* اساطير: التنين - عزازيل - المايا - يوم الموت -
صفحة 1 من اصل 1
* اساطير: التنين - عزازيل - المايا - يوم الموت -
اسطورة التنين ونفث النار
مُساهمة طارق فتحي في الإثنين 12 نوفمبر 2012 - 17:00
إذاً... إن كان حقاً هناك مخلوق طائر وأسمه التنين فكيف كان ينفث النار وهو كائن حي ، شئنا ام أبينا لقد اصبح كائناً أرضياً بخلاف قدراته الماورائية التي تسمح له بالولوج الى العوالم المتناظرة المختلفة ، لنقم بتشريح ذلك الكائن ، إن ما يهمنا في ذلك الكائن هو ثلاثة أجزاء "جهازه الهضمي والتنفسي والعظمي"
ان جهازه الهضمي أقرب الى الحيوانات المجترة حيث تتكون معدته من ثلاثة غرف فقط فحينما يقوم بأكل اللحوم والنبانات والتغذي عليها لا يتم هضمها مباشرة ، بل تترك حتى تتعفن وتتخمر في عدم وجود الاكسجين اذ انه هضم لا هوائي فينطلق مركب هيدروكربوني وهو الميثان ، ما ان ينطلق الميثان حتى يتم تخزينه في الغرفة الثانية وهي الغرفة الموصوله مباشرة بجهازه التنفسي ، وبما ان الميثان مركب غير قطبي فمن المستحيل ان يذوب في الماء التي قد يحصل عليها ذلك الكائن المدعو تنين
حتى حينما يتحصل على الماء فانها لا إراديا لا تهبط على الغرفة الثانية في معدة التنين ، ثم يظل الغاز حبيساً في الغرفة الثانية ومغلقاً اغلاقاً محكماً عن طريق صمام عضلي يقوم بتلك العملية بكل سهولة ، وما ان تأتي الرغبة في نفخ النار فما على التنين إلا ان يستنشق كمية هائلة من الهواء المحمل بالاكسجين ثم في لحظه اخراجه يتم فتح الصمام على غرفة معدنه الثانية ليتم اخراج غاز الميثان وفي وجود الاكسجين تنطلق الشرارة من خلال فتح فكه السفلي بطريقة تستدعي حك نابيه العلوي والسفلي مطلقا تلك الشرارة في نفس وقت إخراج غاز الميثان مع وجود غاز الاكسجين فيشكل اللهب وهذا بالطبع لاتصال الغرفة الثانية من معدته بجهازه التنفسي مباشرة ، وبالطبع أثناء نفث النار يخرج الغاز من أنفه فتشتعل هي الأخرى وكأنه يطلق النار من أنفه وهو بالطبع أمر ممكن جداً لاتصال الأنف بالفم عن طريق البلعوم وهو أمر تشريحي معروف .
ثم نأتي لجهازه العظمي إن الجهاز العظمي تشريحياً هو طبق الأصل من الجهاز العظمي للديناصورات باختلاف وجود نتوئين على قمة رأسه وهما النتوئين اللامعين الذين تبقيا منذ عهده الأول حينما كان كائناً مكرماً في جنة الرب وتلك النتوءات لها القدرة على عكس أشعة الشمس وتجميعها حتى أن الحرارة المنبعثة عن تجميع تلك الأشعة كفيلة بإحداث الحرائق ، وهي السبب في تسميته بـالدراجون في اللغة الاغريقية القديمة والتي تعني ذلك الذي يومض ولأن أصحاب السر يعلمون من هو ذلك المخلوق منذ البداية فقد أعطوه لقب الدراكون أي الذي يرى كل شيء ، وهي كلمة اغريقية ايضاً ولكن كان هذا المعنى الباطن لتلك الكلمة وكانوا يقصدون بها أنه صاحب العالم العلوي والسفلي وانه رأى عالم الرب وعالم مناهض الرب عزازيل .
لذا فإن من الآثار الدالة على كل ما ذكرته من أوصاف قد تكون "خيالية" ولا يصدقها أغلب الناس ، فأود أن اقول لهم تتبعو الحفيد حتى ترو كيف كان الجد
إن الحفيد هو الثعبان له لغة خاصة وما زالت إلى اليوم يعلمها كل أصحاب السر مثلما كان للحية الاولى "التنين فيما بعد" لغة ومنطقاً تتحدث به مع حواء ، بعض أنواعه ينفث السم من على بعد أمتار مثلما هو التنين ينفث النار وبعض أنواع الثعابين إلى اليوم ذات نتوئين على قمة رأسها أشبه بالقرنين مثل الأفعى العربية التي تعيش بالصحاري مثلها مثل جدها الأعظم التنين صاحب نتوئين .
وإلى اليوم بعض الأنواع من الثعابين بها جرس في نهاية ذيلها مثلما كان التنين الأول به عقدة شوكية ذات جلاجل في نهاية ذيله ، وهي شبيهة ايضاً بتلك العقدة التي كانت موجودة في احد الديناصورات المدعاة اليوبلوسفالس الإدمونتونيا من جنس الأنكيلوصورس ، والتي كانت ذيلها ايضاً به تلك العقدة الشوكية .
الثعبان هو النوع المفضل للتشكل على هيئته من قبل كائنات البعد الآخر احتراماً لجدهم الحية الأولى التي أدخلت سيدهم الأول عزازيل مرة أخرى للمملكة الضائعة .
والثعبان تشريحاً به بقايا لأرجل كانت موجودة في جهازه العظمي ، فأين هي الآن ؟ مجرد ذكرى تشريحية في عظامه للتذكير بجده الذي كان يملك الارجل ، وإن الثعبان له القدرة على القفز بين مسافات بعيدة تتراوح مابين 7 و10 أمتار وهي قدرة ما زالت في جيناته الوراثية على الرغم من اختفاء الأجنحة .
وأخيراً نقول ان الاسم التنين مشتق من بداية مسخه وإلقائه في البحر وصارعلى هيئة التن أي السمكة المليئة بالأشواك ، لذا فإن أسمه ووصفه مع ذكره في الكتب المقدسة كان كفيلاً بالتصديق به ، ولكن العقل لابد أن يقتنع ، واقتناع العقل لا يتم إلا من المشاهدات العينية ومضاهاتها وهو ماتم ، فكل شيء له أصل ، وأصل الأشياء في ذاتها ، ولكن أكثر الناس لا يقتنعون .
اسطورة عزازيل والتنيـن
لنعد إلى عزازيل المنبوذ الذي أخذ عهداً على ذلك الكائن الذي قالوا عنه خرافي وقالوا عنه أنه غير موجود على الرغم من وجود نسله الى الآن في مملكة عزازيل الماورائية تلك المملكة التي أراد بها أن يحاكي مملكة الرب والتي كان حارسها أعظم كائن خلقه الرب ولكن ماهو العهد الذي أخذه على ذلك المخلوق ؟
لقد اخذ عليه العهد ان يتركه يحيا في البرية بين البشرية حتى يقضي عليه الموت ، وأن له حرية التنقل بين العالمين عالم البشر وعالم عزازيل الماورائي .
وأن يكون نسله الضعيف المشوه متروكاً للبشر ليروه ويشعروا بالخوف كلما رأوه وان لا يساعد نسله اذا تمكن منهم البشر لانهم نسل ضعيف وأن يترك نسله القوي كخدم له يحرسون مملكته التي انشأها بالقرب من أول بقعة وجد فيها
وتوضح هذه الصورة وهي تدعى " طلسم روح الشر الاولى " وفيها وصف لبداية المملكة وحراسها من التنانين الذين اختارهم عزازيل ليكونوا أشبه بحماة الدوامة التي يخرج ويدخل منها إلى أي عالم يريده ، هؤلاء هم من فصيل التنانين المتحولة وهم أقوى الأنواع التي اختارهم عزازيل .
حيث يتحولون إلى ذوي أربعة اقدام او اثنين ويطيرون بجناحين وأحياناً لايستخدمون الأجنحة ، هما اثنين على مدخل دوامة الولوج الى العوالم التي يريد دخولها .
أما البقية الباقية فغير متحولة وتسكن في مملكته بخلاف وجود الكثير من الثعابين بشكلها المعهود في تلك المملكة.
إن عزازيل قد أخذ التناين التي كانت من نسل الحية الأولى كحراس يقفون على مدخل مملكته يحرسونها مضاهاة لعمل جدهم الاكبر حينما كان حارسا على مملكة الرب العلوية
فذلك الكائن اكتسب شهرته ووجوده بين جميع الأمم مثله مثل "الشيطان" فالاثنين تم نبذهم والاثنين لم نرهم رؤيا العين ولكننا سمعنا عن اخبارهم ورأينا بعض من أثارهم .
إذاً فما بال تلك العهود التي أخذها عزازيل على الحية الاولى "التنين فيما بعد" لقد استوقفني ذلك العهد بالذات ان يكون نسله الضعيف المشوه متروكا للبشر ليروه ويشعروا بالخوف كلما راوه وان لايساعد نسله اذا تمكن منهم البشر لانهم نسل ضعيف
اذ فلنأت للجملة الأولى من العهد "ان يكون نسله الضعيف المشوه متروكا للبشر ليروه ويشعروا بالخوف كلما راوه"
لان الآثار والدلائل الجيولوجية تدل حقاً على وجود بعضاً من تلك المخلوقات التي قالوا عنها تنين ولكن بالفعل تنين مشوه ليس كما يوصف وليس كما هو معروف عنه ، حيث تطالعنا بعض الكتابات العلمية التي تمت كتابتها في نهاية القرن السابع عشر الميلادي عن وجود مخلوق ميت وله الكثير من المواصفات التي تنطبق على التنين وهذا هو شكله
ثم يطالعنا القرن السابع عشر ايضاً وتحديدا في العام 1651 عن وجود حفرية لكائن التنين المسموع عنه وهذه هي الحفرية ، اذا فما معنى كل هذا ؟
ما معنى أن يكتب في العام 1640 كتاب باللاتينة يتم فيه وصف دقيق لكل ما يتعلق بالتنين وانهم يختلفون في عدد الأرجل بدءاً من عدم وجودها وانتهاءاً بوجود ثمانية أرجل
ما معنى ان يتم ذكر قصة تروى عن الملك هارالد السويدي وعبده المطيع أنهم قاموا بقتل تنين في أعالي الجبال كانوا قد وجدوه غير قادر على الطيران وهي قصة مشهورة في الثقافة الاسكندنافية ، اذا فكل تلك المعاني تدل بما لا يدع مجالاً للشك انها تنفيذ حرفي لتلك العهود التي تم الاتفاق عليها بين عزازيل وبين الحية الأولى
اسطورة التنين المطرود من مملكة الرب
من أصل ملك لا يبلى ونعيم لا يفتى ، من جنة وارفة الظلال يعجز عن وصفها الخيال ، كانت أرض الرياحين والعنبر ، أرض المسك الأذفر ، أرض قد جمعت كل ما يسر العين ويلهب الفؤاد بحسن تاقت له أنفس العباد ..
لقد كانت تلك جنة آدم ومقر حواء ، ينعم فيها كل مليح بلا شهوة او أهواء يقوم على خدمتهم جنود مسخرون لراحتهم وتقوم أعظم الكائنات على حراستهم ، تلك الكائنات التي أراد الله ان يسر بها أعين عباده المخلصين ، كان أروعها وأجملها وأحسنها في ذلك العالم الساحر هي الحية
نعم لقد كانت الحية أجمل من أن توصف بكلمات وأروع من أن تذكر بعبارات ، لقد كانت ذات جسد عظيم وأجنحة طوال ذات ألوان براقة تتلألأ في كل رفة جناح منها ينتثر المسك والعنبر وفي كل سكنة وحركة يفوح منها الياقوت والزبرجد الأخضر ، كانت ذات أربعة قوائم تمشي مهابة الجانب أينما ارادت ، وهي كانت الكائن الوحيد في مخلوقات الجنة الذي كان يملك اللسان الحصيف والقدرة على التواصل اللغوي مع أهل تلك الجنة حتى مع آدم وحواء انفسهم ، ولأنها كانت من أكرم مخلوقات الله وضعها الله على أبواب جنته الأرضية تلك
ولقد أنعم على تلك الحية حتى في اسمها وجعلها مشتقة من لفظة "الحياة" وكأن الله كان يقول لها اعطيتك مهمة الحفاظ على حياة عبادي المخلصين وجعلتك حارسة لهم ، فصوني ذلك العهد وكوني خير حارس .
ولكن هل صانت الحية ذلك العهد ، هل قدرت عطايا الرب وشكرت نعمائه عليها ، هل كانت حقاً نعم الحارس على حياة من استؤمنت عليهم ؟
وا أسفاه ، لقد ضيعت كل هذا وخانت الأمانة وسمحت لصاحبها القديم "عزازيل" بالدخول إلى مقام آدم وحواء بعد أن مهدت له وتحدثت بأفكاره ، وكانت حينها هي الكائن المسموع الكلمة والمهاب الجانب
والتي كانت تأنس لها دوماً حواء وتقول لولا انها صاحبة منطق عظيم ما كانت ليعطيها الله القدرة على الكلام دون سائر كائنات الجنة ، وكان ما كان من معلوم الراويات و مقصوص الحكايات إذ انتهى الأمر بطرد الجميع بمافيهم الحية .
فقال الرب في سفر التكوين "وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها هو يسحق راسك وانت تسحقين عقبه"
ولكن ألا نتدبر كلمة "نسلها" إذا فلنتدبر الأمر من بداية الطرد وماذا حل بذلك المخلوق العظيم جرما (بكسر الجيم) والقبيح جرما (بضم الجيم)
إن مخلوق الحية في ذلك الوقت حينما كان حارسا على جنة ادم وحواء ، لم يكن إلا النسخة الرائعة الوصف والحسنة المنظر والبهية المظهر من ذلك المخلوق المشوه والقبيح الصورة والذي اصطلح عليه فيما بعد بـ " التنيـن "
ولكن كيف هذا ؟؟
إن سفر اشعياء يطالعنا بأغرب نص يدل على هذا حينما يقول : فإنه من أصل الحية يخرج الأرقم ونسله يكون تنينا طياراً
وإن التفسيرات المحورية الأخرى لمدلول النص يختلف اختلافا جذرياً عن ما أود قوله ، ولكن أسس القاء الأفكار يعتمد دوماً على حقائق يتم الضرب بها مثلاً لتعبرعن المغزى المراد ، لذا فلنتدبر تلك المقولة جيداً
حينها سنعلم بما لا يدع مجالاً للشك أن "حية الجنة" ذات الوصف الملائكي الرائع لم تكن إلا أصل ذلك المخلوق المشوه العظيم البنية ذي الاجنحة المهيبة ، وإن من جمال هذا النص انه يدل على مراحل تطور التنين منذ ان كان حية رائعة الوصف اذ يقول أن الارقم يخرج ما معنى يخرج هنا ؟
حينما نقول لقد غضبت حتى خرج الوحش من داخلي ، هي كناية عن تحول في الصورة المعتادة لشيء مألوف وشيء موصوف سلفاً وهنا تأتي لفظة يخرج ، ولكن ماذا يعني يخرج الأرقم من الحية
إن مراحل تحول ذلك المخلوق الرائع وصفاً وهو الحية السماوية مرت بثلاث مراحل
أول مرحلة هي مرحلة المسخ وهو الارقم ، ثم مرحلة التحول الى تنين ، ثم محو أثر التنين من خلال مراحل التطور الجينية بطفراتها المعروفة حتى ظهور كائن الثعبان .
مراحل التحول
مرحلة المسخ كانت أبشع مراحل التحول في ذلك الكائن السماوي الذي آل فيما بعد الى كائن منحط منبوذ ، إذ تكسرت قوائمه وانتزع ريشه وانشق لسانه وصارت روائح المسك والعنبر الذي كان يفوح بها منطقه قبل ان تفوح بها كلماته مجرد روائح عفنه أشبه بغاز الميثان ، إن لم تكن هي حقاً غاز الميثان .
وبعد أن تكسرت القوائم قام الرب بالقائه في البحر ليصارع الغرق ويحرم عليه السير على أرض الله التي سيكون فيها آدم وحواء فيما بعد
في تلك الفترة من حياة النبذ والمسخ كان أشبه بالحيات الموجودة حالياً ولكن كان عظيم البنية لدرجة لا توصف أشبه ما يكون بوحوش الماء المسكوت عنها (لوخ نيس) وكان حينها أسوداً متفحم اللون يصارع الماء ولا يستطيع المقاومة حتى بتلك الأجنحة المتكسرة التي تركها الإله فيه إذلالاً له ، اذ كانت أجنحته مليئة بالأشواك وأقدامه مكسرة وكل شيء فيه مشوه
في تلك المرحلة "يصفه سفر اشعياء بالارقم" أي الوحش الأسود المخفي عن أعين المخلوقات الأخرى حتى أن بعض المصطلحات كانت تصفه بالتن اي الكائن البحري ذي الاشواك .
كل هذا جيد ولكن هل سيترك عزازيل صاحبه القديم ؟
هل سيترك من تحمل الطرد والمسخ والتشويه من أجله ؟ هل سيترك صديقه الصدوق بعد أن كان أعظم حارساً على أعظم مملكة خلقها الرب ....
بالطبع لا ، حيث تطالعنا مصادر العهد الأول من كتب الاقدمين أن الأرقم او الثعبان المائي الضخم الذي كان يصارع الغرق ويعاني من الذل والإنكسار ، قد خرج الى الأرض حتى استطاب وتعافى ولكن هل عاد إلى سابق عهده من الجمال والبهاء ؟ بالطبع لا ، لقد أصبح أشبه بعظاءة طائرة أي أشبه بالديناصورات الطائرة ولكنه لم يكن ديناصورا ابدا ، لقد كان مخلوقاً بعدة مواصفات بعيدة تمام البعد عن فصيل الدايناصورات .
أسطورة المايا
أسطورة المايا التي تشير إلى نهاية العالم تقترب من التحقق
لطالما شغلت نبوءه نهاية العالم الناس وقد أصدر فيها العديد من الروايات والأفلام التي تبين مدى الكوارث التي ستحل في ذلك التوقيت الذي تم تحديده قبل أكثر من 3000 سنه من شعب سكن في أجزاء من المكسيك وفي شمال جواتيمالا قبل مايقارب 5000 سنه.
نظام الأرقام الخاص بشعب المايا
وقد نالت النبوءه قوة مصداقيتها من قوة حضارة شعب المايا حيث كانت متطورة جدا في علوم وفنون مختلفة مثل علم الفلك والرياضيات الذين تجاوزوا فيهما جميع الأمم المعاصره لهم آنذاك كما أنهم استحدثوا لغه كتابه منظمه خصوصا للأرقام كما تميزوا بفن العماره والنحت والتصوير التشكيلي.
كانت النبوءه التي استطاع الباحثين ترجمه نصوصها بعد فهم آليه التقويم الخاص بشعب المايا والذي كان بـ 18 شهر وكل شهر يحوي 20 يوم أي بالمجموع 360يوم في العام الواحد كما هو في التقاويم الحديثة تتحدث عن تاريخ 2012 / ديسمبر / 21 كيوم سوف يشهد فيه الكوكب أعظم الكوارث الإنسانيه مؤديه بذلك لنهايه الجنس البشري , وطبعا هناك أنصار كُثر لتلك النظريه والذين تبنوها بعد النظر في عدد الكوارث الطبيعية التي تحدث كلما اقتربنا يوم من ذلك اليوم الموعود مثل التسونامي واعصار ساندي الذي لم تشهد امريكا مثله والزلازل التي ضربت أماكن لم تضربها من قبل وسحابة الرماد البركاني التي أوقفت جميع رحلات الطائرات في أوروبا وأجزاء من آسيا وأفريقيا ووصول ذوبان الثلج بالقطبين لأعلى معدلاته بسبب الإحتباس الحراري مما يرفع من منسوب مياه المحيطات وغمر العديد من الجزر التي كانت قائمه في وقت سابق وجعلها مجرد ذكرى على الخرائط.
وبإقتراب اليوم المنشود أخذت الفنادق في امريكا الوسطى والمكسيك تروج لنفسها تحت ذريعه (إقضي آخر يوم في استرخاء واستجمام بعيدا عن التفكير بالكارثه التي ستحل بنا) , وقد أقام أكثر من عشره فنادق خطط ترويجيه خاصه للحجوزات في هذا اليوم وتحت شعارات مختلفة وتميز في ذلك فندق بسان دييغو اسمه (ذا كيتينغ) يقدم إرشادات ضرورية للزوار ليعملوا بها في وقت حدوث الكارثه وكما يخصص منتجع استجمام للراغبين بالإستعداد للقاء اليوم الأكبر ويقدم في مطعمه الخاص وجبة (العشاء الأخير).
وأخيرا إقترب اليوم الذي ترقبه المهتمين والمتابعين لتلك النبوءه , فهل سوف تحدث كارثه كونيه بالفعل ؟ أم ستفنّد تلك الأسطورة وتنهدم معها مصداقية جميع الروايات والقصص والمقالات والابحاث والافلام التي تناولت صحتها.
ويميل علماء العصر الحديث للإعتقاد بصحتها من جانب ومن عدم صحتها من جانب آخر , ففي الجانب الصحيح أن هناك كارثه طبيعية تنتظر الكوكب ذلك اليوم , واما الجانب الغير صحيح أن الكون سيصمد حتى ينتهي عمر الكوكب الإفتراضي الذي سيتفجر فيه الكوكب.
طقوس المكسيكيِّين في الاحتفال بـ"يوم الموت"
هذه أغرب طقوس المكسيكيِّين في الاحتفال بـ"يوم الموت"
تعرف مدن وقرى المكسيك فى فاتح نوفمبر من كل عام يوما هادئا صامتا لم يألفه الأجانب القاطنون فى مدينة مكسيكو سيتي العملاقة،إذ لم تكن ترى فى الشوارع سوى القليل من المارّة ،يجوبون الأزقّة مهرولين، قلقين، متوجّسين، مشدوهين ،كانت هناك بعض قشور البيض الملوّن المكسّر على واجهات بعض الدور والأبواب، وكان الأمر يبدو غريبا نوعا مّا أو على الأقلّ غير مألوف.
إتّضح بعد ذلك أنّ السكّان قد برحوا المدن ، وأمّوا القبور، وكنت تسمع أصوات الغناء والصيّاح يتعالى هنا وهناك ، ورائحة البخور الغريبة تزكّم الأنوف، والناس ما زالوا فى حيرة من أمرهم، يهرولون وبأيديهم باقات من الورود والزهور المختلفة الألوان،والأشكال، والأحجام، وفى الأسواق لم تكن ترى سوى القرع( اليقطين) وقد احتلّت الصّدارة بين المعروضات.
تقاليد تستمدّ أصولها من القارّة الأمريكية
كان اليوم هو" يوم الموت" وربما كانت هذه أكبر تظاهرة يقيمها الأحياء للموتى، فالمكسيكيّون يعتقدون أنّ موتاهم فى هذا اليوم يعودون إلى دورهم فيعدّ لهم أهاليهم أطيب المأكولات، وأشهى الأطعمة، وبالذات تلك الأطباق التي كان يحبّها الميت عندما كان على قيد الحياة،فضلا عن إعداد أنواع كثيرة من الفواكه، والعسل، والسكّر، والملح وبعض الحلوى يطلقون عليها "خبز الموتى" ويعتقدون أن موتاهم يخرجون إليهم فى ذلك اليوم فيقضون الليل كلّه معهم فى المقابر ويسهرون فيها حتى الصّباح، فتغدو هذه الطقوس عندهم بمثابة إحتفالات بالحياة كذلك .
هذه التظاهرات ، والإحتفاليات الغريبة تستمدّ أصولها وجذورها البعيدة من العادات القديمة للسكّان الاصليين للقارة الامريكية،وتتمثّل هذه التظاهرات فى الإحتفال بيوم الموتى أو يوم الموت ، وقد أصبحت هذه العادة مزيجا بين العادات الشعبية المتوارثة الضاربة فى القدم، والمعتقدات التي إستجدّت بعد إكتشاف أمريكا عام 1492.وما زالت هذه العادات منتشرة بين الناس على إختلاف طبقاتهم ، ومستوياتهم الإجتماعية والثقافية ، ولهذه الإحتفالات عندهم رموز وأبعادعميقة، وهي تجسيم لمفهوم الإنسان فى هذا الصّقع النائي من العالم ،ونظرته للموت كحدث طبيعي لا يمكن ردّه أو صدّه أو التغلّب عليه،أو تفاديه،يشلّ حركة الكائن، ويعود به من حيث جاء أوّل مرّة.
طقوس ضاربة فى القدم
عرفت محتلف الحضارات البشرية القديمة هذا النّوع من الطقوس التي تحتفل بالموت كظاهرة طبيعية محيّرة،وقد خلّفت لنا تلك الحضارات معالم، ومآثر، ومقابر أشهرها أهرامات مصر، والحضارات السابقة للوجود الكولومبي فى أمريكا، ومجسّمات كلها ترمز للموت أو الموتى.
يعتبر الموت فى هذه الحضارات نوعا من التصرّف العلوي ، حدوثه لا يثير أيّ حزن أو همّ أو ألم أو حسرة أو حداد.وكان الناس يتقبّلونه كحدث طبيعي، وظلّ هذا الشعور مستمرّا حتى تاريخ الإكتشاف، ويرجع الإحتفال بالموت أو الموتى فى الحضارات المكسيكية إلى ما يزيد على ألفي سنة قبل المسيح.أي أنه يعود الآن لأربعة آلاف سنة خلت. ومثلما هو الشأن عند الفراعنة وبعض الحضارات القديمة الأخرى، فقد عثرت على بقايا هياكل أدمية وبجانبها حاجياتها الخاصة، ومجسّمات مصغّرة وأقنعة وأواني وجواهر ومعادن وحليّ نفيسة من ذهب وفضّة..إلخ،وكانت كلّ ميتة عندهم لها تفسير خاص، فالمحاربون عندما يموتون عندهم يصبحون "رفقاء الشمس"وكذلك النساء اللائي تدركهنّ المنيّة عند الولادة.
ويذهب الأطفال إلى مكان أشجاره وثماره تذرّ لبنا،أمّا هؤلاء الذين يموتون على إثر مرض عضال ، أو الذين ماتوا على إثر نزول صاعقة، أو هبوب عاصفة،أو الذين ماتوا غرقا فلهم مصير آخر بعد الموت أقلّ درجة من السّابق.
كان من عادة الأزتيك أنه عندما كان يموت أحدهم يجعلونه يجلس القرفصاء ثمّ يوثقونه جيّدا،ثم يضعون الجسم فى نسيج من قطن حديث الصّنع، ويضعون فى فمه قطعة من يشم كانت ترمز إلى قلبه ،وعليه أن يتخلّى عنها وهو فى طريقه إلى "متكتلات"وهو مكان الموتى ، ثمّ يخيطون الكتّان والجثّة بداخله. وفى ساحة بعيدة عن المدينة يعدّون منصّة عالية يضعون عليها الميت محاطا بحاجياته الخاصّة التي إستعملها فى حياته مثل درعه وسيفه ، وتعدّ الأسرة بعض المأكولات التي غالبا ما تكون من عجّة الذرة، واللوبياء وبعض المشروبات .
ويقوم كبير القوم ليتأكّد من أنه لا شئ ينقصه ، ثمّ تضرم النيران عليه على طريقة الهندوس ، وعندما يعلو اللهب فى الفضاء يجلس أفراد عائلة الميت وهم يتأمّلون نهاية عزيزهم وينشدون أغاني هي مزيج بين الحزن والفرح فى آن واحد، ثمّ يوضع الرّماد داخل وعاء إلى جانب اليشم، وكان الأزتيك يعتقدون أنّ الموت ليس سوى شكل جديد للحياة،كما كانوا يعتقدون فى العالم الآخر، وكل ميت يأخذ طريقه نحو هذا العالم ،ويصنّف حسب الأعمال التي قام بها فى حياته،وعندما يصل الميت إلى السماء السابعة كدليل على حسن تصرّفه، عليه أن يترك هناك قطعة اليشم التي وضعها الأحياء فى فمه.
وكان السكان الاصليّون فى أمريكا السابقة للوجود الكولومبي يؤمنون بالبعث أيضا وهم يفسّرون ذلك بإختفاء النجوم وراء الأفق، ثم تعود للظهور من جديد ،كما يشبه عالم الاموات عندهم كذلك بالذرة التي بعد أن ترمى فى أحشاء الثرى وتموت تعود للحياة من جديد فى شكل نبات قائم جميل مثمر،كانوا يعتقدون أنّ الوجود الحقيقي هو للرّوح وليس للجسد الذي يلحق به الفناء.
وكانت الجمجمة عندهم لا ترمز للموت وحسب، بل إنّها ترمز للحياة كذلك ، إذ أنها تعني الأمل فى البعث من جديد. ويقول شاعر أزتيكي فى هذا الخصوص:
إنّنا نأتي فقط لننام
إنّنا نأتي فقط لنحلم
فليس صحيحا أنّنا
نأتي للأرض لنعيش
فقد كانت الأرض عندهم بمثابة محطّة للمرور، أو جسر للعبور والإنتقال إلى عالم آخر ، وهكذا كان مفهوم الزّمن أوالفضاء، أو الحيّز، أو العالم المرئي، والعالم غير المرئي ليس سوى عالم واحد،وهنا تكمن ثنائية الإعتقاد فى الموت والحياة، وأنّ الموت هو دليل الخلود وليس العكس.
http://t1.hespress.com/files/mexicanart_896031943.jpg
الإحتفال بيوم الموت
الموت يسوّي بين جميع الأحياء ولا يمكن لمخلوق أن يفلت منه، وهو واقع يومي يحاول الناس نسيانه، إلاّ أنه يدركهم فى آخر المطاف مهما طال مقامهم فى هذه الديار،ويقاسم الشاعر الأزتيكي الكبير" نيزاوالكويوتل" شاعرنا العربي القديم زهير بن أبي سلمى هذه الحقيقة فيقول هو الآخر:
هكذا نحن أحياء- أموات
لابدّ لنا يوما أن نرحل
عن هذا العالم الأرضي
مهما طال بنا به المقام
وللموت آلاف الأسماء فى مختلف لغات الأرض ،فالأموات الذين كانوا يوما أحياء يرزقون فى الأرض ليس من السهولة نسيانهم فى الحياة،وعليه يحاول الناس فى المكسيك مرّة من كل عام فى هذه التواريخ أن يرتدوا لباس المنيّة، أو يتدثّروا بمسوح الموت، أو قناع الحمام يتمثّلونه فى الحياة قبل الممات إستذكارا وإستحضارا لموتاهم ،ومن ثمّ جاءت هذه الإحتفالات التي تنطلق من أواخر شهر أكتوبر وتتوّج فى الثاني من شهر نوفمبر من كلّ حول، حيث يخيّل للناس أنهم سيلتقون بموتاهم ، وفى هذه الأيام يوقد فى أعلى مكان من المنزل نور خافت إلى جانب مائدة وضعت عليها أشهى المأكولات، وأطيب الفواكه وألذّ الحلويات التي كانت أثيرة لدى الميت فى حياته،ففي يوم 31 أكتوبر يبدأ الإحتفال ، وعندما تسمع ضربات النواقيس (12 ضربة) عندئذ توقد الشموع والأنوار فى مختلف الدور ،وفى تلك اللحظة تخلو المدينة من المارّة ويسودها سكون شامل، ويبدأ الأطفال فى إيقاد عيدان الندّ والبخور التي تشيع روائح زكية فى مختلف أركان البيوتات والمنازل، وتوضع إلى جانب المائدة ورود، وأزهار، وشموع بيضاء،واحدة لكلّ ميت ، كما يوضع كوب من ماء ومجسّمات من طين وفخار ولعب لإستقبال الموتى، وفى الصّباح يتخيّل الناس أنّ موتاهم الصغار والاطفال ، مثلا يأتون لزيارتهم ويشاركونهم طعام الإفطار، وفى الساعة الثانية عشرة زوالا تستبدل الزهور البيض بالصّفر ثم تقرع النواقيس من جديد لإستقبال الموتى الكبار، كما تستبدل الشموع بقناديل سوداء، وشموع أكبر من الشموع السابقة، وفى الساعة الثانية عشرة ليلا يترحّم على الأموات ، وعند الصباح تقرع الأجراس من جديد عندئذ يخرج الناس من دورهم ويتّجهون للمقابر، وقد أوقدوا الشموع من جديد، وأشاعوا البخور فى الأجواء ، ويقضون الليل كله إلى جانب أحبّائهم الرّاحلين وقد غطّوا القبور بالورود والأزهار ،وفى ثالث نوفمبر يتزاور السكّان فيما بينهم ويتبادلون الأطعمة والأطباق التي كانوا قد أعدّوها لموتاهم ، وهكذا يقيمون روابط وأواصر ووشائج فيما بينهم.
كما يتّجه الناس فى هذا اليوم أفواجا وزرافات ليلا إلى مدينة "مكسيك" القريبة من العاصمة العملاقة للترحّم على أجدادهم القدامى، وهم يحملون آلاف الشموع والقناديل المضاءة، ويشكّلون بذلك منظرا مثيرا حيث تتلألأ الأضواء الصغيرة تحت عباءة الليل الحالكة، وينوف عدد الذين يزورون هذه المدينة فى هذه المناسبة على مليوني شخص، يؤمّون مختلف منازل المدينة للسّلام على ذويها، ومشاهدة الأطعمة التي أعدّت للموتى فى كلّ دار، وبذلك تغدو هذه التظاهرات تجسيدا نابضا للإحتفال بالحياة فى أجلى وأعمق معانيها .
متحف الموت..وهالويّن
ويوجد فى المكسيك متحف فريد من نوعه خاص بالإحتفالات بيوم الموت والموتى، ويوجد فى هذا المتحف العديد من الأجنحة تشمل تقاليد مختلف جماعات السكّان الاصليين، ولا يتعلق الأمر بمعرض لنماذج من الموائد التي يتمّ إعدادها فى مختلف الأقاليم بهذه المناسبة ، بل هو معرض حول كلّ ما له صلة بهذه الإحتفاليات،وهو مفتوح على إمتداد الحول للتّذكير بالموت، أو هو فى الواقع تذكير بالحياة،والأحياء، ذلك أنّ العديد من السكّان يرون فى هذه الإحتفالات مناسبة للتأمّل وإعمال النظر والفكر فى الحياة الحاضرة،والحياة الأخرى التي تنتظر المرء،فيبدأ فى مراجعة نفسه ،ويحاسبها حتى لا ينسى أنه مجرّد طيف عابر، أو ظلّ زائل فى هذه الدار ، وأنه لابدّ راحل لا محالة يوما نحو العالم الآخر.
وكان المتحف البريطاني فى لندن قد أقام منذ سنوات معرضا حول مختلف المراسيم التي تقام للموتى فى المكسيك ،حيث تسنّى للأوربييّن التعرّف على تفاصيل هذه الإحتفالات الغريبة ، وكيف ينظر المكسيكيون إليها.
ولا يعرف كيف وصلت حفلات شبيهة بتلك التي تجري فى المكسيك إلى الولايات المتحدة الأمريكية تحت إسم "هالويّن" أو ليلة السّاحرات ، ويعتقد أنه ربما تكون قد وصلت إليها من إنجلترّا، أو إيرلاندا، ( السّلتيك) حيث كانت وما تزال هذه العادة منتشرة إلى اليوم بشكل أوسع من السابق، وكانت بعض بلدان أمريكا اللاتينية قد عملت على منع إقامة هذه الإحتفالات خاصة فى الأماكن العامة، والشوارع وفى المدارس والمعاهد. وقد دأب الناس فى معظم هذه البلدان على إحياء هذه الإحتفالات خاصة فى ليلة 31 أكتوبر حيث يرتدون أقنعة مختلفة ، وأردية تنكّرية.
يوم خاص للكتّاب والفنّانين
ومنذ1986 إعتاد "الإتحاد العام للكتّاب المكسيكييّن" على إقامة مناسبة خاصة بالكتّاب والفنّانين والمبدعين الرّاحلين،ومائدة الكتّاب على عكس التقاليد السائدة هي لسيت من مأكولات وحلويات بل من نور وزهور ، وهذا التقليد جديد فى المكسيك لم يسبق إليه أحد من قبل. ويتمّ إقامة هذا الحفل فى مسرح كبير بالمدينة فى حيّ " كيوكان" ، وهو حيّ معظم قاطنيه من الكتّاب والفنّانين،وتقدّم خلال الإحتفال أشرطة، وتسجيلات حول حياة هؤلاء الكتّاب ،مع قراءة بعض إنتاجاتهم القصصية أو الشعرية، أو عرض بيان حول أعمالهم التشكيلية، كما تقام موائد مستديرة حول تلك الأعمال حيث يتخيّل المحتفون أنّ الرّاحلين حاضرون معهم خلال هذه الأمسية ، وذلك بإستعمال أدوات تسجيل حديثة ومتطوّرة تتضمّن أصوات هؤلاء.
وهكذا تمتزج التقاليد بالفنون فى جوّ تنبعث منه روائح البخور الزكية والشمع المحروق،وقد حقّقت هذه التجربة نجاحا كبيرا على الرّغم من أنه كان هناك من عارض إقامتها معتبرا ذلك تجنّيا وتطاولا على تقاليد ما زال السّواد الأعظم من الناس ينظرون إليها بنوع من التبجيل . كما تقدّم خلال هذه الإحتفالات بعض الأعمال المسرحية التي تجلّي عمق هذه العادة ، وتحلّل رمزيتها،وهكذا يكتسب هذا التقليد بالإضافة إلى طابعه الرّوحي طابعا إجتماعيا وثقافيا حيث يتذكّر فيه الناس أحبّاءهم الراحلين ، ويستحضر الخلاّن أصدقاءهم، وتذكير المشاركين فى هذه الإحتفالات بأنّ عالم الأموات فى العمق غير بعيد عنهم بل هو جزء لا يتجزّأ من عالمهم، ولهذا يحتفي الناس بهذه المناسبة ولا يبكون موتاهم.
الموت والأدب
فى مختلف العصور والدهور كتب الكثير عن الموت،وهناك عشرات الكتب والمجلّدات والقصص والحكايات والأساطير التي تتناول هذه الظاهرة الطبيعية ، فمن وجهة نظرالمواطن المكسيكي الموت يعيش بيننا، ويضحك، ويبكي، ويغنّي والإحتفالات التي تقام للموت إنما تأتي إنطلاقا من هذا المنطق. وهذا المفهوم نجده مبثوثا فى العديد من الحكم، والاشعار، والامثال السائرة،فالموت فى هذه الموروثات هو رفيق كلّ من تدبّ فيه الحياة،وهكذا فالجمجمة المصنوعة من القرع (اليقطين) والعيش المرشوش بمسحوق السكّر والملح والحلويات والزهور ذات اللون الأصفر( يرمز إلى الشحوب والذبول)،واللون الأحمر (رمز الحياة والحيوية)،كلّ ذلك يقدّم فى الإحتفال وإلى جانبه تكتب الحكم والأمثال والاشعار التي تذكّر بالموت . وكلمة الموت هذه التي تقشعرّ لها الأبدان فى مختلف أنحاء العالم هي بالنسبة للمكسيكي شئ مألوف ،فهو يلاطف الموت، وينام إلى جانبه،و يرتمي فى أحضانه،بل إنه لا يتورّع من السّخرية منه .
وليس فى الآداب العالمية شاعر أو كاتب لم يتعرّض لموضوع الموت فى أعماله، وهو موضوع كان له وجود فى مختلف العصور، فى ملاحم بلاد الرافدين، وفى مصر القديمة، وعند الرّومان، والإغريق، وعند قدماء السكان الأصليين فى أمريكا اللاتينية،وفى الأدب العربي قديمه وحديثه. وهناك العديد من الشعراء والفنّانين الذين تغنّوا بالموت أو كتبوا عنه، ففى الأدب الإيبروأمريكي نجد ممّن كتبوا عن الموت الكثيرين، منهم على سبيل المثال وليس الحصر : داريّو، وبورخيس،ونيرودا، وساباتو، وغاليانو،ولوركا، وألبرتي،وفيّارّوتيا، وخوسّيه بوسادا، وبرونو ترافين،وأوكتافيو باث، وبرناردو أورتيس، وتامايّو،وفريدا كاحلو، وريفيرا،وخوان رولفو الذي قدّم لنا فى قصّته الشهيرة " بيدرو بارامو"بطلا من الأموات ، وكارلوس فوينتيس يتعرّض لموضوع الموت فى شخص رجل مسنّ يأتي من الولايات المتحدة الأمريكية بحثا عن الحمام (بكسر الحاء)خلال الثورة المكسيكية لأنه يعتقد أنّ إستشهاده فى هذه المعركة أكثر شرفا له من أن يموت موتة طبيعية.
كما نجد موضوع الموت عند معظم الشّعراء لدى معظم الأمم، منهم زهير، وطرفة، والأعشى، والخنساء، وأبو العتاهية، وأبو تمّام، وابن الروّمي، والمتنبّي، والمعرّي(فى داليته الشهيرة وسواها ) ،وعمر الخيّام، وطاغور، وبودلير، ورامبو، وكافكا، وباسكال، وريلكه،وكامو، وهمنجواي، وسواهم من الأدباء والشعراء العالميين وهم كثير.
وقديما قال المتنبّي:
أصارع خيلا من فوارسها الدّهر
وحيدا وما قولي كذا ومعي الصّبر
تمرّست فى الآفات حتى تركتها
تقول أمات الموت أو ذعر الذّعر
وينسب إلى عمر بن الخطّاب قوله:
الموت باب وكلّ الناس داخله
فيا ليت شعري بعد الباب ما الدّار
الدار دار نعيم إن عملت بما
يرضي الإله وإن عصيت فالنّار
وقال آخر:
تزوّد من الدنيا فإنك لا تدري
إذا جنّ الليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من سليم مات من غير علّة
وكم من سقيم عاش حينا من الدّهر
وكم من فتى أمسى وأصبح لاهيا
وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري.
والأشعار والأمثال والحكم فى هذا الباب غزيرة لا حصر لها.
* عضو الأكاديمية الإسبانية – الأمريكية للآداب والعلوم
مُساهمة طارق فتحي في الإثنين 12 نوفمبر 2012 - 17:00
إذاً... إن كان حقاً هناك مخلوق طائر وأسمه التنين فكيف كان ينفث النار وهو كائن حي ، شئنا ام أبينا لقد اصبح كائناً أرضياً بخلاف قدراته الماورائية التي تسمح له بالولوج الى العوالم المتناظرة المختلفة ، لنقم بتشريح ذلك الكائن ، إن ما يهمنا في ذلك الكائن هو ثلاثة أجزاء "جهازه الهضمي والتنفسي والعظمي"
ان جهازه الهضمي أقرب الى الحيوانات المجترة حيث تتكون معدته من ثلاثة غرف فقط فحينما يقوم بأكل اللحوم والنبانات والتغذي عليها لا يتم هضمها مباشرة ، بل تترك حتى تتعفن وتتخمر في عدم وجود الاكسجين اذ انه هضم لا هوائي فينطلق مركب هيدروكربوني وهو الميثان ، ما ان ينطلق الميثان حتى يتم تخزينه في الغرفة الثانية وهي الغرفة الموصوله مباشرة بجهازه التنفسي ، وبما ان الميثان مركب غير قطبي فمن المستحيل ان يذوب في الماء التي قد يحصل عليها ذلك الكائن المدعو تنين
حتى حينما يتحصل على الماء فانها لا إراديا لا تهبط على الغرفة الثانية في معدة التنين ، ثم يظل الغاز حبيساً في الغرفة الثانية ومغلقاً اغلاقاً محكماً عن طريق صمام عضلي يقوم بتلك العملية بكل سهولة ، وما ان تأتي الرغبة في نفخ النار فما على التنين إلا ان يستنشق كمية هائلة من الهواء المحمل بالاكسجين ثم في لحظه اخراجه يتم فتح الصمام على غرفة معدنه الثانية ليتم اخراج غاز الميثان وفي وجود الاكسجين تنطلق الشرارة من خلال فتح فكه السفلي بطريقة تستدعي حك نابيه العلوي والسفلي مطلقا تلك الشرارة في نفس وقت إخراج غاز الميثان مع وجود غاز الاكسجين فيشكل اللهب وهذا بالطبع لاتصال الغرفة الثانية من معدته بجهازه التنفسي مباشرة ، وبالطبع أثناء نفث النار يخرج الغاز من أنفه فتشتعل هي الأخرى وكأنه يطلق النار من أنفه وهو بالطبع أمر ممكن جداً لاتصال الأنف بالفم عن طريق البلعوم وهو أمر تشريحي معروف .
ثم نأتي لجهازه العظمي إن الجهاز العظمي تشريحياً هو طبق الأصل من الجهاز العظمي للديناصورات باختلاف وجود نتوئين على قمة رأسه وهما النتوئين اللامعين الذين تبقيا منذ عهده الأول حينما كان كائناً مكرماً في جنة الرب وتلك النتوءات لها القدرة على عكس أشعة الشمس وتجميعها حتى أن الحرارة المنبعثة عن تجميع تلك الأشعة كفيلة بإحداث الحرائق ، وهي السبب في تسميته بـالدراجون في اللغة الاغريقية القديمة والتي تعني ذلك الذي يومض ولأن أصحاب السر يعلمون من هو ذلك المخلوق منذ البداية فقد أعطوه لقب الدراكون أي الذي يرى كل شيء ، وهي كلمة اغريقية ايضاً ولكن كان هذا المعنى الباطن لتلك الكلمة وكانوا يقصدون بها أنه صاحب العالم العلوي والسفلي وانه رأى عالم الرب وعالم مناهض الرب عزازيل .
لذا فإن من الآثار الدالة على كل ما ذكرته من أوصاف قد تكون "خيالية" ولا يصدقها أغلب الناس ، فأود أن اقول لهم تتبعو الحفيد حتى ترو كيف كان الجد
إن الحفيد هو الثعبان له لغة خاصة وما زالت إلى اليوم يعلمها كل أصحاب السر مثلما كان للحية الاولى "التنين فيما بعد" لغة ومنطقاً تتحدث به مع حواء ، بعض أنواعه ينفث السم من على بعد أمتار مثلما هو التنين ينفث النار وبعض أنواع الثعابين إلى اليوم ذات نتوئين على قمة رأسها أشبه بالقرنين مثل الأفعى العربية التي تعيش بالصحاري مثلها مثل جدها الأعظم التنين صاحب نتوئين .
وإلى اليوم بعض الأنواع من الثعابين بها جرس في نهاية ذيلها مثلما كان التنين الأول به عقدة شوكية ذات جلاجل في نهاية ذيله ، وهي شبيهة ايضاً بتلك العقدة التي كانت موجودة في احد الديناصورات المدعاة اليوبلوسفالس الإدمونتونيا من جنس الأنكيلوصورس ، والتي كانت ذيلها ايضاً به تلك العقدة الشوكية .
الثعبان هو النوع المفضل للتشكل على هيئته من قبل كائنات البعد الآخر احتراماً لجدهم الحية الأولى التي أدخلت سيدهم الأول عزازيل مرة أخرى للمملكة الضائعة .
والثعبان تشريحاً به بقايا لأرجل كانت موجودة في جهازه العظمي ، فأين هي الآن ؟ مجرد ذكرى تشريحية في عظامه للتذكير بجده الذي كان يملك الارجل ، وإن الثعبان له القدرة على القفز بين مسافات بعيدة تتراوح مابين 7 و10 أمتار وهي قدرة ما زالت في جيناته الوراثية على الرغم من اختفاء الأجنحة .
وأخيراً نقول ان الاسم التنين مشتق من بداية مسخه وإلقائه في البحر وصارعلى هيئة التن أي السمكة المليئة بالأشواك ، لذا فإن أسمه ووصفه مع ذكره في الكتب المقدسة كان كفيلاً بالتصديق به ، ولكن العقل لابد أن يقتنع ، واقتناع العقل لا يتم إلا من المشاهدات العينية ومضاهاتها وهو ماتم ، فكل شيء له أصل ، وأصل الأشياء في ذاتها ، ولكن أكثر الناس لا يقتنعون .
اسطورة عزازيل والتنيـن
لنعد إلى عزازيل المنبوذ الذي أخذ عهداً على ذلك الكائن الذي قالوا عنه خرافي وقالوا عنه أنه غير موجود على الرغم من وجود نسله الى الآن في مملكة عزازيل الماورائية تلك المملكة التي أراد بها أن يحاكي مملكة الرب والتي كان حارسها أعظم كائن خلقه الرب ولكن ماهو العهد الذي أخذه على ذلك المخلوق ؟
لقد اخذ عليه العهد ان يتركه يحيا في البرية بين البشرية حتى يقضي عليه الموت ، وأن له حرية التنقل بين العالمين عالم البشر وعالم عزازيل الماورائي .
وأن يكون نسله الضعيف المشوه متروكاً للبشر ليروه ويشعروا بالخوف كلما رأوه وان لا يساعد نسله اذا تمكن منهم البشر لانهم نسل ضعيف وأن يترك نسله القوي كخدم له يحرسون مملكته التي انشأها بالقرب من أول بقعة وجد فيها
وتوضح هذه الصورة وهي تدعى " طلسم روح الشر الاولى " وفيها وصف لبداية المملكة وحراسها من التنانين الذين اختارهم عزازيل ليكونوا أشبه بحماة الدوامة التي يخرج ويدخل منها إلى أي عالم يريده ، هؤلاء هم من فصيل التنانين المتحولة وهم أقوى الأنواع التي اختارهم عزازيل .
حيث يتحولون إلى ذوي أربعة اقدام او اثنين ويطيرون بجناحين وأحياناً لايستخدمون الأجنحة ، هما اثنين على مدخل دوامة الولوج الى العوالم التي يريد دخولها .
أما البقية الباقية فغير متحولة وتسكن في مملكته بخلاف وجود الكثير من الثعابين بشكلها المعهود في تلك المملكة.
إن عزازيل قد أخذ التناين التي كانت من نسل الحية الأولى كحراس يقفون على مدخل مملكته يحرسونها مضاهاة لعمل جدهم الاكبر حينما كان حارسا على مملكة الرب العلوية
فذلك الكائن اكتسب شهرته ووجوده بين جميع الأمم مثله مثل "الشيطان" فالاثنين تم نبذهم والاثنين لم نرهم رؤيا العين ولكننا سمعنا عن اخبارهم ورأينا بعض من أثارهم .
إذاً فما بال تلك العهود التي أخذها عزازيل على الحية الاولى "التنين فيما بعد" لقد استوقفني ذلك العهد بالذات ان يكون نسله الضعيف المشوه متروكا للبشر ليروه ويشعروا بالخوف كلما راوه وان لايساعد نسله اذا تمكن منهم البشر لانهم نسل ضعيف
اذ فلنأت للجملة الأولى من العهد "ان يكون نسله الضعيف المشوه متروكا للبشر ليروه ويشعروا بالخوف كلما راوه"
لان الآثار والدلائل الجيولوجية تدل حقاً على وجود بعضاً من تلك المخلوقات التي قالوا عنها تنين ولكن بالفعل تنين مشوه ليس كما يوصف وليس كما هو معروف عنه ، حيث تطالعنا بعض الكتابات العلمية التي تمت كتابتها في نهاية القرن السابع عشر الميلادي عن وجود مخلوق ميت وله الكثير من المواصفات التي تنطبق على التنين وهذا هو شكله
ثم يطالعنا القرن السابع عشر ايضاً وتحديدا في العام 1651 عن وجود حفرية لكائن التنين المسموع عنه وهذه هي الحفرية ، اذا فما معنى كل هذا ؟
ما معنى أن يكتب في العام 1640 كتاب باللاتينة يتم فيه وصف دقيق لكل ما يتعلق بالتنين وانهم يختلفون في عدد الأرجل بدءاً من عدم وجودها وانتهاءاً بوجود ثمانية أرجل
ما معنى ان يتم ذكر قصة تروى عن الملك هارالد السويدي وعبده المطيع أنهم قاموا بقتل تنين في أعالي الجبال كانوا قد وجدوه غير قادر على الطيران وهي قصة مشهورة في الثقافة الاسكندنافية ، اذا فكل تلك المعاني تدل بما لا يدع مجالاً للشك انها تنفيذ حرفي لتلك العهود التي تم الاتفاق عليها بين عزازيل وبين الحية الأولى
اسطورة التنين المطرود من مملكة الرب
من أصل ملك لا يبلى ونعيم لا يفتى ، من جنة وارفة الظلال يعجز عن وصفها الخيال ، كانت أرض الرياحين والعنبر ، أرض المسك الأذفر ، أرض قد جمعت كل ما يسر العين ويلهب الفؤاد بحسن تاقت له أنفس العباد ..
لقد كانت تلك جنة آدم ومقر حواء ، ينعم فيها كل مليح بلا شهوة او أهواء يقوم على خدمتهم جنود مسخرون لراحتهم وتقوم أعظم الكائنات على حراستهم ، تلك الكائنات التي أراد الله ان يسر بها أعين عباده المخلصين ، كان أروعها وأجملها وأحسنها في ذلك العالم الساحر هي الحية
نعم لقد كانت الحية أجمل من أن توصف بكلمات وأروع من أن تذكر بعبارات ، لقد كانت ذات جسد عظيم وأجنحة طوال ذات ألوان براقة تتلألأ في كل رفة جناح منها ينتثر المسك والعنبر وفي كل سكنة وحركة يفوح منها الياقوت والزبرجد الأخضر ، كانت ذات أربعة قوائم تمشي مهابة الجانب أينما ارادت ، وهي كانت الكائن الوحيد في مخلوقات الجنة الذي كان يملك اللسان الحصيف والقدرة على التواصل اللغوي مع أهل تلك الجنة حتى مع آدم وحواء انفسهم ، ولأنها كانت من أكرم مخلوقات الله وضعها الله على أبواب جنته الأرضية تلك
ولقد أنعم على تلك الحية حتى في اسمها وجعلها مشتقة من لفظة "الحياة" وكأن الله كان يقول لها اعطيتك مهمة الحفاظ على حياة عبادي المخلصين وجعلتك حارسة لهم ، فصوني ذلك العهد وكوني خير حارس .
ولكن هل صانت الحية ذلك العهد ، هل قدرت عطايا الرب وشكرت نعمائه عليها ، هل كانت حقاً نعم الحارس على حياة من استؤمنت عليهم ؟
وا أسفاه ، لقد ضيعت كل هذا وخانت الأمانة وسمحت لصاحبها القديم "عزازيل" بالدخول إلى مقام آدم وحواء بعد أن مهدت له وتحدثت بأفكاره ، وكانت حينها هي الكائن المسموع الكلمة والمهاب الجانب
والتي كانت تأنس لها دوماً حواء وتقول لولا انها صاحبة منطق عظيم ما كانت ليعطيها الله القدرة على الكلام دون سائر كائنات الجنة ، وكان ما كان من معلوم الراويات و مقصوص الحكايات إذ انتهى الأمر بطرد الجميع بمافيهم الحية .
فقال الرب في سفر التكوين "وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها هو يسحق راسك وانت تسحقين عقبه"
ولكن ألا نتدبر كلمة "نسلها" إذا فلنتدبر الأمر من بداية الطرد وماذا حل بذلك المخلوق العظيم جرما (بكسر الجيم) والقبيح جرما (بضم الجيم)
إن مخلوق الحية في ذلك الوقت حينما كان حارسا على جنة ادم وحواء ، لم يكن إلا النسخة الرائعة الوصف والحسنة المنظر والبهية المظهر من ذلك المخلوق المشوه والقبيح الصورة والذي اصطلح عليه فيما بعد بـ " التنيـن "
ولكن كيف هذا ؟؟
إن سفر اشعياء يطالعنا بأغرب نص يدل على هذا حينما يقول : فإنه من أصل الحية يخرج الأرقم ونسله يكون تنينا طياراً
وإن التفسيرات المحورية الأخرى لمدلول النص يختلف اختلافا جذرياً عن ما أود قوله ، ولكن أسس القاء الأفكار يعتمد دوماً على حقائق يتم الضرب بها مثلاً لتعبرعن المغزى المراد ، لذا فلنتدبر تلك المقولة جيداً
حينها سنعلم بما لا يدع مجالاً للشك أن "حية الجنة" ذات الوصف الملائكي الرائع لم تكن إلا أصل ذلك المخلوق المشوه العظيم البنية ذي الاجنحة المهيبة ، وإن من جمال هذا النص انه يدل على مراحل تطور التنين منذ ان كان حية رائعة الوصف اذ يقول أن الارقم يخرج ما معنى يخرج هنا ؟
حينما نقول لقد غضبت حتى خرج الوحش من داخلي ، هي كناية عن تحول في الصورة المعتادة لشيء مألوف وشيء موصوف سلفاً وهنا تأتي لفظة يخرج ، ولكن ماذا يعني يخرج الأرقم من الحية
إن مراحل تحول ذلك المخلوق الرائع وصفاً وهو الحية السماوية مرت بثلاث مراحل
أول مرحلة هي مرحلة المسخ وهو الارقم ، ثم مرحلة التحول الى تنين ، ثم محو أثر التنين من خلال مراحل التطور الجينية بطفراتها المعروفة حتى ظهور كائن الثعبان .
مراحل التحول
مرحلة المسخ كانت أبشع مراحل التحول في ذلك الكائن السماوي الذي آل فيما بعد الى كائن منحط منبوذ ، إذ تكسرت قوائمه وانتزع ريشه وانشق لسانه وصارت روائح المسك والعنبر الذي كان يفوح بها منطقه قبل ان تفوح بها كلماته مجرد روائح عفنه أشبه بغاز الميثان ، إن لم تكن هي حقاً غاز الميثان .
وبعد أن تكسرت القوائم قام الرب بالقائه في البحر ليصارع الغرق ويحرم عليه السير على أرض الله التي سيكون فيها آدم وحواء فيما بعد
في تلك الفترة من حياة النبذ والمسخ كان أشبه بالحيات الموجودة حالياً ولكن كان عظيم البنية لدرجة لا توصف أشبه ما يكون بوحوش الماء المسكوت عنها (لوخ نيس) وكان حينها أسوداً متفحم اللون يصارع الماء ولا يستطيع المقاومة حتى بتلك الأجنحة المتكسرة التي تركها الإله فيه إذلالاً له ، اذ كانت أجنحته مليئة بالأشواك وأقدامه مكسرة وكل شيء فيه مشوه
في تلك المرحلة "يصفه سفر اشعياء بالارقم" أي الوحش الأسود المخفي عن أعين المخلوقات الأخرى حتى أن بعض المصطلحات كانت تصفه بالتن اي الكائن البحري ذي الاشواك .
كل هذا جيد ولكن هل سيترك عزازيل صاحبه القديم ؟
هل سيترك من تحمل الطرد والمسخ والتشويه من أجله ؟ هل سيترك صديقه الصدوق بعد أن كان أعظم حارساً على أعظم مملكة خلقها الرب ....
بالطبع لا ، حيث تطالعنا مصادر العهد الأول من كتب الاقدمين أن الأرقم او الثعبان المائي الضخم الذي كان يصارع الغرق ويعاني من الذل والإنكسار ، قد خرج الى الأرض حتى استطاب وتعافى ولكن هل عاد إلى سابق عهده من الجمال والبهاء ؟ بالطبع لا ، لقد أصبح أشبه بعظاءة طائرة أي أشبه بالديناصورات الطائرة ولكنه لم يكن ديناصورا ابدا ، لقد كان مخلوقاً بعدة مواصفات بعيدة تمام البعد عن فصيل الدايناصورات .
أسطورة المايا
أسطورة المايا التي تشير إلى نهاية العالم تقترب من التحقق
لطالما شغلت نبوءه نهاية العالم الناس وقد أصدر فيها العديد من الروايات والأفلام التي تبين مدى الكوارث التي ستحل في ذلك التوقيت الذي تم تحديده قبل أكثر من 3000 سنه من شعب سكن في أجزاء من المكسيك وفي شمال جواتيمالا قبل مايقارب 5000 سنه.
نظام الأرقام الخاص بشعب المايا
وقد نالت النبوءه قوة مصداقيتها من قوة حضارة شعب المايا حيث كانت متطورة جدا في علوم وفنون مختلفة مثل علم الفلك والرياضيات الذين تجاوزوا فيهما جميع الأمم المعاصره لهم آنذاك كما أنهم استحدثوا لغه كتابه منظمه خصوصا للأرقام كما تميزوا بفن العماره والنحت والتصوير التشكيلي.
كانت النبوءه التي استطاع الباحثين ترجمه نصوصها بعد فهم آليه التقويم الخاص بشعب المايا والذي كان بـ 18 شهر وكل شهر يحوي 20 يوم أي بالمجموع 360يوم في العام الواحد كما هو في التقاويم الحديثة تتحدث عن تاريخ 2012 / ديسمبر / 21 كيوم سوف يشهد فيه الكوكب أعظم الكوارث الإنسانيه مؤديه بذلك لنهايه الجنس البشري , وطبعا هناك أنصار كُثر لتلك النظريه والذين تبنوها بعد النظر في عدد الكوارث الطبيعية التي تحدث كلما اقتربنا يوم من ذلك اليوم الموعود مثل التسونامي واعصار ساندي الذي لم تشهد امريكا مثله والزلازل التي ضربت أماكن لم تضربها من قبل وسحابة الرماد البركاني التي أوقفت جميع رحلات الطائرات في أوروبا وأجزاء من آسيا وأفريقيا ووصول ذوبان الثلج بالقطبين لأعلى معدلاته بسبب الإحتباس الحراري مما يرفع من منسوب مياه المحيطات وغمر العديد من الجزر التي كانت قائمه في وقت سابق وجعلها مجرد ذكرى على الخرائط.
وبإقتراب اليوم المنشود أخذت الفنادق في امريكا الوسطى والمكسيك تروج لنفسها تحت ذريعه (إقضي آخر يوم في استرخاء واستجمام بعيدا عن التفكير بالكارثه التي ستحل بنا) , وقد أقام أكثر من عشره فنادق خطط ترويجيه خاصه للحجوزات في هذا اليوم وتحت شعارات مختلفة وتميز في ذلك فندق بسان دييغو اسمه (ذا كيتينغ) يقدم إرشادات ضرورية للزوار ليعملوا بها في وقت حدوث الكارثه وكما يخصص منتجع استجمام للراغبين بالإستعداد للقاء اليوم الأكبر ويقدم في مطعمه الخاص وجبة (العشاء الأخير).
وأخيرا إقترب اليوم الذي ترقبه المهتمين والمتابعين لتلك النبوءه , فهل سوف تحدث كارثه كونيه بالفعل ؟ أم ستفنّد تلك الأسطورة وتنهدم معها مصداقية جميع الروايات والقصص والمقالات والابحاث والافلام التي تناولت صحتها.
ويميل علماء العصر الحديث للإعتقاد بصحتها من جانب ومن عدم صحتها من جانب آخر , ففي الجانب الصحيح أن هناك كارثه طبيعية تنتظر الكوكب ذلك اليوم , واما الجانب الغير صحيح أن الكون سيصمد حتى ينتهي عمر الكوكب الإفتراضي الذي سيتفجر فيه الكوكب.
طقوس المكسيكيِّين في الاحتفال بـ"يوم الموت"
هذه أغرب طقوس المكسيكيِّين في الاحتفال بـ"يوم الموت"
تعرف مدن وقرى المكسيك فى فاتح نوفمبر من كل عام يوما هادئا صامتا لم يألفه الأجانب القاطنون فى مدينة مكسيكو سيتي العملاقة،إذ لم تكن ترى فى الشوارع سوى القليل من المارّة ،يجوبون الأزقّة مهرولين، قلقين، متوجّسين، مشدوهين ،كانت هناك بعض قشور البيض الملوّن المكسّر على واجهات بعض الدور والأبواب، وكان الأمر يبدو غريبا نوعا مّا أو على الأقلّ غير مألوف.
إتّضح بعد ذلك أنّ السكّان قد برحوا المدن ، وأمّوا القبور، وكنت تسمع أصوات الغناء والصيّاح يتعالى هنا وهناك ، ورائحة البخور الغريبة تزكّم الأنوف، والناس ما زالوا فى حيرة من أمرهم، يهرولون وبأيديهم باقات من الورود والزهور المختلفة الألوان،والأشكال، والأحجام، وفى الأسواق لم تكن ترى سوى القرع( اليقطين) وقد احتلّت الصّدارة بين المعروضات.
تقاليد تستمدّ أصولها من القارّة الأمريكية
كان اليوم هو" يوم الموت" وربما كانت هذه أكبر تظاهرة يقيمها الأحياء للموتى، فالمكسيكيّون يعتقدون أنّ موتاهم فى هذا اليوم يعودون إلى دورهم فيعدّ لهم أهاليهم أطيب المأكولات، وأشهى الأطعمة، وبالذات تلك الأطباق التي كان يحبّها الميت عندما كان على قيد الحياة،فضلا عن إعداد أنواع كثيرة من الفواكه، والعسل، والسكّر، والملح وبعض الحلوى يطلقون عليها "خبز الموتى" ويعتقدون أن موتاهم يخرجون إليهم فى ذلك اليوم فيقضون الليل كلّه معهم فى المقابر ويسهرون فيها حتى الصّباح، فتغدو هذه الطقوس عندهم بمثابة إحتفالات بالحياة كذلك .
هذه التظاهرات ، والإحتفاليات الغريبة تستمدّ أصولها وجذورها البعيدة من العادات القديمة للسكّان الاصليين للقارة الامريكية،وتتمثّل هذه التظاهرات فى الإحتفال بيوم الموتى أو يوم الموت ، وقد أصبحت هذه العادة مزيجا بين العادات الشعبية المتوارثة الضاربة فى القدم، والمعتقدات التي إستجدّت بعد إكتشاف أمريكا عام 1492.وما زالت هذه العادات منتشرة بين الناس على إختلاف طبقاتهم ، ومستوياتهم الإجتماعية والثقافية ، ولهذه الإحتفالات عندهم رموز وأبعادعميقة، وهي تجسيم لمفهوم الإنسان فى هذا الصّقع النائي من العالم ،ونظرته للموت كحدث طبيعي لا يمكن ردّه أو صدّه أو التغلّب عليه،أو تفاديه،يشلّ حركة الكائن، ويعود به من حيث جاء أوّل مرّة.
طقوس ضاربة فى القدم
عرفت محتلف الحضارات البشرية القديمة هذا النّوع من الطقوس التي تحتفل بالموت كظاهرة طبيعية محيّرة،وقد خلّفت لنا تلك الحضارات معالم، ومآثر، ومقابر أشهرها أهرامات مصر، والحضارات السابقة للوجود الكولومبي فى أمريكا، ومجسّمات كلها ترمز للموت أو الموتى.
يعتبر الموت فى هذه الحضارات نوعا من التصرّف العلوي ، حدوثه لا يثير أيّ حزن أو همّ أو ألم أو حسرة أو حداد.وكان الناس يتقبّلونه كحدث طبيعي، وظلّ هذا الشعور مستمرّا حتى تاريخ الإكتشاف، ويرجع الإحتفال بالموت أو الموتى فى الحضارات المكسيكية إلى ما يزيد على ألفي سنة قبل المسيح.أي أنه يعود الآن لأربعة آلاف سنة خلت. ومثلما هو الشأن عند الفراعنة وبعض الحضارات القديمة الأخرى، فقد عثرت على بقايا هياكل أدمية وبجانبها حاجياتها الخاصة، ومجسّمات مصغّرة وأقنعة وأواني وجواهر ومعادن وحليّ نفيسة من ذهب وفضّة..إلخ،وكانت كلّ ميتة عندهم لها تفسير خاص، فالمحاربون عندما يموتون عندهم يصبحون "رفقاء الشمس"وكذلك النساء اللائي تدركهنّ المنيّة عند الولادة.
ويذهب الأطفال إلى مكان أشجاره وثماره تذرّ لبنا،أمّا هؤلاء الذين يموتون على إثر مرض عضال ، أو الذين ماتوا على إثر نزول صاعقة، أو هبوب عاصفة،أو الذين ماتوا غرقا فلهم مصير آخر بعد الموت أقلّ درجة من السّابق.
كان من عادة الأزتيك أنه عندما كان يموت أحدهم يجعلونه يجلس القرفصاء ثمّ يوثقونه جيّدا،ثم يضعون الجسم فى نسيج من قطن حديث الصّنع، ويضعون فى فمه قطعة من يشم كانت ترمز إلى قلبه ،وعليه أن يتخلّى عنها وهو فى طريقه إلى "متكتلات"وهو مكان الموتى ، ثمّ يخيطون الكتّان والجثّة بداخله. وفى ساحة بعيدة عن المدينة يعدّون منصّة عالية يضعون عليها الميت محاطا بحاجياته الخاصّة التي إستعملها فى حياته مثل درعه وسيفه ، وتعدّ الأسرة بعض المأكولات التي غالبا ما تكون من عجّة الذرة، واللوبياء وبعض المشروبات .
ويقوم كبير القوم ليتأكّد من أنه لا شئ ينقصه ، ثمّ تضرم النيران عليه على طريقة الهندوس ، وعندما يعلو اللهب فى الفضاء يجلس أفراد عائلة الميت وهم يتأمّلون نهاية عزيزهم وينشدون أغاني هي مزيج بين الحزن والفرح فى آن واحد، ثمّ يوضع الرّماد داخل وعاء إلى جانب اليشم، وكان الأزتيك يعتقدون أنّ الموت ليس سوى شكل جديد للحياة،كما كانوا يعتقدون فى العالم الآخر، وكل ميت يأخذ طريقه نحو هذا العالم ،ويصنّف حسب الأعمال التي قام بها فى حياته،وعندما يصل الميت إلى السماء السابعة كدليل على حسن تصرّفه، عليه أن يترك هناك قطعة اليشم التي وضعها الأحياء فى فمه.
وكان السكان الاصليّون فى أمريكا السابقة للوجود الكولومبي يؤمنون بالبعث أيضا وهم يفسّرون ذلك بإختفاء النجوم وراء الأفق، ثم تعود للظهور من جديد ،كما يشبه عالم الاموات عندهم كذلك بالذرة التي بعد أن ترمى فى أحشاء الثرى وتموت تعود للحياة من جديد فى شكل نبات قائم جميل مثمر،كانوا يعتقدون أنّ الوجود الحقيقي هو للرّوح وليس للجسد الذي يلحق به الفناء.
وكانت الجمجمة عندهم لا ترمز للموت وحسب، بل إنّها ترمز للحياة كذلك ، إذ أنها تعني الأمل فى البعث من جديد. ويقول شاعر أزتيكي فى هذا الخصوص:
إنّنا نأتي فقط لننام
إنّنا نأتي فقط لنحلم
فليس صحيحا أنّنا
نأتي للأرض لنعيش
فقد كانت الأرض عندهم بمثابة محطّة للمرور، أو جسر للعبور والإنتقال إلى عالم آخر ، وهكذا كان مفهوم الزّمن أوالفضاء، أو الحيّز، أو العالم المرئي، والعالم غير المرئي ليس سوى عالم واحد،وهنا تكمن ثنائية الإعتقاد فى الموت والحياة، وأنّ الموت هو دليل الخلود وليس العكس.
http://t1.hespress.com/files/mexicanart_896031943.jpg
الإحتفال بيوم الموت
الموت يسوّي بين جميع الأحياء ولا يمكن لمخلوق أن يفلت منه، وهو واقع يومي يحاول الناس نسيانه، إلاّ أنه يدركهم فى آخر المطاف مهما طال مقامهم فى هذه الديار،ويقاسم الشاعر الأزتيكي الكبير" نيزاوالكويوتل" شاعرنا العربي القديم زهير بن أبي سلمى هذه الحقيقة فيقول هو الآخر:
هكذا نحن أحياء- أموات
لابدّ لنا يوما أن نرحل
عن هذا العالم الأرضي
مهما طال بنا به المقام
وللموت آلاف الأسماء فى مختلف لغات الأرض ،فالأموات الذين كانوا يوما أحياء يرزقون فى الأرض ليس من السهولة نسيانهم فى الحياة،وعليه يحاول الناس فى المكسيك مرّة من كل عام فى هذه التواريخ أن يرتدوا لباس المنيّة، أو يتدثّروا بمسوح الموت، أو قناع الحمام يتمثّلونه فى الحياة قبل الممات إستذكارا وإستحضارا لموتاهم ،ومن ثمّ جاءت هذه الإحتفالات التي تنطلق من أواخر شهر أكتوبر وتتوّج فى الثاني من شهر نوفمبر من كلّ حول، حيث يخيّل للناس أنهم سيلتقون بموتاهم ، وفى هذه الأيام يوقد فى أعلى مكان من المنزل نور خافت إلى جانب مائدة وضعت عليها أشهى المأكولات، وأطيب الفواكه وألذّ الحلويات التي كانت أثيرة لدى الميت فى حياته،ففي يوم 31 أكتوبر يبدأ الإحتفال ، وعندما تسمع ضربات النواقيس (12 ضربة) عندئذ توقد الشموع والأنوار فى مختلف الدور ،وفى تلك اللحظة تخلو المدينة من المارّة ويسودها سكون شامل، ويبدأ الأطفال فى إيقاد عيدان الندّ والبخور التي تشيع روائح زكية فى مختلف أركان البيوتات والمنازل، وتوضع إلى جانب المائدة ورود، وأزهار، وشموع بيضاء،واحدة لكلّ ميت ، كما يوضع كوب من ماء ومجسّمات من طين وفخار ولعب لإستقبال الموتى، وفى الصّباح يتخيّل الناس أنّ موتاهم الصغار والاطفال ، مثلا يأتون لزيارتهم ويشاركونهم طعام الإفطار، وفى الساعة الثانية عشرة زوالا تستبدل الزهور البيض بالصّفر ثم تقرع النواقيس من جديد لإستقبال الموتى الكبار، كما تستبدل الشموع بقناديل سوداء، وشموع أكبر من الشموع السابقة، وفى الساعة الثانية عشرة ليلا يترحّم على الأموات ، وعند الصباح تقرع الأجراس من جديد عندئذ يخرج الناس من دورهم ويتّجهون للمقابر، وقد أوقدوا الشموع من جديد، وأشاعوا البخور فى الأجواء ، ويقضون الليل كله إلى جانب أحبّائهم الرّاحلين وقد غطّوا القبور بالورود والأزهار ،وفى ثالث نوفمبر يتزاور السكّان فيما بينهم ويتبادلون الأطعمة والأطباق التي كانوا قد أعدّوها لموتاهم ، وهكذا يقيمون روابط وأواصر ووشائج فيما بينهم.
كما يتّجه الناس فى هذا اليوم أفواجا وزرافات ليلا إلى مدينة "مكسيك" القريبة من العاصمة العملاقة للترحّم على أجدادهم القدامى، وهم يحملون آلاف الشموع والقناديل المضاءة، ويشكّلون بذلك منظرا مثيرا حيث تتلألأ الأضواء الصغيرة تحت عباءة الليل الحالكة، وينوف عدد الذين يزورون هذه المدينة فى هذه المناسبة على مليوني شخص، يؤمّون مختلف منازل المدينة للسّلام على ذويها، ومشاهدة الأطعمة التي أعدّت للموتى فى كلّ دار، وبذلك تغدو هذه التظاهرات تجسيدا نابضا للإحتفال بالحياة فى أجلى وأعمق معانيها .
متحف الموت..وهالويّن
ويوجد فى المكسيك متحف فريد من نوعه خاص بالإحتفالات بيوم الموت والموتى، ويوجد فى هذا المتحف العديد من الأجنحة تشمل تقاليد مختلف جماعات السكّان الاصليين، ولا يتعلق الأمر بمعرض لنماذج من الموائد التي يتمّ إعدادها فى مختلف الأقاليم بهذه المناسبة ، بل هو معرض حول كلّ ما له صلة بهذه الإحتفاليات،وهو مفتوح على إمتداد الحول للتّذكير بالموت، أو هو فى الواقع تذكير بالحياة،والأحياء، ذلك أنّ العديد من السكّان يرون فى هذه الإحتفالات مناسبة للتأمّل وإعمال النظر والفكر فى الحياة الحاضرة،والحياة الأخرى التي تنتظر المرء،فيبدأ فى مراجعة نفسه ،ويحاسبها حتى لا ينسى أنه مجرّد طيف عابر، أو ظلّ زائل فى هذه الدار ، وأنه لابدّ راحل لا محالة يوما نحو العالم الآخر.
وكان المتحف البريطاني فى لندن قد أقام منذ سنوات معرضا حول مختلف المراسيم التي تقام للموتى فى المكسيك ،حيث تسنّى للأوربييّن التعرّف على تفاصيل هذه الإحتفالات الغريبة ، وكيف ينظر المكسيكيون إليها.
ولا يعرف كيف وصلت حفلات شبيهة بتلك التي تجري فى المكسيك إلى الولايات المتحدة الأمريكية تحت إسم "هالويّن" أو ليلة السّاحرات ، ويعتقد أنه ربما تكون قد وصلت إليها من إنجلترّا، أو إيرلاندا، ( السّلتيك) حيث كانت وما تزال هذه العادة منتشرة إلى اليوم بشكل أوسع من السابق، وكانت بعض بلدان أمريكا اللاتينية قد عملت على منع إقامة هذه الإحتفالات خاصة فى الأماكن العامة، والشوارع وفى المدارس والمعاهد. وقد دأب الناس فى معظم هذه البلدان على إحياء هذه الإحتفالات خاصة فى ليلة 31 أكتوبر حيث يرتدون أقنعة مختلفة ، وأردية تنكّرية.
يوم خاص للكتّاب والفنّانين
ومنذ1986 إعتاد "الإتحاد العام للكتّاب المكسيكييّن" على إقامة مناسبة خاصة بالكتّاب والفنّانين والمبدعين الرّاحلين،ومائدة الكتّاب على عكس التقاليد السائدة هي لسيت من مأكولات وحلويات بل من نور وزهور ، وهذا التقليد جديد فى المكسيك لم يسبق إليه أحد من قبل. ويتمّ إقامة هذا الحفل فى مسرح كبير بالمدينة فى حيّ " كيوكان" ، وهو حيّ معظم قاطنيه من الكتّاب والفنّانين،وتقدّم خلال الإحتفال أشرطة، وتسجيلات حول حياة هؤلاء الكتّاب ،مع قراءة بعض إنتاجاتهم القصصية أو الشعرية، أو عرض بيان حول أعمالهم التشكيلية، كما تقام موائد مستديرة حول تلك الأعمال حيث يتخيّل المحتفون أنّ الرّاحلين حاضرون معهم خلال هذه الأمسية ، وذلك بإستعمال أدوات تسجيل حديثة ومتطوّرة تتضمّن أصوات هؤلاء.
وهكذا تمتزج التقاليد بالفنون فى جوّ تنبعث منه روائح البخور الزكية والشمع المحروق،وقد حقّقت هذه التجربة نجاحا كبيرا على الرّغم من أنه كان هناك من عارض إقامتها معتبرا ذلك تجنّيا وتطاولا على تقاليد ما زال السّواد الأعظم من الناس ينظرون إليها بنوع من التبجيل . كما تقدّم خلال هذه الإحتفالات بعض الأعمال المسرحية التي تجلّي عمق هذه العادة ، وتحلّل رمزيتها،وهكذا يكتسب هذا التقليد بالإضافة إلى طابعه الرّوحي طابعا إجتماعيا وثقافيا حيث يتذكّر فيه الناس أحبّاءهم الراحلين ، ويستحضر الخلاّن أصدقاءهم، وتذكير المشاركين فى هذه الإحتفالات بأنّ عالم الأموات فى العمق غير بعيد عنهم بل هو جزء لا يتجزّأ من عالمهم، ولهذا يحتفي الناس بهذه المناسبة ولا يبكون موتاهم.
الموت والأدب
فى مختلف العصور والدهور كتب الكثير عن الموت،وهناك عشرات الكتب والمجلّدات والقصص والحكايات والأساطير التي تتناول هذه الظاهرة الطبيعية ، فمن وجهة نظرالمواطن المكسيكي الموت يعيش بيننا، ويضحك، ويبكي، ويغنّي والإحتفالات التي تقام للموت إنما تأتي إنطلاقا من هذا المنطق. وهذا المفهوم نجده مبثوثا فى العديد من الحكم، والاشعار، والامثال السائرة،فالموت فى هذه الموروثات هو رفيق كلّ من تدبّ فيه الحياة،وهكذا فالجمجمة المصنوعة من القرع (اليقطين) والعيش المرشوش بمسحوق السكّر والملح والحلويات والزهور ذات اللون الأصفر( يرمز إلى الشحوب والذبول)،واللون الأحمر (رمز الحياة والحيوية)،كلّ ذلك يقدّم فى الإحتفال وإلى جانبه تكتب الحكم والأمثال والاشعار التي تذكّر بالموت . وكلمة الموت هذه التي تقشعرّ لها الأبدان فى مختلف أنحاء العالم هي بالنسبة للمكسيكي شئ مألوف ،فهو يلاطف الموت، وينام إلى جانبه،و يرتمي فى أحضانه،بل إنه لا يتورّع من السّخرية منه .
وليس فى الآداب العالمية شاعر أو كاتب لم يتعرّض لموضوع الموت فى أعماله، وهو موضوع كان له وجود فى مختلف العصور، فى ملاحم بلاد الرافدين، وفى مصر القديمة، وعند الرّومان، والإغريق، وعند قدماء السكان الأصليين فى أمريكا اللاتينية،وفى الأدب العربي قديمه وحديثه. وهناك العديد من الشعراء والفنّانين الذين تغنّوا بالموت أو كتبوا عنه، ففى الأدب الإيبروأمريكي نجد ممّن كتبوا عن الموت الكثيرين، منهم على سبيل المثال وليس الحصر : داريّو، وبورخيس،ونيرودا، وساباتو، وغاليانو،ولوركا، وألبرتي،وفيّارّوتيا، وخوسّيه بوسادا، وبرونو ترافين،وأوكتافيو باث، وبرناردو أورتيس، وتامايّو،وفريدا كاحلو، وريفيرا،وخوان رولفو الذي قدّم لنا فى قصّته الشهيرة " بيدرو بارامو"بطلا من الأموات ، وكارلوس فوينتيس يتعرّض لموضوع الموت فى شخص رجل مسنّ يأتي من الولايات المتحدة الأمريكية بحثا عن الحمام (بكسر الحاء)خلال الثورة المكسيكية لأنه يعتقد أنّ إستشهاده فى هذه المعركة أكثر شرفا له من أن يموت موتة طبيعية.
كما نجد موضوع الموت عند معظم الشّعراء لدى معظم الأمم، منهم زهير، وطرفة، والأعشى، والخنساء، وأبو العتاهية، وأبو تمّام، وابن الروّمي، والمتنبّي، والمعرّي(فى داليته الشهيرة وسواها ) ،وعمر الخيّام، وطاغور، وبودلير، ورامبو، وكافكا، وباسكال، وريلكه،وكامو، وهمنجواي، وسواهم من الأدباء والشعراء العالميين وهم كثير.
وقديما قال المتنبّي:
أصارع خيلا من فوارسها الدّهر
وحيدا وما قولي كذا ومعي الصّبر
تمرّست فى الآفات حتى تركتها
تقول أمات الموت أو ذعر الذّعر
وينسب إلى عمر بن الخطّاب قوله:
الموت باب وكلّ الناس داخله
فيا ليت شعري بعد الباب ما الدّار
الدار دار نعيم إن عملت بما
يرضي الإله وإن عصيت فالنّار
وقال آخر:
تزوّد من الدنيا فإنك لا تدري
إذا جنّ الليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من سليم مات من غير علّة
وكم من سقيم عاش حينا من الدّهر
وكم من فتى أمسى وأصبح لاهيا
وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري.
والأشعار والأمثال والحكم فى هذا الباب غزيرة لا حصر لها.
* عضو الأكاديمية الإسبانية – الأمريكية للآداب والعلوم
مواضيع مماثلة
» * تبؤات : الاحاديث النبوية - حكومة آخر الزمان - شعب المايا - آموس.
» * اساطير: دوغو- شامبالا- رجل العث- الجنية- الشيطان- الرعب اليابانية
» * اساطير: حوريات البحر- الغول في المثيولوجيا العالمية
» * اساطير:اليهوديالتائه- الجرغول-محاربات الامازون- الصندوق- حورية البحر
» * اساطير: ألاغريقية - الدنماركية - الخلق البابلية - اليابانية - اليونانية
» * اساطير: دوغو- شامبالا- رجل العث- الجنية- الشيطان- الرعب اليابانية
» * اساطير: حوريات البحر- الغول في المثيولوجيا العالمية
» * اساطير:اليهوديالتائه- الجرغول-محاربات الامازون- الصندوق- حورية البحر
» * اساطير: ألاغريقية - الدنماركية - الخلق البابلية - اليابانية - اليونانية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى