* تحريف صلب المسيح
صفحة 1 من اصل 1
* تحريف صلب المسيح
* مثبت على الارض ومقتول على الارض ثم معلق على خشبة
من كتاب الاعمال: مثبت على الارض ومقتول على الارض ثم معلق على خشبة
بداية نضع تسائل منطقي: هل يعقل ان يعلم الغريب المجهول المتأخر أكثر ممن عاصر الحدث في زمنه وكان جزءا منه؟
ثانيا: يُفترض ان الذي كتب كتاب الاعمال هو لوقا كاتب الانجيل. بُني هذا الافتراض على ما جاء في بداية الكتابين. فيقول كاتب الانجيل "أكتب إليك يا ثاوفيلس". قيل ان ثاوفيلس مسؤول روماني. وفي كتاب الاعمال، يبدأ الكاتب بقوله: "الكلام الاول أنشأته يا ثاوفيلس". فافترضوا انه نفس المؤلف يخاطب نفس الشخص. ولكن هذا ليس ضروري. ما يدريك ان الكاتب لا يضحك عليك، بقصد ان يعطيك الانطباع انه نفس المؤلف؟
القصد من هذه المقدمه هو اننا عندما نقول ان يسوع رُجم، ليس لأن روايات كتاب الاعمال تدل على رجمه، وإنما هو افتراض مبدئي مبني على اساس ان عقوبته الرجم وليس الصلب الروماني. ثم نبحث عن شواهد تؤيد هذه الفرضيه. هذه الشواهد يمكن ان نجدها في كتاب الاعمال أو الاناجيل أو الرسائل. ولا علاقة لهذه المسألة في ترجيح صحة كتاب على غيره. فمثلا تجد الضابط الجنائي يحقق مع متهم. ويستمر المتهم في الكذب والدجل ساعات وساعات. ثم تطلع منه زلة لسان تدينه. وهنا نحن نبحث عن الزلات التي لم يأخذ المؤلف باله منها عندما كان يجمع الروايات ويدونها.
رأينا فيما سبق ان الرجم عند اليهود يتكون من عدة مراحل:
1. دفع المدان من على منصة طول قامته مرتين (الاحتمال ضعيف جدا ان يموت بهذه الطريقه)
2. تثبيته على الارض وإلقاء صخرة ثقيلة على صدره
3. رجم المحكوم بالحجاره
4. تعليقه على خشبة بعد موته
سوف نرى في هذا الباب شواهد من كتاب الاعمال تدل على ان يسوع مر بهذه المراحل اثناء موته.
جاء عن بطرس في كتاب الاعمال: "هذا أخذتموه مسلّما بمشورة الله المحتومة وعلمه السّابق وبأيدي أثمة «صلبتموه» وقتلتموه" (اعمال 2: 23).
المصطلح المترجم "صلبتموه" لا يعني الصلب ابدا. الكلمة الاغريقية "prospegnumi" تعني التثبيت، لتكون العبارة: "ثبتموه وقتلتموه"، خطوتين، الاولى تثبيت، ثم بعد التثبيت جاء القتل.
معنى الكلمة الاغريقية من احد قواميس الكتاب المقدس:
prospegnumi Original Word:
to fasten Definition:
http://www.biblestudytools.com/lexicons/greek/nas/prospegnumi.html
ليس لها سوى تعريف واحد فقط لا غير، (to fasten)، ومعناه: يثبت، يربط ، يوثق. ومع ذلك يترجمونها لتعني الصلب!
وقفة أخرى مع بطرس: "ونحن شهود بكلّ ما فعل في كورة اليهوديّة وفي أورشليم. الّذي أيضا قتلوه معلّقين إيّاه على خشبة" (اعمال 10: 39).
لا حظ الترجمة في قوله "قتلوه معلقين إياه"، وفي بعض التراجم الاجنبية يكتبون (they killed him by hanging him on a tree). هذه الصيغة تعطي الانطباع ان القتل جاء نتيجة التعليق. ولكن ليس كل التراجم تكتبها على هذا النحو. فنجد مثلا في نسخة الملك جيمس ان الالفاظ اختلفت بعض الشيء، فيقول: "قتلوه وعلقوه على خشبه"
"they slew and hanged on a tree"
http://biblehub.com/acts/10-39.htm
اختلاف اللفظ طفيف، واختلاف المعنى شاسع. في الصيغة الثانية نجد ان القتل قد حصل "قبل" التعليق وليس نتيجة له، بينما في الصيغة الاولى حصل القتل نتيجة التعليق!
وبإضافة ما جاء في هذا النص: قتلوه وعلقوه، الى ما جاء في النص الذي قبله: ثبتوه وقتلوه، نجد ان القتل حدث في الوسط، بين التثبيت والتعليق، كالتالي: ثبتوه، قتلوه، علقوه. ولا يمكن ان تقول عن الشيئ "علقوه" إلا اذا لم يكن مُعلق. بعبارة أخرى: حدث القتل قبل حدوث التعليق.
بطرس مرة أخرى: "فليعلم يقينا جميع بيت إسرائيل أنّ الله جعل يسوع هذا الّذي صلبتموه [stauroo] أنتم ربّا ومسيحا" (أعمال 2: 36). تم ترجمة الفعل ستاورو في هذا النص الى الصلب.
ويقول في نص آخر، نسخة الملك جيمس: "إله آبائنا أقام يسوع الذي أنتم قتلتموه وعلقتموه [kremannumi] على خشبة" (أعمال 5: 30). المصطلح الاغريقي هنا كريمانومي، ويترجم الى "التعليق" حتى في كتب العهد الجديد المتداولة حاليا!
النص باللغة الانجليزيه: "whom you killed and hanged on a tree"
خطوتين بالتسلسل: الاولى قتل، والثانية تعليق. وهذا نص ثاني يكرر فيه بطرس نفس الترتيب: قتلوه وعلقوه.
المترجم الاغريقي الاصلي الذي ترجم قول بطرس استخدم المصطلحين بشكل متبادل (stauroo, kremannumi). وإن لم يكن نفس المترجم، فهذا ايضا يعني ان المعنى متساوي. المترجم الاول اعطاه مصطلح اغريقي، والمترجم الثاني اعطاه مصطلح اغريقي آخر يساوي المصطلح الاول بالضبط: التعليق. بما يعني ان الفعل ستاورو، الذي يترجم الان بما يعني الصلب، كان يعني التعليق بعد القتل في مفهوم بطرس (قتلتموه وعلقتموه).
من المعلوم قطعا ان بولس كان يستخدم النسخة السبعينية في اقتباساته -- النسخة السبعينية هي الترجمة اليونانية للعهد القديم التي أجريت ما بين القرن الثالث والثاني قبل الميلاد. ويقال أنه بسبب عدد اليهود الذين لايعرفون العبرية، قام اثنان وسبعون من الأحبار اليهود بترجمة اسفار العهد القديم. ويُرمز لها بعددها اللاتيني LXX أي سبعون، ومن هنا جاءت التسمية السبعينية.
اقتباس: "ربما كان الرسول بولس يعرف النص العبري، ولكن اقتباساته من كتب العهد القديم تأتي من النسخة الاغريقية السبعينية."
The Apostle Paul may have known the Hebrew text, but his Old Testament references come from the Greek version - the Septuagint
http://orthodoxnorth.net/old_testament.htm
وقد جاء الفعل الاغريقي ستاورو (stauroo) مرة واحدة في النسخة الاغريقية السبعينية ليعني معلق في مشنقة.
اقتباس:
New Testament Greek to Hebrew Dictionary - by: Jeff A. Benner
http://www.ancient-hebrew.org/bookstore/e-books/ntgh.pdf
"توجد كلمات قليلة في العهد الجديد لا وجود لها، أو قلما توجد، في النسخة الاغريقية السبعينة. ومثال جيد على ذلك هو كلمة (stauroo)، وتترجم في العهد الجديد الى «الصلب»، ولكنها موجودة مرة واحدة في النسخة السبعينية، في كتاب أستير، الاية 7: 9 ، واستخدمت لترجمة الكلمة العبرية "تالاه"، وعادة تترجم للانجليزية الى «عُلق»" There are a few Greek words in the New Testament that are not found, or are rarely found, in the Greek of the Septuagint. A good example of this is the Greek word (stauroo, Strong's Grk. #4717), which in the New Testament is translated as "crucify," but is only found once in the Septuagint, Esther 7:9, where it is used for the translation of the Hebrew word תלה (talah, Strong's Heb. #8518), usually translated into English as "hang"
الحدث الذي يتحدث عنه سفر استير حصل في بابل. والحكم بابلي لا يدخل في خانة احكام الشريعة اليهودية، ولكن المصطلح الذي يترجم الان الى الصلب، جاء استخدامه في السبعينية بما يعني التعليق في مشنقه.
لنرى أولا النسخة العربية من كتاب استير:
7: 9 فقال حربونا واحد من الخصيان الّذين بين يدي الملك: هوذا الخشبة أيضا الّتي عملها هامان لمردخاي الّذي تكلّم بالخير نحو الملك قائمة في بيت هامان ارتفاعها خمسون ذراعا. فقال الملك: «اصلبوه» عليها.
7: 10 «فصلبوا» هامان على الخشبة الّتي أعدّها لمردخاي. ثمّ سكن غضب الملك.
النسخة العربية هي النسخة الوحيدة التي وجدتها تترجم الفعل هنا بما يعني الصلب. وقد راجعت اكثر من عشر نسخ انجليزية، بما فيها النسخة اليهودية الانجليزية (JPS)، وكلها تقول علقوه. ربما اراد المسيحيين العرب التوفيق بين ماجاء من استخدامات الفعل في كتب العهد الجديد، وبين ما هو موجود في النسخة السبعينية!
الفعل العبري هو نفس الفعل في الاية 9 والاية 10. المترجم الاصلي الذي ترجم النص العبري للنسخة الاغريقية السبعينية استخدم فعلين اغريقيين لترجمة نفس الكلمة العبرية. والان دعنا نرى ما تقوله نسخة الملك جيمس الحديثه:
Modern King James Version
7: 9 وقال حربونا، أحد الخصيان، أمام الملك، أيضا انظر! المشنقة الخشبية طولها خمسين ذراعا التي صنعها هامان لمردخاي، الذي تكلم بالخير للملك، قائمة في بيت هامان. ثم قال الملك، «اشنقوه\علقوه» عليها. [الاغريقية: stauroo ، العبرية: تالاه]
7: 10 فشنقوا [الاغريقية: kremao ، العبرية: تالاه]هامان على المشنقة الخشبية التي هو صنعها لمردخاي. فهدأ غضب الملك. Est 7:9 And Harbonah, one of the eunuchs, said before the king, Also look! the wooden gallows fifty cubits high which Haman made for Mordecai, who had spoken good for the king, stands in the house of Haman. Then the king said, ((hang him)) on it!
Est 7:10 And they ((hanged)) Haman on the wooden gallows that he had prepared for Mordecai. And the king's wrath lay down.
نفس الفعل العبري بالضبط تمت ترجمته الى الفعل الاغريقي ستاورو ،(stauroo) ، في الاية التاسعة للتعليق في المشنقة الخشبيه (wooden gallows). وفي الاية العاشرة، نفس الفعل العبري بالضبط تمت ترجمته لكلمة اغريقية اخرى: كريماو (kremao). والمعنى بين الكلمتين متبادل ولا فرق على الاطلاق. هذه الكلمة الاغريقية (kremao) من مشتقات المصطلح الاغريقي الذي جاء في النص المترجم عن بطرس (kremannumi).
وعلى هذا المعنى فلا يوجد فرق، ولا قيد انملة، بين ما يقوله النص في الاعلى، وما ذكره بولس في رسائله عن يسوع المعمد (stauroo)، المعلق على عمود خشبي.
وفي هذا دليل على ان بولس كان يعرف بالضبط ماذا يعني الفعل الاغريقي (stauroo)، لأنه يقرأ السبعينية ويقتبس منها. ولو اراد ان يصف حالة يسوع بوصف أكثر مما جاء في السبعينية لذكره. ولكنه لم يزد على المصطلح شيئ. فكيف يمكن الافتراض انه قصد شيئ آخر غير التعليق بعد الرجم الذي عرفه اليهود في شريعتهم؟ ألم يكن يهودي؟
* ألم يكن بولس يعرف المسمار؟
يقول بولس في الرسالة الى كولوسي: "إذ محا الصّكّ الّذي علينا في الفرائض، الّذي كان ضدّا لنا، وقد رفعه من الوسط «مسمّرا» ايّاه بالصّليب [الخشبه]" (كول 2: 14).
في النص اعلاه يقول بولس ان يسوع رفع الناموس من الوسط وضربه بمسمار على الخشبة التي هو معلق عليها. يشير بهذا الى ان الناموس مثبت تثبيت قوي على الخشبة التي كان يسوع معلق عليها. وهو تشبيه رمزي على أي حال. ولكنه دليل على ان بولس يعرف الفرق بين التعليق والمسمرة على الخشبة. فلماذا لم يذكر المسمرة في نص واحد يصف بها حالة يسوع؟ لماذا يصفه دائما بالمعلق فقط؟
كان اليهود يعتبرون الخشبة التي يُعلق عليها الميت بعد رجمه خشبة نجسة، فيقومون بدفنها بعد إنزال الميت منها قبل غروب الشمس. وتوضيحا لما قاله بولس، فإن الناموس الذي ضربه يسوع "بمسمار" في الخشبة قد دفن معها.
لقد سبق ورأينا ان مراحل القتل التي تعرض لها يسوع كالتالي:
1) ثبتوه
2) قتلوه
3) علقوه
مراحل القتل على هذا النحو لا يمكن الا ان تكون الرجم.
ومع تقدم الزمن أضيفت معاني جديدة لبعض المصطلحات نظرا للتطبيقات الجديدة التي طرأت عليها. وفي زمن مرقس، بعد اربعين سنة من موت يسوع، بدأ الرومان استخدام المسامير في صلب المدانيين. عندها فقط تم اطلاق المصطلح الاغريقي ستاوروس بما يعني خشبة الصليب، مع احتفاظ المصطلح بمعناه السابق. ولكن صليب المسامير في بدايته كان عمود مستقيم فقط، ثم تطور بعد ذلك فأصبح على شكل (T). ويحتمل ان الصليب الروماني اخذ هذا الشكل الجديد في حدود سنة 100 ميلادي.
وإن كان مصطلحا واحدا قد تم استحداث معنى جديدا له، فإنه توجد مصطلحات أخرى حافظت على معناها القديم ولم تضاف لها معانٍ جديده. وقد رأينا ان مصطلح (kremannumi) يعني التعليق بحبل في مشنقه، ولم يستخدم قط بما يعني الصلب. حتى في كتب العهد الجديد الان يُترجم المصطلح للتعليق فقط. ومن باب رد المجهول بالمعلوم، فلابد من قياس المصطلح (stauros) الذي أضيف له معنى جديد، بالمصطلحات الاخرى التي رادفته، لكي نعرف المقصود بالضبط. فإن كان المصطلح الذي حافظ على معناه يعني فقط التعليق بحبل في مشنقه أو خشبه، فلابد من القول بالضرورة ان المصطلح الآخر كان يعطي نفس المعنى بالضبط في الزمن الذي استخدم فيه. ناهيك ان الابحاث اثبتت بما لا يدع مجالا للشك ان الرومان لم يكونوا يستخدمون المسامير كوسيلة للصلب في الفترة التي عاش فيها يسوع
*بولس يقول ان في جسده "ندوب" الرب يسوع!
في رسالته لغلاطيه، ينصح بولس اتباعه بأن لا يستمعوا لمن يأمرهم بالختان والعمل بالناموس. ثم يقول متفاخرا على غيره من رسل المسيح، طبقا للنسخة العربية: "في ما بعد لا يجلب أحد عليّ أتعابا، لأنّي حامل في جسدي «سمات» الرّبّ يسوع." (غلاطية 6: 17)
سمات تعني علامات مميزة. وتأتي حسية أو معنوية. الحسي منها ما يشاهد بالعين. والمعنوي هي صفات غير مرئية، كالصدق والكذب والفساد والسرقة، كقولك: سمتهم الفساد الاقتصادي، أو سمتهم الصدق.
تكتب في بعض النسخ الانجليزية: "scars" ، وتعني ندوب. وهي حسية مشاهدة فقط وليس فيها شيئ معنوي. والندب هو الاثر الذي تتركه الضربة أو الجرح على الجسد لمدة طويلة جدا أو لا يزول ابدا. وهذا هو المعنى بالضبط للكلمة الاغريقية ستيجما، "stigma" ، التي جاءت في رسالة بولس الاصليه. والتالي تعريفها من احد القواميس الاغريقية للكتاب المقدس:
New Testament Greek Lexicon - New American Standard
http://www.biblestudytools.com/search/?q=stigma&rc=LEX&rc2=LEX+GRK&ps=10&s=References
Stigma - "علامة أو وخز في، أو وصمة على، الجسم. بالنسبة للاستخدامات الشرقية القديمة، العبيد والجنود يحملون اسم أو ختم سيدهم أو قائدهم موصوم أو محفور في أجسادهم لتحديد الجهة أو السيد الذي ينتمون اليه، كما يوجد أيضا من يوصمون أنفسهم بهذه الطريقة كرمز مميز لآلهتهم." Stigma - a mark pricked in or branded upon the body. To ancient oriental usage, slaves and soldiers bore the name or the stamp of their master or commander branded or pricked (cut) into their bodies to indicate what master or general they belonged to, and there were even some devotee's who stamped themselves in this way with the token of their gods.
وكما ترى في التعريف ان استخدامها الاغريقي محدد للاشياء التي تحفر الجسد فقط. وليس مجرد علامة أو سمة عامة ممكن ان تكون معنوية أو حسية، وإنما ماركة مميزة محفورة في الجسد. كما ان بولس قالها بصريح العبارة ان هذا الشيئ موجود في جسده، "حامل في جسدي".
قوله: "في ما بعد لا يجلب أحد عليّ أتعابا"، يعادلها: "من الان فصاعدا لا يزايد علي أحد." والسبب: لأنه يحمل في جسده ندوب الرب يسوع. بما يعني ان نفس الندوب الموجودة في جسد يسوع، هي ايضا موجودة في جسده.
فإذا قلنا ان يسوع صلب، وفي يديه اثر "المسامير"، فلابد من القول ان بولس أيضا صلب. لأن الندوب التي يُلمّح لها بولس هي ندوب حسية ملموسة محفورة في جسده، ولا توجد في أي واحد ثاني من رسل المسيح غيره هو فقط. وعلى هذا فلابد من استنثناء السجن والجلد والضرب، لأن جميع التلاميذ تقريبا تعرضوا لهذا. هو يتحدث عن شيئ مميز محفور في جسده لا يشترك فيه مع يسوع أحد سواه، في الوقت الذي قال فيه مقولته.
في موضع ثاني يتحدث بولس عن نفسه فيقول: "من اليهود خمس مرّات قبلت أربعين جلدة إلاّ واحدة. ثلاث مرّات ضربت بالعصيّ. مرّة «رُجمت»" (2 كو 11: 24 - 25).
هو الان اخبرنا عن هذا الشيئ المميز جدا الذي لا يوجد الا في جسد يسوع وفي جسده هو فقط دون سائر التلاميذ. ما ألمح له في النص الاول، صرح به هنا، الرجم. هذا هو الشيئ المشترك بينهما. الاحجار تحفر الجسد وتترك ندوبا لا تزول ابدا. الوقت الذي قال فيه انه يحمل في جسده ندوب الرب يسوع، هو غير الوقت الذي حصل فيه رجمه. ولكن اثر الحجارة بقي في جسده على طول.
لا مجال للتخمين والضرب بالغيب. هو قال انه يحمل في جسده ندوب يسوع. ولا يوجد في جسده شيئ يميزه عن بقية الرسل، شيئ يحفر الجسد ويصنع ندوب، سوى الرجم.
مع العلم انه لم يصدر عليه حكما بالرجم. ما حدث هو ان مجموعة من الناس احاطوا به وأخذوا يرجمونه بالحجاره، بطريقة عشوائيه، فسقط على الارض وتظاهر انه ميت، فتركوه وانصرفوا، وبعد ان تأكد انهم ذهبوا قام بمساعدة برنابا (أعمال 14: 19 - 20). ولكن ندوب الرب يسوع بقيت في جسده يتفاخر بها على الاخرين
*معلومات صحيحة يستند اليها مرقس!
كتب مرقس ان يسوع أنزلوه من على الصليب قبل الغروب، وبحسب الشريعة اليهودية فإنه يجب انزال المرجوم من على الخشبة قبل مغيب الشمس. توقيت الانزال من على الخشبة معلومة صحيحة لاغبار عليها.
وتحدث مرقس عن وضع جثمان يسوع في بستان. وكان من عادة اليهود ان يضعوا الميت في ضريح مؤقت الى ان يحين وقت دفنه. وهنا نجد في قوله انهم وضوعوه في بستان معلومة صحيحه.
كما تحدث مرقس عن محكمة يسوع في الهيكل أمام رئيس الكهنة. ويستبعد ان يكون التوقيت والتفاصيل صحيحه لأنه من غير المعقول ان تعقد محكمة في منتصف الليل. ولكن المحاكمة بحد ذاتها لابد ان تكون قد جرت في الهيكل في يوم ما. وهذه كمعلومة عامة تعتبر صحيحه، لأنه لا يمكن ان يصدر حكم قضائي بالاعدام من غير قاضي ومحكمة. ولكن مرقس أضاف لها محاكمة أخرى أمام بيلاطس.
ولكن لماذا بيلاطس وليس غيره؟
جاء عن بولس في كتاب الاعمال، كما سبق ورأينا: "ومع انهم لم يجدوا اساسا لموته، طلبوا من بيلاطس ان يُقتل. وبعد ان تمموا كل الذي كتب عنه، انزلوه من الخشبه ووضعوه في ضريح" (أعمال 13: 29).
نجد في النص أعلاه ان اليهود طلبوا من بيلاطس ان يُقتل. ربما يقول قائل: لما لا يكون بيلاطس هو من نفذ فيه حكم الاعدام بالصلب الروماني؟ لا يقول بهذا القول إلا من يريد التعلق بقشه. انظر الى الشواهد أولا. ثم قرر ان كانت الشواهد ترجح هذا الاحتمال، أم تدعم العبارات التي اتت بعده في نفس النص.
بعد ان اخذوا الاذن من الحاكم المحلي، بيلاطس، نفذوا فيه عقوبة القتل، ثم وضعوه في ضريح. وهو هنا يتحدث عن اليهود. الذين طلبوا من بيلاطس ان يُقتل، نفس الفئه، هم نفسهم الذين "تمموا كل الذي كتب عنه" أي قتلوه وعلقوه على خشبه، ثم انزلوه من الخشبة ووضعوه في ضريح.
وللتأكيد ان عبارة بولس "تمموا كل الذي كتب عنه" تعني انهم قتلوه، فقد كتب في احدى رسائله: "الّذين قتلوا الرّبّ يسوع وأنبياءهم، واضطهدونا نحن" (تسالونيكي الاولى 2: 15). هذا النص يُحمّل اليهود قتله دون ادنى التباس، لذا شكك بعض العلماء الليبراليين في صحته، وإنه مدسوس في رسالة بولس، على اساس ان بولس يهودي ولا يمكن ان يتهم قومه بقتل يسوع وهو يعلم ان الذين قتلوه هم "الرومان". طبعا اذا اخذت هذا النص على حده، ومن غير ربطه بباقي النصوص التي تؤيده، فسوف يبدو نص شاذ. الاقتباس التالي تعليق على هذا النص:
The Jews "Who Killed the Lord Jesus" اليهود الذين قتلوا الرب يسوع
The Jesus Puzzle - by: Earl Doherty
http://jesuspuzzle.humanists.net/supp03.htm
"ما الذي علينا عمله بصدد النص في تسالونيكي الاولى (2: 15 - 16) عن اليهود الذين قتلوا الرب يسوع؟ حسنا، العديد من العلماء (على سبيل المثال، ماك، كوستر، بيرسون، ميكس، بيركنز، براندون: انظر قائمة المراجع في النهاية) تميل الى جعله عمل صغير، واصفينه على انه تلاعب من قِبل بعض المحررين أو النساخ في وقت متأخر." "What then are we to make of the passage in 1 Thessalonians 2:15-16, about the Jews "who killed the Lord Jesus"? Well, many scholars (e.g., Mack, Koester, Pearson, Meeks, Perkins, Brandon: see the Bibliography at end) have tended to make short work of it, dismissing it as an interpolation by some later editor or copyist."
لا يلامون في استنتاجهم هذا، لأنهم نظروا الى الصلب كحقيقة مطلقه، وان يسوع مات على يد الرومان. وبما انه يستحيل الجمع بين الشيئ ونقيضه، رجحوا ان النص مدسوس في رسالة بولس. مع العلم ان هؤلاء الليبراليين يرفضون كل ما جاء في قصة الصلب من تفاصيل، ولا يأخذون منها الا كلمة واحدة فقط: "صُلب"، ولكن حتى هذه الجزئية الصغيرة جدا لا تصح.
نجد في النص السابق ان الحاكم الروماني بيلاطس كان له دور في اعدام يسوع. ومن هذا النص نستنتج ان هذه المعلومة كانت لدى مرقس. وعليها بنى المحاكمة الثانية أمام بيلاطس وليس غيره، وكان بإمكانه ان يقول محكمة رومانية من غير تحديد القائم عليها، ولكنه علم ان اليهود ذهبوا الى بيلاطس، فجعل له دور في مسرحية الصلب.
كان لابد لمرقس ان يُضمّن في قصته المعلومات المعروفة عن موت يسوع. وهي تمثل المقام المشترك الادنى. وإن جاء بقصة مغايرة تماما لما هو معروف، لربما وجد من يعترض على أقواله.
هذه المعلومات العامة المعروفة تمثل حجر الاساس الذي بنى عليه مرقس قصته. وضع لها السيناريو والحوار بما يتناسب مع آيات من المزمور 22 وأشعيا 53، ثم أخرجها بالطريقة التي وردت في انجيله ونقلها عنه الآخرون.
من المحتمل جدا ان مرقس كتب قصته للجماعة التي ينتمي اليها في روما فقط، كنوع من التسلية أو الموعظه، ولم يكن يتوقع انها ستكون عقيدة تؤمن بها الامم على مر العصور. ولكنها نالت اعجاب الناس فتناقلتها الاجيال من بعده جيل بعد جيل.
* هل كان يسوع يحظى بحماية في المجتمع اليهودي؟
رأينا في الفصل السابق ان اليهود طلبوا الاذن من بيلاطس قبل تنفيذ حكم الاعدام فيه. فلو كان شخص عادي مقطوع من شجرة، لربما قتلوه من غير استئذان، مثلما فعلوا مع التلميذ استفانوس. لا توجد اجابة على هذا السؤال في كتب العهد الجديد. لماذا اعدام يسوع يتطلب محاكمة بينما استفانوس لا؟
وردت روايات في التلمود عن شخص يحتمل انه يسوع. الرواية التالية احدها، وفيها اجابة على السؤال اعلاه:
يسوع في التلمود
http://www.skeptically.org/bible/id4.html
"في عشية عيد الفصح عُلق يسوع (نسخة ميونيخ تضيف الناصري). وكان قد انطلق نداء لمدة اربعين يوما قبل تنفيذ الحكم: 'يسوع سوف يعاقب بالرجم لأنه يمارس السحر ويقود اسرائيل على الارتداد. وأي شخص يقدر ان يقول شيئا لصالحه، فليتقدم ويترافع عنه' ولكنه لم يتقدم أحد لصالحه.وتم تعليقه في عشية عيد الفصح... هل تفترض ان شخصا كهذا يمكن ان يتقدم أحد ويدافع عنه؟ أولم يكن محرضا، الذي قال عنه الكتاب، لا تدخره ولا تحجبه (تثنية 13: 9)؟ ولكن مع يسوع الحالة تختلف، لأنه كانت له ارتباطات مع الحكومة (أو جهة مؤثرة). حاخاماتنا علمونا: يسوع كان لديه خمسة تلاميذ، متاي، ناكاي، نيزر، بوني و توده."
نجد في هذه الرواية ان يسوع كانت له ارتباطات مع الحكومه أو جهة لها تأثير في المجتمع أو الحكومه. فهو اذن لم يكن شخص عادي. هذا الشخص أو الجهة التي يرتبط بها يسوع كانت من الممكن ان تسبب مشاكل لأعداءه لو أنهم قتلوه دون إذن مسبق. وهذا هو السبب على ما يبدو في أخذ الاذن من بيلاطس قبل القدوم على قتله.
مما يدل على ان يسوع كان لديه من يسنده ويحميه، هو ما ورد في انجيل متّى، فيقول: "ودخل يسوع الى هيكل الله و اخرج جميع الذين كانوا يبيعون و يشترون في الهيكل و قلب موائد الصيارفة و كراسي باعة الحمام. وقال لهم مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى و انتم جعلتموه مغارة لصوص." (متىّ 21: 12 - 13)
فكيف يمكن لرجل ليس له سند ان يدخل الهيكل ويطرد الباعة ويقلب موائد الصرافة (صرف العمله)، ويتصرف وكأنه الآمر الناهي؟ ولا كأن هؤلاء الباعة أخذوا الاذن من ادارة الهيكل، وكانوا يدفعون ضريبة تواجدهم فيه. فأين ذهب حرس الهيكل وجنوده، وأين ذهبت الادارة، والكهنة المستفيدين من هؤلاء التجار؟ فهل يعقل ان يفعل كل هذا، ومن غير ان يجد من يوقفه عند حده، أو يعترضه، اذا لم يكن له سند؟
معلق أم مرجوم؟
جميع الاشارات لمقتل يسوع التي ذكرها بولس في رسائله تصفه بالمعلق وليس المرجوم. الآن اذا نظرنا للاقتباس في الاعلى، نجد الراوي يبدأ روايته بالعبارة "في عشية عيد الفصح عُلق يسوع"، ولكن النداء كان: "يسوع سوف يعاقب بالرجم"، ثم ينهي روايته بقوله: "وتم تعليقه في عشية عيد الفصح"
من لا يعرف ان التعليق يأتي بعد الموت، ربما سيفترض ان التعليق شيئ، والرجم شيئ ثاني. وأن الحكم المبدئي كان الرجم، ثم تحول الى التعليق.
لنفترض الان ان الرواي لم يتطرق الى النداء الذي انطلق قبل تنفيذ الحكم، وقال روايته بطريقة موجزة جدا: "في عشية عيد الفصح عُلق يشوع" -- بهذا الاسلوب يكون قد فعل نفس بولس عندما وصف يسوع بالمعلق (يكتبونها مصلوب).
هذه كانت تعابير القوم. معلقا تعني التعليق بعد الموت، ولا يكون التعليق إلا بعد الرجم، ولا توجد عقوبة مستقلة أسمها التعليق، وليس بالضرورة ان يصف الحكم بالصيغة المطوله: رجموه وعلقوه. ولكن اذا لم يحصل تعليق، سيقول رجموه.
هذه الرواية التلمودية، وبغض النظر ان كان المقصود فيها يسوع أو غيره، تجيب على أي تسائل يقول: لماذا لم يقولها بولس بصريح العبارة ان يسوع رجم. هو قالها بصريح العبارة، ولكن بتعبير القوم الذين ينتمي إليهم. أمّا ان كان مرقس الاغريقي الذي يسكن روما قد فهم ما يقصده بولس أم لا، فهذه مسألة أخرى.
أضف الى ذلك ان بولس لم يذكر مقتل يسوع في رسائله إلا بالاشارة فقط ، وليس بالتفاصيل. مثلا: "ونحن نكرز بالمسيح مصلوبا [معلقا]" (كورنثوس الاولى 1: 23)، "ان لو عرفوا لما صلبوا [علقوا] رب المجد" (كورنثوس الاولى 2: Cool.
فإن كانت الاشارة الى موته ستقتصر على كلمة واحدة فقط ، فسوف تكون التعليق وليس الرجم، مثلما قال الراوي في قصة التلمود.
نفس الرواية التلمودية في الاعلى اختصرها كاتب في الموسوعة الحرة ويكيبيديا كالتالي:
Jesus in the Talmud - يسوع في التلمود
http://en.wikipedia.org/wiki/Jesus_in_the_Talmud
ساحر – السنهدرين 43a يروي محاكمة واعدام ساحر اسمه يسوع ("يشو" في العبريه) وخمسة من تلاميذه. الساحر رُجم وعُلق في عشية عيد الفصح.
السنهدرين هو كتاب الاحكام والعقوبات في التلمود. عيد الفصح هو اليوم الذي يحتفل به اليهود بمناسبة تحررهم من العبودية في مصر.
* القيــــــــــــــامـة
إذا كان الصلب الذي قيل عنه انه شهده كل من في البلد، تبين انه قصة من وحي الخيال كتبها شخص مجهول في روما، فهل القيامة التي لم يرها أحد ستكون صحيحه؟
بالنسبة لمرقس فإنه لم يولي تلك القيامة المزعومة ذلك القدر من الاهتمام واكتفى بالضريح الفارغ وهروب النساء خائفات: "فخرجن [النساء] سريعا وهربن من القبر لأنّ الرّعدة والحيرة أخذتاهنّ. ولم يقلن لأحد شيئا لأنّهنّ كنّ خائفات" (مرقس 16: .
الآيات من مرقس 16: 9 - 20، (12 آيه)، أضيفت الى الانجيل بعد قرن من الزمن بعد موت مؤلفه!
وبما أن النساء خرجن من القبر خائفات ولم يخبرن أحد، فلم تكن هناك من قيامة إذن، وإنما ضريح فارغ. وكان هذا القول في زمن مرقس، أي بعد أكثر من اربعين سنة من موت يسوع! ثم تطورت القيامة بعد ذلك، فأضاف لها لوقا أوهام وخزعبلات، واخترع متىّ زلازل وبراكين، وجاء يوحنا بالبستاني ومساميره.
ومع ذلك كانت القيامة موجودة في كتابات سبقت مرقس، فهي إذن لها أصل، مثلما كان لموت يسوع أصل. وكما كان موت يسوع ليس بالطريقة التي صورته الاناجيل، فإن القيامة أيضا لم تكن في الاصل كما صورتها الاناجيل في وقت متأخر جدا.
يقول بولس: "وأنّه دفن وأنّه قام في «اليوم الثّالث» حسب الكتب" (1 كو 15: 4).
ولا معلومة عن كيف قام!
يبدو ان كُتب العهد القديم تفوقت في قيامة الاموات على قيامة يسوع. فمثلا نجد في كتاب الملوك الاول ان إيليا أقام طفلا من الموت بطريقة مشروحة بوضوح (1 ملوك 17: 21 - 24). وفي كتاب الملوك الثاني أقام أليشع طفلا آخر (2 ملوك 4: 32 - 36). كما قام رجل مجهول من الموت عندما دفن في قبر اليشع (2 ملوك 13: 20 - 21).
المجتمع اليهودي كانت لديه القابلية لاستيعاب فكرة قيامة الاموات، ومنذ زمن بعيد جدا قبل يسوع. وجاء في انجيل لوقا ان اليهود احتاروا في هوية يسوع في بداية دعوته، فقال بعضهم: "ان نبيا من القدماء قام" (لوقا 9: . وعندما تجد مجتمعا لديه القابلية لاستيعاب مثل هذه الافكار، فما هو الغريب في تصديقهم ان يسوع قد قام من الموت مثلما قام غيره من قبله؟
ولكن لماذا قام في اليوم الثالث وليس قبله أو بعده؟
تخبرنا الموسوعة اليهودية ان اليهود قاموا بتطوير طريقة للتعامل مع الميت قبل دفنه نهائيا في قبر أبدي، خشية ان يدفنوا شخصا وهو لا يزال على قيد الحياة. يوضع الميت في الارض أو في كهف من الصخر، ضريح مؤقت، لمدة ثلاثة أيام. وهذا الاجراء ينطبق على الجميع، المقتول أو الميت موتا طبيعيا.
http://www.jewishencyclopedia.com/articles/3842-burial
"الضريح أو القبر لا يغلق مباشرة على الميت. كان من المعتاد أثناء الايام الثلاثة الاولى ان يزور الاقرباء القبر ليروا ما اذا عاد الميت الى الحياة." (الموسوعة اليهودية)
هذا يقودنا الى استنتاج: ان الاعلان عن، أو اكتشاف، فقدان الجثة في اليوم الثالث كان بسبب هذا التقليد اليهودي! وهكذا بنوا اسطورة قيامة يسوع في اليوم الثالث. وإن كانوا قد اكتشفوا فقدان الجثة في اليوم الثاني، لكانوا بنوا عليها قيامة في اليوم الثاني. ومن يدري، حتى وإن لم يكتشفوا شيئا على الاطلاق، لاخترعوا شيئا من الخيال كما اخترعوا قصة الصلب من العدم.
طبقا للموسوعة اليهوديه في الاقتباس اعلاه، فإن أقرباء الميت يأتون لزيارته كل يوم لمدة ثلاث أيام. ولكن من سيأتي لزيارة يسوع؟ لا أحد طبعا. لأن تلامذته كانوا مختبئين في بيوتهم من شدة خوفهم ورعبهم من اليهود. تركوه وهربوا عندما كان حي يُرزق، فهل سيغامرون بحياتهم من أجل جثة هامده؟
ما يقوله بعض العلماء المعاصرين عن اليوم الثالث:
http://www.leaderu.com/truth/1truth22.html
"عبارة «في اليوم الثالث» تشير على الارجح الى اكتشافالضريح الفارغ. باختصار شديد، النقطة هي انه لا احد في الواقع شهد قيامة يسوع، فكيف استطاع المسيحيون تحديد اليوم الثالث كيوم قيامته؟ الجواب الاكثر احتمالا انهم فعلوا ذلك لأن ذلك اليوم هو اليوم الذي اكتشفت فيه النساء اتباع يسوع الضريح الفارغ. ومن هنا تم تأريخ القيامة في اليوم الثالث. وهكذا، من المعادلة المسيحية القديمة التي يستند اليها بولس لدينا شواهد من وقت مبكر على وجود ضريح يسوع الفارغ."
وهكذا نجد ان تلك القيامة المزعومة لم تكن سوى ضريح فارغ فقط.
أضف الى ذلك انه لايوجد سببا لقيامته. فإن كان قصده تحقيق آية يونان التي كتبها متّى في انجيله، كان عليه أن يذهب لليهود الذين وعدهم بالآية، لكي يؤمنوا به، ولكنه لم يفعل، مما جعلهم يزدادون كفرا به.
وكما قلنا في البداية، ضريح يسوع في بستان، وجثة يهوذا في حقل زراعي، بما يدل على ان هذه المنطقة منقطة مزارع وبساتين. وبما أنهم ألقوا بجثة يهوذا في حقل آخر، الضريح المفترض ان يضعوا فيه يسوع بقي فارغ. وعلى هذا الاساس ظنّ "بعض" اتباعه انه قام في اليوم الثالث، ولكنهم لم يشاهدوه. وبما انه لم تصلنا كل كتابات وآراء تلاميذ المسيح، فلا يمكن القول ان جميعهم اعتقدوا نفس الاعتقاد. فلعل بعضهم كانت لديه وجهة نظر أخرى.
من كتاب الاعمال: مثبت على الارض ومقتول على الارض ثم معلق على خشبة
بداية نضع تسائل منطقي: هل يعقل ان يعلم الغريب المجهول المتأخر أكثر ممن عاصر الحدث في زمنه وكان جزءا منه؟
ثانيا: يُفترض ان الذي كتب كتاب الاعمال هو لوقا كاتب الانجيل. بُني هذا الافتراض على ما جاء في بداية الكتابين. فيقول كاتب الانجيل "أكتب إليك يا ثاوفيلس". قيل ان ثاوفيلس مسؤول روماني. وفي كتاب الاعمال، يبدأ الكاتب بقوله: "الكلام الاول أنشأته يا ثاوفيلس". فافترضوا انه نفس المؤلف يخاطب نفس الشخص. ولكن هذا ليس ضروري. ما يدريك ان الكاتب لا يضحك عليك، بقصد ان يعطيك الانطباع انه نفس المؤلف؟
القصد من هذه المقدمه هو اننا عندما نقول ان يسوع رُجم، ليس لأن روايات كتاب الاعمال تدل على رجمه، وإنما هو افتراض مبدئي مبني على اساس ان عقوبته الرجم وليس الصلب الروماني. ثم نبحث عن شواهد تؤيد هذه الفرضيه. هذه الشواهد يمكن ان نجدها في كتاب الاعمال أو الاناجيل أو الرسائل. ولا علاقة لهذه المسألة في ترجيح صحة كتاب على غيره. فمثلا تجد الضابط الجنائي يحقق مع متهم. ويستمر المتهم في الكذب والدجل ساعات وساعات. ثم تطلع منه زلة لسان تدينه. وهنا نحن نبحث عن الزلات التي لم يأخذ المؤلف باله منها عندما كان يجمع الروايات ويدونها.
رأينا فيما سبق ان الرجم عند اليهود يتكون من عدة مراحل:
1. دفع المدان من على منصة طول قامته مرتين (الاحتمال ضعيف جدا ان يموت بهذه الطريقه)
2. تثبيته على الارض وإلقاء صخرة ثقيلة على صدره
3. رجم المحكوم بالحجاره
4. تعليقه على خشبة بعد موته
سوف نرى في هذا الباب شواهد من كتاب الاعمال تدل على ان يسوع مر بهذه المراحل اثناء موته.
جاء عن بطرس في كتاب الاعمال: "هذا أخذتموه مسلّما بمشورة الله المحتومة وعلمه السّابق وبأيدي أثمة «صلبتموه» وقتلتموه" (اعمال 2: 23).
المصطلح المترجم "صلبتموه" لا يعني الصلب ابدا. الكلمة الاغريقية "prospegnumi" تعني التثبيت، لتكون العبارة: "ثبتموه وقتلتموه"، خطوتين، الاولى تثبيت، ثم بعد التثبيت جاء القتل.
معنى الكلمة الاغريقية من احد قواميس الكتاب المقدس:
prospegnumi Original Word:
to fasten Definition:
http://www.biblestudytools.com/lexicons/greek/nas/prospegnumi.html
ليس لها سوى تعريف واحد فقط لا غير، (to fasten)، ومعناه: يثبت، يربط ، يوثق. ومع ذلك يترجمونها لتعني الصلب!
وقفة أخرى مع بطرس: "ونحن شهود بكلّ ما فعل في كورة اليهوديّة وفي أورشليم. الّذي أيضا قتلوه معلّقين إيّاه على خشبة" (اعمال 10: 39).
لا حظ الترجمة في قوله "قتلوه معلقين إياه"، وفي بعض التراجم الاجنبية يكتبون (they killed him by hanging him on a tree). هذه الصيغة تعطي الانطباع ان القتل جاء نتيجة التعليق. ولكن ليس كل التراجم تكتبها على هذا النحو. فنجد مثلا في نسخة الملك جيمس ان الالفاظ اختلفت بعض الشيء، فيقول: "قتلوه وعلقوه على خشبه"
"they slew and hanged on a tree"
http://biblehub.com/acts/10-39.htm
اختلاف اللفظ طفيف، واختلاف المعنى شاسع. في الصيغة الثانية نجد ان القتل قد حصل "قبل" التعليق وليس نتيجة له، بينما في الصيغة الاولى حصل القتل نتيجة التعليق!
وبإضافة ما جاء في هذا النص: قتلوه وعلقوه، الى ما جاء في النص الذي قبله: ثبتوه وقتلوه، نجد ان القتل حدث في الوسط، بين التثبيت والتعليق، كالتالي: ثبتوه، قتلوه، علقوه. ولا يمكن ان تقول عن الشيئ "علقوه" إلا اذا لم يكن مُعلق. بعبارة أخرى: حدث القتل قبل حدوث التعليق.
بطرس مرة أخرى: "فليعلم يقينا جميع بيت إسرائيل أنّ الله جعل يسوع هذا الّذي صلبتموه [stauroo] أنتم ربّا ومسيحا" (أعمال 2: 36). تم ترجمة الفعل ستاورو في هذا النص الى الصلب.
ويقول في نص آخر، نسخة الملك جيمس: "إله آبائنا أقام يسوع الذي أنتم قتلتموه وعلقتموه [kremannumi] على خشبة" (أعمال 5: 30). المصطلح الاغريقي هنا كريمانومي، ويترجم الى "التعليق" حتى في كتب العهد الجديد المتداولة حاليا!
النص باللغة الانجليزيه: "whom you killed and hanged on a tree"
خطوتين بالتسلسل: الاولى قتل، والثانية تعليق. وهذا نص ثاني يكرر فيه بطرس نفس الترتيب: قتلوه وعلقوه.
المترجم الاغريقي الاصلي الذي ترجم قول بطرس استخدم المصطلحين بشكل متبادل (stauroo, kremannumi). وإن لم يكن نفس المترجم، فهذا ايضا يعني ان المعنى متساوي. المترجم الاول اعطاه مصطلح اغريقي، والمترجم الثاني اعطاه مصطلح اغريقي آخر يساوي المصطلح الاول بالضبط: التعليق. بما يعني ان الفعل ستاورو، الذي يترجم الان بما يعني الصلب، كان يعني التعليق بعد القتل في مفهوم بطرس (قتلتموه وعلقتموه).
من المعلوم قطعا ان بولس كان يستخدم النسخة السبعينية في اقتباساته -- النسخة السبعينية هي الترجمة اليونانية للعهد القديم التي أجريت ما بين القرن الثالث والثاني قبل الميلاد. ويقال أنه بسبب عدد اليهود الذين لايعرفون العبرية، قام اثنان وسبعون من الأحبار اليهود بترجمة اسفار العهد القديم. ويُرمز لها بعددها اللاتيني LXX أي سبعون، ومن هنا جاءت التسمية السبعينية.
اقتباس: "ربما كان الرسول بولس يعرف النص العبري، ولكن اقتباساته من كتب العهد القديم تأتي من النسخة الاغريقية السبعينية."
The Apostle Paul may have known the Hebrew text, but his Old Testament references come from the Greek version - the Septuagint
http://orthodoxnorth.net/old_testament.htm
وقد جاء الفعل الاغريقي ستاورو (stauroo) مرة واحدة في النسخة الاغريقية السبعينية ليعني معلق في مشنقة.
اقتباس:
New Testament Greek to Hebrew Dictionary - by: Jeff A. Benner
http://www.ancient-hebrew.org/bookstore/e-books/ntgh.pdf
"توجد كلمات قليلة في العهد الجديد لا وجود لها، أو قلما توجد، في النسخة الاغريقية السبعينة. ومثال جيد على ذلك هو كلمة (stauroo)، وتترجم في العهد الجديد الى «الصلب»، ولكنها موجودة مرة واحدة في النسخة السبعينية، في كتاب أستير، الاية 7: 9 ، واستخدمت لترجمة الكلمة العبرية "تالاه"، وعادة تترجم للانجليزية الى «عُلق»" There are a few Greek words in the New Testament that are not found, or are rarely found, in the Greek of the Septuagint. A good example of this is the Greek word (stauroo, Strong's Grk. #4717), which in the New Testament is translated as "crucify," but is only found once in the Septuagint, Esther 7:9, where it is used for the translation of the Hebrew word תלה (talah, Strong's Heb. #8518), usually translated into English as "hang"
الحدث الذي يتحدث عنه سفر استير حصل في بابل. والحكم بابلي لا يدخل في خانة احكام الشريعة اليهودية، ولكن المصطلح الذي يترجم الان الى الصلب، جاء استخدامه في السبعينية بما يعني التعليق في مشنقه.
لنرى أولا النسخة العربية من كتاب استير:
7: 9 فقال حربونا واحد من الخصيان الّذين بين يدي الملك: هوذا الخشبة أيضا الّتي عملها هامان لمردخاي الّذي تكلّم بالخير نحو الملك قائمة في بيت هامان ارتفاعها خمسون ذراعا. فقال الملك: «اصلبوه» عليها.
7: 10 «فصلبوا» هامان على الخشبة الّتي أعدّها لمردخاي. ثمّ سكن غضب الملك.
النسخة العربية هي النسخة الوحيدة التي وجدتها تترجم الفعل هنا بما يعني الصلب. وقد راجعت اكثر من عشر نسخ انجليزية، بما فيها النسخة اليهودية الانجليزية (JPS)، وكلها تقول علقوه. ربما اراد المسيحيين العرب التوفيق بين ماجاء من استخدامات الفعل في كتب العهد الجديد، وبين ما هو موجود في النسخة السبعينية!
الفعل العبري هو نفس الفعل في الاية 9 والاية 10. المترجم الاصلي الذي ترجم النص العبري للنسخة الاغريقية السبعينية استخدم فعلين اغريقيين لترجمة نفس الكلمة العبرية. والان دعنا نرى ما تقوله نسخة الملك جيمس الحديثه:
Modern King James Version
7: 9 وقال حربونا، أحد الخصيان، أمام الملك، أيضا انظر! المشنقة الخشبية طولها خمسين ذراعا التي صنعها هامان لمردخاي، الذي تكلم بالخير للملك، قائمة في بيت هامان. ثم قال الملك، «اشنقوه\علقوه» عليها. [الاغريقية: stauroo ، العبرية: تالاه]
7: 10 فشنقوا [الاغريقية: kremao ، العبرية: تالاه]هامان على المشنقة الخشبية التي هو صنعها لمردخاي. فهدأ غضب الملك. Est 7:9 And Harbonah, one of the eunuchs, said before the king, Also look! the wooden gallows fifty cubits high which Haman made for Mordecai, who had spoken good for the king, stands in the house of Haman. Then the king said, ((hang him)) on it!
Est 7:10 And they ((hanged)) Haman on the wooden gallows that he had prepared for Mordecai. And the king's wrath lay down.
نفس الفعل العبري بالضبط تمت ترجمته الى الفعل الاغريقي ستاورو ،(stauroo) ، في الاية التاسعة للتعليق في المشنقة الخشبيه (wooden gallows). وفي الاية العاشرة، نفس الفعل العبري بالضبط تمت ترجمته لكلمة اغريقية اخرى: كريماو (kremao). والمعنى بين الكلمتين متبادل ولا فرق على الاطلاق. هذه الكلمة الاغريقية (kremao) من مشتقات المصطلح الاغريقي الذي جاء في النص المترجم عن بطرس (kremannumi).
وعلى هذا المعنى فلا يوجد فرق، ولا قيد انملة، بين ما يقوله النص في الاعلى، وما ذكره بولس في رسائله عن يسوع المعمد (stauroo)، المعلق على عمود خشبي.
وفي هذا دليل على ان بولس كان يعرف بالضبط ماذا يعني الفعل الاغريقي (stauroo)، لأنه يقرأ السبعينية ويقتبس منها. ولو اراد ان يصف حالة يسوع بوصف أكثر مما جاء في السبعينية لذكره. ولكنه لم يزد على المصطلح شيئ. فكيف يمكن الافتراض انه قصد شيئ آخر غير التعليق بعد الرجم الذي عرفه اليهود في شريعتهم؟ ألم يكن يهودي؟
* ألم يكن بولس يعرف المسمار؟
يقول بولس في الرسالة الى كولوسي: "إذ محا الصّكّ الّذي علينا في الفرائض، الّذي كان ضدّا لنا، وقد رفعه من الوسط «مسمّرا» ايّاه بالصّليب [الخشبه]" (كول 2: 14).
في النص اعلاه يقول بولس ان يسوع رفع الناموس من الوسط وضربه بمسمار على الخشبة التي هو معلق عليها. يشير بهذا الى ان الناموس مثبت تثبيت قوي على الخشبة التي كان يسوع معلق عليها. وهو تشبيه رمزي على أي حال. ولكنه دليل على ان بولس يعرف الفرق بين التعليق والمسمرة على الخشبة. فلماذا لم يذكر المسمرة في نص واحد يصف بها حالة يسوع؟ لماذا يصفه دائما بالمعلق فقط؟
كان اليهود يعتبرون الخشبة التي يُعلق عليها الميت بعد رجمه خشبة نجسة، فيقومون بدفنها بعد إنزال الميت منها قبل غروب الشمس. وتوضيحا لما قاله بولس، فإن الناموس الذي ضربه يسوع "بمسمار" في الخشبة قد دفن معها.
لقد سبق ورأينا ان مراحل القتل التي تعرض لها يسوع كالتالي:
1) ثبتوه
2) قتلوه
3) علقوه
مراحل القتل على هذا النحو لا يمكن الا ان تكون الرجم.
ومع تقدم الزمن أضيفت معاني جديدة لبعض المصطلحات نظرا للتطبيقات الجديدة التي طرأت عليها. وفي زمن مرقس، بعد اربعين سنة من موت يسوع، بدأ الرومان استخدام المسامير في صلب المدانيين. عندها فقط تم اطلاق المصطلح الاغريقي ستاوروس بما يعني خشبة الصليب، مع احتفاظ المصطلح بمعناه السابق. ولكن صليب المسامير في بدايته كان عمود مستقيم فقط، ثم تطور بعد ذلك فأصبح على شكل (T). ويحتمل ان الصليب الروماني اخذ هذا الشكل الجديد في حدود سنة 100 ميلادي.
وإن كان مصطلحا واحدا قد تم استحداث معنى جديدا له، فإنه توجد مصطلحات أخرى حافظت على معناها القديم ولم تضاف لها معانٍ جديده. وقد رأينا ان مصطلح (kremannumi) يعني التعليق بحبل في مشنقه، ولم يستخدم قط بما يعني الصلب. حتى في كتب العهد الجديد الان يُترجم المصطلح للتعليق فقط. ومن باب رد المجهول بالمعلوم، فلابد من قياس المصطلح (stauros) الذي أضيف له معنى جديد، بالمصطلحات الاخرى التي رادفته، لكي نعرف المقصود بالضبط. فإن كان المصطلح الذي حافظ على معناه يعني فقط التعليق بحبل في مشنقه أو خشبه، فلابد من القول بالضرورة ان المصطلح الآخر كان يعطي نفس المعنى بالضبط في الزمن الذي استخدم فيه. ناهيك ان الابحاث اثبتت بما لا يدع مجالا للشك ان الرومان لم يكونوا يستخدمون المسامير كوسيلة للصلب في الفترة التي عاش فيها يسوع
*بولس يقول ان في جسده "ندوب" الرب يسوع!
في رسالته لغلاطيه، ينصح بولس اتباعه بأن لا يستمعوا لمن يأمرهم بالختان والعمل بالناموس. ثم يقول متفاخرا على غيره من رسل المسيح، طبقا للنسخة العربية: "في ما بعد لا يجلب أحد عليّ أتعابا، لأنّي حامل في جسدي «سمات» الرّبّ يسوع." (غلاطية 6: 17)
سمات تعني علامات مميزة. وتأتي حسية أو معنوية. الحسي منها ما يشاهد بالعين. والمعنوي هي صفات غير مرئية، كالصدق والكذب والفساد والسرقة، كقولك: سمتهم الفساد الاقتصادي، أو سمتهم الصدق.
تكتب في بعض النسخ الانجليزية: "scars" ، وتعني ندوب. وهي حسية مشاهدة فقط وليس فيها شيئ معنوي. والندب هو الاثر الذي تتركه الضربة أو الجرح على الجسد لمدة طويلة جدا أو لا يزول ابدا. وهذا هو المعنى بالضبط للكلمة الاغريقية ستيجما، "stigma" ، التي جاءت في رسالة بولس الاصليه. والتالي تعريفها من احد القواميس الاغريقية للكتاب المقدس:
New Testament Greek Lexicon - New American Standard
http://www.biblestudytools.com/search/?q=stigma&rc=LEX&rc2=LEX+GRK&ps=10&s=References
Stigma - "علامة أو وخز في، أو وصمة على، الجسم. بالنسبة للاستخدامات الشرقية القديمة، العبيد والجنود يحملون اسم أو ختم سيدهم أو قائدهم موصوم أو محفور في أجسادهم لتحديد الجهة أو السيد الذي ينتمون اليه، كما يوجد أيضا من يوصمون أنفسهم بهذه الطريقة كرمز مميز لآلهتهم." Stigma - a mark pricked in or branded upon the body. To ancient oriental usage, slaves and soldiers bore the name or the stamp of their master or commander branded or pricked (cut) into their bodies to indicate what master or general they belonged to, and there were even some devotee's who stamped themselves in this way with the token of their gods.
وكما ترى في التعريف ان استخدامها الاغريقي محدد للاشياء التي تحفر الجسد فقط. وليس مجرد علامة أو سمة عامة ممكن ان تكون معنوية أو حسية، وإنما ماركة مميزة محفورة في الجسد. كما ان بولس قالها بصريح العبارة ان هذا الشيئ موجود في جسده، "حامل في جسدي".
قوله: "في ما بعد لا يجلب أحد عليّ أتعابا"، يعادلها: "من الان فصاعدا لا يزايد علي أحد." والسبب: لأنه يحمل في جسده ندوب الرب يسوع. بما يعني ان نفس الندوب الموجودة في جسد يسوع، هي ايضا موجودة في جسده.
فإذا قلنا ان يسوع صلب، وفي يديه اثر "المسامير"، فلابد من القول ان بولس أيضا صلب. لأن الندوب التي يُلمّح لها بولس هي ندوب حسية ملموسة محفورة في جسده، ولا توجد في أي واحد ثاني من رسل المسيح غيره هو فقط. وعلى هذا فلابد من استنثناء السجن والجلد والضرب، لأن جميع التلاميذ تقريبا تعرضوا لهذا. هو يتحدث عن شيئ مميز محفور في جسده لا يشترك فيه مع يسوع أحد سواه، في الوقت الذي قال فيه مقولته.
في موضع ثاني يتحدث بولس عن نفسه فيقول: "من اليهود خمس مرّات قبلت أربعين جلدة إلاّ واحدة. ثلاث مرّات ضربت بالعصيّ. مرّة «رُجمت»" (2 كو 11: 24 - 25).
هو الان اخبرنا عن هذا الشيئ المميز جدا الذي لا يوجد الا في جسد يسوع وفي جسده هو فقط دون سائر التلاميذ. ما ألمح له في النص الاول، صرح به هنا، الرجم. هذا هو الشيئ المشترك بينهما. الاحجار تحفر الجسد وتترك ندوبا لا تزول ابدا. الوقت الذي قال فيه انه يحمل في جسده ندوب الرب يسوع، هو غير الوقت الذي حصل فيه رجمه. ولكن اثر الحجارة بقي في جسده على طول.
لا مجال للتخمين والضرب بالغيب. هو قال انه يحمل في جسده ندوب يسوع. ولا يوجد في جسده شيئ يميزه عن بقية الرسل، شيئ يحفر الجسد ويصنع ندوب، سوى الرجم.
مع العلم انه لم يصدر عليه حكما بالرجم. ما حدث هو ان مجموعة من الناس احاطوا به وأخذوا يرجمونه بالحجاره، بطريقة عشوائيه، فسقط على الارض وتظاهر انه ميت، فتركوه وانصرفوا، وبعد ان تأكد انهم ذهبوا قام بمساعدة برنابا (أعمال 14: 19 - 20). ولكن ندوب الرب يسوع بقيت في جسده يتفاخر بها على الاخرين
*معلومات صحيحة يستند اليها مرقس!
كتب مرقس ان يسوع أنزلوه من على الصليب قبل الغروب، وبحسب الشريعة اليهودية فإنه يجب انزال المرجوم من على الخشبة قبل مغيب الشمس. توقيت الانزال من على الخشبة معلومة صحيحة لاغبار عليها.
وتحدث مرقس عن وضع جثمان يسوع في بستان. وكان من عادة اليهود ان يضعوا الميت في ضريح مؤقت الى ان يحين وقت دفنه. وهنا نجد في قوله انهم وضوعوه في بستان معلومة صحيحه.
كما تحدث مرقس عن محكمة يسوع في الهيكل أمام رئيس الكهنة. ويستبعد ان يكون التوقيت والتفاصيل صحيحه لأنه من غير المعقول ان تعقد محكمة في منتصف الليل. ولكن المحاكمة بحد ذاتها لابد ان تكون قد جرت في الهيكل في يوم ما. وهذه كمعلومة عامة تعتبر صحيحه، لأنه لا يمكن ان يصدر حكم قضائي بالاعدام من غير قاضي ومحكمة. ولكن مرقس أضاف لها محاكمة أخرى أمام بيلاطس.
ولكن لماذا بيلاطس وليس غيره؟
جاء عن بولس في كتاب الاعمال، كما سبق ورأينا: "ومع انهم لم يجدوا اساسا لموته، طلبوا من بيلاطس ان يُقتل. وبعد ان تمموا كل الذي كتب عنه، انزلوه من الخشبه ووضعوه في ضريح" (أعمال 13: 29).
نجد في النص أعلاه ان اليهود طلبوا من بيلاطس ان يُقتل. ربما يقول قائل: لما لا يكون بيلاطس هو من نفذ فيه حكم الاعدام بالصلب الروماني؟ لا يقول بهذا القول إلا من يريد التعلق بقشه. انظر الى الشواهد أولا. ثم قرر ان كانت الشواهد ترجح هذا الاحتمال، أم تدعم العبارات التي اتت بعده في نفس النص.
بعد ان اخذوا الاذن من الحاكم المحلي، بيلاطس، نفذوا فيه عقوبة القتل، ثم وضعوه في ضريح. وهو هنا يتحدث عن اليهود. الذين طلبوا من بيلاطس ان يُقتل، نفس الفئه، هم نفسهم الذين "تمموا كل الذي كتب عنه" أي قتلوه وعلقوه على خشبه، ثم انزلوه من الخشبة ووضعوه في ضريح.
وللتأكيد ان عبارة بولس "تمموا كل الذي كتب عنه" تعني انهم قتلوه، فقد كتب في احدى رسائله: "الّذين قتلوا الرّبّ يسوع وأنبياءهم، واضطهدونا نحن" (تسالونيكي الاولى 2: 15). هذا النص يُحمّل اليهود قتله دون ادنى التباس، لذا شكك بعض العلماء الليبراليين في صحته، وإنه مدسوس في رسالة بولس، على اساس ان بولس يهودي ولا يمكن ان يتهم قومه بقتل يسوع وهو يعلم ان الذين قتلوه هم "الرومان". طبعا اذا اخذت هذا النص على حده، ومن غير ربطه بباقي النصوص التي تؤيده، فسوف يبدو نص شاذ. الاقتباس التالي تعليق على هذا النص:
The Jews "Who Killed the Lord Jesus" اليهود الذين قتلوا الرب يسوع
The Jesus Puzzle - by: Earl Doherty
http://jesuspuzzle.humanists.net/supp03.htm
"ما الذي علينا عمله بصدد النص في تسالونيكي الاولى (2: 15 - 16) عن اليهود الذين قتلوا الرب يسوع؟ حسنا، العديد من العلماء (على سبيل المثال، ماك، كوستر، بيرسون، ميكس، بيركنز، براندون: انظر قائمة المراجع في النهاية) تميل الى جعله عمل صغير، واصفينه على انه تلاعب من قِبل بعض المحررين أو النساخ في وقت متأخر." "What then are we to make of the passage in 1 Thessalonians 2:15-16, about the Jews "who killed the Lord Jesus"? Well, many scholars (e.g., Mack, Koester, Pearson, Meeks, Perkins, Brandon: see the Bibliography at end) have tended to make short work of it, dismissing it as an interpolation by some later editor or copyist."
لا يلامون في استنتاجهم هذا، لأنهم نظروا الى الصلب كحقيقة مطلقه، وان يسوع مات على يد الرومان. وبما انه يستحيل الجمع بين الشيئ ونقيضه، رجحوا ان النص مدسوس في رسالة بولس. مع العلم ان هؤلاء الليبراليين يرفضون كل ما جاء في قصة الصلب من تفاصيل، ولا يأخذون منها الا كلمة واحدة فقط: "صُلب"، ولكن حتى هذه الجزئية الصغيرة جدا لا تصح.
نجد في النص السابق ان الحاكم الروماني بيلاطس كان له دور في اعدام يسوع. ومن هذا النص نستنتج ان هذه المعلومة كانت لدى مرقس. وعليها بنى المحاكمة الثانية أمام بيلاطس وليس غيره، وكان بإمكانه ان يقول محكمة رومانية من غير تحديد القائم عليها، ولكنه علم ان اليهود ذهبوا الى بيلاطس، فجعل له دور في مسرحية الصلب.
كان لابد لمرقس ان يُضمّن في قصته المعلومات المعروفة عن موت يسوع. وهي تمثل المقام المشترك الادنى. وإن جاء بقصة مغايرة تماما لما هو معروف، لربما وجد من يعترض على أقواله.
هذه المعلومات العامة المعروفة تمثل حجر الاساس الذي بنى عليه مرقس قصته. وضع لها السيناريو والحوار بما يتناسب مع آيات من المزمور 22 وأشعيا 53، ثم أخرجها بالطريقة التي وردت في انجيله ونقلها عنه الآخرون.
من المحتمل جدا ان مرقس كتب قصته للجماعة التي ينتمي اليها في روما فقط، كنوع من التسلية أو الموعظه، ولم يكن يتوقع انها ستكون عقيدة تؤمن بها الامم على مر العصور. ولكنها نالت اعجاب الناس فتناقلتها الاجيال من بعده جيل بعد جيل.
* هل كان يسوع يحظى بحماية في المجتمع اليهودي؟
رأينا في الفصل السابق ان اليهود طلبوا الاذن من بيلاطس قبل تنفيذ حكم الاعدام فيه. فلو كان شخص عادي مقطوع من شجرة، لربما قتلوه من غير استئذان، مثلما فعلوا مع التلميذ استفانوس. لا توجد اجابة على هذا السؤال في كتب العهد الجديد. لماذا اعدام يسوع يتطلب محاكمة بينما استفانوس لا؟
وردت روايات في التلمود عن شخص يحتمل انه يسوع. الرواية التالية احدها، وفيها اجابة على السؤال اعلاه:
يسوع في التلمود
http://www.skeptically.org/bible/id4.html
"في عشية عيد الفصح عُلق يسوع (نسخة ميونيخ تضيف الناصري). وكان قد انطلق نداء لمدة اربعين يوما قبل تنفيذ الحكم: 'يسوع سوف يعاقب بالرجم لأنه يمارس السحر ويقود اسرائيل على الارتداد. وأي شخص يقدر ان يقول شيئا لصالحه، فليتقدم ويترافع عنه' ولكنه لم يتقدم أحد لصالحه.وتم تعليقه في عشية عيد الفصح... هل تفترض ان شخصا كهذا يمكن ان يتقدم أحد ويدافع عنه؟ أولم يكن محرضا، الذي قال عنه الكتاب، لا تدخره ولا تحجبه (تثنية 13: 9)؟ ولكن مع يسوع الحالة تختلف، لأنه كانت له ارتباطات مع الحكومة (أو جهة مؤثرة). حاخاماتنا علمونا: يسوع كان لديه خمسة تلاميذ، متاي، ناكاي، نيزر، بوني و توده."
نجد في هذه الرواية ان يسوع كانت له ارتباطات مع الحكومه أو جهة لها تأثير في المجتمع أو الحكومه. فهو اذن لم يكن شخص عادي. هذا الشخص أو الجهة التي يرتبط بها يسوع كانت من الممكن ان تسبب مشاكل لأعداءه لو أنهم قتلوه دون إذن مسبق. وهذا هو السبب على ما يبدو في أخذ الاذن من بيلاطس قبل القدوم على قتله.
مما يدل على ان يسوع كان لديه من يسنده ويحميه، هو ما ورد في انجيل متّى، فيقول: "ودخل يسوع الى هيكل الله و اخرج جميع الذين كانوا يبيعون و يشترون في الهيكل و قلب موائد الصيارفة و كراسي باعة الحمام. وقال لهم مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى و انتم جعلتموه مغارة لصوص." (متىّ 21: 12 - 13)
فكيف يمكن لرجل ليس له سند ان يدخل الهيكل ويطرد الباعة ويقلب موائد الصرافة (صرف العمله)، ويتصرف وكأنه الآمر الناهي؟ ولا كأن هؤلاء الباعة أخذوا الاذن من ادارة الهيكل، وكانوا يدفعون ضريبة تواجدهم فيه. فأين ذهب حرس الهيكل وجنوده، وأين ذهبت الادارة، والكهنة المستفيدين من هؤلاء التجار؟ فهل يعقل ان يفعل كل هذا، ومن غير ان يجد من يوقفه عند حده، أو يعترضه، اذا لم يكن له سند؟
معلق أم مرجوم؟
جميع الاشارات لمقتل يسوع التي ذكرها بولس في رسائله تصفه بالمعلق وليس المرجوم. الآن اذا نظرنا للاقتباس في الاعلى، نجد الراوي يبدأ روايته بالعبارة "في عشية عيد الفصح عُلق يسوع"، ولكن النداء كان: "يسوع سوف يعاقب بالرجم"، ثم ينهي روايته بقوله: "وتم تعليقه في عشية عيد الفصح"
من لا يعرف ان التعليق يأتي بعد الموت، ربما سيفترض ان التعليق شيئ، والرجم شيئ ثاني. وأن الحكم المبدئي كان الرجم، ثم تحول الى التعليق.
لنفترض الان ان الرواي لم يتطرق الى النداء الذي انطلق قبل تنفيذ الحكم، وقال روايته بطريقة موجزة جدا: "في عشية عيد الفصح عُلق يشوع" -- بهذا الاسلوب يكون قد فعل نفس بولس عندما وصف يسوع بالمعلق (يكتبونها مصلوب).
هذه كانت تعابير القوم. معلقا تعني التعليق بعد الموت، ولا يكون التعليق إلا بعد الرجم، ولا توجد عقوبة مستقلة أسمها التعليق، وليس بالضرورة ان يصف الحكم بالصيغة المطوله: رجموه وعلقوه. ولكن اذا لم يحصل تعليق، سيقول رجموه.
هذه الرواية التلمودية، وبغض النظر ان كان المقصود فيها يسوع أو غيره، تجيب على أي تسائل يقول: لماذا لم يقولها بولس بصريح العبارة ان يسوع رجم. هو قالها بصريح العبارة، ولكن بتعبير القوم الذين ينتمي إليهم. أمّا ان كان مرقس الاغريقي الذي يسكن روما قد فهم ما يقصده بولس أم لا، فهذه مسألة أخرى.
أضف الى ذلك ان بولس لم يذكر مقتل يسوع في رسائله إلا بالاشارة فقط ، وليس بالتفاصيل. مثلا: "ونحن نكرز بالمسيح مصلوبا [معلقا]" (كورنثوس الاولى 1: 23)، "ان لو عرفوا لما صلبوا [علقوا] رب المجد" (كورنثوس الاولى 2: Cool.
فإن كانت الاشارة الى موته ستقتصر على كلمة واحدة فقط ، فسوف تكون التعليق وليس الرجم، مثلما قال الراوي في قصة التلمود.
نفس الرواية التلمودية في الاعلى اختصرها كاتب في الموسوعة الحرة ويكيبيديا كالتالي:
Jesus in the Talmud - يسوع في التلمود
http://en.wikipedia.org/wiki/Jesus_in_the_Talmud
ساحر – السنهدرين 43a يروي محاكمة واعدام ساحر اسمه يسوع ("يشو" في العبريه) وخمسة من تلاميذه. الساحر رُجم وعُلق في عشية عيد الفصح.
السنهدرين هو كتاب الاحكام والعقوبات في التلمود. عيد الفصح هو اليوم الذي يحتفل به اليهود بمناسبة تحررهم من العبودية في مصر.
* القيــــــــــــــامـة
إذا كان الصلب الذي قيل عنه انه شهده كل من في البلد، تبين انه قصة من وحي الخيال كتبها شخص مجهول في روما، فهل القيامة التي لم يرها أحد ستكون صحيحه؟
بالنسبة لمرقس فإنه لم يولي تلك القيامة المزعومة ذلك القدر من الاهتمام واكتفى بالضريح الفارغ وهروب النساء خائفات: "فخرجن [النساء] سريعا وهربن من القبر لأنّ الرّعدة والحيرة أخذتاهنّ. ولم يقلن لأحد شيئا لأنّهنّ كنّ خائفات" (مرقس 16: .
الآيات من مرقس 16: 9 - 20، (12 آيه)، أضيفت الى الانجيل بعد قرن من الزمن بعد موت مؤلفه!
وبما أن النساء خرجن من القبر خائفات ولم يخبرن أحد، فلم تكن هناك من قيامة إذن، وإنما ضريح فارغ. وكان هذا القول في زمن مرقس، أي بعد أكثر من اربعين سنة من موت يسوع! ثم تطورت القيامة بعد ذلك، فأضاف لها لوقا أوهام وخزعبلات، واخترع متىّ زلازل وبراكين، وجاء يوحنا بالبستاني ومساميره.
ومع ذلك كانت القيامة موجودة في كتابات سبقت مرقس، فهي إذن لها أصل، مثلما كان لموت يسوع أصل. وكما كان موت يسوع ليس بالطريقة التي صورته الاناجيل، فإن القيامة أيضا لم تكن في الاصل كما صورتها الاناجيل في وقت متأخر جدا.
يقول بولس: "وأنّه دفن وأنّه قام في «اليوم الثّالث» حسب الكتب" (1 كو 15: 4).
ولا معلومة عن كيف قام!
يبدو ان كُتب العهد القديم تفوقت في قيامة الاموات على قيامة يسوع. فمثلا نجد في كتاب الملوك الاول ان إيليا أقام طفلا من الموت بطريقة مشروحة بوضوح (1 ملوك 17: 21 - 24). وفي كتاب الملوك الثاني أقام أليشع طفلا آخر (2 ملوك 4: 32 - 36). كما قام رجل مجهول من الموت عندما دفن في قبر اليشع (2 ملوك 13: 20 - 21).
المجتمع اليهودي كانت لديه القابلية لاستيعاب فكرة قيامة الاموات، ومنذ زمن بعيد جدا قبل يسوع. وجاء في انجيل لوقا ان اليهود احتاروا في هوية يسوع في بداية دعوته، فقال بعضهم: "ان نبيا من القدماء قام" (لوقا 9: . وعندما تجد مجتمعا لديه القابلية لاستيعاب مثل هذه الافكار، فما هو الغريب في تصديقهم ان يسوع قد قام من الموت مثلما قام غيره من قبله؟
ولكن لماذا قام في اليوم الثالث وليس قبله أو بعده؟
تخبرنا الموسوعة اليهودية ان اليهود قاموا بتطوير طريقة للتعامل مع الميت قبل دفنه نهائيا في قبر أبدي، خشية ان يدفنوا شخصا وهو لا يزال على قيد الحياة. يوضع الميت في الارض أو في كهف من الصخر، ضريح مؤقت، لمدة ثلاثة أيام. وهذا الاجراء ينطبق على الجميع، المقتول أو الميت موتا طبيعيا.
http://www.jewishencyclopedia.com/articles/3842-burial
"الضريح أو القبر لا يغلق مباشرة على الميت. كان من المعتاد أثناء الايام الثلاثة الاولى ان يزور الاقرباء القبر ليروا ما اذا عاد الميت الى الحياة." (الموسوعة اليهودية)
هذا يقودنا الى استنتاج: ان الاعلان عن، أو اكتشاف، فقدان الجثة في اليوم الثالث كان بسبب هذا التقليد اليهودي! وهكذا بنوا اسطورة قيامة يسوع في اليوم الثالث. وإن كانوا قد اكتشفوا فقدان الجثة في اليوم الثاني، لكانوا بنوا عليها قيامة في اليوم الثاني. ومن يدري، حتى وإن لم يكتشفوا شيئا على الاطلاق، لاخترعوا شيئا من الخيال كما اخترعوا قصة الصلب من العدم.
طبقا للموسوعة اليهوديه في الاقتباس اعلاه، فإن أقرباء الميت يأتون لزيارته كل يوم لمدة ثلاث أيام. ولكن من سيأتي لزيارة يسوع؟ لا أحد طبعا. لأن تلامذته كانوا مختبئين في بيوتهم من شدة خوفهم ورعبهم من اليهود. تركوه وهربوا عندما كان حي يُرزق، فهل سيغامرون بحياتهم من أجل جثة هامده؟
ما يقوله بعض العلماء المعاصرين عن اليوم الثالث:
http://www.leaderu.com/truth/1truth22.html
"عبارة «في اليوم الثالث» تشير على الارجح الى اكتشافالضريح الفارغ. باختصار شديد، النقطة هي انه لا احد في الواقع شهد قيامة يسوع، فكيف استطاع المسيحيون تحديد اليوم الثالث كيوم قيامته؟ الجواب الاكثر احتمالا انهم فعلوا ذلك لأن ذلك اليوم هو اليوم الذي اكتشفت فيه النساء اتباع يسوع الضريح الفارغ. ومن هنا تم تأريخ القيامة في اليوم الثالث. وهكذا، من المعادلة المسيحية القديمة التي يستند اليها بولس لدينا شواهد من وقت مبكر على وجود ضريح يسوع الفارغ."
وهكذا نجد ان تلك القيامة المزعومة لم تكن سوى ضريح فارغ فقط.
أضف الى ذلك انه لايوجد سببا لقيامته. فإن كان قصده تحقيق آية يونان التي كتبها متّى في انجيله، كان عليه أن يذهب لليهود الذين وعدهم بالآية، لكي يؤمنوا به، ولكنه لم يفعل، مما جعلهم يزدادون كفرا به.
وكما قلنا في البداية، ضريح يسوع في بستان، وجثة يهوذا في حقل زراعي، بما يدل على ان هذه المنطقة منقطة مزارع وبساتين. وبما أنهم ألقوا بجثة يهوذا في حقل آخر، الضريح المفترض ان يضعوا فيه يسوع بقي فارغ. وعلى هذا الاساس ظنّ "بعض" اتباعه انه قام في اليوم الثالث، ولكنهم لم يشاهدوه. وبما انه لم تصلنا كل كتابات وآراء تلاميذ المسيح، فلا يمكن القول ان جميعهم اعتقدوا نفس الاعتقاد. فلعل بعضهم كانت لديه وجهة نظر أخرى.
مواضيع مماثلة
» تحريف المسيحية
» * نقض النصرانية - التناخ والعهد الجديد- المسيح الدجال عند النصارى
» * قصة إكتشاف مخطوطات نجع حمادي وصلب المسيح عليه السلام
» * هل هذا هو المسيح الدجال
» * حقائق عن فتنة المسيح الدجال
» * نقض النصرانية - التناخ والعهد الجديد- المسيح الدجال عند النصارى
» * قصة إكتشاف مخطوطات نجع حمادي وصلب المسيح عليه السلام
» * هل هذا هو المسيح الدجال
» * حقائق عن فتنة المسيح الدجال
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى