* صحابة رسول الله : حبيب - ابو عبيدة - ابو هريرة - الحمزة - ذنب ابن سيرين
صفحة 1 من اصل 1
* صحابة رسول الله : حبيب - ابو عبيدة - ابو هريرة - الحمزة - ذنب ابن سيرين
صحابة رسول الله
حبيب بن زيد : رضي الله عنه
وراح يقطع جسده قطعة قطعة ، وبضعة بضعة وعضوا عضوا.والبطل العظيم لا يزيد على , لا اله الا الله ، محمد رسول الله.
كان حبيب بن زيد وأبوه زيد بن عاصم (رض) من السبعين المباركين
في بيعة العقبـة الثانيـة ، وكانت أمه نسيبة بنت كعب أولى السيدتين اللتين بايعتا
الرسول (ص) أما السيدة الثانية فهي خالته ، ولقد عاش الى جوار
رسول الله (ص) بعد هجرته الى المدينة لا يتخلف عن غزوة ولا يقعد عن واجب .
كتاب مسيلمة للرسول ورد الرسول عليه
في آخر السنة العاشرة , بعث مسيلمة بن ثمامة الى رسول الله كتابا جاء فيه Sad من مسيلمة رسول الله الى محمد رسول الله ، سلام عليك ، أما بعد فاني قد أشركت في الأمر معك ، وان لنا نصف الأرض ، ولقريش نصف الأرض ، ولكن قريشا قوم يعتدون ) . فرد عليه الرسول (ص) بكتاب جاء فيه Sad بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله الى مسيلمة الكذاب ، السلام على من اتبع الهدى ، أما بعد فان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) .
مبعوث الرسول لمسيلمة
ومضى الكذاب ينشر افكه وبهتانه ، وازداد أذاه للمسلمين ، فرأى الرسول (ص) أن يبعث له رسالة ينهاه فيها عن حماقاته ، ووقع الاختيار على حبيب بن زيد ليحمل الرسالة . وفض مسيلمة كتاب رسول الله له فازداد ضلالا وغرورا ، فجمع مسيلمة قومه ليشاهدوا يوما من الأيام المشهودة . وجيء بمبعوث رسول الله وأثار التعذيب واضحة عليه .
فقال مسيلمة لحبيب Sad أتشهد أن محمدا رسول الله ؟) . وقال حبيب Sad نعم ، أشهد أن محمدا رسول الله ) . وكست صفرة الخزي وجه مسيلمة ، وعاد يسأل Sad وتشهد أني رسول الله ؟) . وأجاب حبيب في سخرية Sad اني لا أسمع شيئا !!) . وتلقى الكذاب لطمة قوية أمام من جمعهم ليشهدوا معجزته ، ونادى جلاده الذي أقبل ينخس جسد حبيب بسن السيف ، ثم راح يقطع جسده قطعة قطعة ، وبضعة بضعة وعضوا عضوا . والبطل العظيم لا يزيد على همهمة يردد بها نشيد اسلامه Sad لا اله الا الله ، محمد رسول الله ) .
الثأر للشهيد
وبلغ الرسول محمد (ص) نبأ استشهاد حبيب بن زيد ، واصطبر لحكم ربه ، فهو يرى بنور الله مصير هذا الكذاب ، أما أمه نسيبة بنت كعب فأقسمت على أن تثأرن لولدها من مسيلمة . ودارت الأيام وجاءت معركة اليمامة ، وخرجت نسيبة مع الجيش المقاتل ، وألقت بنفسها في خضم المعركة ، في يمناها سيف ، وفي يسراها رمح ، ولسانها يصيح Sad أين عدو الله مسيلمة ؟) . ولما قتل مسيلمة وأتباعه ، رأت نسيبة وجه ولدها الشهيد ضاحكا في كل راية نصر رفعت .
أبو عبيدة بن الجراح (رض)
أحد العشرة المبشرين بالجنة
"لكل أمة أمينا وأميننا أيتها الأمة أبوعبيدة عامر بن الجراح" حديث شريف
أبو عبيدة عامر بن عبدا لله بن الجراح الفهري . يلتقي مع النبي(ص) في أحد أجداده (فهر بن مالك) وأمه من بنات عم أبيه أسلمت وقتل أبوه كافرا يوم بدر ,
كان (رض) طويل القامة ، نحيف الجسم ، خفيف اللحية.أسلم على يد أبي بكر الصديق في الأيام الأولى للاسلام ، وهاجر الى الحبشة في الهجرة الثانية ثم عاد ليشهد مع الرسول (ص) المشاهد كلها .
غزوة بدر
في غزوة بدر جعل أبو ( أبو عبيدة ) يتصدّى لأبي عبيدة ، فجعل أبو عبيدة يحيد عنه ، فلمّا أكثر قصدَه فقتله ، فأنزل الله هذه الآية , قال تعالى :"( لا تجدُ قوماً يؤمنون بالله واليومِ الآخر يُوادُّون مَنْ حادَّ الله ورسوله ولو كانوا آباءَ هُم أو أبناءَ هم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتبَ في قلوبهم الأيمان ") .
غزوة أحد
يقول أبوبكر الصديق (رض) : لما كان يوم أحد ، ورمي الرسول (ص) حتى دخلت في وجنته حلقتان من المغفر ، أقبلت أسعى الى رسول الله (ص) ، وانسان قد أقبل من قبل المشرق يطير طيرانا ، فقلت : اللهم اجعله طاعة ، حتى اذا توافينا الى رسول الله (ص) اذا هو أبو عبيدة بن الجراح قد سبقني ، فقال : ( أسألك بالله يا أبا بكر أن تتركني فأنزعها من وجه رسول الله (ص ) فتركته ، فأخذ أبو عبيدة بثنيته احدى حلقتي المغفر ، فنزعها وسقط على الأرض وسقطت ثنيته معه ، ثم أخذ الحلقة الأخرى بثنيته الأخرى فسقطت ، فكان أبو عبيدة في الناس أثرم ) .
غزوة الخبط
أرسل النبي (ص) أبا عبيدة بن الجراح أميرا على ثلاثمائة وبضعة عشرة مقاتلا ، وليس معهم من الزاد سوى جراب تمر ، والسفر بعيد ، فاستقبل أبو عبيدة واجبه بغبطة وتفاني ، وراح يقطع الأرض مع جنوده وزاد كل واحد منهم حفنة تمر ، وعندما قل التمر أصبح زادهم تمرة واحدة في اليوم ، وعندما فرغ التمر راحوا يتصيدون ( الخبط ) أي ورق الشجر فيسحقونه ويسفونه ويشربون عليه الماء ، غير مبالين الا بانجاز المهمة ، لهذا سميت هذه الغزوة بغزوة الخبط .
مكانته : أمين الأمة
قدم أهل نجران على النبي (ص) وطلبوا منه ان يرسل اليهم واحدا. فقال عليه الصلاة والسلام Sad لأ بعثن -يعني عليكم- أمينا حق امين ) . فتشوف أصحابه رضوان الله عليهم يريدون أن يبعثوا لا لأنهم يحبون الامارة أو يطمعون فيها .ولكن لينطبق عليهم وصف النبي (ص) "أمينا حق امين" وكان عمر نفسه(رض) من الذين حرصوا على الامارة لهذا آنذاك . بل صار "كما قال يتراءى" أي يري نفسه " للنبي (ص) حرصا منه (رض) أن يكون أمينا حق أمين. ولكن النبي (ص) تجاوز جميع الصحابة وقال : ( قم يا أبا عبيدة ) . كما كان لأبي عبيدة مكانة عالية عند عمر فقد قال عمر بن الخطاب (رض) وهو يجود بأنفاسه Sad لو كان أبو عبيدة بن الجراح حيا لاستخلفته فان سألني ربي عنه ، قلت : استخلفت أمين الله ، وأمين رسوله ) .
معركة اليرموك
في أثناء قيادة خالد بن الوليد (رض) معركة اليرموك التي هزمت فيها الامبراطورية الرومانية توفي أبو بكر الصديق (رض) ، وتولى الخلافة بعده عمر (رض) ، وقد ولى عمر قيادة جيش اليرموك لأبي عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمة وعزل خالد . وصل الخطاب الى أبى عبيدة فأخفاه حتى انتهت المعركة ، ثم أخبر خالدا بالأمر ، فسأله خالد : ( يرحمك الله أبا عبيدة ، ما منعك أن تخبرني حين جاءك الكتاب ؟) فأجاب أبو عبيدة Sad اني كرهت أن أكسر عليك حربك ، وما سلطان الدنيا نريد ، ولا للدنيا نعمل ، كلنا في الله أخوة ) . وأصبح أبو عبيدة أمير الأمراء بالشام .
تواضعه
ترامى الى سمعه أحاديث الناس في الشام عنه ، وانبهارهم بأمير الأمراء فجمعهم وخطب فيهم قائلا Sad يا أيها الناس ، اني مسلم من قريش ، وما منكم من أحد أحمر ولا أسود ، يفضلني بتقوى الا وددت أني في اهابه !!)
وعندما زار أمير المؤمنين عمر(رض) الشام سأل عن أخيه فقالوا له : ( من ؟) قال: ( أبو عبيدة بن الجراح ) وأتى أبو عبيدة وعانقه أمير المؤمنين ثم صحبه الى داره ، فلم يجد فيها من الأثاث شيئا ، الا سيفه وترسه ورحله ، فسأله عمر وهو يبتسم Sad ألا اتخذت لنفسك مثلما يصنع الناس ؟) فأجاب أبو عبيدة Sad يا أمير المؤمنين ، هذا يبلغني المقيل ) .
طاعون عمواس
حل الطاعون بعمواس وسمي فيما بعد "طاعون عمواس" وكان أبو عبيدة أمير الجند هناك . فخشي عليه عمر (رض) من الطاعون . فكتب اليه يريد أن يخلصه منه قائلا: (اذا وصلك خطابي في المساء فقد عزمت عليك ألا تصبح الا متوجها الي . واذا وصلك في الصباح ألا تمسي الا متوجها الي . فان لي حاجة اليك) وفهم أبو عبيدة المؤمن الذكي قصد عمر (رض) وانه يريد أن ينقذه من الطاعون .
فكتب الى عمر متأدبا معتذرا عن عدم الحضور اليه وقال : ( لقد وصلني خطابك يا أمير المؤمنين وعرفت قصدك وانما أنا في جند من المسلمين يصيبني ما أصابهم . فحللني من عزمتك يا أمير المؤمنين) ولما وصل الخطاب الى عمر(رض) بكى . فسأله من حوله Sadهل مات أبو عبيدة ؟). فقال : (كأن قد) . والمعنى أنه اذا لم يكن قد مات بعد والا فهو صائر الى الموت لا محالة. اذ لا خلاص منه مع الطاعون .
كان أبو عبيـدة (رض) في ستة وثلاثيـن ألفاً من الجُند ، فلم يبق إلاّ ستـة آلاف رجـل والآخرون ماتوا. مات أبو عبيـدة (رض) سنة (18) ثماني عشرة للهجرة في طاعون عمواس . وقبره في غور الأردن . رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى .
أبو هريرة : رضي الله عنه
" اللهم حبب عبيدك هذا وأمه الى كل مؤمن ومؤمنة " حديث شريف
كان اسمه في الجاهلية عبد شمس ، ولما أسلم سماه الرسول (ص) عبد الرحمن ولقد كان عطوفا على الحيوان ، وكانت له هرة ، يرعاها ويطعمها وينظفها وتلازمه فدعي أبا هريرة (رض) بها .
نشأته و إسلامه
يتحدث عن نفسه (رض) فيقول Sad نشأت يتيما ، وهاجرت مسكينا ، وكنت أجيرا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني ، كنت أخدمهم اذا نزلوا ، وأحدو لهم اذا ركبوا ، وهأنذا وقد زوجنيها الله ، فالحمد لله الذي جعل الدين قواما ، وجعل أبا هريرة أماما ) قدم الى النبي (ص) سنة سبع للهجرة وهو بخيبر وأسلم ،
ومنذ ان رأى الرسول الكريم لم يفارقه لحظة ,وأصبح من العابدين الأوابين ، يتناوب مع زوجته وابنته قيام الليل كله ، فيقوم هو ثلثه ، وتقوم زوجته ثلثه ، وتقوم ابنته ثلثه ، وهكذا لا تمر من الليل ساعة إلا وفي بيت أبي هريرة عبادة وذكر وصلاة .
إسلام أم أبي هريرة
لم يكن لأبي هريرة بعد أسلامه إلا مشكلة واحدة وهي أمه التي لم تسلم ، وكانت دوما تؤذيه بذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالسوء ، فذهب يوما الى الرسول باكيا فقال له Sad يا رسول الله كنت أدعو أم أبي هريرة الى الاسلام فتأبى عليَ ، واني دعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره ، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة الى الاسلام )
فقال الرسول (ص) :" اللهم اهد أم أبي هريرة ", فخرج يعدو يبشرها بدعاء الرسول (ص) فلما أتاها سمع من وراء الباب خصخصة الماء ، ونادته امه Sad يا أبا هريرة مكانك ) ثم لبست درعها، وعجلت من خمارها وخرجت تقولSad أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله ) فجاء أبوهريرة الى الرسول (ص) باكيا من الفرح
وقال: ( أبشر يا رسول الله ، فقد أجاب الله دعوتك ، قد هدى الله أم أبي هريرة الى الاسلام) ثم قال : ( يا رسول الله ، ادع الله أن يحببني وأمي الى المؤمنين والمؤمنات ) فقال : ( اللهم حبب عبيدك هذا وأمه الى كل مؤمن ومؤمنة).
امارته للبحرين
وعاش (رض) عابدا ومجاهدا ، لا يتخلف عن غزوة ولا عن طاعة ، وفي خلافة عمر (رض) ولاه امارة البحرين ، وكان عمر (رض) اذا ولى أحدا الخلافة راقب ماله ، فاذا زاد ثراءه سأله عنه وحاسبه ،وهذا ما حدث مع أبي هريرة ، فقد ادخر مالا حلالا له ، وعلم عمر بذلك فأرسل في طلبه ، يقول أبو هريرة :
قال لي عمر : ( يا عدو الله ، وعدو كتابه ، أسرقت مال الله ) قلت Sad ما أنا بعدو لله ولا عدو لكتابه لكني عدو من عاداهما ، ولا أنا من يسرق مال الله ) قالSad فمن أين اجتمعت لك عشرة ألاف ؟) قلتSad خيل لي تناسلت ، وعطايا تلاحقت ) قال عمر Sad فادفعها الى بيت مال المسلمين ) ودفع أبو هريرة المال الى عمر ثم رفع يديه الى السماء
وقال : ( اللهم اغفر لأمير المؤمنين ) وبعد حين دعا عمر أبا هريرة ، وعرض عليه الولاية من جديد ، فأباها واعتذر عنها ، وعندما سأله عمر عن السبب قال Sad حتى لا يشتم عرضي ، ويؤخذ مالي ، ولا يضرب ظهري ) ثم قال : ( وأخاف أن أقضي بغير علم ، وأقول بغير حلم ) .
سرعة الحفظ و قوة الذاكرة
ان أبطال الحروب من الصحابة كثيرون ، والفقهاء والدعاة والمعلمون كثيرون ، ولكن كان هناك قلة من الكتاب ، ولم يكونوا متفرغين لتدوين كل ما يقول الرسول (ص) ، وعندما أسلم أبو هريرة لم يملك أرض يزرعها أو تجارة يتبعها ، وانما يملك موهبة تكمن في ذاكرته ، فهو سريع الحفظ قوي الذاكرة ،
فعزم على تعويض ما فاته بان يأخذ على عاتقه حفظ هذا التراث وينقله الى الأجيال القادمة فهو يقول Sad انكم لتقولون أكثر أبو هريرة في حديثه عن النبي (ص) ، وتقولون ان المهاجرين الذين سبقوه الى الاسلام لا يحدثون هذه الأحاديث ، ألا ان أصحابي من المهاجرين كانت تشغلهم صفقاتهم بالسوق ،
وان أصحابي من الأنصار كانت تشغلهم أرضهم ، واني كنت امرءا مسكينا أكثر مجالسة رسول الله ، فأحضر اذا غابوا ، وأحفظ اذا نسوا وان الرسول (ص) حدثنا يوما فقال :" من يبسط رداءه فبسطت ثوبي فحدثني ثم ضممته الي فو الله ما كنت نسيت شيئا سمعته منه ، وأيم الله لولا أية في كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبدا ، هي : "ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب ، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون " .
مقدرته على الحفظ
أراد مروان بن الحكم يوما أن يختبر مقدرة أبي هريرة على الحفظ ، فدعاه اليه ليحدثه عن رسول الله (ص) وأجلس كاتبا له وراء حجاب ليكتب كل ما يسمع من أبي هريرة ، وبعد مرور عام ، دعاه ثانية ، وأخذ يستقرئه نفس الأحاديث التي كتبت ، فما نسي أبو هريرة منها شيئا وكان (رض) يقول Sad ما من أحد من أصحاب رسول الله أكثر حديثا عنه مني الا ما كان من عبد الله بن عمرو بن العاص ، فانه كان يكتب ولا أكتب ) وقال عنه الامام الشافعيSad أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره ) وقال البخاري Sad روى عن أبي هريرة نحو ثمانمائة أو أكثر من الصحابة والتابعين وأهل العلم ).
وفاته
وعندما كان يعوده المسلمين داعيين له بالشفاء ، كان أبو هريرة شديد الشوق الى لقاء الله ويقول Sad اللهم اني أحب لقاءك ، فأحب لقائي ) وعن ثماني وسبعين سنة مات في العام التاسع والخمسين للهجرة ، وتبوأ جثمانه الكريم مكانا مباركا بين ساكني البقيع الأبرار ، وعاد مشيعوه من جنازته وألسنتهم ترتل الكثير من الأحاديث التي حفظها لهم عن رسولهم الكريم .
حمزة بن عبد المطلب
أسد الله . وسيد الشهداء
"لن أصاب بمثلك أبدا وما وقفت موقفا قط " أغيظ الي من موقفي هذا " حديث شريف
حمزة بن عبد المطلب عم النبي (ص) وأخوه من الرضاعة فهما من جيل واحد نشأ معا ، ولعبا معا ، وتآخيا معا . وعندما كبر حمزة كان يتمتع بقوة الجسم ، وبرجاحة العقل ، وقوة الارادة ، فأخذ يفسح لنفسه بين زعماء مكة وسادات قريش ، وعندما بدأت الدعوة لدين الله كان يبهره ثبات ابن أخيه ، وتفانيه في سبيل ايمانه ودعوته لذى طوى صدره على أمر ظهر في اليوم الموعود . يوم اسلامه .
اسلام حمزة
كان حمزة عائدا من القنص متوشحا قوسه ، وكان صاحب قنص يرميه ويخرج اليه وكان اذا عاد لم يمر على ناد من قريش الا وقف وسلم وتحدث معه ، فلما مر بالمولاة قالت له Sad يا أبا عمارة ، لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا من أبي الحكم بن هشام ، وجده ههنا جالسا فآذاه وسبه ، وبلغ منه ما يكره ، ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد (ص) . فاحتمل حمزة الغضب لما أراد الله به من كرامته ، فخرج يسعى ولم يقف على أحد ، معدا لأبي جهل اذا لقيه أن يوقع به ، فلما وصل الى الكعبة وجده جالسا بين القوم ، فأقبل نحوه وضربه بالقوس فشج رأسه ثم قال له : ( أتشتم محمدا وأنا على دينه أقول ما يقول ؟ . فرد ذلك علي ان استطعت ).
وتم حمزة (رض) على اسلامه وعلى ما تابع عليه رسول الله (ص) ، فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن رسول الله (ص) قد عز وامتنع ، وان حمزة سيمنعه ، فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه .
حمزة و الاسلام
ومنذ أسلم حمزة (رض) نذر كل عافيته وبأسه وحياته لله ولدينه حتى خلع النبي (ص) عليه هذا اللقب العظيم Sad أسد الله وأسد رسوله ) . وأول سرية خرج فيها المسلمون للقاء العدو كان أميرها حمزة (رض) . وأول راية عقدها الرسول (ص) لأحد من المسلمين كانت لحمزة . ويوم بدر كان أسد الله هناك يصنع البطولات حتى أصبح هدفا للمشركين في غزوة أحد يلي الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الأهمية
استشهاد حمزة
" اخرج مع الناس ، وان أنت قتلت حمزة فأنت عتيق"
هكذا وعدت قريش عبدها الحبشي ( وحشي غلام جبير بن مطعم ) ، لتظفر برأس حمزة مهما كان الثمن ، الحرية والمال والذهب الوفير ، فسال لعاب الوحشي ، وأصبحت المعركة كلها حمزة (رض) ، وجاءت غزوة أحد ، والتقى الجيشان ، وراح حمزة (رض) لا يريد رأسا الا قطعه بسيفه ، وأخذ يضرب اليمين والشمال و ( الوحشي ) يراقبه ، يقول الوحشي Sad وهززت حربتي حتى اذا رضيت منها دفعتها عليه ، فوقعت في ثنته ( ما بين أسفل البطن الى العانة ) حتى خرجت من بين رجليه فأقبل نحوي فغلب فوقع ، فأمهلته حتى اذا مات جئت فأخذت حربتي ، ثم تنحيت الى العسكر ، ولم تكن لي بشيء حاجة غيره ، وانما قتلته لأعتق ) .
وقد أسلم (الوحشي) لاحقا فهو يقول : ( خرجت حتى قدمت على رسول الله (ص) المدينة ، فلم يرعه الا بي قائما على رأسه أتشهد بشهـادة الحـق ، فلما رآني قال : ( وحشي ) . قلت : ( نعم يا رسـول اللـه ) قال : (اقعد فحدثني كيف قتلت حمزة ؟) فلما فرغت من حديثي ( قال : ويحك غيب عني وجهك فلا أرينك !) . فكنت أتنكب عن رسول الله (ص) حيث كان ، لئلا يراني حتى قبضه الله (ص) .
واستشهاد سيد الشهداء (ص) لم يرض الكافرين وانما وقعت هند بنت عتبة والنسوة اللاتي معها ، يمثلن بالقتلى من أصحاب رسول الله (ص) ، يجدعن الآذان والآنف ، حتى اتخذت هند من آذان الرجال وآنوفهم خدما ( خلخال ) وقلائد ، وأعطت خدمها وقلائدها وقرطتها وحشيا . وبقرت عن كبد حمزة ، فلاكتها فلم تستطع أن تسيغها ، فلفظتها .
حزن الرسول على حمزة
وخرج الرسول (ص) يلتمس حمزة بن عبد المطلب ، فوجده ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده ومثل به ، فجدع أنفه وأذناه ، فقال الرسول (ص) حين رأى ما رأى : ( لولا أن تحزن صفية ويكون سنة من بعدي لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير ، ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثل بثلاثين رجلا منهم !) . فلما رأى المسلمون حزن رسول الله (ص) وغيظه على من فعل بعمه ما فعل قالوا Sad والله لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر لتمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب ) . فنزل قوله تعالى : ( وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ، واصبر وما صبرك الا بالله ، ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ) . فعفا رسول الله (ص) ونهى عن المثلة ، وأمر بحمزة فسجي ببردة ، ثم صلى عليه فكبر سبع تكبيرات ، ثم أتى بالقتلى فيوضعون الى حمزة ، فصلى عليهم وعليه معهم ، حتى صلى عليه اثنتين وسبعين صلاة وكان ذلك يوم السبت ، للنصف من شوال ، سنة (3) للهجرة .
ذنب ابن سيرين
شخصيات اسلامية
بذنبٍ أصبتُه مُنذُ أَربعينَ سَنة!.
قال ابن عون -رحمه الله-:
لما ركِبَ محمد بن سيرين الدَّين اغْتمّ لذلك فقال : إني لأعرفُ هذا الغَمَّ بذنبٍ أصبتُه مُنذُ أَربعينَ سَنة!.
حلية الأولياء (2/171) ، الجامع لأحكام القرآن (16/31)
وقال محمد بن سيرينَ -رحمه الله-:
إني لأعرفُ الذنبَ الذي حُمِّلَ عليَّ به الدَّينُ *مَا هوَ؟! ، قلتُ لرجلٍ من أربعينَ سنةٍ: يا مُفْلس!
قال الراوي عبيد الله بن السري :
فحدثتُ بذلك الحديث أبا سليمانَ الدارانيَّ توفي سنة (205هـ)-رحمه الله- فقالَ: قلَّتْ ذنوبُهم فعرَفوا من أينَ يُؤتَونَ ، وكثُرَتْ ذنوبي وذنوبك فليس نَدري مِن أين نُؤتَى ّ!.
حلية الأولياء (2/171) ، تاريخ دمشق (53/226)
عَقَّبَ الإمامُ ابنُ القَيِّمِ - رَحِمَهُ اللهُ - في الجواب الكافي (ص 34) - قائلاً:
وهاهنا نكتة دقيقة يغلط فيها الناس في أمر الذنب وهي : إنهم لا يرون تأثيره في الحال ، وقد يتأخر تأثيره فينسي ويظن العبد إنه لا يغير بعد ذلك وإن الامر كما قال القائل :
اذا لم يغبر حائط في وقوعه ... فليس له بعد الوقوع غبار
وسبحان الله ! ماذا أهلكت هذه النكتة من الخلق ، وكم أزالت من نعمة ، وكم جلبت من نقمة ، وما أكثر المغترين بها من العلماء والفضلاء فضلا عن الجهال !
ولم يعلم المغتر أن الذنب ينقض ولو بعد حين ، كما ينقض السهم ، وكما ينقض الجرح المندمل على الغش والدغل.
قال الفضيل بن عياض -رحمه الله-:
إني لأعصي الله ، فأعرف ذلك في خلق حماري وخادمي وامرأتي وفأر بيتي.
البداية والنهاية (10/215)
قال أبو الحسن القطان - توفي سنة (234 هـ) - رحمه الله-:
أصبت ببصري، وأظن أني عوقبت بكثرة بكاء أمي أيام فراقي لها في طلب الحديث والعلم!.
معجم الادباء ( 12 / 220 ) ، تذكرة الحفاظ (3 / 857 )
قال الحسن -البصري-رحمه الله- :
دخلنا على عمران بن حصين فقال رجل : لا بد أن أسألك عما أرى بك من الوجع ؛
فقال عمران : يا أخي لا تفعل ! فوالله إني لأحب الوجع ومن أحبه كان أحب الناس إلى الله ، قال الله تعالى : {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} فهذا مما كسبت يدي ، وعفو ربي عما بقي أكثر.
الجامع لأحكام القرآن (16/31)
قال الضحاك -رحمه الله-:
ما تعلمَّ رجلٌ القرآن ثمّ نسيه إلاّ بذنب ، ثمّ قرأ (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) ،
ثمّ قال : وأي مصيبة أعظم من نسيان القرآن !
الجامع لأحكام القرآن (16/30)
قلت / صدق والله ! قلَّتْ ذنوبُهم فعرَفوا من أينَ يُؤتَونَ ، وكثُرَتْ ذنوبي وذنوبك فليس نَدري مِن أين نُؤتَى ّ!.
والله المستعان
* كان رحمه الله قد ركبه الدين في آخر حياته
حدث ابن سعد قال: سألت محمد بن عبد الله الأنصاري عن سبب الدين الذي ركب محمد بن سيرين حين حبس له، فقال: كان اشترى طعاماً بأربعين ألف درهم، فأخبر عن أصل الطعام بشيء كرهه، فتركه أو تصدق به، وبقي المال عليه، فحبس به، حبسته امرأة. وكان الذي حبسه مالك بن المنذر.
الطبقات الكبرى (7/198)
مواضيع مماثلة
» * أصحاب رسول الله - ابن عباس - زيد ابن حارثة - خالد ابن الوليد - حبيب ابن زيد
» * أصحاب رسول الله - الاحنف - عبد الله ابن عمر - عبد الله ابن مسعود
» * حب رسول الله صلى الله عليه وسلم 1
» * حياة رسول الله كاملة ليعلمها المسلمين
» * عظماء في الاسلام :عبد الله بن عمر- ابن سيرين - الحسن البصري
» * أصحاب رسول الله - الاحنف - عبد الله ابن عمر - عبد الله ابن مسعود
» * حب رسول الله صلى الله عليه وسلم 1
» * حياة رسول الله كاملة ليعلمها المسلمين
» * عظماء في الاسلام :عبد الله بن عمر- ابن سيرين - الحسن البصري
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى