* قلل -غرورالكافر-ناديتو-قناع-خادمات-اختلاط-المسك- طفولة كلب-دكة-كبوة- المعطف
صفحة 1 من اصل 1
* قلل -غرورالكافر-ناديتو-قناع-خادمات-اختلاط-المسك- طفولة كلب-دكة-كبوة- المعطف
قلل بلا مهل
طارق فتحي
لملمت شتاتي المبعثرة على عجل , الفيتني بين السماء والارض بلا وجل . احتل مقعدي بطائرة سبحان عز وجل . سويعات قليلة حتى لامست قدماي الوحل . في دروب بغداد الاجل . دلفت داري مسرعا كالبطل . ابحث عن اسباب ما رايت من الدجل . علني اجد اجابات تشفي القلب والمقل .لا تثريب عليك اليوم ايها الفحل . قد ساء ما سرك من الخطل .
اين ذهبت ازهاري التي ملأت القلل .؟ ورود ورياحين وياسمين وفل . ماذا فعلتم بحديقتي ايها السفل ؟ قتلتم كل جميل وذبحتم الجمل . ما عادت نسائم الخير تهب على بلدي منذ رحلت مع الرحل . اليوم قفرا يبابا يلوك فيها ناقص الدين والعقل . في الركن مقعد متهالك كسرت قائمته ولا تسل . عن ذكريات تم محوها بالغصب او بالعجل . فقدت حينها كل بارقة امل . بغد جديد من بعيد يطل . رحماك ربي ما اقترفنا من ذنوب واشياء سفل . حتى سلطت فينا من لا يخافك ولا يرحمنا ويميتنا على عجل .
تعلو الجدران رائحة عفن كالبصل . وشقوق قد قٌد قدها ولا امل . ورائحة الموت تنبعث من الاركان والسقوف تكاد ان تتهطل . مكتبتي اوراقي كتاباتي قد نالها الكسل . ما بالك بصفحات نتنات ممزقات كالمهل . علمت منها سببا وفاتتني اسباب لا علم ولا عمل . هكذا اغتالوك الجاهلون الفاسدون يا بغداد الامل .
صدمت صعقت لما وجدت , تلعثمت كلماتي كالخبل . يلف المكان والمكان يلف به كالبهل . اجوب القفار والجبال والسهل . ما وجدت سببا مقنعا لما حصل . خمسون يوما قضيتها بلا وصل . عتاب الاصحاب والاحباب والارباب في الوصل . فما وجدت ضالتي في وصال الوصل فيمن وصل . اعتكفت في محرابي هنيئة فما انفك مني العقل .
غادرت مشاعري وجميع احاسيسي على مهل . ارتديت اسمالي بعد ا ن اعيا عيني السمل . مودعا بغداد الحبيبة للابد ولا تسل . عن امور ان بدت لكم تسؤكم بلا وجل تقطعت الارحام فينا باتت بلا حمل . ضاعت مقاييس الفضيلة بيننا وتبدلت احوالنا بالوحل . اقرأ على قيمنا السلام بعد ان انتحرت الاخلاق فينا والعطل . هذا ما وددت فيه اعلامكم وبكل بساطة هذا ما حصل ...
غرور الكافر
طارق فتحي
أول ما نبدأ به غرور الكافر وهو قسمان: منهم من غرته الحياة الدنيا. ومنهم من غره بالله الغرور. أما الذين غرتهم الحياة الدنيا وهم الذين قالوا: النقد خير من النسيئة. ( لما فيها من جباية الاموال في الحال على عكس الآجل).
لذات الدنيا يقين. ( لتمتع جميع حواسنا بالمشاهد المادية من حولنا يقيناً ).
ولذات الآخرة شك!!. ( لامتناع وقوعها يقيناً في الحياة الدنيا وبعدم ادراك حواسنا لها).
ولا يترك اليقين بالشك. ( لا يفضل ما لا يرى بالذي يرى عياناً جهاراً ليلاً نهاراً).
وهذا قياس فاسد. ( أي ان العوالم منها ما هو مادي ومنها ما هو غير مادي فلا يجب الشك والنكران اذا كان المخبر هو خالق الكون جل في علاه لصفة الكمال والعدل فيه). وهو قياس إبليس لعنه الله تعالى فى قوله: (أنا خير منه). فظن أن الخيرية فى النسب.
وعلاج هذا الغرور شيئان إما بتصديق وهو الإيمان. وإما ببرهان.
أما التصديق : فهو أن يصدق الله تعالى فى قوله (وما عند الله خير وأبقى)(وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور). وتصديق الرسول صلّى الله عليه وسلّم فيما جاء به.
وأما البرهان: وهو أن يعرف وجه فساد قياسه.
اما قوله: الدنيا نقد والآخرة نسيئة مقدمة صحيحة
وأما قوله: النقد خير من النسيئة. فهو محل التلبيس. وليس الأمر كذلك. بل إن كان النقد مثل النسيئة في المقدار. والمقصود فهو خير. وإن كان أقل منها. فالنسيئة خير منه. ومعلوم أن الآخرة أبدية. والدنيا غير أبدية.
وأما قوله: ولذات الدنيا يقين ولذات الآخرة شك فهو أيضا باطل. بل ذلك يقين عند المؤمنين.
وليقينه مدر كان: أحدهما الإيمان والتصديق على وجه التقليد للأنبياء والعلماء كما يقلد الطبيب الحاذق في الدواء.
والمدرك الثاني: الوحى للأنبياء والإلهام للأولياء. ولا تظن أن معرفة النبي صلّى الله عليه وسلّم لأمور الآخرة. ولأمور الدنيا تقليد لجبريل عليه السلام. فإن التقليد ليس بمعرفة صحيحة. والنبي صلّى الله عليه وسلّم حاشاه الله من ذلك. بل انكشفت له الأشياء. وشاهدها بنور البصيرة. كما شاهدت أنت المحسوسات بالعين الظاهرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن كتاب اصناف المغرورين لابي حامد الغزالي وبتصرف شخصي
قوى غامضة
طارق فتحي
في العام 1985 توفيت شقيقتي وزوجها والعائلة في حادث سير مروري اودى بحياة الجميع باصطدام السيارة التي تقلهم بشاحنة كبيرة نوع (تريله) قاطرة ومقطورة على الطريق المؤدية من بغداد الى محافظة نينوى. كانت صدمتي كبيرة بفقد الاخت الكبرى الوحيدة للعائلة تلك التي كانت ترعانا وتحبنا كأم بديلة لأمنا.
مرت الايام تباعا وانا اطرح هذا الموضوع لاحد معارفي فاخبرني ان حوادث السير المروري دائما ما كانت تحدث في نفس المكان والزمان المعينين ولسنين طويلة حيث اغلب الحوادث تقع ليلا قبيل الفجر بقليل كما حصل لاختك وعائلتها تماما.
اخذتني الدهشة , اخذت انقب في بطون الكتب والمجلات كعادتي وشغفي بالقراءة منذ نعومة اظفاري. مسجلاً حوادث السير المماثلة في دفتر يومياتي تلك التي تتكرر في مكان وزمان معين تكاد لا تتغير على مر السنين الطوال, في سبيل فهم سبب تكرار ما يحصل.
وجدت انه في 4 كانون الثاني عام 1960 وفي الساعة الثانية من بعد الظهر قتل الاديب الفرنسي البير كامي الحائز على جائزة نوبل في حادث سيارة . ليس هذا الخبر بغريب , فمن الممكن ان يموت أي انسان بحادث سيارة كما حصل لشقيقتي وعائلتها.. ممكن جداً..
ولكن اليس غريباً ان يموت في هذا المكان انسان آخر وبنفس الطريقة؟ اوليس غريباً ان يموت في نفس المكان 13 شخصا خلال 43 عاماً ؟ بين عامي 1952 – 1965 قتل 12 شخصاً في نفس المكان وبنفس الطريقة وكان البير كامي هو القتيل رقم 13.
عندما مات البير كامي اعلن بعض الناس المشتغلين بالسحر ان هذه هي لعنة احد القصور التي هدمت, والذي حاول بعض الناس من اعادة بنائه من جديد ففشلوا في ذلك , وترك الامر على ما هو عليه. لذلك قد عزفوا عن بنائه نهائياً.
شيء اشبه بذلك حدث في المانيا يوم 21 نيسان عام 1931 فقد قتل الرحالة ترنتلون عند الكيلو 23 بعد مدينة برلين , ومن العجيب ان كل حوادث هذا الطريق تقع في نفس الزمان والمكان عند الكيلو 23, حتى احاطوا هذه المنطقة بالاسوار والاشجار حفظاً للسلامة العامة , اخذت السيارات تتخبط بالاشجار والاسوار ايضاً.!
وفي سنة 1949قتل ميشلان صاحب مصانع الكاوتش (المطاط) الشهير. كان يقود سيارته بسرعة 120 كيلومتر في الساعة وكان الطريق خاليه لا يوجد فيه احدا.. وليس هناك أي احتمال باصطدامه بشيء ما ..او ينحرف .. لا يوجد أي سبب ؟ والذين شاهدوا سيارته تفاجأوا كيف انحرفت سيارته بشكل عمودي عند الكيلوا 23 ومات صاحب مصانع الكاوتش قتيلاً, انها اذا لعنة الطريق ضد الرجل الذي صنع لنا الهدوء والنعومة لكل طريق .!
وقبل ذلك مات 10 عشرة آخرون.. وفي سنة 1947 مات رئيس مجلس ادارة مصانع ميشلان في نفس المكان ومعه ثلاثة من اصدقائه.! وقبل ذلك بعشرة اعوام 1937قتل ابن ميشلان ايضاً في نفس المكان وبنفس الطريقة.!
لابد ان يتذكر ايضاً المسافرون عبر الطريق الزراعي بين القاهرة والاسكندرية لعنة دمنهور.. فمن النادر الا تتعطل سيارة أي انسان في هذا المكان بالقرب من دمنهور.!
انا شخصياً حصلت معي حوادث من هذا القبيل حيث كان من النادر الا تتعطل سيارتي عند بوابة القصر الجمهوري في بغداد نزولاً من الجسر المعلق وتعرضي لمخاطر قد لا تحمد عقباها. حتى بات حرس البوابة يعرفونني جيداً.!
ما هذه القوى الغريبة التي تتحكم في حياة الانسان كل يوم..! وما تلك القوى الغريبة العجيبة التي تتحكم بالانسانية كلها منذ الاف السنين..! ولماذا.؟ اليس من الضروري ان نفكر بكل الذي يجري حولنا.. اليس الباب يفتح بوجوهنا من حيث لا ندري وتهب علينا رياح عنيفة من علامات الاستفهام تعانقها علامات التعجب؟ اليس الموقف الوحيد الذي نستطيع ان نقوله , اننا لم نكن نعرف هذا.! ومن ان الذي نعرفه هو جزء قليل جداً من الذي لا نعرفه.! ولكن مهما كان الثمن فمن الواجب ان نعرف .. وان نحاول ذلك ما دام الانسان حياً.
ناديتو ديميتو
طارق فتحي
من شب على شيء شاب عليه. ومن شابه اباه ما ظلم . كذلك هي الحال في تربية ونشأة جيل على مكارم الاخلاق. الا ان الذي يحصل حقيقةً , ان خروج الشاب من داره للشارع و للمدرسة او لأي ملتقى شبابي آخر سوف يصدم بعادات وتقاليد اسرية غير تلك التي تربى عليها ردحا من الزمن. والحال ينطبق ايضاً على الفتاة الشابة وان كانت في محيط أضيق . هذا في الاسرة الواحدة, اما في المنطقة ككل سوف يكون هناك وعي جمعي يتبلور في اشياء متفقا عليها من قبل اسر المنطقة او المحلة. وهكذا دواليك في المدينة برمتها وبالتالي في البلد ككل .
لو عممنا الامر قليلاً سوف نرى ان كل بلد يتميز بوعي جمعي يختلف كثيرا او قليلا عن البلد الاخر. هذا يحدث حتما في الامور الصغيرة الفرعية التي تتأثر بسياسة البلد الاجتماعية ككل وانتمائهم الديني اضف الى ذلك عادات وتقاليد القوم. اما في الثوابت الاخلاقية أي كان مصدرها فلا خلاف بين البلدان مثل الصدق والامانة والعدل والتعامل الانساني والاخلاقي وحقوق تكفل كل شرائح المجتمع.
هذا ما نسميه بثقافة المجتمع . وهي تختلف كثيرا او قليلا مع الثقافات الاخرى. اذا ما سنحت لاحدهم الفرصة للسفر والاقامة في بلد آخر سوف يصدم ببعض العادات والتقاليد الثقافية للمجتمع المضيف . بدأ من سياسة الدولة الرسمية المعلنة بواسطة قوانينها الوضعية نزولا الى تصرفات المجتمع الشخصية مع الوافدين الجدد.
خلال وجودي في اوربا شاهدت عادات وتقاليد تؤدي الى تقزم العقل العربي المسلم وبالتالي تجريمه هبوطا او صعودا. مع ان هناك اختلافات جوهرية دينية وسياسية الا اني احاول تسليط الضوء على الممارسات المجتمعية العفوية تلك التي تحدث بصيغها الفردية الشخصية .
(ناديتو) امراءة اربعينية بلغارية من اصول تركية ساعدتني كثيرا في التعرف على عادات وتقاليد القوم. توطت علاقتي معها لمدة تزيد عن الاربع سنوات ارشدتنا انا وزوجتي على جميع الاماكن التي نحتاجها في ممارسة حياتنا اليومية بدأ من الاسواق وانتهاءا بالمناطق السياحية في البلد.
لم تبتزنا يوماً بل انها ترفض في كثير من الاحيان دعوتها لتناول طعام الغداء معاً اعجبنا انا وزوجتي بدماثة اخلاقها وحسن خلقها . احتدم النقاش بيني وبين زوجتي انا اقول لها انها مسلمة كون اصولها تركية وهي ترد انها مسيحية لطيبتها المفرطة . قررنا نحن الاثنان معاُ سؤالها يوماً عن اصولها الدينية . فكانت الصدمة اذ ردت علينا بكل براءة وعفوية انها لا دينية . وبعد الحاح شديد من قبلنا كي نستوعب الامر اكدت لنا انها لا دينية ولا تنتمي الى أي مذهب ديني .
ارايتم المفاجئة اترك لكم التعليق والتحليق في العوالم التي تحيط بنا ايها العراقيون الاشاوس (ابطال من ورق) ونحن الذين نفاخر بعقيدتنا ومذهبنا وقوميتنا لدرجة التعالي على ابناء جنسنا وابناء الاجناس البشرية الاخرى .
قناع في القاع
طارق فتحي
كثيرة هي الاقنعة التي يرتديها ابناء جلدتي في العراق وعلى الاخص العاصمة بغداد. بعد مضي اكثر من اربعة عشر عاماً ظهرت اقنعة جديدة مما اضطر مرتديها ان يخصصوا لكل منها جناح . كثرت الاجنحة وولدت اجنة جدد لا تعلم بان هناك اقنعة مزيفة بل توهمت ان الحقيقة محض خيال وان الدجل هو الواقع الطبيعي الذي اعتادوا على معايشته يوما بيوم شهرا بشهر سنة بعد سنة . حتى تتفاجأ ان شخص آخر يحمل نفس سماتك سرق منك جسدك وملامح وجهك.
عمر شاب وسيم بهي الطلعة حلو المبسم لا بالطويل العالي ولا بقصير المقدار تفوح منه رائحة الرجولة خجول جدا اذا افحمته بالكلام تفصد جبينه عرقا وعلامات الاستحياء بادية عليه . الحق اقول لكم فتنت بهذا الشاب ومع انه صاحب شهادة عليا الا انه يعمل كسائق اجرة عند الغير . فهمت منه ان عائلته قضت نحبها في مدينة الرمادي ايام السنين الغابرة بسقوط قذيفة على منزلهم حيث كان هو بمعية اخواله في مدينة الفلوجة وهكذا نجا عمر من موت محتوم .
يتمتع هذا الشاب بالاخلاق الحميدة وهو محط اعجاب وتقدير من اصدقائه الجدد في بغداد حيث يعمل . في يوم آخر وجدته يتباهى بين اقرانه بعلاقته الحميمة مع امرأة بعمر والدته ادعى انها ثرية تعرف اليها من خلال سيارة الاجرة التي يعمل عليها . صدمت لحديثه وهو غير منتبه لوجودي . باغته وهو يعرض صورة المراءة وهي تقبله من وجنته . امسكت بهاتفه وهتفت به ما هذا الهراء يا عمر؟
انفض الجميع كل الى عمله واصطحبت عمر الى المكتب واجلسته امامي وهو بالكاد يرفع عينيه باتجاهي . عمر هل كنت تكذب وحديثك عن الاستقامة والخلق الرفيع . ما هذا الذي رأيت .؟ عفوا لتطفلي معك ولكني احببتك لدماثة وحسن خلقك وانت قبلتني كأب روحي لك بدلا من ابيك المتوفي يرحمه الله ويرحمنا جميعا
بكى عمر بحرقة وبصوت مسموع . يااااعم والله كل ما رأيت ليس صحيحاً ان طبعي الخجول واستحيائي الشديد امام الفتيات والنساء لا يسمحان لي بعلاقات كاذبة مهما كان نوعها . ان الذي رأيتها في هاتفي النقال ما هي الا خالتي اخت امي وانا اضطررت ان اجاري اصدقائي الذين يفاخرون بعلاقاتهم مع النساء . صدقني هذا كل ما في الامر . وليس الامر كما ظننت بي لاول وهلة . تنفست الصعداء لاختياري عمر ولم يخيب حدسي تجاهه نصحته نصح الاب الواعظ الحريص على ابنائه واستقامتهم . ان يكون بين الناس بوجهه الحقيقي ونبهته من مغبة ارتداء الاقنعة في كل مناسبة وفي أي زمان ومكان . اخيراً ابتسم لي ورد علي قائلاً . يااااعم اعتبر هذا القناع قد سقط في القاع .
غرائب الخادمات
طارق فتحي
إحدى الخادمات العزيزات تأتي من بلادها وهي محملة باعتقاد غريب يقول: "ضعي البول في الماء الذي تقدمينه للأسرة التي تعملين معها أو في ثلاجتهم الباردة، بعدها تصبحين الحبيبة المقربة لكل أفراد ا لأسرة، خصوصا قائدها ". وقد نشرت جريدة البلاد في عددها 10700 بتاريخ 8/ 5/ 1414هـ هذا الخبر تحت عنوان "من غرائب الخادمات " ونشرت إلى جوار الخبر صورة خطية لاعتراف الخادمة بهذه الواقعة الخطيرة.
ونشرت جريدة المدينة في عددها 11308 بتاريخ 5/ 10/ 1414 هـ خبرا تحت عنوان "آخر ابتكارات الشغالات: تعذيب الأطفال بالمكنسة الكهربائية" وعندما كان نواف يبكي أو يطلب شيئا من الشغالة، كانت تحاول الخلاص من طلباته وصراخه بأي شكل حتى تستريح، فتلجأ إلى وضع شفاطة المكنسة الكهربائية في أماكن حساسة من جسده وتشغل دورة الشفط إلى أن ينهار الطفل تماما من شدة الألم. وأثبت الفحص الطبي أن الطفل مصاب بتهتك في عروق الخصيتين، نتج من عملية الشفط.
إنها مدرسة تعمل في مدرسة بإحدى قرى الجنوب في المملكة، وتضطر لترك ابنتها الصغيرة في رعاية الخادمة التي كانت تطمئن إليها جدا. وعادت يوما من عملها لتجد ابنتها تعاني من ارتفاع شديد في الحرارة، شخصه الطبيب بأنه التهاب في اللوزتين ثم تبين أن الطفلة تعاني من التهاب حاد بالأمعاء نتيجة لتناول شيء ملوث عن طريق الفم.. وبالتشديد على الخادمة تبين أنها سقت الطفلة- عن جهل- بعضا من الماء الذي تخلف من صندوق القمامة لتكاسلها عن احضار ماء نظيف، عندما طلبت الطفلة أن تشرب. وقد نشر هذا الخبر في جريدة عكاظ بتاريخ 10/ 5/ 414 أهـ العدد 9945.
فوجئ السيد/ ع. أ. م وهو يتطلع إلى الفاتورة الخاصة بهاتف منزله. فقد هاله المبلغ المرتفع. إذ تعود على أن تحمل فاتورة الهاتف مبلغا لا يتعدى 350 ريال. إلا أن الفاتورة الجديدة كانت تحمل أضعاف هذا المبلغ، فالفاتورة وصلت إلى مبلغ عشرة آلاف ريال. وزادت حيرته لكون معظم المكالمات خارجية إلى الهند وهو لم يتصل خارج البلد ولو لمرة واحدة، كما أنه قد أنهى خدمات سائقه الهندي منذ أربعة أشهر،
مما أبعد الشكوك حول سائقه السابق، لا سيما أن المكالمات التي رصدتها الفاتورة كانت تتم بشكل شبه يومي. ولم يفك طلاسم لغز المكالمات المتتالية المكلفة سوى طفلته الصغيرة التي لم تكن تتعدى الرابعة من العمر، حيث تعودت على التردد على الغرفة الخاصة بالخادمة، حيث فوجئت والدتها بالطفلة وهي تحمل في يدها صورة لأحد العمال وهي تصيح. عندها اتجهت الأم صوب الخادمة وهي من أحد بلدان جنوب غرب أسيا مستفسرة حول السر في وجود صورة السائق لديها.
كانت المفاجأة عندما صارحتها بعلاقتها بالسائق وأنهما اتفقا على الزواج بعد نهاية عملهما لدى كفيلهما، ومن شدة تعلقها بالسائق لم تتحمل غيابه، فكان الهاتف وسيلتها لإيصال أشجانها دون إدراك منها بأن الفاتورة ستفضحها.
مشكلتي رهيبة.. تقع فيها، للأسف الشديد، كل امرأة تترك مسئولية بيتها وأطفالها للخادمة.. وتفضل العمل على مسئوليتها الأولى في الأسرة. فأنا أم لطفلين من الذكور والحمد لله، وإلا لكانت مشكلتي لا حل لها.. فمشكلتي مع الخادمة حيث كنت خلال ثلاثة أعوام ماضية اعتمد اعتمادا كليا على خادمة فلبينية، كانت مثال العمل الجاد والالتزام والنظافة والترتيب، وكنت أعمل معلمة،
أترك المنزل في الصباح وأترك الأطفال ثم أعود لأجد كل شيء مرتبا ونظيفا.. وبعد رحيل الخادمة عرفت من ابني الأكبر أنها كانت تضع الكاتشاب الأحمر على السكين وتقول لطفلي إنها قتلت أباها وأمها وأن هذا هو دمهما وانهما إذا لم يسمعا الكلام وينفذا أوامرها حتما ستفعل بهما ما فعلته بوالديها... وخوفا منها كان ابني الأكبر، خمس سنوات ونصف، يكتم كل هذا. وهناك أشياء خطيرة أيضا، لا يفهمها طفلي، كانت ترتكبها.
أنا أعترف بخطئي فرغم أن خادمتى كانت وديعة وملتزمة وكانت مثالا يحتذى به في كل شيء إلا أن اكتشافي ما فعلته بابني فهو الآن يخاف كل شيء ويرفض الأكل ومضطرب في النوم ويتبول لا إراديا. كل ذلك يشعرني بالندم ويجعلني لا أفكر مطلقا في استقدام أي خادمة للمنزل.
أن تهرب خادمة من كفيلها أو أن تسرق أو تتمارض عن العمل، فهذه أمور قد تحدث. أما أن تقدم على تسميم عائلة بكاملها فهذا ما يصعب "ابتلاعه " مهما كانت الأسباب والدوافع. فقد قامت خادمة إندونيسية بوضع دماء دورتها الشهرية في الأطعمة والمشروبات التي تقدمها لأفراد العائلة إضافة لقيامها مرارا وتكرارا بالتبول في الطعام. وقد ألقت الشرطة القبض على الخادمة اثر بلاغ من كفيلها.
بعد أن تمكن أحد أفراد العائلة من ضبطها متلبسة بالجرم المشهود، عقب مراقبة دقيقة. وبمواجهتها سجلت اعترافا بجريمتها، بدعوى سوء المعاملة التي تتعرض لها. كما سجل اعترافها شرعا بالحكمة المستعجلة بقيامها بوضع كمية من دماء الحيض في الوجبات والمرطبات التي تقدمها لأفراد العائلة.
وعن الأسباب التي دفعتها لهذا التصرف المقزز، أجابت بأنها تريد أفراد العائلة أن يراجعوا المستشفيات وينشغلوا عنها بمرضهم حتى ترتاح من سوء معاملتهم، مؤكدة أن إحدى زميلاتها من الخادمات تتصرف مع عائلة كفيلها بهذا الأسلوب الكيدي.
وكانت عائلة كفيلها قد تعرضت لآلام وطفح جلدي مرارا وتكرارا، مما جعل أفراد العائلة يترددون على المستشفى لإجراء تحاليل وفحوصات. وقد تبين من خلالها أنهم يتناولون أطعمة مسمومة. وفي قسم الشرطة اعترفت بجريمتها وعزت تصرفها لعدم منحها إجازة أسبوعية وعدم السماح لها بالخروج مع أحد أبناء جلدتها، ممن لا يمتون لها بصلة. وعقب التصديق على اعترافاتها تم إيداعها السجن انتظارا للحكم الشرعي الذي يتوقع أن تتراوح عقوبته بين شهر- ستة أشهر مع الجلد كعقوبة تعزيرية.
أن تحدث الخادمة مشاكل داخل البيت فهذا شيء متوقع وطبيعي، أما أن تمتد المشاكل حتى في السفر والرحلات الصيفية والشتوية فهذا هو الشيء الغريب. إن الخطأ والخطر يكمنان في حرص البعض على اصطحاب الخادمة في تلك الرحلات وخاصة خارج المملكة، إشباعا لنزعة "التظاهر".. في كثير من الأحيان يحدث أن تهرب الخادمة من أسرة مخدومها بعد الوصول إلى ذلك البلد الذي يحطون فيه رحالهم. هنا تبدأ المشكلة التي لا تنتهي وتتحول نعمة الإجازة إلى نقمة.
يجد رب العائلة نفسه في سلسلة متصلة من المتاعب مع الجهات المختصة في ذلك البلد. بين تحقيقات واستفسارات وبحث وتحريات.. وربما اتهامات كيف هربت؟ أين ذهبت؟ ويجد نفسه موقوفا أو محتجزا في أحد مراكز الشرطة لحين الكشف عن غموض عملية الهرب ومعرفة مصير الخادمة. وعادة فإن المخدوم يضطر لدفع كفالة ضخمة "تقصم الظهر" وتضيع الفلوس وقد يضطر للاستدانة. وأخيرا يعود هو وأسرته في حالة يرثى لها لا يحسدون عليها.
ويرى الأستاذ أحمد محمد مجلي أنه يلزم على إدارة الجوازات منع إعطاء تأشيرات السفر والعودة للخادمات إلا لبلدانهم الأصلية، لأن ذلك سوف يحد من مشاكل هرب الخادمات. ومن جانب آخر فإذا كانت الأسرة في حاجة ماسة وحقيقية لخادمة خلال الرحلة خارج المملكة فإن من الممكن الحصول على خادمة من البلد الذي يقضون إجازتهم فيه بالنظام اليومي أو الشهري وربما يكون ذلك أرخص بكثير من تحمل تكاليف اصطحاب الخادمة- مسئولية وخسارة مادية.
وتقول أ. ن. موظفة في عيادة للأطفال: خادمتي وضعت مادة الكلوروكس في رضاعة ابني البالغ من العمر عاما لأنني ضربتها.
ويقول أحمد ناصر: في الصباح أذهب وزوجتي للعمل ونترك طفلنا البالغ من العمر عامين مع الخادمة. وفي أحد الأيام خرجت من عملي في مهمة وعند مسجد قريب من الحي الذي أسكن فيه قررت أداء الصلاة في المسجد وبعد انتهاء الصلاة في المسجد خرجت من باب المسجد وكانت المفاجأة وجدت خادمتي تتسول بأبني وهو في حالة يرثى لها، فقد كان الحر شديدا. أخذت الولد منها وذهبت به إلى المستشفى للعلاج.. وعندما علمت زوجتي بذلك رفضت الذهاب إلى عملها وتفرغت لتربية طفلنا وذهبت الخادمة بغير رجعة.
وتؤكد (ح. ع) موظفة، أن الذين يسيئون معاملة الخادمات يولدون لديهم الحقد فينتقمون بأبشع أنواع الانتقام مثل إحراق البيوت أو قتل الأطفال وغيرها
الاختلاط
طارق فتحي
عندما كان يدرس في إحدى جامعات أمريكا وكلنا يعلم أن التعليم هناك مختلط بين الشباب والفتيات , كان لا يكلم الفتيات ولا يطلب منهم شيء ولا يلتفت إليهن عند تحدثه , كان الدكتور يحترم رغبتي هذه ويحاول أن لا يضعني في أي موقف يجعلني احتك بهن أو أكلمهن
سارت الأمور على هذا الوضع حتى وصلنا إلى المرحلة النهائية , جاءني الدكتور وقال لي اعرف واحترم رغبتك في عدم الاختلاط بالفتيات ولكن هناك شئ لابد منه عليك التكيف معه الفترة المقبلة هو بحث التخرج لأنكم ستقسمون إلى مجموعات مختلطة لتكتبوا البحث الخاص بكم وسيكون من ضمن مجموعتكم فتاة أمريكية فلم أجد بدا من الموافقة
استمرت اللقاءات بيننا في الكلية على طاولة واحدة فكنت لا انظر إلى الفتاة وان تكلمت أكلمها بدون النظر إليها و إذا ناولتني أي ورقة آخذها منها كذلك ولا انظر إليها صبرت الفتاة مدة على هذا الوضع , في يوم هبت وقامت بسبي وسب العرب وأنكم لا تحترمون النساء ولستم حضاريين ومنحطين ولم تدع شيء في القاموس إلا وقالته , تركتها حتى انتهت وهدئت ثورتها ثم قلت لها لو كان عندك قطعة من الألماس الغالية ألا تضعينها في قطعة من المخمل بعناية وحرص ثم تضعينها داخل الخزنة وتحفظينها بعيدا عن الأعين قالت نعم قال كذلك المرأة عندنا فهي غالية ولا تكشف إلا على زوجها .. هي لزوجها وزوجها لها لا علاقات جنسية قبل الزواج ولا صداقات يحافظ كل طرف على الآخر وهناك حب واحترام بينهم فلا يجوز للمرأة أن تنظر لغير زوجها وكذلك الزوج
أما عندكم هنا فأن المرأة مثل سيجارة الحشيش يأخذ منها الإنسان نفس أو نفسين ثم يمررها إلى صديقه وصديقه يمررها إلى الآخر ثم إلى آخر وكذلك حتى تنتهي ثم يرمى بها بين الأرجل وتداس ثم يبحث عن أخرى وهلم جرا بعد النقاش انقطعت عن المجموعة لمدة أسبوع أو اكثر
وفي يوم جاءت امرأة متحجبة وجلست في آخر الفصل استغربت لأنه لم تكن معنا طوال الدراسة في الجامعة أي امرأة محجبة وعند انتهاء المادة تحدثت معنا فكانت المفاجئة أنها لم تكن سوى الفتاة الأمريكية والتي كانت من ضمن مجموعتنا والتي تناقشت معي وقالت بأنها تشهد أن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله دخلت في الإسلام لأنها وحسب قولها هزتها الكلمات فكانت في الصميم . فلله الحمد والمنة.
رائحة المسك
طارق فتحي
كان هناك شاب وسيم يعمل في بيع المراوح يتنقل بين البيوت ويريهم المراوح التي عنده.في يوم من الأيام ذهب إلى بيت امرأة تعيش وحدها فلما رأته شاباً وسيماً اشترت منه مروحة ثم أخذت واحدة أخرى ثم قالت له :
تعال إلى الداخل لكي أختار بنفسي فدخل وأقفلت الباب خلفه وقالت له :
أخيرك بين أمرين , اما أن تفعل بي الفاحشة أو أصرخ حتى يسمعني الجيران وأقول لهم أنك أتيت لتفعل بي الفاحشة فاحتار الشاب في أمره وحاول أن يذكرها بالله وبعذاب الآخرة ولكن بلا فائدة فدله الله إلى طريقة فقال لها :
أنا موافق ولكن دليني إلى الحمام لكي أتنظف وأغسل جسمي ففرحت ودلته على الحمام.دخل وأقفل على نفسه الباب وذهب إلى مكان الغائط ووضع منه على وجهه وجسمه وقال لها :
هل أنت جاهزة ؟ وكانت قد تزينت وتجهزت فقالت له :
نعم , فلما خرج لها ورأته بهذه الحالة صرخت وقالت :
اخرج من هنا بسرعة , فخرج وذهب على الفور إلى بيته وتنظف وسكب زجاجة من المسك على نفسه وكان إذا مر في السوق تنتشر رائحة المسك فيه ويقول الناس هذا المكان مر منه فلان وظلت رائحة المسك فيه حتى توفي فقد أكرمه الله تعالى لأنه امتنع عن الفاحشة.
طفولة كلب
طارق فتحي
كعادته يتحدث بهاتفه النقال كثيراً حتى اثناء قيادته لسيارته الخاصة. كثيراً ما كنت انبهه من مغبة سوء استخدام الهاتف النقال اثناء القيادة , يتذرع في اجابته بان مسؤلياته كثيرة وكذلك اصدقائة وعليه التواصل معهم خدمة لعمله الذي يكسب عيش يومه من خلاله. انتهى الرصيد ركن سيارته على الرصيف بجانب محل للهواتف النقاله على معرفة مسبقة به . ترك باب سيارته مفتوحاً لعجالته , هو هكذا طبعه عجول في كل امور حياته.
عبأ الرصيد ثانية وانتظر دقائق معدودات متوقفين حتى اذا ما اتته رسالة التعبئة انطلق بنا عائدين الى دار سكنه . ترك سيارته خارج باب المنزل ترجل مسرعاً نحو الداخل . احتلت انا مقعد القيادة وادخلت السيارة بسلام الى الكراج الداخلي . اخرجنا المنقلة والفحم الحجري ومفرش وتختة لحم بغية عمل اسياخ الكباب المشوي على الفحم الحجري باللحم الضأن العراقي المشهور في كل الدنيا بلذته الخرافية وطعمه الاسطوري . ليس ينبأك مثل خبير باللحم الضاني الفاخر .
تمت طقوس تحضير واشعال الفحم في جو تسوده البهجة والفرح انا وولدي وعائلته الصغيرة في حديقة منزله الامامية الواسعة نسبياً. كان ولده يلعب قرب السيارة ملتفا حولها تاره ويمسح باطاراتها المطاطية تارة اخرى فاذا به ياتي مهرولا ليخبرنا انه يسمع صوت كلب صغير نهره والده بشدة لاقترابه من النار خوفا عليه ولم يسمعه جيدا .
انتبهت انا الجد لكلام الصغير ذهبت مسرعا بمعيته فتحت باب السيارة الامامي واذا بجرو صغير بالكاد استطاع ان يقف الى الارض بسلام حملته بيدي اقتربت من الضوء فاذا به جرو صغير ذهبي الشعر بوجه اسود وعيون واسعة واذنان قصيرتان منتصبات منتشيات على جانبي راسه . للوهله الاولى توهمت به انه غزال صغير الا ان قوائمة كانت تخبرنا بغير ذلك .
ذهبت به لولدي الخبير بكلاب الزينة فاذا به ينتفض من مكانه ويحدق كالمصروع في الجرو يتأمله من جميع الاتجاهات . صرخ عالياً انه من اغلى كلاب الزينة واعلاها سعراً, هذا الجرو لا يقل ثمنه عن الالف دولار . يا الهي من اين اتى ؟ اجبته اظنه لصاحبك صاحب محل الهواتف النقالة فهو الوحيد الذي توقفنا عنده وتركت باب سيارتك الامامية مفتوحاً وبينما كان يلهو تحت السيارة قفز الى داخلها واتيت انت وانطلقنا فاصطحبناه معنا من حيث لا نشعر.
في عصر اليوم التالي ذهبنا سوية الى محل الهواتف فاخبرناه بما حدث اعتذر منا بشدة من انه لا يحب الكلاب بجميع انواعها اذ يعتبرها رجساً من عمل الشيطان .! تاكدنا من خلاله ان الجرو الجميل لا ينتمي لاي من المحلات القريبة ولم يشاهده احدا من قبل فقفلنا على موضوع الجرو واصطحبناه معنا وعدنا به الى المنزل .
تكفل ولدي بجلبه الى الطبيب البيطري القريب من محل سكناه صديقه القديم تم التلقيح بحسب الاصول واعطي شهادة بذلك تهيئاً لا ستخراج جواز سفر له ليرسله هدية الى احد اخوته في المانيا. تعثرت عملية استخراج الفيزة وتم نسيان الموضوع برمته وكبر الجرو بعد مرور شهور قليلة فاصبح من اجمل الكلاب التي رايتها يوما . عندما عدت الى اوربا بعد انهاء اعمالي في العراق بقيت صورة الجرو في ذهني ردحا من الزمن .
مرة سنة وعدة شهور اخرى ارسل لي ولدي صورة الجرو الفحل مع اربعة من ابنائة حيث تم تلقيحه مع انثى من فصيلته عند الطبيب البيطري وكان الاربعة غاية في الوسامة ينفرد بهم احدهما كثير الحركة والعواء الناعم فاعطاه الطبيب لولدي كهدية منه بمناسبة عملية التلقيح .
يخبرني ولدي ان الكلب الاب اكثر وفاءا وتفهما من ولده الذي بالكاد انهى صفه الاول الابتدائي بدرجات متدنية جداً وانه لو قام بتسجيل الكلب في المدرسة لنجح بامتياز فاق ولده بارقام فلكية . تعلم الكلب كل امر يصدر من العائلة ويبتهج بعودة الاب من عمله فياخذ بالرقص من حوله ومن امامه ومن خلفة فيما ابنه البشري جالسا في مقعده لا يحرك ساكناً كالاغبياء . اذا ما جلس الاب على مقعده بالصالة ياتي ويجلس بجانبه بكل ادب واحترام ويتم التعامل معه كما يتعاملون مع ابنهم فكسب ود الجميع . حيث اصبح احد افراد العائلة .
اليوم حياة جديدة يعيشها الكلب مع جروه الصغير يتحاوران ويلعبان معا ويلحق بعضهم بعضاً تماما كما يلعب الصغار من بني البشر سبحان الله من الهم هذا الحيوان المعرفة والفكر الحسي لما يدور حوله
دكة بدكة
طارق فتحي
افترشنا حديقة المنزل التف الكل من حولي وحكايات الايام الجميلة ما انفكت تشنف اسماعنا بين الفينة والاخرى . تتوالى الذكريات منها ما علمتها ومنها ما انكرتها وبعد الحاح شديد وتركيز نحو الماضي البعيد في اجتهاد فكري وعقلي رهيب لا اذكر جله حتى اوهمتهم اني اتذكر كل ذكرياتي معهم وان كانت الحقيقة غير ذلك . تنتهي غالب هذه الجلسات بمواعظ رجل مسن تجاه ابنائه واحفاده ورسم مستقبل راق خالي من العيوب في اكبر كذبة سوقتها لهم في حياتي .
صاح صائح في المحلة تجمهر الناس رجال ونساء وصبايا وشباب كنت احدهم فاذا بي اجد شابين مراهقين لم يبلغا الحلم بعد تضاربوا بالايدي وتسابوا بالالسن اعتقدت ان الامر بديهي لمن في عمريهما فوليت عائدا الى الدار وما ان مرت ساعات قليلة حتى سمعت صوت اطلاقات نارية تصم لها الاذان قريبة جدا من المكان هرع الجميع للخارج وجدت دار احد الصبيين تملؤه الثقوب من جراء الاطلاقات النارية.
ما هذا الهراء ؟
اجابني احدهم انها ( دكة ) اجبته ما معنى دكة ؟
رد يعني هناك فصل عشائري لان احد المراهقين جرح حاجب الاخر وسالت منه قطرة او قطرتان من الدماء .
وان يكن الم يكونا جارين متقابلين في السكن وعاشا معا زهاء الخمسون عاما مضت .
ياااااعم الاباء لم يقولوا شيئا هم طيبون جدا ولكن ما ان سمع الاعمام حتى فعلوا ما رايت وسمعت للتو .
ضربت كفا بكف وانا عائدا للدار مرة اخرى وبعد مرور وقت ليس بالقصير اتى ابن اخي ليصطحبني معه للجلوس والتفاوض في دار احد الشابين المراهقين . رحبت بالفكرة وارتديت ملابسي على عجل فليس مثلي من يفوت هذا الامر . في الصالة جلس الناس صفين متقابلين بملابسهم العربية وهنا بدأت المسرحية في فصولها المضحكة , ومن خلال سماع احاديثهم علمت حينها ان القوم في واد والثقافة المعاصرة في واد آخر . يتكلمون عن اعراف وتقاليد وعادات وقوانين وضعوها هم بانفسهم كانهم امة مستقلة او شعب الله المختار . والطامة الكبرى ينسبون كل تشوهاتهم الى الاسلام .
بدأ المزاد بمائة مليون دينار عراقي انتفض احد ما يسمون بالشيوخ ورفع الاخر عقاله يريد ان يرميه ارضا فعاجله الحاضرون ومنعوه واعادوا عقاله على راسه دبت الحركة بالعكل تحرك اكثر من عقال وكلام لا يقال بمعاني مبهمة بالكاد التقطت شيء منه وفاتتني اشياء . بعد التي واللتية استقر المبلغ اخيراً على خمس وعشرون مليون دينارا عراقياً مع وقف التنفيذ وتعليق ذلك على تكرار الشاب المعتدي فعلته مرة اخرى على نفس الشخص المعتدى عليه .
الفصل العشائري الذي حضرته كان اشبه بالكوميديا السوداء حيث لا تعلم اتبكي على القوم ام تضحك على اقوالهم وافعالهم . وبدأت العناوين الكبيرة المزيفة في بلدي تترك علامات استفهام كثيرة في عقلي جمهورية العراق الحكومة الاتحادية وزارة الدفاع والداخلية البرلمان العراقي رئاسة الجمهورية والسلطات الثلاث التشريعية منها والتنفيذية وتلك العناوين الوطنية الكبيرة هل هي حقيقية ام مجرد زيف ووهم اجادوا تسويقه الينا خلال السنوات العجاف الماضية .
كبوة جواد
طارق فتحي
ان اختلاف الثقافات بين البلدان والامصار تظهر لك فروقات جوهرية في مصطلحات القوم ايجابية كانت ام سلبية . تبعث على الدهشة والاستغراب احياناً. وما ان تتأقلم في محيط المجتمع حتى تظهر لك عادات وتقاليد قد تصدمك ويتم هضمها تباعا بمرور الزمن. ان الهوة بين هذه الثقافات تضيق وتتسع ضمن شريحة المجتمع الواحد .
في بلدي يتربع الجهل السياسي والثقافي والديني والاجتماعي على قمة المتناقضات التي ليس بينها رابط سوى ادعاء القوم هذا ما وجدنا عليه ابائنا واجدادنا من قبل. بظهور مصطلح الحلال والحرام وكل يفتي من تلقاء نفسه, كثرت الفتاوى حتى تضاربت مع بعضها البعض. فحرام هذا حلال ذاك وهلم جرى.
الاعراف والتقاليد الاجتماعية اضافت هي الاخرى مسحة حزينة على نسيج المجتمع فباتت الموازين مقلوبة والقوانين معطلة والتقاليد ممسوخة . نسيج مجتمعي محير يبعث على الاسى والاسف . حلال حرام عيب مسموح ممنوع اعمل ولا تعمل الخير والشر الايمان والالحاد ,
مصطلحات صفعت وجوه المجتمع فاحلوا الحرام وحرموا الحلال رفع العيب امسى رجما بالغيب وكل ممنوع بات مرغوبا فيه وبالتالي يمكن للشيطان ان يدخل عقل الانسان عن طريق الرحمن, الايمان نسبي حاله حال الالحاد بما ان العصرنة والحداثة يتطلبان ذلك.
مجتمع خلطت خيوط نسيجه وتشابكت لدرجة بات فصل تلك الخيوط وترتيبها ثم تشذيبها امرا مستحيلا. لن يكتب له الحياة الا لسنوات معدودات من جيلين او ثلاثة فيحكم عليه بالفشل وبالتالي جر البلد الى الدرك الاسفل من السفالة وسوء الادارة وبالتالي نشر الفساد والافساد في البلاد والعباد .
ان النظم الحاكمة في البلد بتنوع تضاريسها من الملكية الى الجمهورية باي اسلوب كان ديكتاتوريا ام ديمقراطيا لا يؤتى ثماره ما لم يكون هناك وعي ثقافي مجتمعي ولو بالحدود الدنيا . ان يخرج المجتمع من اميته في جميع اموره السياسية منها والاجتماعية وغيرها .
الحس الوطني الشريف يجب ان يحمل لواءه ابنائه البررة المخلصين ممن يؤثرون الخصاصة على انفسهم وهم بالخير سباقون رافعين لواء التضحية والايثار وخدمة مصالح الوطن قبل مصالحهم الشخصية . ارجوا ان لا يكون قد فلت الزمام بعد. بالرهان على حصان الوطنية والوطن . باعتبار ما فات ما هو الا كبوة جواد .
معطف يتيم
طارق فتحي
سماء ملبدة بالغيوم ,منذرة بهبوب عواصف ماطرة , أسير والافكار تنتشل ما تبقى من جمرات كانت يوماً تشعرني بالدفئ,أمي لم تعد معنا في المنزل .سيمرعلينا شتاءاً بارداً آخر وجود الاب ورغم حضور حواء أخرى لمنزلنا . لم أكن أبالي لحالي كنت أعيش من أجل إخوتي اللذين مازالوا صغاراً. لم نعِلم حينها ما حدث ,غادرت والدتي المنزل مجبرة ,فجلب والدنا إمرأة في وجهها كل البراءة والطيبة لكن قلبها مليئ بما يوحي لها الشيطان, كنا مجرد صغار, نعي من يحبنا ومن يضمر لنا العداء والكره . أقسمت له بأنها ستكون أم ثانية تراعينا أكثر من والدتنا ...مهزلة إن صدقها , هو ذلك العبد الجبار الظالم لوالدتنا أصبح مطيعاً لا يرفع نبرة صوته إلا علينا نحن أطفاله .دهر من الخوف واليتم مرعلينا من دون رؤية والدتنا منعها من رؤيتنا ,دهر من الايام كنا نشعر بثقلها تجثم على صدورنا على الرغم من مرحنا أحياناً , كنا مازلنا صغاراً حين غادرت .وبعد أكثر من عام كنت مع إخوتي نلعب في حديقة المنزل ,سمعت خبر إنتحارها ,كان والدنا يبكي بنواح ,وكأنه أم ثكلى .سمعته يخبر الام المزيفة بإنه أسرف بأذيتها وإنه حرمها من أولادها ,وبات شعور الندم يقتلع سعادته وينهي ضحكاته فشاخ عمره .وعندما أدركت زوجته ندمه شرعت بأذيتنا , تلعننا وتلعن والدتنا حين يخرج لعمله ,صراخ طوال النهار .وحين يعود والدنا من عمله ,لا تشتكي منا بالعكس كانت تطيب خاطرنا بلؤم أمامه حتى نحيد عنها,ولا نشكيها أو نحاول أن ننبه والدنا ,كنا مازلنا أطفالاً أبرياء. وعندما يأتي موعد الدوام في المدرسة كانت أساليب التعذيب مختلفة ,تزداد قسوة حين يشتد البرد.لكني على الرغم من صغر سنين عمري, كنت أشفق على والدي وشعوره بالندم الذي أتى متأخراً ,يحتضننا وعيناه تفيضان الماً مبللاً ,كنت أهرب لغرفتنا وأبكي على وسادتي وكأنها صدر أمي ,أمي التي فارقتنا من دون أن نرتوي من حنانها . لم يخبرنا خبر إنتحارها ,سمعته أنا البنت الكبرى ,وسجنته بين أضلعي ,وبعد ...اليتم كلمة لا تتجاوز ثلاثة حروف ,لكنها توقف النهر عن الجريان ,توقف النباتات من بث الاوكسجين ,تجعلنا نتنفس ثاني أوكسيد الكاربون بعد طرحه.
أذكر والدتي حين تمطر السماء رماداً, وحين يشتد البرد, وحين يصرخ والدنا معلناً إنه الرجل وبصراخه ستهدئ كل الحروب .أتذكرها كيف كانت تركع له رافعة رآية الاستسلام .لم يكٌ يُتمِنا مقصور على إنتحارها, بل رحيلها عن المنزل كان إشعاراً لبدء اليتم ,وإنطفاء مصابيح الحياة بكل الوانها .غادرت والدتي لتعيش بعيدا عن الجور الذي كان والدي يصبه عليها .فقررت بعد اليأس أن تنهي عذاباتها. لم تملك أملاً في رؤيتها لنا ,لو كانت فكرت بمصيرنا قبل إتخاذها القرار الصعب,وكيف سنعيش أنا وإخوتي بعدها , لما سارت بهذا الطريق المظلم .لكني لا ألومها ,فالجور الذي وقع عليها كان من الصعب تحمله وخصوصاً وهي إنسانة تملئها الأحاسيس ,صوتها دافئ وصدرها ملجأ للامان .وعلى الرغم من ندم والدنا لأيام عاد رجلا على أيتام , ففهمت أنا الانثى الصغيرة إن الرجولة هي أمنا وهي اليد الحنونة لتطيب خواطرنا , واليد القاسية لصفع الظلم ,حمايتها لنا وخوفها أن يمسنا أي شخص بسوء حتى لو كان والدنا ,كانت ضحية من أجل الدفاع عنا ,جعلنا دفاعها أيتام من دونها.
عدت برفقة زميلاتي من المدرسة عبر طريق يملئه الوحل ,كنت أسير الهوينا حتى لا يمسني الطين وأحصل على تقرير فصل من الحياة بكلام بذيئ من الشيطان الرجيم . كانت لي صديقة إسمها فائزة تحمل في وجهها كل الطيش ومعاني الحياة لا تسير مثلنا على الارض ,إنما كانت تتطاير وتتقافز الطريق بأكمله ,تضحك وتبكي وتتحدث بصوت مرتفع تجلب إنتباه المارة من حولنا.كنا حينها في الصف السادس الابتدائي وكانت تحاول إطراء البسمة على شفاهي فتجلب لي القصص والحكايات لتحيل حزني إلى مزحة ,إشتد المطر وكنت أرتدي معطفي اليتيم الذي أملكه ,وكانت فائزة تأتي بقميصها الابيض وصدريتها النيلية القصيرة في عز الشتاء لا تكثر من الملابس (متغاوية بشبابها )هكذا كنت أظن ,كانت تبدو كفراشة تحلق على رؤوسنا معلنة إن الحرية تأتي من السعادة من وجود الحماية من وجود الامان ,كنت أعرف إنها تضحك بفرح لان والدتها تحيا معها ,هكذا كنت أنظر لصديقاتي ولكل إنسان يضحك بفرح. بدأ الجو يبرد بعد المطر وشرعت فائزة بالارتجاف ,كانت يداها طبقة من الجليد توسلت بي لاعطيها معطفي ,كيف أفعل ذلك ؟ لم أدرك حينها إن هذا الالم سيرافقني وقتاً طويلاً,لم أعطها المعطف ولم أبررلها سبب رفضي , وقلت مع نفسي :
كنت أود لو أعطيها معطفي ,لكن لو مرضت أنا من سيجلس بقربي ويراعيني؟
لم تمرض فائزة وعادت في اليوم التالي وكبريائها يمنعها من الحديث معي ,وأنا يمنعني يتمي من التذلل وإستجداء رضاها .لماذا أنا من دون الاخريات طلبت مني ذلك المعطف ؟وهل تدرك مثلي إن معطفي يعاني اليتم مثلي؟ بقي ملتصقا بي لسنوات أخرى. نسيت فائزة ماحدث في خلال أيام وأنا لم أستطع ذلك .وكبرنا وحدث أمراً جعل حياتنا تعود لبعض ضيائها ,كان والدي خارج المنزل,وزوجته قد فرضت علينا غسل الباحات الامامية للمنزل ,كان الجو حينها بارداً ,حضر والدي وعلى غير عادته هادئاً مشبعاً بالالم ,أومأ لنا بأن لا نثير بلبلة بدخوله ,دخل المنزل وكانت هي وولديها الصغيرين معها حول المدفئة ,أخفى والدي نفسه بغرفتنا ,وشاء القدر أن ننهي عملنا وندخل المنزل ,لم تبرح مكانها ولم تدعنا نجلس بقرب المدفئة , وما أن طلبنا ذلك ثارت بنا ولعنتنا ولعنت والدنا ووالدتنا ,ثم طلبت منا أن ندخل غرفتنا وننام ,خرج والدنا وقد بانت عليه أثار الحنق .أخبرها إنه بعد سنوات الزواج منها عرف قيمة أمنا ,وعرف إن زوجته الثانية كانت عقاباً له من الله على فعلته بأمنا .طالبها أن تترك الاولاد وترحل لاهلها حتى يصلحوا حالها فضلا عن جلبه لمدفئة تحيل جليدنا إلى جمرات . رحلت عن دارنا ,وتحمل والدي مشقة تربية خمسة أطفال .
إلتقيت بفائزة بعد عمر طويل ,وعدت وطرحت موضوع المعطف لها فضحكت وبكت ثم قالت :
كنا فقراء لانملك شيئاً ,من دون أن يلاحظ أحداً ذلك,لاننا كنا صغاراً لانفكر بمشاكل الكبار ,وكنتم تعتبروني طائشة أو متغاوية لكن الحقيقة إنني كنت فقيرة لا أملك مايحميني من البرد.
بكيت حينها بألم ,يشبه ذلك الالم الذي أصبح إبناً لي وكأنه خرج من رحم حياتي ,سألتها:
- أيهما أهون إن علمتي إن لوالدي زوجة غير أمنا , كانت تعاملنا بمنتهى القسوة فإن أعطيتك معطفي, ستؤنبني وتعاقبني ,وإذا مرضت فلن تراعيني. كنت ومازلت يتيمة لا أحد يتمكن من حمايتي ,حتى والدي كان خاضعاً لها . لكنني أشعر بتأنيب ضمير لتصرفي معك ذلك اليوم.
-لاعليك ,اليتم والفقر إمتحان صعب لنا نحن البشر . نحن في مركب حزن واحد ,لابد أن يأتي يوم ونجد من ينصفنا ويعوضنا .
سألت نفسي لماذا تأخرت سنوات بالاعتذار لها ؟ لماذا لم أصارحها يومها ؟كنت حينها غيورة على والدي, غيورة في أن تمسه ملامة الاخرين ,فتجرعت يتمي وضعف والدي أمام الشيطان .
طارق فتحي
لملمت شتاتي المبعثرة على عجل , الفيتني بين السماء والارض بلا وجل . احتل مقعدي بطائرة سبحان عز وجل . سويعات قليلة حتى لامست قدماي الوحل . في دروب بغداد الاجل . دلفت داري مسرعا كالبطل . ابحث عن اسباب ما رايت من الدجل . علني اجد اجابات تشفي القلب والمقل .لا تثريب عليك اليوم ايها الفحل . قد ساء ما سرك من الخطل .
اين ذهبت ازهاري التي ملأت القلل .؟ ورود ورياحين وياسمين وفل . ماذا فعلتم بحديقتي ايها السفل ؟ قتلتم كل جميل وذبحتم الجمل . ما عادت نسائم الخير تهب على بلدي منذ رحلت مع الرحل . اليوم قفرا يبابا يلوك فيها ناقص الدين والعقل . في الركن مقعد متهالك كسرت قائمته ولا تسل . عن ذكريات تم محوها بالغصب او بالعجل . فقدت حينها كل بارقة امل . بغد جديد من بعيد يطل . رحماك ربي ما اقترفنا من ذنوب واشياء سفل . حتى سلطت فينا من لا يخافك ولا يرحمنا ويميتنا على عجل .
تعلو الجدران رائحة عفن كالبصل . وشقوق قد قٌد قدها ولا امل . ورائحة الموت تنبعث من الاركان والسقوف تكاد ان تتهطل . مكتبتي اوراقي كتاباتي قد نالها الكسل . ما بالك بصفحات نتنات ممزقات كالمهل . علمت منها سببا وفاتتني اسباب لا علم ولا عمل . هكذا اغتالوك الجاهلون الفاسدون يا بغداد الامل .
صدمت صعقت لما وجدت , تلعثمت كلماتي كالخبل . يلف المكان والمكان يلف به كالبهل . اجوب القفار والجبال والسهل . ما وجدت سببا مقنعا لما حصل . خمسون يوما قضيتها بلا وصل . عتاب الاصحاب والاحباب والارباب في الوصل . فما وجدت ضالتي في وصال الوصل فيمن وصل . اعتكفت في محرابي هنيئة فما انفك مني العقل .
غادرت مشاعري وجميع احاسيسي على مهل . ارتديت اسمالي بعد ا ن اعيا عيني السمل . مودعا بغداد الحبيبة للابد ولا تسل . عن امور ان بدت لكم تسؤكم بلا وجل تقطعت الارحام فينا باتت بلا حمل . ضاعت مقاييس الفضيلة بيننا وتبدلت احوالنا بالوحل . اقرأ على قيمنا السلام بعد ان انتحرت الاخلاق فينا والعطل . هذا ما وددت فيه اعلامكم وبكل بساطة هذا ما حصل ...
غرور الكافر
طارق فتحي
أول ما نبدأ به غرور الكافر وهو قسمان: منهم من غرته الحياة الدنيا. ومنهم من غره بالله الغرور. أما الذين غرتهم الحياة الدنيا وهم الذين قالوا: النقد خير من النسيئة. ( لما فيها من جباية الاموال في الحال على عكس الآجل).
لذات الدنيا يقين. ( لتمتع جميع حواسنا بالمشاهد المادية من حولنا يقيناً ).
ولذات الآخرة شك!!. ( لامتناع وقوعها يقيناً في الحياة الدنيا وبعدم ادراك حواسنا لها).
ولا يترك اليقين بالشك. ( لا يفضل ما لا يرى بالذي يرى عياناً جهاراً ليلاً نهاراً).
وهذا قياس فاسد. ( أي ان العوالم منها ما هو مادي ومنها ما هو غير مادي فلا يجب الشك والنكران اذا كان المخبر هو خالق الكون جل في علاه لصفة الكمال والعدل فيه). وهو قياس إبليس لعنه الله تعالى فى قوله: (أنا خير منه). فظن أن الخيرية فى النسب.
وعلاج هذا الغرور شيئان إما بتصديق وهو الإيمان. وإما ببرهان.
أما التصديق : فهو أن يصدق الله تعالى فى قوله (وما عند الله خير وأبقى)(وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور). وتصديق الرسول صلّى الله عليه وسلّم فيما جاء به.
وأما البرهان: وهو أن يعرف وجه فساد قياسه.
اما قوله: الدنيا نقد والآخرة نسيئة مقدمة صحيحة
وأما قوله: النقد خير من النسيئة. فهو محل التلبيس. وليس الأمر كذلك. بل إن كان النقد مثل النسيئة في المقدار. والمقصود فهو خير. وإن كان أقل منها. فالنسيئة خير منه. ومعلوم أن الآخرة أبدية. والدنيا غير أبدية.
وأما قوله: ولذات الدنيا يقين ولذات الآخرة شك فهو أيضا باطل. بل ذلك يقين عند المؤمنين.
وليقينه مدر كان: أحدهما الإيمان والتصديق على وجه التقليد للأنبياء والعلماء كما يقلد الطبيب الحاذق في الدواء.
والمدرك الثاني: الوحى للأنبياء والإلهام للأولياء. ولا تظن أن معرفة النبي صلّى الله عليه وسلّم لأمور الآخرة. ولأمور الدنيا تقليد لجبريل عليه السلام. فإن التقليد ليس بمعرفة صحيحة. والنبي صلّى الله عليه وسلّم حاشاه الله من ذلك. بل انكشفت له الأشياء. وشاهدها بنور البصيرة. كما شاهدت أنت المحسوسات بالعين الظاهرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن كتاب اصناف المغرورين لابي حامد الغزالي وبتصرف شخصي
قوى غامضة
طارق فتحي
في العام 1985 توفيت شقيقتي وزوجها والعائلة في حادث سير مروري اودى بحياة الجميع باصطدام السيارة التي تقلهم بشاحنة كبيرة نوع (تريله) قاطرة ومقطورة على الطريق المؤدية من بغداد الى محافظة نينوى. كانت صدمتي كبيرة بفقد الاخت الكبرى الوحيدة للعائلة تلك التي كانت ترعانا وتحبنا كأم بديلة لأمنا.
مرت الايام تباعا وانا اطرح هذا الموضوع لاحد معارفي فاخبرني ان حوادث السير المروري دائما ما كانت تحدث في نفس المكان والزمان المعينين ولسنين طويلة حيث اغلب الحوادث تقع ليلا قبيل الفجر بقليل كما حصل لاختك وعائلتها تماما.
اخذتني الدهشة , اخذت انقب في بطون الكتب والمجلات كعادتي وشغفي بالقراءة منذ نعومة اظفاري. مسجلاً حوادث السير المماثلة في دفتر يومياتي تلك التي تتكرر في مكان وزمان معين تكاد لا تتغير على مر السنين الطوال, في سبيل فهم سبب تكرار ما يحصل.
وجدت انه في 4 كانون الثاني عام 1960 وفي الساعة الثانية من بعد الظهر قتل الاديب الفرنسي البير كامي الحائز على جائزة نوبل في حادث سيارة . ليس هذا الخبر بغريب , فمن الممكن ان يموت أي انسان بحادث سيارة كما حصل لشقيقتي وعائلتها.. ممكن جداً..
ولكن اليس غريباً ان يموت في هذا المكان انسان آخر وبنفس الطريقة؟ اوليس غريباً ان يموت في نفس المكان 13 شخصا خلال 43 عاماً ؟ بين عامي 1952 – 1965 قتل 12 شخصاً في نفس المكان وبنفس الطريقة وكان البير كامي هو القتيل رقم 13.
عندما مات البير كامي اعلن بعض الناس المشتغلين بالسحر ان هذه هي لعنة احد القصور التي هدمت, والذي حاول بعض الناس من اعادة بنائه من جديد ففشلوا في ذلك , وترك الامر على ما هو عليه. لذلك قد عزفوا عن بنائه نهائياً.
شيء اشبه بذلك حدث في المانيا يوم 21 نيسان عام 1931 فقد قتل الرحالة ترنتلون عند الكيلو 23 بعد مدينة برلين , ومن العجيب ان كل حوادث هذا الطريق تقع في نفس الزمان والمكان عند الكيلو 23, حتى احاطوا هذه المنطقة بالاسوار والاشجار حفظاً للسلامة العامة , اخذت السيارات تتخبط بالاشجار والاسوار ايضاً.!
وفي سنة 1949قتل ميشلان صاحب مصانع الكاوتش (المطاط) الشهير. كان يقود سيارته بسرعة 120 كيلومتر في الساعة وكان الطريق خاليه لا يوجد فيه احدا.. وليس هناك أي احتمال باصطدامه بشيء ما ..او ينحرف .. لا يوجد أي سبب ؟ والذين شاهدوا سيارته تفاجأوا كيف انحرفت سيارته بشكل عمودي عند الكيلوا 23 ومات صاحب مصانع الكاوتش قتيلاً, انها اذا لعنة الطريق ضد الرجل الذي صنع لنا الهدوء والنعومة لكل طريق .!
وقبل ذلك مات 10 عشرة آخرون.. وفي سنة 1947 مات رئيس مجلس ادارة مصانع ميشلان في نفس المكان ومعه ثلاثة من اصدقائه.! وقبل ذلك بعشرة اعوام 1937قتل ابن ميشلان ايضاً في نفس المكان وبنفس الطريقة.!
لابد ان يتذكر ايضاً المسافرون عبر الطريق الزراعي بين القاهرة والاسكندرية لعنة دمنهور.. فمن النادر الا تتعطل سيارة أي انسان في هذا المكان بالقرب من دمنهور.!
انا شخصياً حصلت معي حوادث من هذا القبيل حيث كان من النادر الا تتعطل سيارتي عند بوابة القصر الجمهوري في بغداد نزولاً من الجسر المعلق وتعرضي لمخاطر قد لا تحمد عقباها. حتى بات حرس البوابة يعرفونني جيداً.!
ما هذه القوى الغريبة التي تتحكم في حياة الانسان كل يوم..! وما تلك القوى الغريبة العجيبة التي تتحكم بالانسانية كلها منذ الاف السنين..! ولماذا.؟ اليس من الضروري ان نفكر بكل الذي يجري حولنا.. اليس الباب يفتح بوجوهنا من حيث لا ندري وتهب علينا رياح عنيفة من علامات الاستفهام تعانقها علامات التعجب؟ اليس الموقف الوحيد الذي نستطيع ان نقوله , اننا لم نكن نعرف هذا.! ومن ان الذي نعرفه هو جزء قليل جداً من الذي لا نعرفه.! ولكن مهما كان الثمن فمن الواجب ان نعرف .. وان نحاول ذلك ما دام الانسان حياً.
ناديتو ديميتو
طارق فتحي
من شب على شيء شاب عليه. ومن شابه اباه ما ظلم . كذلك هي الحال في تربية ونشأة جيل على مكارم الاخلاق. الا ان الذي يحصل حقيقةً , ان خروج الشاب من داره للشارع و للمدرسة او لأي ملتقى شبابي آخر سوف يصدم بعادات وتقاليد اسرية غير تلك التي تربى عليها ردحا من الزمن. والحال ينطبق ايضاً على الفتاة الشابة وان كانت في محيط أضيق . هذا في الاسرة الواحدة, اما في المنطقة ككل سوف يكون هناك وعي جمعي يتبلور في اشياء متفقا عليها من قبل اسر المنطقة او المحلة. وهكذا دواليك في المدينة برمتها وبالتالي في البلد ككل .
لو عممنا الامر قليلاً سوف نرى ان كل بلد يتميز بوعي جمعي يختلف كثيرا او قليلا عن البلد الاخر. هذا يحدث حتما في الامور الصغيرة الفرعية التي تتأثر بسياسة البلد الاجتماعية ككل وانتمائهم الديني اضف الى ذلك عادات وتقاليد القوم. اما في الثوابت الاخلاقية أي كان مصدرها فلا خلاف بين البلدان مثل الصدق والامانة والعدل والتعامل الانساني والاخلاقي وحقوق تكفل كل شرائح المجتمع.
هذا ما نسميه بثقافة المجتمع . وهي تختلف كثيرا او قليلا مع الثقافات الاخرى. اذا ما سنحت لاحدهم الفرصة للسفر والاقامة في بلد آخر سوف يصدم ببعض العادات والتقاليد الثقافية للمجتمع المضيف . بدأ من سياسة الدولة الرسمية المعلنة بواسطة قوانينها الوضعية نزولا الى تصرفات المجتمع الشخصية مع الوافدين الجدد.
خلال وجودي في اوربا شاهدت عادات وتقاليد تؤدي الى تقزم العقل العربي المسلم وبالتالي تجريمه هبوطا او صعودا. مع ان هناك اختلافات جوهرية دينية وسياسية الا اني احاول تسليط الضوء على الممارسات المجتمعية العفوية تلك التي تحدث بصيغها الفردية الشخصية .
(ناديتو) امراءة اربعينية بلغارية من اصول تركية ساعدتني كثيرا في التعرف على عادات وتقاليد القوم. توطت علاقتي معها لمدة تزيد عن الاربع سنوات ارشدتنا انا وزوجتي على جميع الاماكن التي نحتاجها في ممارسة حياتنا اليومية بدأ من الاسواق وانتهاءا بالمناطق السياحية في البلد.
لم تبتزنا يوماً بل انها ترفض في كثير من الاحيان دعوتها لتناول طعام الغداء معاً اعجبنا انا وزوجتي بدماثة اخلاقها وحسن خلقها . احتدم النقاش بيني وبين زوجتي انا اقول لها انها مسلمة كون اصولها تركية وهي ترد انها مسيحية لطيبتها المفرطة . قررنا نحن الاثنان معاُ سؤالها يوماً عن اصولها الدينية . فكانت الصدمة اذ ردت علينا بكل براءة وعفوية انها لا دينية . وبعد الحاح شديد من قبلنا كي نستوعب الامر اكدت لنا انها لا دينية ولا تنتمي الى أي مذهب ديني .
ارايتم المفاجئة اترك لكم التعليق والتحليق في العوالم التي تحيط بنا ايها العراقيون الاشاوس (ابطال من ورق) ونحن الذين نفاخر بعقيدتنا ومذهبنا وقوميتنا لدرجة التعالي على ابناء جنسنا وابناء الاجناس البشرية الاخرى .
قناع في القاع
طارق فتحي
كثيرة هي الاقنعة التي يرتديها ابناء جلدتي في العراق وعلى الاخص العاصمة بغداد. بعد مضي اكثر من اربعة عشر عاماً ظهرت اقنعة جديدة مما اضطر مرتديها ان يخصصوا لكل منها جناح . كثرت الاجنحة وولدت اجنة جدد لا تعلم بان هناك اقنعة مزيفة بل توهمت ان الحقيقة محض خيال وان الدجل هو الواقع الطبيعي الذي اعتادوا على معايشته يوما بيوم شهرا بشهر سنة بعد سنة . حتى تتفاجأ ان شخص آخر يحمل نفس سماتك سرق منك جسدك وملامح وجهك.
عمر شاب وسيم بهي الطلعة حلو المبسم لا بالطويل العالي ولا بقصير المقدار تفوح منه رائحة الرجولة خجول جدا اذا افحمته بالكلام تفصد جبينه عرقا وعلامات الاستحياء بادية عليه . الحق اقول لكم فتنت بهذا الشاب ومع انه صاحب شهادة عليا الا انه يعمل كسائق اجرة عند الغير . فهمت منه ان عائلته قضت نحبها في مدينة الرمادي ايام السنين الغابرة بسقوط قذيفة على منزلهم حيث كان هو بمعية اخواله في مدينة الفلوجة وهكذا نجا عمر من موت محتوم .
يتمتع هذا الشاب بالاخلاق الحميدة وهو محط اعجاب وتقدير من اصدقائه الجدد في بغداد حيث يعمل . في يوم آخر وجدته يتباهى بين اقرانه بعلاقته الحميمة مع امرأة بعمر والدته ادعى انها ثرية تعرف اليها من خلال سيارة الاجرة التي يعمل عليها . صدمت لحديثه وهو غير منتبه لوجودي . باغته وهو يعرض صورة المراءة وهي تقبله من وجنته . امسكت بهاتفه وهتفت به ما هذا الهراء يا عمر؟
انفض الجميع كل الى عمله واصطحبت عمر الى المكتب واجلسته امامي وهو بالكاد يرفع عينيه باتجاهي . عمر هل كنت تكذب وحديثك عن الاستقامة والخلق الرفيع . ما هذا الذي رأيت .؟ عفوا لتطفلي معك ولكني احببتك لدماثة وحسن خلقك وانت قبلتني كأب روحي لك بدلا من ابيك المتوفي يرحمه الله ويرحمنا جميعا
بكى عمر بحرقة وبصوت مسموع . يااااعم والله كل ما رأيت ليس صحيحاً ان طبعي الخجول واستحيائي الشديد امام الفتيات والنساء لا يسمحان لي بعلاقات كاذبة مهما كان نوعها . ان الذي رأيتها في هاتفي النقال ما هي الا خالتي اخت امي وانا اضطررت ان اجاري اصدقائي الذين يفاخرون بعلاقاتهم مع النساء . صدقني هذا كل ما في الامر . وليس الامر كما ظننت بي لاول وهلة . تنفست الصعداء لاختياري عمر ولم يخيب حدسي تجاهه نصحته نصح الاب الواعظ الحريص على ابنائه واستقامتهم . ان يكون بين الناس بوجهه الحقيقي ونبهته من مغبة ارتداء الاقنعة في كل مناسبة وفي أي زمان ومكان . اخيراً ابتسم لي ورد علي قائلاً . يااااعم اعتبر هذا القناع قد سقط في القاع .
غرائب الخادمات
طارق فتحي
إحدى الخادمات العزيزات تأتي من بلادها وهي محملة باعتقاد غريب يقول: "ضعي البول في الماء الذي تقدمينه للأسرة التي تعملين معها أو في ثلاجتهم الباردة، بعدها تصبحين الحبيبة المقربة لكل أفراد ا لأسرة، خصوصا قائدها ". وقد نشرت جريدة البلاد في عددها 10700 بتاريخ 8/ 5/ 1414هـ هذا الخبر تحت عنوان "من غرائب الخادمات " ونشرت إلى جوار الخبر صورة خطية لاعتراف الخادمة بهذه الواقعة الخطيرة.
ونشرت جريدة المدينة في عددها 11308 بتاريخ 5/ 10/ 1414 هـ خبرا تحت عنوان "آخر ابتكارات الشغالات: تعذيب الأطفال بالمكنسة الكهربائية" وعندما كان نواف يبكي أو يطلب شيئا من الشغالة، كانت تحاول الخلاص من طلباته وصراخه بأي شكل حتى تستريح، فتلجأ إلى وضع شفاطة المكنسة الكهربائية في أماكن حساسة من جسده وتشغل دورة الشفط إلى أن ينهار الطفل تماما من شدة الألم. وأثبت الفحص الطبي أن الطفل مصاب بتهتك في عروق الخصيتين، نتج من عملية الشفط.
إنها مدرسة تعمل في مدرسة بإحدى قرى الجنوب في المملكة، وتضطر لترك ابنتها الصغيرة في رعاية الخادمة التي كانت تطمئن إليها جدا. وعادت يوما من عملها لتجد ابنتها تعاني من ارتفاع شديد في الحرارة، شخصه الطبيب بأنه التهاب في اللوزتين ثم تبين أن الطفلة تعاني من التهاب حاد بالأمعاء نتيجة لتناول شيء ملوث عن طريق الفم.. وبالتشديد على الخادمة تبين أنها سقت الطفلة- عن جهل- بعضا من الماء الذي تخلف من صندوق القمامة لتكاسلها عن احضار ماء نظيف، عندما طلبت الطفلة أن تشرب. وقد نشر هذا الخبر في جريدة عكاظ بتاريخ 10/ 5/ 414 أهـ العدد 9945.
فوجئ السيد/ ع. أ. م وهو يتطلع إلى الفاتورة الخاصة بهاتف منزله. فقد هاله المبلغ المرتفع. إذ تعود على أن تحمل فاتورة الهاتف مبلغا لا يتعدى 350 ريال. إلا أن الفاتورة الجديدة كانت تحمل أضعاف هذا المبلغ، فالفاتورة وصلت إلى مبلغ عشرة آلاف ريال. وزادت حيرته لكون معظم المكالمات خارجية إلى الهند وهو لم يتصل خارج البلد ولو لمرة واحدة، كما أنه قد أنهى خدمات سائقه الهندي منذ أربعة أشهر،
مما أبعد الشكوك حول سائقه السابق، لا سيما أن المكالمات التي رصدتها الفاتورة كانت تتم بشكل شبه يومي. ولم يفك طلاسم لغز المكالمات المتتالية المكلفة سوى طفلته الصغيرة التي لم تكن تتعدى الرابعة من العمر، حيث تعودت على التردد على الغرفة الخاصة بالخادمة، حيث فوجئت والدتها بالطفلة وهي تحمل في يدها صورة لأحد العمال وهي تصيح. عندها اتجهت الأم صوب الخادمة وهي من أحد بلدان جنوب غرب أسيا مستفسرة حول السر في وجود صورة السائق لديها.
كانت المفاجأة عندما صارحتها بعلاقتها بالسائق وأنهما اتفقا على الزواج بعد نهاية عملهما لدى كفيلهما، ومن شدة تعلقها بالسائق لم تتحمل غيابه، فكان الهاتف وسيلتها لإيصال أشجانها دون إدراك منها بأن الفاتورة ستفضحها.
مشكلتي رهيبة.. تقع فيها، للأسف الشديد، كل امرأة تترك مسئولية بيتها وأطفالها للخادمة.. وتفضل العمل على مسئوليتها الأولى في الأسرة. فأنا أم لطفلين من الذكور والحمد لله، وإلا لكانت مشكلتي لا حل لها.. فمشكلتي مع الخادمة حيث كنت خلال ثلاثة أعوام ماضية اعتمد اعتمادا كليا على خادمة فلبينية، كانت مثال العمل الجاد والالتزام والنظافة والترتيب، وكنت أعمل معلمة،
أترك المنزل في الصباح وأترك الأطفال ثم أعود لأجد كل شيء مرتبا ونظيفا.. وبعد رحيل الخادمة عرفت من ابني الأكبر أنها كانت تضع الكاتشاب الأحمر على السكين وتقول لطفلي إنها قتلت أباها وأمها وأن هذا هو دمهما وانهما إذا لم يسمعا الكلام وينفذا أوامرها حتما ستفعل بهما ما فعلته بوالديها... وخوفا منها كان ابني الأكبر، خمس سنوات ونصف، يكتم كل هذا. وهناك أشياء خطيرة أيضا، لا يفهمها طفلي، كانت ترتكبها.
أنا أعترف بخطئي فرغم أن خادمتى كانت وديعة وملتزمة وكانت مثالا يحتذى به في كل شيء إلا أن اكتشافي ما فعلته بابني فهو الآن يخاف كل شيء ويرفض الأكل ومضطرب في النوم ويتبول لا إراديا. كل ذلك يشعرني بالندم ويجعلني لا أفكر مطلقا في استقدام أي خادمة للمنزل.
أن تهرب خادمة من كفيلها أو أن تسرق أو تتمارض عن العمل، فهذه أمور قد تحدث. أما أن تقدم على تسميم عائلة بكاملها فهذا ما يصعب "ابتلاعه " مهما كانت الأسباب والدوافع. فقد قامت خادمة إندونيسية بوضع دماء دورتها الشهرية في الأطعمة والمشروبات التي تقدمها لأفراد العائلة إضافة لقيامها مرارا وتكرارا بالتبول في الطعام. وقد ألقت الشرطة القبض على الخادمة اثر بلاغ من كفيلها.
بعد أن تمكن أحد أفراد العائلة من ضبطها متلبسة بالجرم المشهود، عقب مراقبة دقيقة. وبمواجهتها سجلت اعترافا بجريمتها، بدعوى سوء المعاملة التي تتعرض لها. كما سجل اعترافها شرعا بالحكمة المستعجلة بقيامها بوضع كمية من دماء الحيض في الوجبات والمرطبات التي تقدمها لأفراد العائلة.
وعن الأسباب التي دفعتها لهذا التصرف المقزز، أجابت بأنها تريد أفراد العائلة أن يراجعوا المستشفيات وينشغلوا عنها بمرضهم حتى ترتاح من سوء معاملتهم، مؤكدة أن إحدى زميلاتها من الخادمات تتصرف مع عائلة كفيلها بهذا الأسلوب الكيدي.
وكانت عائلة كفيلها قد تعرضت لآلام وطفح جلدي مرارا وتكرارا، مما جعل أفراد العائلة يترددون على المستشفى لإجراء تحاليل وفحوصات. وقد تبين من خلالها أنهم يتناولون أطعمة مسمومة. وفي قسم الشرطة اعترفت بجريمتها وعزت تصرفها لعدم منحها إجازة أسبوعية وعدم السماح لها بالخروج مع أحد أبناء جلدتها، ممن لا يمتون لها بصلة. وعقب التصديق على اعترافاتها تم إيداعها السجن انتظارا للحكم الشرعي الذي يتوقع أن تتراوح عقوبته بين شهر- ستة أشهر مع الجلد كعقوبة تعزيرية.
أن تحدث الخادمة مشاكل داخل البيت فهذا شيء متوقع وطبيعي، أما أن تمتد المشاكل حتى في السفر والرحلات الصيفية والشتوية فهذا هو الشيء الغريب. إن الخطأ والخطر يكمنان في حرص البعض على اصطحاب الخادمة في تلك الرحلات وخاصة خارج المملكة، إشباعا لنزعة "التظاهر".. في كثير من الأحيان يحدث أن تهرب الخادمة من أسرة مخدومها بعد الوصول إلى ذلك البلد الذي يحطون فيه رحالهم. هنا تبدأ المشكلة التي لا تنتهي وتتحول نعمة الإجازة إلى نقمة.
يجد رب العائلة نفسه في سلسلة متصلة من المتاعب مع الجهات المختصة في ذلك البلد. بين تحقيقات واستفسارات وبحث وتحريات.. وربما اتهامات كيف هربت؟ أين ذهبت؟ ويجد نفسه موقوفا أو محتجزا في أحد مراكز الشرطة لحين الكشف عن غموض عملية الهرب ومعرفة مصير الخادمة. وعادة فإن المخدوم يضطر لدفع كفالة ضخمة "تقصم الظهر" وتضيع الفلوس وقد يضطر للاستدانة. وأخيرا يعود هو وأسرته في حالة يرثى لها لا يحسدون عليها.
ويرى الأستاذ أحمد محمد مجلي أنه يلزم على إدارة الجوازات منع إعطاء تأشيرات السفر والعودة للخادمات إلا لبلدانهم الأصلية، لأن ذلك سوف يحد من مشاكل هرب الخادمات. ومن جانب آخر فإذا كانت الأسرة في حاجة ماسة وحقيقية لخادمة خلال الرحلة خارج المملكة فإن من الممكن الحصول على خادمة من البلد الذي يقضون إجازتهم فيه بالنظام اليومي أو الشهري وربما يكون ذلك أرخص بكثير من تحمل تكاليف اصطحاب الخادمة- مسئولية وخسارة مادية.
وتقول أ. ن. موظفة في عيادة للأطفال: خادمتي وضعت مادة الكلوروكس في رضاعة ابني البالغ من العمر عاما لأنني ضربتها.
ويقول أحمد ناصر: في الصباح أذهب وزوجتي للعمل ونترك طفلنا البالغ من العمر عامين مع الخادمة. وفي أحد الأيام خرجت من عملي في مهمة وعند مسجد قريب من الحي الذي أسكن فيه قررت أداء الصلاة في المسجد وبعد انتهاء الصلاة في المسجد خرجت من باب المسجد وكانت المفاجأة وجدت خادمتي تتسول بأبني وهو في حالة يرثى لها، فقد كان الحر شديدا. أخذت الولد منها وذهبت به إلى المستشفى للعلاج.. وعندما علمت زوجتي بذلك رفضت الذهاب إلى عملها وتفرغت لتربية طفلنا وذهبت الخادمة بغير رجعة.
وتؤكد (ح. ع) موظفة، أن الذين يسيئون معاملة الخادمات يولدون لديهم الحقد فينتقمون بأبشع أنواع الانتقام مثل إحراق البيوت أو قتل الأطفال وغيرها
الاختلاط
طارق فتحي
عندما كان يدرس في إحدى جامعات أمريكا وكلنا يعلم أن التعليم هناك مختلط بين الشباب والفتيات , كان لا يكلم الفتيات ولا يطلب منهم شيء ولا يلتفت إليهن عند تحدثه , كان الدكتور يحترم رغبتي هذه ويحاول أن لا يضعني في أي موقف يجعلني احتك بهن أو أكلمهن
سارت الأمور على هذا الوضع حتى وصلنا إلى المرحلة النهائية , جاءني الدكتور وقال لي اعرف واحترم رغبتك في عدم الاختلاط بالفتيات ولكن هناك شئ لابد منه عليك التكيف معه الفترة المقبلة هو بحث التخرج لأنكم ستقسمون إلى مجموعات مختلطة لتكتبوا البحث الخاص بكم وسيكون من ضمن مجموعتكم فتاة أمريكية فلم أجد بدا من الموافقة
استمرت اللقاءات بيننا في الكلية على طاولة واحدة فكنت لا انظر إلى الفتاة وان تكلمت أكلمها بدون النظر إليها و إذا ناولتني أي ورقة آخذها منها كذلك ولا انظر إليها صبرت الفتاة مدة على هذا الوضع , في يوم هبت وقامت بسبي وسب العرب وأنكم لا تحترمون النساء ولستم حضاريين ومنحطين ولم تدع شيء في القاموس إلا وقالته , تركتها حتى انتهت وهدئت ثورتها ثم قلت لها لو كان عندك قطعة من الألماس الغالية ألا تضعينها في قطعة من المخمل بعناية وحرص ثم تضعينها داخل الخزنة وتحفظينها بعيدا عن الأعين قالت نعم قال كذلك المرأة عندنا فهي غالية ولا تكشف إلا على زوجها .. هي لزوجها وزوجها لها لا علاقات جنسية قبل الزواج ولا صداقات يحافظ كل طرف على الآخر وهناك حب واحترام بينهم فلا يجوز للمرأة أن تنظر لغير زوجها وكذلك الزوج
أما عندكم هنا فأن المرأة مثل سيجارة الحشيش يأخذ منها الإنسان نفس أو نفسين ثم يمررها إلى صديقه وصديقه يمررها إلى الآخر ثم إلى آخر وكذلك حتى تنتهي ثم يرمى بها بين الأرجل وتداس ثم يبحث عن أخرى وهلم جرا بعد النقاش انقطعت عن المجموعة لمدة أسبوع أو اكثر
وفي يوم جاءت امرأة متحجبة وجلست في آخر الفصل استغربت لأنه لم تكن معنا طوال الدراسة في الجامعة أي امرأة محجبة وعند انتهاء المادة تحدثت معنا فكانت المفاجئة أنها لم تكن سوى الفتاة الأمريكية والتي كانت من ضمن مجموعتنا والتي تناقشت معي وقالت بأنها تشهد أن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله دخلت في الإسلام لأنها وحسب قولها هزتها الكلمات فكانت في الصميم . فلله الحمد والمنة.
رائحة المسك
طارق فتحي
كان هناك شاب وسيم يعمل في بيع المراوح يتنقل بين البيوت ويريهم المراوح التي عنده.في يوم من الأيام ذهب إلى بيت امرأة تعيش وحدها فلما رأته شاباً وسيماً اشترت منه مروحة ثم أخذت واحدة أخرى ثم قالت له :
تعال إلى الداخل لكي أختار بنفسي فدخل وأقفلت الباب خلفه وقالت له :
أخيرك بين أمرين , اما أن تفعل بي الفاحشة أو أصرخ حتى يسمعني الجيران وأقول لهم أنك أتيت لتفعل بي الفاحشة فاحتار الشاب في أمره وحاول أن يذكرها بالله وبعذاب الآخرة ولكن بلا فائدة فدله الله إلى طريقة فقال لها :
أنا موافق ولكن دليني إلى الحمام لكي أتنظف وأغسل جسمي ففرحت ودلته على الحمام.دخل وأقفل على نفسه الباب وذهب إلى مكان الغائط ووضع منه على وجهه وجسمه وقال لها :
هل أنت جاهزة ؟ وكانت قد تزينت وتجهزت فقالت له :
نعم , فلما خرج لها ورأته بهذه الحالة صرخت وقالت :
اخرج من هنا بسرعة , فخرج وذهب على الفور إلى بيته وتنظف وسكب زجاجة من المسك على نفسه وكان إذا مر في السوق تنتشر رائحة المسك فيه ويقول الناس هذا المكان مر منه فلان وظلت رائحة المسك فيه حتى توفي فقد أكرمه الله تعالى لأنه امتنع عن الفاحشة.
طفولة كلب
طارق فتحي
كعادته يتحدث بهاتفه النقال كثيراً حتى اثناء قيادته لسيارته الخاصة. كثيراً ما كنت انبهه من مغبة سوء استخدام الهاتف النقال اثناء القيادة , يتذرع في اجابته بان مسؤلياته كثيرة وكذلك اصدقائة وعليه التواصل معهم خدمة لعمله الذي يكسب عيش يومه من خلاله. انتهى الرصيد ركن سيارته على الرصيف بجانب محل للهواتف النقاله على معرفة مسبقة به . ترك باب سيارته مفتوحاً لعجالته , هو هكذا طبعه عجول في كل امور حياته.
عبأ الرصيد ثانية وانتظر دقائق معدودات متوقفين حتى اذا ما اتته رسالة التعبئة انطلق بنا عائدين الى دار سكنه . ترك سيارته خارج باب المنزل ترجل مسرعاً نحو الداخل . احتلت انا مقعد القيادة وادخلت السيارة بسلام الى الكراج الداخلي . اخرجنا المنقلة والفحم الحجري ومفرش وتختة لحم بغية عمل اسياخ الكباب المشوي على الفحم الحجري باللحم الضأن العراقي المشهور في كل الدنيا بلذته الخرافية وطعمه الاسطوري . ليس ينبأك مثل خبير باللحم الضاني الفاخر .
تمت طقوس تحضير واشعال الفحم في جو تسوده البهجة والفرح انا وولدي وعائلته الصغيرة في حديقة منزله الامامية الواسعة نسبياً. كان ولده يلعب قرب السيارة ملتفا حولها تاره ويمسح باطاراتها المطاطية تارة اخرى فاذا به ياتي مهرولا ليخبرنا انه يسمع صوت كلب صغير نهره والده بشدة لاقترابه من النار خوفا عليه ولم يسمعه جيدا .
انتبهت انا الجد لكلام الصغير ذهبت مسرعا بمعيته فتحت باب السيارة الامامي واذا بجرو صغير بالكاد استطاع ان يقف الى الارض بسلام حملته بيدي اقتربت من الضوء فاذا به جرو صغير ذهبي الشعر بوجه اسود وعيون واسعة واذنان قصيرتان منتصبات منتشيات على جانبي راسه . للوهله الاولى توهمت به انه غزال صغير الا ان قوائمة كانت تخبرنا بغير ذلك .
ذهبت به لولدي الخبير بكلاب الزينة فاذا به ينتفض من مكانه ويحدق كالمصروع في الجرو يتأمله من جميع الاتجاهات . صرخ عالياً انه من اغلى كلاب الزينة واعلاها سعراً, هذا الجرو لا يقل ثمنه عن الالف دولار . يا الهي من اين اتى ؟ اجبته اظنه لصاحبك صاحب محل الهواتف النقالة فهو الوحيد الذي توقفنا عنده وتركت باب سيارتك الامامية مفتوحاً وبينما كان يلهو تحت السيارة قفز الى داخلها واتيت انت وانطلقنا فاصطحبناه معنا من حيث لا نشعر.
في عصر اليوم التالي ذهبنا سوية الى محل الهواتف فاخبرناه بما حدث اعتذر منا بشدة من انه لا يحب الكلاب بجميع انواعها اذ يعتبرها رجساً من عمل الشيطان .! تاكدنا من خلاله ان الجرو الجميل لا ينتمي لاي من المحلات القريبة ولم يشاهده احدا من قبل فقفلنا على موضوع الجرو واصطحبناه معنا وعدنا به الى المنزل .
تكفل ولدي بجلبه الى الطبيب البيطري القريب من محل سكناه صديقه القديم تم التلقيح بحسب الاصول واعطي شهادة بذلك تهيئاً لا ستخراج جواز سفر له ليرسله هدية الى احد اخوته في المانيا. تعثرت عملية استخراج الفيزة وتم نسيان الموضوع برمته وكبر الجرو بعد مرور شهور قليلة فاصبح من اجمل الكلاب التي رايتها يوما . عندما عدت الى اوربا بعد انهاء اعمالي في العراق بقيت صورة الجرو في ذهني ردحا من الزمن .
مرة سنة وعدة شهور اخرى ارسل لي ولدي صورة الجرو الفحل مع اربعة من ابنائة حيث تم تلقيحه مع انثى من فصيلته عند الطبيب البيطري وكان الاربعة غاية في الوسامة ينفرد بهم احدهما كثير الحركة والعواء الناعم فاعطاه الطبيب لولدي كهدية منه بمناسبة عملية التلقيح .
يخبرني ولدي ان الكلب الاب اكثر وفاءا وتفهما من ولده الذي بالكاد انهى صفه الاول الابتدائي بدرجات متدنية جداً وانه لو قام بتسجيل الكلب في المدرسة لنجح بامتياز فاق ولده بارقام فلكية . تعلم الكلب كل امر يصدر من العائلة ويبتهج بعودة الاب من عمله فياخذ بالرقص من حوله ومن امامه ومن خلفة فيما ابنه البشري جالسا في مقعده لا يحرك ساكناً كالاغبياء . اذا ما جلس الاب على مقعده بالصالة ياتي ويجلس بجانبه بكل ادب واحترام ويتم التعامل معه كما يتعاملون مع ابنهم فكسب ود الجميع . حيث اصبح احد افراد العائلة .
اليوم حياة جديدة يعيشها الكلب مع جروه الصغير يتحاوران ويلعبان معا ويلحق بعضهم بعضاً تماما كما يلعب الصغار من بني البشر سبحان الله من الهم هذا الحيوان المعرفة والفكر الحسي لما يدور حوله
دكة بدكة
طارق فتحي
افترشنا حديقة المنزل التف الكل من حولي وحكايات الايام الجميلة ما انفكت تشنف اسماعنا بين الفينة والاخرى . تتوالى الذكريات منها ما علمتها ومنها ما انكرتها وبعد الحاح شديد وتركيز نحو الماضي البعيد في اجتهاد فكري وعقلي رهيب لا اذكر جله حتى اوهمتهم اني اتذكر كل ذكرياتي معهم وان كانت الحقيقة غير ذلك . تنتهي غالب هذه الجلسات بمواعظ رجل مسن تجاه ابنائه واحفاده ورسم مستقبل راق خالي من العيوب في اكبر كذبة سوقتها لهم في حياتي .
صاح صائح في المحلة تجمهر الناس رجال ونساء وصبايا وشباب كنت احدهم فاذا بي اجد شابين مراهقين لم يبلغا الحلم بعد تضاربوا بالايدي وتسابوا بالالسن اعتقدت ان الامر بديهي لمن في عمريهما فوليت عائدا الى الدار وما ان مرت ساعات قليلة حتى سمعت صوت اطلاقات نارية تصم لها الاذان قريبة جدا من المكان هرع الجميع للخارج وجدت دار احد الصبيين تملؤه الثقوب من جراء الاطلاقات النارية.
ما هذا الهراء ؟
اجابني احدهم انها ( دكة ) اجبته ما معنى دكة ؟
رد يعني هناك فصل عشائري لان احد المراهقين جرح حاجب الاخر وسالت منه قطرة او قطرتان من الدماء .
وان يكن الم يكونا جارين متقابلين في السكن وعاشا معا زهاء الخمسون عاما مضت .
ياااااعم الاباء لم يقولوا شيئا هم طيبون جدا ولكن ما ان سمع الاعمام حتى فعلوا ما رايت وسمعت للتو .
ضربت كفا بكف وانا عائدا للدار مرة اخرى وبعد مرور وقت ليس بالقصير اتى ابن اخي ليصطحبني معه للجلوس والتفاوض في دار احد الشابين المراهقين . رحبت بالفكرة وارتديت ملابسي على عجل فليس مثلي من يفوت هذا الامر . في الصالة جلس الناس صفين متقابلين بملابسهم العربية وهنا بدأت المسرحية في فصولها المضحكة , ومن خلال سماع احاديثهم علمت حينها ان القوم في واد والثقافة المعاصرة في واد آخر . يتكلمون عن اعراف وتقاليد وعادات وقوانين وضعوها هم بانفسهم كانهم امة مستقلة او شعب الله المختار . والطامة الكبرى ينسبون كل تشوهاتهم الى الاسلام .
بدأ المزاد بمائة مليون دينار عراقي انتفض احد ما يسمون بالشيوخ ورفع الاخر عقاله يريد ان يرميه ارضا فعاجله الحاضرون ومنعوه واعادوا عقاله على راسه دبت الحركة بالعكل تحرك اكثر من عقال وكلام لا يقال بمعاني مبهمة بالكاد التقطت شيء منه وفاتتني اشياء . بعد التي واللتية استقر المبلغ اخيراً على خمس وعشرون مليون دينارا عراقياً مع وقف التنفيذ وتعليق ذلك على تكرار الشاب المعتدي فعلته مرة اخرى على نفس الشخص المعتدى عليه .
الفصل العشائري الذي حضرته كان اشبه بالكوميديا السوداء حيث لا تعلم اتبكي على القوم ام تضحك على اقوالهم وافعالهم . وبدأت العناوين الكبيرة المزيفة في بلدي تترك علامات استفهام كثيرة في عقلي جمهورية العراق الحكومة الاتحادية وزارة الدفاع والداخلية البرلمان العراقي رئاسة الجمهورية والسلطات الثلاث التشريعية منها والتنفيذية وتلك العناوين الوطنية الكبيرة هل هي حقيقية ام مجرد زيف ووهم اجادوا تسويقه الينا خلال السنوات العجاف الماضية .
كبوة جواد
طارق فتحي
ان اختلاف الثقافات بين البلدان والامصار تظهر لك فروقات جوهرية في مصطلحات القوم ايجابية كانت ام سلبية . تبعث على الدهشة والاستغراب احياناً. وما ان تتأقلم في محيط المجتمع حتى تظهر لك عادات وتقاليد قد تصدمك ويتم هضمها تباعا بمرور الزمن. ان الهوة بين هذه الثقافات تضيق وتتسع ضمن شريحة المجتمع الواحد .
في بلدي يتربع الجهل السياسي والثقافي والديني والاجتماعي على قمة المتناقضات التي ليس بينها رابط سوى ادعاء القوم هذا ما وجدنا عليه ابائنا واجدادنا من قبل. بظهور مصطلح الحلال والحرام وكل يفتي من تلقاء نفسه, كثرت الفتاوى حتى تضاربت مع بعضها البعض. فحرام هذا حلال ذاك وهلم جرى.
الاعراف والتقاليد الاجتماعية اضافت هي الاخرى مسحة حزينة على نسيج المجتمع فباتت الموازين مقلوبة والقوانين معطلة والتقاليد ممسوخة . نسيج مجتمعي محير يبعث على الاسى والاسف . حلال حرام عيب مسموح ممنوع اعمل ولا تعمل الخير والشر الايمان والالحاد ,
مصطلحات صفعت وجوه المجتمع فاحلوا الحرام وحرموا الحلال رفع العيب امسى رجما بالغيب وكل ممنوع بات مرغوبا فيه وبالتالي يمكن للشيطان ان يدخل عقل الانسان عن طريق الرحمن, الايمان نسبي حاله حال الالحاد بما ان العصرنة والحداثة يتطلبان ذلك.
مجتمع خلطت خيوط نسيجه وتشابكت لدرجة بات فصل تلك الخيوط وترتيبها ثم تشذيبها امرا مستحيلا. لن يكتب له الحياة الا لسنوات معدودات من جيلين او ثلاثة فيحكم عليه بالفشل وبالتالي جر البلد الى الدرك الاسفل من السفالة وسوء الادارة وبالتالي نشر الفساد والافساد في البلاد والعباد .
ان النظم الحاكمة في البلد بتنوع تضاريسها من الملكية الى الجمهورية باي اسلوب كان ديكتاتوريا ام ديمقراطيا لا يؤتى ثماره ما لم يكون هناك وعي ثقافي مجتمعي ولو بالحدود الدنيا . ان يخرج المجتمع من اميته في جميع اموره السياسية منها والاجتماعية وغيرها .
الحس الوطني الشريف يجب ان يحمل لواءه ابنائه البررة المخلصين ممن يؤثرون الخصاصة على انفسهم وهم بالخير سباقون رافعين لواء التضحية والايثار وخدمة مصالح الوطن قبل مصالحهم الشخصية . ارجوا ان لا يكون قد فلت الزمام بعد. بالرهان على حصان الوطنية والوطن . باعتبار ما فات ما هو الا كبوة جواد .
معطف يتيم
طارق فتحي
سماء ملبدة بالغيوم ,منذرة بهبوب عواصف ماطرة , أسير والافكار تنتشل ما تبقى من جمرات كانت يوماً تشعرني بالدفئ,أمي لم تعد معنا في المنزل .سيمرعلينا شتاءاً بارداً آخر وجود الاب ورغم حضور حواء أخرى لمنزلنا . لم أكن أبالي لحالي كنت أعيش من أجل إخوتي اللذين مازالوا صغاراً. لم نعِلم حينها ما حدث ,غادرت والدتي المنزل مجبرة ,فجلب والدنا إمرأة في وجهها كل البراءة والطيبة لكن قلبها مليئ بما يوحي لها الشيطان, كنا مجرد صغار, نعي من يحبنا ومن يضمر لنا العداء والكره . أقسمت له بأنها ستكون أم ثانية تراعينا أكثر من والدتنا ...مهزلة إن صدقها , هو ذلك العبد الجبار الظالم لوالدتنا أصبح مطيعاً لا يرفع نبرة صوته إلا علينا نحن أطفاله .دهر من الخوف واليتم مرعلينا من دون رؤية والدتنا منعها من رؤيتنا ,دهر من الايام كنا نشعر بثقلها تجثم على صدورنا على الرغم من مرحنا أحياناً , كنا مازلنا صغاراً حين غادرت .وبعد أكثر من عام كنت مع إخوتي نلعب في حديقة المنزل ,سمعت خبر إنتحارها ,كان والدنا يبكي بنواح ,وكأنه أم ثكلى .سمعته يخبر الام المزيفة بإنه أسرف بأذيتها وإنه حرمها من أولادها ,وبات شعور الندم يقتلع سعادته وينهي ضحكاته فشاخ عمره .وعندما أدركت زوجته ندمه شرعت بأذيتنا , تلعننا وتلعن والدتنا حين يخرج لعمله ,صراخ طوال النهار .وحين يعود والدنا من عمله ,لا تشتكي منا بالعكس كانت تطيب خاطرنا بلؤم أمامه حتى نحيد عنها,ولا نشكيها أو نحاول أن ننبه والدنا ,كنا مازلنا أطفالاً أبرياء. وعندما يأتي موعد الدوام في المدرسة كانت أساليب التعذيب مختلفة ,تزداد قسوة حين يشتد البرد.لكني على الرغم من صغر سنين عمري, كنت أشفق على والدي وشعوره بالندم الذي أتى متأخراً ,يحتضننا وعيناه تفيضان الماً مبللاً ,كنت أهرب لغرفتنا وأبكي على وسادتي وكأنها صدر أمي ,أمي التي فارقتنا من دون أن نرتوي من حنانها . لم يخبرنا خبر إنتحارها ,سمعته أنا البنت الكبرى ,وسجنته بين أضلعي ,وبعد ...اليتم كلمة لا تتجاوز ثلاثة حروف ,لكنها توقف النهر عن الجريان ,توقف النباتات من بث الاوكسجين ,تجعلنا نتنفس ثاني أوكسيد الكاربون بعد طرحه.
أذكر والدتي حين تمطر السماء رماداً, وحين يشتد البرد, وحين يصرخ والدنا معلناً إنه الرجل وبصراخه ستهدئ كل الحروب .أتذكرها كيف كانت تركع له رافعة رآية الاستسلام .لم يكٌ يُتمِنا مقصور على إنتحارها, بل رحيلها عن المنزل كان إشعاراً لبدء اليتم ,وإنطفاء مصابيح الحياة بكل الوانها .غادرت والدتي لتعيش بعيدا عن الجور الذي كان والدي يصبه عليها .فقررت بعد اليأس أن تنهي عذاباتها. لم تملك أملاً في رؤيتها لنا ,لو كانت فكرت بمصيرنا قبل إتخاذها القرار الصعب,وكيف سنعيش أنا وإخوتي بعدها , لما سارت بهذا الطريق المظلم .لكني لا ألومها ,فالجور الذي وقع عليها كان من الصعب تحمله وخصوصاً وهي إنسانة تملئها الأحاسيس ,صوتها دافئ وصدرها ملجأ للامان .وعلى الرغم من ندم والدنا لأيام عاد رجلا على أيتام , ففهمت أنا الانثى الصغيرة إن الرجولة هي أمنا وهي اليد الحنونة لتطيب خواطرنا , واليد القاسية لصفع الظلم ,حمايتها لنا وخوفها أن يمسنا أي شخص بسوء حتى لو كان والدنا ,كانت ضحية من أجل الدفاع عنا ,جعلنا دفاعها أيتام من دونها.
عدت برفقة زميلاتي من المدرسة عبر طريق يملئه الوحل ,كنت أسير الهوينا حتى لا يمسني الطين وأحصل على تقرير فصل من الحياة بكلام بذيئ من الشيطان الرجيم . كانت لي صديقة إسمها فائزة تحمل في وجهها كل الطيش ومعاني الحياة لا تسير مثلنا على الارض ,إنما كانت تتطاير وتتقافز الطريق بأكمله ,تضحك وتبكي وتتحدث بصوت مرتفع تجلب إنتباه المارة من حولنا.كنا حينها في الصف السادس الابتدائي وكانت تحاول إطراء البسمة على شفاهي فتجلب لي القصص والحكايات لتحيل حزني إلى مزحة ,إشتد المطر وكنت أرتدي معطفي اليتيم الذي أملكه ,وكانت فائزة تأتي بقميصها الابيض وصدريتها النيلية القصيرة في عز الشتاء لا تكثر من الملابس (متغاوية بشبابها )هكذا كنت أظن ,كانت تبدو كفراشة تحلق على رؤوسنا معلنة إن الحرية تأتي من السعادة من وجود الحماية من وجود الامان ,كنت أعرف إنها تضحك بفرح لان والدتها تحيا معها ,هكذا كنت أنظر لصديقاتي ولكل إنسان يضحك بفرح. بدأ الجو يبرد بعد المطر وشرعت فائزة بالارتجاف ,كانت يداها طبقة من الجليد توسلت بي لاعطيها معطفي ,كيف أفعل ذلك ؟ لم أدرك حينها إن هذا الالم سيرافقني وقتاً طويلاً,لم أعطها المعطف ولم أبررلها سبب رفضي , وقلت مع نفسي :
كنت أود لو أعطيها معطفي ,لكن لو مرضت أنا من سيجلس بقربي ويراعيني؟
لم تمرض فائزة وعادت في اليوم التالي وكبريائها يمنعها من الحديث معي ,وأنا يمنعني يتمي من التذلل وإستجداء رضاها .لماذا أنا من دون الاخريات طلبت مني ذلك المعطف ؟وهل تدرك مثلي إن معطفي يعاني اليتم مثلي؟ بقي ملتصقا بي لسنوات أخرى. نسيت فائزة ماحدث في خلال أيام وأنا لم أستطع ذلك .وكبرنا وحدث أمراً جعل حياتنا تعود لبعض ضيائها ,كان والدي خارج المنزل,وزوجته قد فرضت علينا غسل الباحات الامامية للمنزل ,كان الجو حينها بارداً ,حضر والدي وعلى غير عادته هادئاً مشبعاً بالالم ,أومأ لنا بأن لا نثير بلبلة بدخوله ,دخل المنزل وكانت هي وولديها الصغيرين معها حول المدفئة ,أخفى والدي نفسه بغرفتنا ,وشاء القدر أن ننهي عملنا وندخل المنزل ,لم تبرح مكانها ولم تدعنا نجلس بقرب المدفئة , وما أن طلبنا ذلك ثارت بنا ولعنتنا ولعنت والدنا ووالدتنا ,ثم طلبت منا أن ندخل غرفتنا وننام ,خرج والدنا وقد بانت عليه أثار الحنق .أخبرها إنه بعد سنوات الزواج منها عرف قيمة أمنا ,وعرف إن زوجته الثانية كانت عقاباً له من الله على فعلته بأمنا .طالبها أن تترك الاولاد وترحل لاهلها حتى يصلحوا حالها فضلا عن جلبه لمدفئة تحيل جليدنا إلى جمرات . رحلت عن دارنا ,وتحمل والدي مشقة تربية خمسة أطفال .
إلتقيت بفائزة بعد عمر طويل ,وعدت وطرحت موضوع المعطف لها فضحكت وبكت ثم قالت :
كنا فقراء لانملك شيئاً ,من دون أن يلاحظ أحداً ذلك,لاننا كنا صغاراً لانفكر بمشاكل الكبار ,وكنتم تعتبروني طائشة أو متغاوية لكن الحقيقة إنني كنت فقيرة لا أملك مايحميني من البرد.
بكيت حينها بألم ,يشبه ذلك الالم الذي أصبح إبناً لي وكأنه خرج من رحم حياتي ,سألتها:
- أيهما أهون إن علمتي إن لوالدي زوجة غير أمنا , كانت تعاملنا بمنتهى القسوة فإن أعطيتك معطفي, ستؤنبني وتعاقبني ,وإذا مرضت فلن تراعيني. كنت ومازلت يتيمة لا أحد يتمكن من حمايتي ,حتى والدي كان خاضعاً لها . لكنني أشعر بتأنيب ضمير لتصرفي معك ذلك اليوم.
-لاعليك ,اليتم والفقر إمتحان صعب لنا نحن البشر . نحن في مركب حزن واحد ,لابد أن يأتي يوم ونجد من ينصفنا ويعوضنا .
سألت نفسي لماذا تأخرت سنوات بالاعتذار لها ؟ لماذا لم أصارحها يومها ؟كنت حينها غيورة على والدي, غيورة في أن تمسه ملامة الاخرين ,فتجرعت يتمي وضعف والدي أمام الشيطان .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى