* اشباح الموصل- انعكاس المرآت - اسألة بلا اجوبة - ام عبد الله
صفحة 1 من اصل 1
* اشباح الموصل- انعكاس المرآت - اسألة بلا اجوبة - ام عبد الله
ارواح واشباح الموصل القديمه ؟!
أصوات ﻹطفال يرقصون وضحكات تنتشر مع حلول الظلام في منطقة الموصل القديمه ....
أحياننا يسمع صوت لأم تصرخ صبااااااا صباااااااااا يعوي بصوت مبحوح صباااااااااا (وينكي وينكي انا امكي يوووم صبااااااا )
صبا احمد عزيز
من سكنة الميدان فقدت بتاريخ
2017 /6/28..مع اشتداد قصف متبادل داخل احياء الميدان القديم عصرا كانت السيده ايناس من سكنة الموصل القديمه تركض خوفا وتمسك يد بنتها صبا اربع سنوات التراب كان يغطي اجسادهن لدرجة انه غير ملامحهم وكأنهن قد هربن من القبور ...لكن صوت ايناس لم يتغير بعد هبوط مقذوفة غبيه تلاشت صبا من يد امها ولم يبق منها سوى الكف وقليل من الساعد ...عندها بدات الأم تصرخ صبااااااا صباااااااااا اقتربت من خطوط تواجد القوات الامنيه التي ترجتها ان تسير معهم للخطوط الخلفيه لكن النقيب علي احمد لم يفلح بأقناعها بان صباااا قضت بالأنفجار وان الكف التي تمسك به كف ابنتها ... ايناس لم تلتزم بكل التعليمات وعادت الى الميدان وفي صبيحة اليوم الثاني عثر على ايناس مقتولة وتمسك في كفها يد صبااااا وقام احد الجنود بعد التعرف عليها قبل يوم كيف كانت مصابة بحالة هلع لما جرى لابتها وقد ماتت وهي تلازم كف صبا بيدها ....قام على الفور ومعه صديق شهم من محافظة الديوانيه ن،ع.عبدالله الهزاع بدفنها بخربة قديمه بيت من بيوت الميدان ......وبعد ان انتهت معركة الموصل القديمه وكلما تقترب الشمس من مغاربها لتنام وراء المدينة القديمه ...يظهر صوت الأم مدوي في الميدان
(( صبااااااااا وينكي)) صوت الأم مايزال يحوم فوق اشلاء الميدان يسبب صوتها ذعر قديم لكل السرايا التي تحيط بالمدينة القديمه وبعدها يسمع اصوات لأطفال تلعب وضحك واصوات لأقدام اطفال تركض حتى مطلع الفجر ....
الملازم لؤي الراشد ،، الذي يتخذ مقدمة الجسر العتيق مكان لمجموعته يقول لم اكن اصدق ان الارواح لها نحيب وحراك حتى تقربت مجموعتي
(شط الجومي) وبيت المقام فكلما علا صوت الاطفال نرحمهم ونقرأ المعوذات والفاتحه .لان ماجرى للموصل القديمه كان مؤسفا جدا ...يقول مايرعبني فعلا اصوات الفرح التي تنبعث من الاطفال وانا مدرك حق اليقين بأن منطقة الميدان خالية من الاهالي فمن أين تأتي هذه الأطفال ليلا .... وعند سؤالي عن تفسير مايجري يقول ان ارواح المظلوم تحوم لاتفارق مكان المصرع الاخير ...
...توجهت بنفسي الى المدينة القديمه وانتظرت من جهة مدينة الالعاب ومع حلول العشاء كانت الاصوات تسمع اصوات ممزوجة بالصراخ والفرح تفزع كلما جرى اطلاقات نار تحذيريه من جنودنا عند ضفتي المدينه ...وبعد وقت قصير تعود الاصوات اصوات الاطفال واضحة جدا وصراخ الام صبااااا لم اميز ماتقول لكنه صوت لأم تبحث عن شي ما ......لم ولن تغادر الارواح المدينة القديمه لانها خنقت ظلما بهذا المكان حتى نهر دجله وكانه يبتعد ليلا عن شواطئ المدينة القديمه لانه لايريد ان يستمع لصوت ايناس الذبيحه وصبا العصفور التي تناثرت للسماء ...
كتبت في الموصل 2017/7/27
بشهادات فوج الرافدين والسرايا المتجحفلة معها حول مدينة الالعاب والبورصه والجسر القديم
داؤد عليه السلام ..ان ارواح الصرعى لاتفارق مكان اغتصابها حتى الموت ..وتبق تحوم الى ان يأذن الرب برحيلها وطميئنتها ...(مزامير داؤد )
بسم الله الرحمن الرحيم
ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضيه...
انعكاس المرآة
طارق فتحي
وقفت مديحة طويلا امام المرآة تتأمل وجهها الفتي الغض مستعرضة طفولة نهديها واستدارة اسفل ظهرها بنوع من العجب والتماهي مع ذاتها . اقتربت اكثر فاكثر علها تجد علة في بشرة وجهها حاولت جاهدة فما افلحت. عندها تيقنت كم هي جميلة سرحت بعيدا في تلافيف خيالها الخصب . انها في الخامسة عشر بجسد ناهد تجاوز سني عمرها قليلا, تهمس في سرها ببضع كلمات تسمع نفسها من فيها . سامية وفتوح واسراء وسهى هي الاخرى زميلات على مقاعد الدراسة المتوسطة, كل لديها صديق يحبها وتحبه سمير ووائل وشرف واسعد . الا هي بدون صديق او صاحب , لعل السبب يكمن في ثنايا جمالها الاخاذ الطافح بالانوثة الصارخة.
ابتعدت قليلا عن مرآتها لترى جمال جسدها من بعيد فاذا به جسداً تطرب له العقول قبل القلوب , اذا السر يكمن في تقاسيم وجهها الطفولي البريء. اقسمت مع نفسها انها اجمل من فتوح وسهى بشهادة زميلاتها في الصف. اطرقت براسها الى الارض كمن يفكر في امر ما , لا بد ان يكون هناك سببا اخر تتفنن به البنات لجذب الصبيات والصبيان, آه !! وجدتها ..! انها الطريقة التي يتصرفن بها كالكلام المعسول وحركات الجسد , نعم !! انها لغة الجسد ذلك الذي يتفنن به .
التصقت بمرآتها فتحت عينيها على وسعيهما لترى لونيهما عن كثب فتاهت في صحراء قوس قزح باطلالة خلابة فوق حشائش خضراء وتلافيف لها العجب من الالوان المبهرة في آن, فغرت فاهها كاشفة عن صفين رائعين من اللؤلؤ والمرجان بانفاسها الزكية ورائحتها الطيبة , لا تعلم كم من الوقت انقضى وهي تداعب خصلات شعرها امام مرآتها حاولت عدة مرات تغيير تسريحة شعرها لتبدو اجمل , تيقنت اخيرا ان ارساله بطبيعته من اجمل ما يكون فتركته على حاله .
يا الهي .. كيف يجذبن زميلاتي الشباب حتى يحبوهن .. تذكرت لحظتها تعاليم امها التي اصبحت فيما بعد القانون الصارم الذي لا تحيد عنه قيد انملة, ممنوع الالتفات الى الخلف والجوانب وانت تسيرين في الشارع في طريق ذهابك الى المدرسة, يجب ان يكون ظهرك مستقيما وراسك مطرق على الارض طول خط سيرك. البنت الشريفة يجب ان لا تكلم احدا وهي في الشارع صبي كان او فتاة . يجب ان تكون تقاسيم وجهك عبوسا قنطريرا . يمنع منعا باتا الابتسامة بوجه الغير, البنت الشريفة عليها ان تسير مثل جند العسكر.
هي بطبيعتها الفطرية صدقت كلام امها لا بل تربت عليه منذ نعومة اظفارها, فاصبحت بنت غاية في الادب الملتزم وروعة في النزاهة والشرف , ترمي العلكة من فمها حال خروجها من البيت, لاتاكل المرطبات في الشارع لانه لا يفعل ذلك الا الراقصات وبنات الهوى وغير المحتشمات , مع انها تجهل اغلب مصطلحات والدتها الا ان مفرداتها نقشت في العقل والقلب كالنقش على الحجر لا تمحوه الايام والسنون الطوال.
صمتت هنيئة واردفت تخاطب مرآتها , لقد طفح الكيل بي غداً سوف اسأل احد البنات حول الكيفية والماهية التي تجلب به الفتاة الشاب نحوها , فعلا تم لها ذلك نصحتها زميلتها ( فتوح ) , الموضوع بسيط جدا انت تنظرين الى الشاب مع ابتسامة خفيفة وقليلا من دلع البنات وحين ينظر اليك اشري له بيدك , سترين ان الامر في غاية اليسر والسهولة.
عادت في اليوم التالي تتامل كلام زميلتها وهي امام مرآتها علمت حينها كم هي جبانة ومؤدبة لحد المقت, اذ لابد ان تكشفها امها حال تغير سلوكها وهي التي عودتها على الصراحة التامة وتحكي لها كل صغيرة وكبيرة تمرق امام شريط حياتها مرورا باحلامها في المنام واليقظة . حتما ان امها ستعلم بشكل او بآخر. سرحت بخيالها بعيدا اخذت تحلم في يقظتها ان احدهم اهداها شريط كاسيت فيه اعذب اغاني الحب والغرام لاشهر المطربين العرب عبد الحليم حافظ , هنا انتبهت لنفسها, الحب اعرف معناه ولكن الغرام لا اعرف ماهيته .
البنات يحصلن بسهولة ويسر على اشرطة كاسيت فيها اغاني عبد الحليم حافظ وهاني شاكر وغيره. لما لا اكون مثلهن, وان كنت لا احب هاني شاكر وافضل عبد الحليم عليه , ماذا لو صارحت امها بكل خيالاتها انه الاحساس المفعم بالحب للحياة ورؤية الجمال المبثوث من حولها والطبيعة الرائعة بالوانها الزاهية انه الادرنالين هرمون الحب يسري فيها كسريان الدم في العروق, قررت البوح بكل تاملاتها لوالدتها فهي تراها كالجبل الشامخ فليكن الطوفان . آه .. نسيت انها سوف تمنعها من الذهاب الى المدرسة متنفسها الوحيد الى العالم الخارجي .
مرت الايام توطدت العلاقة بين مديحة ومرأتها التي احبتها كثيرا فهي الشيء الوحيد التي تستطيع البوح لها بكل ارهاصاتها الصبيانية العفوية الفطرية وهي خير صديق وحبيب ومبعث آمان واطمئنان عظيم .
في ربيع ذلك العام لمحت شابا يافعا يسترخي على كرسي بلاج هزاز ببلكونة البيت المقابل لبيتها تنظر له من خلال فتحة صغيرة لمجرى مياه الامطار ( مزريب ) قد رفع من مكانه لعلة عدم صلاحيته. انه الاخ الاصغر يشبه اخاه كثيراً حتى انها لا تفرق بينهما لعدم رؤيتها لملامح وجهيهما باتقان فذلك عيب كبير علينا ان لا نتفرس الوجوه جيداً,بالكاد رفعت راسها من فوق سياج السطح واومأت له بيدها اشارة لجلب انتباهه وسرعان ما خفضت راسها ترقبه من خلال فتحة (المزريب).
ترى ماذا ستكون ردت فعله وهي اول اشارة عملتها في حياتها لشاب الجيران . بداهة الشاب لم يعجبها الا ان نظارته السوداء وهو مستلقي تحت اشعة الشمس جلبت انتباهها ففعلت ما فعلت, في الحقيقة هذه العائلة مؤدبة جداً ,اخته الكبيرة تدرس اختها في مرحلة الثانوي, صحيح انهم جيران ولكن لم تكون هناك علاقات اجتماعية فيما بينهم بسبب كونهم من بغداد وهي من المحافظات المجاورة . كانت تراهم بعينها الطفولية انهم اناس راقين ومتكبرين بين قوسين ( شايلين خشمهم ) هكذا كانت تراهم مديحة .
صدمت اثناء مراقبتها له من فتحتها الصغيرة نهض فجأة من مقعده اخذ يطيل النظر لسطح دراها باحثا عنها بكل شغف وفضول حينها شعرت بالعار والشنار وانها ارتكبت عملا فاحشاً اخذ الرعب والخوف مأخذه منها هبطت سلالم الدار مسرعة وهي تتفرس بوجه ابيها واخيها من منهم سوف يذبحها , وهل اهون عليهما . خرجت لحديقة المنزل والرعب يلفها من راسها حتى اخمص قدميها اختلت مع نفسها كي لا تفضح سرها امامهم , نظرت الى الحشائش الخضراء في حديقة منزلها الخلفية وهمست في سرها , هنا سوف انحر لا ليس هنا انه غير ملائم , بل هناك سوف ينحرونني, اخشى كل ما اخشاه ان يذبحوني في الحديقة الامامية سيشاهدني حينها كل الجيران , ابي رجل مسكين لا يحب الفضائح وهو مقبول من كل اهل المحلة ومحترم عندهم . اعتقد انه سيذبحني في الصالة تجنباً للفضيحة بين الناس . يا لحماقتي ماذا فعلت للتو واللحظة . هل جننت.؟
ماذا اقول لامي وابي حين يطرق ابن الجيران بابنا ويخبرهم بما فعلت ؟ او لعله يرسل اخته لتخبر امي بما حصل يا للفاجعة الكبيرة لولا علمي ان الانتحار حرام ويدخل صاحبه النار لانتحرت من فوري , يا الهي ثبت فؤادي واقسم لك باني لن اكررها ثانية , الهي انت اله الحب والسلام وصاحب المغفرة والرحمة ارحم بحالي اني اكاد ان اجن يا للهول وا مصيبتاه الخزي والعار والشنار سيلاحقاني الى ابد الدهر ان سلمت من الذبح .
عادت ثانية الى الدار بوجه شاحب اصفر مكفهر , لمحت امها ذلك بسرعة سالتها مابك مصفرة الوجه غائرة العينان كلمتها بالاشارة ففهمت امها منها العبارة ( انها الدورة الشهرية ), ومع طول الوقت امتنعت عن تناول الطعام بصحبة اهلها وكذلك الحال في طعام العشاء . مرت هذه الحالة بمديحة لثلاثة ايام متتاليات قررت حينها والدتها مفاتحة ابيها لعرضها على الطبيب لاجراء الفحوصات الطبية الشاملة للدم وغيره للوقوف على علة سبب عدم تناولها للطعام مع فقدان الشهية وتغيرات فسيولوجية رهيبة تحدث لها باستمرار في جسدها الغض الطري, هذا ما كانت تهمس به والدتها لابيها في غرفة نومهما وهي تسترق السمع من خلف الباب.
خلال الايام الثلاثة المنصرمة كلما دق جرس الباب لامر ما يتملكها خوف ورعب شديدين تظن انه هو او اخته جاءا للوشاية بها. مرت الايام الثلاثة كالجحيم تتلظى تحت لواءه . هذه هي محاولتها الاولى للبحث عن الحب هل تصورتم معي هذا البؤس الفاقع , مديحة الان في عمر الخامسة والستون عاما , لازالت جميلة المحيا حسنة المظهر ولازالت بنت باكر ( لم يطمثها انس ولا جان). ولا زوج ولا اطفال ...
اسئلة بلا اجوبة
طارق فتحي
التعلم في الصغر كالنقش على الحجر لا تمحوه الايام والسنين . منذ نعومة اظفارنا ونحن مستمعين جيدين لقصص الجد والجدة الجميلة الممتعة . كانت هذه القصص تدور بحسب محيط نشأت هذا الجد او تلك الجدة . مع ان الطابع الديني من مواعظ وارشادات ونهي وقبول على هيئة قصص غاية في الروعة وبالتالي تناول قصص العادات والتقاليد المجتمعية للازمنة الغابرة بغية العضة والسير على خطاها . واخيراً عندما تفرغ جعبة الجدة تتناول القصص الخرافية او ما نسميه اليوم بقصص الماورائيات بدأ بالاساطير والخرافة وانتهاءا بالتحليلات العلمية التي اثبتت مؤخرا صحة اغلب قصص الاساطير والخرافات المروية من قبل الاجداد او غيرهم.
مع تقدم العصر معلنا الحداثة في كل شيء دخل الراديو ( المذياع ) كما يسمونه البغداديون , اول الامر بقي المجتمع بين معارض ومتقبل للوافد الجديد . ومع انحصار دور ( الروزخون ) الملا الذي يجتمع عنده نفر قليل من الناس ليقرأ عليهم اساطير الاولين والاخرين . كانت الضربة القاضية لهذا الدور من الفن في الاستماع والاستمتاع بدخول (التلفزيون) لعدد قليل من البيوت البغدادية . منهياً عصر الروزخونية والى الابد .
ثقافتنا خليط من الاساطير والخرافة مؤطرة باطر دينية تارة وتاريخية تارة اخرى تنتقل رويدا رويدا من المحلية الى القبلية والى المدنية الحاضرة الملموسة ومنها الى الاقليمية واخيراً الى العالمية . هذا الخليط الهجين من الافكار والمعتقدات باتت تسيطر على عقولنا مرورا بقلوبنا حتى اصبح للبعض منها ثوابتاً لا نحيد عنها قيد انملة .
ما يوافق ديننا نهلل ونرحب به وما يعارضه من امور في الفروع وليس الاصول نخلق لها المبررات كي يتم قبولها في عقولنا مثل الحرية والديمقراطية والعصرنة في وقتنا الحالي والمدنية والتحضر والتمدن في عصر اجدادنا وهكذا دواليك نشأنا تحت سياط الممنوع والمرغوب والحلال والحرام والعرف والتقاليد لاغين عقولنا تماما مستندين على عادات وتقاليد اقوام سبقونا بالاف السنين الا من رحم ربي .
وهكذا دواليك حتى اذا ما كبرنا واصبحنا اكثر نضجا ما انفكت عقولنا تطرح اسئلة كثيرة دون ان نجد اجابات شافية لها لا من حيث الدين ولا من حيث العلم . وبقيت هذه الاساطير والحكايات القديمة قدم الدهر تتأرجح بين الحق واليقين والخرافة والتسلية حيناً وبين ظواهر غامضة اتتنا اليها الاشارة فاغنتنا عنها العبارة . وهاهم علماء التاريخ والمستحاثات الاحفورية يخبرونا كل فترة بصدق وقوع هذه الكارثة او الاسطورة التي تتحدث عنها باكتشافات علمية رصينة بعيدة كل البعد عن الشك .
مع اننا كمسلمين نسلم بالكلية الى ما جاء في القرآن الكريم دون نقاشه علمياً لذلك تاخذنا الحيرة بعيدا للجهل المقدس المسلم به كل مسلمي بقاع الارض الا من رحم ربي . وانا كفرد عربي مسلم كان لدي الكثير الكثير من الاسئلة لم اجد الاجابات الصريحة والصادقة عليها لغاية يومنا هذا .
اسئلة بلا اجابات
من خلق الكون ؟
كيف بثت الحياة من جحيم مستعر .؟
هل هناك اكوان اخرى غير كوننا.؟
هل نحن وحدنا في هذا الكون الرحب .؟
هل هناك اكوان اخرى موازية لكوننا بينهم بوابات نجمية تفتح وفق تاريخ معين او مناسبة كونية بعينها.؟
ما هو العقل واين هو.؟
ما هي الروح التي اذا فاضت تموت فينا الحياة .؟
اين مكان هذه الروح.؟
لماذا خلقنا الله اذا اراد ان يحاسبنا .؟
هل نحن مسيرين ام مخيرين .؟
هل القرآن كتابنا الديني المقدس مخلوق ام غير مخلوق .؟
القرأن يتحدث عن الغيبيات فيما مضى وفي قابل الايام والعصور.؟
هل علينا ان نصدق حواسنا الخمسة فحسب .؟
هل هناك حواس اخرى بدواخلنا ترتقي بنا الى معارج القدس.؟
كرسي الاعتراف
طارق فتحي
امة عبد الله
لم أكن أعرف حقيقة زوجي إلا ليلة زفافي إليه .. فبعد أن انسحب المدعوون وهدأ صخب الفرح وتوقف قرع الطبول .. وجدتني أمامه وجهاً لوجه في حجرة واحدة والباب مغلق علينا ..أطرقت برأسي في حياء وحمرة الخجل تعلو وجنتي .. لم أنظر أبداً تجاهه .. ولم أفتح فمي بكلمة واحدة .هو الرجل ويجب أن يبدأ هو
طال انتظاري دون جدوى .. تمر الدقائق بطيئة مملة .. لا صوت .. ولا حركة .. ازداد خوق وقلقي .. تحول الحياء إلى رعب شديد .. شلني حتى الصدمة ..
لم لا يتكلم هذا الرجل .. لم لا يقترب .. ما به ؟ تململت في جلستي دون أن أحيد نظراتي المصوبة نحو الأرض .. ترى هل هو خجول لهذه الدرجة .. أم أنني لم أعجبه .. ؟ صرخة قوية دوت في أعماقي .. لا .. بالتأكيد أنا أعجبه .. فأنا
جميلة .. بل باهرة الجمال ..وهذه ليست المرة الأولى التي يراني فيها فقد رآني أثناء الخطبة مرة واحدة .. ولكنني لم أحاول التحدث معه إطلاقاً .. هو لم يبادر ولم أشأ أن أكون البادئة فيظن بي الظنون .. حتى أمي قالت لي ذات يوم بأن الرجل يفضل المرأة الخجولة ويكره الجريئة الثرثارة ..
بسملت وحوقلت .. قرأت آية "الكرسي" في سري وأنا أحاول طرد الشيطان ..ولكنه أيضاً لم يتكلم .. هل هو أبكم لا ينطق ؟ .. كلا فقد أكد لي أبي بأنه يتكلم بطلاقة لا نظير لها .. أخي حكى لي كيف أن حديثه حلو وحكاياته كثيرة .. إذاً ما به
ربما هو ليس في الحجرة معي .. هنا فقط رفعت رأسي بذعر لتصطدم عيناي به .. أخفضت عيناي بسرعة وصدري يعلو ويهبط .. ولكنه لا ينظر إلي ..
أنا متأكدة من ذلك .. في نظرتي السريعة إليه أدركت هذا .. رفعت نظراتي إليه ببطء وأنا أغرق في ذهولي ..إنه لا يشعر حتى بوجودي .. فقط ينظر إلى السقف بقلق وعلى وجهه سيماء تفكير عميق ..
تحرك فجأة ولكنني لم أستطع أن أبعد نظرات الدهشة عنه .. لم ينظر إلي كما تبادر إلى ذهني فقط نظر إلى الساعة ثم أخذ يقضم أظافره بعصبية شديدة ..تحولت دهشتي إلى نوع من الحزن .. ممتزج بيأس مر ..قطرات من الدموع انسابت من عيني لتتحول إلى أنين خافت تقطعه شهقات تكاد تمزق صدري الصغير ..حانت منه إلتفاتة عابرة لا تدل على شيء .. فارتفع نشيجي عالياً يقطع الصمت من حولي ويحيل الحجرة الهادئة المعدة لعروسين ببطء .. وقف إلى جواري قائلاً بصوت غريب أسمعه لأول مرة :
لماذا تبكين ؟
هززززززززززززت كتفي بيأس ودموعي لا تزال تنهال بغزارة على وجهي ليصبح كخريطة ألوان ممزقة عاد لي الصوت الغريب مرة أخرى قائلاً .
اسمعي يا امة الله .. أنت طالق ..توقفت دموعي فجأة وأنا أنظر إليه فاغرة فاهي من شدة الذهول .. هل هو يهزل .. يمثل .. يسخر ..أين الحقيقة والواقع في وسط هذه المعمعة .. هل أنا أحلم .. أم أنه كابوس مرعب يقضي على مضجعي ؟..
أفقت في اليوم التالي على بيت أبي .. وأنا مطلقة .. وأمي تنتحب بحرقة .. وأبي يصرخ من بين أسنانه ووجه أسود كالليل :لقد انتقم مني الجبان .. لن أغفرها له .. لن أغفرها له ..وقتها فقط عرفت الحقيقة .عرفت بأنني مجرد لعبة للانتقام بين شريكين .. أحدهما وهو أبي قرر أن يزوجني لابن شريكه لكي يكتسح غضبه الذي سببته له خلافاتهما التجارية ..والآخر قرر أن ينتقم من أبي في شخصي .. ولكن ما ذنبي أنا في هذا كله .. لماذا يضيع مستقبلي وأنا لا زلت في شرخ الشباب ؟ .. لماذا أتعرض للعبة قذرة كتلك ؟
لم أبك .. ولم أذرف دمعة واحدة .. واجهت أبي بكل كبرياء .. وأنا أقول له :
أبي .. لا تندم .. لست أنا من تتحطم ..نظر أبي لي بدهشة وغشاء رقيق يكسو عينيه .. وإمارات الألم والندم تلوح في وجهه ..أسرعت إلى حجرتي كي لا أرى انكساره .. نظرت إلى صورتي المنعكسة في المرآة فهالني ما أراه .. أبداً لست أنا .. لست أنا تلك الفتاة الحلوة المرحة الواثقة من نفسها .. لقد تحطم كل شيء في ثوان .. تاهت الحلاوة وسط دهاليز المرارة التي تغص بها نفسي .. وسقط المرح في فورة التعاسة الكاسحة .. وتلاشت الثقة كأنها لم تكن .. وأصبحت أنظر لنفسي بمنظار جديد وكأنني مجرد حيوان مريض أجرب ..
أرعبتني عيناي .. أخافتني نظرة الانتقام الرهيبة التي تطل منهما ..أغمضتهما بشدة قبل أن تسقط دمعة حائرة ضلت الطريق ..أسرعت إلى الهاتف وشعلة الانتقام تدفعني بقوة لم أعهدها في نفسي .. أدرت أرقام هاتفه بأصابع قوية لا تعرف الخوف .. جاءني الصوت المميز الغريب الذي لن أنساه مدى الدهر ..يكفي أنه الصوت الذي قتلني ليلة زفافي وذبحني من الوريد إلى الوريد .. قلت له بنعومة
أمقتها :
أنا معجبة !
لم أكن أتوقع أبداً سرعة إستجابته و لا تلك الحرارة المزيفة التي أمطرني بها دون أن يعرفني ..أنهيت المكالمة بعد أن وعدته بأن أحادثه مرة أخرى وفي نفس الوقت من كل يوم ..بصقت على الهاتف وأنا أودعه كل غضبي وحقدي واحتقاري .. سأحطمه .. سأقتله كما قتلني ..كما دمر كل شيء في حياتي الواعدة ..استمرت مكالمتي له .. وازداد تلهفه وشوقه لرؤيتي ومعرفة من أكون .. صددته بلطف وأنا
أعلن له أنني فتاة مؤدبة وخلوقة .. ولن يسمع مني غير صوتي ..تدله في حبي حتى الجنون .. وأوغل في متاهاته الشاسعة التي لن تؤدي إلى شيء .. سألني الزواج .. جاوبته بضحكة ساخرة بأنني لا أفكر بالزواج حالياً ..
أجابني بأسى :
أنا مضطر إذن للزواج من أخرى .. فأبي يحاول إقناعي بالزواج من إبنة عمي .. ولكني لن أنساك أبداً يا من عذبتني ..! قبل أن أودعه طلبت منه صوراً للذكرى موقعة باسمه .. على أن يتركها في مكان متفق عليه لأخذها أنا بعد ذلك .. وصلتني الصور مقرونة بأجمل العبارات وأرق الكلمات وموقعة باسمه دست على الصور بقدمي وأنا أقاوم غثياني الذي يطفح كرهاً وحقداً وإحتقاراً ..
بعد شهور أخبرني عن طريق الهاتف بموعد زواجه .. ثم قال بلهجة يشوبها التردد
ألن تحضري حفل زواجي .. ألن أراك ولو للحظة واحدة قبل أن أتزوج .. قلت له باشمئزاز :وزوجتك أليست هي الجديرة بأن تراها ليلة زفافك ..
رد باحتقار :
إنني لا أحبها .. وقد رأيتها عشرات المرات .. ولكن أنت إنك .. أنت الحب الوحيد في حياتي وعدته باللقاء وفي نفس ليلة زواجه !. من جهة أخرى كنت أخطط لتدميره فقد حانت اللحظة الحاسمة لأقتله كما قتلني .. لأحطمه كما حطمني .. كما دمر كل شيء في حياتي البريئة ..جمعت صوره الممهورة بأروع توقيعاته في ظرف كبير ..وقبل دخوله على عروسه بساعة واحدة كان الظرف بين يديها .. وكانت الصور متناثرة
بعضها ممزق بغل .. وصور أخرى ترقد هادئة داخل الظرف بخيالي تصورت ما حدث .. العريس يدخل على عروسه التي من المفترض بأنها هادئة ومرحة وجميلة
فيجد كل هذا قد تبدل .. الهدوء حل محله الغضب والراحة اتخذ مكانها الصخب .. والجمال تحول إلى وجه منفر بغيض وهي تصرخ بوجهه قائلة :طلقني ! لم أخفي فرحتي وأنا أحادثه في نفس الليل :مبروك .. الطلاق .بوغت سأل بمرارة :من ؟
قلت له بصوت تخللته الضحكات :
أنا المعجبة .. امة الله ...
أصوات ﻹطفال يرقصون وضحكات تنتشر مع حلول الظلام في منطقة الموصل القديمه ....
أحياننا يسمع صوت لأم تصرخ صبااااااا صباااااااااا يعوي بصوت مبحوح صباااااااااا (وينكي وينكي انا امكي يوووم صبااااااا )
صبا احمد عزيز
من سكنة الميدان فقدت بتاريخ
2017 /6/28..مع اشتداد قصف متبادل داخل احياء الميدان القديم عصرا كانت السيده ايناس من سكنة الموصل القديمه تركض خوفا وتمسك يد بنتها صبا اربع سنوات التراب كان يغطي اجسادهن لدرجة انه غير ملامحهم وكأنهن قد هربن من القبور ...لكن صوت ايناس لم يتغير بعد هبوط مقذوفة غبيه تلاشت صبا من يد امها ولم يبق منها سوى الكف وقليل من الساعد ...عندها بدات الأم تصرخ صبااااااا صباااااااااا اقتربت من خطوط تواجد القوات الامنيه التي ترجتها ان تسير معهم للخطوط الخلفيه لكن النقيب علي احمد لم يفلح بأقناعها بان صباااا قضت بالأنفجار وان الكف التي تمسك به كف ابنتها ... ايناس لم تلتزم بكل التعليمات وعادت الى الميدان وفي صبيحة اليوم الثاني عثر على ايناس مقتولة وتمسك في كفها يد صبااااا وقام احد الجنود بعد التعرف عليها قبل يوم كيف كانت مصابة بحالة هلع لما جرى لابتها وقد ماتت وهي تلازم كف صبا بيدها ....قام على الفور ومعه صديق شهم من محافظة الديوانيه ن،ع.عبدالله الهزاع بدفنها بخربة قديمه بيت من بيوت الميدان ......وبعد ان انتهت معركة الموصل القديمه وكلما تقترب الشمس من مغاربها لتنام وراء المدينة القديمه ...يظهر صوت الأم مدوي في الميدان
(( صبااااااااا وينكي)) صوت الأم مايزال يحوم فوق اشلاء الميدان يسبب صوتها ذعر قديم لكل السرايا التي تحيط بالمدينة القديمه وبعدها يسمع اصوات لأطفال تلعب وضحك واصوات لأقدام اطفال تركض حتى مطلع الفجر ....
الملازم لؤي الراشد ،، الذي يتخذ مقدمة الجسر العتيق مكان لمجموعته يقول لم اكن اصدق ان الارواح لها نحيب وحراك حتى تقربت مجموعتي
(شط الجومي) وبيت المقام فكلما علا صوت الاطفال نرحمهم ونقرأ المعوذات والفاتحه .لان ماجرى للموصل القديمه كان مؤسفا جدا ...يقول مايرعبني فعلا اصوات الفرح التي تنبعث من الاطفال وانا مدرك حق اليقين بأن منطقة الميدان خالية من الاهالي فمن أين تأتي هذه الأطفال ليلا .... وعند سؤالي عن تفسير مايجري يقول ان ارواح المظلوم تحوم لاتفارق مكان المصرع الاخير ...
...توجهت بنفسي الى المدينة القديمه وانتظرت من جهة مدينة الالعاب ومع حلول العشاء كانت الاصوات تسمع اصوات ممزوجة بالصراخ والفرح تفزع كلما جرى اطلاقات نار تحذيريه من جنودنا عند ضفتي المدينه ...وبعد وقت قصير تعود الاصوات اصوات الاطفال واضحة جدا وصراخ الام صبااااا لم اميز ماتقول لكنه صوت لأم تبحث عن شي ما ......لم ولن تغادر الارواح المدينة القديمه لانها خنقت ظلما بهذا المكان حتى نهر دجله وكانه يبتعد ليلا عن شواطئ المدينة القديمه لانه لايريد ان يستمع لصوت ايناس الذبيحه وصبا العصفور التي تناثرت للسماء ...
كتبت في الموصل 2017/7/27
بشهادات فوج الرافدين والسرايا المتجحفلة معها حول مدينة الالعاب والبورصه والجسر القديم
داؤد عليه السلام ..ان ارواح الصرعى لاتفارق مكان اغتصابها حتى الموت ..وتبق تحوم الى ان يأذن الرب برحيلها وطميئنتها ...(مزامير داؤد )
بسم الله الرحمن الرحيم
ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضيه...
انعكاس المرآة
طارق فتحي
وقفت مديحة طويلا امام المرآة تتأمل وجهها الفتي الغض مستعرضة طفولة نهديها واستدارة اسفل ظهرها بنوع من العجب والتماهي مع ذاتها . اقتربت اكثر فاكثر علها تجد علة في بشرة وجهها حاولت جاهدة فما افلحت. عندها تيقنت كم هي جميلة سرحت بعيدا في تلافيف خيالها الخصب . انها في الخامسة عشر بجسد ناهد تجاوز سني عمرها قليلا, تهمس في سرها ببضع كلمات تسمع نفسها من فيها . سامية وفتوح واسراء وسهى هي الاخرى زميلات على مقاعد الدراسة المتوسطة, كل لديها صديق يحبها وتحبه سمير ووائل وشرف واسعد . الا هي بدون صديق او صاحب , لعل السبب يكمن في ثنايا جمالها الاخاذ الطافح بالانوثة الصارخة.
ابتعدت قليلا عن مرآتها لترى جمال جسدها من بعيد فاذا به جسداً تطرب له العقول قبل القلوب , اذا السر يكمن في تقاسيم وجهها الطفولي البريء. اقسمت مع نفسها انها اجمل من فتوح وسهى بشهادة زميلاتها في الصف. اطرقت براسها الى الارض كمن يفكر في امر ما , لا بد ان يكون هناك سببا اخر تتفنن به البنات لجذب الصبيات والصبيان, آه !! وجدتها ..! انها الطريقة التي يتصرفن بها كالكلام المعسول وحركات الجسد , نعم !! انها لغة الجسد ذلك الذي يتفنن به .
التصقت بمرآتها فتحت عينيها على وسعيهما لترى لونيهما عن كثب فتاهت في صحراء قوس قزح باطلالة خلابة فوق حشائش خضراء وتلافيف لها العجب من الالوان المبهرة في آن, فغرت فاهها كاشفة عن صفين رائعين من اللؤلؤ والمرجان بانفاسها الزكية ورائحتها الطيبة , لا تعلم كم من الوقت انقضى وهي تداعب خصلات شعرها امام مرآتها حاولت عدة مرات تغيير تسريحة شعرها لتبدو اجمل , تيقنت اخيرا ان ارساله بطبيعته من اجمل ما يكون فتركته على حاله .
يا الهي .. كيف يجذبن زميلاتي الشباب حتى يحبوهن .. تذكرت لحظتها تعاليم امها التي اصبحت فيما بعد القانون الصارم الذي لا تحيد عنه قيد انملة, ممنوع الالتفات الى الخلف والجوانب وانت تسيرين في الشارع في طريق ذهابك الى المدرسة, يجب ان يكون ظهرك مستقيما وراسك مطرق على الارض طول خط سيرك. البنت الشريفة يجب ان لا تكلم احدا وهي في الشارع صبي كان او فتاة . يجب ان تكون تقاسيم وجهك عبوسا قنطريرا . يمنع منعا باتا الابتسامة بوجه الغير, البنت الشريفة عليها ان تسير مثل جند العسكر.
هي بطبيعتها الفطرية صدقت كلام امها لا بل تربت عليه منذ نعومة اظفارها, فاصبحت بنت غاية في الادب الملتزم وروعة في النزاهة والشرف , ترمي العلكة من فمها حال خروجها من البيت, لاتاكل المرطبات في الشارع لانه لا يفعل ذلك الا الراقصات وبنات الهوى وغير المحتشمات , مع انها تجهل اغلب مصطلحات والدتها الا ان مفرداتها نقشت في العقل والقلب كالنقش على الحجر لا تمحوه الايام والسنون الطوال.
صمتت هنيئة واردفت تخاطب مرآتها , لقد طفح الكيل بي غداً سوف اسأل احد البنات حول الكيفية والماهية التي تجلب به الفتاة الشاب نحوها , فعلا تم لها ذلك نصحتها زميلتها ( فتوح ) , الموضوع بسيط جدا انت تنظرين الى الشاب مع ابتسامة خفيفة وقليلا من دلع البنات وحين ينظر اليك اشري له بيدك , سترين ان الامر في غاية اليسر والسهولة.
عادت في اليوم التالي تتامل كلام زميلتها وهي امام مرآتها علمت حينها كم هي جبانة ومؤدبة لحد المقت, اذ لابد ان تكشفها امها حال تغير سلوكها وهي التي عودتها على الصراحة التامة وتحكي لها كل صغيرة وكبيرة تمرق امام شريط حياتها مرورا باحلامها في المنام واليقظة . حتما ان امها ستعلم بشكل او بآخر. سرحت بخيالها بعيدا اخذت تحلم في يقظتها ان احدهم اهداها شريط كاسيت فيه اعذب اغاني الحب والغرام لاشهر المطربين العرب عبد الحليم حافظ , هنا انتبهت لنفسها, الحب اعرف معناه ولكن الغرام لا اعرف ماهيته .
البنات يحصلن بسهولة ويسر على اشرطة كاسيت فيها اغاني عبد الحليم حافظ وهاني شاكر وغيره. لما لا اكون مثلهن, وان كنت لا احب هاني شاكر وافضل عبد الحليم عليه , ماذا لو صارحت امها بكل خيالاتها انه الاحساس المفعم بالحب للحياة ورؤية الجمال المبثوث من حولها والطبيعة الرائعة بالوانها الزاهية انه الادرنالين هرمون الحب يسري فيها كسريان الدم في العروق, قررت البوح بكل تاملاتها لوالدتها فهي تراها كالجبل الشامخ فليكن الطوفان . آه .. نسيت انها سوف تمنعها من الذهاب الى المدرسة متنفسها الوحيد الى العالم الخارجي .
مرت الايام توطدت العلاقة بين مديحة ومرأتها التي احبتها كثيرا فهي الشيء الوحيد التي تستطيع البوح لها بكل ارهاصاتها الصبيانية العفوية الفطرية وهي خير صديق وحبيب ومبعث آمان واطمئنان عظيم .
في ربيع ذلك العام لمحت شابا يافعا يسترخي على كرسي بلاج هزاز ببلكونة البيت المقابل لبيتها تنظر له من خلال فتحة صغيرة لمجرى مياه الامطار ( مزريب ) قد رفع من مكانه لعلة عدم صلاحيته. انه الاخ الاصغر يشبه اخاه كثيراً حتى انها لا تفرق بينهما لعدم رؤيتها لملامح وجهيهما باتقان فذلك عيب كبير علينا ان لا نتفرس الوجوه جيداً,بالكاد رفعت راسها من فوق سياج السطح واومأت له بيدها اشارة لجلب انتباهه وسرعان ما خفضت راسها ترقبه من خلال فتحة (المزريب).
ترى ماذا ستكون ردت فعله وهي اول اشارة عملتها في حياتها لشاب الجيران . بداهة الشاب لم يعجبها الا ان نظارته السوداء وهو مستلقي تحت اشعة الشمس جلبت انتباهها ففعلت ما فعلت, في الحقيقة هذه العائلة مؤدبة جداً ,اخته الكبيرة تدرس اختها في مرحلة الثانوي, صحيح انهم جيران ولكن لم تكون هناك علاقات اجتماعية فيما بينهم بسبب كونهم من بغداد وهي من المحافظات المجاورة . كانت تراهم بعينها الطفولية انهم اناس راقين ومتكبرين بين قوسين ( شايلين خشمهم ) هكذا كانت تراهم مديحة .
صدمت اثناء مراقبتها له من فتحتها الصغيرة نهض فجأة من مقعده اخذ يطيل النظر لسطح دراها باحثا عنها بكل شغف وفضول حينها شعرت بالعار والشنار وانها ارتكبت عملا فاحشاً اخذ الرعب والخوف مأخذه منها هبطت سلالم الدار مسرعة وهي تتفرس بوجه ابيها واخيها من منهم سوف يذبحها , وهل اهون عليهما . خرجت لحديقة المنزل والرعب يلفها من راسها حتى اخمص قدميها اختلت مع نفسها كي لا تفضح سرها امامهم , نظرت الى الحشائش الخضراء في حديقة منزلها الخلفية وهمست في سرها , هنا سوف انحر لا ليس هنا انه غير ملائم , بل هناك سوف ينحرونني, اخشى كل ما اخشاه ان يذبحوني في الحديقة الامامية سيشاهدني حينها كل الجيران , ابي رجل مسكين لا يحب الفضائح وهو مقبول من كل اهل المحلة ومحترم عندهم . اعتقد انه سيذبحني في الصالة تجنباً للفضيحة بين الناس . يا لحماقتي ماذا فعلت للتو واللحظة . هل جننت.؟
ماذا اقول لامي وابي حين يطرق ابن الجيران بابنا ويخبرهم بما فعلت ؟ او لعله يرسل اخته لتخبر امي بما حصل يا للفاجعة الكبيرة لولا علمي ان الانتحار حرام ويدخل صاحبه النار لانتحرت من فوري , يا الهي ثبت فؤادي واقسم لك باني لن اكررها ثانية , الهي انت اله الحب والسلام وصاحب المغفرة والرحمة ارحم بحالي اني اكاد ان اجن يا للهول وا مصيبتاه الخزي والعار والشنار سيلاحقاني الى ابد الدهر ان سلمت من الذبح .
عادت ثانية الى الدار بوجه شاحب اصفر مكفهر , لمحت امها ذلك بسرعة سالتها مابك مصفرة الوجه غائرة العينان كلمتها بالاشارة ففهمت امها منها العبارة ( انها الدورة الشهرية ), ومع طول الوقت امتنعت عن تناول الطعام بصحبة اهلها وكذلك الحال في طعام العشاء . مرت هذه الحالة بمديحة لثلاثة ايام متتاليات قررت حينها والدتها مفاتحة ابيها لعرضها على الطبيب لاجراء الفحوصات الطبية الشاملة للدم وغيره للوقوف على علة سبب عدم تناولها للطعام مع فقدان الشهية وتغيرات فسيولوجية رهيبة تحدث لها باستمرار في جسدها الغض الطري, هذا ما كانت تهمس به والدتها لابيها في غرفة نومهما وهي تسترق السمع من خلف الباب.
خلال الايام الثلاثة المنصرمة كلما دق جرس الباب لامر ما يتملكها خوف ورعب شديدين تظن انه هو او اخته جاءا للوشاية بها. مرت الايام الثلاثة كالجحيم تتلظى تحت لواءه . هذه هي محاولتها الاولى للبحث عن الحب هل تصورتم معي هذا البؤس الفاقع , مديحة الان في عمر الخامسة والستون عاما , لازالت جميلة المحيا حسنة المظهر ولازالت بنت باكر ( لم يطمثها انس ولا جان). ولا زوج ولا اطفال ...
اسئلة بلا اجوبة
طارق فتحي
التعلم في الصغر كالنقش على الحجر لا تمحوه الايام والسنين . منذ نعومة اظفارنا ونحن مستمعين جيدين لقصص الجد والجدة الجميلة الممتعة . كانت هذه القصص تدور بحسب محيط نشأت هذا الجد او تلك الجدة . مع ان الطابع الديني من مواعظ وارشادات ونهي وقبول على هيئة قصص غاية في الروعة وبالتالي تناول قصص العادات والتقاليد المجتمعية للازمنة الغابرة بغية العضة والسير على خطاها . واخيراً عندما تفرغ جعبة الجدة تتناول القصص الخرافية او ما نسميه اليوم بقصص الماورائيات بدأ بالاساطير والخرافة وانتهاءا بالتحليلات العلمية التي اثبتت مؤخرا صحة اغلب قصص الاساطير والخرافات المروية من قبل الاجداد او غيرهم.
مع تقدم العصر معلنا الحداثة في كل شيء دخل الراديو ( المذياع ) كما يسمونه البغداديون , اول الامر بقي المجتمع بين معارض ومتقبل للوافد الجديد . ومع انحصار دور ( الروزخون ) الملا الذي يجتمع عنده نفر قليل من الناس ليقرأ عليهم اساطير الاولين والاخرين . كانت الضربة القاضية لهذا الدور من الفن في الاستماع والاستمتاع بدخول (التلفزيون) لعدد قليل من البيوت البغدادية . منهياً عصر الروزخونية والى الابد .
ثقافتنا خليط من الاساطير والخرافة مؤطرة باطر دينية تارة وتاريخية تارة اخرى تنتقل رويدا رويدا من المحلية الى القبلية والى المدنية الحاضرة الملموسة ومنها الى الاقليمية واخيراً الى العالمية . هذا الخليط الهجين من الافكار والمعتقدات باتت تسيطر على عقولنا مرورا بقلوبنا حتى اصبح للبعض منها ثوابتاً لا نحيد عنها قيد انملة .
ما يوافق ديننا نهلل ونرحب به وما يعارضه من امور في الفروع وليس الاصول نخلق لها المبررات كي يتم قبولها في عقولنا مثل الحرية والديمقراطية والعصرنة في وقتنا الحالي والمدنية والتحضر والتمدن في عصر اجدادنا وهكذا دواليك نشأنا تحت سياط الممنوع والمرغوب والحلال والحرام والعرف والتقاليد لاغين عقولنا تماما مستندين على عادات وتقاليد اقوام سبقونا بالاف السنين الا من رحم ربي .
وهكذا دواليك حتى اذا ما كبرنا واصبحنا اكثر نضجا ما انفكت عقولنا تطرح اسئلة كثيرة دون ان نجد اجابات شافية لها لا من حيث الدين ولا من حيث العلم . وبقيت هذه الاساطير والحكايات القديمة قدم الدهر تتأرجح بين الحق واليقين والخرافة والتسلية حيناً وبين ظواهر غامضة اتتنا اليها الاشارة فاغنتنا عنها العبارة . وهاهم علماء التاريخ والمستحاثات الاحفورية يخبرونا كل فترة بصدق وقوع هذه الكارثة او الاسطورة التي تتحدث عنها باكتشافات علمية رصينة بعيدة كل البعد عن الشك .
مع اننا كمسلمين نسلم بالكلية الى ما جاء في القرآن الكريم دون نقاشه علمياً لذلك تاخذنا الحيرة بعيدا للجهل المقدس المسلم به كل مسلمي بقاع الارض الا من رحم ربي . وانا كفرد عربي مسلم كان لدي الكثير الكثير من الاسئلة لم اجد الاجابات الصريحة والصادقة عليها لغاية يومنا هذا .
اسئلة بلا اجابات
من خلق الكون ؟
كيف بثت الحياة من جحيم مستعر .؟
هل هناك اكوان اخرى غير كوننا.؟
هل نحن وحدنا في هذا الكون الرحب .؟
هل هناك اكوان اخرى موازية لكوننا بينهم بوابات نجمية تفتح وفق تاريخ معين او مناسبة كونية بعينها.؟
ما هو العقل واين هو.؟
ما هي الروح التي اذا فاضت تموت فينا الحياة .؟
اين مكان هذه الروح.؟
لماذا خلقنا الله اذا اراد ان يحاسبنا .؟
هل نحن مسيرين ام مخيرين .؟
هل القرآن كتابنا الديني المقدس مخلوق ام غير مخلوق .؟
القرأن يتحدث عن الغيبيات فيما مضى وفي قابل الايام والعصور.؟
هل علينا ان نصدق حواسنا الخمسة فحسب .؟
هل هناك حواس اخرى بدواخلنا ترتقي بنا الى معارج القدس.؟
كرسي الاعتراف
طارق فتحي
امة عبد الله
لم أكن أعرف حقيقة زوجي إلا ليلة زفافي إليه .. فبعد أن انسحب المدعوون وهدأ صخب الفرح وتوقف قرع الطبول .. وجدتني أمامه وجهاً لوجه في حجرة واحدة والباب مغلق علينا ..أطرقت برأسي في حياء وحمرة الخجل تعلو وجنتي .. لم أنظر أبداً تجاهه .. ولم أفتح فمي بكلمة واحدة .هو الرجل ويجب أن يبدأ هو
طال انتظاري دون جدوى .. تمر الدقائق بطيئة مملة .. لا صوت .. ولا حركة .. ازداد خوق وقلقي .. تحول الحياء إلى رعب شديد .. شلني حتى الصدمة ..
لم لا يتكلم هذا الرجل .. لم لا يقترب .. ما به ؟ تململت في جلستي دون أن أحيد نظراتي المصوبة نحو الأرض .. ترى هل هو خجول لهذه الدرجة .. أم أنني لم أعجبه .. ؟ صرخة قوية دوت في أعماقي .. لا .. بالتأكيد أنا أعجبه .. فأنا
جميلة .. بل باهرة الجمال ..وهذه ليست المرة الأولى التي يراني فيها فقد رآني أثناء الخطبة مرة واحدة .. ولكنني لم أحاول التحدث معه إطلاقاً .. هو لم يبادر ولم أشأ أن أكون البادئة فيظن بي الظنون .. حتى أمي قالت لي ذات يوم بأن الرجل يفضل المرأة الخجولة ويكره الجريئة الثرثارة ..
بسملت وحوقلت .. قرأت آية "الكرسي" في سري وأنا أحاول طرد الشيطان ..ولكنه أيضاً لم يتكلم .. هل هو أبكم لا ينطق ؟ .. كلا فقد أكد لي أبي بأنه يتكلم بطلاقة لا نظير لها .. أخي حكى لي كيف أن حديثه حلو وحكاياته كثيرة .. إذاً ما به
ربما هو ليس في الحجرة معي .. هنا فقط رفعت رأسي بذعر لتصطدم عيناي به .. أخفضت عيناي بسرعة وصدري يعلو ويهبط .. ولكنه لا ينظر إلي ..
أنا متأكدة من ذلك .. في نظرتي السريعة إليه أدركت هذا .. رفعت نظراتي إليه ببطء وأنا أغرق في ذهولي ..إنه لا يشعر حتى بوجودي .. فقط ينظر إلى السقف بقلق وعلى وجهه سيماء تفكير عميق ..
تحرك فجأة ولكنني لم أستطع أن أبعد نظرات الدهشة عنه .. لم ينظر إلي كما تبادر إلى ذهني فقط نظر إلى الساعة ثم أخذ يقضم أظافره بعصبية شديدة ..تحولت دهشتي إلى نوع من الحزن .. ممتزج بيأس مر ..قطرات من الدموع انسابت من عيني لتتحول إلى أنين خافت تقطعه شهقات تكاد تمزق صدري الصغير ..حانت منه إلتفاتة عابرة لا تدل على شيء .. فارتفع نشيجي عالياً يقطع الصمت من حولي ويحيل الحجرة الهادئة المعدة لعروسين ببطء .. وقف إلى جواري قائلاً بصوت غريب أسمعه لأول مرة :
لماذا تبكين ؟
هززززززززززززت كتفي بيأس ودموعي لا تزال تنهال بغزارة على وجهي ليصبح كخريطة ألوان ممزقة عاد لي الصوت الغريب مرة أخرى قائلاً .
اسمعي يا امة الله .. أنت طالق ..توقفت دموعي فجأة وأنا أنظر إليه فاغرة فاهي من شدة الذهول .. هل هو يهزل .. يمثل .. يسخر ..أين الحقيقة والواقع في وسط هذه المعمعة .. هل أنا أحلم .. أم أنه كابوس مرعب يقضي على مضجعي ؟..
أفقت في اليوم التالي على بيت أبي .. وأنا مطلقة .. وأمي تنتحب بحرقة .. وأبي يصرخ من بين أسنانه ووجه أسود كالليل :لقد انتقم مني الجبان .. لن أغفرها له .. لن أغفرها له ..وقتها فقط عرفت الحقيقة .عرفت بأنني مجرد لعبة للانتقام بين شريكين .. أحدهما وهو أبي قرر أن يزوجني لابن شريكه لكي يكتسح غضبه الذي سببته له خلافاتهما التجارية ..والآخر قرر أن ينتقم من أبي في شخصي .. ولكن ما ذنبي أنا في هذا كله .. لماذا يضيع مستقبلي وأنا لا زلت في شرخ الشباب ؟ .. لماذا أتعرض للعبة قذرة كتلك ؟
لم أبك .. ولم أذرف دمعة واحدة .. واجهت أبي بكل كبرياء .. وأنا أقول له :
أبي .. لا تندم .. لست أنا من تتحطم ..نظر أبي لي بدهشة وغشاء رقيق يكسو عينيه .. وإمارات الألم والندم تلوح في وجهه ..أسرعت إلى حجرتي كي لا أرى انكساره .. نظرت إلى صورتي المنعكسة في المرآة فهالني ما أراه .. أبداً لست أنا .. لست أنا تلك الفتاة الحلوة المرحة الواثقة من نفسها .. لقد تحطم كل شيء في ثوان .. تاهت الحلاوة وسط دهاليز المرارة التي تغص بها نفسي .. وسقط المرح في فورة التعاسة الكاسحة .. وتلاشت الثقة كأنها لم تكن .. وأصبحت أنظر لنفسي بمنظار جديد وكأنني مجرد حيوان مريض أجرب ..
أرعبتني عيناي .. أخافتني نظرة الانتقام الرهيبة التي تطل منهما ..أغمضتهما بشدة قبل أن تسقط دمعة حائرة ضلت الطريق ..أسرعت إلى الهاتف وشعلة الانتقام تدفعني بقوة لم أعهدها في نفسي .. أدرت أرقام هاتفه بأصابع قوية لا تعرف الخوف .. جاءني الصوت المميز الغريب الذي لن أنساه مدى الدهر ..يكفي أنه الصوت الذي قتلني ليلة زفافي وذبحني من الوريد إلى الوريد .. قلت له بنعومة
أمقتها :
أنا معجبة !
لم أكن أتوقع أبداً سرعة إستجابته و لا تلك الحرارة المزيفة التي أمطرني بها دون أن يعرفني ..أنهيت المكالمة بعد أن وعدته بأن أحادثه مرة أخرى وفي نفس الوقت من كل يوم ..بصقت على الهاتف وأنا أودعه كل غضبي وحقدي واحتقاري .. سأحطمه .. سأقتله كما قتلني ..كما دمر كل شيء في حياتي الواعدة ..استمرت مكالمتي له .. وازداد تلهفه وشوقه لرؤيتي ومعرفة من أكون .. صددته بلطف وأنا
أعلن له أنني فتاة مؤدبة وخلوقة .. ولن يسمع مني غير صوتي ..تدله في حبي حتى الجنون .. وأوغل في متاهاته الشاسعة التي لن تؤدي إلى شيء .. سألني الزواج .. جاوبته بضحكة ساخرة بأنني لا أفكر بالزواج حالياً ..
أجابني بأسى :
أنا مضطر إذن للزواج من أخرى .. فأبي يحاول إقناعي بالزواج من إبنة عمي .. ولكني لن أنساك أبداً يا من عذبتني ..! قبل أن أودعه طلبت منه صوراً للذكرى موقعة باسمه .. على أن يتركها في مكان متفق عليه لأخذها أنا بعد ذلك .. وصلتني الصور مقرونة بأجمل العبارات وأرق الكلمات وموقعة باسمه دست على الصور بقدمي وأنا أقاوم غثياني الذي يطفح كرهاً وحقداً وإحتقاراً ..
بعد شهور أخبرني عن طريق الهاتف بموعد زواجه .. ثم قال بلهجة يشوبها التردد
ألن تحضري حفل زواجي .. ألن أراك ولو للحظة واحدة قبل أن أتزوج .. قلت له باشمئزاز :وزوجتك أليست هي الجديرة بأن تراها ليلة زفافك ..
رد باحتقار :
إنني لا أحبها .. وقد رأيتها عشرات المرات .. ولكن أنت إنك .. أنت الحب الوحيد في حياتي وعدته باللقاء وفي نفس ليلة زواجه !. من جهة أخرى كنت أخطط لتدميره فقد حانت اللحظة الحاسمة لأقتله كما قتلني .. لأحطمه كما حطمني .. كما دمر كل شيء في حياتي البريئة ..جمعت صوره الممهورة بأروع توقيعاته في ظرف كبير ..وقبل دخوله على عروسه بساعة واحدة كان الظرف بين يديها .. وكانت الصور متناثرة
بعضها ممزق بغل .. وصور أخرى ترقد هادئة داخل الظرف بخيالي تصورت ما حدث .. العريس يدخل على عروسه التي من المفترض بأنها هادئة ومرحة وجميلة
فيجد كل هذا قد تبدل .. الهدوء حل محله الغضب والراحة اتخذ مكانها الصخب .. والجمال تحول إلى وجه منفر بغيض وهي تصرخ بوجهه قائلة :طلقني ! لم أخفي فرحتي وأنا أحادثه في نفس الليل :مبروك .. الطلاق .بوغت سأل بمرارة :من ؟
قلت له بصوت تخللته الضحكات :
أنا المعجبة .. امة الله ...
مواضيع مماثلة
» * قصص قصيرة : ذات الرداء الاسود - همهمة في جوف الليل - نبوءة تحققت - لقاء الاحبة - في غرفة نومي - شبح في الصالة - اشباح طريق زاخو - رجماً من الغيب - حياة جديدة
» * حب رسول الله صلى الله عليه وسلم 1
» * حب رسول الله صلى الله عليه وسلم 2
» * فرق الموت في العراق وسوريا - مجازر الموصل و كركوك - مذبحة المماليك في بغداد.
» * ثقلفات اعياد الشعوب - الحياة الاجتماعية للاكراد في الموصل - نظرة الغرب للعرب
» * حب رسول الله صلى الله عليه وسلم 1
» * حب رسول الله صلى الله عليه وسلم 2
» * فرق الموت في العراق وسوريا - مجازر الموصل و كركوك - مذبحة المماليك في بغداد.
» * ثقلفات اعياد الشعوب - الحياة الاجتماعية للاكراد في الموصل - نظرة الغرب للعرب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى