* الطب عند الامم السالفة
صفحة 1 من اصل 1
* الطب عند الامم السالفة
الطب عند الامم السالفة
هذا ... ولا بأس بأن نذكر لمحة عن حالة الطب لدى الامم السالفة ، وان كنا لا نرى تفاوتا كبيرا في نوعية المعالجات والتوجهات الطبية بين تلك الامم ، بحيث يجعل في الحديث عن كل واحدة على حده كبير فائدة او جليل اثر.
ولكننا مع ذلك ... سنحاول ان نظهر بعض التوجهات الخاصة التي نلمحها لدى كل امة بقدر الامكان ، وذلك على النحو التالي :
١ ـ الطب عند المصريين :
لقد كانت الرقى والعزائم اساس الطب المصري القديم ، لاعتقادهم ان الامراض من الالهة ، فلا تشفيها الا التوسلات لها ، فكانوا يلجأون الى الكهنة لقربهم منها .
واول طبيب عرف باسمه من المصريين هو ( ايمتحب ) الذي عاش حوالي القرن الثلاثين قبل الميلاد .
وتوجد اوراق من البردي ـ وهي سبع ـ وقد كتب بعضها في القرن السادس او السابع عشر ، وبعضها قبل الفي سنة للميلاد ، وفيها ما يرتبط بالطب .
ويذكر وجدي انه من المعروف : ان احد فراعنة مصر ، وهو نيتى بن فينيس ، قد الف كتابا في علم التشريح. واشتهر الملك ( نيخور دفس ) وهو من الاسرة الثالثة من الفراعنة بوضعه رسالة في الطب ، كما ان قيروش ودار ملكي الفرس قد عينا في قصورهما اطباء من المصريين.
ويقول وجدي : « كان للاطباء المصريين امتيازات ، مثل اعفائهم من الضرائب وكان الناس يحملون اليهم هدايا بدل الاجور ، وكان منهم من هو موظف عند الحكومة تنقده اجره في كل شهر ، وكان الناس يستشيرونه بدون اجر » .
٢ ـ الطب عند الكلدان ، والبابليين ، والاشوريين ، والاسرائيليين:
اما الكلدان فكان اطباؤهم من السحرة ، وكان جل اهتمامهم موجها الى معالجة المريض بالرقى ، مع السماح له بتعاطي بعض الاعشاب ، وكانت جميع الامراض عندهم تعزى الى الارواح الشريرة.
كما ان الاشوريين والبابليين كانوا يعتمدون في معالجاتهم على الرقى والعزائم بصورة عامة ... ويعتمدون فيما عن البابليين على الوثائق التي وجدت في خزانة كتب الملك آشور بانيبال ، وهي الان في المتحف البريطاني ، ويرجع حكم ذلك الملك الى القرن السابع قبل الميلاد
وقد تقدم : ان كهنة بابل كانوا يضعون مرضاهم في الازقة ، ومعابر الطرق حتى اذا مر احد كان قد اصيب بهذا المرض وشفى ، اعلمهم بسبب شفائه فيكتبون ذلك ... الخ.
ويوجد في قانون حمورابي الاشوري ، الذي حكم حوالي القرن العشرين قبل الميلاد مواد قانونية خاصة بالطب الجراحي .
اما الاسرئيليون ، فقد كان الطب عندهم بيد رجال الدين ، وقد وجد في التلمود بعض ما يرتبط بالطب .
ولكن ليعلم : ان التلمود ليس له من القدم بحيث يعبر وجود ذلك فيه عن نبوغ خاص للاسرائيليين في علم الطب ، بل هو قد وضع بعد ان قطع الطب شوطا كبيرا في كثير من مجالاته ،
٣ ـ الطب عند الهنود :
وهو عندهم ايضا يعتمد على السحر والرقى ، وفي كتابهم المسمى ( ريجفيدا ) الذي يتحدث عن خصائص اعشاب كثيرة تجد دعوات تتلى لكثير من الامراض.
و « كان الطب عندهم بيد البراهمة ، وقد عرف اليونانيون ايام مدنيتهم بأن الطب الهندي ارقى من طبهم ، ولكنهم لم يفصلوا وجه هذا الرقى ، فقد تكلم ابقراط كثيرا عن علاجاتهم ، وكان تيوفراست يذكر اعشابا طبية اخذها عنهم » .
٤ ـ الطب عند الصينيين :
ويذكر وجدي ان الصينيين يزعمون : انه كان لديهم حدائق لتربية النباتات
الطبية قبل المسيح بثلاثة آلاف عام ، وينسبون الى الملك ( هوانج تي ) كتابا في الطب الفه ـ حوالي سنة ٢٦٠٠ قبل الميلاد ، وهو باق عندهم الى اليوم.
وقد استفاد منهم الاوربيون في معارفهم الطبية ، ويقال : ان العالم « بوردو » قد اخذ مباحثه في النبض عن الكتب الصينية ، والمادة الطبية كانت اهم ما شغلهم ويعتبر كتابهم المسمى ( بنتاو ) كنز المادة الطبية ، وفيه (١١٠٠) مادة يسرد خصائصها العلاجية.
وصناعة الطب عندهم حرة يتعاطاها من شاء ، وكانت مدارسهم الطبية في المدن الى القرن العاشر كثيرة ، ثم اختفت الا مدرسة في العاصمة .
٥ ـ الطب عند اليونان ، والرومان :
لقد رأينا في الالياذة لهوميروس اشارات الى كثير من المعلومات الطبية ولا سيما الجراحية .
وكان الطب موجودا لدى اليونان قبل ابقراط ، لانه هو نفسه ينقل عن مؤلفات سابقة ، ولكن ابقراط قد خلص هذا العلم مما علق به من الشعوذة والعقائد بالارواح ، ولم يقم ابقراط بما قام به الا اعتمادا على الثروة الطبية الجيدة التي ورثها عن اسلافه .
ويذكر وجدي ايضا : ان الكتب التي سبقت ابقراط مفقودة ، وليس لدينا اقدم من كتبه الان ، وكان الطب عندهم سحريا يعتمد على الرقى والعزائم. ثم لما نبغ الفلاسفة امثال انكزيماندوا ، وبارفيد ، وهيراقليت وغيرهم تكلموا في الاهوية ، والاغذية ، والامراض ، وغير ذلك. ثم جاء فيثاغورس فاشتغل بالطب وكتب امبيدو كل في الجنين والحواس ، والوراثة والتوالد.
ثم ترقى الطب عندهم حتى أسس بطليموس الاول والثاني ملكا مصر مدرسة الاسكندرية ، التي نبغ منها جالينوس ، الذي عاش في القرن السادس قبل الهجرة.
وكان الطب الروماني مبنيا على الخرافات والاوهام ، واليونان هم الذين ادخلوا العلم الطبي اليهم من مدرسة الاسكندرية ـ التي استمرت ـ كما يقول البعض الى اواخر القرن الاول الهجري ـ ولعل اول طبيب يوناني دخل رومية هو اركاجانوس بن ليزانياس سنة ١٩٢ قبل المسيح ، ثم سقط الى الحضيض على اثر بعض اعماله الجراحية ، ثم عاد فدخلها من العلماء اليونانيين من كان له اثر كبير في نشر هذا العلم هناك .
٦ ـ الطب عند الفرس :
قد تقدم ان البعض يقول : ان كهنة الفرس هم واضعوا علم الطب.
ويذكر وجدي : ان الطب كان عندهم مخلوطا من الرقى والتعزيم ، وشيء من المبادىء الطبية العلمية. وان تاريخ الطب عندهم يصعد الى نحو القرن الرابع قبل المسيح عليهالسلام ، واصوله الاولية مذكورة في كتابهم المقدس زندافستا في الفصل المعنون به « فنديد » وخصوصا تحت عنوان « فارجاد » ، وهو احدث تاريخا من كتب « الفيدا » الهندية المقدسة .
وكحصيلة لما تقدم ، فان جورج سارتون يقول : ان في وسعنا ان نقرر : ان القسم الاكبر من المعارف الطبية يرجع الى الالف الثالث قبل الميلاد .
هذا ... ولاهمية جامعة جنديشابور في النهضة الاسلامية ، نرى انه لابد من اعطاء لمحة عن هذه الجامعة الشهيرة ، فنقول :
جامعة جندي شابور :
تقع مدينة جنديشابور بين شوشتر وخرابات شوش في خوزستان .
ويظهر من كلام القفطي : انها كانت مركزا طبيا شهيرا من عهد شابور الاول ، وان الطب قد انتقل اليها من الروم .
ويحتمل البعض ان مدرسة الطب فيها كانت قبل القرن الرابع او الخامس الميلادي .
يقول القفطي : انه بعد ان انتقل اليها بعض الاطباء الروم مع ابنة ملكهم « ولما اقاموا بها بدؤا يعلمون احداثا من اهلها ، ولم يزل امرهم يقوى في العلم ، ويتزايدون فيه ، ويرتبون قوانين العلاج على مقتضى امزجة بلدانهم حتى برزوا في الفضائل. وجماعة يفضلون علاجهم وطريقتهم على اليونانيين والهند ؛ لانهم اخذوا فضائل كل فرقة ؛ فزادوا عليها بما استخرجوه من قبل نفوسهم! فرتبوا لهم دساتير وقوانين ، وكتبا جمعوا فيها كل حسنة ، حتى ان في سنة عشرين من ملك كسرى اجتمع اطباء من جند يشابور بأمر الملك ، وجرى بينهم مسائل واجوبتها. واثبتت عنهم. وكان امرا مشهورا. وكان واسطة المجلس : جبرئيل درستباذ ؛ لانه كان طبيب كسرى. والثاني : السوفسطائي واصحابه. ويوحنا ، وجماعة من الاطباء ...
وجرى لهم من المسائل والتعريفات ما اذا تأملها القارىء لها استدل على فضلهم وغزارة علمهم ... » .
ويقال : ان خسرو انوشروان قد ارسل برزويه الطبيب ، والمشرف على امور الطب في جنديشابور ـ ارسله ـ مع هيئة خاصة الى مختلف البلدان لجلب الكتب الطبية .
ويرى البعض : ان الطب في جند يشابور مزيج من طب اليونان ، والهند ، وايران ، ومدرسة مرو .
٧ ـ الطب عند العرب قبل الاسلام :
وقبل البدء في الحديث عن طب العرب في الجاهلية ... نشير الى اننا قد تعمدنا بعض التفصيل في هذا المجال ، من اجل اظهار حقيقة الوضع الذي كان سائدا في المنطقة التي ظهر فيها الاسلام ، الذي بعث اعظم ثورة ثقافية وانسانية عرفها التاريخ ... والذي شهد عالم الطب في ظله تطورا هائلا واسطوريا ، كما سنرى ، ولاجل ذلك نقول :
اما الطب عند العرب ، فيقول وجدي يقصد بذلك : الطب في فترة ما قبل الاسلام ؛ فيمكن ان يكون له وجه ... وان كنا نرجح : انه ليس الا نتيجة لتجارب شخصية محدودة ، او مأخوذة من اطباء جند يشابور ، او من اي من البلاد التي تحيط بهم.
فإذا كان وجدي يقصد بذلك : الطب في فترة ما قبل الاسلام ؛ فيمكن أن يكون له وجه ... وان كنا نرجح : انه ليس الانتيجة لتجارب شخصية محدودة ، أو مأخوذة من أطباء جنديشابور ، أو من أي من البلاد التي تحيط بهم.
واما اذا كان يقصد طب ما بعد ظهور الاسلام ؛ فلا ريب في عدم صحة هذا الكلام ، كما سنرى فيما يأتي ... ويؤيد انه يقصد هذا الثاني : قوله : انه كان قبل الاسلام منقولا اليهم من السوريين .
فالظاهر : انه قد تأثر بمزخرفات المستشرقين الذي يحاولون تعظيم وتضخيم دور اي من الامم التي سبقت الاسلام بهدف التخفيف من عظمة البعث الاسلامي ، في مختلف المجالات ، وذلك لاهداف حقيرة لاتخفى ...
وعلى كل حال ... فان مطالعة معالم النهضة الاسلامية الطبية لخير دليل على كذب هذا الادعاء ، ولسوف يأتي بعض ما يشير الى ذلك كما قلنا.
اما الدكتور فيليب حتى يقول : « انشأ الطب العربي العلمي عن الطب السوري الفارسي ، الذي كان يقوم بدوره على اسس من الطب الاغريقي. وقد اشرنا سابقا الى ان الطب الاغريقي ذاته قد استقى كثيرا من الطب الشعبي القديم الذي كان معروفا في الشرق الادنى ، ولا سيما الطب المصري »
ولكن ما ذكرناه نحن آنفا هو الاكثر دقة في هذا المجال ... فان الطب قد كان عند جميع الامم ولكن بمستويات مختلفة ومتفاوتة ، وقد استطاعت جنديشابور ان تحتوي معظم نتاج الامم السابقة ، ثم تصدر ما حصلت عليه الى سائر الشعوب التي كانت بحاجة الى مادة كهذه ومنها العرب ، وان كان العرب قد اقتبسوا ايضا من آخرين ممن حولهم ، كالسوريين ، او غيرهم ... واضافوه الى ما كان عندهم عن الكلدان غيرهم ، ومما حصلوا عليه من تجاربهم ، وان كانت محدودة جداً.
اما جامعة جنديشابور نفسها ؛ فقد انتقل الطب اليها على يد الرومان ، الذين تلقوا معارفهم عن اليونانيين ، الذين قدموا اليهم من مدرسة الاسكندرية.
الطب الجاهلي :
ويقولون : ان المعالجات في الجاهلية كانت تعتمد على بعض النباتات ، وبالعسل وحده ، او مع مواد اخرى : شرباً تارة ، وعجائن ولصقات اخرى. وبالحجامة ، والفصد ، والكي ، وبتر الاعضاء بالشفرة المحماة بالنار ... هذا بالاضافة الى معالجاتهم
بالرقى والعزائم ، والاذكار التي تطرد الجن والارواح الشريرة.
ويقول البعض : انهم كانوا يعالجون الجراح المتعفنة والدماميل بمواد ضد العفونة ، ويعالجون الامراض المسرية بالحجر الصحي ، ويعالجون الجراح بالفتائل والتضميد
ويقول الدكتور جواد علي : « وقد عرف الجاهليون ايضا طريقة تغطية بعض العيوب ، او الاصابات التي تلحق بأعضاء الجسم بالوسائل الصناعية ، فشدوا الاسنان ، وقووها بالذهب ، وذلك بصنع اسلاك منه تربط الاسنان ، او بوضع لوح منه في محل الاسنان الساقطة واتخذوا انوفا من ذهب لتغطية الانف المقطوع ، كالذي روى عن عرفجة بن اسعد من انه اتخذ انفا من ذهب . وكان قد اصيب انفه يوم الطلاب في الجاهلية » انتهى. ولعل هذه القضية من الامور المسلمة تاريخيا كما يعلم من مراجعة كتب الحديث والتاريخ .. وان كان البعض يرى : ان ذلك لا يرتبط بالطب ، وانما بفن الصياغة ... ولكنه على اي حال يعبر عن تطور ما في توجهات الناس آنئذ حتى ليفكرون بتغطية بعض العيوب بطرق ، ووسائل كهذه ...
وقد عرف الجاهليون الطب البيطري ايضا ، فكانوا يعالجون الحيوان بالكي النار ، وجب سنام الابل ، اذا اصيب بالدبرة. وقد كان العاص بن وائل بيطاراً كما يقولون .
وكانوا ينقون رحم الفرس او الناقة من النطف ، ويخرجون الولد من بطن الفرس ، أو الناقة ، ويعبر عن ذلك بلفظ ( مسى ) .
واما عن الامراض التي كانوا يعرفونها ، والنباتات التي كانوا يستعملونها ، فهي كثيرة ، ولسنا في صدد استقصائها. وقد ذكر اسعد علي في كتابه : « المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام » نبذة عن تلك الامراض ومعالجاتها ، فليراجعها من اراد ...
ثم ان هذا الذي ذكرناه انما هو بالنسبة للطب عند الحضريين ، أما طب البادية فقد كان تقليديا موروثا عن مشايخ الحي وعجائزه ...
منزلة الطب في الجاهلية :
وقد ذكر ابو حاتم : انه قد كان في زهير بن جناب عشر خصال لم يجتمعن في غيره ، من اهل زمانه : كان سيد قومه ، وشريفهم ، وخطيبهم ، وشاعرهم ، ووافدهم الى الملوك ، وطبيبهم ـ والطب عندهم شرف ـ وحازى قومه ـ والحزاة الكهان ـ وكان فارس قومه ، وله البيت فيهم ، والعدد منهم ... .
اطباء العرب في الجاهلية
لم يكن في العرب قبل ظهور الاسلام توجه او اندفاع نحو الطب ، ولذلك ، فانهم لم
يكن لهم حضارة طبية ذات قيمة تذكر ، نعم قد ظهر فيهم عدد محصور من الاطباء لم يكن لهم نبوغ مميز ، ولا اشتهر عنهم ابداعات او منجزات تذكر في هذا المجال ...
وقد عرف من هؤلاء الاطباء ، الذين عاش بعضهم الى ما بعد ظهور الاسلام.
١ ـ ابن حذيم : من تيم الرباب ، وقد زعموا : انه اطب العرب ، حتى قيل : اطب في الكي من ابن حذيم ... (١).
وهذه الكلمة كما ترى تدل على انه انما اشتهر بالكي اكثر من غيره من سائر المعالجات التي كانت معروفة آنذاك ... وليس لدينا ما يدل على براعة ما ، له في سائر فروع الطب وفنونه ...
٢ ـ الحارث بن كلدة ، بن عمرو ، بن علاج : قال ابو عمر : توفي في اول الاسلام : ولم يصح اسلامه. وتعلم الطب من رجل جنديشابوري : ويقال : انه عالج سعد بن ابي وقاص بأمر من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، او بمراجعة سعد له ، بعد ان امره (ص) بمراجعته (٢)
٢١
ويقول البعض : كان النبي (ص) يأمر من كانت به علة ان يأتيه ، فيسأله عن علته (١).
ونسب اليه كتاب المحاورة في الطب بينه وبين كسرى ، ولعله هو الذي ذكره ابن ابي اصيبعة ، وابن عبد ربه ، وغيرهما (٢).
٣ ـ النضر بن الحارث ، بن كلدة ، بن عبد مناف ، بن عبد الدار ، يقال : انه سافر الى البلاد ، ورأى العلماء. ويذكر : انه كان له معرفة بالطب (٣).
٤ ـ ابن ابي رمثة : كان طبيبا على عهد الرسول ، يزاول اعمال اليد ، وصناعة الجراح (٤).
٥ ـ الشمردل بن قباب ، من نجران ، وقد اسلم على يد النبي (ص) وله كلام معه حول ممارسته لهذه الصناعة (٥).
هذا ... ولا بأس بأن نذكر لمحة عن حالة الطب لدى الامم السالفة ، وان كنا لا نرى تفاوتا كبيرا في نوعية المعالجات والتوجهات الطبية بين تلك الامم ، بحيث يجعل في الحديث عن كل واحدة على حده كبير فائدة او جليل اثر.
ولكننا مع ذلك ... سنحاول ان نظهر بعض التوجهات الخاصة التي نلمحها لدى كل امة بقدر الامكان ، وذلك على النحو التالي :
١ ـ الطب عند المصريين :
لقد كانت الرقى والعزائم اساس الطب المصري القديم ، لاعتقادهم ان الامراض من الالهة ، فلا تشفيها الا التوسلات لها ، فكانوا يلجأون الى الكهنة لقربهم منها .
واول طبيب عرف باسمه من المصريين هو ( ايمتحب ) الذي عاش حوالي القرن الثلاثين قبل الميلاد .
وتوجد اوراق من البردي ـ وهي سبع ـ وقد كتب بعضها في القرن السادس او السابع عشر ، وبعضها قبل الفي سنة للميلاد ، وفيها ما يرتبط بالطب .
ويذكر وجدي انه من المعروف : ان احد فراعنة مصر ، وهو نيتى بن فينيس ، قد الف كتابا في علم التشريح. واشتهر الملك ( نيخور دفس ) وهو من الاسرة الثالثة من الفراعنة بوضعه رسالة في الطب ، كما ان قيروش ودار ملكي الفرس قد عينا في قصورهما اطباء من المصريين.
ويقول وجدي : « كان للاطباء المصريين امتيازات ، مثل اعفائهم من الضرائب وكان الناس يحملون اليهم هدايا بدل الاجور ، وكان منهم من هو موظف عند الحكومة تنقده اجره في كل شهر ، وكان الناس يستشيرونه بدون اجر » .
٢ ـ الطب عند الكلدان ، والبابليين ، والاشوريين ، والاسرائيليين:
اما الكلدان فكان اطباؤهم من السحرة ، وكان جل اهتمامهم موجها الى معالجة المريض بالرقى ، مع السماح له بتعاطي بعض الاعشاب ، وكانت جميع الامراض عندهم تعزى الى الارواح الشريرة.
كما ان الاشوريين والبابليين كانوا يعتمدون في معالجاتهم على الرقى والعزائم بصورة عامة ... ويعتمدون فيما عن البابليين على الوثائق التي وجدت في خزانة كتب الملك آشور بانيبال ، وهي الان في المتحف البريطاني ، ويرجع حكم ذلك الملك الى القرن السابع قبل الميلاد
وقد تقدم : ان كهنة بابل كانوا يضعون مرضاهم في الازقة ، ومعابر الطرق حتى اذا مر احد كان قد اصيب بهذا المرض وشفى ، اعلمهم بسبب شفائه فيكتبون ذلك ... الخ.
ويوجد في قانون حمورابي الاشوري ، الذي حكم حوالي القرن العشرين قبل الميلاد مواد قانونية خاصة بالطب الجراحي .
اما الاسرئيليون ، فقد كان الطب عندهم بيد رجال الدين ، وقد وجد في التلمود بعض ما يرتبط بالطب .
ولكن ليعلم : ان التلمود ليس له من القدم بحيث يعبر وجود ذلك فيه عن نبوغ خاص للاسرائيليين في علم الطب ، بل هو قد وضع بعد ان قطع الطب شوطا كبيرا في كثير من مجالاته ،
٣ ـ الطب عند الهنود :
وهو عندهم ايضا يعتمد على السحر والرقى ، وفي كتابهم المسمى ( ريجفيدا ) الذي يتحدث عن خصائص اعشاب كثيرة تجد دعوات تتلى لكثير من الامراض.
و « كان الطب عندهم بيد البراهمة ، وقد عرف اليونانيون ايام مدنيتهم بأن الطب الهندي ارقى من طبهم ، ولكنهم لم يفصلوا وجه هذا الرقى ، فقد تكلم ابقراط كثيرا عن علاجاتهم ، وكان تيوفراست يذكر اعشابا طبية اخذها عنهم » .
٤ ـ الطب عند الصينيين :
ويذكر وجدي ان الصينيين يزعمون : انه كان لديهم حدائق لتربية النباتات
الطبية قبل المسيح بثلاثة آلاف عام ، وينسبون الى الملك ( هوانج تي ) كتابا في الطب الفه ـ حوالي سنة ٢٦٠٠ قبل الميلاد ، وهو باق عندهم الى اليوم.
وقد استفاد منهم الاوربيون في معارفهم الطبية ، ويقال : ان العالم « بوردو » قد اخذ مباحثه في النبض عن الكتب الصينية ، والمادة الطبية كانت اهم ما شغلهم ويعتبر كتابهم المسمى ( بنتاو ) كنز المادة الطبية ، وفيه (١١٠٠) مادة يسرد خصائصها العلاجية.
وصناعة الطب عندهم حرة يتعاطاها من شاء ، وكانت مدارسهم الطبية في المدن الى القرن العاشر كثيرة ، ثم اختفت الا مدرسة في العاصمة .
٥ ـ الطب عند اليونان ، والرومان :
لقد رأينا في الالياذة لهوميروس اشارات الى كثير من المعلومات الطبية ولا سيما الجراحية .
وكان الطب موجودا لدى اليونان قبل ابقراط ، لانه هو نفسه ينقل عن مؤلفات سابقة ، ولكن ابقراط قد خلص هذا العلم مما علق به من الشعوذة والعقائد بالارواح ، ولم يقم ابقراط بما قام به الا اعتمادا على الثروة الطبية الجيدة التي ورثها عن اسلافه .
ويذكر وجدي ايضا : ان الكتب التي سبقت ابقراط مفقودة ، وليس لدينا اقدم من كتبه الان ، وكان الطب عندهم سحريا يعتمد على الرقى والعزائم. ثم لما نبغ الفلاسفة امثال انكزيماندوا ، وبارفيد ، وهيراقليت وغيرهم تكلموا في الاهوية ، والاغذية ، والامراض ، وغير ذلك. ثم جاء فيثاغورس فاشتغل بالطب وكتب امبيدو كل في الجنين والحواس ، والوراثة والتوالد.
ثم ترقى الطب عندهم حتى أسس بطليموس الاول والثاني ملكا مصر مدرسة الاسكندرية ، التي نبغ منها جالينوس ، الذي عاش في القرن السادس قبل الهجرة.
وكان الطب الروماني مبنيا على الخرافات والاوهام ، واليونان هم الذين ادخلوا العلم الطبي اليهم من مدرسة الاسكندرية ـ التي استمرت ـ كما يقول البعض الى اواخر القرن الاول الهجري ـ ولعل اول طبيب يوناني دخل رومية هو اركاجانوس بن ليزانياس سنة ١٩٢ قبل المسيح ، ثم سقط الى الحضيض على اثر بعض اعماله الجراحية ، ثم عاد فدخلها من العلماء اليونانيين من كان له اثر كبير في نشر هذا العلم هناك .
٦ ـ الطب عند الفرس :
قد تقدم ان البعض يقول : ان كهنة الفرس هم واضعوا علم الطب.
ويذكر وجدي : ان الطب كان عندهم مخلوطا من الرقى والتعزيم ، وشيء من المبادىء الطبية العلمية. وان تاريخ الطب عندهم يصعد الى نحو القرن الرابع قبل المسيح عليهالسلام ، واصوله الاولية مذكورة في كتابهم المقدس زندافستا في الفصل المعنون به « فنديد » وخصوصا تحت عنوان « فارجاد » ، وهو احدث تاريخا من كتب « الفيدا » الهندية المقدسة .
وكحصيلة لما تقدم ، فان جورج سارتون يقول : ان في وسعنا ان نقرر : ان القسم الاكبر من المعارف الطبية يرجع الى الالف الثالث قبل الميلاد .
هذا ... ولاهمية جامعة جنديشابور في النهضة الاسلامية ، نرى انه لابد من اعطاء لمحة عن هذه الجامعة الشهيرة ، فنقول :
جامعة جندي شابور :
تقع مدينة جنديشابور بين شوشتر وخرابات شوش في خوزستان .
ويظهر من كلام القفطي : انها كانت مركزا طبيا شهيرا من عهد شابور الاول ، وان الطب قد انتقل اليها من الروم .
ويحتمل البعض ان مدرسة الطب فيها كانت قبل القرن الرابع او الخامس الميلادي .
يقول القفطي : انه بعد ان انتقل اليها بعض الاطباء الروم مع ابنة ملكهم « ولما اقاموا بها بدؤا يعلمون احداثا من اهلها ، ولم يزل امرهم يقوى في العلم ، ويتزايدون فيه ، ويرتبون قوانين العلاج على مقتضى امزجة بلدانهم حتى برزوا في الفضائل. وجماعة يفضلون علاجهم وطريقتهم على اليونانيين والهند ؛ لانهم اخذوا فضائل كل فرقة ؛ فزادوا عليها بما استخرجوه من قبل نفوسهم! فرتبوا لهم دساتير وقوانين ، وكتبا جمعوا فيها كل حسنة ، حتى ان في سنة عشرين من ملك كسرى اجتمع اطباء من جند يشابور بأمر الملك ، وجرى بينهم مسائل واجوبتها. واثبتت عنهم. وكان امرا مشهورا. وكان واسطة المجلس : جبرئيل درستباذ ؛ لانه كان طبيب كسرى. والثاني : السوفسطائي واصحابه. ويوحنا ، وجماعة من الاطباء ...
وجرى لهم من المسائل والتعريفات ما اذا تأملها القارىء لها استدل على فضلهم وغزارة علمهم ... » .
ويقال : ان خسرو انوشروان قد ارسل برزويه الطبيب ، والمشرف على امور الطب في جنديشابور ـ ارسله ـ مع هيئة خاصة الى مختلف البلدان لجلب الكتب الطبية .
ويرى البعض : ان الطب في جند يشابور مزيج من طب اليونان ، والهند ، وايران ، ومدرسة مرو .
٧ ـ الطب عند العرب قبل الاسلام :
وقبل البدء في الحديث عن طب العرب في الجاهلية ... نشير الى اننا قد تعمدنا بعض التفصيل في هذا المجال ، من اجل اظهار حقيقة الوضع الذي كان سائدا في المنطقة التي ظهر فيها الاسلام ، الذي بعث اعظم ثورة ثقافية وانسانية عرفها التاريخ ... والذي شهد عالم الطب في ظله تطورا هائلا واسطوريا ، كما سنرى ، ولاجل ذلك نقول :
اما الطب عند العرب ، فيقول وجدي يقصد بذلك : الطب في فترة ما قبل الاسلام ؛ فيمكن ان يكون له وجه ... وان كنا نرجح : انه ليس الا نتيجة لتجارب شخصية محدودة ، او مأخوذة من اطباء جند يشابور ، او من اي من البلاد التي تحيط بهم.
فإذا كان وجدي يقصد بذلك : الطب في فترة ما قبل الاسلام ؛ فيمكن أن يكون له وجه ... وان كنا نرجح : انه ليس الانتيجة لتجارب شخصية محدودة ، أو مأخوذة من أطباء جنديشابور ، أو من أي من البلاد التي تحيط بهم.
واما اذا كان يقصد طب ما بعد ظهور الاسلام ؛ فلا ريب في عدم صحة هذا الكلام ، كما سنرى فيما يأتي ... ويؤيد انه يقصد هذا الثاني : قوله : انه كان قبل الاسلام منقولا اليهم من السوريين .
فالظاهر : انه قد تأثر بمزخرفات المستشرقين الذي يحاولون تعظيم وتضخيم دور اي من الامم التي سبقت الاسلام بهدف التخفيف من عظمة البعث الاسلامي ، في مختلف المجالات ، وذلك لاهداف حقيرة لاتخفى ...
وعلى كل حال ... فان مطالعة معالم النهضة الاسلامية الطبية لخير دليل على كذب هذا الادعاء ، ولسوف يأتي بعض ما يشير الى ذلك كما قلنا.
اما الدكتور فيليب حتى يقول : « انشأ الطب العربي العلمي عن الطب السوري الفارسي ، الذي كان يقوم بدوره على اسس من الطب الاغريقي. وقد اشرنا سابقا الى ان الطب الاغريقي ذاته قد استقى كثيرا من الطب الشعبي القديم الذي كان معروفا في الشرق الادنى ، ولا سيما الطب المصري »
ولكن ما ذكرناه نحن آنفا هو الاكثر دقة في هذا المجال ... فان الطب قد كان عند جميع الامم ولكن بمستويات مختلفة ومتفاوتة ، وقد استطاعت جنديشابور ان تحتوي معظم نتاج الامم السابقة ، ثم تصدر ما حصلت عليه الى سائر الشعوب التي كانت بحاجة الى مادة كهذه ومنها العرب ، وان كان العرب قد اقتبسوا ايضا من آخرين ممن حولهم ، كالسوريين ، او غيرهم ... واضافوه الى ما كان عندهم عن الكلدان غيرهم ، ومما حصلوا عليه من تجاربهم ، وان كانت محدودة جداً.
اما جامعة جنديشابور نفسها ؛ فقد انتقل الطب اليها على يد الرومان ، الذين تلقوا معارفهم عن اليونانيين ، الذين قدموا اليهم من مدرسة الاسكندرية.
الطب الجاهلي :
ويقولون : ان المعالجات في الجاهلية كانت تعتمد على بعض النباتات ، وبالعسل وحده ، او مع مواد اخرى : شرباً تارة ، وعجائن ولصقات اخرى. وبالحجامة ، والفصد ، والكي ، وبتر الاعضاء بالشفرة المحماة بالنار ... هذا بالاضافة الى معالجاتهم
بالرقى والعزائم ، والاذكار التي تطرد الجن والارواح الشريرة.
ويقول البعض : انهم كانوا يعالجون الجراح المتعفنة والدماميل بمواد ضد العفونة ، ويعالجون الامراض المسرية بالحجر الصحي ، ويعالجون الجراح بالفتائل والتضميد
ويقول الدكتور جواد علي : « وقد عرف الجاهليون ايضا طريقة تغطية بعض العيوب ، او الاصابات التي تلحق بأعضاء الجسم بالوسائل الصناعية ، فشدوا الاسنان ، وقووها بالذهب ، وذلك بصنع اسلاك منه تربط الاسنان ، او بوضع لوح منه في محل الاسنان الساقطة واتخذوا انوفا من ذهب لتغطية الانف المقطوع ، كالذي روى عن عرفجة بن اسعد من انه اتخذ انفا من ذهب . وكان قد اصيب انفه يوم الطلاب في الجاهلية » انتهى. ولعل هذه القضية من الامور المسلمة تاريخيا كما يعلم من مراجعة كتب الحديث والتاريخ .. وان كان البعض يرى : ان ذلك لا يرتبط بالطب ، وانما بفن الصياغة ... ولكنه على اي حال يعبر عن تطور ما في توجهات الناس آنئذ حتى ليفكرون بتغطية بعض العيوب بطرق ، ووسائل كهذه ...
وقد عرف الجاهليون الطب البيطري ايضا ، فكانوا يعالجون الحيوان بالكي النار ، وجب سنام الابل ، اذا اصيب بالدبرة. وقد كان العاص بن وائل بيطاراً كما يقولون .
وكانوا ينقون رحم الفرس او الناقة من النطف ، ويخرجون الولد من بطن الفرس ، أو الناقة ، ويعبر عن ذلك بلفظ ( مسى ) .
واما عن الامراض التي كانوا يعرفونها ، والنباتات التي كانوا يستعملونها ، فهي كثيرة ، ولسنا في صدد استقصائها. وقد ذكر اسعد علي في كتابه : « المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام » نبذة عن تلك الامراض ومعالجاتها ، فليراجعها من اراد ...
ثم ان هذا الذي ذكرناه انما هو بالنسبة للطب عند الحضريين ، أما طب البادية فقد كان تقليديا موروثا عن مشايخ الحي وعجائزه ...
منزلة الطب في الجاهلية :
وقد ذكر ابو حاتم : انه قد كان في زهير بن جناب عشر خصال لم يجتمعن في غيره ، من اهل زمانه : كان سيد قومه ، وشريفهم ، وخطيبهم ، وشاعرهم ، ووافدهم الى الملوك ، وطبيبهم ـ والطب عندهم شرف ـ وحازى قومه ـ والحزاة الكهان ـ وكان فارس قومه ، وله البيت فيهم ، والعدد منهم ... .
اطباء العرب في الجاهلية
لم يكن في العرب قبل ظهور الاسلام توجه او اندفاع نحو الطب ، ولذلك ، فانهم لم
يكن لهم حضارة طبية ذات قيمة تذكر ، نعم قد ظهر فيهم عدد محصور من الاطباء لم يكن لهم نبوغ مميز ، ولا اشتهر عنهم ابداعات او منجزات تذكر في هذا المجال ...
وقد عرف من هؤلاء الاطباء ، الذين عاش بعضهم الى ما بعد ظهور الاسلام.
١ ـ ابن حذيم : من تيم الرباب ، وقد زعموا : انه اطب العرب ، حتى قيل : اطب في الكي من ابن حذيم ... (١).
وهذه الكلمة كما ترى تدل على انه انما اشتهر بالكي اكثر من غيره من سائر المعالجات التي كانت معروفة آنذاك ... وليس لدينا ما يدل على براعة ما ، له في سائر فروع الطب وفنونه ...
٢ ـ الحارث بن كلدة ، بن عمرو ، بن علاج : قال ابو عمر : توفي في اول الاسلام : ولم يصح اسلامه. وتعلم الطب من رجل جنديشابوري : ويقال : انه عالج سعد بن ابي وقاص بأمر من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، او بمراجعة سعد له ، بعد ان امره (ص) بمراجعته (٢)
٢١
ويقول البعض : كان النبي (ص) يأمر من كانت به علة ان يأتيه ، فيسأله عن علته (١).
ونسب اليه كتاب المحاورة في الطب بينه وبين كسرى ، ولعله هو الذي ذكره ابن ابي اصيبعة ، وابن عبد ربه ، وغيرهما (٢).
٣ ـ النضر بن الحارث ، بن كلدة ، بن عبد مناف ، بن عبد الدار ، يقال : انه سافر الى البلاد ، ورأى العلماء. ويذكر : انه كان له معرفة بالطب (٣).
٤ ـ ابن ابي رمثة : كان طبيبا على عهد الرسول ، يزاول اعمال اليد ، وصناعة الجراح (٤).
٥ ـ الشمردل بن قباب ، من نجران ، وقد اسلم على يد النبي (ص) وله كلام معه حول ممارسته لهذه الصناعة (٥).
مواضيع مماثلة
» * السيطرة على المؤسسات الدولية : الانتداب الفرنسي والبريطاني- عصابات الامم المتحدة
» * حكايات خرافية - تبادل الخرافة عند الامم والشعوب - التقاليد الهندوسية - محاربات الامازون
» * تاريخ علم الطب عند المسلمين
» الطب عند العرب قبل الإسلام
» * تاريخ الطب عند العرب و المسلمين
» * حكايات خرافية - تبادل الخرافة عند الامم والشعوب - التقاليد الهندوسية - محاربات الامازون
» * تاريخ علم الطب عند المسلمين
» الطب عند العرب قبل الإسلام
» * تاريخ الطب عند العرب و المسلمين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى