* مفهوم الامة ( القومية ):الدين المشترك - الدم المشترك - اللغة المشتركة
صفحة 1 من اصل 1
* مفهوم الامة ( القومية ):الدين المشترك - الدم المشترك - اللغة المشتركة
مفهوم الامة ( القومية )
من الامور المسلم بها عرفا دوليا وبحسب آراء علماء الاجتماع القدماء والمعاصرين هو ان لفظة الامة تجمع بين ثناياها عوامل عدة محددة لتنطبق هذه اللفظة على جماعة من الناس ذوي القومية المحددة كالقومية الكردية أوالقومية العربية .
والقومية لفظا اريد بها تثبيت هذه العوامل . وان كل امة ظهرت في وجدان هذا العالم منذ قديم الزمان ولغاية يومنا هذا يشترط فيها حصول خمسة روابط لتكون هذه الجماعة مطابقة لوصفها بالامة ذات القومية المحددة . وهذه الروابط هي :
1 – رابطة الدين المشترك .
2 – رابطة الدم المشترك .
3 – رابطة اللغة المشتركة .
4 – رابطة التاريخ المشترك .
5 - رابطة المصير المشتركة .
تعال معي عزيزي القاريء لنناقش مفهوم الامة اليهودية ومحاولة تطبيق هذه الروابط لمقومات الامة الواحدة على الجماعات اليهودية التي ظهرت عبر التاريخ الطويل للانسانية لنتبين مدى صدقهم او زيفهم وكشف ادعاآتهم الباطلة من انهم امة واحدة وقومية واحدة وشعب مختار واحد منذ قديم الزمان ولغاية يومنا هذا .
مسميات ومصطلحات
قبل الخوض في الحديث عن مقومات تشكيل الامة الواحدة عبر التاريخ الانساني . على القاريء الحصيف ان يميز بين المصطلحات والمسميات التي ما فتأت الجماعات اليهودية بالتمسح بها في كل عصر وزمان .
بني اسرائيل
هم ابناء يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الخليل عليهم السلام . حيث لقب النبي يعقوب باسرائيل باللهجة العبرية واللفظة مكونة من شقين وهما (اسر) بمعنى العبودية أي ( عبد ) و( ايل ) بمعنى الرب أي ( الله ) . وبتعريب لفظة اسرائيل تعني مقابلها من اللغة العربية اسم ( عبد الله ).
وخلف يعقوب هذا احد عشر ولداً ومن ابناءه النبي يوسف ( ع ) . ومن ذريته تشكل قوما دعوا ببني اسرائيل أي المنحدرين من صلب ابناء يعقوب. الذي عاش في الالف الثانية قبل الميلاد وهم الذين خاطبهم الله في كتابه العظيم القران الكريم ببني اسرائيل وكانوا شعب الله المختار لاعتناقهم مذهب التوحيد لله سبحانه وتعالى . وان الله فضلهم على العالمين .
{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} (122) سورة البقرة
وقبل هذا التاريخ او الحدث لا يعرف لليهود كنية او تسمية حيث كان جدهم ابراهيم الخليل حنيفا مسلما وما كان من المشركين .
{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (67) سورة آل عمران
وقصة اخوة يوسف ابناء يعقوب اسرائيل الله ( ع ) معروفة لكل مطلع ولما زاغوا عن دين ابائهم واجدادهم وجدهم ابراهيم الخليل انحرفوا أي منحرف فباءوا بغضب من الله فاصبحوا خدما وعبيدا للاسر الفرعونية حيث ذاقوا في مصر عذاب الهون من الذلة والصغار وضربت عليهم الذلة والمسكنة اينما ثقفوا . فاصبحت اللفظة ( بني اسرائيل ) لصيقة بهم تميزهم عن العالمين حتى نكروها وحرفوها وانسلوا من الانتساب لها الا قليلا .
الموسويين
فاختلطوا بالمجتمع المصري ومارسوا تقاليد وعادات الفراعنه حتى نسيُ حظا مما ذكروا به ومع مرور القرون ظهر من بينهم رجلا يدعى موسى النبي عليه السلام . وقصة موسى معروفة ايضا للقاصي والداني من مختلف الشعوب والاديان فلا حاجة لذكرها ها هنا . وتمسكت به جماعة من بني اسرائيل وحثوه على انقاذهم من الذل والهوان الذي هم فيه فامر الله موسى بالوحي فاستجاب لهم . وفعلا تم لهم ذلك واخرجهم موسى من مصر وحادثة الخروج معروفة تاريخيا أيضاً . حيث انهم عاهدوا النبي موسى بعد الخروج من مصر على الايمان بالله واتباع اوامرة الموحى بها من عند الله. وسميت هذه الجماعة باسم ( الموسويين ) ولا علاقة لهم ببني اسرائيل بتاتا.
ومن المفكرين العصريين من ينفي كون ( موسى ) من احفاد بني اسرائيل ويؤكدون على مصريته بدليل انه لا يجيد اللغة العبرية اطلاقا لذلك طلب من الله تعالى دعوة اخيه هارون معه ليكون وزيره ويشد ازره ويخاطب الناس عوضا عنه .
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا} (35) سورة الفرقان
ولكون هارون اخي موسى راعيا في الاراضي العبرانية فقد اخذ وتعلم اللغة عنهم . واما حادثة موسى وهو طفل في احضان الفرعون المصري وانه اقتطع شعرة بيضاء من لحيته فاخبره كبير كهنته ان هذا نذير شؤوم ولسوف يكون زوال ملكه وهلاكه على يد هذا الطفل وهم فرعون بذبح الصبي لولا زوجته اسيا حيث قالت له ايها الرب العظيم الفرعون الكبير امتحن هذا الطفل فان ثبت انه مأمور فاذبحه واذا لم يثبت لك ذلك فدعه لنا عسى الله ان ينفعنا به في كبرنا او نتخذه ولدا .
{وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} (9) سورة القصص
فانصاع الفرعون لرأي زوجته فقربوا من الطفل صاع من تمر واخر من جمر ( نار ) فمد الطفل موسى يده على صاع التمر فابدلها الله بصاع الجمر رأفةً به من ربه . فاخذ قطعة من النار ووضعها في فيه فاحترق لسانه . ولهذا السبب لا يستطيع النبي موسى من التكلم باللغة العبرية للحادثة المار ذكرها في اعلاه بسبب تشوية حدث للسانه يمنعه عن الافصاح في النطق فاتخذ اخيه وزيرا له وترجماناً عنه ليبلغ الدعوة والرسالة التي امره الله وعهدها اليه في سبيل انقاذ هذه الجماعة المستضعفة والمظلومة من الفرعون المصري .
الى هنا يبدوا الامر مقنعا برمته القصة والحادثة الا ان الحقيقة التي زيفت بتلفيق هذه القصة عن موسى لنكران مصريته والحاقه بسلسلة انبياء بني اسرائيل لتضفي هذه الجماعة على نفسها لقب بني اسرائيل بحيث يكون لهم امتداد تاريخي عريق والصاق نسبهم بابراهيم الخليل ( ع ) بغية احترامهم من قبل الشعوب المجاورة لهم . فهذا الكذب والهراء مازال هذه الجماعات المدعية اليهودية تتخذها دستورا لها الى يومنا هذا . وما اشبه اليوم بالبارحة .
اليهود
تسمية ظهرت وتبلورت في بابل اثناء السبي البابلي الاول والثاني من قبل نبو خذ نصر وابنه نبو بلاسر . حيث كان هولاء الناس جماعة من الموسويين من الذين التحقوا بركب موسى للتخلص من الاضطهاد والتعسف الفرعوني ضدهم ولم تكون هذه الجماعة خلصا من بني اسرائيل بل من المستضعفين والمقهورين والمغلوبين على امرهم انتموا لموسى(ع ) ليكون المخلص لهم وسميُ بالموسويين أي جماعة موسى النبي . حيث كانوا يسكنون فلسطين من ارض كنعان . وكان عددهم اثنى عشر سبطا .
حيث كانت جماعات من الموسويين الذين خرجوا مع موسى من مصر وهم اخلاط من المستضعفين والفقراء والمظلومين يسكنون ارض كنعان "فلسطين " وكان عددهم اثنى عشر سبطا . فسبي منهم سبطان ونصف السبط من قبل نبو خذ نصر وسمي بالسبي البابلي الاول وبالتالي تم سبي بقية الاسباط على يد البابليين ايضا وسمي هذا بالسبي البابلي الثاني .
وبعد ان دمر البابليون ارض كنعان وهدموا الهيكل وسوه بالارض حتى انه لم يذكر مكانه بعد حين واندرس تماما . وتم سبي الاسباط جميعا الى بابل بغية تشغيلهم في بناء جنائن بابل المعلقة وتسخيرهم باحقر الاعمال وادنسها اهانة لهم ولكرامتهم المفقودة .
ولا يفوتني ان اذكر ان البابليين امروا هذه الجماعات بان يطلقوا لحاهم من جانب اصداغهم ويحلقوا نصف وجوههم حتى الذقون فكان منظرهم مميزا بين الشعب البابلي كي ما يختلطوا مع الشعب البابلي في الهيئة واللباس . وسميُ بالمتزلفين والى يومنا هذا تطلق على اليهود الذي كانوا يعيشون في العراق هذه اللفظة " يهودي مزلف " .
وبما تمتعت به هذه الجماعة من صفات ذميمة تنافي كل المفاهيم والاعراف للاقوام التي عاشوا بين ظهرانيهم جعلهم اناس منبوذين في هذه المجتمعات وبالتالي ادى الامر الى طردهم من كل مجتمع كانوا يعيشون فيه فكان ديدنهم التشرد والتشرذم وقتلهم اينما ثقفوا لاعمالهم وسجاياهم الخبيثة المنطوية على الكذب والخداع والدجل والتقية من الناس فنراهم منبوذين مشردين في جميع اصقاع العالم ولغاية يومنا هذا .
اما قصة ظهور مسمى اليهود فيعود جذورها الى السبي البابلي الثاني . حيث فكر دهاقنتهم واحبارهم " عصاباتهم " انهم ان لم يجدوا طريقة تحفظ لهم تاريخهم وجماعتهم سوف يذوبون ويضمحلون مع الشعب البابلي وستفنى ذريتهم واصولهم الى الابد . فماذا فعلوا .....؟
عقدوا اجتماعات سرية في قرية صغيره في جنوب بابل . كانت تستخدم كمخازن لجمع سويق الحنطة بعد حصادها . حتى نرى منها تلال شامخة كالجبال . وهذه القرية وظيفتها خزن الحبوب والغلال بعد الحصاد ولم يسكنها احداً من البشر مطلقا ً وكانت تدعى "" تل التبن " . والكلمة باللغة العبرية تقراء كالاتي "تل " بالعبرية وهو كل مرتفع عن الارض وكذلك نفس المعنى تعطيها اللغة العربية ام " التبن " او الحنطة فتلفظ باللغة العبرية بلفظة " ابيب " فيكون اجمالي اللفظة والمصطلح بالعبرية " تل ابيب " وهذا الاسم اطلقوه على اهم مدن دويلتهم المزعومة في فلسطين في عصرنا الحالي .
فنقبوا في هذه التلال حتى جعلوها كا الكهوف يختفون فيها هربا من اعين الفضوليون والبابليون ليعقدوا اجتماعاتهم ويتدبرون امرهم فيما بينهم لئلا يشاع خبرهم ويقضى عليهم . وكانت الاشارة السرية لعقد اجتماعاتهم هي كلمة "تل ابيب " وفي هذه المنطقة اجتمعت الاحبار وانتدبوا عنهم كبيرهم ويدهى " يهوه" وهو اسم مقدس عندهم وارتباطه مباشرة مع الالهة فلقب ب " يهوه الرب " او من الجائز وهو الرأي الارجح عندي ان الرب تعني " كبيرهم " كقولنا في زماننا هذا "رب البيت" او " رب العائلة " ..........الخ .
فقام يهوه بكتابة التوراة بنسختها البابلية وبحيلة ومكر وخداع كديدنهم دائما ترك فراغا بين السطور كتب فيه اسمه "يهوه" بماء البصل وبداهة ان ماء البصل غير مرئي للناظر . ثم اظهر نفسه بعد ذلك انه اوحي اليه بكتاب من عند الله وانه نبي اليهود المزعوم التي تنتظره النجوم والكواكب والاساطير التي تقول ان آوانه قد حان ومكانه في تل ابيب ومن هذه الهرطقات وعلى شاكلتها حتى وصل الامر الى الملك البابلي فامر بحبسه والتحقق من قوله هذا . وفعلا تم التحقيق معه وعرض عليهم الكتاب وقال اعرضوه اربعين يوما فوق تل تحت اشعة شمس بابل فانه ستجدون في اليوم الواحد والاربعين ان اسم يهوه ظهر من تلقاء نفسه . وهذه اشارة بالبشارة على ظهور نبي اليهود "يهوه" .
وفعلا تم كما قال وعندما اهبطوا الحراس بالكتاب وتناوله ملك بابل وشاهد فعلا حدث كما قيل له فامر باطلاق سراح الحبر الاعظم يهوه ونفعت حيلة الكتابة بماء البصل الذي يظهر من تلقاء نفسه عند تعرضه للحرارة ولا اشد من حرارة شمس بابل المحرقة لتفعل المواد الكيميائية التي بماء البصل فعلتها ويظهر اسم هذا الدجال الافاك الاثيم .
ومن ذلك الحين امتنع ملك بابل من اذلال واهانة الاحبار ورجال الدين وترك لهم الحرية في ممارسة طقوسهم الدينية بكل حرية ولكنه لم يطلق سراحهم للعودة الى ارض كنعان "فلسطين" ومن هذه الحادثة وبسببها تم ظهور كتابهم المزعوم التوراة وظهر مصطلح التوراتيون واليهود واليهودية
حتى جاء الغزو الفارسي بقيادة "قورش" وبمساعدة الجواسيس من اليهود استطاع ان يحتل بابل واطلق قورش سراح اليهود وافسح لهم المجال بالعودة الى ارض كنعان "مكافأة لهم على جليل اعمالهم وتجسسهم لصالح الجيوش الغازية كما فعلوا اليوم بالعراق "مستصحبين معهم كل ما يستطيعون حمله من الاموال كالذهب والمواد والطعام حيث رجع القليل منهم الى ارض كنعان غالبيتهم من الاحبار ورجال الدين . اما الباقي فانصهروا وذابوا في المجتمع البابلي بعد ذلك الحين الا قليلا منهم .
وكانت هذه الجماعة ومن التف حولهم من المضطهدين لقبوا انفسهم بجماعة "يهوه الرب" ومع تقادم اللفظة سميُ فيما بعد "باليهود" أي جماعة يهوه .
وقيل ايضاً ان لفظة اليهود واليهودية ظهرت نسبة الى يهوذا الاسخربوطي وذلك بعد انقسام مملكة اسرائيل بعد وفاة النبي سليمان "ع" حيث انقسمت هذه المملكة الى قسمين شمالية وسميت بمملكة يهوذا ولم يكتب لهذه المملكة العيش طويلا اذ سرعان ما انتهت تحت سطوة التفرقة والغزوات . والى المملكة الجنوبية التي سميت ب"مملكة اورشليم" الذي كتب عليها ان تعيش ردحا من الزمان فتحول اسم الجماعات الموسويين في مملكة يهوذا من الموسويين الى اليهود . وايضا هولاء لاعلاقة لهم بموسى النبي .
بني صهيون
وهم جماعة من الناس لا يعلم عرقهم وانتمائهم يسكنون جبل صهيون ومع مرور العصور والدهور لقبوا باسم الجبل الذي يسكنون فيه فاطلق عليهم اسم " جماعة جبل صهيون" أي سكان الجبل وهكذا لقبوا ببني صهيون .
الصهيونية
وهي حركة عصرية عنصرية ارهابية نشأت في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين من عصرنا الحالي في اول مؤتمر لما يسمى بمؤتمر اليهود الذي عقد في مدينة بازل في سويسرا من العام 1897 ميلادية وترأس المؤتمر اليهودي "ثيودور هرتزل" الذي كان معادياً للصهيونية في باديء الامر الا انه كان السبب الرئيسي لظهور هذه التسمية التي ما زالت متداولة حتى ايامنا هذه .
ومن هنا نلحظ ظهور خمس مسميات ان لم يكن اكثر ولم نعرج عليها . لهذه الجماعات المنبوذة ذات النرجسية العالية والتي تعيش وما زالت في تجمعات مغلقة مغلفة بالاسرار والغموض لما تتمتلكه من عادات وتقاليد شيطانية وشعارات تنفر المجتمعات الاخرى منها لذلك نراهم مطاردين مشردين مع مر العصور والازمان ولم تعرف لهم دولة الا سنين قلائل في عهد شاؤول الملك ثم داود وسليمان وهذه المدة لم تتجاوز المائتين عاما عرفت هذه الجماعة مسمى الدولة وانعمت باستقرار جزئي وبعد ذلك عاشت مشردة مشرذمه دخل فيها كل افاك اثيم وكانت مرتعا خصباً وسوقا رائجة لعصابات القتل والنهب والسرقة والاغتصاب من مختلف جنسيات العالم القديم والحديث وبالتالي تشكلت هذه الجماعات تحت مسميات شتى وذرائع مختلفة .
حيث تدعي الصهيونية العالمية انتسابها الان الى بني صهيون اوالى اليهود او الى اسرائيل "يعقوب النبي" وسموا انفسهم بالشعب اليهودي وبالتالي بشعب الله المختار وانتسبوا اخيرا الى ابراهيم الخليل "ع" ليضموا كل هذه المسميات القديمة والحديثة وارجاعها الى اصول موغلة في القدم وان نبيهم ابراهيم الخليل "ع" هو جدهم الاكبر وهذا كله تزييف للحقيقة ومحض أفتراء . لا يجتمع عليه مجنونان فكيف بالعقلاء من بني البشر .
عودا على بدء في شرح العوامل التي تؤدي الى اطلاق تسمية الامة الواحدة على جماعة من الناس تجمعهم روابط محددة دونما الامم البقية وينفردون بهذ الروابط على مر الدهور والازمان . وقد قلنا ان روابط تحديد مفهوم الامة خمسة ستناولها بشيء من الايجاز بعيدا عن المصطلحات اللغوية باسلوب مبسط ليسهل على عامة الناس الاطلاع عليها وفهمها وادراكها من غير المختصين ونسأل الله التوفيق .
رابطة الدين المشترك
روابط مفهوم الامة الواحدة
الصهيونية العالمية ويهود اليوم
اولاً :ــ رابطة الدين المشترك
قد اطلعنا في ما سبق على ظهور بعض المسميات والمدلولات لهذه الشرذمة من الناس الذين يدعون انتسابهم الى اليهود واليهودية . وعلمنا ايضاً ادعائهم بان جدهم الاكبر هو ابراهيم الخليل "ع" والقران الكريم قد فند لنا زيف ادعائهم هذا وذكر ان ابراهيم الخليل "ع: لم يكن يهوديا ولا نصرانيا بل كان حنيفا مسلما لله تعالى . فعند ذك سقطت فرضيتهم وانتسابهم الى نبوة ابراهيم الخليل "ع"
وكما اطلعنا انهم نسبوا انفسهم الى النبي يعقوب المكنى باسرائيل وسموا انفسهم بالاسرائيليين احفاد بني اسرائيل وهذا ايضا محض هراء وتجديف اذ ان بني اسرائيل يذكرهم القران الكريم بانهم كانوا شعب الله المختار وقد عصوا الله في ما امرهم فاذلهم الله وجعلهم صغار اذلاء مشردين في اصقاع المعمورة .
وانتسبوا ايضا للنبي "يهوه" والهوه وقالوا " يهوه الرب" تعالى جل شأنه عما يصفون . وعلمنا ان يهوه هذا ما هو الى دجال مبين وساحر ماكر لعين ومع ان كونه حبرا اعظم فانه يشك في اصوله اليهودية .
عند ذاك التمسوا النبوة في موسى "ع" وكلنا بعلم ان الجماعات التي ارتبط اسمها بالنبي موسى هم " الموسويين " وهولاء ليست لهم اية علاقة بهيود اليوم او الصهيونية العالمية لا من فريب ولا من بعيد .
وحاولوا ارجاع اصولهم الى جبل صهيون أي سكان الجبل الذي بنى عليه داود النبي المعبد ومن ثم ابنه سليمان بنى الهيكل فوق هذا الجبل على انقاض المعبد المشيد من قبل ابيه داود . وقد اطلعنا في ما سبق ان سكان هذا الجبل كان خليط من الناس ولم يكون قد سميُ باليهود او الصهاينه بل كانت تسميتهم ببني صهيون نسبة الى الجبل الذي يسكنون فوقه ليس الا.
وتبين لنا الآن جليا ان رابطة الدين المشترك لم تكن يوما لتجمع اليهود مع الصهاينة اذ ان من الواضح جدا للمتتبع البسيط للتاريخ ان يعلم ان لا رابطة دينية مشتركة تربط هولاء الشرذمة من العصابات الشريرة وبين المسميات والمدلولات التي ظهرت عبر العصور المنصرمة . بذلك سقطت رابطة الدين المشترك لهذه الجماعات المنحرفة عن السلوك البشري السوي .
رابطة الدم المشترك
تقوم هذه الرابطة على ان اصول اليهود والصهيونية تعود جذورها الى الدم النقي الواحد الذي لليهود وهو يختلف تماما عن دماء بقية البشر لنقاوته وقدسيته وثبات عرقه وعدم اختلاطه بدماء الاغيار من البشر كونهم شعب الله المختار والمحتار في امره . وهذا هو التضليل بعينه اذ ما علمنا ان اليهودية هي غير بني اسرائيل وهذه غير بني صهيون وتلك غير التوراتيين وما الى ذلك فكيف يكون الدم نقي من الاخلاط للاغيار وهم جماعات انتسبت زورا وبهتانا الى الديانة اليهودية الصحيحة وفق ما جاء بكتاب الله العزيز القران الكريم . فدعوتهم هذه باطلة من اساسها ولا يقوم عليها برهان بدليل ان الدماء العربية المختلطة في ارض كنعان تجري في عروقهم مع دماء الفراعنة المصريين مع غيرهم من دماء العالمين في المجتمعات التي عاشوا فيها فهم من اصول مختلطة ولا دم نقي لهم ولا هم يحزنون بل انهم في افكهم يعمهون .
ثبت علميا خلال القرن الحادي والعشرين وفي محاولة لتحديد العرق البشري ومعرفة السلالات القديمة بواسطة الحمض النووي وما الى ذلك من الامور العلمية المعقدة . وجد انه لا يوجد شيء اسمه العرق الاري الذي يتبجح به الشعب الالماني الذي يدعي تفوقه وسياده على الاعراق البشرية الاخرى " نظرية في النرجسية والمثيولوجيا الشعبية" شبيه بالتي عند اليهود من كونهم شعب الله المختار .
وثبت ان الاصول البريطانية للملكة اليزابيث الاولى ونسلها من الملوك والامراء ليست دمائهم نقية بل مختلطة وان عروقهم ترجع الى الاصول الفرعونية المصرية . أي بعبارة اخرى هم من نسل الفراعنة المصريين.
وثبت ايضا ان لليهود اليوم والصهاينة دماء مختلطة هجينية وان لا عرق لهم اطلاقا ولا يمكن ان ينسبهم علماء الاجنة والجينات والهندسة الوراثية الى أي اقوام قديمة او حديثة مما يثبت اختراقهم من قبل المجتمعات التي عاشوا بين ظهرانيها وتناسلهم معها فولدوا هذا الجنين المشوه وسموه الصهيونية العالمية وذلك بغية عالمية اليهود وتفردهم عن العالم .
ولما ادت هذه الاكتشافات الى هتك الستار عن هذه الاسرار احجم العلماء عن نشر اية تفاصيل مهمة بخصوص الاجناس والاعراق تحت وطأة وتأثير الصهيونية العالمية والذي وصل الى حد التهديد بالقتل والطرد وغير ذلك . باستخدام اساليبهم في الارهاب المنظم والمدروس في التدمير والفساد والافساد واغتيال العقول العلمية الرصينة التي لا تسبح في فلكهم .
رابطة اللغة المشتركة
اللغات اليهودية
اصطلاح تستخدمه بعض المراجع الصهيونية)أو المتأثرة بها( للإشارة إلى اللغات واللهجات والرطانات التي يتحدث بها أعضاء الجماعات اليهودية في العالم. وهو اصطلاح غير دقيق بالمرة، فالجماعات اليهودية تتحدث اللغات نفسها التي يتحدث بها أغلبية أعضاء المجتمعات التي يعيش اليهود في كنفها، وإذا كان ثمة اختلافات، فهي عادةً اختلافات طفيفة تجعل طريقة حديثهم مجرد لهجة أو رطانة .
لغات الجماعات اليهودية ولهجاتها ورطاناتها
لم يتحدث اليهود اللغة التي تُعرَف بالعبرية إلا لفترة قصيرة للغاية، فلغة الآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب 2100 1200 ق.م . كانت لهجة سامية مشتقة من اصول اللغة الكنعانية العربية أو الآرامية، أما العبرية فكانت لهجة من اللهجات الكنعانية ولم يتخذها اليهود لساناً لهم إلا بعد إقامتهم في كنعان من ارض فلسطين ابتداءً من 1250 ق.م. ويبدو أن العبرية قد اختفت بوصفها لغة الحديث بين اليهود مع التهجير البابلي ( 567 ق.م (وثمة نظرية تذهب إلى أن الآرامية كانت لغة المسئولين في بلاط ملوك مملكة يهودا الجنوبية.
ورغم أنه بقي بعض اليهود في فلسطين يتحدثون العبرية، إلا أن الآرامية حلت تماماً محل العبرية نحو 250 ق.م. كما اللغات التي كان يستخدمها أعضاء الجماعات اليهودية في تعاملهم مع الآخرين بعد انتشارهم في العالم، فكانت في معظم الأحيان لغة الوطن الذي استقروا فيه وانتموا إليه، أو إحدى اللغات الدولية السائدة.
فكان يهود بابل يتحدثون الآرامية، لغة التجارة الدولية والإدارة في الشرق الأدنى القديم. وكان يهود الإسكندرية في العصر الهيليني يتحدثون اليونانية، كما أن يهود فلسطين كانوا يتكلمون إما الآرامية أو اليونانية (جاء في العهد الجديد أن القديس بولس تحدَّث للناس في فلسطين باليونانية ثم تحدَّث معهم بالآرامية بعد ذلك). وبعد انقسام الإمبراطورية الرومانية، كان يهود الإمبراطورية الشرقية يتحدثون لغة هذه الإمبراطورية، أي اليونانية (وظلوا يتحدثون بها حتى الفتح العثماني. أما يهود الإمبراطورية الغربية وأفريقيا وغرب أوربا، فكانوا يتحدثون اللاتينية.
ويبدو أن بعض يهود الإمبراطورية الإيرانية كانوا يتحدثون باللهجات الفارسية المختلفة . ففي سفر إستير ورد أن أعضاء الجماعات اليهودية كانوا يتحدثون بالفارسية مع الفرس بدون صعوبة ، وكان يهود العالم العربي يتحدثون العربية في العالم العربي، وهكذا. وفي بعض الأحيان، كان أعضاء الجماعات اليهودية يستخدمون، في التعامل فيما بينهم، رطانات مُكوَّنة من لغة الوطن أو لغة المنشأ بعد أن يُدخلوا عليها بضع كلمات ومصطلحات عبرية أو آرامية أو ألفاظاً من أية لغة أخرى كانوا يتحدثون بها في البلد الذي كانوا فيه من قبل .
ويهود إسبانيا كانوا يتحدثون اللادينو . فيهود الأندلس، على سبيل المثال، كانوا يتحدثون رطانة تُسمَّى يهود أوربا الشرقية، واما يهود اوربا الغربية فكانوا يتحدثون اليديشية، وهي رطانة ألمانية تحوَّلت في مرحلة لاحقة إلى ما يشبه اللغة المستقلة للحديث والكتابة.
وفي القرن السادس عشر، يبدو أن معظم يهود العالم كانوا يتحدثون إما) اليديشية( في أوربا) أو اللادينو (في الدولة العثمانية. وكثيراً ما كان أعضاء الجماعات اليهودية يستخدمون الحروف العبرية في كتابة هذه الرطانات في المعاملات اليومية، مثل الفواتير التجارية أوغير ذلك من أمور الدنيا. ولم يكتب أعضاء الجماعات اليهودية بهذه الرطانات أدباً ذا بال، لا في الماضي ولا في العصر الحديث .
وربما يمكن استثناء اليديشية من ذلك، فنظراً لأنها عمرت طويلاً (نسبياً) وأصبحت، مع القرن التاسع عشر، لغة مستقلة يتحدث بها معظم يهود العالم الغربي الذين كانوا مُركزين في روسيا وبولندا، فكُتب بها أدب شعبي للنساء والعامة في بادئ الأمر، ثم كتبت بها أعمال أدبية بعضها يرقى إلى مستوى الأعمال الجادة. ولكن هذه المرحلة دامت فترة قصيرة للغاية بسبب اختفاء اليديشية .
وفي محاولة تفسير وجود لغة أو رطانة أو لهجة خاصة بأعضاء الجماعات اليهودية، يمكن القول بأن كثيراً من الجماعات اليهودية شكلت جماعات وظيفية وسيطة تضطلع بدور التجارة والربا والأعمال الشبيهة الأخرى، ومثل هذه الجماعات كانت في العادة تربطها بالمجتمع علاقة موضوعية، الأمر الذي تطلَّب خَلْق مسافة بينها وبين المجتمع .
واللغة الخاصة تزيد من غربة الجماعة الوظيفية وتزيد تجردها وتحتفظ لها بعزلتها وهو ما يُيسِّر اضطلاعها بدورها الخاص في المجتمع، فجماعات الغجر تتحدث لغة خاصة بهم تماماً كما كان المماليك يتحدثون الشركسية .
أما بالنسبة للغة التأليف الديني، فإننا نجد أن العهد القديم كتب بعبرية العهد القديم التي اختفت كلغة مُستخدَمة بعد التهجير البابلي، ولذا نجد
أن لغة التلمود هي الآرامية بالأساس. ومع هذا، ظلت العبرية لغة المؤلفات الدينية في معظم الأحيان وليس كلها، فوضع هليل وشماي مؤلفاتهما بالعبرية، في حين وضع المفكرون اليهود، في الإسكندرية في العصر الهيليني، مؤلفاتهم الدينية والدنيوية باليونانية .
وكان موسى بن ميمون يكتب بالعربية، أما راشي، فكان يكتب بالعبرية، وكتب معظم أدب القبَّالاه الصوفي بالآرامية. وظل هذا الوضع قائماً حتى القرن التاسع عشر، حين بدأ المفكرون اليهود يضعون مؤلفاتهم الدينية بلغة الوطن الأم وحسب. فكتب موسى مندلسون بالألمانية، وكذا كل المفكرين اليهود الإصلاحيين ومارتن بوبر. ويكتب كثير من المفكرين اليهود الآن، مثل جيكوب نيوزنر في الولايات المتحدة، مؤلفاتهم الدينية باللغة الإنجليزية، بل إن لغة الصلاة عند اليهود الإصلاحيين والمحافظين والتجديديين أصبحت الإنجليزية، ولا يستخدم
العبرية سوى الأرثوذكس .
أما بالنسبة إلى الكتابات التي تقع خارج نطاق التفكير الديني من أدب وفلسفة وعلم، والتي قام بوضعها مؤلفون يهود، وهم قلة نادرة حتى القرن التاسع عشر، فقد كانت اللغة منذ البداية لغة الوطن الأم. ففيلون السكندري وضع مؤلفاته باليونانية، وموسى بن ميمون كان يستخدم العربية، وكذلك معظم الشعراء اليهود في الأندلس. أما في العصور الوسطى في الغرب، فلم يظهر مؤلفون يهود يُعتد بهم حتى القرن السابع عشر حيث ظهر إسبينوزا، المنشق على اليهودية، الذي كتب مؤلفاته باللاتينية شأنه شأن كثير من الكُتَّاب الغربيين في عصره.
وغني عن البيان أن المؤلفات غير الدينية للمؤلفين من أعضاء الجماعات اليهودية تُكتب كلها في الوقت الحاضر بلغة الوطن الذي يعيشون في كنفه. فيعقوب صنوع الكاتب المصري اليهودي كتب بالعربية، وهايني وماركس بالألمانية، وبروست بالفرنسية، ودزرائيلي وسول بيلو بالإنجليزية، بل إن معظم كلاسيكيات الفكر الصهيوني كتبت بالألمانية أو الإنجليزية. وكان هرتزل لا يعرف العبرية ولا أبجديتها، لكنه حاول في المؤتمر الصهيوني الأول ( 1897 ) أن يُدخل البهجة على قلوب الحاخامات الأرثوذكس فنطق ببعض كلمات عبرية كتبت له بالأبجدية اللاتينية، إن محاولتي هذه قد سببت لي مشقة كبيرة تفوق كل متاعبي في الإعداد للمؤتمر وكتب فيما بعد في مذكراته ملاحظة يقول فيها وقد كان هرتزل ونوردو وكثير من المفكرين الصهاينة الأوائل، لا يؤمنون بوجود ما يُسمَّى . الثقافة اليهودية
. وقد سخر هرتزل من هذا المفهوم بصوت عال حينما طُرح لأول مرة في أحد المؤتمرات. ولم يكن هرتزل يتصوَّر أن تكون العبرية هي لغة الوطن القومي الذي يقترحه، إذ كان يرى كل مستوطن يهودي سيتحدث بلغته. وقد نشبت في السنين الأولى من بين دعاة استخدام الألمانية من أتباع الاستعمار الألماني ودعاة استخدام العبرية من يهود شرق أوربا "معركة اللغة " سُمِّيت حرب الاستيطان الإنجليزي للاستعمار التابعين لأوربا .
ولغة يهود العالم الأساسية الآن هي الإنجليزية التي يتحدث بها يهود الولايات المتحدة وكندا وإنجلترا وأستراليا ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا، وهؤلاء يشكلون الأغلبية العظمى من يهود العالم وهذا يعود إلى ارتباط الجماعات اليهودية في العصر الحديث بالتشكيل الاستعماري الاستيطاني الغربي بشكل عام، والأنجلو ساكسوني على وجه الخصوص ثم تأتي العبرية لغة يهود إسرائيل في المرتبة التالية،
أما اليديشية فقد اختفت تماماً تقريباً في الولايات المتحدة، وهي آخذة في الاختفاء في روسيا. واللادينو لم يَعُد لها من أثر .ويُقال إن تعدد لغات الجماعات اليهودية في شرق أوربا كان سبباً أساسياً في أزمة الهوية التي جابهوها، فقد كانت لغتهم المقدَّسة هي العبرية، ولغتهم القانونية هي الآرامية (لغة التلمود)، ولغة الحديث هي اليديشية، ولغة المثل الأعلى الاندماجي هي الألمانية أو البولندية أو الروسية وأحياناً الأوكرانية، ولغة المثل الأعلى الصهيوني هي العبرية كلغة حديث لا كلغة عبادة. وكان يقابل هذه الانقسامات اللغوية انقسام طبقي واجتماعي. وساعدت كل هذه الانقسامات على تصعيد الأزمة .
ومع بدايات العصر الحديث وخروج اليهود من الجيتو، وبعد تحديثهم وزوال تميُّزهم الوظيفي، بدأت تختفي هذه الرطانات إذ طالبت الدولة القومية الحديثة أعضاء الأقليات بأن يكون انتماؤهم القومي لأوطانهم كاملاً. وتعرضت اليديشية بالذات لهجوم شديد، خصوصاً أن التجار اليهود كانوا يستخدمونها وهو ما كان يُسهِّل لهم غش الآخرين. وتظل الصورة اللغوية العامة بالنسبة لأعضاء الجماعات اليهودية في العالم، وفيما يختص بالحديث ولغة المعاملات اليومية، هي أنهم من ناحية الأساس يتحدثون لغة الموطن الذي كانوا يعيشون في كنفه.
اللغات السامية
يضم الفرع السامي من اللغات عدداً من اللغات القديمة والحديثة. واللغات السامية من أقدم اللغات التي وصلت إلينا مدوَّنة، إذ دُوِّنت الأكادية عام 2500 ق.م، ودُوِّنت الأجريتية نحو عام 1400 ق.م. وأقرب المجموعات اللغوية الأخرى إليها هي المجموعة الحامية، حتى أن بعض العلماء يجعلونها مجموعة واحدة: سامية حامية .
وتُقسَّم اللغات السامية إلى قسمين أساسيين :
1) السامية الشمالية: وتشمل الآشورية/البابلية، واللهجات الكنعانية المختلفة العبرية والمؤابية والفينيقية واللهجات الآرامية والقرطاجية
2) أما السامية الجنوبية: فتشمل العربية الشمالية بلهجاتها المختلفة ، والعربية الجنوبية، والإثيوبية
وقد اشتبكت اللغات السامية في صراع مع بعضها البعض. وأول صراع حدث فيما بينها كان صراع الآرامية مع اللغات الأكادية والكنعانية. فقد اشتبكت الآرامية في صراع مع الأكادية أولاً وقضت عليها في أوائل القرن الرابع قبل الميلاد، ثم صرعت العبرية في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد، وتغلبت على الفينيقية في آسيا في القرن الأول قبل الميلاد. وكان الصراع الثاني صراع العربية مع أخواتها. فاشتبكت في صراع مع اللغات اليمنية القديمة وقضت عليها قبيل الإسلام. ولم يفلت من هذا المصير إلا بعض مناطق متطرفة نائية ساعد انعزالها وانزواؤها على نجاتها، فظلت محتفظة بلهجتها القديمة حتى العصر الحاضر.
ثم اقتحمت العربية على الآرامية معاقلها في الشرق والغرب وانتزعتها منها معقلاً معقلاً حتى تم لها القضاء عليها نحو القرن الثامن الميلادي. ولم يفلت من هذا المصير إلا بعض مناطق منعزلة لا تزال تتكلم اللهجة الآرامية إلى العصر الحاضر. وامتد أثر العربية إلى الأمم الآرية والطورانية التي اعتنقت الدين الإسلامي الفرس والهنود والأتراك... إلخ، فاحتلت لديها مكانة مقدَّسة سامية، وتركت آثاراً عميقة في كثير من لغاتها، فاتسعت بذلك مناطق نفوذها حتى بلغ عدد الناطقين بها والمتأثرين بها نحو خمسمائة مليون من سكان المعمورة .
تاريخ اللغة العبرية
العبرية إحدى اللغات السامية من المجموعة الكنعانية مع المؤابية والفينيقية كان يتحدث بها الكنعانيون ثم اتخذها العبرانيون الذين كانوا يتكلمون إحدى اللهجات الآرامية القديمة, لغة لهم بعد تسلُّلهم إلى أرض كنعان .وسُمِّيت هذه اللغة عبرية في وقت متأخر من العصور الوسطى، فلا يوجد في صحف العهد القديم ما يدل على أنهم كانوا يسمونها بهذا الاسم، إذ كان يُشار إليها بمصطلح يهوديت او يهودي ) لسان كنعان ) ولم يظهر مصطلح (لاشون عفريت (أي اللسان العبري إلا مع المشناه، ثم ورد نفس المصطلح في كتاب حكم ابن سيراخ وفي مصنفات يوسيفوس
وعمر العبرية قصير جداً، كما أن بدايتها يلفها الغموض، فهي مجرد لهجة من لغة أكبر )اللغة الكنعانية( ؛ لهجة لم تكن قد نضجت أو تبلورت بعد. وتبين ألواح تل العمارنة أن العبارات الكنعانية التي توجد عليها قريبة من العبرية للغاية، وكذا النقوش المؤابية على الحجر , المؤابي المعروف باسم حجر الملك ميشع ويُقسِّم الباحثون تاريخ اللغة العبرية على النحو التالي
أ- العبرية القديمة :
وتُسمَّى عبرية هذه المرحلة وهي تتمثل في عبرية أسفار العهد القديم، وهي لغة دينية .« عبرية ما قبل المنفى » أو « العبرية القديمة أو الكلاسيكية » أو « العهد القديم أساساً. وهذه العبرية استعارت كلمات كثيرة من اللغات المجاورة كالبابلية والآشورية والآرامية والمصرية القديمة والفارسية وأخيراً اليونانية. ويبدو أن العبرانيين كانوا يتحدثون بأكثر من لهجة من لهجات كنعان إذ كانت لهجة المملكة الجنوبية مختلفة عن لهجة المملكة الشمالية،
كما يبدو أن المسئولين في البلاط الملكي في مملكة يهودا آانوا يتحدثون الآرامية. وظل العبرانيون يستخدمون هذه اللغة حتى التهجير البابلي في 586 ق.م. ثم أخذت عوامل الاضمحلال تدخل عليها نظراً لظهورالآرامية كلغة لأعداد كبيرة من العبرانيين وكلغة للتجارة والإدارة في الشرق. ويبدو أنها اختفت تماماً حتى في فلسطين نحو عام 250 ق.م .
ب- عبرية المشناه :
ظهرت بعد ذلك عبرية المشناه، وهي ليست مستقاة من عبرية العهد القديم وإنما هي عبرية مُشبَّعة بالآرامية أو آرامية مشوبة بمفردات عبرية وفارسية ويونانية... إلخ. وأصبحت لغة الكتابة من القرن الأول قبل الميلاد على يد معلمي المشناه (تنائيم)، ثم ماتت هذه العبرية تماماً مع القرن الثاني بعد الميلاد. وكانت الآرامية هي اللغة السائدة في فلسطين، قبل عصر المسيح وأثناءه وبعده، إلى جانب اليونانية.
أما يهود الإسكندرية، فكانوا قد نسوا العبرية والآرامية تماماً مع القرن الثالث قبل الميلاد، وهو ما اضطر علماء اليهود إلى ترجمة أسفار
موسى الخمسة إلى اليونانية الترجمة السبعينية .
ج - العبرية الوسيطة :
بعد انتشار اليهود في العالم القديم، استخدم يهود أوربا العبرية التلمودية في كتاباتهم الدينية أساساً، واستخدموا لغات البلاد التي يعيشون فيها للمؤلفات الدنيوية. واستخدم يهود البلاد العربية العبرية المستعربة، وهي عبرية في معظم المفردات الأساسية لكنها عربية النحو والدلالة والمفاهيم، كما استخدموا العربية في كتاباتهم الأخرى، وفي بعض الكتابات الدينية أيضاً مثل كتابات موسى بن ميمون الذي وضعها أصلاً بالعربية ولكن بحروف عبرية .
د - العبرية الحديثة :
أُعيد بعث اللغة العبرية في العصر الحديث على يد مفكري حركة التنوير الذين حاولوا بعث ما تصوروه. « التراث اليهودي » الأصلي فتبنوا عبرية العهد القديم باعتبارها لغة خالصة، وأنتجوا أدباً حديثاً، ولكنهم فشلوا في المواءمة بين العبرية ومتطلبات العصر،
وساعد على ذلك أن عبريتهم كانت قاصرة ومُتكلَّفة وجامدة، فاستعانوا بمفردات العبرية التلمودية، ثم لجأوا أخيراً إلى الاستعارة من اللغات الأوربية، وبخاصة الألمانية والروسية وغيرهما من اللغات. وبينما بلغ عدد مفردات عبرية التوراة ما بين 7,500 و 8,500 كلمة، جاء قاموس العبرية الحديثة يضم ما يزيد على 68,000 كلمة. وظهرت أول مجلة عبرية في عام 1856 . وقد تبنى الصهاينة فكرة بعث العبرية باعتبار أن اللغة تعبير عن الشعب العضوي وعن بُعْد أساسي من أبعاد الشخصية القومية، وتأثر الصهاينة في هذا بالفكر القومي العرْقي الغربي.
ونجد أن الأدباء الذين يكتبون بالعبرية في العصر الحديث هم أيضاً من أهم المفكرين الصهاينة. ويمكننا أن نذكر من بينهم كحاد هعام وبياليك وتشرنحوفسكي. وقد حاول المفكر الصهيوني إليعازر بن يهودا إحياء العبرية، وقوبلت محاولته بعداء شديد في بادئ الأمر من قبَل اليهود المتدينين الذين كانوا يرون أن العبرية لغة مقدَّسة يجب ألا تُمتَهَن باستخدامها في الحديث اليومي.
من الامور المسلم بها عرفا دوليا وبحسب آراء علماء الاجتماع القدماء والمعاصرين هو ان لفظة الامة تجمع بين ثناياها عوامل عدة محددة لتنطبق هذه اللفظة على جماعة من الناس ذوي القومية المحددة كالقومية الكردية أوالقومية العربية .
والقومية لفظا اريد بها تثبيت هذه العوامل . وان كل امة ظهرت في وجدان هذا العالم منذ قديم الزمان ولغاية يومنا هذا يشترط فيها حصول خمسة روابط لتكون هذه الجماعة مطابقة لوصفها بالامة ذات القومية المحددة . وهذه الروابط هي :
1 – رابطة الدين المشترك .
2 – رابطة الدم المشترك .
3 – رابطة اللغة المشتركة .
4 – رابطة التاريخ المشترك .
5 - رابطة المصير المشتركة .
تعال معي عزيزي القاريء لنناقش مفهوم الامة اليهودية ومحاولة تطبيق هذه الروابط لمقومات الامة الواحدة على الجماعات اليهودية التي ظهرت عبر التاريخ الطويل للانسانية لنتبين مدى صدقهم او زيفهم وكشف ادعاآتهم الباطلة من انهم امة واحدة وقومية واحدة وشعب مختار واحد منذ قديم الزمان ولغاية يومنا هذا .
مسميات ومصطلحات
قبل الخوض في الحديث عن مقومات تشكيل الامة الواحدة عبر التاريخ الانساني . على القاريء الحصيف ان يميز بين المصطلحات والمسميات التي ما فتأت الجماعات اليهودية بالتمسح بها في كل عصر وزمان .
بني اسرائيل
هم ابناء يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الخليل عليهم السلام . حيث لقب النبي يعقوب باسرائيل باللهجة العبرية واللفظة مكونة من شقين وهما (اسر) بمعنى العبودية أي ( عبد ) و( ايل ) بمعنى الرب أي ( الله ) . وبتعريب لفظة اسرائيل تعني مقابلها من اللغة العربية اسم ( عبد الله ).
وخلف يعقوب هذا احد عشر ولداً ومن ابناءه النبي يوسف ( ع ) . ومن ذريته تشكل قوما دعوا ببني اسرائيل أي المنحدرين من صلب ابناء يعقوب. الذي عاش في الالف الثانية قبل الميلاد وهم الذين خاطبهم الله في كتابه العظيم القران الكريم ببني اسرائيل وكانوا شعب الله المختار لاعتناقهم مذهب التوحيد لله سبحانه وتعالى . وان الله فضلهم على العالمين .
{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} (122) سورة البقرة
وقبل هذا التاريخ او الحدث لا يعرف لليهود كنية او تسمية حيث كان جدهم ابراهيم الخليل حنيفا مسلما وما كان من المشركين .
{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (67) سورة آل عمران
وقصة اخوة يوسف ابناء يعقوب اسرائيل الله ( ع ) معروفة لكل مطلع ولما زاغوا عن دين ابائهم واجدادهم وجدهم ابراهيم الخليل انحرفوا أي منحرف فباءوا بغضب من الله فاصبحوا خدما وعبيدا للاسر الفرعونية حيث ذاقوا في مصر عذاب الهون من الذلة والصغار وضربت عليهم الذلة والمسكنة اينما ثقفوا . فاصبحت اللفظة ( بني اسرائيل ) لصيقة بهم تميزهم عن العالمين حتى نكروها وحرفوها وانسلوا من الانتساب لها الا قليلا .
الموسويين
فاختلطوا بالمجتمع المصري ومارسوا تقاليد وعادات الفراعنه حتى نسيُ حظا مما ذكروا به ومع مرور القرون ظهر من بينهم رجلا يدعى موسى النبي عليه السلام . وقصة موسى معروفة ايضا للقاصي والداني من مختلف الشعوب والاديان فلا حاجة لذكرها ها هنا . وتمسكت به جماعة من بني اسرائيل وحثوه على انقاذهم من الذل والهوان الذي هم فيه فامر الله موسى بالوحي فاستجاب لهم . وفعلا تم لهم ذلك واخرجهم موسى من مصر وحادثة الخروج معروفة تاريخيا أيضاً . حيث انهم عاهدوا النبي موسى بعد الخروج من مصر على الايمان بالله واتباع اوامرة الموحى بها من عند الله. وسميت هذه الجماعة باسم ( الموسويين ) ولا علاقة لهم ببني اسرائيل بتاتا.
ومن المفكرين العصريين من ينفي كون ( موسى ) من احفاد بني اسرائيل ويؤكدون على مصريته بدليل انه لا يجيد اللغة العبرية اطلاقا لذلك طلب من الله تعالى دعوة اخيه هارون معه ليكون وزيره ويشد ازره ويخاطب الناس عوضا عنه .
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا} (35) سورة الفرقان
ولكون هارون اخي موسى راعيا في الاراضي العبرانية فقد اخذ وتعلم اللغة عنهم . واما حادثة موسى وهو طفل في احضان الفرعون المصري وانه اقتطع شعرة بيضاء من لحيته فاخبره كبير كهنته ان هذا نذير شؤوم ولسوف يكون زوال ملكه وهلاكه على يد هذا الطفل وهم فرعون بذبح الصبي لولا زوجته اسيا حيث قالت له ايها الرب العظيم الفرعون الكبير امتحن هذا الطفل فان ثبت انه مأمور فاذبحه واذا لم يثبت لك ذلك فدعه لنا عسى الله ان ينفعنا به في كبرنا او نتخذه ولدا .
{وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} (9) سورة القصص
فانصاع الفرعون لرأي زوجته فقربوا من الطفل صاع من تمر واخر من جمر ( نار ) فمد الطفل موسى يده على صاع التمر فابدلها الله بصاع الجمر رأفةً به من ربه . فاخذ قطعة من النار ووضعها في فيه فاحترق لسانه . ولهذا السبب لا يستطيع النبي موسى من التكلم باللغة العبرية للحادثة المار ذكرها في اعلاه بسبب تشوية حدث للسانه يمنعه عن الافصاح في النطق فاتخذ اخيه وزيرا له وترجماناً عنه ليبلغ الدعوة والرسالة التي امره الله وعهدها اليه في سبيل انقاذ هذه الجماعة المستضعفة والمظلومة من الفرعون المصري .
الى هنا يبدوا الامر مقنعا برمته القصة والحادثة الا ان الحقيقة التي زيفت بتلفيق هذه القصة عن موسى لنكران مصريته والحاقه بسلسلة انبياء بني اسرائيل لتضفي هذه الجماعة على نفسها لقب بني اسرائيل بحيث يكون لهم امتداد تاريخي عريق والصاق نسبهم بابراهيم الخليل ( ع ) بغية احترامهم من قبل الشعوب المجاورة لهم . فهذا الكذب والهراء مازال هذه الجماعات المدعية اليهودية تتخذها دستورا لها الى يومنا هذا . وما اشبه اليوم بالبارحة .
اليهود
تسمية ظهرت وتبلورت في بابل اثناء السبي البابلي الاول والثاني من قبل نبو خذ نصر وابنه نبو بلاسر . حيث كان هولاء الناس جماعة من الموسويين من الذين التحقوا بركب موسى للتخلص من الاضطهاد والتعسف الفرعوني ضدهم ولم تكون هذه الجماعة خلصا من بني اسرائيل بل من المستضعفين والمقهورين والمغلوبين على امرهم انتموا لموسى(ع ) ليكون المخلص لهم وسميُ بالموسويين أي جماعة موسى النبي . حيث كانوا يسكنون فلسطين من ارض كنعان . وكان عددهم اثنى عشر سبطا .
حيث كانت جماعات من الموسويين الذين خرجوا مع موسى من مصر وهم اخلاط من المستضعفين والفقراء والمظلومين يسكنون ارض كنعان "فلسطين " وكان عددهم اثنى عشر سبطا . فسبي منهم سبطان ونصف السبط من قبل نبو خذ نصر وسمي بالسبي البابلي الاول وبالتالي تم سبي بقية الاسباط على يد البابليين ايضا وسمي هذا بالسبي البابلي الثاني .
وبعد ان دمر البابليون ارض كنعان وهدموا الهيكل وسوه بالارض حتى انه لم يذكر مكانه بعد حين واندرس تماما . وتم سبي الاسباط جميعا الى بابل بغية تشغيلهم في بناء جنائن بابل المعلقة وتسخيرهم باحقر الاعمال وادنسها اهانة لهم ولكرامتهم المفقودة .
ولا يفوتني ان اذكر ان البابليين امروا هذه الجماعات بان يطلقوا لحاهم من جانب اصداغهم ويحلقوا نصف وجوههم حتى الذقون فكان منظرهم مميزا بين الشعب البابلي كي ما يختلطوا مع الشعب البابلي في الهيئة واللباس . وسميُ بالمتزلفين والى يومنا هذا تطلق على اليهود الذي كانوا يعيشون في العراق هذه اللفظة " يهودي مزلف " .
وبما تمتعت به هذه الجماعة من صفات ذميمة تنافي كل المفاهيم والاعراف للاقوام التي عاشوا بين ظهرانيهم جعلهم اناس منبوذين في هذه المجتمعات وبالتالي ادى الامر الى طردهم من كل مجتمع كانوا يعيشون فيه فكان ديدنهم التشرد والتشرذم وقتلهم اينما ثقفوا لاعمالهم وسجاياهم الخبيثة المنطوية على الكذب والخداع والدجل والتقية من الناس فنراهم منبوذين مشردين في جميع اصقاع العالم ولغاية يومنا هذا .
اما قصة ظهور مسمى اليهود فيعود جذورها الى السبي البابلي الثاني . حيث فكر دهاقنتهم واحبارهم " عصاباتهم " انهم ان لم يجدوا طريقة تحفظ لهم تاريخهم وجماعتهم سوف يذوبون ويضمحلون مع الشعب البابلي وستفنى ذريتهم واصولهم الى الابد . فماذا فعلوا .....؟
عقدوا اجتماعات سرية في قرية صغيره في جنوب بابل . كانت تستخدم كمخازن لجمع سويق الحنطة بعد حصادها . حتى نرى منها تلال شامخة كالجبال . وهذه القرية وظيفتها خزن الحبوب والغلال بعد الحصاد ولم يسكنها احداً من البشر مطلقا ً وكانت تدعى "" تل التبن " . والكلمة باللغة العبرية تقراء كالاتي "تل " بالعبرية وهو كل مرتفع عن الارض وكذلك نفس المعنى تعطيها اللغة العربية ام " التبن " او الحنطة فتلفظ باللغة العبرية بلفظة " ابيب " فيكون اجمالي اللفظة والمصطلح بالعبرية " تل ابيب " وهذا الاسم اطلقوه على اهم مدن دويلتهم المزعومة في فلسطين في عصرنا الحالي .
فنقبوا في هذه التلال حتى جعلوها كا الكهوف يختفون فيها هربا من اعين الفضوليون والبابليون ليعقدوا اجتماعاتهم ويتدبرون امرهم فيما بينهم لئلا يشاع خبرهم ويقضى عليهم . وكانت الاشارة السرية لعقد اجتماعاتهم هي كلمة "تل ابيب " وفي هذه المنطقة اجتمعت الاحبار وانتدبوا عنهم كبيرهم ويدهى " يهوه" وهو اسم مقدس عندهم وارتباطه مباشرة مع الالهة فلقب ب " يهوه الرب " او من الجائز وهو الرأي الارجح عندي ان الرب تعني " كبيرهم " كقولنا في زماننا هذا "رب البيت" او " رب العائلة " ..........الخ .
فقام يهوه بكتابة التوراة بنسختها البابلية وبحيلة ومكر وخداع كديدنهم دائما ترك فراغا بين السطور كتب فيه اسمه "يهوه" بماء البصل وبداهة ان ماء البصل غير مرئي للناظر . ثم اظهر نفسه بعد ذلك انه اوحي اليه بكتاب من عند الله وانه نبي اليهود المزعوم التي تنتظره النجوم والكواكب والاساطير التي تقول ان آوانه قد حان ومكانه في تل ابيب ومن هذه الهرطقات وعلى شاكلتها حتى وصل الامر الى الملك البابلي فامر بحبسه والتحقق من قوله هذا . وفعلا تم التحقيق معه وعرض عليهم الكتاب وقال اعرضوه اربعين يوما فوق تل تحت اشعة شمس بابل فانه ستجدون في اليوم الواحد والاربعين ان اسم يهوه ظهر من تلقاء نفسه . وهذه اشارة بالبشارة على ظهور نبي اليهود "يهوه" .
وفعلا تم كما قال وعندما اهبطوا الحراس بالكتاب وتناوله ملك بابل وشاهد فعلا حدث كما قيل له فامر باطلاق سراح الحبر الاعظم يهوه ونفعت حيلة الكتابة بماء البصل الذي يظهر من تلقاء نفسه عند تعرضه للحرارة ولا اشد من حرارة شمس بابل المحرقة لتفعل المواد الكيميائية التي بماء البصل فعلتها ويظهر اسم هذا الدجال الافاك الاثيم .
ومن ذلك الحين امتنع ملك بابل من اذلال واهانة الاحبار ورجال الدين وترك لهم الحرية في ممارسة طقوسهم الدينية بكل حرية ولكنه لم يطلق سراحهم للعودة الى ارض كنعان "فلسطين" ومن هذه الحادثة وبسببها تم ظهور كتابهم المزعوم التوراة وظهر مصطلح التوراتيون واليهود واليهودية
حتى جاء الغزو الفارسي بقيادة "قورش" وبمساعدة الجواسيس من اليهود استطاع ان يحتل بابل واطلق قورش سراح اليهود وافسح لهم المجال بالعودة الى ارض كنعان "مكافأة لهم على جليل اعمالهم وتجسسهم لصالح الجيوش الغازية كما فعلوا اليوم بالعراق "مستصحبين معهم كل ما يستطيعون حمله من الاموال كالذهب والمواد والطعام حيث رجع القليل منهم الى ارض كنعان غالبيتهم من الاحبار ورجال الدين . اما الباقي فانصهروا وذابوا في المجتمع البابلي بعد ذلك الحين الا قليلا منهم .
وكانت هذه الجماعة ومن التف حولهم من المضطهدين لقبوا انفسهم بجماعة "يهوه الرب" ومع تقادم اللفظة سميُ فيما بعد "باليهود" أي جماعة يهوه .
وقيل ايضاً ان لفظة اليهود واليهودية ظهرت نسبة الى يهوذا الاسخربوطي وذلك بعد انقسام مملكة اسرائيل بعد وفاة النبي سليمان "ع" حيث انقسمت هذه المملكة الى قسمين شمالية وسميت بمملكة يهوذا ولم يكتب لهذه المملكة العيش طويلا اذ سرعان ما انتهت تحت سطوة التفرقة والغزوات . والى المملكة الجنوبية التي سميت ب"مملكة اورشليم" الذي كتب عليها ان تعيش ردحا من الزمان فتحول اسم الجماعات الموسويين في مملكة يهوذا من الموسويين الى اليهود . وايضا هولاء لاعلاقة لهم بموسى النبي .
بني صهيون
وهم جماعة من الناس لا يعلم عرقهم وانتمائهم يسكنون جبل صهيون ومع مرور العصور والدهور لقبوا باسم الجبل الذي يسكنون فيه فاطلق عليهم اسم " جماعة جبل صهيون" أي سكان الجبل وهكذا لقبوا ببني صهيون .
الصهيونية
وهي حركة عصرية عنصرية ارهابية نشأت في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين من عصرنا الحالي في اول مؤتمر لما يسمى بمؤتمر اليهود الذي عقد في مدينة بازل في سويسرا من العام 1897 ميلادية وترأس المؤتمر اليهودي "ثيودور هرتزل" الذي كان معادياً للصهيونية في باديء الامر الا انه كان السبب الرئيسي لظهور هذه التسمية التي ما زالت متداولة حتى ايامنا هذه .
ومن هنا نلحظ ظهور خمس مسميات ان لم يكن اكثر ولم نعرج عليها . لهذه الجماعات المنبوذة ذات النرجسية العالية والتي تعيش وما زالت في تجمعات مغلقة مغلفة بالاسرار والغموض لما تتمتلكه من عادات وتقاليد شيطانية وشعارات تنفر المجتمعات الاخرى منها لذلك نراهم مطاردين مشردين مع مر العصور والازمان ولم تعرف لهم دولة الا سنين قلائل في عهد شاؤول الملك ثم داود وسليمان وهذه المدة لم تتجاوز المائتين عاما عرفت هذه الجماعة مسمى الدولة وانعمت باستقرار جزئي وبعد ذلك عاشت مشردة مشرذمه دخل فيها كل افاك اثيم وكانت مرتعا خصباً وسوقا رائجة لعصابات القتل والنهب والسرقة والاغتصاب من مختلف جنسيات العالم القديم والحديث وبالتالي تشكلت هذه الجماعات تحت مسميات شتى وذرائع مختلفة .
حيث تدعي الصهيونية العالمية انتسابها الان الى بني صهيون اوالى اليهود او الى اسرائيل "يعقوب النبي" وسموا انفسهم بالشعب اليهودي وبالتالي بشعب الله المختار وانتسبوا اخيرا الى ابراهيم الخليل "ع" ليضموا كل هذه المسميات القديمة والحديثة وارجاعها الى اصول موغلة في القدم وان نبيهم ابراهيم الخليل "ع" هو جدهم الاكبر وهذا كله تزييف للحقيقة ومحض أفتراء . لا يجتمع عليه مجنونان فكيف بالعقلاء من بني البشر .
عودا على بدء في شرح العوامل التي تؤدي الى اطلاق تسمية الامة الواحدة على جماعة من الناس تجمعهم روابط محددة دونما الامم البقية وينفردون بهذ الروابط على مر الدهور والازمان . وقد قلنا ان روابط تحديد مفهوم الامة خمسة ستناولها بشيء من الايجاز بعيدا عن المصطلحات اللغوية باسلوب مبسط ليسهل على عامة الناس الاطلاع عليها وفهمها وادراكها من غير المختصين ونسأل الله التوفيق .
رابطة الدين المشترك
روابط مفهوم الامة الواحدة
الصهيونية العالمية ويهود اليوم
اولاً :ــ رابطة الدين المشترك
قد اطلعنا في ما سبق على ظهور بعض المسميات والمدلولات لهذه الشرذمة من الناس الذين يدعون انتسابهم الى اليهود واليهودية . وعلمنا ايضاً ادعائهم بان جدهم الاكبر هو ابراهيم الخليل "ع" والقران الكريم قد فند لنا زيف ادعائهم هذا وذكر ان ابراهيم الخليل "ع: لم يكن يهوديا ولا نصرانيا بل كان حنيفا مسلما لله تعالى . فعند ذك سقطت فرضيتهم وانتسابهم الى نبوة ابراهيم الخليل "ع"
وكما اطلعنا انهم نسبوا انفسهم الى النبي يعقوب المكنى باسرائيل وسموا انفسهم بالاسرائيليين احفاد بني اسرائيل وهذا ايضا محض هراء وتجديف اذ ان بني اسرائيل يذكرهم القران الكريم بانهم كانوا شعب الله المختار وقد عصوا الله في ما امرهم فاذلهم الله وجعلهم صغار اذلاء مشردين في اصقاع المعمورة .
وانتسبوا ايضا للنبي "يهوه" والهوه وقالوا " يهوه الرب" تعالى جل شأنه عما يصفون . وعلمنا ان يهوه هذا ما هو الى دجال مبين وساحر ماكر لعين ومع ان كونه حبرا اعظم فانه يشك في اصوله اليهودية .
عند ذاك التمسوا النبوة في موسى "ع" وكلنا بعلم ان الجماعات التي ارتبط اسمها بالنبي موسى هم " الموسويين " وهولاء ليست لهم اية علاقة بهيود اليوم او الصهيونية العالمية لا من فريب ولا من بعيد .
وحاولوا ارجاع اصولهم الى جبل صهيون أي سكان الجبل الذي بنى عليه داود النبي المعبد ومن ثم ابنه سليمان بنى الهيكل فوق هذا الجبل على انقاض المعبد المشيد من قبل ابيه داود . وقد اطلعنا في ما سبق ان سكان هذا الجبل كان خليط من الناس ولم يكون قد سميُ باليهود او الصهاينه بل كانت تسميتهم ببني صهيون نسبة الى الجبل الذي يسكنون فوقه ليس الا.
وتبين لنا الآن جليا ان رابطة الدين المشترك لم تكن يوما لتجمع اليهود مع الصهاينة اذ ان من الواضح جدا للمتتبع البسيط للتاريخ ان يعلم ان لا رابطة دينية مشتركة تربط هولاء الشرذمة من العصابات الشريرة وبين المسميات والمدلولات التي ظهرت عبر العصور المنصرمة . بذلك سقطت رابطة الدين المشترك لهذه الجماعات المنحرفة عن السلوك البشري السوي .
رابطة الدم المشترك
تقوم هذه الرابطة على ان اصول اليهود والصهيونية تعود جذورها الى الدم النقي الواحد الذي لليهود وهو يختلف تماما عن دماء بقية البشر لنقاوته وقدسيته وثبات عرقه وعدم اختلاطه بدماء الاغيار من البشر كونهم شعب الله المختار والمحتار في امره . وهذا هو التضليل بعينه اذ ما علمنا ان اليهودية هي غير بني اسرائيل وهذه غير بني صهيون وتلك غير التوراتيين وما الى ذلك فكيف يكون الدم نقي من الاخلاط للاغيار وهم جماعات انتسبت زورا وبهتانا الى الديانة اليهودية الصحيحة وفق ما جاء بكتاب الله العزيز القران الكريم . فدعوتهم هذه باطلة من اساسها ولا يقوم عليها برهان بدليل ان الدماء العربية المختلطة في ارض كنعان تجري في عروقهم مع دماء الفراعنة المصريين مع غيرهم من دماء العالمين في المجتمعات التي عاشوا فيها فهم من اصول مختلطة ولا دم نقي لهم ولا هم يحزنون بل انهم في افكهم يعمهون .
ثبت علميا خلال القرن الحادي والعشرين وفي محاولة لتحديد العرق البشري ومعرفة السلالات القديمة بواسطة الحمض النووي وما الى ذلك من الامور العلمية المعقدة . وجد انه لا يوجد شيء اسمه العرق الاري الذي يتبجح به الشعب الالماني الذي يدعي تفوقه وسياده على الاعراق البشرية الاخرى " نظرية في النرجسية والمثيولوجيا الشعبية" شبيه بالتي عند اليهود من كونهم شعب الله المختار .
وثبت ان الاصول البريطانية للملكة اليزابيث الاولى ونسلها من الملوك والامراء ليست دمائهم نقية بل مختلطة وان عروقهم ترجع الى الاصول الفرعونية المصرية . أي بعبارة اخرى هم من نسل الفراعنة المصريين.
وثبت ايضا ان لليهود اليوم والصهاينة دماء مختلطة هجينية وان لا عرق لهم اطلاقا ولا يمكن ان ينسبهم علماء الاجنة والجينات والهندسة الوراثية الى أي اقوام قديمة او حديثة مما يثبت اختراقهم من قبل المجتمعات التي عاشوا بين ظهرانيها وتناسلهم معها فولدوا هذا الجنين المشوه وسموه الصهيونية العالمية وذلك بغية عالمية اليهود وتفردهم عن العالم .
ولما ادت هذه الاكتشافات الى هتك الستار عن هذه الاسرار احجم العلماء عن نشر اية تفاصيل مهمة بخصوص الاجناس والاعراق تحت وطأة وتأثير الصهيونية العالمية والذي وصل الى حد التهديد بالقتل والطرد وغير ذلك . باستخدام اساليبهم في الارهاب المنظم والمدروس في التدمير والفساد والافساد واغتيال العقول العلمية الرصينة التي لا تسبح في فلكهم .
رابطة اللغة المشتركة
اللغات اليهودية
اصطلاح تستخدمه بعض المراجع الصهيونية)أو المتأثرة بها( للإشارة إلى اللغات واللهجات والرطانات التي يتحدث بها أعضاء الجماعات اليهودية في العالم. وهو اصطلاح غير دقيق بالمرة، فالجماعات اليهودية تتحدث اللغات نفسها التي يتحدث بها أغلبية أعضاء المجتمعات التي يعيش اليهود في كنفها، وإذا كان ثمة اختلافات، فهي عادةً اختلافات طفيفة تجعل طريقة حديثهم مجرد لهجة أو رطانة .
لغات الجماعات اليهودية ولهجاتها ورطاناتها
لم يتحدث اليهود اللغة التي تُعرَف بالعبرية إلا لفترة قصيرة للغاية، فلغة الآباء إبراهيم وإسحق ويعقوب 2100 1200 ق.م . كانت لهجة سامية مشتقة من اصول اللغة الكنعانية العربية أو الآرامية، أما العبرية فكانت لهجة من اللهجات الكنعانية ولم يتخذها اليهود لساناً لهم إلا بعد إقامتهم في كنعان من ارض فلسطين ابتداءً من 1250 ق.م. ويبدو أن العبرية قد اختفت بوصفها لغة الحديث بين اليهود مع التهجير البابلي ( 567 ق.م (وثمة نظرية تذهب إلى أن الآرامية كانت لغة المسئولين في بلاط ملوك مملكة يهودا الجنوبية.
ورغم أنه بقي بعض اليهود في فلسطين يتحدثون العبرية، إلا أن الآرامية حلت تماماً محل العبرية نحو 250 ق.م. كما اللغات التي كان يستخدمها أعضاء الجماعات اليهودية في تعاملهم مع الآخرين بعد انتشارهم في العالم، فكانت في معظم الأحيان لغة الوطن الذي استقروا فيه وانتموا إليه، أو إحدى اللغات الدولية السائدة.
فكان يهود بابل يتحدثون الآرامية، لغة التجارة الدولية والإدارة في الشرق الأدنى القديم. وكان يهود الإسكندرية في العصر الهيليني يتحدثون اليونانية، كما أن يهود فلسطين كانوا يتكلمون إما الآرامية أو اليونانية (جاء في العهد الجديد أن القديس بولس تحدَّث للناس في فلسطين باليونانية ثم تحدَّث معهم بالآرامية بعد ذلك). وبعد انقسام الإمبراطورية الرومانية، كان يهود الإمبراطورية الشرقية يتحدثون لغة هذه الإمبراطورية، أي اليونانية (وظلوا يتحدثون بها حتى الفتح العثماني. أما يهود الإمبراطورية الغربية وأفريقيا وغرب أوربا، فكانوا يتحدثون اللاتينية.
ويبدو أن بعض يهود الإمبراطورية الإيرانية كانوا يتحدثون باللهجات الفارسية المختلفة . ففي سفر إستير ورد أن أعضاء الجماعات اليهودية كانوا يتحدثون بالفارسية مع الفرس بدون صعوبة ، وكان يهود العالم العربي يتحدثون العربية في العالم العربي، وهكذا. وفي بعض الأحيان، كان أعضاء الجماعات اليهودية يستخدمون، في التعامل فيما بينهم، رطانات مُكوَّنة من لغة الوطن أو لغة المنشأ بعد أن يُدخلوا عليها بضع كلمات ومصطلحات عبرية أو آرامية أو ألفاظاً من أية لغة أخرى كانوا يتحدثون بها في البلد الذي كانوا فيه من قبل .
ويهود إسبانيا كانوا يتحدثون اللادينو . فيهود الأندلس، على سبيل المثال، كانوا يتحدثون رطانة تُسمَّى يهود أوربا الشرقية، واما يهود اوربا الغربية فكانوا يتحدثون اليديشية، وهي رطانة ألمانية تحوَّلت في مرحلة لاحقة إلى ما يشبه اللغة المستقلة للحديث والكتابة.
وفي القرن السادس عشر، يبدو أن معظم يهود العالم كانوا يتحدثون إما) اليديشية( في أوربا) أو اللادينو (في الدولة العثمانية. وكثيراً ما كان أعضاء الجماعات اليهودية يستخدمون الحروف العبرية في كتابة هذه الرطانات في المعاملات اليومية، مثل الفواتير التجارية أوغير ذلك من أمور الدنيا. ولم يكتب أعضاء الجماعات اليهودية بهذه الرطانات أدباً ذا بال، لا في الماضي ولا في العصر الحديث .
وربما يمكن استثناء اليديشية من ذلك، فنظراً لأنها عمرت طويلاً (نسبياً) وأصبحت، مع القرن التاسع عشر، لغة مستقلة يتحدث بها معظم يهود العالم الغربي الذين كانوا مُركزين في روسيا وبولندا، فكُتب بها أدب شعبي للنساء والعامة في بادئ الأمر، ثم كتبت بها أعمال أدبية بعضها يرقى إلى مستوى الأعمال الجادة. ولكن هذه المرحلة دامت فترة قصيرة للغاية بسبب اختفاء اليديشية .
وفي محاولة تفسير وجود لغة أو رطانة أو لهجة خاصة بأعضاء الجماعات اليهودية، يمكن القول بأن كثيراً من الجماعات اليهودية شكلت جماعات وظيفية وسيطة تضطلع بدور التجارة والربا والأعمال الشبيهة الأخرى، ومثل هذه الجماعات كانت في العادة تربطها بالمجتمع علاقة موضوعية، الأمر الذي تطلَّب خَلْق مسافة بينها وبين المجتمع .
واللغة الخاصة تزيد من غربة الجماعة الوظيفية وتزيد تجردها وتحتفظ لها بعزلتها وهو ما يُيسِّر اضطلاعها بدورها الخاص في المجتمع، فجماعات الغجر تتحدث لغة خاصة بهم تماماً كما كان المماليك يتحدثون الشركسية .
أما بالنسبة للغة التأليف الديني، فإننا نجد أن العهد القديم كتب بعبرية العهد القديم التي اختفت كلغة مُستخدَمة بعد التهجير البابلي، ولذا نجد
أن لغة التلمود هي الآرامية بالأساس. ومع هذا، ظلت العبرية لغة المؤلفات الدينية في معظم الأحيان وليس كلها، فوضع هليل وشماي مؤلفاتهما بالعبرية، في حين وضع المفكرون اليهود، في الإسكندرية في العصر الهيليني، مؤلفاتهم الدينية والدنيوية باليونانية .
وكان موسى بن ميمون يكتب بالعربية، أما راشي، فكان يكتب بالعبرية، وكتب معظم أدب القبَّالاه الصوفي بالآرامية. وظل هذا الوضع قائماً حتى القرن التاسع عشر، حين بدأ المفكرون اليهود يضعون مؤلفاتهم الدينية بلغة الوطن الأم وحسب. فكتب موسى مندلسون بالألمانية، وكذا كل المفكرين اليهود الإصلاحيين ومارتن بوبر. ويكتب كثير من المفكرين اليهود الآن، مثل جيكوب نيوزنر في الولايات المتحدة، مؤلفاتهم الدينية باللغة الإنجليزية، بل إن لغة الصلاة عند اليهود الإصلاحيين والمحافظين والتجديديين أصبحت الإنجليزية، ولا يستخدم
العبرية سوى الأرثوذكس .
أما بالنسبة إلى الكتابات التي تقع خارج نطاق التفكير الديني من أدب وفلسفة وعلم، والتي قام بوضعها مؤلفون يهود، وهم قلة نادرة حتى القرن التاسع عشر، فقد كانت اللغة منذ البداية لغة الوطن الأم. ففيلون السكندري وضع مؤلفاته باليونانية، وموسى بن ميمون كان يستخدم العربية، وكذلك معظم الشعراء اليهود في الأندلس. أما في العصور الوسطى في الغرب، فلم يظهر مؤلفون يهود يُعتد بهم حتى القرن السابع عشر حيث ظهر إسبينوزا، المنشق على اليهودية، الذي كتب مؤلفاته باللاتينية شأنه شأن كثير من الكُتَّاب الغربيين في عصره.
وغني عن البيان أن المؤلفات غير الدينية للمؤلفين من أعضاء الجماعات اليهودية تُكتب كلها في الوقت الحاضر بلغة الوطن الذي يعيشون في كنفه. فيعقوب صنوع الكاتب المصري اليهودي كتب بالعربية، وهايني وماركس بالألمانية، وبروست بالفرنسية، ودزرائيلي وسول بيلو بالإنجليزية، بل إن معظم كلاسيكيات الفكر الصهيوني كتبت بالألمانية أو الإنجليزية. وكان هرتزل لا يعرف العبرية ولا أبجديتها، لكنه حاول في المؤتمر الصهيوني الأول ( 1897 ) أن يُدخل البهجة على قلوب الحاخامات الأرثوذكس فنطق ببعض كلمات عبرية كتبت له بالأبجدية اللاتينية، إن محاولتي هذه قد سببت لي مشقة كبيرة تفوق كل متاعبي في الإعداد للمؤتمر وكتب فيما بعد في مذكراته ملاحظة يقول فيها وقد كان هرتزل ونوردو وكثير من المفكرين الصهاينة الأوائل، لا يؤمنون بوجود ما يُسمَّى . الثقافة اليهودية
. وقد سخر هرتزل من هذا المفهوم بصوت عال حينما طُرح لأول مرة في أحد المؤتمرات. ولم يكن هرتزل يتصوَّر أن تكون العبرية هي لغة الوطن القومي الذي يقترحه، إذ كان يرى كل مستوطن يهودي سيتحدث بلغته. وقد نشبت في السنين الأولى من بين دعاة استخدام الألمانية من أتباع الاستعمار الألماني ودعاة استخدام العبرية من يهود شرق أوربا "معركة اللغة " سُمِّيت حرب الاستيطان الإنجليزي للاستعمار التابعين لأوربا .
ولغة يهود العالم الأساسية الآن هي الإنجليزية التي يتحدث بها يهود الولايات المتحدة وكندا وإنجلترا وأستراليا ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا، وهؤلاء يشكلون الأغلبية العظمى من يهود العالم وهذا يعود إلى ارتباط الجماعات اليهودية في العصر الحديث بالتشكيل الاستعماري الاستيطاني الغربي بشكل عام، والأنجلو ساكسوني على وجه الخصوص ثم تأتي العبرية لغة يهود إسرائيل في المرتبة التالية،
أما اليديشية فقد اختفت تماماً تقريباً في الولايات المتحدة، وهي آخذة في الاختفاء في روسيا. واللادينو لم يَعُد لها من أثر .ويُقال إن تعدد لغات الجماعات اليهودية في شرق أوربا كان سبباً أساسياً في أزمة الهوية التي جابهوها، فقد كانت لغتهم المقدَّسة هي العبرية، ولغتهم القانونية هي الآرامية (لغة التلمود)، ولغة الحديث هي اليديشية، ولغة المثل الأعلى الاندماجي هي الألمانية أو البولندية أو الروسية وأحياناً الأوكرانية، ولغة المثل الأعلى الصهيوني هي العبرية كلغة حديث لا كلغة عبادة. وكان يقابل هذه الانقسامات اللغوية انقسام طبقي واجتماعي. وساعدت كل هذه الانقسامات على تصعيد الأزمة .
ومع بدايات العصر الحديث وخروج اليهود من الجيتو، وبعد تحديثهم وزوال تميُّزهم الوظيفي، بدأت تختفي هذه الرطانات إذ طالبت الدولة القومية الحديثة أعضاء الأقليات بأن يكون انتماؤهم القومي لأوطانهم كاملاً. وتعرضت اليديشية بالذات لهجوم شديد، خصوصاً أن التجار اليهود كانوا يستخدمونها وهو ما كان يُسهِّل لهم غش الآخرين. وتظل الصورة اللغوية العامة بالنسبة لأعضاء الجماعات اليهودية في العالم، وفيما يختص بالحديث ولغة المعاملات اليومية، هي أنهم من ناحية الأساس يتحدثون لغة الموطن الذي كانوا يعيشون في كنفه.
اللغات السامية
يضم الفرع السامي من اللغات عدداً من اللغات القديمة والحديثة. واللغات السامية من أقدم اللغات التي وصلت إلينا مدوَّنة، إذ دُوِّنت الأكادية عام 2500 ق.م، ودُوِّنت الأجريتية نحو عام 1400 ق.م. وأقرب المجموعات اللغوية الأخرى إليها هي المجموعة الحامية، حتى أن بعض العلماء يجعلونها مجموعة واحدة: سامية حامية .
وتُقسَّم اللغات السامية إلى قسمين أساسيين :
1) السامية الشمالية: وتشمل الآشورية/البابلية، واللهجات الكنعانية المختلفة العبرية والمؤابية والفينيقية واللهجات الآرامية والقرطاجية
2) أما السامية الجنوبية: فتشمل العربية الشمالية بلهجاتها المختلفة ، والعربية الجنوبية، والإثيوبية
وقد اشتبكت اللغات السامية في صراع مع بعضها البعض. وأول صراع حدث فيما بينها كان صراع الآرامية مع اللغات الأكادية والكنعانية. فقد اشتبكت الآرامية في صراع مع الأكادية أولاً وقضت عليها في أوائل القرن الرابع قبل الميلاد، ثم صرعت العبرية في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد، وتغلبت على الفينيقية في آسيا في القرن الأول قبل الميلاد. وكان الصراع الثاني صراع العربية مع أخواتها. فاشتبكت في صراع مع اللغات اليمنية القديمة وقضت عليها قبيل الإسلام. ولم يفلت من هذا المصير إلا بعض مناطق متطرفة نائية ساعد انعزالها وانزواؤها على نجاتها، فظلت محتفظة بلهجتها القديمة حتى العصر الحاضر.
ثم اقتحمت العربية على الآرامية معاقلها في الشرق والغرب وانتزعتها منها معقلاً معقلاً حتى تم لها القضاء عليها نحو القرن الثامن الميلادي. ولم يفلت من هذا المصير إلا بعض مناطق منعزلة لا تزال تتكلم اللهجة الآرامية إلى العصر الحاضر. وامتد أثر العربية إلى الأمم الآرية والطورانية التي اعتنقت الدين الإسلامي الفرس والهنود والأتراك... إلخ، فاحتلت لديها مكانة مقدَّسة سامية، وتركت آثاراً عميقة في كثير من لغاتها، فاتسعت بذلك مناطق نفوذها حتى بلغ عدد الناطقين بها والمتأثرين بها نحو خمسمائة مليون من سكان المعمورة .
تاريخ اللغة العبرية
العبرية إحدى اللغات السامية من المجموعة الكنعانية مع المؤابية والفينيقية كان يتحدث بها الكنعانيون ثم اتخذها العبرانيون الذين كانوا يتكلمون إحدى اللهجات الآرامية القديمة, لغة لهم بعد تسلُّلهم إلى أرض كنعان .وسُمِّيت هذه اللغة عبرية في وقت متأخر من العصور الوسطى، فلا يوجد في صحف العهد القديم ما يدل على أنهم كانوا يسمونها بهذا الاسم، إذ كان يُشار إليها بمصطلح يهوديت او يهودي ) لسان كنعان ) ولم يظهر مصطلح (لاشون عفريت (أي اللسان العبري إلا مع المشناه، ثم ورد نفس المصطلح في كتاب حكم ابن سيراخ وفي مصنفات يوسيفوس
وعمر العبرية قصير جداً، كما أن بدايتها يلفها الغموض، فهي مجرد لهجة من لغة أكبر )اللغة الكنعانية( ؛ لهجة لم تكن قد نضجت أو تبلورت بعد. وتبين ألواح تل العمارنة أن العبارات الكنعانية التي توجد عليها قريبة من العبرية للغاية، وكذا النقوش المؤابية على الحجر , المؤابي المعروف باسم حجر الملك ميشع ويُقسِّم الباحثون تاريخ اللغة العبرية على النحو التالي
أ- العبرية القديمة :
وتُسمَّى عبرية هذه المرحلة وهي تتمثل في عبرية أسفار العهد القديم، وهي لغة دينية .« عبرية ما قبل المنفى » أو « العبرية القديمة أو الكلاسيكية » أو « العهد القديم أساساً. وهذه العبرية استعارت كلمات كثيرة من اللغات المجاورة كالبابلية والآشورية والآرامية والمصرية القديمة والفارسية وأخيراً اليونانية. ويبدو أن العبرانيين كانوا يتحدثون بأكثر من لهجة من لهجات كنعان إذ كانت لهجة المملكة الجنوبية مختلفة عن لهجة المملكة الشمالية،
كما يبدو أن المسئولين في البلاط الملكي في مملكة يهودا آانوا يتحدثون الآرامية. وظل العبرانيون يستخدمون هذه اللغة حتى التهجير البابلي في 586 ق.م. ثم أخذت عوامل الاضمحلال تدخل عليها نظراً لظهورالآرامية كلغة لأعداد كبيرة من العبرانيين وكلغة للتجارة والإدارة في الشرق. ويبدو أنها اختفت تماماً حتى في فلسطين نحو عام 250 ق.م .
ب- عبرية المشناه :
ظهرت بعد ذلك عبرية المشناه، وهي ليست مستقاة من عبرية العهد القديم وإنما هي عبرية مُشبَّعة بالآرامية أو آرامية مشوبة بمفردات عبرية وفارسية ويونانية... إلخ. وأصبحت لغة الكتابة من القرن الأول قبل الميلاد على يد معلمي المشناه (تنائيم)، ثم ماتت هذه العبرية تماماً مع القرن الثاني بعد الميلاد. وكانت الآرامية هي اللغة السائدة في فلسطين، قبل عصر المسيح وأثناءه وبعده، إلى جانب اليونانية.
أما يهود الإسكندرية، فكانوا قد نسوا العبرية والآرامية تماماً مع القرن الثالث قبل الميلاد، وهو ما اضطر علماء اليهود إلى ترجمة أسفار
موسى الخمسة إلى اليونانية الترجمة السبعينية .
ج - العبرية الوسيطة :
بعد انتشار اليهود في العالم القديم، استخدم يهود أوربا العبرية التلمودية في كتاباتهم الدينية أساساً، واستخدموا لغات البلاد التي يعيشون فيها للمؤلفات الدنيوية. واستخدم يهود البلاد العربية العبرية المستعربة، وهي عبرية في معظم المفردات الأساسية لكنها عربية النحو والدلالة والمفاهيم، كما استخدموا العربية في كتاباتهم الأخرى، وفي بعض الكتابات الدينية أيضاً مثل كتابات موسى بن ميمون الذي وضعها أصلاً بالعربية ولكن بحروف عبرية .
د - العبرية الحديثة :
أُعيد بعث اللغة العبرية في العصر الحديث على يد مفكري حركة التنوير الذين حاولوا بعث ما تصوروه. « التراث اليهودي » الأصلي فتبنوا عبرية العهد القديم باعتبارها لغة خالصة، وأنتجوا أدباً حديثاً، ولكنهم فشلوا في المواءمة بين العبرية ومتطلبات العصر،
وساعد على ذلك أن عبريتهم كانت قاصرة ومُتكلَّفة وجامدة، فاستعانوا بمفردات العبرية التلمودية، ثم لجأوا أخيراً إلى الاستعارة من اللغات الأوربية، وبخاصة الألمانية والروسية وغيرهما من اللغات. وبينما بلغ عدد مفردات عبرية التوراة ما بين 7,500 و 8,500 كلمة، جاء قاموس العبرية الحديثة يضم ما يزيد على 68,000 كلمة. وظهرت أول مجلة عبرية في عام 1856 . وقد تبنى الصهاينة فكرة بعث العبرية باعتبار أن اللغة تعبير عن الشعب العضوي وعن بُعْد أساسي من أبعاد الشخصية القومية، وتأثر الصهاينة في هذا بالفكر القومي العرْقي الغربي.
ونجد أن الأدباء الذين يكتبون بالعبرية في العصر الحديث هم أيضاً من أهم المفكرين الصهاينة. ويمكننا أن نذكر من بينهم كحاد هعام وبياليك وتشرنحوفسكي. وقد حاول المفكر الصهيوني إليعازر بن يهودا إحياء العبرية، وقوبلت محاولته بعداء شديد في بادئ الأمر من قبَل اليهود المتدينين الذين كانوا يرون أن العبرية لغة مقدَّسة يجب ألا تُمتَهَن باستخدامها في الحديث اليومي.
مواضيع مماثلة
» * مفهوم الامه ( القومية ): التاريخ المشترك - المصير المشترك
» * العراق عبر العصور:الفرات - الزراعة - اللغة - الفلك - الحساب - الدين
» * العهد القديم من صنع الخيال - اسطورة الخلق - قمر الدم - نجمة داوود - إسرائيل
» * تاريخ القومية الكلدانية والاثورية
» * الوفد في مصر- القومي السوري - القومية العربية - المؤتمر اليمني .
» * العراق عبر العصور:الفرات - الزراعة - اللغة - الفلك - الحساب - الدين
» * العهد القديم من صنع الخيال - اسطورة الخلق - قمر الدم - نجمة داوود - إسرائيل
» * تاريخ القومية الكلدانية والاثورية
» * الوفد في مصر- القومي السوري - القومية العربية - المؤتمر اليمني .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى