكة واسعة تتكون من عدة مدن ذكروها بالاسم و أن ملكة الأمازونيات كانت فائقة الحسن و الجمال و غاية في الشجاعة و الإقدام , لكن نقطة ضعف الأمازونيات الوحيدة و الأمر الوحيد الذي يحتجن إلى الرجال فيه كان الجماع و التكاثر و ذلك كي لا تقل أعدادهن و ينقرضن , و لهذا السبب و لمرة واحدة في السنة , كانت الأمازونيات البالغات يذهبن في رحلة جماعية إلى إحدى المدن الواقعة عند حدود مملكتهن فيضعن أسلحتهن جانبا ثم تنصب كل واحدة منهن خيمة و يتربصن حتى يأتي إليهن رجال تلك المناطق ممن يعلمون قصتهن و مسلكهن فيضاجعونهن ليوم و ليلة واحدة فقط , و هذا اليوم اليتيم خلال السنة كان هو يوم السلم الوحيد بين الأمازونيات و معشر الرجال أما في سواه فلم يكن هناك شيء في الدنيا أحب إلى قلب الأمازونية من إذلال الرجل و قتله. و عند عودة الأمازونيات من رحلة التكاثر السنوية كانت الحوامل منهن ينتظرن بفارغ الصبر حتى يلدن ليرين ما أنجبت بطونهن و ويل للمولود إذا كان ذكرا لأن المسكين كان يقتل فورا أو يترك في البرية ليموت جوعا و تلتهمه الحيوانات المفترسة , و في أحيان نادرة , قد يكون في قلب الأم ذرة من الرحمة فتحمل مولودها الذكر لتتركه عند مشارف إحدى البلدات أو المدن الإغريقية ليلتقطه سكانها و يربوه. أما إذا كان المولود أنثى فكانت تستقبل بالحفاوة و التبريك , و تبدأ الأم بتعليم ابنتها فنون القتال و الكر و الفر منذ نعومة أظفارها كما تقوم بقطع ثديها الأيمن أو تكويه بالنار(1) حتى لا ينمو و ذلك لكي لا يعيقها مستقبلا عند استعمال قوس الرماية و غيره من الأسلحة كما أن الأمازونيات اعتقدن بأن قطع أو كي الثدي الأيمن سيقوي بالمقابل الذراع و الساعد الأيمن. إضافة إلى شجاعتهن و صلابتهن فقد عرف عن الأمازونيات أيضا صبرهن و شدة جلدهن , و من عجائب ما ذكره المؤرخون الإغريق حول قدرة التحمل لديهن هو أن الأمازونية بإمكانها عند الضرورة البقاء فوق صهوة جوادها لعدة أيام بدون أن تترجل و خلال هذه المدة يكون غذائها و شرابها الوحيد هو دماء الحصان الذي تمتطيه عن طريق جرح صغير تشقه في رقبة الحيوان و تمص الدم منه.
رغم كل ما ذكره القدماء حول قسوة الأمازونيات و كرههن الأعمى لجنس الرجال لكن ذلك لم يمنع من أن تقع بعضهن صريعات سهام العشق و الهوى , ففي بعض الروايات ذكروا أن الأمازونيات في غزواتهن و حروبهن كن يقتلن جميع الأسرى من الرجال لكن أحيانا كان البعض من الشباب يستثنون من القتل لكي يكونوا عبيدا , و كان العبد من الرجال يؤخذ إلى مملكة الأمازون ليقوم بالأعمال المنزلية كالطبخ و التنظيف في بيت سيدته كما كان عليه أحيانا أن يكون شريكها في الفراش سواء برضاه أو تقوم باغتصابه عنوة!. و من قصص عشق الأمازونيات أيضا ما ذكرته إحدى الأساطير الإغريقية في أن ملكة الأمازونيات هيبوليتا أحبت بطلا إغريقيا و هربت معه إلى أثينا حيث تزوجا و أنجبت منه طفلا و قد كان هروبها و زواجها سببا في حرب مدمرة نشبت بين الأمازونيات و سكان مدينة أثينا الإغريقية. و في ملحمة الإلياذة هناك أيضا ذكر للأمازونيات تحت اسم "النسوة اللائي يحاربن كالرجال" إذ تروي الملحمة أنهن قاتلن مع جيش طروادة ضد الإغريق و أن البطل أخيل وقع في حب ملكتهن. أما في أسطورة هرقل الإغريقي فقد كانت مهمته التاسعة هي سرقة حزام ملكة الأمازون السحري و قد استقبلته الأمازونيات بحفاوة كبيرة نظرا لما تناهى إلى سمعهن من قصص عن شجاعته الكبيرة و مغامراته الخارقة , لكن هرقل مثله مثل بقية الرجال , قابل حفاوة الأمازونيات بالغدر فقتل ملكتهن و سرق حزامها ثم فر هاربا.
أما المؤرخ الإغريقي الشهير هيرودوت فقد أسهب في حديثه عن الأمازونيات و ذكر عنهن قصة طريفة يمكن تلخيصها في أن الإغريق خاضوا حربا شرسة ضد الأمازونيات حتى هزموهن و قتلوا و اسروا الكثير منهن , و قد حملوا أسيراتهم في ثلاث سفن أبحرت بهن إلى أثينا , لكن خلال الرحلة البحرية تمكنت الأمازونيات الأسيرات من فك وثاقهن و قمن بقتل جميع البحارة الإغريق ثم قدن السفن على غير هدى حتى رست بهن عند احد الشواطئ الجنوبية لروسيا , و قد تصادف وصولهن إلى تلك البقعة النائية مع قدوم مجموعة من الشباب الاسكثيين الذين كانوا في رحلة صيد فنشب بين الفريقين قتال عنيف , إلا أن الاسكيثيين سرعان ما اكتشفوا بأن أعدائهم ليسوا سوى نساء لذلك انسحبوا من المعركة و عوضا عن القتال اخذوا يتوددون إلى الأمازونيات و يتصنعون اللطف و الرقة حتى روضوهن ثم اتخذوهن زوجات و أصبحن شريكاتهم في كل شيء حتى في الصيد و القتال و لهذا اشتهر الاسكيثيين بين الأمم القديمة بأن نسائهن محاربات باسلات يقاتلن مع الرجال في ساحة الوغى.
في العصر الحديث نظر الناس إلى قصة المحاربات الأمازونيات كأسطورة و خرافة قديمة , لكن وجود الكثير من الكتابات و الرسوم و النقوش في تراث الكثير من الأمم و الشعوب القديمة و التي تحدثت بأطناب عن المحاربات الأمازونيات دفعت عددا من الباحثين و الآثاريين إلى الاعتقاد بوجود بعض الجذور التاريخية الحقيقية للأسطورة , و كانت الأقوام البدوية القديمة كالاسكيثيين و السرمتيين الذين اجتاحوا جنوب روسيا و آسيا الصغرى منذ القرن التاسع قبل الميلاد هم الأقرب إلى أن يكونوا مصدر الأسطورة , فالاسكيثيين كانوا من البرابرة و كانوا في غاية الوحشية و التعطش للدماء , يسلخون جلود أعدائهم و هم أحياء و يستعملون جماجم خصومهم ككؤوس للشراب و إذا مات احدهم كانت تقام له جنازة ضخمة و كبيرة يحضرها أعيان القوم و يتم خلالها التضحية بزوجة الميت و بعض أهله و يدفنون معه أيضا كنوزا ثمينة (يدفنون الزوجة و المال حتى يستفاد منها الميت في الحياة الأخرى حسب عقيدتهم و التي كانت شائعة لدى الكثير من الأمم) , و ذكر هيرودوت و غيره من المؤرخين القدماء بأن نساء هذه القبائل كانت تشارك مع الرجال في الصيد و القتال و أنهن كن فارسات و راميات بارعات كالرجال. و قد اكتشف علماء الآثار حديثا العديد من قبور الاسكيثيين و السرمتيين في روسيا و أوكرانيا و استخرجوا منها كنوزا و نفائس لا تقدر بثمن , لكن المفاجأة الصاعقة كانت تنتظر الباحثين في احد القبور حيث عثروا على هيكلين عظميين لامرأتين مدفونتين و هما ترتديان بزة قتال كاملة و إلى جانبهن وضعت أسلحتهن و قد تبين بالفحص المختبري أن احد الهيكلين يعود إلى امرأة أمضت اغلب سنين حياتها و هي تمتطي الخيل حتى أن عظام فخذيها تحدبا نتيجة ذلك , أما المرأة الأخرى فقد وجودا داخل كتفها نصل سهم يبدو أنه أصابها بجرح خطير أثناء القتال في إحدى المعارك و قد ماتت متأثرة بجراحها , و قد كان هاذين الهيكلين بمثابة الدليل على صحة رواية المؤرخ هيرودوت التي كان الباحثين يعتبروها إلى وقت قريب من الأساطير , كما إن الاثاريين عثروا أثناء تنقيبهم في قبور السرمتيين في أوكرانيا على الكثير من رفات المحاربين القدماء و قد شكلت النساء المحاربات نسبة 25% من مجموع الهياكل المكتشفة , و في انكلترا اكتشف عام 2006 قبر قديم يضم رفات العديد من المقاتلين الرومان و من ضمنهم بقايا امرأتين ترتديان ملابس القتال و تحملان السلاح و يبدو إنهما كانتا من المرتزقة الذين يرافقون الجيوش الرومانية في الحروب و يرجح العلماء بأن موطنهن الأصلي هو جنوب روسيا أو بلغاريا.
الاكتشافات الأثرية الأخيرة دفعت الكثير من الباحثين إلى التساؤل بجدية حول حقيقة أسطورة النساء المحاربات , و قد وضع بعضهم نظرية مفادها أن الإغريق دخلوا حقا في معركة مع نساء محاربات و لكنهن لم يكن أمازونيات و إنما اسكيثيات ذهب عنهن رجالهن من اجل الغزو و الحرب و هذه عادة كانت تتكرر لدى القبائل البدوية الاسكيثية إذ كان الرجال يغادرون لفترات طويلة قد تمتد لعدة سنوات و خلال هذه الفترة فأن النساء كانت تقوم محل الرجال في حماية القبيلة و الدفاع عنها و يبدو أن الإغريق قد اشتبكوا مع إحدى هذه القبائل التي ذهب عنها رجالها للغزو (2).
و هناك نظريات أخرى حول حقيقة أسطورة المحاربات الأمازونيات , تزعم بأن جزيرة كريت اليونانية هي الموطن الحقيقي للأسطورة و أنها ظهرت خلال الحقبة التاريخية التي تعرف بالمينوسية و لتي امتدت على الجزيرة منذ الألف الثالث و حتى منتصف الألف الثاني قبل الميلاد , و على الرغم من أن العلماء لم يستطيعوا حتى اليوم فك رموز الكتابة المينوسية لكنهم الآثار التي عثروا عليها من تلك الحقبة كشفت عن مجتمع تقوده النساء أو على الأقل يتساوى فيه الرجال و النساء بشكل كامل , فالجداريات و النقوش داخل قصور و بيوت المينوسيين أظهرت الرجال و النساء و هم يشاركون في الألعاب الرياضية معا على قدم المساواة كما إن آلهة المينوسيين كانت جميعها أنثوية و بدا جليا أن النساء كانت لهن اليد العليا في أمور الدين و الدنيا في ذلك المجتمع الغامض الذي تعتبر لوحاته و نقوشه من أرقى و أجمل ما وجد من آثار في حوض البحر الأبيض المتوسط.
نظرية أخرى اعتقدت أن طبقة الكاهنات في العابد هي المصدر الأصلي لأسطورة الأمازونيات فقد كانت هذه الطبقة تشكل مجتمع نسوي خاص له طقوسه و قوانينه بعيدا عن سيطرة و هيمنة الرجل , و هناك أيضا نظرية ادعت أن الأسطورة نابعة عن الشذوذ الجنسي الذي اشتهر به الإغريق , فكما كان اللواط و الرجال المتحابون من الأمور العادية في المجتمع الإغريقي حتى أن الكثير من الفرق العسكرية الإغريقية و الإسبارطية و المقدونية كانت تتكون من أزواج من الرجال المتحابين , كذلك لم يكن السحاق و النساء المتحابات أمرا غريبا في ذلك المجتمع , بل إن كلمة السحاق الانكليزية (Lesbian ) مشتقة في الأساس من اسم جزيرة إغريقية ولدت فيها أشهر سحاقية في التاريخ و هي الشاعرة صافو (القرن السادس قبل الميلاد) و التي زعم البعض بأنها كانت تعيش مع مجموعة من النساء في إحدى الجزر و قد اشتهرت بأشعارها التي كانت تتغزل فيها بالنساء علانية و لذلك ربما يكون أصل الأسطورة يعود إلى مجموعة من النساء الشاذات اللواتي عشن معا بعيدا عن الرجال.
و أيا كان أصل أسطورة الأمازونيات فلابد ان نذكر بأن هناك الكثير من الأشياء التي تحمل اسم "أمازون" في عصرنا الحالي ربما يكون أشهرها هو نهر الأمازون و الغابات المحيطة به في البرازيل و قد سمي كذلك لأن مكتشفه الاسباني فرانشسكو دي اوريلانا عندما وصل إلى ما يعرف اليوم بحوض نهر الأمازون عام 1542 للميلاد زعم بأنه شاهد في الأدغال القريبة من النهر مجموعة من النساء المحاربات فتبادر إلى ذهنه إنهن محاربات الأمازون اللواتي ذكرتهن الأساطير الإغريقية و لهذا السبب أطلق على النهر و الغابات المطرية المحيطة به اسم "الأمازون" و لكن اغلب الظن أن ما شاهده فراشسكو في الأدغال لم يكن سوى مجموعة من رجال الهنود الحمر و لكن بسبب طول شعرهم و عدم نمو الشعر على وجوههم و أجسادهم لربما ظن أنهم نساء.
أسطورة المحاربات الأمازونيات تم اقتباسها في السينما و التلفزيون و اغلبنا يتذكر مسلسل المحاربة زينا (Xena ) التي عرض في التسعينات و اكتسب شهرة واسعة و الذي يدور حول قصة أميرة محاربة قديمة تخوض المغامرات الأسطورية و تعمل من اجل الخير , و هناك أيضا العديد من الأفلام السينمائية حول موضوع المحاربات الأمازونيات و لكن اغلبها مع الأسف يدور في فلك أفلام الإثارة و الإغراء و الإباحية , فرغم أن محاربات الأمازون اشتهرن بقسوة قلبهن و تعطشهن لدماء الرجال إلا إن فكرة وجود مجتمع من النساء الحسناوات اللواتي يرتدين ملابس القتال القديمة التي تكشف من الجسد أكثر مما تخفي طالما دغدغت مشاعر الرجال و حملتهم إلى خيالات و أوهام ربما تكون بعيدة كل البعد عن الأسطورة الحقيقية.
اسطوره صندوق بندورا
تحكبي القصة ان البطل الاغريقي الشهير برومثيوس بعد ان قدم خدمة
كبيره لزيوس " اله الاغريق فان زيوس كافىء برومثيوس بأن وهبه الارض
كلها وهي مكأفاة جزيلة، وحين صار برومثيوس مسئولا عن الارض قرر ان
يعلم الانسان اشياء كثيرة حتى انه خرق في سبيل هذا كثير من قواعد
ساده الاوليمب " ، وجاءت الطامة حين سرق برومثيوس سر النار من الالهة وعلمه للبشر وصار البشر يقدرون ان يشعلوا النار وستخدمونها وهنا قرر الالهة ان يعاقبوه بصرامه وقررو ان ينتقموا منه بطريقة عبقرية اكثر شرا وكان هذا العقاب هو " المرأة " لقد كان مجتمع الارض كله من الرجال وكان مجتمعا سعيدا جدا قبل ان يرسل الهة الاوليمب هدية من نوع جديد للبشر ... إمرأة
وتقول الاسطورة ان زيوس كلف " فولكانو " اله النار والحديد بصنع المرأة
وبهذا ترمز الاسطورة الى طبيعة المراة النارية، ثم تم استدعاء الهة الاوليمب الاخرين لتقديم هداياهم الى هذه المراة .. فمنحتها فينوس الهة الجمال والحب . ومنحتها مينرفا ( الهة الحكمة ) بعض الذكاء " من ثم اعطتها لاتونا قلب كلب .. ونفس لص .. وعقل ثعلب وفي الاخير سموا هذه المخلوقة الحسناء " بان – دورا " ومعناها " التي منحت كل شئ
تنزل بندورا الى الارض فتثير صخبا .. انها ملكة جمال العالم لسبب بسيط
هو انه لايوجد سواها .. وبالطبع تلقي شباكها حول برومثيوس لكن برومثيوس كان ذكيا وحكيما فلم يهم بها حبا وتجاهلها تماما ، فهام بها اخوه ابيمثيوس بسرعة واصر ان يتزوجها فوافق برومثيوس على مضض وعاش اخوه ايام لاتوصف من السعادة ..
ويوم ارسل " زيوس " مبعوثه هرمز بهدية للزوجين السعيدين .. هذه الهدية هي صندوق مغلق .
تنتهز بندورا فرصة غياب زوجها فتفتح الصندوق .. فجأة اظلم العالم
وخرجت ارواح شريرة من الصندوق .. ارواح يحمل كل منها اسما مخيفا مثل " النفاق . المرض . الجوع. الفقر وراحت المسكينة تدور حول نفسها
محاولة اغلاق الصندوق فلم تستطع .. في النهاية اغلقته بالفعل لكن بعد
ان حدثت الكارثة .. والجنة السعيدة تحولت الى جحيم حقيقي للبشر .
وهذا المصطلح نفسه " صندوق بندورا " يستخدم الى الان في الاشارة الى الشيء الذي ييمكن ان تنبثق منه كل الشرور والالام
اسطورة حورية البحر
هل يمكن أن يكون هناك أي أساس علمي لاثبات حوريات البحر ؟
موضوعياً لا يجب أن ننفي وجود مثل هذه المخلوقات بالمرة ، وحتى لو لم نقتنع بوجودها ونسبناها للأساطير والخرافات ، والنظريات العلمية تقول أنه من غير المستبعد وجود كائنات بحرية شبيهه بالإنسان وتطورت جينياً ، وكما قلت البعض من الذين يبادرون بتكذيب مثل هذه الغرائب ينسبون أقوالهم إلى العلم ، والعلم ليس له علاقة فيما نسبوا
أنهم يعتقدون أن الحوريات ليست سوى "الفقمة" أو كلاب البحر ، وأن ابتعاد البحارة عن موطنهم لفترة طويلة تتعدى الأشهر ، ولأنهم اشتهوا نسائهم بعد كل هذه المدة ومع اصابتهم بدوار البحر والإجهاد ، أصبحوا يتوهمون " وكأن البحارة كلهم قديسون لا يأتون غير نسائهم " يتوهمون أن كلاب البحر أو الفقمة كأنها كائنات بشرية الهيئة أنثوية جميلة من الجانب العلوي ولها ذيل سمكة ، خصوصاً أن للفقمة طريقة جلوس تشبه الإنسان وكما أنها ترضع صغيرها بطريقة مشابهه !
مثير للأستغراب ما يقوله هؤلاء ، لأنه غالباً كل "زعنفيات الأقدام" من الثديات البحرية التي تشمل ( الفقمة ، أسد البحر ، خروف البحر ، بقر البحر ) تتركز وتعيش غالباً في المياة الباردة في مناطق بحر الشمال وغرينلاند في نصف الكرة الشمالي ، وقليل منها مثل "بقر البحر" يعيش في المياه الدافئة مثل البحر الكاريبي "بحر الظلمات عند العرب" فأين العرب وقصصهم عن حوريات البحر من هذه المناطق .
مشاهدات حديثة لحوريات البحر
التقارير حول حورية البحر الحديثة هي نادرة جدا ، ولذلك لا يوجد أصلاً أي أساس علمي طالما الأدلة ضعيفة والمشاهدات نادرة في العصر الحديث خصوصاً ، والعلم من المستحيل أن يدلي رأي قاطع في شي لم يتيقن منه ، ولكن هناك تقارير صحفية مدهشة ومهمة عن حوريات البحر ، ظهرت في عام 2009 قالت أن حورية البحر قد شوهدت قبالة سواحل "كريات يام" في إسرائيل وبالدليل حيث تم تصويرها .
شاهد ما يشتبه أنها حورية البحر التي شوهدت وتم تصويرها قبالة سواحل اسرائيل
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=ogEbrEc_5OA
للأسف ، اختفت التقارير تقريبا بأسرع من ما ظهرت ( و دون مزيد من شهود العيان أو صور فوتوغرافية ) مما دفع كثيرين للاشتباه أن ما بالفيديو ناتج من الوهم البصري ، أو حتى مجرد خدعة لحشد السياح.
من الجدير بالذكر ايضاً أنه قبل بضع سنوات اكتشف العلماء في اندونيسيا عظام وجماجم لنوع من البشر وهو ما ينطبق عليه تماماً الأشكال المنتمية لأسطورة "الهوبيت" التي عاشت قبل أكثر من 12 ألف سنة ، بطول ثلاثة أقدام ، في البداية رفض العلماء كل المشاهدات والنتائج حول هذه المخلوقات لأنها بدت مستحيلة ، ولكن الإجماع السائد الآن هو أن هذه المخلوقات حقيقية في الواقع وهي أنواع مصغرة من البشر وبالذات بعد أن وجدوا المنازل التي كان يعيش بها مثل هذه المخلوقات
في المحيطات والبحار لا نستبعد وجود هذه المخلوقات "حوريات البحر" ، فنحن لا نعرف كل ما فيها ، في 6 مارس 2013 قبالة ساحل غرينلاند كانت غواصة في مهمة غوص بداخل المحيط بعمق 3000 قدم ، وأثناء رحلتها في أعماق المحيط ظهر لها مخلوق غريب يشبه الإنسان حسب الأجزاء التي ظهرت منه ، عندما أشار لهم بيد كبيرة بـ5 أصابع ، ويعتقد الباحثون أن هذا المخلوق هو حورية البحر أو شكل من أشكال حورية البحر أو ربما هو إنسان البحر الذي تحدث عنه الأقدمون
شاهد الفيديو عن المخلوق الغريب الذي يعتقد أنه نوع من حوريات البحر وتم تصويره من أعماق المحيط
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=iuXPdQqMYW0
وأخيراً ... حوريات البحر ليست مجرد خرافة أو أسطورة قديمة ، كانت وستكون جزء من الثقافة العالمية للشعوب النابضة بالحياة في كل أنحاء الأرض ، والصور المتعلقة بها يمكن الإطلاع عليها في كل مكان حولنا ، في الأفلام والكتب وأفلام ديزني وحتى في فنجان قهوة ستار بوكس ، ولا يمكن أن ننفي وجود حوريات البحر وكل شعوب العالم من الشرق إلى الغرب قد تحدثوا عنها لأنه كما نقول دائماً وأبداً أن لكل أسطورة أساس
مُساهمة طارق فتحي في الأربعاء 21 أكتوبر 2015 - 4:57
بداية القصة الاسطورة
كثيرون هم أولئك الذين يقولون أن اليهودي التائه بطل أسطورة من الأساطير. ولكن المؤرخين والكتاب أجمعوا على أن قصته ليست خيالاً قط، بل هي حقيقة واقعة، وإن اختلفوا في مدى حياته وعذابه وتشرده والأيام والأعوام والأجيال التي عاشها؛ وهل قضت عليه الأقدار حقاً بالحياة الدائمة المتجددة يقضيها شريداً ضالاً بين مشارق الأرض ومغاربها رمزاً للعنة الأبدية. وسواء كانت الأولى أم الثانية، ذكر المؤرخون تاريخه وقصته ووجدت سجلات في بلدان كثيرة أثبتت أنه ظهر فيها بعض الوقت في أجيال وصور متباينة. قالوا إن جبل الزيتون المطل على القدس كان يموج بزرافات من القوم كلهم يحيطون برجل ترتفع فوقه هالة من النور. وكان الضجيج والصخب والصراخات تملأ المكان وتتحرك مع حركة ذلك الموج الزاخر المنطلق في طريقه إلى أورشليم. وبلغ القوم قاعة المحكمة حيث أرادوا أن ينتهوا من الأمر الذي بيتوا النية عليه سريعاً. وفي داخل القاعة نصبوا قضاتهم، قضاة رتبوا من قبل ذلك الحكم الذي سيصدرونه. ولم يكن ثمة دفاع، فقد كان كل ما يريدونه أن يصلبوا السيد المسيح لينتهوا من أمره. ومضت ساعة. وانتهت القصة التي أرادوها وحاكوا خيوطها. واجتمع اليهود الذين ملأوا القاعة وراحوا يجرون السيد المسيح من قاعة المحكمة ليسوقوه حيث يتمون نهاية القصة. وبينما هم يمرون من باب القاعة تعثر على عتبتها حيث وقف "كارتا فيلوس" اليهودي حارس الباب. وبكل وقاحة انحنى كارتا فيلوس فدفع السيد ولكمه على ظهره بقبضة يده وهتف ساخراً: أسرع، لماذا تتمهل؟ والتفت السيد المسيح ونظر إليه نظرة قاسية وقال في هدوء: سأذهب سريعاً، أما أنت فستبقى. ومنذ تلك اللحظة انصبت اللعنة على كارتا فيلوس، فقد ارتفع المسيح سريعا، أما هو فبقي طويلاً، وطويلاً جداً، ليكون رمزاً للإثم الأكبر الذي ارتكبه اليهود في ذلك اليوم وما تلاه من أيام
دورة لانهائية
راحت السنون تمر وكارتافيلوس في دورته اللانهائية فوق الأرض. وكلما بلغ المائة، انتابه هزال فظيع ينتهي بغيبوبة طويلة يعود بعدها شاباً كما كان تماماً وقت أن انصبت عليه اللعنة، وهكذا دواليك. ويظل كارتا فيلوس يسير. وفي خلال اختفائه وظهوره يتبدل اسمه ويتباين. فهو مرة يوسف وأخرى ناشورس. ولكنه في كل هذه المرات لا تتباين طبيعته أبداً. فهو شديد التحفظ دائماً، قليل الكلام، نادر الحديث، فلما يبدي استياء أو يوجه إلى أي فرد من الناس لوماً. ولعله يعيش في ذلك على أمل واحد. هو أن رحمة الله وسعت كل من في الأرض. وربما غفر الله له هو الآخر ذنبه الكبير
أصل الحكاية
أصل الحكاية يعود للقرن الثالث عشر، حيثُ الإيمان المسيحي بأن اليهود فقدوا وتشردوا في الأرض، عقاباً لقتلهم المسيح. ولهذه القصة تأثير واضح في قصة الهولندي الطائر.
كما نرى أيضاً أن هذه القصة مرتبطة بأحداث ذكرت في القرآن الكريم، عندما طلب موسى من بني إسرائيل أن يفتحوا معه بيت المقدس ويحرروه. لكنهم أجابونه بالرفض التام (فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون) فحرم الله عليهم الأرض، وفرض عليهم التيه فيها أربعين سنة.
ذكرت القصة للمرة الأولى في كتاب "زهور التاريخ" (باللاتينية: Flores historiarum) للمؤرخ روجر أوف واندوفر، وكان ذلك في العام 1228، حيثُ أن كبير الأساقفة الأرمني زار إنجلترا فسألهُ رهبان سانت ألبان حول يوسف الرامي الذي يقال بأنهُ تكلم مع السيد المسيح، فحدثهم كبير الأساقفة أنه رأى بواباً لبيلاطس البنطي يدعى كارتافيلوس، ضرب المسيح يوم صلبه.
ماثيو الباريسي، في تكرار لمقطع وندوفر، ذكر بأن أرمناً آخرين أكدوا القصة عند زيارتهم لسانت ألبان عام 1252، واعتبرها برهاناً عظيماً للدين المسيحي. حكاية مماثلة معطاة في سجلات فيليب موسك (مات 1243). وهناك حكاية مشابهة لنفس القصة عرفها غويدو بوناتي وهو فلكي اقتبس منه دانتي، ويدعو بطل الحكاية ضارب الرب (باللاتينية: Butta Deus) (بالإيطالية: Giovanni Buttades) لأنه ضرب السيد المسيح. تحت هذا الاسم يقال بأنه ظهر في مودجيلو في 1413 وفي بولونيا في 1415 (في زي راهب فرانسيسكاني من النظام الثالث).
وأعيد إحياء القصة عام 1602 م في كُتيب ألماني ذكرت فيه قصة قصيرة، عن يهودي يدعى أحشويرش، لم يعمّد، ويذكر عام 1542 م قضة التقاء بولوس فون إتزن (وهو أسقف لوثري لشليزفيغ مات عام 1598 م) بيهودي عجوز ادعى ضربه للمسيح يوم صلبه، وهذا الاعتقاد على الأغلب أتى من فكرة ظهرت أن المسيح الدجال سيأتي عام 1600 م وسيسانده اليهود. هذا الكتيب ترجم وبيع بسرعة في أوروبا البروتستانتية، ويُظَن أن كاتبه هو خريسوستوموس من وستفاليا وطبعه كريستوف كروتزر، ولكن لم يعرف أي كاتب أو ناشر بهذا الاسم في تلك الفترة. ويُظَن أن القصة بكاملها خرافة اختلقت لدعم الرأي البروتستانتي حول الشهادة المستمرة عن حقيقة الكتاب المقدس في شخص اليهودي الذي لا يموت كمواجهة للتقاليد البابوية للكنيسة الكاثوليكية.
هناك أسطورة كانت مستندة على إنجيل يوجنا 21:20 بأن التابع المحبوب من أتباع المسيح لن يموت قبل المجيء الثانيِ للمسيح؛ بينما أسطورة أخرى (تيار من القرن السادس عشرِ) أدانت مالخوس، الذي قطع بيتر أذنه في حديقة غيثسيماني (يوجنا 17:10) ليتجول للأبد حتى المجيء الثاني. الأسطورة تزعم بأنه كان مدانا لسخريته من السيد المسيح. هذه الأساطيرِ وجملة متى 16:28 أدخلت مع أسطورة يوسف الرامي والكأس المقدسة، وأَخذت الشكل الذي قدمه كل من روجر من ويندوفر وماثيو الباريسي. لكن لا شيء يظهر انتشار هذه القصة بين الناس قبل كتيب 1602، ومن الصعب رؤية كيف أن كارتافيلوس هذا ساهم في انتشار أسطورةِ اليهودي التائه، حيث لم يكن يهوديا ولا متجولا. مؤلف كتيب 1602 كان على إطلاع بشكل مباشر أَو بشكل غير مباشر بالقصة كما تعامل معها ماثيو الباريسي حيث انه يعطي تقريبا نفس السجل. لكنه يعطي اسم جديد إلى بطله ويربط مباشرة بين مصيره وجملة إنجيل متى 16:28.
لقيت القصة فبولاً وشعبية كبيرين، وظهرت ثمان إصدارات للكتيب عام 1602 وظهر الإصدار الرابع عشر قبل نهاية القرن، وترجمت إلى الهولندية والفلمنكية بنجاح مساوٍ، وأصبحت مشهورة في إنجلترا قبل العام 1625، وكذلك ظهرت نسخ ساخرة في السويد والدنمارك، بينما اشتهر في التشيك تعبير اليهودي الخالد، أي أنها ظهرت في كل الأماكن التي كان يوجد فيها بروتستانت، بينما لا تُسمع هذه الحكاية في جنوب أوروبا كثيراً، لكن رودولف بوتوريوس وهو أحد وكلاء البرلمان في باريس، يتكلم باستخفاف عن الإيمان الشعبي بقصة اليهودي التائه في ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا.
المشاهدات
تمر القرون ولا يزال اليهودي التائه شارداً في أنحاء الأرض، ويتم تناول قصته عبر هذه القرون كلما اكتشف أمره في بلد من البلدان. وكلما نسي القوم أمره ظهر من جديد ليذكّر الناس بقصة اللعنة الكبرى. ومن ذلك يتحدث "بول دنزن" العالم الديني وأسقف مدينة شلزفنج الألمانية عام 1564 فيقول: إنه ذهب في شتاء 1542 ليزور والديه في هامبورغ، وفي يوم الأحد ذهب إلى الكنيسة، وهناك وفي أثناء إلقاء الموعظة شاهد أمام منبر الواعظ رجلاً مديد القامة عاري القدمين تتدلى خصلات شعره الطويلة على كتفيه، يقف في شيء من الذهول وهو يستمع إلى الموعظة ساكناً مهتماً. وعندما ذكر الواعظ اسم السيد المسيح نكس الرجل رأسه وخبط صدره بيده وثقل تنفسه. ولم يكن الرجل يرتدي إلا ثوباً واحداً برغم البرد القارس الشديد. ومن فوقه عباءة ممزقة تتدلى حتى قدميه. وأثر ذلك المنظر في رجل الدين فانطلق إليه يسأله. وراح الرجل يقص عليه قصته. فإذا هو ذلك اليهودي الذي لعنه المسيح يوم محاكمته ينتقل بين دول العالم المختلفة. ثم بقي حياً منذ ذلك التاريخ.
تاريخ الشرق
في مدينة بول ديزن التقى اليهودي التائه بعميد مدرسة هامبورغ وهو رجل يعرف تاريخ الشرق معرفة واسعة. وراح يحدثه عن تاريخ الشرق منذ وقت المسيح حتى أدهشه بدقة المعلومات وشمولها وعمقها ومطابقتها للتاريخ كل المطابقة. وتمر سنون وسنون، ومرة أخرى يظهر اليهودي التائه في ستراسبورغ فتقبض عليه السلطات بتهمة التشرد. ولكنه عندما يستجوب عن حقيقة حاله يحكي قصته ويقول إنه سبق أن مر بستراسبورغ قبل ذلك بمائتي عام وترجع السلطات إلى سجلات المدينة فيعرفون أنه لم يكن كاذباً. فيطلقونه ليستأنف المسير من جديد. وتمر أعوام ثلاثون، ثم يظهر اليهودي التائه عام 1604 في لابوفيه بفرنسا، ويشهده الناس بجوار قصر أسقف تلك المدينة. وهناك يحيط به الصبية والغلمان ولا يأبه له أحد. فكلهم يشككون في أمره ويقولون إنه مجنون. ولا شيء أكثر.
ويروح التائه الملعون ينتقل بين المدن والبلدان. وفي كل انتقال تصحبه أعاصير وعواصف ورعود حتى يبلغ غابة سوان بألمانيا عام1640. وهناك تذاع قصته ويعرف خبر وصوله. ويندفع الناس يبحثون عنه فيجدونه نائماً مستلقياً بجوار جدار الكاتدرائية. وحينما يصحو يستدعيه الكاردينال فيسأله عن قصته. ولكنه يحكي له عن حلم رآه وهو نائم، حيث اقترب منه شخص أشعث أغبر طويل القامة عملاق يحيط نفسه بعباءة طويلة تخفي أغلب وجهه ولا يبدو من تحتها سوى عينين تشعان ببريق ناري غريب. وقال له العملاق: "انهض على قدميك. فلن تسقط بعد اليوم ما دمت معي". قال له اليهودي التائه: " معك؟ ومن تكون؟". قال العملاق: "منقذك. اخترتك من دون الناس. فأنت مثلي تائه في الأرض. وأنا إبليس التائه بين الأرض والسماء. تلاحقني اللعنة في كل مكان. وقد وجدت يائساً. يعميك الحقد ويملؤك اليأس". صرخ اليهودي التائه: "إذن أنت الذي وسوست لي. كان المسيح يمر ببابي يدفعه جند الرومان وتلاحقه اللعنات ويضنيه جهد المسير وهو يرزخ تحت عبء الصليب. وسألني أن أدعه يستريح على حجري. ولكنك همست في أذني. ادفعه عنك. اصرخ فيه. أنا لا أجد رحمة من أحد. ولن أهب الرحمة لأحد. امض في طريقك. سر. وفي أذنه صوت لا يزال يدوي. الحق الحق أنا أقول لك. ستسير على قدميك. وتهيم على وجهك إلى يوم البعث. هكذا يريد الرب الذي في السماء. فهلا طلبت لي الرحمة والعفو يا سيدي الكاردينال؟" ولم يستطع رجل الدين أن يقول له شيئا فتلك إرادة السماء.
ويواصل اليهودي التائه مسيره، وفي يوم 22 أبريل عام 1772 يدخل مدينة بروكسل، حيث يلح عليه الناس للبقاء. ولكنه يرفض ويستأنف سيره حتى يختفي بين الجبال المحيطة بالمدينة. وكانت تلك آخر ليلة يراه فيها الناس. ومع مرور قرون أخرى لا يدري أحد هل استقر في مكان ما أم نزلت به الرحمة التي كان يتمناها. وهل لا يزال يتنقل بين المدن والبلدان في هيئته المزرية يرفع يديه في الحين والحين نحو السماء ضارعاً في انتظار العفو والغفران من رب السماوات
تحليل الأسطورة
بنيت التقارير المكررة عن الوجود الأصلي لليهودي التائه الذي يحتفظ في ذاكرته بتاريخ صلب المسيح على مجموعة من الأساطير الألمانية في القرن التاسع عشر، والفكرتان اللتان جُمعتا في قصة الهارب القلق قريب قابيل والتائه إلى الأبد فتتمثلان بشكل منفصل في الأسماءِ الحالية المعطاة لهذه الشخصية في البلدان المختلفة. وفي أكثر اللغات التيوتونية يمتد التركيز إلى الشخصية الملعونة وهي المعروفة بالأبدي، أَو اليهودي الأبدي (بالألمانية: Ewige Jude). في الأراضي التي تتكلم اللغات الرومانسية، فإنه يدعى باسم الجوال أو التائه (بالفرنسية: le Juif errant) وهو ما يتبعه الشكل الإنجليزي، حيث من المحتمل أن يكون مشتقاً مباشرة من فرنسا.
أعطى الاسم الفعلي إلى يهودي غامض يتفاوت في النسخ المختلفة: الكتيب الأصلي يدعوه أهاسفر أو أحشويرش، وقد اتبع ذلك في أغلب النسخ الأدبية؛ مع ذلك من الصعب تخيّل أي يهودي يدعى باسم الملك المعادي لليهود المثالي في سفر إستر. عندما ظهر مرة في بروكسل كان اسمه إسحاق لاكيديم، ويدل هذا على معرفة ناقصة بالعبرية في محاولة لتمثيل إسحاق "من الكبير" أليكساندر دوماس استعملَ هذا العنوانِ أيضاً.
في الجاسوسِ التركيِ، اليهودي التائه يدعى بول ماران ويفترض بأنه عانى من الاضطهاد على يد محاكم التفتيش الإسبانية التي كانت تتعامل مع المارانوس أو اليهود السريين لشبه الجزيرة الآيبيرية. في إشارات إلى الأسطورة في الكتابات الإسبانية، فاليهودي التائه يدعى خوان إسبيرا إن ديوس.
إن مصدر كل هذه التقارير شاهد عملية الصلب الذي يعيش للأبد من المحتمل أن يكون إنجيل متى 16:28 : "يكون البعض منهم يقفون هناك حيث لا يذوق حكيم طعم الموت حتى يرى ابن الإنسان يجيء إلى مملكته." وبما أن المملكة لم تأتِ، فتم الافتراض بأنه لا بد أن يكون هناك أشخاص أحياء الآن كانوا حاضرون في زمن الصلب. هذه الكلماتِ في الحقيقة اقتبستْ في كتيبِ 1602.
حاول الباحث مونكيور دي. كونواي أن يربط بين أسطورة اليهودي التائه وكل سلسلة أساطير الأبطال الخالدين مثل الملك آرثر، وفريدريك الأول برباروسا، وأهل الكهف، وتوماس الناظم، وريب فان وينكل. فذهب للربط بين الأسطورة والفانين الذي يزورون الأرض، مثل ييما في ثقافة الفرس، و"قدامى من الأيامِ" في أسفار دانيال وإينوخ. ويربط بين الأسطورة والميل الكامل من القرون الوسطى لاعتبار اليهودي كشيء غريب وغامض. لكن كل هذه التفسيرات الأسطورية زائدة عن المطلوب، حيث يمكن تتبع الأسطورة الفعلية موضع السؤال بالتأكيد إلى كتيب 1602. نفس الملاحظة تقدم إلى فهم حكاية الخضر.
الأثر الأدبي
هذه التشكيلة من العقاب الأبدي بالتجول القلق جذبت خيال عدد غير معدود من الكتّاب في كل الألسن الأوروبية تقريباً. اعتبر اليهودي التائه رمزاً يمثل رحلات وآلام شعبه. انجذب الألمان للأسطورة بشدة فأصبحت موضوعاً لعدد من قصائد فرانز شوبرت وشرايبر ومولر ونيكولاوس ليناو وكاميسو وشليغل وموسن وكولر؛ ومن هذا التعداد يمكن رؤية بأن الحكاية كانت موضوعاً مفضلاً في المدرسة الرومانسية. هؤلاء ربما تأثروا بمثال غوته، الذي يصفون في سيرته الذاتية حبكة قصيدة نظمها عن اليهودي التائه. هناك قصائد أحدث أعدت عن الموضوعِ بالألمانية بقلم أدولف فيلبرانت وفريتز لينهارد وآخرين؛ وبالإنجليزية ثمة قصائد بقلم الشاعر الاسكتلندي روبرت وليامز بيوكانان، وبالهولندية بقلم هـ. هايرمانز.
ثمة روايات ألمانية دارت حول الموضوع أيضاً كتبها كل من فرانز هورن، وأوكلرز، ولاون وشوكينغ، وتراجيديات كلاينمان، وهاوسهوفر وزيدليتز. كما كتب سيغيسموند هيلر ثلاثة مقاطع من قصيدة طويلة عن رحلات أحشويرش؛ في حين استقى هانز كريستيان أندرسن منه حكاية "ملاك الشك". بينما يصل روبرت هامرلينغ إلى إشراك شخصية نيرون مع اليهودي التائه. في فرنسا نشر "إي. كوينيه" ملحمة نثرية عن الموضوع في 1833، ويوجين سو في أحد أشهر أعماله اليهودي الضال (بالفرنسية: Le Juif errant) (1844) يقدم اليهودي التائه في مقدمات أقسام الرواية المختلفة ويربط بينه وأسطورة هيروديا. في الأزمنة الحديثة، كان ما يزال الموضوع شعبياً برسوم غوستاف دور (1856).
في إنجلترا، إضافة إلى الأغنية الشعبية في كتاب البقايا لبيرسي، قدم ويليام غودوين فكرة شاهد أبدي لمسار الحضارة في كتابه سانت ليون (1799)، ويقدم صهره برسي شيلي أحشويرش في قصيدته الملكة ماب. ومن المشكوك فيه على أي مدى وصل جوناثان سويفت في استلهامه لشخصية سترالدبوغز الخالد من فكرة اليهودي التائه. وفي رواية سالاثييل لجورج كرولي والتي ظهرت بشكل مجهول في 1828، أعطى كرولي صياغة متقنة للأسطورة؛ وأعيد نشرها ثانية تحت عنوان "انتظر حتى آتي".
اسطورة الجرغول : مزراب الغموض
لطالما لفت انتباهي تلك التماثيل المنحوتة في كاتدرائية نوتردام في باريس وعدد من الكاتدرائيات والمباني الأخرى في أوروبا وتساءلت لماذا نحتت تلك المخلوقات الغريبة والبشعة وذات الأجنحة على الجدران والأجزاء العلوية من تلك الكاتدرائيات وبالذات هذا النحت بالصورة أدناه الذي له إطلاله رائعة على المدينة ، حيث امتلأت الكاتدرائيات القوطية في العصور الوسطى بالرمزية لأن معظم الناس كانوا أميين في الغالب ولكن أيضاً من المفترض أن يكون طابع المنحوتات على تلك الكاتدرائيات مناسباً لها شكلاً ومضموناً .
ومن باب الفضول العلمي قررت البحث عن أصل هذا المخلوق الذي يدعى بـ الجرغول Gargoyle لمعرفة أصل حكايته ولماذا جرى نحته وتجسيده ، وحصلت على معلومات لا بأس بها أثناء مهمة البحث ولكنها متناقضة ومتنوعة كتنوع تصميم ونحت الجرغول نفسه ولم افهم أهو حيوان أسطوري أم شيطان أم مجرد خرافة وخيال فني واسع !
أصل الأسطورة
هناك أسطورة فرنسية عن الجرغول ظهرت في عام 641 في مدينة روان تقول بأنه كان هناك وحش يسمى غوجي أو جراغول وهي تعني ذو الأجنحة وهو طويل الرقبة ظهر في ذلك العام يتغذى على دماء المخلوقات ويقوم بقتل وتشويه الماشية ، وهذا ما ينطبق إلى حد ما شكلاً أو حتى إسماً مع هذه المنحوتات الفريدة والمميزة على كاتدرائيات العصور الوسطى .
الغريب أن بعض الآراء تقول انه تم نحت تلك التماثيل لذلك المخلوق المخيف لطرد الأرواح الشريرة ! فهل هذا مقنع ؟ هل هو محاربة النار بالنار مثلاً ! وهل الأرواح الشريرة الحقيقية تخاف من مجرد حجر بشع ؟
وظيفة في طرد الأرواح الشريرة
يقول أصحاب هذا الرأي أن تلك التماثيل عندما نحتت في القرون الوسطى عادة ما كان المهندسين المعماريين آنذاك يستخدمون الجرغول في التصاميم الفنية للكنيسة لنقل رسائل إلى عامة الناس و كانت الصور أفضل وسيلة لنقل الأفكار واستخدم الجرغول ليقف متربصاً للشر خارج جدران الكنيسة حيث أكثر من 5000 جرغول منحوتة وبأشكال متعددة وتمثل أكثرها مزاريب للزينة لتصريف مياه الأمطار في كاتدرائية نوتردام بباريس - ومع ذلك ينظر بعض رجال الدين في القرون الوسطى إلى الجرغول كشكل من أشكال الوثنية ، حيث قال زعيم كنسية نوتردام آن ذاك والذي كان يدعى سانت برنارد و تحدث علناً ضد الجرغول وتساءل : " ما هذه الوحوش الرائعة التي تشاهد أمام أعين الأخوة المصلين ؟ ما هو المعنى لهذه الوحوش والقردة النجسة ؟ لأي غرض وضعت هذه المخلوقات هنا ؟ علينا أن نستحي وأن نخجل من وضع هذه السخافات في هذا المكان " .
ملائكة ساقطة
يزعم البعض في الغرب أن الجرغول عبارة عن ملائكة ساقطة من السماء ألقى بها الله لعدم القتال إلى جانبه في حرب السماء ولأنهم عصوا الله كان هذا سبباً في مسخهم مما جعلها مشوهة بشكل مخيف
تقارير من تشيلي
- في تقارير قريبة تعود لعام 2004 تم الإبلاغ عن مخلوقات غير عادية تحلق بأجنحة مع وجوه الكلاب ، بواسطة المسافرون في عدة مرات خلال السنوات القليلة الماضية على امتداد الطريق السريع الذي يمر عبر صحراء آشا بامبا وهو ما أسموه الجرغول التشيلي – وذلك في السهول القاحلة في شمال تشيلي التي يقال بأنها مستعمرة من قبل حيوانات ومخلوقات غريبة مخيفة تقشعر الأبدان.
تجربة عائلة كارلوس توري
تركزت أكثر القصص عبر الطريق السريع المؤدي إلى مدينة أريكا ، أخذت شهادة عائلة كارلوس توري ، حيث ذهبت العائلة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع وغادرت مسكنهم في باكودانو متجهين إلى مدينة أريكا لزيارة بعض الأقارب وبعد مرور ساعتين على رحلتهم حل الليل وكانت مصابيح السيارة مضيئة وكذلك نور القمر المشرق الذي يحلق فوقهم في سماء صافية – لاحظت الابنة الكبرى لكارلوس ( كارمن ) وجود اثنين من الكيانات غير العادية من خلال النافذة الخلفية للسيارة ووفقاً لكارمن التي كانت في حالة ذهول ، قالت : " كنت أجلس في المقعد الخلفي في السيارة مع أختي وكنا نتحدث ونظرت من خلال النافذة الخلفية وشاهدت مخلوقين قريبين حيث بدت كأنها طيور كبيرة مع رؤوس كرؤوس الكلاب واقفة على الأرض وهي ترفرف بأجنحتها " .
شاهدت كارمن وشقيقتها ووالدتها تيريزا ووالدها كارلوس تلك المخلوقات وبدأوا بالصلاة خوفاً من المصير الذي من الممكن أن يصيبهم إذا قررت تلك المخلوقات مهاجمتهم – وكانت عائلة كارلوس في حالة ذهول وصدمه وقام كارلوس على الفور بزيادة سرعة السيارة تاركاً ورائه تلك الوحوش خلفهم إلى أن وصلوا بسلام .
شوباكابرا ؟
شوباكابرا - تصور فني
بالنظر إلى ما تم وصفه من قبل الكثير من شهود العيان في تشيلي حول هذا المخلوق فأنه في الواقع لا شئ يثبت وجود مثل هذا المخلوق ولكن دعونا نفكر قليلاً في عدد قليل من الخيارات ، عندما عثرت على هذه القصة بدا لي أن هذا المخلوق يشبه إلى حد ما حيوان شوباكابرا الأسطوري وهي كلمة اسبانية تعني مصاص دماء الماعز وهي مجنحة ولديها أنياب ومخالب كبيرة ومن الممكن أن تقفز لمسافات طويلة – والخيار الثاني يبدو هذا الوصف قريب من المخلوق الذي أسموه شيطان نيو جيرسي أو شيطان ليدز الذي شوهد في ولاية نيو جيرسي الأمريكية وهو عبارة عن مخلوق يمشي على قدمين حيث وصفه رجل يدعى روس مويتس زعم أنه شاهده وقال أن هذا المخلوق كان يمشي على رجليه الخلفيتين وكان ظهره على الأقل بطول 4 أقدام وكان لونه رمادياً و رأسه خليط من رأسي كلب وإنسان وله عينان حمراوان ، وكذلك الوصف يبدو قريباً من وصف الرجل العثة أو حتى من الأسطورة الفرنسية حول الجرغول .
فهل الجرغول نوع من مجموعة هائلة من الثديات غير المعروفة أو من الأنواع الحيوانية غير المكتشفة حتى الآن ، أم أنه حيوان متشيطن وفقاً لبعض النظريات التي تقول أن الشيطان هو عبارة عن فصيلة نادرة من الحيوانات لا تخضع لأي نوع من التصنيف ، أم أنها مجرد تصاميم فنية حيث استخدم النحاتين خيالهم الواسع في صنع هذه التماثيل ؟
أخيراً... يبدو أن الأسباب في صنع هذه المنحوتات والغرض منها لا تزال مجهولة - لماذا وضعت هذه المنحوتات التي تمثل مخلوقات بشعة على الكاتدرائيات في كثير من الأماكن وهو بيت الله وللعبادة ؟ لا أحد يعرف على وجه اليقين – الجرغول لا يزال لغزاً .
شاهد الفيديو
فيلم من إنتاج هوليوود في عام 1972 بعنوان Gargoyles :
:https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=59Kz6G8174w
اسطورة محاربات الأمازون
محاربات الأمازون .. قبيلة من النساء احترفت إذلال الرجال!
تصوري عزيزتي القارئة أن تعيشي في مجتمع كل أفراده من بني جنسك , أي النساء فقط , مجتمع لا مكان فيه لأخ يتحكم فيك و يصرخ عليك لأتفه الأسباب و لا لزوج ينكد عليك عيشك لأن الطعام لم يعجبه أو لأنك اشتريت شيئا ما أرهق جيبه النحيل و استفز طبعه البخيل , و تصوري أنك في منتهى الشجاعة لا تهابين أي شيء و لديك من القوة ما يجعل أثخن شارب عربي ينحني لك خوفا و وجلا , لا بل الأدهى من ذلك هو انك محاربة باسلة تغزين مدن الرجال فتأسرين من يعجبك منهم , مثل براد بت أو عمرو دياب أو كاظم الساهر , و تجعليه عبدا عندك يطيعك في كل ما تأمرين .. ربما تتساءلين سيدتي هل هذا خيال ؟ ربما يكون كذلك , لكن اسمحي لي قبل ان ينكد احد الرجال هذا الحلم عليك , أن أقص عليك أسطورة رواها القدماء عن قبيلة تدعى الأمازون كان جميع أفرادها من النساء المحاربات اللواتي لم يخضعن لرجل في حياتهن بل طالما هزموه و مسحوا به الأرض.
هل الاسطورة حقيقية .. هل كان هناك حقا نساء محاربات ؟
الأمازونيات نساء جميلات حسناوات عرف عنهن بغضهن الشديد للرجال إلى درجة أنهن كن يقتلن أطفالهن إذا ولدوا ذكورا , كانت مملكتهن للنساء فقط و ويل لعاثر الحظ من الرجال إذا قادته خطاه إلى دخول حريم أرضهن فهو ملاقي حتفه لا محالة فالأمازونيات محاربات باسلات و فارسات ماجدات لا يشق لهن غبار برعن في الرماية فلا تخطيء نبالهن و لا تحيد عن قلوب الرجال لتفلقها و تدميها أما رماحهن الطويلة فتحمل علقما و موتا زؤاما في ساحات الوغى و النضال تخر أمامها عزائم الشجعان و تفر منها جموع بني آدم و تصير شذر مذر كما ان فؤوسهن ماضيات ذات نصلين تحصد الهامات كما يحصد المنجل سنابل القمح في الحقول.
و قد وردت في كتب و ألواح المؤرخون الإغريق القدماء الكثير من الأساطير عن الأمازونيات فذكروا إنهن أول من روض الخيل و امتطاها من بني البشر , و أنهن خضن عدة حروب ضد أثينا و غيرها من المدن الإغريقية القديمة , و قد اختلفوا حول مكان مملكتهن , فذكر بعضهم أنها تقع في الأناضول إلى الجنوب من البحر الأسود و أن كلمة "أمازون" معناها "بدون رجل" في الإغريقية القديمة , فيما زعم فريق آخر بأن ارض الأمازون تقع إلى الشمال في أوكرانيا , و هناك أيضا من قال بأن مملكة الأمازون تقع في شمال أفريقيا و زعم بأن اسمها مشتق من كلمة "امازيغ" أي أقوام البربر الذي استوطنوا تلك الأصقاع منذ فجر التاريخ.
و رغم اختلاف المؤرخين حول مكان مملكة الأمازون إلا أنهم اتفقوا على أنها كانت مملكة واسعة تتكون من عدة مدن ذكروها بالاسم و أن ملكة الأمازونيات كانت فائقة الحسن و الجمال و غاية في الشجاعة و الإقدام , لكن نقطة ضعف الأمازونيات الوحيدة و الأمر الوحيد الذي يحتجن إلى الرجال فيه كان الجماع و التكاثر و ذلك كي لا تقل أعدادهن و ينقرضن , و لهذا السبب و لمرة واحدة في السنة , كانت الأمازونيات البالغات يذهبن في رحلة جماعية إلى إحدى المدن الواقعة عند حدود مملكتهن فيضعن أسلحتهن جانبا ثم تنصب كل واحدة منهن خيمة و يتربصن حتى يأتي إليهن رجال تلك المناطق ممن يعلمون قصتهن و مسلكهن فيضاجعونهن ليوم و ليلة واحدة فقط , و هذا اليوم اليتيم خلال السنة كان هو يوم السلم الوحيد بين الأمازونيات و معشر الرجال أما في سواه فلم يكن هناك شيء في الدنيا أحب إلى قلب الأمازونية من إذلال الرجل و قتله. و عند عودة الأمازونيات من رحلة التكاثر السنوية كانت الحوامل منهن ينتظرن بفارغ الصبر حتى يلدن ليرين ما أنجبت بطونهن و ويل للمولود إذا كان ذكرا لأن المسكين كان يقتل فورا أو يترك في البرية ليموت جوعا و تلتهمه الحيوانات المفترسة , و في أحيان نادرة , قد يكون في قلب الأم ذرة من الرحمة فتحمل مولودها الذكر لتتركه عند مشارف إحدى البلدات أو المدن الإغريقية ليلتقطه سكانها و يربوه. أما إذا كان المولود أنثى فكانت تستقبل بالحفاوة و التبريك , و تبدأ الأم بتعليم ابنتها فنون القتال و الكر و الفر منذ نعومة أظفارها كما تقوم بقطع ثديها الأيمن أو تكويه بالنار(1) حتى لا ينمو و ذلك لكي لا يعيقها مستقبلا عند استعمال قوس الرماية و غيره من الأسلحة كما أن الأمازونيات اعتقدن بأن قطع أو كي الثدي الأيمن سيقوي بالمقابل الذراع و الساعد الأيمن. إضافة إلى شجاعتهن و صلابتهن فقد عرف عن الأمازونيات أيضا صبرهن و شدة جلدهن , و من عجائب ما ذكره المؤرخون الإغريق حول قدرة التحمل لديهن هو أن الأمازونية بإمكانها عند الضرورة البقاء فوق صهوة جوادها لعدة أيام بدون أن تترجل و خلال هذه المدة يكون غذائها و شرابها الوحيد هو دماء الحصان الذي تمتطيه عن طريق جرح صغير تشقه في رقبة الحيوان و تمص الدم منه.
رغم كل ما ذكره القدماء حول قسوة الأمازونيات و كرههن الأعمى لجنس الرجال لكن ذلك لم يمنع من أن تقع بعضهن صريعات سهام العشق و الهوى , ففي بعض الروايات ذكروا أن الأمازونيات في غزواتهن و حروبهن كن يقتلن جميع الأسرى من الرجال لكن أحيانا كان البعض من الشباب يستثنون من القتل لكي يكونوا عبيدا , و كان العبد من الرجال يؤخذ إلى مملكة الأمازون ليقوم بالأعمال المنزلية كالطبخ و التنظيف في بيت سيدته كما كان عليه أحيانا أن يكون شريكها في الفراش سواء برضاه أو تقوم باغتصابه عنوة!. و من قصص عشق الأمازونيات أيضا ما ذكرته إحدى الأساطير الإغريقية في أن ملكة الأمازونيات هيبوليتا أحبت بطلا إغريقيا و هربت معه إلى أثينا حيث تزوجا و أنجبت منه طفلا و قد كان هروبها و زواجها سببا في حرب مدمرة نشبت بين الأمازونيات و سكان مدينة أثينا الإغريقية. و في ملحمة الإلياذة هناك أيضا ذكر للأمازونيات تحت اسم "النسوة اللائي يحاربن كالرجال" إذ تروي الملحمة أنهن قاتلن مع جيش طروادة ضد الإغريق و أن البطل أخيل وقع في حب ملكتهن. أما في أسطورة هرقل الإغريقي فقد كانت مهمته التاسعة هي سرقة حزام ملكة الأمازون السحري و قد استقبلته الأمازونيات بحفاوة كبيرة نظرا لما تناهى إلى سمعهن من قصص عن شجاعته الكبيرة و مغامراته الخارقة , لكن هرقل مثله مثل بقية الرجال , قابل حفاوة الأمازونيات بالغدر فقتل ملكتهن و سرق حزامها ثم فر هاربا.
أما المؤرخ الإغريقي الشهير هيرودوت فقد أسهب في حديثه عن الأمازونيات و ذكر عنهن قصة طريفة يمكن تلخيصها في أن الإغريق خاضوا حربا شرسة ضد الأمازونيات حتى هزموهن و قتلوا و اسروا الكثير منهن , و قد حملوا أسيراتهم في ثلاث سفن أبحرت بهن إلى أثينا , لكن خلال الرحلة البحرية تمكنت الأمازونيات الأسيرات من فك وثاقهن و قمن بقتل جميع البحارة الإغريق ثم قدن السفن على غير هدى حتى رست بهن عند احد الشواطئ الجنوبية لروسيا , و قد تصادف وصولهن إلى تلك البقعة النائية مع قدوم مجموعة من الشباب الاسكثيين الذين كانوا في رحلة صيد فنشب بين الفريقين قتال عنيف , إلا أن الاسكيثيين سرعان ما اكتشفوا بأن أعدائهم ليسوا سوى نساء لذلك انسحبوا من المعركة و عوضا عن القتال اخذوا يتوددون إلى الأمازونيات و يتصنعون اللطف و الرقة حتى روضوهن ثم اتخذوهن زوجات و أصبحن شريكاتهم في كل شيء حتى في الصيد و القتال و لهذا اشتهر الاسكيثيين بين الأمم القديمة بأن نسائهن محاربات باسلات يقاتلن مع الرجال في ساحة الوغى.
في العصر الحديث نظر الناس إلى قصة المحاربات الأمازونيات كأسطورة و خرافة قديمة , لكن وجود الكثير من الكتابات و الرسوم و النقوش في تراث الكثير من الأمم و الشعوب القديمة و التي تحدثت بأطناب عن المحاربات الأمازونيات دفعت عددا من الباحثين و الآثاريين إلى الاعتقاد بوجود بعض الجذور التاريخية الحقيقية للأسطورة , و كانت الأقوام البدوية القديمة كالاسكيثيين و السرمتيين الذين اجتاحوا جنوب روسيا و آسيا الصغرى منذ القرن التاسع قبل الميلاد هم الأقرب إلى أن يكونوا مصدر الأسطورة , فالاسكيثيين كانوا من البرابرة و كانوا في غاية الوحشية و التعطش للدماء , يسلخون جلود أعدائهم و هم أحياء و يستعملون جماجم خصومهم ككؤوس للشراب و إذا مات احدهم كانت تقام له جنازة ضخمة و كبيرة يحضرها أعيان القوم و يتم خلالها التضحية بزوجة الميت و بعض أهله و يدفنون معه أيضا كنوزا ثمينة (يدفنون الزوجة و المال حتى يستفاد منها الميت في الحياة الأخرى حسب عقيدتهم و التي كانت شائعة لدى الكثير من الأمم) , و ذكر هيرودوت و غيره من المؤرخين القدماء بأن نساء هذه القبائل كانت تشارك مع الرجال في الصيد و القتال و أنهن كن فارسات و راميات بارعات كالرجال. و قد اكتشف علماء الآثار حديثا العديد من قبور الاسكيثيين و السرمتيين في روسيا و أوكرانيا و استخرجوا منها كنوزا و نفائس لا تقدر بثمن , لكن المفاجأة الصاعقة كانت تنتظر الباحثين في احد القبور حيث عثروا على هيكلين عظميين لامرأتين مدفونتين و هما ترتديان بزة قتال كاملة و إلى جانبهن وضعت أسلحتهن و قد تبين بالفحص المختبري أن احد الهيكلين يعود إلى امرأة أمضت اغلب سنين حياتها و هي تمتطي الخيل حتى أن عظام فخذيها تحدبا نتيجة ذلك , أما المرأة الأخرى فقد وجودا داخل كتفها نصل سهم يبدو أنه أصابها بجرح خطير أثناء القتال في إحدى المعارك و قد ماتت متأثرة بجراحها , و قد كان هاذين الهيكلين بمثابة الدليل على صحة رواية المؤرخ هيرودوت التي كان الباحثين يعتبروها إلى وقت قريب من الأساطير , كما إن الاثاريين عثروا أثناء تنقيبهم في قبور السرمتيين في أوكرانيا على الكثير من رفات المحاربين القدماء و قد شكلت النساء المحاربات نسبة 25% من مجموع الهياكل المكتشفة , و في انكلترا اكتشف عام 2006 قبر قديم يضم رفات العديد من المقاتلين الرومان و من ضمنهم بقايا امرأتين ترتديان ملابس القتال و تحملان السلاح و يبدو إنهما كانتا من المرتزقة الذين يرافقون الجيوش الرومانية في الحروب و يرجح العلماء بأن موطنهن الأصلي هو جنوب روسيا أو بلغاريا.
الاكتشافات الأثرية الأخيرة دفعت الكثير من الباحثين إلى التساؤل بجدية حول حقيقة أسطورة النساء المحاربات , و قد وضع بعضهم نظرية مفادها أن الإغريق دخلوا حقا في معركة مع نساء محاربات و لكنهن لم يكن أمازونيات و إنما اسكيثيات ذهب عنهن رجالهن من اجل الغزو و الحرب و هذه عادة كانت تتكرر لدى القبائل البدوية الاسكيثية إذ كان الرجال يغادرون لفترات طويلة قد تمتد لعدة سنوات و خلال هذه الفترة فأن النساء كانت تقوم محل الرجال في حماية القبيلة و الدفاع عنها و يبدو أن الإغريق قد اشتبكوا مع إحدى هذه القبائل التي ذهب عنها رجالها للغزو (2).
و هناك نظريات أخرى حول حقيقة أسطورة المحاربات الأمازونيات , تزعم بأن جزيرة كريت اليونانية هي الموطن الحقيقي للأسطورة و أنها ظهرت خلال الحقبة التاريخية التي تعرف بالمينوسية و لتي امتدت على الجزيرة منذ الألف الثالث و حتى منتصف الألف الثاني قبل الميلاد , و على الرغم من أن العلماء لم يستطيعوا حتى اليوم فك رموز الكتابة المينوسية لكنهم الآثار التي عثروا عليها من تلك الحقبة كشفت عن مجتمع تقوده النساء أو على الأقل يتساوى فيه الرجال و النساء بشكل كامل , فالجداريات و النقوش داخل قصور و بيوت المينوسيين أظهرت الرجال و النساء و هم يشاركون في الألعاب الرياضية معا على قدم المساواة كما إن آلهة المينوسيين كانت جميعها أنثوية و بدا جليا أن النساء كانت لهن اليد العليا في أمور الدين و الدنيا في ذلك المجتمع الغامض الذي تعتبر لوحاته و نقوشه من أرقى و أجمل ما وجد من آثار في حوض البحر الأبيض المتوسط.
نظرية أخرى اعتقدت أن طبقة الكاهنات في العابد هي المصدر الأصلي لأسطورة الأمازونيات فقد كانت هذه الطبقة تشكل مجتمع نسوي خاص له طقوسه و قوانينه بعيدا عن سيطرة و هيمنة الرجل , و هناك أيضا نظرية ادعت أن الأسطورة نابعة عن الشذوذ الجنسي الذي اشتهر به الإغريق , فكما كان اللواط و الرجال المتحابون من الأمور العادية في المجتمع الإغريقي حتى أن الكثير من الفرق العسكرية الإغريقية و الإسبارطية و المقدونية كانت تتكون من أزواج من الرجال المتحابين , كذلك لم يكن السحاق و النساء المتحابات أمرا غريبا في ذلك المجتمع , بل إن كلمة السحاق الانكليزية (Lesbian ) مشتقة في الأساس من اسم جزيرة إغريقية ولدت فيها أشهر سحاقية في التاريخ و هي الشاعرة صافو (القرن السادس قبل الميلاد) و التي زعم البعض بأنها كانت تعيش مع مجموعة من النساء في إحدى الجزر و قد اشتهرت بأشعارها التي كانت تتغزل فيها بالنساء علانية و لذلك ربما يكون أصل الأسطورة يعود إلى مجموعة من النساء الشاذات اللواتي عشن معا بعيدا عن الرجال.
و أيا كان أصل أسطورة الأمازونيات فلابد ان نذكر بأن هناك الكثير من الأشياء التي تحمل اسم "أمازون" في عصرنا الحالي ربما يكون أشهرها هو نهر الأمازون و الغابات المحيطة به في البرازيل و قد سمي كذلك لأن مكتشفه الاسباني فرانشسكو دي اوريلانا عندما وصل إلى ما يعرف اليوم بحوض نهر الأمازون عام 1542 للميلاد زعم بأنه شاهد في الأدغال القريبة من النهر مجموعة من النساء المحاربات فتبادر إلى ذهنه إنهن محاربات الأمازون اللواتي ذكرتهن الأساطير الإغريقية و لهذا السبب أطلق على النهر و الغابات المطرية المحيطة به اسم "الأمازون" و لكن اغلب الظن أن ما شاهده فراشسكو في الأدغال لم يكن سوى مجموعة من رجال الهنود الحمر و لكن بسبب طول شعرهم و عدم نمو الشعر على وجوههم و أجسادهم لربما ظن أنهم نساء.
أسطورة المحاربات الأمازونيات تم اقتباسها في السينما و التلفزيون و اغلبنا يتذكر مسلسل المحاربة زينا (Xena ) التي عرض في التسعينات و اكتسب شهرة واسعة و الذي يدور حول قصة أميرة محاربة قديمة تخوض المغامرات الأسطورية و تعمل من اجل الخير , و هناك أيضا العديد من الأفلام السينمائية حول موضوع المحاربات الأمازونيات و لكن اغلبها مع الأسف يدور في فلك أفلام الإثارة و الإغراء و الإباحية , فرغم أن محاربات الأمازون اشتهرن بقسوة قلبهن و تعطشهن لدماء الرجال إلا إن فكرة وجود مجتمع من النساء الحسناوات اللواتي يرتدين ملابس القتال القديمة التي تكشف من الجسد أكثر مما تخفي طالما دغدغت مشاعر الرجال و حملتهم إلى خيالات و أوهام ربما تكون بعيدة كل البعد عن الأسطورة الحقيقية.
اسطوره صندوق بندورا
تحكبي القصة ان البطل الاغريقي الشهير برومثيوس بعد ان قدم خدمة
كبيره لزيوس " اله الاغريق فان زيوس كافىء برومثيوس بأن وهبه الارض
كلها وهي مكأفاة جزيلة، وحين صار برومثيوس مسئولا عن الارض قرر ان
يعلم الانسان اشياء كثيرة حتى انه خرق في سبيل هذا كثير من قواعد
ساده الاوليمب " ، وجاءت الطامة حين سرق برومثيوس سر النار من الالهة وعلمه للبشر وصار البشر يقدرون ان يشعلوا النار وستخدمونها وهنا قرر الالهة ان يعاقبوه بصرامه وقررو ان ينتقموا منه بطريقة عبقرية اكثر شرا وكان هذا العقاب هو " المرأة " لقد كان مجتمع الارض كله من الرجال وكان مجتمعا سعيدا جدا قبل ان يرسل الهة الاوليمب هدية من نوع جديد للبشر ... إمرأة
وتقول الاسطورة ان زيوس كلف " فولكانو " اله النار والحديد بصنع المرأة
وبهذا ترمز الاسطورة الى طبيعة المراة النارية، ثم تم استدعاء الهة الاوليمب الاخرين لتقديم هداياهم الى هذه المراة .. فمنحتها فينوس الهة الجمال والحب . ومنحتها مينرفا ( الهة الحكمة ) بعض الذكاء " من ثم اعطتها لاتونا قلب كلب .. ونفس لص .. وعقل ثعلب وفي الاخير سموا هذه المخلوقة الحسناء " بان – دورا " ومعناها " التي منحت كل شئ
تنزل بندورا الى الارض فتثير صخبا .. انها ملكة جمال العالم لسبب بسيط
هو انه لايوجد سواها .. وبالطبع تلقي شباكها حول برومثيوس لكن برومثيوس كان ذكيا وحكيما فلم يهم بها حبا وتجاهلها تماما ، فهام بها اخوه ابيمثيوس بسرعة واصر ان يتزوجها فوافق برومثيوس على مضض وعاش اخوه ايام لاتوصف من السعادة ..
ويوم ارسل " زيوس " مبعوثه هرمز بهدية للزوجين السعيدين .. هذه الهدية هي صندوق مغلق .
تنتهز بندورا فرصة غياب زوجها فتفتح الصندوق .. فجأة اظلم العالم
وخرجت ارواح شريرة من الصندوق .. ارواح يحمل كل منها اسما مخيفا مثل " النفاق . المرض . الجوع. الفقر وراحت المسكينة تدور حول نفسها
محاولة اغلاق الصندوق فلم تستطع .. في النهاية اغلقته بالفعل لكن بعد
ان حدثت الكارثة .. والجنة السعيدة تحولت الى جحيم حقيقي للبشر .
وهذا المصطلح نفسه " صندوق بندورا " يستخدم الى الان في الاشارة الى الشيء الذي ييمكن ان تنبثق منه كل الشرور والالام
اسطورة حورية البحر
هل يمكن أن يكون هناك أي أساس علمي لاثبات حوريات البحر ؟
موضوعياً لا يجب أن ننفي وجود مثل هذه المخلوقات بالمرة ، وحتى لو لم نقتنع بوجودها ونسبناها للأساطير والخرافات ، والنظريات العلمية تقول أنه من غير المستبعد وجود كائنات بحرية شبيهه بالإنسان وتطورت جينياً ، وكما قلت البعض من الذين يبادرون بتكذيب مثل هذه الغرائب ينسبون أقوالهم إلى العلم ، والعلم ليس له علاقة فيما نسبوا
أنهم يعتقدون أن الحوريات ليست سوى "الفقمة" أو كلاب البحر ، وأن ابتعاد البحارة عن موطنهم لفترة طويلة تتعدى الأشهر ، ولأنهم اشتهوا نسائهم بعد كل هذه المدة ومع اصابتهم بدوار البحر والإجهاد ، أصبحوا يتوهمون " وكأن البحارة كلهم قديسون لا يأتون غير نسائهم " يتوهمون أن كلاب البحر أو الفقمة كأنها كائنات بشرية الهيئة أنثوية جميلة من الجانب العلوي ولها ذيل سمكة ، خصوصاً أن للفقمة طريقة جلوس تشبه الإنسان وكما أنها ترضع صغيرها بطريقة مشابهه !
مثير للأستغراب ما يقوله هؤلاء ، لأنه غالباً كل "زعنفيات الأقدام" من الثديات البحرية التي تشمل ( الفقمة ، أسد البحر ، خروف البحر ، بقر البحر ) تتركز وتعيش غالباً في المياة الباردة في مناطق بحر الشمال وغرينلاند في نصف الكرة الشمالي ، وقليل منها مثل "بقر البحر" يعيش في المياه الدافئة مثل البحر الكاريبي "بحر الظلمات عند العرب" فأين العرب وقصصهم عن حوريات البحر من هذه المناطق .
مشاهدات حديثة لحوريات البحر
التقارير حول حورية البحر الحديثة هي نادرة جدا ، ولذلك لا يوجد أصلاً أي أساس علمي طالما الأدلة ضعيفة والمشاهدات نادرة في العصر الحديث خصوصاً ، والعلم من المستحيل أن يدلي رأي قاطع في شي لم يتيقن منه ، ولكن هناك تقارير صحفية مدهشة ومهمة عن حوريات البحر ، ظهرت في عام 2009 قالت أن حورية البحر قد شوهدت قبالة سواحل "كريات يام" في إسرائيل وبالدليل حيث تم تصويرها .
شاهد ما يشتبه أنها حورية البحر التي شوهدت وتم تصويرها قبالة سواحل اسرائيل
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=ogEbrEc_5OA
للأسف ، اختفت التقارير تقريبا بأسرع من ما ظهرت ( و دون مزيد من شهود العيان أو صور فوتوغرافية ) مما دفع كثيرين للاشتباه أن ما بالفيديو ناتج من الوهم البصري ، أو حتى مجرد خدعة لحشد السياح.
من الجدير بالذكر ايضاً أنه قبل بضع سنوات اكتشف العلماء في اندونيسيا عظام وجماجم لنوع من البشر وهو ما ينطبق عليه تماماً الأشكال المنتمية لأسطورة "الهوبيت" التي عاشت قبل أكثر من 12 ألف سنة ، بطول ثلاثة أقدام ، في البداية رفض العلماء كل المشاهدات والنتائج حول هذه المخلوقات لأنها بدت مستحيلة ، ولكن الإجماع السائد الآن هو أن هذه المخلوقات حقيقية في الواقع وهي أنواع مصغرة من البشر وبالذات بعد أن وجدوا المنازل التي كان يعيش بها مثل هذه المخلوقات
في المحيطات والبحار لا نستبعد وجود هذه المخلوقات "حوريات البحر" ، فنحن لا نعرف كل ما فيها ، في 6 مارس 2013 قبالة ساحل غرينلاند كانت غواصة في مهمة غوص بداخل المحيط بعمق 3000 قدم ، وأثناء رحلتها في أعماق المحيط ظهر لها مخلوق غريب يشبه الإنسان حسب الأجزاء التي ظهرت منه ، عندما أشار لهم بيد كبيرة بـ5 أصابع ، ويعتقد الباحثون أن هذا المخلوق هو حورية البحر أو شكل من أشكال حورية البحر أو ربما هو إنسان البحر الذي تحدث عنه الأقدمون
شاهد الفيديو عن المخلوق الغريب الذي يعتقد أنه نوع من حوريات البحر وتم تصويره من أعماق المحيط
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=iuXPdQqMYW0
وأخيراً ... حوريات البحر ليست مجرد خرافة أو أسطورة قديمة ، كانت وستكون جزء من الثقافة العالمية للشعوب النابضة بالحياة في كل أنحاء الأرض ، والصور المتعلقة بها يمكن الإطلاع عليها في كل مكان حولنا ، في الأفلام والكتب وأفلام ديزني وحتى في فنجان قهوة ستار بوكس ، ولا يمكن أن ننفي وجود حوريات البحر وكل شعوب العالم من الشرق إلى الغرب قد تحدثوا عنها لأنه كما نقول دائماً وأبداً أن لكل أسطورة أساس
مواضيع مماثلة
» * حكايات خرافية - تبادل الخرافة عند الامم والشعوب - التقاليد الهندوسية - محاربات الامازون
» * اساطير: حوريات البحر- الغول في المثيولوجيا العالمية
» * اساطير: الهامة - العنقاء- النداهة - في الفكر الديني- الجن- الانانونكي
» * اساطير: التنين - عزازيل - المايا - يوم الموت -
» * اساطير:القلاع- كاوس- جب- خطايا- كرونوس- اوربا- ايزيس- مركار
» * اساطير: حوريات البحر- الغول في المثيولوجيا العالمية
» * اساطير: الهامة - العنقاء- النداهة - في الفكر الديني- الجن- الانانونكي
» * اساطير: التنين - عزازيل - المايا - يوم الموت -
» * اساطير:القلاع- كاوس- جب- خطايا- كرونوس- اوربا- ايزيس- مركار
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى