* تعريف الرقية الشرعية وذكرها في السنة - لاسترقاء - كشف الأثر
صفحة 1 من اصل 1
* تعريف الرقية الشرعية وذكرها في السنة - لاسترقاء - كشف الأثر
تعريف الرقية الشرعية وذكرها في السنة
تعريف الرقية
قال صاحب لسان العرب : والرُّقيْة: العُوذة ، معروفة؛ قال رؤْبة: فما تَرَكا مِن عُوذَةٍ يَعْرِفانها، ولا رُقْيةٍ إلا بها رَقَياني والجمع رُقىً. وتقول: اسْتَرْقَيْتُه فرَقاني رُقيْة، فهو راقٍ، وقد رَقَاه رَقْياً ورُقِيّاً. ورجلٌ رَقَّاءٌ: صاحبُ رُقىً. يقال: رَقَى الراقي رُقْيةً ورُقِيّاً إذا عَوَّذَ ونَفَثَ في عُوذَتِه، والمَرْقِيُّ يَسْتَرْقي، وهم الراقُونَ؛ قال النابغة: تَناذَرَها الرَّاقُونَ مِن سُوءِ سَمِّها وقول الراجز:
لقد عَلِمْت، والأَجَلِّ الباقي أَنْ لَنْ يَرُدَّ القَدَرَ الرواقي
قال ابن الأَثير:الرُّقْية العُوذة التي يُرْقى بها صاحبُ الآفةِ كالحُمَّى والصَّرَع وغير ذلك
وجاء في مختار الصحاح : و الرُّقْيَةُ العوذة والجمع رقى و اسْتَرْقاهُ فَرَقَاهُ يرقيه رُقْيَةً بالضم فهو رَاقٍ
الرقية في السنة النبوية
وردت أحاديث كثيرة في السنة النبوية تحث عليها وتبين حكمها ومن هذه الأحاديث :
روى ابن ماجة والطبراني عَنْ أَبِي خزَامَةَ قَال:َ ﴿سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرَأَيْتَ أَدْوِيَةً نَتَدَاوَى بِهَا وَرُقًى نَسْتَرْقِي بِهَا وَتُقًى نَتَّقِيهَا هَلْ تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ شَيْئًا قَالَ هِيَ مِنْ قَدَرِ اللَّه﴾ِ.
روى مسلم عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: كَانَ لِي خَالٌ يَرْقِي مِنَ الْعَقْرَبِ. فَنَهَىَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرّقَىَ. قَالَ فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ نَهَيْتَ عَنِ الرّقَىَ. وَأَنَا أَرْقِي مِنَ الْعَقْرَبِ . فَقَالَ "مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ".
الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: نَهَىَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرّقَفىَ. فَجَاءَ آلُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ إِلَىَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّهُ كَانَتْ عِنْدَنَا رُقْيَةٌ نَرْقِي بِهَا مِنَ الْعَقْرَبِ. وَإِنّكَ نَهَيْتَ عَنِ الرّقَىَ. قَالَ: فَعَرَضُوهَا عَلَيْهِ. فَقَالَ: "مَا أَرَىَ بَأْساً. مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ
وروى مسلم عَنْ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الرّقْيَةِ؟ فَقَالَتْ: رَخّصَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم لأَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فِي الرّقْيَةِ، مِنْ كُلّ ذِي حُمَةٍ
وروى مسلم عَنْ عَائِشَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اشْتَكَىَ الإِنْسَانُ الشّيْءَ مِنْهُ، أَوْ كَانَتْ بِهِ قَرْحَةٌ أَوْ جَرْحٌ. قَالَ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا. وَوَضَعَ سُفْيَانُ سَبّابَتَهُ بِالأَرْضِ ثُمّ رَفَعَهَا "بِاسْمِ اللّهِ. تُرْبَةُ أَرْضِنَا. بِرِيقَةِ بَعْضِنَا. لِيُشْفَىَ بِهِ سَقِيمُنَا. بِإِذْنِ رَبّنَا".
وروى مسلم عَنْ عَائِشَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْمُرُهَا أَنْ تَسْتَرْقِي مِنَ الْعَيْنِ.
وروى مسلم عنْ أَنَسٍ. قَالَ: رَخّصَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الرّقْيَةِ مِنَ الْعَيْنِ، وَالْحُمَةِ، وَالنّمْلَةِ
وروى مسلم عَنْ أُمّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِجَارَيَةٍ، فِي بَيْتِ أُمّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم، رَأَىَ بِوَجْهِهَا سَفْعَةً فَقَالَ " بِهَا نَظْرَةٌ. فَاسْتَرْقُوا لَهَا" يَعْنِي بِوَجْهِهَا صُفْرَةً
وروى مسلم عن أَبُي الزّبَيْرِ أَنّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللّهِ يَقُولُ: رَخّصَ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم لاَِلِ حَزْمٍ فِي رُقْيَةِ الْحَيّةِ. وَقَالَ لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: "مَا لِي أَرَىَ أَجْسَامَ بَنِي أَخِي ضَارِعَةً تُصِيبُهُمُ الْحَاجَةُ" قَالَتْ: لاَ. وَلَكِنِ الْعَيْنُ تُسْرِعُ إِلَيْهِمْ. قَالَ: "ارْقِيهِمْ" قَالَتْ: فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ. فَقَالَ: "ارْقِيهِمْ
وفي سنن الترمذي عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ قَال:َ شَهِدْتُ خَيْبَرَ مَعَ سَادَتِي فَكَلَّمُوا فِيَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَلَّمُوهُ أَنِّي مَمْلُوكٌ قَالَ فَأَمَرَ بِي فَقُلِّدْتُ السَّيْفَ فَإِذَا أَنَا أَجُرُّهُ فَأَمَرَ لِي بِشَيْءٍ مِنْ خُرْثِيِّ الْمَتَاعِ وَعَرَضْتُ عَلَيْهِ رُقْيَةً كُنْتُ أَرْقِي بِهَا الْمَجَانِينَ فَأَمَرَنِي بِطَرْحِ بَعْضِهَا وَحَبْسِ بَعْضِهَا.
الاسترقاء بالأسماء الاعجمية والطلاسم
هذا السؤال يطرح كثيرا وقد أخذ حيزا كبيرا في هذا الزمان من النقاش والجدل مابين محلل ومحرم ومابين مكفر ومفسق إلى ما هنالك من أقوال وخلافات في هذا الموضوع فأحببت أن أكتب هذا البحث المفصل أبين فيه كل ما يتعلق بهذا الموضوع بحيث أجعل فيه كفاية لمن أراد الحق والحقيقة واعتمدت ان لا انحاز في الحكم بل أبين ما لنا وما علينا دون الميل والشطط وكذلك أبين فيه من خلال الواقع بعض الحقائق التي تغيب عن الكتب والباحثين وأسأل الله تعالى ان يوفقني لما يحبه ويرضاه فأقول وبالله التوفيق :
مقدمة حول الأسماء والكلمات الأعجمية :
اعلم أخي المسلم أن الكلمات التي تستخدم في العلوم الروحية والعلاجات والرقى لها عدة أقسام وهي بعدة لغات فمنها ما هو حرام وكفر ومنها ما هو حلال ومنها ما يحمل معاني في حروفه ومنها ما لا يحمل معاني أبدا ومنها ما هو بلغات غير عربية كاللغة العبرية واللغة السريانية واللغة الفارسية وهذه لغات معروفة ومنها ما هو ناتج عن علم الحرف وعلم البسط والتكسير الذي يعتمده علماء الروحانيات وغيرهم من السحرة والمشعوذين وهناك فرق بين كل منها وينبغي التمييز لكي لا يذهب الصحيح بالباطل فهناك الكثير ممن يتكلمون في هذا فيحرمون ويقولون هذا شرك وكفر وباطل دون الخوض في هذه التفصيلات وهذا ليس من أسلوب العلماء فالعلماء يردون كل شيء إلى البحث العلمي والتفصيل وبيان الأدلة بالشكل الأكاديمي العلمي وليس الحكم على الأشياء جملة وتفصيلا فينبغي أن نفرق بين الكلمات والطلاسم فالكلمات شيء والطلاسم شيء آخر وكذلك ينبغي ان نفرق بين الكلمات التي هي في لغات اخرى معروفة وبين الكلمات التي لا تحمل أي معني فكل هذا ينبغي ان نراعيه قبل إطلاق الحكم الشرعي في هذه المسألة
حكم الاسترقاء بالكلمات والأسماء العجمية :
لقد ذكرنا فيما سبق ان الكلمات والأسماء التي تستخدم هي قسمان قسم بلغات أخرى غير العربية وقسم بلغات غير معروفة وكل واحد منها له حكم وقد سئل ابن حجر الهيثمي رحمه الله تعالى عن هذا في الفتاوي الحديثية للإمام العلامة ابن حجر الهيثمي وهذا نص الفتوة :
وسئل رضي الله عنه: عن كتابة الأسماء التي لا يعرف معناها والتوسل بها هل ذلك مكروهة أو حرام؟ وهل هو مكروه في الكتابة والتوسل بتلك الأسماء التي لا يعرف معناها أو حرام في التوسل دون الكتابة؟ فقد نقل عن الغزالي أنه لا يحل لشخص أن يقدم على أمر حتى يعلم حكم الله فيه، وهل فرق في ذلك بين ما يوجد في كتب الصالحين كعبد الله بن أسعد اليافعي وغيره أم لا؟، فأجاب رحمه الله تعالى :
الذي أفتى به العز بن عبد السلام كما ذكرته عنه في «شرح العباب»: أن كتب الحروف المجهولة للأمراض لا يجوز الاسترقاء بها، ولا الرقي بها لأنه صلى الله عليه وسلّم لما سئل عن الرقي قال: «اعرضوا عليّ رقاكم فعرضوها فقال: لا بأس» وإنما لم يأمر بذلك لأن من الرقي ما يكون كفراً وإذا حرم كتبها حرم التوسل بها نعم إن وجدناها في كتاب من يوثق به علماً وديناً فإن أمر بكتابتها أو قراءتها احتمل القول بالجواز حينئذٍ لأن أمره بذلك الظاهر أنه لم يصدر منه إلا بعد إحاطته واطلاعه على معناها وأنه لا محذور في ذلك، وإن ذكرها على سبيل الحكاية عن الغير الذي ليس هو كذلك، أو ذكرها ولم يأمر بقراءتها ولا تعرض لمعناها فالذي يتجه بقاء التحريم بحاله، ومجرد ذكر إمام لها لا يقتضي أنه عرف معناها فكثيراً من أحوال أرباب هذه التصانيف يذكرون ما وجدوه من غير فحص عن معناه ولا تجربة لمبناه، وإنما يذكرونه على جهة أن مستعمله ربما انتفع به، ولذلك تجد في ورد الإمام اليافعي أشياء كثيرة لها منافع وخواص لا يجد مستعملها منها شيئاً وإن تزكت أعماله وصفت سريرته، فعلمنا أنه لم يضع جميع ما فيه عن تجربة بل ذكر فيه ما قيل فيه شيء من المنافع والخواص كما فعل الدميري في حياة الحيوان في ذكره لخواصها ومنافعها ومع ذلك تجد المائة ما يصح منها واحد، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وفي هذه الفتوة العظيمة بيان واضح من العز رضي الله عنه ومن خلالها يتبين لنا عدة امور هي:
• الأصل في هذه المسألة عدم جواز استعمال المجهول المعنى من حيث الرقى ومن حيث الكتابة لعدم احتمال الصحة ولاحتمال وجود الكفر والشرك في هذه الكلمات والأسماء فنقع في الشرك والحرام دون علم وهذا لا ينبغي أبدا . ولا يجوز استخدامها مطلقا بدون معرفة المعنى او لمجرد وجودها في الكتب وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يرويه الترمذي والنسائي وغيرهما عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم : دع ما يريبك إلى ما لا يربك . وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن النعمان بن بشير :فمن اتقى الشبهات فقد استبرئ لدينه وكذلك قال الله تبارك وتعالى (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الاسراء:36)
الاسترقاء بما يعلم معناه
جواز الاسترقاء بما يعلم معناه وكان معناه سليما أي فيه ذكر الله تبارك وتعالى وفيه دعاء وكان بلغات أخرى مفهومة ونذكر من هذه الأمثلة كلمتان ( آهيا شراهيا ) هذه الكلمات نجدها كثيرا في الكتب وفي بعض الأدعية والرقى وهما في اللغة العبرية ومعناهما ( الحي القيوم ) وقد ذكر هذا أهل التفسير وقالوا أن هذان الاسمان دعا بهما آصف بن برخيا وزير سليمان عندما جاء بعرش بلقيس وقد ذكر هذا القرطبي وابن كثير والطبري وغيرهما فليس هناك حرج إذا اردنا استخدام هذه الكلمات التي نحيط بمعناها وقد تعرض لهذا العز في فتوته وهناك غيرها الكثير من الكلمات وهي عبارة عن أدعية نقلت عن اليهود والنصارى بلغاتهم وهي أدعية وردت عن عيسى وموسى عليهم السلام وبعض رهبانهم وهي أديعة وتضرعات بلغاتهم وهناك الآن الكثيرين في هذا العالم من يناجون الله بلغاتهم فهل اذا وجدنا لغتهم مكتوبة نقول كفر ينبغي ان نعلم الحق حقيقة
• إذا وجدت هذه الكلمات في كتب من نثق فيه علما ودينا وقد أمر بقراءتها او كتابتها جاز ذلك لعلمنا أنه لم يقراها ولم يأمر بها إلا بعلمه بمعناها ونفعها وقد وردت كلمات كثيرة في بعض ادعية الصالحين منها في بعض أدعية الشيخ عبد القادر الجيلاني وهذا مثال على ذلك
• مجرد ورودها في بعض الكتب لا يعني الجواز فكثير من العلماء ذكروا بعض الكلمات مستدلين بها أو حكاية وروايه أو نقلا وليس مجرد ورودها يعني الجواز
الخلاصة :
يجوز استخدام الاسماء والكلمات التي علم معناها ويكون معناه ما يجوز الاسترقاء به من أسماء الله الحسنى والأدعية المأثورة وأما ما يعلم معناها ولكن ليس في معناها ما يجوز الاسترقاء به كأسماء الجن وغيرها مما يحرم وفيه كفر وشرك مما لا ينبغي فلا يجوز العمل بها ولو علم معناها وأما التي لا يعلم معناها فلا يجوز العمل بها إلا في حالة ورودها عن ثقة في العلم والدين واما غير هذا فلا يجوز العمل بها أبدا لما بينا سابقا من الأدلة
الملاحظة الأولى : وجود الأفضل لا يحرم المفضول
كثيرون ممن يحرم العمل بهذه الأسماء يحرمها دون دليل إلا أنه يقول لماذا لا نكتبها بالعربي حتى لو عرفنا معناهها فنقول له كلامك صحيح ولكن لايقبل علميا ولكن الحق الذي نريده هو أن تبين لنا الحلال من الحرام وتبين لنا هل يجوز العمل بهذه الاسماء التي يعلم معناها ام لا وبعد ذلك تقول : أولا نقول أن العمل بها جائز ولكن الأفضل هو أن نتركها ونأخذ ما هو واضح وليس فيه لبس دفعا للشبهة وامتثالا لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم الذي قال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقفن مواقف التهم
الملاحظة الثانية : الفرق بين الطلاسم والأسماء الأعجمية
ومن اهم الأمور التي يخلط بها بعض الباحثين هو انهم يصنفون كل كلمة وكل اسم اعجمي تحت اسم الطلاسم وهذا خطأ كبير جدا فالطلاسم شيء والأسماء الأعجمية شيء آخر فتراهم كلما وجدوا كلمة لا يعلم معناها قالوا عنها طلسما فيوهمون الناس بأن هذا الحجاب او هذا الدعاء سحر وهذا باطل فالكلمات التي نراها ومكونة من حروف وتصح قرائتها ليست طلاسم بل هي قد تكون كلمات بلغات أخرى وقد حدث هذا مرة معي حيث كان يناقشني أحد طلاب العلم واليك هذه القصة جائني وهو يحمل بيده حجاب فيه آيات قرانية وفيها عبارة هي ( بآهيا شراهيا أدوناي أصباؤوت ) فقال لي انظر إلى هذه الطلاسم فقلت له وما أدراك أنها طلاسم فقال ليس لها معنى فقلت له وهل هذا يكي لتثبت انها طلاسم فقال نعم فقلت له انتظر قليلا وطلبت من احد الإخوة من له خبرة باللغة الانكليزية أن يكتب الفاتحة في ورقة وبعدها قلت له ان يكتب ما يلي باللغة الانكليزية اللهم أسالك بحق هذه السورة ان تشفي حاملها من جميع الأمارض والاسقام ثم عرضتها عليه فقلت وما تقول في هذه قال ايضا طلاسم فقلت له اتقي الله تعالى هذه دعوة باللغة الانكليزية فهل تستطيع ان تحرم على الأجانب أن يكتب ادعية بلغتهم فسكت ولم ينطق ثم قلت له هل بحثت عن معاني هذه الكلمات فقال واين اجدها فلما رجعنا الى التفسير وجدنا المفسرون قد ذكروا هذه الاسماء في قصة عرش بلقيس وقالوا معناها الحي القيوم فنظرت اليه وقلت اتق الله ولا تفتي حسب هوى نفسك
الملاحظة الثالثة : معنى الطلاسم
واما الطلاسم فهي عبارة عن رموز وأشكال وعقد وحروف وأرقام لا تدل في ظاهرها على معنى قال صاحب أبجد العلوم :. ومعنى الطلسم: عقد لا ينحل. وقيل مقلوب اسمه، أي: المسلط، لأنه من القهر والتسلط وهو علم باحث عن كيفية تركيب القوى السماوية الفعالة، مع القوى الأرضية المنفعلة، في الأزمنة المناسبة للفعل والتأثير المقصود، مع بخورات مقوية، جالبة لروحانية الطلسم، ليظهر من تلك الأمور في عالم الكون والفساد أفعال غريبة، وهو قريب المأخذ بالنسبة إلى السحر، لكون مباديه وأسبابه معلومة. وأما منفعته فظاهرة، لكن طرق تحصيله شديدة العناء.
فثمة فرق كبير بين الطلسم وبين الأسماء يجب أن نتنبه إليه فالطلسم لا يدل على معنى إلا انه له تاثير على أرواح وامور فلكية يفهمها أصحاب هذا العلم واما الكلمات فقد تدل على معنى وقد يكون المعنى فيه خيرا وفيه ذكر الله تعالى وليس هذا دفاعا عن الطلاسم حاشا وكلا ولكن بيان للحقيقة
الملاحظة الرابعة : عدم الحكم على الحجاب بانه سحر بمجرد وجود الأسماء الأعجمية
وهذه من أهم الملاحظات التي ينبغي أن نتبه إليها فالكثير من الذي يتكلمون بهذا ويحرمون يتخذون قاعدة لا يتركونها وهي الحكم على الحجاب بالسحر من خلال وجود الكلمات الأعجمية وهذا باطل وافتراء على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بل وجعلوا من صفات الساحر وجود أسماء أعجمية ولم يرد هذا عن أحد من كبار العلماء فالعلماء عندما يواجهون مثل هذا يعيدون الأمر للشرع والشرع هنا يقول لك ارجع إلى البحث في مسالة الاسترقاء بالأسماء الأعجمية وتبين الحكم وقد ذكرنا الحكم
ومن هذا فينبغي على الباحث ان يتحرى معنى الأسماء فإن وجدها وكانت باطلة ومحرمة عندها ينتقل إلى موضوع السحر فإن لم يجد معناها بحث فيمن وردت عنه فإن كان ثقة عدل أمينا في دينه وعلمه أيضا تغير الحكم واذا وجدها عن غير ذلك بحث في السحر وهذا هو الحق والعدل
أما أن يحكم عليها فورا من خلال وجود الأسماء فهذا باطل وافتراء والله أعلم
نصيحة موجهة وكلمة أخيرة
لقد بينا من خلال البحث السابق كل ما يتعلق بهذا الموضوع ونسأل الله تبارك وتعالى أن نكون قد وفقنا لما يحبه ويرضاه فإن أصبنا فمن الله وإن أخطأنا فمن أنفسنا والشيطان
وفي الختام أحب أن أوجه نصيحة لكل مسلم ولكل معالج وراقي يستخدم هذه الأسماء الأعجمية وغيرها في أدويته وعلاجاته أقول له :
أخي المسلم المعالج الراقي حفظني الله تعالى وإياك قد بينت لك كل ما يتعلق بهذا ولكن الذي أعمله يقينا من خلال المطالعة ومن خلال الممارسة والتجربة أن الكثير من هؤلاء المعالجين لا يعرفون أدنى معرفة في معاني هذه الأسماء والكلمات والطلاسم بل ولم يأخذوها من الرجال بل عكفوا على الكتب التي تنتشر في المكاتب والأسواق فصاروا يطبقون ما فيها ولا يعرفون أدنى شيء حول هذه العلوم بل إن حتى أصحاب هذه العلوم يشترطون على تلاميذهم أن يأخذوا العلم من الرجال وليس من الكتب
حتى ولو كنت تعلم المعاني فأقول لك عندنا ما يغني عن هذا وعندنا ما هو خير من ذلك ولغتنا العربية هي خير اللغات وأفضلها وقرآننا هو خير الكتب السماوية ونبينا هو خير الأنبياء والمرسلين وعلماؤنا وصالحونا هم خير من الصالحين والعلماء من الأمم الأخرى وبعد هذا لماذا نلجأ إلى الأمم الأخرى ونترك امتنا ولو كان هناك علم خير من العلم الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لعلمنا هذا والذي نعلمه أن علم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل العلوم وقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على البيضاء ليلها كنهارها وما ترك شيء إلا وبينه لنا فلماذا نترك ما هو واضح وصريح وفيه الخير وجائنا عن الصادق المصدوق الذي قال فيه به جل وعلا : (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) (لنجم:3- 5) أم نكون كاليهود الذي قال الله تعالى فيهم : (قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ)(البقرة: من الآية61)
وإني سائلك بالله عليك هل علم محمد صلى الله عليه وسلم أفضل وأعم أم علم موسى وعيسى وسليمان وداوود بل إنه ليس هناك مقارنة بالتأكيد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فلماذا تتكر علمه وتلجأ إلى علم غيره فلذلك أخي المسلم عليك بالقرآن والسنة وتجارب العلماء والعارفين من هذه الأمة الراضية المرضية وفقني الله تعالى وإياك لكل خير
( الطلاسم والأسماء الأعجمية )
رؤية أكرمني الله بها حول هذا العلم ( الطلاسم والأسماء الأعجمية )
لقد بحثت كثيرا حول هذه الأمور حتى أقف على الصحيح منها ويرتاح له صدري وبحثت في نصوص العلماء وما وجدت ما يثلج صدري حتى أكرمت بهذه الرؤية وهي عبارة عن سنة من النوم أخذتني بينما كنت اشغل فكري بهذا الموضوع فرأيتني أقف أمام الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه وانا أحاوره وأستفسر منه عن هذه الأمور ( استخدام الأسماء الأعجمية والدعوات الروحانية ) وكم كان شرف لي أن أحاوره وكان الحوار كالتالي :
قلت له : سيدي ماذا تقول في العلم الروحاني
قال رضي الله عنه : هو علم صحيح لكن وهمه أكثر من صحيحه ودخل فيه ما أفسده
وعنده أردت ان اتابع الأسئلة فبادر هو وسألني :
قال رضي الله عنه : سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل ام موسى وعيسى وسليمان
فقلت له : سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل
قال رضي الله عنه : فهل يعطي الله علما لهم خيرا مما أعطاه لحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم
فقلت له لا فقال رضي الله عنه : فلماذا تدع أفضل علم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي وصل إلينا بالطريق الصحيح لم يدخل فيه ما يفسده وتأخذ العلم الذي ينسب لغيرنا من الأمم ولا ندري أهو صحيح ام غير صحيح فقلت نعم
قال رضي الله عنه : هل هذه الشخصيات التي يتعامل معها أهل هذا العلم ( وقصد الخدام والأوراح ) هل هي موجودة حقيقة ويعلمون بوجودها وهل تنفع وتضر بذاتها أم بإرادة الله تعالى
فقلت بل ليس هناك يقين ولا إثبات
فقال رضي الله عنه فكيف ندع من وجوده ثابت وحقيقي وبذاته وهو الذي أوجد كل شيء وتصرفه قائم بذاته وبيده النفع والضر وهو القادر ونلجأ إلى من وجودهم غير ثابت وإن وجدوا فنفعهم وضرهم بأمر الله إن شاء نفذ وإن شاء لم ينفذ
ثم قال رضي الله عنه : الذين يعملون بهذه العلوم ويقرأون هذه الأسماء هل يعرفون معناها كلها فقلت له لا يعلمون البعض ويجهلون الكثير فقال رضي الله عنه لو كانت هناك كلمة واحدة في معناها الكفر والشرك والحرام هل يعذرك جهلك أمام الله تعالى فقلت لا
فقال فكيف نترك القرآن الذي نعرفه وواضح ونلجأ إلى كلمات لا نعرف معناه
ثم قال رضي الله عنه : هل هناك اعظم من اسم الله تعالى فقلت لا قال فكيف نترك خير الأسماء وأعظمها ونعمل بأسماء لا نعلمها فغن لم تنفعك اسماء الله تعالى فهذه لا تنفعك
ثم قال رضي الله عنه : يزعم أصحاب هذه العلوم أنها أشرف العلوم وخيرها فقلت نعم يزعمون هذا فقال فكيف كتمها أو لم يخبر بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقلت له صحيح
ثم قال لي يا بني لماذا يستخدمون هذه العلوم فأجاب نفسه وقال : لدفع الضر او لجلب النفع أوالعكس لدفع النفع ولجلب الضر فقلت له نعم سيدي يستخدمونها لأمور كثيرة منها للمحبة ومنها للرزق ومنها للعلاج ومنها للفراق ومنها ومنها قال كل هذا موجود عندنا وعندنا ما يغنينا عنه عندنا القرآن فيه لكل شيء والنبي صلى الله عليه وسلم علمنا كل شيء
ثم قال : كن مع الله ترى الله معك وكن له كما يريد تصبح انت تفعل ماتريد بامر الله ولا تحتاج إلى كل هذه واسعى للعلم اللدني الذي يوهبه الله للعبد اذا اتقى الله وهذا هو خير لك وليكن يقينك كامل بالله تعالى
ثم ختم كلامه بقوله انا لا انكر هذا العلم ولكن كما قلت وهمه أكثر من حقيقته وخطأه أكثر من صوابه والابتعاد عنه خير من الدخول فيه ثم قال ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك )
وبعد هذا الكلام ليس هناك كلام فمن أراد الخير فعليه بهذه الحقائق والله تعالى أعلم
طريقة كشف الأثر
هو انك تحضر شئ من أثرك أي شئ من ملابسك يكون نظيف وتفرده أمامك وتفرد كفك بمقدار شبر ثم تضع كفك على الأثر واعمل علامة بالقلم في أول الشبر وعلامة في أخر الشبر أي علامة في أول صباع من الناحية الشمال وعلامة فى أخر صباع في ناحية اليمين ثم اقراء على الأثر سورة الهمزة 7 مرات وقول بعد كل مرة تقراء فيها السورة توكلوا ياخدام هذه السورة الشريفة وبينوا لِى ان كان بى سحر فطولوا الاثر وان كان بى مس فقصروا الاثر وبعد أن تقراء على الأثر تضع كفك بمقدار شبر على نفس القياس الى عملته مرة أخرى وشوف لو طول يبقى فيك سحر ولو قصر يبقى مس
وفى حالة إن أردت أن تكشف على نفسك إن كان فيك عين أو حسد أو لا عليك بعمل نفس السابق من إحضار اثر وقياس شبر عليه وبعد ذلك تقراء عليه سورة الهمزة وتقول توكلوا يا خدام هذه السورة الشريفة وبينوا لى ان كان بى حسد فطولوا الاثر وان لم يكن بى شئ فأبقوه على حاله
وبعد ذلك تقيس الأثر مرة أخرى وترى لو طول يكون
فيك حسد ولو لم يطول وبقى على حاله إذا ليس بك حسد
ملحوظة هامة
أولا: الأثر لا يطول أو يقصر إلا بمقدار عقلة اصبع أو نصف عقلة اصبع
ثانيا : بالنسبة لمن لا يريدوا أن يقولوا توكلوا يا خدام هذه السورة الشريفة لذلك انصحهم بأنهم يقراوا السورة 7 مرات وفى نيتهم ان كان بهم سحر يطول الاثر وان كان بهم مس يقصر الاتر فقط بدون القول توكلوا يا خدام هذه السورة الشريفة او شئ من هذا القبيل
ثالثا: بعد قراءة السورة والقياس تقراء سورة الزلزلة 7 مرات لاصراف الخدام .
رابعا : نسبة قليلة جدا جدا من الناس من يعملوا بهذه الطريقة لا يظهر لهم شئ رغم انه يوجد بهم مس او سحر وذلك بأن الجن الموكل عليهم فى السحر الذي فيهم يمنع عنهم الكشف وهؤلاء يجب الكشف عليهم شخصيا
خامسا : وأنت تقراء على الأثر لا تضع يدك على الأثر أو على العلامات التي علمتها عليه إنما تقراء عليها فقط.
تعريف الرقية
قال صاحب لسان العرب : والرُّقيْة: العُوذة ، معروفة؛ قال رؤْبة: فما تَرَكا مِن عُوذَةٍ يَعْرِفانها، ولا رُقْيةٍ إلا بها رَقَياني والجمع رُقىً. وتقول: اسْتَرْقَيْتُه فرَقاني رُقيْة، فهو راقٍ، وقد رَقَاه رَقْياً ورُقِيّاً. ورجلٌ رَقَّاءٌ: صاحبُ رُقىً. يقال: رَقَى الراقي رُقْيةً ورُقِيّاً إذا عَوَّذَ ونَفَثَ في عُوذَتِه، والمَرْقِيُّ يَسْتَرْقي، وهم الراقُونَ؛ قال النابغة: تَناذَرَها الرَّاقُونَ مِن سُوءِ سَمِّها وقول الراجز:
لقد عَلِمْت، والأَجَلِّ الباقي أَنْ لَنْ يَرُدَّ القَدَرَ الرواقي
قال ابن الأَثير:الرُّقْية العُوذة التي يُرْقى بها صاحبُ الآفةِ كالحُمَّى والصَّرَع وغير ذلك
وجاء في مختار الصحاح : و الرُّقْيَةُ العوذة والجمع رقى و اسْتَرْقاهُ فَرَقَاهُ يرقيه رُقْيَةً بالضم فهو رَاقٍ
الرقية في السنة النبوية
وردت أحاديث كثيرة في السنة النبوية تحث عليها وتبين حكمها ومن هذه الأحاديث :
روى ابن ماجة والطبراني عَنْ أَبِي خزَامَةَ قَال:َ ﴿سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرَأَيْتَ أَدْوِيَةً نَتَدَاوَى بِهَا وَرُقًى نَسْتَرْقِي بِهَا وَتُقًى نَتَّقِيهَا هَلْ تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ شَيْئًا قَالَ هِيَ مِنْ قَدَرِ اللَّه﴾ِ.
روى مسلم عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: كَانَ لِي خَالٌ يَرْقِي مِنَ الْعَقْرَبِ. فَنَهَىَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرّقَىَ. قَالَ فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ نَهَيْتَ عَنِ الرّقَىَ. وَأَنَا أَرْقِي مِنَ الْعَقْرَبِ . فَقَالَ "مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ".
الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: نَهَىَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرّقَفىَ. فَجَاءَ آلُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ إِلَىَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّهُ كَانَتْ عِنْدَنَا رُقْيَةٌ نَرْقِي بِهَا مِنَ الْعَقْرَبِ. وَإِنّكَ نَهَيْتَ عَنِ الرّقَىَ. قَالَ: فَعَرَضُوهَا عَلَيْهِ. فَقَالَ: "مَا أَرَىَ بَأْساً. مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ
وروى مسلم عَنْ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الرّقْيَةِ؟ فَقَالَتْ: رَخّصَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم لأَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فِي الرّقْيَةِ، مِنْ كُلّ ذِي حُمَةٍ
وروى مسلم عَنْ عَائِشَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اشْتَكَىَ الإِنْسَانُ الشّيْءَ مِنْهُ، أَوْ كَانَتْ بِهِ قَرْحَةٌ أَوْ جَرْحٌ. قَالَ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا. وَوَضَعَ سُفْيَانُ سَبّابَتَهُ بِالأَرْضِ ثُمّ رَفَعَهَا "بِاسْمِ اللّهِ. تُرْبَةُ أَرْضِنَا. بِرِيقَةِ بَعْضِنَا. لِيُشْفَىَ بِهِ سَقِيمُنَا. بِإِذْنِ رَبّنَا".
وروى مسلم عَنْ عَائِشَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْمُرُهَا أَنْ تَسْتَرْقِي مِنَ الْعَيْنِ.
وروى مسلم عنْ أَنَسٍ. قَالَ: رَخّصَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الرّقْيَةِ مِنَ الْعَيْنِ، وَالْحُمَةِ، وَالنّمْلَةِ
وروى مسلم عَنْ أُمّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِجَارَيَةٍ، فِي بَيْتِ أُمّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم، رَأَىَ بِوَجْهِهَا سَفْعَةً فَقَالَ " بِهَا نَظْرَةٌ. فَاسْتَرْقُوا لَهَا" يَعْنِي بِوَجْهِهَا صُفْرَةً
وروى مسلم عن أَبُي الزّبَيْرِ أَنّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللّهِ يَقُولُ: رَخّصَ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم لاَِلِ حَزْمٍ فِي رُقْيَةِ الْحَيّةِ. وَقَالَ لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: "مَا لِي أَرَىَ أَجْسَامَ بَنِي أَخِي ضَارِعَةً تُصِيبُهُمُ الْحَاجَةُ" قَالَتْ: لاَ. وَلَكِنِ الْعَيْنُ تُسْرِعُ إِلَيْهِمْ. قَالَ: "ارْقِيهِمْ" قَالَتْ: فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ. فَقَالَ: "ارْقِيهِمْ
وفي سنن الترمذي عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ قَال:َ شَهِدْتُ خَيْبَرَ مَعَ سَادَتِي فَكَلَّمُوا فِيَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَلَّمُوهُ أَنِّي مَمْلُوكٌ قَالَ فَأَمَرَ بِي فَقُلِّدْتُ السَّيْفَ فَإِذَا أَنَا أَجُرُّهُ فَأَمَرَ لِي بِشَيْءٍ مِنْ خُرْثِيِّ الْمَتَاعِ وَعَرَضْتُ عَلَيْهِ رُقْيَةً كُنْتُ أَرْقِي بِهَا الْمَجَانِينَ فَأَمَرَنِي بِطَرْحِ بَعْضِهَا وَحَبْسِ بَعْضِهَا.
الاسترقاء بالأسماء الاعجمية والطلاسم
هذا السؤال يطرح كثيرا وقد أخذ حيزا كبيرا في هذا الزمان من النقاش والجدل مابين محلل ومحرم ومابين مكفر ومفسق إلى ما هنالك من أقوال وخلافات في هذا الموضوع فأحببت أن أكتب هذا البحث المفصل أبين فيه كل ما يتعلق بهذا الموضوع بحيث أجعل فيه كفاية لمن أراد الحق والحقيقة واعتمدت ان لا انحاز في الحكم بل أبين ما لنا وما علينا دون الميل والشطط وكذلك أبين فيه من خلال الواقع بعض الحقائق التي تغيب عن الكتب والباحثين وأسأل الله تعالى ان يوفقني لما يحبه ويرضاه فأقول وبالله التوفيق :
مقدمة حول الأسماء والكلمات الأعجمية :
اعلم أخي المسلم أن الكلمات التي تستخدم في العلوم الروحية والعلاجات والرقى لها عدة أقسام وهي بعدة لغات فمنها ما هو حرام وكفر ومنها ما هو حلال ومنها ما يحمل معاني في حروفه ومنها ما لا يحمل معاني أبدا ومنها ما هو بلغات غير عربية كاللغة العبرية واللغة السريانية واللغة الفارسية وهذه لغات معروفة ومنها ما هو ناتج عن علم الحرف وعلم البسط والتكسير الذي يعتمده علماء الروحانيات وغيرهم من السحرة والمشعوذين وهناك فرق بين كل منها وينبغي التمييز لكي لا يذهب الصحيح بالباطل فهناك الكثير ممن يتكلمون في هذا فيحرمون ويقولون هذا شرك وكفر وباطل دون الخوض في هذه التفصيلات وهذا ليس من أسلوب العلماء فالعلماء يردون كل شيء إلى البحث العلمي والتفصيل وبيان الأدلة بالشكل الأكاديمي العلمي وليس الحكم على الأشياء جملة وتفصيلا فينبغي أن نفرق بين الكلمات والطلاسم فالكلمات شيء والطلاسم شيء آخر وكذلك ينبغي ان نفرق بين الكلمات التي هي في لغات اخرى معروفة وبين الكلمات التي لا تحمل أي معني فكل هذا ينبغي ان نراعيه قبل إطلاق الحكم الشرعي في هذه المسألة
حكم الاسترقاء بالكلمات والأسماء العجمية :
لقد ذكرنا فيما سبق ان الكلمات والأسماء التي تستخدم هي قسمان قسم بلغات أخرى غير العربية وقسم بلغات غير معروفة وكل واحد منها له حكم وقد سئل ابن حجر الهيثمي رحمه الله تعالى عن هذا في الفتاوي الحديثية للإمام العلامة ابن حجر الهيثمي وهذا نص الفتوة :
وسئل رضي الله عنه: عن كتابة الأسماء التي لا يعرف معناها والتوسل بها هل ذلك مكروهة أو حرام؟ وهل هو مكروه في الكتابة والتوسل بتلك الأسماء التي لا يعرف معناها أو حرام في التوسل دون الكتابة؟ فقد نقل عن الغزالي أنه لا يحل لشخص أن يقدم على أمر حتى يعلم حكم الله فيه، وهل فرق في ذلك بين ما يوجد في كتب الصالحين كعبد الله بن أسعد اليافعي وغيره أم لا؟، فأجاب رحمه الله تعالى :
الذي أفتى به العز بن عبد السلام كما ذكرته عنه في «شرح العباب»: أن كتب الحروف المجهولة للأمراض لا يجوز الاسترقاء بها، ولا الرقي بها لأنه صلى الله عليه وسلّم لما سئل عن الرقي قال: «اعرضوا عليّ رقاكم فعرضوها فقال: لا بأس» وإنما لم يأمر بذلك لأن من الرقي ما يكون كفراً وإذا حرم كتبها حرم التوسل بها نعم إن وجدناها في كتاب من يوثق به علماً وديناً فإن أمر بكتابتها أو قراءتها احتمل القول بالجواز حينئذٍ لأن أمره بذلك الظاهر أنه لم يصدر منه إلا بعد إحاطته واطلاعه على معناها وأنه لا محذور في ذلك، وإن ذكرها على سبيل الحكاية عن الغير الذي ليس هو كذلك، أو ذكرها ولم يأمر بقراءتها ولا تعرض لمعناها فالذي يتجه بقاء التحريم بحاله، ومجرد ذكر إمام لها لا يقتضي أنه عرف معناها فكثيراً من أحوال أرباب هذه التصانيف يذكرون ما وجدوه من غير فحص عن معناه ولا تجربة لمبناه، وإنما يذكرونه على جهة أن مستعمله ربما انتفع به، ولذلك تجد في ورد الإمام اليافعي أشياء كثيرة لها منافع وخواص لا يجد مستعملها منها شيئاً وإن تزكت أعماله وصفت سريرته، فعلمنا أنه لم يضع جميع ما فيه عن تجربة بل ذكر فيه ما قيل فيه شيء من المنافع والخواص كما فعل الدميري في حياة الحيوان في ذكره لخواصها ومنافعها ومع ذلك تجد المائة ما يصح منها واحد، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وفي هذه الفتوة العظيمة بيان واضح من العز رضي الله عنه ومن خلالها يتبين لنا عدة امور هي:
• الأصل في هذه المسألة عدم جواز استعمال المجهول المعنى من حيث الرقى ومن حيث الكتابة لعدم احتمال الصحة ولاحتمال وجود الكفر والشرك في هذه الكلمات والأسماء فنقع في الشرك والحرام دون علم وهذا لا ينبغي أبدا . ولا يجوز استخدامها مطلقا بدون معرفة المعنى او لمجرد وجودها في الكتب وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يرويه الترمذي والنسائي وغيرهما عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم : دع ما يريبك إلى ما لا يربك . وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن النعمان بن بشير :فمن اتقى الشبهات فقد استبرئ لدينه وكذلك قال الله تبارك وتعالى (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الاسراء:36)
الاسترقاء بما يعلم معناه
جواز الاسترقاء بما يعلم معناه وكان معناه سليما أي فيه ذكر الله تبارك وتعالى وفيه دعاء وكان بلغات أخرى مفهومة ونذكر من هذه الأمثلة كلمتان ( آهيا شراهيا ) هذه الكلمات نجدها كثيرا في الكتب وفي بعض الأدعية والرقى وهما في اللغة العبرية ومعناهما ( الحي القيوم ) وقد ذكر هذا أهل التفسير وقالوا أن هذان الاسمان دعا بهما آصف بن برخيا وزير سليمان عندما جاء بعرش بلقيس وقد ذكر هذا القرطبي وابن كثير والطبري وغيرهما فليس هناك حرج إذا اردنا استخدام هذه الكلمات التي نحيط بمعناها وقد تعرض لهذا العز في فتوته وهناك غيرها الكثير من الكلمات وهي عبارة عن أدعية نقلت عن اليهود والنصارى بلغاتهم وهي أدعية وردت عن عيسى وموسى عليهم السلام وبعض رهبانهم وهي أديعة وتضرعات بلغاتهم وهناك الآن الكثيرين في هذا العالم من يناجون الله بلغاتهم فهل اذا وجدنا لغتهم مكتوبة نقول كفر ينبغي ان نعلم الحق حقيقة
• إذا وجدت هذه الكلمات في كتب من نثق فيه علما ودينا وقد أمر بقراءتها او كتابتها جاز ذلك لعلمنا أنه لم يقراها ولم يأمر بها إلا بعلمه بمعناها ونفعها وقد وردت كلمات كثيرة في بعض ادعية الصالحين منها في بعض أدعية الشيخ عبد القادر الجيلاني وهذا مثال على ذلك
• مجرد ورودها في بعض الكتب لا يعني الجواز فكثير من العلماء ذكروا بعض الكلمات مستدلين بها أو حكاية وروايه أو نقلا وليس مجرد ورودها يعني الجواز
الخلاصة :
يجوز استخدام الاسماء والكلمات التي علم معناها ويكون معناه ما يجوز الاسترقاء به من أسماء الله الحسنى والأدعية المأثورة وأما ما يعلم معناها ولكن ليس في معناها ما يجوز الاسترقاء به كأسماء الجن وغيرها مما يحرم وفيه كفر وشرك مما لا ينبغي فلا يجوز العمل بها ولو علم معناها وأما التي لا يعلم معناها فلا يجوز العمل بها إلا في حالة ورودها عن ثقة في العلم والدين واما غير هذا فلا يجوز العمل بها أبدا لما بينا سابقا من الأدلة
الملاحظة الأولى : وجود الأفضل لا يحرم المفضول
كثيرون ممن يحرم العمل بهذه الأسماء يحرمها دون دليل إلا أنه يقول لماذا لا نكتبها بالعربي حتى لو عرفنا معناهها فنقول له كلامك صحيح ولكن لايقبل علميا ولكن الحق الذي نريده هو أن تبين لنا الحلال من الحرام وتبين لنا هل يجوز العمل بهذه الاسماء التي يعلم معناها ام لا وبعد ذلك تقول : أولا نقول أن العمل بها جائز ولكن الأفضل هو أن نتركها ونأخذ ما هو واضح وليس فيه لبس دفعا للشبهة وامتثالا لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم الذي قال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقفن مواقف التهم
الملاحظة الثانية : الفرق بين الطلاسم والأسماء الأعجمية
ومن اهم الأمور التي يخلط بها بعض الباحثين هو انهم يصنفون كل كلمة وكل اسم اعجمي تحت اسم الطلاسم وهذا خطأ كبير جدا فالطلاسم شيء والأسماء الأعجمية شيء آخر فتراهم كلما وجدوا كلمة لا يعلم معناها قالوا عنها طلسما فيوهمون الناس بأن هذا الحجاب او هذا الدعاء سحر وهذا باطل فالكلمات التي نراها ومكونة من حروف وتصح قرائتها ليست طلاسم بل هي قد تكون كلمات بلغات أخرى وقد حدث هذا مرة معي حيث كان يناقشني أحد طلاب العلم واليك هذه القصة جائني وهو يحمل بيده حجاب فيه آيات قرانية وفيها عبارة هي ( بآهيا شراهيا أدوناي أصباؤوت ) فقال لي انظر إلى هذه الطلاسم فقلت له وما أدراك أنها طلاسم فقال ليس لها معنى فقلت له وهل هذا يكي لتثبت انها طلاسم فقال نعم فقلت له انتظر قليلا وطلبت من احد الإخوة من له خبرة باللغة الانكليزية أن يكتب الفاتحة في ورقة وبعدها قلت له ان يكتب ما يلي باللغة الانكليزية اللهم أسالك بحق هذه السورة ان تشفي حاملها من جميع الأمارض والاسقام ثم عرضتها عليه فقلت وما تقول في هذه قال ايضا طلاسم فقلت له اتقي الله تعالى هذه دعوة باللغة الانكليزية فهل تستطيع ان تحرم على الأجانب أن يكتب ادعية بلغتهم فسكت ولم ينطق ثم قلت له هل بحثت عن معاني هذه الكلمات فقال واين اجدها فلما رجعنا الى التفسير وجدنا المفسرون قد ذكروا هذه الاسماء في قصة عرش بلقيس وقالوا معناها الحي القيوم فنظرت اليه وقلت اتق الله ولا تفتي حسب هوى نفسك
الملاحظة الثالثة : معنى الطلاسم
واما الطلاسم فهي عبارة عن رموز وأشكال وعقد وحروف وأرقام لا تدل في ظاهرها على معنى قال صاحب أبجد العلوم :. ومعنى الطلسم: عقد لا ينحل. وقيل مقلوب اسمه، أي: المسلط، لأنه من القهر والتسلط وهو علم باحث عن كيفية تركيب القوى السماوية الفعالة، مع القوى الأرضية المنفعلة، في الأزمنة المناسبة للفعل والتأثير المقصود، مع بخورات مقوية، جالبة لروحانية الطلسم، ليظهر من تلك الأمور في عالم الكون والفساد أفعال غريبة، وهو قريب المأخذ بالنسبة إلى السحر، لكون مباديه وأسبابه معلومة. وأما منفعته فظاهرة، لكن طرق تحصيله شديدة العناء.
فثمة فرق كبير بين الطلسم وبين الأسماء يجب أن نتنبه إليه فالطلسم لا يدل على معنى إلا انه له تاثير على أرواح وامور فلكية يفهمها أصحاب هذا العلم واما الكلمات فقد تدل على معنى وقد يكون المعنى فيه خيرا وفيه ذكر الله تعالى وليس هذا دفاعا عن الطلاسم حاشا وكلا ولكن بيان للحقيقة
الملاحظة الرابعة : عدم الحكم على الحجاب بانه سحر بمجرد وجود الأسماء الأعجمية
وهذه من أهم الملاحظات التي ينبغي أن نتبه إليها فالكثير من الذي يتكلمون بهذا ويحرمون يتخذون قاعدة لا يتركونها وهي الحكم على الحجاب بالسحر من خلال وجود الكلمات الأعجمية وهذا باطل وافتراء على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بل وجعلوا من صفات الساحر وجود أسماء أعجمية ولم يرد هذا عن أحد من كبار العلماء فالعلماء عندما يواجهون مثل هذا يعيدون الأمر للشرع والشرع هنا يقول لك ارجع إلى البحث في مسالة الاسترقاء بالأسماء الأعجمية وتبين الحكم وقد ذكرنا الحكم
ومن هذا فينبغي على الباحث ان يتحرى معنى الأسماء فإن وجدها وكانت باطلة ومحرمة عندها ينتقل إلى موضوع السحر فإن لم يجد معناها بحث فيمن وردت عنه فإن كان ثقة عدل أمينا في دينه وعلمه أيضا تغير الحكم واذا وجدها عن غير ذلك بحث في السحر وهذا هو الحق والعدل
أما أن يحكم عليها فورا من خلال وجود الأسماء فهذا باطل وافتراء والله أعلم
نصيحة موجهة وكلمة أخيرة
لقد بينا من خلال البحث السابق كل ما يتعلق بهذا الموضوع ونسأل الله تبارك وتعالى أن نكون قد وفقنا لما يحبه ويرضاه فإن أصبنا فمن الله وإن أخطأنا فمن أنفسنا والشيطان
وفي الختام أحب أن أوجه نصيحة لكل مسلم ولكل معالج وراقي يستخدم هذه الأسماء الأعجمية وغيرها في أدويته وعلاجاته أقول له :
أخي المسلم المعالج الراقي حفظني الله تعالى وإياك قد بينت لك كل ما يتعلق بهذا ولكن الذي أعمله يقينا من خلال المطالعة ومن خلال الممارسة والتجربة أن الكثير من هؤلاء المعالجين لا يعرفون أدنى معرفة في معاني هذه الأسماء والكلمات والطلاسم بل ولم يأخذوها من الرجال بل عكفوا على الكتب التي تنتشر في المكاتب والأسواق فصاروا يطبقون ما فيها ولا يعرفون أدنى شيء حول هذه العلوم بل إن حتى أصحاب هذه العلوم يشترطون على تلاميذهم أن يأخذوا العلم من الرجال وليس من الكتب
حتى ولو كنت تعلم المعاني فأقول لك عندنا ما يغني عن هذا وعندنا ما هو خير من ذلك ولغتنا العربية هي خير اللغات وأفضلها وقرآننا هو خير الكتب السماوية ونبينا هو خير الأنبياء والمرسلين وعلماؤنا وصالحونا هم خير من الصالحين والعلماء من الأمم الأخرى وبعد هذا لماذا نلجأ إلى الأمم الأخرى ونترك امتنا ولو كان هناك علم خير من العلم الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لعلمنا هذا والذي نعلمه أن علم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل العلوم وقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على البيضاء ليلها كنهارها وما ترك شيء إلا وبينه لنا فلماذا نترك ما هو واضح وصريح وفيه الخير وجائنا عن الصادق المصدوق الذي قال فيه به جل وعلا : (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) (لنجم:3- 5) أم نكون كاليهود الذي قال الله تعالى فيهم : (قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ)(البقرة: من الآية61)
وإني سائلك بالله عليك هل علم محمد صلى الله عليه وسلم أفضل وأعم أم علم موسى وعيسى وسليمان وداوود بل إنه ليس هناك مقارنة بالتأكيد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فلماذا تتكر علمه وتلجأ إلى علم غيره فلذلك أخي المسلم عليك بالقرآن والسنة وتجارب العلماء والعارفين من هذه الأمة الراضية المرضية وفقني الله تعالى وإياك لكل خير
( الطلاسم والأسماء الأعجمية )
رؤية أكرمني الله بها حول هذا العلم ( الطلاسم والأسماء الأعجمية )
لقد بحثت كثيرا حول هذه الأمور حتى أقف على الصحيح منها ويرتاح له صدري وبحثت في نصوص العلماء وما وجدت ما يثلج صدري حتى أكرمت بهذه الرؤية وهي عبارة عن سنة من النوم أخذتني بينما كنت اشغل فكري بهذا الموضوع فرأيتني أقف أمام الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه وانا أحاوره وأستفسر منه عن هذه الأمور ( استخدام الأسماء الأعجمية والدعوات الروحانية ) وكم كان شرف لي أن أحاوره وكان الحوار كالتالي :
قلت له : سيدي ماذا تقول في العلم الروحاني
قال رضي الله عنه : هو علم صحيح لكن وهمه أكثر من صحيحه ودخل فيه ما أفسده
وعنده أردت ان اتابع الأسئلة فبادر هو وسألني :
قال رضي الله عنه : سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل ام موسى وعيسى وسليمان
فقلت له : سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل
قال رضي الله عنه : فهل يعطي الله علما لهم خيرا مما أعطاه لحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم
فقلت له لا فقال رضي الله عنه : فلماذا تدع أفضل علم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي وصل إلينا بالطريق الصحيح لم يدخل فيه ما يفسده وتأخذ العلم الذي ينسب لغيرنا من الأمم ولا ندري أهو صحيح ام غير صحيح فقلت نعم
قال رضي الله عنه : هل هذه الشخصيات التي يتعامل معها أهل هذا العلم ( وقصد الخدام والأوراح ) هل هي موجودة حقيقة ويعلمون بوجودها وهل تنفع وتضر بذاتها أم بإرادة الله تعالى
فقلت بل ليس هناك يقين ولا إثبات
فقال رضي الله عنه فكيف ندع من وجوده ثابت وحقيقي وبذاته وهو الذي أوجد كل شيء وتصرفه قائم بذاته وبيده النفع والضر وهو القادر ونلجأ إلى من وجودهم غير ثابت وإن وجدوا فنفعهم وضرهم بأمر الله إن شاء نفذ وإن شاء لم ينفذ
ثم قال رضي الله عنه : الذين يعملون بهذه العلوم ويقرأون هذه الأسماء هل يعرفون معناها كلها فقلت له لا يعلمون البعض ويجهلون الكثير فقال رضي الله عنه لو كانت هناك كلمة واحدة في معناها الكفر والشرك والحرام هل يعذرك جهلك أمام الله تعالى فقلت لا
فقال فكيف نترك القرآن الذي نعرفه وواضح ونلجأ إلى كلمات لا نعرف معناه
ثم قال رضي الله عنه : هل هناك اعظم من اسم الله تعالى فقلت لا قال فكيف نترك خير الأسماء وأعظمها ونعمل بأسماء لا نعلمها فغن لم تنفعك اسماء الله تعالى فهذه لا تنفعك
ثم قال رضي الله عنه : يزعم أصحاب هذه العلوم أنها أشرف العلوم وخيرها فقلت نعم يزعمون هذا فقال فكيف كتمها أو لم يخبر بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقلت له صحيح
ثم قال لي يا بني لماذا يستخدمون هذه العلوم فأجاب نفسه وقال : لدفع الضر او لجلب النفع أوالعكس لدفع النفع ولجلب الضر فقلت له نعم سيدي يستخدمونها لأمور كثيرة منها للمحبة ومنها للرزق ومنها للعلاج ومنها للفراق ومنها ومنها قال كل هذا موجود عندنا وعندنا ما يغنينا عنه عندنا القرآن فيه لكل شيء والنبي صلى الله عليه وسلم علمنا كل شيء
ثم قال : كن مع الله ترى الله معك وكن له كما يريد تصبح انت تفعل ماتريد بامر الله ولا تحتاج إلى كل هذه واسعى للعلم اللدني الذي يوهبه الله للعبد اذا اتقى الله وهذا هو خير لك وليكن يقينك كامل بالله تعالى
ثم ختم كلامه بقوله انا لا انكر هذا العلم ولكن كما قلت وهمه أكثر من حقيقته وخطأه أكثر من صوابه والابتعاد عنه خير من الدخول فيه ثم قال ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك )
وبعد هذا الكلام ليس هناك كلام فمن أراد الخير فعليه بهذه الحقائق والله تعالى أعلم
طريقة كشف الأثر
هو انك تحضر شئ من أثرك أي شئ من ملابسك يكون نظيف وتفرده أمامك وتفرد كفك بمقدار شبر ثم تضع كفك على الأثر واعمل علامة بالقلم في أول الشبر وعلامة في أخر الشبر أي علامة في أول صباع من الناحية الشمال وعلامة فى أخر صباع في ناحية اليمين ثم اقراء على الأثر سورة الهمزة 7 مرات وقول بعد كل مرة تقراء فيها السورة توكلوا ياخدام هذه السورة الشريفة وبينوا لِى ان كان بى سحر فطولوا الاثر وان كان بى مس فقصروا الاثر وبعد أن تقراء على الأثر تضع كفك بمقدار شبر على نفس القياس الى عملته مرة أخرى وشوف لو طول يبقى فيك سحر ولو قصر يبقى مس
وفى حالة إن أردت أن تكشف على نفسك إن كان فيك عين أو حسد أو لا عليك بعمل نفس السابق من إحضار اثر وقياس شبر عليه وبعد ذلك تقراء عليه سورة الهمزة وتقول توكلوا يا خدام هذه السورة الشريفة وبينوا لى ان كان بى حسد فطولوا الاثر وان لم يكن بى شئ فأبقوه على حاله
وبعد ذلك تقيس الأثر مرة أخرى وترى لو طول يكون
فيك حسد ولو لم يطول وبقى على حاله إذا ليس بك حسد
ملحوظة هامة
أولا: الأثر لا يطول أو يقصر إلا بمقدار عقلة اصبع أو نصف عقلة اصبع
ثانيا : بالنسبة لمن لا يريدوا أن يقولوا توكلوا يا خدام هذه السورة الشريفة لذلك انصحهم بأنهم يقراوا السورة 7 مرات وفى نيتهم ان كان بهم سحر يطول الاثر وان كان بهم مس يقصر الاتر فقط بدون القول توكلوا يا خدام هذه السورة الشريفة او شئ من هذا القبيل
ثالثا: بعد قراءة السورة والقياس تقراء سورة الزلزلة 7 مرات لاصراف الخدام .
رابعا : نسبة قليلة جدا جدا من الناس من يعملوا بهذه الطريقة لا يظهر لهم شئ رغم انه يوجد بهم مس او سحر وذلك بأن الجن الموكل عليهم فى السحر الذي فيهم يمنع عنهم الكشف وهؤلاء يجب الكشف عليهم شخصيا
خامسا : وأنت تقراء على الأثر لا تضع يدك على الأثر أو على العلامات التي علمتها عليه إنما تقراء عليها فقط.
مواضيع مماثلة
» * حكم الرقية وشروطها في الإسلام - صفات وشروط المعالج الرقية الشرعية .
» * الرقية الشرعية
» * الرقية الشرعية واسباب نجاحها - حكمها وشروطها - نصائح علاجية
» تكفير الرافضـة ((الشيعة )) لأهل السنة
» * وسطية اهل السنة والجماعة - الحاجة الماسة الى الرسالة الخاتمة
» * الرقية الشرعية
» * الرقية الشرعية واسباب نجاحها - حكمها وشروطها - نصائح علاجية
» تكفير الرافضـة ((الشيعة )) لأهل السنة
» * وسطية اهل السنة والجماعة - الحاجة الماسة الى الرسالة الخاتمة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى