مدينة الموتى- مدن واماكن مالها وما عليها .
صفحة 1 من اصل 1
مدينة الموتى- مدن واماكن مالها وما عليها .
مدينة المقابر
حيث يفوق عدد الموتى عدد الأحياء
"كولما" مدينة هادئة في كاليفورنيا مساحتها تبلغ حوالي ميلين مربع ويعيش فيها
1700 مواطن وأكثر من مليون ونصف ميت. معظم السكان الذين يعيشون في هذه
المدينة الصامتة هم الذين عاش فيها أجدادهم وماتوا فيها لكن أغلب الأحياء الآن لا
يستطيعون قضاء بقية حياتهم فيها.
كولما، سان فرانسيسكو، عجائب وغرائب
في عام 1900 كانت مدينة سان فرانسيسكو مدينة مزدحمة بالقتلى وذلك خلال
اكتشاف الذهب فيها حيث سميت تلك الفترة باندفاع الذهب حيث توافد إليا عمال المناجم والتجار والمهاجرين من جميع أنحاء العالم هنا بحثا عن حياة أفضل، حاملين معه أمتعتهم دون إغفال أمراضهم المتنقلة والمعدية فارتفعت حالات الموت بشكل كبير جدا أنه في ظرف وقت وجيز تم تأسيس 27 مقبرة خاصة بالعمال ما اعْتُبِر أنها
تشكل خطرا على الصحة والأهم من كل ذلك أن هذه المقابر تلتهم نسبة كبيرة جدا من
مساحة العقارات. وفي عام 1902 حظر مجلس المدينة ومجلس المقاطعة المشرفين
على مزيد من الدفن في المدينة وأجبرت المقابر الكبرى مثل "لوريل هيل" و"مقبرة
الجمجمة" لنقل أمواتها خارج المدينة وكافحت باقي المقابر في الحفاظ على أمواتها في راحة لبضع عقود إلى غاية 1942 حتى تم إغلاقها وظل المحافظة على مقبرتين فقط وهي المقبرة الوطنية في سان فرانسيسكو ومقبرة البعثة "دولوريس" حيث لا زالتا إلى وهي المقبرة الوطنية في سان فرانسيسكو ومقبرة البعثة "دولوريس" حيث لا زالتا إلى وهي المقبرة الوطنية في سان فرانسيسكو ومقبرة البعثة "دولوريس" حيث لا زالتا إلى كولما، سان فرانسيسكو، عجائب وغرائب تم نقل أكثر من 150 ألف جثة من سان فرانسيسكو الى بلدة صغيرة وهي "كولم حيث تم تأسيسها عام 1892، وذلك لما قرر رئيس الأساقفة "باتريك ريوردان" لإنشاء مقبرة جديدة في وادي على بعد خمسة أميال جنوبا من المدينة في حقل صغير من البطاطا حيث تمت مباركته كموقع جديد لمقبرة كاثوليكية وبسبب ذلك تم إدراج هذه المدينة على أنها المدينة الوحيدة في لعالم التي يفوق فيها عدد القتلى عدد الأحياء.
طوال تاريخها كله لم يسبق أن كان عدد الأحياء يفوق عدد الأموات. أما اليوم فهي
موطن لحوالي 1800 شخص حي وأكثر من 1.5 مليون نائم نوما أبديا مدفونون في
17 مقبرة هائلة. وهذا العدد الكبير من الموتى آخذ في الإرتفاع إذ تشير التقديرات أن
75 جثة جديدة تصل إلى "كولما" كل يوم من مدينة سان فرانسيسكو.
كولما، سان فرانسيسكو، عجائب وغرائب
يتم نعت مدينة "كولما" بالعديد من الأسماء مثل المدينة الصامتة، مدينة الموتى، مدينة الأرواح وغيرها الكثير كما أن هذه المدينة تعتبر البيت الأبدى للكثير من الشخصيات المشهورة حيث تم دفنها فيها مثل أسطورة القمار في الغرب المتوحش "لاومان ويات إرب " و أسطورة البيسبول "جو ديماجيو".
منغوليا
أعلنت منغولية الخارجية استقلالها من جانب واحد في عام 1911، وحذت التبت حذوها. وقد احترمت بريطانية الاستقلال الذاتي للتبت وتوصلت منغولية الخارجية إلى اتفاق مع روسية في هذا الصدد مع بقائها على ارتباط بالصين. وفي عام 1921 صارت منغولية الخارجية جمهورية شعبية ديمقراطية تدور في فلك الاتحاد السوفييتي (سابقاً). وحددت معاهدة عام 1945 بين الصين والاتحاد السوفييتي حقوق منغولية الخارجية في اختيار الحكم الذي تريد باستفتاء شعبي، وفي عام 1946
اعترفت الصين باستقلال جمهورية منغولية الشعبية (الخارجية)، وانضمت منغولية إلى الأمم المتحدة عام 1961. أما التبت فقد أخضعت لسلطة الصين الشعبية عام 1950ـ 1951. ونشبت ثورة فيها عام 1958- 1959 أدت إلى فرار الدلاي لاما مع بقاء التبت منطقة تابعة للصين.
أما كورية فقد تحررت من التسلط الصيني سنة 1895، ولم تلبث أن ألحقت باليابان سنة 1910 ثم وضعت تحت الإشراف السوفييتي ـ الأمريكي عام 1945، وكان من نتيجة ذلك تقسيم البلاد عام 1948 إلى كوريتين شمالية وجنوبية ويفصل بينهما خط العرض 38. وفي عام 1950 غزت كورية الشمالية جنوبي كورية بقصد توحيد البلاد، ونجم عن هذا الغزو تورط الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والصين الشعبية في حرب ضروس لم تؤد إلى نتيجة حاسمة، ولم يطرأ سوى تعديل طفيف على الحدود بين الكوريتين في اتفاقية الهدنة عام 1953.
أما اليابان فقد شهدت تبدلات كبيرة منذ أواسط القرن التاسع عشر، وبعد أن فتحت أبوابها للولايات المتحدة عام 1853 استولت على جزر بونين وكوريل (سنة 1875) وريوكيوس (1874) وضمت تايوان وجزر بنغو (1895)، وفي عام 1905 سيطرت على القسم الجنوبي من جزيرة سخالين وألحقت كورية بها عام 1910. وبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى استولى اليابانيون على الأراضي التي كانت لألمانية في شبه جزيرة شانتونغ وجزر كارولين ومارشال وماريانة، ومنحوا حق الانتداب عليها من عصبة الأمم عام 1920. ثم احتلوا منشورية بين عامي 1931-1932، وشرعوا بغزو الصين منذ عام 1937. وبعد هجومهم الصاعق على بيرل هاربور عام 1941 راحوا يتوسعون في مناطق جنوب شرقي آسيا والمحيط الهادئ. ترك استسلام اليابان عام 1945 فراغاً كبيراً في هذه المناطق شغلته القوى الوطنية المحلية، في حين خضعت أراضي اليابان نفسها وجزرها للاحتلال الأمريكي حتى عام 1952، ثم أعيدت إليها السيادة على أراضيها تدريجياً وسمحت الأمم المتحدة بانضمامها إليها رسمياً عام 1956، وأعيدت إليها بعض جزرها، وهي تسعى اليوم إلى احتلال المركز الأول في الصناعة والتجارة العالمية.
سيام
أما سيام التي حوفظ على استقلالها في لعبة التوازن الاستعمارية فقد تحالفت مع اليابان في الحرب العالمية الثانية وساعدتها على احتلال الهند الصينية الفرنسية وبورمة والملايو البريطانيتين، وحققت مكاسب إقليمية على حساب هذه المناطق، إلا أنها فقدتها بعد هزيمة اليابان وموافقة سيام على الانضمام إلى الأمم المتحدة. وقد استبدلت باسمها اسم تايلند في بداية الحرب (1939) ثم عادت إلى اسمها الأول عام 1945 ثم صارت تعرف منذ عام 1949 باسم مملكة تايلند.
أما جزر الهند الشرقية التي تزيد على 13600 جزيرة فقد مرت بعد عام 1850 بتجارب ومحاولات كثيرة لتبادل المستعمرات من أجل التكامل، فانكفأ البرتغاليون نهائياً عام 1859 إلى النصف الشرقي من جزيرة تيمور، وشاطرهم النصف الآخر ورثتهم الهولنديون، وقد واجه هؤلاء مزاحمة من البريطانيين الذين سعوا في السبعينات من القرن التاسع عشر إلى السيطرة على أتجه (أتشين) في جزيرة سومطرة، وإلى اقتسام بورنيو وضم غينية الجديدة الجنوبية الشرقية (بابوا) في الثمانينات. كما بدأ الألمان يزاحمونهم في غينية، ولكن الهولنديين تمكنوا من الاحتفاظ بكل من النصف الغربي لجزيرة تيمور والأجزاء الغربية من غينية الجديدة وجنوبي بورنيو وجاوة وسومطرة والجزر الكبيرة والصغيرة المجاورة لها من دون أي معارضة أوربية. في حين تنازلت إسبانية عن الفيليبين إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1898 بعد أن استعمرتها نحو ثلاثة قرون، وغلب عليها الطابع الأمريكي بالتدريج، وحدد دستور عام 1935 وضعها دولة تابعة لإشراف الولايات المتحدة تسير نحو الاستقلال، ثم استقلت رسمياً عام 1946م.
كان احتلال اليابان لجنوب شرقي آسيا (1941-1942) تجربة مفيدة للاستعمار الغربي، فقد واجهت السلطات الغربية عند عودتها بعد هزيمة اليابان مقاومة ضارية من الوطنيين ولاسيما القوى اليسارية فيهم، وعم العنف والعصيان السياسي المنطقة، وآل الأمر عن طريق المفاوضات تارة والحرب تارة أخرى إلى استقلال الفيليبين رسمياً وجزر الهند الشرقية التي صارت تعرف باسم إندونيسية (1949)، وإلى حصول كل من دول الهند الصينية (كمبودية ولاوس وفييتنام) على الحكم الذاتي (1954)، وتبعتها الملايو (1957) وسنغافورة (1959) ثم استقلت جميعها عام 1965.
وكانت فييتنام قد ثارت على الفرنسيين في عام 1945 وظلت الحرب دائرة بين الطرفين حتى عام 1954 عندما قسم مؤتمر جنيف البلاد قسمين عند خط العرض 17 وسحبت فرنسة قواتها منها، ولم تلبث الولايات المتحدة الأمريكية، التي أرادت أن تحل محل الفرنسيين في جنوبي فييتنام، أن تورطت في حرب ضروس عام 1963 مع ثوار الفييتكونغ الذين تدعمهم *ييتنام الشمالية وانتهت الحرب في عام 1975 بانتصار الشيوعيين وتوحيد شطري البلاد،
وأدت حرب أخرى في كمبودية بين حكومة المناهضين للشيوعية والخمير الحمر بقيادة الشيوعيين إلى انتصار جزئي للخمير الحمر أيضاً عام 1975 وما تزال البلاد تعاني الانقسام الداخلي والفوضى السياسية إلى اليوم. وفي لاوس انتهت الحرب الأهلية بين الباتيتلاو اليساريين وقوات الحكومة المناوئة للشيوعية إلى إقامة ائتلاف حكومي عام 1957 لم يعمر طويلاً، وفي عام 1975 كان الباتيت قد بسطوا سيطرتهم على أمور البلاد. وفي الملايو تم الإعلان عن قيام الاتحاد الماليزي عام 1963، وقد ضم هذا الاتحاد كلاً من الملايو وسنغافورة ومقاطعتين من بورنيو (صباح وسرواك)،
وفي الوقت نفسه أدت مطالبة إندونيسية بإيريان الغربية (غينية الجديدة الغربية) إلى عقد اتفاق مع هولندة انتقلت بموجبه إيريان الغربية إلى إدارة الأمم المتحدة عام 1962 ثم إلى إندونيسية عام .1963 وفي المقابل تألف اتحاد دعي باسم اتحاد جنوب شرقي آسيا ضم تايلند والفيليبين والملايو (1961)، وأدى ذلك إلى مجابهة بين إندونيسية وماليزية انتهت بسلام بعد أن سوي نزاع داخلي في ماليزية عام 1965، وكان من نتائجه انسحاب سنغافورة من الاتحاد الماليزي (1965) لتصبح دولة مستقلة. شرقي آسيا: كان نجاح الغرب في شرقي آسيا أقل حظاً، ومع ذلك فقد فتحت الصين أبوابها للتجارة الدولية والعلاقات الخارجية بعد حرب الأفيون، وغدت هونغ كونغ مستعمرة للتاج البريطاني، كما تخلت الصين عن الأراضي الواقعة وراء نهري آمور وأوسوري لروسية (1858 و 1880)، وتخلت عن جزر ريوكيو لليابان سنة 1879، وسوت مسألة الحدود عند سنكيانغ مع روسية (1879-1881)، وتخلت عن مطالبها في بورمة لبريطانية، وعن مطالبها في إندونيسية لفرنسة (1885-1886)، كما تنازلت عن جزيرة فورموزا (تايوان) وجزر بنغو (بسكادورس) لليابان. وفي عام 1896 اضطرت إلى الإذعان لمطالب روسية لبناء خط حديد شرقي الصين في منشورية (أنشئ الخط عام 1904)
كما اضطرت إلى تأجير ألمانية منطقة خليج كياوتشو والأراضي المتاخمة له في شبه جزيرة شانتونغ تحت الإكراه، وتأجير بريطانية مرفأ واي هاي على النهر الأصفر، وتأجير روسية مرفأي بورت آرثر ودايرن في شبه جزيرة لياوتنغ، وتأجير فرنسة مرفأ كوانغ شوان، وقامت بسبب ذلك ثورة قصيرة في البلاط عرفت باسم «حركة إصلاح المئة يوم»، وكان من نتائجها نشوب ثورة مضادة هدفها طرد الأجانب من البلاد عرفت باسم ثورة الملاكمين (البوكسرز 1899- 1900). ولكنها سحقت بشدة بتكالب جميع القوى الاستعمارية عليها، وبعد تسوية سلمية تمت عام 1901 لم يطرأ أي تبدل على الأمور في الصين حتى ثورة 1911-1912 التي قادها «صن يات صن» وأرست دعائم جمهورية الصين الحديثة.
ولكن سياسة القمع التي مارسها خليفته يوان شيكاي أدت إلى إعلان حكومة ثورية في كانتون، في حين ساعد انضمام الصين إلى الحلفاء في الحرب العالمية الأولى على ضمان وحدة أراضيها في وجه التوسع الياباني. وفي عام 1928 سيطر على البلاد تآلف الكومنتانغ بعد حرب أهلية دامت نحو ثلاث سنين، واضطر الجناح الشيوعي في هذا التآلف إلى الانسحاب شمالاً بزعامة ماوتسي تونغ. وشجع انقسام البلاد اليابان على خوض حرب ثانية مع الصين للسيطرة على مناطق جديدة (1931)
فاستولت على منشورية وشمال شرقي الصين. ولم تلبث الصين أن استردت سيادتها على كامل أراضيها بعد الحرب العالمية الثانية (باستثناء هونغ كونغ ومكاو)، ولكن حرباً أهلية نشبت من جديد في أواخر عام 1946، ونجح الشيوعيون في السيطرة على كامل أراضي الصين عام 1949 باستثناء جزيرة فورموزا وعدد من الجزر القريبة منها، وتولى شؤون الحكم في جمهورية الصين الشعبية الديمقراطية ماوتسي تونغ، في حين ظلت تايوان تحمل اسم الصين الوطنية تحت حكم شان كاي تشك، وظلت تحتل مقعد الصين في هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن حتى عام 1971 ثم تخلت عنه للصين الشعبية. وفي عام 1998 تخلت بريطانية عن هونغ كونغ للصين.
ايران
كانت مملكة فارس (إيران) تخضع لشاهات من الأسرة القاجارية (1796-1925) ثم البهلوية (1925-1979) وقد تعرضت هذه المملكة منذ القرن التناسع عشر لضغوط روسية التوسعية من الشمال وبريطانية من الشرق (الهند) وخضعت لمساومات سياسية أجنبية، ولكن التنافس الامبريالي الأجنبي أنقذها من السقوط فريسة التجزئة. واضطر حكام فارس نتيجة حرب مع الهند البريطانية (1856-1857) إلى التخلي عن منطقة هراة إلى أفغانستان وإجراء تسوية شاملة مع الأفغان على الحدود (1872)، وأدى النزاع الروسي البريطاني من أجل تقاسم النفوذ في بلاد فارس والتدخل العسكري المشترك أكثر من مرة في عدة عقود من الزمن إلى بقاء البلاد مملكة ذات سيادة وعضواً أصيلاً في عصبة الأمم (1920) ثم في منظمة الأمم المتحدة (1945)، وكان لظهور النفط فيها في أوائل القرن العشرين دور في تغذية الصراع الأجنبي من أجل السيطرة عليها.
جنوبي آسيا: في عام 1858 أزيح آخر أباطرة المغول العظام بهادر شاه الثاني عن عرش الهند بعد ثورة السباهية (1857-1858) وغدت الهند جزءاً من ممتلكات التاج البريطاني، ثم ضمت بورمة إلى الهند، واستقلت عنها إدارياً عام 1937. كذلك اضطرت أفغانستان تحت الضغط المستمر إلى التخلي عن منطقة بلوجستان إلى ممتلكات الهند البريطانية (معاهدات 1876-1891)، ثم أضيف إلى هذه الممتلكات أراضي شَتْرال في أقصى الشمال الغربي للهند في تسويات لاحقة (1893-1895). وظلت حدود الهند البريطانية مستقرة على هذا النحو إلى عام 1947 عندما حصلت شبه القارة الهندية على استقلالها وقسمت سياسياً إلى جمهوريتي الهند وباكستان (بقسميها الشرقي والغربي)، وظلت كشمير منطقة تنازع بينهما، ثم ضمت المستعمرات الفرنسية السابقة في شاندرناغور، وبونديشيري، وكاريكال، وماهي، وياناون إلى الهند بين عامي 1950 و 1954، كما استعادت الهند المستعمرات البرتغالية في ددرا، ونغار هافلي، وغوا، ودامان، وديو في عام 1961، وغدت الهند جمهورية ديمقراطية، كما غدت الباكستان جمهورية إسلامية عام 1956، وشهدت في عام 1958 انقلاباً عسكرياً بزعامة محمد أيوب خان. وبعد ثورة البنغال في باكستان الشرقية عام 1971 ظهرت إلى الوجود في شبه القارة الهندية جمهورية ثالثة هي جمهورية بنگلادش. أما سيلان فكانت تعد من أملاك الهند حتى عام 1796 ثم صارت من مستعمرات التاج البريطاني عام 1798 وحصلت على استقلالها عام 1948، وصارت تعرف باسم سْري لانكة منذ عام 1972، كما استقلت جزر المالديف (ذيبة المهل) منذ عام 1965.
وإلى الشمال من الهند دخلت «نيبال» الفلك البريطاني (1816) وإن لم تخضع للاحتلال البريطاني المباشر أبداً، في حين سوّت سيكيم (في الهيمالايا بين الهند والتبت) حدودها مع الهند البريطانية عام 1817، وكذلك فعلت جارتها بهوتان عام 1856، وغدت الدولتان من محميات الهند بعد الاستقلال (1947) ثم تحولت سيكيم إلى ولاية هندية (1975) وتحولت بهوتان إلى مملكة مستقلة تدير الهند شؤونها الخارجية (1971) أما نيبال فاختارت الاستقلال الناجز، وسقط حكم أسرة رانا الأرستقراطي عام 1951 ووضع للبلاد دستور جديد عام 1959.
عقدت أفغانستان معاهدة حماية عام 1855 مع بريطانية بعد نزاع مبدئي مع الهند البريطانية وتلا ذلك تسوية بين بريطانية ومملكة فارس عام 1857 أتاحت للإنكليز فرصة تثبيت وجودهم في أفغانستان التي استقلت تماماً عن إيران. وفي المدة بين عامي 1878-1882 تجدد النزاع بين أفغانستان والهند البريطانية بسبب التنافس البريطاني الروسي على المنطقة، وآلت الأمور إلى تولي السلطات البريطانية في الهند إدارة شؤون أفغانستان ولاسيما الخارجية والدفاع، وأدى التوسع الروسي والبريطاني إلى تحديد خط فاصل بين الهند وأفغان
منغوليا
أعلنت منغولية الخارجية استقلالها من جانب واحد في عام 1911، وحذت التبت حذوها. وقد احترمت بريطانية الاستقلال الذاتي للتبت وتوصلت منغولية الخارجية إلى اتفاق مع روسية في هذا الصدد مع بقائها على ارتباط بالصين. وفي عام 1921 صارت منغولية الخارجية جمهورية شعبية ديمقراطية تدور في فلك الاتحاد السوفييتي (سابقاً). وحددت معاهدة عام 1945 بين الصين والاتحاد السوفييتي حقوق منغولية الخارجية في اختيار الحكم الذي تريد باستفتاء شعبي، وفي عام 1946
اعترفت الصين باستقلال جمهورية منغولية الشعبية (الخارجية)، وانضمت منغولية إلى الأمم المتحدة عام 1961. أما التبت فقد أخضعت لسلطة الصين الشعبية عام 1950ـ 1951. ونشبت ثورة فيها عام 1958- 1959 أدت إلى فرار الدلاي لاما مع بقاء التبت منطقة تابعة للصين.
أما كورية فقد تحررت من التسلط الصيني سنة 1895، ولم تلبث أن ألحقت باليابان سنة 1910 ثم وضعت تحت الإشراف السوفييتي ـ الأمريكي عام 1945، وكان من نتيجة ذلك تقسيم البلاد عام 1948 إلى كوريتين شمالية وجنوبية ويفصل بينهما خط العرض 38. وفي عام 1950 غزت كورية الشمالية جنوبي كورية بقصد توحيد البلاد، ونجم عن هذا الغزو تورط الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والصين الشعبية في حرب ضروس لم تؤد إلى نتيجة حاسمة، ولم يطرأ سوى تعديل طفيف على الحدود بين الكوريتين في اتفاقية الهدنة عام 1953.
أما اليابان فقد شهدت تبدلات كبيرة منذ أواسط القرن التاسع عشر، وبعد أن فتحت أبوابها للولايات المتحدة عام 1853 استولت على جزر بونين وكوريل (سنة 1875) وريوكيوس (1874) وضمت تايوان وجزر بنغو (1895)، وفي عام 1905 سيطرت على القسم الجنوبي من جزيرة سخالين وألحقت كورية بها عام 1910. وبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى استولى اليابانيون على الأراضي التي كانت لألمانية في شبه جزيرة شانتونغ وجزر كارولين ومارشال وماريانة، ومنحوا حق الانتداب عليها من عصبة الأمم عام 1920. ثم احتلوا منشورية بين عامي 1931-1932، وشرعوا بغزو الصين منذ عام 1937. وبعد هجومهم الصاعق على بيرل هاربور عام 1941 راحوا يتوسعون في مناطق جنوب شرقي آسيا والمحيط الهادئ. ترك استسلام اليابان عام 1945 فراغاً كبيراً في هذه المناطق شغلته القوى الوطنية المحلية، في حين خضعت أراضي اليابان نفسها وجزرها للاحتلال الأمريكي حتى عام 1952، ثم أعيدت إليها السيادة على أراضيها تدريجياً وسمحت الأمم المتحدة بانضمامها إليها رسمياً عام 1956، وأعيدت إليها بعض جزرها، وهي تسعى اليوم إلى احتلال المركز الأول في الصناعة والتجارة العالمية.
سيام
أما سيام التي حوفظ على استقلالها في لعبة التوازن الاستعمارية فقد تحالفت مع اليابان في الحرب العالمية الثانية وساعدتها على احتلال الهند الصينية الفرنسية وبورمة والملايو البريطانيتين، وحققت مكاسب إقليمية على حساب هذه المناطق، إلا أنها فقدتها بعد هزيمة اليابان وموافقة سيام على الانضمام إلى الأمم المتحدة. وقد استبدلت باسمها اسم تايلند في بداية الحرب (1939) ثم عادت إلى اسمها الأول عام 1945 ثم صارت تعرف منذ عام 1949 باسم مملكة تايلند.
أما جزر الهند الشرقية التي تزيد على 13600 جزيرة فقد مرت بعد عام 1850 بتجارب ومحاولات كثيرة لتبادل المستعمرات من أجل التكامل، فانكفأ البرتغاليون نهائياً عام 1859 إلى النصف الشرقي من جزيرة تيمور، وشاطرهم النصف الآخر ورثتهم الهولنديون، وقد واجه هؤلاء مزاحمة من البريطانيين الذين سعوا في السبعينات من القرن التاسع عشر إلى السيطرة على أتجه (أتشين) في جزيرة سومطرة، وإلى اقتسام بورنيو وضم غينية الجديدة الجنوبية الشرقية (بابوا) في الثمانينات. كما بدأ الألمان يزاحمونهم في غينية، ولكن الهولنديين تمكنوا من الاحتفاظ بكل من النصف الغربي لجزيرة تيمور والأجزاء الغربية من غينية الجديدة وجنوبي بورنيو وجاوة وسومطرة والجزر الكبيرة والصغيرة المجاورة لها من دون أي معارضة أوربية. في حين تنازلت إسبانية عن الفيليبين إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1898 بعد أن استعمرتها نحو ثلاثة قرون، وغلب عليها الطابع الأمريكي بالتدريج، وحدد دستور عام 1935 وضعها دولة تابعة لإشراف الولايات المتحدة تسير نحو الاستقلال، ثم استقلت رسمياً عام 1946م.
كان احتلال اليابان لجنوب شرقي آسيا (1941-1942) تجربة مفيدة للاستعمار الغربي، فقد واجهت السلطات الغربية عند عودتها بعد هزيمة اليابان مقاومة ضارية من الوطنيين ولاسيما القوى اليسارية فيهم، وعم العنف والعصيان السياسي المنطقة، وآل الأمر عن طريق المفاوضات تارة والحرب تارة أخرى إلى استقلال الفيليبين رسمياً وجزر الهند الشرقية التي صارت تعرف باسم إندونيسية (1949)، وإلى حصول كل من دول الهند الصينية (كمبودية ولاوس وفييتنام) على الحكم الذاتي (1954)، وتبعتها الملايو (1957) وسنغافورة (1959) ثم استقلت جميعها عام 1965.
وكانت فييتنام قد ثارت على الفرنسيين في عام 1945 وظلت الحرب دائرة بين الطرفين حتى عام 1954 عندما قسم مؤتمر جنيف البلاد قسمين عند خط العرض 17 وسحبت فرنسة قواتها منها، ولم تلبث الولايات المتحدة الأمريكية، التي أرادت أن تحل محل الفرنسيين في جنوبي فييتنام، أن تورطت في حرب ضروس عام 1963 مع ثوار الفييتكونغ الذين تدعمهم *ييتنام الشمالية وانتهت الحرب في عام 1975 بانتصار الشيوعيين وتوحيد شطري البلاد،
وأدت حرب أخرى في كمبودية بين حكومة المناهضين للشيوعية والخمير الحمر بقيادة الشيوعيين إلى انتصار جزئي للخمير الحمر أيضاً عام 1975 وما تزال البلاد تعاني الانقسام الداخلي والفوضى السياسية إلى اليوم. وفي لاوس انتهت الحرب الأهلية بين الباتيتلاو اليساريين وقوات الحكومة المناوئة للشيوعية إلى إقامة ائتلاف حكومي عام 1957 لم يعمر طويلاً، وفي عام 1975 كان الباتيت قد بسطوا سيطرتهم على أمور البلاد. وفي الملايو تم الإعلان عن قيام الاتحاد الماليزي عام 1963، وقد ضم هذا الاتحاد كلاً من الملايو وسنغافورة ومقاطعتين من بورنيو (صباح وسرواك)،
وفي الوقت نفسه أدت مطالبة إندونيسية بإيريان الغربية (غينية الجديدة الغربية) إلى عقد اتفاق مع هولندة انتقلت بموجبه إيريان الغربية إلى إدارة الأمم المتحدة عام 1962 ثم إلى إندونيسية عام .1963 وفي المقابل تألف اتحاد دعي باسم اتحاد جنوب شرقي آسيا ضم تايلند والفيليبين والملايو (1961)، وأدى ذلك إلى مجابهة بين إندونيسية وماليزية انتهت بسلام بعد أن سوي نزاع داخلي في ماليزية عام 1965، وكان من نتائجه انسحاب سنغافورة من الاتحاد الماليزي (1965) لتصبح دولة مستقلة. شرقي آسيا: كان نجاح الغرب في شرقي آسيا أقل حظاً، ومع ذلك فقد فتحت الصين أبوابها للتجارة الدولية والعلاقات الخارجية بعد حرب الأفيون، وغدت هونغ كونغ مستعمرة للتاج البريطاني، كما تخلت الصين عن الأراضي الواقعة وراء نهري آمور وأوسوري لروسية (1858 و 1880)، وتخلت عن جزر ريوكيو لليابان سنة 1879، وسوت مسألة الحدود عند سنكيانغ مع روسية (1879-1881)، وتخلت عن مطالبها في بورمة لبريطانية، وعن مطالبها في إندونيسية لفرنسة (1885-1886)، كما تنازلت عن جزيرة فورموزا (تايوان) وجزر بنغو (بسكادورس) لليابان. وفي عام 1896 اضطرت إلى الإذعان لمطالب روسية لبناء خط حديد شرقي الصين في منشورية (أنشئ الخط عام 1904)
كما اضطرت إلى تأجير ألمانية منطقة خليج كياوتشو والأراضي المتاخمة له في شبه جزيرة شانتونغ تحت الإكراه، وتأجير بريطانية مرفأ واي هاي على النهر الأصفر، وتأجير روسية مرفأي بورت آرثر ودايرن في شبه جزيرة لياوتنغ، وتأجير فرنسة مرفأ كوانغ شوان، وقامت بسبب ذلك ثورة قصيرة في البلاط عرفت باسم «حركة إصلاح المئة يوم»، وكان من نتائجها نشوب ثورة مضادة هدفها طرد الأجانب من البلاد عرفت باسم ثورة الملاكمين (البوكسرز 1899- 1900). ولكنها سحقت بشدة بتكالب جميع القوى الاستعمارية عليها، وبعد تسوية سلمية تمت عام 1901 لم يطرأ أي تبدل على الأمور في الصين حتى ثورة 1911-1912 التي قادها «صن يات صن» وأرست دعائم جمهورية الصين الحديثة.
ولكن سياسة القمع التي مارسها خليفته يوان شيكاي أدت إلى إعلان حكومة ثورية في كانتون، في حين ساعد انضمام الصين إلى الحلفاء في الحرب العالمية الأولى على ضمان وحدة أراضيها في وجه التوسع الياباني. وفي عام 1928 سيطر على البلاد تآلف الكومنتانغ بعد حرب أهلية دامت نحو ثلاث سنين، واضطر الجناح الشيوعي في هذا التآلف إلى الانسحاب شمالاً بزعامة ماوتسي تونغ. وشجع انقسام البلاد اليابان على خوض حرب ثانية مع الصين للسيطرة على مناطق جديدة (1931)
فاستولت على منشورية وشمال شرقي الصين. ولم تلبث الصين أن استردت سيادتها على كامل أراضيها بعد الحرب العالمية الثانية (باستثناء هونغ كونغ ومكاو)، ولكن حرباً أهلية نشبت من جديد في أواخر عام 1946، ونجح الشيوعيون في السيطرة على كامل أراضي الصين عام 1949 باستثناء جزيرة فورموزا وعدد من الجزر القريبة منها، وتولى شؤون الحكم في جمهورية الصين الشعبية الديمقراطية ماوتسي تونغ، في حين ظلت تايوان تحمل اسم الصين الوطنية تحت حكم شان كاي تشك، وظلت تحتل مقعد الصين في هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن حتى عام 1971 ثم تخلت عنه للصين الشعبية. وفي عام 1998 تخلت بريطانية عن هونغ كونغ للصين.
ايران
كانت مملكة فارس (إيران) تخضع لشاهات من الأسرة القاجارية (1796-1925) ثم البهلوية (1925-1979) وقد تعرضت هذه المملكة منذ القرن التناسع عشر لضغوط روسية التوسعية من الشمال وبريطانية من الشرق (الهند) وخضعت لمساومات سياسية أجنبية، ولكن التنافس الامبريالي الأجنبي أنقذها من السقوط فريسة التجزئة. واضطر حكام فارس نتيجة حرب مع الهند البريطانية (1856-1857) إلى التخلي عن منطقة هراة إلى أفغانستان وإجراء تسوية شاملة مع الأفغان على الحدود (1872)، وأدى النزاع الروسي البريطاني من أجل تقاسم النفوذ في بلاد فارس والتدخل العسكري المشترك أكثر من مرة في عدة عقود من الزمن إلى بقاء البلاد مملكة ذات سيادة وعضواً أصيلاً في عصبة الأمم (1920) ثم في منظمة الأمم المتحدة (1945)، وكان لظهور النفط فيها في أوائل القرن العشرين دور في تغذية الصراع الأجنبي من أجل السيطرة عليها.
جنوبي آسيا: في عام 1858 أزيح آخر أباطرة المغول العظام بهادر شاه الثاني عن عرش الهند بعد ثورة السباهية (1857-1858) وغدت الهند جزءاً من ممتلكات التاج البريطاني، ثم ضمت بورمة إلى الهند، واستقلت عنها إدارياً عام 1937. كذلك اضطرت أفغانستان تحت الضغط المستمر إلى التخلي عن منطقة بلوجستان إلى ممتلكات الهند البريطانية (معاهدات 1876-1891)، ثم أضيف إلى هذه الممتلكات أراضي شَتْرال في أقصى الشمال الغربي للهند في تسويات لاحقة (1893-1895). وظلت حدود الهند البريطانية مستقرة على هذا النحو إلى عام 1947 عندما حصلت شبه القارة الهندية على استقلالها وقسمت سياسياً إلى جمهوريتي الهند وباكستان (بقسميها الشرقي والغربي)، وظلت كشمير منطقة تنازع بينهما، ثم ضمت المستعمرات الفرنسية السابقة في شاندرناغور، وبونديشيري، وكاريكال، وماهي، وياناون إلى الهند بين عامي 1950 و 1954، كما استعادت الهند المستعمرات البرتغالية في ددرا، ونغار هافلي، وغوا، ودامان، وديو في عام 1961، وغدت الهند جمهورية ديمقراطية، كما غدت الباكستان جمهورية إسلامية عام 1956، وشهدت في عام 1958 انقلاباً عسكرياً بزعامة محمد أيوب خان. وبعد ثورة البنغال في باكستان الشرقية عام 1971 ظهرت إلى الوجود في شبه القارة الهندية جمهورية ثالثة هي جمهورية بنگلادش. أما سيلان فكانت تعد من أملاك الهند حتى عام 1796 ثم صارت من مستعمرات التاج البريطاني عام 1798 وحصلت على استقلالها عام 1948، وصارت تعرف باسم سْري لانكة منذ عام 1972، كما استقلت جزر المالديف (ذيبة المهل) منذ عام 1965.
وإلى الشمال من الهند دخلت «نيبال» الفلك البريطاني (1816) وإن لم تخضع للاحتلال البريطاني المباشر أبداً، في حين سوّت سيكيم (في الهيمالايا بين الهند والتبت) حدودها مع الهند البريطانية عام 1817، وكذلك فعلت جارتها بهوتان عام 1856، وغدت الدولتان من محميات الهند بعد الاستقلال (1947) ثم تحولت سيكيم إلى ولاية هندية (1975) وتحولت بهوتان إلى مملكة مستقلة تدير الهند شؤونها الخارجية (1971) أما نيبال فاختارت الاستقلال الناجز، وسقط حكم أسرة رانا الأرستقراطي عام 1951 ووضع للبلاد دستور جديد عام 1959.
عقدت أفغانستان معاهدة حماية عام 1855 مع بريطانية بعد نزاع مبدئي مع الهند البريطانية وتلا ذلك تسوية بين بريطانية ومملكة فارس عام 1857 أتاحت للإنكليز فرصة تثبيت وجودهم في أفغانستان التي استقلت تماماً عن إيران. وفي المدة بين عامي 1878-1882 تجدد النزاع بين أفغانستان والهند البريطانية بسبب التنافس البريطاني الروسي على المنطقة، وآلت الأمور إلى تولي السلطات البريطانية في الهند إدارة شؤون أفغانستان ولاسيما الخارجية والدفاع، وأدى التوسع الروسي والبريطاني إلى تحديد خط فاصل بين الهند وأفغان
منغوليا
أعلنت منغولية الخارجية استقلالها من جانب واحد في عام 1911، وحذت التبت حذوها. وقد احترمت بريطانية الاستقلال الذاتي للتبت وتوصلت منغولية الخارجية إلى اتفاق مع روسية في هذا الصدد مع بقائها على ارتباط بالصين. وفي عام 1921 صارت منغولية الخارجية جمهورية شعبية ديمقراطية تدور في فلك الاتحاد السوفييتي (سابقاً). وحددت معاهدة عام 1945 بين الصين والاتحاد السوفييتي حقوق منغولية الخارجية في اختيار الحكم الذي تريد باستفتاء شعبي، وفي عام 1946
اعترفت الصين باستقلال جمهورية منغولية الشعبية (الخارجية)، وانضمت منغولية إلى الأمم المتحدة عام 1961. أما التبت فقد أخضعت لسلطة الصين الشعبية عام 1950ـ 1951. ونشبت ثورة فيها عام 1958- 1959 أدت إلى فرار الدلاي لاما مع بقاء التبت منطقة تابعة للصين.
أما كورية فقد تحررت من التسلط الصيني سنة 1895، ولم تلبث أن ألحقت باليابان سنة 1910 ثم وضعت تحت الإشراف السوفييتي ـ الأمريكي عام 1945، وكان من نتيجة ذلك تقسيم البلاد عام 1948 إلى كوريتين شمالية وجنوبية ويفصل بينهما خط العرض 38. وفي عام 1950 غزت كورية الشمالية جنوبي كورية بقصد توحيد البلاد، ونجم عن هذا الغزو تورط الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والصين الشعبية في حرب ضروس لم تؤد إلى نتيجة حاسمة، ولم يطرأ سوى تعديل طفيف على الحدود بين الكوريتين في اتفاقية الهدنة عام 1953.
أما اليابان فقد شهدت تبدلات كبيرة منذ أواسط القرن التاسع عشر، وبعد أن فتحت أبوابها للولايات المتحدة عام 1853 استولت على جزر بونين وكوريل (سنة 1875) وريوكيوس (1874) وضمت تايوان وجزر بنغو (1895)، وفي عام 1905 سيطرت على القسم الجنوبي من جزيرة سخالين وألحقت كورية بها عام 1910. وبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى استولى اليابانيون على الأراضي التي كانت لألمانية في شبه جزيرة شانتونغ وجزر كارولين ومارشال وماريانة، ومنحوا حق الانتداب عليها من عصبة الأمم عام 1920. ثم احتلوا منشورية بين عامي 1931-1932، وشرعوا بغزو الصين منذ عام 1937. وبعد هجومهم الصاعق على بيرل هاربور عام 1941 راحوا يتوسعون في مناطق جنوب شرقي آسيا والمحيط الهادئ. ترك استسلام اليابان عام 1945 فراغاً كبيراً في هذه المناطق شغلته القوى الوطنية المحلية، في حين خضعت أراضي اليابان نفسها وجزرها للاحتلال الأمريكي حتى عام 1952، ثم أعيدت إليها السيادة على أراضيها تدريجياً وسمحت الأمم المتحدة بانضمامها إليها رسمياً عام 1956، وأعيدت إليها بعض جزرها، وهي تسعى اليوم إلى احتلال المركز الأول في الصناعة والتجارة العالمية.
سيام
أما سيام التي حوفظ على استقلالها في لعبة التوازن الاستعمارية فقد تحالفت مع اليابان في الحرب العالمية الثانية وساعدتها على احتلال الهند الصينية الفرنسية وبورمة والملايو البريطانيتين، وحققت مكاسب إقليمية على حساب هذه المناطق، إلا أنها فقدتها بعد هزيمة اليابان وموافقة سيام على الانضمام إلى الأمم المتحدة. وقد استبدلت باسمها اسم تايلند في بداية الحرب (1939) ثم عادت إلى اسمها الأول عام 1945 ثم صارت تعرف منذ عام 1949 باسم مملكة تايلند.
أما جزر الهند الشرقية التي تزيد على 13600 جزيرة فقد مرت بعد عام 1850 بتجارب ومحاولات كثيرة لتبادل المستعمرات من أجل التكامل، فانكفأ البرتغاليون نهائياً عام 1859 إلى النصف الشرقي من جزيرة تيمور، وشاطرهم النصف الآخر ورثتهم الهولنديون، وقد واجه هؤلاء مزاحمة من البريطانيين الذين سعوا في السبعينات من القرن التاسع عشر إلى السيطرة على أتجه (أتشين) في جزيرة سومطرة، وإلى اقتسام بورنيو وضم غينية الجديدة الجنوبية الشرقية (بابوا) في الثمانينات. كما بدأ الألمان يزاحمونهم في غينية، ولكن الهولنديين تمكنوا من الاحتفاظ بكل من النصف الغربي لجزيرة تيمور والأجزاء الغربية من غينية الجديدة وجنوبي بورنيو وجاوة وسومطرة والجزر الكبيرة والصغيرة المجاورة لها من دون أي معارضة أوربية. في حين تنازلت إسبانية عن الفيليبين إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1898 بعد أن استعمرتها نحو ثلاثة قرون، وغلب عليها الطابع الأمريكي بالتدريج، وحدد دستور عام 1935 وضعها دولة تابعة لإشراف الولايات المتحدة تسير نحو الاستقلال، ثم استقلت رسمياً عام 1946م.
كان احتلال اليابان لجنوب شرقي آسيا (1941-1942) تجربة مفيدة للاستعمار الغربي، فقد واجهت السلطات الغربية عند عودتها بعد هزيمة اليابان مقاومة ضارية من الوطنيين ولاسيما القوى اليسارية فيهم، وعم العنف والعصيان السياسي المنطقة، وآل الأمر عن طريق المفاوضات تارة والحرب تارة أخرى إلى استقلال الفيليبين رسمياً وجزر الهند الشرقية التي صارت تعرف باسم إندونيسية (1949)، وإلى حصول كل من دول الهند الصينية (كمبودية ولاوس وفييتنام) على الحكم الذاتي (1954)، وتبعتها الملايو (1957) وسنغافورة (1959) ثم استقلت جميعها عام 1965.
وكانت فييتنام قد ثارت على الفرنسيين في عام 1945 وظلت الحرب دائرة بين الطرفين حتى عام 1954 عندما قسم مؤتمر جنيف البلاد قسمين عند خط العرض 17 وسحبت فرنسة قواتها منها، ولم تلبث الولايات المتحدة الأمريكية، التي أرادت أن تحل محل الفرنسيين في جنوبي فييتنام، أن تورطت في حرب ضروس عام 1963 مع ثوار الفييتكونغ الذين تدعمهم *ييتنام الشمالية وانتهت الحرب في عام 1975 بانتصار الشيوعيين وتوحيد شطري البلاد،
وأدت حرب أخرى في كمبودية بين حكومة المناهضين للشيوعية والخمير الحمر بقيادة الشيوعيين إلى انتصار جزئي للخمير الحمر أيضاً عام 1975 وما تزال البلاد تعاني الانقسام الداخلي والفوضى السياسية إلى اليوم. وفي لاوس انتهت الحرب الأهلية بين الباتيتلاو اليساريين وقوات الحكومة المناوئة للشيوعية إلى إقامة ائتلاف حكومي عام 1957 لم يعمر طويلاً، وفي عام 1975 كان الباتيت قد بسطوا سيطرتهم على أمور البلاد. وفي الملايو تم الإعلان عن قيام الاتحاد الماليزي عام 1963، وقد ضم هذا الاتحاد كلاً من الملايو وسنغافورة ومقاطعتين من بورنيو (صباح وسرواك)،
وفي الوقت نفسه أدت مطالبة إندونيسية بإيريان الغربية (غينية الجديدة الغربية) إلى عقد اتفاق مع هولندة انتقلت بموجبه إيريان الغربية إلى إدارة الأمم المتحدة عام 1962 ثم إلى إندونيسية عام .1963 وفي المقابل تألف اتحاد دعي باسم اتحاد جنوب شرقي آسيا ضم تايلند والفيليبين والملايو (1961)، وأدى ذلك إلى مجابهة بين إندونيسية وماليزية انتهت بسلام بعد أن سوي نزاع داخلي في ماليزية عام 1965، وكان من نتائجه انسحاب سنغافورة من الاتحاد الماليزي (1965) لتصبح دولة مستقلة. شرقي آسيا: كان نجاح الغرب في شرقي آسيا أقل حظاً، ومع ذلك فقد فتحت الصين أبوابها للتجارة الدولية والعلاقات الخارجية بعد حرب الأفيون، وغدت هونغ كونغ مستعمرة للتاج البريطاني، كما تخلت الصين عن الأراضي الواقعة وراء نهري آمور وأوسوري لروسية (1858 و 1880)، وتخلت عن جزر ريوكيو لليابان سنة 1879، وسوت مسألة الحدود عند سنكيانغ مع روسية (1879-1881)، وتخلت عن مطالبها في بورمة لبريطانية، وعن مطالبها في إندونيسية لفرنسة (1885-1886)، كما تنازلت عن جزيرة فورموزا (تايوان) وجزر بنغو (بسكادورس) لليابان. وفي عام 1896 اضطرت إلى الإذعان لمطالب روسية لبناء خط حديد شرقي الصين في منشورية (أنشئ الخط عام 1904)
كما اضطرت إلى تأجير ألمانية منطقة خليج كياوتشو والأراضي المتاخمة له في شبه جزيرة شانتونغ تحت الإكراه، وتأجير بريطانية مرفأ واي هاي على النهر الأصفر، وتأجير روسية مرفأي بورت آرثر ودايرن في شبه جزيرة لياوتنغ، وتأجير فرنسة مرفأ كوانغ شوان، وقامت بسبب ذلك ثورة قصيرة في البلاط عرفت باسم «حركة إصلاح المئة يوم»، وكان من نتائجها نشوب ثورة مضادة هدفها طرد الأجانب من البلاد عرفت باسم ثورة الملاكمين (البوكسرز 1899- 1900). ولكنها سحقت بشدة بتكالب جميع القوى الاستعمارية عليها، وبعد تسوية سلمية تمت عام 1901 لم يطرأ أي تبدل على الأمور في الصين حتى ثورة 1911-1912 التي قادها «صن يات صن» وأرست دعائم جمهورية الصين الحديثة.
ولكن سياسة القمع التي مارسها خليفته يوان شيكاي أدت إلى إعلان حكومة ثورية في كانتون، في حين ساعد انضمام الصين إلى الحلفاء في الحرب العالمية الأولى على ضمان وحدة أراضيها في وجه التوسع الياباني. وفي عام 1928 سيطر على البلاد تآلف الكومنتانغ بعد حرب أهلية دامت نحو ثلاث سنين، واضطر الجناح الشيوعي في هذا التآلف إلى الانسحاب شمالاً بزعامة ماوتسي تونغ. وشجع انقسام البلاد اليابان على خوض حرب ثانية مع الصين للسيطرة على مناطق جديدة (1931)
فاستولت على منشورية وشمال شرقي الصين. ولم تلبث الصين أن استردت سيادتها على كامل أراضيها بعد الحرب العالمية الثانية (باستثناء هونغ كونغ ومكاو)، ولكن حرباً أهلية نشبت من جديد في أواخر عام 1946، ونجح الشيوعيون في السيطرة على كامل أراضي الصين عام 1949 باستثناء جزيرة فورموزا وعدد من الجزر القريبة منها، وتولى شؤون الحكم في جمهورية الصين الشعبية الديمقراطية ماوتسي تونغ، في حين ظلت تايوان تحمل اسم الصين الوطنية تحت حكم شان كاي تشك، وظلت تحتل مقعد الصين في هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن حتى عام 1971 ثم تخلت عنه للصين الشعبية. وفي عام 1998 تخلت بريطانية عن هونغ كونغ للصين.
ايران
كانت مملكة فارس (إيران) تخضع لشاهات من الأسرة القاجارية (1796-1925) ثم البهلوية (1925-1979) وقد تعرضت هذه المملكة منذ القرن التناسع عشر لضغوط روسية التوسعية من الشمال وبريطانية من الشرق (الهند) وخضعت لمساومات سياسية أجنبية، ولكن التنافس الامبريالي الأجنبي أنقذها من السقوط فريسة التجزئة. واضطر حكام فارس نتيجة حرب مع الهند البريطانية (1856-1857) إلى التخلي عن منطقة هراة إلى أفغانستان وإجراء تسوية شاملة مع الأفغان على الحدود (1872)، وأدى النزاع الروسي البريطاني من أجل تقاسم النفوذ في بلاد فارس والتدخل العسكري المشترك أكثر من مرة في عدة عقود من الزمن إلى بقاء البلاد مملكة ذات سيادة وعضواً أصيلاً في عصبة الأمم (1920) ثم في منظمة الأمم المتحدة (1945)، وكان لظهور النفط فيها في أوائل القرن العشرين دور في تغذية الصراع الأجنبي من أجل السيطرة عليها.
جنوبي آسيا: في عام 1858 أزيح آخر أباطرة المغول العظام بهادر شاه الثاني عن عرش الهند بعد ثورة السباهية (1857-1858) وغدت الهند جزءاً من ممتلكات التاج البريطاني، ثم ضمت بورمة إلى الهند، واستقلت عنها إدارياً عام 1937. كذلك اضطرت أفغانستان تحت الضغط المستمر إلى التخلي عن منطقة بلوجستان إلى ممتلكات الهند البريطانية (معاهدات 1876-1891)، ثم أضيف إلى هذه الممتلكات أراضي شَتْرال في أقصى الشمال الغربي للهند في تسويات لاحقة (1893-1895). وظلت حدود الهند البريطانية مستقرة على هذا النحو إلى عام 1947 عندما حصلت شبه القارة الهندية على استقلالها وقسمت سياسياً إلى جمهوريتي الهند وباكستان (بقسميها الشرقي والغربي)، وظلت كشمير منطقة تنازع بينهما، ثم ضمت المستعمرات الفرنسية السابقة في شاندرناغور، وبونديشيري، وكاريكال، وماهي، وياناون إلى الهند بين عامي 1950 و 1954، كما استعادت الهند المستعمرات البرتغالية في ددرا، ونغار هافلي، وغوا، ودامان، وديو في عام 1961، وغدت الهند جمهورية ديمقراطية، كما غدت الباكستان جمهورية إسلامية عام 1956، وشهدت في عام 1958 انقلاباً عسكرياً بزعامة محمد أيوب خان. وبعد ثورة البنغال في باكستان الشرقية عام 1971 ظهرت إلى الوجود في شبه القارة الهندية جمهورية ثالثة هي جمهورية بنگلادش. أما سيلان فكانت تعد من أملاك الهند حتى عام 1796 ثم صارت من مستعمرات التاج البريطاني عام 1798 وحصلت على استقلالها عام 1948، وصارت تعرف باسم سْري لانكة منذ عام 1972، كما استقلت جزر المالديف (ذيبة المهل) منذ عام 1965.
وإلى الشمال من الهند دخلت «نيبال» الفلك البريطاني (1816) وإن لم تخضع للاحتلال البريطاني المباشر أبداً، في حين سوّت سيكيم (في الهيمالايا بين الهند والتبت) حدودها مع الهند البريطانية عام 1817، وكذلك فعلت جارتها بهوتان عام 1856، وغدت الدولتان من محميات الهند بعد الاستقلال (1947) ثم تحولت سيكيم إلى ولاية هندية (1975) وتحولت بهوتان إلى مملكة مستقلة تدير الهند شؤونها الخارجية (1971) أما نيبال فاختارت الاستقلال الناجز، وسقط حكم أسرة رانا الأرستقراطي عام 1951 ووضع للبلاد دستور جديد عام 1959.
عقدت أفغانستان معاهدة حماية عام 1855 مع بريطانية بعد نزاع مبدئي مع الهند البريطانية وتلا ذلك تسوية بين بريطانية ومملكة فارس عام 1857 أتاحت للإنكليز فرصة تثبيت وجودهم في أفغانستان التي استقلت تماماً عن إيران. وفي المدة بين عامي 1878-1882 تجدد النزاع بين أفغانستان والهند البريطانية بسبب التنافس البريطاني الروسي على المنطقة، وآلت الأمور إلى تولي السلطات البريطانية في الهند إدارة شؤون أفغانستان ولاسيما الخارجية والدفاع، وأدى التوسع الروسي والبريطاني إلى تحديد خط فاصل بين الهند وأفغان
حيث يفوق عدد الموتى عدد الأحياء
"كولما" مدينة هادئة في كاليفورنيا مساحتها تبلغ حوالي ميلين مربع ويعيش فيها
1700 مواطن وأكثر من مليون ونصف ميت. معظم السكان الذين يعيشون في هذه
المدينة الصامتة هم الذين عاش فيها أجدادهم وماتوا فيها لكن أغلب الأحياء الآن لا
يستطيعون قضاء بقية حياتهم فيها.
كولما، سان فرانسيسكو، عجائب وغرائب
في عام 1900 كانت مدينة سان فرانسيسكو مدينة مزدحمة بالقتلى وذلك خلال
اكتشاف الذهب فيها حيث سميت تلك الفترة باندفاع الذهب حيث توافد إليا عمال المناجم والتجار والمهاجرين من جميع أنحاء العالم هنا بحثا عن حياة أفضل، حاملين معه أمتعتهم دون إغفال أمراضهم المتنقلة والمعدية فارتفعت حالات الموت بشكل كبير جدا أنه في ظرف وقت وجيز تم تأسيس 27 مقبرة خاصة بالعمال ما اعْتُبِر أنها
تشكل خطرا على الصحة والأهم من كل ذلك أن هذه المقابر تلتهم نسبة كبيرة جدا من
مساحة العقارات. وفي عام 1902 حظر مجلس المدينة ومجلس المقاطعة المشرفين
على مزيد من الدفن في المدينة وأجبرت المقابر الكبرى مثل "لوريل هيل" و"مقبرة
الجمجمة" لنقل أمواتها خارج المدينة وكافحت باقي المقابر في الحفاظ على أمواتها في راحة لبضع عقود إلى غاية 1942 حتى تم إغلاقها وظل المحافظة على مقبرتين فقط وهي المقبرة الوطنية في سان فرانسيسكو ومقبرة البعثة "دولوريس" حيث لا زالتا إلى وهي المقبرة الوطنية في سان فرانسيسكو ومقبرة البعثة "دولوريس" حيث لا زالتا إلى وهي المقبرة الوطنية في سان فرانسيسكو ومقبرة البعثة "دولوريس" حيث لا زالتا إلى كولما، سان فرانسيسكو، عجائب وغرائب تم نقل أكثر من 150 ألف جثة من سان فرانسيسكو الى بلدة صغيرة وهي "كولم حيث تم تأسيسها عام 1892، وذلك لما قرر رئيس الأساقفة "باتريك ريوردان" لإنشاء مقبرة جديدة في وادي على بعد خمسة أميال جنوبا من المدينة في حقل صغير من البطاطا حيث تمت مباركته كموقع جديد لمقبرة كاثوليكية وبسبب ذلك تم إدراج هذه المدينة على أنها المدينة الوحيدة في لعالم التي يفوق فيها عدد القتلى عدد الأحياء.
طوال تاريخها كله لم يسبق أن كان عدد الأحياء يفوق عدد الأموات. أما اليوم فهي
موطن لحوالي 1800 شخص حي وأكثر من 1.5 مليون نائم نوما أبديا مدفونون في
17 مقبرة هائلة. وهذا العدد الكبير من الموتى آخذ في الإرتفاع إذ تشير التقديرات أن
75 جثة جديدة تصل إلى "كولما" كل يوم من مدينة سان فرانسيسكو.
كولما، سان فرانسيسكو، عجائب وغرائب
يتم نعت مدينة "كولما" بالعديد من الأسماء مثل المدينة الصامتة، مدينة الموتى، مدينة الأرواح وغيرها الكثير كما أن هذه المدينة تعتبر البيت الأبدى للكثير من الشخصيات المشهورة حيث تم دفنها فيها مثل أسطورة القمار في الغرب المتوحش "لاومان ويات إرب " و أسطورة البيسبول "جو ديماجيو".
منغوليا
أعلنت منغولية الخارجية استقلالها من جانب واحد في عام 1911، وحذت التبت حذوها. وقد احترمت بريطانية الاستقلال الذاتي للتبت وتوصلت منغولية الخارجية إلى اتفاق مع روسية في هذا الصدد مع بقائها على ارتباط بالصين. وفي عام 1921 صارت منغولية الخارجية جمهورية شعبية ديمقراطية تدور في فلك الاتحاد السوفييتي (سابقاً). وحددت معاهدة عام 1945 بين الصين والاتحاد السوفييتي حقوق منغولية الخارجية في اختيار الحكم الذي تريد باستفتاء شعبي، وفي عام 1946
اعترفت الصين باستقلال جمهورية منغولية الشعبية (الخارجية)، وانضمت منغولية إلى الأمم المتحدة عام 1961. أما التبت فقد أخضعت لسلطة الصين الشعبية عام 1950ـ 1951. ونشبت ثورة فيها عام 1958- 1959 أدت إلى فرار الدلاي لاما مع بقاء التبت منطقة تابعة للصين.
أما كورية فقد تحررت من التسلط الصيني سنة 1895، ولم تلبث أن ألحقت باليابان سنة 1910 ثم وضعت تحت الإشراف السوفييتي ـ الأمريكي عام 1945، وكان من نتيجة ذلك تقسيم البلاد عام 1948 إلى كوريتين شمالية وجنوبية ويفصل بينهما خط العرض 38. وفي عام 1950 غزت كورية الشمالية جنوبي كورية بقصد توحيد البلاد، ونجم عن هذا الغزو تورط الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والصين الشعبية في حرب ضروس لم تؤد إلى نتيجة حاسمة، ولم يطرأ سوى تعديل طفيف على الحدود بين الكوريتين في اتفاقية الهدنة عام 1953.
أما اليابان فقد شهدت تبدلات كبيرة منذ أواسط القرن التاسع عشر، وبعد أن فتحت أبوابها للولايات المتحدة عام 1853 استولت على جزر بونين وكوريل (سنة 1875) وريوكيوس (1874) وضمت تايوان وجزر بنغو (1895)، وفي عام 1905 سيطرت على القسم الجنوبي من جزيرة سخالين وألحقت كورية بها عام 1910. وبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى استولى اليابانيون على الأراضي التي كانت لألمانية في شبه جزيرة شانتونغ وجزر كارولين ومارشال وماريانة، ومنحوا حق الانتداب عليها من عصبة الأمم عام 1920. ثم احتلوا منشورية بين عامي 1931-1932، وشرعوا بغزو الصين منذ عام 1937. وبعد هجومهم الصاعق على بيرل هاربور عام 1941 راحوا يتوسعون في مناطق جنوب شرقي آسيا والمحيط الهادئ. ترك استسلام اليابان عام 1945 فراغاً كبيراً في هذه المناطق شغلته القوى الوطنية المحلية، في حين خضعت أراضي اليابان نفسها وجزرها للاحتلال الأمريكي حتى عام 1952، ثم أعيدت إليها السيادة على أراضيها تدريجياً وسمحت الأمم المتحدة بانضمامها إليها رسمياً عام 1956، وأعيدت إليها بعض جزرها، وهي تسعى اليوم إلى احتلال المركز الأول في الصناعة والتجارة العالمية.
سيام
أما سيام التي حوفظ على استقلالها في لعبة التوازن الاستعمارية فقد تحالفت مع اليابان في الحرب العالمية الثانية وساعدتها على احتلال الهند الصينية الفرنسية وبورمة والملايو البريطانيتين، وحققت مكاسب إقليمية على حساب هذه المناطق، إلا أنها فقدتها بعد هزيمة اليابان وموافقة سيام على الانضمام إلى الأمم المتحدة. وقد استبدلت باسمها اسم تايلند في بداية الحرب (1939) ثم عادت إلى اسمها الأول عام 1945 ثم صارت تعرف منذ عام 1949 باسم مملكة تايلند.
أما جزر الهند الشرقية التي تزيد على 13600 جزيرة فقد مرت بعد عام 1850 بتجارب ومحاولات كثيرة لتبادل المستعمرات من أجل التكامل، فانكفأ البرتغاليون نهائياً عام 1859 إلى النصف الشرقي من جزيرة تيمور، وشاطرهم النصف الآخر ورثتهم الهولنديون، وقد واجه هؤلاء مزاحمة من البريطانيين الذين سعوا في السبعينات من القرن التاسع عشر إلى السيطرة على أتجه (أتشين) في جزيرة سومطرة، وإلى اقتسام بورنيو وضم غينية الجديدة الجنوبية الشرقية (بابوا) في الثمانينات. كما بدأ الألمان يزاحمونهم في غينية، ولكن الهولنديين تمكنوا من الاحتفاظ بكل من النصف الغربي لجزيرة تيمور والأجزاء الغربية من غينية الجديدة وجنوبي بورنيو وجاوة وسومطرة والجزر الكبيرة والصغيرة المجاورة لها من دون أي معارضة أوربية. في حين تنازلت إسبانية عن الفيليبين إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1898 بعد أن استعمرتها نحو ثلاثة قرون، وغلب عليها الطابع الأمريكي بالتدريج، وحدد دستور عام 1935 وضعها دولة تابعة لإشراف الولايات المتحدة تسير نحو الاستقلال، ثم استقلت رسمياً عام 1946م.
كان احتلال اليابان لجنوب شرقي آسيا (1941-1942) تجربة مفيدة للاستعمار الغربي، فقد واجهت السلطات الغربية عند عودتها بعد هزيمة اليابان مقاومة ضارية من الوطنيين ولاسيما القوى اليسارية فيهم، وعم العنف والعصيان السياسي المنطقة، وآل الأمر عن طريق المفاوضات تارة والحرب تارة أخرى إلى استقلال الفيليبين رسمياً وجزر الهند الشرقية التي صارت تعرف باسم إندونيسية (1949)، وإلى حصول كل من دول الهند الصينية (كمبودية ولاوس وفييتنام) على الحكم الذاتي (1954)، وتبعتها الملايو (1957) وسنغافورة (1959) ثم استقلت جميعها عام 1965.
وكانت فييتنام قد ثارت على الفرنسيين في عام 1945 وظلت الحرب دائرة بين الطرفين حتى عام 1954 عندما قسم مؤتمر جنيف البلاد قسمين عند خط العرض 17 وسحبت فرنسة قواتها منها، ولم تلبث الولايات المتحدة الأمريكية، التي أرادت أن تحل محل الفرنسيين في جنوبي فييتنام، أن تورطت في حرب ضروس عام 1963 مع ثوار الفييتكونغ الذين تدعمهم *ييتنام الشمالية وانتهت الحرب في عام 1975 بانتصار الشيوعيين وتوحيد شطري البلاد،
وأدت حرب أخرى في كمبودية بين حكومة المناهضين للشيوعية والخمير الحمر بقيادة الشيوعيين إلى انتصار جزئي للخمير الحمر أيضاً عام 1975 وما تزال البلاد تعاني الانقسام الداخلي والفوضى السياسية إلى اليوم. وفي لاوس انتهت الحرب الأهلية بين الباتيتلاو اليساريين وقوات الحكومة المناوئة للشيوعية إلى إقامة ائتلاف حكومي عام 1957 لم يعمر طويلاً، وفي عام 1975 كان الباتيت قد بسطوا سيطرتهم على أمور البلاد. وفي الملايو تم الإعلان عن قيام الاتحاد الماليزي عام 1963، وقد ضم هذا الاتحاد كلاً من الملايو وسنغافورة ومقاطعتين من بورنيو (صباح وسرواك)،
وفي الوقت نفسه أدت مطالبة إندونيسية بإيريان الغربية (غينية الجديدة الغربية) إلى عقد اتفاق مع هولندة انتقلت بموجبه إيريان الغربية إلى إدارة الأمم المتحدة عام 1962 ثم إلى إندونيسية عام .1963 وفي المقابل تألف اتحاد دعي باسم اتحاد جنوب شرقي آسيا ضم تايلند والفيليبين والملايو (1961)، وأدى ذلك إلى مجابهة بين إندونيسية وماليزية انتهت بسلام بعد أن سوي نزاع داخلي في ماليزية عام 1965، وكان من نتائجه انسحاب سنغافورة من الاتحاد الماليزي (1965) لتصبح دولة مستقلة. شرقي آسيا: كان نجاح الغرب في شرقي آسيا أقل حظاً، ومع ذلك فقد فتحت الصين أبوابها للتجارة الدولية والعلاقات الخارجية بعد حرب الأفيون، وغدت هونغ كونغ مستعمرة للتاج البريطاني، كما تخلت الصين عن الأراضي الواقعة وراء نهري آمور وأوسوري لروسية (1858 و 1880)، وتخلت عن جزر ريوكيو لليابان سنة 1879، وسوت مسألة الحدود عند سنكيانغ مع روسية (1879-1881)، وتخلت عن مطالبها في بورمة لبريطانية، وعن مطالبها في إندونيسية لفرنسة (1885-1886)، كما تنازلت عن جزيرة فورموزا (تايوان) وجزر بنغو (بسكادورس) لليابان. وفي عام 1896 اضطرت إلى الإذعان لمطالب روسية لبناء خط حديد شرقي الصين في منشورية (أنشئ الخط عام 1904)
كما اضطرت إلى تأجير ألمانية منطقة خليج كياوتشو والأراضي المتاخمة له في شبه جزيرة شانتونغ تحت الإكراه، وتأجير بريطانية مرفأ واي هاي على النهر الأصفر، وتأجير روسية مرفأي بورت آرثر ودايرن في شبه جزيرة لياوتنغ، وتأجير فرنسة مرفأ كوانغ شوان، وقامت بسبب ذلك ثورة قصيرة في البلاط عرفت باسم «حركة إصلاح المئة يوم»، وكان من نتائجها نشوب ثورة مضادة هدفها طرد الأجانب من البلاد عرفت باسم ثورة الملاكمين (البوكسرز 1899- 1900). ولكنها سحقت بشدة بتكالب جميع القوى الاستعمارية عليها، وبعد تسوية سلمية تمت عام 1901 لم يطرأ أي تبدل على الأمور في الصين حتى ثورة 1911-1912 التي قادها «صن يات صن» وأرست دعائم جمهورية الصين الحديثة.
ولكن سياسة القمع التي مارسها خليفته يوان شيكاي أدت إلى إعلان حكومة ثورية في كانتون، في حين ساعد انضمام الصين إلى الحلفاء في الحرب العالمية الأولى على ضمان وحدة أراضيها في وجه التوسع الياباني. وفي عام 1928 سيطر على البلاد تآلف الكومنتانغ بعد حرب أهلية دامت نحو ثلاث سنين، واضطر الجناح الشيوعي في هذا التآلف إلى الانسحاب شمالاً بزعامة ماوتسي تونغ. وشجع انقسام البلاد اليابان على خوض حرب ثانية مع الصين للسيطرة على مناطق جديدة (1931)
فاستولت على منشورية وشمال شرقي الصين. ولم تلبث الصين أن استردت سيادتها على كامل أراضيها بعد الحرب العالمية الثانية (باستثناء هونغ كونغ ومكاو)، ولكن حرباً أهلية نشبت من جديد في أواخر عام 1946، ونجح الشيوعيون في السيطرة على كامل أراضي الصين عام 1949 باستثناء جزيرة فورموزا وعدد من الجزر القريبة منها، وتولى شؤون الحكم في جمهورية الصين الشعبية الديمقراطية ماوتسي تونغ، في حين ظلت تايوان تحمل اسم الصين الوطنية تحت حكم شان كاي تشك، وظلت تحتل مقعد الصين في هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن حتى عام 1971 ثم تخلت عنه للصين الشعبية. وفي عام 1998 تخلت بريطانية عن هونغ كونغ للصين.
ايران
كانت مملكة فارس (إيران) تخضع لشاهات من الأسرة القاجارية (1796-1925) ثم البهلوية (1925-1979) وقد تعرضت هذه المملكة منذ القرن التناسع عشر لضغوط روسية التوسعية من الشمال وبريطانية من الشرق (الهند) وخضعت لمساومات سياسية أجنبية، ولكن التنافس الامبريالي الأجنبي أنقذها من السقوط فريسة التجزئة. واضطر حكام فارس نتيجة حرب مع الهند البريطانية (1856-1857) إلى التخلي عن منطقة هراة إلى أفغانستان وإجراء تسوية شاملة مع الأفغان على الحدود (1872)، وأدى النزاع الروسي البريطاني من أجل تقاسم النفوذ في بلاد فارس والتدخل العسكري المشترك أكثر من مرة في عدة عقود من الزمن إلى بقاء البلاد مملكة ذات سيادة وعضواً أصيلاً في عصبة الأمم (1920) ثم في منظمة الأمم المتحدة (1945)، وكان لظهور النفط فيها في أوائل القرن العشرين دور في تغذية الصراع الأجنبي من أجل السيطرة عليها.
جنوبي آسيا: في عام 1858 أزيح آخر أباطرة المغول العظام بهادر شاه الثاني عن عرش الهند بعد ثورة السباهية (1857-1858) وغدت الهند جزءاً من ممتلكات التاج البريطاني، ثم ضمت بورمة إلى الهند، واستقلت عنها إدارياً عام 1937. كذلك اضطرت أفغانستان تحت الضغط المستمر إلى التخلي عن منطقة بلوجستان إلى ممتلكات الهند البريطانية (معاهدات 1876-1891)، ثم أضيف إلى هذه الممتلكات أراضي شَتْرال في أقصى الشمال الغربي للهند في تسويات لاحقة (1893-1895). وظلت حدود الهند البريطانية مستقرة على هذا النحو إلى عام 1947 عندما حصلت شبه القارة الهندية على استقلالها وقسمت سياسياً إلى جمهوريتي الهند وباكستان (بقسميها الشرقي والغربي)، وظلت كشمير منطقة تنازع بينهما، ثم ضمت المستعمرات الفرنسية السابقة في شاندرناغور، وبونديشيري، وكاريكال، وماهي، وياناون إلى الهند بين عامي 1950 و 1954، كما استعادت الهند المستعمرات البرتغالية في ددرا، ونغار هافلي، وغوا، ودامان، وديو في عام 1961، وغدت الهند جمهورية ديمقراطية، كما غدت الباكستان جمهورية إسلامية عام 1956، وشهدت في عام 1958 انقلاباً عسكرياً بزعامة محمد أيوب خان. وبعد ثورة البنغال في باكستان الشرقية عام 1971 ظهرت إلى الوجود في شبه القارة الهندية جمهورية ثالثة هي جمهورية بنگلادش. أما سيلان فكانت تعد من أملاك الهند حتى عام 1796 ثم صارت من مستعمرات التاج البريطاني عام 1798 وحصلت على استقلالها عام 1948، وصارت تعرف باسم سْري لانكة منذ عام 1972، كما استقلت جزر المالديف (ذيبة المهل) منذ عام 1965.
وإلى الشمال من الهند دخلت «نيبال» الفلك البريطاني (1816) وإن لم تخضع للاحتلال البريطاني المباشر أبداً، في حين سوّت سيكيم (في الهيمالايا بين الهند والتبت) حدودها مع الهند البريطانية عام 1817، وكذلك فعلت جارتها بهوتان عام 1856، وغدت الدولتان من محميات الهند بعد الاستقلال (1947) ثم تحولت سيكيم إلى ولاية هندية (1975) وتحولت بهوتان إلى مملكة مستقلة تدير الهند شؤونها الخارجية (1971) أما نيبال فاختارت الاستقلال الناجز، وسقط حكم أسرة رانا الأرستقراطي عام 1951 ووضع للبلاد دستور جديد عام 1959.
عقدت أفغانستان معاهدة حماية عام 1855 مع بريطانية بعد نزاع مبدئي مع الهند البريطانية وتلا ذلك تسوية بين بريطانية ومملكة فارس عام 1857 أتاحت للإنكليز فرصة تثبيت وجودهم في أفغانستان التي استقلت تماماً عن إيران. وفي المدة بين عامي 1878-1882 تجدد النزاع بين أفغانستان والهند البريطانية بسبب التنافس البريطاني الروسي على المنطقة، وآلت الأمور إلى تولي السلطات البريطانية في الهند إدارة شؤون أفغانستان ولاسيما الخارجية والدفاع، وأدى التوسع الروسي والبريطاني إلى تحديد خط فاصل بين الهند وأفغان
منغوليا
أعلنت منغولية الخارجية استقلالها من جانب واحد في عام 1911، وحذت التبت حذوها. وقد احترمت بريطانية الاستقلال الذاتي للتبت وتوصلت منغولية الخارجية إلى اتفاق مع روسية في هذا الصدد مع بقائها على ارتباط بالصين. وفي عام 1921 صارت منغولية الخارجية جمهورية شعبية ديمقراطية تدور في فلك الاتحاد السوفييتي (سابقاً). وحددت معاهدة عام 1945 بين الصين والاتحاد السوفييتي حقوق منغولية الخارجية في اختيار الحكم الذي تريد باستفتاء شعبي، وفي عام 1946
اعترفت الصين باستقلال جمهورية منغولية الشعبية (الخارجية)، وانضمت منغولية إلى الأمم المتحدة عام 1961. أما التبت فقد أخضعت لسلطة الصين الشعبية عام 1950ـ 1951. ونشبت ثورة فيها عام 1958- 1959 أدت إلى فرار الدلاي لاما مع بقاء التبت منطقة تابعة للصين.
أما كورية فقد تحررت من التسلط الصيني سنة 1895، ولم تلبث أن ألحقت باليابان سنة 1910 ثم وضعت تحت الإشراف السوفييتي ـ الأمريكي عام 1945، وكان من نتيجة ذلك تقسيم البلاد عام 1948 إلى كوريتين شمالية وجنوبية ويفصل بينهما خط العرض 38. وفي عام 1950 غزت كورية الشمالية جنوبي كورية بقصد توحيد البلاد، ونجم عن هذا الغزو تورط الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والصين الشعبية في حرب ضروس لم تؤد إلى نتيجة حاسمة، ولم يطرأ سوى تعديل طفيف على الحدود بين الكوريتين في اتفاقية الهدنة عام 1953.
أما اليابان فقد شهدت تبدلات كبيرة منذ أواسط القرن التاسع عشر، وبعد أن فتحت أبوابها للولايات المتحدة عام 1853 استولت على جزر بونين وكوريل (سنة 1875) وريوكيوس (1874) وضمت تايوان وجزر بنغو (1895)، وفي عام 1905 سيطرت على القسم الجنوبي من جزيرة سخالين وألحقت كورية بها عام 1910. وبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى استولى اليابانيون على الأراضي التي كانت لألمانية في شبه جزيرة شانتونغ وجزر كارولين ومارشال وماريانة، ومنحوا حق الانتداب عليها من عصبة الأمم عام 1920. ثم احتلوا منشورية بين عامي 1931-1932، وشرعوا بغزو الصين منذ عام 1937. وبعد هجومهم الصاعق على بيرل هاربور عام 1941 راحوا يتوسعون في مناطق جنوب شرقي آسيا والمحيط الهادئ. ترك استسلام اليابان عام 1945 فراغاً كبيراً في هذه المناطق شغلته القوى الوطنية المحلية، في حين خضعت أراضي اليابان نفسها وجزرها للاحتلال الأمريكي حتى عام 1952، ثم أعيدت إليها السيادة على أراضيها تدريجياً وسمحت الأمم المتحدة بانضمامها إليها رسمياً عام 1956، وأعيدت إليها بعض جزرها، وهي تسعى اليوم إلى احتلال المركز الأول في الصناعة والتجارة العالمية.
سيام
أما سيام التي حوفظ على استقلالها في لعبة التوازن الاستعمارية فقد تحالفت مع اليابان في الحرب العالمية الثانية وساعدتها على احتلال الهند الصينية الفرنسية وبورمة والملايو البريطانيتين، وحققت مكاسب إقليمية على حساب هذه المناطق، إلا أنها فقدتها بعد هزيمة اليابان وموافقة سيام على الانضمام إلى الأمم المتحدة. وقد استبدلت باسمها اسم تايلند في بداية الحرب (1939) ثم عادت إلى اسمها الأول عام 1945 ثم صارت تعرف منذ عام 1949 باسم مملكة تايلند.
أما جزر الهند الشرقية التي تزيد على 13600 جزيرة فقد مرت بعد عام 1850 بتجارب ومحاولات كثيرة لتبادل المستعمرات من أجل التكامل، فانكفأ البرتغاليون نهائياً عام 1859 إلى النصف الشرقي من جزيرة تيمور، وشاطرهم النصف الآخر ورثتهم الهولنديون، وقد واجه هؤلاء مزاحمة من البريطانيين الذين سعوا في السبعينات من القرن التاسع عشر إلى السيطرة على أتجه (أتشين) في جزيرة سومطرة، وإلى اقتسام بورنيو وضم غينية الجديدة الجنوبية الشرقية (بابوا) في الثمانينات. كما بدأ الألمان يزاحمونهم في غينية، ولكن الهولنديين تمكنوا من الاحتفاظ بكل من النصف الغربي لجزيرة تيمور والأجزاء الغربية من غينية الجديدة وجنوبي بورنيو وجاوة وسومطرة والجزر الكبيرة والصغيرة المجاورة لها من دون أي معارضة أوربية. في حين تنازلت إسبانية عن الفيليبين إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1898 بعد أن استعمرتها نحو ثلاثة قرون، وغلب عليها الطابع الأمريكي بالتدريج، وحدد دستور عام 1935 وضعها دولة تابعة لإشراف الولايات المتحدة تسير نحو الاستقلال، ثم استقلت رسمياً عام 1946م.
كان احتلال اليابان لجنوب شرقي آسيا (1941-1942) تجربة مفيدة للاستعمار الغربي، فقد واجهت السلطات الغربية عند عودتها بعد هزيمة اليابان مقاومة ضارية من الوطنيين ولاسيما القوى اليسارية فيهم، وعم العنف والعصيان السياسي المنطقة، وآل الأمر عن طريق المفاوضات تارة والحرب تارة أخرى إلى استقلال الفيليبين رسمياً وجزر الهند الشرقية التي صارت تعرف باسم إندونيسية (1949)، وإلى حصول كل من دول الهند الصينية (كمبودية ولاوس وفييتنام) على الحكم الذاتي (1954)، وتبعتها الملايو (1957) وسنغافورة (1959) ثم استقلت جميعها عام 1965.
وكانت فييتنام قد ثارت على الفرنسيين في عام 1945 وظلت الحرب دائرة بين الطرفين حتى عام 1954 عندما قسم مؤتمر جنيف البلاد قسمين عند خط العرض 17 وسحبت فرنسة قواتها منها، ولم تلبث الولايات المتحدة الأمريكية، التي أرادت أن تحل محل الفرنسيين في جنوبي فييتنام، أن تورطت في حرب ضروس عام 1963 مع ثوار الفييتكونغ الذين تدعمهم *ييتنام الشمالية وانتهت الحرب في عام 1975 بانتصار الشيوعيين وتوحيد شطري البلاد،
وأدت حرب أخرى في كمبودية بين حكومة المناهضين للشيوعية والخمير الحمر بقيادة الشيوعيين إلى انتصار جزئي للخمير الحمر أيضاً عام 1975 وما تزال البلاد تعاني الانقسام الداخلي والفوضى السياسية إلى اليوم. وفي لاوس انتهت الحرب الأهلية بين الباتيتلاو اليساريين وقوات الحكومة المناوئة للشيوعية إلى إقامة ائتلاف حكومي عام 1957 لم يعمر طويلاً، وفي عام 1975 كان الباتيت قد بسطوا سيطرتهم على أمور البلاد. وفي الملايو تم الإعلان عن قيام الاتحاد الماليزي عام 1963، وقد ضم هذا الاتحاد كلاً من الملايو وسنغافورة ومقاطعتين من بورنيو (صباح وسرواك)،
وفي الوقت نفسه أدت مطالبة إندونيسية بإيريان الغربية (غينية الجديدة الغربية) إلى عقد اتفاق مع هولندة انتقلت بموجبه إيريان الغربية إلى إدارة الأمم المتحدة عام 1962 ثم إلى إندونيسية عام .1963 وفي المقابل تألف اتحاد دعي باسم اتحاد جنوب شرقي آسيا ضم تايلند والفيليبين والملايو (1961)، وأدى ذلك إلى مجابهة بين إندونيسية وماليزية انتهت بسلام بعد أن سوي نزاع داخلي في ماليزية عام 1965، وكان من نتائجه انسحاب سنغافورة من الاتحاد الماليزي (1965) لتصبح دولة مستقلة. شرقي آسيا: كان نجاح الغرب في شرقي آسيا أقل حظاً، ومع ذلك فقد فتحت الصين أبوابها للتجارة الدولية والعلاقات الخارجية بعد حرب الأفيون، وغدت هونغ كونغ مستعمرة للتاج البريطاني، كما تخلت الصين عن الأراضي الواقعة وراء نهري آمور وأوسوري لروسية (1858 و 1880)، وتخلت عن جزر ريوكيو لليابان سنة 1879، وسوت مسألة الحدود عند سنكيانغ مع روسية (1879-1881)، وتخلت عن مطالبها في بورمة لبريطانية، وعن مطالبها في إندونيسية لفرنسة (1885-1886)، كما تنازلت عن جزيرة فورموزا (تايوان) وجزر بنغو (بسكادورس) لليابان. وفي عام 1896 اضطرت إلى الإذعان لمطالب روسية لبناء خط حديد شرقي الصين في منشورية (أنشئ الخط عام 1904)
كما اضطرت إلى تأجير ألمانية منطقة خليج كياوتشو والأراضي المتاخمة له في شبه جزيرة شانتونغ تحت الإكراه، وتأجير بريطانية مرفأ واي هاي على النهر الأصفر، وتأجير روسية مرفأي بورت آرثر ودايرن في شبه جزيرة لياوتنغ، وتأجير فرنسة مرفأ كوانغ شوان، وقامت بسبب ذلك ثورة قصيرة في البلاط عرفت باسم «حركة إصلاح المئة يوم»، وكان من نتائجها نشوب ثورة مضادة هدفها طرد الأجانب من البلاد عرفت باسم ثورة الملاكمين (البوكسرز 1899- 1900). ولكنها سحقت بشدة بتكالب جميع القوى الاستعمارية عليها، وبعد تسوية سلمية تمت عام 1901 لم يطرأ أي تبدل على الأمور في الصين حتى ثورة 1911-1912 التي قادها «صن يات صن» وأرست دعائم جمهورية الصين الحديثة.
ولكن سياسة القمع التي مارسها خليفته يوان شيكاي أدت إلى إعلان حكومة ثورية في كانتون، في حين ساعد انضمام الصين إلى الحلفاء في الحرب العالمية الأولى على ضمان وحدة أراضيها في وجه التوسع الياباني. وفي عام 1928 سيطر على البلاد تآلف الكومنتانغ بعد حرب أهلية دامت نحو ثلاث سنين، واضطر الجناح الشيوعي في هذا التآلف إلى الانسحاب شمالاً بزعامة ماوتسي تونغ. وشجع انقسام البلاد اليابان على خوض حرب ثانية مع الصين للسيطرة على مناطق جديدة (1931)
فاستولت على منشورية وشمال شرقي الصين. ولم تلبث الصين أن استردت سيادتها على كامل أراضيها بعد الحرب العالمية الثانية (باستثناء هونغ كونغ ومكاو)، ولكن حرباً أهلية نشبت من جديد في أواخر عام 1946، ونجح الشيوعيون في السيطرة على كامل أراضي الصين عام 1949 باستثناء جزيرة فورموزا وعدد من الجزر القريبة منها، وتولى شؤون الحكم في جمهورية الصين الشعبية الديمقراطية ماوتسي تونغ، في حين ظلت تايوان تحمل اسم الصين الوطنية تحت حكم شان كاي تشك، وظلت تحتل مقعد الصين في هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن حتى عام 1971 ثم تخلت عنه للصين الشعبية. وفي عام 1998 تخلت بريطانية عن هونغ كونغ للصين.
ايران
كانت مملكة فارس (إيران) تخضع لشاهات من الأسرة القاجارية (1796-1925) ثم البهلوية (1925-1979) وقد تعرضت هذه المملكة منذ القرن التناسع عشر لضغوط روسية التوسعية من الشمال وبريطانية من الشرق (الهند) وخضعت لمساومات سياسية أجنبية، ولكن التنافس الامبريالي الأجنبي أنقذها من السقوط فريسة التجزئة. واضطر حكام فارس نتيجة حرب مع الهند البريطانية (1856-1857) إلى التخلي عن منطقة هراة إلى أفغانستان وإجراء تسوية شاملة مع الأفغان على الحدود (1872)، وأدى النزاع الروسي البريطاني من أجل تقاسم النفوذ في بلاد فارس والتدخل العسكري المشترك أكثر من مرة في عدة عقود من الزمن إلى بقاء البلاد مملكة ذات سيادة وعضواً أصيلاً في عصبة الأمم (1920) ثم في منظمة الأمم المتحدة (1945)، وكان لظهور النفط فيها في أوائل القرن العشرين دور في تغذية الصراع الأجنبي من أجل السيطرة عليها.
جنوبي آسيا: في عام 1858 أزيح آخر أباطرة المغول العظام بهادر شاه الثاني عن عرش الهند بعد ثورة السباهية (1857-1858) وغدت الهند جزءاً من ممتلكات التاج البريطاني، ثم ضمت بورمة إلى الهند، واستقلت عنها إدارياً عام 1937. كذلك اضطرت أفغانستان تحت الضغط المستمر إلى التخلي عن منطقة بلوجستان إلى ممتلكات الهند البريطانية (معاهدات 1876-1891)، ثم أضيف إلى هذه الممتلكات أراضي شَتْرال في أقصى الشمال الغربي للهند في تسويات لاحقة (1893-1895). وظلت حدود الهند البريطانية مستقرة على هذا النحو إلى عام 1947 عندما حصلت شبه القارة الهندية على استقلالها وقسمت سياسياً إلى جمهوريتي الهند وباكستان (بقسميها الشرقي والغربي)، وظلت كشمير منطقة تنازع بينهما، ثم ضمت المستعمرات الفرنسية السابقة في شاندرناغور، وبونديشيري، وكاريكال، وماهي، وياناون إلى الهند بين عامي 1950 و 1954، كما استعادت الهند المستعمرات البرتغالية في ددرا، ونغار هافلي، وغوا، ودامان، وديو في عام 1961، وغدت الهند جمهورية ديمقراطية، كما غدت الباكستان جمهورية إسلامية عام 1956، وشهدت في عام 1958 انقلاباً عسكرياً بزعامة محمد أيوب خان. وبعد ثورة البنغال في باكستان الشرقية عام 1971 ظهرت إلى الوجود في شبه القارة الهندية جمهورية ثالثة هي جمهورية بنگلادش. أما سيلان فكانت تعد من أملاك الهند حتى عام 1796 ثم صارت من مستعمرات التاج البريطاني عام 1798 وحصلت على استقلالها عام 1948، وصارت تعرف باسم سْري لانكة منذ عام 1972، كما استقلت جزر المالديف (ذيبة المهل) منذ عام 1965.
وإلى الشمال من الهند دخلت «نيبال» الفلك البريطاني (1816) وإن لم تخضع للاحتلال البريطاني المباشر أبداً، في حين سوّت سيكيم (في الهيمالايا بين الهند والتبت) حدودها مع الهند البريطانية عام 1817، وكذلك فعلت جارتها بهوتان عام 1856، وغدت الدولتان من محميات الهند بعد الاستقلال (1947) ثم تحولت سيكيم إلى ولاية هندية (1975) وتحولت بهوتان إلى مملكة مستقلة تدير الهند شؤونها الخارجية (1971) أما نيبال فاختارت الاستقلال الناجز، وسقط حكم أسرة رانا الأرستقراطي عام 1951 ووضع للبلاد دستور جديد عام 1959.
عقدت أفغانستان معاهدة حماية عام 1855 مع بريطانية بعد نزاع مبدئي مع الهند البريطانية وتلا ذلك تسوية بين بريطانية ومملكة فارس عام 1857 أتاحت للإنكليز فرصة تثبيت وجودهم في أفغانستان التي استقلت تماماً عن إيران. وفي المدة بين عامي 1878-1882 تجدد النزاع بين أفغانستان والهند البريطانية بسبب التنافس البريطاني الروسي على المنطقة، وآلت الأمور إلى تولي السلطات البريطانية في الهند إدارة شؤون أفغانستان ولاسيما الخارجية والدفاع، وأدى التوسع الروسي والبريطاني إلى تحديد خط فاصل بين الهند وأفغان
منغوليا
أعلنت منغولية الخارجية استقلالها من جانب واحد في عام 1911، وحذت التبت حذوها. وقد احترمت بريطانية الاستقلال الذاتي للتبت وتوصلت منغولية الخارجية إلى اتفاق مع روسية في هذا الصدد مع بقائها على ارتباط بالصين. وفي عام 1921 صارت منغولية الخارجية جمهورية شعبية ديمقراطية تدور في فلك الاتحاد السوفييتي (سابقاً). وحددت معاهدة عام 1945 بين الصين والاتحاد السوفييتي حقوق منغولية الخارجية في اختيار الحكم الذي تريد باستفتاء شعبي، وفي عام 1946
اعترفت الصين باستقلال جمهورية منغولية الشعبية (الخارجية)، وانضمت منغولية إلى الأمم المتحدة عام 1961. أما التبت فقد أخضعت لسلطة الصين الشعبية عام 1950ـ 1951. ونشبت ثورة فيها عام 1958- 1959 أدت إلى فرار الدلاي لاما مع بقاء التبت منطقة تابعة للصين.
أما كورية فقد تحررت من التسلط الصيني سنة 1895، ولم تلبث أن ألحقت باليابان سنة 1910 ثم وضعت تحت الإشراف السوفييتي ـ الأمريكي عام 1945، وكان من نتيجة ذلك تقسيم البلاد عام 1948 إلى كوريتين شمالية وجنوبية ويفصل بينهما خط العرض 38. وفي عام 1950 غزت كورية الشمالية جنوبي كورية بقصد توحيد البلاد، ونجم عن هذا الغزو تورط الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والصين الشعبية في حرب ضروس لم تؤد إلى نتيجة حاسمة، ولم يطرأ سوى تعديل طفيف على الحدود بين الكوريتين في اتفاقية الهدنة عام 1953.
أما اليابان فقد شهدت تبدلات كبيرة منذ أواسط القرن التاسع عشر، وبعد أن فتحت أبوابها للولايات المتحدة عام 1853 استولت على جزر بونين وكوريل (سنة 1875) وريوكيوس (1874) وضمت تايوان وجزر بنغو (1895)، وفي عام 1905 سيطرت على القسم الجنوبي من جزيرة سخالين وألحقت كورية بها عام 1910. وبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى استولى اليابانيون على الأراضي التي كانت لألمانية في شبه جزيرة شانتونغ وجزر كارولين ومارشال وماريانة، ومنحوا حق الانتداب عليها من عصبة الأمم عام 1920. ثم احتلوا منشورية بين عامي 1931-1932، وشرعوا بغزو الصين منذ عام 1937. وبعد هجومهم الصاعق على بيرل هاربور عام 1941 راحوا يتوسعون في مناطق جنوب شرقي آسيا والمحيط الهادئ. ترك استسلام اليابان عام 1945 فراغاً كبيراً في هذه المناطق شغلته القوى الوطنية المحلية، في حين خضعت أراضي اليابان نفسها وجزرها للاحتلال الأمريكي حتى عام 1952، ثم أعيدت إليها السيادة على أراضيها تدريجياً وسمحت الأمم المتحدة بانضمامها إليها رسمياً عام 1956، وأعيدت إليها بعض جزرها، وهي تسعى اليوم إلى احتلال المركز الأول في الصناعة والتجارة العالمية.
سيام
أما سيام التي حوفظ على استقلالها في لعبة التوازن الاستعمارية فقد تحالفت مع اليابان في الحرب العالمية الثانية وساعدتها على احتلال الهند الصينية الفرنسية وبورمة والملايو البريطانيتين، وحققت مكاسب إقليمية على حساب هذه المناطق، إلا أنها فقدتها بعد هزيمة اليابان وموافقة سيام على الانضمام إلى الأمم المتحدة. وقد استبدلت باسمها اسم تايلند في بداية الحرب (1939) ثم عادت إلى اسمها الأول عام 1945 ثم صارت تعرف منذ عام 1949 باسم مملكة تايلند.
أما جزر الهند الشرقية التي تزيد على 13600 جزيرة فقد مرت بعد عام 1850 بتجارب ومحاولات كثيرة لتبادل المستعمرات من أجل التكامل، فانكفأ البرتغاليون نهائياً عام 1859 إلى النصف الشرقي من جزيرة تيمور، وشاطرهم النصف الآخر ورثتهم الهولنديون، وقد واجه هؤلاء مزاحمة من البريطانيين الذين سعوا في السبعينات من القرن التاسع عشر إلى السيطرة على أتجه (أتشين) في جزيرة سومطرة، وإلى اقتسام بورنيو وضم غينية الجديدة الجنوبية الشرقية (بابوا) في الثمانينات. كما بدأ الألمان يزاحمونهم في غينية، ولكن الهولنديين تمكنوا من الاحتفاظ بكل من النصف الغربي لجزيرة تيمور والأجزاء الغربية من غينية الجديدة وجنوبي بورنيو وجاوة وسومطرة والجزر الكبيرة والصغيرة المجاورة لها من دون أي معارضة أوربية. في حين تنازلت إسبانية عن الفيليبين إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1898 بعد أن استعمرتها نحو ثلاثة قرون، وغلب عليها الطابع الأمريكي بالتدريج، وحدد دستور عام 1935 وضعها دولة تابعة لإشراف الولايات المتحدة تسير نحو الاستقلال، ثم استقلت رسمياً عام 1946م.
كان احتلال اليابان لجنوب شرقي آسيا (1941-1942) تجربة مفيدة للاستعمار الغربي، فقد واجهت السلطات الغربية عند عودتها بعد هزيمة اليابان مقاومة ضارية من الوطنيين ولاسيما القوى اليسارية فيهم، وعم العنف والعصيان السياسي المنطقة، وآل الأمر عن طريق المفاوضات تارة والحرب تارة أخرى إلى استقلال الفيليبين رسمياً وجزر الهند الشرقية التي صارت تعرف باسم إندونيسية (1949)، وإلى حصول كل من دول الهند الصينية (كمبودية ولاوس وفييتنام) على الحكم الذاتي (1954)، وتبعتها الملايو (1957) وسنغافورة (1959) ثم استقلت جميعها عام 1965.
وكانت فييتنام قد ثارت على الفرنسيين في عام 1945 وظلت الحرب دائرة بين الطرفين حتى عام 1954 عندما قسم مؤتمر جنيف البلاد قسمين عند خط العرض 17 وسحبت فرنسة قواتها منها، ولم تلبث الولايات المتحدة الأمريكية، التي أرادت أن تحل محل الفرنسيين في جنوبي فييتنام، أن تورطت في حرب ضروس عام 1963 مع ثوار الفييتكونغ الذين تدعمهم *ييتنام الشمالية وانتهت الحرب في عام 1975 بانتصار الشيوعيين وتوحيد شطري البلاد،
وأدت حرب أخرى في كمبودية بين حكومة المناهضين للشيوعية والخمير الحمر بقيادة الشيوعيين إلى انتصار جزئي للخمير الحمر أيضاً عام 1975 وما تزال البلاد تعاني الانقسام الداخلي والفوضى السياسية إلى اليوم. وفي لاوس انتهت الحرب الأهلية بين الباتيتلاو اليساريين وقوات الحكومة المناوئة للشيوعية إلى إقامة ائتلاف حكومي عام 1957 لم يعمر طويلاً، وفي عام 1975 كان الباتيت قد بسطوا سيطرتهم على أمور البلاد. وفي الملايو تم الإعلان عن قيام الاتحاد الماليزي عام 1963، وقد ضم هذا الاتحاد كلاً من الملايو وسنغافورة ومقاطعتين من بورنيو (صباح وسرواك)،
وفي الوقت نفسه أدت مطالبة إندونيسية بإيريان الغربية (غينية الجديدة الغربية) إلى عقد اتفاق مع هولندة انتقلت بموجبه إيريان الغربية إلى إدارة الأمم المتحدة عام 1962 ثم إلى إندونيسية عام .1963 وفي المقابل تألف اتحاد دعي باسم اتحاد جنوب شرقي آسيا ضم تايلند والفيليبين والملايو (1961)، وأدى ذلك إلى مجابهة بين إندونيسية وماليزية انتهت بسلام بعد أن سوي نزاع داخلي في ماليزية عام 1965، وكان من نتائجه انسحاب سنغافورة من الاتحاد الماليزي (1965) لتصبح دولة مستقلة. شرقي آسيا: كان نجاح الغرب في شرقي آسيا أقل حظاً، ومع ذلك فقد فتحت الصين أبوابها للتجارة الدولية والعلاقات الخارجية بعد حرب الأفيون، وغدت هونغ كونغ مستعمرة للتاج البريطاني، كما تخلت الصين عن الأراضي الواقعة وراء نهري آمور وأوسوري لروسية (1858 و 1880)، وتخلت عن جزر ريوكيو لليابان سنة 1879، وسوت مسألة الحدود عند سنكيانغ مع روسية (1879-1881)، وتخلت عن مطالبها في بورمة لبريطانية، وعن مطالبها في إندونيسية لفرنسة (1885-1886)، كما تنازلت عن جزيرة فورموزا (تايوان) وجزر بنغو (بسكادورس) لليابان. وفي عام 1896 اضطرت إلى الإذعان لمطالب روسية لبناء خط حديد شرقي الصين في منشورية (أنشئ الخط عام 1904)
كما اضطرت إلى تأجير ألمانية منطقة خليج كياوتشو والأراضي المتاخمة له في شبه جزيرة شانتونغ تحت الإكراه، وتأجير بريطانية مرفأ واي هاي على النهر الأصفر، وتأجير روسية مرفأي بورت آرثر ودايرن في شبه جزيرة لياوتنغ، وتأجير فرنسة مرفأ كوانغ شوان، وقامت بسبب ذلك ثورة قصيرة في البلاط عرفت باسم «حركة إصلاح المئة يوم»، وكان من نتائجها نشوب ثورة مضادة هدفها طرد الأجانب من البلاد عرفت باسم ثورة الملاكمين (البوكسرز 1899- 1900). ولكنها سحقت بشدة بتكالب جميع القوى الاستعمارية عليها، وبعد تسوية سلمية تمت عام 1901 لم يطرأ أي تبدل على الأمور في الصين حتى ثورة 1911-1912 التي قادها «صن يات صن» وأرست دعائم جمهورية الصين الحديثة.
ولكن سياسة القمع التي مارسها خليفته يوان شيكاي أدت إلى إعلان حكومة ثورية في كانتون، في حين ساعد انضمام الصين إلى الحلفاء في الحرب العالمية الأولى على ضمان وحدة أراضيها في وجه التوسع الياباني. وفي عام 1928 سيطر على البلاد تآلف الكومنتانغ بعد حرب أهلية دامت نحو ثلاث سنين، واضطر الجناح الشيوعي في هذا التآلف إلى الانسحاب شمالاً بزعامة ماوتسي تونغ. وشجع انقسام البلاد اليابان على خوض حرب ثانية مع الصين للسيطرة على مناطق جديدة (1931)
فاستولت على منشورية وشمال شرقي الصين. ولم تلبث الصين أن استردت سيادتها على كامل أراضيها بعد الحرب العالمية الثانية (باستثناء هونغ كونغ ومكاو)، ولكن حرباً أهلية نشبت من جديد في أواخر عام 1946، ونجح الشيوعيون في السيطرة على كامل أراضي الصين عام 1949 باستثناء جزيرة فورموزا وعدد من الجزر القريبة منها، وتولى شؤون الحكم في جمهورية الصين الشعبية الديمقراطية ماوتسي تونغ، في حين ظلت تايوان تحمل اسم الصين الوطنية تحت حكم شان كاي تشك، وظلت تحتل مقعد الصين في هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن حتى عام 1971 ثم تخلت عنه للصين الشعبية. وفي عام 1998 تخلت بريطانية عن هونغ كونغ للصين.
ايران
كانت مملكة فارس (إيران) تخضع لشاهات من الأسرة القاجارية (1796-1925) ثم البهلوية (1925-1979) وقد تعرضت هذه المملكة منذ القرن التناسع عشر لضغوط روسية التوسعية من الشمال وبريطانية من الشرق (الهند) وخضعت لمساومات سياسية أجنبية، ولكن التنافس الامبريالي الأجنبي أنقذها من السقوط فريسة التجزئة. واضطر حكام فارس نتيجة حرب مع الهند البريطانية (1856-1857) إلى التخلي عن منطقة هراة إلى أفغانستان وإجراء تسوية شاملة مع الأفغان على الحدود (1872)، وأدى النزاع الروسي البريطاني من أجل تقاسم النفوذ في بلاد فارس والتدخل العسكري المشترك أكثر من مرة في عدة عقود من الزمن إلى بقاء البلاد مملكة ذات سيادة وعضواً أصيلاً في عصبة الأمم (1920) ثم في منظمة الأمم المتحدة (1945)، وكان لظهور النفط فيها في أوائل القرن العشرين دور في تغذية الصراع الأجنبي من أجل السيطرة عليها.
جنوبي آسيا: في عام 1858 أزيح آخر أباطرة المغول العظام بهادر شاه الثاني عن عرش الهند بعد ثورة السباهية (1857-1858) وغدت الهند جزءاً من ممتلكات التاج البريطاني، ثم ضمت بورمة إلى الهند، واستقلت عنها إدارياً عام 1937. كذلك اضطرت أفغانستان تحت الضغط المستمر إلى التخلي عن منطقة بلوجستان إلى ممتلكات الهند البريطانية (معاهدات 1876-1891)، ثم أضيف إلى هذه الممتلكات أراضي شَتْرال في أقصى الشمال الغربي للهند في تسويات لاحقة (1893-1895). وظلت حدود الهند البريطانية مستقرة على هذا النحو إلى عام 1947 عندما حصلت شبه القارة الهندية على استقلالها وقسمت سياسياً إلى جمهوريتي الهند وباكستان (بقسميها الشرقي والغربي)، وظلت كشمير منطقة تنازع بينهما، ثم ضمت المستعمرات الفرنسية السابقة في شاندرناغور، وبونديشيري، وكاريكال، وماهي، وياناون إلى الهند بين عامي 1950 و 1954، كما استعادت الهند المستعمرات البرتغالية في ددرا، ونغار هافلي، وغوا، ودامان، وديو في عام 1961، وغدت الهند جمهورية ديمقراطية، كما غدت الباكستان جمهورية إسلامية عام 1956، وشهدت في عام 1958 انقلاباً عسكرياً بزعامة محمد أيوب خان. وبعد ثورة البنغال في باكستان الشرقية عام 1971 ظهرت إلى الوجود في شبه القارة الهندية جمهورية ثالثة هي جمهورية بنگلادش. أما سيلان فكانت تعد من أملاك الهند حتى عام 1796 ثم صارت من مستعمرات التاج البريطاني عام 1798 وحصلت على استقلالها عام 1948، وصارت تعرف باسم سْري لانكة منذ عام 1972، كما استقلت جزر المالديف (ذيبة المهل) منذ عام 1965.
وإلى الشمال من الهند دخلت «نيبال» الفلك البريطاني (1816) وإن لم تخضع للاحتلال البريطاني المباشر أبداً، في حين سوّت سيكيم (في الهيمالايا بين الهند والتبت) حدودها مع الهند البريطانية عام 1817، وكذلك فعلت جارتها بهوتان عام 1856، وغدت الدولتان من محميات الهند بعد الاستقلال (1947) ثم تحولت سيكيم إلى ولاية هندية (1975) وتحولت بهوتان إلى مملكة مستقلة تدير الهند شؤونها الخارجية (1971) أما نيبال فاختارت الاستقلال الناجز، وسقط حكم أسرة رانا الأرستقراطي عام 1951 ووضع للبلاد دستور جديد عام 1959.
عقدت أفغانستان معاهدة حماية عام 1855 مع بريطانية بعد نزاع مبدئي مع الهند البريطانية وتلا ذلك تسوية بين بريطانية ومملكة فارس عام 1857 أتاحت للإنكليز فرصة تثبيت وجودهم في أفغانستان التي استقلت تماماً عن إيران. وفي المدة بين عامي 1878-1882 تجدد النزاع بين أفغانستان والهند البريطانية بسبب التنافس البريطاني الروسي على المنطقة، وآلت الأمور إلى تولي السلطات البريطانية في الهند إدارة شؤون أفغانستان ولاسيما الخارجية والدفاع، وأدى التوسع الروسي والبريطاني إلى تحديد خط فاصل بين الهند وأفغان
مواضيع مماثلة
» * عن الكلام حول الطلسمات مالها وما عليها
» * الثقوب السوداء مالها وما عليها - 1
» * مدن واماكن ومعابد عراقية اثرية قديمة.
» * مدينة البتراء مدينة بلون الوردي - مواقعها الاثرية - احيائها وطرقها - اطلانتس -
» * مدن واماكن ومعابد عراقية اثرية قديمة
» * الثقوب السوداء مالها وما عليها - 1
» * مدن واماكن ومعابد عراقية اثرية قديمة.
» * مدينة البتراء مدينة بلون الوردي - مواقعها الاثرية - احيائها وطرقها - اطلانتس -
» * مدن واماكن ومعابد عراقية اثرية قديمة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى