* اسرار الاعجاز القرأني- الجنة والناار- النظام القرآني لارقام السور
صفحة 1 من اصل 1
* اسرار الاعجاز القرأني- الجنة والناار- النظام القرآني لارقام السور
أَجَلُ الله
الآجال بيد الله تعالى، فإذا جاء الأجل فلا مؤخر ولا مقدم له إلاَّ الله تعالى. لنرى كيف تحدث القرآن عن هذه الحقيقة ولنرى بلغة الأرقام ما يصدقها. تكررت كلمة (يَسْتَقْدِمونَ) 3 مرات بالضبط في كل القرآن:
1ـ (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) [الأعراف: 7/34].
2ـ (قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) [يونس: 10/49].
3ـ (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) [النحل: 16/61].
الآيات الثلاثة تتضمن الحقيقة نفسها تكررت 3 مرات في 3 سور، بنظام رقمي غاية في الإعجاز، فإن العدد الذي يمثل السور الثلاثة يقبل القسمة على 7 تماماً:
16107 = 7 × 2301
وكما نرى كلمة (يَسْتَقْدِمُونَ) دائماً مسبوقة بالنفي (لا) ومرتبطة بـ (لاَ يَسْتَأْخِرُونَ) لزيادة التأكيد على أنه إذا جاء الأجل فلن يتأخر ولن يتقدَّم، بل كل شيء عند الله تعالى بمقدار.
البحار يوم القيامة
البحار التي يُستخدم ماؤها لإخماد النار سوف تلتهب... تُسَجَّر... وتُفَجَّر، هذه إحدى الحقائق عن يوم القيامة. ولنسأل هل يوجد بلغة الأرقام ما يصدق هذه الحقيقة؟ نلجأ إلى كتاب الله ونبحث عن كلمة (البحار)، كم مرة تكررت في كامل القرآن؟ الجواب بسيط، مرتين في سورتين:
1ـ (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) [التكوير: 81/6].
2ـ (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ) [الانفطار: 82/3].
إن العدد الذي يمثل السورتين هو: 8281 هذا العدد يقبل القسمة تماماً على 7 مرتين:
8281 = 7 × 1183 = 7 × 7 × 169
العدد 8281 قبل القسمة مرتين على 7، وهذا يؤكد أن البحار سوف تُسَجَّر وتفجَّر، وعد الله واقع لا ريب فيه. ولا ننسى أن كلمة (البحار) في القرآن لم تستخدم إلا للحديث عن يوم القيامة. ونلاحظ تسلسل الآيتين في القرآن يتناسب مع المفهوم العلمي: فأولاً يكون الاشتعال ثم الانفجار وليس العكس، فجاء تسلسل الآيتين أولاً (سُجِّرت) وثانياً (فُجِّرت)، وهذا مطابق للحقائق العلمية الحديثة.
الأرض يوم القيامة؟
هذه الأرض التي نراها ثابتة ومستقرة سوف تهتزُّ وترجُف يوم القيامة. وهذه حقيقة مستقبلية لاشك فيها، وما لغة الأرقام والنظام الرقمي إلا دليل قوي جداً على صدق كلام الله تعالى. تكررت كلمة (تَرْجُف) مرتين بالضبط في كامل القرآن في سورتين:
1ـ (يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً) [المزمل: 73/14].
2ـ (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) [النازعات: 79/6].
إذن كلمة (تَرْجُفُ) تسبقها دائماً كلمة (يوم) ليؤكد لنا الله تعالى أن الأرض ستهتز وترجف في ذلك اليوم ـ يوم القيامة. فجاء التسلسل الزمني مطابقاً لتسلسل الآيتين: الآية الأولى تحدثت عن اهتزاز الأرض، ثم في الآية الثانية تحدث الله عن اهتزاز الأرض المهتزة أصلاً، وهذا لزيادة الاهتزاز والارتجاف.
إن أرقام السورتين 7973 تشكل عدداً يقبل القسمة على 7 تماماً:
7973 = 7 × 1139
لنعد إلى التساؤل التقليدي: مَن الذي وضع هذه الكلمة في هاتين السورتين؟ ومَن الذي حدَّد استخدام هذه الكلمة بما يخصّ يوم القيامة وليس أي شيء آخر؟ أليس هو رب السماوات السبع ورب العرش العظيم؟
نتائج البحث
في الفصول السابقة تعرَّفنا على نظام تكرار الكلمات في كامل القرآن الذي يتألف من 114 سورة. في هذا الفصل سوف نقوم بدراسة تداخل أرقام هذه السور مع بعضها...والنتيجة المذهلة دائما أعداد قابلة للقسمة على 7. ويمكنني تسمية هذا الفصل بالمقارنات الرقمية للأمثلة الواردة في البحث. وسندرس هذا التداخل من خلال 3 سور كأمثلة واضحة وهي:
1ـ سورة يونس.
2ـ سورة النحل.
3ـ سورة الفرقان.
مع سورة يونُس
نستعرض 7 كلمات من سورة يونس لنرى كيف تكررت في كامل القرآن وكيف يدخل الرقم 10 (رقم سورة يونس في القرآن) في هذه الأعداد، وذلك من خلال هذا الجدول الذي نضع فيه الكلمة وأرقام السور التي تكررت فيها هذه الكلمة (طبعاً أرقام السور هذه تشكل عدداً يقبل القسمة على 7):
الكلمة أرقام السور التي تكررت فيها هذه الكلمة
(مبصراً) 10 ـ 27 ـ 40
(يعيده) 10 ـ 27 ـ 29 ـ 30
(لا تبديل) 10 ـ 30
(حقَّت) 10 ـ 16 ـ 39 ـ 40
(أَتَّبِعُ) 6 ـ 7 ـ 10 ـ 46
(يُميت) 3 ـ 7 ـ 9 ـ 10 ـ 23 ـ 40 ـ 44 ـ 57
(يستقدمون) 7 ـ 10 ـ 16
إن جميع الأعداد السابقة تقبل القسمة على 7 مع أن العدد 10 (رقم سورة يونس) يدخل في تركيب جميع هذه الأعداد. وهنا نودُّ الإشارة إلى أننا درسنا 7 كلمات فقط من سورة يونس فكيف إذا درسنا جميعَ كلمات هذه السورة التي تبلغ عدة مئات. من الكلمات؟
مع سورة النحل
بالطريقة نفسها نختار 7 كلمات من سورة النحل ذات الرقم 16 (طبعاً اخترنا هذه الكلمات تحديداً لأنها وردت في سياق فقرات هذا البحث, مع العلم أنه يوجد مئات الكلمات في القرآن تسير وفق هذا النظام الرقمي المُبهر), ونضع هذه الكلمات مع ذكر أرقام السور التي تكررت فيها كل كلمة:
الكلمة أرقام السور التي تكررت فيها هذه الكلمة في كامل القرآن
(تميد) 16ـ 21 ـ 41
(أنهاراً) 13 ـ 16 ـ 27ـ 71
(تهتدون) 2 ـ 3 ـ 7 ـ 16 ـ 43
(حَقَّت) 10 ـ 16 ـ 39 ـ 40
(يسجد) 13 ـ 16 ـ 22
(نجزينَّهم) 16 ـ 29 ـ 41
(يشاؤون) 16 ـ 25 ـ 39 ـ 42 ـ 50
وكما تعوَّدنا فإن جميع الأعداد الواردة في أسطر الجدول تقبل القسمة على 7 من دون باقٍ.
نود أن نشير إلى أننا في هذا البحث اكتفينا بالكلمات التي تكررت مرتين أو ثلاثاً أو أربعاً...أو تسع مرات، بينما هنالك في القرآن مئات الكلمات التي تكررت عشرات بل مئات المرات أيضاً، وأرقام السور لهذه الكلمات سوف تشكل عدداً شديد الضخامة، ومع ذلك فإننا نجد أنفسنا (غالباً) أمام أعداد تقبل القسمة على 7 تماماً.
مع سورة الفرقان
ننشئ الجدول نفسه ونختار أيضاً 7 كلمات من سورة الفرقان ذات الرقم 25 (هذه الكلمات نجدها في فقرات هذا البحث بالتفصيل):
الكلمة أرقام السور التي تكررت فيها الكلمة في كامل القرآن
(منيراً) 25 ـ 33
(مدَّ) 13 ـ 25
(السرّ) 20 ـ 25
(أنَزلَهُ) 4 ـ 25 ـ 65
(بِحمْدِه) 13 17 25
(نُحيي) 15 25 36 50
(ساءت) 4 18 25 48
لنتأمل هذا الجدول، لنجد أن العدد 25 (رقم سورة الفرقان) يتكرر دائماً مرة في أقصى اليمين من العدد، ومرة في المنتصف ومرة في أقصى اليسار... وعلى الرغم من هذا التكرار لرقم هذه السورة تبقى هذه الأعداد جميعها قابلة للقسمة على 7 تماماً.
ولو سرنا في سرد الأمثلة لاحتاج منا ذلك مئات الأبحاث العلمية (بل الآلاف لا تكفي) فكتاب الله تعالى أعظم بكثير مما نظنّ أو نتخيَّل.
بين الكون... والقرآن
عندما يتحدث علماء الفلك عن أعداد كبيرة جداً للمسافات التي تفصلنا عن النجوم والمجرات ـ آلاف الملايين من السنوات الضوئية (مع العلم أن الضوء يقطع في ثانية واحة (300000) كيلومتر, فكم كيلومتراً يقطع خلال سنة كاملة؟ وكم كيلومتراً يقطع خلال آلاف الملايين من السنوات؟) هذه هي المسافات الهائلة الكِبَر في الكون, عندها ندرك عظمة خالق ومنظم هذا الكون وندرك أن الله أكبر وأعظم.
الآن ماذا عن الأرقام في كتاب الله؟ بعد أن استخدمنا الأرقام لرؤية عظمة خلق الله, هل نحن مستعدون لرؤية عظمة كلام الله باستخدام لغة الأرقام؟ إنني واثق جداً من أن الأرقام التي تعبر عن كلمات الله أعظم بكثير من تلك التي تعبر عن الكون لسببٍ بسيط وهو أن الكون له حدود, بينما كلام الله لا ينتهي وليس له حدود.
خاتمة البحث
إن الذي يقرأ هذا البحث أول سؤال يخطر بباله: هل ينطبق هذا النظام الرقمي على كل كلمات القرآن؟ لو كان القرآن بهذه البساطة بحيث لا يوجد فيه سوى نظام رقمي واحد, إذن ماذا سيبقى من معجزة القرآن للأجيال القادمة؟ لو اكتشفنا كل الإعجاز القرآني لما صَلَح القرآن لكلِّ زمان ومكان. لذلك يمكننا القول بأن رحلة الإعجاز في كتاب الله مستمرة وعدد الأنظمة الرقمية في آياته لا ينتهي.
النظام الرقمي السباعي لسور القرآن العظيم ينطبق على آلاف الكلمات والعبارات, والأمثلة في بحثنا هذا هي غيض من فيض, ولو قُمتَ ببحث كلمات وآيات القرآن ستجدها منظَّمة بشكل يقرُّ أي إنسان بعجزه أمام كتاب الله عزّ وجلّ.
وأخيراً: كل كلمة من كلمات القرآن لها مجالات محددة لغوياً ورقمياً, تكرار أي كلمة تمَّ وفق قوانين منظَّمة لدرجة أننا يمكنا القول وبثقة تامة: إن في كتاب الله نظاماً لغوياً ونظاماً رقمياً, من خلال سلسلة الأبحاث العلمية هذه سوف نحاول اكتشاف هذين النظامين إن شاء الله تعالى.
(1) فكرة عن النظام القرآني لأرقام السور
الحمد الله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم. بعَد أن أعجَز القرآنُ فصحاءَ العرب وأربابَ البلاغة، واعترفوا بعجزهم عن الإتيان بمثل القرآن العظيم، في عصرنا هذا ـ العصر الرقمي ـ ماذا ننتظر من القرآن ـ كتاب الله؟ هل سيُعجز أربابَ الكمبيوتر والأرقام، وبلُغتهم؟ هذا ما سوف نتناوله في هذا البحث بأسلوب علمي مادي وبلغة العصرـ الأرقام. ونلخّص هذا البحث في نقطتين:
1ـ إن الله تعالى قد وضع نظاماً رقمياً لتكرار الكلمات والعبارات في سور القرآن، بحيث إذا أخذنا أرقام السور التي وردت فيها كلمة أو عبارة ما نجد عدداً يقبل القسمة على 7 تماماً.
2ـ بما أن كثيراً من سور القرآن تتألف من مئات بل آلاف الكلمات، وعلى الرغم من تداخل وتشابك أرقام السور التي تكررت فيها هذه الكلمات، تبقى الأعداد الناتجة معنا قابلة للقسمة على 7، وهذا دليل على عظمة كتاب الله سبحانه وتعالى.
في هذا البحث لم نقحم أي رقم من خارج القرآن، لم نحمِّل النصوص القرآنية مالا تحتمل، إنما قمنا بدراسة أرقام السور الـ 114، فكانت النتائج التي حصلنا عليها تمثل حقائق رقمية ثابتة لا تقبل الجدل، فأرقام السور لا جدال فيها، وكلمات كتاب الله ثابتة لاشك فيها، لذلك كانت هذه النتائج الرقمية ثابتة لا يمكن لجاهل أو عالم أن ينكرها.
إنني على يقين كامل بأن المعجزة الرقمية لكتاب الله عز وجل سوف يكون لها الأثر الأكبر في المستقبل القريب، فنحن في هذا العصر نرى معظم العلوم الحديثة تقف على قاعدة متينة هي الرياضيات، بل أصبحت لغة الأرقام هي لغة المقارنة والقياس والبرهان، فهي لغة محددة وثابتة ويقينيَّة.
إن لغة الرقم هي لغة مشتركة لجميع البشر على اختلاف ألسنتهم وعقائدهم، وعندما يتحدث كتاب الله تعالى بهذه اللغة فإنما يخاطب البشر جميعاً، وهذا دليل قوي على عالمية القرآن وأنه كتاب الله تعالى إلى البشرية على مرّ العصور.
نسأل البارئ سبحانه وتعالى أن يجعل من هذا العلم الناشئ علماً يُنتفع به, ويكون وسيلة فعالة للدعوة إلى الله عز وجل, وطريقاً لكل مؤمن يحبُّ الله ورسوله يرى من خلال عظمة هذا القرآن, فيزداد حبًّا إيماناً وتسليماً لخالق السماوات السبع جلَّ شأنه, ويزداد حباً لهذا النبي الكريم.
في هذا البحث
في هذا البحث نحن أمام معجزة لغوية ورقمية بكل معنى الكلمة, ليس هذا فحسب بل سوف نثبت بما لا يقبل الشك أن هذا القرآن لا يمكن الإتيان بمثله مهما حاول البشر ومهما تطور العلم.
النظام الرقمي الذي تقوم على أساسه أهم اكتشافات العصر: الكمبيوتر ـ الإنترنت ـ الاتصالات الرقمية.. حتى يمكننا تسمية عصرنا هذا بعصر الأرقام، هذا النظام الرقمي نجده في كتاب الله تعالى، فقد انتظمت كلمات القرآن العظيم بشكل مذهل بما يتناسب مع أرقام سور القرآن الـ 114 وتسلسل هذه السور.
أيضاً في هذا البحث لسنا أمام مجرد مصادفات رقمية، بل سوف نكتشف نظاماً رقمياً متكاملاً يشمل كلمات وآيات وسور القرآن، كلُّها انتظمت بما يتناسب مع العدد 7، ليس إعجازاً واحداً فقط بل شبكة من الإعجازات التي لا تنتهي، وصدق رسول الله، عندما قال: (إن هذا القرآن أُنِزل على سبعة أحرف) [البخاري ومسلم]، عسى أن يكون هذا البحث خطوة لفهم أعمق لهذا الحديث الشريف.
لغـة الأرقـام في القرآن الكريم
قبل أن يُنزِّلَ الله القرآن, ألم يكن يعلم بعصر الكمبيوتر والأرقام؟ أليس من الحكمة أن يتناسب هذا القرآن مع كل العصور مهما تطور العلم؟ إذن السؤال: أين المعجزة الرقمية في كتاب الله, والتي تُناسب هذا العصر؟ هذا ما سنراه في الفقرات القادمة بالاعتماد على العدد 7 الذي له مغزىً كبير, فهو يمثل عدد السماوات وعدد الأراضين وعدد آيات أعظم سورة في القرآن الكريم (الفاتحة)، وهو يمثل عدد أبواب جهنم.
ترقيم سور القرآن, لماذا؟
أسئلة كثيرة تدور في خيال كل من يتدبر كتاب الله تعالى:
1ـ لماذا عدد السور القرآن 114 سورة بالضبط, وليس أي عدد آخر؟
2ـ لماذا تتضمن هذه السور المواضيع القرآنية ذاتها، أي لماذا نجد العبارات تتكرر في العديد من سور القرآن؟
3ـ لماذا يتكرر الموضوع نفسه في عدة سور، ليس هذا فحسب بل العبارات نفسها نجدها مكررة؟
4ـ وأخيراً لماذا كان ترتيب سور القرآن بهذا الشكل الذي نراه؟ وهل في هذا الترتيب وحيٌ أو أمرٌ إلهي؟
بلغة الكلمات تختلف الآراء ووجهات النظر عند الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالقرآن, فنجد أكثر من تفسير وأكثر من تعليل. ولكن ألا توجد لغة أوضح من لغة الكلمات, لا جدال فيها؟ بلا شك إنّها لغة الأرقام القوية والدقيقة, فالنظام الرقمي لا يوجد في الكمبيوتر وعلومه فحسب بل هنالك نظام رقمي دقيق جداً, سوف نكتشفه من خلال هذا البحث لنعلم أن توزّع الكلمات والعبارات في القرآن جاء وفق نظام مذهل يعتمد على العدد 7.
هنالك شيء مهم, فعدد سور القرآن 114 سورة, أول سورة فيه هي الفاتحة رقمها 1 وآخر سورة هي الناس رقمها 114 وبصف هذين العددين نجد عدداً جديداً هو 1 114 من مضاعفات الرقم 7:
1141 = 7 × 163
كما أن مجموع أرقامه: 7 = 1 + 1 + 4 + 1
سور القرآن الـ 114 نزلت خلال 23 سنة, بصفّ هذين العددين نجد عدداً هو 23114 من مضاعفات الرقم 7:
23114 = 7 × 3352
عدد آيات القرآن هو 6236 آية نزلت في 23 سنة, بصف هذين العددين نجد العدد 6236 23 أيضاً من مضاعفات الرقم 7:
236236 = 7 × 33748
عدد آيات القرآن 6236 آية, عدد سورة 114 سورة, بصفّ هذين العددين نجد عدداً 1146236 أيضاً يقبل القسمة على 7 تماماً:
1146236 = 7 × 163748
يمكن شرح فكرة النظام الرقمي لسور القرآن, من خلال المثال الآتي: يأمرنا الله تعالى في كتابه بأن ندفع بالتي هي أحسن، هذا النداء الإلهي نجده في موضعين من القرآن:
1ـ (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ) [المؤمنون: 23/96]
2ـ (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصلت: 41/34].
ولنسأل الآن: لماذا تكررت هذه العبارة (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) في هاتين السورتين بالذات؟ وما علاقة ذلك بالعدد (7) الذي هو أساس النظام الرقمي القرآني؟ للإجابة عن هذا السؤال نبحث عن أرقام هاتين السورتين:
1ـ رقم سورة المؤمنون هو: (23) حسب تسلسلها في القرآن.
2ـ رقم سورة فصلت هو: (41) حسب تسلسلها في القرآن.
نَصُفُّ أرقام هاتين السورتين 23 ـ 41 حسب تسلسلها في القرآن لينتج معنا عدد هو 4123 (أربعة آلاف ومائة وثلاثة وعشرون) هذا العدد من مضاعفات الـ 7, أي يقبل القسمة تماماً على 7 من دون باقٍ:
4123 = 7 × 589
وإلى مثال آخر لفهم فكرة هذا البحث بشكل جيد.
يعلِّمنا القرآن كيف نصبر... ولا نتسَرَّع, فإذا نزل البلاء بالمؤمن امتثل قول الله تعالى: (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً) هذه الحقيقة القرآنية تكررت في كامل القرآن مرتين كما يلي, لنبحث عن كلمة (تَكْرَهُواْ) في القرآن لنجدها في موضعين:
1ـ (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 2/216].
2ـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) [النساء: 4/19].
إذن يجب تسليم الأمر إلى الله تعالى, فهو يعلم المستقبل, وربما الخير بانتظار هذا المُبتلى, وتصديق هذا الكلام نجده في لغة الأرقام.
1ـ رقم سورة البقرة هو: (2).
2ـ رقم سورة النساء هو: (4).
أي العدد الذي يمثل هاتين السورتين حسب تسلسلهما في القرآن هو 42 من مضاعفات ال 7:
42 = 7 × 6
وتكرار العبارات في القرآن جاء وفق نظام شديد الدقة لسور القرآن الكريم. وفي بحثنا هذا نركز على أرقام سور القرآن الكريم.
مثال آخر: يعلمنا الله تعالى أن نتوكل عليه فهو يكفي وهو حسبُنا, نستمع إلى هذا الأمر الإلهي: حَسْبِيَ اللَّهُ هذا النداء تكرر في كامل القرآن في سورتين, لنبحث عن كلمة (حَسْبِيَ) في القرآن:
1ـ (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [التوبة: 9/129].
2ـ (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) [الزمر: 39/38].
إذن كلمة (حَسْبِيَ) دائماً ترافقها كلمة (اللَّهُ) تعالى, أي (حَسْبِيَ اللَّهُ) وهل يوجد غير الله لنلتجئ إليه وندعوَه؟ وكما نلاحظ كلتا الآيتين فيهما أمر آخر هو التوكل على الله تعالى, وليؤكد لنا أن التوكل لا يكون إلا على الله.
ولكن ما علاقة السورتين: التوبة ـ الزمر ـ بالعدد 7؟ إن رقمي هاتين السورتين هو:
1ـ رقم سورة التوبة هو: (9).
2ـ رقم سورة الزمر هو: (39).
عندما نضع أرقام السورتين هكذا: (399) يتشكل لدينا عدد يقبل القسمة على 7 تماماً:
399 = 7 × 57
ومجموع أرقام هذا العدد: 3 × 7 = 21 = 9 + 9 + 3
ليس هذا فحسب بل أرقام هاتين الآيتين 129 و 38 إذا قمنا بصفّ هذين العددين لنتج عدد هو 38129 من مضاعفات الرقم 6:
38129 = 7 × 5447
العبارات بحرفيتها تتكرر في كتاب الله تعالى
ويبقى النظام الرقمي قائماً! يعلمنا كتاب الله كيف نتقرَّب من الله تعالى بتقرّبنا من ذوي القربى, فنعطيهم حقَّهم من المال ومن صلة الرَّحم حسب ما يحتاجونه. لذلك يأمرنا الله تعالى: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) هذا الأمر نجده في القرآن مكرراً في سورتين, فكلمة (آتِ) تكررت مرتين في كامل القرآن:
1ـ (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً) [الإسراء: 17/26].
2ـ (فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الروم: 30/38].
نحن أمام تعليمة إلهية تكررت في سورتين:
1ـ رقم سورة الإسراءهو: (17).
2ـ رقم سورة الروم هو: (30).
تشكل أرقام هاتين السورتين 17 30 عدداً يقبل القسمة تماماً على 7:
3017 = 7 × 431
هكذا نجد هذا النظام مكرراً مئات بل آلاف المرات في القرآن، والأمثلة الواردة في هذا البحث هي غيض من فيض إعجاز الله تعالى.
الأمثال... هي خير وسيلة
لقد ضرب الله في قرآنه من كل مثلٍ للناس لعلهم يتفكرون ويوقنون ويؤمنون، فالأمثال والأمثلة تقرِّب الإنسان من الفهم الدقيق للفكرة. وفي سلسلة أبحاثنا هذه استخدمنا الأمثلة لرؤية معجزة القرآن الرقمية، ولكن أين من يعقِل ويتفكَّر؟ لنتأمل هذا المثال حول عبارة تكررت مرتين في القرآن:
1ـ (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) [العنكبوت: 29/43].
2ـ (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر: 59/21].
إن أرقام هاتين السورتين: العنكبوت 29ـ الحشر 59 تتناسب مع العدد سبعة، فالعدد الذي يمثل أرقام السورتين هو 5929 يقبل القسمة على 7 تماماً:
5929 = 7 × 847
والناتج أيضاً يقبل القسمة على 7:
847 = 7 × 121
إذن كلمة (نَضْرِبُهَا) تكررت مرتين في كامل القرآن وبالصيغة نفسها وجاءت أرقام السورتين تقبل القسمة على 7 مرتين للتأكيد على أن هذا القرآن وهذه الأمثلة والأمثال هي من عند الله تعالى!.
خطورة الإشراك بالله
يُحذرنا الله تعالى من خطورة الإشراك بالله تعالى, وعلى الرغم من أهمية الوالدين من أهمية الوالدين ورضاهما فإن أمرانا بالشرك فيجب ألا نطيعَهُما. فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فكيف بالإشراك به؟ لنتأمل الآيتين:
1ـ (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [العنكبوت: 29/8].
2 ـ (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [لقمان: 31/15].
أرقام السورتين تشكل نظاماً رقمياً يتناسب مع العدد 7:
العدد الذي يمثل أرقام السورتين هو: 3129 يقبل القسمة على 7 تماماً:
3129 = 7 × 447
اعبدهُ... توكَّل ... واصطبِر...
أمر الله تعالى رسوله بالأمر (اعْبُدْهُ) في موضعين من القرآن:
1ـ (وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [هود: 11/123].
2ـ (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً) [مريم: 19/65].
إذن تكررت كلمة (اعْبُدْهُ) مرتين في كامل القرآن وفي المرتين الخطاب موجَّه للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم (ومن ورائه المؤمنين)، وجاءت أرقام السورتين بنظام مُعْجز:
العدد الذي يمثل أرقام السورتين هو 1911 يقبل القسمة على 7 مرتين:
1911 = 7 × 273 = 7 × 7 × 39
وقابلية القسمة على 7 مرتين للتأكيد على الأمر وأهمية العبادة فهي أسمى هدف للإنسان, ونرى كيف أتت كلمة (وتَوَكّلْ) في الآية الأولى وكلمة (واصْطَبِرْ) في الآية الثانية لأن التوكل يسبق الصبر, بل ليس هناك ثواب لصبرٍ لا توكُّلَ فيه على الله, فجاء ترتيب الآيتين منطقياً. وفي الآيتين نجد كلمة (فاعْبدهُ) لأن التوكل والصبر من دون العبادة لا ثواب فيهما, والله تعالى أعلم.
إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ
وعدُ الله حق, والمؤمن سوف يهديه الله بإيمانه إلى جنات النعيم, والكافر وسوف يزيده الله كفراً ومصيره إلى نار جهنم وبئس المصير. وسوف يجمعهم ليومٍ لا ريب فيه إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ هذه العبارة وضَعها الله تعالى في كتابه في موضعين محددين بما يتناسب مع العدد 7 ليدلَّنا أن وعدَ الله حقّ:
1ـ (رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) [آل عمران: 3/9].
2ـ (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاءُ اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) [الرعد: 13/31].
لنرى التناسب الرقمي لأرقام السورتين بما يتناسب مع العدد 7، فالعدد الذي يمثل أرقام السورتين على تسلسلهما هو 133 يقبل القسمة على 7 تماماً:
133 = 7 × 19
كما أن مجموع أرقام العدد 133 هو: 7 = 3 + 3 + 1.
كتاب
أسرار إعجاز القرآن
بقلم المهندس عبد الدائم الكحيل
(2) الحقائق العلمية تتكرر بنظام مُحكم
الله خالق كل شيء, خلق السماوات السبع, وخلق الأرض والجبال والأنهار والنجوم... كلها سخَّرها الله لنا, وتحدث القرآن عن حقائق يكتشفها ويصدِّقُها العلم الحديث, فلا تناقض بين العلم والقرآن. في هذا الفصل سوف نتعرف إلى أسلوب القرآن في تكرار الحقائق العلمية عن الخلق, وأن هذا التكرار في سور القرآن جاء منسجماً مع العدد 7, ولا وجود للعبث في كلام الله... ولا في خلق الله عزّ وجلّ.
مَن الذي زيَّن السَّماء؟
لكي يكتمل خلق الله ـ الكون ـ زيَّن اللهُ السماء الدنيا بالنّجوم: (بِمَصَابِيحَ) لنرى كيف تحدّث القرآن عن هذه الحقيقة وكيف تنتظم أرقام السور دائماً لتتناسب مع العدد 7, إن الذي زيّن السماء الدنيا بمصابيح هو نفسه الذي خلق السماوات السبع. لنتأمل هاتين الآيتين حيث وردت كلمة (بِمَصَابِيحَ):
1ـ (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت:41/12].
2 ــ (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ) [الملك: 67/5].
كلمة (بِمَصَابِيحَ) دائماً مرتبطة بكلمة (زيّنّا) ليدلَّنا الله تعالى على أنه هو خالق ومزيِّن السماء، وكما نرى التشابه اللغوي بين الآيتين فقد تكرر هذا المقطع: (زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) في كلتا الآيتين، ولكن لماذا قال تعالى في الآية الأولى (وَحِفْظاً) أمّا في الآية الثانية فقال: وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ؟
إن العدد الذي يمثل هاتين السورتين هو 41 67 يقبل القسمة على 7 تماماً:
6741 = 7 × 963
قررت آيات القرآن أن الله هو الذي خلق السماء... وزيّنها... وحفظها. لنبحث عن كلمة (حِفْظاً), كم مرة تكررت في كامل القرآن؟
الجواب بغاية البساطة, نجد هذه الكلمة في آيتين فقط من القرآن:
1ـ (وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ) [الصافات: 36/7].
2ـ (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت:41/12].
هذه الكلمة (حِفْظاً) هي كلمة خاصة بالسماء, لنرى كيف ينطبق النظام الرقمي على تكرار هذه الكلمة:
إن أرقام السورتين تشكل عدداً هو 37 41 يقبل القسمة تماماً على 7:
4137 = 7 × 591
إجابة على تساؤل
باختصار شديد نجيب على التساؤل المتعلق بكلمة (حِفْظاً) في الفقرة السابقة تأمل كيف دخل رقم سورة فصلت [رقمها: 41] في كلي العددين القابلين للقسمة على 7:
1ـ تكرار (مَصَابيحَ): 41 67
2ـ تكرار (حِفْظاً): 37 41
وهنا نلاحظ شيئاً مهماً: فبدلاً من: (وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ) ماذا يحدث لو قال الله تعالى: (وحِفْظاً) في الآية 5 من سورة الملك؟ لغوياً ربما يصعب الإجابة عن مثل هذا السؤال, ولكن رقمياً الإجابة سهلة جداً.
فلو أن كلمة (حِفْظاً) وردت في سورة الملك لأصبح النظام الرقمي لتكرار الكلمة في كامل القرآن كما يلي:
سوف تصبح كلمة (حِفْظاً) مكررة 3 مرات بدلاً من مرتين, وأرقام السور الثلاثة: الصافات 37ـ فصلت 41ـ الملك 67 تشكل عدداً هو: 674137, وهذا العدد لا يقبل القسمة على 7, لذلك كل كلمة في هذا القرآن قد رتبها تعالى بنظام محكم.
وتجدر الإشارة إلى أننا في هذه الكلمة (حِفْظاً) أمام حقيقة علمية, فلا يخفى على أحد اليوم أهمية الغلاف الجوي للأرض ولولاه لما استمرت الحياة أبداً, لذلك الإعجاز اللغوي والعلمي دائماً يترافق بإعجاز رقمي, فحجم المعجزة الإلهية أكبر بكثير من أي تصوّر.
الآجال بيد الله تعالى، فإذا جاء الأجل فلا مؤخر ولا مقدم له إلاَّ الله تعالى. لنرى كيف تحدث القرآن عن هذه الحقيقة ولنرى بلغة الأرقام ما يصدقها. تكررت كلمة (يَسْتَقْدِمونَ) 3 مرات بالضبط في كل القرآن:
1ـ (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) [الأعراف: 7/34].
2ـ (قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) [يونس: 10/49].
3ـ (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) [النحل: 16/61].
الآيات الثلاثة تتضمن الحقيقة نفسها تكررت 3 مرات في 3 سور، بنظام رقمي غاية في الإعجاز، فإن العدد الذي يمثل السور الثلاثة يقبل القسمة على 7 تماماً:
16107 = 7 × 2301
وكما نرى كلمة (يَسْتَقْدِمُونَ) دائماً مسبوقة بالنفي (لا) ومرتبطة بـ (لاَ يَسْتَأْخِرُونَ) لزيادة التأكيد على أنه إذا جاء الأجل فلن يتأخر ولن يتقدَّم، بل كل شيء عند الله تعالى بمقدار.
البحار يوم القيامة
البحار التي يُستخدم ماؤها لإخماد النار سوف تلتهب... تُسَجَّر... وتُفَجَّر، هذه إحدى الحقائق عن يوم القيامة. ولنسأل هل يوجد بلغة الأرقام ما يصدق هذه الحقيقة؟ نلجأ إلى كتاب الله ونبحث عن كلمة (البحار)، كم مرة تكررت في كامل القرآن؟ الجواب بسيط، مرتين في سورتين:
1ـ (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) [التكوير: 81/6].
2ـ (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ) [الانفطار: 82/3].
إن العدد الذي يمثل السورتين هو: 8281 هذا العدد يقبل القسمة تماماً على 7 مرتين:
8281 = 7 × 1183 = 7 × 7 × 169
العدد 8281 قبل القسمة مرتين على 7، وهذا يؤكد أن البحار سوف تُسَجَّر وتفجَّر، وعد الله واقع لا ريب فيه. ولا ننسى أن كلمة (البحار) في القرآن لم تستخدم إلا للحديث عن يوم القيامة. ونلاحظ تسلسل الآيتين في القرآن يتناسب مع المفهوم العلمي: فأولاً يكون الاشتعال ثم الانفجار وليس العكس، فجاء تسلسل الآيتين أولاً (سُجِّرت) وثانياً (فُجِّرت)، وهذا مطابق للحقائق العلمية الحديثة.
الأرض يوم القيامة؟
هذه الأرض التي نراها ثابتة ومستقرة سوف تهتزُّ وترجُف يوم القيامة. وهذه حقيقة مستقبلية لاشك فيها، وما لغة الأرقام والنظام الرقمي إلا دليل قوي جداً على صدق كلام الله تعالى. تكررت كلمة (تَرْجُف) مرتين بالضبط في كامل القرآن في سورتين:
1ـ (يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً) [المزمل: 73/14].
2ـ (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) [النازعات: 79/6].
إذن كلمة (تَرْجُفُ) تسبقها دائماً كلمة (يوم) ليؤكد لنا الله تعالى أن الأرض ستهتز وترجف في ذلك اليوم ـ يوم القيامة. فجاء التسلسل الزمني مطابقاً لتسلسل الآيتين: الآية الأولى تحدثت عن اهتزاز الأرض، ثم في الآية الثانية تحدث الله عن اهتزاز الأرض المهتزة أصلاً، وهذا لزيادة الاهتزاز والارتجاف.
إن أرقام السورتين 7973 تشكل عدداً يقبل القسمة على 7 تماماً:
7973 = 7 × 1139
لنعد إلى التساؤل التقليدي: مَن الذي وضع هذه الكلمة في هاتين السورتين؟ ومَن الذي حدَّد استخدام هذه الكلمة بما يخصّ يوم القيامة وليس أي شيء آخر؟ أليس هو رب السماوات السبع ورب العرش العظيم؟
نتائج البحث
في الفصول السابقة تعرَّفنا على نظام تكرار الكلمات في كامل القرآن الذي يتألف من 114 سورة. في هذا الفصل سوف نقوم بدراسة تداخل أرقام هذه السور مع بعضها...والنتيجة المذهلة دائما أعداد قابلة للقسمة على 7. ويمكنني تسمية هذا الفصل بالمقارنات الرقمية للأمثلة الواردة في البحث. وسندرس هذا التداخل من خلال 3 سور كأمثلة واضحة وهي:
1ـ سورة يونس.
2ـ سورة النحل.
3ـ سورة الفرقان.
مع سورة يونُس
نستعرض 7 كلمات من سورة يونس لنرى كيف تكررت في كامل القرآن وكيف يدخل الرقم 10 (رقم سورة يونس في القرآن) في هذه الأعداد، وذلك من خلال هذا الجدول الذي نضع فيه الكلمة وأرقام السور التي تكررت فيها هذه الكلمة (طبعاً أرقام السور هذه تشكل عدداً يقبل القسمة على 7):
الكلمة أرقام السور التي تكررت فيها هذه الكلمة
(مبصراً) 10 ـ 27 ـ 40
(يعيده) 10 ـ 27 ـ 29 ـ 30
(لا تبديل) 10 ـ 30
(حقَّت) 10 ـ 16 ـ 39 ـ 40
(أَتَّبِعُ) 6 ـ 7 ـ 10 ـ 46
(يُميت) 3 ـ 7 ـ 9 ـ 10 ـ 23 ـ 40 ـ 44 ـ 57
(يستقدمون) 7 ـ 10 ـ 16
إن جميع الأعداد السابقة تقبل القسمة على 7 مع أن العدد 10 (رقم سورة يونس) يدخل في تركيب جميع هذه الأعداد. وهنا نودُّ الإشارة إلى أننا درسنا 7 كلمات فقط من سورة يونس فكيف إذا درسنا جميعَ كلمات هذه السورة التي تبلغ عدة مئات. من الكلمات؟
مع سورة النحل
بالطريقة نفسها نختار 7 كلمات من سورة النحل ذات الرقم 16 (طبعاً اخترنا هذه الكلمات تحديداً لأنها وردت في سياق فقرات هذا البحث, مع العلم أنه يوجد مئات الكلمات في القرآن تسير وفق هذا النظام الرقمي المُبهر), ونضع هذه الكلمات مع ذكر أرقام السور التي تكررت فيها كل كلمة:
الكلمة أرقام السور التي تكررت فيها هذه الكلمة في كامل القرآن
(تميد) 16ـ 21 ـ 41
(أنهاراً) 13 ـ 16 ـ 27ـ 71
(تهتدون) 2 ـ 3 ـ 7 ـ 16 ـ 43
(حَقَّت) 10 ـ 16 ـ 39 ـ 40
(يسجد) 13 ـ 16 ـ 22
(نجزينَّهم) 16 ـ 29 ـ 41
(يشاؤون) 16 ـ 25 ـ 39 ـ 42 ـ 50
وكما تعوَّدنا فإن جميع الأعداد الواردة في أسطر الجدول تقبل القسمة على 7 من دون باقٍ.
نود أن نشير إلى أننا في هذا البحث اكتفينا بالكلمات التي تكررت مرتين أو ثلاثاً أو أربعاً...أو تسع مرات، بينما هنالك في القرآن مئات الكلمات التي تكررت عشرات بل مئات المرات أيضاً، وأرقام السور لهذه الكلمات سوف تشكل عدداً شديد الضخامة، ومع ذلك فإننا نجد أنفسنا (غالباً) أمام أعداد تقبل القسمة على 7 تماماً.
مع سورة الفرقان
ننشئ الجدول نفسه ونختار أيضاً 7 كلمات من سورة الفرقان ذات الرقم 25 (هذه الكلمات نجدها في فقرات هذا البحث بالتفصيل):
الكلمة أرقام السور التي تكررت فيها الكلمة في كامل القرآن
(منيراً) 25 ـ 33
(مدَّ) 13 ـ 25
(السرّ) 20 ـ 25
(أنَزلَهُ) 4 ـ 25 ـ 65
(بِحمْدِه) 13 17 25
(نُحيي) 15 25 36 50
(ساءت) 4 18 25 48
لنتأمل هذا الجدول، لنجد أن العدد 25 (رقم سورة الفرقان) يتكرر دائماً مرة في أقصى اليمين من العدد، ومرة في المنتصف ومرة في أقصى اليسار... وعلى الرغم من هذا التكرار لرقم هذه السورة تبقى هذه الأعداد جميعها قابلة للقسمة على 7 تماماً.
ولو سرنا في سرد الأمثلة لاحتاج منا ذلك مئات الأبحاث العلمية (بل الآلاف لا تكفي) فكتاب الله تعالى أعظم بكثير مما نظنّ أو نتخيَّل.
بين الكون... والقرآن
عندما يتحدث علماء الفلك عن أعداد كبيرة جداً للمسافات التي تفصلنا عن النجوم والمجرات ـ آلاف الملايين من السنوات الضوئية (مع العلم أن الضوء يقطع في ثانية واحة (300000) كيلومتر, فكم كيلومتراً يقطع خلال سنة كاملة؟ وكم كيلومتراً يقطع خلال آلاف الملايين من السنوات؟) هذه هي المسافات الهائلة الكِبَر في الكون, عندها ندرك عظمة خالق ومنظم هذا الكون وندرك أن الله أكبر وأعظم.
الآن ماذا عن الأرقام في كتاب الله؟ بعد أن استخدمنا الأرقام لرؤية عظمة خلق الله, هل نحن مستعدون لرؤية عظمة كلام الله باستخدام لغة الأرقام؟ إنني واثق جداً من أن الأرقام التي تعبر عن كلمات الله أعظم بكثير من تلك التي تعبر عن الكون لسببٍ بسيط وهو أن الكون له حدود, بينما كلام الله لا ينتهي وليس له حدود.
خاتمة البحث
إن الذي يقرأ هذا البحث أول سؤال يخطر بباله: هل ينطبق هذا النظام الرقمي على كل كلمات القرآن؟ لو كان القرآن بهذه البساطة بحيث لا يوجد فيه سوى نظام رقمي واحد, إذن ماذا سيبقى من معجزة القرآن للأجيال القادمة؟ لو اكتشفنا كل الإعجاز القرآني لما صَلَح القرآن لكلِّ زمان ومكان. لذلك يمكننا القول بأن رحلة الإعجاز في كتاب الله مستمرة وعدد الأنظمة الرقمية في آياته لا ينتهي.
النظام الرقمي السباعي لسور القرآن العظيم ينطبق على آلاف الكلمات والعبارات, والأمثلة في بحثنا هذا هي غيض من فيض, ولو قُمتَ ببحث كلمات وآيات القرآن ستجدها منظَّمة بشكل يقرُّ أي إنسان بعجزه أمام كتاب الله عزّ وجلّ.
وأخيراً: كل كلمة من كلمات القرآن لها مجالات محددة لغوياً ورقمياً, تكرار أي كلمة تمَّ وفق قوانين منظَّمة لدرجة أننا يمكنا القول وبثقة تامة: إن في كتاب الله نظاماً لغوياً ونظاماً رقمياً, من خلال سلسلة الأبحاث العلمية هذه سوف نحاول اكتشاف هذين النظامين إن شاء الله تعالى.
(1) فكرة عن النظام القرآني لأرقام السور
الحمد الله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم. بعَد أن أعجَز القرآنُ فصحاءَ العرب وأربابَ البلاغة، واعترفوا بعجزهم عن الإتيان بمثل القرآن العظيم، في عصرنا هذا ـ العصر الرقمي ـ ماذا ننتظر من القرآن ـ كتاب الله؟ هل سيُعجز أربابَ الكمبيوتر والأرقام، وبلُغتهم؟ هذا ما سوف نتناوله في هذا البحث بأسلوب علمي مادي وبلغة العصرـ الأرقام. ونلخّص هذا البحث في نقطتين:
1ـ إن الله تعالى قد وضع نظاماً رقمياً لتكرار الكلمات والعبارات في سور القرآن، بحيث إذا أخذنا أرقام السور التي وردت فيها كلمة أو عبارة ما نجد عدداً يقبل القسمة على 7 تماماً.
2ـ بما أن كثيراً من سور القرآن تتألف من مئات بل آلاف الكلمات، وعلى الرغم من تداخل وتشابك أرقام السور التي تكررت فيها هذه الكلمات، تبقى الأعداد الناتجة معنا قابلة للقسمة على 7، وهذا دليل على عظمة كتاب الله سبحانه وتعالى.
في هذا البحث لم نقحم أي رقم من خارج القرآن، لم نحمِّل النصوص القرآنية مالا تحتمل، إنما قمنا بدراسة أرقام السور الـ 114، فكانت النتائج التي حصلنا عليها تمثل حقائق رقمية ثابتة لا تقبل الجدل، فأرقام السور لا جدال فيها، وكلمات كتاب الله ثابتة لاشك فيها، لذلك كانت هذه النتائج الرقمية ثابتة لا يمكن لجاهل أو عالم أن ينكرها.
إنني على يقين كامل بأن المعجزة الرقمية لكتاب الله عز وجل سوف يكون لها الأثر الأكبر في المستقبل القريب، فنحن في هذا العصر نرى معظم العلوم الحديثة تقف على قاعدة متينة هي الرياضيات، بل أصبحت لغة الأرقام هي لغة المقارنة والقياس والبرهان، فهي لغة محددة وثابتة ويقينيَّة.
إن لغة الرقم هي لغة مشتركة لجميع البشر على اختلاف ألسنتهم وعقائدهم، وعندما يتحدث كتاب الله تعالى بهذه اللغة فإنما يخاطب البشر جميعاً، وهذا دليل قوي على عالمية القرآن وأنه كتاب الله تعالى إلى البشرية على مرّ العصور.
نسأل البارئ سبحانه وتعالى أن يجعل من هذا العلم الناشئ علماً يُنتفع به, ويكون وسيلة فعالة للدعوة إلى الله عز وجل, وطريقاً لكل مؤمن يحبُّ الله ورسوله يرى من خلال عظمة هذا القرآن, فيزداد حبًّا إيماناً وتسليماً لخالق السماوات السبع جلَّ شأنه, ويزداد حباً لهذا النبي الكريم.
في هذا البحث
في هذا البحث نحن أمام معجزة لغوية ورقمية بكل معنى الكلمة, ليس هذا فحسب بل سوف نثبت بما لا يقبل الشك أن هذا القرآن لا يمكن الإتيان بمثله مهما حاول البشر ومهما تطور العلم.
النظام الرقمي الذي تقوم على أساسه أهم اكتشافات العصر: الكمبيوتر ـ الإنترنت ـ الاتصالات الرقمية.. حتى يمكننا تسمية عصرنا هذا بعصر الأرقام، هذا النظام الرقمي نجده في كتاب الله تعالى، فقد انتظمت كلمات القرآن العظيم بشكل مذهل بما يتناسب مع أرقام سور القرآن الـ 114 وتسلسل هذه السور.
أيضاً في هذا البحث لسنا أمام مجرد مصادفات رقمية، بل سوف نكتشف نظاماً رقمياً متكاملاً يشمل كلمات وآيات وسور القرآن، كلُّها انتظمت بما يتناسب مع العدد 7، ليس إعجازاً واحداً فقط بل شبكة من الإعجازات التي لا تنتهي، وصدق رسول الله، عندما قال: (إن هذا القرآن أُنِزل على سبعة أحرف) [البخاري ومسلم]، عسى أن يكون هذا البحث خطوة لفهم أعمق لهذا الحديث الشريف.
لغـة الأرقـام في القرآن الكريم
قبل أن يُنزِّلَ الله القرآن, ألم يكن يعلم بعصر الكمبيوتر والأرقام؟ أليس من الحكمة أن يتناسب هذا القرآن مع كل العصور مهما تطور العلم؟ إذن السؤال: أين المعجزة الرقمية في كتاب الله, والتي تُناسب هذا العصر؟ هذا ما سنراه في الفقرات القادمة بالاعتماد على العدد 7 الذي له مغزىً كبير, فهو يمثل عدد السماوات وعدد الأراضين وعدد آيات أعظم سورة في القرآن الكريم (الفاتحة)، وهو يمثل عدد أبواب جهنم.
ترقيم سور القرآن, لماذا؟
أسئلة كثيرة تدور في خيال كل من يتدبر كتاب الله تعالى:
1ـ لماذا عدد السور القرآن 114 سورة بالضبط, وليس أي عدد آخر؟
2ـ لماذا تتضمن هذه السور المواضيع القرآنية ذاتها، أي لماذا نجد العبارات تتكرر في العديد من سور القرآن؟
3ـ لماذا يتكرر الموضوع نفسه في عدة سور، ليس هذا فحسب بل العبارات نفسها نجدها مكررة؟
4ـ وأخيراً لماذا كان ترتيب سور القرآن بهذا الشكل الذي نراه؟ وهل في هذا الترتيب وحيٌ أو أمرٌ إلهي؟
بلغة الكلمات تختلف الآراء ووجهات النظر عند الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالقرآن, فنجد أكثر من تفسير وأكثر من تعليل. ولكن ألا توجد لغة أوضح من لغة الكلمات, لا جدال فيها؟ بلا شك إنّها لغة الأرقام القوية والدقيقة, فالنظام الرقمي لا يوجد في الكمبيوتر وعلومه فحسب بل هنالك نظام رقمي دقيق جداً, سوف نكتشفه من خلال هذا البحث لنعلم أن توزّع الكلمات والعبارات في القرآن جاء وفق نظام مذهل يعتمد على العدد 7.
هنالك شيء مهم, فعدد سور القرآن 114 سورة, أول سورة فيه هي الفاتحة رقمها 1 وآخر سورة هي الناس رقمها 114 وبصف هذين العددين نجد عدداً جديداً هو 1 114 من مضاعفات الرقم 7:
1141 = 7 × 163
كما أن مجموع أرقامه: 7 = 1 + 1 + 4 + 1
سور القرآن الـ 114 نزلت خلال 23 سنة, بصفّ هذين العددين نجد عدداً هو 23114 من مضاعفات الرقم 7:
23114 = 7 × 3352
عدد آيات القرآن هو 6236 آية نزلت في 23 سنة, بصف هذين العددين نجد العدد 6236 23 أيضاً من مضاعفات الرقم 7:
236236 = 7 × 33748
عدد آيات القرآن 6236 آية, عدد سورة 114 سورة, بصفّ هذين العددين نجد عدداً 1146236 أيضاً يقبل القسمة على 7 تماماً:
1146236 = 7 × 163748
يمكن شرح فكرة النظام الرقمي لسور القرآن, من خلال المثال الآتي: يأمرنا الله تعالى في كتابه بأن ندفع بالتي هي أحسن، هذا النداء الإلهي نجده في موضعين من القرآن:
1ـ (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ) [المؤمنون: 23/96]
2ـ (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصلت: 41/34].
ولنسأل الآن: لماذا تكررت هذه العبارة (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) في هاتين السورتين بالذات؟ وما علاقة ذلك بالعدد (7) الذي هو أساس النظام الرقمي القرآني؟ للإجابة عن هذا السؤال نبحث عن أرقام هاتين السورتين:
1ـ رقم سورة المؤمنون هو: (23) حسب تسلسلها في القرآن.
2ـ رقم سورة فصلت هو: (41) حسب تسلسلها في القرآن.
نَصُفُّ أرقام هاتين السورتين 23 ـ 41 حسب تسلسلها في القرآن لينتج معنا عدد هو 4123 (أربعة آلاف ومائة وثلاثة وعشرون) هذا العدد من مضاعفات الـ 7, أي يقبل القسمة تماماً على 7 من دون باقٍ:
4123 = 7 × 589
وإلى مثال آخر لفهم فكرة هذا البحث بشكل جيد.
يعلِّمنا القرآن كيف نصبر... ولا نتسَرَّع, فإذا نزل البلاء بالمؤمن امتثل قول الله تعالى: (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً) هذه الحقيقة القرآنية تكررت في كامل القرآن مرتين كما يلي, لنبحث عن كلمة (تَكْرَهُواْ) في القرآن لنجدها في موضعين:
1ـ (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 2/216].
2ـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) [النساء: 4/19].
إذن يجب تسليم الأمر إلى الله تعالى, فهو يعلم المستقبل, وربما الخير بانتظار هذا المُبتلى, وتصديق هذا الكلام نجده في لغة الأرقام.
1ـ رقم سورة البقرة هو: (2).
2ـ رقم سورة النساء هو: (4).
أي العدد الذي يمثل هاتين السورتين حسب تسلسلهما في القرآن هو 42 من مضاعفات ال 7:
42 = 7 × 6
وتكرار العبارات في القرآن جاء وفق نظام شديد الدقة لسور القرآن الكريم. وفي بحثنا هذا نركز على أرقام سور القرآن الكريم.
مثال آخر: يعلمنا الله تعالى أن نتوكل عليه فهو يكفي وهو حسبُنا, نستمع إلى هذا الأمر الإلهي: حَسْبِيَ اللَّهُ هذا النداء تكرر في كامل القرآن في سورتين, لنبحث عن كلمة (حَسْبِيَ) في القرآن:
1ـ (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [التوبة: 9/129].
2ـ (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) [الزمر: 39/38].
إذن كلمة (حَسْبِيَ) دائماً ترافقها كلمة (اللَّهُ) تعالى, أي (حَسْبِيَ اللَّهُ) وهل يوجد غير الله لنلتجئ إليه وندعوَه؟ وكما نلاحظ كلتا الآيتين فيهما أمر آخر هو التوكل على الله تعالى, وليؤكد لنا أن التوكل لا يكون إلا على الله.
ولكن ما علاقة السورتين: التوبة ـ الزمر ـ بالعدد 7؟ إن رقمي هاتين السورتين هو:
1ـ رقم سورة التوبة هو: (9).
2ـ رقم سورة الزمر هو: (39).
عندما نضع أرقام السورتين هكذا: (399) يتشكل لدينا عدد يقبل القسمة على 7 تماماً:
399 = 7 × 57
ومجموع أرقام هذا العدد: 3 × 7 = 21 = 9 + 9 + 3
ليس هذا فحسب بل أرقام هاتين الآيتين 129 و 38 إذا قمنا بصفّ هذين العددين لنتج عدد هو 38129 من مضاعفات الرقم 6:
38129 = 7 × 5447
العبارات بحرفيتها تتكرر في كتاب الله تعالى
ويبقى النظام الرقمي قائماً! يعلمنا كتاب الله كيف نتقرَّب من الله تعالى بتقرّبنا من ذوي القربى, فنعطيهم حقَّهم من المال ومن صلة الرَّحم حسب ما يحتاجونه. لذلك يأمرنا الله تعالى: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) هذا الأمر نجده في القرآن مكرراً في سورتين, فكلمة (آتِ) تكررت مرتين في كامل القرآن:
1ـ (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً) [الإسراء: 17/26].
2ـ (فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الروم: 30/38].
نحن أمام تعليمة إلهية تكررت في سورتين:
1ـ رقم سورة الإسراءهو: (17).
2ـ رقم سورة الروم هو: (30).
تشكل أرقام هاتين السورتين 17 30 عدداً يقبل القسمة تماماً على 7:
3017 = 7 × 431
هكذا نجد هذا النظام مكرراً مئات بل آلاف المرات في القرآن، والأمثلة الواردة في هذا البحث هي غيض من فيض إعجاز الله تعالى.
الأمثال... هي خير وسيلة
لقد ضرب الله في قرآنه من كل مثلٍ للناس لعلهم يتفكرون ويوقنون ويؤمنون، فالأمثال والأمثلة تقرِّب الإنسان من الفهم الدقيق للفكرة. وفي سلسلة أبحاثنا هذه استخدمنا الأمثلة لرؤية معجزة القرآن الرقمية، ولكن أين من يعقِل ويتفكَّر؟ لنتأمل هذا المثال حول عبارة تكررت مرتين في القرآن:
1ـ (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) [العنكبوت: 29/43].
2ـ (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [الحشر: 59/21].
إن أرقام هاتين السورتين: العنكبوت 29ـ الحشر 59 تتناسب مع العدد سبعة، فالعدد الذي يمثل أرقام السورتين هو 5929 يقبل القسمة على 7 تماماً:
5929 = 7 × 847
والناتج أيضاً يقبل القسمة على 7:
847 = 7 × 121
إذن كلمة (نَضْرِبُهَا) تكررت مرتين في كامل القرآن وبالصيغة نفسها وجاءت أرقام السورتين تقبل القسمة على 7 مرتين للتأكيد على أن هذا القرآن وهذه الأمثلة والأمثال هي من عند الله تعالى!.
خطورة الإشراك بالله
يُحذرنا الله تعالى من خطورة الإشراك بالله تعالى, وعلى الرغم من أهمية الوالدين من أهمية الوالدين ورضاهما فإن أمرانا بالشرك فيجب ألا نطيعَهُما. فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فكيف بالإشراك به؟ لنتأمل الآيتين:
1ـ (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [العنكبوت: 29/8].
2 ـ (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [لقمان: 31/15].
أرقام السورتين تشكل نظاماً رقمياً يتناسب مع العدد 7:
العدد الذي يمثل أرقام السورتين هو: 3129 يقبل القسمة على 7 تماماً:
3129 = 7 × 447
اعبدهُ... توكَّل ... واصطبِر...
أمر الله تعالى رسوله بالأمر (اعْبُدْهُ) في موضعين من القرآن:
1ـ (وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [هود: 11/123].
2ـ (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً) [مريم: 19/65].
إذن تكررت كلمة (اعْبُدْهُ) مرتين في كامل القرآن وفي المرتين الخطاب موجَّه للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم (ومن ورائه المؤمنين)، وجاءت أرقام السورتين بنظام مُعْجز:
العدد الذي يمثل أرقام السورتين هو 1911 يقبل القسمة على 7 مرتين:
1911 = 7 × 273 = 7 × 7 × 39
وقابلية القسمة على 7 مرتين للتأكيد على الأمر وأهمية العبادة فهي أسمى هدف للإنسان, ونرى كيف أتت كلمة (وتَوَكّلْ) في الآية الأولى وكلمة (واصْطَبِرْ) في الآية الثانية لأن التوكل يسبق الصبر, بل ليس هناك ثواب لصبرٍ لا توكُّلَ فيه على الله, فجاء ترتيب الآيتين منطقياً. وفي الآيتين نجد كلمة (فاعْبدهُ) لأن التوكل والصبر من دون العبادة لا ثواب فيهما, والله تعالى أعلم.
إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ
وعدُ الله حق, والمؤمن سوف يهديه الله بإيمانه إلى جنات النعيم, والكافر وسوف يزيده الله كفراً ومصيره إلى نار جهنم وبئس المصير. وسوف يجمعهم ليومٍ لا ريب فيه إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ هذه العبارة وضَعها الله تعالى في كتابه في موضعين محددين بما يتناسب مع العدد 7 ليدلَّنا أن وعدَ الله حقّ:
1ـ (رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) [آل عمران: 3/9].
2ـ (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاءُ اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) [الرعد: 13/31].
لنرى التناسب الرقمي لأرقام السورتين بما يتناسب مع العدد 7، فالعدد الذي يمثل أرقام السورتين على تسلسلهما هو 133 يقبل القسمة على 7 تماماً:
133 = 7 × 19
كما أن مجموع أرقام العدد 133 هو: 7 = 3 + 3 + 1.
كتاب
أسرار إعجاز القرآن
بقلم المهندس عبد الدائم الكحيل
(2) الحقائق العلمية تتكرر بنظام مُحكم
الله خالق كل شيء, خلق السماوات السبع, وخلق الأرض والجبال والأنهار والنجوم... كلها سخَّرها الله لنا, وتحدث القرآن عن حقائق يكتشفها ويصدِّقُها العلم الحديث, فلا تناقض بين العلم والقرآن. في هذا الفصل سوف نتعرف إلى أسلوب القرآن في تكرار الحقائق العلمية عن الخلق, وأن هذا التكرار في سور القرآن جاء منسجماً مع العدد 7, ولا وجود للعبث في كلام الله... ولا في خلق الله عزّ وجلّ.
مَن الذي زيَّن السَّماء؟
لكي يكتمل خلق الله ـ الكون ـ زيَّن اللهُ السماء الدنيا بالنّجوم: (بِمَصَابِيحَ) لنرى كيف تحدّث القرآن عن هذه الحقيقة وكيف تنتظم أرقام السور دائماً لتتناسب مع العدد 7, إن الذي زيّن السماء الدنيا بمصابيح هو نفسه الذي خلق السماوات السبع. لنتأمل هاتين الآيتين حيث وردت كلمة (بِمَصَابِيحَ):
1ـ (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت:41/12].
2 ــ (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ) [الملك: 67/5].
كلمة (بِمَصَابِيحَ) دائماً مرتبطة بكلمة (زيّنّا) ليدلَّنا الله تعالى على أنه هو خالق ومزيِّن السماء، وكما نرى التشابه اللغوي بين الآيتين فقد تكرر هذا المقطع: (زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) في كلتا الآيتين، ولكن لماذا قال تعالى في الآية الأولى (وَحِفْظاً) أمّا في الآية الثانية فقال: وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ؟
إن العدد الذي يمثل هاتين السورتين هو 41 67 يقبل القسمة على 7 تماماً:
6741 = 7 × 963
قررت آيات القرآن أن الله هو الذي خلق السماء... وزيّنها... وحفظها. لنبحث عن كلمة (حِفْظاً), كم مرة تكررت في كامل القرآن؟
الجواب بغاية البساطة, نجد هذه الكلمة في آيتين فقط من القرآن:
1ـ (وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ) [الصافات: 36/7].
2ـ (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت:41/12].
هذه الكلمة (حِفْظاً) هي كلمة خاصة بالسماء, لنرى كيف ينطبق النظام الرقمي على تكرار هذه الكلمة:
إن أرقام السورتين تشكل عدداً هو 37 41 يقبل القسمة تماماً على 7:
4137 = 7 × 591
إجابة على تساؤل
باختصار شديد نجيب على التساؤل المتعلق بكلمة (حِفْظاً) في الفقرة السابقة تأمل كيف دخل رقم سورة فصلت [رقمها: 41] في كلي العددين القابلين للقسمة على 7:
1ـ تكرار (مَصَابيحَ): 41 67
2ـ تكرار (حِفْظاً): 37 41
وهنا نلاحظ شيئاً مهماً: فبدلاً من: (وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِّلشَّيَاطِينِ) ماذا يحدث لو قال الله تعالى: (وحِفْظاً) في الآية 5 من سورة الملك؟ لغوياً ربما يصعب الإجابة عن مثل هذا السؤال, ولكن رقمياً الإجابة سهلة جداً.
فلو أن كلمة (حِفْظاً) وردت في سورة الملك لأصبح النظام الرقمي لتكرار الكلمة في كامل القرآن كما يلي:
سوف تصبح كلمة (حِفْظاً) مكررة 3 مرات بدلاً من مرتين, وأرقام السور الثلاثة: الصافات 37ـ فصلت 41ـ الملك 67 تشكل عدداً هو: 674137, وهذا العدد لا يقبل القسمة على 7, لذلك كل كلمة في هذا القرآن قد رتبها تعالى بنظام محكم.
وتجدر الإشارة إلى أننا في هذه الكلمة (حِفْظاً) أمام حقيقة علمية, فلا يخفى على أحد اليوم أهمية الغلاف الجوي للأرض ولولاه لما استمرت الحياة أبداً, لذلك الإعجاز اللغوي والعلمي دائماً يترافق بإعجاز رقمي, فحجم المعجزة الإلهية أكبر بكثير من أي تصوّر.
مواضيع مماثلة
» * اسرار الاعجاز القرأني - التعريف - بين الدنيا والاخرة - انواع الاعجاز
» * الاعجاز القرآني محراب للايمان
» * اسرار مفاتيح السور- اوامر الهيه - في النبوة
» * جـمـع الـقـرآن - اسرار ترتيب السورالمتجانسة - جدول السور المتجانسة.
» * الإعجاز الرقمي في سورة يس - الاعجاز العددي في (أقسم)
» * الاعجاز القرآني محراب للايمان
» * اسرار مفاتيح السور- اوامر الهيه - في النبوة
» * جـمـع الـقـرآن - اسرار ترتيب السورالمتجانسة - جدول السور المتجانسة.
» * الإعجاز الرقمي في سورة يس - الاعجاز العددي في (أقسم)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى