* اكتشافات معالم اثرية تاريخية موغلة في القدم
صفحة 1 من اصل 1
* اكتشافات معالم اثرية تاريخية موغلة في القدم
اكتشاف مومياء الثلج : أوتزي
في عام 1991 م في أعلى جبال الآلب أكتشف الزوجان الألمانيان أيريكا وهلموت سيمون ، في منطقة تدعى هاوسلابيوخ على الحدود بين النمسا وإيطاليا أقدم جثة مومياء طبيعية تعود للعصر النحاسي أو نهاية العصر الحجري الحديث
أطلق على هذه المومياء رجل الثلج أو أوتزي Otzi نسبة إلى وادي "أوتزتال" , وهي تعتبر أقدم مومياء بشرية طبيعية عرفها العالم , و تم وضع المومياء في متحف بولزانو في إيطاليا في غرفة مبردة تنخفض حرارتها إلى ست درجات تحت الصفر ويصل معدل الرطوبة فيها إلى ثمانة وتسعين بالمئة لحفظ الجثة من غزو العفن .
يرى بعض العلماء حسب تقدير نسبة الكربون المشع أن عمر المومياء يعود إلى 5300ق.م , وقد بقى المومياء محفوظاً بفضل الجو القاسي التي تتعرض له المنطقة , باستثناء الانكماش والتصلب الذي حصل للجثة مع مرور الزمن
ويرى الباحث ريلارهيمر أن الجثة تختلف عن كل الجثث المتجمدة الي يكون فيها الجلد متشمع بينما الجلد في المومياء أوتزي كان شبيه بالمومياوات المصرية التي تم تحنيطها
مواصفات المومياء
توضح البحوث التي قامت على أوتزي أنه في عمر الخامسة و الأربعين, وله عيون بنيه و له لحية , وشعر داكن طويل ملقى بجانب الجثة ، وهو مجعد الوجه ، وخديه غارقة
يوجد ايضاً وراء الركبة اليمنى للمومياء وشم الكربون على هيئة صليب , ويعتقد الباحثين أن هذا النوع من الوشم كانت يستخدم كعلاج لتخفيف من الألم !!
ولكن الفرق بين المومياوات الفرعونية والمومياء أوتزي أن المومياء الفرعونية تكون دائماً مفرغه من الاحشاء ومفرغة من المخ بعكس المومياء أوتزي
مقتنيات المومياء
تم اكتشاف العديد من المقتنيات مع المومياء أوتزي ومنها :
سكين راسها مصنوع من الحجر الصوان , وهذا النوع من السكاكين البدائية كانت تستخدم في العصر الحجري.
بلطة أو فأس تعود للعصر البرونزي مما جعل العلماء في حيره من عمر هذه المومياء والعصر الذي تعود إليه .
محفظة وبعض السلاسل والجلود , و بعض ادوات صيد السمك .
قوس و14 سهم و 2من السهام مكسورة وفأس نحاسية النصل .
ويوجد بين ممتلكات أوتزي بعض التوت ، وسلتين لحاء البتولا ، ونوعين من الفطر و السلاسل والجلود , و أيضا يوجد مع أوتزي فطر البتولا، التي من المعروف أن لها خصائص مضادة للجراثيم ، و كانت تستخدم للأغراض طبية .
كان المومياء أوتزي يرتدي قبعة من فراء الدب وسروالا وسترة من جلود الأغنام والأبقار وحذاء من جلد الدب وفراء الوعل مبطناً بالعشب ورداء محاكا من العشب.
وطرح عالم الآثار البريطاني "جاكي وود" فرضية أكثر حداثة حيث يقول إن "حذاء" اوتزي كان في الواقع جزء من أحذية التزلج , وأن الجلود التي كانت برفقته كانت لتغطية الوجه أثناء التزلج هل ممكن أن تكون أحذية أوتزي مصممه خصيصاً للمشي على الثلج !؟
فرضيات موت المومياء
يرى بعض الخبراء أن الجثة ماتت بسبب البرد والصقيع , وقد قامت الرياح العنيفة بتجفيف الجسد ، وكانت طبقة الثلج التي تغطي الجثة كفيلة بحفظها للآلف من السنين
قال خبير الأشعة وقائد فريق البحث بول كوستنر أنه في عام 2001 كشفت الأشعة السينية والاشعة المقطعية أن رأس سهم حجري قد استقر في كتف أوتزي الأيسر عندما مات ، بالإضافة إلى تمزق صغير مطابق على معطفه.
وقد وجد الباحثون نصل أو رأس سهم استقر بالقرب من الرئة اليسرى ، وعند اختراق السهم الكتف اليسرى، قطع أحد الشرايين وأدّى ذلك إلى نزيف داخلي حاد قاتل.
توصّل العلماء إلى التأكيد بأن هذه الجريمة التي حدثت منذ خمسين قرناً ، وقعت أحداثها في فصل الربيع ، فحبيبات البوغ التي وُجدت على المومياء، كانت سليمة وكاملة الأمر الذي يدلّ على أن أوتزي قد التقطها مباشرة بعد الإزهار قبيل فصل الصيف
تبيّن أيضاً من تحليل بقايا الدماء الموجودة على السهام التي حملها أوتزي ، أنها تعود إلى أربع أشخاص حيث كانت عينات الدم الموجودة على السهام تعود إلى شخصين مختلفين ، بينما يعود الدم الذي يلطّخ سكينه إلى شخص ثالث ، والدم الموجود على معطفه إلى شخص رابع.
وخلاصة القول أن أوتزي ربما دخل في نزاع مسلّح عنيف ، اشترك فيه عدّة فرقاء أدّى به في النهاية إلى الإصابة بسهم أودى بحياته.
دفع اكتشاف رأس السهم الباحثين إلى وضع فرضيات وفاة أوتزي من فقدان الدم من الجرح ، والذي ربما كان قاتلا وأودى بحياته .
أبحاث أخرى
وجدت أبحاث أخرى أن رمح السهم قد تم إزالتها قبل الموت ، وبعد فحص دقيق للجثة عثر على كدمات وجروح في اليدين والرأس والصدر والصدمات الدماغية تدل على وجود ضربة على الرأس.
هل ممكن أن يكون سبب الموت نتيجة فقد الدم بسبب السهم الذي استقر في كتفة الأيسر !؟
هناك عدد من الباحثين يعتقدون أن الموت كان سببه ضربة على الرأس ، على الرغم من الباحثين غير متأكدين من إذا كان هذا نتيجة لسقوطه ، أو من التعرض للضرب بحجر من قبل شخص آخر .
في عام 2010 افترض عالم الآثار "اليساندرو فانزيتي" من جامة سابينزا روما فرضية تقول أن أوتزي قد توفي على ارتفاع أقل من ذلك بكثير ودفن في أعالي الجبال , وقد ضل مدفوناً لفترة من الزمن ولكن تم نقله من مدفنه في وقت لاحق مع كل دورة ذوبان للجليد التي خلقت مزيج مائي تتدفق مدفوعة الجاذبية قبل أن يتم إعادة تجميدها.
و يوافق "كلاوس أويجل" من جامعة انسبروك على أن عملية طبيعية وصفها على الأرجح بالتسبب في انتقال الجسم من التلال التي تتضمن تشكيل الحجر، وأشار إلى أن الابحاث لم تقدم أي أدلة دامغة تثبت أن الحجارة المتناثرة شكلت منصة الدفن , ويرى عالم الأنثروبولوجيا البيولوجية "ألبرت زنك جادل " بأن عظام رجل الثلج تعرضت لاختلالات والتي من شأنها أن تكون ناجمة عن انزلاق إلى أسفل المنحدر ، كما يرى "جادل" بأن تقرير موت أوتزي الذي يدعي أنه توفي بسبب الإصابة بسهم بكتفه اليسرى أدى إلى فقد كمية من الدم غير صحيح حيث أن تجلط الدم قد يكون كفيل في وقف الدم و إعادة ترميم مكان الإصابة ، و في كلتا الحالتين ، فإن نظرية الدفن لا تتعارض مع احتمال وجود سبب عنيفة للموت كما ورد في النظريات السابقة
خصائص مكان الدفن
يتسأل العلماء لماذا الجثة كانت صامدة كل هذه القرون ولم تتعرض للتآكل أو التعفن أو لماذا لم تتعرض لحيوانات أو طيور أو حشرات أدت إلى تآكل الجثة !!؟ حيث يعتقد بعض العلماء أن المكان الذي حفظت فيه الجثة كل هذا الوقت له خصائص مميزة ساهمت في حفظ الجثة , حيث وجدت الجثة في حفرة منخفضة محاطة بحواف صخرية كما أن المومياء محاطة في تجويفين و مغطاة بطبقة من الثلج .
تحليلات الحمض النووي
لم تنشر تحليلات الحمض النووي لأوتزي ، وبالتالي غير مؤكد الزعم باكتشاف آثار دماء من أربعة أشخاص آخرين على ملابسه ، واحد من سكين له، وهما من نفس رأس السهم، ورابعة من معطفه كانت التفسيرات لهذه النتائج أن أوتزي قتل شخصين من السهم نفسه ، وكان قادرا على استرجاعه في كلتا الحالتين ، وكان الدم على معطفه من رفيق جريح ويكون قد حمله على ظهره. أن موت المومياء أوتزي غير طبيعي حيث ان الجسم مجمد ، والوجه للأسفل ، بينما ذراعه اليسار عازمة عبر الصدر وهذا يشير إلى أن نظرية الموت الانفرادي من فقدان الدم والجوع والبرد وضعف لا يمكن الدفاع عنها.
اكتشاف أقدم خلايا دم حمراء في مايو 2012 باستخدام "الناو تكنولوجي"
أعلن العلماء عن اكتشاف أقدم اثار خلايا دم في التاريخ تعود لأوتزي حيث لا تزال خلايا دم سليمة. وخلايا الدم عادة ما تكون إما منكمشة أو مجرد بقايا، ولكن في أوتزي له نفس الأبعاد حيث تعيش خلايا الدم الحمراء وخلايا تشبه عينة من العصر الحديث. حتى الان لا يوجد أي تفسير لبقاء خلايا الدم كل هذه القرون في جسد أوتزي ، هل ممكن أن تكون خلايا الدم محفوظة كل هذه المدة بسبب الثلج !؟
لعنة أوتزي !
نشرت عدد من الادعاءات حول لعنة المومياء أوتزي في وسائل الإعلام وفي الصحف عن وفاة عدد من الناس لهم صلة باكتشاف وفحص المومياء أوتزي ، فمنهم من زعم أنهم لقوا حتفهم في ظروف غامضة ، ويشمل هؤلاء الأشخاص الذي شاركوا في الاكتشاف هلموت سيمون، وكونراد سبيندلر ومن بينهم سبعة من الأشخاص قد توفوا
هل ممكن أن تكون للجثث المحنطة بشكل طبيعي أو بتدخل خارجي لعنة تؤثر بمصير بعض البشر !؟
شاهد هذا الفيديو من برنامج "العلم والإيمان " للعالم العربي مصطفى محمود عن رجل الثلج اوتزي
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=EtQSPwJNFBo
أحجار سانلورفا في كوبيك تيبي
على مسافة 820 كيلومتر من مدينة اسطنبول المكتظة بالسكان تقع سانلورفا جنوب شرق تركيا التي اكتشف فيها أعمدة من الهياكل الحجرية يعود تاريخها إلى أكثر من 12 ألف سنة !
ففي عام 1994 وعلى قمة تل لاحظ أحد رعاة الأغنام في هذه المنطقة قطعة من حجر تبرز منها ويكسوها التراب فبدأ الراعي بالحفر حولها إلى أن ظهر له عمود بطول 19 قدم (5.5 متر) ذو حواف محددة ويوجد في وسطه نحت بارز لحيوان غريب ، وبدأت عمليات الحفر وكانت المفاجأة استخراج 19 عموداً حجرياً على شكل الحرف T ومن خلال الفحص الدقيق تبين أنها نحتت باستخدام أدوات متقدمة ودقيقة ولا بد أن يكون من نحتها على درجة عالية من الخبرة.
وبانتشار خبر هذا الاكتشاف ظهر بوضوح أن الراعي الكردي وجد وبدون قصد أحد أغرب الاكتشافات المعمارية (الأثرية ) في العصر الحديث وهو ما يعرف الآن بـ (كوبيك تيبي ) .
وقام فريق من علماء الآثار الألمان خلال الـ15 عام الأخيرة بعملية تنقيب في تلك المنطقة والقيام بحساب للعمر التقديري لهذا الاكتشاف وفي خلال عملهم لسنوات طويلة لم يتم الكشف إلا عن 5% إلى 7% من تلك الحضارة الهائلة إلى أن توصل علماء الآثار لتحديد دوائر فوق دوائر مرتبة بحلقة بداخل حلقة من الأبراج الحجرية بينها أعمدة منحوتة يصل طولها إلى 19 قدم ويزن العمود الواحد 15 طن وكل عمود تم نحته من كتلة واحدة ثم جرى تزيينه عن طريق نحت حيوانات أو طيور بشكل بارز ورسومات لمخلوقات وحيوانات غريبة أخرى وحيوانات معروفة من الثعابين والعقارب والأسود والثعالب والخنازير البرية الشرسة وغيرها من الحيوانات، وبعد فحص دقيق من قبل علماء الآثار على هذه الأحجار أكدت التجارب أن (كوبيك تيبي) أقدم من حضارة بلاد الرافدين بـ7000 سنة وهي التي يشار إليها عادة كمهد للحضارة البشرية حيث قالوا بأن هذه الأحجار هي الهندسة المعمارية الأقدم والأضخم التي عرفها كوكب الأرض !
وقال عالم الآثار (غراهام هانكوك) : " إن هذه المنطقة التي تضم كتل ضخمة من الحجارة (مغليث) تعد لغزاً غامضاً وننتظر الإجابة عن كيفية بناءها وتتطلب تعمقاً أكثر في فهم خلفيتها التاريخية والتي لا نعرف عنها أو من صنعها أي شيء ، فقد بزغت تلك المعجزة من ظلمات العصر الجليدي الذي لا نعرف عنه الكثير وهي تشكلت بشكل كامل في تلك الحقبة من الزمن ... وفي رأيي أن ذلك دليل على حلقة كبيرة مفقودة من تاريخ الجنس البشري ، والسؤال هو : هل من الممكن أن يغير مثل ذلك الاكتشاف من فهمنا لتاريخ البشرية أو يثبت أن أكثر الأساطير المحيرة يمكن أن تبنى على حقائق أو يضع الأمور في نطاقها الصحيح ؟ ".
الشيء المدهش هو أن تاريخها يعود إلى 10 آلاف سنة قبل الميلاد، و7 آلاف سنة قبل حجارة (ستونهنغ) والهرم الأكبر وبحسب العلم المنهجي التقليدي يقول العلماء أن البشر في ذلك الوقت لم يكتشفوا ويستخدموا الأدوات المعدنية ولا حتى الفخار فكيف بهم يقومون ببناء صرح كهذا وبتلك الطريقة الهندسية المذهلة ؟! ، أي نحن أمام شيء يتناقض معه فهمنا واستيعابنا لتطور الحضارة البشرية في العالم .
ويثير هذا الاكتشاف مزيداً من الأسئلة لعلماء الآثار وما قبل التاريخ أكثر مما يوفر أجوبة عنها فنحن لا نعلم ولا هم يعلمون كيف يمكن للبشر في هذا الزمن السحيق أن تبني مثل تلك الأحجار بتلك الأوزان وبتلك الطريقة الهندسية المذهلة ووضع الحلقة داخل الحلقة من الأحجار الضخمة ومن أين استمدوا معرفتهم تلك ؟!
وخلال 15 عاماً من البحث والتنقيب لم ينجح علماء الآثار في الكشف عن أداة واحدة أستخدمت في نحت هذا الموقع أو اكتشاف أي أثر لأدوات زراعية .
وربما كان السؤال الأكثر إلحاحاً هو من بنى (كوبيك تيبي) ؟ وما الهدف من وراء بناءها ؟ وكيف لموقع كهذا أن يبقى على تلك الحالة الجيدة لأكثر من 10000 عام لأن السبب في دفنها لا يزال غير مبرر ويبقى غامضاً ومن الصعب استنتاجه ويقول علماء الآثار أنهم يرون أن الإجابة على ذلك : " إذا نظرت إلى ذلك المكان نجد أنه وضع بعناية بالغة تحت الرمال كما لو كان مدفوناً " ، ولكن لا توجد إجابة حقيقية عن سبب دفن هذا الأثر فهل تم دفنه لأخفاؤه عن أعين الغزاة أو للحفاظ عليه على أمل أن يعود مرة أخرى ؟
و يزيد الأمور تعقيداً الكثير من الأسرار على هذا الأثر ، فعلماء الآثار يقولون أنهم لم يجدوا الدليل على إمكانية وجود المنازل القريبة منها ولا حتى مصادر للمياه، أو أي علامة على وجود بلدة أو قرية مجاورة لدعم مئات العمال المفترضين الذين بنوا حلقات من الأبراج في هذا الموقع .
كل ما يمكن قوله حتى الآن أنها حجارة صنعت بواسطة أدوات متقدمة جداً وأصبحت حقيقة واحدة فقط ، أن هذا الاكتشاف هو الأكثر إدهاشاً في العصر الحديث وقد دعمت نتائج الاختبار على هذه الأحجار أن تاريخها يعود إلى أكثر من 12000 سنة مضت وهذا من شأنه أن يحدث تغييراً جذرياً فيما يتعلق بتاريخ البشرية فهذه الأعمدة تقدم أدلة تثبت أن الإنسان القديم كانت على مستوى عالي من التطور والتقدم المذهل .
وعلى بعد يقل عن 570 كيلومتر من (سانلورفا) يقع المكان الذي يعتقد بعض العلماء بأن يكون موقع سفينة نوح على جبل (أرارات) حسب المعتقد التوراتي، واقترح بعض العلماء أن (كوبيك تيبي) هو المكان الذي استراحت فيه سفينة نوح وأن المنحوتات البارزة للحيوانات تمثل هيمنة تلك الحيوانات على المنطقة كون هذا المكان يعتبر الموقع الأصلي لهم ولكن هل يعد ذلك دليل على أن هذا المكان كان له علاقة بـ طوفان نوح العظيم المذكور في المعتقدات الدينية ؟
وفقاً لما قاله علماء الآثار فهم يعرفون أكثر من 2000 أسطورة تحدثت عن الفيضان العظيم ( طوفان نوح ) . كما يعتقد المهتمون والدارسون للقصص المذكورة المتعلقة بذلك الطوفان الكارثي أنها موجودة أيضاً على أعمدة (كوبيك تيبي) وإذا صح ذلك فإن ذلك يجعل تاريخ طوفان نوح في نهاية العصر الجليدي والذي يسبق ميلاد المسيح بآلاف السنين .
وبصرف النظر عن السبب ما يهمنا أن ذلك الأثر يزيد عمره عن 12000 عام وهذا التاريخ يسبق نشأة الحضارة الإنسانية بـ7000 عام على أقل تقدير ، أليس ذلك بغريب ؟
يوجد فرضية أنه قامت مركبات فضائية بالهبوط إلى الأرض وقامت الكائنات الخارجية بمساعدة السكان المحليين على بناء تلك الصروح ونحن لا نقلل من براعة الإنسان ولكن هذا النوع من الهندسة والصناعة المذهلة لا يعرفها البشر حتى في العصر الحديث فما بالكم بعصور متقدمة من الزمن ، فلو افترضنا أن الإنسان من قام ببناء تلك الصروح فما هو الهدف من وراء بناءها وما سر تلك المنحوتات والرسومات التي خلدت أشكالها ؟! ومن أين استمدوا تلك القوة والمعرفة ؟وكيف استطاع الإنسان القديم بناءها بتلك الكيفية المذهلة ؟!
الدائرة الحجرية ستونهنغ
أدهشت هذه الدائرة الحجرية الغامضة مراقبيها منذ آلاف السنين وتم وضع هذه الحجارة التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا قبل أكثر من 4 آلاف سنة مضت ، ولا زالت أصولها مجهولة ولا يعرف من الذي بناها ولأي غرض ، فهل هي حاسوب ضخم للتنبؤ بالأحوال الجوية أو بعواصف نيزكية مرعبة ؟
يعتبر هذا الموقع من أغرب المواقع التي حيرت العلماء عبر سنوات طويلة من الزمن واستنتج العلماء أن هذا الموقع شيد كمرصد فلكي وآلة للحساب وأنه يرجع لعصور ما قبل التاريخ ، بُني المحور الرئيسي لأحجار ستونهينغ بحيث يتطابق تماماً مع شروق الشمس في منتصف الصيف .
هذا الموقع يوجد في سهل (ساسلبيري) بمقاطعة (ويلتشر) جنوب غرب انجلترا ، ويتكون من مجموعة دائرية من أحجار كبيرة قائمة تزن كل صخرة حوالي 5 أطنان ومحاطة بتل ترابي دائري لا تزال 40% من أصول ستونهينغ قائمة وحالياً لم يبقى من هذا البناء سوى 17 عموداً قائماً وفوقه تسعة عتبات ممتدة .
ويرجح علماء الآثار أول ترجع أول محاولات في حفرالأساسات التي تعرف باسم PostHoles في علم الآثار في هذا الموقع إلى 8000 قبل الميلاد ، ومن ثم كان أول إنشاء له في 3100 قبل الميلاد حينما تشكلت الدائرة الحجرية ومن ثم شهد عدة محاولات إعادة بناء تمتد من 3100 وكان آخرها في حوالي 1600 قبل الميلاد أي في خلال العصر الحديدي.
ويقال أن الأحجار الضخمة جلبت من مناطق بعيدة من جبال جنوب ويلز بالتحديد ولكن كيف استطاع إنسان ما قبل التاريخ تحريك الصخور الهائلة في ستونهينغ ؟
وظيفة ستونهنغ
الشكل الأصلي والمفترض لأحجار ستونهنغ
يذكر البعض أن ستونهينغ اتخذت مكاناً للعبادة وتم استخدام الموقع لإقامة إحتفالات وطقوس كانت على الأرجح مرتبطة بعبادة الشمس .
لكن ستونهنغ ليست مجرد معبد بل هي آلة حاسبة فلكية فهي بإمكانها احتساب كسوف الشمس وخسوف القمر حيث كشف العلماء بأنه يوجد 56 حفرة تسمى حفر (أوبري) نسبة إلى مكتشفها ومنفذة على محيط دائرة فلو تم تحريك علامة حفرتين كل يوم ، سوف تقطع الدائرة في 28 يوم وهو عدد أيام الدورة القمرية.
ولو حركت العلامة بـ 3 حفر في السنة سوف نجد أنه بعد 18.6 سنة سوف تقطع العلامة دائرة كاملة وهي الفترة التي تستغرق انتهاء دورة الكسوف أو الخسوف كل 18 سنة.
وحيث يقول العلماء أن الأدلة قد أظهرت أن نيازك متعددة سقطت على الأرض ووجهت ضربات قوية في شمال أوروبا مع تأثيرات وصلت مابين 10 إلى 20 ميجا طن وأن ستونهينغ تم بناءها كنظام للكشف المبكر لرصد الشهب والنيازك الكبيرة .
ويقول العلماء أيضاً أنه إذا نظرت إلى ستونهينغ من زاوية معينة ترى أنها عبارة عن دوائر متحدة المركز وكل من هذه الدوائر تتوافق تماماً مع مدارات جميع الكواكب في نظامنا الشمسي .
قصة الحجر الكعبي
يجلس الحجر الكعبي خارجاً عن المدخل الرئيسي لبناء ستونهنغ وهو حجر صلب قاس يعلو 4.9 متر فوق الأرض ويميل إلى داخل الدائرة الحجرية لـ ستونهنغ وكان لهذا الحجر عدة أسماء في الماضي ومنها حجر الراهب وحجر الشمس ، وعندما يقف الشخص داخل دائرة ستونهنغ موجهاً نظره باتجاه الشمال الشرقي عبر الممر الرئيسي ونحو الحجر الكعبي فإنه سيرى شروق الشمس فوق الحجر خلال فترة الإنقلاب الصيفي.
يتحدث التراث الشعبي عن قصة حجر الراهب وهي :
أن الشيطان اشترى الحجارة من امرأة في أيرلندا ثم لفهم وأحضرهم معه إلى سهل (ساليسبري) لكن أحد الحجارة وقع منه في نهر (أفون) جنوب إنجلترا في بلدة ويلشاير ، فيما أحضر بقية الحجارة إلى سهل (ساليسبري) ثم صرخ قائلاً : " لن يستطيع أحد أبداً أن يعلم كيف أتت الحجارة إلى هنا "، ثم أجابه راهب : " هذا ما تظنه !" ، عندئذ رماه الشيطان بأحد الحجارة فسقطت لتصيب كعبه فبقيت الحجرة على مكانها حتى يومنا هذا ".
مزاعم عن دور الكائنات الخارجية
أطلق العلماء حول ستونهينغ نظريات عديدة تتناقض فيما بينها في كثير من الأحيان حول هوية بنائيها.
إذ لا يعتقد بعض الباحثين أن البريطانيين منذ آلاف السنين كانوا قادرين بمفردهم على نقل هذه الحجارة التي يزن الواحد منها 5 أطنان من جنوب ويلز وعلى بعد 250 ميل ! ، بل يعتقدون أن كائنات خارجية فضائية بنت هذا الصرح الشاق مع استخدام التكنولوجيا المتقدمة.
- وفي عام 1968عزز السويسري (إريك فون دانيكن ) مؤلف أكثر الكتب مبيعاً ( عربات الآلهة ( فكرة دور كائنات الكواكب الأخرى التي زارت الأرض في العصور القديمة في بناء هذه الهياكل الضخمة في ستونهنغ وأنه لولا تلك المخلوقات الخارجية عن كوكب الأرض ما كان للبشر قدرة في بناءها وأن بناء صرح مثل هذا أبعد من القدرة البشرية العادية.
ومن الجدير بالذكر انه في مايو من عام 2008 أصدر الفاتيكان إعلاناً مذهلا ولأول مره في تاريخه الذي يمتد لأكثر من 2000 عام حيث اعترفت الكنيسة الكاثوليكية باحتمال وجود حياة ذكية على كواكب أخرى وأن الأيمان بوجود كائنات فضائية لا يتعارض مع الإيمان بالله وعن مسألة رفض المخلوقات الخارجية .
مراحل بناء ستونهنغ
بمعزل عن دور المخلوقات الخارجية فمن الثابت أن طريقة بناء ستونهينغ تطلبت مهارة هندسية معمارية وتقنية عالية ، حيث أنه من المستحيل أن تكون تلك الحجارة قد نقلت ورفعت ووضعت من دون استعمال أدوات وآلات متطورة في ذلك العصر الموغل في القدم !
وأن من بناها بالتأكيد كانوا متحضرون ومتميزون في الهندسة المعمارية والحساب.يقول أصحاب نظريات العلم المنهجي التقليدي أن ستونهنغ جرى بناؤه كان على 3 مراحل :
1- بدأ إنسان العصر الحجري في إنجلترا بحفر. خندق دائري قطره 110 أقدام (31 متراً) باستخدام قرون الغزلان ، والخندق نفسه كان عمقه 1.5 متر وعلى حافة الخندق الداخلية بني سد يحوي 56 تجويفاً ويقال أنها كانت معدة لحمل أعمدة خشبية وأقيم حجرين مقابلة لبعضهما عند مدخل الدائرة ويسمى مذبح الصخرة، إحداها لا يزال قائماً.
2- وفي المرحلة الثانية التي بدأت حوالي 2100 قبل الميلاد تم جلب أحجار الجرانيت المعروفة باسم الحجارة الزرقاء Bluestones من جبال جنوب ويلز ، على بعد 250 ميل من موقع ستونهنغ !! ، ويصل وزنها إلى 5 أطنان لكل حجر ومن ثم جرى توزيعها بشكل نصف دائرة ووضعها بداخل الخندق الدائري.
3- وفي المرحلة الثالثة والأخيرة من البناء التي بدأت في حوالي 2000 قبل الميلاد، شيدت الدائرة الحجرية وعلى كل حجرين قائمة مستقيمة تم وضع العتبات الحجرية الممتدة .
حادثة إختفاء غامضة
كانت هذه الحجارة الغامضة والواقفة في ستونهنغ في بريطانيا مسرحاً شهد إختفاء غامضاً في شهر أغسطس عام 1971 حتى أنه يصنف من أبرز حوادث الإختفاء في التاريخ المسجل.
في ذلك الوقت لم تكن الحراسة قد طبقت بعد على موقع ستونهنغ الشهير ، وفي إحدى الليالي قررت مجموعة من الهيبيز نصب خيم لها في مركز الدائرة والسهر هناك. فأشعلوا نار التخييم وأضاؤوا عدة نقاط من المكان باستخدام أوعية كانت معهم، ثم جلسوا يدخنون ويغنون، ثم تعكرت جلستهم عندما وقعت عاصفة رعدية عنيفة عند الساعة 2:00 بعد منتصف الليل ، وكانت العاصفة سريعة وهبت فوق سهل (ساليسبري) وسقطت شرارات البرق على المنطقة التي كانوا فيها فأحرقت الأشجار وحتى الحجارة الواقفة نفسها في ستونهنغ ، واكان ثنين من الشهود في مكان قريب من ستونهنغ هما مزراع وشرطي قالا أن الأحجار في المكان الأثري كانت تضيئ بضوء أزرق مخيف وشديد مما دعهم إلى تغطية أعينهم ولكنهما عندما سمعا صراخاً من المخيمين انطلقا بسرعة إلى المكان متوقعين أن يجدوا جرحى أو حتى موتى ولدهشتهم لم يعثروا على أي أحد منهم أو على أي أثر سوى ما كان حول دائرة الأحجار من أوتاد الخيم وآثاراً رطبة من نار التخييم .
أحجار كارناك
تواجد حول قرية كارناك في (بريتاني) الواقعة على الساحل الشمالي الغربي الفرنسي أكبر تجمع إستثنائي لأكثر من 3000 من الحجارة العملاقة على مساحة تمتد لأكثر من 2 ميل ويرجح البعض أنها تعود إلى أكثر من 4500 سنة قبل الميلاد أي ما قبل التاريخ المسجل والبعض الآخر يقول أنها تعود إلى 3500 قبل الميلاد ولكن تبقي في حقبة العصر الحجري الحديث (نيوليثي).
تأخذ هذه الاحجار شكل إصطفافات وأشكال دولمنية dolmens والدولمن عبارة عن أحجار قائمة عمودية ويرتكز عليهما حجر أفقي ليكون سقفاً ، كما تأخذ أشكال مدافن تلية Tumuli وأشكال أحجار قائمة ومنفرد كالمسلات Menhirs.
وتزن كل صخرة من هذه الصخور أكثر من 10 أطنان وهي من مادة غرانيتية مغناطيسية وبعد دراستها لوحظ أنها تحمل إشعاعات مغناطيسية غريبة وجذابة وتظهر هذه الصخور المنتشرة من الأعلى على أشكال متعددة منها الدائري والمربع والمستطيل والمثلث وتشترك صخور كارناك مع مكانين آخرين من حيث إمكانية رؤية إصطفافها من الجو فقط كما في خطوط نازكا أو سور الصين العظيم وما يدعو للإستغراب أن هذه الصخور تبدو من الجو مهابط لطائرات أو مركبات وهي تأخذ الشكل الدائري على الطرف الشرقي الشمالي.
ويعتقد بأن قوماً سبقوا السلتيين (شعوب شمال أوروبا) في (بريتاني) قد اقتطعوا هذه الحجارة العملاقة من كتل الصخور المحلية هناك وأقاموها بهذه الأشكال والإصطفافات وتعتبر أكبر تجمع حجارة في العالم كله.
كانت هذه الحجارة فيما مضى موضوعة في مجموعة واحدة ولكن إزالة بعض الحجارة من أجل عمل الطرقات قسمها إلى 3 مناطق تدعى مصفوفات (مينيك) و(كيرماريو) و(كيرليسكان).
في الأسطورة
تفسرالأسطورة المحلية وجود هذه الصفوف الطويلة من الصخور العملاقة بأنها تمثل أفراداً من جيش روماني غزا بلاد وقبائل الغال في فرنسا إلا أنهم مسخوا إلى حجارة بفعل ( ميرلين أمبروسيوس ) كبير السحرة وهو شخصية أسطورية، وهناك أسطورة أخرى مسيحية تقول أن هذه الحجارة ترجع إلى القرن الاول الميلادي والغزوات المسيحية المتعاقبة مثل غزوة القديس كورنيليوس الذي طارد جنود الوثنيين المحلييتن وحولهم إلى حجارة ، لكن كلا من الأسطورتين المذكورتين تتناقضان مع عمر بناء الصخور الذي يرجع إلى 4500 قبل الميلاد على أكثر تقدير.
دراسات
في عام 1887 أكدت دراسات أن صخور كارناك تشكل سلسلة من الاصطفافات الفلكية وتوصلت إلى معرفة ترابط شكلي دقيق بين هذه الاحجار وأن صفها وفق طريقة هندسية ورياضية فكيف استطاع واضعوها آنذاك من فعل ذلك بدون استخدام نظام ملاحة أونظام تحديد الأماكن الجغرافية بواسطة الأقمار الصنعية GPS ؟
عرضت قناة التاريخ History فليماً وثائقياً عن الصروح الغامضة وتناولت فيه صخور كارناك في فرنسا وركزت على الهندسة القديمة التي امتلكها البناؤون في تلك العصور والتي ما زالت تحير العلماء بحسب ما كان متاحاً لهم من تقنيات بدائية ولهذا نجد بعض الباحثين يشيرون إلى دور قامت به مخلوقات خارجية:
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=IQFj_vZJPt0
ايوان كسرى
ما لبث الطابوق المصنوع من الطين يستخدم في البناء في ارض الرافدين حتى وقت قريب جدا عندما دخل الاسمنت حيز الاستعمال.
ولم يستخدم الطابوق المفخور تاريخيا إلا في المشاريع الكبرى، كإيوان كسرى الواقع في سلمان باك جنوبي بغداد.
وإيوان كسرى (او طاق كسرى كما اعتاد العراقيون تسميته) هو الجزء المتبقي من القصر الذي ابتناه الاباطرة الفرس الساسانيون في القرن الثالث للميلاد.
فالساسانيين، رغم كونهم من الفرس، كانوا يستخدمون اساليب البناء التي كانت شائعة في بلاد الرافدين، حيث لم يتطلب تشييد الطاق (الذي يبلغ ارتفاعه 30 مترا وطوله 43 مترا) اية سقالات بل استخدم اسلوب محلي يتم فيه ترتيب طبقات الطابوق بنسق خاص يمنح الهيكل قوة كبيرة.
مكتبة آشور بانيبال
لم يكن آشور بانيبال صيادا فحسب بل كان أيضا محاربا غزا العديد من البلدان بما فيها مصر.
رغم كل هذا كان يفتخر كثيرا بقدرته على الكتابة والقراءة في عصر كان تعلم الكتابة المسمارية فيه حكرا على النساخ.
وكان يملك مكتبة كبيرة جدا من الألواح ، كان يجمعها له خدمه من جميع أنحاء البلاد، خاصة في بابل.
هذا اللوح (الى اليمين) هو النسخة البابلية لقصة الطوفان، الذي يقارب قصة طوفان نوح، كما تحكى في سفر التكوين في العهد القديم.
حينما احترق قصر آشور بانيبال في عصر سقوط الإمبراطورية عام 612 قبل الميلاد، انهارت المكتبة فوق الغرفة السفلية، وأدى هذا السقوط إلى تحطم هذا اللوح واحتراقه.
ولكن كمية هائلة من الالواح نجت من الحريق، وهي معروضة الآن في المتحف البريطاني.
الالواح المسمارية
تم اختراع الكتابة التصويرية في بلاد ما بين النهرين قبل العام 3000 قبل الميلاد.
وهذا اللوح الطيني الذي يعود تاريخه إلى العام 3100 قبل الميلاد كتبت عليه قائمة فيها حصص الطعام المخصصة للجنود.
ويدل هذا اللوح على تطور الكتابة من استعمال الصور إلى استعمال الأنماط المنحوتة بالمسامير والتي تعرف بالكتابة المسمارية.
وأول كتابة تم التعرف عليها هي الكتابة السومرية والتي لا تمت بصلة إلى أي لغة معاصرة.
بحلول عام 2400 قبل الميلاد تم اعتماد الخط المسماري لكتابة اللغة الأكدية، كما استعمل نفس الخط في كتابة اللغة الآشورية واللغة البابلية، وهي كلها لغات سامية مثل اللغتين المعاصرتين العربية والعبرية.
وتواصل استعمال الخط المسماري للكتابة في لغات البلاد المجاورة لبلاد ما بين النهرين مثل لغة الحطيين واللغة الفارسية القديمة، واستعملت إلى نهاية القرن الأول الميلادي.
وتم فك رموز الخط المسماري في العصر الحديث أي القرن التاسع عشر وبذلك تسنى لعلماء العصر قراءة النصوص الإدارية والرياضية والتاريخية والفلكية والمدرسية والطلاسم والملاحم والرسائل والقواميس.
ويوجد حوالي 130000 لوح طيني من بلاد الرافدين في المتحف البريطاني.
الحرب والسلام في أور
قام السير ليونارد وولي في العشرينيات من القرن الماضي بحفريات في منطقة أور بجنوب العراق، واكتشف مقبرة لم يتم تخريب قبورها ويرجع تاريخها إلى عام 2600 قبل الميلاد: وقد عثر على هذا الشئ الغامض في أحد القبور.
وتتكون جوانبه من جدولين مستطيلين طولهما 20.3 مترا، مزينين بلقطات مصورة من الفسيفساء المصنوع من الصدف البيضاء، والحجارة الحمراء والحجارة الزرقاء من نوع لابس لازولي (مستوردة من أفغانستان) موضوعة على القار.
ويظهر على جهة "الحرب" من الأعلى إلى الأسفل ، عربات تضرب أعداءا يتساقطون ، ورماة الرماح وهم لابسون خوذات وأردية يأسرون عددا من الأعداء ، وبعض الأسرى وهم يعرضون على قائد الجيش( الظاهر في أعلى الوسط).
عجلات العربات قوية ، تجرها حمير تقاد بحبال، تمر وسط قرط توضع في أنوف الحمير (واخترعت المكابح فيما بعد).
ويظهر على جهة "السلم" إحتفال بوليمة، ويبدو أيضا موسيقي وهو يعزف على قيثارة، ويجلب المدعوون الغنائم والحمير والثيران والإبل والماعز والسمك.
في عام 1991 م في أعلى جبال الآلب أكتشف الزوجان الألمانيان أيريكا وهلموت سيمون ، في منطقة تدعى هاوسلابيوخ على الحدود بين النمسا وإيطاليا أقدم جثة مومياء طبيعية تعود للعصر النحاسي أو نهاية العصر الحجري الحديث
أطلق على هذه المومياء رجل الثلج أو أوتزي Otzi نسبة إلى وادي "أوتزتال" , وهي تعتبر أقدم مومياء بشرية طبيعية عرفها العالم , و تم وضع المومياء في متحف بولزانو في إيطاليا في غرفة مبردة تنخفض حرارتها إلى ست درجات تحت الصفر ويصل معدل الرطوبة فيها إلى ثمانة وتسعين بالمئة لحفظ الجثة من غزو العفن .
يرى بعض العلماء حسب تقدير نسبة الكربون المشع أن عمر المومياء يعود إلى 5300ق.م , وقد بقى المومياء محفوظاً بفضل الجو القاسي التي تتعرض له المنطقة , باستثناء الانكماش والتصلب الذي حصل للجثة مع مرور الزمن
ويرى الباحث ريلارهيمر أن الجثة تختلف عن كل الجثث المتجمدة الي يكون فيها الجلد متشمع بينما الجلد في المومياء أوتزي كان شبيه بالمومياوات المصرية التي تم تحنيطها
مواصفات المومياء
توضح البحوث التي قامت على أوتزي أنه في عمر الخامسة و الأربعين, وله عيون بنيه و له لحية , وشعر داكن طويل ملقى بجانب الجثة ، وهو مجعد الوجه ، وخديه غارقة
يوجد ايضاً وراء الركبة اليمنى للمومياء وشم الكربون على هيئة صليب , ويعتقد الباحثين أن هذا النوع من الوشم كانت يستخدم كعلاج لتخفيف من الألم !!
ولكن الفرق بين المومياوات الفرعونية والمومياء أوتزي أن المومياء الفرعونية تكون دائماً مفرغه من الاحشاء ومفرغة من المخ بعكس المومياء أوتزي
مقتنيات المومياء
تم اكتشاف العديد من المقتنيات مع المومياء أوتزي ومنها :
سكين راسها مصنوع من الحجر الصوان , وهذا النوع من السكاكين البدائية كانت تستخدم في العصر الحجري.
بلطة أو فأس تعود للعصر البرونزي مما جعل العلماء في حيره من عمر هذه المومياء والعصر الذي تعود إليه .
محفظة وبعض السلاسل والجلود , و بعض ادوات صيد السمك .
قوس و14 سهم و 2من السهام مكسورة وفأس نحاسية النصل .
ويوجد بين ممتلكات أوتزي بعض التوت ، وسلتين لحاء البتولا ، ونوعين من الفطر و السلاسل والجلود , و أيضا يوجد مع أوتزي فطر البتولا، التي من المعروف أن لها خصائص مضادة للجراثيم ، و كانت تستخدم للأغراض طبية .
كان المومياء أوتزي يرتدي قبعة من فراء الدب وسروالا وسترة من جلود الأغنام والأبقار وحذاء من جلد الدب وفراء الوعل مبطناً بالعشب ورداء محاكا من العشب.
وطرح عالم الآثار البريطاني "جاكي وود" فرضية أكثر حداثة حيث يقول إن "حذاء" اوتزي كان في الواقع جزء من أحذية التزلج , وأن الجلود التي كانت برفقته كانت لتغطية الوجه أثناء التزلج هل ممكن أن تكون أحذية أوتزي مصممه خصيصاً للمشي على الثلج !؟
فرضيات موت المومياء
يرى بعض الخبراء أن الجثة ماتت بسبب البرد والصقيع , وقد قامت الرياح العنيفة بتجفيف الجسد ، وكانت طبقة الثلج التي تغطي الجثة كفيلة بحفظها للآلف من السنين
قال خبير الأشعة وقائد فريق البحث بول كوستنر أنه في عام 2001 كشفت الأشعة السينية والاشعة المقطعية أن رأس سهم حجري قد استقر في كتف أوتزي الأيسر عندما مات ، بالإضافة إلى تمزق صغير مطابق على معطفه.
وقد وجد الباحثون نصل أو رأس سهم استقر بالقرب من الرئة اليسرى ، وعند اختراق السهم الكتف اليسرى، قطع أحد الشرايين وأدّى ذلك إلى نزيف داخلي حاد قاتل.
توصّل العلماء إلى التأكيد بأن هذه الجريمة التي حدثت منذ خمسين قرناً ، وقعت أحداثها في فصل الربيع ، فحبيبات البوغ التي وُجدت على المومياء، كانت سليمة وكاملة الأمر الذي يدلّ على أن أوتزي قد التقطها مباشرة بعد الإزهار قبيل فصل الصيف
تبيّن أيضاً من تحليل بقايا الدماء الموجودة على السهام التي حملها أوتزي ، أنها تعود إلى أربع أشخاص حيث كانت عينات الدم الموجودة على السهام تعود إلى شخصين مختلفين ، بينما يعود الدم الذي يلطّخ سكينه إلى شخص ثالث ، والدم الموجود على معطفه إلى شخص رابع.
وخلاصة القول أن أوتزي ربما دخل في نزاع مسلّح عنيف ، اشترك فيه عدّة فرقاء أدّى به في النهاية إلى الإصابة بسهم أودى بحياته.
دفع اكتشاف رأس السهم الباحثين إلى وضع فرضيات وفاة أوتزي من فقدان الدم من الجرح ، والذي ربما كان قاتلا وأودى بحياته .
أبحاث أخرى
وجدت أبحاث أخرى أن رمح السهم قد تم إزالتها قبل الموت ، وبعد فحص دقيق للجثة عثر على كدمات وجروح في اليدين والرأس والصدر والصدمات الدماغية تدل على وجود ضربة على الرأس.
هل ممكن أن يكون سبب الموت نتيجة فقد الدم بسبب السهم الذي استقر في كتفة الأيسر !؟
هناك عدد من الباحثين يعتقدون أن الموت كان سببه ضربة على الرأس ، على الرغم من الباحثين غير متأكدين من إذا كان هذا نتيجة لسقوطه ، أو من التعرض للضرب بحجر من قبل شخص آخر .
في عام 2010 افترض عالم الآثار "اليساندرو فانزيتي" من جامة سابينزا روما فرضية تقول أن أوتزي قد توفي على ارتفاع أقل من ذلك بكثير ودفن في أعالي الجبال , وقد ضل مدفوناً لفترة من الزمن ولكن تم نقله من مدفنه في وقت لاحق مع كل دورة ذوبان للجليد التي خلقت مزيج مائي تتدفق مدفوعة الجاذبية قبل أن يتم إعادة تجميدها.
و يوافق "كلاوس أويجل" من جامعة انسبروك على أن عملية طبيعية وصفها على الأرجح بالتسبب في انتقال الجسم من التلال التي تتضمن تشكيل الحجر، وأشار إلى أن الابحاث لم تقدم أي أدلة دامغة تثبت أن الحجارة المتناثرة شكلت منصة الدفن , ويرى عالم الأنثروبولوجيا البيولوجية "ألبرت زنك جادل " بأن عظام رجل الثلج تعرضت لاختلالات والتي من شأنها أن تكون ناجمة عن انزلاق إلى أسفل المنحدر ، كما يرى "جادل" بأن تقرير موت أوتزي الذي يدعي أنه توفي بسبب الإصابة بسهم بكتفه اليسرى أدى إلى فقد كمية من الدم غير صحيح حيث أن تجلط الدم قد يكون كفيل في وقف الدم و إعادة ترميم مكان الإصابة ، و في كلتا الحالتين ، فإن نظرية الدفن لا تتعارض مع احتمال وجود سبب عنيفة للموت كما ورد في النظريات السابقة
خصائص مكان الدفن
يتسأل العلماء لماذا الجثة كانت صامدة كل هذه القرون ولم تتعرض للتآكل أو التعفن أو لماذا لم تتعرض لحيوانات أو طيور أو حشرات أدت إلى تآكل الجثة !!؟ حيث يعتقد بعض العلماء أن المكان الذي حفظت فيه الجثة كل هذا الوقت له خصائص مميزة ساهمت في حفظ الجثة , حيث وجدت الجثة في حفرة منخفضة محاطة بحواف صخرية كما أن المومياء محاطة في تجويفين و مغطاة بطبقة من الثلج .
تحليلات الحمض النووي
لم تنشر تحليلات الحمض النووي لأوتزي ، وبالتالي غير مؤكد الزعم باكتشاف آثار دماء من أربعة أشخاص آخرين على ملابسه ، واحد من سكين له، وهما من نفس رأس السهم، ورابعة من معطفه كانت التفسيرات لهذه النتائج أن أوتزي قتل شخصين من السهم نفسه ، وكان قادرا على استرجاعه في كلتا الحالتين ، وكان الدم على معطفه من رفيق جريح ويكون قد حمله على ظهره. أن موت المومياء أوتزي غير طبيعي حيث ان الجسم مجمد ، والوجه للأسفل ، بينما ذراعه اليسار عازمة عبر الصدر وهذا يشير إلى أن نظرية الموت الانفرادي من فقدان الدم والجوع والبرد وضعف لا يمكن الدفاع عنها.
اكتشاف أقدم خلايا دم حمراء في مايو 2012 باستخدام "الناو تكنولوجي"
أعلن العلماء عن اكتشاف أقدم اثار خلايا دم في التاريخ تعود لأوتزي حيث لا تزال خلايا دم سليمة. وخلايا الدم عادة ما تكون إما منكمشة أو مجرد بقايا، ولكن في أوتزي له نفس الأبعاد حيث تعيش خلايا الدم الحمراء وخلايا تشبه عينة من العصر الحديث. حتى الان لا يوجد أي تفسير لبقاء خلايا الدم كل هذه القرون في جسد أوتزي ، هل ممكن أن تكون خلايا الدم محفوظة كل هذه المدة بسبب الثلج !؟
لعنة أوتزي !
نشرت عدد من الادعاءات حول لعنة المومياء أوتزي في وسائل الإعلام وفي الصحف عن وفاة عدد من الناس لهم صلة باكتشاف وفحص المومياء أوتزي ، فمنهم من زعم أنهم لقوا حتفهم في ظروف غامضة ، ويشمل هؤلاء الأشخاص الذي شاركوا في الاكتشاف هلموت سيمون، وكونراد سبيندلر ومن بينهم سبعة من الأشخاص قد توفوا
هل ممكن أن تكون للجثث المحنطة بشكل طبيعي أو بتدخل خارجي لعنة تؤثر بمصير بعض البشر !؟
شاهد هذا الفيديو من برنامج "العلم والإيمان " للعالم العربي مصطفى محمود عن رجل الثلج اوتزي
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=EtQSPwJNFBo
أحجار سانلورفا في كوبيك تيبي
على مسافة 820 كيلومتر من مدينة اسطنبول المكتظة بالسكان تقع سانلورفا جنوب شرق تركيا التي اكتشف فيها أعمدة من الهياكل الحجرية يعود تاريخها إلى أكثر من 12 ألف سنة !
ففي عام 1994 وعلى قمة تل لاحظ أحد رعاة الأغنام في هذه المنطقة قطعة من حجر تبرز منها ويكسوها التراب فبدأ الراعي بالحفر حولها إلى أن ظهر له عمود بطول 19 قدم (5.5 متر) ذو حواف محددة ويوجد في وسطه نحت بارز لحيوان غريب ، وبدأت عمليات الحفر وكانت المفاجأة استخراج 19 عموداً حجرياً على شكل الحرف T ومن خلال الفحص الدقيق تبين أنها نحتت باستخدام أدوات متقدمة ودقيقة ولا بد أن يكون من نحتها على درجة عالية من الخبرة.
وبانتشار خبر هذا الاكتشاف ظهر بوضوح أن الراعي الكردي وجد وبدون قصد أحد أغرب الاكتشافات المعمارية (الأثرية ) في العصر الحديث وهو ما يعرف الآن بـ (كوبيك تيبي ) .
وقام فريق من علماء الآثار الألمان خلال الـ15 عام الأخيرة بعملية تنقيب في تلك المنطقة والقيام بحساب للعمر التقديري لهذا الاكتشاف وفي خلال عملهم لسنوات طويلة لم يتم الكشف إلا عن 5% إلى 7% من تلك الحضارة الهائلة إلى أن توصل علماء الآثار لتحديد دوائر فوق دوائر مرتبة بحلقة بداخل حلقة من الأبراج الحجرية بينها أعمدة منحوتة يصل طولها إلى 19 قدم ويزن العمود الواحد 15 طن وكل عمود تم نحته من كتلة واحدة ثم جرى تزيينه عن طريق نحت حيوانات أو طيور بشكل بارز ورسومات لمخلوقات وحيوانات غريبة أخرى وحيوانات معروفة من الثعابين والعقارب والأسود والثعالب والخنازير البرية الشرسة وغيرها من الحيوانات، وبعد فحص دقيق من قبل علماء الآثار على هذه الأحجار أكدت التجارب أن (كوبيك تيبي) أقدم من حضارة بلاد الرافدين بـ7000 سنة وهي التي يشار إليها عادة كمهد للحضارة البشرية حيث قالوا بأن هذه الأحجار هي الهندسة المعمارية الأقدم والأضخم التي عرفها كوكب الأرض !
وقال عالم الآثار (غراهام هانكوك) : " إن هذه المنطقة التي تضم كتل ضخمة من الحجارة (مغليث) تعد لغزاً غامضاً وننتظر الإجابة عن كيفية بناءها وتتطلب تعمقاً أكثر في فهم خلفيتها التاريخية والتي لا نعرف عنها أو من صنعها أي شيء ، فقد بزغت تلك المعجزة من ظلمات العصر الجليدي الذي لا نعرف عنه الكثير وهي تشكلت بشكل كامل في تلك الحقبة من الزمن ... وفي رأيي أن ذلك دليل على حلقة كبيرة مفقودة من تاريخ الجنس البشري ، والسؤال هو : هل من الممكن أن يغير مثل ذلك الاكتشاف من فهمنا لتاريخ البشرية أو يثبت أن أكثر الأساطير المحيرة يمكن أن تبنى على حقائق أو يضع الأمور في نطاقها الصحيح ؟ ".
الشيء المدهش هو أن تاريخها يعود إلى 10 آلاف سنة قبل الميلاد، و7 آلاف سنة قبل حجارة (ستونهنغ) والهرم الأكبر وبحسب العلم المنهجي التقليدي يقول العلماء أن البشر في ذلك الوقت لم يكتشفوا ويستخدموا الأدوات المعدنية ولا حتى الفخار فكيف بهم يقومون ببناء صرح كهذا وبتلك الطريقة الهندسية المذهلة ؟! ، أي نحن أمام شيء يتناقض معه فهمنا واستيعابنا لتطور الحضارة البشرية في العالم .
ويثير هذا الاكتشاف مزيداً من الأسئلة لعلماء الآثار وما قبل التاريخ أكثر مما يوفر أجوبة عنها فنحن لا نعلم ولا هم يعلمون كيف يمكن للبشر في هذا الزمن السحيق أن تبني مثل تلك الأحجار بتلك الأوزان وبتلك الطريقة الهندسية المذهلة ووضع الحلقة داخل الحلقة من الأحجار الضخمة ومن أين استمدوا معرفتهم تلك ؟!
وخلال 15 عاماً من البحث والتنقيب لم ينجح علماء الآثار في الكشف عن أداة واحدة أستخدمت في نحت هذا الموقع أو اكتشاف أي أثر لأدوات زراعية .
وربما كان السؤال الأكثر إلحاحاً هو من بنى (كوبيك تيبي) ؟ وما الهدف من وراء بناءها ؟ وكيف لموقع كهذا أن يبقى على تلك الحالة الجيدة لأكثر من 10000 عام لأن السبب في دفنها لا يزال غير مبرر ويبقى غامضاً ومن الصعب استنتاجه ويقول علماء الآثار أنهم يرون أن الإجابة على ذلك : " إذا نظرت إلى ذلك المكان نجد أنه وضع بعناية بالغة تحت الرمال كما لو كان مدفوناً " ، ولكن لا توجد إجابة حقيقية عن سبب دفن هذا الأثر فهل تم دفنه لأخفاؤه عن أعين الغزاة أو للحفاظ عليه على أمل أن يعود مرة أخرى ؟
و يزيد الأمور تعقيداً الكثير من الأسرار على هذا الأثر ، فعلماء الآثار يقولون أنهم لم يجدوا الدليل على إمكانية وجود المنازل القريبة منها ولا حتى مصادر للمياه، أو أي علامة على وجود بلدة أو قرية مجاورة لدعم مئات العمال المفترضين الذين بنوا حلقات من الأبراج في هذا الموقع .
كل ما يمكن قوله حتى الآن أنها حجارة صنعت بواسطة أدوات متقدمة جداً وأصبحت حقيقة واحدة فقط ، أن هذا الاكتشاف هو الأكثر إدهاشاً في العصر الحديث وقد دعمت نتائج الاختبار على هذه الأحجار أن تاريخها يعود إلى أكثر من 12000 سنة مضت وهذا من شأنه أن يحدث تغييراً جذرياً فيما يتعلق بتاريخ البشرية فهذه الأعمدة تقدم أدلة تثبت أن الإنسان القديم كانت على مستوى عالي من التطور والتقدم المذهل .
وعلى بعد يقل عن 570 كيلومتر من (سانلورفا) يقع المكان الذي يعتقد بعض العلماء بأن يكون موقع سفينة نوح على جبل (أرارات) حسب المعتقد التوراتي، واقترح بعض العلماء أن (كوبيك تيبي) هو المكان الذي استراحت فيه سفينة نوح وأن المنحوتات البارزة للحيوانات تمثل هيمنة تلك الحيوانات على المنطقة كون هذا المكان يعتبر الموقع الأصلي لهم ولكن هل يعد ذلك دليل على أن هذا المكان كان له علاقة بـ طوفان نوح العظيم المذكور في المعتقدات الدينية ؟
وفقاً لما قاله علماء الآثار فهم يعرفون أكثر من 2000 أسطورة تحدثت عن الفيضان العظيم ( طوفان نوح ) . كما يعتقد المهتمون والدارسون للقصص المذكورة المتعلقة بذلك الطوفان الكارثي أنها موجودة أيضاً على أعمدة (كوبيك تيبي) وإذا صح ذلك فإن ذلك يجعل تاريخ طوفان نوح في نهاية العصر الجليدي والذي يسبق ميلاد المسيح بآلاف السنين .
وبصرف النظر عن السبب ما يهمنا أن ذلك الأثر يزيد عمره عن 12000 عام وهذا التاريخ يسبق نشأة الحضارة الإنسانية بـ7000 عام على أقل تقدير ، أليس ذلك بغريب ؟
يوجد فرضية أنه قامت مركبات فضائية بالهبوط إلى الأرض وقامت الكائنات الخارجية بمساعدة السكان المحليين على بناء تلك الصروح ونحن لا نقلل من براعة الإنسان ولكن هذا النوع من الهندسة والصناعة المذهلة لا يعرفها البشر حتى في العصر الحديث فما بالكم بعصور متقدمة من الزمن ، فلو افترضنا أن الإنسان من قام ببناء تلك الصروح فما هو الهدف من وراء بناءها وما سر تلك المنحوتات والرسومات التي خلدت أشكالها ؟! ومن أين استمدوا تلك القوة والمعرفة ؟وكيف استطاع الإنسان القديم بناءها بتلك الكيفية المذهلة ؟!
الدائرة الحجرية ستونهنغ
أدهشت هذه الدائرة الحجرية الغامضة مراقبيها منذ آلاف السنين وتم وضع هذه الحجارة التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا قبل أكثر من 4 آلاف سنة مضت ، ولا زالت أصولها مجهولة ولا يعرف من الذي بناها ولأي غرض ، فهل هي حاسوب ضخم للتنبؤ بالأحوال الجوية أو بعواصف نيزكية مرعبة ؟
يعتبر هذا الموقع من أغرب المواقع التي حيرت العلماء عبر سنوات طويلة من الزمن واستنتج العلماء أن هذا الموقع شيد كمرصد فلكي وآلة للحساب وأنه يرجع لعصور ما قبل التاريخ ، بُني المحور الرئيسي لأحجار ستونهينغ بحيث يتطابق تماماً مع شروق الشمس في منتصف الصيف .
هذا الموقع يوجد في سهل (ساسلبيري) بمقاطعة (ويلتشر) جنوب غرب انجلترا ، ويتكون من مجموعة دائرية من أحجار كبيرة قائمة تزن كل صخرة حوالي 5 أطنان ومحاطة بتل ترابي دائري لا تزال 40% من أصول ستونهينغ قائمة وحالياً لم يبقى من هذا البناء سوى 17 عموداً قائماً وفوقه تسعة عتبات ممتدة .
ويرجح علماء الآثار أول ترجع أول محاولات في حفرالأساسات التي تعرف باسم PostHoles في علم الآثار في هذا الموقع إلى 8000 قبل الميلاد ، ومن ثم كان أول إنشاء له في 3100 قبل الميلاد حينما تشكلت الدائرة الحجرية ومن ثم شهد عدة محاولات إعادة بناء تمتد من 3100 وكان آخرها في حوالي 1600 قبل الميلاد أي في خلال العصر الحديدي.
ويقال أن الأحجار الضخمة جلبت من مناطق بعيدة من جبال جنوب ويلز بالتحديد ولكن كيف استطاع إنسان ما قبل التاريخ تحريك الصخور الهائلة في ستونهينغ ؟
وظيفة ستونهنغ
الشكل الأصلي والمفترض لأحجار ستونهنغ
يذكر البعض أن ستونهينغ اتخذت مكاناً للعبادة وتم استخدام الموقع لإقامة إحتفالات وطقوس كانت على الأرجح مرتبطة بعبادة الشمس .
لكن ستونهنغ ليست مجرد معبد بل هي آلة حاسبة فلكية فهي بإمكانها احتساب كسوف الشمس وخسوف القمر حيث كشف العلماء بأنه يوجد 56 حفرة تسمى حفر (أوبري) نسبة إلى مكتشفها ومنفذة على محيط دائرة فلو تم تحريك علامة حفرتين كل يوم ، سوف تقطع الدائرة في 28 يوم وهو عدد أيام الدورة القمرية.
ولو حركت العلامة بـ 3 حفر في السنة سوف نجد أنه بعد 18.6 سنة سوف تقطع العلامة دائرة كاملة وهي الفترة التي تستغرق انتهاء دورة الكسوف أو الخسوف كل 18 سنة.
وحيث يقول العلماء أن الأدلة قد أظهرت أن نيازك متعددة سقطت على الأرض ووجهت ضربات قوية في شمال أوروبا مع تأثيرات وصلت مابين 10 إلى 20 ميجا طن وأن ستونهينغ تم بناءها كنظام للكشف المبكر لرصد الشهب والنيازك الكبيرة .
ويقول العلماء أيضاً أنه إذا نظرت إلى ستونهينغ من زاوية معينة ترى أنها عبارة عن دوائر متحدة المركز وكل من هذه الدوائر تتوافق تماماً مع مدارات جميع الكواكب في نظامنا الشمسي .
قصة الحجر الكعبي
يجلس الحجر الكعبي خارجاً عن المدخل الرئيسي لبناء ستونهنغ وهو حجر صلب قاس يعلو 4.9 متر فوق الأرض ويميل إلى داخل الدائرة الحجرية لـ ستونهنغ وكان لهذا الحجر عدة أسماء في الماضي ومنها حجر الراهب وحجر الشمس ، وعندما يقف الشخص داخل دائرة ستونهنغ موجهاً نظره باتجاه الشمال الشرقي عبر الممر الرئيسي ونحو الحجر الكعبي فإنه سيرى شروق الشمس فوق الحجر خلال فترة الإنقلاب الصيفي.
يتحدث التراث الشعبي عن قصة حجر الراهب وهي :
أن الشيطان اشترى الحجارة من امرأة في أيرلندا ثم لفهم وأحضرهم معه إلى سهل (ساليسبري) لكن أحد الحجارة وقع منه في نهر (أفون) جنوب إنجلترا في بلدة ويلشاير ، فيما أحضر بقية الحجارة إلى سهل (ساليسبري) ثم صرخ قائلاً : " لن يستطيع أحد أبداً أن يعلم كيف أتت الحجارة إلى هنا "، ثم أجابه راهب : " هذا ما تظنه !" ، عندئذ رماه الشيطان بأحد الحجارة فسقطت لتصيب كعبه فبقيت الحجرة على مكانها حتى يومنا هذا ".
مزاعم عن دور الكائنات الخارجية
أطلق العلماء حول ستونهينغ نظريات عديدة تتناقض فيما بينها في كثير من الأحيان حول هوية بنائيها.
إذ لا يعتقد بعض الباحثين أن البريطانيين منذ آلاف السنين كانوا قادرين بمفردهم على نقل هذه الحجارة التي يزن الواحد منها 5 أطنان من جنوب ويلز وعلى بعد 250 ميل ! ، بل يعتقدون أن كائنات خارجية فضائية بنت هذا الصرح الشاق مع استخدام التكنولوجيا المتقدمة.
- وفي عام 1968عزز السويسري (إريك فون دانيكن ) مؤلف أكثر الكتب مبيعاً ( عربات الآلهة ( فكرة دور كائنات الكواكب الأخرى التي زارت الأرض في العصور القديمة في بناء هذه الهياكل الضخمة في ستونهنغ وأنه لولا تلك المخلوقات الخارجية عن كوكب الأرض ما كان للبشر قدرة في بناءها وأن بناء صرح مثل هذا أبعد من القدرة البشرية العادية.
ومن الجدير بالذكر انه في مايو من عام 2008 أصدر الفاتيكان إعلاناً مذهلا ولأول مره في تاريخه الذي يمتد لأكثر من 2000 عام حيث اعترفت الكنيسة الكاثوليكية باحتمال وجود حياة ذكية على كواكب أخرى وأن الأيمان بوجود كائنات فضائية لا يتعارض مع الإيمان بالله وعن مسألة رفض المخلوقات الخارجية .
مراحل بناء ستونهنغ
بمعزل عن دور المخلوقات الخارجية فمن الثابت أن طريقة بناء ستونهينغ تطلبت مهارة هندسية معمارية وتقنية عالية ، حيث أنه من المستحيل أن تكون تلك الحجارة قد نقلت ورفعت ووضعت من دون استعمال أدوات وآلات متطورة في ذلك العصر الموغل في القدم !
وأن من بناها بالتأكيد كانوا متحضرون ومتميزون في الهندسة المعمارية والحساب.يقول أصحاب نظريات العلم المنهجي التقليدي أن ستونهنغ جرى بناؤه كان على 3 مراحل :
1- بدأ إنسان العصر الحجري في إنجلترا بحفر. خندق دائري قطره 110 أقدام (31 متراً) باستخدام قرون الغزلان ، والخندق نفسه كان عمقه 1.5 متر وعلى حافة الخندق الداخلية بني سد يحوي 56 تجويفاً ويقال أنها كانت معدة لحمل أعمدة خشبية وأقيم حجرين مقابلة لبعضهما عند مدخل الدائرة ويسمى مذبح الصخرة، إحداها لا يزال قائماً.
2- وفي المرحلة الثانية التي بدأت حوالي 2100 قبل الميلاد تم جلب أحجار الجرانيت المعروفة باسم الحجارة الزرقاء Bluestones من جبال جنوب ويلز ، على بعد 250 ميل من موقع ستونهنغ !! ، ويصل وزنها إلى 5 أطنان لكل حجر ومن ثم جرى توزيعها بشكل نصف دائرة ووضعها بداخل الخندق الدائري.
3- وفي المرحلة الثالثة والأخيرة من البناء التي بدأت في حوالي 2000 قبل الميلاد، شيدت الدائرة الحجرية وعلى كل حجرين قائمة مستقيمة تم وضع العتبات الحجرية الممتدة .
حادثة إختفاء غامضة
كانت هذه الحجارة الغامضة والواقفة في ستونهنغ في بريطانيا مسرحاً شهد إختفاء غامضاً في شهر أغسطس عام 1971 حتى أنه يصنف من أبرز حوادث الإختفاء في التاريخ المسجل.
في ذلك الوقت لم تكن الحراسة قد طبقت بعد على موقع ستونهنغ الشهير ، وفي إحدى الليالي قررت مجموعة من الهيبيز نصب خيم لها في مركز الدائرة والسهر هناك. فأشعلوا نار التخييم وأضاؤوا عدة نقاط من المكان باستخدام أوعية كانت معهم، ثم جلسوا يدخنون ويغنون، ثم تعكرت جلستهم عندما وقعت عاصفة رعدية عنيفة عند الساعة 2:00 بعد منتصف الليل ، وكانت العاصفة سريعة وهبت فوق سهل (ساليسبري) وسقطت شرارات البرق على المنطقة التي كانوا فيها فأحرقت الأشجار وحتى الحجارة الواقفة نفسها في ستونهنغ ، واكان ثنين من الشهود في مكان قريب من ستونهنغ هما مزراع وشرطي قالا أن الأحجار في المكان الأثري كانت تضيئ بضوء أزرق مخيف وشديد مما دعهم إلى تغطية أعينهم ولكنهما عندما سمعا صراخاً من المخيمين انطلقا بسرعة إلى المكان متوقعين أن يجدوا جرحى أو حتى موتى ولدهشتهم لم يعثروا على أي أحد منهم أو على أي أثر سوى ما كان حول دائرة الأحجار من أوتاد الخيم وآثاراً رطبة من نار التخييم .
أحجار كارناك
تواجد حول قرية كارناك في (بريتاني) الواقعة على الساحل الشمالي الغربي الفرنسي أكبر تجمع إستثنائي لأكثر من 3000 من الحجارة العملاقة على مساحة تمتد لأكثر من 2 ميل ويرجح البعض أنها تعود إلى أكثر من 4500 سنة قبل الميلاد أي ما قبل التاريخ المسجل والبعض الآخر يقول أنها تعود إلى 3500 قبل الميلاد ولكن تبقي في حقبة العصر الحجري الحديث (نيوليثي).
تأخذ هذه الاحجار شكل إصطفافات وأشكال دولمنية dolmens والدولمن عبارة عن أحجار قائمة عمودية ويرتكز عليهما حجر أفقي ليكون سقفاً ، كما تأخذ أشكال مدافن تلية Tumuli وأشكال أحجار قائمة ومنفرد كالمسلات Menhirs.
وتزن كل صخرة من هذه الصخور أكثر من 10 أطنان وهي من مادة غرانيتية مغناطيسية وبعد دراستها لوحظ أنها تحمل إشعاعات مغناطيسية غريبة وجذابة وتظهر هذه الصخور المنتشرة من الأعلى على أشكال متعددة منها الدائري والمربع والمستطيل والمثلث وتشترك صخور كارناك مع مكانين آخرين من حيث إمكانية رؤية إصطفافها من الجو فقط كما في خطوط نازكا أو سور الصين العظيم وما يدعو للإستغراب أن هذه الصخور تبدو من الجو مهابط لطائرات أو مركبات وهي تأخذ الشكل الدائري على الطرف الشرقي الشمالي.
ويعتقد بأن قوماً سبقوا السلتيين (شعوب شمال أوروبا) في (بريتاني) قد اقتطعوا هذه الحجارة العملاقة من كتل الصخور المحلية هناك وأقاموها بهذه الأشكال والإصطفافات وتعتبر أكبر تجمع حجارة في العالم كله.
كانت هذه الحجارة فيما مضى موضوعة في مجموعة واحدة ولكن إزالة بعض الحجارة من أجل عمل الطرقات قسمها إلى 3 مناطق تدعى مصفوفات (مينيك) و(كيرماريو) و(كيرليسكان).
في الأسطورة
تفسرالأسطورة المحلية وجود هذه الصفوف الطويلة من الصخور العملاقة بأنها تمثل أفراداً من جيش روماني غزا بلاد وقبائل الغال في فرنسا إلا أنهم مسخوا إلى حجارة بفعل ( ميرلين أمبروسيوس ) كبير السحرة وهو شخصية أسطورية، وهناك أسطورة أخرى مسيحية تقول أن هذه الحجارة ترجع إلى القرن الاول الميلادي والغزوات المسيحية المتعاقبة مثل غزوة القديس كورنيليوس الذي طارد جنود الوثنيين المحلييتن وحولهم إلى حجارة ، لكن كلا من الأسطورتين المذكورتين تتناقضان مع عمر بناء الصخور الذي يرجع إلى 4500 قبل الميلاد على أكثر تقدير.
دراسات
في عام 1887 أكدت دراسات أن صخور كارناك تشكل سلسلة من الاصطفافات الفلكية وتوصلت إلى معرفة ترابط شكلي دقيق بين هذه الاحجار وأن صفها وفق طريقة هندسية ورياضية فكيف استطاع واضعوها آنذاك من فعل ذلك بدون استخدام نظام ملاحة أونظام تحديد الأماكن الجغرافية بواسطة الأقمار الصنعية GPS ؟
عرضت قناة التاريخ History فليماً وثائقياً عن الصروح الغامضة وتناولت فيه صخور كارناك في فرنسا وركزت على الهندسة القديمة التي امتلكها البناؤون في تلك العصور والتي ما زالت تحير العلماء بحسب ما كان متاحاً لهم من تقنيات بدائية ولهذا نجد بعض الباحثين يشيرون إلى دور قامت به مخلوقات خارجية:
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=IQFj_vZJPt0
ايوان كسرى
ما لبث الطابوق المصنوع من الطين يستخدم في البناء في ارض الرافدين حتى وقت قريب جدا عندما دخل الاسمنت حيز الاستعمال.
ولم يستخدم الطابوق المفخور تاريخيا إلا في المشاريع الكبرى، كإيوان كسرى الواقع في سلمان باك جنوبي بغداد.
وإيوان كسرى (او طاق كسرى كما اعتاد العراقيون تسميته) هو الجزء المتبقي من القصر الذي ابتناه الاباطرة الفرس الساسانيون في القرن الثالث للميلاد.
فالساسانيين، رغم كونهم من الفرس، كانوا يستخدمون اساليب البناء التي كانت شائعة في بلاد الرافدين، حيث لم يتطلب تشييد الطاق (الذي يبلغ ارتفاعه 30 مترا وطوله 43 مترا) اية سقالات بل استخدم اسلوب محلي يتم فيه ترتيب طبقات الطابوق بنسق خاص يمنح الهيكل قوة كبيرة.
مكتبة آشور بانيبال
لم يكن آشور بانيبال صيادا فحسب بل كان أيضا محاربا غزا العديد من البلدان بما فيها مصر.
رغم كل هذا كان يفتخر كثيرا بقدرته على الكتابة والقراءة في عصر كان تعلم الكتابة المسمارية فيه حكرا على النساخ.
وكان يملك مكتبة كبيرة جدا من الألواح ، كان يجمعها له خدمه من جميع أنحاء البلاد، خاصة في بابل.
هذا اللوح (الى اليمين) هو النسخة البابلية لقصة الطوفان، الذي يقارب قصة طوفان نوح، كما تحكى في سفر التكوين في العهد القديم.
حينما احترق قصر آشور بانيبال في عصر سقوط الإمبراطورية عام 612 قبل الميلاد، انهارت المكتبة فوق الغرفة السفلية، وأدى هذا السقوط إلى تحطم هذا اللوح واحتراقه.
ولكن كمية هائلة من الالواح نجت من الحريق، وهي معروضة الآن في المتحف البريطاني.
الالواح المسمارية
تم اختراع الكتابة التصويرية في بلاد ما بين النهرين قبل العام 3000 قبل الميلاد.
وهذا اللوح الطيني الذي يعود تاريخه إلى العام 3100 قبل الميلاد كتبت عليه قائمة فيها حصص الطعام المخصصة للجنود.
ويدل هذا اللوح على تطور الكتابة من استعمال الصور إلى استعمال الأنماط المنحوتة بالمسامير والتي تعرف بالكتابة المسمارية.
وأول كتابة تم التعرف عليها هي الكتابة السومرية والتي لا تمت بصلة إلى أي لغة معاصرة.
بحلول عام 2400 قبل الميلاد تم اعتماد الخط المسماري لكتابة اللغة الأكدية، كما استعمل نفس الخط في كتابة اللغة الآشورية واللغة البابلية، وهي كلها لغات سامية مثل اللغتين المعاصرتين العربية والعبرية.
وتواصل استعمال الخط المسماري للكتابة في لغات البلاد المجاورة لبلاد ما بين النهرين مثل لغة الحطيين واللغة الفارسية القديمة، واستعملت إلى نهاية القرن الأول الميلادي.
وتم فك رموز الخط المسماري في العصر الحديث أي القرن التاسع عشر وبذلك تسنى لعلماء العصر قراءة النصوص الإدارية والرياضية والتاريخية والفلكية والمدرسية والطلاسم والملاحم والرسائل والقواميس.
ويوجد حوالي 130000 لوح طيني من بلاد الرافدين في المتحف البريطاني.
الحرب والسلام في أور
قام السير ليونارد وولي في العشرينيات من القرن الماضي بحفريات في منطقة أور بجنوب العراق، واكتشف مقبرة لم يتم تخريب قبورها ويرجع تاريخها إلى عام 2600 قبل الميلاد: وقد عثر على هذا الشئ الغامض في أحد القبور.
وتتكون جوانبه من جدولين مستطيلين طولهما 20.3 مترا، مزينين بلقطات مصورة من الفسيفساء المصنوع من الصدف البيضاء، والحجارة الحمراء والحجارة الزرقاء من نوع لابس لازولي (مستوردة من أفغانستان) موضوعة على القار.
ويظهر على جهة "الحرب" من الأعلى إلى الأسفل ، عربات تضرب أعداءا يتساقطون ، ورماة الرماح وهم لابسون خوذات وأردية يأسرون عددا من الأعداء ، وبعض الأسرى وهم يعرضون على قائد الجيش( الظاهر في أعلى الوسط).
عجلات العربات قوية ، تجرها حمير تقاد بحبال، تمر وسط قرط توضع في أنوف الحمير (واخترعت المكابح فيما بعد).
ويظهر على جهة "السلم" إحتفال بوليمة، ويبدو أيضا موسيقي وهو يعزف على قيثارة، ويجلب المدعوون الغنائم والحمير والثيران والإبل والماعز والسمك.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى