* روبوت بمشاعر بشرية - روبوتات بفعاليات مدهشة
صفحة 1 من اصل 1
* روبوت بمشاعر بشرية - روبوتات بفعاليات مدهشة
روبوت المستقبل يفرح و يحزن
يعكف فريق من الباحثين اليابانيين، في إحدى جامعات العاصمة طوكيو، على وضع لمساتهم النهائية على وجه مطاطي لإنسان آلي "روبوت"، يمكنه إظهار ملاممح الكثير من المشاعر الإنسانية، كالغضب أو الخوف أو الحزن، وكذلك الفرح أو الدهشة، بل وأحياناً الامتعاض.
وعن طريق ربطه بقاعدة بيانات لفظية، يستطيع الروبوت الذي أطلقوا عليه اسم "كانسي"، وهي كلمة يابانية تعني "الإحساس"، أن يغير من ملامح وجهه عندما يسمع كلمة تثير مشاعره، كـ"الحرب" مثلاً، حيث تبدو علامات الخوف والامتعاض وقد علت وجهه، بينما تبتسم شفاهه الوردية إذا سمع كلمة مناقضة مثل "حب."
وقال المسؤول عن المشروع بجامعة "ميجي" الواقعة بإحدى ضواحي طوكيو، غونيشي تاكينو، إن "الإنسان الآلي يجب أن يتحمل واجبات اجتماعية إذا أراد أن يتواجد بين البشر، وعليه أن يعمل مع المشاعر ليفهمها، وربما في النهاية يشعر بها."
وفي وقت يبدو فيه الروبوت بعيداً جداً عن مشابهة البشر، إلا أن اليابان يعد البلد الأقرب إلى المستقبل، إذ أن الروبوتات هناك أصبحت جزءاً من المشهد اليومي، حيث تشارك في القيام بالعديد من الأعمال، كزراعة الأرز وحصاده، بل وإعداد السوشي، حتى أن كثيراً من اليابانيين يرحبون بالروبوت في يوم عمله الأول، باحتفال "شنتو" الياباني التقليدي.
ويقوم الروبوت بمهام كثيرة حالياً في اليابان، فهو يعمل موظف استقبال، كما يساعد في أعمال تنظيف المكاتب والممرات، وهناك آخر يقدم الشاي، ويطعم كبار السن بالملعقة، وقريباً سيتم إنتاج روبوتات للعمل اليومي في المنازل.
وليست جميع الروبوتات تشبه البشر، لكن في اليابان فإن ثورة الروبوتات أصبحت إلزامية، في بلاد خمس سكانها هم من كبار السن، حيث تريد الحكومة الاعتماد على الإنسان الآلي في تعزيز القوى العاملة، والاهتمام بكبار السن، وفقاً لما نقلت أسوشيتد برس.
وقبل عدة سنوات مولت الحكومة اليابانية جهوداً كثيرة فيما يتعلق بالروبوتات، بما في ذلك رصد 42 مليون دولار أمريكي لمرحلة أولى في مشروع روبوت يشبه الإنسان، ونحو 10 ملايين دولار سنوياً بين عامي 2006 و2010 لتطوير أهم التقنيات المتعلقة بالإنسان الآلي.
وتقدر الحكومة أن صناعة الروبوتات ستقفز من 5.2 مليار دولار عام 2006 إلى نحو 26 مليار دولار في 2010، وسترتفع إلى نحو 70 مليار دولار بحلول عام 2025.
وتختلف صورة الروبوت في الثقافة اليابانية عن نقضيتها الغربية، ففي اليابان الروبوت صديق خدوم، بينما يصوره الغرب على أنه آلة ثائرة تميل إلى العنف والتحكم بالبشر، كما ورد في كثير من قصص الخيال العلمي الغربية.
ورغم ذلك، فإن اليابان تواجه تحدياً كبيراً في تحقيق تقدم على الصعيد التجاري والثقافي، بعيداً عن الألعاب وروبوتات التجارب، إلى إنسان آلي يشبه البشر ويساعدهم ويستطيع الجميع تحمل كلفة شرائه.
يقول محلل الأنظمة التقنية في بنك "ماكواري" في طوكيو، داميان ثونغ، إن الناس "ما تزال تتساءل هل تريد فعلا رجلا آليا يتجول في المنزل ويطوي الملابس؟ لكن في اليابان هذا ممكن حيث الجميع لديه حمام يدار الكترونيا."
وبحسب أرقام تخص عام 2005 فإن هناك نحو 370 ألف روبوت عملت في مصانع يابانية، أي بنحو 40 في المائة من الموجود حول العالم، كما يقدر تواجد الروبوت بنحو 32 واحدا لكل 1000 موظف تصنيع ياباني.
وفي حين لن يطلب الروبوت نقوداً مقابل الوقت الإضافي ولن يطالب بأموال التقاعد، يقول الرئيس التنفيذي لشركة "انوفيشن ماتركس"، التي توزع الروبوتات اليابانية في الولايات المتحدة، إيمي أوناغا: "كلفة الآلات تتراجع بينما أجور العمالة تزيد، وقريبا يمكن للروبوتات أن تحل محل العمالة قليلة الأجر في الشركات الصغيرة وتساهم بشكل كبير في رفع الإنتاجية."
وكانت وزارة التجارة اليابانية قد وضعت العام الماضي خارطة طريق لتركيب نحو مليون روبوت صناعي بحلول عام 2025، حيث يمكن لكل روبوت أن يستبدل عشرة موظفين، ما يعني أن المليون روبوت سيحلون محل عشرة ملايين إنسان، أي نحو 15 في المائة من القوى العاملة الآن.
كما قال هيروشي إيشي غورو من جامعة أوساكا، إن مفتاح نجاح صناعة الروبوتات هو إنتاج روبوت يشبه إلى حد بعيد البشر، ففي النهاية نحن لا نريد أن نتفاعل مع الآلة، بل نريد تكنولوجيا بروح بشرية."
وأضاف قوله: "يوما ما سيعيش الإنسان الآلي بيننا، وعندها ربما عليكم أن تسألوني: هل أنت روبوت أم إنسان؟.
روبوت "عاطفي" يتعلم من البشر
أخذ فريق من العلماء البريطانيين على عاتقه تنفيذ مشروع أوروبي لجعل (الروبوت) يتفاعل مع البشر عاطفيا.
وتشترك في مشروع Feelix Growing البحثي ستة بلدان، و25 خبيرا من خبراء علم الروبوتات والذكاء الاصطناعي، فضلا عن خبراء في التطور النفسي والأعصاب.
وقالت منسقة المشروع، د. لولا كاناميرو، إن الهدف هو بناء إنسان آلي "يتعلم من البشر ويتجاوب اجتماعيا وانفعاليا بشكل لائق".
وسوف يستمر المشروع الذي تبلغ تكلفته 2.3 مليون يورو، لمدة ثلاثة أعوام.
وقالت د. كاناميرو، العاملة بجامعة هارتفوردشير، "إن عالم الانفعالات والعواطف البشرية عالم شديد التعقيد ولكننا نتجاوب مع إشارات بسيطة، حتى أننا لا نلحظها أحيانا أو لا نلتفت إليها كثيرا، مثل الطريقة التي يتحرك بها شخص ما". "الإطراء على الروبوت"
ويشمل المشروع بناء مجموعة من الروبوتات تتضمن مستِقبِلات حسية للتجاوب مع البشر وتغيير سلوكها تباعا.
وتشبه د. كاناميرو الروبوتات بصغار الأطفال الذين يستقون أنماطهم الحركية والانفعالية مما يدور حولهم.
نركز على انفعالات أقرب ما تكون إلى روبوت رضيع، ينمو ويتطور لمساعدة البشر في شؤون الحياة اليومية
د. لولا كاناميرو
والروبوتات في حد ذاتها مجرد ماكينات، ولكن الجانب الأكثر تشويقا فيها هو السوفت وير، أو البرمجة الخاصة بها.
وسيتم تركيب رؤوس معبرة لبعض الماكينات، فيما تقول كاناميرو إنه سيتم تعليم الروبوتات من خلال "الاستجابات عن طريق اللمس والإطراء عليها بكلمات تشجيع، أو السلوك اللطيف، ومساعدة الروبوت في إخراج نفسه من مأزق ما".
وتقوم الجهات المشاركة للجامعة في المشروع ببناء روبوتات مختلفة يركز كل منها على مجموعة مختلفة من الانفعالات. "رصد التعبيرات"
وسيستقبل الروبوت ما يحدث من حوله عبر كاميرات رؤية بسيطة، ومستقبلات سمعية وحسية، فضلا عن مجسات لتحديد المسافة بينه وبين البشر.
وتقول د. كاناميرو "من بين ما سنلجأ إليه الاستعانة بشبكة عصبية (صناعية) لرصد تعبيرات الوجه وأنماط الحركة" التي يستقبلها الروبوت.
وسترصد تلك الشبكات العصبية الصناعية التغير في ردود فعل البشر، سواء سلوكا أو صوتا أو حركة.
ولن يحاول الروبوت رصد حالات انفعالية من قبيل الاشمئزاز، ولكن سيتم التركيز على حالات انفعالية مثل الغضب والسعادة والوحدة، وهي الانفعالات التي تؤثر على الحركة وتؤثر على الطريقة التي ينبغي بها على الروبوت التجاوب.
وتقول كاناميرو "من المهم للغاية رصد ما إذا كان المستخدم البشري غاضبا وما إذا كان الروبوت قد ارتكب خطأ ما، أو ما إذا كان الإنسان وحيدا ويحتاج لتشجيع الروبوت له والتسرية عنه أو عنها".
وتضيف "نركز على انفعالات أقرب ما تكون إلى روبوت رضيع، ينمو ويتطور لمساعدة البشر في شؤون الحياة اليومية".
ومن بين النماذج الأولى لهذا المشروع روبوت يعكس سلوكا "فطريا" أشبه بالموجود لدى الطيور وبعض الثدييات.
فتلك الكائنات "تتعلق بأول ما تراه حينما تخرج للحياة".
وتقول د. كاناميرو "عادة ما يتم التعلق بالأم وتتبعها في كل مكان".
"لدينا نموذج أولي لروبوت يسير وراء البشر في كل مكان ويمكنه التكيف مع تعامل البشر معه".
وبإمكان هذا الروبوت أن يقترب أو يبعد حسبما يشعر الإنسان الذي يتم إتباعه حيال ذلك.
شريكتك في الرقص روبوت
طور باحثون يابانيون روبوتا قادراً على أداء الرقص الاستعراضي بتحسس حركة الشريك والتحرك بما يناسب تلك الحركة.
صمم روبوت الرقص بوجه امرأة وزود بمجسات حول خصره ويتحرك في جميع الاتجاهات على عجلاته الثلاث المخفية تحت ملاءة سهرة، وما ان يتحرك شريكه حتى يحلل الروبوت حركاته ويحدد طريقة اصطحابه له بالمرفقين والكتفين والخصر والرقبة، ويبلغ طولع 165 سنتيمتراً ووزنه 100 كيلوجرام ولا تزال النسخة الذكورية منه قيد التطوير.
وكشفت جامعة “توهوكو” الحكومية عن الروبوت الجديد بعد ست سنوات من الابحاث في مدينة “تشينو” في مقاطعة “ناجانو” وسط اليابان وقال البروفسور كازوهيرد كوسوج رئيس قسم الهندسة الحيوية والروبوت في الجامعة ان الروبوت غير معد للقيام بخطوات سريعة وواسعة كخطوات البشر لكنه يعتبر خطوة على طريق تطوير روبوت قادر على العناية بالمسنين حيث هناك حاجة لتطوير روبوتات عناية خاصة قادرة على تخمين ما يريده منها المسن باستخدام المعلومات الشحيحة المتاحة.
وقال كوسوج: “قد يكون من الصعب الاعتناء بأشخاص يعتلون أسرة، لكن روبوتات رعاية الاشخاص الذين هم بحاجة للمساعدة في ظروف افضل من هذه يمكن ان تكون فعالة فيما لو قدمت لها المعلومات سلفا عن الدعم المطلوب منها تقديمه لمن يحتاج اليه، ستكون الروبوتات قادرة على حل المشكلات قبل وقوعها فيما لو علمت بمبتغى شريكها من ما تسمعه او تشاهده.
لكن كوسوج اشار الى انه ما يزال هناك وقت طويل قبل ان تصبح الروبوتات موضع اتكال كلي لأداء المهام الضرورية مثل الامساك بساعد المسن قبل ان يترنح، ويشهد الطلب على روبوتات الرعاية نمواً مضطرداً في اليابان.
واظهر تقرير حكومي أخيراً ان المسنين يشكلون 195% من السكان طبقا لاحصاء عام 2004 وان هذه النسبة مرشحة للزيادة السريعة لتصل الى 35% عام 2050 بسبب عزوف الشباب الياباني عن تكوين الاسر، وقد دأب الباحثون اليابانيون على تصميم روبوتات لخدمة المسنين لأداء الرقص منذ فترة قصيرة.
وتشمل اصناف الروبوتات المتوافرة في السوق آلات ترتدي ملابس زاهية الألوان مبرمجة بحيث تتحرك لمجرد سماعها بعض الكلمات للحيلولة دون خرف المسن كما تشمل لعبا تفهم حاجات طفل عمره خمس سنوات.
وكانت شركة سوني قد أعلنت عن تطوير روبوت قادر على المشي والغناء والرقص وتمييز الاصوات والصور، ويبلغ طول الروبوت “اس دي آر 4 اكس SDR - 4X” 60 سنتيمتراً وله أذرع وارجل ورأس ويتواصل مع الناس بمجسات خاصة، كما ان الكاميرات المركبة على رأسه تمكنه من تمييز الاشخاص وفهم بعض الكلمات.
كما طورت توشيبا روبوتين يستطيعان تمييز الاصوات وتحديد المواقع التي صدرت منها هذه الاصوات والتفاعل معها لمساعدة كبار السن والاطفال في الاماكن المزدحمة.
روبوتات غواصة
لمراقبة البيئة وجودة المياه
عن:«الشرق الاوسط»
يختبر علماء اميركيون في معهد دارين رينسلاير للمياه العذبة، روبوتات غواصة تعمل تحت الماء وتتحرك ذاتيا بهدف مراقبة العوامل البيولوجية والكيميائية الضارة، ومراقبة نقاوة المياه. وتصمم الروبوتات التي تعتمد على الطاقة الشمسية في عملها، بمجسات متطورة وسوف تنشر في الانهار والبحيرات العذبة المياه لمراقبة البيئة المائية وجودة المياه
روبوت تنفصل أجزاؤه وتلتحم أوتوماتيكياً
طور علماء من جامعة دارتموث في نيوهامبشاير بالولايات المتحدة الأميركية مجموعة من الخوارزميات باستطاعتها تمكين أجهزة الانسان الالي من تغيير شكلها الخارجي بل والانقسام الى وحدات أصغر لاستكشاف والتعامل مع أراض وعرة لا يمكنها التعامل معها وهي وحدة كبيرة الحجم.وبحسب مجلة «نيو ساينتست» في عددها الجديد، فإن العالم زاك باتلر وعدداً من زملائه استطاعوا تطوير مجموعة خوارزميات للتحكم في أجهزة الروبوت المصنوعة من عناصر متماثلة.
كل عنصر منها قادر على التحرك بذاته وكذلك الارتباط والاتصال ببعضها البعض. ومثل تلك الروبوتات، التي تعرف باسم الروبوتات المعيارية، يمكنها التحرك كوحدة واحدة متكاملة تتكون من 100 جزء. ويمكن لتلك الأجزاء أن تنفصل عن بعضها البعض عندما تواجه عائقا ما على الأرض لا يمكنها عبوره كوحدة واحدة كبيرة.
ثم تعود بعد ذلك الى الالتحام بشكل أوتوماتيكي بمجرد أن يتم عبور ذلك العائق. ويقول العالم باتلر: «هذه هي أول خطوة من نوعها يمكن ان تسمح باستخدام هذا النوع من الروبوتات في القيام بمهام استطلاعية متوازية في آن واحد مع الاحتفاظ في الوقت ذاته بقدرة النظام الأصلي للجهاز».
الروبوت ديكستر يتولى إصلاح التليسكوب هابل
من خططها المتعلقة بإصلاح التليسكوب الفضائي هابل، الذي أكمل 14 عاماً في الفضاء، قالت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" إنها تمضي قدماً في مشروعها المتمثل بإرسال الروبوت "ديكستر" للقيام بهذه المهمة.
وأشارت وكالة الأسوشيتد برس إلى أنه لن يتم اتخاذ أي قرار قبل الصيف المقبل بشأن الموعد النهائي لإطلاق "ديكستر" أو أي روبوت آخر لإنقاذ "هابل" في غضون ثلاث سنوات ونصف. لكن يبدو واضحاً أن هذا الروبوت يستطيع القيام بمعظم، إن لم يكن كل ما يمكن لرائد الفضاء القيام به.
يذكر أن "ديكستر" عبارة عن روبوت بذراعين صنعته وكالة الفضاء الكندية خصيصاً للعمل على متن محطة الفضاء الدولية، وتحديداً للقيام بالأعمال اليدوية. وجاء تصميمه مشابهاً للروبوتات التي تظهر في أفلام الخيال العلمي.
ونتيجة لكارثة المكوك الفضائي "كولومبيا"، تم تعليق المهمات ذات الطاقم البشري، وذلك بسبب المخاوف الأمنية، كما قال مدير وكالة "ناسا" شين أوكيفي، وهو الأمر الذي رجح فكرة إرسال روبوتات للقيام بمثل هذه المهمات.
وكان أوكيفي قد حث المهندسين والعلماء المعنيين بمتابعة التليسكوب هابل في مركز غودارد للرحلات الفضائية الاثنين، على المضي قدماً في خططها بحيث لا تشمل طواقم بشرية. كما أنه بصدد مطالبة الكونغرس بتخصيص أموال لإنجاز هذه المهمة، والتي تقدر بين مليار 1.5 مليار دولار.
وقال آل دياز، الرئيس المسؤول عن مهمات ناسا، إن اختيار "ديكستر" الكندي لأداء هذه المهمة، جاء بعدما قامت ناسا بمعاينة كافة الروبوتات المعروفة لديها، ومنها الروبوت الفضائي "روبونات"، وتبينت أنه ما من روبوت آخر يتوفر في الوقت المناسب سوى "ديكستر".
ويهدف المشروع إلى إطالة عمر هابل خمس سنوات إضافية دون الحاجة إلى أي عملية إصلاح أخرى، وإضافة بطاريات جديدة وأجهزة حفظ توازن لإبقائه في حالة استقرار، وكذلك تزويده بكاميرات أكثر تطوراً، وغيرها من الأعمال الفنية.
مكنسة المستقبل الكهربائية روبورتية
مكنسة المستقبل الكهربائية مستديرة الشكل ومصنوعة من البلاستيك، وستزن أقل من ثلاثة كيلوغرامات. وستدخل في أماكن ضيقة بين الأثاث وتحته أثناء تجوالها في المنزل. إنها واحدة من المكانس الكهربائية الذكية الجديدة التي تدور في المكان منظفة أرضية المنزل دون الحاجة إلى تحكم بشري فيها. ورغم أنها لن تنافس ألبرت آينشتاين من حيث الذكاء، إلا أنها ستكون رائدة في مجالها، ومؤشراً لما سيأتي بعد في المستقبل.
وحسبما يقول موقع hi فإن عالم المستقبل الذي نشاهده في البرامج التلفزيونية أو الأفلام المليء بالأجهزة الذكية مثل الإنسان الآلي والآلات البديعة التي تقوم بعمليات حسابية معقدة، لن يكون محصوراً في المعامل أو المصانع الكبرى بل ستكون له امتداداته إلى الأجهزة الرخيصة التي تقوم بالمهام المنزلية اليومية.
لقد بدأت الآلات المنزلية الذكية تخطو أولى خطواتها على طريق المستقبل، مع أن الطريق لا يزال طويلاً أمامها.لا شك أن فكرة ضغط زر ثم التنحي جانبا فيما تقوم الآلة بتنظيف السجاد لها جاذبيتها وعمليتها لكل من يتعيّن عليه الكنس والغسيل والتنظيف. لكن لكي تدخل هذه الآلات كل بيت تقريبا لا بد من أن تتوفر فيها ثلاثة شروط:
أن تكون سهلة الاستعمال، وأن يكون من الممكن الاعتماد عليها، وأن تكون، وهذا هو الشرط الأهم، رخيصة الثمن. فقلة من الناس تستطيع إهدار آلاف الدولارات على جهاز يتطلب براعة وعبقرية في علوم الكمبيوتر لإصلاحه.
الآلي في خدمتكم
الأجهزة المنزلية لم تصل اليوم إلى المرحلة التي يمكن فيها الاعتماد عليها كلية بعد. تقول جينيفر مكنالي، إحدى نواب رئيس شركة إيفوليوشن روبوتيكس، وهي الشركة التي تقوم بتصنيع برمجيات للإنسان الآلي لشركات مثل سوني: «الإنسان الآلي بحاجة لأن يفهمك، ولأن يجد طريقه إلى المطبخ.
ونحن نعمل الآن على إيجاد حل لمشكلة معرفته كيف يشق طريقه إلى المطبخ، أي تمكين الإنسان الآلي من فهمك. إننا نواجه صعوبة في الوقت الحالي في جعل الإنسان الآلي يدرك ويميّز الأصوات».كما أن الأجهزة الذكية لتنظيف الأرضيات، حتى البسيطة نسبيا منها مثل آلة كارشر روبو كلينر Karcher RoboCleaner، ما زالت أغلى بكثير من المكنسة الكهربائية العادية.
ويضيف الموقع ذلك كله على وشك أن يتغيّر، إذ تقول مكنالي إن الإنسان الآلي من حيث التطوّر هو الآن في المرحلة نفسها التي كان فيها الكمبيوتر الشخصي قبل 20 عاما، وهو على وشك الخروج من دائرة الاهتمام الحصري للهواة والأكاديميين والدخول إلى مجال الاستهلاك العام.
وتؤكد مكنالي: «لكل منا إنسانه الآلي المفضل الذي شاهده في الأفلام أو قرأ عنه في الكتب، وكل منا لديه صورة عن الإنسان الآلي الذي يريده، ولذا فإن المنافسة بين الشركات المنتجة ستواجه توقعات راسخة في أذهان المستهلكين».
ولا تقوم الأجهزة الذكية بتنظيف الأرضيات فحسب، فهناك أيضا أجهزة مثل الإنسان الآلي آر أكس ROBOT-Rx الذي يقوم بصرف الوصفات الطبية، ويعيد شحن بطاريته عندما توشك طاقته على النفاد.وهناك أجهزة ذكية لقص الأعشاب تستطيع القيام بذلك دون الارتطام بالأرصفة أو الحيوانات الأليفة أو الأطفال.
كما أن هنالك الكلب الآلي الذكي أيبو Aibo الذي يوفر الرفقة لصاحبه والذي بوسعه أن يتعلم. أما الأجهزة الذكية قيد التطوير فستكون ذات يوم قادرة على مساعدة المسنين في أداء مهامهم اليومية، والسماح لهم بالاستمرار في الإقامة في منازلهم بدلا من Aibo الانتقال إلى بيوت العجزة.
تطوّر نوعي
وقام العلماء والمخترعون، في شهر مارس الماضي، بتركيب مجسّات وأجهزة كمبيوتر في عدة أنواع من المركبات، وحولوها بشكل أساسي إلى أجهزة ذكية قادرة على تسيير نفسها ذاتيا، كما تم برمجتها لتخوض سباقا مسافته 240 كيلومترا من الأراضي الصحراوية الواقعة بين بلدة بارستو في كاليفورنيا ولوس أنجلوس.
ورغم أن أيا من هذه المركبات لم تكمل السباق إلى نهايته، إلا أنها أظهرت أن التكنولوجيا اللازمة لتسيير سيارة ذكية باتت قاب قوسين أو أدنى. وتمثل هذه الأجهزة تطورا نوعيا هائلا قياسا بما كان سائدا قبل 15 عاما، حينما كان الإنسان الآلي يعني للكثيرين «آلة ذات ست أرجل شبيهة بالحشرات» تتزحلق على أرضيات مختبر الذكاء الاصطناعي في معهد مساشوستس للتكنولوجيا .
يقول بيل ثوماسماير رئيس منظمة روبوتيكس فاوندري، وهي منظمة تكرس جهودها للدفع بتطوير تكنولوجيا الأجهزة الذكية في الولايات المتحدة، ومقرها ولاية بنسلفانيا، إن «هنالك فرصة طيبة لأن تكون المنتجات التي نراها الآن بوادر لطائفة واسعة من المنتجات، فعلى الرغم من أن التكنولوجيا ذات الطابع المقارب للذكاء البشري ما زال أمامها عقود من الزمن لتتطور، لكننا نرى بشائرها تتحقق الآن».
الإنسان الرقمي
ويؤمن ثوماسماير فعلا بأن هذه ليست سوى البداية، وأن الإنسان الآلي سيكون له حضور واسع في القرن ال21، تماما كما كانت السيارات في القرن الماضي. فقد بدأت السيارات كسلع غالية الثمن قابلة للعطب لا تتوفر سوى للقليل من الناس قبل أن تصبح جزءاً من حياتنا اليومية. ويمكن لهذا الأمر أن يجعل صناعة الأجهزة الذكية عاملا اقتصاديا رئيسيا في السنوات القادمة.
وفيما تمارس حداثة الأجهزة الذكية مثل روبوكلينر سحرها على معظم الناس، فإن آخرين بدأوا فعلا في التفكير في ما ستكون عليه الأجيال القادمة من هذه الأجهزة. يقول الدكتور سيدني بيركويتز الأستاذ في جامعة إيموري في بمدينة أتلانتا، ومؤلف كتاب الإنسان الرقمي Digital People .
وهو كتاب حول تاريخ الإنسان الآلي: «من المحتمل أن يكون هناك دماغ سيليكوني مكافئ لدماغ الإنسان بحلول 2020-2025، لكن ذلك يثير قضية أخرى: إن كان لهذا الدماغ السيليكوني مشاعر، فهل ينبغي استعباده؟ وهل سيكون من الخطأ، بأي شكل من الأشكال، استخدامه كخادم منزلي؟» وهل سيكون التخلّص من آلة كتلك، ناهيك عن إغلاقها، عملا أخلاقيا؟
يقول الدكتور بيركويتز: «لا أحد يظن أن رمي الحجر عمل غير أخلاقي، لكن الناس يعتقدون أن ركل أو إساءة معاملة حيوان أليف عمل غير أخلاقي. إنها مسألة ضمير».
واستنادا إلى المرحلة التي وصل إليها التقدم في مجال الإنسان الآلي في يومنا هذا، فإنه لن يتعيّن علينا التصدي لمثل هذه الأسئلة قبل عقود من الزمن. لكن إذا نظرت إلى إنسان آلي اليوم يقوم بقص الأعشاب أو تنظيف الأرضية سيكون بوسعك أن تتخيل بسهولة كيف ستسهّل هذه الآلات الذكية حياة الأجيال القادمة.
تقول مكنالي من إيفوليوشن روبوتيكس إن الاحتياجات التي ستلبيها هذه التكنولوجيا والمنافع الكامنة فيها هائلة، «فجزء كبير من السكان يتقدمون في السن ولذا فإننا سنحتاج إلى آلات منزلية ذكية لمساعدة المسنين، ولحماية المنزل أو لمجرد اللعب مع أطفالنا».
روبوت على شكل سرطان بحري
للكشف عن الألغام البحرية
جلس جوزيف آيرز وهو يعمل على جهاز الكومبيوتر الجوال داخل سقيفة صغيرة لا تكاد تتسع لماكينة قطع الحشائش وهو يشاهد سرطانا بحريا روبوتيا مربعا اسود اللون من خلال نافذة مصنوعة من طبقة من الأكريليك مستطيلة الشكل. تقع سقيفة الدكتور آيرز بالقرب من خزان للمياه المالحة مصنوع من الألياف الزجاجية اشبه بحوض سباحة فوق سطح الارض. كان آيرز يراقب السرطان البحري الروبوتي، الذي تبلغ زنته سبعة ارطال (الرطل حوالي 452 غراما)، وهو يمشي بصعوبة على الارضية الرملية ويحاول جاهدا الصعود على صخور صغيرة الحجم. وقال الدكتور آيرز، استاذ الأحياء بجامعة نورث إيسترن ببوسطن، ان السرطان البحري رجع الى الوراء وان أرجله الامامية لا تلمس الارض. ثم لاحظ بعد بضع دقائق ان هناك برغيا مفقودا من الارجل الثلاثية الممتدة من الجانب الأيمن لبطن السرطان البحري. ولو لم يكن هذا السرطان البحري الروبوتي مصنوعا من البلاستيك المقوى، والزوايا المعدنية، وبطارية معدنية من النيكل، فلربما أقدم آيرز، الذي كان يشعر بإحباط بالغ، على إلقاء السرطان البحري الروبوتي داخل قدر للطبيخ بها ماء مغلي بغرض طبخه وتقديمه في وجبة للغداء، خصوصا أن آيرز ألف عددا من الكتب حول طرق طبخ السرطان البحري! كان آيرز، وهو في مركز العلوم البحرية التابع للجامعة في شبه جزيرة ناهانت التي تبرز باتجاه خليج ماساشوستس، يحاول إعداد السرطان البحري الروبوتي بهدف عرضه امام القسم العسكري لمكتب الأبحاث البحرية الذي يمول في هذا المشروع. وكان يأمل ان يتمكن قبل موعد العرض من اجبار السرطان البحري الروبوتي على استخدام مخالبه كمجسات بارزة. ويقول آيرز موضحا ان هذا الروبوت عندما يمشي باتجاه صخرة من المفترض ان يصبح قادرا على تحديد ما اذا سيمشي فوق الصخرة او حولها اعتمادا على حجم الصخرة نفسها. ويعتبر آيرز واحدا من بضعة باحثين في مجال الروبوتات يعدون الحيوانات مصدر تأمل وإلهام بالكثير من الأفكار. ويتركز هذا النوع من العمل والبحوث حول دراسة وظائف وتركيب الأنظمة البيولوجية كنماذج للتصاميم الهندسية. ويعتقد الباحثون الذين يعملون على تطوير سرطان بحري وكلاب واسماك وثعابين وابراص وجنادب روبوتية ان تصاميم الماكينات عندما يكون نابعا من وظائف وتركيب الانظمة البيولوجية سيكون أكثر فاعلية وقدرة على العمل والذهاب الى الأماكن التي لا يستطيع الجيل الجديد من الروبوتات الذهاب اليها.
يقول آيرز «ان الحيوانات تتكيف مع أية بيئة نختارها لاختبار عمل روبوتاتنا، وقد تم تصميم السرطان البحري الروبوتي، الذي طوره آيرز، ليكون قادرا على البحث عن الألغام الطافية في المواقع التي لا تجد السرطانات البحرية الحية مشاكل في الاستمرار في العيش فيها. وكان باحث آخر هو هاوي تشوسيت، من جامعة كارنيغي ميللون، قد ظل يجرى اختبارات على روبوتات معقدة صممت لتكون ثعابين، وخراطيم افيال لاستخدامها كماكينات فاعلة في البحث عن الناجين وسط الحطام الذي يخلفه الانفجارات او الكوارث الطبيعية. إلا ان إزاحة النظام البيولوجي ليحل محله شيء آخر ليس مسألة سهلة، فيما يعتقد آخرون انه على الرغم من تجربة الكلب «آيبو» الذي صممته شركة سوني عام 1999، فإن الاستخدام المفيد للروبوتات المصممة على اساس النظام البيولوجي ربما في حاجة الى عدة سنوات من العمل والبحوث. ويقول شانكار ساستري، البروفسور بجامعة كاليفورنيا والذي ساهم في تصميم ذباب وأسماك وأبراص روبوتية «ما أزعجني كثيرا هو صعوبة تطوير هذا المشروع».
التحدي الآخر هو انقطاع التمويل، الذي يأتي اساسا من الوكالات الحكومية مثل المؤسسة العلمية الوطنية، ومن «ناسا»، ومن وكالة الابحاث المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع والتي تعرف اختصارا بـ«داربا». وقال الدكتور شوسيه، مصمم القوارب الثعبانية التي يمكن أن تصعد السلالم وتنزلق داخل مواسير الصرف: « إنني أكره الشكوى، ولكن التمويل صعب هذه الايام».
وكانت القوات المسلحة قد أبدت اهتمامها بالروبوتات الحيوانية على الأقل منذ عام 1968، وذلك عندما صممت شركة «جنرال إلكتريك» ماكينة متحركة تسير بالغازولين وتشبه الفيل. ومن بين الروبوتات الجديدة «بغل» يعمل كمولد كهربائي يوفر الطاقة للوحدات المتحركة. ويقوم بتطوير هذا البغل فنيان كانا يعملان في شركة «ديزني» وكانا مكلفين بتصميم ديناصور طوله تسعة اقدام يسمى «لاكي» يتجول في بعض الأحيان في حدائق ديزني الترفيهية.ويقوم بغل روبوتي آخر بحمل أمتعة الجنود، مما يمكنهم من السير مسافات أطول. وربما يلعب كلب روبوتي صنعته لـ«تاكوم» شركة من سنسناتي تسمي «يوبوتيكس»، دور صديق الجندي في يوم من الأيام.
يعكف فريق من الباحثين اليابانيين، في إحدى جامعات العاصمة طوكيو، على وضع لمساتهم النهائية على وجه مطاطي لإنسان آلي "روبوت"، يمكنه إظهار ملاممح الكثير من المشاعر الإنسانية، كالغضب أو الخوف أو الحزن، وكذلك الفرح أو الدهشة، بل وأحياناً الامتعاض.
وعن طريق ربطه بقاعدة بيانات لفظية، يستطيع الروبوت الذي أطلقوا عليه اسم "كانسي"، وهي كلمة يابانية تعني "الإحساس"، أن يغير من ملامح وجهه عندما يسمع كلمة تثير مشاعره، كـ"الحرب" مثلاً، حيث تبدو علامات الخوف والامتعاض وقد علت وجهه، بينما تبتسم شفاهه الوردية إذا سمع كلمة مناقضة مثل "حب."
وقال المسؤول عن المشروع بجامعة "ميجي" الواقعة بإحدى ضواحي طوكيو، غونيشي تاكينو، إن "الإنسان الآلي يجب أن يتحمل واجبات اجتماعية إذا أراد أن يتواجد بين البشر، وعليه أن يعمل مع المشاعر ليفهمها، وربما في النهاية يشعر بها."
وفي وقت يبدو فيه الروبوت بعيداً جداً عن مشابهة البشر، إلا أن اليابان يعد البلد الأقرب إلى المستقبل، إذ أن الروبوتات هناك أصبحت جزءاً من المشهد اليومي، حيث تشارك في القيام بالعديد من الأعمال، كزراعة الأرز وحصاده، بل وإعداد السوشي، حتى أن كثيراً من اليابانيين يرحبون بالروبوت في يوم عمله الأول، باحتفال "شنتو" الياباني التقليدي.
ويقوم الروبوت بمهام كثيرة حالياً في اليابان، فهو يعمل موظف استقبال، كما يساعد في أعمال تنظيف المكاتب والممرات، وهناك آخر يقدم الشاي، ويطعم كبار السن بالملعقة، وقريباً سيتم إنتاج روبوتات للعمل اليومي في المنازل.
وليست جميع الروبوتات تشبه البشر، لكن في اليابان فإن ثورة الروبوتات أصبحت إلزامية، في بلاد خمس سكانها هم من كبار السن، حيث تريد الحكومة الاعتماد على الإنسان الآلي في تعزيز القوى العاملة، والاهتمام بكبار السن، وفقاً لما نقلت أسوشيتد برس.
وقبل عدة سنوات مولت الحكومة اليابانية جهوداً كثيرة فيما يتعلق بالروبوتات، بما في ذلك رصد 42 مليون دولار أمريكي لمرحلة أولى في مشروع روبوت يشبه الإنسان، ونحو 10 ملايين دولار سنوياً بين عامي 2006 و2010 لتطوير أهم التقنيات المتعلقة بالإنسان الآلي.
وتقدر الحكومة أن صناعة الروبوتات ستقفز من 5.2 مليار دولار عام 2006 إلى نحو 26 مليار دولار في 2010، وسترتفع إلى نحو 70 مليار دولار بحلول عام 2025.
وتختلف صورة الروبوت في الثقافة اليابانية عن نقضيتها الغربية، ففي اليابان الروبوت صديق خدوم، بينما يصوره الغرب على أنه آلة ثائرة تميل إلى العنف والتحكم بالبشر، كما ورد في كثير من قصص الخيال العلمي الغربية.
ورغم ذلك، فإن اليابان تواجه تحدياً كبيراً في تحقيق تقدم على الصعيد التجاري والثقافي، بعيداً عن الألعاب وروبوتات التجارب، إلى إنسان آلي يشبه البشر ويساعدهم ويستطيع الجميع تحمل كلفة شرائه.
يقول محلل الأنظمة التقنية في بنك "ماكواري" في طوكيو، داميان ثونغ، إن الناس "ما تزال تتساءل هل تريد فعلا رجلا آليا يتجول في المنزل ويطوي الملابس؟ لكن في اليابان هذا ممكن حيث الجميع لديه حمام يدار الكترونيا."
وبحسب أرقام تخص عام 2005 فإن هناك نحو 370 ألف روبوت عملت في مصانع يابانية، أي بنحو 40 في المائة من الموجود حول العالم، كما يقدر تواجد الروبوت بنحو 32 واحدا لكل 1000 موظف تصنيع ياباني.
وفي حين لن يطلب الروبوت نقوداً مقابل الوقت الإضافي ولن يطالب بأموال التقاعد، يقول الرئيس التنفيذي لشركة "انوفيشن ماتركس"، التي توزع الروبوتات اليابانية في الولايات المتحدة، إيمي أوناغا: "كلفة الآلات تتراجع بينما أجور العمالة تزيد، وقريبا يمكن للروبوتات أن تحل محل العمالة قليلة الأجر في الشركات الصغيرة وتساهم بشكل كبير في رفع الإنتاجية."
وكانت وزارة التجارة اليابانية قد وضعت العام الماضي خارطة طريق لتركيب نحو مليون روبوت صناعي بحلول عام 2025، حيث يمكن لكل روبوت أن يستبدل عشرة موظفين، ما يعني أن المليون روبوت سيحلون محل عشرة ملايين إنسان، أي نحو 15 في المائة من القوى العاملة الآن.
كما قال هيروشي إيشي غورو من جامعة أوساكا، إن مفتاح نجاح صناعة الروبوتات هو إنتاج روبوت يشبه إلى حد بعيد البشر، ففي النهاية نحن لا نريد أن نتفاعل مع الآلة، بل نريد تكنولوجيا بروح بشرية."
وأضاف قوله: "يوما ما سيعيش الإنسان الآلي بيننا، وعندها ربما عليكم أن تسألوني: هل أنت روبوت أم إنسان؟.
روبوت "عاطفي" يتعلم من البشر
أخذ فريق من العلماء البريطانيين على عاتقه تنفيذ مشروع أوروبي لجعل (الروبوت) يتفاعل مع البشر عاطفيا.
وتشترك في مشروع Feelix Growing البحثي ستة بلدان، و25 خبيرا من خبراء علم الروبوتات والذكاء الاصطناعي، فضلا عن خبراء في التطور النفسي والأعصاب.
وقالت منسقة المشروع، د. لولا كاناميرو، إن الهدف هو بناء إنسان آلي "يتعلم من البشر ويتجاوب اجتماعيا وانفعاليا بشكل لائق".
وسوف يستمر المشروع الذي تبلغ تكلفته 2.3 مليون يورو، لمدة ثلاثة أعوام.
وقالت د. كاناميرو، العاملة بجامعة هارتفوردشير، "إن عالم الانفعالات والعواطف البشرية عالم شديد التعقيد ولكننا نتجاوب مع إشارات بسيطة، حتى أننا لا نلحظها أحيانا أو لا نلتفت إليها كثيرا، مثل الطريقة التي يتحرك بها شخص ما". "الإطراء على الروبوت"
ويشمل المشروع بناء مجموعة من الروبوتات تتضمن مستِقبِلات حسية للتجاوب مع البشر وتغيير سلوكها تباعا.
وتشبه د. كاناميرو الروبوتات بصغار الأطفال الذين يستقون أنماطهم الحركية والانفعالية مما يدور حولهم.
نركز على انفعالات أقرب ما تكون إلى روبوت رضيع، ينمو ويتطور لمساعدة البشر في شؤون الحياة اليومية
د. لولا كاناميرو
والروبوتات في حد ذاتها مجرد ماكينات، ولكن الجانب الأكثر تشويقا فيها هو السوفت وير، أو البرمجة الخاصة بها.
وسيتم تركيب رؤوس معبرة لبعض الماكينات، فيما تقول كاناميرو إنه سيتم تعليم الروبوتات من خلال "الاستجابات عن طريق اللمس والإطراء عليها بكلمات تشجيع، أو السلوك اللطيف، ومساعدة الروبوت في إخراج نفسه من مأزق ما".
وتقوم الجهات المشاركة للجامعة في المشروع ببناء روبوتات مختلفة يركز كل منها على مجموعة مختلفة من الانفعالات. "رصد التعبيرات"
وسيستقبل الروبوت ما يحدث من حوله عبر كاميرات رؤية بسيطة، ومستقبلات سمعية وحسية، فضلا عن مجسات لتحديد المسافة بينه وبين البشر.
وتقول د. كاناميرو "من بين ما سنلجأ إليه الاستعانة بشبكة عصبية (صناعية) لرصد تعبيرات الوجه وأنماط الحركة" التي يستقبلها الروبوت.
وسترصد تلك الشبكات العصبية الصناعية التغير في ردود فعل البشر، سواء سلوكا أو صوتا أو حركة.
ولن يحاول الروبوت رصد حالات انفعالية من قبيل الاشمئزاز، ولكن سيتم التركيز على حالات انفعالية مثل الغضب والسعادة والوحدة، وهي الانفعالات التي تؤثر على الحركة وتؤثر على الطريقة التي ينبغي بها على الروبوت التجاوب.
وتقول كاناميرو "من المهم للغاية رصد ما إذا كان المستخدم البشري غاضبا وما إذا كان الروبوت قد ارتكب خطأ ما، أو ما إذا كان الإنسان وحيدا ويحتاج لتشجيع الروبوت له والتسرية عنه أو عنها".
وتضيف "نركز على انفعالات أقرب ما تكون إلى روبوت رضيع، ينمو ويتطور لمساعدة البشر في شؤون الحياة اليومية".
ومن بين النماذج الأولى لهذا المشروع روبوت يعكس سلوكا "فطريا" أشبه بالموجود لدى الطيور وبعض الثدييات.
فتلك الكائنات "تتعلق بأول ما تراه حينما تخرج للحياة".
وتقول د. كاناميرو "عادة ما يتم التعلق بالأم وتتبعها في كل مكان".
"لدينا نموذج أولي لروبوت يسير وراء البشر في كل مكان ويمكنه التكيف مع تعامل البشر معه".
وبإمكان هذا الروبوت أن يقترب أو يبعد حسبما يشعر الإنسان الذي يتم إتباعه حيال ذلك.
شريكتك في الرقص روبوت
طور باحثون يابانيون روبوتا قادراً على أداء الرقص الاستعراضي بتحسس حركة الشريك والتحرك بما يناسب تلك الحركة.
صمم روبوت الرقص بوجه امرأة وزود بمجسات حول خصره ويتحرك في جميع الاتجاهات على عجلاته الثلاث المخفية تحت ملاءة سهرة، وما ان يتحرك شريكه حتى يحلل الروبوت حركاته ويحدد طريقة اصطحابه له بالمرفقين والكتفين والخصر والرقبة، ويبلغ طولع 165 سنتيمتراً ووزنه 100 كيلوجرام ولا تزال النسخة الذكورية منه قيد التطوير.
وكشفت جامعة “توهوكو” الحكومية عن الروبوت الجديد بعد ست سنوات من الابحاث في مدينة “تشينو” في مقاطعة “ناجانو” وسط اليابان وقال البروفسور كازوهيرد كوسوج رئيس قسم الهندسة الحيوية والروبوت في الجامعة ان الروبوت غير معد للقيام بخطوات سريعة وواسعة كخطوات البشر لكنه يعتبر خطوة على طريق تطوير روبوت قادر على العناية بالمسنين حيث هناك حاجة لتطوير روبوتات عناية خاصة قادرة على تخمين ما يريده منها المسن باستخدام المعلومات الشحيحة المتاحة.
وقال كوسوج: “قد يكون من الصعب الاعتناء بأشخاص يعتلون أسرة، لكن روبوتات رعاية الاشخاص الذين هم بحاجة للمساعدة في ظروف افضل من هذه يمكن ان تكون فعالة فيما لو قدمت لها المعلومات سلفا عن الدعم المطلوب منها تقديمه لمن يحتاج اليه، ستكون الروبوتات قادرة على حل المشكلات قبل وقوعها فيما لو علمت بمبتغى شريكها من ما تسمعه او تشاهده.
لكن كوسوج اشار الى انه ما يزال هناك وقت طويل قبل ان تصبح الروبوتات موضع اتكال كلي لأداء المهام الضرورية مثل الامساك بساعد المسن قبل ان يترنح، ويشهد الطلب على روبوتات الرعاية نمواً مضطرداً في اليابان.
واظهر تقرير حكومي أخيراً ان المسنين يشكلون 195% من السكان طبقا لاحصاء عام 2004 وان هذه النسبة مرشحة للزيادة السريعة لتصل الى 35% عام 2050 بسبب عزوف الشباب الياباني عن تكوين الاسر، وقد دأب الباحثون اليابانيون على تصميم روبوتات لخدمة المسنين لأداء الرقص منذ فترة قصيرة.
وتشمل اصناف الروبوتات المتوافرة في السوق آلات ترتدي ملابس زاهية الألوان مبرمجة بحيث تتحرك لمجرد سماعها بعض الكلمات للحيلولة دون خرف المسن كما تشمل لعبا تفهم حاجات طفل عمره خمس سنوات.
وكانت شركة سوني قد أعلنت عن تطوير روبوت قادر على المشي والغناء والرقص وتمييز الاصوات والصور، ويبلغ طول الروبوت “اس دي آر 4 اكس SDR - 4X” 60 سنتيمتراً وله أذرع وارجل ورأس ويتواصل مع الناس بمجسات خاصة، كما ان الكاميرات المركبة على رأسه تمكنه من تمييز الاشخاص وفهم بعض الكلمات.
كما طورت توشيبا روبوتين يستطيعان تمييز الاصوات وتحديد المواقع التي صدرت منها هذه الاصوات والتفاعل معها لمساعدة كبار السن والاطفال في الاماكن المزدحمة.
روبوتات غواصة
لمراقبة البيئة وجودة المياه
عن:«الشرق الاوسط»
يختبر علماء اميركيون في معهد دارين رينسلاير للمياه العذبة، روبوتات غواصة تعمل تحت الماء وتتحرك ذاتيا بهدف مراقبة العوامل البيولوجية والكيميائية الضارة، ومراقبة نقاوة المياه. وتصمم الروبوتات التي تعتمد على الطاقة الشمسية في عملها، بمجسات متطورة وسوف تنشر في الانهار والبحيرات العذبة المياه لمراقبة البيئة المائية وجودة المياه
روبوت تنفصل أجزاؤه وتلتحم أوتوماتيكياً
طور علماء من جامعة دارتموث في نيوهامبشاير بالولايات المتحدة الأميركية مجموعة من الخوارزميات باستطاعتها تمكين أجهزة الانسان الالي من تغيير شكلها الخارجي بل والانقسام الى وحدات أصغر لاستكشاف والتعامل مع أراض وعرة لا يمكنها التعامل معها وهي وحدة كبيرة الحجم.وبحسب مجلة «نيو ساينتست» في عددها الجديد، فإن العالم زاك باتلر وعدداً من زملائه استطاعوا تطوير مجموعة خوارزميات للتحكم في أجهزة الروبوت المصنوعة من عناصر متماثلة.
كل عنصر منها قادر على التحرك بذاته وكذلك الارتباط والاتصال ببعضها البعض. ومثل تلك الروبوتات، التي تعرف باسم الروبوتات المعيارية، يمكنها التحرك كوحدة واحدة متكاملة تتكون من 100 جزء. ويمكن لتلك الأجزاء أن تنفصل عن بعضها البعض عندما تواجه عائقا ما على الأرض لا يمكنها عبوره كوحدة واحدة كبيرة.
ثم تعود بعد ذلك الى الالتحام بشكل أوتوماتيكي بمجرد أن يتم عبور ذلك العائق. ويقول العالم باتلر: «هذه هي أول خطوة من نوعها يمكن ان تسمح باستخدام هذا النوع من الروبوتات في القيام بمهام استطلاعية متوازية في آن واحد مع الاحتفاظ في الوقت ذاته بقدرة النظام الأصلي للجهاز».
الروبوت ديكستر يتولى إصلاح التليسكوب هابل
من خططها المتعلقة بإصلاح التليسكوب الفضائي هابل، الذي أكمل 14 عاماً في الفضاء، قالت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" إنها تمضي قدماً في مشروعها المتمثل بإرسال الروبوت "ديكستر" للقيام بهذه المهمة.
وأشارت وكالة الأسوشيتد برس إلى أنه لن يتم اتخاذ أي قرار قبل الصيف المقبل بشأن الموعد النهائي لإطلاق "ديكستر" أو أي روبوت آخر لإنقاذ "هابل" في غضون ثلاث سنوات ونصف. لكن يبدو واضحاً أن هذا الروبوت يستطيع القيام بمعظم، إن لم يكن كل ما يمكن لرائد الفضاء القيام به.
يذكر أن "ديكستر" عبارة عن روبوت بذراعين صنعته وكالة الفضاء الكندية خصيصاً للعمل على متن محطة الفضاء الدولية، وتحديداً للقيام بالأعمال اليدوية. وجاء تصميمه مشابهاً للروبوتات التي تظهر في أفلام الخيال العلمي.
ونتيجة لكارثة المكوك الفضائي "كولومبيا"، تم تعليق المهمات ذات الطاقم البشري، وذلك بسبب المخاوف الأمنية، كما قال مدير وكالة "ناسا" شين أوكيفي، وهو الأمر الذي رجح فكرة إرسال روبوتات للقيام بمثل هذه المهمات.
وكان أوكيفي قد حث المهندسين والعلماء المعنيين بمتابعة التليسكوب هابل في مركز غودارد للرحلات الفضائية الاثنين، على المضي قدماً في خططها بحيث لا تشمل طواقم بشرية. كما أنه بصدد مطالبة الكونغرس بتخصيص أموال لإنجاز هذه المهمة، والتي تقدر بين مليار 1.5 مليار دولار.
وقال آل دياز، الرئيس المسؤول عن مهمات ناسا، إن اختيار "ديكستر" الكندي لأداء هذه المهمة، جاء بعدما قامت ناسا بمعاينة كافة الروبوتات المعروفة لديها، ومنها الروبوت الفضائي "روبونات"، وتبينت أنه ما من روبوت آخر يتوفر في الوقت المناسب سوى "ديكستر".
ويهدف المشروع إلى إطالة عمر هابل خمس سنوات إضافية دون الحاجة إلى أي عملية إصلاح أخرى، وإضافة بطاريات جديدة وأجهزة حفظ توازن لإبقائه في حالة استقرار، وكذلك تزويده بكاميرات أكثر تطوراً، وغيرها من الأعمال الفنية.
مكنسة المستقبل الكهربائية روبورتية
مكنسة المستقبل الكهربائية مستديرة الشكل ومصنوعة من البلاستيك، وستزن أقل من ثلاثة كيلوغرامات. وستدخل في أماكن ضيقة بين الأثاث وتحته أثناء تجوالها في المنزل. إنها واحدة من المكانس الكهربائية الذكية الجديدة التي تدور في المكان منظفة أرضية المنزل دون الحاجة إلى تحكم بشري فيها. ورغم أنها لن تنافس ألبرت آينشتاين من حيث الذكاء، إلا أنها ستكون رائدة في مجالها، ومؤشراً لما سيأتي بعد في المستقبل.
وحسبما يقول موقع hi فإن عالم المستقبل الذي نشاهده في البرامج التلفزيونية أو الأفلام المليء بالأجهزة الذكية مثل الإنسان الآلي والآلات البديعة التي تقوم بعمليات حسابية معقدة، لن يكون محصوراً في المعامل أو المصانع الكبرى بل ستكون له امتداداته إلى الأجهزة الرخيصة التي تقوم بالمهام المنزلية اليومية.
لقد بدأت الآلات المنزلية الذكية تخطو أولى خطواتها على طريق المستقبل، مع أن الطريق لا يزال طويلاً أمامها.لا شك أن فكرة ضغط زر ثم التنحي جانبا فيما تقوم الآلة بتنظيف السجاد لها جاذبيتها وعمليتها لكل من يتعيّن عليه الكنس والغسيل والتنظيف. لكن لكي تدخل هذه الآلات كل بيت تقريبا لا بد من أن تتوفر فيها ثلاثة شروط:
أن تكون سهلة الاستعمال، وأن يكون من الممكن الاعتماد عليها، وأن تكون، وهذا هو الشرط الأهم، رخيصة الثمن. فقلة من الناس تستطيع إهدار آلاف الدولارات على جهاز يتطلب براعة وعبقرية في علوم الكمبيوتر لإصلاحه.
الآلي في خدمتكم
الأجهزة المنزلية لم تصل اليوم إلى المرحلة التي يمكن فيها الاعتماد عليها كلية بعد. تقول جينيفر مكنالي، إحدى نواب رئيس شركة إيفوليوشن روبوتيكس، وهي الشركة التي تقوم بتصنيع برمجيات للإنسان الآلي لشركات مثل سوني: «الإنسان الآلي بحاجة لأن يفهمك، ولأن يجد طريقه إلى المطبخ.
ونحن نعمل الآن على إيجاد حل لمشكلة معرفته كيف يشق طريقه إلى المطبخ، أي تمكين الإنسان الآلي من فهمك. إننا نواجه صعوبة في الوقت الحالي في جعل الإنسان الآلي يدرك ويميّز الأصوات».كما أن الأجهزة الذكية لتنظيف الأرضيات، حتى البسيطة نسبيا منها مثل آلة كارشر روبو كلينر Karcher RoboCleaner، ما زالت أغلى بكثير من المكنسة الكهربائية العادية.
ويضيف الموقع ذلك كله على وشك أن يتغيّر، إذ تقول مكنالي إن الإنسان الآلي من حيث التطوّر هو الآن في المرحلة نفسها التي كان فيها الكمبيوتر الشخصي قبل 20 عاما، وهو على وشك الخروج من دائرة الاهتمام الحصري للهواة والأكاديميين والدخول إلى مجال الاستهلاك العام.
وتؤكد مكنالي: «لكل منا إنسانه الآلي المفضل الذي شاهده في الأفلام أو قرأ عنه في الكتب، وكل منا لديه صورة عن الإنسان الآلي الذي يريده، ولذا فإن المنافسة بين الشركات المنتجة ستواجه توقعات راسخة في أذهان المستهلكين».
ولا تقوم الأجهزة الذكية بتنظيف الأرضيات فحسب، فهناك أيضا أجهزة مثل الإنسان الآلي آر أكس ROBOT-Rx الذي يقوم بصرف الوصفات الطبية، ويعيد شحن بطاريته عندما توشك طاقته على النفاد.وهناك أجهزة ذكية لقص الأعشاب تستطيع القيام بذلك دون الارتطام بالأرصفة أو الحيوانات الأليفة أو الأطفال.
كما أن هنالك الكلب الآلي الذكي أيبو Aibo الذي يوفر الرفقة لصاحبه والذي بوسعه أن يتعلم. أما الأجهزة الذكية قيد التطوير فستكون ذات يوم قادرة على مساعدة المسنين في أداء مهامهم اليومية، والسماح لهم بالاستمرار في الإقامة في منازلهم بدلا من Aibo الانتقال إلى بيوت العجزة.
تطوّر نوعي
وقام العلماء والمخترعون، في شهر مارس الماضي، بتركيب مجسّات وأجهزة كمبيوتر في عدة أنواع من المركبات، وحولوها بشكل أساسي إلى أجهزة ذكية قادرة على تسيير نفسها ذاتيا، كما تم برمجتها لتخوض سباقا مسافته 240 كيلومترا من الأراضي الصحراوية الواقعة بين بلدة بارستو في كاليفورنيا ولوس أنجلوس.
ورغم أن أيا من هذه المركبات لم تكمل السباق إلى نهايته، إلا أنها أظهرت أن التكنولوجيا اللازمة لتسيير سيارة ذكية باتت قاب قوسين أو أدنى. وتمثل هذه الأجهزة تطورا نوعيا هائلا قياسا بما كان سائدا قبل 15 عاما، حينما كان الإنسان الآلي يعني للكثيرين «آلة ذات ست أرجل شبيهة بالحشرات» تتزحلق على أرضيات مختبر الذكاء الاصطناعي في معهد مساشوستس للتكنولوجيا .
يقول بيل ثوماسماير رئيس منظمة روبوتيكس فاوندري، وهي منظمة تكرس جهودها للدفع بتطوير تكنولوجيا الأجهزة الذكية في الولايات المتحدة، ومقرها ولاية بنسلفانيا، إن «هنالك فرصة طيبة لأن تكون المنتجات التي نراها الآن بوادر لطائفة واسعة من المنتجات، فعلى الرغم من أن التكنولوجيا ذات الطابع المقارب للذكاء البشري ما زال أمامها عقود من الزمن لتتطور، لكننا نرى بشائرها تتحقق الآن».
الإنسان الرقمي
ويؤمن ثوماسماير فعلا بأن هذه ليست سوى البداية، وأن الإنسان الآلي سيكون له حضور واسع في القرن ال21، تماما كما كانت السيارات في القرن الماضي. فقد بدأت السيارات كسلع غالية الثمن قابلة للعطب لا تتوفر سوى للقليل من الناس قبل أن تصبح جزءاً من حياتنا اليومية. ويمكن لهذا الأمر أن يجعل صناعة الأجهزة الذكية عاملا اقتصاديا رئيسيا في السنوات القادمة.
وفيما تمارس حداثة الأجهزة الذكية مثل روبوكلينر سحرها على معظم الناس، فإن آخرين بدأوا فعلا في التفكير في ما ستكون عليه الأجيال القادمة من هذه الأجهزة. يقول الدكتور سيدني بيركويتز الأستاذ في جامعة إيموري في بمدينة أتلانتا، ومؤلف كتاب الإنسان الرقمي Digital People .
وهو كتاب حول تاريخ الإنسان الآلي: «من المحتمل أن يكون هناك دماغ سيليكوني مكافئ لدماغ الإنسان بحلول 2020-2025، لكن ذلك يثير قضية أخرى: إن كان لهذا الدماغ السيليكوني مشاعر، فهل ينبغي استعباده؟ وهل سيكون من الخطأ، بأي شكل من الأشكال، استخدامه كخادم منزلي؟» وهل سيكون التخلّص من آلة كتلك، ناهيك عن إغلاقها، عملا أخلاقيا؟
يقول الدكتور بيركويتز: «لا أحد يظن أن رمي الحجر عمل غير أخلاقي، لكن الناس يعتقدون أن ركل أو إساءة معاملة حيوان أليف عمل غير أخلاقي. إنها مسألة ضمير».
واستنادا إلى المرحلة التي وصل إليها التقدم في مجال الإنسان الآلي في يومنا هذا، فإنه لن يتعيّن علينا التصدي لمثل هذه الأسئلة قبل عقود من الزمن. لكن إذا نظرت إلى إنسان آلي اليوم يقوم بقص الأعشاب أو تنظيف الأرضية سيكون بوسعك أن تتخيل بسهولة كيف ستسهّل هذه الآلات الذكية حياة الأجيال القادمة.
تقول مكنالي من إيفوليوشن روبوتيكس إن الاحتياجات التي ستلبيها هذه التكنولوجيا والمنافع الكامنة فيها هائلة، «فجزء كبير من السكان يتقدمون في السن ولذا فإننا سنحتاج إلى آلات منزلية ذكية لمساعدة المسنين، ولحماية المنزل أو لمجرد اللعب مع أطفالنا».
روبوت على شكل سرطان بحري
للكشف عن الألغام البحرية
جلس جوزيف آيرز وهو يعمل على جهاز الكومبيوتر الجوال داخل سقيفة صغيرة لا تكاد تتسع لماكينة قطع الحشائش وهو يشاهد سرطانا بحريا روبوتيا مربعا اسود اللون من خلال نافذة مصنوعة من طبقة من الأكريليك مستطيلة الشكل. تقع سقيفة الدكتور آيرز بالقرب من خزان للمياه المالحة مصنوع من الألياف الزجاجية اشبه بحوض سباحة فوق سطح الارض. كان آيرز يراقب السرطان البحري الروبوتي، الذي تبلغ زنته سبعة ارطال (الرطل حوالي 452 غراما)، وهو يمشي بصعوبة على الارضية الرملية ويحاول جاهدا الصعود على صخور صغيرة الحجم. وقال الدكتور آيرز، استاذ الأحياء بجامعة نورث إيسترن ببوسطن، ان السرطان البحري رجع الى الوراء وان أرجله الامامية لا تلمس الارض. ثم لاحظ بعد بضع دقائق ان هناك برغيا مفقودا من الارجل الثلاثية الممتدة من الجانب الأيمن لبطن السرطان البحري. ولو لم يكن هذا السرطان البحري الروبوتي مصنوعا من البلاستيك المقوى، والزوايا المعدنية، وبطارية معدنية من النيكل، فلربما أقدم آيرز، الذي كان يشعر بإحباط بالغ، على إلقاء السرطان البحري الروبوتي داخل قدر للطبيخ بها ماء مغلي بغرض طبخه وتقديمه في وجبة للغداء، خصوصا أن آيرز ألف عددا من الكتب حول طرق طبخ السرطان البحري! كان آيرز، وهو في مركز العلوم البحرية التابع للجامعة في شبه جزيرة ناهانت التي تبرز باتجاه خليج ماساشوستس، يحاول إعداد السرطان البحري الروبوتي بهدف عرضه امام القسم العسكري لمكتب الأبحاث البحرية الذي يمول في هذا المشروع. وكان يأمل ان يتمكن قبل موعد العرض من اجبار السرطان البحري الروبوتي على استخدام مخالبه كمجسات بارزة. ويقول آيرز موضحا ان هذا الروبوت عندما يمشي باتجاه صخرة من المفترض ان يصبح قادرا على تحديد ما اذا سيمشي فوق الصخرة او حولها اعتمادا على حجم الصخرة نفسها. ويعتبر آيرز واحدا من بضعة باحثين في مجال الروبوتات يعدون الحيوانات مصدر تأمل وإلهام بالكثير من الأفكار. ويتركز هذا النوع من العمل والبحوث حول دراسة وظائف وتركيب الأنظمة البيولوجية كنماذج للتصاميم الهندسية. ويعتقد الباحثون الذين يعملون على تطوير سرطان بحري وكلاب واسماك وثعابين وابراص وجنادب روبوتية ان تصاميم الماكينات عندما يكون نابعا من وظائف وتركيب الانظمة البيولوجية سيكون أكثر فاعلية وقدرة على العمل والذهاب الى الأماكن التي لا يستطيع الجيل الجديد من الروبوتات الذهاب اليها.
يقول آيرز «ان الحيوانات تتكيف مع أية بيئة نختارها لاختبار عمل روبوتاتنا، وقد تم تصميم السرطان البحري الروبوتي، الذي طوره آيرز، ليكون قادرا على البحث عن الألغام الطافية في المواقع التي لا تجد السرطانات البحرية الحية مشاكل في الاستمرار في العيش فيها. وكان باحث آخر هو هاوي تشوسيت، من جامعة كارنيغي ميللون، قد ظل يجرى اختبارات على روبوتات معقدة صممت لتكون ثعابين، وخراطيم افيال لاستخدامها كماكينات فاعلة في البحث عن الناجين وسط الحطام الذي يخلفه الانفجارات او الكوارث الطبيعية. إلا ان إزاحة النظام البيولوجي ليحل محله شيء آخر ليس مسألة سهلة، فيما يعتقد آخرون انه على الرغم من تجربة الكلب «آيبو» الذي صممته شركة سوني عام 1999، فإن الاستخدام المفيد للروبوتات المصممة على اساس النظام البيولوجي ربما في حاجة الى عدة سنوات من العمل والبحوث. ويقول شانكار ساستري، البروفسور بجامعة كاليفورنيا والذي ساهم في تصميم ذباب وأسماك وأبراص روبوتية «ما أزعجني كثيرا هو صعوبة تطوير هذا المشروع».
التحدي الآخر هو انقطاع التمويل، الذي يأتي اساسا من الوكالات الحكومية مثل المؤسسة العلمية الوطنية، ومن «ناسا»، ومن وكالة الابحاث المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع والتي تعرف اختصارا بـ«داربا». وقال الدكتور شوسيه، مصمم القوارب الثعبانية التي يمكن أن تصعد السلالم وتنزلق داخل مواسير الصرف: « إنني أكره الشكوى، ولكن التمويل صعب هذه الايام».
وكانت القوات المسلحة قد أبدت اهتمامها بالروبوتات الحيوانية على الأقل منذ عام 1968، وذلك عندما صممت شركة «جنرال إلكتريك» ماكينة متحركة تسير بالغازولين وتشبه الفيل. ومن بين الروبوتات الجديدة «بغل» يعمل كمولد كهربائي يوفر الطاقة للوحدات المتحركة. ويقوم بتطوير هذا البغل فنيان كانا يعملان في شركة «ديزني» وكانا مكلفين بتصميم ديناصور طوله تسعة اقدام يسمى «لاكي» يتجول في بعض الأحيان في حدائق ديزني الترفيهية.ويقوم بغل روبوتي آخر بحمل أمتعة الجنود، مما يمكنهم من السير مسافات أطول. وربما يلعب كلب روبوتي صنعته لـ«تاكوم» شركة من سنسناتي تسمي «يوبوتيكس»، دور صديق الجندي في يوم من الأيام.
مواضيع مماثلة
» * روبوت المستقبل - سوني - «أسيمو»- جندي آلي - روبوتات من خلايا حية
» * روبوتات ذكية - استنساخ ذاتي - أسرع روبوت - الروبوتات والعمليات الجراحية
» * اخبار طبية خفيفة مدهشة
» * اخبار تقنية خفيفة مدهشة
» ا* الإنسان الخارق - خلوقات بشرية غامضة - المجاعة الكبرى - الجنس بين المعتقد وعلم النفس
» * روبوتات ذكية - استنساخ ذاتي - أسرع روبوت - الروبوتات والعمليات الجراحية
» * اخبار طبية خفيفة مدهشة
» * اخبار تقنية خفيفة مدهشة
» ا* الإنسان الخارق - خلوقات بشرية غامضة - المجاعة الكبرى - الجنس بين المعتقد وعلم النفس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى