* منوعات تاريخية - سلالات الملوك - الغث والسمين في حوادث السنين .
صفحة 1 من اصل 1
* منوعات تاريخية - سلالات الملوك - الغث والسمين في حوادث السنين .
الفرعون الساحر
nectanebo
الفرعون نختنيبو الثاني كان ساحراً عظيماً ، فعندما يهاجمه عدو كان ينعزل في غرفة (مخصصة للسحر) ولديه دمى على هيئة جيش ، فيتلو التعاويذ والطلاسم ، ثم ينفخ على الدمى فتعصف الريح في وجه أعدائه على أرض المعركة ، وينثر الماء فيغرقهم المطر وتفرقهم الصواعق ، وكانت الشياطين كذلك تحارب مع جيشه ، بالإضافة إلى تماثيل خشبية كانت تدب فيها الحياة عندما يأمرها ، ثم تعود جماد بعد المعركة.
لكن الملك الفارسي أرتحششتا (أرتكسشثرا)
Artaxerxes
أتى بأعظم السحرة من جبال تركيا واليونان ، فقامت حرب غريبة ، حارب فيها الشياطين بعضهم البعض ، والبشر بعضهم ، والتماثيل الخشبية بعضهم ، وهكذا هُزم الفرعون الساحر ، وإحتل الفرس مصر
لكنه لم يُهزم تماماً ، فالأسطورة تقول أنه إتخذ هيئة (حورس) الصقر ، وحلق حتى مقدونيا - تركيا ، ودخل على الملكة الساحرة أولمبياس زوجة فيليب المقدوني
فحملت من الفرعون الساحر ، وأنجبت الأسكندر ، الذي سينتقم لأبيه من الفرس ، وسيحتل كل ممالك العالم
التمثال الغامض رجل ماكريجور
(رجل ماكريجور) هو إسم تمثال وجده في مصر (١٩٠٤) الباحث وليام ماكريجور
وتسمى التمثال بإسمه
MacGregoer Man
وهذا التمثال مثير للجدل ، فهو لا يتبع الأسلوب الفني المصري ، وليس عليه كتابة تحدد هويته ، وزيه غريب ، ويشبه زي الغواصين ، وعلى أذنيه ما يشبه السماعة
والتمثال معروض في متحف القاهرة
برج بابل
ذات يوم ظهرت مراكب السومريون في الخليج العربي ، واستقرت على ضفاف شط العرب ، جاؤوا وهم يكتبون أول كتابة عرفتها البشرية ، وهم يقسمون السنة إلى إثني عشر شهر والشهر إلى أربعة أسابيع والأسبوع إلى سبعة أيام ، وهم يعرفون الكواكب في مجرتنا ، وهم يخزنون الكهرباء في بطاريات جافة ، وغيرها من العجائب.
هكذا فجأة ظهروا ، ولم يعرف لهم موطن سابق هاجروا منه وتطوروا وتقدمت علومهم فيه ، وليس لهم آثار في مكان آخر على الأرض
قالوا أنهم جاؤوا من الجنة ، وأن أسلافهم عوقبوا بالطوفان ، بسبب إقترابهم من أن يكونوا كاملين (بطريقة ما) ، وأنهم الناجون ، وأن من ساعدهم على النجاة وعلمهم كل شيء ، هم (الأناناكي) وهم جنس أعلى من البشر ، وأنهم أتوا من خارج مجرتنا ، وأنهم جاؤوا إلى هذه المنطقة ليبنوا بناء هائل ، برج عظيم ، الذي ورثت مشروعه بابل ، وتسمى بإسمها .
جاء في سفر التكوين ؛ {وقالوا: هلم نبن لأنفسا مدينة وبُرجا رأسهُ في السماء. فنزل الرب لينظر المدينة والبرج ، فبددهم الرب من هناك على وجه كل الأرض}
إذاً ؛ حاولوا في بابل أن يصعدوا إلى الرب ، وبنوا برجاً ، ولما اوشك البرج على الاكتمال شتتهم الله في الأرض .
وفي القرآن اشارة إلى التشتيت كعقاب في الأعراف : ((وقطّعناهم في الأرض أمما)). وفكرة الصعود إلى السماء ليست غريبة فقد قال فرعون في سورة غافر : (( وقال فرعون ياهامان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الأسباب ،أسباب السماوات فاطلع إلى إله موسى)) . فهناك محاولات قديمة من أجل الصعود للسماء والوصول إلى الجنة التي هبط منها الإنسان .
حتشبسوت إمرأة في عالم الرجال
حتشبسوت هي المرأة الوحيدة التي حكمت مصر القديمة ، إدعت أنها فرعون ووضعت لحية مستعارة ، وإستمر حكمها لمدة عشرين عام ، وكان حكمها من أفضل الحقب في تاريخ مصر ، فقد شقت طرق وشيدت معابد ومنازل ، وحسنت أحوال المواطنين وحافظت على علاقات طيبة مع جيرانها
مع ذلك - ما أن ماتت - محى إبنها تحتمس الثالث كل ذكر لها ، وظلت مصر يحكمها الرجال
تاريخ واساطير
وإن من الحجارة
{وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}
الآية تتحدث عن (إدراك) للحجر و(تفاعل مع الإدراك) و(طاقة كامنة) تتحكم بها إرادة الحجر وتؤدي لفعل ، مثل تفجير الأنهار ، التشقق وإخراج الماء ، والهبوط من أعلى بسبب الخوف من الله
فكر بذلك بذلك عندما تلتقط حجراً وتقذفه ، في المرة القادمة
لكن في الوقت الحالي ، تأمل الصورة ، وفكر بمَ يريد أن يفعل هذا الحجر بالضبط
العصر البرونزي الأول الوسيط
العصر البرونزي المبكر الاول
قائمة ملوك سومر
أنشأ السومريون في الجزء الجنوبي من بلاد ما بين النهرين الامبراطوريات المبكرة .
ولقد في مبدأ الأمر مركزين في حواضر رئيسية مثل أور ولگش وأكاد ولكنهم أخذوا يوسعون نطاق حكمهم شيئاً فشيئاً ليشمل كل المناطقة التي اصبحت بابل فيما بعد. ولقد طور السومرية أسلوب الكتابة المسمارية، فاصطنعوا أسلوب التصوير المقطعي، وبنوا أول طراز من أبراج المعابد المستديرة أو الزيجورات التي اصبحت فيما بعد من معالم المدن البابلية ما قدر لها أن تبقى على ظهر هذه الأرض. ووحدوا البلاد في فترة الحرب الأهلية والاضطرابات في فترة حكمهم السومري من أور.
ودخلت بذلك الامبراطورية السومرية آخر وأعظم أطوارها وكانت الامبراطورية كلها منظمة على أساس من حكم مركزي تدار دفته من أور. وشيدت المعابد بأشكال خرافية واستحدث نظام الري بالقنوات. ولكن بعد مضي مائة سنة من عهد زاخر بالرغد والرفاهية، مني السومريون بالدمار على أيدي العيلاميين elamites، ولم يستطيعوا مطلقاً إعادة الاستقرار إلى البلاد المقهورة التى سرعان ما ولي أمرها حكومتان ساميتان هما: إسين ولارسا isin and larsa .
• 1القائمة
o 1.1العصر البرونزي الأول المبكر
o 1.2العصر البرونزي المبكر الثاني
1.2.1فترة الأسرتين الأولى والثانية المبكرتين
o 1.3العصر البرونزي المبكر الثالث
1.3.1فترة الأسرات المبكرة IIIa
1.3.2Early Dynastic IIIb period
1.3.3الامبراطورية الأكادية
o 1.4العصر البرونزي المبكر الرابع
1.4.1فترة گوتي
1.4.2فترة أور الثالثة
o 1.5العصر البرونزي الأول الوسيط
1.5.1فترة إيسين-لارسا
العصر البرونزي الأول المبكر
الحاكم اللقب طول فترة الحكم التواريخ التقريبية ملاحظات
ملوك ما قبل الأسرات القرن 30 ق.م.، أو قبل ذلك
"After the kingship descended from heaven, the kingship was in إريدوگ (إريدو). في إريدوگ، أصبح ألوليم ملكاً؛ وقد حكم لمدة 28800 عام."
ألوليم
8 sars (28800 عاماً)
Alalngar
10 sars (36000 عاماً)
"Then Eridug fell and the kingship was taken to Bad-tibira."
En-men-lu-ana
12 sars (43200 عاماً)
En-men-gal-ana
8 sars (28800 عاماً)
Dumuzid, the Shepherd (Dumuzi)سلالة الملوك -
"the shepherd" 10 sars (36000 عاماً)
"Then Bad-tibira fell and the kingship was taken to Larag (لارسا)."
En-sipad-zid-ana
8 sars (28800 عاماً)
"Then Larag fell and the kingship was taken to Zimbir (Sippar)."
En-men-dur-ana
5 sars and 5 ners (21000 عاماً)
"Then Zimbir fell and the kingship was taken to Shuruppag (Shuruppak)."
Ubara-Tutu
5 sars and 1 ner (18600 عاماً)
الغث والسمين من حوادث السنين
جمع واعداد: طارق فتحي
سنة إحدى وستين وخمسمائة للهجرة
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة خرج الكرج في جمع كثير وأغاروا على بلدان ، حتى بلغوا كنجة ، فقتلوا وأسروا كثيرا ونهبوا ما لا يحصى.
الوفيات
وفيها توفي الحسن بن العباس بن رستم أبو عبد الله الأصفهاني الرستمي ، الشيخ الصالح ، وهو مشهور يروي عن أحمد بن خلف ، وغيره.
وفيها ، في ربيع الآخر ، توفي الشيخ عبد القادر بن أبي صالح أبو محمد الجيلي المقيم ببغداد ، ومولده سنة سبعين وأربعمائة ، وكان من الصلاح على حالة كبيرة ، وهو حنبلي المذهب ، ومدرسته ورباطه مشهوران ببغداد.
سنة إحدى وستين وخمسمائة للهجرة
ذكر قتل خطلبرس مقطع واسط
قتل خطلبرس مقطع واسط ، قتله ابن أخي شملة صاحب خوزستان.
وسبب ذلك أن ابن سنكا ، وهو ابن أخي شملة ، كان قد صاهر منكوبرس مقطع البصرة ، فاتفق أن المستنجد بالله قتل منكوبرس سنة تسع وخمسين وخمسمائة ، فلما قتل قصد ابن سنكا البصرة ونهب قراها ، فأرسل من بغداد إلى كمشتكين ، صاحب البصرة ، بمحاربة ابن سنكا ، فقال : أنا عامل لست بصاحب جيش ، يعني أنه ضامن لا يقدر على إقامة عسكر ، فطمع ابن سنكا ، وأصعد إلى واسط ، ونهب سوادها ، فجمع خطلبرس مقطعها جمعا وخرج إلى قتاله.
وكاتب ابن سنكا الأمراء الذين مع خطلبرس ، فاستمالهم ، ثم قاتلهم ، فانهزم عسكره ، فقتله ، وأخذ ابن سنكا علم خطلبرس ، فنصبه ، فلما رآه أصحابه ظنوه باقيا ، فجعلوا يعودون إليه ، وكل من رجع أخذه ابن سنكا ، فقتله أو أسره.
سنة إحدى وستين وخمسمائة للهجرة
ذكر فتح المنيطرة من بلد الفرنج
فتح نور الدين محمود بن زنكي حصن المنيطرة من الشام ، وكان بيد الفرنج ، ولم يحشد له ، ولا جمع عساكره ، وإنما سار إليه جريدة على غرة منهم ، وعلم أنه إن جمع العساكر حذروا وجمعوا ، وانتهز الفرصة وسار إلى المنيطرة وحصره ، وجد في قتاله ، فأخذه عنوة وقهرا ، وقتل من بها وسبى ، وغنم غنيمة كثيرة ، فإن الذين به كانوا آمنين ، فأخذتهم خيل الله بغتة وهم لا يشعرون ، ولم يجتمع الفرنج لدفعه إلا وقد ملكه ، ولو علموا أنه جريدة في قلة من العساكر لأسرعوا إليه ، إنما ظنوه أنه في جمع كثير . فلما ملكه تفرقوا وأيسوا من رده.
سنة ستين وخمسمائة للهجرة
ذكر عدة حوادث
وقع بأصفهان فتنة عظيمة بين صدر الدين عبد اللطيف بن الخجندي وبين القاضي وغيره من أصحاب المذاهب ، بسبب التعصب للمذاهب ، فدام القتال بين الطائفتين ثمانية أيام متتابعة قتل فيها خلق كثير ، واحترق وهدم كثير من الدور والأسواق ، ثم افترقوا على أقبح صورة.
وفيها بنى الإسماعيلية قلعة بالقرب من قزوين ، فقيل لشمس الدين إيلدكز عنها ، فلم يكن له إنكار لهذه الحال خوفا من شرهم وغائلتهم ، فتقدموا بعد ذلك إلى قزوين ، فحصروها ، وقاتلهم أهلها أشد قتال رآه الناس.
وحكى لي بعض أصدقائنا بل مشايخنا من الأئمة الفضلاء ، قال : كنت بقزوين أشتغل بالعلم ، وكان بها إنسان يقود جمعا كبيرا ، وكان موصوفا بالشجاعة ، وله عصابة حمراء ، إذا قاتل عصب بها رأسه ، قال : فكنت أحبه وأشتهي الجلوس معه ، قال : فبينما أنا عنده يوما إذا هو يقول : كأني بالملاحدة وقد قصدوا البلد غدا ، فخرجنا إليهم وقاتلناهم ، فكنت أول الناس وأنا متعصب بهذه العصابة ، فقتلناهم ، فلم يقتل غيري ، ثم ترجع الملاحدة ، ويرجع أهل البلد.
قال : فو الله لما كان الغد إذ قد وقع الصوت بوصول الملاحدة ، فخرج الناس ، قال : فذكرت قول الرجل ، فخرجت والله وليس لي همة إلا [ أن ] أنظر هل يصح ما قال أم لا ؟ قال : فلم يكن إلا قليل حتى عاد الناس وهو محمول على أيديهم قتيلا بعصابته الحمراء ، وذكروا أنه لم يقتل بينهم غيره ، فبقيت متعجبا من قوله كيف صح ، ولم يتغير منه شيء ، ومن أين له هذا اليقين؟
ولما حكى لي هذه الحكاية لم أسأله عن تاريخها ، وإنما كان في هذه المدة في تلك البلاد ، فلهذا أثبتها هذه السنة على الظن والتخمين.
وفيها قبض المؤيد أي أبه ، صاحب نيسابور ، على وزيره ضياء الملك محمد بن أبي طالب سعد بن أبي القاسم محمود الرازي وحبسه ، واستوزر بعده نصير الدين أبا بكر محمد بن أبي نصر محمد المستوفي ، وكان أيام السلطان سنجر يتولى إشراف ديوانه ، وهو من أعيان الدولة السنجرية.
وفي هذه السنة وردت الأخبار أن الناس حجوا سنة تسع وخمسين ، ولقوا شدة ، وانقطع منهم خلق كثير في فيد ، والثعلبية ، وواقصة ، وغيرها ، وهلك كثير ، ولم يمض الحاج إلى مدينة النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لهذه الأسباب ، ولشدة الغلاء فيها ، وعدم ما يقتات ، ووقع الوباء في البادية وهلك منهم عالم لا يحصون ، وهلكت مواشيهم ، وكانت الأسعار بمكة غالية.
وفيها ، في صفر ، قبض المستنجد بالله على الأمير توبة بن العقيلي ، وكان قد قرب منه قربا عظيما بحيث يخلو معه ، وأحبه المستنجد محبة كثيرة ، فحسده الوزير ابن هبيرة ، فوضع كتبا من العجم مع قوم وأمرهم أن يتعرضوا ليؤخذوا ، ففعلوا ذلك وأخذوا وأحضروا عند الخليفة ، فأظهروا الكتب بعد الامتناع الشديد ، فلما وقف الخليفة عليها خرج إلى نهر الملك يتصيد ، وكانت حلل توبة على الفرات ، فحضر عنده ، فأمر بالقبض عليه ، فقبض وأدخل بغداد ليلا وحبس ، فكان آخر العهد به ، فلم يمتع الوزير بعده بالحياة بل مات بعد ثلاثة أشهر ، وكان توبة من أكمل العرب مروءة وعقلا وسخاء وإجازة ، واجتمع فيه من خلال الكمال ما تفرق في الناس.
الوفيات
وفيها ، في ربيع الأول ، توفي الشهاب محمود بن عبد العزيز الحامدي الهروي وزير السلطان أرسلان ، ووزير أتابكه شمس الدين إيلدكز.
وفيها توفي عون الدين الوزير ابن هبيرة ، واسمه يحيى بن محمد أبو المظفر ، وزير الخليفة ، وكان موته في جمادى الأولى ومولده سنة تسعين وأربعمائة ، ودفن بالمدرسة التي بناها للحنابلة بباب البصرة ، وكان حنبلي المذهب ، دينا ، خيرا ، عالما يسمع حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وله فيه التصانيف الحسنة ، وكان ذا رأي سديد ، ونافق على المقتفي نفاقا عظيما ، حتى إن المقتفي كان يقول : لم يزر لبني العباس مثله ، ولما مات قبض على أولاده وأهله.
وتوفي بهذه السنة محمد بن سعد البغدادي بالموصل ، وله شعر حسن ، فمن قوله :
أفدي الذي وكلني حبه بطول إعلال وإمراض ولست أدري بعد ذا كله
أساخط مولاي أم راض
وفيها توفي الشيخ الإمام أبو القاسم عمر بن عكرمة بن البرزي الشافعي ، ( تفقه على الفقيه ) إلكيا الهراسي ، وكان واحد عصره في الفقه ، تأتيه الفتاوى من العراق وخراسان وسائر البلاد ، وهو من جزيرة ابن عمر.
سجل يا تاريخ
سجّل إعجابك بهذه الصفحة • ٣٠ أغسطس ٢٠١٨ •
حوادث تاريخية : العام ( 559 )
ذكر عودة أسد الدين شيركوه إلى مصر
قد ذكرنا سنة تسع وخمسين وخمسمائة مسير أسد الدين شيركوه إلى مصر ، وما كان منه ، وقفوله إلى الشام ، فلما وصل إلى الشام أقام على حاله في خدمة نور الدين إلى الآن.
وكان بعد عوده منها لا يزال يتحدث بها وبقصدها ، وكان عنده من الحرص على ذلك كثير ، فلما كان هذه السنة تجهز وسار في ربيع الآخر في جيش قوي ، وسير معه نور الدين جماعة من الأمراء ، فبلغت عدتهم ألفي فارس ، وكان كارها لذلك ، ولكن لما رأى جد أسد الدين في المسير لم يمكنه إلا أن يسير معه جمعا خوفا من حادث يتجدد عليهم ، فيضعف الإسلام ، فلما اجتمع معه عسكره سار إلى مصر على البر ، وترك بلاد الفرنج على يمينه ، فوصل الديار المصرية ، فقصد إطفيح ، وعبر النيل عندها إلى الجانب الغربي ، ونزل بالجيزة مقابل مصر ، وتصرف في البلاد الغربية ، وحكم عليها ، وأقام نيفا وخمسين يوما.
وكان شاور لما بلغه مجيء أسد الدين إليهم قد أرسل إلى الفرنج يستنجدهم ، فأتوه على الصعب والذلول ، طمعا في ملكها ، وخوفا أن يملكها أسد الدين فلا يبقى لهم في بلادهم مقام معه ومع نور الدين ، فالرجاء يقودهم ، والخوف يسوقهم ، فلما وصلوا إلى مصر عبروا إلى الجانب الغربي ، وكان أسد الدين وعساكره قد ساروا إلى الصعيد ، فبلغ مكانا يعرف بالبابين ، وسارت العساكر المصرية والفرنج وراءه ، فأدركوه بها الخامس والعشرين من جمادى الآخرة ، وكان أرسل إلى المصريين والفرنج جواسين ، فعادوا إليه ، وأخبروه بكثرة عددهم وعددهم ، وجدهم في طلبه ، فعزم على قتالهم ، إلا أنه خاف من أصحابه أن تضعف نفوسهم عن الثبات في هذا المقام الخطر الذي عطبهم فيه أقرب من سلامتهم ، لقلة عددهم وبعدهم عن أوطانهم وبلادهم ، وخطر الطريق ، فاستشارهم ، فكلهم أشاروا عليه بعبور النيل إلى الجانب الشرقي والعود إلى الشام ، وقالوا له : إن نحن انهزمنا ، وهو الذي يغلب على الظن ، فإلى أين نلتجئ ، وبمن نحتمي ، وكل من في هذه الديار من جندي وعامي وفلاح عدو لنا ؟
فقام أمير من مماليك نور الدين يقال له شرف الدين بزغش ، صاحب شقيف ، وكان شجاعا ، وقال : من يخاف القتل والأسر فلا يخدم الملوك بل يكون في بيته مع امرأته ، والله لئن عدنا إلى نور الدين من غير غلبة ولا بلاء نعذر فيه ليأخذن ما لنا من أقطاع وجامعية ، وليعودن علينا بجميع ما أخذناه منذ خدمناه إلى يومنا هذا ، ويقول : تأخذون أموال المسلمين وتفرون عن عدوهم ، وتسلمون مثل مصر إلى الكفار ! والحق بيده.
فقال أسد الدين : هذا الرأي ، وبه أعمل ، وقال ابن أخيه صلاح الدين مثله ، وكثر الموافقون لهم ، واجتمعت الكلمة على القتال ، فأقام بمكانه حتى أدركه المصريون والفرنج وهو على تعبئة ، وجعل الأثقال في القلب يتكثر بها ، ولأنه لم يمكنه أن يتركها بمكان آخر فينهبها أهل البلاد ، وجعل صلاح الدين في القلب ، وقال ولمن معه : إن المصريين والفرنج يجعلون حملتهم على القلب ظنا منهم أني فيه ، فإذا حملوا عليكم فلا تصدقوهم القتال ، ولا تهلكوا نفوسكم ، واندفعوا بين أيديهم فإذا عادوا عنكم ، فارجعوا في أعقابهم.
واختار هو من شجعان عسكره جمعا يثق بهم ويعرف صبرهم في الحرب ، ووقف بهم في الميمنة ، فلما تقاتل الطائفتان فعل الفرنج ما ذكره ، وحملوا على القلب ، فقاتلهم من به قتالا يسيرا ، وانهزموا بين أيديهم غير متفرقين وتبعهم الفرنج ، فحمل حينئذ أسد الدين فيمن معه على من تخلف عن الذين حملوا من المسلمين والفرنج الفارس والراجل ، فهزمهم ، ووضع السيف فيهم ، فأثخن وأكثر القتل والأسر ، فلما عاد الفرنج من المنهزمين رأوا عسكرهم مهزوما ، والأرض قفرا ، فانهزموا أيضا ، وكان هذا من أعجب ما يؤرخ أن ألفي فارس تهزم عساكر مصر وفرنج الساحل.
nectanebo
الفرعون نختنيبو الثاني كان ساحراً عظيماً ، فعندما يهاجمه عدو كان ينعزل في غرفة (مخصصة للسحر) ولديه دمى على هيئة جيش ، فيتلو التعاويذ والطلاسم ، ثم ينفخ على الدمى فتعصف الريح في وجه أعدائه على أرض المعركة ، وينثر الماء فيغرقهم المطر وتفرقهم الصواعق ، وكانت الشياطين كذلك تحارب مع جيشه ، بالإضافة إلى تماثيل خشبية كانت تدب فيها الحياة عندما يأمرها ، ثم تعود جماد بعد المعركة.
لكن الملك الفارسي أرتحششتا (أرتكسشثرا)
Artaxerxes
أتى بأعظم السحرة من جبال تركيا واليونان ، فقامت حرب غريبة ، حارب فيها الشياطين بعضهم البعض ، والبشر بعضهم ، والتماثيل الخشبية بعضهم ، وهكذا هُزم الفرعون الساحر ، وإحتل الفرس مصر
لكنه لم يُهزم تماماً ، فالأسطورة تقول أنه إتخذ هيئة (حورس) الصقر ، وحلق حتى مقدونيا - تركيا ، ودخل على الملكة الساحرة أولمبياس زوجة فيليب المقدوني
فحملت من الفرعون الساحر ، وأنجبت الأسكندر ، الذي سينتقم لأبيه من الفرس ، وسيحتل كل ممالك العالم
التمثال الغامض رجل ماكريجور
(رجل ماكريجور) هو إسم تمثال وجده في مصر (١٩٠٤) الباحث وليام ماكريجور
وتسمى التمثال بإسمه
MacGregoer Man
وهذا التمثال مثير للجدل ، فهو لا يتبع الأسلوب الفني المصري ، وليس عليه كتابة تحدد هويته ، وزيه غريب ، ويشبه زي الغواصين ، وعلى أذنيه ما يشبه السماعة
والتمثال معروض في متحف القاهرة
برج بابل
ذات يوم ظهرت مراكب السومريون في الخليج العربي ، واستقرت على ضفاف شط العرب ، جاؤوا وهم يكتبون أول كتابة عرفتها البشرية ، وهم يقسمون السنة إلى إثني عشر شهر والشهر إلى أربعة أسابيع والأسبوع إلى سبعة أيام ، وهم يعرفون الكواكب في مجرتنا ، وهم يخزنون الكهرباء في بطاريات جافة ، وغيرها من العجائب.
هكذا فجأة ظهروا ، ولم يعرف لهم موطن سابق هاجروا منه وتطوروا وتقدمت علومهم فيه ، وليس لهم آثار في مكان آخر على الأرض
قالوا أنهم جاؤوا من الجنة ، وأن أسلافهم عوقبوا بالطوفان ، بسبب إقترابهم من أن يكونوا كاملين (بطريقة ما) ، وأنهم الناجون ، وأن من ساعدهم على النجاة وعلمهم كل شيء ، هم (الأناناكي) وهم جنس أعلى من البشر ، وأنهم أتوا من خارج مجرتنا ، وأنهم جاؤوا إلى هذه المنطقة ليبنوا بناء هائل ، برج عظيم ، الذي ورثت مشروعه بابل ، وتسمى بإسمها .
جاء في سفر التكوين ؛ {وقالوا: هلم نبن لأنفسا مدينة وبُرجا رأسهُ في السماء. فنزل الرب لينظر المدينة والبرج ، فبددهم الرب من هناك على وجه كل الأرض}
إذاً ؛ حاولوا في بابل أن يصعدوا إلى الرب ، وبنوا برجاً ، ولما اوشك البرج على الاكتمال شتتهم الله في الأرض .
وفي القرآن اشارة إلى التشتيت كعقاب في الأعراف : ((وقطّعناهم في الأرض أمما)). وفكرة الصعود إلى السماء ليست غريبة فقد قال فرعون في سورة غافر : (( وقال فرعون ياهامان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الأسباب ،أسباب السماوات فاطلع إلى إله موسى)) . فهناك محاولات قديمة من أجل الصعود للسماء والوصول إلى الجنة التي هبط منها الإنسان .
حتشبسوت إمرأة في عالم الرجال
حتشبسوت هي المرأة الوحيدة التي حكمت مصر القديمة ، إدعت أنها فرعون ووضعت لحية مستعارة ، وإستمر حكمها لمدة عشرين عام ، وكان حكمها من أفضل الحقب في تاريخ مصر ، فقد شقت طرق وشيدت معابد ومنازل ، وحسنت أحوال المواطنين وحافظت على علاقات طيبة مع جيرانها
مع ذلك - ما أن ماتت - محى إبنها تحتمس الثالث كل ذكر لها ، وظلت مصر يحكمها الرجال
تاريخ واساطير
وإن من الحجارة
{وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}
الآية تتحدث عن (إدراك) للحجر و(تفاعل مع الإدراك) و(طاقة كامنة) تتحكم بها إرادة الحجر وتؤدي لفعل ، مثل تفجير الأنهار ، التشقق وإخراج الماء ، والهبوط من أعلى بسبب الخوف من الله
فكر بذلك بذلك عندما تلتقط حجراً وتقذفه ، في المرة القادمة
لكن في الوقت الحالي ، تأمل الصورة ، وفكر بمَ يريد أن يفعل هذا الحجر بالضبط
العصر البرونزي الأول الوسيط
العصر البرونزي المبكر الاول
قائمة ملوك سومر
أنشأ السومريون في الجزء الجنوبي من بلاد ما بين النهرين الامبراطوريات المبكرة .
ولقد في مبدأ الأمر مركزين في حواضر رئيسية مثل أور ولگش وأكاد ولكنهم أخذوا يوسعون نطاق حكمهم شيئاً فشيئاً ليشمل كل المناطقة التي اصبحت بابل فيما بعد. ولقد طور السومرية أسلوب الكتابة المسمارية، فاصطنعوا أسلوب التصوير المقطعي، وبنوا أول طراز من أبراج المعابد المستديرة أو الزيجورات التي اصبحت فيما بعد من معالم المدن البابلية ما قدر لها أن تبقى على ظهر هذه الأرض. ووحدوا البلاد في فترة الحرب الأهلية والاضطرابات في فترة حكمهم السومري من أور.
ودخلت بذلك الامبراطورية السومرية آخر وأعظم أطوارها وكانت الامبراطورية كلها منظمة على أساس من حكم مركزي تدار دفته من أور. وشيدت المعابد بأشكال خرافية واستحدث نظام الري بالقنوات. ولكن بعد مضي مائة سنة من عهد زاخر بالرغد والرفاهية، مني السومريون بالدمار على أيدي العيلاميين elamites، ولم يستطيعوا مطلقاً إعادة الاستقرار إلى البلاد المقهورة التى سرعان ما ولي أمرها حكومتان ساميتان هما: إسين ولارسا isin and larsa .
• 1القائمة
o 1.1العصر البرونزي الأول المبكر
o 1.2العصر البرونزي المبكر الثاني
1.2.1فترة الأسرتين الأولى والثانية المبكرتين
o 1.3العصر البرونزي المبكر الثالث
1.3.1فترة الأسرات المبكرة IIIa
1.3.2Early Dynastic IIIb period
1.3.3الامبراطورية الأكادية
o 1.4العصر البرونزي المبكر الرابع
1.4.1فترة گوتي
1.4.2فترة أور الثالثة
o 1.5العصر البرونزي الأول الوسيط
1.5.1فترة إيسين-لارسا
العصر البرونزي الأول المبكر
الحاكم اللقب طول فترة الحكم التواريخ التقريبية ملاحظات
ملوك ما قبل الأسرات القرن 30 ق.م.، أو قبل ذلك
"After the kingship descended from heaven, the kingship was in إريدوگ (إريدو). في إريدوگ، أصبح ألوليم ملكاً؛ وقد حكم لمدة 28800 عام."
ألوليم
8 sars (28800 عاماً)
Alalngar
10 sars (36000 عاماً)
"Then Eridug fell and the kingship was taken to Bad-tibira."
En-men-lu-ana
12 sars (43200 عاماً)
En-men-gal-ana
8 sars (28800 عاماً)
Dumuzid, the Shepherd (Dumuzi)سلالة الملوك -
"the shepherd" 10 sars (36000 عاماً)
"Then Bad-tibira fell and the kingship was taken to Larag (لارسا)."
En-sipad-zid-ana
8 sars (28800 عاماً)
"Then Larag fell and the kingship was taken to Zimbir (Sippar)."
En-men-dur-ana
5 sars and 5 ners (21000 عاماً)
"Then Zimbir fell and the kingship was taken to Shuruppag (Shuruppak)."
Ubara-Tutu
5 sars and 1 ner (18600 عاماً)
الغث والسمين من حوادث السنين
جمع واعداد: طارق فتحي
سنة إحدى وستين وخمسمائة للهجرة
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة خرج الكرج في جمع كثير وأغاروا على بلدان ، حتى بلغوا كنجة ، فقتلوا وأسروا كثيرا ونهبوا ما لا يحصى.
الوفيات
وفيها توفي الحسن بن العباس بن رستم أبو عبد الله الأصفهاني الرستمي ، الشيخ الصالح ، وهو مشهور يروي عن أحمد بن خلف ، وغيره.
وفيها ، في ربيع الآخر ، توفي الشيخ عبد القادر بن أبي صالح أبو محمد الجيلي المقيم ببغداد ، ومولده سنة سبعين وأربعمائة ، وكان من الصلاح على حالة كبيرة ، وهو حنبلي المذهب ، ومدرسته ورباطه مشهوران ببغداد.
سنة إحدى وستين وخمسمائة للهجرة
ذكر قتل خطلبرس مقطع واسط
قتل خطلبرس مقطع واسط ، قتله ابن أخي شملة صاحب خوزستان.
وسبب ذلك أن ابن سنكا ، وهو ابن أخي شملة ، كان قد صاهر منكوبرس مقطع البصرة ، فاتفق أن المستنجد بالله قتل منكوبرس سنة تسع وخمسين وخمسمائة ، فلما قتل قصد ابن سنكا البصرة ونهب قراها ، فأرسل من بغداد إلى كمشتكين ، صاحب البصرة ، بمحاربة ابن سنكا ، فقال : أنا عامل لست بصاحب جيش ، يعني أنه ضامن لا يقدر على إقامة عسكر ، فطمع ابن سنكا ، وأصعد إلى واسط ، ونهب سوادها ، فجمع خطلبرس مقطعها جمعا وخرج إلى قتاله.
وكاتب ابن سنكا الأمراء الذين مع خطلبرس ، فاستمالهم ، ثم قاتلهم ، فانهزم عسكره ، فقتله ، وأخذ ابن سنكا علم خطلبرس ، فنصبه ، فلما رآه أصحابه ظنوه باقيا ، فجعلوا يعودون إليه ، وكل من رجع أخذه ابن سنكا ، فقتله أو أسره.
سنة إحدى وستين وخمسمائة للهجرة
ذكر فتح المنيطرة من بلد الفرنج
فتح نور الدين محمود بن زنكي حصن المنيطرة من الشام ، وكان بيد الفرنج ، ولم يحشد له ، ولا جمع عساكره ، وإنما سار إليه جريدة على غرة منهم ، وعلم أنه إن جمع العساكر حذروا وجمعوا ، وانتهز الفرصة وسار إلى المنيطرة وحصره ، وجد في قتاله ، فأخذه عنوة وقهرا ، وقتل من بها وسبى ، وغنم غنيمة كثيرة ، فإن الذين به كانوا آمنين ، فأخذتهم خيل الله بغتة وهم لا يشعرون ، ولم يجتمع الفرنج لدفعه إلا وقد ملكه ، ولو علموا أنه جريدة في قلة من العساكر لأسرعوا إليه ، إنما ظنوه أنه في جمع كثير . فلما ملكه تفرقوا وأيسوا من رده.
سنة ستين وخمسمائة للهجرة
ذكر عدة حوادث
وقع بأصفهان فتنة عظيمة بين صدر الدين عبد اللطيف بن الخجندي وبين القاضي وغيره من أصحاب المذاهب ، بسبب التعصب للمذاهب ، فدام القتال بين الطائفتين ثمانية أيام متتابعة قتل فيها خلق كثير ، واحترق وهدم كثير من الدور والأسواق ، ثم افترقوا على أقبح صورة.
وفيها بنى الإسماعيلية قلعة بالقرب من قزوين ، فقيل لشمس الدين إيلدكز عنها ، فلم يكن له إنكار لهذه الحال خوفا من شرهم وغائلتهم ، فتقدموا بعد ذلك إلى قزوين ، فحصروها ، وقاتلهم أهلها أشد قتال رآه الناس.
وحكى لي بعض أصدقائنا بل مشايخنا من الأئمة الفضلاء ، قال : كنت بقزوين أشتغل بالعلم ، وكان بها إنسان يقود جمعا كبيرا ، وكان موصوفا بالشجاعة ، وله عصابة حمراء ، إذا قاتل عصب بها رأسه ، قال : فكنت أحبه وأشتهي الجلوس معه ، قال : فبينما أنا عنده يوما إذا هو يقول : كأني بالملاحدة وقد قصدوا البلد غدا ، فخرجنا إليهم وقاتلناهم ، فكنت أول الناس وأنا متعصب بهذه العصابة ، فقتلناهم ، فلم يقتل غيري ، ثم ترجع الملاحدة ، ويرجع أهل البلد.
قال : فو الله لما كان الغد إذ قد وقع الصوت بوصول الملاحدة ، فخرج الناس ، قال : فذكرت قول الرجل ، فخرجت والله وليس لي همة إلا [ أن ] أنظر هل يصح ما قال أم لا ؟ قال : فلم يكن إلا قليل حتى عاد الناس وهو محمول على أيديهم قتيلا بعصابته الحمراء ، وذكروا أنه لم يقتل بينهم غيره ، فبقيت متعجبا من قوله كيف صح ، ولم يتغير منه شيء ، ومن أين له هذا اليقين؟
ولما حكى لي هذه الحكاية لم أسأله عن تاريخها ، وإنما كان في هذه المدة في تلك البلاد ، فلهذا أثبتها هذه السنة على الظن والتخمين.
وفيها قبض المؤيد أي أبه ، صاحب نيسابور ، على وزيره ضياء الملك محمد بن أبي طالب سعد بن أبي القاسم محمود الرازي وحبسه ، واستوزر بعده نصير الدين أبا بكر محمد بن أبي نصر محمد المستوفي ، وكان أيام السلطان سنجر يتولى إشراف ديوانه ، وهو من أعيان الدولة السنجرية.
وفي هذه السنة وردت الأخبار أن الناس حجوا سنة تسع وخمسين ، ولقوا شدة ، وانقطع منهم خلق كثير في فيد ، والثعلبية ، وواقصة ، وغيرها ، وهلك كثير ، ولم يمض الحاج إلى مدينة النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لهذه الأسباب ، ولشدة الغلاء فيها ، وعدم ما يقتات ، ووقع الوباء في البادية وهلك منهم عالم لا يحصون ، وهلكت مواشيهم ، وكانت الأسعار بمكة غالية.
وفيها ، في صفر ، قبض المستنجد بالله على الأمير توبة بن العقيلي ، وكان قد قرب منه قربا عظيما بحيث يخلو معه ، وأحبه المستنجد محبة كثيرة ، فحسده الوزير ابن هبيرة ، فوضع كتبا من العجم مع قوم وأمرهم أن يتعرضوا ليؤخذوا ، ففعلوا ذلك وأخذوا وأحضروا عند الخليفة ، فأظهروا الكتب بعد الامتناع الشديد ، فلما وقف الخليفة عليها خرج إلى نهر الملك يتصيد ، وكانت حلل توبة على الفرات ، فحضر عنده ، فأمر بالقبض عليه ، فقبض وأدخل بغداد ليلا وحبس ، فكان آخر العهد به ، فلم يمتع الوزير بعده بالحياة بل مات بعد ثلاثة أشهر ، وكان توبة من أكمل العرب مروءة وعقلا وسخاء وإجازة ، واجتمع فيه من خلال الكمال ما تفرق في الناس.
الوفيات
وفيها ، في ربيع الأول ، توفي الشهاب محمود بن عبد العزيز الحامدي الهروي وزير السلطان أرسلان ، ووزير أتابكه شمس الدين إيلدكز.
وفيها توفي عون الدين الوزير ابن هبيرة ، واسمه يحيى بن محمد أبو المظفر ، وزير الخليفة ، وكان موته في جمادى الأولى ومولده سنة تسعين وأربعمائة ، ودفن بالمدرسة التي بناها للحنابلة بباب البصرة ، وكان حنبلي المذهب ، دينا ، خيرا ، عالما يسمع حديث النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وله فيه التصانيف الحسنة ، وكان ذا رأي سديد ، ونافق على المقتفي نفاقا عظيما ، حتى إن المقتفي كان يقول : لم يزر لبني العباس مثله ، ولما مات قبض على أولاده وأهله.
وتوفي بهذه السنة محمد بن سعد البغدادي بالموصل ، وله شعر حسن ، فمن قوله :
أفدي الذي وكلني حبه بطول إعلال وإمراض ولست أدري بعد ذا كله
أساخط مولاي أم راض
وفيها توفي الشيخ الإمام أبو القاسم عمر بن عكرمة بن البرزي الشافعي ، ( تفقه على الفقيه ) إلكيا الهراسي ، وكان واحد عصره في الفقه ، تأتيه الفتاوى من العراق وخراسان وسائر البلاد ، وهو من جزيرة ابن عمر.
سجل يا تاريخ
سجّل إعجابك بهذه الصفحة • ٣٠ أغسطس ٢٠١٨ •
حوادث تاريخية : العام ( 559 )
ذكر عودة أسد الدين شيركوه إلى مصر
قد ذكرنا سنة تسع وخمسين وخمسمائة مسير أسد الدين شيركوه إلى مصر ، وما كان منه ، وقفوله إلى الشام ، فلما وصل إلى الشام أقام على حاله في خدمة نور الدين إلى الآن.
وكان بعد عوده منها لا يزال يتحدث بها وبقصدها ، وكان عنده من الحرص على ذلك كثير ، فلما كان هذه السنة تجهز وسار في ربيع الآخر في جيش قوي ، وسير معه نور الدين جماعة من الأمراء ، فبلغت عدتهم ألفي فارس ، وكان كارها لذلك ، ولكن لما رأى جد أسد الدين في المسير لم يمكنه إلا أن يسير معه جمعا خوفا من حادث يتجدد عليهم ، فيضعف الإسلام ، فلما اجتمع معه عسكره سار إلى مصر على البر ، وترك بلاد الفرنج على يمينه ، فوصل الديار المصرية ، فقصد إطفيح ، وعبر النيل عندها إلى الجانب الغربي ، ونزل بالجيزة مقابل مصر ، وتصرف في البلاد الغربية ، وحكم عليها ، وأقام نيفا وخمسين يوما.
وكان شاور لما بلغه مجيء أسد الدين إليهم قد أرسل إلى الفرنج يستنجدهم ، فأتوه على الصعب والذلول ، طمعا في ملكها ، وخوفا أن يملكها أسد الدين فلا يبقى لهم في بلادهم مقام معه ومع نور الدين ، فالرجاء يقودهم ، والخوف يسوقهم ، فلما وصلوا إلى مصر عبروا إلى الجانب الغربي ، وكان أسد الدين وعساكره قد ساروا إلى الصعيد ، فبلغ مكانا يعرف بالبابين ، وسارت العساكر المصرية والفرنج وراءه ، فأدركوه بها الخامس والعشرين من جمادى الآخرة ، وكان أرسل إلى المصريين والفرنج جواسين ، فعادوا إليه ، وأخبروه بكثرة عددهم وعددهم ، وجدهم في طلبه ، فعزم على قتالهم ، إلا أنه خاف من أصحابه أن تضعف نفوسهم عن الثبات في هذا المقام الخطر الذي عطبهم فيه أقرب من سلامتهم ، لقلة عددهم وبعدهم عن أوطانهم وبلادهم ، وخطر الطريق ، فاستشارهم ، فكلهم أشاروا عليه بعبور النيل إلى الجانب الشرقي والعود إلى الشام ، وقالوا له : إن نحن انهزمنا ، وهو الذي يغلب على الظن ، فإلى أين نلتجئ ، وبمن نحتمي ، وكل من في هذه الديار من جندي وعامي وفلاح عدو لنا ؟
فقام أمير من مماليك نور الدين يقال له شرف الدين بزغش ، صاحب شقيف ، وكان شجاعا ، وقال : من يخاف القتل والأسر فلا يخدم الملوك بل يكون في بيته مع امرأته ، والله لئن عدنا إلى نور الدين من غير غلبة ولا بلاء نعذر فيه ليأخذن ما لنا من أقطاع وجامعية ، وليعودن علينا بجميع ما أخذناه منذ خدمناه إلى يومنا هذا ، ويقول : تأخذون أموال المسلمين وتفرون عن عدوهم ، وتسلمون مثل مصر إلى الكفار ! والحق بيده.
فقال أسد الدين : هذا الرأي ، وبه أعمل ، وقال ابن أخيه صلاح الدين مثله ، وكثر الموافقون لهم ، واجتمعت الكلمة على القتال ، فأقام بمكانه حتى أدركه المصريون والفرنج وهو على تعبئة ، وجعل الأثقال في القلب يتكثر بها ، ولأنه لم يمكنه أن يتركها بمكان آخر فينهبها أهل البلاد ، وجعل صلاح الدين في القلب ، وقال ولمن معه : إن المصريين والفرنج يجعلون حملتهم على القلب ظنا منهم أني فيه ، فإذا حملوا عليكم فلا تصدقوهم القتال ، ولا تهلكوا نفوسكم ، واندفعوا بين أيديهم فإذا عادوا عنكم ، فارجعوا في أعقابهم.
واختار هو من شجعان عسكره جمعا يثق بهم ويعرف صبرهم في الحرب ، ووقف بهم في الميمنة ، فلما تقاتل الطائفتان فعل الفرنج ما ذكره ، وحملوا على القلب ، فقاتلهم من به قتالا يسيرا ، وانهزموا بين أيديهم غير متفرقين وتبعهم الفرنج ، فحمل حينئذ أسد الدين فيمن معه على من تخلف عن الذين حملوا من المسلمين والفرنج الفارس والراجل ، فهزمهم ، ووضع السيف فيهم ، فأثخن وأكثر القتل والأسر ، فلما عاد الفرنج من المنهزمين رأوا عسكرهم مهزوما ، والأرض قفرا ، فانهزموا أيضا ، وكان هذا من أعجب ما يؤرخ أن ألفي فارس تهزم عساكر مصر وفرنج الساحل.
مواضيع مماثلة
» * حوادث غامضة لم تصدق انها وقعت فعلا
» * مدن سورية تاريخية
» * الطريق نحو الإمبراطورية - الملوك الآشوريين البارزين
» * منوعات طبية - انواع البصمات - الحمض النووي - الشعور
» * معلومات ثقافية وطبية وكشكول منوعات فريدة من نوعها .
» * مدن سورية تاريخية
» * الطريق نحو الإمبراطورية - الملوك الآشوريين البارزين
» * منوعات طبية - انواع البصمات - الحمض النووي - الشعور
» * معلومات ثقافية وطبية وكشكول منوعات فريدة من نوعها .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى