مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

افضح الشيطان

اذهب الى الأسفل

 افضح الشيطان  Empty افضح الشيطان

مُساهمة  طارق فتحي السبت ديسمبر 27, 2014 8:05 am

الشيطان خرج من الجنة بسبب قضية اجتماعية وعنصرية برفضه التبعية لآدم عليه السلام , تفكير الشيطان اجتماعي ويخرج عنه بصعوبة , فالقاسم المشترك عنده هو المجتمع حتى لو وسوس بانحراف عقدي فإنه يحاول ربط هذا الانحراف بالمجتمع , ولهذا كل صاحب انحراف وفساد يجد لذة في نشر فساده حتى لو لم يستفد شيء , الشيطان يريد أن يكسب أكبر قدر من الضالين فلا يكفيه واحد (لأغوينهم أجمعين) , فهو يريد للظاهرة أن تأخذ وجه اجتماعي ليفرضها على الآخرين , أما الإنسان الذي يريد ربه فلن تؤثر فيه هذه التيارات الاجتماعية (ان الشيطان يئس أن يعبد في جزيرة العرب ...) فالشيطان اكتفى بالتحريش بين المسلمين , لذلك هو يوسوس ويضغط بوساوسه من خلال المجتمع , حتى الرذيلة يدعو لها من خلال المجتمع ووسائل إعلامه , وهذا لا يعني أنه لا يوسوس في العلاقة بين العبد وربه ويحاول تشكيكه بالله , لكن الأساس الذي ينطلق منه غالبا ويعود إليه هو المجتمع , لاحظ ما فعل بين قابيل وهابيل من خلال تحويل المشكلة إلى مشكلة اجتماعية .
عند قبولك لأي فكرة من الشيطان فإن الشيطان يستغل قبولك لها ويوسوس من خلالها ونسميها (محور وساوس) , فالمسلمات التي يقولها الشيطان يجب أن تعكس فكرتها , فإن قال لك بأنك ضعيف فعليك أن تأخذ هذه المسلمة وتعكسها وتتعامل مع نفسك بمعاكسة المُسَلّمَة , ومعاكسة المُسَلّمَة هي خلع الوتد الذي وضعه الشيطان بداخلك , الشيطان يضع وتد أو أوتاد بداخلك يوسوس من خلالها , هذه الأوتاد يجب أن تعاكس وتخلع من جذورها , كل إنسان لديه وتد أو محور , الوتد دقه الشيطان وأنت قبلت وغالبا ما تكون فكرة سلبية عن نفسك أو غيرك ويبني عليها الشيطان وساوس ويكون لها تأثير أكبر على الشخص من الوساوس التي ليست على وتد أو محور , أما المحور فإنه من صنع الظروف وهو مشكلة عندك وقد تكون عارض كأن تكون لم تتوظف أو لم تتزوج بعد أو معاق فيوسوس لك حتى تنتهي هذه المشكلة.

من معاكسة أساليب الشيطان التي أشرت لها في المواضيع السابقة أن تعمل مثل ماهو يعمل لكن بمنهجك واختيارك ، فمثلما يوسوس الشيطان للشر تكون أنت توسوس للخير . الشيطان يعد ويمني ويخوّف, والمؤمن يستطيع أن يفعل مثل هذا للخير والحق.
الله لم يضع مقابلا للشيطان, كملاك يوسوس للخير مثلا، لكن أراد أن يكون المؤمن الحقيقي هو المقابل للشيطان, فقال تعالى: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا} والعدو كفؤ وند لعدوه ، و وضَع الشعور الإنساني الثابت (الفطرة) الذي ينطلق منه المؤمن في مواجهة الشيطان، و أرسل الأنبياء ليبينوا للناس. الشيطان يعمل لأجل الباطل و نحن نعمل لأجل الخير ، والشيطان يشوه الخير والمؤمن يشوه الشر وهكذا...
الله ليس بمقابل الشيطان ، لأن الله ليس له ند ولا كفؤ : {و لم يكن له كفوا أحد}, فالمؤمن هو ند و كفؤ الشيطان, فمن الخطأ مقابلة الله بالشيطان. و ليس الشيطان أذكى من المؤمن أو أقدر لكنه دؤوب ، و لم يجعل الله الشيطان أعلى قدرة من البشر. يستطيع الشيطان أن يزين الشر ، ويستطيع المؤمن أن يزين الخير ، يستطيع الشيطان أن يقدم وعودا و كذلك المؤمن ، يستطيع الشيطان أن يفسر الظاهر و سلوكات الناس تفسيرات سيئة و يستطيع المؤمن أن يفسر بطريقة إيجابية ، يستطيع الشيطان أن يُكَبِر وينتقد أخطاء أهل الخير ، ويستطيع المؤمن أن ينتقد أخطاء أهل الشر ، والدليل أن نفس وساوس الشيطان يقولها شياطين الإنس {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}، هذا يعني أن الشيطان ليس لديه قدرات لا يطيقها البشر.

الشيطان وسوساته على طريقين رئيسيين : الإيجاب و السحب, كلا هذين الخطين يؤديان للصناعي (الشر), مثلما أن الفقر يؤدي إلى سرقة وقتل كذلك القوة والتكبر قد تؤدي إلى نفس النتيجة, {فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ, وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ}, فإذا صارت عندك ميزة بشيء ما سيؤدي بها الشيطان إلى الصناعي الموجب مثل الغرور والفخر والتكبر واحتقار الآخرين والإعجاب بالنفس, و الصفة التي فشلت بها سيؤدي بها إلى الصناعي السالب مثل احتقار آلذات والتذمر والسخط من قدر الله وما يؤدي إليه ذلك من تطرفات وجرائم وانتحار ومخدرات وغيرها.
و لو تتكبر في صفة ما و ينكشف لك عكسها سيؤدي بك الشيطان إلى احتقار الذات والتحطيم فورا, فأي فشل في الصناعي الموجب يحوله الشيطان فورا إلى السالب, وأي نجاح بالسالب يحوله فورا إلى الصناعي الموجب. وهذا ما يذكرك بعملية الطغيان وجنون العظمة, وأيضا عملية انهيار المعنويات لهذا من تأتيه مصيبة مفاجئة يحتاج إلى تعزية خوفا من أن يؤدي به الشيطان للانهيار وبالتالي صناعي الانهيار.
أي شيء تنجح به أو تجيده سيستغله الشيطان للكبر, ولو كنت معجبا بشخص سيكبره بعينيك إلى درجة التعصب أو التقديس والعصمة من الخطأ أو الغفلة, و إذا لم تعجب سيحقره و يهونه إلى أسفل سافلين بشكل يزعجك أنت وتكره هذه الوسوسة وتتمنى أنها تزول عنك, فالشيطان يعتمد أسلوب الرفع وأسلوب الحط ( النفخ والفش), هذا هو أسلوب الشيطان فيرفع من قيمة الشخص الذي تعجب به أو البلد الذي تنتمي له و الحزب أو القبيلة أو النادي أو الفنان أو غيرها إلى درجة التقديس, ويستخدم أسلوب التسفيل والحط من القيمة والذي هو مصدر التفرقة العنصرية ومقابلها التبجيل العنصري وهو من صور العنصرية و أساسها, فلا تحقير إلا ومقابله تعظيم والدافع إليه تعظيم من جهة مقابلة وكل شيء بضده يتبين, وكل من يمارس تفرقة عنصرية هو واقع في مرض التبجيل العنصري من طرف مقابل, فإذا وجدت تفرقة عنصرية ضد السود إذن مقابلها تبجيل عنصري للبيض, وإذا وجدت تفرقة عنصرية ضد العرب فاعرف أن هنالك تبجيل عنصري لليهود. وهذا التسفيل يجعل الشخص يلصق بمن يحتقره عيوب لا دليل عليها مثل نظرة الغرب الدونية للعرب والمسلمين وكأن ليس بهم ولا ميزة واحدة, وهذا خلاف للمنطق والواقع, وهذه الميزات المسلوبة اعرف أنها مضافة للطرف المبجل وبلا دليل مثلما سُلبت بلا دليل. أساليب الشيطان كلها تدور حول التجنين والانفصال عن الواقع, ولهذا سمي المجنون مجنونا. والرفع من القيمة هذا هو مصدر الفخر بالعرق أو العائلة أو غيرها. وكونه يرفع شيء ويعظم كل ما حوله بالتالي سيكسر بالمقابل عكسه, كل عملية ترفيع هناك عكسها عملية تسفيل وكل علمية تسفيل هناك عكسها من الترفيع, مثلما يرفع قيمة العنصر الأبيض عند الأوروبيين وبالتالي يحط من قيمة العنصر الأسود أو الملون.
الشيطان يضع هالة من التعظيم على الأكثر صناعي دائما, فيجعلك تعظم الغرب أكثر من الشرق أو الأفارقة, وترى أنهم هم أهل الإبداع وأن الطبيعة جميلة عندهم والجو الجميل, حتى تربتهم تكون أجمل! وحتى حطبهم أجمل! وكأنهم كوكبهم غير كوكب الأرض! مع أن الهند مثلا أكثر جمالا وأكثر تنوعا في الطبيعة, واليابانيين عندهم إبداع مثلما عند الغرب, ولكنه يقول الشرقيين عندهم تقليد فقط أما الإبداع والعبقرية فهي في الغرب! مع أن حضارة الصين أقدم من حضارة الغرب بآلاف السنين, ومع أن أكثر الإبداع في الغرب هو من عقول مهاجرة وليس من غربيين!
لما تصدق عملية النفخ والفش المقابل ستتصرف تصرفات غير واقعية وهوجاء و ستنصدم بأن تقييمك لم يكن في محله في كلا الحالتين.
كثير من الاعتداءات تحصل بسبب التحقير والتشيين الشديد الذي يوسوس به الشيطان بين الناس, فأحد يحتقر أحدا من جنسية أخرى ويعتدي عليه, أو من عرق آخر أو قبيلة أخرى, بموجب ذلك الاحتقار فيفاجأ بالعكس.
الترفيع والتعظيم المتطرف الذي يوسوس به الشيطان هو ما يجعل الشخص يتعصب لما يحب, وهذا هو أساس التعصب شدة التعظيم, والتعصب يجعلك غير قادر أن ترى أي ميزة في غير ما تتعصب له.
وضع التعظيم أو التحقير هو ما صار مع الأنبياء, فبعضهم نزل بهم إلى درجات الاحتقار وبعضهم أوصلوهم للألوهية, وكلاهما خطأ ومن كيد الشيطان, فالشيطان لا يحب الاعتدال ولا التوسط والتطرف لعبته المفضلة, كما أن التطرف في كل شيء من سمات الجنون.

الكمال والصفاء الكامل غير ممكن في الدنيا, فلا يمكن أن يُصنع مجتمع يكون كله صفاء ومودة بلا أي مشاكل, لأن الشيطان موجود ووسوسته ونزعه بينهم لا يتوقف, و لكن الممكن هو التنظيف المستمر لأوساخ الشيطان و كفاحها, مثلما أنه لا تستطيع أن تصنع منزل لا تدخله الأوساخ والغبار لكن تستطيع أن تكافحها وتمسك المكنسة وتنظف كلما دخل الغبار, إذن المثالية في الدنيا هي بمكافحة الخطأ وليست بعدم وجوده, فمن أوهام الشيطان ومن البطاقات التي يستخدمها : بطاقة طلب الكمال أو المدينة الفاضلة الكاملة, ويستعملها إذا وُجدت مشاكل فيقول: أنت طلبت الكمال ولم تحصل عليه إذن أنت فاشل! لكن طلب الكفاح ليست من بطاقاته, فاجعلها من بطاقاتك.
إذا قبلت إمكانية وجود حياة كاملة بلا أخطاء سيحطمك من خلالها الشيطان, فيجب ألا نقبل إمكانية وجودها في الدنيا, فالدنيا ليست كالآخرة بل هي دار كفاح إذن كمالها في كمال الكفاح وليس في كمال النتائج, الله قال: اعملوا, والعمل هو مكافحة الباطل بالخير.
و هذه البطاقة يستخدمها الشيطان أيضا على المتدين كي يحطمه كلما وجد فيه أخطاء أو ذنوب أو عجز, فيقول أن الدين صعب لا تستطيع أن تكمله إذن لستَ من أهله, ليقودك إلى عالمه, لأن طلب النتيجة الكاملة طلب فيه كبر فالنتائج بيد الله وليست بيد أحد, لكن علينا العمل فقط والتوفيق للنتائج بيد الله و ليس بيدنا. و موضوع التوفيق من شؤون الألوهية وليست من شؤون البشر ( وهذا داخل في عقيدة المسلم) فلا بد أن تعتقد أن النتائج بيد الله وتفكر بالواجب, على عكس الدنيويين الذي يفكرون في النتائج ولا قيمة للسعي, فإذا لم تتم النتيجة لا يضعون أي حساب للمجهود الذي بُذِل و لا شكر, لكن عند الله لا يضيع المجهود حتى لو لم يؤدي للنتيجة المطلوبة.
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى