* عالم سويدي: يسوع لم يصلب!
صفحة 1 من اصل 1
* عالم سويدي: يسوع لم يصلب!
* (يهوذا الاسخريوطي) المرجوم
مُساهمة طارق فتحي في الإثنين 28 سبتمبر 2015 - 7:04
ما صلبوه ولكن شُبّه لهم "رجموه"
تأليف: عيسى عبدالرحمن
يهوذا يقبل يسوع القبلة الاخيره، قبلة الموت!
مقدمــــــــــــــــة وملخــــــــــــــــص
الامر الشائع بين الناس على مر العصور والازمان ان النبي عيسى بن مريم مات مقتولا على صليب روماني، استنادا لروايات الاناجيل التي كُتبت بعد موته بعشرات السنين!
السؤال الان: إذا كان يسوع قد خالف شريعة موسى، فيجب ان يُحاكم على شريعة موسى، لا على شريعة روما. وجزاءه بحكم الشريعة اليهودية هو الرجم، وليس الصلب الروماني.
سوف نرى في هذا التقرير ان يسوع لم يمت مصلوبا، وإنما مات مرجوما. لم يقتله الرومان، وإنما رجمه اليهود حتى الموت. وبعد موته علقوه على خشبه، ليكون ملعونا الى الابد، طبقا لشريعة موسى: "المعلق ملعون من الله. فلا تنجّس أرضك التي يعطيك الرّبّ إلهك" (تثنيه 21: 23). وبما ان المعلق ملعون ونجس، فكان لابد من انزاله من الخشبة قبل غروب الشمس. وكان كذلك، أنزلوه من الخشبة ثم أخذوه وألقوا به في حقل زراعي الى ان يحين وقت دفنه في قبر دائم.
ولكن الذي حدث شيء آخر! أظهرت الشواهد التي سنراها لاحقا أن الذي حلت عليه عقوبة الرجم هو يهوذا الاسخريوطي! الرُجم الاسخريوطي على حكم الشريعة اليهودية، التي سنرى تفاصيلها وطريقة تنفيذها فيما بعد، فتحطمت جمجة رأسه وانشق من الوسط.
مرجعنا الاساسي في تقرير ما في هذا البحث من معلومات هو كتب العهد الجديد القانونية، وبشكل خاص كتاب الاعمال ورسائل بولس. واستبعدنا تماما جميع المراجع التي لم تعترف بها الكنيسه، كأناجيل البوكريفه المنسوبة للطوائف التي تسمى هرطقه وانجيل برنابا وغيره من الرسائل والكتب التي لم تنل صفة القانونيه.
مسألة رجم يسوع ليست بالمعلومة الجديدة على أي حال. فقد سبق وقال بها السياسي البريطاني من أصل يوناني إينوخ پاول(Enoch Powell)، عالم في الكتاب المقدس وباحث وزميل في كلية معتقد التثليث في جامعة كامبردج.
بعد نهاية الملخص، سوف نعود الى آراء هؤلاء الباحثين المختصين، وبالتفاصيل والمراجع، والنص المقتبس باللغة الانجليزية، وذلك على حسب تسلسل مادة الموضوع. فالرجاء البقاء معنا على الخط وعدم استباق النتائج.
الصلب بالمسامير -- باحث في الادب القديم والاديان من جامعة سويدية يُدعى گانار صامويلسون (Gunnar Samuelsson) قام ببحث في المصطلحات الاغريقية القديمة وكيفية استخدامها في تلك الازمنة وتوصل الى حقيقة دامغة لا تقبل الجدال، ألا وهي ان الصلب بالمسامير لم يكن يستخدمه الرومان في الزمن الذي عاش فيه يسوع، بينما الاناجيل تصرح بإستخدام المسامير!
من ناحية أخرى قصة الصلب المكتوبة في الاناجيل هي مجرد قصة مفبركة كتبها مؤلف انجيل مرقس في روما بعد سنة (70) ميلادي، ثم نقلها عنه كتبة الاناجيل الاخرى. القصة بتفاصيلها مبنية على المزمور 22 وأشعيا 53 -- سوف يأتي الحديث عنها مفصلا في حينه.
إقتباس: "لا توجد اشارة الى موت يسوع بطريقة الصلب في أي مادة عن يسوع سبقت مرقس" -- (بَرتون ماك، مؤلف وباحث في التاريخ المسيحي وكتب العهد الجديد).
ربما يقول قائل، ان بولس، وهو أقرب عصرا بيسوع، وصفه بالمصلوب في بعض رسائله. الحقيقة هي انه لم يصفه بالمصلوب وإنما بالمعلق، ويقصد به التعليق بعد الرجم، ولكن التراجم الآن تكتب مصلوب. سوف نعود الى هذه النقطة، والمصطلحات المستخدمة فيها، في الباب المخصص لها.
"وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم" جاء في القرآن الكريم
الصلب هو وضع المدان على الصليب. أي بمجرد وضعه على الصليب وهو حي، حتى وإن لم يمت، فهذا يعتبر صلب. ما دعانا لهذه القول هو نظرية الاغماء التي ظهرت في أوربا في القرن الماضي أو الذي قبله، وقال بها بعض المسلمين. تقول النظرية انه صلب، ولكن الصلب لم يؤدي الى موته! هذا القول لا يتفق ابدا مع ما نص عليه القرآن بصريح العبارة. فمثلا توجد حالات نادرة جدا ان المشنوق لا يموت في المشنقه. ينزلونه من حبل المشنقة ظنا منهم انه مات. ولكن بعد الفحص يتضح انه لا يزال حي. فهل هذا يعني ان المرة الاولى ما شنقوه؟ الشنق لا يعني القتل، وإنما وسيلة تؤدي الى القتل. وكذلك الصلب لا يعني بالضرورة انه يموت. فإذا قال القرآن ما صلبوه، فلا يعني هذا سوى انه لم يوضع على الصليب مطلقا.
نأتي الان الى قوله تعالى: ما قتلوه؟ فإذا لم يكن قد صلبوه، فهو بالتأكيد لم يمت. فما هو الداعي إذن لقوله ما قتلوه؟ فهل القصد من هذه العبارة هو قطع الطريق أمام من يحاول القول ان يسوع قتل بطريقة أخرى غير الصلب؟ أو لعلها إشارة الى ان طريقة القتل لم تكن صلبا، وإنما وسيلة أخرى، وما جاءت عبارة "ما صلبوه" الا لنفي وسيلة زعمها قوم معينون. وربما كلا الاحتمالين: لقطع الطريق، وأيضا إشارة الى ان وسيلة القتل لم تكن صلبا.
مسألة موت يسوع على الصليب كانت في الماضي من المسلمات. ولكننا الان نجد من يقول انه رجم، مثال على ذلك الباحث البريطاني إينوخ پاول. وكلما تقدم الزمن، كلما انكشف المزيد من المعلومات والحقائق. ومع تهاوي قصة الصلب أمام الابحاث التاريخية، ربما سيأتي اليوم الذي تنهار فيه القصة نهائيا. فإذا قال القرآن ما صلبوه، وتوقف على هذه الكلمه، فإن احتمال الرجم يبقى قائم. ولكن القرآن أغلق الباب أمام جميع المحاولات والاحتمالات. لا صلبوه ولا قتلوه ولم يحدث له شيء أبدا.
"بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما" -- وقبل وصول جند الهيكل للقبض عليه، قال ابن مريم عبارة لا يبدو ان المسيحيين استوعبوها: "أمّا الآن فأنا ماضٍ إلى الّذي أرسلني" (يو 16: 5). والآن تعني الآن، وليس بعد اربعين يوما أو بعد ثلاث سنوات. الرجل رحل الى السماء في تلك اللحظات، بعد ان تركه التلاميذ وهربوا، وظل القوم من بعده يتخبطون بين زلازل متىّ ومسامير يوحنا.
* مرجوم على حكم الشريعة اليهودية
حان الوقت الان لوضع النقاط على الحروف: إذا كان يسوع قد خالف شريعة موسى، فمن الطبيعي أن يحاكمه اليهود على شريعة موسى، ويصدروا عليه حكما من شريعتهم. ومن غير المعقول على الاطلاق أن يطبقوا عليه عقوبة رومانية، أو حتى ان يقبلوا بها بديلا عن عقوبتهم. وكيف لهم ان ينكروا عليه مخالفته شريعة موسى، ثم يقومون هم بمخالفتها؟!
يوجد موضوع في الموسوعة اليهودية عمّا يُسمى بعملية صلب يسوع. يتحدث الموضوع عن عدة نقاط حول صلبه. نقتبس منه الفقرة التاليه:
JewishEncyclopedia.com - Crucifixion
http://www.jewishencyclopedia.com/articles/4782-crucifixion
"ما بين عقوبات الاعدام المعمول بها في قانون العقوبات اليهودي، لا يوجد بينها عقوبة الصلب، الرجم ثم التعليق على خشبه، طبقا لما هو مكتوب في سفر التثنية (21: 22)، كانهو الحكم المعمول به اثناء فترة العهد الجديد... محال ان تصدر محكمة يهودية عقوبة الاعدام بالصلب من غير ان تخالف القانون اليهودي... من وجهة النظر اليهودية، الجريمة التي ادان بها الكهنة اليهود يسوع في محل شك كبير. فإن كانت التجديف، فعقوبتها الرجم، استنادا للقانون اليهودي، مع التعليق في مشنقة بعد الموت." "Among the modes of Capital Punishment known to the Jewish penal law, crucifixion is not found; the hanging of criminals on a tree, mentioned in Deut. xxi. 22, was resorted to in New Testament times only after lapidation... A Jewish court could not have passed a sentence of death by crucifixion without violating the Jewish law... From the Jewish point of view, the crime of which Jesus was convicted by the Jewish priests is greatly in doubt. If it was blasphemy, lapidation should, according to Jewish law, have been the penalty, with suspension from the gallows after death."
أضف الى ذلك انه لايوجد سببا يجعل الرومان ينفذون فيه عقوبة الصلب. وهي بالتحديد مخصصة للثوار الذين يشكلون خطرا على الامبراطورية البيزنطيه، وعلى عتاة المجرمين القتله. وهو لم يكن كذلك ابدا: "اعطوا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله" (مرقس 12: 17).
في المحاكمة المزعومة، قال لهم بيلاطس: "خذوه أنتم واصلبوه لأنّي لست أجد فيه علّة" (يوحنا 19: 6). بغض النظر عن عدم صحة هذا القول، وبغض النظر عن عدم وجود عقوبة الصلب في القانون اليهودي، إلا اننا وجدنا من يقول ان اليهود لم يكن مصرحا لهم بتنفيذ عقوبات الاعدام! بالاضافة الى ان الموسوعة اليهودية تؤكد صلاحيتهم في تنفيذ عقوبات الاعدام في الامور التي تخصهم، والاحتلال الروماني لم يُلغي أحكام شريعتهم، ها هو يوحنا يضع التصريح على لسان بيلاطس.
عقوبات الاعدام عند اليهود
http://www.jewishencyclopedia.com/articles/4005-capital-punishment
من الرابط أعلاه، وهو من الموسوعة اليهودية، عقوبة الرجم: أشهر العقوبات وتشمل 18 حاله، منها: التجديف، الوثنية وعبادة الاصنام، التجاوز في احكام السبت، السحر والشعوذة، العذراء الزانية، والخائنة زوجها -- تنفذ هذه العقوبة بوضع المدان على منصة طول قامته مرتين ثم يُدفع الى الاسفل، فإن مات فلا زيادة. وإن لم يمت، يُقلب على ظهره، يُثبت على الارض، ثم يُقذف بصخرة ثقيلة على صدره، فإن مات فبها، وإن لم يمت يقوم الجميع برجمه حتى الموت. فتخيل أين سيكون التركيز في الرجم؟ على الجمجمة طبعا، لأن القصد منه القتل وليس التعذيب.
ويقول عن التعليق على الخشبه: "تربط يدي المدان الميت على رأسه مع بعض، ومنهما يعلق"
The dead convict's hands are joined above his head, and by them he is suspended
التعليق بحد ذاته ليس عقوبه، لأن القتل قد حصل، وإنما هو زيادة في التشنيع. يُعلق من يديه على خشبة الى قبل غروب الشمس.
الصلب إذن لا وجود له في شريعة اليهود. ليس فقط لا وجود له، وإنما مخالف لشريعتهم وتجاوز في أحكام التوراة.
إقتباس: "يوضع المُدان على منصة طولها مثل ارتفاعه مرتين. يقوم أحد الشهود بدفعه الى الارض. فإذا الارتجاج لا ينتج عنه موت فوري، يقوم الشاهد الثاني بإلقاء صخرة ثقيلة بكل قوة على صدره. وعندما لا تنهي هذه الرمية البؤس الذي هو فيه، يقوم الواقفين برجمه بالحجارة الى ان يموت." -- (الموسوعة اليهودية)
"The convict having been placed on a platform twice his height, one of the witnesses throws him to the ground. If the concussion does not produce instant death, the second witness hurls a heavy stone at his chest; and only when this also proves insufficient to end his misery, the bystanders throw stones at the prostrate body until death ensues."
http://www.jewishencyclopedia.com/articles/4005-capital-punishment
ولنفترض انهم دفعوه من على المنصة ولكنه لم يمت. فقاموا بتثبيته على ظهره وألقوا على صدره صخرة ثقيلة اقتلعت احشائه، ثم رجموه الى ان تحطمت جمجمة رأسه
*يهوذا الاسخريوطي!
ولكن من هو في الواقع الذي حلت عليه هذه العقوبه؟ » » » يهوذا الاسخريوطي!
ما يدل على ان يهوذا الاسخريوطي قد مات مرجوما بهذه الطريقه هو ما جاء عن بطرس في كتاب الاعمال، فيقول: "سقط علىرأسه وانشق من الوسط فاندلقت أمعاءه كلها" (اعمال 1: 18).
"falling headlong he burst open in the middle and all his bowels gushed out." (English Standard Version, Acts 1:18)
في الترجمة العربية يكتبون انه سقط على وجهه. ولكن جميع التراجم الاجنبية التي تكتب الترجمة الحرفية تقول انه سقط على رأسه. ولا يستثنى منها سوى التراجم التفسيرية، وهي غير دقيقة كما هو معلوم.
http://biblehub.com/acts/1-18.htm
هكذا يكتبونها: (headfirst) أو (headlong)
وبحسب القاموس فإن معنى الكلمتين متساوي بالضبط، السقوط على الرأس أولا، كمثل الذي يقفز في بركة ماء على رأسه ("a headlong dive into the pool").
http://www.thefreedictionary.com/headfirst
كيف يسقط على رأسه وينشق من الوسط؟ لو انه سقط على وجهه فالاحتمال معقول، لأن الوجه أقرب للوسط من الرأس! ويبدو ان هذا هو السبب الذي جعل المترجمين العرب يكتبون انه سقط على وجهه. ولكن اذا سقط على رأسه فإن قوة الارتطام ستكون مُركّزة على الرأس، ولن يكون لها أي تأثير يذكر على الوسط ، ناهيك ان تشقه. والعكس ايضا صحيح، اذا سقط على الوسط فلن يتأثر الرأس. حالة غريبة صعبة الحدوث بطريقة تلقائيه! ولا تفسير لها الا اذا تعرض لعقوبة الرجم على الطريقة اليهودية.
ما نجده هنا هو ان يهوذا لم يسقط سقوطا عشوائيا كما ظن من رآه، وإنما نال عقوبة الرجم بعد ان ألقى الله صورة المسيح عليه. ثبتوه على الارض وألقوا على صدره صخرة ثقيلة شقته من الوسط. ثم ليتأكدوا من موته قاموا برجمه بالحجارة الاصغر حجما على رأسه فتحطمت جمجمته. ظل طريحا في الحقل الزراعي لعدة أيام. وبعد ان تحللت جثته، جاء من وجده على هذه الحالة المزريه، رفعوه فاندلقت أمعائه الى الخارج. من يرى الجثة دون ان يعلم بما حدث، يظن انه سقط على رأسه، نظرا لتحطم جمجمته، ثم لا يجد تفسيرا لانشقاقه من الوسط، فيقول انه انشق من الوسط دون اعطاء سبب لهذا الانشقاق!
فلو مثلا قال بطرس انه سقط على حجر حاد شقه من الوسط، لقلنا لعل وعسى، مع ان الاحتمال ضعيف ان يشقه الحجر الحاد من الوسط، لأنه سقط على رأسه أولا. ولكن بطرس لم يذكر سببا على الاطلاق ادى الى انشقاقه من الوسط!
ونقرأ في القرآن الكريم: "ومكروا ومكر اللّه واللّه خير الماكرين" (آل عمران 54). وعلى هذه الاية فإن نجاة يسوع من الاعدام كانت بحيلة ومكر. ولا يكون المكر الا بمثله وعلى إسلوبه. وفي آية أخرى توضح القاعدة العامة: "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله" (فاطر 43).
التلميذ بطرس كان في ذلك اليوم مختبأ في منزله خوفا على حياته. وهو لم يكن شاهد عيان على سقوط يهوذا، وإنما شاهد سماع. سمع تحليلات الناس عن الحالة التي رأوه عليها، محطم الجمجمة ومنشق من الوسط، فقال ما سمعه من الناس. وبكل تأكيد لا علم له بمسألة "شبه لهم".
الذين تآمروا على يسوع وقتلوه رجما كانوا هم المسؤلين عن دفنه، وليس المشير يوسف الذي ورد اسمه في الاناجيل. فقد جاء عن بولس في كتاب الاعمال: "وبعد ان تمموا كل الذي كتب عنه، انزلوه من الخشبة ووضعوه في ضريح" (أعمال 13: 29). بولس يتحدث عن نفس الفئة، نفس الفصيل، الذين قتلوه هم نفسهم الذين انزلوه من الخشبة ووضعوه في ضريح. فلو كان يوسف هو من أخذ الجثه كما زعم مرقس والذين نقلوا عنه، فإنه يعتبر من فئة أخرى. لأنه، وبحسب مرقس، كان مؤمنا بيسوع ومنتظرا ملكوت الله. فكيف يصح لبولس أن يضمه الى فئة الاشرار؟ وإن كان بولس يخلط الحابل بالنابل، فلماذا لا يضم نفسه معهم، واتباع يسوع أيضا، ويقول مثلا: وبعد ان قتلناه وانزلناه من الخشبة ووضعناه في ضريح، بدأنا نروج لدينه الجديد وندعو الناس الى اعتناقه!
الحقيقة هي ان يوسف لم يكن سوى شخصية خيالية اخترعها مرقس ليوافق ما جاء في أشعيا 53: "ومع غني عند موته" -- نبؤة يعني!
بعد أن قتلوا يهوذا الاسخريوطي ظنا منهم انه يسوع، أنزلوه من الخشبة قبل غروب الشمس، ثم أخذوه ليضعوه في ضريح مؤقت في بستان قريب من مكان الاعدام الى ان يحين وقت دفنه. وهم في طريقهم الى الضريح المؤقت، ربما نظر احدهم إليه، أو حدث شيئ آخر جعل وجهه ينكشف. الان صورته عادت كما كانت في الاصل. فماذا عساهم فاعلين؟ فلعل ذلك البستان، أو الحقل كما يسميه شمعون بطرس، كان يملكه يهوذا من قبل. أو انهم قاموا بشراء الحقل وزعموا ان يهوذا اشتراه كما ذكر بطرس، أو أي شيئ من هذا القبيل. أخذوه وطرحوه في الحقل. وبعد عدة أيام تحللت الجثة. ثم جاء من وجده على هذه الحالة الشنيعة، رفعوه فاندلقت أمعائه كلها، فظنوا كما قال بطرس: "سقط على رأسه وانشق من الوسط فاندلقت أمعاءه كلها".
ومن البديهي ان لا يضعوه في الضريح المؤقت المخصص ليسوع بعد ان اكتشفوا حقيقة ما جرى لكي لا يثير بلبلة وفتنة في البلد. ظلّ ذلك الضريح فارغا، فتوهم بعض اتباع يسوع انه قام، لأن المجتمع اليهودي في ذلك الزمن كان يتقبل فكرة قيام الاموات، كما سنرى لاحقا!
وبعد أن رأينا الشواهد الدالة على ان يهوذا الاسخريوطي مات مرجوما، سوف نرى فيما بعد نصوصا من كتاب الاعمال و من رسائل بولس تدل على ان يسوع قتله اليهود رجما، بعد تثبيته على الارض، ثم تعليقه على خشبة بعد موته.
الان لدينا حكم بالرجم حتى الموت على يسوع. ولكن آثار الرجم ظهرت على جثة يهوذا الاسخريوطي! التوقيت الذي مات فيه الاسخريوطي هو نفس التوقيت المفترض لقتل يسوع. المكان الذي وضعوا فيه يسوع قيل انه بستان (حقل زراعي). والاسخريوطي أيضا وجدوه في حقل زراعي! بما يدل على ان المنطقة هي منطقة مزارع وبساتين. أي ان الاثنين كانوا في نفس المنطقة. الفرق الوحيد بينهما هو ان جثة أحدهما موجودة، وجثة الآخر مفقودة. الذي وجدوا جثته، لم يشهد موته أحد. بينما الذي لم يجدوا جثته، يُفترض انه قتل أمام الملأ شر قتله، ليكون عبرة لمن يعتبر. ما الذي جرى؟ وأين حدث الإشكال؟ لا يوجد حلا لهذا اللغز، ولا تفسيرا لهذا السيناريو، سوى انه شبّه لهم.
*يسوع لم يصلبه الرومان
إينوخ پاول: يسوع لم يصلبه الرومان، وإنما رجمه اليهود حتى الموت!
السياسي البريطاني من أصل يوناني إينوخ پاول (Enoch Powell)، عالم في الكتاب المقدس وباحث وزميل في كلية ترينيتي، كلية في معتقد التثليث، في جامعة كامبردج، أصدر كتابا في العام 1994 حول انجيل متىّ، بعنوان تطور الانجيل (The Evolution of the Gospel)، وقام بدراسة الانجيل ومقارنته بإصوله الاغريقية، وتبين له ان انجيل متىّ طرأت عليه تعديلات لم تكن موجودة في النص الاصلي.
من بين هذه التعديلات التي لم تكن موجودة في النص الاصلي هي الطريقة التي مات عليها يسوع. حيث ان النص الاصلي لم يذكر شيئا عن موت يسوع، لا صلب ولا غيره. ثم دقق في روايات الصلب ومحكمة يسوع ولاحظ ان كل ما جاء فيها مصطنع من وحي الخيال. ومحكمة يسوع في الهيكل أمام القاضي قيافا أصدرت عليه حكم الاعدام، فلماذا يأخذوه لمحاكمة أخرى أمام الحاكم بيلاطس؟ فإن كان القضاة اليهود قد حكموا عليه بالموت، بحسب ما جاء في الانجيل، فإنهم سيصدروا الحكم من شريعتهم. وتهمة التجديف في الشريعة اليهودية عقوبتها هي الرجم وليس الصلب الروماني.
كما لاحظ پاول ان سيناريو المحاكمة أمام بيلاطس هو نفس سيناريو المحاكمة أمام رئيس الكهنة، مشهد متكرر. وقد وصل التشابه في بعض الاحيان الى حد التطابق، كلمة بكلمة وحرف بحرف، مثال:
"فقام رئيس الكهنة في الوسط وسأل يسوع: أما تجيب بشيء؟ ماذا يشهد به هؤلاء عليك؟" (مرقس 14: 60)
"فسأله بيلاطس ايضا قائلا: أما تجيب بشيء أنظر كم يشهدون عليك" (مرقس 15: 4)
توفي پاول في العام 1998 وخلف وراءه عاصفة لم تهدأ. وذلك لما له من وزن في المجال السياسي والديني.
الاقتباس التالي تعليق على الكتاب بقلم احد معارضيه:
Enoch Powell
http://www.ukapologetics.net/11/powell.htm
في عام 1994، عن عمر يناهز الـ 82، نشر پاول كتاب "تطور الإنجيل،" وكان دراسة لنصوص انجيل متىّ. أحدث الكتاب عاصفة (كما كانت الكثير من انشطته فعلت من قبل)، پاول قلب نصوص انجيل متىّ رأسا على عقب، مُصرًا على ان يسوع لم يصلبه الرومان على الاطلاق، وإنما رجمه اليهود حتى الموت. قطّع نصوص متىّ الى قصاصات، لا يؤمن على ما يبدو بالكثير الذي نصّ عليه الانجيل. حتى ان علماء ليبراليين رفضوا الكثير مما كتبه پاول.
روبرت شيفيرد يلخص هذه العاصفة على پاول وتدنيسه لكتاب متىّ بشكل جيد في كتابه، ويقول: «كما لاحظ الباحث والناقد جيني مينزي: "إحذف صلب يسوع وقيامته، ومحاكمته أمام بيلاطس، وموعظته على الجبل، ومسح يسوع من قِبل المرأة المجهولة في بيت عنيا، وسوف يكون لديك انجيل متىّ بحسب اينوخ پاول." في صحيفة سبكتيتر، الكاتب في الامور الدينية، بيتر هيبليثويت، حكم على كتاب پاول بقوله: "ان ما جاء فيه أكثر ضررا على رسالة المسيحية مما قد ألمح إليه ديفيد جانكين، اسقف دورهام لبعض الوقت." وسأله تيري كولمان ان كان يؤمن بالمسيحية، اجاب پاول بغموض، "أنا عضو مطيع في كنيسة انكلترا"» (ص 500، شيفيرد). in 1994, at the age of 82, Powell published 'The Evolution of the Gospel,' which was a textual study of Matthew. The book caused a storm (as so many of Powell's activities had done during his lifetime), Powell completely stood the text of Matthew on its head, insisting that Jesus was not executed by the Romans at all but was stoned to death by the Jews. He cut the text to pieces, apparently disbelieving much of what Matthew actually states. Even sworn biblical liberals rejected much of what Powell wrote.
Robert Shepherd sums up this storm over Powell's desecration of the Book of Matthew rather well in his book stating: "As the scholar and critic, Gina Menzies, observed: 'Eliminate the Crucifixion and Resurrection, Jesus' trial before Pilate, the Sermon on the Mount, the anointing of Jesus by an unnamed woman at Bethany, and you have Matthew's Gospel according to Enoch Powell. In the Spectator, the writer on religious matters, Peter Hebblethwaite, judged that Powell's book 'is much more subversive of the Christian message than anything David Jenkins, the sometime Bishop of Durham, has hinted at.' Pressed by Terry Coleman on whether he was a believing Christian, Powell replied cryptically, 'I am an obedient member of the Church of England.'" (p 500, Shepherd).
وقد راجعوه فيما كتب وطلبوا منه التراجع فرفض. وبعد ان رفض، جاءت الكتابات والمقالات التي تهاجمه وتهاجم كتابه. وعلى نفس الرابط في الاعلى، قاطعه حزبه الذي ينتمى اليه، كما قاطعته المنظمات والهيئات التبشيرية التي كانت تكن له الاحترام والتقدير.
تمسكه برأيه وعدم رضوخه لكل الضغوط والابتزازت انما يدل على قناعته التامة بالنتيجة التي توصل إليها: يسوع لم يصلبه الرومان، وإنما رجمه اليهود حتى الموت.
* صلب يسوع: قصة خيالية مبنية على المزمور 22 و أشعيا 53
الذين كتبوا الاناجيل أشخاص مجهولين لا أحد يعرف حقيقة علاقتهم بتلاميذ المسيح. كانوا يضعون اسماء التلاميذ أو رفقائهم على الاناجيل كوسيلة للترويج للكتاب. فمثلا يقال ان انجيل مرقس كتبه مرقس رفيق بطرس الذي جاء ذكره في رسالة بطرس الاولى: "تسلم عليكم التي في بابل المختارة معكم و مرقس ابني" (5: 13). وجاء اسم مرقس في كتاب الاعمال، ومرقس آخر في رسائل بولس. وليس معلوم ان كان هؤلاء المراقس هم نفس الشخص أم لا.
بالاضافة لذلك فإن كاتب الانجيل لم يضع على الكتاب اسم المؤلف، وتمت نسبته الى مرقس في القرن الثاني الميلادي. فإذا ما تحدثنا عن مرقس، لأن الكتاب فقط يحمل اسمه، وإلا فإن المؤلف غير معروف قطعا.
بالنسبة لقصة الصلب الموجودة في الاناجيل فإن أول من كتبها هو مؤلف الإنجيل الذي يحمل اسم مرقس الآن، وهو أول الاناجيل الاربعة تدوينا. كتبها مرقس في روما بعد أكثر من اربعين سنة من موت يسوع، ثم نقلها عنه الآخرون بعد فترة من الزمن تتراوح ما بين 10 الى 30 سنة على أقل تقدير.
مرقس وضع الخطوط الرئيسية للاناجيل التي كُتبت من بعده. بدت قصة الصلب في انجيله ركيكة بعض الشيئ، ولكنها ظهرت بشكل أفضل في الاناجيل التي تلته. وهو أمر طبيعي ان يكون الاصدار الثاني أفضل من الاول، والثالث أفضل من الثاني. لذا كانت القصة في يوحنا، وهو آخر الاناجيل الاربعة، أفضل من الجميع. وجميع الكتبة لا يتحرجون من الكذب والتزوير. ربما عملا بقول بولس: "إن كان صدق الله قد ازداد «بكذبي» لمجده، فلماذا أدان أنا بعد كخاطئ؟" (رسالة روما 3: 7).
لا يوجد على الاطلاق ما يشير الى حدوث أي شيئ من قصة الصلب في أي مادة مكتوبة قبل مرقس. لا في رسائل العهد الجديد، ولا في روايات كتاب الاعمال، ولا من خارج العهد الجديد، ولا حتى في كتب اليهود ورواياتهم.
قيل ان المؤرخ اليهودي يوسيفوس قد كتب عن حادثة الصلب ونبذة عن المسيح. اجمع اغلب المؤرخين على مدى المائتين سنة الماضية على انه لم ترد كلمة واحدة في تاريخ يوسفس عن يسوع ولا عن صلبه. وما هو موجود في كتابه الان اضافة مسيحية متأخرة دست في الكتاب في القرن الخامس الميلادي.
http://www.truthbeknown.com/josephus.htm
توجد دراسة بعنوان «رواية معاناة المسيح قبل مرقس»، (pre-markan passion narrative). هدف البحث هو ايجاد كتابات سبقت مرقس، تصور يسوع بالطريقة التي صورها مرقس، والطريقة التي مات عليها. جميع المحاولات التي أجريت في هذا الموضوع باءت بالفشل. لا يوجد شيئ في هذا الشأن على الاطلاق.
كل البحوث التي اجريت في سجلات الامبراطورية الرومانية عن شخص مصلوب باسم يسوع، أو حتى التهمة التي ذكرتها الاناجيل، جاءت نتيجتها صفر. لا يوجد أي سجل من هذا النوع.
إقتباس: "بسبب ان هذه الاساطير هي اول المراجع لدينا عن موت يسوع بطريقة الصلب، ولأن قصة مرقس تعتمد على اسطورة الشهيد في الـ كيريگما (kerygma) [اسلوب أو طريقة الدعوة الى الانجيل]، فإننا في الحقيقة ليست لدينا وسيلة لمعرفة الظروف التاريخية التي أحاطت بموت يسوع. لا توجد اشارة الى موت يسوع بطريقة الصلب في أي مادة عن يسوع سبقت مرقس." -- (بَرتون ماك: باحث ومؤلف في التاريخ المسيحي وكتب العهد الجديد -- كتاب: مَن كَتبَ العهد الجديد، صناعة الخرافة المسيحية، ص 87).
"since these myths are the first references we have to the death of Jesus as a crucufixion, and since Mark's story is dependent upon the martyr myth in the kerygma, we really have no way of knowing anything about the historical circumstances of Jesus' death. There is no reference to Jesus' death as a crucifixion in the pre-Markan Jesus material." -- (Burton L. Mack, Who Wrote the New Testament, The Making of the Christian Myth, p.87)
وإذا كانت حادثة الصلب لا أساس لها من الصحة، وما هي إلا اسطورة كما وصفها المؤرخ بَرتون في الاقتباس أعلاه، فهذا يعني ان "أعظم" حدث في التاريخ ليس سوى قصة خرافية مثل قصص ألف ليلة وليلة، وقصص السندباد، وما شابه ذلك من قصص الاساطير.
عندما بدأ مرقس في كتابة القصة، لم يكن يدون حدثا تاريخيا، وإنما يكتب تفاصيل القصة على ضوء ما يقرأه من المزمور 22 وأشعيا 53، فيقول:
15: 24 ولما صلبوه اقتسموا ثيابه ((مقترعين)) عليها ماذا ياخذ كل واحد {وفي المزمور: "وعلى لباسي ((يقترعون))" - مزمور 22: 18}
15: 25 وكانت الساعة الثالثة فصلبوه
15: 27 وصلبوا معه ((لصين)) واحد عن يمينه و اخر عن يساره
15: 28 فتم الكتاب القائل ((واحصي مع اثمة)) [أي مع اللصين] {"واحصي مع أثمة" - اشعيا 53: 12}
15: 31 وكذلك رؤساء الكهنة وهم ((مستهزئون)) فيما بينهم مع الكتبة... {وفي المزمور: " كلّ الّذين يرونني ((يستهزئون)) بي - مزمور 22: 7}
15: 34 وفي السّاعة التّاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا: إلوي إلوي لما شبقتني؟ الّذي تفسيره: ((إلهي إلهي لماذا تركتني)) -- {"وفي المزمور: ((إلهي إلهي لماذا تركتني)) - مزمور 22: 1}
من الملاحظ في المحاكمة المزعومة ان يسوع كان صامتا طوال الوقت. كانوا يضربونه ويبصقون على وجهه ويضعون الشوك على رأسه وهو ساكت لا يرد. في الباب 15 من انجيل مرقس ، لم ينطق يسوع الا بكلمتين:
15: 2 فساله بيلاطس انت ملك اليهود فاجاب و قال له ((انت تقول))
15: 3 و كان رؤساء الكهنة يشتكون عليه كثيرا
15: 4 فساله بيلاطس ايضا قائلا اما تجيب بشيء انظر كم يشهدون عليك
15: 5 ((فلم يجب يسوع ايضا بشيء)) حتى تعجب بيلاطس
ربما تسأل ، لماذا هو ساكت لا يتكلم؟
انظر الكتاب وستعرف السبب: "ظلم أمّا هو فتذلّل ((ولم يفتح فاه)) كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازّيها ((فلم يفتح فاه))" (اشعيا 53: 7)
نبؤة طبعا!
ومع ذلك هو فتح فاه وقال كلمتين: "انت تقول!" أو ربما أضافهما الناسخ لأنه لم يكن يعلم ان مرقس اراد من سكوته تحقيق "نبؤه".
وهكذا كان مرقس يقرأ من العهد القديم ثم يكتب قصة الصلب على ما يناسب آيات المزمور 22، وأشعيا 53، لكي يوهم المتلقي ان مقتل يسوع كان فيه تحقيق نبؤة! هذا هو "التاريخ" الذي سجله مرقص. مبني جملة وتفصيلا على نصوص من العهد القديم، وليس على واقع وأحداث تاريخيه.
زعم مرقس ان يسوع صرخ وقال: "إلوي إلوي لما شبقتني؟" ثم فسرها "إلهي إلهي لماذا تركتني". إذا كان قصده ايصال الحقيقه، إمّا ان يُبقي العبارة كما هي، أو ان يكتفي فقط بالترجمه، كما اكتفى بها في بقية الاقوال التي نسبها ليسوع، ولا يوجد سبب لكلاهما. القصد هو الاثارة فقط. والترجمة بالنسبة لمرقس أهم من "شبقتني"، لأن فيها تحقيق "نبؤه." فعندما تقرأ "إلهي إلهي..."، وقد سبق لك واطلعت على المزمور 22، على طول ستربط هذا المقطع بتلك الآية من المزمور. أمّا شبقتني فلن تعني لك شيئ، وستحتاج الى فك اللغز.
هذه النبؤات المزعومة مكانها الحقيقي هو في نفس سلة المهملات التي ذهب اليها يوسف الذي من الرامه، المشير، بعد ان تضارب مرقس في روايته عنه مع رواية بولس في مسألة وضع يسوع في الضريح.
وقال مرقس عن الموقع الذي صلب فيه يسوع ان اسمه "جلجثه" وتفسيره "جمجمه". وايضا لا يوجد سبب في تفسير موقع واحد دون سائر المواقع! كما انه لا يوجد في فلسطين كلها موقع بهذا الاسم، لا جلجثه ولا جمجمه. ولعله قصد بهذه التسمية جمجمة رأسه، ليقول للمتلقي ان ما اكتبه تدور احداثه في رأسي، في جمجمتي، من تأليفي، لا اساس له من الصحه!
مرقس كتب انجيله في روما بعد سنة 70 ميلادي، بعد ثورة اليهود على الرومان ودمار الهيكل. وفي وقت الحروب والكوارث تضيع الحقيقه. ومن سيذهب الى فلسطين بعد أن حل بها الدمار وتشرد سكانها ليتحقق من قصة مرقس؟ ناهيك عن بعد المسافة بين روما وفلسطين.
لم تكن قصة الصلب هي القصة الوحيدة التي يعتمد مرقس في تأليفها على نصوص من العهد القديم، ولكن توجد غيرها من القصص والمواقف. فمثلا كتب مرقس ان يسوع عندما دخل أورشليم طلب من اتباعه ان يحضروا له جحش، فذهبوا وأحضروا له الجحش الذي طلب، ووضعوا عليه ثيابا ثم جلس عليه يسوع ودخل به أورشليم (مرقس، الباب 11). ما اراد مرقس تحقيقه من خلال هذا المشهد هو الاية (9:9) من كتاب زكريا: "ابتهجي جدّا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت أورشليم. هوذا ملكك يأتي إليك. هو عادل ومنصور وديع و راكب على حمار وعلى جحش ابن أتان" - تقول الاية ان ملك أورشليم سيدخلها راكب على حمار، وليس أي حمار وإنما جحش. ولنفترض انني ركبت حمار ودخلت به اورشليم، فهل سأصبح ملكا على إسرائيل؟ ما قصده النص هو ان الملك سيأتي راكبا على حمار، وليس كل من يركب حمار يصبح ملك! وشتان بين نبؤة تتحقق بشكل طبيعي وتلقائي، وأخرى تتحقق بشكل مصطنع. وطبعا لم ينسى مرقس ان يختلق مسيرات فرح وابتهاج بقدوم يسوع، لأن النص يقول "ابتهجي جدّا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت أورشليم." ثم لا يخبرنا أين ذهبت تلك الجماهير الغفيره والحشود الهائله التي استقبلت يسوع، وفرشت له ثيابها على الطريق؟ فص ملح وداب! ولماذا تركته يواجه مصيره وحده دون أن تحرك ساكنا؟ وعلى هذا المنوال كان مرقس يسجل "تاريخ" يسوع على ضوء ما يقرأ من كتب العهد القديم
*باراباس: أو يسوع الذي يدعى المسيح (متى 27: 16 - 17)
من هو باراباس (أو بالاصح "يسوع" باراباس)؟
رسم تخيلي يصور اليهود وهم يحتفلون بالافراج عن يسوع باراباس
عندما كان يسوع في محكمة بيلاطس، زعم مرقس ان بيلاطس خير اليهود بين أن يطلق لهم يسوع أو باراباس. وقال انه كان يُطلق لهم في كل عيد سجينا واحدا. وطبعا لايوجد في سجلات الامبراطورية البيزنطية كلها ما يثبت ان الرومان كانوا يطلقون سجينا كل عيد.
وهل هي صدفة ان يكون اسم هذا الشخص باراباس؟
باراباس = بار-أبا (Bar-abbâ)
الاغريق يضيفون حرف السين في آخر الاسم، فأصبح الاسم "باراباس"، على وزن يهوداس وبرناباس، بينما اسمائهم الاصلية: يهودا وبرنابا.
«بار-أبا» تعني «ابن الاب» في اللغة الارامية. والرابط التالي من ويكيبيديا للمطالعه والتوثيق:
http://en.wikipedia.org/wiki/Barabbas
يسوع أيضا «ابن الاب»
بما يعني ان «يسوع باراباس» هو في الحقيقة ترجمة آرامية لإسم يسوع ابن الأب!
وعلى وزن جلجثه تعني جمجمه، وشبقتني تعني تركتني، كذلك باراباس تعني ابن الاب!
يبدو من النص ان مرقس في النسخة الاصلية من انجيله كَتب الاسم «يسوع باراباس»، فلم يستسغه النساخ من بعده، فقاموا بحذف الاسم الاول. وعباراته تدل على ان الاسم المدون في انجيله "الاصلي" كان «يسوع باراباس»، فنجد في الانجيل: "وكان «المسمّى» باراباس موثقا مع رفقائه..." (مرقس 15: 7). حذف الناسخ اسم يسوع ووضع بدلا منه "المسمى"، اللي مايتسماش!
هذه الاناجيل الاربعة لم تكن مجموعة مع بعض منذ البداية. نقلوا القصة عن مرقس ولكنهم أضافوا وانقصوا وبدلوا فيها بعض الاشياء الثانوية، بقصد تلميع النص أو الاثارة. والظاهر ان متىّ قد حصل على النسخة الاصلية من انجيل مرقس. فكتبها "يسوع باراباس"، فحذفها النساخ مرة أخرى. ولكن يبدو انه توجد مخطوطة قديمة من الانجيل لايزال فيها هذا اللفظ، نقلته ترجمة (New Revised Standard Version): "كان لديهم في ذلك الوقت سجين مشهور يدعى «يسوع باراباس». وبينما هم مجتمعون، قال لهم بيلاطس، من تريدون ان اطلق لكم، «يسوع
"At that time they had a notorious prisoner, called Jesus Barabbas. So after they had gathered, Pilate said to them, "Whom do you want me to release for you, Jesus Barabbas or Jesus who is called the Messiah?" (Mat. 27:16 - 27:16)
New Revised Standard Version
http://bibliar.com/?lang=en&mod=verse&t=nrsv&b=40&c=27&v=16
وقد سبق ورأينا ان «بار-ابا» يعني «ابن الاب». ويسوع المسيح أيضا «ابن الاب».
بما يعني ان بيلاطس يخير اليهود بين ان يطلق لهم «يسوع ابن الاب» أو بالآراميه: «يسوع ابن الاب»!
شي عادي... صح؟
عادة ما يقوم المؤرخون والاعلاميون بالتركيز على الاشياء غير المؤلوفه أكثر من غيرها. لذا يقال: اذا الكلب عض انسان فليس بخبر، ولكن اذا الانسان عض كلب فهذا خبر. فكان المفترض من مرقس ان يقف على اسم يسوع باراباس ويخبرنا شيئا عنه، ولو جملة واحده. أو ان يفسره على الاقل مثلما فسر جلجثه وشبقتني. أمّا ان يمر عليه مر الكرام، فهذا لا يعني سوى ان هذا الاسم من اختراعه، مثلما اخترع المشير يوسف، وشمعون القيرواني أبو الكسندرس و روفس. ربما قصد به استهبال القارئ، أو أنه تخيل نصا في العهد القديم وأراد به تحقيق "نبؤه".
وطبعا لا يمكن الافتراض ان مرقس لم يكن يعرف معنى الاسم، لأنه اثبت معرفته بالآراميه عندما ترجم شبقتني وجلجثه.
*عالم سويدي: يسوع لم يصلب!
مشكلة أخرى تواجه قصة الصلب تم اكتشفها في العصر الحديث هي الصلب بالمسامير. يصرح كاتب انجيل يوحنا ان تلاميذ يسوع شاهدوا اثر المسامير في يديه. وهذه كارثة تاريخية، لأن الصلب بالمسامير لم يستخدمه الرومان الا بعد سنة سبعين ميلادي. وكانوا في السابق يقومون بضرب المدان ضربا مبرحا الى ان يتقطع جسده ثم يعلقوه وهو بين الحياة والموت، ويتركوه معلقا لتأكله الطيور.
المصطلحات الاغريقية التي استخدمها بولس في رسائله في وصف حالة يسوع، وتترجم الان بما تعني الصلب، هذه المصطلحات لا تعني الصلب بالمسمار في الزمن الذي عاش فيه بولس. الاسم ستاوروس "stauros" والفعل ستاورو "stauroo" ويعني التعليق، وبغض النظر سواءا كان معلقا من يديه أو رجليه أو من رقبته.
فإذا كان المصطلح يعني التعليق فقط، فهذا ما كان يفعله اليهود. بعد أن يقوموا برجم المدان حتى الموت، يعلقوه على خشبة من يديه وهو ميت الى قبل مغيب الشمس.
عالم وباحث في الادب القديم والاديان من جامعة سويدية يدعى گانار صامويلسون (Gunnar Samuelsson) قام ببحث في المصطلحات الاغريقية القديمة وكيفية استخدامها في تلك الازمنة، وتوصل الى ان مصطلح (stauros) لا يعني الصلب في الزمن الذي عاش فيه يسوع، وإنما التعليق فقط.
Did Jesus die on a cross? - هل مات يسوع على صليب؟
http://www.examiner.com/article/did-jesus-die-on-a-cross
"احدى اهم النقاط التي اشار اليها صامويلسون في بحثه هي هذه: جاء في الادب القديم استخدام كلمة ستاوروس (stauros) لتعني تعليق الفواكه وذبائح الحيوانات بقصد التجفيف. ومن السخف التفكير في انهم كانوا يصلبون الفاكهة." "One of the most telling points in Samuelsson's research is this: he points out that in the ancient literature, the word stauros is used with reference to hanging fruit or animal carcasses up to dry. It's rather silly to think of fruit being crucified."
ونقرأ عن بحثه في صفحة أخرى:
Swedish scholar: 'Jesus was not crucified' - عالم سويدي: يسوع لم يصلب
http://www.thelocal.se/27480/20100628/
"اذا كنت تبحث عن نصوص تصور مسمرة اشخاص على الصلبان فلن تجد شيئا بجانب الاناجيل." "If you are looking for texts that depict the act of nailing persons to a cross you will not find any beside the Gospels."
مُساهمة طارق فتحي في الإثنين 28 سبتمبر 2015 - 7:04
ما صلبوه ولكن شُبّه لهم "رجموه"
تأليف: عيسى عبدالرحمن
يهوذا يقبل يسوع القبلة الاخيره، قبلة الموت!
مقدمــــــــــــــــة وملخــــــــــــــــص
الامر الشائع بين الناس على مر العصور والازمان ان النبي عيسى بن مريم مات مقتولا على صليب روماني، استنادا لروايات الاناجيل التي كُتبت بعد موته بعشرات السنين!
السؤال الان: إذا كان يسوع قد خالف شريعة موسى، فيجب ان يُحاكم على شريعة موسى، لا على شريعة روما. وجزاءه بحكم الشريعة اليهودية هو الرجم، وليس الصلب الروماني.
سوف نرى في هذا التقرير ان يسوع لم يمت مصلوبا، وإنما مات مرجوما. لم يقتله الرومان، وإنما رجمه اليهود حتى الموت. وبعد موته علقوه على خشبه، ليكون ملعونا الى الابد، طبقا لشريعة موسى: "المعلق ملعون من الله. فلا تنجّس أرضك التي يعطيك الرّبّ إلهك" (تثنيه 21: 23). وبما ان المعلق ملعون ونجس، فكان لابد من انزاله من الخشبة قبل غروب الشمس. وكان كذلك، أنزلوه من الخشبة ثم أخذوه وألقوا به في حقل زراعي الى ان يحين وقت دفنه في قبر دائم.
ولكن الذي حدث شيء آخر! أظهرت الشواهد التي سنراها لاحقا أن الذي حلت عليه عقوبة الرجم هو يهوذا الاسخريوطي! الرُجم الاسخريوطي على حكم الشريعة اليهودية، التي سنرى تفاصيلها وطريقة تنفيذها فيما بعد، فتحطمت جمجة رأسه وانشق من الوسط.
مرجعنا الاساسي في تقرير ما في هذا البحث من معلومات هو كتب العهد الجديد القانونية، وبشكل خاص كتاب الاعمال ورسائل بولس. واستبعدنا تماما جميع المراجع التي لم تعترف بها الكنيسه، كأناجيل البوكريفه المنسوبة للطوائف التي تسمى هرطقه وانجيل برنابا وغيره من الرسائل والكتب التي لم تنل صفة القانونيه.
مسألة رجم يسوع ليست بالمعلومة الجديدة على أي حال. فقد سبق وقال بها السياسي البريطاني من أصل يوناني إينوخ پاول(Enoch Powell)، عالم في الكتاب المقدس وباحث وزميل في كلية معتقد التثليث في جامعة كامبردج.
بعد نهاية الملخص، سوف نعود الى آراء هؤلاء الباحثين المختصين، وبالتفاصيل والمراجع، والنص المقتبس باللغة الانجليزية، وذلك على حسب تسلسل مادة الموضوع. فالرجاء البقاء معنا على الخط وعدم استباق النتائج.
الصلب بالمسامير -- باحث في الادب القديم والاديان من جامعة سويدية يُدعى گانار صامويلسون (Gunnar Samuelsson) قام ببحث في المصطلحات الاغريقية القديمة وكيفية استخدامها في تلك الازمنة وتوصل الى حقيقة دامغة لا تقبل الجدال، ألا وهي ان الصلب بالمسامير لم يكن يستخدمه الرومان في الزمن الذي عاش فيه يسوع، بينما الاناجيل تصرح بإستخدام المسامير!
من ناحية أخرى قصة الصلب المكتوبة في الاناجيل هي مجرد قصة مفبركة كتبها مؤلف انجيل مرقس في روما بعد سنة (70) ميلادي، ثم نقلها عنه كتبة الاناجيل الاخرى. القصة بتفاصيلها مبنية على المزمور 22 وأشعيا 53 -- سوف يأتي الحديث عنها مفصلا في حينه.
إقتباس: "لا توجد اشارة الى موت يسوع بطريقة الصلب في أي مادة عن يسوع سبقت مرقس" -- (بَرتون ماك، مؤلف وباحث في التاريخ المسيحي وكتب العهد الجديد).
ربما يقول قائل، ان بولس، وهو أقرب عصرا بيسوع، وصفه بالمصلوب في بعض رسائله. الحقيقة هي انه لم يصفه بالمصلوب وإنما بالمعلق، ويقصد به التعليق بعد الرجم، ولكن التراجم الآن تكتب مصلوب. سوف نعود الى هذه النقطة، والمصطلحات المستخدمة فيها، في الباب المخصص لها.
"وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم" جاء في القرآن الكريم
الصلب هو وضع المدان على الصليب. أي بمجرد وضعه على الصليب وهو حي، حتى وإن لم يمت، فهذا يعتبر صلب. ما دعانا لهذه القول هو نظرية الاغماء التي ظهرت في أوربا في القرن الماضي أو الذي قبله، وقال بها بعض المسلمين. تقول النظرية انه صلب، ولكن الصلب لم يؤدي الى موته! هذا القول لا يتفق ابدا مع ما نص عليه القرآن بصريح العبارة. فمثلا توجد حالات نادرة جدا ان المشنوق لا يموت في المشنقه. ينزلونه من حبل المشنقة ظنا منهم انه مات. ولكن بعد الفحص يتضح انه لا يزال حي. فهل هذا يعني ان المرة الاولى ما شنقوه؟ الشنق لا يعني القتل، وإنما وسيلة تؤدي الى القتل. وكذلك الصلب لا يعني بالضرورة انه يموت. فإذا قال القرآن ما صلبوه، فلا يعني هذا سوى انه لم يوضع على الصليب مطلقا.
نأتي الان الى قوله تعالى: ما قتلوه؟ فإذا لم يكن قد صلبوه، فهو بالتأكيد لم يمت. فما هو الداعي إذن لقوله ما قتلوه؟ فهل القصد من هذه العبارة هو قطع الطريق أمام من يحاول القول ان يسوع قتل بطريقة أخرى غير الصلب؟ أو لعلها إشارة الى ان طريقة القتل لم تكن صلبا، وإنما وسيلة أخرى، وما جاءت عبارة "ما صلبوه" الا لنفي وسيلة زعمها قوم معينون. وربما كلا الاحتمالين: لقطع الطريق، وأيضا إشارة الى ان وسيلة القتل لم تكن صلبا.
مسألة موت يسوع على الصليب كانت في الماضي من المسلمات. ولكننا الان نجد من يقول انه رجم، مثال على ذلك الباحث البريطاني إينوخ پاول. وكلما تقدم الزمن، كلما انكشف المزيد من المعلومات والحقائق. ومع تهاوي قصة الصلب أمام الابحاث التاريخية، ربما سيأتي اليوم الذي تنهار فيه القصة نهائيا. فإذا قال القرآن ما صلبوه، وتوقف على هذه الكلمه، فإن احتمال الرجم يبقى قائم. ولكن القرآن أغلق الباب أمام جميع المحاولات والاحتمالات. لا صلبوه ولا قتلوه ولم يحدث له شيء أبدا.
"بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما" -- وقبل وصول جند الهيكل للقبض عليه، قال ابن مريم عبارة لا يبدو ان المسيحيين استوعبوها: "أمّا الآن فأنا ماضٍ إلى الّذي أرسلني" (يو 16: 5). والآن تعني الآن، وليس بعد اربعين يوما أو بعد ثلاث سنوات. الرجل رحل الى السماء في تلك اللحظات، بعد ان تركه التلاميذ وهربوا، وظل القوم من بعده يتخبطون بين زلازل متىّ ومسامير يوحنا.
* مرجوم على حكم الشريعة اليهودية
حان الوقت الان لوضع النقاط على الحروف: إذا كان يسوع قد خالف شريعة موسى، فمن الطبيعي أن يحاكمه اليهود على شريعة موسى، ويصدروا عليه حكما من شريعتهم. ومن غير المعقول على الاطلاق أن يطبقوا عليه عقوبة رومانية، أو حتى ان يقبلوا بها بديلا عن عقوبتهم. وكيف لهم ان ينكروا عليه مخالفته شريعة موسى، ثم يقومون هم بمخالفتها؟!
يوجد موضوع في الموسوعة اليهودية عمّا يُسمى بعملية صلب يسوع. يتحدث الموضوع عن عدة نقاط حول صلبه. نقتبس منه الفقرة التاليه:
JewishEncyclopedia.com - Crucifixion
http://www.jewishencyclopedia.com/articles/4782-crucifixion
"ما بين عقوبات الاعدام المعمول بها في قانون العقوبات اليهودي، لا يوجد بينها عقوبة الصلب، الرجم ثم التعليق على خشبه، طبقا لما هو مكتوب في سفر التثنية (21: 22)، كانهو الحكم المعمول به اثناء فترة العهد الجديد... محال ان تصدر محكمة يهودية عقوبة الاعدام بالصلب من غير ان تخالف القانون اليهودي... من وجهة النظر اليهودية، الجريمة التي ادان بها الكهنة اليهود يسوع في محل شك كبير. فإن كانت التجديف، فعقوبتها الرجم، استنادا للقانون اليهودي، مع التعليق في مشنقة بعد الموت." "Among the modes of Capital Punishment known to the Jewish penal law, crucifixion is not found; the hanging of criminals on a tree, mentioned in Deut. xxi. 22, was resorted to in New Testament times only after lapidation... A Jewish court could not have passed a sentence of death by crucifixion without violating the Jewish law... From the Jewish point of view, the crime of which Jesus was convicted by the Jewish priests is greatly in doubt. If it was blasphemy, lapidation should, according to Jewish law, have been the penalty, with suspension from the gallows after death."
أضف الى ذلك انه لايوجد سببا يجعل الرومان ينفذون فيه عقوبة الصلب. وهي بالتحديد مخصصة للثوار الذين يشكلون خطرا على الامبراطورية البيزنطيه، وعلى عتاة المجرمين القتله. وهو لم يكن كذلك ابدا: "اعطوا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله" (مرقس 12: 17).
في المحاكمة المزعومة، قال لهم بيلاطس: "خذوه أنتم واصلبوه لأنّي لست أجد فيه علّة" (يوحنا 19: 6). بغض النظر عن عدم صحة هذا القول، وبغض النظر عن عدم وجود عقوبة الصلب في القانون اليهودي، إلا اننا وجدنا من يقول ان اليهود لم يكن مصرحا لهم بتنفيذ عقوبات الاعدام! بالاضافة الى ان الموسوعة اليهودية تؤكد صلاحيتهم في تنفيذ عقوبات الاعدام في الامور التي تخصهم، والاحتلال الروماني لم يُلغي أحكام شريعتهم، ها هو يوحنا يضع التصريح على لسان بيلاطس.
عقوبات الاعدام عند اليهود
http://www.jewishencyclopedia.com/articles/4005-capital-punishment
من الرابط أعلاه، وهو من الموسوعة اليهودية، عقوبة الرجم: أشهر العقوبات وتشمل 18 حاله، منها: التجديف، الوثنية وعبادة الاصنام، التجاوز في احكام السبت، السحر والشعوذة، العذراء الزانية، والخائنة زوجها -- تنفذ هذه العقوبة بوضع المدان على منصة طول قامته مرتين ثم يُدفع الى الاسفل، فإن مات فلا زيادة. وإن لم يمت، يُقلب على ظهره، يُثبت على الارض، ثم يُقذف بصخرة ثقيلة على صدره، فإن مات فبها، وإن لم يمت يقوم الجميع برجمه حتى الموت. فتخيل أين سيكون التركيز في الرجم؟ على الجمجمة طبعا، لأن القصد منه القتل وليس التعذيب.
ويقول عن التعليق على الخشبه: "تربط يدي المدان الميت على رأسه مع بعض، ومنهما يعلق"
The dead convict's hands are joined above his head, and by them he is suspended
التعليق بحد ذاته ليس عقوبه، لأن القتل قد حصل، وإنما هو زيادة في التشنيع. يُعلق من يديه على خشبة الى قبل غروب الشمس.
الصلب إذن لا وجود له في شريعة اليهود. ليس فقط لا وجود له، وإنما مخالف لشريعتهم وتجاوز في أحكام التوراة.
إقتباس: "يوضع المُدان على منصة طولها مثل ارتفاعه مرتين. يقوم أحد الشهود بدفعه الى الارض. فإذا الارتجاج لا ينتج عنه موت فوري، يقوم الشاهد الثاني بإلقاء صخرة ثقيلة بكل قوة على صدره. وعندما لا تنهي هذه الرمية البؤس الذي هو فيه، يقوم الواقفين برجمه بالحجارة الى ان يموت." -- (الموسوعة اليهودية)
"The convict having been placed on a platform twice his height, one of the witnesses throws him to the ground. If the concussion does not produce instant death, the second witness hurls a heavy stone at his chest; and only when this also proves insufficient to end his misery, the bystanders throw stones at the prostrate body until death ensues."
http://www.jewishencyclopedia.com/articles/4005-capital-punishment
ولنفترض انهم دفعوه من على المنصة ولكنه لم يمت. فقاموا بتثبيته على ظهره وألقوا على صدره صخرة ثقيلة اقتلعت احشائه، ثم رجموه الى ان تحطمت جمجمة رأسه
*يهوذا الاسخريوطي!
ولكن من هو في الواقع الذي حلت عليه هذه العقوبه؟ » » » يهوذا الاسخريوطي!
ما يدل على ان يهوذا الاسخريوطي قد مات مرجوما بهذه الطريقه هو ما جاء عن بطرس في كتاب الاعمال، فيقول: "سقط علىرأسه وانشق من الوسط فاندلقت أمعاءه كلها" (اعمال 1: 18).
"falling headlong he burst open in the middle and all his bowels gushed out." (English Standard Version, Acts 1:18)
في الترجمة العربية يكتبون انه سقط على وجهه. ولكن جميع التراجم الاجنبية التي تكتب الترجمة الحرفية تقول انه سقط على رأسه. ولا يستثنى منها سوى التراجم التفسيرية، وهي غير دقيقة كما هو معلوم.
http://biblehub.com/acts/1-18.htm
هكذا يكتبونها: (headfirst) أو (headlong)
وبحسب القاموس فإن معنى الكلمتين متساوي بالضبط، السقوط على الرأس أولا، كمثل الذي يقفز في بركة ماء على رأسه ("a headlong dive into the pool").
http://www.thefreedictionary.com/headfirst
كيف يسقط على رأسه وينشق من الوسط؟ لو انه سقط على وجهه فالاحتمال معقول، لأن الوجه أقرب للوسط من الرأس! ويبدو ان هذا هو السبب الذي جعل المترجمين العرب يكتبون انه سقط على وجهه. ولكن اذا سقط على رأسه فإن قوة الارتطام ستكون مُركّزة على الرأس، ولن يكون لها أي تأثير يذكر على الوسط ، ناهيك ان تشقه. والعكس ايضا صحيح، اذا سقط على الوسط فلن يتأثر الرأس. حالة غريبة صعبة الحدوث بطريقة تلقائيه! ولا تفسير لها الا اذا تعرض لعقوبة الرجم على الطريقة اليهودية.
ما نجده هنا هو ان يهوذا لم يسقط سقوطا عشوائيا كما ظن من رآه، وإنما نال عقوبة الرجم بعد ان ألقى الله صورة المسيح عليه. ثبتوه على الارض وألقوا على صدره صخرة ثقيلة شقته من الوسط. ثم ليتأكدوا من موته قاموا برجمه بالحجارة الاصغر حجما على رأسه فتحطمت جمجمته. ظل طريحا في الحقل الزراعي لعدة أيام. وبعد ان تحللت جثته، جاء من وجده على هذه الحالة المزريه، رفعوه فاندلقت أمعائه الى الخارج. من يرى الجثة دون ان يعلم بما حدث، يظن انه سقط على رأسه، نظرا لتحطم جمجمته، ثم لا يجد تفسيرا لانشقاقه من الوسط، فيقول انه انشق من الوسط دون اعطاء سبب لهذا الانشقاق!
فلو مثلا قال بطرس انه سقط على حجر حاد شقه من الوسط، لقلنا لعل وعسى، مع ان الاحتمال ضعيف ان يشقه الحجر الحاد من الوسط، لأنه سقط على رأسه أولا. ولكن بطرس لم يذكر سببا على الاطلاق ادى الى انشقاقه من الوسط!
ونقرأ في القرآن الكريم: "ومكروا ومكر اللّه واللّه خير الماكرين" (آل عمران 54). وعلى هذه الاية فإن نجاة يسوع من الاعدام كانت بحيلة ومكر. ولا يكون المكر الا بمثله وعلى إسلوبه. وفي آية أخرى توضح القاعدة العامة: "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله" (فاطر 43).
التلميذ بطرس كان في ذلك اليوم مختبأ في منزله خوفا على حياته. وهو لم يكن شاهد عيان على سقوط يهوذا، وإنما شاهد سماع. سمع تحليلات الناس عن الحالة التي رأوه عليها، محطم الجمجمة ومنشق من الوسط، فقال ما سمعه من الناس. وبكل تأكيد لا علم له بمسألة "شبه لهم".
الذين تآمروا على يسوع وقتلوه رجما كانوا هم المسؤلين عن دفنه، وليس المشير يوسف الذي ورد اسمه في الاناجيل. فقد جاء عن بولس في كتاب الاعمال: "وبعد ان تمموا كل الذي كتب عنه، انزلوه من الخشبة ووضعوه في ضريح" (أعمال 13: 29). بولس يتحدث عن نفس الفئة، نفس الفصيل، الذين قتلوه هم نفسهم الذين انزلوه من الخشبة ووضعوه في ضريح. فلو كان يوسف هو من أخذ الجثه كما زعم مرقس والذين نقلوا عنه، فإنه يعتبر من فئة أخرى. لأنه، وبحسب مرقس، كان مؤمنا بيسوع ومنتظرا ملكوت الله. فكيف يصح لبولس أن يضمه الى فئة الاشرار؟ وإن كان بولس يخلط الحابل بالنابل، فلماذا لا يضم نفسه معهم، واتباع يسوع أيضا، ويقول مثلا: وبعد ان قتلناه وانزلناه من الخشبة ووضعناه في ضريح، بدأنا نروج لدينه الجديد وندعو الناس الى اعتناقه!
الحقيقة هي ان يوسف لم يكن سوى شخصية خيالية اخترعها مرقس ليوافق ما جاء في أشعيا 53: "ومع غني عند موته" -- نبؤة يعني!
بعد أن قتلوا يهوذا الاسخريوطي ظنا منهم انه يسوع، أنزلوه من الخشبة قبل غروب الشمس، ثم أخذوه ليضعوه في ضريح مؤقت في بستان قريب من مكان الاعدام الى ان يحين وقت دفنه. وهم في طريقهم الى الضريح المؤقت، ربما نظر احدهم إليه، أو حدث شيئ آخر جعل وجهه ينكشف. الان صورته عادت كما كانت في الاصل. فماذا عساهم فاعلين؟ فلعل ذلك البستان، أو الحقل كما يسميه شمعون بطرس، كان يملكه يهوذا من قبل. أو انهم قاموا بشراء الحقل وزعموا ان يهوذا اشتراه كما ذكر بطرس، أو أي شيئ من هذا القبيل. أخذوه وطرحوه في الحقل. وبعد عدة أيام تحللت الجثة. ثم جاء من وجده على هذه الحالة الشنيعة، رفعوه فاندلقت أمعائه كلها، فظنوا كما قال بطرس: "سقط على رأسه وانشق من الوسط فاندلقت أمعاءه كلها".
ومن البديهي ان لا يضعوه في الضريح المؤقت المخصص ليسوع بعد ان اكتشفوا حقيقة ما جرى لكي لا يثير بلبلة وفتنة في البلد. ظلّ ذلك الضريح فارغا، فتوهم بعض اتباع يسوع انه قام، لأن المجتمع اليهودي في ذلك الزمن كان يتقبل فكرة قيام الاموات، كما سنرى لاحقا!
وبعد أن رأينا الشواهد الدالة على ان يهوذا الاسخريوطي مات مرجوما، سوف نرى فيما بعد نصوصا من كتاب الاعمال و من رسائل بولس تدل على ان يسوع قتله اليهود رجما، بعد تثبيته على الارض، ثم تعليقه على خشبة بعد موته.
الان لدينا حكم بالرجم حتى الموت على يسوع. ولكن آثار الرجم ظهرت على جثة يهوذا الاسخريوطي! التوقيت الذي مات فيه الاسخريوطي هو نفس التوقيت المفترض لقتل يسوع. المكان الذي وضعوا فيه يسوع قيل انه بستان (حقل زراعي). والاسخريوطي أيضا وجدوه في حقل زراعي! بما يدل على ان المنطقة هي منطقة مزارع وبساتين. أي ان الاثنين كانوا في نفس المنطقة. الفرق الوحيد بينهما هو ان جثة أحدهما موجودة، وجثة الآخر مفقودة. الذي وجدوا جثته، لم يشهد موته أحد. بينما الذي لم يجدوا جثته، يُفترض انه قتل أمام الملأ شر قتله، ليكون عبرة لمن يعتبر. ما الذي جرى؟ وأين حدث الإشكال؟ لا يوجد حلا لهذا اللغز، ولا تفسيرا لهذا السيناريو، سوى انه شبّه لهم.
*يسوع لم يصلبه الرومان
إينوخ پاول: يسوع لم يصلبه الرومان، وإنما رجمه اليهود حتى الموت!
السياسي البريطاني من أصل يوناني إينوخ پاول (Enoch Powell)، عالم في الكتاب المقدس وباحث وزميل في كلية ترينيتي، كلية في معتقد التثليث، في جامعة كامبردج، أصدر كتابا في العام 1994 حول انجيل متىّ، بعنوان تطور الانجيل (The Evolution of the Gospel)، وقام بدراسة الانجيل ومقارنته بإصوله الاغريقية، وتبين له ان انجيل متىّ طرأت عليه تعديلات لم تكن موجودة في النص الاصلي.
من بين هذه التعديلات التي لم تكن موجودة في النص الاصلي هي الطريقة التي مات عليها يسوع. حيث ان النص الاصلي لم يذكر شيئا عن موت يسوع، لا صلب ولا غيره. ثم دقق في روايات الصلب ومحكمة يسوع ولاحظ ان كل ما جاء فيها مصطنع من وحي الخيال. ومحكمة يسوع في الهيكل أمام القاضي قيافا أصدرت عليه حكم الاعدام، فلماذا يأخذوه لمحاكمة أخرى أمام الحاكم بيلاطس؟ فإن كان القضاة اليهود قد حكموا عليه بالموت، بحسب ما جاء في الانجيل، فإنهم سيصدروا الحكم من شريعتهم. وتهمة التجديف في الشريعة اليهودية عقوبتها هي الرجم وليس الصلب الروماني.
كما لاحظ پاول ان سيناريو المحاكمة أمام بيلاطس هو نفس سيناريو المحاكمة أمام رئيس الكهنة، مشهد متكرر. وقد وصل التشابه في بعض الاحيان الى حد التطابق، كلمة بكلمة وحرف بحرف، مثال:
"فقام رئيس الكهنة في الوسط وسأل يسوع: أما تجيب بشيء؟ ماذا يشهد به هؤلاء عليك؟" (مرقس 14: 60)
"فسأله بيلاطس ايضا قائلا: أما تجيب بشيء أنظر كم يشهدون عليك" (مرقس 15: 4)
توفي پاول في العام 1998 وخلف وراءه عاصفة لم تهدأ. وذلك لما له من وزن في المجال السياسي والديني.
الاقتباس التالي تعليق على الكتاب بقلم احد معارضيه:
Enoch Powell
http://www.ukapologetics.net/11/powell.htm
في عام 1994، عن عمر يناهز الـ 82، نشر پاول كتاب "تطور الإنجيل،" وكان دراسة لنصوص انجيل متىّ. أحدث الكتاب عاصفة (كما كانت الكثير من انشطته فعلت من قبل)، پاول قلب نصوص انجيل متىّ رأسا على عقب، مُصرًا على ان يسوع لم يصلبه الرومان على الاطلاق، وإنما رجمه اليهود حتى الموت. قطّع نصوص متىّ الى قصاصات، لا يؤمن على ما يبدو بالكثير الذي نصّ عليه الانجيل. حتى ان علماء ليبراليين رفضوا الكثير مما كتبه پاول.
روبرت شيفيرد يلخص هذه العاصفة على پاول وتدنيسه لكتاب متىّ بشكل جيد في كتابه، ويقول: «كما لاحظ الباحث والناقد جيني مينزي: "إحذف صلب يسوع وقيامته، ومحاكمته أمام بيلاطس، وموعظته على الجبل، ومسح يسوع من قِبل المرأة المجهولة في بيت عنيا، وسوف يكون لديك انجيل متىّ بحسب اينوخ پاول." في صحيفة سبكتيتر، الكاتب في الامور الدينية، بيتر هيبليثويت، حكم على كتاب پاول بقوله: "ان ما جاء فيه أكثر ضررا على رسالة المسيحية مما قد ألمح إليه ديفيد جانكين، اسقف دورهام لبعض الوقت." وسأله تيري كولمان ان كان يؤمن بالمسيحية، اجاب پاول بغموض، "أنا عضو مطيع في كنيسة انكلترا"» (ص 500، شيفيرد). in 1994, at the age of 82, Powell published 'The Evolution of the Gospel,' which was a textual study of Matthew. The book caused a storm (as so many of Powell's activities had done during his lifetime), Powell completely stood the text of Matthew on its head, insisting that Jesus was not executed by the Romans at all but was stoned to death by the Jews. He cut the text to pieces, apparently disbelieving much of what Matthew actually states. Even sworn biblical liberals rejected much of what Powell wrote.
Robert Shepherd sums up this storm over Powell's desecration of the Book of Matthew rather well in his book stating: "As the scholar and critic, Gina Menzies, observed: 'Eliminate the Crucifixion and Resurrection, Jesus' trial before Pilate, the Sermon on the Mount, the anointing of Jesus by an unnamed woman at Bethany, and you have Matthew's Gospel according to Enoch Powell. In the Spectator, the writer on religious matters, Peter Hebblethwaite, judged that Powell's book 'is much more subversive of the Christian message than anything David Jenkins, the sometime Bishop of Durham, has hinted at.' Pressed by Terry Coleman on whether he was a believing Christian, Powell replied cryptically, 'I am an obedient member of the Church of England.'" (p 500, Shepherd).
وقد راجعوه فيما كتب وطلبوا منه التراجع فرفض. وبعد ان رفض، جاءت الكتابات والمقالات التي تهاجمه وتهاجم كتابه. وعلى نفس الرابط في الاعلى، قاطعه حزبه الذي ينتمى اليه، كما قاطعته المنظمات والهيئات التبشيرية التي كانت تكن له الاحترام والتقدير.
تمسكه برأيه وعدم رضوخه لكل الضغوط والابتزازت انما يدل على قناعته التامة بالنتيجة التي توصل إليها: يسوع لم يصلبه الرومان، وإنما رجمه اليهود حتى الموت.
* صلب يسوع: قصة خيالية مبنية على المزمور 22 و أشعيا 53
الذين كتبوا الاناجيل أشخاص مجهولين لا أحد يعرف حقيقة علاقتهم بتلاميذ المسيح. كانوا يضعون اسماء التلاميذ أو رفقائهم على الاناجيل كوسيلة للترويج للكتاب. فمثلا يقال ان انجيل مرقس كتبه مرقس رفيق بطرس الذي جاء ذكره في رسالة بطرس الاولى: "تسلم عليكم التي في بابل المختارة معكم و مرقس ابني" (5: 13). وجاء اسم مرقس في كتاب الاعمال، ومرقس آخر في رسائل بولس. وليس معلوم ان كان هؤلاء المراقس هم نفس الشخص أم لا.
بالاضافة لذلك فإن كاتب الانجيل لم يضع على الكتاب اسم المؤلف، وتمت نسبته الى مرقس في القرن الثاني الميلادي. فإذا ما تحدثنا عن مرقس، لأن الكتاب فقط يحمل اسمه، وإلا فإن المؤلف غير معروف قطعا.
بالنسبة لقصة الصلب الموجودة في الاناجيل فإن أول من كتبها هو مؤلف الإنجيل الذي يحمل اسم مرقس الآن، وهو أول الاناجيل الاربعة تدوينا. كتبها مرقس في روما بعد أكثر من اربعين سنة من موت يسوع، ثم نقلها عنه الآخرون بعد فترة من الزمن تتراوح ما بين 10 الى 30 سنة على أقل تقدير.
مرقس وضع الخطوط الرئيسية للاناجيل التي كُتبت من بعده. بدت قصة الصلب في انجيله ركيكة بعض الشيئ، ولكنها ظهرت بشكل أفضل في الاناجيل التي تلته. وهو أمر طبيعي ان يكون الاصدار الثاني أفضل من الاول، والثالث أفضل من الثاني. لذا كانت القصة في يوحنا، وهو آخر الاناجيل الاربعة، أفضل من الجميع. وجميع الكتبة لا يتحرجون من الكذب والتزوير. ربما عملا بقول بولس: "إن كان صدق الله قد ازداد «بكذبي» لمجده، فلماذا أدان أنا بعد كخاطئ؟" (رسالة روما 3: 7).
لا يوجد على الاطلاق ما يشير الى حدوث أي شيئ من قصة الصلب في أي مادة مكتوبة قبل مرقس. لا في رسائل العهد الجديد، ولا في روايات كتاب الاعمال، ولا من خارج العهد الجديد، ولا حتى في كتب اليهود ورواياتهم.
قيل ان المؤرخ اليهودي يوسيفوس قد كتب عن حادثة الصلب ونبذة عن المسيح. اجمع اغلب المؤرخين على مدى المائتين سنة الماضية على انه لم ترد كلمة واحدة في تاريخ يوسفس عن يسوع ولا عن صلبه. وما هو موجود في كتابه الان اضافة مسيحية متأخرة دست في الكتاب في القرن الخامس الميلادي.
http://www.truthbeknown.com/josephus.htm
توجد دراسة بعنوان «رواية معاناة المسيح قبل مرقس»، (pre-markan passion narrative). هدف البحث هو ايجاد كتابات سبقت مرقس، تصور يسوع بالطريقة التي صورها مرقس، والطريقة التي مات عليها. جميع المحاولات التي أجريت في هذا الموضوع باءت بالفشل. لا يوجد شيئ في هذا الشأن على الاطلاق.
كل البحوث التي اجريت في سجلات الامبراطورية الرومانية عن شخص مصلوب باسم يسوع، أو حتى التهمة التي ذكرتها الاناجيل، جاءت نتيجتها صفر. لا يوجد أي سجل من هذا النوع.
إقتباس: "بسبب ان هذه الاساطير هي اول المراجع لدينا عن موت يسوع بطريقة الصلب، ولأن قصة مرقس تعتمد على اسطورة الشهيد في الـ كيريگما (kerygma) [اسلوب أو طريقة الدعوة الى الانجيل]، فإننا في الحقيقة ليست لدينا وسيلة لمعرفة الظروف التاريخية التي أحاطت بموت يسوع. لا توجد اشارة الى موت يسوع بطريقة الصلب في أي مادة عن يسوع سبقت مرقس." -- (بَرتون ماك: باحث ومؤلف في التاريخ المسيحي وكتب العهد الجديد -- كتاب: مَن كَتبَ العهد الجديد، صناعة الخرافة المسيحية، ص 87).
"since these myths are the first references we have to the death of Jesus as a crucufixion, and since Mark's story is dependent upon the martyr myth in the kerygma, we really have no way of knowing anything about the historical circumstances of Jesus' death. There is no reference to Jesus' death as a crucifixion in the pre-Markan Jesus material." -- (Burton L. Mack, Who Wrote the New Testament, The Making of the Christian Myth, p.87)
وإذا كانت حادثة الصلب لا أساس لها من الصحة، وما هي إلا اسطورة كما وصفها المؤرخ بَرتون في الاقتباس أعلاه، فهذا يعني ان "أعظم" حدث في التاريخ ليس سوى قصة خرافية مثل قصص ألف ليلة وليلة، وقصص السندباد، وما شابه ذلك من قصص الاساطير.
عندما بدأ مرقس في كتابة القصة، لم يكن يدون حدثا تاريخيا، وإنما يكتب تفاصيل القصة على ضوء ما يقرأه من المزمور 22 وأشعيا 53، فيقول:
15: 24 ولما صلبوه اقتسموا ثيابه ((مقترعين)) عليها ماذا ياخذ كل واحد {وفي المزمور: "وعلى لباسي ((يقترعون))" - مزمور 22: 18}
15: 25 وكانت الساعة الثالثة فصلبوه
15: 27 وصلبوا معه ((لصين)) واحد عن يمينه و اخر عن يساره
15: 28 فتم الكتاب القائل ((واحصي مع اثمة)) [أي مع اللصين] {"واحصي مع أثمة" - اشعيا 53: 12}
15: 31 وكذلك رؤساء الكهنة وهم ((مستهزئون)) فيما بينهم مع الكتبة... {وفي المزمور: " كلّ الّذين يرونني ((يستهزئون)) بي - مزمور 22: 7}
15: 34 وفي السّاعة التّاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا: إلوي إلوي لما شبقتني؟ الّذي تفسيره: ((إلهي إلهي لماذا تركتني)) -- {"وفي المزمور: ((إلهي إلهي لماذا تركتني)) - مزمور 22: 1}
من الملاحظ في المحاكمة المزعومة ان يسوع كان صامتا طوال الوقت. كانوا يضربونه ويبصقون على وجهه ويضعون الشوك على رأسه وهو ساكت لا يرد. في الباب 15 من انجيل مرقس ، لم ينطق يسوع الا بكلمتين:
15: 2 فساله بيلاطس انت ملك اليهود فاجاب و قال له ((انت تقول))
15: 3 و كان رؤساء الكهنة يشتكون عليه كثيرا
15: 4 فساله بيلاطس ايضا قائلا اما تجيب بشيء انظر كم يشهدون عليك
15: 5 ((فلم يجب يسوع ايضا بشيء)) حتى تعجب بيلاطس
ربما تسأل ، لماذا هو ساكت لا يتكلم؟
انظر الكتاب وستعرف السبب: "ظلم أمّا هو فتذلّل ((ولم يفتح فاه)) كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازّيها ((فلم يفتح فاه))" (اشعيا 53: 7)
نبؤة طبعا!
ومع ذلك هو فتح فاه وقال كلمتين: "انت تقول!" أو ربما أضافهما الناسخ لأنه لم يكن يعلم ان مرقس اراد من سكوته تحقيق "نبؤه".
وهكذا كان مرقس يقرأ من العهد القديم ثم يكتب قصة الصلب على ما يناسب آيات المزمور 22، وأشعيا 53، لكي يوهم المتلقي ان مقتل يسوع كان فيه تحقيق نبؤة! هذا هو "التاريخ" الذي سجله مرقص. مبني جملة وتفصيلا على نصوص من العهد القديم، وليس على واقع وأحداث تاريخيه.
زعم مرقس ان يسوع صرخ وقال: "إلوي إلوي لما شبقتني؟" ثم فسرها "إلهي إلهي لماذا تركتني". إذا كان قصده ايصال الحقيقه، إمّا ان يُبقي العبارة كما هي، أو ان يكتفي فقط بالترجمه، كما اكتفى بها في بقية الاقوال التي نسبها ليسوع، ولا يوجد سبب لكلاهما. القصد هو الاثارة فقط. والترجمة بالنسبة لمرقس أهم من "شبقتني"، لأن فيها تحقيق "نبؤه." فعندما تقرأ "إلهي إلهي..."، وقد سبق لك واطلعت على المزمور 22، على طول ستربط هذا المقطع بتلك الآية من المزمور. أمّا شبقتني فلن تعني لك شيئ، وستحتاج الى فك اللغز.
هذه النبؤات المزعومة مكانها الحقيقي هو في نفس سلة المهملات التي ذهب اليها يوسف الذي من الرامه، المشير، بعد ان تضارب مرقس في روايته عنه مع رواية بولس في مسألة وضع يسوع في الضريح.
وقال مرقس عن الموقع الذي صلب فيه يسوع ان اسمه "جلجثه" وتفسيره "جمجمه". وايضا لا يوجد سبب في تفسير موقع واحد دون سائر المواقع! كما انه لا يوجد في فلسطين كلها موقع بهذا الاسم، لا جلجثه ولا جمجمه. ولعله قصد بهذه التسمية جمجمة رأسه، ليقول للمتلقي ان ما اكتبه تدور احداثه في رأسي، في جمجمتي، من تأليفي، لا اساس له من الصحه!
مرقس كتب انجيله في روما بعد سنة 70 ميلادي، بعد ثورة اليهود على الرومان ودمار الهيكل. وفي وقت الحروب والكوارث تضيع الحقيقه. ومن سيذهب الى فلسطين بعد أن حل بها الدمار وتشرد سكانها ليتحقق من قصة مرقس؟ ناهيك عن بعد المسافة بين روما وفلسطين.
لم تكن قصة الصلب هي القصة الوحيدة التي يعتمد مرقس في تأليفها على نصوص من العهد القديم، ولكن توجد غيرها من القصص والمواقف. فمثلا كتب مرقس ان يسوع عندما دخل أورشليم طلب من اتباعه ان يحضروا له جحش، فذهبوا وأحضروا له الجحش الذي طلب، ووضعوا عليه ثيابا ثم جلس عليه يسوع ودخل به أورشليم (مرقس، الباب 11). ما اراد مرقس تحقيقه من خلال هذا المشهد هو الاية (9:9) من كتاب زكريا: "ابتهجي جدّا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت أورشليم. هوذا ملكك يأتي إليك. هو عادل ومنصور وديع و راكب على حمار وعلى جحش ابن أتان" - تقول الاية ان ملك أورشليم سيدخلها راكب على حمار، وليس أي حمار وإنما جحش. ولنفترض انني ركبت حمار ودخلت به اورشليم، فهل سأصبح ملكا على إسرائيل؟ ما قصده النص هو ان الملك سيأتي راكبا على حمار، وليس كل من يركب حمار يصبح ملك! وشتان بين نبؤة تتحقق بشكل طبيعي وتلقائي، وأخرى تتحقق بشكل مصطنع. وطبعا لم ينسى مرقس ان يختلق مسيرات فرح وابتهاج بقدوم يسوع، لأن النص يقول "ابتهجي جدّا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت أورشليم." ثم لا يخبرنا أين ذهبت تلك الجماهير الغفيره والحشود الهائله التي استقبلت يسوع، وفرشت له ثيابها على الطريق؟ فص ملح وداب! ولماذا تركته يواجه مصيره وحده دون أن تحرك ساكنا؟ وعلى هذا المنوال كان مرقس يسجل "تاريخ" يسوع على ضوء ما يقرأ من كتب العهد القديم
*باراباس: أو يسوع الذي يدعى المسيح (متى 27: 16 - 17)
من هو باراباس (أو بالاصح "يسوع" باراباس)؟
رسم تخيلي يصور اليهود وهم يحتفلون بالافراج عن يسوع باراباس
عندما كان يسوع في محكمة بيلاطس، زعم مرقس ان بيلاطس خير اليهود بين أن يطلق لهم يسوع أو باراباس. وقال انه كان يُطلق لهم في كل عيد سجينا واحدا. وطبعا لايوجد في سجلات الامبراطورية البيزنطية كلها ما يثبت ان الرومان كانوا يطلقون سجينا كل عيد.
وهل هي صدفة ان يكون اسم هذا الشخص باراباس؟
باراباس = بار-أبا (Bar-abbâ)
الاغريق يضيفون حرف السين في آخر الاسم، فأصبح الاسم "باراباس"، على وزن يهوداس وبرناباس، بينما اسمائهم الاصلية: يهودا وبرنابا.
«بار-أبا» تعني «ابن الاب» في اللغة الارامية. والرابط التالي من ويكيبيديا للمطالعه والتوثيق:
http://en.wikipedia.org/wiki/Barabbas
يسوع أيضا «ابن الاب»
بما يعني ان «يسوع باراباس» هو في الحقيقة ترجمة آرامية لإسم يسوع ابن الأب!
وعلى وزن جلجثه تعني جمجمه، وشبقتني تعني تركتني، كذلك باراباس تعني ابن الاب!
يبدو من النص ان مرقس في النسخة الاصلية من انجيله كَتب الاسم «يسوع باراباس»، فلم يستسغه النساخ من بعده، فقاموا بحذف الاسم الاول. وعباراته تدل على ان الاسم المدون في انجيله "الاصلي" كان «يسوع باراباس»، فنجد في الانجيل: "وكان «المسمّى» باراباس موثقا مع رفقائه..." (مرقس 15: 7). حذف الناسخ اسم يسوع ووضع بدلا منه "المسمى"، اللي مايتسماش!
هذه الاناجيل الاربعة لم تكن مجموعة مع بعض منذ البداية. نقلوا القصة عن مرقس ولكنهم أضافوا وانقصوا وبدلوا فيها بعض الاشياء الثانوية، بقصد تلميع النص أو الاثارة. والظاهر ان متىّ قد حصل على النسخة الاصلية من انجيل مرقس. فكتبها "يسوع باراباس"، فحذفها النساخ مرة أخرى. ولكن يبدو انه توجد مخطوطة قديمة من الانجيل لايزال فيها هذا اللفظ، نقلته ترجمة (New Revised Standard Version): "كان لديهم في ذلك الوقت سجين مشهور يدعى «يسوع باراباس». وبينما هم مجتمعون، قال لهم بيلاطس، من تريدون ان اطلق لكم، «يسوع
"At that time they had a notorious prisoner, called Jesus Barabbas. So after they had gathered, Pilate said to them, "Whom do you want me to release for you, Jesus Barabbas or Jesus who is called the Messiah?" (Mat. 27:16 - 27:16)
New Revised Standard Version
http://bibliar.com/?lang=en&mod=verse&t=nrsv&b=40&c=27&v=16
وقد سبق ورأينا ان «بار-ابا» يعني «ابن الاب». ويسوع المسيح أيضا «ابن الاب».
بما يعني ان بيلاطس يخير اليهود بين ان يطلق لهم «يسوع ابن الاب» أو بالآراميه: «يسوع ابن الاب»!
شي عادي... صح؟
عادة ما يقوم المؤرخون والاعلاميون بالتركيز على الاشياء غير المؤلوفه أكثر من غيرها. لذا يقال: اذا الكلب عض انسان فليس بخبر، ولكن اذا الانسان عض كلب فهذا خبر. فكان المفترض من مرقس ان يقف على اسم يسوع باراباس ويخبرنا شيئا عنه، ولو جملة واحده. أو ان يفسره على الاقل مثلما فسر جلجثه وشبقتني. أمّا ان يمر عليه مر الكرام، فهذا لا يعني سوى ان هذا الاسم من اختراعه، مثلما اخترع المشير يوسف، وشمعون القيرواني أبو الكسندرس و روفس. ربما قصد به استهبال القارئ، أو أنه تخيل نصا في العهد القديم وأراد به تحقيق "نبؤه".
وطبعا لا يمكن الافتراض ان مرقس لم يكن يعرف معنى الاسم، لأنه اثبت معرفته بالآراميه عندما ترجم شبقتني وجلجثه.
*عالم سويدي: يسوع لم يصلب!
مشكلة أخرى تواجه قصة الصلب تم اكتشفها في العصر الحديث هي الصلب بالمسامير. يصرح كاتب انجيل يوحنا ان تلاميذ يسوع شاهدوا اثر المسامير في يديه. وهذه كارثة تاريخية، لأن الصلب بالمسامير لم يستخدمه الرومان الا بعد سنة سبعين ميلادي. وكانوا في السابق يقومون بضرب المدان ضربا مبرحا الى ان يتقطع جسده ثم يعلقوه وهو بين الحياة والموت، ويتركوه معلقا لتأكله الطيور.
المصطلحات الاغريقية التي استخدمها بولس في رسائله في وصف حالة يسوع، وتترجم الان بما تعني الصلب، هذه المصطلحات لا تعني الصلب بالمسمار في الزمن الذي عاش فيه بولس. الاسم ستاوروس "stauros" والفعل ستاورو "stauroo" ويعني التعليق، وبغض النظر سواءا كان معلقا من يديه أو رجليه أو من رقبته.
فإذا كان المصطلح يعني التعليق فقط، فهذا ما كان يفعله اليهود. بعد أن يقوموا برجم المدان حتى الموت، يعلقوه على خشبة من يديه وهو ميت الى قبل مغيب الشمس.
عالم وباحث في الادب القديم والاديان من جامعة سويدية يدعى گانار صامويلسون (Gunnar Samuelsson) قام ببحث في المصطلحات الاغريقية القديمة وكيفية استخدامها في تلك الازمنة، وتوصل الى ان مصطلح (stauros) لا يعني الصلب في الزمن الذي عاش فيه يسوع، وإنما التعليق فقط.
Did Jesus die on a cross? - هل مات يسوع على صليب؟
http://www.examiner.com/article/did-jesus-die-on-a-cross
"احدى اهم النقاط التي اشار اليها صامويلسون في بحثه هي هذه: جاء في الادب القديم استخدام كلمة ستاوروس (stauros) لتعني تعليق الفواكه وذبائح الحيوانات بقصد التجفيف. ومن السخف التفكير في انهم كانوا يصلبون الفاكهة." "One of the most telling points in Samuelsson's research is this: he points out that in the ancient literature, the word stauros is used with reference to hanging fruit or animal carcasses up to dry. It's rather silly to think of fruit being crucified."
ونقرأ عن بحثه في صفحة أخرى:
Swedish scholar: 'Jesus was not crucified' - عالم سويدي: يسوع لم يصلب
http://www.thelocal.se/27480/20100628/
"اذا كنت تبحث عن نصوص تصور مسمرة اشخاص على الصلبان فلن تجد شيئا بجانب الاناجيل." "If you are looking for texts that depict the act of nailing persons to a cross you will not find any beside the Gospels."
مواضيع مماثلة
» * عالم الجن - عالم السحر-الأسرة وحماية البيئة
» * عالم النانو ( الصغائر ) وعجائبه
» * بوابات الولوج إلى عالم الغيب - الريفلوكسولوجي.
» * زوار من عالم آخر- العزيــف - السفربالزمن حقيقة ام وهم - القطار الشبح.
» * نظريات السحر- الشعوذة - خفة اليد - الكيمياء سحر- عالم الجن
» * عالم النانو ( الصغائر ) وعجائبه
» * بوابات الولوج إلى عالم الغيب - الريفلوكسولوجي.
» * زوار من عالم آخر- العزيــف - السفربالزمن حقيقة ام وهم - القطار الشبح.
» * نظريات السحر- الشعوذة - خفة اليد - الكيمياء سحر- عالم الجن
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى