* الرقية الشرعية
صفحة 1 من اصل 1
* الرقية الشرعية
الرقية الشرعية
بقلم : طارق فتحي
منذ ان خلق الله الانسان واهبطه الى الارض بعد ان وهبه نعمة العقل الذي به ميزه عن سائر مخلوقاته . اخذ هذا الانسان يفتش ويكتشف محيطه الجديد رويدا رويدا وعلى مهل . وعرف كيف ياكل مما تنبت الارض وميز بين الطعام الصالح للاكل والطعام الرديء وتعلم الصيد والقنص والاحتماء بالكهوف هربا من الظواهر الطبيعية والحيوانات المفترسة . وبعد قرون طويلة اكتشف النار وتعلم الطهي .
وتعلم ايضا الزراعة مصادفة من خلال جمع القوت من الثمار ودفنها في الارض لئلا يراه غيره ويغتصبه منه وبالتالي احتاج ان يستقر نحو الجداول والانهار عندما تعلم ضرورة احتياجه الدائم الى الماء لشربه وسقي مزروعاته , وبذلك بدا له ان من الافضل ان يتعاون مع اقرانه في سبيل ديمومة الحياة وبذلك تكونت اول التجمعات البشرية التي عرفها التاريخ وكانت بسبب توفير الحماية والتعاون على الاعمال التي تحتاج فيها الى بذل مجهود اكبر وخاصة في الزراعة . واستمرت هذه الجماعات ردحا من الزمن حتى ظهرت ما يعرف اليوم باسم القرى وكانت القرية تعتبر اول تجمع سكاني عرفه التاريخ . ومن القرى البدائية الى القرى الحديثة وهكذا دواليك ظهرت المدن وبعد مرور قرون طويلة اخذت هذه المدن بالتوسع والاندماج بعضها مع البعض الاخر وبالتالي ظهرت اول الحضارات البشرية في العالم وعلى الاخص في حوض وادي الرافدين من ارض السواد في العراق وحوض وادي النيل في مصر .
ومثلما تعلم الانسان اكتشاف الظواهر الطبيعية وتسخيرها له فلقد كانت هناك قفزات عملاقه تخطى بها الانسان جل قدراته عندما تمكن من العيش مع بعضه البعض على شكل مجموعات انسانية . مما ادى الى نشوء ثورة فكرية وعقلية ادت الى ظهور اقدم الحضارات واعرقها في التاريخ . وبعد ذلك بالوف السنين ظهرت ثورة عملاقة اخرى الا وهي اكتشاف النار. ومرت السنون الطوال بعشراتها والوفها حتى انفجرت اكبر ثورة عملاقة شهدتها العصور ما قبل التاريخ على مر العصور الا وهي ظهور الكتابة وتطورها فيما بعد . عندئذ اخذ الانسان بتدوين معارفه المكتسبة من الطبيعة الام الارض وسجل ما تعلمة خلال القرون المنصرمة وبزت حضارات متعددة قرونها في ذلك العصر ولغاية عصرنا الحالي . بسبب تراكم المعلومات وحفظها من الضياع او النسيان .
وعندما خرج الانسان من اميته وجهله في كل شيء اخذ يتعلم اكثر فاكثر وباتت الاكتشافات تحدث في قرون قليلة جدا وبالتالي بادت هذه الاكتشافات في متوالية هندسية متسارعة حتى اننا لنجد ان في كل عام او اقل يظهر علينا العلماء باكتشافات مذهلة ومهولة يكاد لا يصدقها عقل ولا يرقها لها الفهم في شيء الا من خواص الناس الذين هم العلماء .
وبعد هذا الترف الحضاري المادي البحت اخذ الانسان في البحث في جوهره وذاته وما تريده نفسه من حفظ النوع والعيش بسلام وايجاد نظام يخدم الجميع وفق قوانين لها صفة القدسية من قبل المجتمع .
ولما علم الله تعالى وهو اعلم بذلك بدأت الرسالات السماوية تهبط الى الارض لتهذيب وتثقيف النفوس البشرية والاخذ بيد الانسان الى مآله من الخير.
وبعد اشباع رغباته من العلوم المادية اخذ يجول ببصره وفكره وعقله الى صيرورة وكينونة وجودة في هذا العالم . فاشتاق ان يسبر غور نفسه وممن يكون
فالتجأ الى الاله الواحد الذي لا اله غيره . بنوع من القدسية والحق اليقين كون لايشبهه احد من المخلوقات . وان الله رغم قربه من الانسان يعد شيء غاية في الكمال وفوق الوصف والادراك . وعلم اخيرا ان لاخلاص له في العالم المادي فبدأ بالالتفات الى العالم الروحي ووجد في الدين ضالته المنشودة التي يرتب بموجبها حياته لتستقيم مع ما مطلوب منه الا وهو عمارة الارض وتربية النفس في سبيل خلق مجتمع فاضل .
ولكن الانسان لاحظ اخيرا ان البشر قطعوا شوطا كبيرا في شتى مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية والعلمية والسياسية والاقتصادية وغيرها . الا انه ( أي الانسان ) لم يسبر غور نفسه الا قليلا . ويحاول دائما ان يكون مثلما اراد الرب له ان يسير على صراط مستقيم . فوجد ان هذا الامر لا يستقيم مع الامراض النفسية التي ابتلي بها الانسان منذ قديم الزمان بسبب نشء الحضارات وتطور ورقي الانسان وعيشة في مجتمعات كبيرة .
ولما كانت العلاجات العضوية قد قطعت شوطا عظيما في الطب والكيمياء وما اشتق منهما من فروع العلم المتنوعة . بات الامر معروفا للجميع وخاصة من ذوي الاختصاصات الطبية والمعالجين ان اكثر الامراض العضوية سببها امراض نفسية
فاخذ يبحث في مقدساته عن شيء يقيم به امره ويصلح شانه ويستقيم حاله بعلاج الامراض النفسية التي يعاني منها . فوجد ضالته في الكتب السماوية المنزلة كالتورات والانجيل والقران العظيم بعد ان عقل اقواما قبلهم ماجاء في الزبور وصحف ابراهيم وما انزل على النبيين من قبل .
فكانت هذه التفاتة قيمة وخطوطة بالاتجاه الصيحيح لاصلاح نفسه وتهذيب حياته ومن هذه الديانات ( دين الاسلام ) الذي عني اصحابه بالقران الكريم ايما عناية وحافظوا عليه من التدليس والغش والاضافة والنقصان والتحريف . وهو والحق يقال اعظم كتاب وجد على وجه البسيطة الذي عمر اكثر من الف واربعمائة عاما ونحن كمسلمين نقراؤه كما انزل في صدر الاسلام
واعتقد المسلمين كافة بان القران نزل من لدن العزيز الحكيم شفاءا للناس من الامراض العضوية والنفسية وغيرها فلا شك ولا ريب أن العلاج بالقرآن الكريم وبما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الرقى هو علاج نافع وشفاء تام
[ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَا] فصلت44
[ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ [الإسراء 82
ومن هنا لبيان الجنس، فإن القرآن كله شفاء كما في الآية المتقدمة
[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ] يونس 57
فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأمراض النفسية والبدنية، وأمراض الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء بالقرآن، وإذا أحسن العليل التداوي به وعالج به مرضه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه، لم يقاومه الداء أبداً. وكيف تقاوم الأمراض كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها، فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على علاجه، وسببه، والحمية منه لمن رزقه الله فهما لكتابه. والله عز وجل قد ذكر في القرآن أمراض القلوب والأبدان، وطب القلوب والأبدان.
فأما أمراض القلوب فهي نوعان: مرض شبهة وشك، ومرض شهوة وغي، وهو سبحانه يذكر أمراض القلوب مفصلة ويذكر أسباب أمراضها وعلاجها.
قال تعالى [أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ]العنكبوت 51
وأما أمراض الأبدان فقد أرشد القرآن إلى أصول طبها ومجامعه وقواعده، وذلك أن قواعد طب الأبدان كلها في القرآن العظيم وهي ثلاث: حفظ الصحة، والحمية عن المؤذي، واستفراغ المواد الفاسدة المؤذية، والاستدلال بذلك على سائر أفراد هذه الأنواع .
وكذلك العلاج بالرقى النبوية الثابتة من أنفع الأدوية، والدعاء إذا سلم من الموانع من أنفع الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب، فهو من أنفع الأدوية، وخاصة مع الإلحاح فيه، وهو عدو البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله، أو يخففه إذا نزل
" الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء "
"لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر"
ولكن هاهنا أمر ينبغي التفطن له: وهو أن الآيات، والأذكار، والدعوات، والتعوذات التي يستشفى بها ويرقى بها هي في نفسها نافعة شافية، ولكن تستدعي قبول وقوة الفاعل وتأثيره فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل، أو لعدم قبول المنفعل، أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجع فهي الدواء؛ فإن العلاج بالرقى يكون بأمرين:
أمر من جهة المريض، وأمر من جهة المعالج، فالذي من جهة المريض يكون بقوة نفسه وصدق توجهه إلى الله تعالى، واعتقاده الجازم بأن القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين، والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان؛ فإن هذا نوع محاربة، والمحارب لا يتم له الانتصار من عدوه إلا بأمرين:
أن يكون السلاح صحيحاً في نفسه جيداً،
وأن يكون الساعد قوياً،
فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل فكيف إذا عدم الأمران معا يكون القلب خراباً من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه، ولا سلاح له.
الأمر الثاني من جهة المعالج بالقرآن والسنة أن يكون فيه هذان الأمران أيضاً ولهذا قال ابن التين رحمه الله تعالى: "
الرقى بالمعوذات وغيرها من أسماء الله هو الطب الروحاني إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله تعالى .
وقد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط:
1 - أن تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته أو كلام رسوله ( ص )
2 - أن تكون باللسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره.
3 - أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بقدرة الله تعالى والرقية إنما هي سبب من الأسباب.
وأسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفعني به، وأن ينفع به من قرأه، أو طبعه، أو كان سبباً في نشره، وجميع المسلمين إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
بقلم : طارق فتحي
منذ ان خلق الله الانسان واهبطه الى الارض بعد ان وهبه نعمة العقل الذي به ميزه عن سائر مخلوقاته . اخذ هذا الانسان يفتش ويكتشف محيطه الجديد رويدا رويدا وعلى مهل . وعرف كيف ياكل مما تنبت الارض وميز بين الطعام الصالح للاكل والطعام الرديء وتعلم الصيد والقنص والاحتماء بالكهوف هربا من الظواهر الطبيعية والحيوانات المفترسة . وبعد قرون طويلة اكتشف النار وتعلم الطهي .
وتعلم ايضا الزراعة مصادفة من خلال جمع القوت من الثمار ودفنها في الارض لئلا يراه غيره ويغتصبه منه وبالتالي احتاج ان يستقر نحو الجداول والانهار عندما تعلم ضرورة احتياجه الدائم الى الماء لشربه وسقي مزروعاته , وبذلك بدا له ان من الافضل ان يتعاون مع اقرانه في سبيل ديمومة الحياة وبذلك تكونت اول التجمعات البشرية التي عرفها التاريخ وكانت بسبب توفير الحماية والتعاون على الاعمال التي تحتاج فيها الى بذل مجهود اكبر وخاصة في الزراعة . واستمرت هذه الجماعات ردحا من الزمن حتى ظهرت ما يعرف اليوم باسم القرى وكانت القرية تعتبر اول تجمع سكاني عرفه التاريخ . ومن القرى البدائية الى القرى الحديثة وهكذا دواليك ظهرت المدن وبعد مرور قرون طويلة اخذت هذه المدن بالتوسع والاندماج بعضها مع البعض الاخر وبالتالي ظهرت اول الحضارات البشرية في العالم وعلى الاخص في حوض وادي الرافدين من ارض السواد في العراق وحوض وادي النيل في مصر .
ومثلما تعلم الانسان اكتشاف الظواهر الطبيعية وتسخيرها له فلقد كانت هناك قفزات عملاقه تخطى بها الانسان جل قدراته عندما تمكن من العيش مع بعضه البعض على شكل مجموعات انسانية . مما ادى الى نشوء ثورة فكرية وعقلية ادت الى ظهور اقدم الحضارات واعرقها في التاريخ . وبعد ذلك بالوف السنين ظهرت ثورة عملاقة اخرى الا وهي اكتشاف النار. ومرت السنون الطوال بعشراتها والوفها حتى انفجرت اكبر ثورة عملاقة شهدتها العصور ما قبل التاريخ على مر العصور الا وهي ظهور الكتابة وتطورها فيما بعد . عندئذ اخذ الانسان بتدوين معارفه المكتسبة من الطبيعة الام الارض وسجل ما تعلمة خلال القرون المنصرمة وبزت حضارات متعددة قرونها في ذلك العصر ولغاية عصرنا الحالي . بسبب تراكم المعلومات وحفظها من الضياع او النسيان .
وعندما خرج الانسان من اميته وجهله في كل شيء اخذ يتعلم اكثر فاكثر وباتت الاكتشافات تحدث في قرون قليلة جدا وبالتالي بادت هذه الاكتشافات في متوالية هندسية متسارعة حتى اننا لنجد ان في كل عام او اقل يظهر علينا العلماء باكتشافات مذهلة ومهولة يكاد لا يصدقها عقل ولا يرقها لها الفهم في شيء الا من خواص الناس الذين هم العلماء .
وبعد هذا الترف الحضاري المادي البحت اخذ الانسان في البحث في جوهره وذاته وما تريده نفسه من حفظ النوع والعيش بسلام وايجاد نظام يخدم الجميع وفق قوانين لها صفة القدسية من قبل المجتمع .
ولما علم الله تعالى وهو اعلم بذلك بدأت الرسالات السماوية تهبط الى الارض لتهذيب وتثقيف النفوس البشرية والاخذ بيد الانسان الى مآله من الخير.
وبعد اشباع رغباته من العلوم المادية اخذ يجول ببصره وفكره وعقله الى صيرورة وكينونة وجودة في هذا العالم . فاشتاق ان يسبر غور نفسه وممن يكون
فالتجأ الى الاله الواحد الذي لا اله غيره . بنوع من القدسية والحق اليقين كون لايشبهه احد من المخلوقات . وان الله رغم قربه من الانسان يعد شيء غاية في الكمال وفوق الوصف والادراك . وعلم اخيرا ان لاخلاص له في العالم المادي فبدأ بالالتفات الى العالم الروحي ووجد في الدين ضالته المنشودة التي يرتب بموجبها حياته لتستقيم مع ما مطلوب منه الا وهو عمارة الارض وتربية النفس في سبيل خلق مجتمع فاضل .
ولكن الانسان لاحظ اخيرا ان البشر قطعوا شوطا كبيرا في شتى مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية والعلمية والسياسية والاقتصادية وغيرها . الا انه ( أي الانسان ) لم يسبر غور نفسه الا قليلا . ويحاول دائما ان يكون مثلما اراد الرب له ان يسير على صراط مستقيم . فوجد ان هذا الامر لا يستقيم مع الامراض النفسية التي ابتلي بها الانسان منذ قديم الزمان بسبب نشء الحضارات وتطور ورقي الانسان وعيشة في مجتمعات كبيرة .
ولما كانت العلاجات العضوية قد قطعت شوطا عظيما في الطب والكيمياء وما اشتق منهما من فروع العلم المتنوعة . بات الامر معروفا للجميع وخاصة من ذوي الاختصاصات الطبية والمعالجين ان اكثر الامراض العضوية سببها امراض نفسية
فاخذ يبحث في مقدساته عن شيء يقيم به امره ويصلح شانه ويستقيم حاله بعلاج الامراض النفسية التي يعاني منها . فوجد ضالته في الكتب السماوية المنزلة كالتورات والانجيل والقران العظيم بعد ان عقل اقواما قبلهم ماجاء في الزبور وصحف ابراهيم وما انزل على النبيين من قبل .
فكانت هذه التفاتة قيمة وخطوطة بالاتجاه الصيحيح لاصلاح نفسه وتهذيب حياته ومن هذه الديانات ( دين الاسلام ) الذي عني اصحابه بالقران الكريم ايما عناية وحافظوا عليه من التدليس والغش والاضافة والنقصان والتحريف . وهو والحق يقال اعظم كتاب وجد على وجه البسيطة الذي عمر اكثر من الف واربعمائة عاما ونحن كمسلمين نقراؤه كما انزل في صدر الاسلام
واعتقد المسلمين كافة بان القران نزل من لدن العزيز الحكيم شفاءا للناس من الامراض العضوية والنفسية وغيرها فلا شك ولا ريب أن العلاج بالقرآن الكريم وبما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الرقى هو علاج نافع وشفاء تام
[ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَا] فصلت44
[ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ [الإسراء 82
ومن هنا لبيان الجنس، فإن القرآن كله شفاء كما في الآية المتقدمة
[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ] يونس 57
فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأمراض النفسية والبدنية، وأمراض الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء بالقرآن، وإذا أحسن العليل التداوي به وعالج به مرضه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه، لم يقاومه الداء أبداً. وكيف تقاوم الأمراض كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها، فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على علاجه، وسببه، والحمية منه لمن رزقه الله فهما لكتابه. والله عز وجل قد ذكر في القرآن أمراض القلوب والأبدان، وطب القلوب والأبدان.
فأما أمراض القلوب فهي نوعان: مرض شبهة وشك، ومرض شهوة وغي، وهو سبحانه يذكر أمراض القلوب مفصلة ويذكر أسباب أمراضها وعلاجها.
قال تعالى [أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ]العنكبوت 51
وأما أمراض الأبدان فقد أرشد القرآن إلى أصول طبها ومجامعه وقواعده، وذلك أن قواعد طب الأبدان كلها في القرآن العظيم وهي ثلاث: حفظ الصحة، والحمية عن المؤذي، واستفراغ المواد الفاسدة المؤذية، والاستدلال بذلك على سائر أفراد هذه الأنواع .
وكذلك العلاج بالرقى النبوية الثابتة من أنفع الأدوية، والدعاء إذا سلم من الموانع من أنفع الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب، فهو من أنفع الأدوية، وخاصة مع الإلحاح فيه، وهو عدو البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله، أو يخففه إذا نزل
" الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء "
"لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر"
ولكن هاهنا أمر ينبغي التفطن له: وهو أن الآيات، والأذكار، والدعوات، والتعوذات التي يستشفى بها ويرقى بها هي في نفسها نافعة شافية، ولكن تستدعي قبول وقوة الفاعل وتأثيره فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل، أو لعدم قبول المنفعل، أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجع فهي الدواء؛ فإن العلاج بالرقى يكون بأمرين:
أمر من جهة المريض، وأمر من جهة المعالج، فالذي من جهة المريض يكون بقوة نفسه وصدق توجهه إلى الله تعالى، واعتقاده الجازم بأن القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين، والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان؛ فإن هذا نوع محاربة، والمحارب لا يتم له الانتصار من عدوه إلا بأمرين:
أن يكون السلاح صحيحاً في نفسه جيداً،
وأن يكون الساعد قوياً،
فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل فكيف إذا عدم الأمران معا يكون القلب خراباً من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه، ولا سلاح له.
الأمر الثاني من جهة المعالج بالقرآن والسنة أن يكون فيه هذان الأمران أيضاً ولهذا قال ابن التين رحمه الله تعالى: "
الرقى بالمعوذات وغيرها من أسماء الله هو الطب الروحاني إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله تعالى .
وقد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط:
1 - أن تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته أو كلام رسوله ( ص )
2 - أن تكون باللسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره.
3 - أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بقدرة الله تعالى والرقية إنما هي سبب من الأسباب.
وأسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفعني به، وأن ينفع به من قرأه، أو طبعه، أو كان سبباً في نشره، وجميع المسلمين إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
مواضيع مماثلة
» * حكم الرقية وشروطها في الإسلام - صفات وشروط المعالج الرقية الشرعية .
» * تعريف الرقية الشرعية وذكرها في السنة - لاسترقاء - كشف الأثر
» * الرقية الشرعية واسباب نجاحها - حكمها وشروطها - نصائح علاجية
» * اسباب نجاح الرقية - الأسماء الأعجمية والطلاسم - علاجات شرعية
» * أعراض المس والسحر والعين - عـلاج السحـرقبل وبعد وقوعه - الرقية
» * تعريف الرقية الشرعية وذكرها في السنة - لاسترقاء - كشف الأثر
» * الرقية الشرعية واسباب نجاحها - حكمها وشروطها - نصائح علاجية
» * اسباب نجاح الرقية - الأسماء الأعجمية والطلاسم - علاجات شرعية
» * أعراض المس والسحر والعين - عـلاج السحـرقبل وبعد وقوعه - الرقية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى