مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* قصص قصيرة :نحن شعب لا يستحي - للحقيقة وجه آخر-رخلتي البرية -عهدة الراوي -همسات

اذهب الى الأسفل

* قصص قصيرة :نحن شعب لا يستحي - للحقيقة وجه آخر-رخلتي البرية -عهدة الراوي -همسات Empty * قصص قصيرة :نحن شعب لا يستحي - للحقيقة وجه آخر-رخلتي البرية -عهدة الراوي -همسات

مُساهمة  طارق فتحي الأربعاء أبريل 02, 2014 3:41 am

نحن شعب لا يستحي
مُساهمة طارق فتحي في الأربعاء 5 أغسطس 2015 - 20:57

بواسطة طارق فتحي
كتبها احمد النعيمي
شتموني يوم قلت: نحن شعب لا يستحي
أعتذر واسحب كلامي ، فنحن شعب يستحي أن يستحي
نصنع الطغاة ونركع للجلادين لكن منهم نشتكي
نطيع كل من بحضن الأجنبي يرتمي وبنفط العراق يغتني
نصيح : مغلوبون على أمرنا ونعوي : بأننا شعب "مبتلي"
جبناء منذ أن قطف الحجاج رؤوسنا حتى أزهق أرواحنا المالكي
ركعنا لصدام الطاغيه لكن دعونا الله أن يخلصنا ومنه ننتهي
واليوم كل العراق لعودة " أبو الليثين" يشتهي
نردد بفخر " أرفع رأسك أنت عراقي " بينما يدوس علينا الفارسي
مثل الخرفان ساقونا للإنتخابات ولونوا أصابعنا بالبنفسجي
وماذا كانت النتيجة؟ ....إنتخبنا (****) واللص و"السرسري"
لا تستغربوا ففي بلدنا... الأعمى والبصير يستوي
نحن شعب لا يستحي
تشتموني لأني قلت : نحن شعب لا يستحي
أين حياؤكم وفي كل يوم تظهر خنساء عراقية؟
اين حياؤكم؟:
يوم نهبوا آثار أجدادكم السومرية والأكدية والبابلية؟
ويوم كانت رؤوس أبنائكم "تطير" على الهوية؟
يوم نحروا السني في الحرية والشيعي في العامرية؟
اين حياؤكم؟:
يوم "لطشت" الحكومة مصرف الزوية؟
لو كنتم تستحون لما أصبح طالباني رئيساً للجمهورية
لو كنتم تستحون لما تمزق البلد بحواجز كونكريتية
لو كنتم تستحون لما ضحكوا عليكم بشعارات الحرية والرفاهية
لو كنتم تستحون لما نحروكم بالطائفية وبالشركات الأمنية
لو كنتم تستحون لما أنتظرتم أن تنطق الخرساء التي تسمونها "مرجعية"
لو كنتم تستحون لما رضيتم بمسلسل حرائق الوزارات و بحكومة السرقات النفطية
لصوص يتصارعون على الكراسي والثمن إراقة الدماء الزكية
اين حياؤكم؟:
800 قتيل وجريج حصاد قصف "الخارجية والمالية"
شعب يموت وحكومته في الخارج تقضي اجازتها السنوية
رئيس حكومة الطائفية ينفي : آني معليه..
وطالباني يفر الى أربيل ويقول : آني شعليه..
وبرلمان "خريطي" يجتمع وفي الختام يقول : آني شبيديه..
نحن شعب لا يستحي
نحن شعب لا يستحي
السنا من بايع الحسين ثم خنّاه؟
ألم تكن قلوبنا معه وبسيوفنا ذبحناه؟
ألم نبكي الحسن بعد أن سممناه؟
ألسنا من والى علي وفي صلاته طعناه؟
ألسنا من عاهد عمر ثم غدرناه؟
ألم ندعي حبه، وفي الصلاة لعّناه؟
قسماً نحن شعب لا يستحي
نحن قطاع الطرق وخونة الدار
نهدر دم المسلم ونهجم على الجار
نعتمر عمائم بيضاء وسوداء وما تحتهما عار
والله نحن شعب لا يستحي
نحن جيش القادسية وجيش القدس وجيش ام المعارك وجيش المهدي
ونحن أيضاً أتباع الأعور الدجال
نحن خدم الحسينيات والجوامع والمساجد والكنائس والملاهي والبارات
ونحن أيضاً أتباع الشيطان تحت السروال
نحن شعب لا يستحي
قاتلنا إيران مع صدام
وحاربنا مع إيران ضد صدام
بربكم هل رأيتم كهذا الحجم من الإنفصام
نحن شعب لا يستحي
مبروك.... عراقنا أكبر حديقة (****) بشرية
حكومتها إيرانية تحكم قطعاناً عراقية
برلمان معاق نصفهم سرسرية
خراف شيعية تقودها مرجعية خرنكعية
وأخرى سنية توجهها هيئة تمضرطية
وحمير كردية تتسلى بها الصهيونية
والله نحن شعب لا يستحي
ننتخب لصوصاً و (****) وقتلة وسفاحين وندوس على الشرفاء بالقنادر
ننام ونشخر وشرف بناتنا حبيس الزنزانات وفي متناول العساكر
نحن شعب لا يستحي
نبايع الفساد والمفسدين ونبصم على نقاء سريرة المنافقين
ونجاهد في خنادق حزب اللغوة وهيئة علماء المفلسين
نحن شعب لا يستحي
طز ... حتى لو كنا أول شعب علم الإنسانية الحرف
فنحن أيضاً أول شعب ما عاد ورائه وراء وأصبح في آخر الصف
طز ... حتى لو ثرنا في العشرين ضد البريطانية
فنحن أيضاً أنصار الإتفاقية الأمنية
وألف طز .... حتى لو كنا أول من سن القوانين وصان الحرية في بابل
فنحن أيضاً أول شعب ذبح ابنائه على الهوية ورمى جثثهم في المزابل
نحن شعب لا يستحي
نستعجل ظهور المهدي باللواط ونخطف العذارى ونغتال الطبيب والطيار
نحرّم أكل سمك الجري ونقطع رأس من " يثرم الطماطة مع الخيار"
قسماً نحن شعب لا يستحي
نحن نستحق أن يحكمنا أنصاف الرجال ويدوسنا الأمريكي ببسطاله
وأن يلطمنا القاصي والداني بنعاله .... فهذا جزء من جزاء خيانة الأمانة
نحن شعب لا يستحي
لسنا سوى سبايا تتقن البكاء على الكهرباء ونعي انقطاع الماء ولعن السماء والكفر بالأنبياء
محترفون في تفجير قباب الأولياء وشتم الخلفاء وتنصيب الفاسقين في مقام الأمراء
شواربنا للزينة ورجولتنا عورة العورات وأكبر كذبة ما يسمى بالكرامة والكبرياء

للحقيقة وجه آخر
بقلم : طارق فتحي
كثيرا ما كتبت عن مشاهداتي في صوفيا العاصمة القديمة والحديثة لبلغاريا . تصب جميعها في الاختلافات الجوهرية بين عادات وتقاليد البلغار وتقاليد القوم عندنا وسبب هذا الاختلاف كما يحلو لي ان اسميه هو الفرق الشاسع بيننا فهم يدينون بالمسيحية الحديثة ويحكم الجميع قانون برلماني متين من وضعهم ويتميزون بالانضباط العالي واطاعة القانون العام للبلاد . ومع تفاوت الثقافات فيما بيننا نجد الانسانية عندهم قطعت شوطا بعيدا حتى اثر ذلك على الحيوانات كالكلاب والقطط والطيور وغير ذلك . وهذه حقيقة غير منكرة وواضحة للجميع .
اسعد شاب عراقي مقيم في صوفيا . اسمر اللون في مقتبل العمر لا يتعدى عمره الثمانية عشر عاما . مفعم بالحيوية والشباب خجول بعض الشيء مؤدب جدا . ذو صحبة لطيفة رقيق شفاف غض العود . مارا باحد ازقة القوم . واذا بجمهرة من البلغار تغمزة وتنابزه باشارات يفهم منها بانه اي ( اسعد ) اجنبي غريب عن البلاد ووجودة غير مرغوب او مرحب به كونه يزاحم المواطن البلغاري في الطعام والمسكن والملبس وما الى ذلك .
يحاول اسعد الهروب بكرامته منهم ويعبر الى الطرف الاخر من الشارع ويسرع الخطى حثيثا للوصول الى منزله . الا ان هذه الشلة الشاذة تلاحقة مع عبارات الاستهجان والتفوه بالتفاهات والسب والشتم باصوات عالية تصم لها الاذان . وكان واضحا للجميع تحرش هذه الشلة بهذا الشاب الاعزل المسالم المسكين . الذي لم ينبس ببنت شفة وآثر الصمت على الرد القبيح .
فاعترضت امراءة مسنة طريقهم ناشرة ذراعيها كجناحي طير مانعة اياهم من الوصول اليه . الا انهم لم يبالوا بها ودفعوها بعيدا عنهم . وامسكوا بتلابيب اسعد واشبعوه ضربا مبرحا وهو لا يعلم لم اختير هو دون غيره . وبعد دقائق معدودات انتهى ثمانية من السفلة الاوغاد من ضرب اسعد بالعصي تارة وباللكمات تارة اخرى وبالركل المستمر بعد ان سقط مضرجا بدمائة دون حركة والدماء تسيل من ام راسة على ناصية الشارع .
لم يتدخل احدا لفض هذا الاشتباك الذي حصل ومن طرف واحد . لا بل لم يبالي احدا بما يجري واكتفى الجميع بالنظر فقط . الا هذه المراءة المسنة الحانية جاءت تقلبه وتصفع وجهه بكفيها العجوزين ظنا منها انه فقد الوعي وحسب . عندها لم تبدوا على اسعد اي ردة فعل او حركة تدل على انه مازال على قيد الحياة . حينها اتصلت بالشرطة وبعد دقائق معدودات جاءت عربة الاسعاف لتنقل اسعد الى اقرب مستشفى للطواري . وبرفقته هذه العجوز الغيور . ومن غرفة العمليات الى ردهة الانعاش ( العناية المشددة ) حيث اتضح ان اسعد مازال يتنفس وبصعوبة بالغة وكانت اكثر اصاباته في راسه بسبب الضرب المبرح بالعصي الغليضة . وتم قطب شق طولي في جمجته باثنى عشر قطبة ناهيك عن الكدمات والتورمات في الوجه وسائر انحاء بدنه
مكث اسعد ليلته في العناية المشددة حيث تم اعلام اهله وذوية بالحادث فاتوا مسرعين ليتفقدوا ولدهم . هذا ما قصه اسعد على والديه . وحينها زفر والده دخان سيكارته موجها كلامه نحوي . هذا ما حدث لولدي اسعد قبل يومين فقط . وعلمت الشرطة بان مسببي الحادث هم من ( السوكون ) اي ما يقابله عندنا ( الغجر ) وهم مواطنين بلغار من اصول غير بلغارية . وشبابهم يكرهون بشدة الاجانب ويتحرشون بهم بين الحين والاخر . حيث كان عددهم ثمانية اشخاص. وهم يهاجمون بشكل جماعي دائماً .
ومما ذكره والد اسعد انه في بلغاريا منذ اكثر من ثماني سنوات وهذه هي المرة الاولى التي حصل فيها ما حصل لولده اسعد . حيث قال انه امر طبيعي يحدث في كل بلدان العالم . ولما اخبرته عن الشكوى في البوليس اجابني قيدت الحادثة ضد مجهولين . مما يعني ان القضية قد اغلقت تماماً .
وهنا سحبت نفسا عميقا من دخان سيكارتي . وتذكرت ما حصل لي في بلدي . وكيف فررت منه بديني ومالي وعرضي . فهان امر اسعد عندي لعظم فاجعتي قبل عقد من الزمن . فاخبرت الوالد باني وصلت صوفيا فجر اليوم . وبلدي مليئة بغجر العصر الحديث . واذا كان هنا ثمانية شباب فقط ففي عموم بلدي ثمانون الفاً يفتكون بالقاصي والداني بسبب او بدون سبب .
يا الهي ......! اي منحدر هذا الذي وصل اليه بلدي . فشكرت له مجيئه لتهنئتي بسلامة وصولي برغم الجراح التي اثخنته واثخنت ولده . وتفكرت ملياً وانا اهبط السلالم معه مودعاً اياه بحرارة ولم يصل تفكيري الى شيء . انه فقط الخراب الذي اصاب العالم نتيجة الانحراف عن الاخلاق والقيم والمبادي الانساتية العظيمة . حيث كان لبلدي النصيب الاكبر والحظ الاوفر من هذه الانحرافات . فرفعت يدي له تحية حب وتقدير وبادلني بالمثل وانطلق بسيارته بعيدا عني وانا ارقبه حتى غاب عن نظري .

شذرات من رحلتي البرية
بقلم : طارق فتحي
قبل ايام قلائل كانت لي رحلة برية لا يعلمها الا رب البرية . من صوفيا مرورا بتركيا الى كردستان العراق . وصادف أنّ رجلاً عجوزاً كان جالسا مع ابن له يبلغ من العمر 25 عاما في الباص وكان شابا يافعا بهي الطلعة ذو طلة جميلة . بدا الكثير من البهجة والفضول على وجه الشاب الذي كان يجلس بجانب النافذة .
اخرج الشاب يديه من النافذة وشعر بمرور الهواء وصرخ بأعلى صوته !!
يا الهي كيف يحدث ذلك .؟"
أبي انظر ان جميع الأشجار تسير ورائنا"
فتبسم الرجل العجوزمتماشياً مع فرحة إبنه وكانت تغمره سعادة لا توصف . فاستبدلت مقعدي بآخر قريب من الرجل العجوز وابنه الشاب وانا استمع جيدا لملاحظات واقوال ابنه الغريبة بعض الشيء . وعجبت غاية العجب . فكيف يتصرف شاب في الخامسة والعشرين من عمره كالطفل . فشعرت بقليل من الاحراج.
فجأة صرخ الشاب مرة أخرى: "
أبي، انظر إلى البركة وما فيها من حيوانات
أنظر..الغيوم تسير مع القطار .
ابي الارض تجري مسرعة من تحتنا اكاد لا اراها من سرعة جريها .
فاخذتني الدهشة مرة ثانية وانا اقلب كفا على كف ندامة على تصرف هذا الشاب اللطيف والوسيم .
ثم بدأ هطول الامطار، وقطرات الماء تتساقط على يد الشاب، الذي إمتلأ وجهه بالسعادة
وصرخ مرة أخرى
أبي انها تمطر ، والماء لمس يدي، انظر يا أبي .".
وفي هذه اللحظة لم أستطع السكوت
وسألت الرجل العجوز" لماذا لا تقوم بزيارة الطبيب والحصول على علاج لإبنك المريض؟"
فرد الرجل العجوز قائلا :
إننا قادمون من المستشفى حيث أن إبني قد أصبح يبصر لاول مرة في حياته فقد كان اعمى منذ الولادة وانتظرنا بلوغه حتى نجري له العملية بحسب ارشادات وفحوصات طبيبه المختص والحمد لله عاد ولدي مبصرا ولاول مرة في حياته . كما تراه انت الان !
فتلعمت من الرجل العجوز درساَ قاسيا من دروس الحياة التي لا تنتهي ابداَ .
وهي ان لا احكم على الآخرين من وجهة نظري
فلا تحكم على الآخرين عزيزي القاريء من وجهة نظرك المجردة
دائما هناك شيء نجهله .
فلماذا لا نلتمس الأعذار للغير ؟؟

العهدة على الراوي
بقلم : طارق فتحي
في العام 1962 من القرن الماضي حيث كنا لازلنا شبابا يافعين ايام الدراسة المتوسطة . لي زميل معي في مقعد الدراسة جار لنا غير بعيد عن دارنا . نلتقي دائما وقت العصر في حديقة دارهم نتذاكر بعض واجبات الدروس .
ذات يوم ذهبت عندهم كالعادة وما ان دلفت حديقة المنزل حتى فوجئت بجمهرة من الناس متحلقين حول شخص طويل القامة بهي الطلعة جميل الوجه دمث الاخلاق دائم الابتسامة . والحق اقول لكم انه شخصية خفيفة الظل تملك روح النكته فعجبت به ايما اعجاب وتاهت نظراتي في جمال تقاسيم وجهه وكماله الرجولي وتمام خلقته .
حاورت زميلي فقلت له من هذا الرجل .؟ فتبسم واردف قائلا انه اخي الاستاذ نشأت مدرس اللغة العربية في دولة الكويت وقد كان في جولة لبعض البلاد العربية ختمها بالعراق وسيلتحق ثانية بالكويت بعد انتهاء موسم العطلة الصيفية .
كان الاستاذ نشأت جالسا على كرسيه ومن حوله اربع او خمسة رجال متحلقين حوله يظهر انهم من اصدقاء الطفولة ( اولاد المحلة ) ولكنني لم اعرفهم جميعا . وكانت العادة عندنا آنذاك ان لا نتكلم مع من يكبرونا سنا او نسير معهم .
فقلت له مستفهما ايمانع الاستاذ اذا تذاكرنا ونحن بقربة .؟ وقبل ان يجيب فاجئني الاستاذ نشأت مرحبا بي حيث انه نهض من كرسيه وتقدم نحوي وقال لي انت طارق المصلاوي زميل اخي في المدرسة . فقلت له وانا فاغرا فاهي لم اصدق عيناي ان كفي باتت باحضان كف هذا المخلوق اللطيف .
فقلت له نعم . فقال جيد امي حدثتني عنك وعن اخلاقك الطيبة واهلا وسهلا بك . بعدها توجه نحو الدار وغاب دقائق معدودات وبعدها اتى نحوي ممسكا بصينية فيها اقداحا ملأت بالعصائر وكعك ابو السمسم . فقال تفضل هذا كعك السيد جلبته من شارع الرشيد خصيصا للضيوف الكرام . ولك انت ايضا نصيب من هذا الكعك فارجوك ان تقبله مني . فقلت له في سري انا الذي يتوسل اليك ان اتكلم معك .
وذهب لحال سبيله متوسطا جماعته .
واخذ يقص عليهم رحلته من الكويت الى مصر ومن ثم لبنان والى بغداد لرؤية الاهل والاحباب . الرحلة كانت مليئة بالعجائب والغرائب وكان الاستاذ محدثا بارعا يجيد علم الكلام وكيف يشد انتباه المستمع ويبهره وبالتالي للانصات له بكل جوارحه .
سمعته يذكر موضوع خطير تطرق اليه حال وصوله الى مطار بيروت الدولي آنذاك . انه وفي العام اما 1944 او العام 1945 لست متأكدا تماما . . يقول الاستاذ نشأت في ذلك الوقت وما ان وصلنا المطار حتى تم حجز الركاب جميعا وبقينا نحن وحقائبنا امام البوابة حتى يؤذن لنا بالدخول لفحص جوازاتنا وتجييك حقائبنا وبعد مرور بعض من الوقت سمحوا للاجانب بالمرور وبقينا نحن حاملي الجوازات العربية في الانتظار .
وكان حال المطار غير طبيعي بالمرة حركة عساكر دؤبة كخلية نحل فقدت صوابها. ووصول طائرة نقل كبيرة تحمل العلم البريطاني هبط منها رهط من العساكر تقدمهم ضابط كبير برتية عالية واخذ الكل تشكيل وضعية الاستقبال لشخص ما الظاهر انه مهم للغاية . وعرفت حينها لم تم حجزنا نحن العرب فقط بسبب اجراءات الامان والامن وانتظرنا بضع ساعات اخرى حتى رأينا طائرة صغيرة تمخر عباب اجواء المطار غير واضحة المعالم قادمة من العراق .
وبعد ساعة واحدة من هبوط الطائرة سمعنا صراخا وعويلا يصم الاذان وعندما تقدمت خطوات اخرى لتوسيع دائرة رؤيتي شاهدت جماهير غفيرة ملتحفة بالسواد تهدر وتولول بكلمات غامضة غير مسموعة جيدا والجميع يقبع خلف الاسلاك الشائكة على حدود مدرج المطار . وفي هذه اللحظات تم اختراق بعض من الجمهور للاسلاك الشائكة متوجهين نحو الطائرة الصغيرة القابعة بجانب طائرة الخطوط الملكية البريطانية . وهم يتراكضون بكل ما اوتوا من قوة مخلفين ورائهم سحابة عظيمة من الاتربة والغبار الذي بدأ يتصاعد تدريجيا ويلف المكان رويدا رويدا .
وبعد لحظات انفرط عقد امن المطار من رجال الدرك وغيرهم واختلط الحابل بالنابل وهكذا اصبحنا احرارا بدون رقابة فقفز ركاب الرحلة من اماكنهم وانا منهم واختلطنا جميعا مع الجماهير الغاضبة والكل متوجه الى الطائرة الصغيرة . سبقنا الجنرال الانكليزي واخذ موقعه قرب الطائرة ايضاً وبين موجات التدافع والصراخ والعويل تم انزال جثة داخل صندوق خشبي ( تابوت ) مغطى بقطعة من الحرير الاسود مذهبة بكتابات وعبارات دينية . علمنا حينها ان الجثة تعود لرجل دين مهم من العراق . وبعد الاستفسار تبين ان الجثة تعود للمرجع الديني الاعلى ( سيد ابو الحسن ) .
واردف الاستاذ نشأت يعرف جلسائه عن هذه الشخصية الدينية حيث قال هو أبو الحسن بن محمد بن عبد الحميد الموسوي الأصفهاني المولود في العام 1857 م والمتوفي الان في العام 1945 م وهو مرجع فقيه شيعي اثني عشري تسلم المرجعية بعد وفاة المرجع محمد حسين النائيني فصار من كبار المراجع الشيعية وقياداتهم الدينية والسياسية في ايران والعراق .
وهنا قاطعه احد جلسائه حيث قال له وماذا حصل لكم بعد ذلك في المطار . وهنا اخذ نشأت يرتشف بقايا العصير العالقة في كعب القدح خاصته وما ان وضعه امامه حتى قال وفي هذه اللحظة هجمت الجماهير بتدافع عظيم نحو التابوت ومزقت غطائة وحاول الكل ان يحتفظ بجزء من هذا الغطاء وهم يلطمون الوجوه ويخمشون الخدود ويشقون الجيوب نساءا ورجالاً .
وفي هذا الموقف الرهيب التفت الجميع صوب الطائرة البريطانية الكبيرة حيث تم انزال تابوت كبير عمل من خشب الصاج المموه وبقبضات نحاسية صفراء ووضع قرب التابوت الخشبي بالقرب من الجنرال الانكليزي . وطوق المكان من قبل الجنود البريطانيين حيث حاولوا ابعاد الناس عن الجثة فما افلحوا حيث سقط بعضهم ارضا مع مشاهد البكاء والعويل الذي اضاف للمشهد بعدا عجائبيا آخر .
هنا صرخ الجنرال الكبير بالناس وقال لهم هذا الذي تتمسحون به وتتبركون بملابسه انه مواطن انكليزي وقد جئنا لاخذه ودفنه في لندن اكراما للخدمات الجليلة التي قدمها وضحى بها للتاج البريطاني . ولكن الجمهور ووسط حالة من الذعر والارباك والبكاء والصراخ لم يصدقوا حرفا واحدا مما قاله الجنرال وامتدت الايادي مرة ثانية لنهش الكفن وتمزيقه والتبرك بخرقه المقطعة اربا اربا . هنا تدخل الجنرال وبعد فض الاشتباك بينه وبين الناس طلب حضور من يمثل هولاء وضباط المطار وكان له ما اراد . عندها مد الجنرال يده الى الجثة مزيحاً الكفن عن عورة الميت فاذا بالميت غير مختون وبحالة من الهستيرية من الرجال قال للناس تعالوا وانظروا هل هذا الميت مختون او انه غير مختون ومما شاهد هذا الموقف انا واحد ركاب الطائرة وكان ملاصقا لي .
عم الصمت والهدوء المكان ورفعت الجثة وانزلت في التابوت البريطاني وكم كانت دهشتنا كبيرة ونحن ننظر الى الاغطية والفرش البيضاء التي توسطت النعش والتغليف المدهش مع البطانه شيء له العجب العجاب . وحمل النعش من قبل الجنود البريطانيين مرورا بحرس الشرف حيث تم اطلاق احدى وعشرون اطلاقة تحية وماهي الا ساعة او اكثر بقليل حتى حلقت الطائرة البريطانية من جديد في اجواء مطار بيروت الدولي متوجهة الى لندن .
وترك الناس على ارضية المطار بين الاستغراب والذهول والاستعلام والاستفهام لا يعلمون ماذا يقولون هذا بالمختصر حكاية سيد ابو الحسن الذي كان العراقييون يتعبدون به ويمجدونه . والكلام على عهدة الراوي وهذا ما سمعته انا مصادفة ومن فمه . وسجلته هنا للتاريخ فقط وانا غير مسؤول عن اي كلام غير صحيح ولا يطابق الواقع فيه .

همسات من صوفيا
قلم : طارق فتحي
في صوفيا ترى الناس يهيمون في الشوارع مسرعي الخطى يحاولون الامساك بخيوط الحياة بتفاصيلها الدقيقة . فدهشت من القوم حيث وجدتهم منهمكون مع ذواتهم دون الالتفات لغيرهم او من يمرق امامهم او خلفهم او من جانبهم فوقفت مع الناس على ناصية الرصيف . جمهرة من البشر والكل غير معتبر . فهممنا بالعبور ومنا من عبر ومنا من لم يعبر غير معتبر او مكترث حاثين السير نحو الطرف الآخر من الشارع .
استوقفي كلب كان واقف بجانبي له عينان عين على الاشارة الضوئية وعينه الاخرى على خطوط العبور متحفزا يقظا منتبها وفي هذه الاثناء عبرت فتاة شابة الشارع مسرعة الخطى قبل ان تضيء الاشارة الخضراء بقليل واذا بصاحبي الكلب اخذ يعوى بشدة على الفتاة وهو يضرب ارضية الرصيف بكلا قائمتيه الاماميتين . واخذ يعدو بخطوات قصيرة جدا وهو يثب هنا وهناك ونباحه يصم الاذان . الا ان الفتاة لم تعره انتباها فعبرت لحالها دون اكتراث بنا جميعاً .انطلقنا ومعنا كلبنا على الخطوط البيضاء المرسومة على الشارع وذهب بعيدا عنا حال عبورنا.
انسحبت بهدوء من بين جماهير الرصيف وتهالكت على مقعد قريب مقابل الرصيف الاخر اتفكر في هذا ( الحيوان ). وبينما انا كذلك اذ وقع نظري على عاملات النظافة نساء عجائز يتخللهن بعض الشابات باعمار تجاوزن فيه الخمسون عاما . وبعد ان انهيت مضخ سيكارتي نهضت من فوري لارمي عقب السيكارة في المكان المخصص لرمي النفايات رحمة وشفقة بالعجائز المسنات .
واخذت اتفكر بعادات وتقاليد القوم وانا التهم ( شطيرة ) سندويج من اللحم واذا بطائر يرفرف بجناحيه كانه يعلن عن وجوده بجانبي حاولت ان اطعمه قليلا فوقف فوق يدي فعجبت من نعمة الآمان لدى هذا الحيوان وما ان اطعمته بعض الفتات من الخبز حتى كان سرب من الحمام يغمرني من كل جانب حط بعضهم فوق ام راسي . فحاولت عدهم ولكن ضاع العد بتزاحم المعدود . وغمرني الحمام كاني في بركة ماء مشرفا فيه على الغرق وبعد سباحة ضد التيار ذهلت لتصوري بان طيوري تصورني . يا للعجب قد تحيرت اين اذهب وكل حواسي مستنفرة كانها حمر فرت من قسورة . فتذكر حينها قصة أليس في بلاد العجائب . فنهضت مسرعا مخلفا ورائي سرب من الطير البعض منهم تبعني والبعض الاخر تسمر في مكانه فيما حلق اغلبهم فوق اغصان الاشجار الشاهقة .
فوليت هاربا حاث الخطى على عادة القوم فشغلني امامي سوق شعبي يشغل مساحة كبيرة من الارض وقد رصت امام ابوابه الكثيرة سلسلة من عربات التسوق كانت جميعها محملة بما لذ وطاب من الفواكه والخضر وكانت هيئة السوق شفافة اي انك ترى داخله من خارجه والعكس صحيح . والسوق عمل باشياء بسيطة الا ان النظافة الغير معقولة فيه تجعلك تفكر وتقارن بين هذا السوق الشعبي والاسواق الشعبية في بلدي . حيث الفواكة تقاسم الشمس اشعتها وضؤها والخضروات كانها اقتطعت للتو من الارض . وبين كل فاصل وفاصل توجد كابينة لميزان الكتروني مجاني ومكان مخصص للنفايات وعاملات النظافة كانهن خلية نحل ما تنفك ان تجري في المكان . وهنا التسوق ( بالغرامات ) واقسم اني رأيت احداهن تزن قرن فلفل اخضر واحد لحاله .
فانهيت تسوقي طبعا ( بالكيلوا غرام ) كعادة اهلنا في العراق ثم توجهت الى المحاسبة وكانت فتاة غاية في الروعة والجمال تجعلك تشك ان حور العين لسن في الجنة وحسب . فامطرتني بوابل من الابتسامات لم يبتسمها لي احد من البشر فما بالك بالبقر . وكلمات الترحيب تنساب من بين شفتيها كالشهد والعبد لله المصروع والمجنون امام هذا المشهد فاغرا فاه لا يلوي على شيء ولا يعرف كيف يرد وهو يتلفت يمينا وشمالا عسى ولعل غيره هو المقصود .
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى