* تعاريف مصطلحات السحر - سحر المغرب العربي - الطلسم الخاص والسري للساحر.
صفحة 1 من اصل 1
* تعاريف مصطلحات السحر - سحر المغرب العربي - الطلسم الخاص والسري للساحر.
تعاريف المصطلحات السحرية
تعريف السماط: هو عبارة عن قطعة قماش من حرير أسود طولها 120 سنتمتر و عرضها 90 سنتمتر مرسوم في وسطها تماما الخاتم السليماني العبري (أي النجمة الخماسية الأركان) و على الجانبين العلويين للنجمة الخماسية الأركان صورة للقمر الصاعد و النازل، أي أنها تمثل زيادة القمر في جهة و نقصانه في الجهة الثانية، و في الجهة السفلية للخاتم الخماسي الأركان رسم رمز الجماعة التي ينتمي إليها الساحر، أقول بدقة رمز الجماعة و عادة ما يكون صورة حيوان زاحف أو كاسر، رمز الجماعة التي أخذت منها مخطوطاتها عند استقلال الجزائر كان الثعبان و هي جماعة لم يبقى لها أثر اليوم و قد بحث عن أخر أعضائها في أوروبا لكن وجدت أنها قد تلاشت و لم يبقى لها باق
قلنا أننا نحتاج إلى سماط، و هو عبارة عن قطعة من القماش طولها 120 سنتمتر و عرضها 90 سنتمتر سوداء اللون مرسوم عليها النجمة الخماسية الأركان و رمز القمر الزائد و القمر الناقص، كما نحتاج إلى طلسم هذا لغريغور، لكن حتى الآن نحتاج إلى عنصر ثالث و أساسي حتى يكتمل الثلاثي الواجب تحضيره حتى يكون العمل كاملا مائة في المائة. هذا العنصر الثالث هو شمعة الاستنزال.
تعريف شمعة الاستنزال: للأسف الشديد غاب في عصرنا هذا الشيوخ المربين الذين مكنهم الله تعالى من العلوم الروحانية فأصبحوا بإذنه عز و جل رجال كشف عن غيبيات الأمور و مبهماتها، فغياب هؤلاء الشيوخ في عصرنا هذا أو عن الأقل قلتهم و نذرتهم، جعلت من العلوم الروحانية تخاريف و خزعبلات حقيقية، بحيث عجز غالبية الروحانيين الجدد في تحقيق ما يصبون إليه، أقصد أن الكثير ممن يدعون أنهم شيوخ و دكاترة و علماء ليسوا سوى محتالين هدفهم الأول و الأخير، التشهير لأنفسهم قصد أكل مال الناس بالباطل، فلو كان هؤلاء النصابين شيوخا كما يقولون لما احتاجوا للتشهير بأنفسهم و الجهر بأنهم شيوخا و علماء، أول درجة في العلم الحقيقي هي التواضع، ثم التسليم للقوي و الضعيف، ثم قول الحق و لو على أنفسهم و في الأخير كتم السر و صيانته لأن الروحانيات ليست لعبة و لا يجوز لأي شخصا مهما كان أن يشهر بما لديه من قوة لأن القوة لله و لرسوله و للمؤمنين. فمن يدعي القوة يموت بالضعف كما يقول المثل في المغرب و الجزائر، و من قال أنا فقد كذب لأن العبد ضعيف و لو كان النبي سليمان الحاكم على الإنس و الجان عليه أفضل صلاة و خير سلام. من هنا وجب علي فتح قوس حول الاستنزال بصفة عامة، لأنه سبق و أن قلنا أن الروحانيات في الأصل واحدة و تنبع من سراج واحد، الاستنزال إذا كلمة مشتقة من الجذر أنزل أي أهبط الشيء، و الهبوط في اللغة العربية الفصحى هو نزول شيئا ما من أعلى إلى أسفل، فالمقصود هو إنزال قوة علوية تسكن مكانا عال إلى المكان الموجود فيه الطالب. و الاستنزال ثلاثة أقسام هي:
01) الاستنزال بالناظور.
02) الاستنزال النفسي.
03) الاستخدام.
تعريف الاستنزال بالناظور: هو عملية روحانية يقوم من خلالها الطالب بعملية استحضار الجان في شخص معين تتوفر فيه شروط عينة، كان يكون صبي زهري، أو امرأة حامل، أو عبد أسود؛ في هذا النوع من الاستنزال لا يرى الطالب أي شيء بحيث يكون الناظور واسطة بين الطالب و من حضر من جان، الذي يهمنا هنا هو أن هذا النوع من الاستنزال ضعيف جدا و مشكوك فيه لأسباب كثيرة جدا منها أن الجان ليسوا مرغمين على قول الحق لأنه لا تربطهم بالطالب الذي يجري عملية الاستنزال أي عهد، فهم بالتالي غير مرغمين على قول الحق حتى و لو أقسموا فوق المصحف الشريف، أؤكد للجميع أن أضعف أنواع الاستنزال هو الذي يتم بالناظور.
تعريف الاستنزال النفسي: من حيث التعريف هو مشابه تماما للاستنزال بالناظور باستثناء أنه لا يتم في جارية أو صبي أو عبد، بل يتم في مراية أو طبق صيني مطلي بالزيت أو غيره، و فيه ينكشف الحجاب بين الطالب و الجان فيراهم و يكلمهم بنفسه دون الحاجة إلى واسطة كما هو الحال بالنسبة للاستنزال بالناظور، لكن هذا النوع من الاستنزال ينفع لبعض الأمور مثل الكشف عن سارق، أو مريض، أو السؤال عن غائب، إلى غير ذلك من عموميات الأمور، أما الأمور ذات أهمية مثل الكشف عن الكنوز فهنا يكذب.
تعريف الاستخدام: هو أعلى درجة من درجات الاستنزال و أحسنها، لأنه لا يتم إلا بعد الرياضة و الخلوة و هو يتصرف في كل شيء، لأن الجني هنا مرتبط بعهد أخذ منه، فيصبح مضطرا للاستجابة مهما كانت الظروف.
قد يتساءل البعض عن علاقة الاستنزال بما نقوله هنا عن السحر اليهودى وخفاياه؟؟؟ الإجابة بسيطة جدا؛ عملية طلب المدد الروحاني من لغريغور شبيهة جدا بعملية استنزال، بل هي عملية استنزال حقيقية، لأن لغريغور سيكون حاضرا في الفائدة التي ينفذها الساحر اليهودي، و حضوره حارق للسفليين لأنه علوي، و لا طاقة لسفلي على علوي، و هنا تكون الاستجابة سريعة و إلزامية.
أعود فأقول أن عملية استحضار لغريغور تحتاج إلى ثلاث عناصر هي:
01) السماط.
02) الطلسم السري للغريغور.
03) شمعة الاستحضار.
سؤال ما هي هذه الشمعة و كيف تصنع: الروحانيات بصفة عامة علوم تقليدية أعني أنها تحتاج إلى وسائل لا تشترى من الأسواق بل يجب على الطالب أن يصنعها بنفسه، لأن عملية الصناعة يجب أن تتم وفق مقاييس معينة لا يمكن لصناع الأدوات الروحانية توفيرها لأن هدفهم تجاري، بينما هدف الطالب روحاني، في بعض الحكم أو الفوائد العربية كالمحبة على سبيل المثال يجب أن تتم في شمعة مصنوعة من شمع النحل الحر في ساعة فلكية معينة، فهل يوجد صانع للشمع يراعي الساعات الفلكية حين يصنع مائات الآلاف من الشموع في آن واحد ؟؟؟ بالطبع لا لأن هدفه تجاري و ليس روحاني كما قلت.
إذا الشمع المخصص لمناداة لغريغور يصنع و لا يشترى، لأنه يصنع وفق قواعد معينة و تحت رصد فلكي معين و تتم عملية تعبئة هذه الشمعة بالطاقة وفق طريقة معينة. هذه الشمعة يجب أن تصنع من شمع النحل الحر الخالص، و أن يكون طولها حوالي 10 سنتمتر، و قطرها حوالي 04 سنتمتر. عليها ينقش اسم لغريغور و طلسمه من جهة، و من الجهة الأخرى طلسم الساحر و اسمه السري.
هذه الشمعة صالحة للاستعمال مدة ستة أشهر كأقصى تقدير، فإن حدث و أن تجاوزت ستة أشهر فللطالب حرية صنع شمعة جديدة، أو إعادة تعبئتها بالطاقة من خلال طقس معين. و في حالة إذا ما استنفذت قبل المدة المحددة يجوز صنع واحدة جديدة وفق النفس الكيفية و مع احترام نفس شروط الصنع.
إذا لمناداة لغريغور و طلب العون منه يوضع السماط على الأرض خلف الطالب و ليس أمامه، و في وسط النجمة المرسومة على السماط يوضع طلسم لغريغور، و فوق الطلسم توقد الشمعة، و تبقى مشتعلة حتى تنتهي العملية كلها، فإن حدث و أن كانت الفوائد المراد فعلها طويلة جدا و تتطلب وقتا طويلا يضاعف طول الشمعة عند صنعها بأن يكون طولها 20 سنتمتر بدل 10؛ لكن و في أقصى الحدود لا يمكن أن يتجاوز طول الشمعة في أقصى الحدود 25 سنتمتر.
المصدر : احمد شاهين
السحر في المغرب العربي
اعداد : طارق فتحي
المرابطون والموحدون شجعوا السحرة وكانت لهم أسواقا عامرة يؤمها الناس
ما الذي يجمع بين دخان البخور وامواج البحر ونور القمر وبيض الحرباء وعش الخطاف وروث الدواب ومخ الضبع؟
ليس الامر لغزا لامتحان ذكاء القارئ، فمن الواضح، في فهم كل مطلع على أحوال المجتمع المغربي، ان الذي يجمع كل هذه العناصر المتفرقة الى بعضها هو علاقة غامضة ومخيفة تدعى السحر, وتشمل مطلق الممارسات والطقوس الغريبة التي تمكن الفرد من جلب المنافع او المضار لنفسه او للاخر بحسب الطلب، وتحقيق كل غريب وعجيب من رغبات الناس التي تختلف ولا تنتهي!
إن السحر من اقدم المعتقدات والظواهر التي عرفتها البشرية منذ ليل التاريخ, وليس معروفا عن شعب من شعوب الارض انه كان يجهله، في الماضي كما في الحاضر, وذلك ما دفع علماء الاجتماع والانثربولوجيا الى الخروج باستنتاج مفاده ان السحر هو نتاج حاجات طبيعية مشتركة، كامنة في اعماق النفس البشرية المعقدة.
ومثل غيرهم من امم وشعوب الارض، عرف المغاربة منذ العصور الغابرة معتقدات تعبدية وسحرية ما زالت بقاياها صامدة ومتداولة بيننا حتى الان, فقد عبد البربر وهم المغاربة الاقدمون عيون الماء والاشجار والكبش ملك القطيع والكواكب وجن المغارات والعيون والهواء, واعتقدوا في السحر، اي في امكانية خلق شيء أو حيوان او بشر اما برسمه او بكل بساطة من خلال النطق باسمه, واعتقدوا انهم بذلك يستطيعون التحكم فيه والامساك به وتدميره او معاقبته, ومارسوا ايضا عبادة الموتى، وكانوا يوجهون قبورهم جهة مشرق الشمس ويدفنون مع موتاهم المجوهرات والجرار والقصاع الطينية لاعتقادهم في خلود الروح.
واذا كانت تلك معتقدات اسلاف البربر، فإن القارئ سيكتشف خلال الاتي من مقالات ان الكثير من المعتقدات والممارسات السحرية التي لا تزال رائجة حتى اللحظة الراهنة في المغرب، هي استمرار لتلك المعتقدات القديمة التي سادت منذ ما قبل التاريخ, واضيفت اليها خلال المراحل التاريخية اللاحقة بعض المعتقدات والطقوس الرومانية، خلال فترة الوجود الروماني بالمغرب، قبل الفتح الاسلامي, كما انضافت اليها في العصور الوسطى تأثيرات افريقية حملها معهم الى المغرب التجار الذين كانوا يجلبون العبيد من غرب افريقيا، بالاضافة الى التأثيرات القادمة من الشرق الاسلامي.
ويشهد التاريخ ان ملوك اكثر السلالات الحاكمة في المغرب اصولية وتشبثا بأحكام الشريعة الاسلامية، وهم المرابطون والموحدون، كانوا يشجعون او يغضون الطرف عن انتشار السحر والسحرة, وكانت في عصورهم للسحر اسواق عامرة يؤمها عامة الناس على مرأى ومسمع من السلطات، بل ان الملوك المرابطين حسب روايات تاريخية كانوا يستشيرون المنجمين، قبل عبورهم البوغاز الى عدوة الاندلس.
ويحكي المؤرخ ابن عذاري المراكشي في هذا الصدد، ان الامير أبا القاسم الذي كان يرافق يوسف بن تاشفين المرابطي، خلال غزوته للضفة الاندلسية من بوغاز جبل طارق، لم يعط الامر لجنوده بمهاجمة الجيوش المعادية الا بعد ما حصل على موافقة منجمه,, حيث يقول المراكشي «فأمر الامير ابو القاسم منجمه بأخذ طالع الوقت والنظر فيه فوجده أوفق طالع وأسعد وأدلها على أن الظفر للمسلمين والدايرة للمشركين، حسب ما جرى الامر عليه,,».
وحسبنا هذه الاشارة التاريخية العابرة لنصل الى مغرب الحاضر، الذي لا يزال للمعتقدات السحرية القديمة فيه حضور قوي، من ابرز تجلياته ما نراه من رسم لاصابع اليد الخمسة على مؤخرة شاحنة,, او كتابة عبارة «عين الحسود فيها عود»، او تعليق حدوة الحصان على بعض ابواب الدور، بالاضافة الى الاقبال الذي لا يزال كبيرا على زيارة اضرحة الاولياء ودكاكين السحرة واسواقهم، الخ في مدن المغرب الكبيرة، كما في قراه النائية.
ويدفعنا ذلك الى اعادة طرح السؤال القديم الذي طرحه بعض الانثربولوجيين منذ بدايات القرن الماضي: من اين اكتسب المغاربة تفوقهم على غيرهم من الشعوب المغاربية والعربية في مجالات السحر؟
المؤكد ان انفتاح بلادنا عبر التاريخ على رياح التأثيرات التي حملها معهم، بشكل متلاحق، تجار وغزاة او فاتحون فينقيون ورومانيون وقرطاجيون وافارقة ويهود ثم مسلمون، كان له دور ما في هذا «التفوق»، لكن من جانب آخر، يسجل تاريخ السحر في المغرب ان نخبة من الفقهاء، السحرة المغاربة وضعوا قبل قرون مصنفات تعتبر رائدة واعمالا مؤسسة في هذا المجال, ونخص منهم بالذكر ابا العباس البوني وابن الحاج المغربي، اللذين ألفا الكثير من الكتب في العلوم الخفية، لا يزال رواجها الكبير على طول الوطن العربي وعرضه حتى اليوم، دليلا قائما يشهد على تفوقها في الميدان.
وقد شكلت تلك المصنفات تحولا غير مسبوق زاد من نشر «المعارف الخفية» على نطاق واسع، حيث لم تبق أسرارا ثمينة تحتكرها صفوة الفقهاء السحرة، ونزلت الى الارصفة لتباع بأبخس الاثمان, وصارت ربات البيوت يتسابقن الى تجريب الوصفات الغربية التي تعج بها تلك الاوراق الصفراء، من اجل علاج طفل مريض او كبح تسلط زوج!
لكن، كيف نفسر تعايش بقايا المعتقدات السحرية مع التطور الهائل للعلوم في الوقت الذي يعيش فيه المجتمع المغربي المعاصر منذ عقود قليلة في بؤرة تحولات عميقة تمس بنياته وانماط التفكير والسلوك لدى الافراد والجماعات ومن عنف التحولات تستحيل الحياة اكثر ميلا الى الصعوبة والتعقيد.
والمعروف في علم الاجتماع انه في زمن التحولات العميقة تتنامى مشاعر عدم الاستقرار ويزداد انتشار الخرافات كلما زادت ظروف الحياة صعوبة، اي ان الخرافات تكثر وتنتشر بانتشار حالات القلق والاضطراب والشعور بالضعف والعجز عن مواجهة مشكلات الحياة ومخاطرها», ولذلك فإن السحر كما الخرافة في المجتمع المغربي، انما يقوم بتهدئة المخاوف الناشئة عن الاضطرابات التي تسود زمن التحولات الراهن.
وبعبارة أخرى يمكن القول ان السحر يحافظ على مشاعر الخوف من الانحرافات والتوترات المؤذية للمجتمع، فيلعب بذلك لصالح ضبط النظام الاجتماعي (القائم), فهو من الجانب السوسيولوجي مطمئن لانه يمنح للانسان الاعتقاد في التعرف على الشر وانه في الامكان معالجته, ومن الجانب النفساني، يلعب السحر دورا تفريغيا بتحديده لمبررات القلق لدى الفرد وتغييره لاتجاه العدوانية نحو عامل محدد للضر,, اما من الجانب الايديولوجي فإن السحر يفسر من خلال حركة الارواح الشريرة، انتقائية الحوادث والمصائب والويلات التي تصيب بعض الناس وليس الاخرين,,» ومن هنا الضرورة التي يفرضها السحر على الافراد باللجوء اليه في مرحلة التحولات العميقة.
إن هذه السلسلة من المقالات ليست تذكرة داود لمن يرغب في تعلم السحر, والوصفات التي سيجدها القارئ في بعض الحلقات تعمدنا التصرف فيها، بشكل يحبط كل محاولة لتطبيقها, واذا نوردها فلغاية وحيدة هي تقريب نمط التفكير السحري الى القارئ غير المطلع, ولن نكرر بما يكفي من الالحاح تحذيرنا للقارئ الكريم من مغبة تجريبها, وناقل الكفر ليس بكافر!
عندما شرعنا في تجميع المادة المرجعية لاعداد هذه المقالات حول السحر في المغرب، هالنا حجم الفراغ الكبير الذي تعانيه المكتبة المغربية حول الموضوع, فكل ما هو منشور باللغة العربية حتى الان لا يتجاوز بضع مقالات وكتابين او ثلاثة تتناول موضوع السحر بشكل عام, ولا تعكس بالتالي عمق وحجم انتشار الظواهر والمعتقدات السحرية في المغرب.
واغلب ما كتب حول الموضوع باللغات الاجنبية خصوصا الانكليزية والفرنسية، انتج خلال المرحلة التي سبقت وواكبت او تلت الوجود الاستعماري الفرنسي للمغرب، اي نهايات القرن التاسع عشر الى منتصف القرن العشرين الميلادي, وانتجته ثلة من المهتمين والباحثين الاجانب، اغلبهم فرنسيون، وللامانة نسجل ان بعضهم درسوا السحر في بلادنا بالكثير من العمق، فيما كان اخرون منهم متحاملين تحكمهم نظرة التفوق الاستعماري على شعبنا «المتخلف» و«المتوحش».
وفي مقابل فراغ المكتبة المغربية والعربية الملحوظ من المؤلفات التي تتناول السحر من وجهة نظر نقدية، لاحظنا ان «مكتبات الرصيف» تحقق ارباحا خيالية من اعادة طبع الكتب الصفراء التي تتناول مجالات واغراض السحر باستعراضها لوصفات مفصلة تفي بكل الاغراض التي تخطر ولا تخطر على بال انسان، وتلاقي اقبالا لا يتصور من قراء كثر، يميز اغلبهم بالكاد بين الحروف الابجدية!
قد يلاحظ القراء على هذه الحلقات انكبابها على المعتقدات والممارسات السحرية في ارتباطها بظاهرة الاولياء المتصوفة والزوايا الواسعة النفوذ الروحي في المغرب, ويجد ذلك مبرره في كون كاتب هذه السطورة يعتقد بتواضع لكن بيقين تام، انه «بين المقدس والسحري (في معتقد عامة المغاربة) ليس ثمة فرق جوهري»، كما خلص اليه (ادموند دوتيه) قبل قرن من اليوم, ونسوق دليلا على ذلك، مرة أخرى، ما نلمسه من تمسح بالمزارات والاضرحة التي لا تزال وستبقى لفترة طويلة مقبلة مجالا حيويا للسحرة وباعة الوهم, اولئك الذين يزعمون تخليص مرضى الخرافة من شر يلاحقهم ليمنحوهم في المقابل «البركة»، هذه القوة السحرية التي تفعل كل شيء تجلب العريس للفتاة العانس، وتشفي امراض البدن والعقل، كما تقرأ لاصحاب النفوس القلقة من المجهول صفحات المستقبل من دون غموض وبصيغ التفاؤل.
أليس ذلك هو التخصص الكبير للاضرحة وللسحر في المغرب؟
لطلسم الخاص والسري للساحر
واحد: قبول الحاخامات له.
ثانيا: اجتياز امتحان الطبائع الأربعة.
تتم عملية الارتباط بلغريغور إذا بعد هاتين المرحلتين و ليس قبلهما، كما تتم عملية الارتباط عن طريق طقس روحاني خاص سنراه معا في محله إن شاء الله تعالى فلا نسبق الأحداث.
إذا بعد اجتياز هذه العقبتين؛ يبدأ الحاخام في تهيئة المبتدأ أو العضو الجديد قصد ربطه بلغريغور، و أول خطوة هنا هي تحديد الاسم السري للمنخرط، و طلسمه الخاص؛ قد تبدوا لكم هذه الأمور مبهمة لكن لن تكون كذلك بعد الشرح الأتي:
ما هو الاسم السري للساحر ؟ كما يعلم الجميع؛ لكل واحد منا اسما علما سمي به حين ولد حتى يعرف بين الناس وتحدد ماهيته بكل وضوح، فلو لم يكن لكل واحد منا اسما خاصا لاختلط الجابل بالنابل و لما استطعنا أن نفرق بين الناس، فالاسم رمزا يدل على شخص معين، و الهدف من الاسم التمييز بين الناس و لو تشابهت أسمائهم. نفس المقياس مطبق هنا لكن بميزان روحاني، فالاسم السري للساحر ليس الاسم العلم المعروف به بين الناس، بل هو نوع من الشفرة أو الكود ليستطيع لغريغور التمييز بين السحرة الذين يشاركون في تنشيطه و إمداده بالطاقة اللازمة لحياته، و حتى أوضح أكثر من هذا سأضرب لكم مثلا بسيطا؛ لقد أثبتت البحوث العلمية أن الحيوانات لا تميز بين الناس بملامح الوجه، بل تميز بين الناس بالرائحة المنبعثة من كل شخص، فالكلب على سبيل المثال لا يعرف صاحبه بملامح وجهه، بل يعرفه برائحته لأن لكل إنسان رائحة خاصة به مختلفة تماما عن باقي البشر ولو كانوا عشرون مليار فلكل واحد منهم رائحته الخاصة، و هذه آية من آيات الله سبحانه في خلقه. من هنا أقول أن الروحانية لا تعرف البشر بأسمائهم العلم المعروفين بها في عالمنا المادي، و خير دليل على ذلك الرسول الكريم فاسمه في الأرض محمد و بين أهل السماء أحمد، و قد قالها الله عز و جل في القرآن الكريم. من هنا نكتشف شيء جديد هو أن لكل إنسان اسمان اسم علم يعرفه به عامة الناس في عالمنا الحسي، و اسم سري يعرفه به سكان السماء. فأول خطوة لربط المبتدأ الجديد تبدأ بمعرفة اسمه السري في الملكوت، و سأوضح الطريقة كاملة في مكانها و حين نصل إليها إن شاء الله تعالى. هذا الاسم السري يعتبر أحد المفاتيح الأساسية في العلوم الروحانية العبرية، و معرفة هذا الاسم شرطا أساسيا و مرحلة أولى للارتباط بالروحانية العلوية و السفلية. أكرر؛ الاسم السري للساحر هو الاسم الخفي للمريد التي من خلاله تتعرف الروحانية العلوية و السفلية على كل شخص يريد دخول عالمها، فهي لا تعرف الناس بأسمائهم التي كنوا بها حين ولدوا إنما تعرفهم بأسماء سماهم الله سبحانه بها في الملكوت قبل خلقهم
لمذا الاسم السري و ما هو دوره ؟ لقد وضحت أن الاسم السري هو شفرة خاصة بكل واحد منا في الملكوت و عن طريق هذا الاسم فقط تتعرف الروحانية على كل شخص و تميزه بين البشر، و خير دليل على ذلك أن الرسول الكريم اسمه في الأرض محمد و في السماء أو في الملكوت أحمد، و لو لم يكن لهذه الأسماء سرا لا يعلم شانها إلا الله لما اختار الله تبارك و تعالى لنبيه اسم أحمد في السماء، و الدليل موجود في القرآن لمن أراد أن يتأكد من صحة هذه المعلومة التي غفل عنها الكثير منا، بالرغم من وجودها في القرآن العظيم الحامل لكل المعجزات.
كيف يتم تحديد الاسم السري: للأسف الشديد هذه النقطة تطلب درسا كاملا لأن الكيفية الكاملة لتحديد الاسم السري موجودة عندي في مخطوط عبري عتيق مكتوبة على 35 صفحة فمن المستحيل على أن أكشف لكم عن الطريقة كاملة هنا و لو فعلت ذلك لتحول هذا المقال إلى كتاب، لكن أعد الجميع أنني سأفرد درسا خاصا في هذا الشأن في أقرب فرصة ممكنة
أولا: هذا الاسم سري جدا و يجب أن لا يعرفه أحد باستثناء الحاخام المتكفل بالمريدين و الذي يتابع عملية تلقينهم العلوم الروحانية، لأن هذا الاسم مفتاح حقيقي في العالم الروحاني، و هو يدل على شخص معين، مرتبط بقوة علوية و سفلية معينة، لذلك ممنوع البوح به لأي شخص أخر مهما كان السبب.
ثانيا: في بعض الجماعات اليهودية و نظرا للعدد الكبير جدا من السحرة المنتمين لهذه الجماعة، يقوم الحاخامات بخلق أكثر من اغريغور واحد، أي أنهم يجعلون لكل حاخام اغريغور خاص به، و يتم اقتسام المردين فيما بين الحاخامات طبعا الهدف هنا هو تقوية الجماعة روحانيا إلى أقصى الحدود، هنا يمكن للمريدين الارتباط بأكثر من اغريغور واحد (دائما ضمن نفس الجماعة فقط) لكن عليهم إيجاد لكل اغريغور اسم الارتباط الخاص به، و لا يجوز استعمال اسما واحدا لمجموع الأرواح الجامعة التي تعمل بها الجماعة.
ثالثا: حين يتم تحديد الاسم السري للساحر لا يمكن تغييره مهما كانت الأسباب و يبقى هذا الاسم مستعملا حتى يموت الساحر.
في بعض الأحيان و ضمن نفس الجماعة تتشابه الأسماء السرية للمريدين و مع ذلك لا يشكل هذا التشابه أي إشكال أو عائق، لأن لغريغور يعتمد على ثلاث عناصر لتحديد هوية الساحر المرتبط به هي:
01) الاسم السري.
02) الطلسم السري للسحار.
03) قطرة الدم التي يضعها وجوبا و إلزاميا كل ساحر في ظهر طلسمه السري.
الطلسم الخاص أو السري للساحر: بعد الاسم يأتي الطلسم السري أو الخاص؛ هذا الطلسم هو علامة تزيد من خصوصية المريد و حتى الحاخام في العالم الروحاني، و هي شبيهة إلى حد بعيد بالبطاقة الخاصة بالتعريف، فهي مكملة للاسم السري، لكن كل مبتدأ حر في اختيار طلسمه الخاص، بحيث يمكنه اتخاذ أي شكل هندسي غير معقد طلسما له، كما يمكن أن يستعمل حرفا من الحروف القديمة رمزا له، لاحظوا معي عينة من الطلاسم السرية التي استعملها مجموعة من الحاخامات عاشوا في الجزائر قديما.
بطبيعة الحال زادت الأمور تعقيدا و أصبحت الوضعية صعبة، لكن أؤكد للجميع أن هذه الأمور موجودة فعلا في الروحانيات العبرية و النصرانية، و هي جديدة علينا لأنه لم يسبق لأحد أن تعمق في صلب السحر العبري، و هذه أول مرة نتطرق لمثل هذه الأمور التي ظلت لقرون و قرون سرا بين اليهود، و بمثل هذه الدقة.
متى حدد المبتدأ اسمه السري، و طلسمه السري لم يبقى أمامه سوى الانتقال إلى المرحلة التالية من العمل ألا و هي الارتباط بلغريغور.
أعلم جيدا أنني لم أتوسع بما فيه الكفاية لكن خير الكلام ما قل و دل كما يقول المثال العربي.
بعد أن قدمنا شرحا كافية على الوسائل اللازمة للمريد قصد الارتباط بلغريغور، وجب علينا الآن أن نعود لبيت القصيد، و أن نكمل الشرح الخاص بكيفية عمل هذه الأرواح.
أولا: تماما مثل السحرة، لكل إغريغور اسم سري، و طلسم سري، و اسم قوة خاص به؛ هذه الأركان الأربعة لا يمكن الوصول إليها ما لم يتم قبول المترشح للانتماء للجماعة، و لا يتم تزويد المنخرط الجديد بهذه المعلومات إلا بعد أن يتم قبوله، و ينجح في الامتحان الخاص بالطبائع الأربعة، و بطبيعة الحال بعد أن يجد اسمه السري و طلسمه الخاص، هنا الحاخام هو الذي يتكفل بعملية تزويد المريد الجديد بهذه المعلومات.
الاسم السري للغريغور: كلنا نعلم أن لكل شيء في الأرض و في السماء اسم معروف به، سواء كان هذا الشيء إنسان، أو جان، أو ملك،أو حيوان أو نبات، فلكل إغريغور إذا اسم سري يكنى به، و هذه سنة من سنن الله سبحانه و تعالى في نفسه و في خلقه، و لو لا هذه الأسماء لاختلط كل شيء. جاء في القرآن العظيم في سورة البقرة ( و علم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحناك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم).
تحديد اسم لغريغور يعود للحاخامات، لأنهم حراسه و كبار سدنته، فهم من يتولوا عملية خلقه و تزويده بالطاقة اللازمة لحياته، فالمريد لا يستطيع سوى أن يشارك في الأذكار الخاصة بتنشيطه، كما يمكنه طلب المدد الروحاني منه ليس أكثر من ذلك.
الطلسم السري للغريغور: تماما مثل الاسم لكل إغريغور طلسم خاص لابد أن يكون موجودا في جميع الفوائد الروحانية التي ينفذها السحرة اليهود
كيف يطلب الساحر اليهودي المدد من لغريغور ؟ لقد وصلنا هنا إلى نقطة مهمة جدا و من الأسرار التي لن تجدونها لا في مخطوط و لا في كتاب؛ فحين يبدأ الساحر اليهودي في تنفيذ فائدة روحانية ما، و بعد أن يصرف العمار و ينشط دائرة الحماية أو الحفظ، و قبل أن يبدأ في تنفيذ الفائدة مهما كان نوعها، يقوم بطلب المدد من لغريغور، فمتى شعر بوصول المدد ينتقل لعملية تنفيذ الفائدة التي هو بصدد عملها، هذا يعني أن جميع الفوائد الروحانية العبرية منقسمة إلى قسمان القسم الأول الخاص بالفائدة في حد ذاتها، أما القسم الثاني فهو عملية طلب المدد الروحاني من لغريغور، و هنا تجدر الإشارة إلى أن الروح السفلية التي ستنفذ المطلوب مجبرة على الاستجابة لنداء الساحر اليهودي، لأن قوة علوية تجزرها و تأمرها بالانقياد للطلب مهما كان. إذا يمكننا القول أن الفوائد الروحانية العبرية تحتوي في مجملها على عملية ثانوية لكن مهمة جدا و أساسية تتمثل في تنشيط لغريغور و طلب المدد منه، و لا تستطيع الأرواح السفلية حتى و لو كانت ملكا من ملوك الجان أن لا تنفذ أمر القوة العلوية الحاكمة عليها و الجازرة لها. فهذه إذا نقطة مهمة جدا، و سرا من أسرار اليهود المكتومة، فاعرفوا قدر و شأن ما وصل إليكم و سئلوا الله العظيم أن يعينني على إتمام الرسالة التي بدأتها فالعمر قصير و الموت حق، و أقربنا للموت الطاعن في السن و المريض.
كيف و بماذا تتم عملية طلب المدد من لغريغور ؟ قلنا ان طلب المدد الروحاني من أي إغريغور تتطلب معرفة اسمه و امتلاك طلسمه، لكن هذا لا يكفي، لأننا نحتاج أيضا إلى شمعة مصنوعة بطرقة خاصة جدا و إلى نوع معين من السماط.
المصدر: احمد محمد شاهين
مواضيع مماثلة
» دولة الخوارج في المغرب العربي
» * تعريف السحر وحكمه - أنواع السحر وأقسامه - علاج السحر وطرقه
» * اسرار السحر اليهودي - السحر المغربي - حل السحر بسحر مثله .
» * تعريف السحر-السحروانواعه - السحر عبر العصور- السحر والأديان
» * ديناصور لبنان - النمر العربي - الحصان العربي
» * تعريف السحر وحكمه - أنواع السحر وأقسامه - علاج السحر وطرقه
» * اسرار السحر اليهودي - السحر المغربي - حل السحر بسحر مثله .
» * تعريف السحر-السحروانواعه - السحر عبر العصور- السحر والأديان
» * ديناصور لبنان - النمر العربي - الحصان العربي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى