* مستقبل العلوم - الشمس تدور أم تجري - القمر الاحمروالازرق
صفحة 1 من اصل 1
* مستقبل العلوم - الشمس تدور أم تجري - القمر الاحمروالازرق
مستقبل العلوم من الناحية النظرية
حال العلم في النصف الأول من القرن الحادي والعشرين
مستقبل العلوم من الناحية النظرية
1- طبيعة الكون:
يتصدر الكتاب بحث للعالم الفيزيائي لي سمولين - مؤسس معهد بيريمتر باونتاريو - يتساءل فيه عما سوف نعرفه عن الفيزياء وعلم الكون في الخمسين سنة القادمة، ويعرض سبعًا من الأسئلة المهمة التي لم يجب عليها، وتمثل في عمومها اتجاهات للبحث المستقبلي، ونذكر بعضها:
س1- ما مدى صحة النظرية الكمية بصيغتها الحالية؟ وهل تحتاج لتعديلات؟
س2- ما هو تركيب الفضاء والزمن؟
س3- ما صحة نظرية الانفجار الكبير التي تفِّسر نشأة الكون؟ وهل توجد تفسيرات أفضل؟
س4- كيف تشكَّلت المجرات؟
2- هل نحن وحدنا في هذا الكون؟
يتوقع العالم الفلكي السير مارتن ريس - من جامعة كامبريدج - أن تركز بحوث المستقبل على البحث عن صور للحياة - ولو كانت بسيطة وبدائية - في مجموعتنا الشمسية، وخصوصًا علي كوكب المريخ، وقمر زحل المسمَّى: تيتان، والمحيطات الثلجية في أحد أقمار المشترى: يوربا (Europa).
إن نتائج هذه البحوث - في حال نجاحها - سوف تؤدي إلى اتساع نطاق البحث عن الحياة إلى نواح أخرى داخل مجرَّتنا: درب التبانة، وما جاورها.
وفي المقابل فإن الفشل لن يخلو من الفوائد؛ سواء كان جزئيًّا أو كليًّا، وأولى الفوائد للفشل وأهمها: هي تعزيز احترامنا وتقديرنا وتعامُلنا مع كوكبنا الأزرق؛ لكونه المستقر الوحيد للحياة الذكية، ولعل هذا يغيِّر نظرتنا إلى الأرض، فنعتبرها بمثابة بذرة للحياة يمكن أن ننشرها بجهودنا في أكوان أخرى.
وختم مارتن ريس بحثه بعرض احتمالات متعددة حول نشأة أكوان جديدة في الثقوب السوداء، تتوسع في مكان وزمان آخر لا نستطيع بلوغه، والتخمين بوجود صور للحياة تعيش في أكوان متوازية وأبعاد أخرى في الفراغ الكوني.
ويذكر ريس سؤالاً محيرًا ينسبه للعالم الكبير أينشتاين: ما هي الخيارات الأخرى في خلق الكون؟ ولا شك بأن الاعتقاد بالقدرة اللامحدودة للخالق - سبحانه وتعالى - يجعل الكثير لا يستبعد أبدًا وجود احتمالات أخرى لوجود الحياة في أكوان مختلفة، تَحكمها قوانين مماثلة، وتشترك في أصل واحد قد تفسره نظرية الانفجار الكبير أو غيرها من النظريات.
3- الرياضيات في عام 2050:
يبدأ الباحث إيان ستوارت - الحائز على ميدالية فاراداي في سنة 1995 - هذا المبحث بالتركيز على كبريات الثورات والمراجعات الرياضية المتعلقة بنقد مفهومنا عن الحقيقة الرياضية، ويعود الفضل لأبحاث العالمين قودويل وتيرنينج (K. Godel & Allan Turning) التي عرَفنا من خلالها بأن الحقيقة الرياضية غير مطلقة الصحة.
يرى ستوارات ضرورة التلاقي والاجتماع المستقبلي لمصدري علم الرياضيات: (1) العالم الحقيقي و(2) الخيال البشري، ويتوقع أن تشهد الخمسون سنة القادمة تقدُّمًا كبيرًا في الإجابة على المسائل الرياضية المطروحة منذ مئات السنين، ولقد بدأ التقدم في هذا المجال في القرن العشرين، ومثال هذا برهنة نظرية فيرمات (Fermat) علي يد وايلز (wiles) في عام 1955.
وسوف يعين في مجال تفسير البراهين استخدام الحاسبات الإلكترونية؛ لبناء أنظمة الوهم الافتراضي التي تمكِّن الرياضيين من محاكات وتخيُّل البنى الرياضية الجامدة، وإسقاط هذه التخيلات لرؤيتها بعيوننا، وتغييرها لمشاهدة ومعرفة وتقييم الاحتمالات المختلفة في ساعات أو دقائق معدودة، وهذا - بلا شك - عمل للحاسبات ولا تقدر عليه عقولنا البشرية.
4- تحت ظلال الثقافة: علم الأحياء في عام 2050:
يشير العالم برايان قودوين - أستاذ علم الأحياء في كلية شوماشير بإنجلتر - في هذا المبحث إلى الزوايا المجهولة والمظلمة في العلم الحالي، بصفتها منطلقات لأبحاث مستقبلية أكثر عُمقًا وأشد إبداعًا، ومن هذه الزوايا المعتمة: تلك الخطوط الفكرية الحمراء والوهمية في المجتمعات العلمية التي تحد من النظر والبحث فيما وراء الطبيعة.
ومثال آخر هو تحريم البعض أو تجريمهم لمن يحاول انتهاك نظرية داروين ومبدأه في الانتقاء الطبيعي، وكذلك لا يزال الوسط العلمي التقليدي - بمجمله - لا يميل إلى مفهوم خلق الكون من قِبَل قوة واعية ومدبِّرة، ويفضِّل عليه النظر إلى الكون بصفته مجموعة من العمليات الميكانيكية الصماء، ويتوقَّع قودوين أن تركز أبحاث المستقبل على مذهب أو مدرسة حيوية المادة، والنظر إلى كل شيء حولنا باعتباره كائنًا حيًّا، ويطرح سؤالاً جريئًا للمستقبل: لماذا يعتبر مذهب حيوية المادة تهديدًا لمنظور البعض للعلوم؟
ويختم قودوين هذا البحث بسؤالين:
1- ما هو مصدر المشاعر؟
2- من أين يأتي الوعي؟
هل تأتي المشاعر من منظومة ديناميكية عديمة الإحساس، ليس فيها أثر للمشاعر نسميها الجهاز العصبي، أم هو التفسير الآخر الذي يضفي صفة الإحساس والشعور على المادة، وهذا تفسير لا يتناغم مع التوجه التقليدي للعلوم؟
5- العقول القابلة للمبادلة:
يتوقَّع مارك د هاوزر المتخصص في علم العصب الإدراكي وعلم النفس - في جامعة هارفارد - أن يشهد المستقبل بحوثًا تتمحور حول فَهم أدمغتنا البشرية وأدمغة المخلوقات المفكرة الأخرى، بغرض دراسة زراعة الأنسجة الدماغية، والمبادلة من مخلوقات إلى أخرى، والبحث في تغيير عمل الدماغ بواسطة إدخال المورثات الجينية، ويستعرض هاوزر مختارات من سجل الأبحاث الكثيرة على أدمغة القردة، تاركًا لخيال القارئ تصور مستقبل هذه الأبحاث.
ويذكر أن دراسة أدمغة القردة وسلوكها، بدأت في أوائل القرن العشرين، فمثلاً درست بعض الأبحاث استجابة قرد من فصيلة روسوس الهندية لرؤية قرد آخر يتعرض للصعق الكهرباء، حين محاولة الأول الحصول على طعام بتحريك عتلة دُرِّب عليها، حينما لاحظ أن فعله يؤدي لإيلام القرد الآخر، كانت النتائج مذهلة؛ إذ توقف القرد عن تحريك العتلة حارمًا نفسه من الطعام؛ لكيلا يتألم القرد الآخر، وهذا التجربة أثبتت أن القردة أرهف وأكثر إحساسًا بمشاعر بني جنسها من النوع البشري.
وفي هذا السياق نذكر تجربة صعق كهربائي بين البشر أجراها الباحث ميلغرام (Milgram)، والتي صوَّرها ونقلها حية في كتابه "طاعة السلطة"، والأمر المخيف فيها انصياع المشاركين في التجربة للسلطة المتمثلة في هيئة عالم يلبس رداءً مخبريًّا أبيضَ، وقيامهم بصعق الطرف الآخر بالكهرباء، (هذا الطرف ممثل وليس حقيقة، ولا يراه من يقوم بالصعق)؛ لأنه لم يجب الإجابة الصحيحة، وعدم إحساسهم بمشاعره وآلمه من الصعق الكهربائي وندائه المستغيث، ولو قارنا بين التجربتين، لاستنتجنا أن القردة أرهف إحساسًا منا، وأكثر تعاطفًا من البشر مع بني جنسها.
من الأمثلة الحديثة على دراسة أدمغة القردة، أبحاث عالم الأعصاب نيكوليليس (Miguel Nicolelis) ورفاقه، التي درست مبادلة دماغ قرد بدماغ بومة، مضافًا إليه دماغ قرد، وتفريغ الشحنات العصبية الدماغية، واستعمالها لتحريك ذراع آلية، والهدف هنا هو إيجاد معنًى للرمز العصبي، وفَهم دوره في السلوك والحركة.
إذا حلقنا بخيالنا نحو المستقبل وإمكاناته، فلن يصعب علينا إعداد تسجيل مفصل على قرص كمبيوتري صلب لأفكار حيوان معين في حال أكله وشربه، وتزاوجه وتواصله مع أبناء جنسه وكل حياته، هل سيمكننا هذا السجل من تقمُّص هُوية هذا الحيوان واكتشاف رغباته وحاجاته؟ أو لعله يعلمنا كيف نوافق بين موجات أدمغتنا البشرية وأدمغة الحيوانات، ولعل هذا يساعد أبحاثنا في مقاومة وعلاج مرض الخرف؟
ولا ينكر هاوزر أن هذا الاتجاه البحثي سوف يثير الجدل، ولن يسلم من هجوم الناقدين من المنظور الأخلاقي والديني.
6- الحزن في عام 2050:
يرشح أستاذ علم الأعصاب بجامعة ستانفورد: روبيرت سابولسكي مرض الاكتئاب لمرتبة مرض القرن العشرين، وهو مرض متفشٍّ في العالم، وتبلغ نسبة ضحاياه - حسب أحد الدراسات - 15% من السكان في الدول المتقدمة، وهذه نسبة كبيرة في ظل وجود الرعاية الصحية النفسية في تلك الدول، ومكمن الضرر في الاكتئاب هو ما يولِّده من الشعور بالعجز، ولهذا العجز تبعاته على المصابين به ومجتمعاتهم، فهم لا يكادون يستطيعون أداء أعمالهم والوفاء بالتزاماتهم العاطفية والتواصل الفاعل مع محيطهم.
ولا ننسى جهود مراكز الأبحاث ومختبرات العقاقير التي اكتشفت بعض مكونات النواقل العصبية في أدمغتنا التي تقاوم الاكتئاب؛ مثل: السيروتونين، واخترعنا عقار بروزاك المضاد للاكتئاب، والذي يعمل بشكل انتقائي على زيادة نقل السيروتونين المتوفر لنقل الإشارات بين الخلايا العصبية، والبحث لم يزل في بداياته في جوانب أخرى؛ مثل: ضمورقرينات آمون (Hippocampus)، ودراسة الاختلافات الوراثية في عمل السيروتونين في الدماغ، وصناعة ما يسمى بهرمون التوتر، والمأمول أن تفتح الأبحاث المستقبلية مزيدًا من الطرق العلاجية للاكتئاب.
ولكن سابولسكي يشك في زوال مرض الاكتئاب في الخمسين سنة القادمة، بل يتوقع انتشاره واستفحال خطره، وقد يستغرب البعض لهذه النظرة المتشائمة، وخلافًا لما يتوقعون فلن تسهم الاكتشافات الحديثة من التخفيف من التوتر المسبب للاكتئاب، والسبب أننا - كعادتنا - سوف نرفع سقف توقُّعاتنا الحياتية كلما ازداد التطور، وهكذا يستمر التوتر بمحافظتنا الغبية على الهوَّة بين الواقع والمأمول، ويؤيد هذه النظرة المملوءة بالشك في استمرار مرض الكآبة بعد خمسين سنة: ما نراه من محدودية العقاقير المضادة للاكتئاب، ومعرفتنا بأعراضها الجانبية.
ولا يوجد إلى وقتنا الحاضر مسار أكيد لعلاج الاكتئاب بالعقاقير، فهذا المرض النفسي لا يشبه الأمراض الوبائية الجرثومية المصدر؛ لذا لا يوجد بأيدينا لقاح مضاد للاكتئاب، وفي حقيقة الأمر فليس لدينا لقاح أو دواء يعين الإنسان في حياته المتقلبة والمتغيرة.
7- ما هي الحياة؟
يشكك الباحث ستوارت كوفمان - من جامعة بينسيلفانيا - في قدرتنا على الإجابة على هذا السؤال في الخمسين سنة القادمة، ويرجع بنا إلى البحوث الأولى التي أجراها شرودينغر (Erwin Schrodinger)؛ للبحث عن مصدر النسق المنظم للأجهزة الحيوية، والتي أدت إلى اكتشاف المسودة الوراثية للحياة، ولقد وضع شرودينغر أول لبنة في هذا البحث في تصوُّره لوجود خلايا ثلاثية الأبعاد تحوي في بنيتها التفصيلية على قانون صغير يحدد مسار تطور الكائن الحي، وأثبت العالمان واتسون وكرك (Watson & Crick) صحة هذا التصور واكتشاف الحمض النووي (DNA) ، وكشفت البحوث التالية أن هذا الاكتشاف هو الرمز الوراثي.
ولكن، كل هذه البحوث - مع أهميتها - لم تعط تعريفًا واضحًا ومقنعًا للحياة.
يعرض كوفمان محاولته لتعريف ماهية الحياة، هل تصح النظرة للحياة على أنها أنظمة تلقائية الحركة، أو ما يسميه البعض بالوكيل الذاتي؟ وما هو الشكل لهذا النظام المادي الذي يؤهله لمهمة الوكيل الذاتي؟ وكثيرًا ما تساءل علماء الفيزياء عن مصدر هذه المصطلحات اللغوية: العمل والفعل والغاية.
كما يعرض كوفمان وصفًا تصوُّريًّا لجهاز كيميائي يمكنه أن يتناسل، ويتكون من ألياف مختارة من الحمض النووي، وعندما تتصل هذه الألياف، تتحول إلى سلسلة مناظرة للحمض النووي الأصلي سداسي الأجزاء، ويشير إلى أبحاث غديري وسكربس (Ghadiri & Scripps) الهادفة إلى الحصول على بروتين للتناسل الذاتي.
ويتوقع كوفمان أن تعطي البحوث حول الوكيل الذاتي دفعة قوية في الاتجاه الصحيح للإجابة على ماهية الحياة في الخمسين سنة القادمة.
مستقبل العلوم من الناحية العملية
1- قانون ابن مور:
ينقل الباحث ريتشارد ديكنز - من جامعة أكسفورد - إجماع الكثير بأن الاكتشافات التي أنتجها علم الوراثة الجزيئي، تعد بحق أعظم إنجازات العلم في القرن العشرين، ويلخص ديكنز هذا العلم بكلمة واحدة هي: رقمي، ويعقد في هذا الفصل مقارنة بين معدل النمو المعرفي لأجهزة الحاسب الآلي، ومعدل تنامي فَهمنا للموروثات، فحسب قانون ابن مور فإن قدرة وسرعة الحواسب الآلية تتضاعف كل ثمانية عشرة شهرًا، ويعارض هذا القانون الكثير الذين يقترحون زمنًا أقل، أما الطرف الآخر من المقارنة، فهو النظر إلى كلفة تحليل زوج واحد (أو حرف) من الحمض النووي، كانت هذه الكلفة ألف جنيه إسترليني في عام 1965، وبلغت كلفة تحليل الحرف الواحد (S. Riposomal) من سلسلة الحمض ذات الرمز X174 في سنة 1975 ما يقارب عشر جنيهات، وتطور الحال مع التقدم في دراسة الجينوم البشري، وقلَّت كلفة تحليل حرف واحد عشر جنيهات، وإذا تابعنا هذا الرسم البياني للكلفة إلى 2050، وجدنا أن كلفة دراسة جينوم إنسان كامل (وليس حرفًا واحدًا) سوف تكون 100 جنيه فقط.
ويتوقع ديكنز أن العلم في سنة 2050 سوف يعرفنا بصورة نهائية وإجمالية شجرة التاريخ العرقي، وسوف يتم ما يسميه بالكتاب الجيني للميت، وفي ذلك الزمن سيمكننا أن نلقم جينومًا لحيوان غير معروف في حاسوب متخصص، فيقوم بإعادة تركيب شكل الكائن الحي، ويعطينا تفاصيلاً عن أسلافه وعن البيئة التي عاش وعاشوا فيها، ويتمنَّى عندها أنصار نظرية التطور أن يعثروا على جينوم الحلقة التي يتحدثون عن فِقدانها.
2- هل هنالك نشوء ثان؟
يخبرنا الباحث باول دافيس - من الكلية الإمبريالية بلندن - بعودة قوية لجهود علم الأحياء الفلكي الرامية إلى البحث عن صور للحياة على كوكب المريخ، ويطرح ما يسميه بالسؤال الأهم: أين نبحث عن الحياة على كوكب المريخ؟
إن الاتجاه الرئيس هو محاولة البحث عن صور للحياة تحت سطح المريخ، تتصف بقدرتها على استدامة ذاتها بمعزل عن نور الشمس، وتحمُّلها لدرجات حرارة عالية، ويتوقع أن يتراوح عُمق البحث من عدة أمتار إلى بضعة كيلومترات، والمأمول أن يوفر تحليل العينات تحت السطحية المجلوبة من المريخ بعض الاحتمالات على وجود الحياة في ماضي كوكب المريخ أو حاضره.
ويقترح دافيس وغيره بناء محطات دراسة مأهولة على كوكب المريخ، وسوف تقلل هذه المحطات من كلفة السفر بإنقاص وزن وقود رحلة العودة الذي كان يجلب من الأرض، ومن المقترح بناء مفاعلات لإنتاج الطاقة من فحم كوكب المريخ، ومن الوجهات للبحث عن الحياة على المريخ المياه الواقعة تحت طبقة الثلج السميكة.
ويطرح دافيس سؤالين مهمين يتعلقان باحتمال وجود الحياة على كوكب المريخ:
س1- هل تطابق صور الحياة على المريخ الحياة على الأرض؟
س2- هل يتوقع أن تكون صور الحياة على المريخ مختلفة عن الأرض؟
ويختم دافيس هذا البحث بعبارة تأمُّلية حكيمة: "إن البحث عن الحياة خارج كوكب الأرض، ما هو إلا بحث عن أنفسنا وموقعنا في الكون، واحتمال كوننا الصورة الوحيدة للحياة في الكون سوف يغير منظورنا تُجاه هُويَّتنا ومسؤوليتنا، كقيّمين على الكوكب الحي الوحيد، وفي المقابل فإن وجود نشوء حياتي خارج كوكبنا، سوف يكون له أثر لا ينكر على نظراتنا لذواتنا وللكون".
3- مستقبل المادة:
يتوقع الباحث بيتر اتكنز - من جامعة اكسفورد - أن يشهد نصف القرن الحادي والعشرين تطورًا كبيرًا في قدرة الكيميائيين في التعامل مع الذرات، وربْطها بأنماط جديدة، وفي هذا السياق يؤمل نجاح الجهود الرامية لصناعة البروتينات الاصطناعية المشابهة للأغشية الخلوية والقادرة على البقاء.
كما يتوقع اتكنز أن تشهد الخمسون سنة القادمة تطبيقات جريئة في مجال الكيمياء الزراعية، والذي يستنبت بعض الكائنات الحية - مثل بعض أنواع البكتيريا - بغرض الحصول على منتجاتها، والإفادة منها في مجالات عدة.
ومن المأمول أن تؤدي الأبحاث في المستقبل إلى قفزات وتحسينات كبيرة في صناعة حاسبات آلية دقيقة في الحجم، بالإفادة من التقنيات المتناهية في الصغر (Nano Technology)، ونظير ذلك الإفادة من الأنابيب المجهرية الكربونية لبناء تراكيب وأبنية خفيفة الوزن وفائقة المتانة، وسوف ينعكس هذا على أنماط البناء المستقبلية للأغراض المنزلية والصناعية.
ويذكر اتكنز: "إن استخدام الحاسبات الآلية السريعة وقواعد المعلومات المنظمة سيقلل كثيرًا من الوقت اللازم لتطوير الأدوية في المستقبل، ويسهل ويوجِّه تصنيع مركبات جديدة؛ مثل: محفزات التفاعلات التي تعين على التفاعلات وتُيَسِّرها، من دون أن تدخل في صلب التفاعلات، وتجمع بعد التفاعل لاستخدامها مرة ومرات أخرى، كما يتوقَّع أن تزداد حساسية ودقة أجهزة قياس الطيف المادي إلى حد يمكن الباحثين من تصوير ومتابعة التفاعلات على المستوى الذري.
4- هل سنصبح أكثر ذكاءً في الخمسين سنة القادمة؟
هذا بحث فلسفي لطيف ونافع يعرضه الباحث روجر شاينك من جامعة كارنيجي ميلون، ويُصدِّره بهذا السؤال المهم، ويبدأ الإجابة بتوقعه أن يضع المستقبل تحت المحك مفاهيمنا الحاضرة عن الذكاء والتعلم، ويباغت القارئ بسؤال جديد عن ماهية الذكاء في المستقبل، هل يعرف الذكاء بقدرتنا على الإتيان بأجوبة لأسئلتنا؟ وهل سيتغير هذا التعريف في المستقبل؟ هل سنعرف الذكاء بقدرتنا على تعلُّم كيفية التفكير في الأسئلة المناسبة؟ ويرجح شاينك كِفة الأسئلة الجديدة في المستقبل.
أما من ناحية التعلم، فلعلنا نشهد في ظلال العالم الافتراضي تغيرات جذرية في مفهوم المدرسة والمدرس، والدارس والمادة الدراسية، وزملاء الدرس، وطريقة التلقي وتحفيز المتعلم، وأساليب غرس المعلومة والخبرة، والتأكُّد من فَهمها، واكتساب القدرة على تطويرها وتعليمها للغير.
ويرى الباحث أن نجاح التعليم في المستقبل، مرهون بفَهمنا لمعنًى قديم وأكثر عمقًا للتعليم، الذي ينبغي أن يتمحور حول التنفيذ والتطبيق والعلم للعمل، بدلاً مما تعلَّمناه خطأً في ماضينا من العلم الذي يدور حول المعرفة فقط.
ويرى الباحث أن مفهوم الذكاء في المستقبل، سيتعلق بالقدرة الذاتية على توسيع نطاق الخبرة، وفي مقدار ونوع الأسئلة الجديدة التي تبقى بلا إجابة، ومن سوف يتصدى لإجابتها، ولهذا انعكاس على أجواء التعليم، فيطالب المتعلم بالتفكير بأسئلة جديدة، وعليه أن يبيِّن كيفية حصوله على هذه الأسئلة، ويتلو ذلك شرحه للخبرات التي بُنيت عليها هذه الأسئلة، فالذكاء في المستقبل كما يقول شاينك: "هو القدرة على الوصول إلى حدود الخبرة التعليمية".
سنكون أكثر ذكاءً عندما تطلب الأجواء التعليمية فضولاً وأسئلة، ولن نخاف من الخبرات الجديدة، وسوف نعرف كيف نجد الخبرات اللازمة، وسوف نتعلم ونكبر من خلالها.
5- العقل والدماغ والنفس:
هذا بحث مطول أعده أستاذ الأعصاب جوزيف لودو - من جامعة نيويورك - الذي يعرض ثلاث مجالات محتملة لمستقبل البحث في الدماغ البشري من خلال التطور في التصوير بالرنين المغناطيسي ووسائل أخرى:
• تعلم المزيد عن التنظيم العصبي للإدراك والذاكرة، والعواطف واللغة، والذاكرة الفاعلة.
• اكتشاف المزيد عن ترابط العمليات المذكورة أعلاه، وكيفية التفاعل بينها داخل الدماغ.
• هذا المجال هو الأهم، فسوف يمكننا وجود أساس علمي صلب لفَهمنا بطريقة معيارية لوظائف الدماغ عن التساؤل عن العلاقة بين:
أ- اختلاف أو تفاوت هذه الوظائف بين الأفراد.
ب- معرفة وتحديد الصفات المسؤولة عن النفس أو عن الشخصية.
وينتقل البحث إلى موضوع إدارة الذكريات، ويعني تكوُّن ذكرى جديدة في أدمغتنا: تعديلَ الوصلات بين الخلايا العصبية، وتركِّز بعض الأبحاث والتجارب الرائدة على إيجاد طرق فاعلة لتحسين الذاكرة البشرية، ومن هذه الأبحاث ما يبيِّن اعتماد كثير من أشكال الذاكرة على جلوتومات النواقل العصبية، والعمل على تحسين الذاكرة، عن طريق تطوير عقاقير تسهل من نقل الجلوتمات إلى الخلايا العصبية.
ويتوقع أن تعين أبحاث الخلايا الجذعية في المعالجة المستقبلية لأمراض مثل الزهايمر، عن طريق حث الخلايا العصبية في منطقة دماغية هي (الحصين "Hippocampus")، وهي المسؤولة عن إنتاج الخلايا العصبية الجديدة في الدماغ السليم، ولهذه المنطقة أهمية في قدرتنا على التذكر بشكل إرادي.
ولعلنا نشهد في المستقبل أدوية ذكية بمقدورها أن تعالج الشبكات المضطربة في الدماغ، دون المساس بشبكات أخرى سليمة، ويتوقع أن يعين التطور في التصوير الدماغي المقترن بفَهم مفصل ودقيق عن الوظائف الطبيعية لمختلف مناطق الدماغ، ومعرفة الشبكات المتأثرة بالاضطرابات في اكتشاف وتطوير هذه الأدوية الذكية.
6- السيطرة على المرض:
اختُتِم الكتاب بهذا البحث من إعداد الباحث باول إيولد - أستاذ علم الحياة في كلية إمهيرست، ومؤلف لكتاب "تطور الأمراض الإنتانية".
ويفتتح الحديث عن مذهب علاج المرض عن طريق معرفة سبب المرض، وكان لويس توماس أول من عرض هذا البحث قبل أربعين سنة تقريبًا في كتابه "تكنولوجيا الطب"، حين قال: "إن معظم ممارسة الطب - بما فيها زرع الأعضاء ومعالجة أنواع السرطان - مكرَّس ومنشغل بإيجاد حلول وقتية وعابرة، ويوجد في المقابل جهد قليل ومحدود أدَّى إلى اكتشاف حلول حاسمة لأمراض كانت تستعصي على العلاج لزمن طويل، ومثال هذا منع حالات كثيرة من سرطان الكبد والتهاب الكبد، من خلال تحليل الدم للبحث عن الحمات الراشحة المسببة لالتهاب الكبد من نوعي: ب، ج، وباستعمال لقاح التهاب الكبد (ب)".
ويعرض إيولد منظورًا مختلفًا لتفسير نشوء الأمراض المزمنة بسبب الإنتانية التي تؤدي بصور خفية إلى تخريب الأنسجة، وتظهر هذه الإنتانات في نهاية المطاف في صور أمراض خطيرة؛ مثل: أزمات القلب، والسرطان، والزهايمر.
ويتوقع إيولد أن يقبل الإنتان كسبب لبعض الأمراض المزمنة والخطيرة؛ مثل: مرض السكري، ومعظم أنواع السرطان، وأمراض نقص الخصوبة، ومع إقرار الباحث باحتمال الضَّعف في هذا التوقُّع إذا رجحت كِفة السببية الوراثية لنشوء المرض، فإنه يذكر بأهمية التصدي للأمراض المزمنة، والتي يقر المختصون بأن الإنتان هو المسبب لها، ويدرج الباحث قائمةً من الأمراض المزمنة، وجدولاً زمنيًا يتنبأ فيه بالتواريخ التي سوف يقبل فيها الأطباء بالإنتان كسببٍ رئيس للأمراض المزمنة المذكورة في الجدول، والتي تشمل أمراضًا عقلية ونفسية، ونذكر هنا مقتطفات من هذا الجدول التنبؤي على سبيل المثال: سوف يقبل الإنتان كسبب لانفصام الشخصية، وسبب للاكتئاب ذي القطبين في سنة 2025، ويتوقع الباحث أن يطور المزيد من اللقاحات المضادة للأمراض المزمنة التي يسببها الإنتان في الخمسين سنة القادمة، وخير من يقدر ويثمن هذا البحث هم المختصون في علم دراسة الأمراض، والزمن خير وسيلة من تحقق نبوءة السببية بالإنتان التي وضعها الباحث.
هل الشمس تدور أم تجري؟
الإعجاز في الكون - هل الشمس تدور أم تجري؟
لنتأمل هذه النفحة الإعجازية من كلام الحق تبارك وتعالى، وهي رد على من يشكك في هذا القرآن، لنستخدم لغة الحقائق والصور العلمية لنثبت أن القرآن هو الحق....
أحبتي في الله! لن أطيل عليكم في هذه المقالة، فقط أحببت أن أبث إليكم هذه النفحة الإعجازية الرائعة، فالمؤمن الذي يحب القرآن يحب دائماً أن يحدث الآخرين عما يحب: عن عجائبه وأسراره والأشياء المذهلة فيه، وإذا ما تحدث عنه أحد بسوء تجده يغار على "حبيبه" ويدافع عنه وهذا ما يدعوني دائماً للاستمرار في هذه المقالات.
فالمشككون لم يتركوا كلمة في كتاب الله إلا وانتقدوها بغير حق، لم يتركوا حقيقة علمية إلا وحاولوا أن يثبتوا خطأها، ولكن هيهات أن يفعلوا ذلك، ومن الأشياء التي خرجوا بها علينا أن القرآن قد أخطأ علمياً في استخدام كلمة (يجري) بالنسبة للشمس والقمر، والأدق علمياً كما يقولون أن يستخدم كلمة (يدور) لأن القمر يدور حول الأرض والشمس تدور حول مركز المجرة.
لنتأمل أولاً كيف عبر القرآن عن حركة الشمس، يقول تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [يس: 38]. والآن لنذهب إلى علماء الغرب أنفسهم والذين لم يؤمنوا بالقرآن، ماذا يقولون؟ إن ظاهرة حركة الشمس لفتت انتباه أحد العلماء ففكر أن يدرس المسار الحقيقي للشمس فيما لو نظرنا إليه من خارج المجرة، وبالطبع الشمس هي نجم في مجرتنا التي تحوي أكثر من 100000000000 نجم!!
هذه صورة لمجرة تشبه مجرتنا، وتحوي هذه المجرة أكثر من مئة ألف مليون نجم، وكل نجم يمكن أن يكون أصغر من الشمس أو أكبر منها أو بحجمها، وأريد أن أخبركم أن الكون يحوي أكثر من مئة ألف مليون مجرة كهذه!!! فهل تدركون معي عظمة هذا الكون وعظمة خلق السماوات والأرض؟ إذا اقرأوا قوله تعالى: (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [غافر: 57]. المصدر NASA .
إن حركة الشمس كانت لغزاً محيراً لآلاف السنين، فطالما نظر الناس إلى الأرض على أنها ثابتة وأن الشمس تدور حولها، ولكن تبين فيما بعد أن هذا الاعتقاد خاطئ، والسبب في ذلك هو ببساطة أن كتلة الشمس أكبر من كتلة الأرض بأكثر من مليون مرة، وبالتالي لا يمكن للأرض أن تجذب الشمس إليها بل العكس هو الصحيح.
فالشمس وبسبب كتلتها الكبيرة تجذب جميع الكواكب إليها تماماً كما تجذب الأرض القمر الذي هو أصغر من الأرض بكثير، ولذلك أيقن العلماء أن الشمس ثابتة والأرض تدور حولها! ولكن هل هذه هي الحقيقة كاملة؟
لقد اكتشفوا بعد ذلك أن هذه الشمس تنجذب باتجاه مركز مجرتنا (درب التبانة)، بل وتدور حوله بشكل دقيق ومحسوب تتراوح سرعة الشمس في دورانها حول مركز المجرة 200-250 كيلو متر في الثانية. فقالوا إن الشمس تدور حول مركز المجرة، وأخيراً وجدوا أن للشمس حركة أخرى صعوداً وهبوطاً، لقد أصبح الأمر أكثر تعقيداً.
لقد قام العلماء بدراسة حركة الشمس (المجموعة الشمسية) لمعرفة المسار الدقيق الذي ترسمه الشمس أثناء دورانها حول مركز المجرة. وقد وجدوا أن الشمس لا تدور دوراناً بل تجري جرياناً حقيقياً!! وأن جريانها يشبه جريان الخيل في حلبة السباق!
هذه صورة للشمس بالأشعة السينية، إنها تمتد لأكثر من مليون كيلو متر وتظهر وكأنها فرن نووي ملتهب، إنها تزن أكثر من 99 % من وزن المجموعة الشمسية، لذلك فهي تجذب الكواكب إليها وتجعلها تدور حولها، وتتحرك الشمس وتسبح مع كواكبها ومنها الأرض والقمر. وتبلغ درجة الحرارة على سطحها 6000 درجة مئوية، وهي تبث من الطاقة في ثانية واحدة ما يكفي العالم بأكمله لمدة مئة ألف سنة!! المصدر NASA .
لقد وجد العلماء أن للشمس حركتين داخل المجرة: الأولى حركة دورانية حول مركز المجرة، والثانية حركة اهتزازية للأعلى وللأسفل، ولذلك فإن الشمس تبدو وكأنها تصعد وتنزل وتتقدم للأمام! وتتم الشمس دورة كاملة حول مركز المجرة خلال 250 مليون سنة! ويستغرق صعود الشمس وهبوطها بحدود 60 مليون سنة، وهكذا تصعد وتهبط وتتقدم مثل إنسان يجري.
أيها الأحبة لقد قمتُ بدراسة حركة جريان الخيول في السباق بهدف رؤية المسار الحقيقي لجريان هذه الخيول وقد وجدتُ أن المنحني الذي يرسمه الحصان في جريانه يتطابق مع ذلك المنحني الذي ترسمه الشمس في جريانها! هل هذه مصادفة!
نرى في هذه الصورة على اليمين المسار الذي ترسمه الشمس خلال حركتها في المجرة، فهي تتم دورة كاملة كل 250 مليون سنة، وتتم هزة كاملة للأعلى والأسفل كل 60 مليون سنة تقريباً. على اليسار نرى المسار الذي ترسمه الخيول أثناء جريانها، ونلاحظ أنه يشبه إلى حد بعيد مسار الشمس، ولذلك فإن كلمة (تجري) دقيقة جداً من الناحية العلمية. المصدر (Nature).
الجريان باتجاه المستقر
لقد وجد العلماء بعد دراسات معمقة أن الشمس تجري باتجاه محدد أسموه مستقر الشمس أو solar apex ويعرفه الفلكيون كما يلي:
A point toward which the solar system is moving; it is about 10° southwest of the star Vega.
أي هو النقطة التي تتحرك الشمس (مع كواكبها) باتجاهها أي بزاوية تميل 10 درجات جنوب غرب نجم النسر بسرعة تقدر بحدود 19.4 كيلو متر في الثانية. المهم أن القرآن قد أشار إلى وجود مستقر ما للشمس في قوله تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [يس: 38].
جريان النجوم
من عجائب المقالات التي قرأتها مقالة بعنوان Star Streaming أي "جريان النجوم"، فقد وجد العلماء بعد دراسات طويلة أن النجوم بما فيها الشمس جميعها تتدفق بما يشبه النهر أو الجدول، ووجدتهم يستخدمون كلمة (يجري) أو Stream للتعبير عن حركة الشمس والنجوم، وهي الكلمة القرآنية ذاتها!!! ووجدتهم يستخدمون كلمة Rest أي المستقر وهي نفس الكلمة القرآنية أيضاً!!
نرى في هذا الرسم كيف يعبر علماء الغرب عن حركة الشمس والنجوم، ويرسمونها ضمن مجرى يشبه مجرى النهر، ووجدوا أن حركة الشمس في هذا المجرى تشبه حركة الأمواج صعوداً وهبوطاً ولذلك يعبرون عن هذه الحركة بكلمة Stream أي تجري! وتأملوا معي كيف يعبر العلماء عن حركة هذه النجوم بالتدفق مثل الماء الذي يجري في النهر، وكيف أن القرآ، سبقهم إلى هذا التهبير بشكل أدق، يقول تعالى: (وكل في فلك يسبحون) فسبحان الله! المصدر Star Streaming, www.astrology.com
المجرات تجري...
ولذلك فإن علماء الغرب اليوم وفي أحدث الأبحاث العلمية يشبهون حركة المجرات أيضاً بحركة الماء داخل مجرى النهر، بل إنهم عندما رسموا خريطة للكون وجدوا أن الكون عبارة عن "شبكة طرق" تتدفق خلالها المجرات بشكل بديع يشهد على عظمة الخالق عز وجل! ويصف أحد علماء ألمانيا وهو الدكتور ميلر حركة المجرات بأنها أشبه بسائل يتدفق Flow ويجري ضمن قنوات محددة، أليس القرآن يصف هذا المشهد بشكل أدق في قوله تعالى: (وكل في فلك يسبحون) [يس: 40]؟؟
تأملوا معي هذه الشبكة من المصابيح المضيئة، إن كل نقطة مضيئة هي عبارة عن مجرة تجري وتتدفق بنظام مذهل، ويقول العلماء إن المجرات تتشكل وتتدفق وتجري على طول هذه الخيوط الكونية. وتأملوا معي "العقدة" المضيئة في الوسط (وهي تجمع لآلاف المرجيات) وكأنها تربط بين هذه الخيوط في نسيج محكم لا يعلم مداه إلى الله تعالى! المصدر مختبرات ماكس بلانك – ألمانيا.
جريان القمر
يقول تعالى: (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) [الرعد: 2]. هذه الآية تؤكد بأن القمر يجري أيضاً، ولو تأملنا حركة القمر نلاحظ أنه يرسم مساراً متعرجاً يشبه مسار الشمس في دورانها حول مركز المجرة.
تتحرك الشمس مع الكواكب التابعة لها (مع الشمس والقمر) وتجري جميعها جرياناً حقيقياً حول مركز المجرة، ولذلك فقد عبَّر القرآن عن هذه الحركة بقوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [لقمان: 29].
ونلاحظ من خلال الشكل أن الكواكب تدور حول الشمس وتنجرف أيضاً بحركة ثانية ضمن حركة الشمس الاهتزازية حول مركز المجرة، وبالتالي يمكننا القول إن القمر أيضاً يجري والأرض تجري والكواكب تجري، وكذلك النجوم تجري...
جريان السفينة
لقد عبَّر القرآن عن حركة الفُلك في البحر بكلمة (تجري) وهي الكلمة ذاتها التي استعملها القرآن من أجل التعبير عن حركة الشمس، يقول تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ) [إبراهيم: 32]. فهذه السفن والبواخر التي نراها في البحر هي من نعمة الله تعالى، وهي مسخرة بأمره، سخر الرياح وسخر الماء وسخر وسائل صناعة هذه السفن للإنسان من أجل السفر والتنقل وحمل المتاع.
وهنا نلاحظ أيضاً وجهاً إعجازياً يتجلى في كلمة (لِتَجْرِيَ) فلو تأملنا حركة السفن في البحر نلاحظ أنها تأخذ شكل الأمواج صعوداً وهبوطاً، ولكن هذه الحركة قد لا تظهر لنا مباشرة، إنما تظهر خلال المسافات الطويلة التي تقطعها السفينة في البحر. وهنا نجد أن التعبير القرآني دقيق علمياً.
لو تأملنا حركة السفن في البحر نجد أنها أيضاً تشكل مساراً اهتزازياً صعوداً وهبوطاً، طبعاً قمنا بتكبير المسار المبين في الشكل باللون الأصفر بهدف إيضاح الحركة فقط.
ولذلك فليس غريباً أن يعبر القرآن عن حركة الشمس بكلمة (تجري) لأن الله تعالى يحدثنا عن الحقائق وهو يراها من أعلى! وليس غريباً كذلك أن نجد بعض الملحدين يحاولون التشكيك في صحة هذا القرآن، فهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنه الحق، وهذا ما صوَّره لنا القرآن عندما أنكر فرعون آيات الله ومعجزاته وهم يعلمون أنها الحق، فكيف كانت عاقبتهم؟ تأملوا معي قول الحق تبارك وتعالى: (فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آَيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ * وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) [النمل: 13-14].
وأقول يا أحبتي إن القرآن فعلاً كتاب رائع، إنك تجد فيه ما تريد، وتجد فيه الرد المناسب للمعترضين عليه، إذا أردت أن تزداد إيماناً فمعجزات القرآن كفيلة بزيادة إيمانك، وإذا أردت أن تكون سعيداً في هذه الدنيا فالقرآن يضمن لك السعادة في الدنيا والآخرة، فما أجمل هذا القرآن وما أعظم كلماته، في كل كلمة تجد معجزة تستحق الوقوف طويلاً، اللهم انفعنا بهذه الحقائق، واجعلها حجة لنا في ظلمات هذا العصر!
بقلم عبد الدائم الكحيل
القمر الأحمر العملاق
في الساعات الأولى من صباح الاثنين 28 شتنبر 2015 سيشهد المغرب، مثل العديد من دول غرب آسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا ظاهرة الخسوف الكلي للقمر، والذي يتزامن مع ظهور القمر العملاق بسبب تواجده في أقرب نقطة من الأرض في مداره الإهليليجي حولها.
يحدث الخسوف عندما تكون الشمس والأرض والقمر في خط مستقيم، فتحجب الأرض أشعة الشمس عن القمر.
وبسبب ميلان مدار القمر عن مستوى دوران الأرض حول الشمس، يحدث الخسوف مرتين فقط في السنة في الوضعيتين 1 و3 من الصورة أسفله.
وستمر الظاهرة بعدة مراحل حيث سيبدأ القمر بالدخول في شبه ظل الأرض على الساعة 01:12، وسيبدو كما لو أن سحابة خفيفة تغطيه شيئا فشيئا. وعندما يبدأ القمر في الدخول في ظل الأرض على الساعة 02:07 سيصبح طرفه الأيسر مظلما، ثم تتسع المنطقة المظلمة إلى أن تشمل القمر كله على الساعة 03:11، سيظهر حينئذ بلون أحمر خافت لمدة ساعة و 12 دقيقة. بعدها سيسترجع البدر توهجه من جانبه الأيسر شيئا فشيئا، لينتهي الخسوف على الساعة 06:22.
يرجع اللون الأحمر للقمر أثناء الخسوف إلى اختراق أشعة الشمس للغلاف الجوي الأرضي، والذي تنكسر فيه أشعة الضوء الزرقاء بشكل كبير، في حين تواصل الأشعة الحمراء التي لا تنكسر طريقها إلى سطح القمر.
وقد تمكن المسبار الياباني KAGUYA من التقاط صور أثناء خسوف القمر من مدار هذا الأخير سنة 2009، حيث يظهر الغلاف الجوي للأرض على شكل حلقة مضيئة.
القمر الأزرق !
سيطل علينا البدر بطلعته البهية هذه الليلة للمرة الثانية على التوالي في نفس الشهر يسمى هذا الحدث الفريد من نوعه بظاهرة القمر الأزرق .
سبق و شاهدنا في الثاني من يوليوز بدرا مكتملا و سنعيد الكرة هذه الليلة. فحسب التقليد الأمريكي تسمى هذه الظاهرة بBluemoon أو القمر الأزرق، ولا تعني تسمية الظاهرة على هذا النحو أن ما سنراه الليلة هو قمر أزرق بالفعل فالأمر لا يتجاوز كونه مجرد تسمية لا غير . ولكن أهمية الظاهرة تعود إلى ندرة حدوثها، فقل أن نشاهد بدرا مكتملا مرتين في الشهر، مما يستحق الجلوس لحظات لتأملها.
لا تُرجِــأ متعة القيام بهذا الأمر إلى يوم آخر كون ذلك قد يتطلب منك الإنتظار مطولا؛ فحسب المعطيات التي تمدنا به التقويمات الفلكية كانت آخر مرة حدث فيها هذاالأمر هو سنة 2012 قبل ثلاث سنوات و المرة القادمة ستكون بعد ثلاث سنوات أخرى بالضبط في شهر يناير من سنة 2018.
و عندما نبحث عن تردد حدوث ظاهرة القمر الأزرق في ليلة صيفية هادئة كالليلة اليوم سنجد أن علينا الإنتظار لثماني سنوات من الآن؛ فالليلة هي الفرصة الذهبية لعيش تجربة تأمل هذه الظاهرة النادرة .
مواضيع مماثلة
» * حركة الارض - الشمس - القمر- حركة القبة السماوية - الفضاء - سطح القمر وصوت الاذان
» * كسوف الشمس وخسوف القمر... آيات وأسرار
» * الشمس والقمر- الامواج العميقة - اسرار القمر- انفجار الينابيع - مرج البحرين - الملحد - النطفة
» * من أسرار القمر- الشمس والقمر - الملحد يخاف الله- مرج البحرين - انفجار النجوم والينابيع
» * متعدد الاكوان - مقالات في الفلك - جريان الشمس
» * كسوف الشمس وخسوف القمر... آيات وأسرار
» * الشمس والقمر- الامواج العميقة - اسرار القمر- انفجار الينابيع - مرج البحرين - الملحد - النطفة
» * من أسرار القمر- الشمس والقمر - الملحد يخاف الله- مرج البحرين - انفجار النجوم والينابيع
» * متعدد الاكوان - مقالات في الفلك - جريان الشمس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى