* نقائص العقل المسلم
صفحة 1 من اصل 1
* نقائص العقل المسلم
اعداد : طارق فتحي
نقائص العقل المسلم
يفتقد العقل المسلم القدرة على الرؤية البانورامية الشاملة، ويركز على جزء أو بعض أجزاء من المشهد العام دون احتوائه كله. وقد عجز لطول اعتقاله عن رد الظواهر إلى أسبابها. وهو لايرى الألوان الرمادية، وحسبه فقط اللونان الأبيض والأسود، فلا يرى الحلول الوسطية، فإما براءة أو إعدام، إما كبيرة من الكبائر أو هفوة من الهفوات، إما ملاك أو شيطان. لاحظ ذلك لدى وعّاظنا على المنابر، فهم لا يرون سوى قعر الجحيم أو الفردوس الأعلى، ولا شئ بينهما. وكل مرتكبي الذنوب – أي ذنوب – في نظرهم آثمون مارقون وسيصلون سعيراً، مهما كانت الذنوب بسيطة ومما يقع في دائرة اللمم الذي يغفره الله تعالى – إن شاء – ما دامت هذه الذنوب من غير الكبائر .
وإن تصدق السلطان على بعض رعاياه، يرون فيه المحسن الكبير ويهتفون له بطول العمر، وينسون أنه السارق الظالم المستبد. وإن ربت على الكتف مرة، نسوا الصفع على القفا ألف مرة، وإن قتل ولم يمثل بجثة المقتول عدُّوا ذلك رحمة ورأفة. ويتناسون أنه كلما اجتمعت للمستبد يد بيضاء واحدة، اتبعها ألف يد سوداء، وإن أحسن مرة فإنه أساء ألوف المرات .
وعندما أثير الخلاف الفقهى الشهير حول مسألة "المنزلة بين المنزلتين" بشأن مرتكب الكبيرة، وصف الخوارج مرتكب الكبيرة بأنه كافر، فى حين أن فرقة المرجئة رأت أنه مؤمن (فى محاولة منهم لتبرئة ساحة الأمويين مما اقترفوه من كبائر فى حق الخلق)، ولكن المعتزلة يرونه بين المنزلتين، أى بين الكفر والإيمان ، فهى النظرة الوسطية التى لم يقبلها العقل المسلم الذى اعتاد على الميل يميناً والتأرجح يساراً. كما لقى رأى المعتزلة هذا جدلاً كثيراً على الصعيد السياسى لأنه يحمل مضموناً سياسياً، إذ كان يدعم العباسيين ضد الأمويين .
ولا يسع العقل العربى آراء الآخرين ولا يقبل الاختلاف والخلاف، وإنما يصادر ما سواه وينادى بنفيه وإقصائه، ولا يتقبل الانتقاد إذ يرى فيه مساساً مهيناً للذات، ولا يرى المرامى البعيدة بل يكاد لا يرى أبعد من الأنف بقليل. وهو عقل مشوش بفعل التأثيرات القبلية والعصبية، والجهل والأمية .
اذكر كيف درج الخلفاء على اعتبار أنفسهم هم عين الصواب الذى يخطّأ معه ما سواه، فلا يجوز مشاورة الناس، أو إسداء النصح إلى الخليفة، بل عليهم أن لا ينبسوا ببنت شفة في حضرته (حرَّم الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان أن يتحدث الناس بحضرته، شأنه فى ذلك شأن فراعنة مصر القديمة).
والخلافات المذهبية من المزالق التى تؤثر سلبياً، وعلى نحو كريه على أمة الإسلام، ومع ذلك نمضى جميعاً سنة وشيعة، إلى نهاية مطاف الخلاف، تمضى بغفلة وإصرار على النظر إلى نقاط الخلاف وشبهات الاختلاف، ونغض الطرف عن مواطن التشابه والتماثل. فمعظم أسباب الخلاف إما خلافات سياسية من صنعنا نحن، أو خلافات دينية من صنع الغلاة، غلاة الشيعة وغلاة السنيين سواء بسواء، أو خلافات وهمية من تدبير أعدائنا، وبسذاجة نلتقم الطعم الذى أعده أعداء الإسلام، ونقع فى الفخ الذى نصبوه لنا. وما أيسر أن يرى السنى والشيعى أن كليهما مسلم، وهناك الكثير مما يلتقيان عليه من دين وفكر وغايات ومقاصد ومصالح، وعليهما التعاون معا على عدوهم الذى لا يلتقى مع أى منهما على شئ، بل يتحين الفرص ويعمل ما يستطيع للقضاء عليهما معاً، فالخلافات المذهبية تفت فى عضد الأمة، أى أمة ، ومن لا يصدق عليه بقراءة التاريخ .
يُرجع المؤرخ جيبون أحد أسباب انهيار الإمبراطورية الرومانية إلى " التطاحن بين المذاهب والفرق والطوائف المسيحية، مما أدى إلى فوضى فكرية وبلبلة أيديولوجية شغلت الإمبراطورية عن ميدان القتال في وقت هو ذروة المحنة، بل إن الطوائف المضطهدة دفعها سخطها إلى التعاون مع العدو(1)"، وهو عين ما حدث بين فرق الشيعة والسنة، إذ تعاون وزير الخليفة العباسي مع التتار لأنه شيعي ضد الخليفة السني ،مما أدى إلى الهزيمة و سقوط الخلافة. وقبل أن نسوى خلافاتنا مع أعدائنا، علينا أولاً القيام بذلك فيما بيننا (الدول العربية والإسلامية)، فحروبنا معظمها عربية – عربية أو عربية – إسلامية : العراق ضد الكويت، والعراق ضد إيران، والجزائر طوائفه ضد بعضها البعض، والسودان شماله ضد جنوبه، بلغ مجموع ضحايا الحرب الأهلية في السودان خمسة أضعاف عدد ضحايا الحروب العربية الإسرائيلية مجتمعة، إنها كارثة حقيقية يجب أن يتصدى لها عقلاء الأمة .
وما أحرانا أن نسلم بأن الخطأ والصواب لا يقتصران على جانب دون آخر، إذ ليس بمقدور أحد احتكار الصواب لنفسه. وأنه ليس من الحتمى أن يكون الصواب فى جانبى دائماً، أو أن يكون الخطأ فى جانب الآخر. ويلزم توطين العقل والضمير على قبول الآخر، وتوسيع دائرة التشابه معه، وتقليص حدود الاختلاف بيننا. وتلكم مفاهيم ضرورية لاستقامة الأمور والمضى فى الطريق الصحيح كى تسترد الأمة الإسلامية عافيتها، فليس بوسع أحد أن يحذف كل ما هو سواه، ولا سيما أن ديننا الحنيف يسع، بشكل مدهش، الآخر ويقبله ولا ينفيه، ويكفل له مثل حقوق المسلم.
وتضيق صدور بعض التيارات الإسلامية عن تقبل الآخر على النحو الذى تتهم فيه هذه التيارات باللجوء إلى العنف عند تباين وجهات نظرها مع أطراف أخرى. ولكي يفوز طرف من الأطراف عليه فقط إضفاء قدسية دينية على رأيه ومواقفه، فيُرى بذلك رأى الفئة المخالفة على أنه كفر وخروج عن الدين . ذلك عين ما جرى فى البداية عند التحكيم بين معاوية بن أبى سفيان وعلى بن أبى طالب كرم الله وجهه، إذا رُفعت المصاحف ونودى : إن الحكم إلا لله. وانتهى الأمر بهم جميعاً إلى السقوط فى الفتنة الكبرى.
" وبدأ الصراع بين الخوارج وبين جماعة المسلمين، خلافاً فى الرأى، ثم جدلاً فيه، ثم تعصباً له، ثم حرباً وقتالاً من أجله. وكذلك كان الشأن فى ما وقع بين الشيعة والسنة، بدأ خلافاً فى الرأى، ثم جدالاً، ثم تعصباً وقتالاً " (2) . ولم يأْن للعقل المسلم أن يوسع من دائرة قبوله للرأى الآخر وأن يسلم بأن الاختلاف جائز، ويمكن للآراء أن تتضاد وتتباين مع وقوعها فى دائرة الصواب والمقبول طالما أنها تحت مظلة ثوابت ديننا الحنيف . ويجب فطام العقل المسلم بحيث يرى أن الاختلاف والتباين أمر طبيعى، ولا يجوز الاقتتال لتسوية الفوارق والاختلافات .
يقول أصحاب فرقة الأزرقية " من فرق الحرورية ": " لا نعلم أحداً مؤمناً، وكفّروا أهل القبلة إلا من دان بقولهم". والأباضية " من الحرورية أيضاً " قالوا : " من أخذ بقولنا فهو مؤمن، ومن أعرض عنه فهو منافق". فهم يحتكرون الحق والحقيقة والصواب، وما سواهم باطل. والانحراف يولد انحرافاً، وأمعنوا فى غيهم بعد أن زعموا احتكار الحقيقة حتى خرجوا من الملة. فمنهم فرقة الشمراخية " من فرق الحرورية "، أباحوا مضاجعة النساء عامة، فقالوا : لا بأس بمس النساء الأجنبيات – أى غير الحليلات – لأنهن رياحين!؟. ولم يكن هناك حد يتوقفون عنده، فقال أصحاب فرقة المعطلة " من فرق الجهمية" : من ادعى أن الله يرى فهو كافر (3)، تعالى الله علواً كبيراً عما يصفون .
" وعندما نقرأ فى كتب أصحاب المذاهب والفرق أن فرقة ما خرجت لمحاربة الكفار، فالمقصود هنا " المخالفون لهم فى الرأى " حتى لو كانوا من الفرقة نفسها " (4).
ويقرأ المسلم المروض الآية الكريمة : ĩ والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرونĨ، وغيرها من الآيات التي تحض على مناهضة الظلم والقهر، وبعد أن ينتهي هذا المسلم المستأنس من القراءة وقد اغرورقت عيناه بالدموع تأثراً، يغلق المصحف في ورع شديد، ويضعه جانباً في خشوع جم، ثم يبادر بكشف ظهره ليجلده مولانا بسوطه، ويمد قفاه ليصفعه رجاله ومماليكه. ويواجه المستضعفون واقعهم بمبادئ وسلوكيات أخرى تختلف تماماً عن ما يحضهم عليه ربهم، ويصفقون للمستبد ويهتفون بحياته ملء الحناجر، ويدعون له بطول العمر، عمر تطويق أعناقهم بأصفاده. وتهلل الجماهير المقهورة بالروح والدم نفديك يا فلان، ويعلم السلطان كذبهم، ويعلم المستضعفون أنهم لا يعنون ما يقولون. إنها علة العقل العربي الموصوم بالفصام وقبول الأضداد .
إنهم – أى المستضعفين – يقدسون ثوابت من تاريخهم وعاداتهم وتراثهم، ولا يناقشونها بل يتأسون بها وتنفعل بها ضمائرهم وإن خالفت عقولهم وعاكست آمالهم وطموحاتهم .
وعمد أعداؤنا إلى السيطرة على العقل المسلم، أو على الأقل إبطال مفعوله، إذ إن سيطرتهم العسكرية على بلادنا لم تكن لتدوم دون إبطال فعالية العقل المسلم، فالقوى الواعية فى بلادنا التى دانت للمستعمر ستواصل مناهضته طالما أن عقولها غير محاصرة، لذا حاصرنا بمجموعة من الأفكار المسيطرة مثل التصوف، وزكَّى أفكاراً أخرى كقبول الأمر الواقع على اعتبار انه تسليم بالقضاء والقدر، وذلك كله فى ظل تبعية ثقافية أصبحنا جاهزين لها بعد شل عقولنا. وتعطيل العقل يؤدى ضمن ما يؤدى إليه إلى إخماد جذوة الكفاح الوطني. " وقد كانت منظومة الأفكار المبررة لاستعمار بلدان ما يسمى بالعالم الثالث تؤكد على الفراغ العقلى لشعوب تلك البلدان، وعلى الكسل، والخدر" (5).نعم كانت العقول فارغة ومعطلة إذ شغلتها أفكار التصوف، واعتدنا السلبية والكسل، إذ توهمنا أن التوكل هو التواكل وأن حسن التدين فى انتظار الفرج، وأن الأمور تجرى كيفما يحلو لها، فهو القضاء والقدر. " واستهان الصوفيون بالعقل طريقاً إلى المعرفة والسعادة، بل منهم من حارب العقل كأداة للمعرفة واليقين وحقره. وحسبنا أن نشير فى هذا الصدد إلى حملة أبى حامد الغزالى على الفلسفة، واتهام أهلها بالغباء والحماقة والجهل، بل اتهامهم بالكفر، والنتيجة التى أسفرت عنها هذه الحملة هى ضيق العالم الإسلامى – مشرقه ومغربه – بالفلسفة وأهلها. ولا ندرى ماذا يكون الإنسان بغير العقل الذى وهبه الله له وميزه به عن سائر الكائنات(6)؟
وقد طرأ على العقل الغربى تغير جوهرى فى طريقة التفكير تأثراً بآراء الفيلسوف المسلم ابن رشد، واهتداءً بأفكار فرانسيس بيكون التى استقاها من تراث المسلمين فى وقت عزهم العلمى وهى أفكار تدور حول المنهج العلمى فى البحث القائم على الملاحظة والاستقراء، ولكننا فى عالمنا الإسلامى بعد أفول عصر العز العلمى الإسلامى، ناصبنا ابن رشد العداء وتولى حجة الإسلام !!!! أبو حامد الغزالى تسفيه آراء ومنهج ابن رشد، والغض من قيمة العقل كأداة للتوصل إلى الحقيقة، واعتمد بدلا منها الدروشة وأباطيل الصوفيين .
ويناقشك الرجل منهم ساعة في أمر تختلفان فيه حتى تقنعه بالرأي الصواب بعد أن تسوق له من الأدلة ما يدحض رأيه. فإذا كان الصواب يخالف معتقده من الموروثات، تململ في جلسته وقال: أنا مقتنع بما سقته من أدلة دامغة، ولكنني ...، إنه عقل مطاط يسع الشيء وضده. ترى ذا اللحية الكثة المرتشي الذي يتقاضى مالاً حراماً حتى لا يعطل مصالح الناس، ثم يمضى في خشوع والمسبحة في يده إلى المسجد ليصلى بل ليؤم باقي المصلين! وترى المتعلمين الذين يقصدون السحرة والدجالين لمعرفة الطالع وضرب الرمل. وترى الرجل يحدثك عن وجوب التسامح وحسن المعاملة والتوصية خيراً بالنساء، ثم يذيق زوجته من ألوان القهر الكثير .
إن إعمال العقل والتفكير عمل حوارى بين المرء ونفسه، بين ضميره وعقله، فهو فرض عين، لا فرض كفاية يسقط بممارسة البعض له دون الكل، وكلنا مطالبون بإعمال عقولنا والتدبر، وإقامة هذه العلاقة الحوارية بين النفس والعقل. وبقدر ما ينشط الناس فى اكتشاف العالم واستكشاف حقائقه، بقدر ما تتعمق رؤيتهم له ويتأتى انسجامهم معه. وبقدر مضى المفكرين فى استكناه الواقع والبحث عن إجابات يفرضها تجدد واقعهم، بقدر ما يكون مضيهم فى الاتجاه الصحيح. ويتعين على المستضعفين التدبر ومواصلة ممارسة التفكير رغماً عن وسائل الإعلام والسياسات التعليمية والنظم القهرية التى تعمل فى عكس هذا الاتجاه، إذ تعمد إلى تبليد عقول الناس وتسطيح مدركاتهم فى محاولة للالتفاف حول عقولهم لإحكام اعتقالها وتعطيلها .
ومن نقائص العقل المسلم التى تأصلت فيه، خصوصاً بعد غلق باب الاجتهاد، الاستعلاء على الآخر، والنظر إليه نظرة فوقية، إذ ظن الفقهاء ورجال الدين من غير المتحمسين للعلوم العقلية أن ما يعرفونه هو العلم كل العلم، وما سواه علوم الجهل بها لا يضر والعلم بها لا ينفع. كانت تلك هى النظرة إلى العلوم غير الدينية فى أوقات الظلام. والموضوعية والمنطق يقضيان بالتساؤل حول الحقائق لا تقريرها فى جزم وثقة ولا سيما لمن لا دربة له أو خبرة. ها هو أحد رجال الدين المعاصرين ممن شغلوا منصب مفتى الديار فى إحدى الدول يسخر ممن يقولون بكروية الأرض، ويرميهم بالجهل !!؟، وكان حري به – وبأمثاله – أن يتساءلوا بتواضع حول الحقائق التى يجهلونها، لا أن يقرروا فى جزم وزجر أباطيل يمكن أن يرد عليها مفنداً طفل فى الدراسة الابتدائية . وكيف يؤتمن على الدين من كان هذا منهجهم وذلك مبلغ علمهم، فمن يجهل معارف العصر ويتصدى للفتوى وهو يطبق الفقه الإسلامى الموروث تطبيقاً حرفياً، لابد وأن يناله الشطط والضلال .
وصرف فقهاؤنا، فى زمن سقوط العقل، صرفوا اهتمامهم لأمور تافهة لا تستحق صرف العناية إليها، فتساءلوا، مثلاً، عن سبب معاناة الأطفال فى الدنيا، وهل هي عقاب متوقع عن خطايا ربما كانوا سيرتكبونها لو كبروا؟ وتساءلوا عن بعث الحيوانات المفترسة، وعن معاناة البهائم، ويرى بعضهم أن الله سيبعث الحيوانات المفترسة يوم القيامة، لا ليعاقبها، ولكن لتفترس الكفار فى جهنم .
ويقع ضمن دائرة غمط العقل حقه، عدم الأخذ بآليات البحث العلمى فى حل مشاكلنا واعتمادنا على الفهلوة والحظ أحياناً والتجاهل أحياناً أخرى. كذلك نغمط العقل حقه عندما يُوَلى أهل الثقة وننحى جانباً أهل الخبرة فى المواقع القيادية بدءاً بالمصانع والمؤسسات والدواوين وانتهاءً بالجيش، فينتهى الحال إلى البوار والفشل وسوء المنقلب. وتستفحل مشاكلنا وتستعصى على الحل، ويستمر اتساع الهوة بيننا وبين الغرب المتقدم الذى يعظم العقل ويأخذ بآليات البحث العلمى .
المصادر :
1- جيبون – ازدهار وسقوط الإمبراطورية الرومانية .
2- عبد الكريم الخطيب – التصوف والمتصوفة .
3- ابن الجوزى – تلبيس إبليس .
4- د. عبد الرحمن الشيخ/ مقدمة كتاب مونتجرى وات –
القضاء والقدر.
5- عزيز السيد جاسم / تأملات فى الحضارة والاغتراب .
6- د. توفيق الطويل/ فى تراثنا العربى الإسلامى .
نقائص العقل المسلم
يفتقد العقل المسلم القدرة على الرؤية البانورامية الشاملة، ويركز على جزء أو بعض أجزاء من المشهد العام دون احتوائه كله. وقد عجز لطول اعتقاله عن رد الظواهر إلى أسبابها. وهو لايرى الألوان الرمادية، وحسبه فقط اللونان الأبيض والأسود، فلا يرى الحلول الوسطية، فإما براءة أو إعدام، إما كبيرة من الكبائر أو هفوة من الهفوات، إما ملاك أو شيطان. لاحظ ذلك لدى وعّاظنا على المنابر، فهم لا يرون سوى قعر الجحيم أو الفردوس الأعلى، ولا شئ بينهما. وكل مرتكبي الذنوب – أي ذنوب – في نظرهم آثمون مارقون وسيصلون سعيراً، مهما كانت الذنوب بسيطة ومما يقع في دائرة اللمم الذي يغفره الله تعالى – إن شاء – ما دامت هذه الذنوب من غير الكبائر .
وإن تصدق السلطان على بعض رعاياه، يرون فيه المحسن الكبير ويهتفون له بطول العمر، وينسون أنه السارق الظالم المستبد. وإن ربت على الكتف مرة، نسوا الصفع على القفا ألف مرة، وإن قتل ولم يمثل بجثة المقتول عدُّوا ذلك رحمة ورأفة. ويتناسون أنه كلما اجتمعت للمستبد يد بيضاء واحدة، اتبعها ألف يد سوداء، وإن أحسن مرة فإنه أساء ألوف المرات .
وعندما أثير الخلاف الفقهى الشهير حول مسألة "المنزلة بين المنزلتين" بشأن مرتكب الكبيرة، وصف الخوارج مرتكب الكبيرة بأنه كافر، فى حين أن فرقة المرجئة رأت أنه مؤمن (فى محاولة منهم لتبرئة ساحة الأمويين مما اقترفوه من كبائر فى حق الخلق)، ولكن المعتزلة يرونه بين المنزلتين، أى بين الكفر والإيمان ، فهى النظرة الوسطية التى لم يقبلها العقل المسلم الذى اعتاد على الميل يميناً والتأرجح يساراً. كما لقى رأى المعتزلة هذا جدلاً كثيراً على الصعيد السياسى لأنه يحمل مضموناً سياسياً، إذ كان يدعم العباسيين ضد الأمويين .
ولا يسع العقل العربى آراء الآخرين ولا يقبل الاختلاف والخلاف، وإنما يصادر ما سواه وينادى بنفيه وإقصائه، ولا يتقبل الانتقاد إذ يرى فيه مساساً مهيناً للذات، ولا يرى المرامى البعيدة بل يكاد لا يرى أبعد من الأنف بقليل. وهو عقل مشوش بفعل التأثيرات القبلية والعصبية، والجهل والأمية .
اذكر كيف درج الخلفاء على اعتبار أنفسهم هم عين الصواب الذى يخطّأ معه ما سواه، فلا يجوز مشاورة الناس، أو إسداء النصح إلى الخليفة، بل عليهم أن لا ينبسوا ببنت شفة في حضرته (حرَّم الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان أن يتحدث الناس بحضرته، شأنه فى ذلك شأن فراعنة مصر القديمة).
والخلافات المذهبية من المزالق التى تؤثر سلبياً، وعلى نحو كريه على أمة الإسلام، ومع ذلك نمضى جميعاً سنة وشيعة، إلى نهاية مطاف الخلاف، تمضى بغفلة وإصرار على النظر إلى نقاط الخلاف وشبهات الاختلاف، ونغض الطرف عن مواطن التشابه والتماثل. فمعظم أسباب الخلاف إما خلافات سياسية من صنعنا نحن، أو خلافات دينية من صنع الغلاة، غلاة الشيعة وغلاة السنيين سواء بسواء، أو خلافات وهمية من تدبير أعدائنا، وبسذاجة نلتقم الطعم الذى أعده أعداء الإسلام، ونقع فى الفخ الذى نصبوه لنا. وما أيسر أن يرى السنى والشيعى أن كليهما مسلم، وهناك الكثير مما يلتقيان عليه من دين وفكر وغايات ومقاصد ومصالح، وعليهما التعاون معا على عدوهم الذى لا يلتقى مع أى منهما على شئ، بل يتحين الفرص ويعمل ما يستطيع للقضاء عليهما معاً، فالخلافات المذهبية تفت فى عضد الأمة، أى أمة ، ومن لا يصدق عليه بقراءة التاريخ .
يُرجع المؤرخ جيبون أحد أسباب انهيار الإمبراطورية الرومانية إلى " التطاحن بين المذاهب والفرق والطوائف المسيحية، مما أدى إلى فوضى فكرية وبلبلة أيديولوجية شغلت الإمبراطورية عن ميدان القتال في وقت هو ذروة المحنة، بل إن الطوائف المضطهدة دفعها سخطها إلى التعاون مع العدو(1)"، وهو عين ما حدث بين فرق الشيعة والسنة، إذ تعاون وزير الخليفة العباسي مع التتار لأنه شيعي ضد الخليفة السني ،مما أدى إلى الهزيمة و سقوط الخلافة. وقبل أن نسوى خلافاتنا مع أعدائنا، علينا أولاً القيام بذلك فيما بيننا (الدول العربية والإسلامية)، فحروبنا معظمها عربية – عربية أو عربية – إسلامية : العراق ضد الكويت، والعراق ضد إيران، والجزائر طوائفه ضد بعضها البعض، والسودان شماله ضد جنوبه، بلغ مجموع ضحايا الحرب الأهلية في السودان خمسة أضعاف عدد ضحايا الحروب العربية الإسرائيلية مجتمعة، إنها كارثة حقيقية يجب أن يتصدى لها عقلاء الأمة .
وما أحرانا أن نسلم بأن الخطأ والصواب لا يقتصران على جانب دون آخر، إذ ليس بمقدور أحد احتكار الصواب لنفسه. وأنه ليس من الحتمى أن يكون الصواب فى جانبى دائماً، أو أن يكون الخطأ فى جانب الآخر. ويلزم توطين العقل والضمير على قبول الآخر، وتوسيع دائرة التشابه معه، وتقليص حدود الاختلاف بيننا. وتلكم مفاهيم ضرورية لاستقامة الأمور والمضى فى الطريق الصحيح كى تسترد الأمة الإسلامية عافيتها، فليس بوسع أحد أن يحذف كل ما هو سواه، ولا سيما أن ديننا الحنيف يسع، بشكل مدهش، الآخر ويقبله ولا ينفيه، ويكفل له مثل حقوق المسلم.
وتضيق صدور بعض التيارات الإسلامية عن تقبل الآخر على النحو الذى تتهم فيه هذه التيارات باللجوء إلى العنف عند تباين وجهات نظرها مع أطراف أخرى. ولكي يفوز طرف من الأطراف عليه فقط إضفاء قدسية دينية على رأيه ومواقفه، فيُرى بذلك رأى الفئة المخالفة على أنه كفر وخروج عن الدين . ذلك عين ما جرى فى البداية عند التحكيم بين معاوية بن أبى سفيان وعلى بن أبى طالب كرم الله وجهه، إذا رُفعت المصاحف ونودى : إن الحكم إلا لله. وانتهى الأمر بهم جميعاً إلى السقوط فى الفتنة الكبرى.
" وبدأ الصراع بين الخوارج وبين جماعة المسلمين، خلافاً فى الرأى، ثم جدلاً فيه، ثم تعصباً له، ثم حرباً وقتالاً من أجله. وكذلك كان الشأن فى ما وقع بين الشيعة والسنة، بدأ خلافاً فى الرأى، ثم جدالاً، ثم تعصباً وقتالاً " (2) . ولم يأْن للعقل المسلم أن يوسع من دائرة قبوله للرأى الآخر وأن يسلم بأن الاختلاف جائز، ويمكن للآراء أن تتضاد وتتباين مع وقوعها فى دائرة الصواب والمقبول طالما أنها تحت مظلة ثوابت ديننا الحنيف . ويجب فطام العقل المسلم بحيث يرى أن الاختلاف والتباين أمر طبيعى، ولا يجوز الاقتتال لتسوية الفوارق والاختلافات .
يقول أصحاب فرقة الأزرقية " من فرق الحرورية ": " لا نعلم أحداً مؤمناً، وكفّروا أهل القبلة إلا من دان بقولهم". والأباضية " من الحرورية أيضاً " قالوا : " من أخذ بقولنا فهو مؤمن، ومن أعرض عنه فهو منافق". فهم يحتكرون الحق والحقيقة والصواب، وما سواهم باطل. والانحراف يولد انحرافاً، وأمعنوا فى غيهم بعد أن زعموا احتكار الحقيقة حتى خرجوا من الملة. فمنهم فرقة الشمراخية " من فرق الحرورية "، أباحوا مضاجعة النساء عامة، فقالوا : لا بأس بمس النساء الأجنبيات – أى غير الحليلات – لأنهن رياحين!؟. ولم يكن هناك حد يتوقفون عنده، فقال أصحاب فرقة المعطلة " من فرق الجهمية" : من ادعى أن الله يرى فهو كافر (3)، تعالى الله علواً كبيراً عما يصفون .
" وعندما نقرأ فى كتب أصحاب المذاهب والفرق أن فرقة ما خرجت لمحاربة الكفار، فالمقصود هنا " المخالفون لهم فى الرأى " حتى لو كانوا من الفرقة نفسها " (4).
ويقرأ المسلم المروض الآية الكريمة : ĩ والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرونĨ، وغيرها من الآيات التي تحض على مناهضة الظلم والقهر، وبعد أن ينتهي هذا المسلم المستأنس من القراءة وقد اغرورقت عيناه بالدموع تأثراً، يغلق المصحف في ورع شديد، ويضعه جانباً في خشوع جم، ثم يبادر بكشف ظهره ليجلده مولانا بسوطه، ويمد قفاه ليصفعه رجاله ومماليكه. ويواجه المستضعفون واقعهم بمبادئ وسلوكيات أخرى تختلف تماماً عن ما يحضهم عليه ربهم، ويصفقون للمستبد ويهتفون بحياته ملء الحناجر، ويدعون له بطول العمر، عمر تطويق أعناقهم بأصفاده. وتهلل الجماهير المقهورة بالروح والدم نفديك يا فلان، ويعلم السلطان كذبهم، ويعلم المستضعفون أنهم لا يعنون ما يقولون. إنها علة العقل العربي الموصوم بالفصام وقبول الأضداد .
إنهم – أى المستضعفين – يقدسون ثوابت من تاريخهم وعاداتهم وتراثهم، ولا يناقشونها بل يتأسون بها وتنفعل بها ضمائرهم وإن خالفت عقولهم وعاكست آمالهم وطموحاتهم .
وعمد أعداؤنا إلى السيطرة على العقل المسلم، أو على الأقل إبطال مفعوله، إذ إن سيطرتهم العسكرية على بلادنا لم تكن لتدوم دون إبطال فعالية العقل المسلم، فالقوى الواعية فى بلادنا التى دانت للمستعمر ستواصل مناهضته طالما أن عقولها غير محاصرة، لذا حاصرنا بمجموعة من الأفكار المسيطرة مثل التصوف، وزكَّى أفكاراً أخرى كقبول الأمر الواقع على اعتبار انه تسليم بالقضاء والقدر، وذلك كله فى ظل تبعية ثقافية أصبحنا جاهزين لها بعد شل عقولنا. وتعطيل العقل يؤدى ضمن ما يؤدى إليه إلى إخماد جذوة الكفاح الوطني. " وقد كانت منظومة الأفكار المبررة لاستعمار بلدان ما يسمى بالعالم الثالث تؤكد على الفراغ العقلى لشعوب تلك البلدان، وعلى الكسل، والخدر" (5).نعم كانت العقول فارغة ومعطلة إذ شغلتها أفكار التصوف، واعتدنا السلبية والكسل، إذ توهمنا أن التوكل هو التواكل وأن حسن التدين فى انتظار الفرج، وأن الأمور تجرى كيفما يحلو لها، فهو القضاء والقدر. " واستهان الصوفيون بالعقل طريقاً إلى المعرفة والسعادة، بل منهم من حارب العقل كأداة للمعرفة واليقين وحقره. وحسبنا أن نشير فى هذا الصدد إلى حملة أبى حامد الغزالى على الفلسفة، واتهام أهلها بالغباء والحماقة والجهل، بل اتهامهم بالكفر، والنتيجة التى أسفرت عنها هذه الحملة هى ضيق العالم الإسلامى – مشرقه ومغربه – بالفلسفة وأهلها. ولا ندرى ماذا يكون الإنسان بغير العقل الذى وهبه الله له وميزه به عن سائر الكائنات(6)؟
وقد طرأ على العقل الغربى تغير جوهرى فى طريقة التفكير تأثراً بآراء الفيلسوف المسلم ابن رشد، واهتداءً بأفكار فرانسيس بيكون التى استقاها من تراث المسلمين فى وقت عزهم العلمى وهى أفكار تدور حول المنهج العلمى فى البحث القائم على الملاحظة والاستقراء، ولكننا فى عالمنا الإسلامى بعد أفول عصر العز العلمى الإسلامى، ناصبنا ابن رشد العداء وتولى حجة الإسلام !!!! أبو حامد الغزالى تسفيه آراء ومنهج ابن رشد، والغض من قيمة العقل كأداة للتوصل إلى الحقيقة، واعتمد بدلا منها الدروشة وأباطيل الصوفيين .
ويناقشك الرجل منهم ساعة في أمر تختلفان فيه حتى تقنعه بالرأي الصواب بعد أن تسوق له من الأدلة ما يدحض رأيه. فإذا كان الصواب يخالف معتقده من الموروثات، تململ في جلسته وقال: أنا مقتنع بما سقته من أدلة دامغة، ولكنني ...، إنه عقل مطاط يسع الشيء وضده. ترى ذا اللحية الكثة المرتشي الذي يتقاضى مالاً حراماً حتى لا يعطل مصالح الناس، ثم يمضى في خشوع والمسبحة في يده إلى المسجد ليصلى بل ليؤم باقي المصلين! وترى المتعلمين الذين يقصدون السحرة والدجالين لمعرفة الطالع وضرب الرمل. وترى الرجل يحدثك عن وجوب التسامح وحسن المعاملة والتوصية خيراً بالنساء، ثم يذيق زوجته من ألوان القهر الكثير .
إن إعمال العقل والتفكير عمل حوارى بين المرء ونفسه، بين ضميره وعقله، فهو فرض عين، لا فرض كفاية يسقط بممارسة البعض له دون الكل، وكلنا مطالبون بإعمال عقولنا والتدبر، وإقامة هذه العلاقة الحوارية بين النفس والعقل. وبقدر ما ينشط الناس فى اكتشاف العالم واستكشاف حقائقه، بقدر ما تتعمق رؤيتهم له ويتأتى انسجامهم معه. وبقدر مضى المفكرين فى استكناه الواقع والبحث عن إجابات يفرضها تجدد واقعهم، بقدر ما يكون مضيهم فى الاتجاه الصحيح. ويتعين على المستضعفين التدبر ومواصلة ممارسة التفكير رغماً عن وسائل الإعلام والسياسات التعليمية والنظم القهرية التى تعمل فى عكس هذا الاتجاه، إذ تعمد إلى تبليد عقول الناس وتسطيح مدركاتهم فى محاولة للالتفاف حول عقولهم لإحكام اعتقالها وتعطيلها .
ومن نقائص العقل المسلم التى تأصلت فيه، خصوصاً بعد غلق باب الاجتهاد، الاستعلاء على الآخر، والنظر إليه نظرة فوقية، إذ ظن الفقهاء ورجال الدين من غير المتحمسين للعلوم العقلية أن ما يعرفونه هو العلم كل العلم، وما سواه علوم الجهل بها لا يضر والعلم بها لا ينفع. كانت تلك هى النظرة إلى العلوم غير الدينية فى أوقات الظلام. والموضوعية والمنطق يقضيان بالتساؤل حول الحقائق لا تقريرها فى جزم وثقة ولا سيما لمن لا دربة له أو خبرة. ها هو أحد رجال الدين المعاصرين ممن شغلوا منصب مفتى الديار فى إحدى الدول يسخر ممن يقولون بكروية الأرض، ويرميهم بالجهل !!؟، وكان حري به – وبأمثاله – أن يتساءلوا بتواضع حول الحقائق التى يجهلونها، لا أن يقرروا فى جزم وزجر أباطيل يمكن أن يرد عليها مفنداً طفل فى الدراسة الابتدائية . وكيف يؤتمن على الدين من كان هذا منهجهم وذلك مبلغ علمهم، فمن يجهل معارف العصر ويتصدى للفتوى وهو يطبق الفقه الإسلامى الموروث تطبيقاً حرفياً، لابد وأن يناله الشطط والضلال .
وصرف فقهاؤنا، فى زمن سقوط العقل، صرفوا اهتمامهم لأمور تافهة لا تستحق صرف العناية إليها، فتساءلوا، مثلاً، عن سبب معاناة الأطفال فى الدنيا، وهل هي عقاب متوقع عن خطايا ربما كانوا سيرتكبونها لو كبروا؟ وتساءلوا عن بعث الحيوانات المفترسة، وعن معاناة البهائم، ويرى بعضهم أن الله سيبعث الحيوانات المفترسة يوم القيامة، لا ليعاقبها، ولكن لتفترس الكفار فى جهنم .
ويقع ضمن دائرة غمط العقل حقه، عدم الأخذ بآليات البحث العلمى فى حل مشاكلنا واعتمادنا على الفهلوة والحظ أحياناً والتجاهل أحياناً أخرى. كذلك نغمط العقل حقه عندما يُوَلى أهل الثقة وننحى جانباً أهل الخبرة فى المواقع القيادية بدءاً بالمصانع والمؤسسات والدواوين وانتهاءً بالجيش، فينتهى الحال إلى البوار والفشل وسوء المنقلب. وتستفحل مشاكلنا وتستعصى على الحل، ويستمر اتساع الهوة بيننا وبين الغرب المتقدم الذى يعظم العقل ويأخذ بآليات البحث العلمى .
المصادر :
1- جيبون – ازدهار وسقوط الإمبراطورية الرومانية .
2- عبد الكريم الخطيب – التصوف والمتصوفة .
3- ابن الجوزى – تلبيس إبليس .
4- د. عبد الرحمن الشيخ/ مقدمة كتاب مونتجرى وات –
القضاء والقدر.
5- عزيز السيد جاسم / تأملات فى الحضارة والاغتراب .
6- د. توفيق الطويل/ فى تراثنا العربى الإسلامى .
مواضيع مماثلة
» * اغلاق باب الاجتهاد - اعتقال العقل المسلم - هل القلب بعقل
» * سميراميس والأساطير- عتقال العقل العربي المسلم - اسلحة صامته - حقيقة اليورانيوم
» غير المسلم في القرآن
» * هل تعلم : العالم المسلم ابن الهيثم هو مبتكر المنهج التجريبي في العلوم
» * رد شبهات النصارى حول وضع المرأة في شرائع المجتمع المسلم - اعجاز القرآن
» * سميراميس والأساطير- عتقال العقل العربي المسلم - اسلحة صامته - حقيقة اليورانيوم
» غير المسلم في القرآن
» * هل تعلم : العالم المسلم ابن الهيثم هو مبتكر المنهج التجريبي في العلوم
» * رد شبهات النصارى حول وضع المرأة في شرائع المجتمع المسلم - اعجاز القرآن
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى