* مدن وقلاع اثارية موغلة في القدم في سوريا
صفحة 1 من اصل 1
* مدن وقلاع اثارية موغلة في القدم في سوريا
عين دارة مدينة أثرية سورية
مُساهمة طارق فتحي في الإثنين 12 يناير 2015 - 2:04
عين دارة مدينة أثرية غربي قرية عين دارا الحالية بمسافة / 1 / كم. وعلى مسافة / 5 / كم جنوبي مدينة عفرين في سوريا. تحيط به سهول خصبة من ثلاث جهات، ويحده نهر عفرين من الغرب على بعد بضع مئات من الأمتار منه. كما يخترق الموقع جدول ماء نبع عين درا، الذي يأخذ مجراه من بحيرتها الصغيرة، ليصب في نهر عفرين غربي التل.
سورية ، وهي آبدة تاريخية اثرية أخاذة تقع على الطريق الواصل من حلب إلى اعزاز و عفرين ، تعود المدينة إلى العصر الأرامي مابين 1200 - 740 قبل الميلاد .
تتكون المدينة حاليآ من اثار ومعبد يضم تماثيل مختلفة تمثل حيوانات مجنحة وتماثيل ل أبو الهول ونقوش واثار كثيرة و عثر في الموقع على لوحة بازلتية تمثل الالهه عشتار .
يتألف هذا الموقع الأثرى الهام من قسمين: جنوبي صغير وقديم، وشمالي كبير.
1-القسم الجنوبي: وهو مرتفع صغير من الأرض، تبلغ مساحته نحو دونم واحد. يقول الأثريون عنه: بأنه عبارة عن قرية زراعية من العصر الحجري الحديث، سكنها الإنسان منذ حوالي عشرة آلاف عام. إلا أنه لم تجر فيها أعمال تنقيب واسعة، سوى عملية سبر بسيطة أظهرت بعض الأدوات الصوانية، وأحجار بناء، تعود للعصر الحجري الحديث.
2-القسم الشمالي: يتألف هذا القسم من جزأين، شمالي: وهو أرض منبسطة بمساحة / 4600 / مترا مربعا. ويطلق عليها المدينة التحتانية. يقول عنها د.أبو عساف:
عين دارة انه في نهاية الألف الثانية ق.م، أحيطت هذه المدينة بأسوار دفاعية وبأبراج، وكان للمدينة أربعة أبواب في جهاتها الأربعة ولإيزال بقايا سورها موجودا في الناحية الغربية من المدينة عين دارة
. إلا انه لم يجر تنقيب في هذا الجزء إلا في مكان الباب الشمالي، وبعض أماكن السور الغربي. جنوبي: وهو تل عيندارا المعروف، وتبلغ مساحة سطحه 7500 مترا مربعا، ويسميه الأثريون (المدينة الفوقانية) وابرز ما يميز هذا الجزء عن غيره، هو معبده الأثرى المشهور في الجهة الشمالية.
التاريخ:
وتختلف الآراء حول تاريخ بناء هذا المعبد. المصادر الرسمية السورية تربطه بالفترة الآرامية، لولا أن معظم الباحثين يرجحون بدايات حيثية وهورية للمعبد، حيث يقول د.شعث ص 58: إن المعبد مقام على طراز هيلاني، وهو نمط بناء هوري - ميتاني، وقد ساد هذا الشكل من البناء في سوريا الشمالية بين الفترة / 1200-700 / ق.م، وقد برهنت حفريات عين دارا على الصلة الحضارية الوثيقة التي ربطت مناطق شمال سوريا بالحضارة الحيثية. هذا، وقد عثر المنقبون في المعبد على كسرات لكتابات هيروغليفية حيثية من الألف الأول ق.م. ويجزم كتاب دليل حلب السياحي: بأن المعبد حيثي ويعود إلى الآلف الأول ق.م. كما عثر في حفريات المعبد على لوحة للإله عشتار بالحجم الطبيعي، ولكن كما يقول د.أبو عساف (وهو من الفريق الذي عمل في تنقيبات المعبد والتل): إن الزائر للمعبد يتوق إلى معرفة الرب الذي شيد له هذا المعبد وكرس لعبادته، ولكن لم نعثر على وثائق كتابية بهذا الخصوص. إلا انه من المؤكد، أن وجود تماثيل الأسود في مدخل المعبد، وعلى البوابة، وفي كل محيط المعبد تقريبا، لايدع مجالا للشك بأنها على نمط بناء الشعوب الجبلية في هده البقعة من شمال سوريا/كما يقول مورتكارت (ص 229)/، هؤلاء الذين كانوا يجهزون أبوابهم مبانيهم بممرات مزدانة بأسود من الجانبين وحيوانات خرافية، هدفها حماية هذه الأبواب بطريقة سحرية يعتقدونها. وهذا ما يربط بناء المعبد بفترة ما قبل عام 1200 ق.م، أي فترة وجود الإمبراطورية الحيثية على الأقل. فالمعبد الرئيسي في آلالاخ، تم تزيينه في مرحلته الأخيرة بتماثيل على شكل الأسود، نحتت من البازلت، وهي تعود إلى سوية بناء الفترة من 1347 –1283 ق.م. وان أقدم نموذح لمثل هذه التماثيل، هي التي كانت قائمة على أبواب قرقميش (جرابلس).
أما تاريخ استقرار الإنسان في القسم الشمالي من تل عين دارا بجزأيه الشمالي والجنوبي، فإنه يعود إلى الألف الرابعة ق.م، واستمر ذلك حتى العهد العثماني مع فترات انقطاع. على مدافن وجرار وبعض الأختام والأواني الفخارية ، وأساسات بيوت مجاورة للمعبد وقد حاولنا جاهدين العثور على مراجع في تاريخ موقع عين دارا في فترة حكم الشعوب الجبلية، فلم نفلح في ذلك، ولهذا السبب سنكتفي بما كتبه د.عساف حول الاستيطان في موقع عين دارا، الذي يبدأ بالفترة الآرامية :
العصر الآرامي المتأخر 740 - 530 ق.م:
من آثار هذه الفترة العثور من الغرب.
العصر الأخميني (البارسي) 530 - 330 ق.م:
من اللقى الأثرية في هذا العصر، دمى أنثوية للربة عشتار وتميمة من الحجر البللوري، مثل عليها (أهورامزدا) الرب الفارسي الممتد مع قرص الشمس المجنح (د.فاروق- أبحاث..). كما عثرت على البقايا المعمارية لهذه الفترة فوق أنقاض المعبد.
العصر اليوناني - السلوقي 330 - 80 ق.م:
كانت المدينة محصنة ومزدهرة في هذه الفترة، حيث عثر على فخار سوري ويوناني، وكميات كبيرة من الفضة السلوقية.
الفترة الرومانية البيزنطية[عدل]
لم يعثر في الموقع على آثار تدل على انه كان مسكونا في هذا العصر. ويبدوا أن المركز الإداري للمنطقة كان منقولا في هذه الفترة من عين دارا إلى باسوطة المجاورة.
العصر الأموي - العباسي:
عادت الحياة إلى هذا الموقع من جديد، واشتغل أهلها بالزراعة، واستخدموا النورج والمحراث الخشبي ذو النصل الحديدية، مثلما كان عليه الحال في جبل ليلون قبل ثلاثة عقود من السنين فقط، ثم اختفت تلك الوسائل الزراعية بحلول الوسائل الحديدية. واستمر ازدهار المدينة بعد خضوعها ثانية للبيزنطيين عام / 969 / م (أيام الدولة الحمدانية في شمال سورية)، حيث وجدت فيها مبان جيدة، ومنشآت عامة، ومعاصر للزيتون، وأفران لصناعة الخبز وصهر الحديد. وعثر في الموقع، على آثار كنيسة القرية وعلى العديد من الصلبان البرونزية في الكنيسة، وفي البيوت وعلى الكثير من أدوات الفلاحة، كالمحاريث والمناجل والمقصات الحديدية وغيرها. ومن أهم اللقى الأثرية كمية من النقود الذهبية في المنازل المحترقة، تعود إلى قياصرة بيزنطيين. وفي هذا العصر كان السور الدفاعي للقرية منيعا ذا أبراج قوية، وقد أنشئ حصن في الزاوية الجنوبية من التل.
العصر المملوكي:
بعد تراجع الحكم البيزنطي أمام دخول السلاجقة الأتراك إلى شمال سوريا وأواسط الأناضول في عام 1086 م، أحرقت القرية البيزنطية في عين دارا، ودمرت تدميرا شاملا وأقيمت فوق أنقاضها بيوت جديدة ، ولكنها هي الأخرى هجرت بعد فترة قصيرة وتحولت القرية (المدينة) إلى أطلال .
وقد تم التنقيب في موقع عيندارا، من قبل بعثة وطنية سورية، لأول مرة في عام 1954. وتوالت الاكتشافات خلال عدة مواسم عمل، فاكتشف هذا المعبد الهام في أواخر الستينات.
قادش
أو تل النبي مندو مدينة أثرية قديمة سورية، تقع على نهر العاصي إلى الجنوب الغربي من حمص بحوالي 24 كيلو مترا وهي عاصمة مملكة كنزا ويقع تل النبي مندو على بعد 5 كيلومترات إلى الغرب من مدينة القصير، جرت فيها معركة قادش الثانية بين المصريين والحثيين.
تاريخيا:
تاريخ قادش ونفوذ علاقات قادش اتجهت نحو جنوب سورية وليس شمالها فأقامت علاقات تجارية مع المصريين إذ كانت من أهم العوامل التي دفعت المصريين للتفكير بالسيطرة عليها كونها تشكل حصنا دفاعيا في وسط سورية وهذا ما حصل إبان حكم تحوتمس الثالث في بداية القرن الخامس عشر قبل الميلاد تلتها فترة استعادت فيها قادش بقيادة الحثيين سيطرتها على نفسها حتى سنة حكم رعمسيس الثالث والذي عاود حصار المدينة وتلاقى الجيشان في صراع سجل اسم واحدة من أشهر المعارك في التاريخ والذي انتهى بمعاهدة صلح بين الطرفين إلا أن هذه المعركة كانت كافية لإضعاف قادش وزوال أهميتها شيئا فشيئا ثم عادت إليها الأهمية في العصر الهلنيستي والروماني وعاودت التراجع شيئا فشيئا حتى تحولت شهرتها إلى مجرد ذكر في كتب التاريخ حتى كان عام 1840 م عندما اقترح أحد المؤرخين أن يكون تل النبي مندو هو موقع مدينة قادش.
أثريًا:
تمت أعمال التنقيب وكان من نتائج الحفريات أن الموقع يضم سويات سكنية تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد وقد لاقت هذه الحفريات جدارين دفاعيين للمدينة أحدهما الجدار الهلنيستي والجدار العموري ومن أهم المكتشفات اللوحة التذكارية للفرعون سيتي الأول وهي مرتبطة بحملة هذا الفرعون على سورية حوالي عام 1317 ق.م. كما تم العثور على 71 قبرا استخرجت منها بعض الجرار الفخارية والنقود من العصر الروماني والقوارير والحناجير الزجاجية والأدوات البرونزية والحلي إضافة إلى تماثيل مرمرية وأوان زجاجية وكسر فخارية وتماثيل برونزية لآلهة سورية قديمة ترتدي أثوابها الطويلة، وعلى رأسها قلنسوات وتحمل صولجانات وأغلب هذه الكنوز الأثرية الموجودة في أجنحة متحف حمص.
قرقيسيا أو كركيسيوم
(قرية البصيرة حاليا) مدينة سورية صغيرة عند مصب نهر الخابور في نهر الفرات. وهي اليوم أطلال أثرية قرب مدينة دير الزور السورية.
التسمية:
اسمها القديم اللاتيني كركيسيوم وتعني المعقل أو الحصن الدائري وإبان الفتح الإسلامي أصبح اسمها قرقيسيا، جاء في معجم البلدان لياقوت الحموي 4/328: (وقيل سميت بقرقيسيا بن طهمورث الملك. قال حمزة الأصبهاني: قرقيسيا معرب كركيسيا وهو مأخوذ من كركيس وهو اسم لإرسال الخيل المسمى بالعربية الحلبة. وكثيرًا ما يجئ في الشعر مقصورًا).
كركيسيوم (قرقيسيا):
وهي مدينة أثرية هامة في وادي الفرات السوري، اسمها القديم اللاتيني كركيسيوم وتعني المعقل أو الحصن الدائري وحولت إلى قرقيسيا في العصور العربية الإسلامية. تقع على الضفة اليمنى لنهر الخابور عند التقائه بنهر الفرات، وتقوم البلدة الحالية فوق تل أثري يعلو 12م عن السهل الفيضي المجاور، وهي تبعد 40كم جنوب شرق مدينة دير الزور. وقد هدم قسم كبير من التل الأثري الذي تقوم فوقه. والمرجح أن الموقع يعود في الأصل إلى الحقبة البابلية وكان يتبع مقاطعة سيرقو الآشورية في القرن التاسع قبل الميلاد في سورية القديمة. وقعت تحت الحكم الفارسي في زمن الملك دارا الأول الذي احتل منطقة الخابور، ثم تبعت دولة السلوقيين، وبعدها خضعت لسيطرة الرومان بعد أن أصبحت سورية ضمن الامبراطورية الرومانية. وفي العام الثالث عشر للهجرة مرَّ بها القائد خالد بن الوليد. وقد فتحت قرقيسيا في عصر الخليفة عمر بن الخطاب. قام بوصف معالمها الأثرية قبل تهدمها العالم الأثري الألماني هرتزفلد وذكر أن فيها قلعة عسكرية مربعة الشكل مشيدة بالآجر لها أربعة أبراج مربعة في زواياها وتعود إلى عصر الإمبراطور ديوقلسيان.
فتح قرقيسيا:
1 رمضان 17هـ / 18 أغسطس 638م تقع مدينة قرقيسيا على أطراف الجزيرة الفراتية، وهي الآن على الحدود بين العراق وسوريا من ناحية الشمال وعلى مقربة من نهر الفرات، وكان أهل الجزيرة قد تعاونوا مع الروم في قتالهم ضد المسلمين خلال حركة الفتح الإسلامي لبلاد الشام والعراق أيضًا، وقد أغارت جموع أهل الجزيرة على المدن التي فتحها المسلمون، بغية استردادها وطرد المسلمين منها. فكلف الخليفة عمر بن الخطاب قائده على العراق «سعد بن أبي وقاص» بأن يوجه حملة لتأديب أهل الجزيرة الذين تمركزوا في مدينة هيت ومدينة قرقيسيا، فأرسل سعد حملة عسكرية بقيادة عمر بن مالك إلى مدينة هيت، فوجدها عمر محصنة بقوة وأهلها مخندقين على أنفسهم، فقام بخدعة حربية ذكية، إذ ترك معسكره منصوبًا كما هو، وأخذ نصف الحملة واتجه إلى مدينة قرقيسيا وفتحها على غرة من أهلها، الذين ظنوا أن المسلمين منشغلون بحصار هيت، وذلك في 1 رمضان سنة 17 هـ، فعد ذلك الفتح من الخطط والحيل العسكرية الباهرة.
قطنا مدينة اثرية سورية
قطنا (المشرفة حاليًا) بالقرب من مدينة حمص في سوريا، هي موقع لمملكة تعود إلى عصر البرونز 2700 ق.م. حظيت مملكة قطنا لمدة ثلاثة قرونٍ ونصفٍ من تاريخها بأهميَّة ومكانةٍ كبيرتين، وازدهرت بفضل موقعها الذي كان يتوسَّط الطرق التجارية في الشرق الأدنى القديم، إلا أن جيوش الإمبراطورية الحيثية بقيادة سابيليوليوما الأول اجتاحتها ودمَّرتها في سنة 1340. وقد أعيد استيطانها بحلول القرن التاسع قبل الميلاد، لكن لم تلبث أن دُمِّرت مرة أخرى على يد سرجون الثاني حاكم الإمبراطورية الآشورية. هُجِرت المدينة بعد ذلك حتى منتصف القرن التاسع عشر، عندما شيدت فيها أخيراً القرية الحديثة، لكنَّ الحكومة قرَّرت في مطلع ثمانينيات القرن العشرين تهجير السكان البالغ عددهم 12,000 إلى بلدة مشرفة الجديدة حفاظاً على الآثار التاريخية بالمدينة.
الموقع:
تقع قطنا (حالياً قرية المشرفة) في الشمال الشرقي من مدينة حمص وتبعد عنها حوالي 18 كم، كذلك تبعد 35 كم إلى الجنوب الغربي من مدينة السلمية. وتتمتع المدينة بموقع جغرافي هام، وشكلت منطقة عبور أساسية في قلب سورية وعلى طرف باديتها، تعبرها القوافل التجارية المتجهة من الشرق إلى الغرب (بلاد الرافدين- ساحل البحر المتوسط) ومن الشمال إلى الجنوب (حلب- حازور في فلسطين) .
الاكتشاف:
لوح مسماري من القرن الخامس عشر قبل الميلاد معروض الآن في متحف اللوفر.
تعود قصة اكتشاف قطنا إلى عام 1924م زمن الانتداب الفرنسي، عندما بدأ الفرنسي الكونت دوبويسون R. DU BUISSON أعمال التنقيب الأولى ضمن التل الأثري، كذلك قام بالعديد من المسوحات الأثرية، وفي تلك الفترة تم الكشف عن القصر الملكي والعديد من اللقى والبقايا الأثرية وكان من بينها ألواح كتابية ذكرت اسم المدينة قطنا. واستمرت بعد ذلك أعمال التنقيب حتى عام 1929م، غادر بعدها دوبويسون معتقداً أنه قام باكتشاف القصر الملكي بالكامل، ليتم بعدها سكن الموقع من قبل أهالي المنطقة وتحتل مساكن القرية مساحة الموقع بالكامل تقريباً
وإلى جانب أعماله في قطنا قام دوبويسون بالكثير من الأعمال ووصل إلى ضفاف الفرات لا سيما في موقع دورا أوروبوس وفي منطقة الباغوز، ولم يكتف بذلك بل عاد إلى سورية عام 1965م وقام بأعمال تنقيب في ساحة معبد بل في تدمر
يبقى الوضع في قطنا على ما هو عليه حتى عام 1982م عندما تم نقل القرية من داخل الموقع إلى منطقة مجاورة، ليتم بعدها إعادة أحياء أعمال التنقيب عام 1994م
من قبل بعثة سورية من المديرية العامة للآثار والمتاحف بقيادة الدكتور ميشيل المقدسي، وقامت بإجراء العديد من الأعمال في قطاعات مختلفة من المدينة
وتابعت البعثة السورية أعمالها حتى عام 1999م حيث انضم إليها فريق ألماني وآخر إيطالي
ومنذ ذلك الوقت حتى الوقت الحاضر تعمل في الموقع ثلاث بعثات أثرية بهدف الكشف عن أسرار مملكة قطنا
التاريخ:
شكلت قطنا كما ذكرنا أعلاه نقطة تقاطع للطرق التجارية ومقراً ملكياً. ولقد أشير إلى الأهمية السياسية لقطنا من خلال النصوص بدءاً من مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، أما فيما يخص أقدم البقايا في المدينة، فقد أدت الأعمال الأثرية في الموقع (منطقة الأكروبول) إلى الكشف عن بعض البقايا المؤرخة على نهاية الألف الرابع قبل الميلاد إلا أنها لم تسمح بتكوين فكرة كاملة عن طبيعية الاستيطان في تلك الفترة[6].
الحفريات شمال غرب قصر الملوك.
ويبدأ الاستيطان الحقيقي في الموقع من منتصف الألف الثالث قبل الميلاد (عصر البرونز القديم)، حيث يتم تأسيس المدينة في مركز الهضبة لتأخذ شكلاً دائرياً بحيث تشابه المدن المجاورة لها، والتي كانت معروفة في تلك الفترة مثل الروضة والشعيرات[7]. هذه المدينة كانت تنتشر على مساحة تتراوح بين 20 و25 هكتاراً، ثم شهدت المدينة فيما بعد تطوراً على شكل مخططها مع الازدهار الحقيقي الذي عرفته المدينة خلال عصر البرونز الوسيط (2000-1600 ق.م)، حيث تم إعادة تأسيس المدينة وفق مخطط منتظم وتغير شكلها من المخطط الدائري إلى المربع وأصبحت مساحتها تزيد عن 100 هكتار. وخلال عصر البرونز الحديث بقي الوضع كما كان عليه ومن بقايا هذه الفترة القصر الملكي في شمال المدينة العليا وعدة أحياء سكنية في المدينة السفلى.
اودهرت المدينة بشكل كبيرٍ خلال منتصف الألف الثاني، حيث ساعدها وقوعها على ملتقى الطرق التجارية القديمة بين مصر والعراق والأناضول، لكنها تعرَّضت للغزوات والهجمات الحيثية في منتصف القرن الرابع عشر قبل الميلاد، حتى أصبح بقاءها مهدداً. وفي عام 1340 قاد الإمبراطور الحيثي سابيليوليوما الأول حملة ضخمةً على المدينة. وأرسل الملوك المجاورون لحاكم قطنا آنذاك إيداندا يعدونه بالمدد ويوصونه بتحصين المدينة، فأمر الملك بتدعيم الأسوار التي يبلغ طولها 4 كيلومترات، وطلب من الحدَّادين صناعة 18,600 سيف استعداداً للمعركة. إلا أن النصر كان من نصيب الحيثين، فتمكَّنوا من اقتحام المدينة وإضرام النيران في قصر الملك، والغالب أنه قبض على إيداندا وحاشيته وأعدموا على أيدي الغزاة.
أما في الألف الأول قبل الميلاد فلا توجد معلومات كافية عن المدينة في تلك الفترة، ولكن البقايا الأثرية تشير إلى وجود إعادة استيطان بدءاً من القرن التاسع قبل الميلاد، حتى تم تدمير المدينة عام 720 ق.م من قبل الحملات العسكرية التي شنها الملك سرجون الثاني الذي أخضع المنطقة نهائياً للحكم الآشوري. وخلال العصور الكلاسيكية يبدو أن المدينة كانت خالية من السكان ولم يتم العثور على بقايا كافية داخل أسوار المدينة تنتمي لهذا العصر
مخطط المدينة:
يحيط بالمدينة خندق مربع مكتمل الأضلاع تقريبًا وتحصينات بارزة. وما زالت التحصينات الترابية تنتصب على ارتفاعات تتفاوت بين 15-20 مترًا مسوِّرة مساحة تبلغ 110 هكتارات، في حين توجد أربع بوابات تقتطع مساحتها من تلك الأسوار على الجهات الأربع. يطل أكروبول قَطْنا على جزئها الغربي الأوسط، وكان يحيط بذاك الأكروبول مدينة منخفضة واسعة تبلغ مساحتها 70 هكتارًا تقريبًا. وتنتصب عند زاويتها الجنوبية الشرقية رابية نصفها طبيعي التشكل ونصفها صنعيّ
تعود مستويات السكن الأولى المبرهن عليها حتى اليوم في المشرفة للألف الثالث قبل الميلاد (عصر البرونزي القديم الثالث والرابع، 2600-2000 ق.م). إلا أنه لم يكن بالإمكان سوى جمع معلومات محدودة حتى الآن في هذا الموقع حول هذه الفترة الهامة من التاريخ السوري، وما زال اسم هذا التجمع السكني غير معروف.
عصر البرونز الوسيط:
تمثال لأحد الآلهة القطنية القديمة، يعود إلى العصر البرونزي الوسيط.
(2000-1500 ق.م) كان الموقع (الذي يمكن حصره في هذه الفترة بالمنطقة القائمة داخل مدينة قَطْنا) إحدى الممالك والمراكز التجارية الرئيسية في سوريا إلى جانب مملكتي يمحاض - (حلب) وماري.وقد قامت مدينة قَطْنا على تقاطع الطرق التجارية الرئيسية العابرة للمنطقة وهو الأساس الذي قامت عليه مكانتها البارزة تجاريًا وإستراتيجيًا وسياسيًا. وأقامت المملكة الآشورية القديمة، مع ملكها شمشي - حدد الأول، علاقات دبلوماسية وتجارية وثيقة مع ملك قَطْنا أشخي حدد في بداية القرن الثامن عشر قبل الميلاد.
عصر البرونز الحديث:
(1600/1550-1200 ق.م) كانت قَطْنا عبارة عن مملكة محلية على مناطق حدودية يتنافس عليها النفوذ العسكري والسياسي المصري والميتاني والحيثي. وتعد هذه الفترة من تاريخ المدينة، أفضل فترة معروفة من الناحية الأثرية حتى اليوم.
تم بناء منطقة كبيرة لصناعة الخزف على قمة الرابية المتوسطة من أكروبول المدينة. وعند قاعدة تلك الرابية يوجد القصر الملكي (الحقول G-H) وهو ثاني أضخم قصر في سورية بعد قصر مدينة ماري، ومنطقة سكنية كبيرة بارزة. وإلى الشمال من المدينة أظهرت عمليات التنقيب الأثري قصرًا آخر هو قصر المدينة المنخفضة.
عصر الحديد الثاني:
(900-600 ق.م) يبدو أن تحولًا جوهريًا جرى في طبيعة هذا الموقع ودوره في أعقاب حدوث فجوة في إشغال ذاك الجزء من الموقع (قصر المدينة المنخفضة) وتبرز عدة عوامل تشير إلى أن موقع المشرفة خلال القرنين التاسع والثامن قبل الميلاد كان على نحو افتراضي المركز الإداري والسياسي الإقليمي الرئيسي في الجزء الجنوبي الشرقي من أراضي مملكة حماة الآرامية، وهذه العوامل هي:
وجود مبنى إداري في أكروبول المدينة (مبنى يتحكم بمجالين ضخمين متخصصين بصناعة النسيج المصبوغ، وتخزين الغلال الزراعية وتحويلها إلى أغذية على نطاق غير محلي)
الامتداد العام للموقع (الذي غطى مساحة مأهولة تعادل 70 هكتارًا بالحد الأدنى)
مكان الموقع الذي يتوسط نظام الاستيطان المحلي المكون من قرى ريفية تنتشر في الضواحي ضمن فسحات منتظمة.
تم هجر الموقع بعد عصر الحديد الثاني وبقي خاليًا من السكان حتى أواسط القرن التاسع عشر حيث بُنيت قرية حديثة ضمن الأسوار الضخمة للمدينة القديمة. أشهر واغنى عائلاتها القطنانيون.
قلعة الرحبة
تقع قلعة الرحبة الشامخة بمحيط مدينة الميادين على نهر الفرات في سوريا على خط طول 40.5 شرقا وعلى خط عرض 35 شمالا وعرفت حديثا باسم: "الميادين" واسمها القديم (الرحبة).
الموقع والاسم:
وتقع مدينة الرحبة القديمة على الضفة اليمنى للفرات ما بين دير الزور في الشمال والصالحية في الجنوب، ويطلق على مدينة الرحبة رحبة الشام أو رحبة مالك بن طوق حيث تقع قلعة الرحبة، وتذكر الروايات العربية أن هذه المدينة عرفت باسم فرضة نُعْم أو الفرضة. ويقال بأنها مدينة قديمة،
تاريخ الرحبة:
أنشئت قلعة الرحبة على يد مالك بن طوق بن عتاب التغلبي في خلافة المأمون، ولذا سميت باسمه، ولما توفي عام 260هـ - 874 م، خلفه على حكم الرحبة (المدينة والقلعة) ابنه أحمد بن مالك الذي طرده منها ابن أبي السراج صاحب الأنبار وطريق الفرات عام 218هـ - 833 م. وقد استولى أبو طاهر القرمطي على الرحبة عام 212هـ - 827 م.
وفي عهد ناصر الدولة الحمداني انتقض جمان التغلبي في الرحبة فذاقت الأمرين في الصراع بينهما ثم انتهى الأمر بطرده. وبعد وفاة ناصر الدولة عام 358هـ - 969 م اشتد الخلاف بين أولاده: حمدان وأبي البركات وأبي تغلب حول الاستئثار بمدينة الرحبة. وأخيرا وقعت الرحبة في يد أبي تغلب فأعاد بناء أسوارها. ثم ضاعت منه في عام 368هـ - 978 م، وانتقلت إلى حوزة عضد الدولة البويهي، ثم اختير بهاء الدين في عام 381هـ - 992 م واليا على الرحبة نزولا على رغبة أهلها. وسرعان ما انتقلت إلى أيدي أبي على بن ثمال الخفاجي الذي قتل واليها عيسى بن خلاط العقيلي.
واستطاع رجل من أهل المدينة يدعى ابن محكان أن يستقل بأمر الرحبة، بمساعدة صالح المرداسي في البداية ثم غدر به ابن محكان حتى يستأثر بحكم الرحبة. وقد فر إلى الرحبة فيما بين عامي 447-450هـ / 1055 م - 1058 م أرسلان البسايسري لينضم إلى المستنصر الخليفة الفاطمي. واستولى عليها من بعده ثمال بن صالح الذي أصبح فيما بعد صاحب الأمر في حلب، وبالرغم من أن ابن عمه محمود أخرجه من حلب عام 458هـ - 1065 م فإنه ظل صاحب الكلمة العليا في الرحبة، وكان يتبعها في ذلك الوقت كل من: الخانوقة، قرقيسيا، دويرة.
وفي عام 479هـ - 1087 م أقطع ملك شاه الرحبة والبلاد التي حولها لمحمد بن شرف الدولة. وفي عام 489هـ - 1069 م استولى كربو قا الحلي على المدينة ونهبها، وانتقلت بعد وفاته عام 497هـ - 1103 م إلى يد قايماز أحد قواد ألب أرسلان ثم إلى يد ترك حسن ثم انتزعها منه سلطان دمشق منه، وأنفذ لحكمها محمد بن السباك الشيباني.
ثم استولى على هذه المدينة غدرا جاولي قائد عماد الدين زنكي في 501هـ - 1107 م. واستولى عليها من بعده عز الدين بن البرسقي عام 521هـ - 1127 م، وقبل وفاته بقليل اقتتل خلفاؤه على حكم الرحبة فانتقلت المدينة إلى الأخ الأصغر عز الدين وحكم جاولي نيابة عنه. وقد احتل قطب الدين ولد زنكي مدينة الرحبة عام 544هـ - 1150 م.
وفي الثاني 12 أغسطس 1157 دمر زلازل مدينتي الرحبة وحماة وغيرها من المدن. وعادت قبيلة خفاجة إلى رحبة الشام وفي إثرهم جنود الحكومة، وهناك شد من أزرها بعض القبائل الرحل فتمكنت من تفريق شمل العدو. ووهب نور الدين الرحبة على الفرات وحمص على العاصي لأسد الدين شيركوه بن أحمد بن شادي الدويني عم صلاح الدين الأيوبي عام 559هـ - 1164 م. وقد عهد صلاح الدين بحكم الرحبة إلى قائد يدعى يوسف بن الملاح. وابتنى شيركوه الرحبة الجديدة على بعد ثلاثة أميال من رحبة طوق بن مالك. وقد ظلت الرحبة الجديدة في حكم أسرة شيركوه قرنا من الزمان، وغدت في عهد هذه الأسرة محطة هامة للقوافل بين الشام والعراق. ونصب بييبرس واليا على الرحبة عام 663هـ - 1264 م.
وفر والي الرحبة سنقر الأشقر الدمشقي الذي تمرد على السلطان قلاوون عام 678هـ - 1279 م، والتجأ إلى الأمير عيسى، ومن هناك طلب حماية أباقا. وقد حاصر المغول بقيادة خربنده مدينة الرحبة وقلعتها عام 712هـ - 1312 م، وفشل حصارهم لها بسبب مناعة اسوار قلعة الرحبة، فترك وراءه المدافع التي كان يحاصر بها القلعة والمدينة، فاستولى المدافعون عليها ونقلوها إلى داخل القلعة. ويذكر أنه وفي عام 732هـ - 1331 م فاض نهر الفرات على البلاد حول الرحبة.
تمت باشراف ابن الميادين تركي التركي
قلعة المضيق سوريا
تقع قلعة المضيق على تل مرتفع في الجهة الشرقية من سهل الغاب الذي يمر منه نهر العاصي بالقرب من مدينة أفاميا الأثرية وهي تابعة إداريا إلى محافظة حماة في سورية، وهي مسكونة وعامرة بالسكان حتى اليوم ويبلغ عدد سكانها 18000 نسمة، سميت بقلعة المضيق لأنها تطل على مضيق يقع بين التل الذي بنيت عليه وجبل شحشبو الذي يقابله .
أهمية موقعها:
إن موقع هذه القلعة الإستراتيجي يعطيها أهمية عسكرية كبيرة من أجل الدفاع عن المنطقة المحيطة بها فهي مقامة على تلة كبيرة أو هضبة تحيط بها سهول منخفضة وواسعة من جهاتها الأربع وبذا فيكون لها سيطرة كاملة على كل من سهل الغاب ووادي الدورة، وعلى خان شيخون وطار العلا، وعلى سفوح هضبة السقيلبية وبالنظر إلى أن وادي العاصي في هذه المنطقة من سورية وهذه السهول الواسعة والخصبة المحيطة به وما فيها من حواضر وتجمعات بشرية والتي تتوافر فيها أسباب المعيشة من الإنتاج الزراعي والحيواني للسكان المتمركزين على مجرى العاصي منذ منبعه وحتى مصبه فكان لابد من تأمين الحماية اللازمة لهذه المنطقة.
إن موقع هذه القلعة الاستراتيجي يعطيها أهمية عسكرية كبيرة من أجل الدفاع عن المنطقة المحيطة بها فهي مقامة على تلة كبيرة أو هضبة تحيط بها سهول منخفضة وواسعة من جهاتها الأربع وبذا فيكون لها سيطرة كاملة على كل من سهل الغاب ووادي الدورة، وعلى خان شيخون وطار العلا ، وعلى سفوح هضبة السقلبية وبالنظر إلى أن وادي العاصي وهذه السهول الواسعة والخصبة المحيطة به في حماة وما يحيط بها من مناطق وما فيها من حواضر وتجمعات بشرية والتي تتوافر فيها أسباب المعيشة من الإنتاج الزراعي والحيواني للسكان المتمركزين على مجرى نهر العاصي منذ منبعه وحتى مصبه فكان لابد من تأمين الحماية اللازمة لهذه المنطقة في العصور القديمة.
كان يحيط بالقلعة سور مرتفع مضلع وله أبراج مربعة الشكل كما كان حولها خندق يملأ بمياه نهر العاصي عندما تتعرض القلعة للهجوم. يظهر على باب القلعة المقنطر اسم الملك الناصر يوسف حفيد الملك الظاهر غازي وتاريخ (654)هـ. كما أن الأبراج تحمل اسم الملك الظاهر غازي بن السلطان صلاح الدين الأيوبي وعليها تاريخ (602)هـ.
الاسم:
قلعة المضيق هي تسمية أصلها يعود لوجود حصن روماني، تم تجديده عندما حررها أبو عبيدة بن الجراح من الروم ، والى الشرق منه تقع مدينة أفاميا الأثرية التي تعود للعهد الروماني وقد بناها سلوقس نيكاتور أحد قادة الإسكندر المكدوني، وسماها باسم زوجته الفارسية الأصل أبامي (افاميا).
تاريخ القلعة:
تعود القلعة مع مدينة أفاميا بجذورهما إلى ما قبل العهد السلوقي إذ ذكر الموقع باسم "نيا" في رسائل تل العمارنة، ثم "بارنكا" حسب المؤرخ استرابون، وبعد معركة إيسوس التي انتصر فيها الفرس سنة 333 ق.م. سميت باسم "بيلاّ". مؤسسها الحقيقي سلوقس نيكاتور الأول الذي بنى مدينة أفاميا، وبنى معها قلعتها. ثم دخلت القلعة في حوزة الرومان {عام64 ق.م}، والبيزنطيين، ثم فتحها العرب المسلمون عام 638 م. وفي العصر العباسي بدأ المسلمون يهتمون بتشييد الحصون والثغور فبنوا حصنًا منيعًا على قمة التل، وقام نور الدين زنكي بترميم القلعة بعد زلزال عام 1157 م، ثم انتقلت القلعة إلى الأيوبيين والمماليك من بعدهم، وفقدت أهميتها العسكرية في العهد العثماني ولكنها بقيت موقعًا إستراتيجيًا للاستيطان البشري، إذ استمر السكن فيها إلى يومنا الحالي، ونجد فيها قرية صغيرة بين أسوار القلعة القديمة تعرف أيضًا باسم "قلعة المضيق".
وفي فترة الخلافة العثمانية وفي عهد السلطان سليمان القانوني (الأول) تم بناء مسجد، ومدرسة وخان، الذي هو الآن عبارة عن متحف أفاميا للفسيفساء، ويتبع للمديرية العامة للآثار والمتاحف ،التي تنظم رحلات دورية للموقع الأثري والمتحف، والجدير بالذكر أن مدينة أفاميا تحتوي على مسرح روماني، يعتبر من أكبر المسارح الرومانية الموجود في سوريا، إلا أنه ولهذه اللحظة لم يتم ترميمه وهو يتسع على الأقل لعشرة آلاف مشاهد.
التنقيب:
بدأت بعثة أثرية بلجيكية بأولى الحفريات خلال أعوام 1928م، 1930م، 1938م، 1947م، 1953م. وفي عام 1965م استأنف مركز الأبحاث الأثري البلجيكي بالاشتراك مع المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا هذه التنقيبات. وعلى الرغم من زوال معظم المنشآت الداخلية في القلعة، إلا أن الأسوار والأبراج الخارجية التي لا تزال قائمة، تعطي فكرة واضحة عن ضخامة البناء وقوته، وأهم ما بقي من آثار القلعة:
المدخل: ويقع في الجهة الجنوبية، بين برجي حماية، ويقود إلى بوابة ذات طراز عربي أيوبي في غاية الجمال، توصل إلى داخل القلعة عبر ممر ذي سقف معقود مبني من الحجر المنحوت.
الأسوار: تحيط بقمة المرتفع، ويبلغ قطرها الوسطي حوالي 300 متر، وهي مبنية من الحجر الكلسي المنحوت والضخم، وتتداخل الأسوار مع الأبراج بقوة وتترابط فيما بينها، وللقلعة تسعة عشر برجًا تتميز بضخامتها وقوة تحصيناتها، إلا أن أبراج الجهة الغربية، أقل عددًا وأصغر حجمًا حيث أن مرامي السهام المنتشرة على الأسوار تؤمن الحماية الكاملة من هذه الجهة مع المنحدر. أما سفوح التل، فهي شديدة الانحدار ومزودة بتصفيح حجري لتوفير الحماية المطلوبة للقلعة.
تحوي القلعة من الداخل عددًا من الأقبية القديمة الأيوبية والعثمانية، وقد قامت مديرية الآثار مؤخرًا باستملاك أبنية الأهالي الحديثة داخل القلعة تمهيدًا لإنجاز أعمال الترميم والتأهيل في واحد من المعالم التاريخية والسياحية الهامة في سورية.
قنوات أو كاناثا أو كانثا مدينة سورية
تقع على بعد 7 كم شمالي شرق مدينة السويداء في منطقة جبل العرب وتتربع على ارتفاع 1250 م عن سطح البحر وسط الجبال التي تغطيها الغابات، وهي مدينة أثرية تعد من أشهر المدن الأثرية الرومانية.
تاريخ قنوات:
تعد قنوات أو كاناثا واحدة من أهم المدن الأثرية الرومانية في الإمبراطورية الرومانية الشرقية وهي من مدن حلف الديكابولس، تاريخيا كان القنوات تعرف باسم كانثا أو كاناثا. فيها الكثير من الآثار الرومانية والبيزنطية وهي مركزًا أسقفيًا دينيًا كان يحج إليها المسيحيون في القرن السابع الميلادي ولها قداستها وأهميتها الدينية وهي من المدن الرومانية الهامة.
آثار قنوات:
مدينة قنوات غنية جدا بالآثار التي ما زال الكثير منها قائما حتى اليوم وتتمثل في الكثير من الأبنية الملكية والمعابد والساحات والطرقات والكثير الكثير وتنقسم المدينة إلى قسمين:-
آثار قنوات
القسم الأول:
جزء المدينة الأعلى ومدينة كاناثا التاريخية ويعود استعمال هذه المنطقة إلى ماقبل العصر الحديدي الأول وهو عبارة عن أسوار عالية وبلوكات منبسطة وتراسات حجرية تضم عدة معابد مثل معبد زيوس ومعابد التراسات ويوجد أكبر معبد في السراي الغربي ويتكون المعبد من قدس الأقداس ومن مذبح وثلاثة قباب، ويوجد في هذا الجزء منطقة (البازليك) التي كانت تستعمل للتجارة ومباني إدارية والأسوار والخزانات.
القسم الثاني:
ويضم هذا القسم الوادي والمسرح ومعبد إلهة المياه وشبكة من أقنية المياه تحت الأرض بنظام متطور ومباني أديرة بنيت في القرن الأول قبل الميلاد، ويوجد في هذا الجزء من قنوات معبد وحمامات رومانية وخزانات للمياه إضافة إلى مباني أثرية عديدة.
كركبيزة أو قرق بيزة مدينة أثرية سورية
كركبيزة أو قرق بيزة : مدينة أثرية سورية وهي من مجموعة المدن التي يطلق عليها المدن البائدة وهي مجموعة من المدن والمواقع الأثرية اطلق عليها علماء الأثار المدن المنسية، وكرك بيزه سكنت في نهايات القرن الثالث والقرن الرابع الميلادي وهي اليوم منطقة أثرية مهجورة، تقع في ناحية حارم، محافظة إدلب، سوريا.
منظر كرك بيزة من سفح جبل الأعلى
الموقع:
تقع كرك بيزه في شمال سورية في جبل الأعلى على مرتفع يشرف على سهل الشلف وقرية حتان، وهي شمال قلب لوزة الأثرية بحدود 11 كيلومتر.
الوصول للموقع:
يتم الوصول إلى الموقع بالاتجاه شمالآ من منطقة كنيسة قلب لوزة مسافة 500 متر تقريبآ.
التسمية:
يبدو أن اسم كرك بيزة مشتق من كلمتين سريانيتين كرك { السورية القديمة} وتعني حصن وبيزووتعني البازي لان هذه البلدة العالية والمشرفة على السهول تشبه البازي، وفي روايات أخرى كما يرى البعض اشتقاقا من إسمين لأسرتين كانتا تقطنان المنطقة كرياكوس وبيزوس .
كرك بيزة
شرح الموقع:
هي منطقة أثرية قديمة فيها 23 فيلا تتخللها باحات و10 معاصر زيتون وخزان ماء محفور في الصخر وكما هي اليوم أبعادها 120 متر × 100 متر وتشمل على ثلاثة أحياء الأول في الوسط والثاني في الشمال والشمال الشرقي والثالث في الجنوب والجنوب الغربي ؛ وتدل أبنيتها الجميلة القائمة قرب الكنيسة على أن أهالي القرية كانوا يتمتعون بغنى مادي وحسن ذوق وتدل على رفاهية ومستوى اجتماعي.
أقدم كنيسة صغيرة (شابيل):
أهم آثارها الكنيسة التي تقع في شمال القرية وبالقرب من الفيلا الأولى التي ترقى إلى القرن الثالث فتبدو وكأنها تكملة للفيلا المذكورة وترقى إلى الثلث الأول من القرن الرابع وهي بذلك بعد كنيسة دورا أوربوس على الفرات التي تعتبر من أقدم الكنائس في العالم ولا تزال بحالة سليمة ما عدا السقف، ولا شك أن هندسة هذه الكنيسة كانت النواة الأولى لهندسة الكنائس العظيمة في هذه المنطقة في القرن الخامس وما بعده وتعتبر كنيستها من الكنائس الأولى المبنية في سورية إبان القرن الثالث.
مملكة كانا سوريا
مملكة كانا هي احدى الممالك القديمة في سورية الشرقية ,و التي ازدهرت في الألف الثانية قبل الميلاد قرب التقاء نهري الفرات والخابور, وتعتبر مملكة كانا من أول الحضارات التي اعتمدت على الزراعة منذ أكثر من عشرة آلاف عام. وأيضا اكتشف النحاس وابتدع خلطة البرونز في تل حلف على ضفاف نهر الخابور منذ الألف الثالثة ق.م العائد لتك المملكة. اكتشفت المملكة عن طريق البعثة الأثرية الأمريكية.
مُساهمة طارق فتحي في الإثنين 12 يناير 2015 - 2:04
عين دارة مدينة أثرية غربي قرية عين دارا الحالية بمسافة / 1 / كم. وعلى مسافة / 5 / كم جنوبي مدينة عفرين في سوريا. تحيط به سهول خصبة من ثلاث جهات، ويحده نهر عفرين من الغرب على بعد بضع مئات من الأمتار منه. كما يخترق الموقع جدول ماء نبع عين درا، الذي يأخذ مجراه من بحيرتها الصغيرة، ليصب في نهر عفرين غربي التل.
سورية ، وهي آبدة تاريخية اثرية أخاذة تقع على الطريق الواصل من حلب إلى اعزاز و عفرين ، تعود المدينة إلى العصر الأرامي مابين 1200 - 740 قبل الميلاد .
تتكون المدينة حاليآ من اثار ومعبد يضم تماثيل مختلفة تمثل حيوانات مجنحة وتماثيل ل أبو الهول ونقوش واثار كثيرة و عثر في الموقع على لوحة بازلتية تمثل الالهه عشتار .
يتألف هذا الموقع الأثرى الهام من قسمين: جنوبي صغير وقديم، وشمالي كبير.
1-القسم الجنوبي: وهو مرتفع صغير من الأرض، تبلغ مساحته نحو دونم واحد. يقول الأثريون عنه: بأنه عبارة عن قرية زراعية من العصر الحجري الحديث، سكنها الإنسان منذ حوالي عشرة آلاف عام. إلا أنه لم تجر فيها أعمال تنقيب واسعة، سوى عملية سبر بسيطة أظهرت بعض الأدوات الصوانية، وأحجار بناء، تعود للعصر الحجري الحديث.
2-القسم الشمالي: يتألف هذا القسم من جزأين، شمالي: وهو أرض منبسطة بمساحة / 4600 / مترا مربعا. ويطلق عليها المدينة التحتانية. يقول عنها د.أبو عساف:
عين دارة انه في نهاية الألف الثانية ق.م، أحيطت هذه المدينة بأسوار دفاعية وبأبراج، وكان للمدينة أربعة أبواب في جهاتها الأربعة ولإيزال بقايا سورها موجودا في الناحية الغربية من المدينة عين دارة
. إلا انه لم يجر تنقيب في هذا الجزء إلا في مكان الباب الشمالي، وبعض أماكن السور الغربي. جنوبي: وهو تل عيندارا المعروف، وتبلغ مساحة سطحه 7500 مترا مربعا، ويسميه الأثريون (المدينة الفوقانية) وابرز ما يميز هذا الجزء عن غيره، هو معبده الأثرى المشهور في الجهة الشمالية.
التاريخ:
وتختلف الآراء حول تاريخ بناء هذا المعبد. المصادر الرسمية السورية تربطه بالفترة الآرامية، لولا أن معظم الباحثين يرجحون بدايات حيثية وهورية للمعبد، حيث يقول د.شعث ص 58: إن المعبد مقام على طراز هيلاني، وهو نمط بناء هوري - ميتاني، وقد ساد هذا الشكل من البناء في سوريا الشمالية بين الفترة / 1200-700 / ق.م، وقد برهنت حفريات عين دارا على الصلة الحضارية الوثيقة التي ربطت مناطق شمال سوريا بالحضارة الحيثية. هذا، وقد عثر المنقبون في المعبد على كسرات لكتابات هيروغليفية حيثية من الألف الأول ق.م. ويجزم كتاب دليل حلب السياحي: بأن المعبد حيثي ويعود إلى الآلف الأول ق.م. كما عثر في حفريات المعبد على لوحة للإله عشتار بالحجم الطبيعي، ولكن كما يقول د.أبو عساف (وهو من الفريق الذي عمل في تنقيبات المعبد والتل): إن الزائر للمعبد يتوق إلى معرفة الرب الذي شيد له هذا المعبد وكرس لعبادته، ولكن لم نعثر على وثائق كتابية بهذا الخصوص. إلا انه من المؤكد، أن وجود تماثيل الأسود في مدخل المعبد، وعلى البوابة، وفي كل محيط المعبد تقريبا، لايدع مجالا للشك بأنها على نمط بناء الشعوب الجبلية في هده البقعة من شمال سوريا/كما يقول مورتكارت (ص 229)/، هؤلاء الذين كانوا يجهزون أبوابهم مبانيهم بممرات مزدانة بأسود من الجانبين وحيوانات خرافية، هدفها حماية هذه الأبواب بطريقة سحرية يعتقدونها. وهذا ما يربط بناء المعبد بفترة ما قبل عام 1200 ق.م، أي فترة وجود الإمبراطورية الحيثية على الأقل. فالمعبد الرئيسي في آلالاخ، تم تزيينه في مرحلته الأخيرة بتماثيل على شكل الأسود، نحتت من البازلت، وهي تعود إلى سوية بناء الفترة من 1347 –1283 ق.م. وان أقدم نموذح لمثل هذه التماثيل، هي التي كانت قائمة على أبواب قرقميش (جرابلس).
أما تاريخ استقرار الإنسان في القسم الشمالي من تل عين دارا بجزأيه الشمالي والجنوبي، فإنه يعود إلى الألف الرابعة ق.م، واستمر ذلك حتى العهد العثماني مع فترات انقطاع. على مدافن وجرار وبعض الأختام والأواني الفخارية ، وأساسات بيوت مجاورة للمعبد وقد حاولنا جاهدين العثور على مراجع في تاريخ موقع عين دارا في فترة حكم الشعوب الجبلية، فلم نفلح في ذلك، ولهذا السبب سنكتفي بما كتبه د.عساف حول الاستيطان في موقع عين دارا، الذي يبدأ بالفترة الآرامية :
العصر الآرامي المتأخر 740 - 530 ق.م:
من آثار هذه الفترة العثور من الغرب.
العصر الأخميني (البارسي) 530 - 330 ق.م:
من اللقى الأثرية في هذا العصر، دمى أنثوية للربة عشتار وتميمة من الحجر البللوري، مثل عليها (أهورامزدا) الرب الفارسي الممتد مع قرص الشمس المجنح (د.فاروق- أبحاث..). كما عثرت على البقايا المعمارية لهذه الفترة فوق أنقاض المعبد.
العصر اليوناني - السلوقي 330 - 80 ق.م:
كانت المدينة محصنة ومزدهرة في هذه الفترة، حيث عثر على فخار سوري ويوناني، وكميات كبيرة من الفضة السلوقية.
الفترة الرومانية البيزنطية[عدل]
لم يعثر في الموقع على آثار تدل على انه كان مسكونا في هذا العصر. ويبدوا أن المركز الإداري للمنطقة كان منقولا في هذه الفترة من عين دارا إلى باسوطة المجاورة.
العصر الأموي - العباسي:
عادت الحياة إلى هذا الموقع من جديد، واشتغل أهلها بالزراعة، واستخدموا النورج والمحراث الخشبي ذو النصل الحديدية، مثلما كان عليه الحال في جبل ليلون قبل ثلاثة عقود من السنين فقط، ثم اختفت تلك الوسائل الزراعية بحلول الوسائل الحديدية. واستمر ازدهار المدينة بعد خضوعها ثانية للبيزنطيين عام / 969 / م (أيام الدولة الحمدانية في شمال سورية)، حيث وجدت فيها مبان جيدة، ومنشآت عامة، ومعاصر للزيتون، وأفران لصناعة الخبز وصهر الحديد. وعثر في الموقع، على آثار كنيسة القرية وعلى العديد من الصلبان البرونزية في الكنيسة، وفي البيوت وعلى الكثير من أدوات الفلاحة، كالمحاريث والمناجل والمقصات الحديدية وغيرها. ومن أهم اللقى الأثرية كمية من النقود الذهبية في المنازل المحترقة، تعود إلى قياصرة بيزنطيين. وفي هذا العصر كان السور الدفاعي للقرية منيعا ذا أبراج قوية، وقد أنشئ حصن في الزاوية الجنوبية من التل.
العصر المملوكي:
بعد تراجع الحكم البيزنطي أمام دخول السلاجقة الأتراك إلى شمال سوريا وأواسط الأناضول في عام 1086 م، أحرقت القرية البيزنطية في عين دارا، ودمرت تدميرا شاملا وأقيمت فوق أنقاضها بيوت جديدة ، ولكنها هي الأخرى هجرت بعد فترة قصيرة وتحولت القرية (المدينة) إلى أطلال .
وقد تم التنقيب في موقع عيندارا، من قبل بعثة وطنية سورية، لأول مرة في عام 1954. وتوالت الاكتشافات خلال عدة مواسم عمل، فاكتشف هذا المعبد الهام في أواخر الستينات.
قادش
أو تل النبي مندو مدينة أثرية قديمة سورية، تقع على نهر العاصي إلى الجنوب الغربي من حمص بحوالي 24 كيلو مترا وهي عاصمة مملكة كنزا ويقع تل النبي مندو على بعد 5 كيلومترات إلى الغرب من مدينة القصير، جرت فيها معركة قادش الثانية بين المصريين والحثيين.
تاريخيا:
تاريخ قادش ونفوذ علاقات قادش اتجهت نحو جنوب سورية وليس شمالها فأقامت علاقات تجارية مع المصريين إذ كانت من أهم العوامل التي دفعت المصريين للتفكير بالسيطرة عليها كونها تشكل حصنا دفاعيا في وسط سورية وهذا ما حصل إبان حكم تحوتمس الثالث في بداية القرن الخامس عشر قبل الميلاد تلتها فترة استعادت فيها قادش بقيادة الحثيين سيطرتها على نفسها حتى سنة حكم رعمسيس الثالث والذي عاود حصار المدينة وتلاقى الجيشان في صراع سجل اسم واحدة من أشهر المعارك في التاريخ والذي انتهى بمعاهدة صلح بين الطرفين إلا أن هذه المعركة كانت كافية لإضعاف قادش وزوال أهميتها شيئا فشيئا ثم عادت إليها الأهمية في العصر الهلنيستي والروماني وعاودت التراجع شيئا فشيئا حتى تحولت شهرتها إلى مجرد ذكر في كتب التاريخ حتى كان عام 1840 م عندما اقترح أحد المؤرخين أن يكون تل النبي مندو هو موقع مدينة قادش.
أثريًا:
تمت أعمال التنقيب وكان من نتائج الحفريات أن الموقع يضم سويات سكنية تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد وقد لاقت هذه الحفريات جدارين دفاعيين للمدينة أحدهما الجدار الهلنيستي والجدار العموري ومن أهم المكتشفات اللوحة التذكارية للفرعون سيتي الأول وهي مرتبطة بحملة هذا الفرعون على سورية حوالي عام 1317 ق.م. كما تم العثور على 71 قبرا استخرجت منها بعض الجرار الفخارية والنقود من العصر الروماني والقوارير والحناجير الزجاجية والأدوات البرونزية والحلي إضافة إلى تماثيل مرمرية وأوان زجاجية وكسر فخارية وتماثيل برونزية لآلهة سورية قديمة ترتدي أثوابها الطويلة، وعلى رأسها قلنسوات وتحمل صولجانات وأغلب هذه الكنوز الأثرية الموجودة في أجنحة متحف حمص.
قرقيسيا أو كركيسيوم
(قرية البصيرة حاليا) مدينة سورية صغيرة عند مصب نهر الخابور في نهر الفرات. وهي اليوم أطلال أثرية قرب مدينة دير الزور السورية.
التسمية:
اسمها القديم اللاتيني كركيسيوم وتعني المعقل أو الحصن الدائري وإبان الفتح الإسلامي أصبح اسمها قرقيسيا، جاء في معجم البلدان لياقوت الحموي 4/328: (وقيل سميت بقرقيسيا بن طهمورث الملك. قال حمزة الأصبهاني: قرقيسيا معرب كركيسيا وهو مأخوذ من كركيس وهو اسم لإرسال الخيل المسمى بالعربية الحلبة. وكثيرًا ما يجئ في الشعر مقصورًا).
كركيسيوم (قرقيسيا):
وهي مدينة أثرية هامة في وادي الفرات السوري، اسمها القديم اللاتيني كركيسيوم وتعني المعقل أو الحصن الدائري وحولت إلى قرقيسيا في العصور العربية الإسلامية. تقع على الضفة اليمنى لنهر الخابور عند التقائه بنهر الفرات، وتقوم البلدة الحالية فوق تل أثري يعلو 12م عن السهل الفيضي المجاور، وهي تبعد 40كم جنوب شرق مدينة دير الزور. وقد هدم قسم كبير من التل الأثري الذي تقوم فوقه. والمرجح أن الموقع يعود في الأصل إلى الحقبة البابلية وكان يتبع مقاطعة سيرقو الآشورية في القرن التاسع قبل الميلاد في سورية القديمة. وقعت تحت الحكم الفارسي في زمن الملك دارا الأول الذي احتل منطقة الخابور، ثم تبعت دولة السلوقيين، وبعدها خضعت لسيطرة الرومان بعد أن أصبحت سورية ضمن الامبراطورية الرومانية. وفي العام الثالث عشر للهجرة مرَّ بها القائد خالد بن الوليد. وقد فتحت قرقيسيا في عصر الخليفة عمر بن الخطاب. قام بوصف معالمها الأثرية قبل تهدمها العالم الأثري الألماني هرتزفلد وذكر أن فيها قلعة عسكرية مربعة الشكل مشيدة بالآجر لها أربعة أبراج مربعة في زواياها وتعود إلى عصر الإمبراطور ديوقلسيان.
فتح قرقيسيا:
1 رمضان 17هـ / 18 أغسطس 638م تقع مدينة قرقيسيا على أطراف الجزيرة الفراتية، وهي الآن على الحدود بين العراق وسوريا من ناحية الشمال وعلى مقربة من نهر الفرات، وكان أهل الجزيرة قد تعاونوا مع الروم في قتالهم ضد المسلمين خلال حركة الفتح الإسلامي لبلاد الشام والعراق أيضًا، وقد أغارت جموع أهل الجزيرة على المدن التي فتحها المسلمون، بغية استردادها وطرد المسلمين منها. فكلف الخليفة عمر بن الخطاب قائده على العراق «سعد بن أبي وقاص» بأن يوجه حملة لتأديب أهل الجزيرة الذين تمركزوا في مدينة هيت ومدينة قرقيسيا، فأرسل سعد حملة عسكرية بقيادة عمر بن مالك إلى مدينة هيت، فوجدها عمر محصنة بقوة وأهلها مخندقين على أنفسهم، فقام بخدعة حربية ذكية، إذ ترك معسكره منصوبًا كما هو، وأخذ نصف الحملة واتجه إلى مدينة قرقيسيا وفتحها على غرة من أهلها، الذين ظنوا أن المسلمين منشغلون بحصار هيت، وذلك في 1 رمضان سنة 17 هـ، فعد ذلك الفتح من الخطط والحيل العسكرية الباهرة.
قطنا مدينة اثرية سورية
قطنا (المشرفة حاليًا) بالقرب من مدينة حمص في سوريا، هي موقع لمملكة تعود إلى عصر البرونز 2700 ق.م. حظيت مملكة قطنا لمدة ثلاثة قرونٍ ونصفٍ من تاريخها بأهميَّة ومكانةٍ كبيرتين، وازدهرت بفضل موقعها الذي كان يتوسَّط الطرق التجارية في الشرق الأدنى القديم، إلا أن جيوش الإمبراطورية الحيثية بقيادة سابيليوليوما الأول اجتاحتها ودمَّرتها في سنة 1340. وقد أعيد استيطانها بحلول القرن التاسع قبل الميلاد، لكن لم تلبث أن دُمِّرت مرة أخرى على يد سرجون الثاني حاكم الإمبراطورية الآشورية. هُجِرت المدينة بعد ذلك حتى منتصف القرن التاسع عشر، عندما شيدت فيها أخيراً القرية الحديثة، لكنَّ الحكومة قرَّرت في مطلع ثمانينيات القرن العشرين تهجير السكان البالغ عددهم 12,000 إلى بلدة مشرفة الجديدة حفاظاً على الآثار التاريخية بالمدينة.
الموقع:
تقع قطنا (حالياً قرية المشرفة) في الشمال الشرقي من مدينة حمص وتبعد عنها حوالي 18 كم، كذلك تبعد 35 كم إلى الجنوب الغربي من مدينة السلمية. وتتمتع المدينة بموقع جغرافي هام، وشكلت منطقة عبور أساسية في قلب سورية وعلى طرف باديتها، تعبرها القوافل التجارية المتجهة من الشرق إلى الغرب (بلاد الرافدين- ساحل البحر المتوسط) ومن الشمال إلى الجنوب (حلب- حازور في فلسطين) .
الاكتشاف:
لوح مسماري من القرن الخامس عشر قبل الميلاد معروض الآن في متحف اللوفر.
تعود قصة اكتشاف قطنا إلى عام 1924م زمن الانتداب الفرنسي، عندما بدأ الفرنسي الكونت دوبويسون R. DU BUISSON أعمال التنقيب الأولى ضمن التل الأثري، كذلك قام بالعديد من المسوحات الأثرية، وفي تلك الفترة تم الكشف عن القصر الملكي والعديد من اللقى والبقايا الأثرية وكان من بينها ألواح كتابية ذكرت اسم المدينة قطنا. واستمرت بعد ذلك أعمال التنقيب حتى عام 1929م، غادر بعدها دوبويسون معتقداً أنه قام باكتشاف القصر الملكي بالكامل، ليتم بعدها سكن الموقع من قبل أهالي المنطقة وتحتل مساكن القرية مساحة الموقع بالكامل تقريباً
وإلى جانب أعماله في قطنا قام دوبويسون بالكثير من الأعمال ووصل إلى ضفاف الفرات لا سيما في موقع دورا أوروبوس وفي منطقة الباغوز، ولم يكتف بذلك بل عاد إلى سورية عام 1965م وقام بأعمال تنقيب في ساحة معبد بل في تدمر
يبقى الوضع في قطنا على ما هو عليه حتى عام 1982م عندما تم نقل القرية من داخل الموقع إلى منطقة مجاورة، ليتم بعدها إعادة أحياء أعمال التنقيب عام 1994م
من قبل بعثة سورية من المديرية العامة للآثار والمتاحف بقيادة الدكتور ميشيل المقدسي، وقامت بإجراء العديد من الأعمال في قطاعات مختلفة من المدينة
وتابعت البعثة السورية أعمالها حتى عام 1999م حيث انضم إليها فريق ألماني وآخر إيطالي
ومنذ ذلك الوقت حتى الوقت الحاضر تعمل في الموقع ثلاث بعثات أثرية بهدف الكشف عن أسرار مملكة قطنا
التاريخ:
شكلت قطنا كما ذكرنا أعلاه نقطة تقاطع للطرق التجارية ومقراً ملكياً. ولقد أشير إلى الأهمية السياسية لقطنا من خلال النصوص بدءاً من مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، أما فيما يخص أقدم البقايا في المدينة، فقد أدت الأعمال الأثرية في الموقع (منطقة الأكروبول) إلى الكشف عن بعض البقايا المؤرخة على نهاية الألف الرابع قبل الميلاد إلا أنها لم تسمح بتكوين فكرة كاملة عن طبيعية الاستيطان في تلك الفترة[6].
الحفريات شمال غرب قصر الملوك.
ويبدأ الاستيطان الحقيقي في الموقع من منتصف الألف الثالث قبل الميلاد (عصر البرونز القديم)، حيث يتم تأسيس المدينة في مركز الهضبة لتأخذ شكلاً دائرياً بحيث تشابه المدن المجاورة لها، والتي كانت معروفة في تلك الفترة مثل الروضة والشعيرات[7]. هذه المدينة كانت تنتشر على مساحة تتراوح بين 20 و25 هكتاراً، ثم شهدت المدينة فيما بعد تطوراً على شكل مخططها مع الازدهار الحقيقي الذي عرفته المدينة خلال عصر البرونز الوسيط (2000-1600 ق.م)، حيث تم إعادة تأسيس المدينة وفق مخطط منتظم وتغير شكلها من المخطط الدائري إلى المربع وأصبحت مساحتها تزيد عن 100 هكتار. وخلال عصر البرونز الحديث بقي الوضع كما كان عليه ومن بقايا هذه الفترة القصر الملكي في شمال المدينة العليا وعدة أحياء سكنية في المدينة السفلى.
اودهرت المدينة بشكل كبيرٍ خلال منتصف الألف الثاني، حيث ساعدها وقوعها على ملتقى الطرق التجارية القديمة بين مصر والعراق والأناضول، لكنها تعرَّضت للغزوات والهجمات الحيثية في منتصف القرن الرابع عشر قبل الميلاد، حتى أصبح بقاءها مهدداً. وفي عام 1340 قاد الإمبراطور الحيثي سابيليوليوما الأول حملة ضخمةً على المدينة. وأرسل الملوك المجاورون لحاكم قطنا آنذاك إيداندا يعدونه بالمدد ويوصونه بتحصين المدينة، فأمر الملك بتدعيم الأسوار التي يبلغ طولها 4 كيلومترات، وطلب من الحدَّادين صناعة 18,600 سيف استعداداً للمعركة. إلا أن النصر كان من نصيب الحيثين، فتمكَّنوا من اقتحام المدينة وإضرام النيران في قصر الملك، والغالب أنه قبض على إيداندا وحاشيته وأعدموا على أيدي الغزاة.
أما في الألف الأول قبل الميلاد فلا توجد معلومات كافية عن المدينة في تلك الفترة، ولكن البقايا الأثرية تشير إلى وجود إعادة استيطان بدءاً من القرن التاسع قبل الميلاد، حتى تم تدمير المدينة عام 720 ق.م من قبل الحملات العسكرية التي شنها الملك سرجون الثاني الذي أخضع المنطقة نهائياً للحكم الآشوري. وخلال العصور الكلاسيكية يبدو أن المدينة كانت خالية من السكان ولم يتم العثور على بقايا كافية داخل أسوار المدينة تنتمي لهذا العصر
مخطط المدينة:
يحيط بالمدينة خندق مربع مكتمل الأضلاع تقريبًا وتحصينات بارزة. وما زالت التحصينات الترابية تنتصب على ارتفاعات تتفاوت بين 15-20 مترًا مسوِّرة مساحة تبلغ 110 هكتارات، في حين توجد أربع بوابات تقتطع مساحتها من تلك الأسوار على الجهات الأربع. يطل أكروبول قَطْنا على جزئها الغربي الأوسط، وكان يحيط بذاك الأكروبول مدينة منخفضة واسعة تبلغ مساحتها 70 هكتارًا تقريبًا. وتنتصب عند زاويتها الجنوبية الشرقية رابية نصفها طبيعي التشكل ونصفها صنعيّ
تعود مستويات السكن الأولى المبرهن عليها حتى اليوم في المشرفة للألف الثالث قبل الميلاد (عصر البرونزي القديم الثالث والرابع، 2600-2000 ق.م). إلا أنه لم يكن بالإمكان سوى جمع معلومات محدودة حتى الآن في هذا الموقع حول هذه الفترة الهامة من التاريخ السوري، وما زال اسم هذا التجمع السكني غير معروف.
عصر البرونز الوسيط:
تمثال لأحد الآلهة القطنية القديمة، يعود إلى العصر البرونزي الوسيط.
(2000-1500 ق.م) كان الموقع (الذي يمكن حصره في هذه الفترة بالمنطقة القائمة داخل مدينة قَطْنا) إحدى الممالك والمراكز التجارية الرئيسية في سوريا إلى جانب مملكتي يمحاض - (حلب) وماري.وقد قامت مدينة قَطْنا على تقاطع الطرق التجارية الرئيسية العابرة للمنطقة وهو الأساس الذي قامت عليه مكانتها البارزة تجاريًا وإستراتيجيًا وسياسيًا. وأقامت المملكة الآشورية القديمة، مع ملكها شمشي - حدد الأول، علاقات دبلوماسية وتجارية وثيقة مع ملك قَطْنا أشخي حدد في بداية القرن الثامن عشر قبل الميلاد.
عصر البرونز الحديث:
(1600/1550-1200 ق.م) كانت قَطْنا عبارة عن مملكة محلية على مناطق حدودية يتنافس عليها النفوذ العسكري والسياسي المصري والميتاني والحيثي. وتعد هذه الفترة من تاريخ المدينة، أفضل فترة معروفة من الناحية الأثرية حتى اليوم.
تم بناء منطقة كبيرة لصناعة الخزف على قمة الرابية المتوسطة من أكروبول المدينة. وعند قاعدة تلك الرابية يوجد القصر الملكي (الحقول G-H) وهو ثاني أضخم قصر في سورية بعد قصر مدينة ماري، ومنطقة سكنية كبيرة بارزة. وإلى الشمال من المدينة أظهرت عمليات التنقيب الأثري قصرًا آخر هو قصر المدينة المنخفضة.
عصر الحديد الثاني:
(900-600 ق.م) يبدو أن تحولًا جوهريًا جرى في طبيعة هذا الموقع ودوره في أعقاب حدوث فجوة في إشغال ذاك الجزء من الموقع (قصر المدينة المنخفضة) وتبرز عدة عوامل تشير إلى أن موقع المشرفة خلال القرنين التاسع والثامن قبل الميلاد كان على نحو افتراضي المركز الإداري والسياسي الإقليمي الرئيسي في الجزء الجنوبي الشرقي من أراضي مملكة حماة الآرامية، وهذه العوامل هي:
وجود مبنى إداري في أكروبول المدينة (مبنى يتحكم بمجالين ضخمين متخصصين بصناعة النسيج المصبوغ، وتخزين الغلال الزراعية وتحويلها إلى أغذية على نطاق غير محلي)
الامتداد العام للموقع (الذي غطى مساحة مأهولة تعادل 70 هكتارًا بالحد الأدنى)
مكان الموقع الذي يتوسط نظام الاستيطان المحلي المكون من قرى ريفية تنتشر في الضواحي ضمن فسحات منتظمة.
تم هجر الموقع بعد عصر الحديد الثاني وبقي خاليًا من السكان حتى أواسط القرن التاسع عشر حيث بُنيت قرية حديثة ضمن الأسوار الضخمة للمدينة القديمة. أشهر واغنى عائلاتها القطنانيون.
قلعة الرحبة
تقع قلعة الرحبة الشامخة بمحيط مدينة الميادين على نهر الفرات في سوريا على خط طول 40.5 شرقا وعلى خط عرض 35 شمالا وعرفت حديثا باسم: "الميادين" واسمها القديم (الرحبة).
الموقع والاسم:
وتقع مدينة الرحبة القديمة على الضفة اليمنى للفرات ما بين دير الزور في الشمال والصالحية في الجنوب، ويطلق على مدينة الرحبة رحبة الشام أو رحبة مالك بن طوق حيث تقع قلعة الرحبة، وتذكر الروايات العربية أن هذه المدينة عرفت باسم فرضة نُعْم أو الفرضة. ويقال بأنها مدينة قديمة،
تاريخ الرحبة:
أنشئت قلعة الرحبة على يد مالك بن طوق بن عتاب التغلبي في خلافة المأمون، ولذا سميت باسمه، ولما توفي عام 260هـ - 874 م، خلفه على حكم الرحبة (المدينة والقلعة) ابنه أحمد بن مالك الذي طرده منها ابن أبي السراج صاحب الأنبار وطريق الفرات عام 218هـ - 833 م. وقد استولى أبو طاهر القرمطي على الرحبة عام 212هـ - 827 م.
وفي عهد ناصر الدولة الحمداني انتقض جمان التغلبي في الرحبة فذاقت الأمرين في الصراع بينهما ثم انتهى الأمر بطرده. وبعد وفاة ناصر الدولة عام 358هـ - 969 م اشتد الخلاف بين أولاده: حمدان وأبي البركات وأبي تغلب حول الاستئثار بمدينة الرحبة. وأخيرا وقعت الرحبة في يد أبي تغلب فأعاد بناء أسوارها. ثم ضاعت منه في عام 368هـ - 978 م، وانتقلت إلى حوزة عضد الدولة البويهي، ثم اختير بهاء الدين في عام 381هـ - 992 م واليا على الرحبة نزولا على رغبة أهلها. وسرعان ما انتقلت إلى أيدي أبي على بن ثمال الخفاجي الذي قتل واليها عيسى بن خلاط العقيلي.
واستطاع رجل من أهل المدينة يدعى ابن محكان أن يستقل بأمر الرحبة، بمساعدة صالح المرداسي في البداية ثم غدر به ابن محكان حتى يستأثر بحكم الرحبة. وقد فر إلى الرحبة فيما بين عامي 447-450هـ / 1055 م - 1058 م أرسلان البسايسري لينضم إلى المستنصر الخليفة الفاطمي. واستولى عليها من بعده ثمال بن صالح الذي أصبح فيما بعد صاحب الأمر في حلب، وبالرغم من أن ابن عمه محمود أخرجه من حلب عام 458هـ - 1065 م فإنه ظل صاحب الكلمة العليا في الرحبة، وكان يتبعها في ذلك الوقت كل من: الخانوقة، قرقيسيا، دويرة.
وفي عام 479هـ - 1087 م أقطع ملك شاه الرحبة والبلاد التي حولها لمحمد بن شرف الدولة. وفي عام 489هـ - 1069 م استولى كربو قا الحلي على المدينة ونهبها، وانتقلت بعد وفاته عام 497هـ - 1103 م إلى يد قايماز أحد قواد ألب أرسلان ثم إلى يد ترك حسن ثم انتزعها منه سلطان دمشق منه، وأنفذ لحكمها محمد بن السباك الشيباني.
ثم استولى على هذه المدينة غدرا جاولي قائد عماد الدين زنكي في 501هـ - 1107 م. واستولى عليها من بعده عز الدين بن البرسقي عام 521هـ - 1127 م، وقبل وفاته بقليل اقتتل خلفاؤه على حكم الرحبة فانتقلت المدينة إلى الأخ الأصغر عز الدين وحكم جاولي نيابة عنه. وقد احتل قطب الدين ولد زنكي مدينة الرحبة عام 544هـ - 1150 م.
وفي الثاني 12 أغسطس 1157 دمر زلازل مدينتي الرحبة وحماة وغيرها من المدن. وعادت قبيلة خفاجة إلى رحبة الشام وفي إثرهم جنود الحكومة، وهناك شد من أزرها بعض القبائل الرحل فتمكنت من تفريق شمل العدو. ووهب نور الدين الرحبة على الفرات وحمص على العاصي لأسد الدين شيركوه بن أحمد بن شادي الدويني عم صلاح الدين الأيوبي عام 559هـ - 1164 م. وقد عهد صلاح الدين بحكم الرحبة إلى قائد يدعى يوسف بن الملاح. وابتنى شيركوه الرحبة الجديدة على بعد ثلاثة أميال من رحبة طوق بن مالك. وقد ظلت الرحبة الجديدة في حكم أسرة شيركوه قرنا من الزمان، وغدت في عهد هذه الأسرة محطة هامة للقوافل بين الشام والعراق. ونصب بييبرس واليا على الرحبة عام 663هـ - 1264 م.
وفر والي الرحبة سنقر الأشقر الدمشقي الذي تمرد على السلطان قلاوون عام 678هـ - 1279 م، والتجأ إلى الأمير عيسى، ومن هناك طلب حماية أباقا. وقد حاصر المغول بقيادة خربنده مدينة الرحبة وقلعتها عام 712هـ - 1312 م، وفشل حصارهم لها بسبب مناعة اسوار قلعة الرحبة، فترك وراءه المدافع التي كان يحاصر بها القلعة والمدينة، فاستولى المدافعون عليها ونقلوها إلى داخل القلعة. ويذكر أنه وفي عام 732هـ - 1331 م فاض نهر الفرات على البلاد حول الرحبة.
تمت باشراف ابن الميادين تركي التركي
قلعة المضيق سوريا
تقع قلعة المضيق على تل مرتفع في الجهة الشرقية من سهل الغاب الذي يمر منه نهر العاصي بالقرب من مدينة أفاميا الأثرية وهي تابعة إداريا إلى محافظة حماة في سورية، وهي مسكونة وعامرة بالسكان حتى اليوم ويبلغ عدد سكانها 18000 نسمة، سميت بقلعة المضيق لأنها تطل على مضيق يقع بين التل الذي بنيت عليه وجبل شحشبو الذي يقابله .
أهمية موقعها:
إن موقع هذه القلعة الإستراتيجي يعطيها أهمية عسكرية كبيرة من أجل الدفاع عن المنطقة المحيطة بها فهي مقامة على تلة كبيرة أو هضبة تحيط بها سهول منخفضة وواسعة من جهاتها الأربع وبذا فيكون لها سيطرة كاملة على كل من سهل الغاب ووادي الدورة، وعلى خان شيخون وطار العلا، وعلى سفوح هضبة السقيلبية وبالنظر إلى أن وادي العاصي في هذه المنطقة من سورية وهذه السهول الواسعة والخصبة المحيطة به وما فيها من حواضر وتجمعات بشرية والتي تتوافر فيها أسباب المعيشة من الإنتاج الزراعي والحيواني للسكان المتمركزين على مجرى العاصي منذ منبعه وحتى مصبه فكان لابد من تأمين الحماية اللازمة لهذه المنطقة.
إن موقع هذه القلعة الاستراتيجي يعطيها أهمية عسكرية كبيرة من أجل الدفاع عن المنطقة المحيطة بها فهي مقامة على تلة كبيرة أو هضبة تحيط بها سهول منخفضة وواسعة من جهاتها الأربع وبذا فيكون لها سيطرة كاملة على كل من سهل الغاب ووادي الدورة، وعلى خان شيخون وطار العلا ، وعلى سفوح هضبة السقلبية وبالنظر إلى أن وادي العاصي وهذه السهول الواسعة والخصبة المحيطة به في حماة وما يحيط بها من مناطق وما فيها من حواضر وتجمعات بشرية والتي تتوافر فيها أسباب المعيشة من الإنتاج الزراعي والحيواني للسكان المتمركزين على مجرى نهر العاصي منذ منبعه وحتى مصبه فكان لابد من تأمين الحماية اللازمة لهذه المنطقة في العصور القديمة.
كان يحيط بالقلعة سور مرتفع مضلع وله أبراج مربعة الشكل كما كان حولها خندق يملأ بمياه نهر العاصي عندما تتعرض القلعة للهجوم. يظهر على باب القلعة المقنطر اسم الملك الناصر يوسف حفيد الملك الظاهر غازي وتاريخ (654)هـ. كما أن الأبراج تحمل اسم الملك الظاهر غازي بن السلطان صلاح الدين الأيوبي وعليها تاريخ (602)هـ.
الاسم:
قلعة المضيق هي تسمية أصلها يعود لوجود حصن روماني، تم تجديده عندما حررها أبو عبيدة بن الجراح من الروم ، والى الشرق منه تقع مدينة أفاميا الأثرية التي تعود للعهد الروماني وقد بناها سلوقس نيكاتور أحد قادة الإسكندر المكدوني، وسماها باسم زوجته الفارسية الأصل أبامي (افاميا).
تاريخ القلعة:
تعود القلعة مع مدينة أفاميا بجذورهما إلى ما قبل العهد السلوقي إذ ذكر الموقع باسم "نيا" في رسائل تل العمارنة، ثم "بارنكا" حسب المؤرخ استرابون، وبعد معركة إيسوس التي انتصر فيها الفرس سنة 333 ق.م. سميت باسم "بيلاّ". مؤسسها الحقيقي سلوقس نيكاتور الأول الذي بنى مدينة أفاميا، وبنى معها قلعتها. ثم دخلت القلعة في حوزة الرومان {عام64 ق.م}، والبيزنطيين، ثم فتحها العرب المسلمون عام 638 م. وفي العصر العباسي بدأ المسلمون يهتمون بتشييد الحصون والثغور فبنوا حصنًا منيعًا على قمة التل، وقام نور الدين زنكي بترميم القلعة بعد زلزال عام 1157 م، ثم انتقلت القلعة إلى الأيوبيين والمماليك من بعدهم، وفقدت أهميتها العسكرية في العهد العثماني ولكنها بقيت موقعًا إستراتيجيًا للاستيطان البشري، إذ استمر السكن فيها إلى يومنا الحالي، ونجد فيها قرية صغيرة بين أسوار القلعة القديمة تعرف أيضًا باسم "قلعة المضيق".
وفي فترة الخلافة العثمانية وفي عهد السلطان سليمان القانوني (الأول) تم بناء مسجد، ومدرسة وخان، الذي هو الآن عبارة عن متحف أفاميا للفسيفساء، ويتبع للمديرية العامة للآثار والمتاحف ،التي تنظم رحلات دورية للموقع الأثري والمتحف، والجدير بالذكر أن مدينة أفاميا تحتوي على مسرح روماني، يعتبر من أكبر المسارح الرومانية الموجود في سوريا، إلا أنه ولهذه اللحظة لم يتم ترميمه وهو يتسع على الأقل لعشرة آلاف مشاهد.
التنقيب:
بدأت بعثة أثرية بلجيكية بأولى الحفريات خلال أعوام 1928م، 1930م، 1938م، 1947م، 1953م. وفي عام 1965م استأنف مركز الأبحاث الأثري البلجيكي بالاشتراك مع المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا هذه التنقيبات. وعلى الرغم من زوال معظم المنشآت الداخلية في القلعة، إلا أن الأسوار والأبراج الخارجية التي لا تزال قائمة، تعطي فكرة واضحة عن ضخامة البناء وقوته، وأهم ما بقي من آثار القلعة:
المدخل: ويقع في الجهة الجنوبية، بين برجي حماية، ويقود إلى بوابة ذات طراز عربي أيوبي في غاية الجمال، توصل إلى داخل القلعة عبر ممر ذي سقف معقود مبني من الحجر المنحوت.
الأسوار: تحيط بقمة المرتفع، ويبلغ قطرها الوسطي حوالي 300 متر، وهي مبنية من الحجر الكلسي المنحوت والضخم، وتتداخل الأسوار مع الأبراج بقوة وتترابط فيما بينها، وللقلعة تسعة عشر برجًا تتميز بضخامتها وقوة تحصيناتها، إلا أن أبراج الجهة الغربية، أقل عددًا وأصغر حجمًا حيث أن مرامي السهام المنتشرة على الأسوار تؤمن الحماية الكاملة من هذه الجهة مع المنحدر. أما سفوح التل، فهي شديدة الانحدار ومزودة بتصفيح حجري لتوفير الحماية المطلوبة للقلعة.
تحوي القلعة من الداخل عددًا من الأقبية القديمة الأيوبية والعثمانية، وقد قامت مديرية الآثار مؤخرًا باستملاك أبنية الأهالي الحديثة داخل القلعة تمهيدًا لإنجاز أعمال الترميم والتأهيل في واحد من المعالم التاريخية والسياحية الهامة في سورية.
قنوات أو كاناثا أو كانثا مدينة سورية
تقع على بعد 7 كم شمالي شرق مدينة السويداء في منطقة جبل العرب وتتربع على ارتفاع 1250 م عن سطح البحر وسط الجبال التي تغطيها الغابات، وهي مدينة أثرية تعد من أشهر المدن الأثرية الرومانية.
تاريخ قنوات:
تعد قنوات أو كاناثا واحدة من أهم المدن الأثرية الرومانية في الإمبراطورية الرومانية الشرقية وهي من مدن حلف الديكابولس، تاريخيا كان القنوات تعرف باسم كانثا أو كاناثا. فيها الكثير من الآثار الرومانية والبيزنطية وهي مركزًا أسقفيًا دينيًا كان يحج إليها المسيحيون في القرن السابع الميلادي ولها قداستها وأهميتها الدينية وهي من المدن الرومانية الهامة.
آثار قنوات:
مدينة قنوات غنية جدا بالآثار التي ما زال الكثير منها قائما حتى اليوم وتتمثل في الكثير من الأبنية الملكية والمعابد والساحات والطرقات والكثير الكثير وتنقسم المدينة إلى قسمين:-
آثار قنوات
القسم الأول:
جزء المدينة الأعلى ومدينة كاناثا التاريخية ويعود استعمال هذه المنطقة إلى ماقبل العصر الحديدي الأول وهو عبارة عن أسوار عالية وبلوكات منبسطة وتراسات حجرية تضم عدة معابد مثل معبد زيوس ومعابد التراسات ويوجد أكبر معبد في السراي الغربي ويتكون المعبد من قدس الأقداس ومن مذبح وثلاثة قباب، ويوجد في هذا الجزء منطقة (البازليك) التي كانت تستعمل للتجارة ومباني إدارية والأسوار والخزانات.
القسم الثاني:
ويضم هذا القسم الوادي والمسرح ومعبد إلهة المياه وشبكة من أقنية المياه تحت الأرض بنظام متطور ومباني أديرة بنيت في القرن الأول قبل الميلاد، ويوجد في هذا الجزء من قنوات معبد وحمامات رومانية وخزانات للمياه إضافة إلى مباني أثرية عديدة.
كركبيزة أو قرق بيزة مدينة أثرية سورية
كركبيزة أو قرق بيزة : مدينة أثرية سورية وهي من مجموعة المدن التي يطلق عليها المدن البائدة وهي مجموعة من المدن والمواقع الأثرية اطلق عليها علماء الأثار المدن المنسية، وكرك بيزه سكنت في نهايات القرن الثالث والقرن الرابع الميلادي وهي اليوم منطقة أثرية مهجورة، تقع في ناحية حارم، محافظة إدلب، سوريا.
منظر كرك بيزة من سفح جبل الأعلى
الموقع:
تقع كرك بيزه في شمال سورية في جبل الأعلى على مرتفع يشرف على سهل الشلف وقرية حتان، وهي شمال قلب لوزة الأثرية بحدود 11 كيلومتر.
الوصول للموقع:
يتم الوصول إلى الموقع بالاتجاه شمالآ من منطقة كنيسة قلب لوزة مسافة 500 متر تقريبآ.
التسمية:
يبدو أن اسم كرك بيزة مشتق من كلمتين سريانيتين كرك { السورية القديمة} وتعني حصن وبيزووتعني البازي لان هذه البلدة العالية والمشرفة على السهول تشبه البازي، وفي روايات أخرى كما يرى البعض اشتقاقا من إسمين لأسرتين كانتا تقطنان المنطقة كرياكوس وبيزوس .
كرك بيزة
شرح الموقع:
هي منطقة أثرية قديمة فيها 23 فيلا تتخللها باحات و10 معاصر زيتون وخزان ماء محفور في الصخر وكما هي اليوم أبعادها 120 متر × 100 متر وتشمل على ثلاثة أحياء الأول في الوسط والثاني في الشمال والشمال الشرقي والثالث في الجنوب والجنوب الغربي ؛ وتدل أبنيتها الجميلة القائمة قرب الكنيسة على أن أهالي القرية كانوا يتمتعون بغنى مادي وحسن ذوق وتدل على رفاهية ومستوى اجتماعي.
أقدم كنيسة صغيرة (شابيل):
أهم آثارها الكنيسة التي تقع في شمال القرية وبالقرب من الفيلا الأولى التي ترقى إلى القرن الثالث فتبدو وكأنها تكملة للفيلا المذكورة وترقى إلى الثلث الأول من القرن الرابع وهي بذلك بعد كنيسة دورا أوربوس على الفرات التي تعتبر من أقدم الكنائس في العالم ولا تزال بحالة سليمة ما عدا السقف، ولا شك أن هندسة هذه الكنيسة كانت النواة الأولى لهندسة الكنائس العظيمة في هذه المنطقة في القرن الخامس وما بعده وتعتبر كنيستها من الكنائس الأولى المبنية في سورية إبان القرن الثالث.
مملكة كانا سوريا
مملكة كانا هي احدى الممالك القديمة في سورية الشرقية ,و التي ازدهرت في الألف الثانية قبل الميلاد قرب التقاء نهري الفرات والخابور, وتعتبر مملكة كانا من أول الحضارات التي اعتمدت على الزراعة منذ أكثر من عشرة آلاف عام. وأيضا اكتشف النحاس وابتدع خلطة البرونز في تل حلف على ضفاف نهر الخابور منذ الألف الثالثة ق.م العائد لتك المملكة. اكتشفت المملكة عن طريق البعثة الأثرية الأمريكية.
مواضيع مماثلة
» * حلب أكبر مدينة في سوريا - ما قبل التاريخ - حتى الثورة السورية
» * مدن اثارية عراقية - الامبراطورية الاكدية
» * مدن واماكن اثارية وتراثية عراقية - اور من اقدم المدن العراقية
» * مدن واماكن اثارية وتراثية عراقية - اور من اقدم المدن العراقية
» * تلال سوريا الاثارية التاريخية القديمة
» * مدن اثارية عراقية - الامبراطورية الاكدية
» * مدن واماكن اثارية وتراثية عراقية - اور من اقدم المدن العراقية
» * مدن واماكن اثارية وتراثية عراقية - اور من اقدم المدن العراقية
» * تلال سوريا الاثارية التاريخية القديمة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى