* مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة: تعدد زوجات الرسول الكريم ( ص )
صفحة 1 من اصل 1
* مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة: تعدد زوجات الرسول الكريم ( ص )
رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:
(4) تعدد زوجات الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم -:
ثانيا: أحوال و ملابسات زواجه – صلى الله عليه وسلم – من زوجاته – رضي الله تعالى عنهن -
(9) أم المؤمنين/ صفية بنت حيي بن أخطب – رضي الله عنها
نسبها:
هي صفيـة بنت حُيَيِّ بن أخطب بن سعيد ، أبوها سيد بني النضير ، من ذرية نبي الله هارون عليه السلام من سبط اللاوي بن يعقوب - نبي الله إسرائيل- بن إسحاق بن إبراهيم عليه السـلام ، ثم من ولد هارون بن عمران ، أخي موسى عليه السلام ، وأمها هي برة بنت سموءل من بني قريظة. (1)ابن عبد البر: الاستيعاب 4/1871، ومحب الدين الطبري: السمط الثمين ص201.
حياتها قبل الإسلام:
كانت أم المؤمنين صفيه – رضي الله عنها – على علم ويقين بصدق رسالة الإسلام، وبصدق الرسول – صلى الله عليه وسلم – وليس أدل على ذلك مما روته – رضي الله عنها – بعد أن حسُن إسلامها فتقول:" كنت أحب ولد أبي إليه، وإلى عمي أبي ياسر لم ألقهما قط مع ولدهما إلا أخذاني دونه. فلما قدم رسول الله المدينة، غدا عليه أبي وعمي مغلسين، فلم يرجعا حتى كان مع غروب الشمس، فأتيا كالين ساقطين يمشيان الهوينا فهششت إليهما كما كنت أصنع، فوالله ما التفت إلي أحد منهما مع ما بهما من الغم. وسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي: أهو هو؟ قال نعم والله. قال عمي: أتعرفه وتثبته؟ قال: نعم. قال: فما في نفسك منه؟ أجاب: عداوته والله ما بقيت".
ولعل هذا الحوار الذي دار بين أبيها وعمها ما جعلها تشتهي في نفسها الرسول – صلى الله عليه وسلم – والذي تمثل لها في صورة قمر السماء يسقط في حجرها.
وذكر موسى بن عقبة عن الزهري أن أبا ياسر بن أخطب حين قدم رسول اللهصلى الله عليه وسلم المدينة ذهب إليه وسمع منه وحادَثه، ثم رجع إلى قومه، فقال: يا قوم، أطيعوني؛ فإن الله قد جاءكم بالذي كنتم تنتظرون، فاتبعوه ولا تخالفوه.
فانطلق أخوه حيي بن أخطب -وهو يومئذٍ سيِّد اليهود، وهما من بني النضير-فجلس إلى رسول الله وسمع منه، ثم رجع إلى قومه، وكان فيهم مطاعًا، فقال: أتيتُ من عند رجلٍ والله لا أزال له عدوًّا أبدًا.
فقال له أخوه أبو ياسر: يابن أمِّ، أطعني في هذا الأمر واعصني فيما شئتَ بعده، لا تهلك.
قال: لا والله لا أطيعك أبدًا. واستحوذ عليه الشيطان، واتبعه قومه على رأيه(2) ابن هشام: السيرة النبوية 1/519، 520، وابن كثير: السيرة النبوية 2/298.
تزوجت قبل إسلامها من سلام بن مكشوح القرظي– وقيل سلام بن مشكم –فارس قومها ومن كبار شعرائهم ، ثم تزوّجها كنانة بن أبي الحقيق – و كان شاعرا أيضا - ، وقتل كنانة يوم خيبر ، وأُخذت هي مع الأسرى(3) ذكره ابن عبد الله في: الاستيعاب (4/426)
وقيل تزوجها سلام بن أبى حقيق ثم خلف عليها كنانة بن أبى حقيق، فلما زفت إليه وأدخلت إليه بنى بها، ومضى على ذلك ليالي، رأت في منامها كأن قمر السماء قد سقط في حجرها، فقصت رؤياها على ابن عمها فلطم وجهها وقال: أتتمنين ملك يثرب أن يصير بعلك، فما كان إلا مجيء رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وحصاره إياهم، فكانت صفية في جملة السبي وقد قتل زوجها وكانت عروساً
فتح خيبر
لمّا انتهت السنة السادسة للهجرة ، وأقبل هلال المحرم من أول السنة السابعة تهيأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمعركة حاسمة تقطع دابر المكر اليهودي من أرض الحجاز ، فخرج -صلى الله عليه وسلم- مع ألف وأربعمائة مقاتل في النصف الثاني من المحرّم غلى خيبر ( معقل اليهود ) و سار يفتح حصون خيبرومعاقلها واحداً إثر واحد ، حتى أتى القموص ( حصن بني أبي الحُقيق ) ففتحه ،وجيء بسبايا الحصن ومنهنّ صفية ومعها ابنة عمّ لها ، جاء بهما بلال -رضيالله عنه- ، فمرّ بهما على قتلى يهود الحصن ، فلما رأتهم المرأة التي مع صفية صكّت وجْهها وصاحت ، وحثت التراب على وجهها ، فقال الرسول -صلى اللهعليه وسلم- أغربوا هذه الشيطانة عني )000وصفية ثابتة الجأش رزينة ، فأمر بصفية فجُعِلت خلفه ، وغطى عليها ثوبه حتى لا ترى القتلى ، فقيل أنه اصطفاها لنفسه ، وقال لبلال أنُزِعَت الرحمة من قلبك حين تَمُرُّ بالمرأتين على قتلاهما ؟) (4) ابن القيم: زاد المعاد 3/291، والمباركفوري: الرحيق المختوم ص325.
فلقد كانت مع أبيها وابن عمها بالمدينة ، فلما أجلى رسول الله صلى الله عليهوسلم بني النضير ساروا إلى خيبر ، قُتل أبوها مع من قُتل مِن بني قريظة.
زواجها من النبي – صلى الله عليه وسلم –
فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه، وخيّرها بين الإسلام والبقاء على دينها قائلاً لها: (اختاري، فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي – أي: تزوّجتك -، وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك)، فقالت: " يا رسول الله، لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني، حيث صرت إلى رحلك وما لي في اليهودية أرب، وما لي فيها والد ولا أخ، وخيرتني الكفر والإسلام، فالله ورسوله أحب إليّ من العتق وأن أرجع إلى قومي ". فأعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوّجها، وجعل عتقها صداقها، وكانت ماشطتها أم سليم التي مشطتها، وعطرتها، وهيّأتها لزواج النبي محمد. وأصل هذه القصة ورد فيصحيح البخاري.
كانت صفية -رضي الله عنها- قد رأت في المنام وهي عروس بكنانة بن الربيع بنأبي الحقيق أن قمرًا وقع حجرها. فعرضتْ رؤياها على زوجها، فقال: ما هذا إلاَّ أنك تمنِّين ملك الحجاز محمدًا، فلطم وجهها لطمةً خَضِر عينها منها. فأُتِي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبها أثر منه، فسألها ما هو؟ فأخبرته هذا الخبر(5) ابن هشام: السيرة النبوية 2/336.
الحكمة من زواج النبي – صلى الله عليه وسلم - منها
وبحسب المؤرخين المسلمين، فإن هدف الرسول صلى الله عليه وسلم من زواجها إعزازها وإكرامها ورفع مكانتها، إلى جانب تعويضها خيراً ممن فقدت من أهلها وقومها، ويضاف إلى ذلك إيجاد رابطة المصاهرة بينه وبين اليهود لعله يخفّف عداءهم، ويمهد لقبولهم دعوة الحق التي جاء بها.
ففي الصحيحين أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر ودخلها عنوة وجمع السبي، فجاءه دحية: فقال يا رسول الله أعطني جارية من السبي. فقال: اذهب فخذ جارية. فأخذ صفية بنت حيي، فجاء رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله أعطيت دحية صفية بنت حيي سيد قريظة والنضير ما تصلح إلا لك. قال: ادعوه بها. قال: فجاء بها فلما نظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم قال: خذ جارية من السبي غيرها. قال: وأعتقها وتزوجها.
- قال السندي في حاشيته على سنن النسائي: كأنه ظهر له من ذلك عدم رضا الناس باختصاص دحية بمثلها، فخاف الفتنة عليهم فكره ذلك.
- وفي شرح النووي على صحيح مسلم: رأى في إبقائها لدحية مفسدة لتميزه بمثلها على باقي الجيش، ولما فيه من انتهاكها مع مرتبتها وكونها بنت سيدهم، ولما يخاف من استعلائها على دحية بسبب مرتبتها، وربما ترتب على ذلك شقاق أو غيره، فكان أخذه صلى الله عليه وسلم إياها لنفسه قاطعا لكل هذه المفاسد المتخوفة.
- وقال ابن حجر في (الفتح) المراد بسهمه هنا نصيبه الذي اختاره لنفسه، وذلك أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطيه جارية فأذن له أن يأخذ جارية فأخذ صفية، فلما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إنها بنت ملك من ملوكهم، ظهر له أنها ليست ممن توهب لدحية لكثرة من كان في الصحابة مثل دحية وفوقه، وقلة من كان في السبي مثل صفية في نفاستها، فلو خصه بها لأمكن تغير خاطر بعضهم، فكان من المصلحة العامة ارتجاعها منه واختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بها، فإن في ذلك رضا الجميع
وفي النهاية علينا ألا نغفل أن السيدة/ صفية - رضي الله عنها – عقيلة بني قريظة وبني النضير، كما أن نسبها ينتهي إلى سيدنا هارون – أخو سيدنا موسى عليهما السلام – وبعد مقتل أهلها في خبير، لم يعد لها منْ يكفُلها، فتحقق بزواجه – صلى الله عليه وسلم – منها تكريم نسبها وأصلها فضلا عن تكريمها وتحقيق رؤيتها التي تمنتها، ولم يلتفت – صلى الله عليه وسلم – لقصرها الذي كانت تُعاب به، وذلك لأنه – صلى الله عليه وسلم – كانت نظرته للزواج أسمى من التعلق بمقاييس الجمال، وشهوة الجسد والهوى فقد جاوز الخمسين من عمره.
مرسلة بواسطة علاء محمد إسماعيل في 10:43 ص ليست هناك تعليقات: روابط هذه الرسالة
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركةالمشاركة في Twitterالمشاركة في Facebookالمشاركة على Pinterest
التسميات: الباب الثالث: الإسلام والمرأة:مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة
أم المؤمنين/ جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار – رضي الله عنها: ثانيا: أحوال و ملابسات زواجه – صلى الله عليه وسلم – من زوجاته – رضي الله تعالى عنهن
رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:
(4) تعدد زوجات الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم -:
ثانيا: أحوال و ملابسات زواجه – صلى الله عليه وسلم – من زوجاته – رضي الله تعالى عنهن
( أم المؤمنين/ جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار – رضي الله عنها
نسبها:
هي بَرَّة بنت الحارث بن أبي ضرار بن مالك بن جذيمة (14 ق.هـ- 56هـ/ 608- 676م)، وجذيمة هو المصطلق من خزاعة، تزوَّجها مسافع بن صفوان المصطلقي، فقُتل يوم المُرَيْسِيع. أبوها هو الحارث بن أبي ضرار سيِّد بني المصطلق، وزعيم قومه.
وعن بن إسحاق قال: جويرية بنت الحارث كان اسمها برة بنت الحارث بن أبيضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة، من خزاعة، كانت عند بن عم لها يقال له: مسافع بن صفوان بن ذي الشفر
غزوة بني المصطلق:
بعد أن نصر الله رسوله والمؤمنين على يهود بنى قريظه وعودة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بلغه أن بنى المصطلق – وهم حي من خزاعة- يجمعون الجموع لقتاله بقيادة زعيمهم الحارث بن أبى ضرار الخزاعى.
فخرج إليهم صلى الله عليه وسلم ومعه من نسائه عائشة بنت أبى بكر، حتى لقيهم على ماء لهم يقال له "المريسيع" من ناحية قديد إلى الساحل، فتزاحم الناس واقتتلوا فهزم الله بني المصطلق، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلمأصاب منهم سبيًا كثيرًا قسمه في المسلمين،وكان من بين الأسرى "برة بنت الحارث بن أبى ضرار الخزاعى سيدة نساء قومها " التي سماها صلى الله عليه وسلم "جويرية" وتزوجها فأصبحت أما للمؤمنين وكانت بركة على قومها.، وكان عمرها وقتها عشرين سنة، فقد قال ابن عمر: أخبرني محمد بن يزيد عن جدته -وكانت مولاة جويرية بنت الحارث- عن جويرية رضي الله عنها قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابنة عشرين سنة
إسلام جويرية بنت الحارث :
كانت جويرية رضي الله عنها ضمن سبي بني المصطلق الذين غزاهم الرسولصلى الله عليه وسلم، وكان قد قتل زوجها في هذه الغزوة، ووقعت في سهم ثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عمه، فكاتبت على نفسها لكونها أبية وسيدة نساء قومها، ولم يكن معها ما كاتبت عليه فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعينها على ذلك، فرد عليها بما هو أفضل؛ إذ عرض عليها الزواج منها وقضاء مكاتبتها، فأجابت بالقبول وأسلمت وحسن إسلامها.
ولنسمع قصتها من السيدة عائشة رضي الله عنها حيث قالت: (لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في سهم لثابت بن قيس بن شماس، أو لابن عم له، فكاتبته على نفسها وكانت امرأة حلوة ملحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم لتستعينه في كتابتها. قالت: فوالله ما هو أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها، وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت، فدخلتْ عليه فقالت: يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من البلاء ما لا يخفى عليك، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن شماس أو -لابن عم له- فكاتبته على نفسي فجئتك أستعينك على كتابتي. قال: "فهل لك في خير من ذلك؟". قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: "أقض عنك كتابك وأتزوجك". قالت: نعم يا رسول الله، قد فعلت.
قالت عائشة: وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج جويرية بنت الحارث. فقال الناس: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلوا ما بأيديهم. قالت: فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها.
وقالت جويرية – رضي الله عنها - : رأيت قبل قدوم النبي صلّى الله عليه وسلم بثلاث ليال كأنّ القمر يسير من يثرب حتى وقع في حجري ، فكرهت أن أخبرها أحدا من الناس ، حتى قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
وفي رواية:
عاد رسول الله صلى الله عليه و سلم الى المدينة فبينما هو جالس يوما في حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها سمعت امرأة تستأذن في لقاءه صلى الله عليه و سلم و قامت السيدة عائشة رضي الله عنها الى الباب و دخلت السيدة جويرية فقالت : يا رسول الله أنا بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه و قد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك فوقعت في السهم لثابت بن قيس فكاتبته على نفسي فجئتك أستعينك على أمري فرق قلب رسول الله صلى الله عليه و سلم للعربية الخزاعية بنت سيد بني المصطلق في موقفها ببابه ضراعة إليه و ليس لها من تلوذ به في محنتها سواه
و تكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : فهل لك في خير من هذا ؟
فسألت : و ما هو يا رسول الله
فقال : أقضي عنك كتابتك و أتزوجك
فقالت و قد تهلل وجهها : نعم يا رسول الله
فقال صلى الله عليه و سلم : قد فعلت
و يقال إن أباها أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال له : إن ابنتي لا يسبى مثلها فأنا أكرم من ذلك،فقال النبي صلى الله عليه و سلم : أرأيت إن خيرناها
فأتاها أبوها فقال : إن هذا الرجل قد خيرك فلا تفضحينا
فقالت : اخترت الله و رسوله
فتزوجها رسول الله صلى الله عليه و سلم فصارت أما للمؤمنين و لما علم الناس ذلك قالوا : أصهار رسول الله صلى الله عليه و سلم فأطلقوا الأسرى من بني المصطلق و قيل انه قد اعتق بفضل زواجها من رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل مائة بيت من بيوت بني المصطلق فكانت امرأة عظيمة البركة على أهلها ولم تعرف امرأة لها بركتها على أهلها مثل أم المؤمنين جويرية عليها السلام
و قيل إن أبوها الحارث جاء الى المدينة و معه ابل يفدي بها ابنته فرغب في بعيرين من الإبل فغيبهما في شعب من شعاب وادي العقيق فلما قدم قال: يا محمد أخذتم ابنتي و هذا فداؤها .
فقال – صلى الله عليه وسلم - أين البعيران اللذان غيبتهما في وادي العقيق في شعب كذا.
فقال: أشهد أن لا اله إلا الله و انك رسول الله فوالله ما اطلع على ذلك إلا الله تعالى و أسلم .
و أسلم له ابنان و ناس من قومه و أرسل الى البعيرين فجيء بهما فدفع الإبل الىالنبي صلى الله عليه و سلم و دُفعت له ابنته. فخطبها رسول النبي صلى الله عليه و سلم من أبيها فزوجه إياها و أصدقها أربعمائة درهم و هي بنت عشرين سنة و ذلك في سنة خمس من الهجرة
فضل عتقها وزواجها من النبي – صلى الله عليه وسلم – على قومها:
تعتبر غزوة المريسيع من الغزوات الفريدة المباركة التي أسلمت عقبها قبيلة بأسرها، وكان الحدث الذي أسلمت القبيلة من أجله هو أن الصحابة حرروا وردوا الأسرى الذين أصابوهم إلى ذويهم بعد أن تملكوهم باليمين في قسم الغنائم، واستكثروا على أنفسهم أن يتملكوا أصهار نبيهم عليه الصلاة والسلام، وحيال هذا العتق الجماعي، وإزاء هذه الأريحية الفذة، دخلت القبيلة كلها في دين الله.
الحكمة من زواج النبي – صلى الله عليه وسلم – منها:
لقد كان زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من جويرية بنت الحارث له أبعاده، وتحققت تلك الأبعاد بإسلام قومها، فقد كان الزواج منها من أهدافه الطمع في إسلام قومها، وبذلك يكثر سواد المسلمين، ويعز الإسلام، وهذه مصلحة إسلامية بعيدة، يسر الله هذا الزواج، وباركه، وحقق الأمل البعيد المنشود من ورائه، فأسلمت القبيلة كلها بإسلام جويرية، وإسلام أبيها الحارث، فقد عاد هذا الزواج على المسلمين بالبركة والقوة، والدعم المادي والأدبي معًا للإسلام والمسلمين.وانشرح صدر رسول الله عليه الصلاة والسلام فقد تحررت رقاب رجال ونساءوولدان وإن أحب شيء إليه كان عتق الأرقاء فما بالك بأحرار عادت إليهمحريتهم بعد أن كانوا في ذل يرسفون؟!
أما ما ذكرته السيدة/ عائشة رضي الله عنها – من ملاحة أم المؤمنين/ جويرية وخوفها من أن يرى منها الرسول – صلى الله عليه وسلم – ما رأته هي فهذا أمر مردة إلى غيرة النساء، فلم يكن مقياس أو معيار الجمال ذا شأن أو بال عنده –صلى الله عليه وسلم – فهو دائما يقدم المصلحة العامة على الخاصة، والمصلحة العامة التي ترتبت على ذلك الزوج هي دخول قبيلة بأكملها في الإسلام.
فالرسول – صلى الله عليه وسلم – خير السيدة/ جويرية بين:
• الذهاب مع أبيه الذي جاء طالبا عتقها.
وبين
• الزواج منه – صلى الله عليه وسلم –
فاختارت الزواج منه – صلى الله عليه وسلم – تحقيقا لرؤيتها التي رأتها في نومها قبل الغزوة بثلاث ليال، فقد قالت – رضي الله عنها - : رأيت قبل قدوم النبي صلّى الله عليه وسلم بثلاث ليال كأنّ القمر يسير من يثرب حتى وقع في حجري ، فكرهت أن أخبرها أحدا من الناس ، حتى قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
هذا ولقد ترتب على هذا الزواج:
- دخول قبيلة بني المصطلق في الإسلام.
- زيادة قوة المسلمين المادية والأدبية.
- إقامة الدليل العملي على أحقية المسلمين في الزواج من أهل الكتاب – اليهود والنصارى –
بالله عليكم أكان ذلك الزواج ناجما عن شهوة الجسد.؟! أم عن تحكم الهوى كما يزعم البعض؟!
(7) أم المؤمنين/ زينب بنت خزيمة – رضي الله عنها
شجرة نسب السيدة زينب بنت خزيمة والتقاءه بنسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأنساب باقي أمهات المؤمنين.
نسبها:
هي زينب بنت خزيمة الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية، ولم يختلف المؤرخون في نسبها من جهة أبيها كما صرح ابن عبد البر في ترجمتها بالاستيعاب بعد سياق نسبها، وأما من جهة أمها فأغفلته مصادرنا.
فأمها: هند بنت عوف بن زهير بن حماطة بن جرش بن أسلم بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن الغوث بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. أكرم عجوز في الأرض أصهاراً.
فهند بنت عوفٍ هذه أم كل من:
• أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلالية، زوج رسول الله.صلى الله عليه وسلم
• أسماء بنت عميس الخثعمية، زوج أبي بكر الصديق وجعفر وعلي ابنا أبي طالب.
• أروى بنت عميس الخثعمية، زوج حمزة بن عبد المطلب.
• أم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث الهلالية، زوج العباس بن عبد المطلب وأم أبناءه: الفضل - عبد الله - عبيد الله - قثم - معبد - عبد الرحمن - أم حبيب.
• لبابة الصغرى بنت الحارث الهلالية، وهي أم خالد بن الوليد. (1) من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
ونقل ابن عبد البر فيها قول أبى الحسن الجرجاني النسابة ، وكانت زينب بنت خزيمة أخت ميمونة بنت الحارث – أم المؤمنين – لأمها ، وكانت تدعى في الجاهلية – أم المساكين – واجتمعت المصادر على وصفها بالطيبة والكرم والعطف على الفقراء والمساكين في الجاهلية والإسلام ، ولا يكاد اسمها يذكر في أي كتاب إلا مقرونا بلقبها الكريم -أم المساكين .
زواجها قبل رسول الله- صلى الله عليه وسلم - : تزوجها ابن عمها الطفيل بن الحارث بن المطّلب وطلقها ، ثم خلف عليها أخوه عبيدة بن الحارث بن المطّلب الذي استشهد يوم بدر . ثم تزوجت عبد الله بن جحش واستشهد يوم أحد .
زواجها من النبي – صلى الله عليه وسلم :
هي إحدى زوجات النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - والتي لم يمض على دخول حفصة بنت عمر بن الخطاب البيت المحمدي وقت قصير حين دخلته أرملة شهيد قرشي من المهاجرين الأولين فكانت بذلك رابعة أمهات المؤمنين.وزينب بنت خزيمة أرملة عبيدة بن الحارث بن المطلب الذي قتل في غزوة بدر فتزوجها النبي سنة 3 هـ، ويقال إنه كان زواجا شكليا، حيث إن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوجها بدافع الشفقة.
اختلف فيمن تولى زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم ففي الإصابة عن ابن السائب الكلبي: أن الرسول صلى الله عليه وسلم خطبها إلى نفسها فجعلت أمرها إليه فتزوجها.
وقال ابن هشام في السيرة: زوَّجه إياها عمها قبيصة بن عمرو الهلالي،وأصدقها الرسول صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم. اختلفوا أيضا في المدةالتي أقامتها ببيت النبي- صلى الله عليه وسلم- ففي الإصابة رواية تقول: كاندخوله بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر، ثم لم تلبث عنده شهرين أو ثلاثةوماتت .
أما رواية ابن كلبي تقول: (فتزوجها في شهر رمضان سنة ثلاث، فأقامت عنده ثمانية أشهر وماتت في ربيع الآخر سنة أربع).
وفي شذرات الذهب: (وفيها- يعني السنة الثالثة- دخل بزينب بنت خزيمة العامرية، أم المساكين، وعاشت عنده ثلاثة أشهر ثم توفيت وكانت زينب بنت خزيمه أجودهن: يعني أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأبرهن باليتامى والمساكين، حتى كانت تعرف بأم المساكين.
وفاتها :
توفيت أم المؤمنين ، أم المساكين زينب بنت خزيمة بالمدينة ، ولم تلبث معرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا يسيرا ، فتوفيت قبل وفاته - صلى الله عليه وسلم - وكان لها من العمر " ثلاثون عاما " .(2) ابن سعد: 8 / 116 .
الحكمة من زواج النبي – صلى الله عليه وسلم – منها:
عاشت زينب بنت خزيمة أرملة الشهيد وحيدة يملأ قلبها الحزن و يعتصرها الألم و لم يخفف عنها سؤال بعض المسلمات عن أحوالها و مساعدتهن لها في قضاء حوائجها فإنه بمرور الوقت ينشغل كل إنسان بنفسه، ومن ثمة يقل سؤاله على غيره، و أصبحت زيارة الناس لها قليلة فكادت الوحدة تقتلها، و إذا كان الناس بسبب مشاغل الدنيا ينسى بعضهم بعضا، فإن الخالق – سبحانه وتعالى - لا ينسى أحدا من خلقه، وبخاصة إذا كان في منزلة زينب بنت خزيمة حيث ضربت أروع الأمثلة في الصبر و التحمل، كما كانت جوادة كريمة تنفق على الفقراء و المساكين حتى أطلق عليها الناس لقب "أم المساكين"
و لم تصدق زينب بنت خزيمة نفسها حين علمت بخبر خطبة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - لها ،فجعلت أمرها إليه- صلى الله عليه وسلم - وها هي تخرج من الوحدة والوحشة إلى رحاب واسعة و صارت زوجة الرسول عليه الصلاة و السلام و أصبحت أما للمسلمين بفضل الصبر والكرم.
و على الرغم من أن السيدة زينب بنت خزيمة لم تكن ذات جمال فإن الرسول عليه الصلاة و السلام ضمها إلى نسائه و رفع بذلك مكانتها و منزلتها و هذا دليلعلى عظمة هذا الرسول عليه الصلاة و السلام و إنسانيته حيث كان الدافع له فيالزواج من زينب بنت خزيمة هو الشفقة عليها و الخوف عليها من الضياع و رفع مكانتها بعد أن ضربت المثل فى الصبر و الوفاء و من قبلها ضرب زوجها أروع مثل فى البطولة و الفداء .
و كان زواج الرسول عليه الصلاة و السلام منها فى السنة الرابعة للهجرة بعدزواجه عليه الصلاة و السلام من حفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنهم.
و تحدث الناس بعجب وإعجاب عن الرسول عليه الصلاة و السلام و عن زواجه من السيدة زينب بنت خزيمة ووجدوا فيه دليلا على شفقة الرسول عليه الصلاة و السلام و رحمته
و فى كتابات المستشرقين عن الرسول عليه الصلاة و السلام إشارة إلى أن هذا الزواج الإنساني تم بدافع الشفقة
فيقول بودلي: فى كتابه الرسول:
تبع زواج محمد عليه الصلاة و السلام من حفصة زواج آخر و كان زواجا شكلياأكثر من أي شئ آخر كانت العروس أرملة عبيدة بن الحارث ابن عم لمحمد عليهالصلاة و السلام،استشهد فى بدر و كان اسمها زينب بنت خزيمة،و ما ضمها محمد عليه الصلاة و السلام إلى نسائه إلا بدافع الشفقة .
و لم يطل المقام بزينب بنت خزيمة فى بيت الرسول صلي الله عليه وسلم فبعد بضعة أشهر انتقلت السيدة زينب بنت خزيمة إلى جوار ربها و كان عمرها ثلاثين عاما ،و على الرغم من قصر المدة التي قضتها فى بيت النبوة فقد تركت آثرا طيبا عند عامة المسلمين فلا يذكرها أحد ألا بكل خير و اجتمعت كتب السيرة على أنها كانت كثيرة الصيام كثيرة القيام .
ففي سيرة أبن هشام :
و كانت زينب بنت خزيمة تسمي أم المساكين لرحمتها إياهم و رقتها عليهم
عن الزهري:
تزوج النبي عليه الصلاة و السلام زينب بنت خزيمة و هي أم المساكين سميت بذلك لكثرة إطعامها المساكين .
فقد أجمع الرواة على وصفها بالطيبة و الكرم و العطف على الفقراء .
رحم الله زينب بنت خزيمة التي مرت في حياة النبي صلي الله عليه وسلم مرورا سريعا و إن كان التاريخ قد خلد ذكرها فهي أم المؤمنين و أطلق عليها الناس لقب " أم المساكين"
لقد مات زوجها مستشهدا في أٌحد، ولم يتقدم لخطبتها أحد من المسلمين القلائل، ولم يُسرع أحد لكي يكفلها، فما كان منه – صلى الله عليه وسلم – إلا أن تزوجها ليكفلها، لأنه كفيل لها من قومها، أهذا الزواج الذي كانت الكفالة للزوجة والتكريم لها هما الأساس فيه، يمكن أن يُقال فيه أن الباعث عليه، وإليه شهود الجسد؟!
فلم تكن زينب بنت خزيمة ذات جمال و بهاء و إنما كان يكفيها أنها مؤمنة صادقة فى أيمانها صوامة قوامة تنفق بالليل و النهار و تتصدق على الفقراء و المساكين و المحتاجين أنعم الله عليها بالفضل بالزواج من نبي الله صلى الله عليه وسلم و صارت أما للمسلمين و فى هذا ما يؤكد على عظمة أخلاق النبي عليه الصلاة و السلام
لقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم مثالا لعظمة الأخلاق و مثالا للرحمة و الشفقة،قال عنه سبحانه وتعالى{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (3)سورة القلم :4
و قال - جل شأنه {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } (4) سورة التوبة: 128
و لذلك فقد كانت أخلاقه صلي الله عليه وسلم عظيمة و مواقفه نبيلة و رحمته بالمسلمين و بالناس جميعا واسعة لا حد لها و يكفى أن نتأمل فى زواجه من زينب بنت خزيمة و سودة بنت زمعة و حفصة بنت عمر رضى الله عنه لنعلم انه صلي الله عليه وسلم كان لا يسعى إلى حاجة معينة بقدر ما كان يحرص عل الالتزام بوحي الله و تأليف قلوب أعدائه و رفع مكانة هؤلاء إلى مرتبة أمهات المؤمنين نظرا لما قمن به من تضحيات و أعمال عظيمة في سبيل الله و رسوله.
وانظر أيضا:
• تراجم سيدات بيت النبوة - ن، عائشة عبد الرحمن – بنت الشاطئ، الطبعة الأولى، دار الريان للتراث، القاهرة.
• الأعلام، قاموس تراجم، خير الدين الزركلي، مؤسسة الرسالة، بيروت.
• أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام، مؤسسة الرسالة، بيروت.
• الموسوعة العربية العالمية :11/ ص678.
مواضيع مماثلة
» * مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة: تعدد زوجات الرسول الكريم (ص) 2
» * مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة : لنتائج والمناقشة: المرأة نصف الرجل في الشهادة
» * مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة: : الطلاق في الإسلام:
» * مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة : الحجاب
» * مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة: ملك اليمين: السراري والإماء : تعدت الزوجات
» * مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة : لنتائج والمناقشة: المرأة نصف الرجل في الشهادة
» * مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة: : الطلاق في الإسلام:
» * مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة : الحجاب
» * مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة: ملك اليمين: السراري والإماء : تعدت الزوجات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى