* الملائكة: في الاديان- عصمتها - الجنة - القبر- منكر ونكير- أخرى
صفحة 1 من اصل 1
* الملائكة: في الاديان- عصمتها - الجنة - القبر- منكر ونكير- أخرى
الملائكة في المعتقد اليهودي
تعتبر الملائكة في التوراة مخلوقات علوية تتعامل مع بعض البشر الذين اختارهم الله بالتعليم والهداية والرعاية ويستطيع الأنبياء مشاهدتها في طبيعتها النورانية التي خلقت عليها ، وقد ذكرت الملائكة في العهد القديم 108 مرة ، ويسمى الملاك في العبرية "ملاخ" وتعني الكلمة المُرسل أو الرسول كما تشير كلمتي "ملاخ ألوهيم " إلى الملاك وتعني "رسول الله".
وتوصف الملائكة في هذا المعتقد على أنها كائنات نورانية مجنحة ويغلب عليها هيئة الرجال حيث تدعى بأنها (أبناء الله) وتمارس حياة تشبه حياة البشر فتأكل وتتزوج بنات البشر بل وتنجب منهن أيضاً :
- يذكر أشعياء بأنه رأى الملائكة على طبيعتها النورانية حيث وصفهم بأنهم ذوو أجنحة حيث قال : " لكل واحد ستة أجنحة ، باثنين يغطي وجهه ، وباثنين يغطي رجليه ، وباثنين يطير ، وهذا نادى ذاك وقال : قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء الأرض ، فاهتزت أساسات العتب من صوت الصارخ وامتلأ البيت دخاناً " (إشعياء 6 : 2- 4).
- وكذلك هناك ذكر لرؤية النبي موسى لهم حينما بدأ يتلقى الوحي :
" وأما موسى فكان يرعى غنم يثرون حميـه كاهن مديان ، فساق الغنم إلى وراء البرية وجاء إلى جبل الله حوريب وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقة ، فنظر وإذ العليقة تتوقد بالنار والعليقة لم تكن تحترق ، فقال موسى أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم " (خروج 3 : 1- 3).
- وجاءت الملائكة ضيوفاُ إلى النبي إبراهيم على هيئة البشر حتى أنه ظنهم من عابري السبيل فقام ليجهز لهم مائدة من الطعام حيث نجد في سفر التكوين : " وظهر له الرب عند بلوطات ممرا وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار * فرفع عينيه ونظر واذا ثلاثة رجال واقفون لديه فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الارض * وقال يا سيد ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك * ليؤخذ قليل ماء واغسلوا أرجلكم واتكئوا تحت الشجرة * فاخذ كسرة خبز فتسندون قلوبكم ثم تجتازون لأنكم قد مررتم على عبدكم فقالوا هكذا تفعل كما تكلمت" .
ومن النص أعلاه نجد أن الملائكة أكلت من طعام إبراهيم إذ قالوا له : "هكذا نفعل كما تكلمت .. وإذ كان هو واقف لديهم تحت الشجرة أكلوا " (تكوين 18 : 2- Cool وهذا على عكس الرواية في القرآن الكريم حيث لا تأكل الملائكة ولا تشرب.
- ونجد إمكانية حدوث زواج بين الملائكة ونساء البشر، حيث كان العماليق الجبابرة نتاج هذا الزواج ، والقصة تبدأ عندما وجدت الملائكة نساء البشر جميلات فاشتهوهن وتزوجوا منهن ، حيث قالوا : " وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض وولد لهم بنات ، أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهم حسنات ، فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا ، وبعد ذلك أيضاً دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم أولادأً هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم ". (تكوين 6 : 1- 4).
الملاك بشكل عام
ملاك أو مَلَكَ جمعها الْمَلائِكَة أو ملايكة، صيغة وجدت في العديد من المعتقدات الدينية. تعتبر على نطاق واسع رسل من الله، بعثها للقيام ببعض المهام. تختلف المعتقدات حول الملائكة من حيث الطبيعة الدقيقة ودورهم ومهامهم. المفاهيم المتعلقة ظهور الملائكة تختلف أيضاً، فإنهم غالباً ما ينظر إليها على أنها من حيث المظهر شبيهة بالبشر ولكنها مجنحة.
מַלְאַךְ (م ل ا ك/خ)[عدل]
كلمة كنعانية وآرامية (ومنه عبرية) معناها المُرسل أو المبعوث، أقدم ذكر معروف لها في النصوص المثيولوجية الأوغاريتية.
لاحقاً ترد في النص الرسمي اليهودي التناخ (الكتاب المقدس العبري) بمعنى رسول مبعوث أیضاً، مترافقة مع جهة الإرسال وهي "الخالق" إيلوهيم أو يهوه
تكوين 7:16: [فوجدها ملاك الرب على عين الماء في البرية. على العين التي في طريق شور].
وقد فسّر الشراح اليهود بعض الكلمات مثل "الآلهة" على أنها "ملائكة" (كما أن الترجمة العربية للتناخ تترجمها ملائكة وليس كما وردت {آلهة})
مزامير 8: 6-5 :
ו [ וַתְּחַסְּרֵהוּ מְּעַט, מֵאֱלֹהִים (م إ ل هـ ي م); וְכָבוֹד וְהָדָר תְּעַטְּרֵהוּ ].
[وَتَنْقُصَهُ قَلِيلاً /عَنِ الْمَلاَئِكَةِ /(من الآلهة)، وَبِمَجْدٍ وَبَهَاءٍ تُكَلِّلُهُ].
[For thou hast made him but little lower than God, And crownest him with glory and honor]
وأيضاً الكلام عن كائنات ما قبل خلق البشر(أبناء "الله") فسرت على أنها "ملائكة"
أيوب 7:38: [عندما ترنمت كواكب الصبح معا وهتف جميع بني الله ]،[בְּרָן-יַחַד, כּוֹכְבֵי בֹקֶר; וַיָּרִיעוּ, כָּל-בְּנֵי אֱלֹהִי]
واتبعت المسيحية في نصها الرسمي الانجيل ذلك وغيرته جاعلة الملاك- المبعوث صفة على كل الكائنات الخيالية المرتبطة بالعالم الخيالي الماورائي.
بالنسبة للمسلمين لم ترد كلمة (مَلاَكٌ) في القرآن وإنما وردت بصيغة (مَلَكٌ) وهي ترد أكثر في صيغة الجمع (الملائكة)
ورد في سورة الأنفال ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ(9)﴾
وتم ترسيخ فكرة أن كل الكائنات "اللاأرضية" هي "ملائكة"، لكننا نجد أن هناك كائنات خيالية أخرى ليست رسل (ملائكة) في المثيولوجية (الديانة) اليهودية ووردت في التناخ، وحولت فيما بعد إلى "ملائكة"
כְּרֻבִים : كروبيم
صيغة جمع، مفردها כְּרוּב (ك ر وب) كروب وتجمع بالعربية كروبون، وهم حملة عرش "الخالق"
تكوين 3، 24: [فطرد الإنسان وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة]
مزمور 18 :10 : [ركب على كروب وطار وهف على أجنحة الرياح].
صموئيل الثاني11:22 : [ركب على كروب وطار ورئي على أجنحة الريح]
وتوصف في عدة نصوص كما في (حزقيال) على أنها نوع من الدواب المجنحة
حزقيال 1 :14 : [الحيوانات راكضة وراجعة كمنظر البرق].
حزقيال 20:10 : [هذا هو الحيوان الذي رأيته تحت اله إسرائيل عند نهر خابور. وعلمت انها هي الكروبيم]
كما تعتبر بعض التفاسير أن الكائن الخيالي رمز الشر (إبليس) أحدها
حزقيال 16:28 : [بكثرة تجارتك ملأوا جوفك ظلما فاخطأت.فأطرحك من جبل الله وأبيدك أيها الكروب المظلل من بين حجارة النار].
وقد كرر النص الرسمي المسيحي في
العبرانيين 5:9: [وفوقه كروبا المجد مظللين الغطاء. اشياء ليس لنا الآن ان نتكلم عنها بالتفصيل].
وما سبق هو وصف لـ "تابوت العهد"المزين برسوم - تطريز على شكل "الكروبيم" كما في التناخ، وقد تكون ما نراه حتى الآن من الثيران المجنحة في القصور الأشورية المتبقية، وكما يوصف "جبريل" و"البراق" في التقليد غير الرسمي الإسلامي
الملائكة في المسيحية
كلمة "ملاك" تعني "رسول". وللملائكة أجساداً لطيفة من النار أو الهواء (دانيال 7،6:10؛ متى 3:28؛ مرقس 5:16؛ لوقا 4:24؛ أعمال الرسل 10:1؛ 7:12؛ سفر الرؤيا 1:10). والملائكة أكثير اقتداراً وقوة وسرعة ونشاطاً من الإنسان، وهم أقدر معرفة على معرفة الأشياء، وأسرع إلى الوصول إلى حقائق الأمور من الإنسان. خلقهم الله قبل خلقة الإنسان في اليوم الإول (حيث خلق الله النور والملائكة من نور). وقد سقط بعضهم بخطيئة التكبر وأصبحوا شياطين، ومنهم الرئيس "لوسيفر" زهرة بنت الصبح.
طغمات الملائكة
الملائكة في المسيحية ثلاث طغمات:
الأولى: السرافيم – الشاروبيم – العروش
الثانية: القوات – السلاطين – السيادات
الثالثة: الرياسات – رؤساء الملائكة – الملائكة
الملاك ميخائيل في المسيحية هو الأول في رؤساء الملائكة السبعة : ميخائيل وغبريال ورافائيل (ذكروا في الكتاب المقدس) وسوريال وصداقيال وسراتيال وأنانيال (أشار إليهم التقليد الكنسى في الكتب الطقسية).
رئيس الملائكة ميخائيل دير سانت كاترين
ميخائيل معناه (من مثل اللـه؟) وهذه العبارة قالها الملاك ميخائيل حينما حارب الشيطان الذي تكبر على العلى وقال في قلبه "أصعد إلى السموات أرفع كرسى فوق كواكب اللـه وأجلس على جبل الاجتماع في أقاصى الشمال، أصعد فوق مرتفعات السحاب، أصير مثل العلى" (أش 14 : 13 – 14).
التلمود التقليد جعل اسمه يعني من مثل ايل (الله)؟ كانت رسالة ميخائيل (رئيس الملائكة) هي الاهتمام بشعب اليهود (دا 1:12)
رئيس الملائكة ميخائيل في المسيحية
إبليس تحت أقدام ميخائيل رئيس الملائكة
هو رئيس الملائكة ميخائيل المذكور في (دانيال 10 : 13)، (دانيال 10 : 21)، (يه 9)، (رؤ 12: 7). وهو عموما يوصف بالقائد الميداني لجيش اللـه
«وأما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم إبليس محاجا عن جسد موسى لم يجسر أن يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب»(يهوذا 9)
رئيس الملائكة ميخائيل لة مكانة خاصة في المسيحية وتحتفل الكنيسة القبطية بإقامة تذكاراً لرئيس الملائكة ميخائيل في اليوم الثاني عشر من كل شهر مصري وتؤمن الكنيسة الأرثوذكسية برئاسة الملاك ميخائيل لجميع طغمات الملائكة وأنه ملاك القيامة الذي بشر النسوة حاملات الطيب قائلاً لهن المسيح قام من الأموات.
الملاك في القرآن الكريم
ورد في سورة النساء ﴿لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعًا(172)﴾
{لسان العرب: الكَرُوْبِيُّوْنَ والكَرُوبيَّة وقد تبْدَل الكاف شينًا سادة الملائكة أو المقرَّبون منهم أو إحدى طغمات الملائكه العظام بعد السروفيين. عبرانيتها كَرُوبيم جمع كَرُوب وربمَّا استُعمِلت بلفظها العبراني. ومعناها حافظ أو حارس أو مقرَّب}
كما ورد في القرآن الكريم
ورد في سورة البقرة ﴿قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ(97)﴾
ورد في سورة البقرة ﴿مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ(98)﴾
ورد في سورة التحريم ﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ(4)﴾
وجبريل في الديانة الإسلامية هو وحي الرسول محمد والذي نزّل الوحي عليه في غار حراء .
عصمة الملائكة
يقول ابن كثير: وذهب كثير من السلف إلى أنهما كانا ملكين من السماء، وكان من أمرهما ما كان، وقد ورد في ذلك حديث مرفوع رواه الإمام أحمد في مسنده. وعلى هذا فيكون الجمع بين هذا وبين ما ورد من الدلائل على عصمة الملائكة أن هذين سبق في علم الله لهما هذا، فيكون تخصيصاً لهما، فلا تعارض حينئذ، كما سبق في علمه من أمر إبليس ما سبق. مع أن شأن هاروت وماروت على ما ذكر أخف مما وقع من إبليس لعنه الله) , لكن هذا الكلام يسقط تباعا لكون القران يشير بصريح العبارة إلى أن الملائكة لا تنزل إلى الأرض كي تعلم الناس بل فقط الأنبياء, أما الناس فقد كلف الله الأنبياء لمحاورتهم و ليس الملائكة, كما أن القول بأن الملكين يعلمان الناس الوقاية من السحر هو كلام باطل كون الآية تقول "وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ".
أما الصحيح من التفاسير فقد وصلنا:
روى شيخ المفسِّرِين ابن جرير - بإسْناده – إلى ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ). قال: لم يُنْـزِل الله السِّحْر. وروى أيضا عن الربيع بن أنس (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ) قال: ما أنْزَل الله عليهما السِّحْر. ثم قال ابن جرير: فَتَأويل الآيَة عَلى هَذا الْمَعْنَى الذي ذَكَرْنَاه عن ابن عباس والرَّبِيع مِن تَوجِيهِهما مَعْنَى قَوله : (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ) إلى: " ولم يُنْـزِل على الْمَلَكَين " واتَّبَعُوا الذي تَتُلُوا الشَّياطِين عَلى مُلْك سُلَيمَان مِن السِّحْر، وما كَفَر سُلَيمَان ولا أَنْزَل الله السِّحْر على الْمَلَكَين، ولكِنَّ الشَّيَاطِين كَفَرُوا يُعَلِّمُون النَّاس السِّحْر بِبَابِل هَارُوت ومَارُوت، فَيَكُون حِينئذ قوله: (بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ) مِن الْمُؤخَّر الذي مَعْنَاه التَّقْدِيم.
وقال القرطبي: قوله تعالى : (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ) " مَا " نَفِي، والوَاو للعَطْف على قَولِه : (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ)، وذلك أنَّ اليَهُود قَالُوا : إنَّ الله أنْزَل جِبْرِيل ومِيكَائيل بالسِّحْر ؛ فَنَفَى الله ذلك، وفي الكَلام تَقْدِيم وتَأخِير، التَّقْدِير : ومَا كَفَر سُلَيمَان ومَا أُنْزِل على الْمَلَكَين، ولكِنَّ الشَّياطِين كَفَرُوا يُعَلِّمون النَّاس السِّحْر بِبَابِل هَارُوت ومَارُوت ؛ فَهَارُوت ومَارُوت بَدَل مِن الشَّياطِين في قَوله : (وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا). هذا أوْلَى ما حُمِلَتْ عليه الآية مِن التَّأويل، وأصَحّ ما قِيل فِيها، ولا يُلْتفَت إلى سِواه ؛ فالسِّحْر مِن اسْتِخْرَاج الشَّياطِين لِلَطَافَة جَوْهَرِهم ودِقّـة أفْهَامِهم.
ورجّح القاسمي كون " ما " نافية، وأنَّ هَارُوت ومَارُوت كَانا رَجُلَين مُتَظَاهِرَين بالصَّلاح. فقال : اعْلَم أنَّ للعُلَمَاء في هذه الآية وُجُوهًا كَثيرة، وأقْوالاً عَديدة ؛ فمنهم مَن ذَهَب فيها مَذْهب الأخْبَارِيين نَقَلة الغّثّ والسَّمِين، ومِنهم مَن وَقَفَ مَع ظَاهِرِها البَحْت وتَمَحَّل لِمَا اعْتَرَضَه بِمَا الْمَعْنَى الصَّحِيح في غِنى عَنه، ومِنهم مَن ادَّعَى فِيها التَّقْدِيم والتَّأخِير، ورَدّ آخِرَها على أوّلها، بِمَا جَعَلها أشبَه بالألْغَاز والْمُعَمَّيَات، التي يَتَنَزَّه عنها بَيان أبْلَغ كَلامِهم، إلى غير ذلك مما يَرَاه الْمُتَتَبِّع لِمَا كُتِب فيها. والذي ذَهَب إليه الْمُحَقِّقُون أنَّ هَارُوت ومَارُوت كَانا رَجُلَين مُتَظَاهِرَين بالصَّلاح والتَّقْوى في بَابِل ... وكانا يُعلِّمَان النَّاس السِّحْر. وَبَلَغ حُسْن اعْتِقَاد النَّاس بِهِما أنْ ظَنُّوا أنَهما مَلَكَان مِن السَّمَاء، وما يُعلِّمَانِه للنَّاس هو بِوحْي مِن الله، وبَلَغ مَكْر هَذَين الرَّجُلَين ومُحَافَظتهما على اعْتِقَاد النَّاس الْحَسَن فِيهما أنهما صَارَا يَقُولان لِكُلّ مَن أرَاد أن يَتَعَلَّم مِنهما : (إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ)، أي : إنما نَحْن أوُلو فِتْنَة نَبْلُوك ونَخْتَبِرُك، أتَشْكُر أمْ تَكْفُر، ونَنْصَح لَك ألاَّ تَكْفُر. يقولان ذلك لِيُوهِما النَّاس أنَّ عُلومَهما إلَهِيَّة، وصِنَاعَتهما رَوْحَانِيَّة، وأنهما لا يَقْصِدَان إلاَّ الْخَير ... فـ " ما " هنا نافية على أصَحَّ الأقْوال، ولفظ (الْمَلَكَيْنِ) هنا وارِد حَسب العُرْف الْجَارِي بَيْن النَّاس في ذلك الوَقْت. ثم خَلَص القاسمي إلى : " أنَّ مَعْنى الآية مِن أوَّلها إلى آخِرها هكذا : أن اليَهود كَذَّبُوا القُرآن ونَبَذُوه وَرَاء ظُهورِهم، واعْتَاضُوا عَنه بالأقَاصِيص والْخُرَافَات التي يَسْمَعُونَها مِن خُبَثَائهم عن سُلَيمَان ومُلْكِه، وزَعُمُوا أنه كَفَر، وهَو لَمْ يَكْفُر، ولكن شَياطِينهم هُم الذين كَفَرُوا، وصَارُوا يُعلِّمُون النَّاس السِّحْر، ويَدّعُون أنه أُنْزِل على هَارُوت ومَارُوت، اللذين سَمَّوهما مَلَكَين، ولم يَنْزِل عَليهما شَيء ... فأنْتَ تَرَى أنَّ هَذا المقَام كُله ذََمّ، فلا يَصِحّ أن يَرِد فيه مَدْح هَارُوت ومَارُوت.
والذي يَدُلّ على صِحَّة مَا قُلْنَاه فِيهما أنَّ القُرآن أنكَر نُزُول أيّ مَلَك إلى الأرْض لِيُعَلِّم النَّاس شَيئا مِن عِند الله، غَير الوَحْي إلى الأنْبِيَاء، ونَصَّ نَصًّا صَرِيحًا أنّ الله لَم يُرْسِل إلاَّ الإنْس لِتَعْلِيم بَنِي نَوْعِهم، فقال : (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)[الأنبياء:7]، وقال مُنكِراً طَلَب إنْزَال الْمَلَك : (وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ)[الأنعام:8]، وقال في سورة الفرقان: وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا Aya-7. أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا Aya-8. انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا Aya-9. (سورة الفرقان، الآيات 7-9).
رضوان خازن الجنة
الملاك رتائيل:
ملاك من الملائكة المقربين من الله عز وجل، وهو الذي يسل الحزن من صدور المؤمنين.
ميكائيل:
ميكائيل من الملائكة العظام ويقال أنه مُوكَّل بـالمطر والنبات وهو ذو مكانة من ربه عز وجل ومن أشراف الملائكة المقربين.
ذكره في القرآن
ذُكر اسمه في القرآن:
مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ Aya- 2] سورة البقرة, الآية 98.
حزن وخشوع ميكائيل
قال النبي محمد:
ما لي لا أرى ميكائيل ضاحكا قط ؟ قال : ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار
رضوان خازن الجنة:
رضوان خازن الجنة بحسب إعتقاد المسلمين هو الملَك المُكلّف بالجنة، ويُسمّى "خازن الجنة"، ورد اسمه في السنة النبوية من الأحاديث الصحيحة.
رضوان خازن الجنة في السنة النبوية
حديث أنس عند ابن حبان في المجروحين، وابن عدي في الكامل، والعقيلي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان أول ليلة من رمضان نادى الله رضوان خازن الجنة فيقول: نَجِّد جنتي، وزينها للصائمين...".
وحديث أبي بن كعب عند القضاعي في مسند الشهاب وهو حديث طويل وفيه: "وأيما مسلم قرأ يس وهو في سكرات الموت لم يقبض ملك الموت روحه حتى يجيئه رضوان خازن الجنة بشربة من الجنة فيشربها وهو على فراشه، فيقبض ملك الموت روحه وهو ريان".
الملاك رضوان
هو خازن باب الجنة حسب الروايات الإسلامية.
إن عدد الملائكة لا يعلمه إلا الله عزَّ وجلَّ، فهم لا يحصون في علم المخلوقات لكثرتهم قال الله تعالى: Ra bracket.png وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ Aya-31.png La bracket.png[1] سورة المدثر, الآية
الملكان منكر ونكير
منكر ونكير هم الملاكان الذان يحاسبان المرء في قبره بسؤاله عن ربه ونبيه. ومن أدلة حقيقة وجود هذين الملكين في الكتاب والسنة ما يلي : ذكر القرآن الكريم: Ra bracket.png النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ Aya-46.png La bracket.png[1] (سورة غافر، الآية46). وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : " إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال له: أنظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعداً من الجنة، فيراهما جميعاً، وأما الكافر أو المنافق فيقول: لاأدري كنت أقول ما يقول الناس فيه، فيقال لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطرقة من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين". رواه البخاري ومسلم عن أنس عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
تناقلت الأخبار الصحيحة وهو ما اتفق عليه اصحاب المذاهب الإسلامية الصحيحة أن الله ينزل على نزيل القبر الجديد ملكين يقومون بمحاسبته في قبره فيسألانه عن ربه ودينه ونبيه وكتابه وامامة وعمره وماله، فأن أجاب بالحق استقبل من قبل الملائكة بالريح والريحان وكان قبره روضة من رياض الجنة وأن تلجج لسانه بالاجابة تكشف له منزله بالنار وأستقبلته الملائكة بنزل من حميم.
وبالتالي فإن منكراً ونكيراً هما الملكان اللذان يسألان العباد بعد خروجهم من الدنيا، وسبب تسميتهما هو نكارة العبد المسؤول لهما وعدم معرفته ورؤيته في السابق لمثل شكلهما.
وأما صفتهما فهما أسودان أزرقان كما ثبتت الأحاديث بذلك، ذكر ابن حجر في الفتح رواية عن الطبراني في الأوسط في بيان صفتهما قال فيها: أعينهما مثل قدور النحاس وأنيابهما مثل صياصي البقر وأصواتهما مثل الرعد، قال ونحوه لعبد الرزاق من مرسل عمرو بن دينار وزاد يحفران بأنيابهما ويطآن في شعورهما معهما مرزبة لو اجتمع عليها أهل أمتي لم يقلوها.
وأما عذاب القبر فيقع على الروح والجسد كما رجح ابن تيمية، وقد ثبتت النصوص المفيدة لعذاب القبر ولقدرة الله.
وأما اسوداد وجه من مات على الكفر عند موته فلا يوجد فيه نصاً، علماً بأنه يذكر الناس وقوعه كثيراً، ولكن الثابت في النص هو اسوداد وجهه يوم القيامة يوم تبيض وجوه وتسود وجوه كذا قال ابن كثير والقرطبي، ويدل له قول الله: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ {الزمر:60}
صفات منكر ونكير
عن ابن عباس في خبر الإسراء : أن النبي : قال يا جبريل وما ذاك ؟ قال : منكر ونكير يأتيان كل إنسان من البشر حين يوضع في قبره وحيدا، فقلت: يا جبريل، صفهما لي، قال:نعم من غير أن أذكر لك طولهما وعرضهما, ذكر ذلك منهما افظع من ذلك, غير أن اصواتهما كالرعد القاصف واعينهما كالبرق الخاطف وأنيابهما كالصياصى لهب النار في أفواههما، ومناخرهما ومسامعهما، ويكسحان الأرض باشعارهما ويحفران الأرض باظفارهما، مع كل واحد منهما عمود من حديد، لو اجتمع عليه من في الأرض ماحركوه، ياتيان الإنسان إذا وضع في قبره ,وترك وحيدا يسلكان روحه في جسده بإذن الله، ثم يقعدانه في قبره فينتهرانه انتهارا يتقعقع منه عظامه وتزول اعضاؤه من مفاصله فيخر مغشيا عليه، ثم يقعدانه فيقولان له: يا هذا ذهبت عنك الدنيا وافضيت إلى معادك فاخبرنا من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فان كان مؤمنا بالله لقنه الله حجته, فيقول :الله ربي، ونبي محمد، وديني الإسلام، فينتهرانه عند ذلك انتهارا يرى أن أوصاله تفرقت وعروقه قد تقطعت ويقولان له: يا هذا تثبت انظر ما تقول، فيثبته الله عنده بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة في قوله تعالى: ((يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة)) ويلقنه الأمان ويدرأ عنه الفزع فلا يخافهما، فاذا فعل ذلك بعبده المؤمن استأنس إليهما واقبل عليهما بالخصومة يخاصمهما ويقول: تهددني كيما اشك في ربي وتريدان أن اتخذ غيره وليا وأنا أشهد أن لا إله إلا الله, وهو ربي وربكما ورب كل شيء, ونبي محمد وديني الإسلام ؟ ثم ينتهرانه ويسالانه عن ذلك فيقول: ربي الله فاطر السموات والأرض, واياه كنت أعبد ولم اشرك به شيئا ولم اتخذ غيره أحدا ربا افتريداني أن ترداني عن معرفة ربي وعبادتي اياه؟ نعم هو الله الذي لا إله إلا هو: قال: فإذا قال ذلك ثلاث مرات مجاوبة لهما تواضعا له حتى يستأنس إليهما انس ما كان في الدنيا إلى أهل وده ويضحكان اليه, ويقولان له: صدقت وبررت أقّر الله عينيك وثبتك ابشر بالجنة وبكرامة الله، ثم يدفع عنه قبره هكذا وهكذا فيتسع عليه مد البصر ويفتحان له بابا إلى الجنة فيدخل عليه من روح الجنة وطيب ريحهاونضرتها في قبره ما يتعرف به من كرامة الله، فاذا راى ذلك استيقن بالفوز فحمد الله، ثم يفرشان له فراشا من استبراق الجنة ويضعان له مصباحا من نور عند راسه ومصباحا من نور عند رجليه يزهران في قبره ثم تدخل عليه ريح أخرى, فحين يشمها يغشاه النعاس فينام، فيقولان له:ارقد رقدة العروس قرير العين، لا خوف عليك ولاحزن، ثم يمثلان عمله الصالح في أحسن ما يرى من صورة, واطيب ريح فيكون عند راسه، ويقولان :هذا عملك وكلامك الطيب قد مّثله الله لك في أحسن ما ترى من صورة واطيب ريح ليؤنسك في قبرك فلا تكون وحيداويدرأ عنك هوام الأرض وكل دابة وكل اذى فلا يخذلك في قبرك ولا في شيء من مواطن القيامة حتى تدخل الجنة برحمة الله، فنم سعيدا طوبى لك وحسن مآب، ثم يسلمان عليه ويطيران عنه
ملائكة النار
ورد ذكرهم في القرآن الكريم
قوله تعالى : {فليدع ناديه سندع الزبانية} قوله تعالى : {فليدع ناديه} أي أهل مجلسه وعشيرته، فليستنصر بهم {سندع الزبانية} أي الملائكة الغلاظ الشداد - عن ابن عباس وغيره - واحدهم زبني ; قاله الكسائي. وقال الأخفش : زابن. أبو عبيدة : زبنية. وقيل : زباني. وقيل : هو اسم للجمع ; كالأبابيل والعباديد. وقال قتادة : هم الشرط في كلام العرب. وهو مأخوذ من الزبن وهو الدفع ; ومنه المزابنة في البيع. وقيل : إنما سموا الزبانية لأنهم يعملون بأرجلهم، كما يعملون بأيديهم ; حكاه أبو الليث السمرقندي قال : وروي في الخبر أن النبي - - لما قرأ هذه السورة، وبلغ إلى قوله تعالى : {لنسفعا بالناصية} قال أبو جهل : أنا أدعو قومي حتى يمنعوا عني ربك. فقال الله : {فليدع ناديه سندع الزبانية}. فلما سمع ذكر الزبانية رجع فزعا ; فقيل له : خشيت منه قال لا ولكن رأيت عنده فارسا يهددني بالزبانية. فما أدري ما الزبانية، ومال إلي الفارس، فخشيت منه أن يأكلني. وفي الأخبار أن الزبانية رءوسهم في السماء وأرجلهم في الأرض، فهم يدفعون الكفار في جهنم وقيل : إنهم أعظم الملائكة خلقا، وأشدهم بطشا. والعرب تطلق هذا الاسم على من اشتد بطشه. قال الشاعر :
مطاعيم في القصوى مطاعين في الوغى زبانية غلب عطام حلومها
وعن عكرمة عن ابن عباس : سندع الزبانية قال : قال أبو جهل : لئن رأيت محمدا يصلي لأطأن على عنقه. فقال محمد صلى الله عليه وسلم - : " لو فعل لأخذته الملائكة عيانا ". قال أبو عيسى : [ ص: 113 ] هذا حديث حسن صحيح غريب. وروى عكرمة عن ابن عباس قال : مر أبو جهل على النبي - - وهو يصلي عند المقام، فقال : ألم أنهك عن هذا يا محمد فأغلظ له رسول الله - - ; فقال أبو جهل : بأي شيء تهددني يا محمد، والله إني لأكثر أهل الوادي هذا ناديا ; فأنزل الله - عز وجل - :{ فليدع ناديه سندع الزبانية}. قال ابن عباس : والله لو دعا ناديه لأخذته زبانية العذاب من ساعته. أخرجه الترمذي بمعناه، وقال : حسن غريب صحيح.
وهم خزنة جهنم: ملائكة غلاظ شداد
قال الله {عليها تسعة عشر وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا} الآيات المدثر قال آدم بن أبي اياس حدثنا حماد بن سلمة حدثنا الأزرق بن قيس عن رجل من بني تميم قال كنا عند أبي العوام فقرأ هذه الآية {عليها تسعة عشر} فقال ما تقولون تسعة عشر ملكا قلنا بل تسعة عشر ألفا فقال ومن أين علمت ذلك قال قلت لأن الله يقول{وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا} قال أبو العوام صدقت وبيد كل واحد منهم مرزبة من حديد لها شعبتان فيضرب بها الضربة يهوي بها سبعين ألفا بين منكبي كل ملك منهم مسيرة كذا وكذا فعلى قول أبي العوام ومن وافقه الفتنة للكفار إنما جاءت من ذكر العدد الموهم للقلة حيث لم يذكر المميز له ويشبه هذا ما روى سعيد بن بشير عن قتادة في قوله {وما يعلم جنود ربك إلا هو} المدثر أي من كثرتهم وكذلك ما روى إبراهيم بن الحكم بن أبان وفيه ضعف عن أبيه عن عكرمة قال إن أول من وصل من أهل النار إلى النار وجدوا على الباب أربع مائة ألف من خزنة جهنم مسودة وجوههم كالحة أنيابهم قد نزع الله الرحمة من قلوبهم ليس في قلب واحد منهم مثقال ذرة من الرحمة لو طار الطائر من منكب أحدهم لطار شهرين قبل أن يبلغ المنكب الآخر ثم يجدون على الباب التسعة عشر عرض صدر أحدهم سبعون خريفا ثم يهوون من باب إلى باب خمسمائة سنة حتى يأتوا الباب ثم يجدون على كل باب منها من الخزنة مثل ما وجدوا على الباب الأول حتى ينتهوا إلى آخرها خرجه ابن أبي حاتم وهذا يدل على أن على كل باب من أبواب جهنم تسعة عشر خزانا هم رؤساء الخزنة تحت يد كل واحد منهم أربعمائة ألف والمشهور بين السلف والخلف أن الفتنة إنما جاءت من حيث ذكر عدد الملائكة الذين اغتر الكفار بقتلهم وظنوا أنهم يمكنهم مدافعتهم وممانعتهم ولم يعلموا أن كل واحد من الملائكة لا يمكن البشر كلهم مقاومته ولهذا قال الله {وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا} إلى قوله {وما يعلم جنود ربك إلا هو} المدثر قال السدي إن رجلا من قريش يقال له أبو الاشدين قال يا معشر قريش لا يهولنكم التسعة عشر أنا أدفع عنكم يمنكبي الأيمن عشرة من الملائكة وبمنكبي الأيسر التسعة الباقية ثم تمرون إلى الجنة يقوله مستهزئا فقال الله عز وجل {وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا} وقال قتادة ذكر لنا أن أبا جهل حين نزلت هذه الآية قال يا معشر قريش أما يستطيع كل عشرة منكم أن يأخذوا واحدا من خزنة النار وأنتم الدهم وصاحبكم هذا يزعم أنهم تسعة عشر وقال قتادة في التوراة والإنجيل إن خزنة النار تسعة عشر وروي حديث عن الشعبي عن البراء في قول الله عز وجل {عليها تسعة عشر} قال إن رهطا من يهود سألوا رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن خزنة جهنم فقال الله ورسوله أعلم فجاء رجل فأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله عليه ساعة إذن {عليها تسعة عشر} فأخبر أصحابه وقال ادعهم فجاؤوا فسألوه عن خزنة جهنم "فأهوى بأصابع كفيه مرتين وأمسك الإبهام في الثانية" خرجه ابن أبي حاتم وحريث هو ابن أبي مطر ضعيف وخرجه الترمذي من طريق مجالد عن الشعبي عن جابر قال قال ناس من اليهود لناس من أصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم هل يعلم نبيكم عدد خزنة جهنم قالوا لا ندري حتى نسأله فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا محمد غلب أصحابك اليوم قال "وما غلبوا" قال سألتهم يهود هل يعلم نبيكم عدد خزنة جهنم قال "فما قالوا" قالوا لاندري حتى نسأل نبينا صلى الله عليه وآله وسلم فقال "يغلب قوم سئلوا عما لا يعلمون فقالوا لا نعلم حتى نسأل نبينا لكنهم قد سألوا نبيهم فقالوا أرنا الله جهرة علي بأعداء الله" فلما جاؤوا قالوا يا أبا القاسم كم عدد خزنة جهنم قال "هكذا أو هكذا في مرة عشرة وفي مرة تسعة" قالوا نعم وهذا أصح من حديث حريث المتقدم قاله البيهقي وغيره وخرج الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما كالمودع فقال "أنا محمد النبي الأمي" ثلاثا "ولا نبي بعدي أوتيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه وعلمت كم خزنة النار وحملة العرش" وذكر بقية الحديث.
فصل في تفسير قوله تعالى {عليها ملائكة غلاظ شداد} وقد وصف الله الملائكة الذين على النار بالغلظ والشدة قال الله{عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} وروى أبو نعيم بإسناده عن كعب قال إن الخازن من خزان جهنم مسيرة ما بين منكبيه سنة وإن مع كل واحد منهم لعمود له شعبتان من حديد يدفع به الدفعة فيكب به في النار سبعمائة ألف
ملائكة اخرى
שְׂרָפִים : (س ر ف ي م)
صيغة جمع مفردها שׂרפ (س ر ف) اسرافيل !
أشعياء 2:6: [السرافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة أجنحة باثنين يغطي وجهه وباثنين يغطي رجليه وباثنين يطير]
أشعياء 6:6: [فطار إليّ واحد من السرافيم وبيده جمرة قد أخذها بملقط من على المذبح].
لم يرد ذكرهم لا في النص الرسمي المسيحي ولا في النص الرسمي الإسلامي وإسرافيل في الدين الإسلامي هو المكلّف بالنفخ في الصور .
גַּבְרִיאֵל : (گ ب ر ي إ ل)
جبريل، يذكر مرتين في النص (دانيال)
دانيال 16:8: [لوسمعت صوت إنسان بين أولاي فنادى وقال: يا جبرائيل فهّم هذا الرجل الرؤيا].
دانيال 21:9 : [وأنا متكلم بعد بالصلاة إذا بالرجل جبرائيل الذي رأيته في الرؤيا في الابتداء مطارا واغفا لمسني عند وقت تقدمة المساء].
وفي النص الرسمي المسيحي
لوقا 19:1: [فاجاب الملاك وقال له انا جبرائيل الواقف قدام الله وأرسلت لاكلمك وابشرك بهذا].
لوقا 26:1: [وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة].
מִיכָאֵל : (م ي خ/ك إ ل)
ميكال !، أول ما ورد الاسم ضمن قوائم الأنساب الأسطورية في التناخ كأحد آباء "العشائر الإسرائيلية" ثم يتحول في النص (دانيال) إلى شخصية خيالية غامضة من عند "الخالق"
دانيال 13:10: [ورئيس مملكة فارس وقف مقابلي واحدا وعشرين يوما وهوذا ميخائيل واحد من الرؤساء الأولين جاء لاعانتي وانا أبقيت هناك عند ملوك فارس].
دانيال 21:10: [ولكني اخبرك بالمرسوم في كتاب الحق. ولا أحد يتمسك معي على هؤلاء الا ميخائيل رئيسكم].
دانيال 1:12: [وفي ذلك الوقت يقوم ميخائيل الرئيس العظيم القائم لبني شعبك ويكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت امة إلى ذلك الوقت وفي ذلك الوقت ينجى شعبك كل من يوجد مكتوبا في السفر].
وترسخ هذا الاسم في النص الرسمي للمسيحية كما في
يهوذا 9:1: [واما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم إبليس محاجا عن جسد موسى لم يجسر ان يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب]
رؤيا 7:12: [وحدثت حرب في السماء. ميخائيل وملائكته حاربوا التنين وحارب التنين وملائكته].
أما عن النصوص الغير رسمية، فالموضوع معقد جداً، وقد وردت شروحات وتفاسير وأحاديث وتفاصيل كثيرة في مجال الكائنات الخيالية وخصوصاً "الملائكة" تضاهي ما ورد في تفاصيل "الخالق". وميكال أو ميكائيل*في الديانة الإسلامية هو مَلَك السحاب حيث يُرسِل المطر والرعد والبرق بأمر الله .
الكاروبيم:
هي جوقة من الملائكة مذكورة في عدة مواضع من الكتاب المقدس، وتعتبر أحد أقسام الملائكة في اليهودية والمسيحية، وتكتب في صيغة الجمع لا المفرد. ووظائفها لا تختلف عن وظائف الملاك، بخصوص نقل البشرى والرسالة، بنوع خاص كان يرتبط الشاروبيم بهيكل القدس، وقد ذكرت في الرسالة إلى العبرانيين بهذا المعنى.
السارافيم:
هي مجموعة من الملائكة موجودة في الأديان الإبراهيمية خصوصًا اليهودية والمسيحية. ذكرت في سفر أشعياء بوصفها تتلو نشيد التقديس "قدوس، قدوس، قدوس" محيطة بالعرش؛ وهو ما دخل على الطقوس المسيحية ومنها القداس الإلهي. كلمة سارافيم في اللغة العبرية تعني النار، حسب التقليد اليهودي فهي مجنحة بست أجنحة. تعتبر الساروفيم في المرتبة الخامسة عشر في التسلسل الهرمي للملائكة في المسيحية، وفي المرتبة الأولى في المسيحية.
الملك فطرس:
المَلاك فطرس هو أحد الملاكة العظماء في الإسلام حسب الروايات شيعية، ملك من الملائكة، له قصة تذكر أحداثها "أنه تأخر عن اجابة الله فغضب عليه وكسر جناحه ولم يجبر كسر جناحه إلا بعد أن تمرغ بفراش الإمام الحسين يوم مولده. وهو منذ ذلك الحين موكل بحمل السلام للإمام الحسين
كما ذكر في بعض الأخبار المروية عن الإمام جعفر الصادق: (... قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : فنظرت إلى ريشه وأنه ليطلع ويجري منه الدم ويطول حتى لحق بجناحه الآخر، وعرج مع حبيريل إلى السماء فصار إلى موضعه - وهو يقول من مثلي وأنا عتيق الحسين، وآلا على نفسه ان يوصل سلام كل من يسلم على الحسين بن علي إلى قبره، فما من أحد يسلم على الحسين إلا وسلامه يصل إلى قبر الحسين بواسطة الملك فطرس)) - عوالم العلوم.
أجسام الملائكة
تعتقد الديانات أن للملائكة أجساما، ولكنها أجسام لطيفة تختلف عن أجسامنا الكثيفة، أجسام هي تلك الأجسام التي سماها الرسول بولس أجسام سماوية ومن الأجساد أجساد سماوية وأجساد أرضية.
مالك :
أسم خازن النار، بحسب اعتقاد المسلمين هو الملَك المُكلّف بجهنم، ويُسمّى "خازن النّار"، ورد اسمه في القرآن الكريم ﴿وَنَادَوْا يَا مَالِك لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبّك قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ﴾، ومن صفاته أنّه لا يضحك.
الملائكة وصلتها بالمخلوقات الخارجية
الملائكة أرواح أو كائنات سماوية خارقة سواء في قوتها أو في تحول شكلها أو في سرعتها ، وهي تنتمي إلى مملكة الرب أو ملكوته ، وكثيراً ما أشير إليها في الأديان السماوية حيث سبقت خلق بني آدم أو البشر وربما سبقت خلق الكون المعروف ولها أدوار تقوم بها بين الله والبشر إذ لطالما اعتبرت أدوات لتنفيذ إرادة الرب في الكون وبالتالي صنع الأقدار والتدخل في مسارات الحياة أو نظر إليها كوسطاء بين السماء والأرض.
ويبدو للدارس في النصوص الدينية أن الملائكة لها مراتب وتخصصات فمنهم من يكون سفيراً أو رسولاً من الله لتبليغ الأنبياء والرسل من البشر ومنهم من هو مكلف بقبض الأرواح ومنهم من يقوم بتصريف الرياح والسحاب والجبال ومنهم من هو موكل بإنزال العقاب أو العذاب أو تسجيل الأعمال ..الخ ، كما أن للملائكة صلة وثيقة بالإنسان منذ خلق الله آدم فالكثير منها تعيش بيننا وحولنا فتحمينا من الحوادث الخطرة والأرواح الشريرة
وتختلف المعتقدات بشأن إمتلاك الملائكة للإرادة الحرة فهي إما أن تكون مسيرة لتنفيذ مشيئة الرب فلا تعصي له أمراً كما في المعتقد الإسلامي أو أن يكون لديها حرية إختيار كاملة فيخرج البعض منها عن طاعة الرب ليسقط من مملكة السماء كما حصل مع إبليس وغيره من الملائكة.
تعتبر الملائكة في التوراة مخلوقات علوية تتعامل مع بعض البشر الذين اختارهم الله بالتعليم والهداية والرعاية ويستطيع الأنبياء مشاهدتها في طبيعتها النورانية التي خلقت عليها ، وقد ذكرت الملائكة في العهد القديم 108 مرة ، ويسمى الملاك في العبرية "ملاخ" وتعني الكلمة المُرسل أو الرسول كما تشير كلمتي "ملاخ ألوهيم " إلى الملاك وتعني "رسول الله".
وتوصف الملائكة في هذا المعتقد على أنها كائنات نورانية مجنحة ويغلب عليها هيئة الرجال حيث تدعى بأنها (أبناء الله) وتمارس حياة تشبه حياة البشر فتأكل وتتزوج بنات البشر بل وتنجب منهن أيضاً :
- يذكر أشعياء بأنه رأى الملائكة على طبيعتها النورانية حيث وصفهم بأنهم ذوو أجنحة حيث قال : " لكل واحد ستة أجنحة ، باثنين يغطي وجهه ، وباثنين يغطي رجليه ، وباثنين يطير ، وهذا نادى ذاك وقال : قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء الأرض ، فاهتزت أساسات العتب من صوت الصارخ وامتلأ البيت دخاناً " (إشعياء 6 : 2- 4).
- وكذلك هناك ذكر لرؤية النبي موسى لهم حينما بدأ يتلقى الوحي :
" وأما موسى فكان يرعى غنم يثرون حميـه كاهن مديان ، فساق الغنم إلى وراء البرية وجاء إلى جبل الله حوريب وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقة ، فنظر وإذ العليقة تتوقد بالنار والعليقة لم تكن تحترق ، فقال موسى أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم " (خروج 3 : 1- 3).
- وجاءت الملائكة ضيوفاُ إلى النبي إبراهيم على هيئة البشر حتى أنه ظنهم من عابري السبيل فقام ليجهز لهم مائدة من الطعام حيث نجد في سفر التكوين : " وظهر له الرب عند بلوطات ممرا وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار * فرفع عينيه ونظر واذا ثلاثة رجال واقفون لديه فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الارض * وقال يا سيد ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك * ليؤخذ قليل ماء واغسلوا أرجلكم واتكئوا تحت الشجرة * فاخذ كسرة خبز فتسندون قلوبكم ثم تجتازون لأنكم قد مررتم على عبدكم فقالوا هكذا تفعل كما تكلمت" .
ومن النص أعلاه نجد أن الملائكة أكلت من طعام إبراهيم إذ قالوا له : "هكذا نفعل كما تكلمت .. وإذ كان هو واقف لديهم تحت الشجرة أكلوا " (تكوين 18 : 2- Cool وهذا على عكس الرواية في القرآن الكريم حيث لا تأكل الملائكة ولا تشرب.
- ونجد إمكانية حدوث زواج بين الملائكة ونساء البشر، حيث كان العماليق الجبابرة نتاج هذا الزواج ، والقصة تبدأ عندما وجدت الملائكة نساء البشر جميلات فاشتهوهن وتزوجوا منهن ، حيث قالوا : " وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض وولد لهم بنات ، أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهم حسنات ، فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا ، وبعد ذلك أيضاً دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم أولادأً هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم ". (تكوين 6 : 1- 4).
الملاك بشكل عام
ملاك أو مَلَكَ جمعها الْمَلائِكَة أو ملايكة، صيغة وجدت في العديد من المعتقدات الدينية. تعتبر على نطاق واسع رسل من الله، بعثها للقيام ببعض المهام. تختلف المعتقدات حول الملائكة من حيث الطبيعة الدقيقة ودورهم ومهامهم. المفاهيم المتعلقة ظهور الملائكة تختلف أيضاً، فإنهم غالباً ما ينظر إليها على أنها من حيث المظهر شبيهة بالبشر ولكنها مجنحة.
מַלְאַךְ (م ل ا ك/خ)[عدل]
كلمة كنعانية وآرامية (ومنه عبرية) معناها المُرسل أو المبعوث، أقدم ذكر معروف لها في النصوص المثيولوجية الأوغاريتية.
لاحقاً ترد في النص الرسمي اليهودي التناخ (الكتاب المقدس العبري) بمعنى رسول مبعوث أیضاً، مترافقة مع جهة الإرسال وهي "الخالق" إيلوهيم أو يهوه
تكوين 7:16: [فوجدها ملاك الرب على عين الماء في البرية. على العين التي في طريق شور].
وقد فسّر الشراح اليهود بعض الكلمات مثل "الآلهة" على أنها "ملائكة" (كما أن الترجمة العربية للتناخ تترجمها ملائكة وليس كما وردت {آلهة})
مزامير 8: 6-5 :
ו [ וַתְּחַסְּרֵהוּ מְּעַט, מֵאֱלֹהִים (م إ ل هـ ي م); וְכָבוֹד וְהָדָר תְּעַטְּרֵהוּ ].
[وَتَنْقُصَهُ قَلِيلاً /عَنِ الْمَلاَئِكَةِ /(من الآلهة)، وَبِمَجْدٍ وَبَهَاءٍ تُكَلِّلُهُ].
[For thou hast made him but little lower than God, And crownest him with glory and honor]
وأيضاً الكلام عن كائنات ما قبل خلق البشر(أبناء "الله") فسرت على أنها "ملائكة"
أيوب 7:38: [عندما ترنمت كواكب الصبح معا وهتف جميع بني الله ]،[בְּרָן-יַחַד, כּוֹכְבֵי בֹקֶר; וַיָּרִיעוּ, כָּל-בְּנֵי אֱלֹהִי]
واتبعت المسيحية في نصها الرسمي الانجيل ذلك وغيرته جاعلة الملاك- المبعوث صفة على كل الكائنات الخيالية المرتبطة بالعالم الخيالي الماورائي.
بالنسبة للمسلمين لم ترد كلمة (مَلاَكٌ) في القرآن وإنما وردت بصيغة (مَلَكٌ) وهي ترد أكثر في صيغة الجمع (الملائكة)
ورد في سورة الأنفال ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ(9)﴾
وتم ترسيخ فكرة أن كل الكائنات "اللاأرضية" هي "ملائكة"، لكننا نجد أن هناك كائنات خيالية أخرى ليست رسل (ملائكة) في المثيولوجية (الديانة) اليهودية ووردت في التناخ، وحولت فيما بعد إلى "ملائكة"
כְּרֻבִים : كروبيم
صيغة جمع، مفردها כְּרוּב (ك ر وب) كروب وتجمع بالعربية كروبون، وهم حملة عرش "الخالق"
تكوين 3، 24: [فطرد الإنسان وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة]
مزمور 18 :10 : [ركب على كروب وطار وهف على أجنحة الرياح].
صموئيل الثاني11:22 : [ركب على كروب وطار ورئي على أجنحة الريح]
وتوصف في عدة نصوص كما في (حزقيال) على أنها نوع من الدواب المجنحة
حزقيال 1 :14 : [الحيوانات راكضة وراجعة كمنظر البرق].
حزقيال 20:10 : [هذا هو الحيوان الذي رأيته تحت اله إسرائيل عند نهر خابور. وعلمت انها هي الكروبيم]
كما تعتبر بعض التفاسير أن الكائن الخيالي رمز الشر (إبليس) أحدها
حزقيال 16:28 : [بكثرة تجارتك ملأوا جوفك ظلما فاخطأت.فأطرحك من جبل الله وأبيدك أيها الكروب المظلل من بين حجارة النار].
وقد كرر النص الرسمي المسيحي في
العبرانيين 5:9: [وفوقه كروبا المجد مظللين الغطاء. اشياء ليس لنا الآن ان نتكلم عنها بالتفصيل].
وما سبق هو وصف لـ "تابوت العهد"المزين برسوم - تطريز على شكل "الكروبيم" كما في التناخ، وقد تكون ما نراه حتى الآن من الثيران المجنحة في القصور الأشورية المتبقية، وكما يوصف "جبريل" و"البراق" في التقليد غير الرسمي الإسلامي
الملائكة في المسيحية
كلمة "ملاك" تعني "رسول". وللملائكة أجساداً لطيفة من النار أو الهواء (دانيال 7،6:10؛ متى 3:28؛ مرقس 5:16؛ لوقا 4:24؛ أعمال الرسل 10:1؛ 7:12؛ سفر الرؤيا 1:10). والملائكة أكثير اقتداراً وقوة وسرعة ونشاطاً من الإنسان، وهم أقدر معرفة على معرفة الأشياء، وأسرع إلى الوصول إلى حقائق الأمور من الإنسان. خلقهم الله قبل خلقة الإنسان في اليوم الإول (حيث خلق الله النور والملائكة من نور). وقد سقط بعضهم بخطيئة التكبر وأصبحوا شياطين، ومنهم الرئيس "لوسيفر" زهرة بنت الصبح.
طغمات الملائكة
الملائكة في المسيحية ثلاث طغمات:
الأولى: السرافيم – الشاروبيم – العروش
الثانية: القوات – السلاطين – السيادات
الثالثة: الرياسات – رؤساء الملائكة – الملائكة
الملاك ميخائيل في المسيحية هو الأول في رؤساء الملائكة السبعة : ميخائيل وغبريال ورافائيل (ذكروا في الكتاب المقدس) وسوريال وصداقيال وسراتيال وأنانيال (أشار إليهم التقليد الكنسى في الكتب الطقسية).
رئيس الملائكة ميخائيل دير سانت كاترين
ميخائيل معناه (من مثل اللـه؟) وهذه العبارة قالها الملاك ميخائيل حينما حارب الشيطان الذي تكبر على العلى وقال في قلبه "أصعد إلى السموات أرفع كرسى فوق كواكب اللـه وأجلس على جبل الاجتماع في أقاصى الشمال، أصعد فوق مرتفعات السحاب، أصير مثل العلى" (أش 14 : 13 – 14).
التلمود التقليد جعل اسمه يعني من مثل ايل (الله)؟ كانت رسالة ميخائيل (رئيس الملائكة) هي الاهتمام بشعب اليهود (دا 1:12)
رئيس الملائكة ميخائيل في المسيحية
إبليس تحت أقدام ميخائيل رئيس الملائكة
هو رئيس الملائكة ميخائيل المذكور في (دانيال 10 : 13)، (دانيال 10 : 21)، (يه 9)، (رؤ 12: 7). وهو عموما يوصف بالقائد الميداني لجيش اللـه
«وأما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم إبليس محاجا عن جسد موسى لم يجسر أن يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب»(يهوذا 9)
رئيس الملائكة ميخائيل لة مكانة خاصة في المسيحية وتحتفل الكنيسة القبطية بإقامة تذكاراً لرئيس الملائكة ميخائيل في اليوم الثاني عشر من كل شهر مصري وتؤمن الكنيسة الأرثوذكسية برئاسة الملاك ميخائيل لجميع طغمات الملائكة وأنه ملاك القيامة الذي بشر النسوة حاملات الطيب قائلاً لهن المسيح قام من الأموات.
الملاك في القرآن الكريم
ورد في سورة النساء ﴿لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعًا(172)﴾
{لسان العرب: الكَرُوْبِيُّوْنَ والكَرُوبيَّة وقد تبْدَل الكاف شينًا سادة الملائكة أو المقرَّبون منهم أو إحدى طغمات الملائكه العظام بعد السروفيين. عبرانيتها كَرُوبيم جمع كَرُوب وربمَّا استُعمِلت بلفظها العبراني. ومعناها حافظ أو حارس أو مقرَّب}
كما ورد في القرآن الكريم
ورد في سورة البقرة ﴿قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ(97)﴾
ورد في سورة البقرة ﴿مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ(98)﴾
ورد في سورة التحريم ﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ(4)﴾
وجبريل في الديانة الإسلامية هو وحي الرسول محمد والذي نزّل الوحي عليه في غار حراء .
عصمة الملائكة
يقول ابن كثير: وذهب كثير من السلف إلى أنهما كانا ملكين من السماء، وكان من أمرهما ما كان، وقد ورد في ذلك حديث مرفوع رواه الإمام أحمد في مسنده. وعلى هذا فيكون الجمع بين هذا وبين ما ورد من الدلائل على عصمة الملائكة أن هذين سبق في علم الله لهما هذا، فيكون تخصيصاً لهما، فلا تعارض حينئذ، كما سبق في علمه من أمر إبليس ما سبق. مع أن شأن هاروت وماروت على ما ذكر أخف مما وقع من إبليس لعنه الله) , لكن هذا الكلام يسقط تباعا لكون القران يشير بصريح العبارة إلى أن الملائكة لا تنزل إلى الأرض كي تعلم الناس بل فقط الأنبياء, أما الناس فقد كلف الله الأنبياء لمحاورتهم و ليس الملائكة, كما أن القول بأن الملكين يعلمان الناس الوقاية من السحر هو كلام باطل كون الآية تقول "وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ".
أما الصحيح من التفاسير فقد وصلنا:
روى شيخ المفسِّرِين ابن جرير - بإسْناده – إلى ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ). قال: لم يُنْـزِل الله السِّحْر. وروى أيضا عن الربيع بن أنس (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ) قال: ما أنْزَل الله عليهما السِّحْر. ثم قال ابن جرير: فَتَأويل الآيَة عَلى هَذا الْمَعْنَى الذي ذَكَرْنَاه عن ابن عباس والرَّبِيع مِن تَوجِيهِهما مَعْنَى قَوله : (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ) إلى: " ولم يُنْـزِل على الْمَلَكَين " واتَّبَعُوا الذي تَتُلُوا الشَّياطِين عَلى مُلْك سُلَيمَان مِن السِّحْر، وما كَفَر سُلَيمَان ولا أَنْزَل الله السِّحْر على الْمَلَكَين، ولكِنَّ الشَّيَاطِين كَفَرُوا يُعَلِّمُون النَّاس السِّحْر بِبَابِل هَارُوت ومَارُوت، فَيَكُون حِينئذ قوله: (بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ) مِن الْمُؤخَّر الذي مَعْنَاه التَّقْدِيم.
وقال القرطبي: قوله تعالى : (وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ) " مَا " نَفِي، والوَاو للعَطْف على قَولِه : (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ)، وذلك أنَّ اليَهُود قَالُوا : إنَّ الله أنْزَل جِبْرِيل ومِيكَائيل بالسِّحْر ؛ فَنَفَى الله ذلك، وفي الكَلام تَقْدِيم وتَأخِير، التَّقْدِير : ومَا كَفَر سُلَيمَان ومَا أُنْزِل على الْمَلَكَين، ولكِنَّ الشَّياطِين كَفَرُوا يُعَلِّمون النَّاس السِّحْر بِبَابِل هَارُوت ومَارُوت ؛ فَهَارُوت ومَارُوت بَدَل مِن الشَّياطِين في قَوله : (وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا). هذا أوْلَى ما حُمِلَتْ عليه الآية مِن التَّأويل، وأصَحّ ما قِيل فِيها، ولا يُلْتفَت إلى سِواه ؛ فالسِّحْر مِن اسْتِخْرَاج الشَّياطِين لِلَطَافَة جَوْهَرِهم ودِقّـة أفْهَامِهم.
ورجّح القاسمي كون " ما " نافية، وأنَّ هَارُوت ومَارُوت كَانا رَجُلَين مُتَظَاهِرَين بالصَّلاح. فقال : اعْلَم أنَّ للعُلَمَاء في هذه الآية وُجُوهًا كَثيرة، وأقْوالاً عَديدة ؛ فمنهم مَن ذَهَب فيها مَذْهب الأخْبَارِيين نَقَلة الغّثّ والسَّمِين، ومِنهم مَن وَقَفَ مَع ظَاهِرِها البَحْت وتَمَحَّل لِمَا اعْتَرَضَه بِمَا الْمَعْنَى الصَّحِيح في غِنى عَنه، ومِنهم مَن ادَّعَى فِيها التَّقْدِيم والتَّأخِير، ورَدّ آخِرَها على أوّلها، بِمَا جَعَلها أشبَه بالألْغَاز والْمُعَمَّيَات، التي يَتَنَزَّه عنها بَيان أبْلَغ كَلامِهم، إلى غير ذلك مما يَرَاه الْمُتَتَبِّع لِمَا كُتِب فيها. والذي ذَهَب إليه الْمُحَقِّقُون أنَّ هَارُوت ومَارُوت كَانا رَجُلَين مُتَظَاهِرَين بالصَّلاح والتَّقْوى في بَابِل ... وكانا يُعلِّمَان النَّاس السِّحْر. وَبَلَغ حُسْن اعْتِقَاد النَّاس بِهِما أنْ ظَنُّوا أنَهما مَلَكَان مِن السَّمَاء، وما يُعلِّمَانِه للنَّاس هو بِوحْي مِن الله، وبَلَغ مَكْر هَذَين الرَّجُلَين ومُحَافَظتهما على اعْتِقَاد النَّاس الْحَسَن فِيهما أنهما صَارَا يَقُولان لِكُلّ مَن أرَاد أن يَتَعَلَّم مِنهما : (إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ)، أي : إنما نَحْن أوُلو فِتْنَة نَبْلُوك ونَخْتَبِرُك، أتَشْكُر أمْ تَكْفُر، ونَنْصَح لَك ألاَّ تَكْفُر. يقولان ذلك لِيُوهِما النَّاس أنَّ عُلومَهما إلَهِيَّة، وصِنَاعَتهما رَوْحَانِيَّة، وأنهما لا يَقْصِدَان إلاَّ الْخَير ... فـ " ما " هنا نافية على أصَحَّ الأقْوال، ولفظ (الْمَلَكَيْنِ) هنا وارِد حَسب العُرْف الْجَارِي بَيْن النَّاس في ذلك الوَقْت. ثم خَلَص القاسمي إلى : " أنَّ مَعْنى الآية مِن أوَّلها إلى آخِرها هكذا : أن اليَهود كَذَّبُوا القُرآن ونَبَذُوه وَرَاء ظُهورِهم، واعْتَاضُوا عَنه بالأقَاصِيص والْخُرَافَات التي يَسْمَعُونَها مِن خُبَثَائهم عن سُلَيمَان ومُلْكِه، وزَعُمُوا أنه كَفَر، وهَو لَمْ يَكْفُر، ولكن شَياطِينهم هُم الذين كَفَرُوا، وصَارُوا يُعلِّمُون النَّاس السِّحْر، ويَدّعُون أنه أُنْزِل على هَارُوت ومَارُوت، اللذين سَمَّوهما مَلَكَين، ولم يَنْزِل عَليهما شَيء ... فأنْتَ تَرَى أنَّ هَذا المقَام كُله ذََمّ، فلا يَصِحّ أن يَرِد فيه مَدْح هَارُوت ومَارُوت.
والذي يَدُلّ على صِحَّة مَا قُلْنَاه فِيهما أنَّ القُرآن أنكَر نُزُول أيّ مَلَك إلى الأرْض لِيُعَلِّم النَّاس شَيئا مِن عِند الله، غَير الوَحْي إلى الأنْبِيَاء، ونَصَّ نَصًّا صَرِيحًا أنّ الله لَم يُرْسِل إلاَّ الإنْس لِتَعْلِيم بَنِي نَوْعِهم، فقال : (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)[الأنبياء:7]، وقال مُنكِراً طَلَب إنْزَال الْمَلَك : (وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ)[الأنعام:8]، وقال في سورة الفرقان: وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا Aya-7. أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا Aya-8. انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا Aya-9. (سورة الفرقان، الآيات 7-9).
رضوان خازن الجنة
الملاك رتائيل:
ملاك من الملائكة المقربين من الله عز وجل، وهو الذي يسل الحزن من صدور المؤمنين.
ميكائيل:
ميكائيل من الملائكة العظام ويقال أنه مُوكَّل بـالمطر والنبات وهو ذو مكانة من ربه عز وجل ومن أشراف الملائكة المقربين.
ذكره في القرآن
ذُكر اسمه في القرآن:
مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ Aya- 2] سورة البقرة, الآية 98.
حزن وخشوع ميكائيل
قال النبي محمد:
ما لي لا أرى ميكائيل ضاحكا قط ؟ قال : ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار
رضوان خازن الجنة:
رضوان خازن الجنة بحسب إعتقاد المسلمين هو الملَك المُكلّف بالجنة، ويُسمّى "خازن الجنة"، ورد اسمه في السنة النبوية من الأحاديث الصحيحة.
رضوان خازن الجنة في السنة النبوية
حديث أنس عند ابن حبان في المجروحين، وابن عدي في الكامل، والعقيلي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان أول ليلة من رمضان نادى الله رضوان خازن الجنة فيقول: نَجِّد جنتي، وزينها للصائمين...".
وحديث أبي بن كعب عند القضاعي في مسند الشهاب وهو حديث طويل وفيه: "وأيما مسلم قرأ يس وهو في سكرات الموت لم يقبض ملك الموت روحه حتى يجيئه رضوان خازن الجنة بشربة من الجنة فيشربها وهو على فراشه، فيقبض ملك الموت روحه وهو ريان".
الملاك رضوان
هو خازن باب الجنة حسب الروايات الإسلامية.
إن عدد الملائكة لا يعلمه إلا الله عزَّ وجلَّ، فهم لا يحصون في علم المخلوقات لكثرتهم قال الله تعالى: Ra bracket.png وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ Aya-31.png La bracket.png[1] سورة المدثر, الآية
الملكان منكر ونكير
منكر ونكير هم الملاكان الذان يحاسبان المرء في قبره بسؤاله عن ربه ونبيه. ومن أدلة حقيقة وجود هذين الملكين في الكتاب والسنة ما يلي : ذكر القرآن الكريم: Ra bracket.png النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ Aya-46.png La bracket.png[1] (سورة غافر، الآية46). وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : " إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال له: أنظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعداً من الجنة، فيراهما جميعاً، وأما الكافر أو المنافق فيقول: لاأدري كنت أقول ما يقول الناس فيه، فيقال لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطرقة من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين". رواه البخاري ومسلم عن أنس عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
تناقلت الأخبار الصحيحة وهو ما اتفق عليه اصحاب المذاهب الإسلامية الصحيحة أن الله ينزل على نزيل القبر الجديد ملكين يقومون بمحاسبته في قبره فيسألانه عن ربه ودينه ونبيه وكتابه وامامة وعمره وماله، فأن أجاب بالحق استقبل من قبل الملائكة بالريح والريحان وكان قبره روضة من رياض الجنة وأن تلجج لسانه بالاجابة تكشف له منزله بالنار وأستقبلته الملائكة بنزل من حميم.
وبالتالي فإن منكراً ونكيراً هما الملكان اللذان يسألان العباد بعد خروجهم من الدنيا، وسبب تسميتهما هو نكارة العبد المسؤول لهما وعدم معرفته ورؤيته في السابق لمثل شكلهما.
وأما صفتهما فهما أسودان أزرقان كما ثبتت الأحاديث بذلك، ذكر ابن حجر في الفتح رواية عن الطبراني في الأوسط في بيان صفتهما قال فيها: أعينهما مثل قدور النحاس وأنيابهما مثل صياصي البقر وأصواتهما مثل الرعد، قال ونحوه لعبد الرزاق من مرسل عمرو بن دينار وزاد يحفران بأنيابهما ويطآن في شعورهما معهما مرزبة لو اجتمع عليها أهل أمتي لم يقلوها.
وأما عذاب القبر فيقع على الروح والجسد كما رجح ابن تيمية، وقد ثبتت النصوص المفيدة لعذاب القبر ولقدرة الله.
وأما اسوداد وجه من مات على الكفر عند موته فلا يوجد فيه نصاً، علماً بأنه يذكر الناس وقوعه كثيراً، ولكن الثابت في النص هو اسوداد وجهه يوم القيامة يوم تبيض وجوه وتسود وجوه كذا قال ابن كثير والقرطبي، ويدل له قول الله: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ {الزمر:60}
صفات منكر ونكير
عن ابن عباس في خبر الإسراء : أن النبي : قال يا جبريل وما ذاك ؟ قال : منكر ونكير يأتيان كل إنسان من البشر حين يوضع في قبره وحيدا، فقلت: يا جبريل، صفهما لي، قال:نعم من غير أن أذكر لك طولهما وعرضهما, ذكر ذلك منهما افظع من ذلك, غير أن اصواتهما كالرعد القاصف واعينهما كالبرق الخاطف وأنيابهما كالصياصى لهب النار في أفواههما، ومناخرهما ومسامعهما، ويكسحان الأرض باشعارهما ويحفران الأرض باظفارهما، مع كل واحد منهما عمود من حديد، لو اجتمع عليه من في الأرض ماحركوه، ياتيان الإنسان إذا وضع في قبره ,وترك وحيدا يسلكان روحه في جسده بإذن الله، ثم يقعدانه في قبره فينتهرانه انتهارا يتقعقع منه عظامه وتزول اعضاؤه من مفاصله فيخر مغشيا عليه، ثم يقعدانه فيقولان له: يا هذا ذهبت عنك الدنيا وافضيت إلى معادك فاخبرنا من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فان كان مؤمنا بالله لقنه الله حجته, فيقول :الله ربي، ونبي محمد، وديني الإسلام، فينتهرانه عند ذلك انتهارا يرى أن أوصاله تفرقت وعروقه قد تقطعت ويقولان له: يا هذا تثبت انظر ما تقول، فيثبته الله عنده بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة في قوله تعالى: ((يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة)) ويلقنه الأمان ويدرأ عنه الفزع فلا يخافهما، فاذا فعل ذلك بعبده المؤمن استأنس إليهما واقبل عليهما بالخصومة يخاصمهما ويقول: تهددني كيما اشك في ربي وتريدان أن اتخذ غيره وليا وأنا أشهد أن لا إله إلا الله, وهو ربي وربكما ورب كل شيء, ونبي محمد وديني الإسلام ؟ ثم ينتهرانه ويسالانه عن ذلك فيقول: ربي الله فاطر السموات والأرض, واياه كنت أعبد ولم اشرك به شيئا ولم اتخذ غيره أحدا ربا افتريداني أن ترداني عن معرفة ربي وعبادتي اياه؟ نعم هو الله الذي لا إله إلا هو: قال: فإذا قال ذلك ثلاث مرات مجاوبة لهما تواضعا له حتى يستأنس إليهما انس ما كان في الدنيا إلى أهل وده ويضحكان اليه, ويقولان له: صدقت وبررت أقّر الله عينيك وثبتك ابشر بالجنة وبكرامة الله، ثم يدفع عنه قبره هكذا وهكذا فيتسع عليه مد البصر ويفتحان له بابا إلى الجنة فيدخل عليه من روح الجنة وطيب ريحهاونضرتها في قبره ما يتعرف به من كرامة الله، فاذا راى ذلك استيقن بالفوز فحمد الله، ثم يفرشان له فراشا من استبراق الجنة ويضعان له مصباحا من نور عند راسه ومصباحا من نور عند رجليه يزهران في قبره ثم تدخل عليه ريح أخرى, فحين يشمها يغشاه النعاس فينام، فيقولان له:ارقد رقدة العروس قرير العين، لا خوف عليك ولاحزن، ثم يمثلان عمله الصالح في أحسن ما يرى من صورة, واطيب ريح فيكون عند راسه، ويقولان :هذا عملك وكلامك الطيب قد مّثله الله لك في أحسن ما ترى من صورة واطيب ريح ليؤنسك في قبرك فلا تكون وحيداويدرأ عنك هوام الأرض وكل دابة وكل اذى فلا يخذلك في قبرك ولا في شيء من مواطن القيامة حتى تدخل الجنة برحمة الله، فنم سعيدا طوبى لك وحسن مآب، ثم يسلمان عليه ويطيران عنه
ملائكة النار
ورد ذكرهم في القرآن الكريم
قوله تعالى : {فليدع ناديه سندع الزبانية} قوله تعالى : {فليدع ناديه} أي أهل مجلسه وعشيرته، فليستنصر بهم {سندع الزبانية} أي الملائكة الغلاظ الشداد - عن ابن عباس وغيره - واحدهم زبني ; قاله الكسائي. وقال الأخفش : زابن. أبو عبيدة : زبنية. وقيل : زباني. وقيل : هو اسم للجمع ; كالأبابيل والعباديد. وقال قتادة : هم الشرط في كلام العرب. وهو مأخوذ من الزبن وهو الدفع ; ومنه المزابنة في البيع. وقيل : إنما سموا الزبانية لأنهم يعملون بأرجلهم، كما يعملون بأيديهم ; حكاه أبو الليث السمرقندي قال : وروي في الخبر أن النبي - - لما قرأ هذه السورة، وبلغ إلى قوله تعالى : {لنسفعا بالناصية} قال أبو جهل : أنا أدعو قومي حتى يمنعوا عني ربك. فقال الله : {فليدع ناديه سندع الزبانية}. فلما سمع ذكر الزبانية رجع فزعا ; فقيل له : خشيت منه قال لا ولكن رأيت عنده فارسا يهددني بالزبانية. فما أدري ما الزبانية، ومال إلي الفارس، فخشيت منه أن يأكلني. وفي الأخبار أن الزبانية رءوسهم في السماء وأرجلهم في الأرض، فهم يدفعون الكفار في جهنم وقيل : إنهم أعظم الملائكة خلقا، وأشدهم بطشا. والعرب تطلق هذا الاسم على من اشتد بطشه. قال الشاعر :
مطاعيم في القصوى مطاعين في الوغى زبانية غلب عطام حلومها
وعن عكرمة عن ابن عباس : سندع الزبانية قال : قال أبو جهل : لئن رأيت محمدا يصلي لأطأن على عنقه. فقال محمد صلى الله عليه وسلم - : " لو فعل لأخذته الملائكة عيانا ". قال أبو عيسى : [ ص: 113 ] هذا حديث حسن صحيح غريب. وروى عكرمة عن ابن عباس قال : مر أبو جهل على النبي - - وهو يصلي عند المقام، فقال : ألم أنهك عن هذا يا محمد فأغلظ له رسول الله - - ; فقال أبو جهل : بأي شيء تهددني يا محمد، والله إني لأكثر أهل الوادي هذا ناديا ; فأنزل الله - عز وجل - :{ فليدع ناديه سندع الزبانية}. قال ابن عباس : والله لو دعا ناديه لأخذته زبانية العذاب من ساعته. أخرجه الترمذي بمعناه، وقال : حسن غريب صحيح.
وهم خزنة جهنم: ملائكة غلاظ شداد
قال الله {عليها تسعة عشر وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا} الآيات المدثر قال آدم بن أبي اياس حدثنا حماد بن سلمة حدثنا الأزرق بن قيس عن رجل من بني تميم قال كنا عند أبي العوام فقرأ هذه الآية {عليها تسعة عشر} فقال ما تقولون تسعة عشر ملكا قلنا بل تسعة عشر ألفا فقال ومن أين علمت ذلك قال قلت لأن الله يقول{وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا} قال أبو العوام صدقت وبيد كل واحد منهم مرزبة من حديد لها شعبتان فيضرب بها الضربة يهوي بها سبعين ألفا بين منكبي كل ملك منهم مسيرة كذا وكذا فعلى قول أبي العوام ومن وافقه الفتنة للكفار إنما جاءت من ذكر العدد الموهم للقلة حيث لم يذكر المميز له ويشبه هذا ما روى سعيد بن بشير عن قتادة في قوله {وما يعلم جنود ربك إلا هو} المدثر أي من كثرتهم وكذلك ما روى إبراهيم بن الحكم بن أبان وفيه ضعف عن أبيه عن عكرمة قال إن أول من وصل من أهل النار إلى النار وجدوا على الباب أربع مائة ألف من خزنة جهنم مسودة وجوههم كالحة أنيابهم قد نزع الله الرحمة من قلوبهم ليس في قلب واحد منهم مثقال ذرة من الرحمة لو طار الطائر من منكب أحدهم لطار شهرين قبل أن يبلغ المنكب الآخر ثم يجدون على الباب التسعة عشر عرض صدر أحدهم سبعون خريفا ثم يهوون من باب إلى باب خمسمائة سنة حتى يأتوا الباب ثم يجدون على كل باب منها من الخزنة مثل ما وجدوا على الباب الأول حتى ينتهوا إلى آخرها خرجه ابن أبي حاتم وهذا يدل على أن على كل باب من أبواب جهنم تسعة عشر خزانا هم رؤساء الخزنة تحت يد كل واحد منهم أربعمائة ألف والمشهور بين السلف والخلف أن الفتنة إنما جاءت من حيث ذكر عدد الملائكة الذين اغتر الكفار بقتلهم وظنوا أنهم يمكنهم مدافعتهم وممانعتهم ولم يعلموا أن كل واحد من الملائكة لا يمكن البشر كلهم مقاومته ولهذا قال الله {وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا} إلى قوله {وما يعلم جنود ربك إلا هو} المدثر قال السدي إن رجلا من قريش يقال له أبو الاشدين قال يا معشر قريش لا يهولنكم التسعة عشر أنا أدفع عنكم يمنكبي الأيمن عشرة من الملائكة وبمنكبي الأيسر التسعة الباقية ثم تمرون إلى الجنة يقوله مستهزئا فقال الله عز وجل {وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا} وقال قتادة ذكر لنا أن أبا جهل حين نزلت هذه الآية قال يا معشر قريش أما يستطيع كل عشرة منكم أن يأخذوا واحدا من خزنة النار وأنتم الدهم وصاحبكم هذا يزعم أنهم تسعة عشر وقال قتادة في التوراة والإنجيل إن خزنة النار تسعة عشر وروي حديث عن الشعبي عن البراء في قول الله عز وجل {عليها تسعة عشر} قال إن رهطا من يهود سألوا رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن خزنة جهنم فقال الله ورسوله أعلم فجاء رجل فأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله عليه ساعة إذن {عليها تسعة عشر} فأخبر أصحابه وقال ادعهم فجاؤوا فسألوه عن خزنة جهنم "فأهوى بأصابع كفيه مرتين وأمسك الإبهام في الثانية" خرجه ابن أبي حاتم وحريث هو ابن أبي مطر ضعيف وخرجه الترمذي من طريق مجالد عن الشعبي عن جابر قال قال ناس من اليهود لناس من أصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم هل يعلم نبيكم عدد خزنة جهنم قالوا لا ندري حتى نسأله فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا محمد غلب أصحابك اليوم قال "وما غلبوا" قال سألتهم يهود هل يعلم نبيكم عدد خزنة جهنم قال "فما قالوا" قالوا لاندري حتى نسأل نبينا صلى الله عليه وآله وسلم فقال "يغلب قوم سئلوا عما لا يعلمون فقالوا لا نعلم حتى نسأل نبينا لكنهم قد سألوا نبيهم فقالوا أرنا الله جهرة علي بأعداء الله" فلما جاؤوا قالوا يا أبا القاسم كم عدد خزنة جهنم قال "هكذا أو هكذا في مرة عشرة وفي مرة تسعة" قالوا نعم وهذا أصح من حديث حريث المتقدم قاله البيهقي وغيره وخرج الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما كالمودع فقال "أنا محمد النبي الأمي" ثلاثا "ولا نبي بعدي أوتيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه وعلمت كم خزنة النار وحملة العرش" وذكر بقية الحديث.
فصل في تفسير قوله تعالى {عليها ملائكة غلاظ شداد} وقد وصف الله الملائكة الذين على النار بالغلظ والشدة قال الله{عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} وروى أبو نعيم بإسناده عن كعب قال إن الخازن من خزان جهنم مسيرة ما بين منكبيه سنة وإن مع كل واحد منهم لعمود له شعبتان من حديد يدفع به الدفعة فيكب به في النار سبعمائة ألف
ملائكة اخرى
שְׂרָפִים : (س ر ف ي م)
صيغة جمع مفردها שׂרפ (س ر ف) اسرافيل !
أشعياء 2:6: [السرافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة أجنحة باثنين يغطي وجهه وباثنين يغطي رجليه وباثنين يطير]
أشعياء 6:6: [فطار إليّ واحد من السرافيم وبيده جمرة قد أخذها بملقط من على المذبح].
لم يرد ذكرهم لا في النص الرسمي المسيحي ولا في النص الرسمي الإسلامي وإسرافيل في الدين الإسلامي هو المكلّف بالنفخ في الصور .
גַּבְרִיאֵל : (گ ب ر ي إ ل)
جبريل، يذكر مرتين في النص (دانيال)
دانيال 16:8: [لوسمعت صوت إنسان بين أولاي فنادى وقال: يا جبرائيل فهّم هذا الرجل الرؤيا].
دانيال 21:9 : [وأنا متكلم بعد بالصلاة إذا بالرجل جبرائيل الذي رأيته في الرؤيا في الابتداء مطارا واغفا لمسني عند وقت تقدمة المساء].
وفي النص الرسمي المسيحي
لوقا 19:1: [فاجاب الملاك وقال له انا جبرائيل الواقف قدام الله وأرسلت لاكلمك وابشرك بهذا].
لوقا 26:1: [وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة].
מִיכָאֵל : (م ي خ/ك إ ل)
ميكال !، أول ما ورد الاسم ضمن قوائم الأنساب الأسطورية في التناخ كأحد آباء "العشائر الإسرائيلية" ثم يتحول في النص (دانيال) إلى شخصية خيالية غامضة من عند "الخالق"
دانيال 13:10: [ورئيس مملكة فارس وقف مقابلي واحدا وعشرين يوما وهوذا ميخائيل واحد من الرؤساء الأولين جاء لاعانتي وانا أبقيت هناك عند ملوك فارس].
دانيال 21:10: [ولكني اخبرك بالمرسوم في كتاب الحق. ولا أحد يتمسك معي على هؤلاء الا ميخائيل رئيسكم].
دانيال 1:12: [وفي ذلك الوقت يقوم ميخائيل الرئيس العظيم القائم لبني شعبك ويكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت امة إلى ذلك الوقت وفي ذلك الوقت ينجى شعبك كل من يوجد مكتوبا في السفر].
وترسخ هذا الاسم في النص الرسمي للمسيحية كما في
يهوذا 9:1: [واما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم إبليس محاجا عن جسد موسى لم يجسر ان يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب]
رؤيا 7:12: [وحدثت حرب في السماء. ميخائيل وملائكته حاربوا التنين وحارب التنين وملائكته].
أما عن النصوص الغير رسمية، فالموضوع معقد جداً، وقد وردت شروحات وتفاسير وأحاديث وتفاصيل كثيرة في مجال الكائنات الخيالية وخصوصاً "الملائكة" تضاهي ما ورد في تفاصيل "الخالق". وميكال أو ميكائيل*في الديانة الإسلامية هو مَلَك السحاب حيث يُرسِل المطر والرعد والبرق بأمر الله .
الكاروبيم:
هي جوقة من الملائكة مذكورة في عدة مواضع من الكتاب المقدس، وتعتبر أحد أقسام الملائكة في اليهودية والمسيحية، وتكتب في صيغة الجمع لا المفرد. ووظائفها لا تختلف عن وظائف الملاك، بخصوص نقل البشرى والرسالة، بنوع خاص كان يرتبط الشاروبيم بهيكل القدس، وقد ذكرت في الرسالة إلى العبرانيين بهذا المعنى.
السارافيم:
هي مجموعة من الملائكة موجودة في الأديان الإبراهيمية خصوصًا اليهودية والمسيحية. ذكرت في سفر أشعياء بوصفها تتلو نشيد التقديس "قدوس، قدوس، قدوس" محيطة بالعرش؛ وهو ما دخل على الطقوس المسيحية ومنها القداس الإلهي. كلمة سارافيم في اللغة العبرية تعني النار، حسب التقليد اليهودي فهي مجنحة بست أجنحة. تعتبر الساروفيم في المرتبة الخامسة عشر في التسلسل الهرمي للملائكة في المسيحية، وفي المرتبة الأولى في المسيحية.
الملك فطرس:
المَلاك فطرس هو أحد الملاكة العظماء في الإسلام حسب الروايات شيعية، ملك من الملائكة، له قصة تذكر أحداثها "أنه تأخر عن اجابة الله فغضب عليه وكسر جناحه ولم يجبر كسر جناحه إلا بعد أن تمرغ بفراش الإمام الحسين يوم مولده. وهو منذ ذلك الحين موكل بحمل السلام للإمام الحسين
كما ذكر في بعض الأخبار المروية عن الإمام جعفر الصادق: (... قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : فنظرت إلى ريشه وأنه ليطلع ويجري منه الدم ويطول حتى لحق بجناحه الآخر، وعرج مع حبيريل إلى السماء فصار إلى موضعه - وهو يقول من مثلي وأنا عتيق الحسين، وآلا على نفسه ان يوصل سلام كل من يسلم على الحسين بن علي إلى قبره، فما من أحد يسلم على الحسين إلا وسلامه يصل إلى قبر الحسين بواسطة الملك فطرس)) - عوالم العلوم.
أجسام الملائكة
تعتقد الديانات أن للملائكة أجساما، ولكنها أجسام لطيفة تختلف عن أجسامنا الكثيفة، أجسام هي تلك الأجسام التي سماها الرسول بولس أجسام سماوية ومن الأجساد أجساد سماوية وأجساد أرضية.
مالك :
أسم خازن النار، بحسب اعتقاد المسلمين هو الملَك المُكلّف بجهنم، ويُسمّى "خازن النّار"، ورد اسمه في القرآن الكريم ﴿وَنَادَوْا يَا مَالِك لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبّك قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ﴾، ومن صفاته أنّه لا يضحك.
الملائكة وصلتها بالمخلوقات الخارجية
الملائكة أرواح أو كائنات سماوية خارقة سواء في قوتها أو في تحول شكلها أو في سرعتها ، وهي تنتمي إلى مملكة الرب أو ملكوته ، وكثيراً ما أشير إليها في الأديان السماوية حيث سبقت خلق بني آدم أو البشر وربما سبقت خلق الكون المعروف ولها أدوار تقوم بها بين الله والبشر إذ لطالما اعتبرت أدوات لتنفيذ إرادة الرب في الكون وبالتالي صنع الأقدار والتدخل في مسارات الحياة أو نظر إليها كوسطاء بين السماء والأرض.
ويبدو للدارس في النصوص الدينية أن الملائكة لها مراتب وتخصصات فمنهم من يكون سفيراً أو رسولاً من الله لتبليغ الأنبياء والرسل من البشر ومنهم من هو مكلف بقبض الأرواح ومنهم من يقوم بتصريف الرياح والسحاب والجبال ومنهم من هو موكل بإنزال العقاب أو العذاب أو تسجيل الأعمال ..الخ ، كما أن للملائكة صلة وثيقة بالإنسان منذ خلق الله آدم فالكثير منها تعيش بيننا وحولنا فتحمينا من الحوادث الخطرة والأرواح الشريرة
وتختلف المعتقدات بشأن إمتلاك الملائكة للإرادة الحرة فهي إما أن تكون مسيرة لتنفيذ مشيئة الرب فلا تعصي له أمراً كما في المعتقد الإسلامي أو أن يكون لديها حرية إختيار كاملة فيخرج البعض منها عن طاعة الرب ليسقط من مملكة السماء كما حصل مع إبليس وغيره من الملائكة.
مواضيع مماثلة
» * الجَنَّة : في الاديان - وصفها - سيدات نساء الجنة - سدرة المنتهى
» * اول ليلة في القبر
» * الطعن في أحاديث عذاب القبر ونعيمه 1
» * الطعن في أحاديث عذاب القبر ونعيمه 2
» * المستقبل السحيق:رحلة نحوعوالم أخرى -ابرزعلماء القرنين 19-20
» * اول ليلة في القبر
» * الطعن في أحاديث عذاب القبر ونعيمه 1
» * الطعن في أحاديث عذاب القبر ونعيمه 2
» * المستقبل السحيق:رحلة نحوعوالم أخرى -ابرزعلماء القرنين 19-20
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى