مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كاثوليك وأرثذكس - الثالوث في اللاهوت المسبحي

اذهب الى الأسفل

كاثوليك وأرثذكس - الثالوث في اللاهوت المسبحي Empty كاثوليك وأرثذكس - الثالوث في اللاهوت المسبحي

مُساهمة  طارق فتحي الخميس أكتوبر 01, 2015 6:48 am

كاثوليك وأرثذكس
مُساهمة  طارق فتحي في الأربعاء 30 سبتمبر 2015 - 19:48

عندما تشب على هذا الحلم منذ طفولتك، وتتخذ الفكرة احترافاً، ويطلّ عليك السراب، تصدمك الخيبة. أدهشتني هذه الكلمات التي افتتح بها خطيب أنطاكيا، سيدنا جاورجيوس خضر مقاله "على رجاء الوحدة المسيحية" في جريدة النهار في عددها الصادر بتاريخ 26/1/2002 الحلم الذي تكلم عنه هو وحدة المسيحيين في الشرق والغرب، وهو لعمري حلم كلّ مسيحي مؤمن صادق. فما هي العقبات التي تحوّل هذا الحلم الجميل إلى (سراب!) و(خيبة!..)

لن أتكلم هنا عن العقبات اللاهوتية لأن لها اختصاصييها، ولكنّي سأتكلم عن العقبات النفسيّة التي صدمتني بالخيبة أنا الآخر، وأدركت أن هذا الحلم بعيد المنال إن لم يكن مستحيلاً.

الوحدة المسيحيّة كما أحلم بها هي وحدة الألفيّة الأولى، قبل الانقسام، عندما كانت كنيسةً واحدةً لراع ٍ واحد. هو ربّ المجد، يسوع المسيح. وحدة لا تسيطر فيها كنيسة محليّة على شقيقاتها، وحدة يتساوى فيها أساقفة المسكونة في الكرامة، ولا تمتهن هذه الكرامة حتّى ولو ترأس أحدهم بالمحبة.. وهنا تعود ذاكرتي إلى حادثةٍ قرأتها فصدمتني الخيبة. حدثت عام 1870 المجمع الفاتيكاني الأول، عندما رفض بطريرك الروم الكاثوليك (وهو بطريرك أنطاكية والإسكندرية وأورشليم!!) غريغوريوس يوسف لأول وهلة توقيع عقيدة عصمة البابا!!، وعندما أجبر أخيراً على التوقيع مع أساقفته السبعة، أضاف عبارة {مع الحفاظ على الحقوق البطريركية الشرقية} وقد قال في مذكّرته التي قدمها للمجمعSadأناشدكم بالله أيها الآباء الكليّو الاحترام، بأي نوع نستطيع نحن أن نشهر ونضع بالعمل هكذا مرسوم، منصوص على هذه الصفة؟ بأيّ كلام نستطيع أن نجادل المنشقين (أي الأرثوذكس) ونتعاطى مع الكاثوليك؟ فكيف يمكن للكاثوليك أن يثبتوا في هذا الإيمان، وللمنشقين أن يرجعوا للاتحاد، إذ يشاهدون في هذا انهدام حصن استقلالهم، وخسران كراسيهم البطريركية من الشرف والحقوق؟

أليس بالحقيقة أن كل هؤلاء ينعتوننا بمحتقري القدميّة المقدسة، ويشجبوننا بمخالفين المجامع المقدسة والقوانين الرسولية؟ وأقول نعم بالحقيقة أيها الشيخ الجليل، فما هذه العقيدة التي تصرّ عليها روما حتى الآن إلا مخالفةً للمجامع المسكونية المقدسة، ولقوانين الرسل الأمجاد، واحتقارا للقدمية المقدسة. ولكي لا أنعت أنا أو ينعت ذلك البطريرك المسكين بعدم فهم حقيقة هذه العقيدة العجيبة!! {عصمة البابا} إليكم كيف تفهم روما هذه العقيدة! فعندما تقدم في ختام المجمع هذا البطريرك الجليل الوقار والكليّ الاحترام لكي يودّع البابا بيوس التاسع، وكان البابا محاطاً بحرسه البابوي، أرغمه هؤلاء على أن ينحني إلى الأرض. فوضع البابا حذاءه على رأس هذا الشيخ الجليل المريض القادم من الشرق وقال له بالإيطالية testa dura testa dura ما معناه: رأس يابس! رأس يابس!.. أيها الرب الإله!! وإذا قال قائل أن هذا الفهم لعقيدة العصمة البابوية هو فهم قاصر، ويعود إلى عام 1870 الأمور لم تعد هكذا في عصرنا نحيله إلى صكوك البراءات البابوية التي تصدر العشرات منها كل عام، وتذيّل بنص هو بعيد وغريب عن روح الإنجيل وروح الكنيسة وهو: (بعونه تعالى، الذي لسنا نحن، خليفة الرسول بطرس، سوى الناطق بلسان إرادته) أيها الرب الإله!! كيف ينطق خليفة الرسول بطرس بلسان الإرادة الإلهية، ضارباً بعرض الحائط كل عقيدتنا المسيحية والتي نرى فيها ومن خلال الإنجيل بأن الرسول العظيم بطرس نفسه لم يكن معصوماً في أمور العقيدة ولم يكن ينطق بلسان الإرادة الإلهية، ليس فقط قبل العنصرة وحلول الروح القدس على الرسل، بل بعد حادثة العنصرة بأكثر من عشرين سنة، كما نرى في نص الرسالة إلى أهل غلاطية التي تقول بأن الرسول بطرس لم يكن معصوماً في أمور العقيدة، بل (كان يستحق اللوم) و (لم يكن يسير سيرةً قويمةً كما تقتضي حقيقة الإنجيل) (غلاطية 2 : 11 ـ 14) ثم عاد إلى الحقيقة والتعليم المستقيم بعد أن جابهه الرسول العظيم بولس. فإذا كان هذا شأن الرسول بطرس، فكيف يكون شأن خليفته؟ وإذا كان أسقف روما خليفة الرسول بطرس، فمن يكون أسقف أنطاكية؟ أليس خليفة الرسولين بطرس وبولس معاً؟ ولنرَ كيف تتعامل روما مع إخوتنا الروم الكاثوليك المتحدين معها، ولنستمع إلى أنينهم المكتوم الذي يزفره أحد أساقفتهم وهو سيادة المطران يوسف ريّا أسقف كندا للروم الكاثوليك، في مقال له نشر في مجلة المسرّة، العدد 855 الصادر في شباط سنة 2000 يقول سيادته: (لقد صدقنا الوعود التي كرروها مراراً، بأن روما لن تفعل شيئاً لتغيير ذهنيتا وقوانيننا، وإنقاص حقوقنا أو مكانتنا في الكنيسة الجامعة.. ولكن على مر الزمن، ومع تطور الأحداث تبين لنا أننا أرغمنا على تغيير محيطنا الطبيعي، لنصير أكثر فأكثر لاتينيين وغربيين. وبسبب هذه الحالة الغامضة امتلك أخوتنا الأرثوذكس الشعور بأن روما والغرب استعملا طرقاً ميكيافيلية للإمساك بنا وحجز حريتنا. فعلى مدى القرن التاسع عشر، جاء معظم المرسلين الغربيين إلى الشرق، إلى مناطق ولاية كنيستنا من دون استئذان أساقفتنا المحليين..) ويتابع سيادته: (لم ينفك الباباوات يرددون أن الكنيسة الرومانية، ستحترم على الدوام كل الحقوق القديمة للكنائس الشرقية. وعندما أصدرت روما حديثاً مجموعة قوانين الكنائس الشرقية، وبالرغم من كل الوعود السابقة التي تكررت حتى اللحظة الأخيرة قبل إعلان هذه القوانين، فإن بطريرك أنطاكية، الذي هو الخليفة الشرعي لبطرس الرسول على كرسي أنطاكية، قد نزعت منه معظم حقوقه وامتيازاته ودوره في الكنيسة، ولم يترك له إلا لقبه، والقليل القليل مما كان يتمتع به من مكانة في كنيسته، واعترض أساقفة الروم الكاثوليك، ولكن بغير جدوى. وما دامت ذهنية سيادة الكنيسة الغربية على الكنيسة الشرقية مسيطرة في الدوائر اللاتينية فلا أمل أن تحظى تقاليدنا بالاحترام الواجب. لنتذكر هنا خطاب صاحب الغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث في لقاء الشبيبة الذي ألقاه أمام شاشات التلفزيون العالمية في يوم 7/5/2001 عند استقبال البابا يوحنا بولس الثاني في سوريا، في كاتدرائية الروم الملكيين الكاثوليك في دمشق، حيث أعلن غبطته قائلاً: (أعد أمام الله في هذه اللحظة التاريخية وأقول: نحن الروم الكاثوليك نقول لاخوتنا الأرثوذكس، نريد أن نعيّد الفصح معاً وإلى الأبد!) وأعلن بعد هذا الخطاب المفرح أن كنيسة الروم الكاثوليك في دمشق (وهي تابعة لإدارة غبطته!!) سوف تحتفل بعيد الفصح عام 2002 مع الأرثوذكس وإلى الأبد.. وعندها علت هتافات التأييد من آلاف المؤمنين المحتشدين داخل وخارج الكاتدرائية وأمام شاشات التلفزيون.. وكم شعرت أنا شخصياً بفرحةٍ عامرة، أخمدها التعليق الذي لم أفهمه في ذلك الوقت، والذي علّقه إمام الأحبار غبطة أبينا البطريرك أغناطيوس الرابع متوجهاً إلى أخيه البطريرك الكاثوليكي قائلاً: (لقد تسرعتم في الهرولة، وتأخرتم في العودة.) ولكن فيما بعد فهمت عمق بصيرة غبطة البطريرك أغناطيوس، عندما لم تسمح روما للروم الكاثوليك في دمشق أن ينفذوا قرار بطريركهم!! ولم يستطع غبطته أن يبرّ بوعده الذي قطعه أمام الله والعالم أجمع.. وأدركت أن إخوتنا الروم الكاثوليك قد تسرّعوا فعلاً في الهرولة نحو روما، وأنهم تأخروا في العودة! بعد أن فقدوا حريتهم، ومكانة بطريركهم، وحقوق كنيستهم التي يقول عنها صاحب السيادة المطران الكاثوليكي يوسف ريّا في نفس المقال المذكور سابقاً Sadثمة في الكنيسة الجامعة الرسولية حقوق وامتيازات، لا يحق لأية إرادة بشرية أو لأية ثقافة قومية أن تدوسها بأرجلها!! ثم كيف نستطيع أن نطلب من اخوتنا الأرثوذكس أن يزيلوا الحواجز عن طريق الوحدة مع روما، في الوقت الذي نرى فيه اخوتنا الكاثوليك الغربيين يقيمون حواجز جديدة على طريقنا نحن! لقد أعلن يوماً السعيد الذكر البطريرك الكاثوليكي مكسيموس الرابع للسيد جورجيو لابيرا ـ الذي كان مختار فلورنسة ـ ومن خلاله لكل الصحافة الإيطالية: (ما بحاجةٍ إليه في هذه الأيام، هو أن نهدي الغرب اللاتيني إلى الكثلكة، عليه أن يرتد إلى مفهوم رسالة المسيح. من الضروري أن نقنع الغرب ونحمله على التخلي عن الرغبة في إدارة كل شيء، ومراقبة كل شيء، وإخضاع كل شيء لذهنيته وفكره وعمله) وأقول لا فضّ فوك يا سيدي البطريرك، فعلى الغرب أن يعرف أن السيد له المجد، لا يغذّي خرافه في ظل ثقافة أمّةٍ واحدة، مهما عظم شأنها واتسع نفوذها. ولكن الكبرياء يا سيدي البطريرك، تتدخل في كل شيء، حتى في الدفاع عن الله، وهي تنوء بثقلها علينا من جيل إلى جيل. وتجعل أصحابها وحتى في أحسن النوايا، يعارضون الحقائق الأصيلة ويناقضونها، وفيما بعد يتصلبون في موقفهم، مساوين بين نظرتهم الخاصة بشأنها بين حقيقة الله والإنجيل. رغم كل ذلك، وكل غير ذلك، لا أريد أن أصحو من هذا الحلم الخالد، حلم الوحدة المسيحية.

* الثالوث في اللاهوت المسيحي
مُساهمة  طارق فتحي في الأربعاء 30 سبتمبر 2015 - 17:43

الثالوث في اللاهوت المسيحي
مُساهمة  طارق فتحي في الأربعاء 30 سبتمبر 2015 - 17:43
الثالوث في اللاهوت المسيحي، هو معتقد ديني يعني أن الله الواحد ثلاث أقانيم أو ثلاث حالات في نفس الجوهر المتساوي،[2] والعلاقة بين الثالوث متكاملة، فبينما أرسل الآب الابن إلى العالم،[3] تم ذلك بواسطة الروح القدس،[4] وبينما يعتبر الروح القدس أقنومًا خاصًا يطلق عليه في الوقت نفسه روح الآب[5] وروح يسوع[6] فأمثلة الوحدة في الثالوث عديدة.
يعتقد المسيحيون أنه لا يمكن قبول أحد الأقانيم منفردًا بل يجب التسليم بها جميعًا،[7] ويقول القديس غريغوريوس النياسي فيما يخص الثالوث:
ثالوث إن الأقانيم الثلاثة الإلهية: الآب والابن والروح القدس، لا يمكن فصلها عن بعضها البعض، كما لا يمكن فهمها عن بعضها البعض، كذلك لا يمكن استيعابها كحقائق بشرية، بل هي الطريقة التي عبّر فيها الله عن طبيعته التي لا يمكن تسميتها ولا التحدث عنها، ويتكيف مفهومنا عنها وفقًا لمحدودية عقولنا البشرية.
إن لفظة ”أقنوم“ المشتقة من اللغة الآرامية لا يوجد ما يقابها في لغاتنا اليوم، وهي تشير إلى وحدة الكيان، فالنفس أقنوم والجسد أقنوم، وهما يتحدان سوية لتكوين الإنسان فهل الإنسان اثنان؟ حاشا!(Cool واستنادًا إلى ذلك لم يقل المسيح في خاتمة إنجيل مرقس عمدوهم بأسماء الآب والأبن والروح القدس بل باسم الآب والابن والروح القدس.[8]
ثالوث
لا يرد مصطلح الثالوث مطلقًا في الكتاب المقدس، وأول مرة استعمل بها كانت في مجمع نيقية، لكن الثالوث مجتمعًا يظهر عدة مرات في الأناجيل، في متى 4/ 16-17 أول ظهور للثالوث مجتمعًا خلال عماد يسوع،[9] وقبيل صعوده إلى السماء وفق المعتقدات المسيحية دعا يسوع تلاميذه صراحة لتعليم الأمم وتعميدهم باسم الثالوث مجتمعًا،[10] وقد اشتهر في الكنسية حتى اليوم السلام البولسي، والذي ختمت فيه رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس ويذكر فيه الثالوث مجتمعًا أيضًا،[11] إضافة إلى مواقع أخرى عديدة[12] يرجع بعضها إلى العهد القديم.

اللاثالوثية مذهب مسيحي
اللاثالوثية هي مذهب مسيحي يرفض الثالوث بشكل يتعارض مع المسيحية التقليدية القائلة بالله الواحد في الثالوث (الآب، الابن والروح القدس)، ويؤمن التوحيديون بأن ليسوع المسيح سلطة وقوة معنوية وليس إلهية.
منذ القرون الأولى ظهر عدد من المذاهب المسيحية التي ترفض التثليث، أشهرها الآريوسية التي ظهرت سنة 315 وأدينت في مجمع نيقية سنة 325؛ آمن الأريوسيون أن الابن إله لكنه أدنى من الآب وكذلك الروح القدس، أي أن كلاهما قد خلقا من العدم بإرادة الآب؛[1] ومع اندثار الآريوسية لم يكن هناك أي حركة تعلن اللاثالوثية حتى منتصف القرن السادس عشر خلال عصر الإصلاح حين ظهرت حركة التوحيدية في بولندا وترانسيلفانيا في أوروبا الوسطى من خلال تعاليم سرفيتوس وفاويستوس سوسينوس. وقد فتح النقاش مجددًا في الولايات المتحدة الإمريكية عام 1872 مع تأسيس كنيسة الرسليين ومن ثم عام 1931 حين انشق عنهم شهود يهوه التي تعتبر أقوى هذه الطوائف اليوم؛[2] وفي وقت لاحق من القرن العشرين نشأت طوائف جديدة ذات الإيمان نفسه، كجمعية أصدقاء الإنسان والكنيسة الكويكرية وغيرها.
تجمع هذه الطوائف على تكريم يسوع وإغداق الكثير من الصفات الحميدة عليه، بيد أنه في تعليمهم كائن روحي قريب من الله ولكنه ليس هو،[3] وأيضًا قيامته كانت بشكل روحي أي غير جسدية،[4] كما يرفضون الدور المنسوب له في الخلاص لدى سائر المسيحيين،[5] إلى جانب إنكار أغلب هذه الطوائف وجود القيامة من القبر أو وجود جهنم.[6]
تفسر الطوائف اللاثالوثية الآيات الواردة في الكتاب المقدس والتي يعتمد عليها المسيحيون في برهنة ألوهة المسيح أو قيامته من بين الأموات بشكل رمزي مجازي،[7] وفي الوقت ذاته يعتمد اللاثالوثيون على عدة آيات للبرهان من الكتاب المقدس أن المسيح ليس إلهًا، كصلاته إلى الآب قبيل آلامه،[8] وكونه لا يعلم موعد يوم القيامة،[9] إضافة إلى الرسالة الأولى إلى كورنثس 15/ 27-28 حيث يذكر صراحة خضوع الابن للآب في اليوم الأخير، في حين يرى التفسير الكاثوليكي في هذا الخضوع، خضوع جسد يسوع وانتفاءه لتمام الرسالة التي اتخذ جسدًا من أجلها.[

الآب .....
إن الآب هو الصورة التقليدية للرب، فما من أحد قد رآه،[13] لكونه روح،[14] يقطن في السماوات،[15] ولا يمكن الاقتراب منه،[16] إضافة إلى أنه غير قابل للفساد،[17] ودائم العمل[18] وموجود في كل مكان،[19] وهو عليم بكل شيء،[20] له القدرة والقوة والمجد،[21] العمل بإرادته هامة لوراثة الملكوت.[22] وبشكل عام لا يوجد صلاحيات محددة للآب وأخرى للابن أو الروح القدس، فعلى سبيل المثال، الآب يغفر الخطايا،[23] وكذلك الابن[24] وهذا ما يؤكده إنجيل يوحنا بأن الآب والابن واحد،[1] وفكل ما للآب فهو للابن والعكس صحيح أيضًا،[25] ذلك لأن الآب في الابن والابن في الآب.

الابن: ألوهة يسوع المسيح
ترس الإيمان، أحد الشعارات المسيحية المستخدمة في شرح عقيدة الثالوث.
هو ضياء مجد الله، وصورة جوهره،
حافظ الكون بكلمته القديرة.
—الرسالة إلى العبرانيين 3/1
جدارية تظهر يسوع المسيح وقد كتب فوق عن اليمين واليسار بحروف الأبجدية اليونانية ”أنا هو“ المصطلح التقليدي للإشارة إلى الله في الديانة اليهودية.
تسبغ الأناجيل ومعها العقائد ومختلف الكنائس المسيحية التي تعترف بألوهة يسوع، ألقابًا عديدة عليه، بعضها بشري، فهو السيد،[27] المعلم،[23] الطبيب،[28] العظيم،[29] الحمل،[30] الأسد أصل داوود،[31] الألف والياء.[32]
وعددًا من الألقاب الأخرى التي تثبت كونه المسيح المنتظر الذي تحدث عنه العهد القديم (انظر الحاشية)(2) فهو كاهن أعظم،[33] نبي،[34] وملك ملوك الأرض.[35] الطائفة الثالثة من ألقابه هي التي تشير لألوهته، فهو عمانوئيل أي الله معنا،[36] ابن الله الحبيب،[37] والله[22] القدوس،[38] واهب الحياة،[39] حي إلى الأبد،[40] وذلك لأنه سحق الموت بالموت وأنار الحياة والخلود،[41] أي أنه رب الجميع،[42] يعتقد المسيحيون أيضًا أنه مولود غير مخلوق استنادًا إلى إنجيل يوحنا 1/1.
هو الكائن في صورة الله، لم يعتبر،
مساواته لله خلسة أو غنيمة يتمسك بها
بل أخلى ذاته متخذًا صورة عبد
صائرًا شبيهًا للبشر.
—الرسالة إلى فيلمون 6/2
تبين الأناجيل والعقائد المسيحية أيضًا دوره كإله: فهو أولاً الذي به تكوّن العالم بأسره،[43] ويعمل كما يعمل الآب،[44] وهو الذي قام بالكشف عنه،[45] ومن رآه قد رأى الذي أرسله،[46] أيضًا فهو بذل نفسه على الصليب ليحرر البشرية من الخطيئة،[47] وبالتالي فهو آدم الجديد: فكما يموت الجميع في آدم كذلك يحيا الجميع به،[48] وقد أعطيت له سلطة القضاء في اليوم الأخير،[49] وهذا نابع من كون سلطته على جميع البشر،[50] لذلك فإن البشرية ستقف كلها أمام عرشه في يوم القيامة؛[51] يقدم القديس بولس في الرسالة إلى كولوسي تعريفًا للابن:
ثالوث هو صورة الله الذي لا يرى، والبكر على كل ما قد خلق، إذ به خلقت جميع الأشياء، وما في السماوات وما على الأرض، وما يرى وما لايرى، أعروشًا كان أم سيادات أم رئاسات أم سلطات، كل ما في الكون قد خلق به ولأجله، هو الكائن قبل كل شيء وبه يدوم كل شيء، وهو رأس الجسد أي الكنيسة، وهو بداءة القائمين من بين الأموات، ليكون له المقام الأول في كل شيء. فإنه به قد سُرّ الله أن يحلّ بكل ملئه، وأن يصالح كل شيء مع نفسه إذ أحل السلام بدمه على الصليب

الروح القدس
مُساهمة  طارق فتحي في الأربعاء 30 سبتمبر 2015 - 17:51

الروح القدس حسب اعتقاد المسيحيي الأقنوم الثالث من الأقانيم الإلهية، يمكن الاستدلال على ألوهيته في أعمال الرسل 5/ 3-5 حيث يدعى صراحة روح الله، وفي الرسالة الأولى إلى أهل كورنثس حين يذكر أن الروح يتقصى كل شيء حتى أعماق الله؛[53] يؤمن المسيحيون أيضًا أن الروح هو الطريقة التي حبلت بها مريم العذراء بيسوع،[54] وبه قدّم وصاياه وتعاليمه،[55] وهو من أقامه من الموت،[56] المعمودية تدعى معمودية الروح القدس،[57] وكذلك فإن المسيحي إن لم يكن تحت سلطته فهو ليس بمسيحيًا،[58] ويعتقد المسيحيون أيضًا أن الروح يعلم كل شيء،[59] ولا يغفر لمن يجدف عليه،[60] وهو قوّة الأعالي؛[61] ويسبغ العهد الجديد عليه عددًا من الأسماء والألقاب: فهو روح الحق،[62] والمؤيد أو المعزي،[63] ومجد الآب؛[64] إضافة لكونه فاحص كل شيء،[53] ومن يلهم الكنيسة ويقويها في العالم،[65] ومن يضع قرارتها،[66] فضلاً عن كونه من يختار العاملين في المجال الكنسي؛[67] ويؤمن المسيحيون أيضًا أن الروح يمتلك مواهبًا يوزعها على المؤمنين به.[68]
غالبًا ما يرمز إلى الروح القدس بشكل ألسنة من نار أو طائر الحمام، ذلك لأنه قد ذكر في إنجيل لوقا 22/3 أن الروح قد اتخذ هيئة شبه حمامة.
خلال القرن الحادي عشر دار الخلاف بين بطريركية القسطنطينية والكنيسة الكاثوليكية حول أصل انبثاق الروح القدس؛ فبينما وجدت كنيسة القسطنطينية أن الروح القدس منبثق من الآب وحده استنادًا إلى إنجيل يوحنا 26/15ٍ حيث يذكر صراحة أن الآب هو من يرسل الروح القدس، وجدت الكنيسة الكاثوليكية أن الروح ينبثق من الآب والابن معًا استنادًا إلى الفصل السادس عشر في إنجيل يوحنا:
ثالوث هو (أي الروح القدس) سيمجدني (يمجد المسيح) لأن كل ما سيحدثكم به صادر عني؛ كل ما هو للآب هو لي، ولذلك قلت لكم أن ما سيحدثكم به صادر عني. بعد قليل لا تروني وبعد ذلك بقليل ترونني. ثالوث

العرش.....
يعتبر «الجالس على العرش»،[53] من أسماء الله، ودليل مُلكه، فصاحب العرش في المفهوم البشري هو الملك.[54] وغالبًا ما يرتبط العرش بقضية الخلق حيث يُظهر الله بوصفه "الملك والمالك لجميع الخلائق"، وأيضًا يرتبط بالدينونة، فالارتباط بالملك يعني حكمًا الارتباط «بالقاضي» و«الآمر»:[55] :ثم رأيت عرشًا أبيض، هربت السماء والأرض من أمام الجالس عليه، فلم يبق لهما مكان. ورأيت الأموات كبارًا وصغارًا، واقفين أمام العرش. وفتحت الكتب". سوى هذين النطاقين، أي الخلق والدينونة، لا يذكر العرش، كما أن اقتصار ذكره هو على الأسفار الرؤيوية - أشعياء وحزقيال ويوحنا - فيمال إلى جعله رمزًا لا ضرورة، كمثال المركبة الإلهية، ووجود الرب في الهيكل المعروف باسم «بيت الله» ومدينة القدس التي نعتت «عرش الرب»،[56] و«مدينة إلهنا» ارتباطًا بالهيكل؛ فالوجود حقيقي لكنه غير حصري أو مادي.

خدمة الملائكة
تعلم المسيحية بأن الله قد خلق ملائكة لخدمته. هؤلاء الملائكة مخلوقات روحية خالصة، لها فهم ووعي وإرادة،[49] ولا جسم مادي لها ولا يُرون عادة، وقد تتخذ هيئة بشرية عند مكالمة خاصة للبشر لتنقل إرادة الله أو إحدى بشائره كما حصل مع أشعياء وحزقيال وزكريا ومريم العذراء.[50] مذكور في نصوص العهد القديم والعهد الجديد، تسبيح وتمجيد الملائكة الغير منقطع والغير نهائي لله، في المقابل فإن الملائكة الساقطون هم شياطين.[51] وإلى جانب

الملائكة كأفراد هناك الملائكة كمجموعات أو «أجواق» كما يسميها التقليد اليهودي - المسيحي، مثل الساروفيم والكاروبيم. ويمكن طلب شفاعة الملائكة، لأن من أحد وظائفهم التشفع لأبرار الأرض.

العبادات.....
تعتبر المسيحية الصوم، والصدقة، والعشور، وأعمال الخير بمختلف أنواعها والتي تدعى "الإنجيل الاجتماعي"، ودراسة الكتاب المقدس وقراءته والخدمة في اكلنيسة، أنوعًا من التواصل مع الله. تحضّ المسيحية على الصلاة، بوصفها "العلاقة الحية مع الله ومدخل الإيمان"،[48] وقد نصّ الكتاب المقدس على وجوب قرن الدعاء بالصلاة والعمل الصالح. هناك أنواع عديدة من الصلوات في المسيحية كالصلاة القلبية والصلاة الجهرية والجماعية، تشمل طرقًا متنوعة كالتسبيح والترنيم والأدعية، وتكتسب صلاة الأبانا أهمية خاصة لكونها الصلاة المأثورة عن المسيح.
الليتورجيا أو الطقس الديني هو احتفال جماعي يتم في مناسبات معينة، ويحوي صلوات وأدعية وعظات، إلى جانب حركات طقسية معينة. على سبيل المثال الإفخارستيا التي تتم ضمن القداس الإلهي هي استذكار العشاء الأخير بناءً على طلب المسيح وتدعى "سر الإيمان". هناك بشكل خاص نوعين من الصيغ في الصلاة والدعاء والتسبيح، الأولى هي عامة أي تتجه نحو الله بشكل عام دون تخصيص، والثانية أقنومية أي تتجه نحو أحد الأقانيم بالصلاة. في الاحتفالات الكنيسة عمومًا تحدد السلطة الكنيسة التقليدية النصوص، غير أنها إلزامية في مجال الحق الكنسي فحسب.
متعلقات

العناية الإلهية
تؤمن المسيحية بالعناية الإلهية، وبأن الله قد وضع مخططًا لكل إنسان وأنه يؤثر في الأحداث الكبرى في التاريخ، كما في أحداث حياة الإنسان الشخصية من دون أن يقيد حريته "أو أن يحوّل البشر لمجرد دمى لتصاميمه الأبدية".[45] وقد علّم بولس السادس، بأن البشر جمعيًا يدخلون في تصميم الله، وأشار إلى وجود حقول مختلفة للتخاطب بين الله والبشر، خصوصًا في قضية العناية الإلهية، والخلاص.[46] كما قال البابا بندكت السادس عشر بأنه "يتمتع كل إنسان، منذ اللحظة الأولى في حشا أمه، بكرامة لا تمس، لأنّ الله منذ الأزل، أراد وجوده، وأحبه وخلقه، وقيّض له الخلاص".

الوحي .......
كالخلق والمعرفة الذين هما بإرادة المحبة الإلهية المطلقة، فإن الوحي أساسه أيضًا محبة الله. لقد كانت غاية الوحي "تقويم" الإنسان الذي "جرح نتيجة الخطيئة الأصلية". في الرسالة العامة «إطلالة الألف الثالث» يقول البابا يوحنا بولس الثاني أن الوحي هو "سعي الله في طلب الإنسان، لكي يحمله على الارتداد عن دروب الشر التي تنزع دومًا إلى التوغل فيها، ولأن يجعله يرتد عن هذه الدروب يعني أن يفهمه بأنه يضل الطريق. محترمًا حرية الإرادة التي وضعها فيه".[41] ولذلك أرسل الأنبياء الذين هم "يشكلون نوعًا ما لسان حال الله".[42] ترك الأنبياء وثائق تشريعية أهمها وصايا الله العشرة، والتي هي غير مفروضة من فوق بقدر ما يميليها ضمير البشر؛ وأناشيد أو صلوات أمثال سفر المزامير، ورواية أحداث في الأسفار التاريخية، هذه الوثائق تشكل الكتاب المقدس، وهو صحيح ومعصوم لأن "الله ذاته يضمنه".
يشكل المسيح خاتمة الوحي، فمن ناحية تمم النبؤات، ومن ناحية ثانية فهو كلمة الله الأزلية. الوثائق حول المسيح جمعت في العهد الجديد، المكون من الأناجيل القانونية الأربعة والرسائل التي تروي حياة الكنيسة المبكرة بعد المسيح مباشرة. هذه الرسالة التي اشتملها الوحي هي مستمرة بعد تمامه عبر الكنيسة وجماعة المؤمنين، هذه الاستمرارية تتواجد في أمثلة عديدة، كخلافة هارون الكهنوتية لموسى النبي واستمراريتها عبر سلسلة رؤساء الكهنة حتى تدمير الهيكل الثاني. دور الكتاب المقدس بوصفه "وثيقة الوحي" محوري وأساسي في التراث اليهودي المسيحي، القديس فرنسيس الأسيزي يقول بأن "قراءة الكتاب المقدس، بمثابة استشارة المسيح"، "بالإصغاء إليه يمكن لكل البشر في كل زمان ومكان، أن يعرفوا من هو الله وما هو ضروري لخلاصهم"،[43] في حين يعلّم البابا بندكت السادس عشر: "لا ينتمي الكتاب المقدس إلى الماضي، ولا يتكلم الرب في الماضي، بل في الحاضر. إنه يحادثنا اليوم ويرشدنا إلى طريق الحياة".[43] المسيحية تقبل "وحيًا خاصًا من الله بعد المسيح"، كالظهورات الثابتة صحتها كسيدة غوادالوبي. الشرط الأساسي لقبول "الوحي بعد المسيح" هو أنه "لا يمكن أن يصوّب أو يلغي أو يحط من إنجيل يسوع المسيح بل أن يساعد على فهمه بطريقة أفضل".[43] كذلك فإن المسيحية تؤمن بأن الله يمنح القدرة على اجتراح العجائب والمعجزات كدليل على تأييد السماء للشخص المعني بالرسالة. ومع ذلك، وإن أتى الوحي على تمامه في المسيح، فهو لم يتم الإفصاح الكامل عن مضمونه، "الإيمان يدرك عبر الأجيال، وتدريجيًا، معاني جديدة لفحوى الوحي الإلهي".[44

علاقة الله بالانسان
معرفة الوجود
تعلّم المسيحية بأن الإنسان يعرف أن الله موجود لأن الله أراد ذلك، فمن غير الممكن أن يعرف الإنسان بوجود الله ما لم يكشف الله ذاته عن وجوده.[37] هذه المعرفة تأتي أساسًا من العقل البشري، فالعقل البشري قادر على معرفة الله من خلال الطبيعة، "إن الله يقدم للبشر في الأشياء المخلوقة شهادة عن نفسه لا تنقطع"،[38] : وقد نصّ الكتاب المقدس:[39]
الله في المسيحية فإنّ ما لا يرى من أمور الله، أي قدرته الإزليّة وألوهته، ظاهر للعيان منذ خلق العالم، إذ تدركه العقول من خلال المخلوقات. الله في المسيحية
التعليم المسيحي يعلّم بأنه "لا يمكن أن يكون للعالم جوهر وهدف في ذاته، في كل ما هو موجود هناك أكثر مما يراه المرء، فالنظام والجمال وتطور العالم، يشيرن إلى شيء يتخطانا" هذا تمامًا ما يعرف باسم مذهب الغاية، فللوجود غاية، وغاية الوجود هو الله.[37] وإلى جانب العقل الطبيعي، فإن الضمير البشري هو أداة تكشف للإنسان وجود الله، الضمير الفطري للإنسان "الذي يحضه على الخير وينذره من الشر، هو نوعًا ما صوت الله داخل كل إنسان". المسيحية تعلّم أيضًا، وجود توق من قبل الإنسان تجاه الله، وهو ما يدعى "دين"، القديس أغسطينس يقول: "لقد خلقتنا يا رب، وسيظل قلبنا قلقًا مضطربًا حتى يرتاح فيك".[37] رغم ذلك، تبقى هذه المعرفة كقضية الوصف قاصرة ومحدودة بشكل إجباري، لأن الإنسان المحدود لا يستطيع أن يفهم بشكل كامل اللامحدود.

تنزيه الوصف- الجسم
أخيرًا فإن التنزيه عن الاسم والرسم يقود حكمًا للتنزيه عن الجسم، ينصّ الكتاب المقدس عن "ترائي" الله لبعض الأنبياء مثل موسى، غير أنه يوضح أنه عاين "شبه الرب"،[32] و"مجد الرب"،[33] ويجزم الكتاب "ما من أحد رأى الله قط"،[34] وينصّ سفر أشعياء الرؤيوي بأن الملائكة "تستر عينينها بأجنحتها خجلاً ووجلاً"،[35] والنص السابق هو من أدب الرؤيا الرمزي. الأمر ذاته ينطبق على جميع المصطلحات الكتابية الأخرى ذات الصلة، يقول اللاهوتي المصري عبد الفادي القاهراني: "إن الله فوق أفكارنا وتصوراتنا وإصطلاحاتنا. ولكنه تعالى، تنازل لأجل تعليمنا، فنسب في الوحي إلى ذاته الكريمة، بعض ما ينسب للبشر، على طريق المجاز، كالوجه واليد والفم وما نحو ذلك، وفوق هذا نسب إلى نفسه في الوحي بعض الانفعالات النفسية كالرضى والغضب وغيرهما، مقربًا ذاته لأفهامنا المحدودة، بالتعبيرات المحدودة، مع أنه متعالي عن كل ما يقع تحته البشر".

تنزيه الوصف- الرسم
أيضًا فإن الله منزه عن الرسم أو التصوير، وقد ورد في الكتاب المقدس: "لا تصنع لك صورة آلهة"،[29] الحكمة من الأمر "حماية سر الله والتباعد عن صور الأصنام الوثنية"،[30] وفي ختام الوحي في سفر الرؤيا اكتفى الرائي بتصوير "هالة من النور العظيم تنبعث من عند العرش"،[31] ولم يشبّهه البتى. الكنيسة الغربية في القرون الوسطى، سمحت بترميز الذات بوصفها شخصًا كما هو في الكنيسة السيستينية "لانتفاء الغرض من حكمة التحريم" رغم ذلك يصرّ التقليد على اعتباره "رمزًا" لا "صورة". أما الكنيسة الشرقية، سواءً كانت كاثوليكية أم أرثوذكسية، فالتحريم مستمر حتى الوقت الحاضر، ويكتفى بالإشارة إلى الموضوع بالرموز في الأيقونات ذات الصلة. تجدر الإشارة أن هذا الرسم يختلف عن الأيقونات التي تصور المسيح، لأن هذا النمط من الأيقونات ينتمي لعالم الخريستولوجيا".

تنزيه الوصف- الاسم
مبدئيًا فإن الله لا اسم له، لأن الاسم هو من صفات المخلوقات والمجهولات، فحين يخلق ويبتكر شيء يأخذ اسمًا للدلالة عليه وبهذا المعنى يغدو "معروفًا"، أما ما لم يخلق، والذي لم يخلق فلا اسم له. سوى ذلك، فإن الاسم يرتبط باللغة، واللغة موضوعة وليست أزلية في حين أن الله أزلي، أي قبل اللغات سواءً أكانت بشرية أم غير بشرية. كما أن اللغة قاصرة ومحدودة على حروفها، في حين أن الله غير محدود، فلا يجوز تسمية غير المحدود بما هو محدود "لا يصل إليه الحد بالتعبير".[25]
المسيحية تعلّم، أن الله "تواضع فاتخذ اسمًا لكي يكون أقرب من خليقته، وليستطيع الإنسان مخاطبته بشكل أفضل وأقرب". أهم أسماء الله في التراث اليهودي - المسيحي، هو ما بيح به للنبي موسى في حديث العليقة الملتهبة: "أنا هو الكائن"،[26] ويترجمها عدد من اللاهوتيين العرب بأن مرادفها العربي هو «القيوم»؛[27] في حين أن حروفها الأولى اختصرت في اللغة العبرية لتعطي اسم "يهوه" الذي وصف في التراث اليهودي - المسيحي بكونه "أكثر أسماء الله عظمة". الأسفار المقدسة، والتقليد المسيحي، استخدم لاحقًا ألفاظًا أخرى: ئيل، وهو اسم منتشر في ثقافات سورية أخرى وأكثر الأسماء إضافة لأسماء العلم مثل ميخائيل - وتعني حرفيًا من مثل الله؟ - وجبرائيل - وتعني حرفيًا رَجُل الله - وجمالائيل - وتعني حرفيًا عَوَض الله -؛ من ألفاظ الجلالة الأخرى إيلوهيم، وهي جمع إلوه أي إله، استخدمت في الجمع للتفخيم، آلوهو في بالسريانية، والله في العربية، وهناك دلائل أن المسيحيين العرب استخدموا لفظ "الله" للدلالة عليه من قبل الإسلام حتى،[28] وبعد الإسلام استخدم للدلالة أن ما يعبده كلا الفريقان هو واحد.
بكل الأحوال، لا يمكن الفصل بين ذات الله واسم الله، وتوقير اسم الله واجب، في التراث اليهودي - المسيحي، لم يكن يلفظ اسم الله على شفتين دنستين - غير طاهرتين - ولذلك استبدل بلفظ "آدوناي" أي السيّد أو الرب، وفي المسيحية السريانية بلفظ "موريو" أو "موران" أي سيد السادة أو الرّب أو الربّ الأكبر أو الأعلى. أيضًا، يشار للإسم توقيرًا بضمير الغائب.

كلي القدرة والعلم
تنزيه الله عن الزمن، يؤدي حكمًا لعدم الفصل بين مشيئة الله وفعل الله، لأن التمييز بين الأمرين نابع أساسًا من الزمن. هذا ما يعبّر عنه الكتاب المقدس بأنه "كلّ ما شاء الربّ صنع"،[22] وأن الخلق بالكلمة "كن، فيكون". أيضًا، فإن الأمر ذاته ينطبق على أفعال أخرى مثل "قال الله"، فهي التعبير البشري عن فكر وإرادة ومشيئة الله، في آن، وليس كلامًا فصل عن الإرادة بزمن.[23] عدم وجود فرق بين مشيئة الله وفعل الله، يعني أيضًا عدم وجود "حد" لمشيئته، بمعنى أنه مطلق القدرة والقوة. إطلاق القدرة والقوة هي متوقفة على طبيعة الله ذاته، فمع أنه كلي القدرة إلا أنه لا يأتي بالظلم، لأنها تخالف طبيعته العادلة. في هذا المجال، يقول اللاهوتي اليسوعي سواريز: "إن الله قادر على كل شيء ما عدا التناقض".[24] قدرة الله المطلقة لا تتوقف على الفعل، بل تشمل العلم أيضًا، فهو "العليم بكل شيء"، وصفة العلم المطلق ثابتة ومقصورة على الذات الإلهية.

الأزلي، المتعالي
الأزلي، المتعالي، الثابت، المنزه عن الزمان والمكان
تعني صفة الخلق أيضًا أن الله خلق الزمان والمكان، وهذا يؤدي حكمًا لكون الله هو الوحيد خارج نطاق الزمان والمكان.[16] ولكونه منزه عن الزمان فهو أزلي، لا بداية له، أن البداية فعل زمني. في الكتاب المقدس، يستخدم مصطلح "عدد سنيه لا يفحص"،[17] لأن الله "موجود في الماضي كما هو في الحاضر والمستقبل". تنزيه الله عن الزمان، يفيد أيَا بثبت الله، فإن كل ما هو خاضع للزمن، محكوم بالتغيير والتبديل والفساد، لأنها من خواص وطبيعة الزمن ذاته "مؤقت"، والألوهة منزهة عن الزمن، فهي ثابتة لا تقبل التغيير أو التحوير في طبيعتها أو الفساد في جوهرها، أو أي طارئ حادث أو حديث عليها.[18]
تنزيه الله عن المكان، يعني استحالة تحديده أو تحجيمه "حصره في قالب يحيط به فراغ"، كما يقول اللاهوتي الكاثوليكي من أصل سوري هنري بولاد.[19] يطلق على هذا المفهوم بشكل خاص لقب "التعالي"، فالله متعالي عن المظاهر الكونية الماديّة والحسيّة، فطريقة الوجود الإلهي هي سر.[20] وغالبًا ما يميّز بين "السماء" و"السماوات"؛ فبينما الأولى تشير إلى موطن الغيوم والكواكب، فإن الثانية تشير إلى مقام الله بلفظ بشري، وهو الواقع في نطاق السر: "ما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولا خطر على قلب بشر: ذلك ما أعدّه الله للذين يحبونه"؛[21] أمام هذا السر، يكتفى عادة بوصف السماوات بكونها "لا جغرافية"، وبأنها "حالة مكثفة من الطوبى" من جهة ثانية.

صفات الله...
الخالق، أبانا
صفة الخلق هي صفة مقصورة على الله وملازمة له. فعل الخلق في الفلسفة المسيحية ينفي عن الله صفة الأنانية وهي الصفة المناقضة للمحبة إحدى صفات الله الأساسية. فالحياة الكامنة هي لله وحده، وإذ أحب أو "فاض حبّه" كما يعبر التعليم المسيحي، خلق العالم ليمنح خليقته "الحياة" وعلى رأسها الإنسان، و"هو الخليقة الوحيدة التي أرادها الله لذاتها" إذ وهبها روح عاقلة، ولذلك يدعى الإنسان "خليقة محبة الله".[12] فعل الخلق هذا، لا يمكن أن يفهم دون خلود النفس البشرية والفرح، وإن كان السقوط قد أدخل الموت والحزن إلى العالم، ففي "الحياة الأخرى" يظهر الهدف النهائي من عملية الخلق.
عملية الخلق التي قام أو يقوم بها الله، ذات صفتين جوهريتين "الحرية والمجانية".[12] الخلق في العدم، هو العبارة اللاهوتية للإشارة إلى فعل "البدء" أو "التكوين"، أما الطريقة أو المسار، فذلك متروك لعلوم الطبيعة، غالبًا ينقسم المسيحيون إلى فريقين، الأول هم النشوئيون الذين قالوا بحرفية الرموز التكوينية كالأيام الستة في الخلق، والثاني هم الارتقائيون الذين قبلوا "نظرية التطور"، مع نفي الصدفة عنها. صفخة الخلق، هي أساس دعوة الله بوصفه "أب" و"أبانا"، فالأصل والمصور للشيء والذي يعطيه كيانه ويهبه اهتمامًا هو "أبًا" في اللغة، ومنذ العهد القديم اختبر إسرائيل ربّه بوصفه أبًا،[13] وعرف أنه كأم،[14] والمسيح في الصلاة الربية، دعاه أبانا؛ تفسير ذلك يأتي بكون "الأب والأم في الاختبار البشري مصدر الوجود، وأصحاب السلطة والحماية والسند" وهو ما ينطبق كليًا على الله وبشكل مطلق.[15] في معرض علاقة الخلق بفعل الحب يقول البابا بندكت السادس عشر

طبيعة الله
في المسيحية يعتبر الله واحدًا، وإنّ الوصية الأولى من الوصايا العشرة تفيد التوحيد: "أنا هو الرّب إلهك، ولا يكون لك إله غيري".[5] كما أن المسيح أعلن: "الربّ ألهنا ربّ واحد، ولا آخر سواه"،[6] في حين يقول القديس بولس في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس: "إننا نعلم، أنه لا وجود إلا لإله واحد"،[7] وهو ما درج عليه، التقليد الآبائي، والمجامع المسكونية لاسيّما مجمع نيقية والمجمع اللاتراني الرابع، الذي قال وعلّم صراحة، بوحدانية لا يطالها التغيير أو الفساد أو الندّ ولا تحصر في كمّ أو كيف أو لفظ.[8] كما قال البابا يوحنا بولس الثاني في التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية:[9]
الله في المسيحية لو كنت تفهمه، لما كان هو الله؛ لو لم يكن هو واحدًا، لما كان هو الله. الله في المسيحية
إلى جانب هذه الخطوة الرئيسية في الإيمان، فإن الله في المسيحية هو ثالوث، فبحسب تعليم الكتاب المقدس فإنّ الله كالم البشر بثلاث طرق أو أشكال مختلفة في العهد القديم والإنجيل وسائر أسفار العهد الجديد؛ هذه الأشكال هي صفات داخلية قائمة في الله، ولا يمكن أن تفصل عنه؛ وهو ما اصطلح عليه لفظ "أقنوم".[10] فإنّ الذات القائمة بذاتها يشار إليها بالآب، والكلمة أي فكر الله وخطابه للبشرية يشار إليه بالابن، لصدورها عن الذات صدور الابن عن أبيه ونور الشمس عن قرصها، والحياة الفاعلة أي قوّة الله في الأعماق والآفاق التي خلقت وأبدعت المبروئات تدعى الروح القدس.
وقد كان الفلاسفة القدماء، ومنهم أرسطو، قد أشار في فلسفته بشكل واضح إلى الثالوث، وبرهن عليه عقليًا، حين قال إنّ العلة الأساسية للكون وأصل المخلوقات، هي في ذاتها عقل وعاقل ومعقول، ويعتبر المثال الأرسطوي أحد أبرز الأمثلة التي استخدمتها الكنيسة في شرح هذه العقيدة. في اللاهوت الخلاصي، فإن الإيمان بالله يعتبر من الشروط الأساسية لنيل الغفران والخلاص، أما الإيمان بالثالوث فهو شرط ثانوي، يحتمل المعرفة أو الجهل.

طبيعة الله في المسيحية
” ما أعمق غنى الله، وحكمته، وعلمه!
ما أبعد أحكامه عن الفحص، وطرقه عن التتبع!
لأنه من عرف فكر الرب؟ أو من كان له مشيرًا؟ أو من أقرضه شيئًا حتى يُردّ له؟
فإنّ منه، وبه، وله، كل شيء. له المجد إلى الأبد. آمين.
—بولس، الرسالة إلى روما‏،‏ 11: 33 - 36.
الله في المسيحية، هو إله واحد، منذ الأزل وإلى الأبد، غير مدرك، كلي القدرة وكلّي العلم، وهو خالق الكون والمحافظ عليه؛ وهو ذو وجود يشكل المبدأ الأول والغاية الأخيرة لكل شيء.[1] يؤمن المسيحيون أن الله متعال عن كل مخلوق، ومستقل عن الكون المادي؛ فهو "يسمو على كل خليقة، فيجب علينا دومًا ومن ثم على الدوام تنقية كلامنا من كل ما فيه محدود ومتخيل وناقص حتى لا نخلط الله الذي لا يفي به وصف ولا يحده عقل، ولا يرى، ولا يدرك، بتصوراتنا البشرية. إن أقوالنا البشرية تظل أبدًا دون سرّ الله"،[2] إننا " لا نستطيع أن نعرف ما هو الله، بل صفاته، وما ليس هو فقط"،[3] اللاهوت المسيحي عن الله، يستمدّ أساسًا من الكتاب المقدس بدءًا من أسفار موسى، والذي تولى شرحه وتحديده آباء الكنيسة والمجامع المسكونية. حسب التعريفات المسيحية فإنّ الكتاب المقدس يقدم للبشرية ما هو ضروري لمعرفة الله والخلاص، وإن العقل يدرك وجود خالق من خلال الخليقة فإن الوحي يلبث هامًا.
يؤمن المسيحيون، بأن الله الواحد هو في ثالوث، تعتبر هذه النقطة إحدى الخلافات مع النظرة التقليدية اليهودية لله والتي شكلت أساس النظرة المسيحية نحو الألوهة؛ بكل الأحوال فإنّ الفلسفة المسيحية تنسب إلى الله بقوة العقل الطبيعي إلى جانب الوحي المقدس، صفات تختصّ به وحده، كعدم الاستحالة، والتنزّه عن الزمان والمكان، وإطلاق القدرة. المسيحية تعلّم بأن الإنسان بطبيعته ودعوته كائن متدين، وإذا كان الإنسان "آتيًا من الله وذاهبًا نحوه، فهو لا يعيش حياة بشرية كاملة إلا إذا عاش حرًا في صلته بالله"؛[4] من الممكن التواصل مع الله من خلال الصلاة، أو الصوم وسواهما من الأعمال، وإن كان الله بمثابة «سر للبشرية»، فإنه حسب العقائد المسيحية قد خلق الإنسان بدافع حبّ محض، ومن ثم ففهم العلاقة بين الخالق والخليقة، لا يمكن أن تتم سوى من هذا المنظور.
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى