* سحر و لعنة".. قصة حقيقية اغرب من الخيال - 2
صفحة 1 من اصل 1
* سحر و لعنة".. قصة حقيقية اغرب من الخيال - 2
جائه صوت من مكان مجهول....لم كل هذا....لم أزهقت كل هاته الأرواح......جائه رد الزبير باردا........لأني أحب إزهاق الأرواح...و سأتركك تعيش إن أنت أذعنت لطلبي.........أعطني القمقم السليماني...
رد الفقيه و لا زال مصدر الصوت مجهول..عليك اللعنة..سيكون بيتي قبرك الأبدي في هذه الدنيا....... و بدأ الفقيه في ترديد أسماء بين العبرية و لهجة السواحلي الإفريقية.........و بدأت حيطان المنزل في الإهتزاز......و بدأ الزبير يضحك......و بإشارة منه....جلب خدامه زوجة الفقيه و ابنيه الصغيرين....توجه الزبير خلف زوجته و دون انتظار...قام بذبحها.....و ليقول و هو يلعق الدم الذي لطخ يده....تعال عندي و اخنع لأمري و إلا......و توجه الزبير صوب أولاده...ليركض الفقيه اتجاه الزبير و هو يطلب منه التوقف..و أنه استسلم له....ضحك الزبير ....و قال..هكذا أنتم البشر تقضي عليكم مشاعركم.....قالها و كأنه ليس من البشر ..و كأنه أسمى من البشر و حتى من الجان..........و تابع الزبير......أحضر لي القمقم السليماني.....صرخ الفقيه الساحر....لا أنصحك.....فالمارد الذي فيه قوي جدا جدا.......فوق استطاعة أي ساحر في هذه الدنيا.......أعطني القمقم و اكتف بسماع الأمر.......و غاب الفقيه و حضر ليأتي بإناء نحاسي..يظهر أنه قديم جدا.....تناوله الزبير و طعن الفقيه الدجال في بطنه....و الذي تهاوى أرضا متتبعا بعينيه الزبير الذي أكمل قائلا.....إبنيك الصغيرين سيكونا الجثتين القادمتين لسحري.....و انهمر في ضحك شيطاني........
دخل الزبير للغرفة النحاسية و في يده القمقم السليماني.....فكسر الرصاص الذي يغلق فم القمقم.....ليخرج دخان أزرق ...و ليسمع الزبير صوتا غليظا يقول..التوبة التوبة يا نبي الله............و تشكل في شكل مخلوق أسود هائل الجثة بأنياب في فمه............و أسرد المارد قائلا بالعبرية ....من أنت.......أجاب الزبير.......أنا سيدك ......أجاب المخلوق ...سيدي هو النبي سليمان....أردف الزبير قائلا......النبي سليمان مات منذ زمن بعيد....صرخ المارد....حقا؟؟؟؟؟ أجاب الزبير نعم......فصرخ المارد..إذن سأقتلك....فأنا أكره الإنس......حاول المارد استخدام قواه ..دون جدوى......ماذا يجري....صرخ المارد...أجاب الزبير في هدوء.....لقد قلت لك أنا سيدك..و كل قوتك أتحكم فيها.....فخر المارد على ركبتيه..السمع و الطاعة.....رد عليه الزبير....أعطني العهد و الميثاق...في خدمتي....و لا تخف ....ستخدمني فقط لأمور الشر.....و أريدك أن تكون سيد و ملك الجن الذين تحت خدمتي..أعطى المارد العهد للزبير...حسنا قل لي ما اسمك و ما قصتك....قال الزبير.....أجاب المارد....إسمي داهش و قد قبض علي "الدمرياط" وزير الجن عند النبي سليمان بعد أن خضت بجيشي حربا ضده...و كانت نهايتي هذا القمقم النحاسي............حسن أول مهامك لي ..ستبحث لي عن مكان إقامة توأم شمعون...قالها الزبير...ليسمع الرد الذي يحب سمعه.....السمع و الطاعة سيدي....و ضحك الزبير.....ضحكة متسلطة.......
حضر المارد "داهش" بعد مدة ليخبر سيده الزبير بأنه وجد مكان مقام توأم شمعون....مغارة وسط جبال الأطلس في مدينة "قلعة مكونة" و أخبره أنه مكان منعزل لا يطئه إنسي...فأمره الزبير بأن يدله على المكان...فأردف "داهش" مكملا.......مدخل المغارة محمي بطلسم سحري قوي جدا منحوت على الصخر...لا يمكن لأحد اختراقه..إنسي كان أم جني..
أحس الزبير بالعجز..و كان يكره هذا الإحساس......فصرخ في "داهش" لا بد من وجود طريقة أو حل.....ما نفع هذا العدد الكبير من الجن في خدمتي ..إن لم يوفروا لي ما آمره بهم....و ما نفعك أنت بكل قوتك و جبروتك و وقوفك ندا ل "الدمرياط" وزير جن النبي سليمان....ما نفعكم.....صرخها الزبير و هو يركل فتاة صغيرة كانت مربوطة تنتظر مصيرها المشئوم في وصفات الزبير السحرية...................اقترب "داهش" منه ليقول.....هناك وسيلة سيدي...وسيلة وحيدة..استدار الزبير نحوه و قد لمع الأمل في عينيه...ما هي قل ما هي........الحل سيدي يكمن في غرفة الخلاص..الغرفة النحاسية..كيف ....قالها الزبير في انتباه.....رد "داهش" يجب أن تأخذ كل النحاس في الغرفة حيث منقوشة الطلاسم و تصهره و تذيبه على صخور المغارة حيث الطلسم المانع لدخولها.....فكر الزبير في الأمر..ليردف....و هل النتيجة مضمونة....فرد "داهش" نعم سيدي مضمونة..لكن نحاس الغرفة غير كاف....يلزمك نحاس غرفة الخلاص الثانية و التي يملكها اليهودي الصويري........برقت عينا الزبير في شك..يظهر أنك لم تضع وقتك سدى...فقد سألت و بحثت.....أجاب "داهش" في مكر..كله لخدمتك سيدي.....فرد الزبير..إذن تلزمنا الغرفة الثانية...و هذا يلزِمنا قتل الساحر المالك لها.....أمممممممم....حسن فليكن.........تطقس عن أخبار ذلك الساحر و آتني بها في الحين.....الأمر و الطاعة سيدي..و انصرف المارد...و بدأ الزبير في التفكير....التفكير في غرفة الخلاص التي سيفقدها.....و التفكير فيما تحتويه المغارة..و التي لأجل ما فيها أُقفلت بطلسم قوي جدا...
و حضر "داهش".....سيدي ...ذلك الساحر مالك الغرفة....إنه....إنه.......قوي جدا....جدا.. لقد جمع بين القابالا و السحر الإفريقي الأسود.....تابع الزبير باهتمام...ليكمل "داهش" .....يلقبونه "أوروكوزو" (معناها الساحر بالإفريقية) و قد تعلم على يد ساحر كبير في نيجيريا ...تجهم وجه الزبير....و "داهش" يتابع......له الكثير الكثير من الأعوان...و أغلبهم من القرائن (جمع قرين) ....و قد تعلم الطريقة من معلمه الإفريقي...و هي أنه يقوم بقتل الأبرياء كيفما كانوا....و في الليل ينبش قبورهم و يأخذ قلوبهم...و ببعض الأعمال السحرية يتحكم في قرائنهم.....و قد قتل الكثير الكثير....و لك سيدي أن تتصور كم له من الخدام.....
طرق الزبير رأسه لأسفل و هو يفكر....و يفكر ...ليقول بصوت منخفض....سنقتله...كيفما يكون......أفضل الموت على يديه.....على الجلوس مستسلما لمخاوفي....
و ذلك ما كان......توجه الزبير حيث يقطن الساحر الصويري.....منزل كبير جدا في الحي القديم..........ما إن اقترب من المنزل...حتى فتح رجل قصير الباب.....أهلا بالذي يريد قتلي.....أهلا بقاتل شمعون و أخيه.........انتظرتك كثيرا......أخفى الزبير ذهوله و رهبة سرت في كل خلاياه....أنت الساحر الصويري.....أجاب الساحر ..بشحمه و لحمه و قرينه....و انهمر في ضحك أظهر فمه الفارغ من الأسنان......كانت عيناه تدلان على مكر و خبث ........و دعى الزبير للدخول....و دخل الزبير ليُقفل الباب.........و أردف الساحر قائلا .....تريد قتلي......لأخد الغرفة النحاسية......و أنا منذ زمن أريد مواجهتك..........سأعقد معك اتفاق.......إن أنا قضيت عليك يكون خدامك و ما لك لي....و إن أنت قتلتني فكل ما لي لك.....رد الزبير في جرأة......موافق..........و اسودَّ وجه الساحر ...حسن......
و دخل الزبير في عراك سحري مع اليهودي الصويري صاحب الغرفة النحاسية الثانية...و تجسد أمام الزبير أعداد هائلة خلف الساحر اليهودي من الجن..كانوا أتباع اليهودي...أكثر مما يتصور......و كان الجن أتباع الزبير و في مقدمتهم الداهش خلفه ...و بدأ الساحر اليهودي في ترديد عزائمه السحرية المخلوطة بين عبرية و إفريقية.....و الزبير يصرخ : أهيا شرا هيا بيقه شيا............و أردف ..العَجَل العجل ..الساعة الساعة.....
و تحول المكان لقطعة من الجحيم...نيران سوداء و حمراء....و أجساد الجن القتلى هنا و هناك ....و كانت الغلبة لمن يتابع بعيناه للساحر اليهودي....و هو لا زال يستدعي خدامه من الشياطين و من القرائن....أحس الزبير بضعفه أمام هذا الساحر
و فجأة.....ظلام.....ظلام يحيط بالزبير....هل أصبح أعمى...هل مات.....أم هل هو طلسم سحري رماه به الساحر اليهودي
فتح الزبير عيناه.......ليرى أغرب ما تخيله في رأسه أن يراه.........كان في مكان أشبه بالمآثر التاريخية.......قاعة جد كبيرة فيها تماثيل برخام أبيض تجسد ملكا تظهره قويا و يحمل رمحا...كل التماثيل متشابهة....و كان هناك كرسي مصنوع من.....من جماجم بشرية...صغيرة.........جماجم أطفال......و عليها جلس ....عجوز كبير.......لحيته بيضاء...منتوفة.....يلبس لباسا أسود...و يحمل قلادة....كبيرة فيها رموز غريبة....و أمام الزبير رأى الساحر الصويري..و كان أيضا مندهشا مما يجري.....و رأى أيضا خادمه "داهش" و كان مقيدا..........
و جاء صوت العجوز ....بمهل........مرحبا بالزبير عندي........الزبير.......و أخيرا .....
التفت الزبير في انتباه ...و هو لا يفهم شيئا مما يجري......
و أردف العجوز قائلا.....أولا قبل تعريفك بنفسي......كان يتكلم وهو يتمشى بخطوات بطيئة....و مر قرب الساحر الصويري....أشار بأصبعه...لينصهر جسد الصويري لكتلة من الدماء و اللحم............و أكمل العجوز.....تريد دخول المغارة.......و ذلك بصهر نحاس الغرفتين و تسكبه على صخور المغارة.......دعني أقول لك أن كل هذا ليس إلا خدعة من المارد "داهش" و ذلك لتتخلص من الغرفتين التي يحس بضعفه فيهما.....التفت الزبير للمارد و نطق...صحيح؟؟؟؟
أكمل العجوز..نعم صحيح....و بعد أن تتخلص من الغرفتين كان يريد الخلاص منك....و مر العجوز أمام المارد..و مرة أخرى أشار بأصبعه ليصرخ "داهش"...و تحول لرماد....
و العجوز يكمل.....و كل هذا لا يهمنا......و ضحك العجوز..........أنت من يهمني يا الزبير.....كيف ...نطق الزبير......
لا تقاطعني....قالها العجوز و أكمل.....منذ صغرك و أنا أتتبعك....و الأحداث التي جرت أظهرت فعلا أنك إبن الشيطان......ماذا إبن الشيطان؟؟!! .....قالها الزبير في صمت....العجوز يكمل.....منذ قتلت الطفلة الصغيرة و بعدها قتلك لشمعون و للعديد العديد من الناس.........و كذلك كنت أريدك.....فالإنس و الجن ليسوا إلا وسيلة لنا...نعم وسيلة لنا.....فنحن رغم قلتنا هم "المختارون"..........و هم ليسوا إلا قطعانا نحركها كيفما نريد...........آه نسيت....نسيت أن أعرفك بنفسي........يبدو أن شيخوختي بدأت تظهر....و ضحك بسرعة ليكمل....أنا "بنيامين" الحاخام الأسود....و العالم العليم بسحر الكابالا وسحر النكرومانسي....و تلميذ أستاذي المبجل "يعقوب إليتزر".....
أسماء غريبة عليك.....لكن ستفهمها....ستفهم كل شيء..........فأنت المختار......إختارك إبليس بنفسه.....سيدي و سيدك.....و سيد كل اليهود .............الزبير فقط يدخل الأسماء الجديدة التي يسمعها....ليحاول فهمها ......
أتعرف أين أنت.......أنت في مدينة اللعنة الأبدية.....مدينة "إرم ذات العماد" .....و هي سكناي و مقامي.......المدينة التي رغم تقدمهم و تطورهم لم يجدوها......فالمدينة يحميها سحر قوي......أقوى من تلك العلوم الحقيرة التي يقيسون بها الحضارة
ماذا تريد مني......قالها الزبير.......ليرد العجوز........ألم أقل لك إنك المختار من طرف إبليس........و ستكون تلميذي........و لكن دون خيانة......و بدأ في الضحك.....بسهولة لأنك لن تستطيع الخيانة..........
و لتعلم أكثر.......نحن من يخطط للعالم...حروب دماء دمار أمراض فساد انقلابات ثورات كلها .....نحن من يخطط لها... لا بد و أنك سمعت أن اليهود يقولون أنهم شعب الله المختار.....و فعلا فإبليس اختارهم ليكونوا شعبه.....و أنا سيدهم و على قمة من في قمة الهرم.......الهرم الماسوني كما يسمونه......أنا المالك لأصول السحر...أعلم منها ما أشاء بأمر من إبليس.......أنا إبن ملوك الكليبوت..(الكليبوت كلمة عبرية متداولة في سحر الكابالا الخاص بكبار الحاخامات..و معناها قشرة الشر الموجودة في العالم.......و للكليبوت سبعة ملوك يمثلون العوالم السبعة المدَمَّرة و التي خلقها الله قبل هذه الأرض و لكنها تحللت بسبب سيطرة الشر....أعوذ بالله مما يقولون)......
و من في قمة الهرم الماسوني.....يكمل العجوز "بنيامين"...أما الزبير ففاتح فمه كأبله لأشياء لأول مرة يسمعها....و يكمل العجوز و كأنه كان محروما من الكلام....و من في قمة الهرم ...هم تلاميذي...و هم من ذرية العشرين شيطانا الذين بعثهم إبليس للأرض و تزوجوا من بنات البشر و أنجبوا ذرية مخيفة...أفراد هاته الذرية تعلموا كيف يصنعون أسلحة غريبة و علوم السحر...و التحكم في سير البشر...
رد الزبير ....لقد أكثرت علي الكلام.....فماذا تريد مني.........رد العجوز...لست أنا من يريد.....بل إبليس من يريد منك أن تكون في خدمته...و خدمتي....ستكون الوسيط بيني و بين من في قمة الهرم.........
موافق.....قالها الزبير.....و ذلك غايتي.....خدمة إبليس..........
تناول العجوز أحد الكتب....و يظهر أنه جد قديم........جدا...........و قال...هل تعرف "الحظرد"..........أجاب الزبير ...نعم ....كاتب كتاب "العزيف".......رد العجوز...أحسنت...و الوحيد الذي زار هذه المدينة..."إرم ذات العماد"........شخص رائع....قالها العجوز و كأنه يفتكر ذكريات جميلة....ليكمل....خذ..هذا كتابه الأصلي.....الوحيد........تناوله الزبير في دهشة و انفعال......أدرسه جيدا...و افهم ما فيه........و استعد لمقابلة.........إبليس...
و أمضى الزبير يومه كاملا في الإطلاع على كتاب "العزيف" .....فهم فقط القليل منه...ليدخل عليه الحاخام العجوز ..و قال و هو يمد له ثوبا أحمر.....ستقام الليلة حفلة لإنضمامك للمجمع المختار....إلبس هذا الثوب..........رد الزبير حسن..و لكن هذا الكتاب لم أفهم إلا القليل منه.....رد العجوز ..هذا الكتاب هو البوابة الكبرى للعالم الموازي لعالمنا.....عالم الجن.....الجن الذي بهم و بعونهم نقضي الكثير من مآربنا.....هم جد متطورين على البشر....و لكن نحن...نحن النخبة ...النخبة التي فوق الإنس و الجن...و إبليس العظيم (لعنه الله) من وضعنا في هذا الموضع....انتظارا...للحظة خروج المخَلِّص...
لكن......قالها الزبير..ليقاطعه العجوز...يكفي أسئلة...ستعرف كل شيء....كل شيء....
دخل الزبير وراء العجوز...لقاعة ضخمة....يتوسطها...تمثال ضخم لشيء قبيح الخلقة...و كان التمثال..و كأنه حي ينطق...و حول التمثال التف تسعة كراسي و تسعة موائد.....بشكل هرمي...و كان هناك سبعة أشخاص يلبسون لباسا أبيض...و يغطون وجوههم......و على كل مائدة....ركز الزبير عينيه ليعرف ما ذلك الشيء الصغير الملفوف..لقد كانوا...كانوا..أطفالا رضع....نعم رضع.............استغرب الزبير الموقف و انتظر ليفهم بدون أن يسأل.......كان العجوز بلباس أسود يتواتى مع لقبه "الحاخام الأسود".......و خلفه الزبير بلباسه الأحمر...
و أشار العجوز للزبير بأخذ مكانه ..و كان كرسيه قرب كرسي العجوز....و الذي بدأ الكلام بالعبرية....نشكر إبليس على التقائنا..نشكر إبليس على قوتنا....نشكر إبليس على اختيارنا.....هو ربنا (أعوذ بالله) و سيدنا و مالك خلاصنا......و لك يا إبليس نقدم هاته الأضحيات التسع ...كما قدمها قبلنا و منذ مئات السنين إبنك الصفي الذي اخترته من بين أحفادك اليهود "هيرودس أكريبا"....
كان كل الجمع يردد خلفه ما يقول...حتى الزبير بدأ في الترديد و هو لم يفهم بعد...و رفع العجوز وتدا خشبيا..و رفع الثمانية و فيهم الزبير أوتادا خشبية......و صرخ العجوز ..أهدي لك إبليس الدماء و الأرواح و لتكن أضاحينا بإسمك و لك...فتقبلها منا...فنحن منك و إليك......قالها العجوز ليغرس الوتد تماما في قلب الرضيع الموضوع أمامه....و ليغرس البقية أوتادهم أيضا في نفس مكان القلب.......صرخات صغيرة هنا و هناك للرضع ما لبث أن سكت صراخهم و حركاتهم..و أخذ العجوز سكينا حادة ليفصل الرأس عن الجسد و هو يقول المجد لك ..المجد بك......و ليتبعه الحاضرون في العملية و ليفعلوا فعله و يقولوا قوله....و رفع كل واحد فيهم الرأس الصغيرة التي ما زال الدم يقطر منها.....و توجهوا للتمثال و رؤوسهم مطأطئة....ليضعوها بين يديه....و ليركعوا و هم يرددون المجد لك....المجد لك..........لتبرق عينا التمثال بوهيج أحمر.....و لتشتعل نار حمراء وسط القاعة..........و يصرخ العجوز في طرب و فرحة:.....إبليس يبارك لنا و يتقبل أضاحينا.....فلتبدأ أفراحنا....... و تخلى كل واحد فيهم عن لباسه..كما ولدتهم أمهاتهم.....و توجه كل واحد منهم لكرسيه حيث أخذ سكينا و بدأ في تقطيع جثة الرضيع.....و توجهو بها للنار الحمراء حيث وضعوا فيها أسياخا..و وضعوها على النار...و الزبير يحاول فقط التقليد و قد غلب غموض ما يفعلون تفكير عقله...و بدأوا في التهام تلك الأجساد الصغيرة....و العجوز يأمر الزبير بفعل ما يفعلون..و هو يصرخ ...إنها النار المباركة...النار التي أشعلها سيدي إبليس احتفاء بنا.........و أكل الزبير...بل و أظهر شراهة في الأكل........كانوا كوحوش آدمية........وحوش جائعة......و انسدل الستار.......انسدل عن ليلة دموية كان الزبير ينتظر أن يفهم ما جرى فيها....
في اليوم الموالي...طلب العجوز من الزبير مرافقته....إلى نفس القاعة الكبيرة.....و بدأ في الشرح....و عقل الزبير يستوعب.....و أشار العجوز للكرسي الذي كان يجلس فيه الزبير...قائلا.......لقد وهبك إبليس مكان "حيرام أبيود" ...لقد منحك الدرجة الثالثة...("حيرام" وزير الملك هيرودس الثاني ...ملك اليهود و مؤسس الماسونية اليهودية عام 43 م)
و هي درجة مباشرة خلفي.....
لم تفهم....حسنا...أنظر...طقوس البارحة كانت احتفالا لأولي مؤسسي تنظيمنا ...و كانوا تسعة...كما عددنا......و هؤلاء التسعة نسمى بأسمائهم عند سيدنا إبليس ..و هم...
- الملك هيرودس أكريبا...و هو أنا
-حيرام أبيود...و هو أنت
-موآب لافي..
-جوهنان..
-أنتيبا..
-جاكوب أبدون..
-سلومون أبيرون..
-جواب أدونيرام..
و -أبيا لافي....
هؤلاء هم المؤسسون...و نحن أحفادهم...و سنورثه لأحفادنا...انتظارا للمخَلِّص.....
لكن الرضع لماذا....نطقها الزبير...ليجاوب العجوز ضاحكا........من طقوسنا...أن نضحي بتسعة رضع....يكونون بعمر تسعة أشهر....و كل رضيع من عرق بشري مختلف..بين آسيوي و منغولي و عربي و هندي...... و ذلك دلالة لسيطرة إبليس على كل أعراق البشر....أما الأوتاد الخشبية فمصنوعة من الصليب الذي صُلِب به عيسى النبي قبل موته ..(لم يمت عليه السلام بل اصطفاه الله عنده) .....فمرحبا بك بيننا....بين أحفاد إبليس....... لكن....قالها الزبير و أكمل...الأحفاد كما تقول...كانوا يهودا...أبناء يهود....و لكني لأبوين مسلمين.......فضحك العجوز حتى ظهر ما تبقى من أسنانه....ألم أقل لك أنك ستعرف كل شيء في وقته....أنت لست إبن حمادي و فاطنة.......هم فقط وجدوك و ربوك........لكن عرقك الشيطاني غلب على تربيهم......إفخر و افتخر فأنت إبن "كراولي" أكبر ساحر في هذا القرن...الإبن المفضل لإبليس.....فتح الزبير فمه غير مصدق...و العجوز يكمل....لقد زار "كراولي" المغرب....و جاب في صحرائها محاولا ..عيش دور الحظرد الذي جاب صحراء الربع الخالي...و أنت نتاج علاقته بساحرة في مدينة الرشيدية.....أنت بذرة شر......و قد نبتت...و الآن إبليس ينتظرها أن تثمر.
كان العجوز و الزبير في ممر سري...و العجوز يثني على الزبير ما قام به.....و ولجوا لقاعة كبيرة...امتلئت بكتب كثيرة....كل كتاب موضوع بعناية على طاولة زجاجية مغلفة بالحرير الأحمر.....هاته الكتب هي كتب السحر التي كانت تحت كرسي النبي سليمان..قالها العجوز و أكمل...ينقص بعض منها....توجد في الفاتيكان...و عند بعد الأثرياء العرب الذين يتسترون عليها..و يمكن أن تقول أنهم أعوان لنا........فتح الزبير فمه منبهرا....و حمل كتابا...كان الكتاب يشير لوصفات لم يفهمها الزبير و إن كانت مكتوبة بالعبرية.........ضحك العجوز و قال ستفهم...فقط ركز و ضع كل انتباهك في قراءة هاته الكتب..............
و بدأ الزبير في مطالعة الكتب و التي كانت بكتابات عبرية و آرامية ......يفهم شيئا و ما لم يفهمه يشرحه له العجوز....و بدأ في تركيب وصفات سحرية.....للتجريب.........
و كانت كل علوم السحر التي تعلمها من شمعون و العلوم التي تعلمها بعده..غير مفيدة في شيء.........فكتب السحر هاته تشرح كيفية استعباد العقول.....و تشرح عوالم الجان و تركيبتها الغريبة.....و كيفية تسخير الجن ....ملوك الجن لأغراض أكبر.....
الآن وجب عليك الشراكة مع أحد أبناء إبليس....قالها العجوز...ليجاوب الزبير...كيف
تابع العجوز......هناك طقوس يجب أن تقوم بها....و ذلك لإرضائه.....
كان الزبير في "النوبة" (في مصر)..... في مكان مهجور من تلك الصحراء ذات الرمال البيضاء.......في ليلة مقمرة........و معه قط أسود كبير...و غراب أسود....و جدي أسود...و طفلان رضيعان..أحدهما أبيض و الآخر أسود.....و كان الزبير عاريا.....
و بدأ في ذبح الحيوانات و الرضيعين بالترتيب الموضوع......و هو يتلو تعاويذ و أناشيد بالعبرية.......و جمع دماء الحيوانات و الرضيعين في زجاجة...ثم ألقى الجدي و الرضيعين بعد أن أخذ ما أراده منهما في الخلاء...قريبا من مكانه...كهدية للشيطان..
و أوقد نارا قوية حرق فيها أمعاء و مخالب و أقدام و رؤوس الحيوانات و الرضيعين...و عندما صارت رمادا...ذر بعضها في الخلاء عن يساره...ثم عن يمينه...ثم خلفه...و أخيرا أمامه....ثم جمع الرماد المتبقي و مزجه بالدم و بدأ في شربه...... و بدأ بعدها في ترديد إسم إبن الشيطان "مادشار"......ليسمع صوتا ...من يطلبني......ليجيب الزبير...أنا الزبير تلميذ الحاخام الأسود...و خادم إبليس المخلص...و أريد أن تكون عونا لي.....أجاب إبن الشيطان....سمعت عنك.....إركع لي ...لتظهر لي وفائك......و ركع الزبير.....ليتم الإتفاق و العهد بعدها.........
حسن ...قالها العجوز....لم يعد ينقصك شيء..أصبحت الآن كفيلا بالدور المنوط بك....
أحيرام وزير الملك هيرودس أكريبا......
رد الزبير ...القليل من يعرف أن قائدنا هو هيرودس...قالها الزبير و جلس على الطاولة...رد العجوز....نعم ..فقد كنا نخبرهم أن زعيمنا هو سليمان النبي...لنكذب ما جاء به....و فقط فُضِح أمرنا على يد رئيس جمهورية البرازيل "برودانتي موريس" سنة 1898 عندما أهدى النسخة الأصلية لكتاب "عن القوة الخفية" لذلك الأستاذ العربي "عوض خوري" و الذي أسرع لترجمته من العبرية لباقي اللغات.....
صرخ الزبير...و لو عرفوا...نحن الأقوى و لا نهاب أحدا و سنسحقهم كما أسحق هاته النملة...قالها الزبير و هو يدهس بأصبعه نملة صغيرة على الطاولة......و أردف قائلا..نحن أعوان إبل.........و سقط الزبير أرضا بلا حراك..............
استيقظ الزبير.......فتح عيناه....ليرى العجوز أمامه........سأل الزبير في صعوبة...ماذا جرى...و لماذا أحس بهذا الدوار
رد العجوز.....لم تقل لي أنك مريض بالحساسية......ذُهل الزبير...ماذا...لا أعرف عما تتكلم......رد العجوز....إنك مريض بالحساسية ....و عندما سحقت تلك النملة على الطاولة تسرب إليك الحامض الذي خُلِقت به..حامض النمليك....و كاد يودي بحياتك لأنه خطر على مرضى الحساسية.(حامض النمليك هو حامض يفرزه النمل و قد يأدي للقتل إن قرص شخصا مريضا بالحساسية..و لا يأذي من يتمتع بصحة جيدة)......
استيقظ الزبير بصعوبة.....ماذا...نملة تفعل بي هذا......و اقترب من مرآة ليرى نفسه...و تفاجىء.....كان بلا شعر في رأسه و بلا حواجب.....و كل جلده مغطى ب......بأرقام و حروف عبرية..........ما هذا صرخ الزبير...ليرد العجوز.......هذا طلسم سحري..و هو الذي جعلك تحيى من جديد.
أصبح منظر الزبير مرعبا..و هو بلا شعر و لا حواجب و حروف عبرية و أرقام موشومة على كل جسده.....شكله الجديد ينسجم مع المكان الذي يعيش فيه و الأعمال الشيطانية التي يقوم بها......و كان لا زال مستغربا من أن كل ماجرى له سببه نملة...رغم كل قوته و جبروته..
و تذكر ما جرى للنمرود عندما عذبه الله ببعوضة دخلت من منخره و بقيت فيه أربعمائة سنة...كانت عندما تتحرك في رأسه يطلب من خدمه أن يضربوه بالنعال طلبا لإسكات الألم الفضيع الذي كانت تحدثه......سرعان ما أزال الزبير الفكرة من رأسه..كان قد قرأها في كتاب ...و الذي يتحدث عن قدرة الله في خلقه........لكنه لا يعترف بإله غير إبليس (لعنه الله) و مجرد التفكير في هاته الأمور يشوش عليه أفكاره...............
أفكاره التي قطعها عليه الحاخام العجوز...و الذي دخل عليه بلا استئذان..و سأله...كيف تحس......أجاب الزبير ...أحسن حالا...و إن كنت لم أستوعب بعد شكلي الجديد......رد العجوز...لولا هاته الأرقام و الحروف لكنت من الموتى......هي من كتب السحر الأولى و التي بها أقمنا سحر الكابالا كسحر قائم بذاته...
استعد يا الزبير...سنذهب كضيوف شرف لحفل يمجد إبليس.....سأل الزبير...أين....رد العجوز...عيناك و عقلك من سيجاوب على سؤالك....فقط استعد..فلدينا سفر طويل......
نزلت الطيارة في مطار سري بكاليفورنيا...نزل العجوز و بعده الزبير...ليتم استقبالهم استقبال الملوك و أكثر.....و كان على رأس المستقبلين جورج بوش الأب و الذي كان آنذاك رئيسا لأمريكا...و الذي انحنى في خنوع يقبل يد العجوز ...و كذلك فعل كل الحاضرين.....ليركب العجوز و الزبير سيارة ليموزين مصفحة و التي توجهت في تلك الطريق الثانوية....تصاحبها عدة سيارات حراسة......و بعدها سلكت السيارة طريقا غابويا....حتى توقفوا أمام حاجز كبير سرعان ما فتح...لتدخل السيارة بسرعة...للغابة.....الغابة البوهيمية.........
وجد العجوز و الزبير...حوالي ألفين من الحضور ينتظرونهم بملابس بيضاء...عرف فيهم الزبير إعلاميين و ممثلين و رجال أعمال و رؤساء و حكام...........انحنى الجميع للعجوز حامل شعلة النار السوداء الشيطانية....كما يسمونه......هؤلاء أعواننا المتحكمون في كل مجالات الحياة....قالها العجوز...ليسأل الزبير ..و ماذا نفعل هنا.....رد العجوز....هذا احتفال "مولوخ" (مولوخ اسم أحد آلهة الفنيقيين..و يرجح أنه إسم من أسامي إبليس)
و هنا يقر جميع أعوان إبليس بإلههم إبليس..و فيه نرحب بالأعوان الجدد......
و دلفوا لمبنى أبيض....حيث استراحوا.....ليستعدوا ليلا للإحتفال.....الإحتفال الشيطاني.......
نار مشتعلة....نار كبيرة....في محرقة يقولون أن إبليس وهبها لهم هدية.....و كان هناك ذلك التمثال الكبير لبومة .....تحتها كان الزبير و العجوز...يلبسون عباءات حمراء....و أمامهم مائدة...مائدة تقديم قرابين.....وُضع فوقها طفل رضيع.....و أكثر من ألفين من الأعوان يلبسون عباءات بيضاء...و يرددون "المجد للشيطان"......و هم كأنهم سكارى......ليضع بعدها العجوز النصل الحاد فوق رقبة الرضيع..و هو يقول......لقد وصل العد التنازلي للصفر....و وجب التحرك في ضوء الشمس.....الشمس التي تنير طريقكم....فإبليس راض عنكم......كونوا كما أرادكم....فأنتم الأسياد....أنتم النخبة.....أنتم أبناء الشيطان.....ربكم و إلهكم و حاميكم.....
قالها و ذبح الطفل الرضيع...لتنبعث دماء بريئة.....و يصرخ العجوز فلتبدأ الحفلة......و أشار بيده...ليحمل الزبير جثة الرضيع و يرميها في النار.....و بدأ الشرب و الأكل...و الهرج و المرج...... وقف العجوز على المنصة ليصرخ......إبليس يحييكم و يقول لكم كونوا كما يريدكم أن تكونوا......لينزع الجميع ملابسهم ...عراة كمتوحشي الكهوف...و بدأوا في رقص هيستيري على موسيقى شيطانية....و كانت ليلة تجردوا فيها من إنسانيتهم....كحيوانات مارسوا الجنس و اللواط و السحاق....و كل ما حرم الله أحلوه تقربا من الشيطان........و انغمس الزبير في الخلطة الشيطانية.......
و دامت الطقوس لأسبوعين متتاليين......كانت العراق قد دخلت حدود الكويت......ليتوجه جورج بوش الأب مباشرة من الغابة البوهيمية بعد أخذ توجيهات من العجوز.....ليعلن الحرب على العراق هو و حلفائه.........خطة شيطانية الغرض منها أن يقولوا...كش صدام....كش عروبة.....كش إسلام..
بعدها....خطب جورج بوش الأب ليعلن عن النظام العالمي الجديد...لتكون البداية...بداية على منوال الحاخام العجوز....
الزبير يغط في نوم عميق....فتح عينه بعد أن أحس بالجو يزداد حرارة...ليرى ذلك الشخص الوسيم جالس على الكرسي يراقبه....و في وجهه ابتسامة خبيثة...صرخ الزبير من أنت؟؟
ليرد ذلك الشخص......إبليس...أنا إبليس...و ابتسم ابتسامة.....ابتسامة شيطانية....
رد الفقيه و لا زال مصدر الصوت مجهول..عليك اللعنة..سيكون بيتي قبرك الأبدي في هذه الدنيا....... و بدأ الفقيه في ترديد أسماء بين العبرية و لهجة السواحلي الإفريقية.........و بدأت حيطان المنزل في الإهتزاز......و بدأ الزبير يضحك......و بإشارة منه....جلب خدامه زوجة الفقيه و ابنيه الصغيرين....توجه الزبير خلف زوجته و دون انتظار...قام بذبحها.....و ليقول و هو يلعق الدم الذي لطخ يده....تعال عندي و اخنع لأمري و إلا......و توجه الزبير صوب أولاده...ليركض الفقيه اتجاه الزبير و هو يطلب منه التوقف..و أنه استسلم له....ضحك الزبير ....و قال..هكذا أنتم البشر تقضي عليكم مشاعركم.....قالها و كأنه ليس من البشر ..و كأنه أسمى من البشر و حتى من الجان..........و تابع الزبير......أحضر لي القمقم السليماني.....صرخ الفقيه الساحر....لا أنصحك.....فالمارد الذي فيه قوي جدا جدا.......فوق استطاعة أي ساحر في هذه الدنيا.......أعطني القمقم و اكتف بسماع الأمر.......و غاب الفقيه و حضر ليأتي بإناء نحاسي..يظهر أنه قديم جدا.....تناوله الزبير و طعن الفقيه الدجال في بطنه....و الذي تهاوى أرضا متتبعا بعينيه الزبير الذي أكمل قائلا.....إبنيك الصغيرين سيكونا الجثتين القادمتين لسحري.....و انهمر في ضحك شيطاني........
دخل الزبير للغرفة النحاسية و في يده القمقم السليماني.....فكسر الرصاص الذي يغلق فم القمقم.....ليخرج دخان أزرق ...و ليسمع الزبير صوتا غليظا يقول..التوبة التوبة يا نبي الله............و تشكل في شكل مخلوق أسود هائل الجثة بأنياب في فمه............و أسرد المارد قائلا بالعبرية ....من أنت.......أجاب الزبير.......أنا سيدك ......أجاب المخلوق ...سيدي هو النبي سليمان....أردف الزبير قائلا......النبي سليمان مات منذ زمن بعيد....صرخ المارد....حقا؟؟؟؟؟ أجاب الزبير نعم......فصرخ المارد..إذن سأقتلك....فأنا أكره الإنس......حاول المارد استخدام قواه ..دون جدوى......ماذا يجري....صرخ المارد...أجاب الزبير في هدوء.....لقد قلت لك أنا سيدك..و كل قوتك أتحكم فيها.....فخر المارد على ركبتيه..السمع و الطاعة.....رد عليه الزبير....أعطني العهد و الميثاق...في خدمتي....و لا تخف ....ستخدمني فقط لأمور الشر.....و أريدك أن تكون سيد و ملك الجن الذين تحت خدمتي..أعطى المارد العهد للزبير...حسنا قل لي ما اسمك و ما قصتك....قال الزبير.....أجاب المارد....إسمي داهش و قد قبض علي "الدمرياط" وزير الجن عند النبي سليمان بعد أن خضت بجيشي حربا ضده...و كانت نهايتي هذا القمقم النحاسي............حسن أول مهامك لي ..ستبحث لي عن مكان إقامة توأم شمعون...قالها الزبير...ليسمع الرد الذي يحب سمعه.....السمع و الطاعة سيدي....و ضحك الزبير.....ضحكة متسلطة.......
حضر المارد "داهش" بعد مدة ليخبر سيده الزبير بأنه وجد مكان مقام توأم شمعون....مغارة وسط جبال الأطلس في مدينة "قلعة مكونة" و أخبره أنه مكان منعزل لا يطئه إنسي...فأمره الزبير بأن يدله على المكان...فأردف "داهش" مكملا.......مدخل المغارة محمي بطلسم سحري قوي جدا منحوت على الصخر...لا يمكن لأحد اختراقه..إنسي كان أم جني..
أحس الزبير بالعجز..و كان يكره هذا الإحساس......فصرخ في "داهش" لا بد من وجود طريقة أو حل.....ما نفع هذا العدد الكبير من الجن في خدمتي ..إن لم يوفروا لي ما آمره بهم....و ما نفعك أنت بكل قوتك و جبروتك و وقوفك ندا ل "الدمرياط" وزير جن النبي سليمان....ما نفعكم.....صرخها الزبير و هو يركل فتاة صغيرة كانت مربوطة تنتظر مصيرها المشئوم في وصفات الزبير السحرية...................اقترب "داهش" منه ليقول.....هناك وسيلة سيدي...وسيلة وحيدة..استدار الزبير نحوه و قد لمع الأمل في عينيه...ما هي قل ما هي........الحل سيدي يكمن في غرفة الخلاص..الغرفة النحاسية..كيف ....قالها الزبير في انتباه.....رد "داهش" يجب أن تأخذ كل النحاس في الغرفة حيث منقوشة الطلاسم و تصهره و تذيبه على صخور المغارة حيث الطلسم المانع لدخولها.....فكر الزبير في الأمر..ليردف....و هل النتيجة مضمونة....فرد "داهش" نعم سيدي مضمونة..لكن نحاس الغرفة غير كاف....يلزمك نحاس غرفة الخلاص الثانية و التي يملكها اليهودي الصويري........برقت عينا الزبير في شك..يظهر أنك لم تضع وقتك سدى...فقد سألت و بحثت.....أجاب "داهش" في مكر..كله لخدمتك سيدي.....فرد الزبير..إذن تلزمنا الغرفة الثانية...و هذا يلزِمنا قتل الساحر المالك لها.....أمممممممم....حسن فليكن.........تطقس عن أخبار ذلك الساحر و آتني بها في الحين.....الأمر و الطاعة سيدي..و انصرف المارد...و بدأ الزبير في التفكير....التفكير في غرفة الخلاص التي سيفقدها.....و التفكير فيما تحتويه المغارة..و التي لأجل ما فيها أُقفلت بطلسم قوي جدا...
و حضر "داهش".....سيدي ...ذلك الساحر مالك الغرفة....إنه....إنه.......قوي جدا....جدا.. لقد جمع بين القابالا و السحر الإفريقي الأسود.....تابع الزبير باهتمام...ليكمل "داهش" .....يلقبونه "أوروكوزو" (معناها الساحر بالإفريقية) و قد تعلم على يد ساحر كبير في نيجيريا ...تجهم وجه الزبير....و "داهش" يتابع......له الكثير الكثير من الأعوان...و أغلبهم من القرائن (جمع قرين) ....و قد تعلم الطريقة من معلمه الإفريقي...و هي أنه يقوم بقتل الأبرياء كيفما كانوا....و في الليل ينبش قبورهم و يأخذ قلوبهم...و ببعض الأعمال السحرية يتحكم في قرائنهم.....و قد قتل الكثير الكثير....و لك سيدي أن تتصور كم له من الخدام.....
طرق الزبير رأسه لأسفل و هو يفكر....و يفكر ...ليقول بصوت منخفض....سنقتله...كيفما يكون......أفضل الموت على يديه.....على الجلوس مستسلما لمخاوفي....
و ذلك ما كان......توجه الزبير حيث يقطن الساحر الصويري.....منزل كبير جدا في الحي القديم..........ما إن اقترب من المنزل...حتى فتح رجل قصير الباب.....أهلا بالذي يريد قتلي.....أهلا بقاتل شمعون و أخيه.........انتظرتك كثيرا......أخفى الزبير ذهوله و رهبة سرت في كل خلاياه....أنت الساحر الصويري.....أجاب الساحر ..بشحمه و لحمه و قرينه....و انهمر في ضحك أظهر فمه الفارغ من الأسنان......كانت عيناه تدلان على مكر و خبث ........و دعى الزبير للدخول....و دخل الزبير ليُقفل الباب.........و أردف الساحر قائلا .....تريد قتلي......لأخد الغرفة النحاسية......و أنا منذ زمن أريد مواجهتك..........سأعقد معك اتفاق.......إن أنا قضيت عليك يكون خدامك و ما لك لي....و إن أنت قتلتني فكل ما لي لك.....رد الزبير في جرأة......موافق..........و اسودَّ وجه الساحر ...حسن......
و دخل الزبير في عراك سحري مع اليهودي الصويري صاحب الغرفة النحاسية الثانية...و تجسد أمام الزبير أعداد هائلة خلف الساحر اليهودي من الجن..كانوا أتباع اليهودي...أكثر مما يتصور......و كان الجن أتباع الزبير و في مقدمتهم الداهش خلفه ...و بدأ الساحر اليهودي في ترديد عزائمه السحرية المخلوطة بين عبرية و إفريقية.....و الزبير يصرخ : أهيا شرا هيا بيقه شيا............و أردف ..العَجَل العجل ..الساعة الساعة.....
و تحول المكان لقطعة من الجحيم...نيران سوداء و حمراء....و أجساد الجن القتلى هنا و هناك ....و كانت الغلبة لمن يتابع بعيناه للساحر اليهودي....و هو لا زال يستدعي خدامه من الشياطين و من القرائن....أحس الزبير بضعفه أمام هذا الساحر
و فجأة.....ظلام.....ظلام يحيط بالزبير....هل أصبح أعمى...هل مات.....أم هل هو طلسم سحري رماه به الساحر اليهودي
فتح الزبير عيناه.......ليرى أغرب ما تخيله في رأسه أن يراه.........كان في مكان أشبه بالمآثر التاريخية.......قاعة جد كبيرة فيها تماثيل برخام أبيض تجسد ملكا تظهره قويا و يحمل رمحا...كل التماثيل متشابهة....و كان هناك كرسي مصنوع من.....من جماجم بشرية...صغيرة.........جماجم أطفال......و عليها جلس ....عجوز كبير.......لحيته بيضاء...منتوفة.....يلبس لباسا أسود...و يحمل قلادة....كبيرة فيها رموز غريبة....و أمام الزبير رأى الساحر الصويري..و كان أيضا مندهشا مما يجري.....و رأى أيضا خادمه "داهش" و كان مقيدا..........
و جاء صوت العجوز ....بمهل........مرحبا بالزبير عندي........الزبير.......و أخيرا .....
التفت الزبير في انتباه ...و هو لا يفهم شيئا مما يجري......
و أردف العجوز قائلا.....أولا قبل تعريفك بنفسي......كان يتكلم وهو يتمشى بخطوات بطيئة....و مر قرب الساحر الصويري....أشار بأصبعه...لينصهر جسد الصويري لكتلة من الدماء و اللحم............و أكمل العجوز.....تريد دخول المغارة.......و ذلك بصهر نحاس الغرفتين و تسكبه على صخور المغارة.......دعني أقول لك أن كل هذا ليس إلا خدعة من المارد "داهش" و ذلك لتتخلص من الغرفتين التي يحس بضعفه فيهما.....التفت الزبير للمارد و نطق...صحيح؟؟؟؟
أكمل العجوز..نعم صحيح....و بعد أن تتخلص من الغرفتين كان يريد الخلاص منك....و مر العجوز أمام المارد..و مرة أخرى أشار بأصبعه ليصرخ "داهش"...و تحول لرماد....
و العجوز يكمل.....و كل هذا لا يهمنا......و ضحك العجوز..........أنت من يهمني يا الزبير.....كيف ...نطق الزبير......
لا تقاطعني....قالها العجوز و أكمل.....منذ صغرك و أنا أتتبعك....و الأحداث التي جرت أظهرت فعلا أنك إبن الشيطان......ماذا إبن الشيطان؟؟!! .....قالها الزبير في صمت....العجوز يكمل.....منذ قتلت الطفلة الصغيرة و بعدها قتلك لشمعون و للعديد العديد من الناس.........و كذلك كنت أريدك.....فالإنس و الجن ليسوا إلا وسيلة لنا...نعم وسيلة لنا.....فنحن رغم قلتنا هم "المختارون"..........و هم ليسوا إلا قطعانا نحركها كيفما نريد...........آه نسيت....نسيت أن أعرفك بنفسي........يبدو أن شيخوختي بدأت تظهر....و ضحك بسرعة ليكمل....أنا "بنيامين" الحاخام الأسود....و العالم العليم بسحر الكابالا وسحر النكرومانسي....و تلميذ أستاذي المبجل "يعقوب إليتزر".....
أسماء غريبة عليك.....لكن ستفهمها....ستفهم كل شيء..........فأنت المختار......إختارك إبليس بنفسه.....سيدي و سيدك.....و سيد كل اليهود .............الزبير فقط يدخل الأسماء الجديدة التي يسمعها....ليحاول فهمها ......
أتعرف أين أنت.......أنت في مدينة اللعنة الأبدية.....مدينة "إرم ذات العماد" .....و هي سكناي و مقامي.......المدينة التي رغم تقدمهم و تطورهم لم يجدوها......فالمدينة يحميها سحر قوي......أقوى من تلك العلوم الحقيرة التي يقيسون بها الحضارة
ماذا تريد مني......قالها الزبير.......ليرد العجوز........ألم أقل لك إنك المختار من طرف إبليس........و ستكون تلميذي........و لكن دون خيانة......و بدأ في الضحك.....بسهولة لأنك لن تستطيع الخيانة..........
و لتعلم أكثر.......نحن من يخطط للعالم...حروب دماء دمار أمراض فساد انقلابات ثورات كلها .....نحن من يخطط لها... لا بد و أنك سمعت أن اليهود يقولون أنهم شعب الله المختار.....و فعلا فإبليس اختارهم ليكونوا شعبه.....و أنا سيدهم و على قمة من في قمة الهرم.......الهرم الماسوني كما يسمونه......أنا المالك لأصول السحر...أعلم منها ما أشاء بأمر من إبليس.......أنا إبن ملوك الكليبوت..(الكليبوت كلمة عبرية متداولة في سحر الكابالا الخاص بكبار الحاخامات..و معناها قشرة الشر الموجودة في العالم.......و للكليبوت سبعة ملوك يمثلون العوالم السبعة المدَمَّرة و التي خلقها الله قبل هذه الأرض و لكنها تحللت بسبب سيطرة الشر....أعوذ بالله مما يقولون)......
و من في قمة الهرم الماسوني.....يكمل العجوز "بنيامين"...أما الزبير ففاتح فمه كأبله لأشياء لأول مرة يسمعها....و يكمل العجوز و كأنه كان محروما من الكلام....و من في قمة الهرم ...هم تلاميذي...و هم من ذرية العشرين شيطانا الذين بعثهم إبليس للأرض و تزوجوا من بنات البشر و أنجبوا ذرية مخيفة...أفراد هاته الذرية تعلموا كيف يصنعون أسلحة غريبة و علوم السحر...و التحكم في سير البشر...
رد الزبير ....لقد أكثرت علي الكلام.....فماذا تريد مني.........رد العجوز...لست أنا من يريد.....بل إبليس من يريد منك أن تكون في خدمته...و خدمتي....ستكون الوسيط بيني و بين من في قمة الهرم.........
موافق.....قالها الزبير.....و ذلك غايتي.....خدمة إبليس..........
تناول العجوز أحد الكتب....و يظهر أنه جد قديم........جدا...........و قال...هل تعرف "الحظرد"..........أجاب الزبير ...نعم ....كاتب كتاب "العزيف".......رد العجوز...أحسنت...و الوحيد الذي زار هذه المدينة..."إرم ذات العماد"........شخص رائع....قالها العجوز و كأنه يفتكر ذكريات جميلة....ليكمل....خذ..هذا كتابه الأصلي.....الوحيد........تناوله الزبير في دهشة و انفعال......أدرسه جيدا...و افهم ما فيه........و استعد لمقابلة.........إبليس...
و أمضى الزبير يومه كاملا في الإطلاع على كتاب "العزيف" .....فهم فقط القليل منه...ليدخل عليه الحاخام العجوز ..و قال و هو يمد له ثوبا أحمر.....ستقام الليلة حفلة لإنضمامك للمجمع المختار....إلبس هذا الثوب..........رد الزبير حسن..و لكن هذا الكتاب لم أفهم إلا القليل منه.....رد العجوز ..هذا الكتاب هو البوابة الكبرى للعالم الموازي لعالمنا.....عالم الجن.....الجن الذي بهم و بعونهم نقضي الكثير من مآربنا.....هم جد متطورين على البشر....و لكن نحن...نحن النخبة ...النخبة التي فوق الإنس و الجن...و إبليس العظيم (لعنه الله) من وضعنا في هذا الموضع....انتظارا...للحظة خروج المخَلِّص...
لكن......قالها الزبير..ليقاطعه العجوز...يكفي أسئلة...ستعرف كل شيء....كل شيء....
دخل الزبير وراء العجوز...لقاعة ضخمة....يتوسطها...تمثال ضخم لشيء قبيح الخلقة...و كان التمثال..و كأنه حي ينطق...و حول التمثال التف تسعة كراسي و تسعة موائد.....بشكل هرمي...و كان هناك سبعة أشخاص يلبسون لباسا أبيض...و يغطون وجوههم......و على كل مائدة....ركز الزبير عينيه ليعرف ما ذلك الشيء الصغير الملفوف..لقد كانوا...كانوا..أطفالا رضع....نعم رضع.............استغرب الزبير الموقف و انتظر ليفهم بدون أن يسأل.......كان العجوز بلباس أسود يتواتى مع لقبه "الحاخام الأسود".......و خلفه الزبير بلباسه الأحمر...
و أشار العجوز للزبير بأخذ مكانه ..و كان كرسيه قرب كرسي العجوز....و الذي بدأ الكلام بالعبرية....نشكر إبليس على التقائنا..نشكر إبليس على قوتنا....نشكر إبليس على اختيارنا.....هو ربنا (أعوذ بالله) و سيدنا و مالك خلاصنا......و لك يا إبليس نقدم هاته الأضحيات التسع ...كما قدمها قبلنا و منذ مئات السنين إبنك الصفي الذي اخترته من بين أحفادك اليهود "هيرودس أكريبا"....
كان كل الجمع يردد خلفه ما يقول...حتى الزبير بدأ في الترديد و هو لم يفهم بعد...و رفع العجوز وتدا خشبيا..و رفع الثمانية و فيهم الزبير أوتادا خشبية......و صرخ العجوز ..أهدي لك إبليس الدماء و الأرواح و لتكن أضاحينا بإسمك و لك...فتقبلها منا...فنحن منك و إليك......قالها العجوز ليغرس الوتد تماما في قلب الرضيع الموضوع أمامه....و ليغرس البقية أوتادهم أيضا في نفس مكان القلب.......صرخات صغيرة هنا و هناك للرضع ما لبث أن سكت صراخهم و حركاتهم..و أخذ العجوز سكينا حادة ليفصل الرأس عن الجسد و هو يقول المجد لك ..المجد بك......و ليتبعه الحاضرون في العملية و ليفعلوا فعله و يقولوا قوله....و رفع كل واحد فيهم الرأس الصغيرة التي ما زال الدم يقطر منها.....و توجهوا للتمثال و رؤوسهم مطأطئة....ليضعوها بين يديه....و ليركعوا و هم يرددون المجد لك....المجد لك..........لتبرق عينا التمثال بوهيج أحمر.....و لتشتعل نار حمراء وسط القاعة..........و يصرخ العجوز في طرب و فرحة:.....إبليس يبارك لنا و يتقبل أضاحينا.....فلتبدأ أفراحنا....... و تخلى كل واحد فيهم عن لباسه..كما ولدتهم أمهاتهم.....و توجه كل واحد منهم لكرسيه حيث أخذ سكينا و بدأ في تقطيع جثة الرضيع.....و توجهو بها للنار الحمراء حيث وضعوا فيها أسياخا..و وضعوها على النار...و الزبير يحاول فقط التقليد و قد غلب غموض ما يفعلون تفكير عقله...و بدأوا في التهام تلك الأجساد الصغيرة....و العجوز يأمر الزبير بفعل ما يفعلون..و هو يصرخ ...إنها النار المباركة...النار التي أشعلها سيدي إبليس احتفاء بنا.........و أكل الزبير...بل و أظهر شراهة في الأكل........كانوا كوحوش آدمية........وحوش جائعة......و انسدل الستار.......انسدل عن ليلة دموية كان الزبير ينتظر أن يفهم ما جرى فيها....
في اليوم الموالي...طلب العجوز من الزبير مرافقته....إلى نفس القاعة الكبيرة.....و بدأ في الشرح....و عقل الزبير يستوعب.....و أشار العجوز للكرسي الذي كان يجلس فيه الزبير...قائلا.......لقد وهبك إبليس مكان "حيرام أبيود" ...لقد منحك الدرجة الثالثة...("حيرام" وزير الملك هيرودس الثاني ...ملك اليهود و مؤسس الماسونية اليهودية عام 43 م)
و هي درجة مباشرة خلفي.....
لم تفهم....حسنا...أنظر...طقوس البارحة كانت احتفالا لأولي مؤسسي تنظيمنا ...و كانوا تسعة...كما عددنا......و هؤلاء التسعة نسمى بأسمائهم عند سيدنا إبليس ..و هم...
- الملك هيرودس أكريبا...و هو أنا
-حيرام أبيود...و هو أنت
-موآب لافي..
-جوهنان..
-أنتيبا..
-جاكوب أبدون..
-سلومون أبيرون..
-جواب أدونيرام..
و -أبيا لافي....
هؤلاء هم المؤسسون...و نحن أحفادهم...و سنورثه لأحفادنا...انتظارا للمخَلِّص.....
لكن الرضع لماذا....نطقها الزبير...ليجاوب العجوز ضاحكا........من طقوسنا...أن نضحي بتسعة رضع....يكونون بعمر تسعة أشهر....و كل رضيع من عرق بشري مختلف..بين آسيوي و منغولي و عربي و هندي...... و ذلك دلالة لسيطرة إبليس على كل أعراق البشر....أما الأوتاد الخشبية فمصنوعة من الصليب الذي صُلِب به عيسى النبي قبل موته ..(لم يمت عليه السلام بل اصطفاه الله عنده) .....فمرحبا بك بيننا....بين أحفاد إبليس....... لكن....قالها الزبير و أكمل...الأحفاد كما تقول...كانوا يهودا...أبناء يهود....و لكني لأبوين مسلمين.......فضحك العجوز حتى ظهر ما تبقى من أسنانه....ألم أقل لك أنك ستعرف كل شيء في وقته....أنت لست إبن حمادي و فاطنة.......هم فقط وجدوك و ربوك........لكن عرقك الشيطاني غلب على تربيهم......إفخر و افتخر فأنت إبن "كراولي" أكبر ساحر في هذا القرن...الإبن المفضل لإبليس.....فتح الزبير فمه غير مصدق...و العجوز يكمل....لقد زار "كراولي" المغرب....و جاب في صحرائها محاولا ..عيش دور الحظرد الذي جاب صحراء الربع الخالي...و أنت نتاج علاقته بساحرة في مدينة الرشيدية.....أنت بذرة شر......و قد نبتت...و الآن إبليس ينتظرها أن تثمر.
كان العجوز و الزبير في ممر سري...و العجوز يثني على الزبير ما قام به.....و ولجوا لقاعة كبيرة...امتلئت بكتب كثيرة....كل كتاب موضوع بعناية على طاولة زجاجية مغلفة بالحرير الأحمر.....هاته الكتب هي كتب السحر التي كانت تحت كرسي النبي سليمان..قالها العجوز و أكمل...ينقص بعض منها....توجد في الفاتيكان...و عند بعد الأثرياء العرب الذين يتسترون عليها..و يمكن أن تقول أنهم أعوان لنا........فتح الزبير فمه منبهرا....و حمل كتابا...كان الكتاب يشير لوصفات لم يفهمها الزبير و إن كانت مكتوبة بالعبرية.........ضحك العجوز و قال ستفهم...فقط ركز و ضع كل انتباهك في قراءة هاته الكتب..............
و بدأ الزبير في مطالعة الكتب و التي كانت بكتابات عبرية و آرامية ......يفهم شيئا و ما لم يفهمه يشرحه له العجوز....و بدأ في تركيب وصفات سحرية.....للتجريب.........
و كانت كل علوم السحر التي تعلمها من شمعون و العلوم التي تعلمها بعده..غير مفيدة في شيء.........فكتب السحر هاته تشرح كيفية استعباد العقول.....و تشرح عوالم الجان و تركيبتها الغريبة.....و كيفية تسخير الجن ....ملوك الجن لأغراض أكبر.....
الآن وجب عليك الشراكة مع أحد أبناء إبليس....قالها العجوز...ليجاوب الزبير...كيف
تابع العجوز......هناك طقوس يجب أن تقوم بها....و ذلك لإرضائه.....
كان الزبير في "النوبة" (في مصر)..... في مكان مهجور من تلك الصحراء ذات الرمال البيضاء.......في ليلة مقمرة........و معه قط أسود كبير...و غراب أسود....و جدي أسود...و طفلان رضيعان..أحدهما أبيض و الآخر أسود.....و كان الزبير عاريا.....
و بدأ في ذبح الحيوانات و الرضيعين بالترتيب الموضوع......و هو يتلو تعاويذ و أناشيد بالعبرية.......و جمع دماء الحيوانات و الرضيعين في زجاجة...ثم ألقى الجدي و الرضيعين بعد أن أخذ ما أراده منهما في الخلاء...قريبا من مكانه...كهدية للشيطان..
و أوقد نارا قوية حرق فيها أمعاء و مخالب و أقدام و رؤوس الحيوانات و الرضيعين...و عندما صارت رمادا...ذر بعضها في الخلاء عن يساره...ثم عن يمينه...ثم خلفه...و أخيرا أمامه....ثم جمع الرماد المتبقي و مزجه بالدم و بدأ في شربه...... و بدأ بعدها في ترديد إسم إبن الشيطان "مادشار"......ليسمع صوتا ...من يطلبني......ليجيب الزبير...أنا الزبير تلميذ الحاخام الأسود...و خادم إبليس المخلص...و أريد أن تكون عونا لي.....أجاب إبن الشيطان....سمعت عنك.....إركع لي ...لتظهر لي وفائك......و ركع الزبير.....ليتم الإتفاق و العهد بعدها.........
حسن ...قالها العجوز....لم يعد ينقصك شيء..أصبحت الآن كفيلا بالدور المنوط بك....
أحيرام وزير الملك هيرودس أكريبا......
رد الزبير ...القليل من يعرف أن قائدنا هو هيرودس...قالها الزبير و جلس على الطاولة...رد العجوز....نعم ..فقد كنا نخبرهم أن زعيمنا هو سليمان النبي...لنكذب ما جاء به....و فقط فُضِح أمرنا على يد رئيس جمهورية البرازيل "برودانتي موريس" سنة 1898 عندما أهدى النسخة الأصلية لكتاب "عن القوة الخفية" لذلك الأستاذ العربي "عوض خوري" و الذي أسرع لترجمته من العبرية لباقي اللغات.....
صرخ الزبير...و لو عرفوا...نحن الأقوى و لا نهاب أحدا و سنسحقهم كما أسحق هاته النملة...قالها الزبير و هو يدهس بأصبعه نملة صغيرة على الطاولة......و أردف قائلا..نحن أعوان إبل.........و سقط الزبير أرضا بلا حراك..............
استيقظ الزبير.......فتح عيناه....ليرى العجوز أمامه........سأل الزبير في صعوبة...ماذا جرى...و لماذا أحس بهذا الدوار
رد العجوز.....لم تقل لي أنك مريض بالحساسية......ذُهل الزبير...ماذا...لا أعرف عما تتكلم......رد العجوز....إنك مريض بالحساسية ....و عندما سحقت تلك النملة على الطاولة تسرب إليك الحامض الذي خُلِقت به..حامض النمليك....و كاد يودي بحياتك لأنه خطر على مرضى الحساسية.(حامض النمليك هو حامض يفرزه النمل و قد يأدي للقتل إن قرص شخصا مريضا بالحساسية..و لا يأذي من يتمتع بصحة جيدة)......
استيقظ الزبير بصعوبة.....ماذا...نملة تفعل بي هذا......و اقترب من مرآة ليرى نفسه...و تفاجىء.....كان بلا شعر في رأسه و بلا حواجب.....و كل جلده مغطى ب......بأرقام و حروف عبرية..........ما هذا صرخ الزبير...ليرد العجوز.......هذا طلسم سحري..و هو الذي جعلك تحيى من جديد.
أصبح منظر الزبير مرعبا..و هو بلا شعر و لا حواجب و حروف عبرية و أرقام موشومة على كل جسده.....شكله الجديد ينسجم مع المكان الذي يعيش فيه و الأعمال الشيطانية التي يقوم بها......و كان لا زال مستغربا من أن كل ماجرى له سببه نملة...رغم كل قوته و جبروته..
و تذكر ما جرى للنمرود عندما عذبه الله ببعوضة دخلت من منخره و بقيت فيه أربعمائة سنة...كانت عندما تتحرك في رأسه يطلب من خدمه أن يضربوه بالنعال طلبا لإسكات الألم الفضيع الذي كانت تحدثه......سرعان ما أزال الزبير الفكرة من رأسه..كان قد قرأها في كتاب ...و الذي يتحدث عن قدرة الله في خلقه........لكنه لا يعترف بإله غير إبليس (لعنه الله) و مجرد التفكير في هاته الأمور يشوش عليه أفكاره...............
أفكاره التي قطعها عليه الحاخام العجوز...و الذي دخل عليه بلا استئذان..و سأله...كيف تحس......أجاب الزبير ...أحسن حالا...و إن كنت لم أستوعب بعد شكلي الجديد......رد العجوز...لولا هاته الأرقام و الحروف لكنت من الموتى......هي من كتب السحر الأولى و التي بها أقمنا سحر الكابالا كسحر قائم بذاته...
استعد يا الزبير...سنذهب كضيوف شرف لحفل يمجد إبليس.....سأل الزبير...أين....رد العجوز...عيناك و عقلك من سيجاوب على سؤالك....فقط استعد..فلدينا سفر طويل......
نزلت الطيارة في مطار سري بكاليفورنيا...نزل العجوز و بعده الزبير...ليتم استقبالهم استقبال الملوك و أكثر.....و كان على رأس المستقبلين جورج بوش الأب و الذي كان آنذاك رئيسا لأمريكا...و الذي انحنى في خنوع يقبل يد العجوز ...و كذلك فعل كل الحاضرين.....ليركب العجوز و الزبير سيارة ليموزين مصفحة و التي توجهت في تلك الطريق الثانوية....تصاحبها عدة سيارات حراسة......و بعدها سلكت السيارة طريقا غابويا....حتى توقفوا أمام حاجز كبير سرعان ما فتح...لتدخل السيارة بسرعة...للغابة.....الغابة البوهيمية.........
وجد العجوز و الزبير...حوالي ألفين من الحضور ينتظرونهم بملابس بيضاء...عرف فيهم الزبير إعلاميين و ممثلين و رجال أعمال و رؤساء و حكام...........انحنى الجميع للعجوز حامل شعلة النار السوداء الشيطانية....كما يسمونه......هؤلاء أعواننا المتحكمون في كل مجالات الحياة....قالها العجوز...ليسأل الزبير ..و ماذا نفعل هنا.....رد العجوز....هذا احتفال "مولوخ" (مولوخ اسم أحد آلهة الفنيقيين..و يرجح أنه إسم من أسامي إبليس)
و هنا يقر جميع أعوان إبليس بإلههم إبليس..و فيه نرحب بالأعوان الجدد......
و دلفوا لمبنى أبيض....حيث استراحوا.....ليستعدوا ليلا للإحتفال.....الإحتفال الشيطاني.......
نار مشتعلة....نار كبيرة....في محرقة يقولون أن إبليس وهبها لهم هدية.....و كان هناك ذلك التمثال الكبير لبومة .....تحتها كان الزبير و العجوز...يلبسون عباءات حمراء....و أمامهم مائدة...مائدة تقديم قرابين.....وُضع فوقها طفل رضيع.....و أكثر من ألفين من الأعوان يلبسون عباءات بيضاء...و يرددون "المجد للشيطان"......و هم كأنهم سكارى......ليضع بعدها العجوز النصل الحاد فوق رقبة الرضيع..و هو يقول......لقد وصل العد التنازلي للصفر....و وجب التحرك في ضوء الشمس.....الشمس التي تنير طريقكم....فإبليس راض عنكم......كونوا كما أرادكم....فأنتم الأسياد....أنتم النخبة.....أنتم أبناء الشيطان.....ربكم و إلهكم و حاميكم.....
قالها و ذبح الطفل الرضيع...لتنبعث دماء بريئة.....و يصرخ العجوز فلتبدأ الحفلة......و أشار بيده...ليحمل الزبير جثة الرضيع و يرميها في النار.....و بدأ الشرب و الأكل...و الهرج و المرج...... وقف العجوز على المنصة ليصرخ......إبليس يحييكم و يقول لكم كونوا كما يريدكم أن تكونوا......لينزع الجميع ملابسهم ...عراة كمتوحشي الكهوف...و بدأوا في رقص هيستيري على موسيقى شيطانية....و كانت ليلة تجردوا فيها من إنسانيتهم....كحيوانات مارسوا الجنس و اللواط و السحاق....و كل ما حرم الله أحلوه تقربا من الشيطان........و انغمس الزبير في الخلطة الشيطانية.......
و دامت الطقوس لأسبوعين متتاليين......كانت العراق قد دخلت حدود الكويت......ليتوجه جورج بوش الأب مباشرة من الغابة البوهيمية بعد أخذ توجيهات من العجوز.....ليعلن الحرب على العراق هو و حلفائه.........خطة شيطانية الغرض منها أن يقولوا...كش صدام....كش عروبة.....كش إسلام..
بعدها....خطب جورج بوش الأب ليعلن عن النظام العالمي الجديد...لتكون البداية...بداية على منوال الحاخام العجوز....
الزبير يغط في نوم عميق....فتح عينه بعد أن أحس بالجو يزداد حرارة...ليرى ذلك الشخص الوسيم جالس على الكرسي يراقبه....و في وجهه ابتسامة خبيثة...صرخ الزبير من أنت؟؟
ليرد ذلك الشخص......إبليس...أنا إبليس...و ابتسم ابتسامة.....ابتسامة شيطانية....
مواضيع مماثلة
» * سحر و لعنة".. قصة حقيقية اغرب من الخيال - 1
» * الخيال العلمي - وهم سبق الرؤية - قراءة الأفكار- علم ما وراء النفس.
» * العهد القديم من صنع الخيال - اسطورة الخلق - قمر الدم - نجمة داوود - إسرائيل
» * خرافات:النحس- امازونيات- المزمار- سيرانه - طيور- لعنة الفراعنة
» * موتى معلقون بملابسهم - عظام الموتى تخرج من القبور - لعنة الفراعنة
» * الخيال العلمي - وهم سبق الرؤية - قراءة الأفكار- علم ما وراء النفس.
» * العهد القديم من صنع الخيال - اسطورة الخلق - قمر الدم - نجمة داوود - إسرائيل
» * خرافات:النحس- امازونيات- المزمار- سيرانه - طيور- لعنة الفراعنة
» * موتى معلقون بملابسهم - عظام الموتى تخرج من القبور - لعنة الفراعنة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى