* (4) السيطرة على المؤسسات الدولية: ثانيا: الأمم المتحدة
صفحة 1 من اصل 1
* (4) السيطرة على المؤسسات الدولية: ثانيا: الأمم المتحدة
(4) السيطرة على المؤسسات الدولية:
ثانيا: الأمم المتحدة
الحرم الإبراهيمي ذكرى المجزرة ووقع المأساة
تعتري البعض منا الدهشة، ويمتلكه العجب، وتظلله الحيرة وهو يرى خضوع الأمم المتحدة للنفوذ الصهيوني و رفضها لكافة القرارات الدولية، بل وانصياع الأمم المتحدة لإرادة اليهود ، وحتى تذهب عن هذا البعض ما أصابه من الدهشة والعجب والحيرة، علينا أن نعرف حقيقة إسرائيل ، بل وحقيقة الأمم المتحدة التي أقيمت في الأساس زمن عصبة الأمم المتحدة من أجل أن تكون معينـًا لليهود لسلب وسرقة الحقوق العربية وبشكل خاص حقوق الشعب الفلسطيني.
فما يزال العالم يذكر حقيقتين عجيبتين:
الحقيقة الأولى : هي أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في تاريخ المؤسسات الدولية التي نشأت بقرار من الأمم المتحدة وليس بقرار الواقع التاريخي والحق والعدالة هي إسرائيل. بداية من صك الانتداب البريطاني على فلسطين الذي أصدرته عصبة الأمم في السادس من يوليو 1921م لتحقيق وعد بلفور 1917،ومرورا بقرار تقسيم فلسطين الذي أصدرته الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة رقم 181 والذي أُصدر بتاريخ 29 نوفمبر 1947 بعد التصويت (33 مع، 13 ضد، 10 ممتنع) ويتبنّى خطة تقسيم فلسطين القاضية بإنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وتقسيم أراضيها إلى 3 كيانات جديدة، كالتالي:
- دولة عربية: وتقع على الجليل الغربي، ومدينة عكا، والضفة الغربية، والساحل الجنوبي الممتد من شمال مدينة أسدود وجنوبا حتى رفح، مع جزء من الصحراء على طول الشريط الحدودي مع مصر.
- دولة يهودية: على السهل الساحلي من حيفا وحتى جنوب تل أبيب، والجليل الشرقي بما في ذلك بحيرة طبريا وإصبع الجليل، والنقب بما في ذلك أم الرشراش أو ما يعرف بإيلات حاليا.
- القدس وبيت لحم والأراضي المجاورة، تحت وصاية دولية.
ثم بإعلان قيام دولة إسرائيل في 14 مايو 1948وانتهاء بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة في 11/أيار من عام 1949 بناءا على توصية مجلس الأمن بقبول عضوية إسرائيل والذي كان بمثابة اعتراف جماعي بها ، حيثأصبحت الدولة رقم( 59)في المنظمة الدولية.
الحقيقة الثانية: هي أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمتعت بأكبر قدر من قرارات الفيتو لتعطيل الإجراءات الدولية التي صدرت بحقها.
والآن تعالوا بنا نتعرف على نشأة الأمم المتحدة ودور اليهود في ذلك من خلال النقاط التالية:
(1) اليهود و هيئة الأمم المتحدة
إخواني وبني جلدتي:
إن من دسائس اليهود ومكائدهم في سبيل الوصول إلى أغراضهم ومصالحهم تسللهم في المؤسسات الدولية والجمعيات العالمية لكي يستغلوها حسب منافعهم الدنيئة، وأهدافهم الصهيونية، وليوجهوها في الطريق الذي يؤدي بها في نهاية المطاف إلى غاية تلتقي مع غايتهم الحقيرة، أو إلى الإخفاق والاضمحلال، كما فعلوا بعصبة الأمم السابقة، التي أدى تغلغلهم فيها إلى رد فعل عنيف كان من جملة الأسباب التي دفعتها إلى الهاوية والانحلال،وكذلك الأمر حين تأسست منظمة هيئة الأمم المتحدة سعى اليهود في جميع أقطار الأرض ليدسوا أنفسهم بين موظفيها الداخليين والخارجيين، وليدخلوا في جميع لجانها المختلفة.
لقد تمكن اليهود من خلال العصبة من إثارة اهتمام الرأي العام العالمي نحو الاضطهاد الذي تعرض له اليهود في ألمانيا، فعملوا على استصدار قرار أممي تدفع ألمانيا بموجبه تعويضات لليهود عن هذا الاضطهاد ولا تزال ألمانيا مستمرة في دفع فاتورة هذا القرار حتى اليوم.
وأخيراً فإن من أعظم ما حققه اليهود من خلال عصبة الأمم المتحدة هو سيطرة أمة واحدة قليلة على كل أمم الأرض وهي أمة اليهود وذلك بدعة صكوك الانتداب الاستعمارية من قبل دول أوربا وبخاصة انجلترا وفرنسا على أغلب دول العالم العربي والإسلامي، فلما أدت عصبة الأمم الدور المنوط بها، والذي أنشأت من أجله كان لابد من دفنها، وايجاد وليد جديد بدلا منها، يقوم بدورها، ولكن في هذه المرة لدية من القوة العسكرية ما تمكنه من تحقيق قراراته، وكان هذا الوليد هو الأمم المتحدة وقوتها العسكرية المتمثلة في مجلس الأمن، ثم الغطاء القانوني للتدخل في الشئون الداخلية لأي دولة من خلال منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
الأمم المتحدة
نشأت هيئة الأمم المتحدة على أنقاض عصبة الأمم المتحدة عام 1365هـ -1945م (1) بعد إنشاء جامعة الدول العربية بثلاثة شهور تقريبا(2) ًوعصبة الأمم التي كانت نواة هيئة الأمم نشأت في أعقاب الحرب العالمية الأولى عام1339هـ -1920م(3) وكان الغرض الرئيس من إنشائها الحيلولة دون نشوب حرب عالمية ثانية تكون لها من الآثار المدمرة مثل ما كان للحرب العالمية الأولى (4) أو بعبارة أخرى لتحقيق الأمن والسلم الدوليين (5)
فلما نشبت الحرب العالمية الثانية 1358-1365هـ الموافق 1939-1945م كان ذلك بمثابة إعلان فشل وسقوط لعصبة الأمم المتحدة؛ لأنها وقفت عاجزة ولم تتمكن من الحيلولة دون نشوب الحرب، وهي الغاية التي أنشئت من أجلها (6)
لعل ذلك ما دفع بعض الدول في أثناء الحرب العالمية الثانية تداعت بعض الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا(7) إلى محاولة إيجاد صيغة أخرى للأمم المتحدة، تتمتع بالثقة والاحترام والمصداقية، وبعد مفوضات استمرت ما يقرب من سنتين تم الاتفاق على إنشاء هيئة الأمم المتحدة على أنقاض عصبة الأمم المتحدة، مع إجراء بعض التعديلات على ميثاقها لتكون أكثر قدرة وفاعلية في مواجهة الأزمات التي تتعرض لها( وورثت الهيئة الحسابات والأرصدة والمسؤوليات التي كانت تتولاها العصبة (9)
فمع نهاية سنة 1357هـ - 1938م أصبح انهيار عصبة الأمم وشيكًا، ولم تحافظ على العضوية فيها إلا تسع وأربعون دولة فقط، من أصل الاثنتين وستين التي أنشأتها، وفي سنة 1359هـ- 1940م توقف قلبها عن النبض تماماً(10)
هذا وقد ظل الصهاينة طيلة سنوات الحرب العالمية الثانية يعملون بدون توقف لإحياء عصبة أمم قوية عند نهاية الحرب، وتحت اسم جديد(11)
فجاء اختراع هيئة الأمم المتحدة (( كأعظم إنجاز دولي هام من إنجازات اليهود )) (12)
شعار الأمم المتحدة
وقد أصبح اليهودي (ألجرهيس) (13) عضو جهاز التجسس السوفييتي في حكومة الولايات المتحدة أول أمين عام والمسئول التنفيذي الرئيسي لمنظمة الأمم المتحدة ... واختار سراً معظم شخصيات جهاز أمانة الأمم المتحدة، ورشح نحو خمسمائة شخص لهذه الوظائف(14)
ولعب اليهود دوراً هاماً في إقامة لجنة حقوق الإنسان سنة 1366هـ - 1946م مع أنهم لم يكونوا موجودين رسمياً في المجلس، إلا أن الفكرة كانت فكرتهم في المقام الأول(15)
وجعل ميثاق هيئة الأمم المتحدة المسؤولية عن قضايا حقوق الإنسان من اختصاص الأمم المتحدة، ونزعها من أيدي الحكومات بشكل منفرد،(( وبالتالي لم تعد أية حكومة تسلم من تدخل الأمم المتحدة فيما يتعلق بحقوق الإنسان)) (16)
وأصبح اليهود (( يحتلون رسمياً مراكز هامة في منظمة الأمم المتحدة، فقد كانت أمانة المنظمة يهودية في غالبيتها المطلقة )) (17)
ويجب ألا نغفل أن (( محكمة العدل الدولية )) وهي إحدى الأجهزة التابعة لهيئة الأمم المتحدة من اختراع اليهود، وهي تستطيع دائماً أن تحكم بأن أي قضية محلية لأي دولة تمثل فعلاَ تهديداً أو خرقاً للسلام، بحيث يمكن للجيوش الدولية أن تنزل و تستولي على البلد وقد طبق ذلك عملياًً (18)
و أن اعتبار (( الإبادة الجماعية )) جريمة دولية يتحمل مسؤوليتها الأفراد والدول على حد سواء، واستصدار قرار بذلك من الجمعية العامة للأمم المتحدة هو من اختراع اليهود أيضاً (19)
إن سيطرة اليهود (( على العالم من خلال الأمم المتحدة )) تسير على قدم وساق، (( ولا يبدو أن هناك قوة ما قادرة على إيقاف الزحف اليهودي للسيطرة على العالم. إنهم لم يعودوا يعملون وحدهم، فالأمميون الذين غسلت أدمغتهم وأصبحوا كالببغاوات يرددون الدعاية الصهيونية بحماس متقطع الأنفاس موجودون في كل مكان، في مجالس الشيوخ والنواب، وفي النوادي، وفي زوايا الشوارع ))(20)
إن الفوضى التي تكتسح الولايات المتحدة نتيجة لسطوة الأمم المتحدة جعلت السناتور الأمريكي (مكران) يقول: (( إنني متأكد بأنني سأظل نادماً ما حييت لتصويتي على ميثاق الأمم المتحدة )) (21)
أما (جون وود) عضو مجلس النواب الأمريكي فقد كان أكثر جرأة إذ قال( إنني أطالب هذه المنظمة الخائنة للوقوف خلف القضبان والمثول أمام العدالة الأمريكية، وأطالب مرة أخرى بإلغاء عضوية الولايات المتحدة في الأمم المتحدة والمنظمات المتخصصة المتفرعة عنها )) (22)
وهذا الكلام يقودنا إلى تذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تشارك في نشأة عصبة الأمم المتحدة من قبل، كما لم تكن يوما عضواً فيها إلى أن سقطت(23)مع أنها حالياً من أكثر الدول استخداماً للأمم المتحدة (التي نشأت على أنقاض عصبة الأمم) في الهيمنة على العالم، إلاَّ أن هذه الهيمنة لا تعود على الدولة والمجتمع الأمريكي بفوائد مباشرة تذكر.
واليوم فإن (( النظام الدولي الجديد يرتكز على توسيع دور الأمم المتحدة في التدخل في شؤون الدول وحل الصراعات أو إدارتها -بعبارة أصح-، ونظراً لأن العالم الغربي هو الأقدر على تمويل عمليات قوات الأمم المتحدة وجمع الأموال لها، فإن تلك المنظمة الدولية سوف تكون قناعاً للدول الأقوى التي تقف خلفها، وقد وضح ذلك للعالم كله من خلال ما كان يحدث:
في البوسنة، حيث لم تفلح الأمم المتحدة إلا في إصدار قرار يمنع مسلمي البوسنة من التسلح للدفاع عن أنفسهم على حين تتدفق الأسلحة على الصرب.
وفي فلسطين صدرت عشرات القرارات عن مجلس الأمن في إدانة الغاصبين اليهود لكن شيئاً منها لم ينفذ، بل إن العالم الغربي كله يقف خلف الغاصب ليمده بكل مقومات البقاء واستمرار العدوان.
وعلى حين تلاحق الأمم المتحدة كوريا الشمالية و الباكستان لإخضاعهما للتفتيش عن الأسلحة النووية يغض الطرف عن الهند وإسرائيل. وهذا كله يعني أن النظام العالمي الجديد اعتمد خيار الأمم المتحدة لتكون الأداة التي يتم استخدامها في طمس حقوق الضعفاء وفي مقدمتهم المسلمون ))(24)
(( ولم يزل أعضاء مختلف وفود البلاد إلى هذه المؤسسات ( هيئة الأمم، ومجلس الأمن، ومحكمة العدل ) جميعهم، أو أكثريتهم، من اليهود، أو صنائعهم، أو منْ يعطفون عليهم، واليونسكو منظمة تكاد تكون يهودية خالصة موضوعاً، وشبه يهودية شكلاً ))(25) وكذا منظمات الأرصاد الدولية، ومنظمات الطلبة والشباب والشابات في العالم(26)
(( وقد تزايد نفوذ اليهود مؤخراً في الأمانة العامة للأمم المتحدة، وفي الإدارة الأمريكية الأخيرة بصورة عجيبة، وهذا النفوذ سيكون وخيم العواقب في تشويه صورة المسلمين، وتأليب الغرب عليهم، واستخدام قواه الجبارة ضد أدبياتهم ومصالحهم))(27)
(2) نشأة الأمم المتحدة
انتهت عصبة الأمم نظريا بقيام الحرب العالمية الثانية ( 1939) وانتهت فعليا بنهايتها ( 1945 ) وخلال هذه الفترة كان اليهود يعملون لإيجاد نظام عالمي بديل لها بمسمى جديد وكذلك إقناع قادة الدول الكبرى بهذه الفكرة , التي بدأت بتوقيع الرئيس الأمريكي روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني تشرشل "ميثاق الأطلسي " عام 1941الداعي إلى "منظومة دائمة وأوسع للأمنالعام"
فى عام 1942 دعا المؤتمر اليهودي العالمي الذي عقد فى نيويورك إلى قيام " نظام عالمي جديد" و"منظمة أمن عالمية " تحميه وتطبق قراراته بين الدول المحاربة لألمانيا فى الحرب العالمية الثانية ، ووضع اليهود نصب أعينهم فى هذا المؤتمر"استعادة الحقوق الشرعية لليهود" و" إلغاء كل التشريعات المعادية لليهود" فى جميع أنحاء العالم .
واتفقت روسيا وأمريكا وبريطانيا على الفكرة فى اجتماع طهران عام 1943.
فى عام 1944 عقد مؤتمر " دومبارتون أوكس Dumbarton Oaks"قرب مدينة واشنطن بأمريكا لوضع النظام الأساسي ( ميثاق ) للهيئة العالمية الجديدة تحت مسمى " هيئة الأمم المتحدة United Nations" ، وهو الاسم الذي أطلقه الرئيس الأمريكي روزفلت عام 1941 على مجموعة الدولالمحاربة لألمانيا وعددها 26 دولة ، وقد صاغ مقترحات هذا المؤتمر كل منالإدارة السياسية للمؤتمر اليهودي العالمي والتي من بينها صيانة حقوق الأقليات ( ويقصد بهم اليهود ) ، وأن تتحدد صلاحية العضوية لأي دولة فى المنظمة الجديدة بناء على " حبها للسلام أي موقفها من اليهود.
مبنى دومبارتون أوكس
ويمكن إجمال مقترحات دومبارتون أوكس في النقاط التالية :
(1) تقام هيئة للتنظيم الدولي تسمي بالأمم المتحدة وتكون غايتها حفظ السلم والأمن الدولي، وتتخذ الإجراءات الحاسمة والمشتركة لمنع أي تهديد للسلم وقمع أعمال العدوان المشتركة.
(2) الجمعية العامة تتألف من مندوبي جميع الدول الممثلة في الهيئة ويكون لها نوعان من الوظائف, الأول هو المحافظة على السلام والأمن الدولي، والثاني يتعلق بالميدانين الاقتصادي والاجتماعي.
(3) مجلس الأمن يتحمل تبعة الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، ويتألف المجلس من ١٥ دولة تكون من بينهم الولايات المتحدةوالمملكة المتحدة وفرنسا والصين والاتحاد السوفيتي أعضاء دائمين فيه بوصفهم دولاً عظمى، وأما باقي الدول يتم انتخابها على أنت تكون مدة العضوية لكل دولة سنتين.
(4) يختص مجلس الأمن بالنظر في كل مشكلة تهدد الأمن والسلم الدوليواستمرارية ذلك التهديد, وسن القرارات في حال فشل أطراف النزاع في فض المشكلة بالمفاوضة أو الوساطة أو التحكيم أو القضاء.
(5) إذا رأى مجلس الأمن أن التدابير غير العسكرية لم تف بالغرض من اتخاذها, جاز له أن يتخذ بطرق القوات الجوية والبحرية والبرية الأعمال التي من شأنها حفظ الأمن والسلم الدولي, أو إعادته إلى نصابه.
(6) يضع مجلس الأمن الخطط اللازمة لاستخدام القوات المسلحة بمساعده لجنة أركان الحرب المكونة من رؤساء أركان حرب الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وطلب مشورتها.
(7) رغبة تمكين الأمم المتحدة في اتخاذ التدابير الحربية العاجلة، فيجب أن يكون لدى الأعضاء وحدات جوية أهلية تتمكن من استخدامها على الفور.
( ليس هناك أية مقترحات في دومبارتون أوكس يمنع قيام أي منظمة إقليمية من أهدافها الحفاظ على السلام والأمن الدولي, وتكون أهدافها في صالح الأمم المتحدة.
(9) تتضمن المقترحات إنشاء محكمة عدل دولية على نمط دائم.
(10) تعنى الجمعية العامة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي يعمل تحت إشرافها بالمسائل الاقتصادية والإنسانية، ويتألف المجلس الاقتصادي الاجتماعي من 18 عضو تنتخبهم الجمعية العامة لمده ثلاث سنوات والمجلس يتخذ قراراته بالأغلبية المطلقة
وقد عهد روزفلت إلى كل من اليهوديين " آلجرهس Alger Hiss و هاري ديكستر وايت Harry Dexter White " ( اكتشف فيما بعد أنهما كانا جاسوسين للإتحاد السوفيتي ) بوضع ومتابعة هذا الميثاق واختيار الجهاز المالي و الإداري للمنظمة فتم عقد المؤتمر التأسيسي للمنظمة فى سان فرانسيسكو بأمريكا فى ابريل 1945 بحضور خمسين دولة وتم التوقيع على الميثاق وأنشئت بذلك الأمم المتحدة وتتكون من الجمعية العامة وتضم الدول الموقعة على الميثاق وكذلك من مجلس الأمن الذي أعطيت الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والصين الوطنية ( تايوان حاليا ثم حلت محلها الصين الشعبية) وبريطانيا حق العضوية الدائمة فيه ولها حق الاعتراض ( الفيتو(
وقد ضم مؤتمر سان فرانسيسكو منظمات غير حكومية مثل أندية الليونز والروتارى الماسونية اليهودية التي ساهمت فى وضع الميثاق بالإضافة إلى المؤتمر اليهودي الأمريكي واللجنة اليهودية الأمريكية ولجنة العمال اليهودية . وقد وضع اليهود مطالبهم فى مذكرة لمؤتمر سان فرانسيسكو لتكون منصميم ميثاق الأمم المتحدة :
• إعلان ميثاق حقوق الإنسان اليهودي ولكن المؤتمر أسقط كلمة اليهودي.
• استعادة يهود أوربا لحقوقهم التى ضمنتها لهم عصبة الأمم سابقا .
• معاقبة دول المحور ( ألمانيا وحلفائها ) على جرائمها ضد اليهود، وتعويض اليهود عن ذلك .
• تحريم معاداة السامية.
• إعادة توطين اليهود الذين طردوا من ديارهم وفتح أبواب فلسطين للهجرة اليهودية دون قيد .
• إشراك اليهود فى جميع وكالات الأمم المتحدة الحالية والمستقبلية بهدف تقديم المشورة لمعالجة مشاكل إعادة تعمير ما بعد الحرب.
ورغم أن الميثاق يمنع تدخل الأمم المتحدة فى الشؤون الداخلية لأي دولة عضو فيها إلا أن الدهاء اليهودي استثنى من ذلك الحالات التي يقرر مجلس الأمن أن فيها " تهديدا للسلام العالمي " وتستطيع محكمة العدل الدولية فى لاهاي بهولندا أن تقرر بأن أي " قضية محلية لأية دولة " تمثل تهديدا أوخرقا للسلام بحيث يمكن لمجلس الأمن والجيوش الدولية معاقبة البلد بل وحتى احتلاله ، كما حدث للعراق .
فى السنوات التي تلت تأسيس الأمم المتحدة نجح اليهود فى دفعها لتبنى مقترحات أخرى تصب فى مصالحهم مباشرة منها :
فى 1947 صاغ اليهودي جاكوب روبنسون ميثاق حقوق الإنسان للأمم المتحدة ، وقد طلب اليهود أن يسمح الميثاق للجماعات والأشخاص الذين يقع عليهم ظلم فى بلدانهم بأن يتخطوا حكوماتهم ويتظلموا للجنة حقوق الإنسان فى الأمم المتحدة مباشرة وبذا أصبح لليهود الحق القانوني بحماية دولية فى أي مكان من العالم
تبنت الجمعية العامة قرارا يقضى بأن الإبادة الجماعية جريمة يعاقب عليها القانون الدولي وتسليم من يدان بالقتل الجماعي للمحكمة الدولية ( ليتمكنوا بنص القانون الدولي من ملاحقة النازيين المتهمين بإبادة اليهود فيما يسمى المحرقة النازية كما حدث للألماني النازي آيخمان الذي قبض عليه عام 1962 وسلم لإسرائيل وأعدم ) ، وفى عام 1948 طلب اليهود من الأممالمتحدة اعتبار مقاومة العرب للغزو اليهودي لفلسطين نوعا من الإبادةالجماعية .
كما طالبوا فى نفس العام الأمم المتحدة بالاعتراف بوضع استثنائي ليهود العالم ومنحهم جوازات سفر بحيث يحق لهم العيش فى أي بلد ويكون لهمحقوق ومزايا المواطنين المحليين دون التزام منهم بنظام ذلك البلد.
كما طالبوا بالتزام الدول الأعضاء بحل المنظمات التي تشن حملات على اليهود .
وفى عام 2006 اعتبرت الأمم المتحدة ، على لسان أمينها بان كي مون ، إنكار المحرقة اليهودية جريمة وقررت فى السابع والعشرين من يناير 2007 اعتبار هذا التاريخ يوما عالميا لتذكر المحرقة
(3) رجال اليهود في الأمم المتحدة:
حين ظهرت الأمم المتحدة على وجه الأرض بعد مولدها من خلال أفكار اليهود،احتل اليهود المراكز الرسمية فى منظمة الأمم المتحدة الجديدة ( 1948) وذلك على النحو التالي:
(أ) مكتب السكرتارية في هيئة الأمم المتحدة:
- الدكتور ح. س. بلوك: رئيس قسم التسلح: يهودي.
- انتوني كولدت: رئيس قسم الأمور الاقتصادية: يهودي.
- روزنبرغ: المشاور الخاص للشؤون الاقتصادية: يهودي.
- دافيد ونتروب: رئيس قسم الميزانية: يهودي.
- كارل لاجمان: رئيس قسم الخزائن والواردات: يهودي.
- هنري لانجير: معاون سكرتير الشؤون الاجتماعية: يهودي.
- الدكتور ليون ستيننك: رئيس قسم المواد المتبادلة: يهودي.
الدكتور أ. شويل: رئيس قسم حقوق الإنسان: يهودي.
- ح. آ. ويتشوف: رئيس دائرة مراقبة البلاد غير المستقلة: يهودي.
- بنيامين كوهين: مساعد السكرتير العام لقسم الاستعلامات العامة: يهودي.
- ج. بنوت ليفي: رئيس قسم الأفلام: يهودي.
- الدكتور ايفان كرنو: مساعد السكرتير العام لشعبة القوانين: يهودي.
- أبراهام. ح. فيللر: رئيس الشعبة القانونية: يهودي.
ثانيا: الأمم المتحدة
الحرم الإبراهيمي ذكرى المجزرة ووقع المأساة
تعتري البعض منا الدهشة، ويمتلكه العجب، وتظلله الحيرة وهو يرى خضوع الأمم المتحدة للنفوذ الصهيوني و رفضها لكافة القرارات الدولية، بل وانصياع الأمم المتحدة لإرادة اليهود ، وحتى تذهب عن هذا البعض ما أصابه من الدهشة والعجب والحيرة، علينا أن نعرف حقيقة إسرائيل ، بل وحقيقة الأمم المتحدة التي أقيمت في الأساس زمن عصبة الأمم المتحدة من أجل أن تكون معينـًا لليهود لسلب وسرقة الحقوق العربية وبشكل خاص حقوق الشعب الفلسطيني.
فما يزال العالم يذكر حقيقتين عجيبتين:
الحقيقة الأولى : هي أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في تاريخ المؤسسات الدولية التي نشأت بقرار من الأمم المتحدة وليس بقرار الواقع التاريخي والحق والعدالة هي إسرائيل. بداية من صك الانتداب البريطاني على فلسطين الذي أصدرته عصبة الأمم في السادس من يوليو 1921م لتحقيق وعد بلفور 1917،ومرورا بقرار تقسيم فلسطين الذي أصدرته الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة رقم 181 والذي أُصدر بتاريخ 29 نوفمبر 1947 بعد التصويت (33 مع، 13 ضد، 10 ممتنع) ويتبنّى خطة تقسيم فلسطين القاضية بإنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وتقسيم أراضيها إلى 3 كيانات جديدة، كالتالي:
- دولة عربية: وتقع على الجليل الغربي، ومدينة عكا، والضفة الغربية، والساحل الجنوبي الممتد من شمال مدينة أسدود وجنوبا حتى رفح، مع جزء من الصحراء على طول الشريط الحدودي مع مصر.
- دولة يهودية: على السهل الساحلي من حيفا وحتى جنوب تل أبيب، والجليل الشرقي بما في ذلك بحيرة طبريا وإصبع الجليل، والنقب بما في ذلك أم الرشراش أو ما يعرف بإيلات حاليا.
- القدس وبيت لحم والأراضي المجاورة، تحت وصاية دولية.
ثم بإعلان قيام دولة إسرائيل في 14 مايو 1948وانتهاء بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة في 11/أيار من عام 1949 بناءا على توصية مجلس الأمن بقبول عضوية إسرائيل والذي كان بمثابة اعتراف جماعي بها ، حيثأصبحت الدولة رقم( 59)في المنظمة الدولية.
الحقيقة الثانية: هي أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمتعت بأكبر قدر من قرارات الفيتو لتعطيل الإجراءات الدولية التي صدرت بحقها.
والآن تعالوا بنا نتعرف على نشأة الأمم المتحدة ودور اليهود في ذلك من خلال النقاط التالية:
(1) اليهود و هيئة الأمم المتحدة
إخواني وبني جلدتي:
إن من دسائس اليهود ومكائدهم في سبيل الوصول إلى أغراضهم ومصالحهم تسللهم في المؤسسات الدولية والجمعيات العالمية لكي يستغلوها حسب منافعهم الدنيئة، وأهدافهم الصهيونية، وليوجهوها في الطريق الذي يؤدي بها في نهاية المطاف إلى غاية تلتقي مع غايتهم الحقيرة، أو إلى الإخفاق والاضمحلال، كما فعلوا بعصبة الأمم السابقة، التي أدى تغلغلهم فيها إلى رد فعل عنيف كان من جملة الأسباب التي دفعتها إلى الهاوية والانحلال،وكذلك الأمر حين تأسست منظمة هيئة الأمم المتحدة سعى اليهود في جميع أقطار الأرض ليدسوا أنفسهم بين موظفيها الداخليين والخارجيين، وليدخلوا في جميع لجانها المختلفة.
لقد تمكن اليهود من خلال العصبة من إثارة اهتمام الرأي العام العالمي نحو الاضطهاد الذي تعرض له اليهود في ألمانيا، فعملوا على استصدار قرار أممي تدفع ألمانيا بموجبه تعويضات لليهود عن هذا الاضطهاد ولا تزال ألمانيا مستمرة في دفع فاتورة هذا القرار حتى اليوم.
وأخيراً فإن من أعظم ما حققه اليهود من خلال عصبة الأمم المتحدة هو سيطرة أمة واحدة قليلة على كل أمم الأرض وهي أمة اليهود وذلك بدعة صكوك الانتداب الاستعمارية من قبل دول أوربا وبخاصة انجلترا وفرنسا على أغلب دول العالم العربي والإسلامي، فلما أدت عصبة الأمم الدور المنوط بها، والذي أنشأت من أجله كان لابد من دفنها، وايجاد وليد جديد بدلا منها، يقوم بدورها، ولكن في هذه المرة لدية من القوة العسكرية ما تمكنه من تحقيق قراراته، وكان هذا الوليد هو الأمم المتحدة وقوتها العسكرية المتمثلة في مجلس الأمن، ثم الغطاء القانوني للتدخل في الشئون الداخلية لأي دولة من خلال منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
الأمم المتحدة
نشأت هيئة الأمم المتحدة على أنقاض عصبة الأمم المتحدة عام 1365هـ -1945م (1) بعد إنشاء جامعة الدول العربية بثلاثة شهور تقريبا(2) ًوعصبة الأمم التي كانت نواة هيئة الأمم نشأت في أعقاب الحرب العالمية الأولى عام1339هـ -1920م(3) وكان الغرض الرئيس من إنشائها الحيلولة دون نشوب حرب عالمية ثانية تكون لها من الآثار المدمرة مثل ما كان للحرب العالمية الأولى (4) أو بعبارة أخرى لتحقيق الأمن والسلم الدوليين (5)
فلما نشبت الحرب العالمية الثانية 1358-1365هـ الموافق 1939-1945م كان ذلك بمثابة إعلان فشل وسقوط لعصبة الأمم المتحدة؛ لأنها وقفت عاجزة ولم تتمكن من الحيلولة دون نشوب الحرب، وهي الغاية التي أنشئت من أجلها (6)
لعل ذلك ما دفع بعض الدول في أثناء الحرب العالمية الثانية تداعت بعض الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا(7) إلى محاولة إيجاد صيغة أخرى للأمم المتحدة، تتمتع بالثقة والاحترام والمصداقية، وبعد مفوضات استمرت ما يقرب من سنتين تم الاتفاق على إنشاء هيئة الأمم المتحدة على أنقاض عصبة الأمم المتحدة، مع إجراء بعض التعديلات على ميثاقها لتكون أكثر قدرة وفاعلية في مواجهة الأزمات التي تتعرض لها( وورثت الهيئة الحسابات والأرصدة والمسؤوليات التي كانت تتولاها العصبة (9)
فمع نهاية سنة 1357هـ - 1938م أصبح انهيار عصبة الأمم وشيكًا، ولم تحافظ على العضوية فيها إلا تسع وأربعون دولة فقط، من أصل الاثنتين وستين التي أنشأتها، وفي سنة 1359هـ- 1940م توقف قلبها عن النبض تماماً(10)
هذا وقد ظل الصهاينة طيلة سنوات الحرب العالمية الثانية يعملون بدون توقف لإحياء عصبة أمم قوية عند نهاية الحرب، وتحت اسم جديد(11)
فجاء اختراع هيئة الأمم المتحدة (( كأعظم إنجاز دولي هام من إنجازات اليهود )) (12)
شعار الأمم المتحدة
وقد أصبح اليهودي (ألجرهيس) (13) عضو جهاز التجسس السوفييتي في حكومة الولايات المتحدة أول أمين عام والمسئول التنفيذي الرئيسي لمنظمة الأمم المتحدة ... واختار سراً معظم شخصيات جهاز أمانة الأمم المتحدة، ورشح نحو خمسمائة شخص لهذه الوظائف(14)
ولعب اليهود دوراً هاماً في إقامة لجنة حقوق الإنسان سنة 1366هـ - 1946م مع أنهم لم يكونوا موجودين رسمياً في المجلس، إلا أن الفكرة كانت فكرتهم في المقام الأول(15)
وجعل ميثاق هيئة الأمم المتحدة المسؤولية عن قضايا حقوق الإنسان من اختصاص الأمم المتحدة، ونزعها من أيدي الحكومات بشكل منفرد،(( وبالتالي لم تعد أية حكومة تسلم من تدخل الأمم المتحدة فيما يتعلق بحقوق الإنسان)) (16)
وأصبح اليهود (( يحتلون رسمياً مراكز هامة في منظمة الأمم المتحدة، فقد كانت أمانة المنظمة يهودية في غالبيتها المطلقة )) (17)
ويجب ألا نغفل أن (( محكمة العدل الدولية )) وهي إحدى الأجهزة التابعة لهيئة الأمم المتحدة من اختراع اليهود، وهي تستطيع دائماً أن تحكم بأن أي قضية محلية لأي دولة تمثل فعلاَ تهديداً أو خرقاً للسلام، بحيث يمكن للجيوش الدولية أن تنزل و تستولي على البلد وقد طبق ذلك عملياًً (18)
و أن اعتبار (( الإبادة الجماعية )) جريمة دولية يتحمل مسؤوليتها الأفراد والدول على حد سواء، واستصدار قرار بذلك من الجمعية العامة للأمم المتحدة هو من اختراع اليهود أيضاً (19)
إن سيطرة اليهود (( على العالم من خلال الأمم المتحدة )) تسير على قدم وساق، (( ولا يبدو أن هناك قوة ما قادرة على إيقاف الزحف اليهودي للسيطرة على العالم. إنهم لم يعودوا يعملون وحدهم، فالأمميون الذين غسلت أدمغتهم وأصبحوا كالببغاوات يرددون الدعاية الصهيونية بحماس متقطع الأنفاس موجودون في كل مكان، في مجالس الشيوخ والنواب، وفي النوادي، وفي زوايا الشوارع ))(20)
إن الفوضى التي تكتسح الولايات المتحدة نتيجة لسطوة الأمم المتحدة جعلت السناتور الأمريكي (مكران) يقول: (( إنني متأكد بأنني سأظل نادماً ما حييت لتصويتي على ميثاق الأمم المتحدة )) (21)
أما (جون وود) عضو مجلس النواب الأمريكي فقد كان أكثر جرأة إذ قال( إنني أطالب هذه المنظمة الخائنة للوقوف خلف القضبان والمثول أمام العدالة الأمريكية، وأطالب مرة أخرى بإلغاء عضوية الولايات المتحدة في الأمم المتحدة والمنظمات المتخصصة المتفرعة عنها )) (22)
وهذا الكلام يقودنا إلى تذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تشارك في نشأة عصبة الأمم المتحدة من قبل، كما لم تكن يوما عضواً فيها إلى أن سقطت(23)مع أنها حالياً من أكثر الدول استخداماً للأمم المتحدة (التي نشأت على أنقاض عصبة الأمم) في الهيمنة على العالم، إلاَّ أن هذه الهيمنة لا تعود على الدولة والمجتمع الأمريكي بفوائد مباشرة تذكر.
واليوم فإن (( النظام الدولي الجديد يرتكز على توسيع دور الأمم المتحدة في التدخل في شؤون الدول وحل الصراعات أو إدارتها -بعبارة أصح-، ونظراً لأن العالم الغربي هو الأقدر على تمويل عمليات قوات الأمم المتحدة وجمع الأموال لها، فإن تلك المنظمة الدولية سوف تكون قناعاً للدول الأقوى التي تقف خلفها، وقد وضح ذلك للعالم كله من خلال ما كان يحدث:
في البوسنة، حيث لم تفلح الأمم المتحدة إلا في إصدار قرار يمنع مسلمي البوسنة من التسلح للدفاع عن أنفسهم على حين تتدفق الأسلحة على الصرب.
وفي فلسطين صدرت عشرات القرارات عن مجلس الأمن في إدانة الغاصبين اليهود لكن شيئاً منها لم ينفذ، بل إن العالم الغربي كله يقف خلف الغاصب ليمده بكل مقومات البقاء واستمرار العدوان.
وعلى حين تلاحق الأمم المتحدة كوريا الشمالية و الباكستان لإخضاعهما للتفتيش عن الأسلحة النووية يغض الطرف عن الهند وإسرائيل. وهذا كله يعني أن النظام العالمي الجديد اعتمد خيار الأمم المتحدة لتكون الأداة التي يتم استخدامها في طمس حقوق الضعفاء وفي مقدمتهم المسلمون ))(24)
(( ولم يزل أعضاء مختلف وفود البلاد إلى هذه المؤسسات ( هيئة الأمم، ومجلس الأمن، ومحكمة العدل ) جميعهم، أو أكثريتهم، من اليهود، أو صنائعهم، أو منْ يعطفون عليهم، واليونسكو منظمة تكاد تكون يهودية خالصة موضوعاً، وشبه يهودية شكلاً ))(25) وكذا منظمات الأرصاد الدولية، ومنظمات الطلبة والشباب والشابات في العالم(26)
(( وقد تزايد نفوذ اليهود مؤخراً في الأمانة العامة للأمم المتحدة، وفي الإدارة الأمريكية الأخيرة بصورة عجيبة، وهذا النفوذ سيكون وخيم العواقب في تشويه صورة المسلمين، وتأليب الغرب عليهم، واستخدام قواه الجبارة ضد أدبياتهم ومصالحهم))(27)
(2) نشأة الأمم المتحدة
انتهت عصبة الأمم نظريا بقيام الحرب العالمية الثانية ( 1939) وانتهت فعليا بنهايتها ( 1945 ) وخلال هذه الفترة كان اليهود يعملون لإيجاد نظام عالمي بديل لها بمسمى جديد وكذلك إقناع قادة الدول الكبرى بهذه الفكرة , التي بدأت بتوقيع الرئيس الأمريكي روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني تشرشل "ميثاق الأطلسي " عام 1941الداعي إلى "منظومة دائمة وأوسع للأمنالعام"
فى عام 1942 دعا المؤتمر اليهودي العالمي الذي عقد فى نيويورك إلى قيام " نظام عالمي جديد" و"منظمة أمن عالمية " تحميه وتطبق قراراته بين الدول المحاربة لألمانيا فى الحرب العالمية الثانية ، ووضع اليهود نصب أعينهم فى هذا المؤتمر"استعادة الحقوق الشرعية لليهود" و" إلغاء كل التشريعات المعادية لليهود" فى جميع أنحاء العالم .
واتفقت روسيا وأمريكا وبريطانيا على الفكرة فى اجتماع طهران عام 1943.
فى عام 1944 عقد مؤتمر " دومبارتون أوكس Dumbarton Oaks"قرب مدينة واشنطن بأمريكا لوضع النظام الأساسي ( ميثاق ) للهيئة العالمية الجديدة تحت مسمى " هيئة الأمم المتحدة United Nations" ، وهو الاسم الذي أطلقه الرئيس الأمريكي روزفلت عام 1941 على مجموعة الدولالمحاربة لألمانيا وعددها 26 دولة ، وقد صاغ مقترحات هذا المؤتمر كل منالإدارة السياسية للمؤتمر اليهودي العالمي والتي من بينها صيانة حقوق الأقليات ( ويقصد بهم اليهود ) ، وأن تتحدد صلاحية العضوية لأي دولة فى المنظمة الجديدة بناء على " حبها للسلام أي موقفها من اليهود.
مبنى دومبارتون أوكس
ويمكن إجمال مقترحات دومبارتون أوكس في النقاط التالية :
(1) تقام هيئة للتنظيم الدولي تسمي بالأمم المتحدة وتكون غايتها حفظ السلم والأمن الدولي، وتتخذ الإجراءات الحاسمة والمشتركة لمنع أي تهديد للسلم وقمع أعمال العدوان المشتركة.
(2) الجمعية العامة تتألف من مندوبي جميع الدول الممثلة في الهيئة ويكون لها نوعان من الوظائف, الأول هو المحافظة على السلام والأمن الدولي، والثاني يتعلق بالميدانين الاقتصادي والاجتماعي.
(3) مجلس الأمن يتحمل تبعة الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، ويتألف المجلس من ١٥ دولة تكون من بينهم الولايات المتحدةوالمملكة المتحدة وفرنسا والصين والاتحاد السوفيتي أعضاء دائمين فيه بوصفهم دولاً عظمى، وأما باقي الدول يتم انتخابها على أنت تكون مدة العضوية لكل دولة سنتين.
(4) يختص مجلس الأمن بالنظر في كل مشكلة تهدد الأمن والسلم الدوليواستمرارية ذلك التهديد, وسن القرارات في حال فشل أطراف النزاع في فض المشكلة بالمفاوضة أو الوساطة أو التحكيم أو القضاء.
(5) إذا رأى مجلس الأمن أن التدابير غير العسكرية لم تف بالغرض من اتخاذها, جاز له أن يتخذ بطرق القوات الجوية والبحرية والبرية الأعمال التي من شأنها حفظ الأمن والسلم الدولي, أو إعادته إلى نصابه.
(6) يضع مجلس الأمن الخطط اللازمة لاستخدام القوات المسلحة بمساعده لجنة أركان الحرب المكونة من رؤساء أركان حرب الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وطلب مشورتها.
(7) رغبة تمكين الأمم المتحدة في اتخاذ التدابير الحربية العاجلة، فيجب أن يكون لدى الأعضاء وحدات جوية أهلية تتمكن من استخدامها على الفور.
( ليس هناك أية مقترحات في دومبارتون أوكس يمنع قيام أي منظمة إقليمية من أهدافها الحفاظ على السلام والأمن الدولي, وتكون أهدافها في صالح الأمم المتحدة.
(9) تتضمن المقترحات إنشاء محكمة عدل دولية على نمط دائم.
(10) تعنى الجمعية العامة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي يعمل تحت إشرافها بالمسائل الاقتصادية والإنسانية، ويتألف المجلس الاقتصادي الاجتماعي من 18 عضو تنتخبهم الجمعية العامة لمده ثلاث سنوات والمجلس يتخذ قراراته بالأغلبية المطلقة
وقد عهد روزفلت إلى كل من اليهوديين " آلجرهس Alger Hiss و هاري ديكستر وايت Harry Dexter White " ( اكتشف فيما بعد أنهما كانا جاسوسين للإتحاد السوفيتي ) بوضع ومتابعة هذا الميثاق واختيار الجهاز المالي و الإداري للمنظمة فتم عقد المؤتمر التأسيسي للمنظمة فى سان فرانسيسكو بأمريكا فى ابريل 1945 بحضور خمسين دولة وتم التوقيع على الميثاق وأنشئت بذلك الأمم المتحدة وتتكون من الجمعية العامة وتضم الدول الموقعة على الميثاق وكذلك من مجلس الأمن الذي أعطيت الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والصين الوطنية ( تايوان حاليا ثم حلت محلها الصين الشعبية) وبريطانيا حق العضوية الدائمة فيه ولها حق الاعتراض ( الفيتو(
وقد ضم مؤتمر سان فرانسيسكو منظمات غير حكومية مثل أندية الليونز والروتارى الماسونية اليهودية التي ساهمت فى وضع الميثاق بالإضافة إلى المؤتمر اليهودي الأمريكي واللجنة اليهودية الأمريكية ولجنة العمال اليهودية . وقد وضع اليهود مطالبهم فى مذكرة لمؤتمر سان فرانسيسكو لتكون منصميم ميثاق الأمم المتحدة :
• إعلان ميثاق حقوق الإنسان اليهودي ولكن المؤتمر أسقط كلمة اليهودي.
• استعادة يهود أوربا لحقوقهم التى ضمنتها لهم عصبة الأمم سابقا .
• معاقبة دول المحور ( ألمانيا وحلفائها ) على جرائمها ضد اليهود، وتعويض اليهود عن ذلك .
• تحريم معاداة السامية.
• إعادة توطين اليهود الذين طردوا من ديارهم وفتح أبواب فلسطين للهجرة اليهودية دون قيد .
• إشراك اليهود فى جميع وكالات الأمم المتحدة الحالية والمستقبلية بهدف تقديم المشورة لمعالجة مشاكل إعادة تعمير ما بعد الحرب.
ورغم أن الميثاق يمنع تدخل الأمم المتحدة فى الشؤون الداخلية لأي دولة عضو فيها إلا أن الدهاء اليهودي استثنى من ذلك الحالات التي يقرر مجلس الأمن أن فيها " تهديدا للسلام العالمي " وتستطيع محكمة العدل الدولية فى لاهاي بهولندا أن تقرر بأن أي " قضية محلية لأية دولة " تمثل تهديدا أوخرقا للسلام بحيث يمكن لمجلس الأمن والجيوش الدولية معاقبة البلد بل وحتى احتلاله ، كما حدث للعراق .
فى السنوات التي تلت تأسيس الأمم المتحدة نجح اليهود فى دفعها لتبنى مقترحات أخرى تصب فى مصالحهم مباشرة منها :
فى 1947 صاغ اليهودي جاكوب روبنسون ميثاق حقوق الإنسان للأمم المتحدة ، وقد طلب اليهود أن يسمح الميثاق للجماعات والأشخاص الذين يقع عليهم ظلم فى بلدانهم بأن يتخطوا حكوماتهم ويتظلموا للجنة حقوق الإنسان فى الأمم المتحدة مباشرة وبذا أصبح لليهود الحق القانوني بحماية دولية فى أي مكان من العالم
تبنت الجمعية العامة قرارا يقضى بأن الإبادة الجماعية جريمة يعاقب عليها القانون الدولي وتسليم من يدان بالقتل الجماعي للمحكمة الدولية ( ليتمكنوا بنص القانون الدولي من ملاحقة النازيين المتهمين بإبادة اليهود فيما يسمى المحرقة النازية كما حدث للألماني النازي آيخمان الذي قبض عليه عام 1962 وسلم لإسرائيل وأعدم ) ، وفى عام 1948 طلب اليهود من الأممالمتحدة اعتبار مقاومة العرب للغزو اليهودي لفلسطين نوعا من الإبادةالجماعية .
كما طالبوا فى نفس العام الأمم المتحدة بالاعتراف بوضع استثنائي ليهود العالم ومنحهم جوازات سفر بحيث يحق لهم العيش فى أي بلد ويكون لهمحقوق ومزايا المواطنين المحليين دون التزام منهم بنظام ذلك البلد.
كما طالبوا بالتزام الدول الأعضاء بحل المنظمات التي تشن حملات على اليهود .
وفى عام 2006 اعتبرت الأمم المتحدة ، على لسان أمينها بان كي مون ، إنكار المحرقة اليهودية جريمة وقررت فى السابع والعشرين من يناير 2007 اعتبار هذا التاريخ يوما عالميا لتذكر المحرقة
(3) رجال اليهود في الأمم المتحدة:
حين ظهرت الأمم المتحدة على وجه الأرض بعد مولدها من خلال أفكار اليهود،احتل اليهود المراكز الرسمية فى منظمة الأمم المتحدة الجديدة ( 1948) وذلك على النحو التالي:
(أ) مكتب السكرتارية في هيئة الأمم المتحدة:
- الدكتور ح. س. بلوك: رئيس قسم التسلح: يهودي.
- انتوني كولدت: رئيس قسم الأمور الاقتصادية: يهودي.
- روزنبرغ: المشاور الخاص للشؤون الاقتصادية: يهودي.
- دافيد ونتروب: رئيس قسم الميزانية: يهودي.
- كارل لاجمان: رئيس قسم الخزائن والواردات: يهودي.
- هنري لانجير: معاون سكرتير الشؤون الاجتماعية: يهودي.
- الدكتور ليون ستيننك: رئيس قسم المواد المتبادلة: يهودي.
الدكتور أ. شويل: رئيس قسم حقوق الإنسان: يهودي.
- ح. آ. ويتشوف: رئيس دائرة مراقبة البلاد غير المستقلة: يهودي.
- بنيامين كوهين: مساعد السكرتير العام لقسم الاستعلامات العامة: يهودي.
- ج. بنوت ليفي: رئيس قسم الأفلام: يهودي.
- الدكتور ايفان كرنو: مساعد السكرتير العام لشعبة القوانين: يهودي.
- أبراهام. ح. فيللر: رئيس الشعبة القانونية: يهودي.
مواضيع مماثلة
» * السيطرة على المؤسسات الدولية: ثانيا: الأمم المتحدة وتفرعاتها
» * (4) : التتمة الثالثة السيطرة على المؤسسات الدولية: ثانيا: الأمم المتحدة
» * (4) : التتمة الثانية السيطرة على المؤسسات الدولية: ثانيا: الأمم المتحدة
» * السيطرة على المؤسسات الدولية : الانتداب الفرنسي والبريطاني- عصابات الامم المتحدة
» * (4) السيطرة الصهيونية على المؤسسات الدولية:
» * (4) : التتمة الثالثة السيطرة على المؤسسات الدولية: ثانيا: الأمم المتحدة
» * (4) : التتمة الثانية السيطرة على المؤسسات الدولية: ثانيا: الأمم المتحدة
» * السيطرة على المؤسسات الدولية : الانتداب الفرنسي والبريطاني- عصابات الامم المتحدة
» * (4) السيطرة الصهيونية على المؤسسات الدولية:
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى