* حضارات : تدمر- الانباط - اليمنية - الرومانية - البابليون - الطاسيلي
صفحة 1 من اصل 1
* حضارات : تدمر- الانباط - اليمنية - الرومانية - البابليون - الطاسيلي
مُساهمة طارق فتحي في الأربعاء 28 أكتوبر 2015 - 16:33
حضارة تدمر
حضارة تدْمُـر في خطر.. والناقوس لم يدق بعد!
آلاف من السنين مرت وما زالت السماء والأرض والمياه تروي قصة حضارة عرفت مجداً عندما كانت الأشجار تظلل دروبها والحيوانات تسرح في وهادها .. إنها تدمر، حيث بوابات معابدها تضاهى اضخم معابد العالم ، والنحت والزخرفة فيها يرسمان عالماً ساحراً مستقلاً بذاته وسط الصحراء الشاسعة
مازالت تدمر عروسة البادية ، ومازالت آثارها من أكثر المواقع الأثرية شهرة في العالم، ولقد وصلت إلى أوج ازدهارها في عصر زنوبيا، وكانت محطة أساسية لقوافل الشرق والغرب، ونالت من روما مكانة رفيعة. فلقد اعترف هادريان باستقلالها المحدود وأطلق عليها اسم هادريانا ثم حصلت على تسمية المستعمرة في عصر الآسرة السيفيرية السورية التي حكمت روما 211-235م
ان منطقة السلاسل التدمرية تتكون من مجموعتين، الأولى الجبال التدمرية الشمالية والثانية الجبال التدمرية الجنوبية، وتمتد الأولى من جبل البشري حتى أطراف حمص بطول 220كم. وتمتد الثانية بين الضمير وتدمر بطول 175كم. ويفصل بين المجموعتين حوض الدو بمساحة أربع آلاف كم2
وتقع حوضة تدمر عند التقاء المجموعتين في الشرق، ومساحتها 550كم2 ، وتحتوي الجبال التدمرية الجنوبية على مكامن الحديد والكبريت والفوسفات والنفط بالإضافة إلى الينابيع الكبريتية
وفي عام 1982 تم اكتشاف منطقة نفطية في البادية تقع بين جنوب مجرى نهر الفرات وشمال السلسلة التدمرية، وتدفق النفط أولاً من بئرين في محدب التيّم على عمق 795م ومن نقطة اخرى على عمق شديد. وهو نفط خفيف قامت باستثماره شركة نفط الفرات.
من هذه البادية ـ ـ نشأت تدمر كمحطة للقوافل نظراً لوجود عين ماء فيها. ولقد دلت التنقيبات على وجود تجمعات بشرية تعود إلى العصر الحجري القديم في موقع جرف العجلة وكهف الدواره، وثنية البيضا.كما أبانت التحريات على وجود مستوطن أقام فيه الإنسان في العصر الحجري الحديث أي منذ سبعة آلاف عام ق.م.
وقد ورد اسم تدمر في رقم طينية تعود إلى القرن الثامن عشر ق.م ، وكانت منذ القرن الرابع ق.م زاهرة ولكنها أصبحت إمارة عربية في القرن الثاني ق.م ،وكانت عاصمة التجارة الدولية بين الشرق والغرب، حكمتها أسرة عربية من أشهر ملوكها اذينة الأول وحيران واذينة الثاني زوج زنوبيا ووالد وهب اللات، يساعدهم مجلس الشيوخ والشعب. ويذكر المؤرخون أن تدمر وصلت أوج ازدهارها في عصر آل أذينة في القرن الثالث الميلادي، ولكن تدمر كانت موجودة منذ العصر العموري فلقد ورد اسمها في وثائق ماري القرن 18 ق.م وفي وثائق ايمار القرن 14 ق.م.
في كتاب دراسات في تاريخ العربي القديم: اسم تدمر اسم سامٍ يرجع ظهوره للمرة الأولى إلى أيام الملك الأشوري (تجلات بلاسر 1116 – 1090 قبل الميلاد)، واسم تدمر فهو النطق الآرامي لكلمة (تتمر) العربية وربما كان اسم تدمر له أصل بكلمة (تدمورنا) السريانية.
وكانت تدمر في عصر السلوقيين مدينة مستقلة، وفي القرن الثاني الميلادي كانت تدمر قد استقرت كإمارة عربية مثل البتراء وحمص وإمارة الإيثوريين في لبنان. ولقد اشترك شيخ من تدمر يدعى “زبدي بل” مع السلوقيين في حربهم مع البطالمة عام 217 ق.م ، و كان يقود عشرة آلاف مقاتل.
هكذا لم تكن تدمر مجهولة قبل العصور الرومانية في الشرق ، فلقد كانت حاضرة بسبب موقعها الجغرافي الذي يسهل التجارة بين الشرق والغرب، وأصبحت محطة دولية يتوافد إليها الرحالة والتجار من كل حدب، وكانت السيادة فيها قبل العصر الروماني للآراميين سكان بلاد الشام، الذين أسسوا حضارة واسعة من أقصى الجزيرة إلى الساحل السوري، وكانت الممالك الآرامية زاهرة، وبخاصة مملكة آرام دمشق، التي ذكرت في القرآن الكريم؟؟ ( إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد ).
يشهد على الحضور الآرامي في تدمر الاكتشاف الهام الذي تم عام 1983، وهو تمثال بارتفاع أربعة أمتار تقريباً، يمثل أسداً يحتضن غزالاً بعطف ورعاية، ويترجم هذا المشهد نقش كتابة بالآرامية تقول : “طوبى لمن لم تقترف يداه دماً، هنيئاً له وأهلاً به في المعبد” ، وهذا يعني أن معبداً آرامياً كان قائماً قبل معبد “بل” في تدمر، وعلى مدخله كان هذا التمثال الضخم، الموجود حالياً عند مدخل متحف تدمر.
وتقع تدمر على الحدود الفاصلة بين مملكتين قديمتين متنازعتين هما مملكة فارس والإمبراطورية الرومانية، وكانت تدمر موالية للرومان وبخاصة بعد أن امتد نفوذهم إلى تدمر وفرضوا فيها تقاليدهم وفنونهم وعبادتهم، التي امتزجت مع العبادة العربية التي تؤمن باللات وبالعزى ومناة، وقد وردت أسماء هذه الآلهة في ألواح تدمر إلى جانب “عقليبول” إله القمر و”يرحيبول” إله الشمس. وكانت اللات تمثل بصورة أفروديت، ولقد عثر على تمثال اللات – أفروديت في تدمر وهو من أعمال النحات الكبير “فيدياس”، أو مدرسته
تشهد الحرب المستمرة في سورية منذ أربع سنوات تبادل السيطرة على الأراضي ما بين قوى المعارضة وقوات النظام مخلّفة مئات الآلاف من الضحايا، ولكن في بداية الـ 2013 ظهر إلى الواجهة مايسمى تنظيم داعش الارهابي ليدخل في الحرب السورية معلناً نفسه منافساً للسيطرة على الأرض.
وشهدت الأيام الأخيرة الماضية معارك في منطقة بادية الشام أدت لتقدم تنظيم داعش الارهابي على حساب قوات النظام، وبالخصوص في محيط مدينة تدمر الأثرية حيث تقبع حضارات تاريخية تحت خطر التدمير الآن إما من القصف أو التدمير الجائر.
المدينة وأهميتها
مدينة تدمر كانت عاصمة الامبراطورية التدمرية التي كانت تمتد على مساحات شاسعة من حدود آسيا الصغرى (تركيا) في الشمال إلى مصر في الجنوب ومن شمال شرق سوريا إلى غرب سوريا والبحر الأبيض المتوسط، وهي تعتبر من أهم وأقدم المدن الأثرية عالمياً لما لها من شهرة ومكانة.
تقع في بادية الشام وسط سوريا وتلقب بأنها “عروس الصحراء”، وكانت فيما مضى من عصور محطة تجارية في غاية الأهمية بين قارتي آسيا وأوربا لأنها تقع على (طريق الحرير). ويذكر أن أبرز الحقب التي ازدهرت فيها المدينة كانت في عصر الملكة زنوبيا والتي عرفت بذكائها وقوتها واللذان كانا السبب في إطلاق عليها لقب (ملكة ملكات الشرق).
أما في العصر الحديث فتكمن أهميتها كمدينة تاريخية، يمكن من خلال دراستها فهم الحضارات القديمة لما تحتويه من مخزون آثار كبير، بالطبع هي أيضاً من أهم الوجهات السياحية عالمياً للمهتمين بالحضارات القديمة.
معالم تدمر الأثرية
أي شخص زار تدمر بالتأكيد سيصفها بأنها مذهلة، خصوصاً بعد إكمال الجولة السياحية المعتادة فيها والتنقل بين المعابد القديمة والمسرح التاريخي والمرور بالمدافن والمجالس ذات الأهمية الكبيرة بالإضافة إلى جولة صغيرة بأرجاء المدينة والطريق المستقيم والسوق الأثري واختتام الجولة بمشاهدة الغروب من على القلعة الوافعة على تلة تكشف المدينة باكملها.
ويذكر من المعالم الأثرية فيها:
المعابد (معبد بل (بعل) – معبد نبو – معبد بعلشمين – معبد اللات – معبد يلحمون ومناة)، الحمامات، المسرح، الشارع الطويل (الطريق المستقيم) ، مجلس الشيوخ، الآغورا، المصلّبة (التترابيل) ، معسكر ديوقلسيان، الأعمدة التذكارية، نبع أفقا (الحمام الكبريتي)، الكنائس، هيكل الموتى، قلعة فخر الدين بالإضافة إلى المدافن والتي تقسم إلى ثلاثة أنواع (البرجية – الأرضية – البيتية).
حضارات تحت الخطر
تدمر ليست المنطقة الأثرية الأولى التي تواجه الخطر، فمناطق تاريخية عديدة لحضارات آخرى إضافة لمزارات دينية قديمة إما فُجرت أو تدمرت وعلى أقل التقدير قد تضررت بشكل كبير، من مدينة حلب القديمة بأزقتها وأحيائها وأسواقها إضافة لمتحف التقاليد الشعبية جميعها قد تضرر بحسب جمعية حماية الآثار السورية، بينما أسفر القصف على المسجد الأموي الكبير في حلب إلى تدمير إحدى مآذنه وتضرر أجزاء كبيرة منه.
في حين كان نصيب الدمار لأحياء حمص القديمة بجوامعها -ومنهم جامع خالد بن الوليد- وكنائسها -ومنهم كنيسة أم الزنار- أضرار كبيرة نتيجة القصف أيضاً.
وفي الأماكن التي تقبع تحت سيطرة تنظيم داعش فُجرت العديد من المزارات الدينية والمقامات والأضرحة الصوفية!
بذات الوقت
خلال جميع الأحداث الدائرة تنشط على جميع المستويات وفي كافة المناطق عمليات التنقيب الجائرة على الآثار حيث بات تنظيم داعش يصدر أوراق تسهيل للتنقيب لأنصاره في المناطق التي تقبع تحت سيطرته لكي لايتعرض حامل هذه الورقة لأي مضايقة من عناصره، وأيضاً في مناطق مختلفة من سوريا يعمل أمراء الحروب وتجار الأزمات على تنشيط تجارة الآثار بالتعاون مع وسطاء في الداخل السوري وبدول الجوار لبيع التحف التاريخية والمخطوطات القديمة وما شابه من كنوز.
وفي سياق آخر نشرت وكالة أنباء الأناضول عن مراسلها بأن السلطات التركية قامت باعتقال أحد مهربي الآثار السوريين في تركيا وبحوذته 168 قطعة آثرية بينها عملات وتماثيل وأختام.
مقطع يوضح جانب من عمليات التنقيب الجائرة في محيط المدينة الآثرية
ولكن..
هنالك الآن بحسب إحصاءات الأمم المتحدة أكثر من 190 ألف ضحية قتلوا خلال الحرب في سوريا بالإضافة لملايين المهجرين داخلياً وخارجياً والمحتاجين إلى مساعدات بشكل فوري، لم يتخذ قادة العالم أي تدابير لإنهاء الحرب الدائرة سوى إبدائهم القلق في بعض المراحل أو التصريحات الخلّبية في البعض الآخر، وبالطبع الجميع يتفق على أن حياة البشر أهم من الحجر ولكن فشل العالم بحماية البشر فهل سيتمكن من حماية حجر؟
تحرك فوري
من دون مماطلة ولا تباطؤ يجب على المنظمات الدولية المعنية بالآثار حمايتها وعلى مجلس الأمن الدولي التدخل بشكل فوري لحماية مدينة تدمر والتي هي تحت قائمة المحميات من قبل اليونيسكو، وحماية أيضاً جميع الآثار وبقايا الحضارات التاريخية والكنوز الثقافية التي تعاني الآن خطر الزوال كما حصل في متحف نينوى بالعراق، أو على الاقل اتخاذ التدابير اللازمة لإبقائها على الوجود.
كيف يمكنك أن تساعد؟
لقد بدأ نشطاء مستقلون من سوريا ودول أخرى من المهتمين بالقضية السورية بشكل عام والآثار بشكل خاص بالتجهيز لحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ ( #أنقذوا_تدمر – #SavePalmyra) كورقة ضغط على أصحاب القرار في العالم شارك بها وأوصل صوت السوريين إلى العالم.
حضارة الانباط
تُعتبر مملكة الأنباط أُنموذجًا فريدًا لأبرز ممالك العرب قبل الإسلام، إذ لعبت دورًا حضاريًا بارزًا وهامًا في تسيير دفة الأمور السياسية في المنطقة خلال الفترة ما بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، وأظهرت انفتاحًا غير محدود على العالم الخارجي.
الأنباط شعبٌ من أصلٍ عربي ظهر على مسرح التاريخ السياسي بحوالي عام 312 ق.م – إن لم يكن قبل ذلك – واختفى ذكره من المصادر التاريخية بعد حوالي خمسة قرون، عندما أصبحت مملكته جزءًا من الولاية العربية الرومانية بحلول عام 106م، وتشير الدلائل إلى أنّ الأنباط قد ظهروا على شكل قبائل رُحّل، تحالفت مع بعضها، وكونت مملكة بزعامة أكبر وأقوى قبيلة وهي قبيلة “نبطو”، وقد توسَّعت حدود الدولة وتعاظمت تدريجيًا مع اتساع وتعاظم سلطتها الحاكمة حتى شملت في بعض الأحيان ذلك الجزء الممتد من دمشق شمالًا وحتى شمال الجزيرة العربية جنوبًا، ومن ميناء غزة على ساحل البحر الأبيض المتوسط غربًا وحتى الأجزاء الشرقية من الأردن (وادي السرحان)، واشتملت المنطقة على منطقة النقب بجنوبي فلسطين وصحراء سيناء، وقد كانت الحدود السياسية الجغرافية النبطية متغيرة حسب تطور الأوضاع السياسية والعسكرية في المنطقة.
وهناك جدلٌ بين الباحثين حول أصل الأنباط، وتاريخ ظهورهم، والمكان الذي جاؤوا منه، وظروف نشأة دولتهم، ولكن الرأي الذي يُجمِع عليه معظم الباحثين أنهم قد جاؤوا إلى منطقة جنوب الأردن من موضع ما من الجزيرة العربية في منتصف الألف الأولى قبل الميلاد، وظهروا في المنطقة بوقت متزامن مع اختفاء ذكر مملكة آدوم التي كانت قائمة في الجزء الجنوبي من الأردن خلال العصر الحديدي.
ما تزال معلوماتنا قليلة عن الفترة المبكرة من العصر النبطي، والتي تُعاصر ما يعرف لدى الباحثين بالعصر الهلنستي، ولكن يبدو أن الأنباط لم يكونوا قد استقروا بعد خلال هذه الفترة، إذ كان يغلب على حياتهم طابع البداوة والتنقل، ومع نهاية القرن الثاني وبداية القرن الأول قبل الميلاد حدثت جُملة من التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي أدت إلى تحول اجتماعي، وتغيّر في نمط الاستيطان، ويرى الكثير من المهتمين بالحضارة النبطية أن اشتغال الأنباط بالتجارة، وانفتاحهم على كافة حضارات العالم كانا من أسباب التغير الاجتماعي، وقد حقق الأنباط ثروة هائلة نتيجة لاشتغالهم بالتجارة، ففرضت الجغرافيا على مستهلكي المواد العطرية المستوردة أن يستوردوها عبر بلاد الأنباط التي كانت واقعة بين البلاد المنتجة والمستهلكة لهذه السلع، والتي كانت تنقل عبر طرق رئيسة تمر من بلادهم، وتربط الجزيرة العربية بمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وسوريا.
قاوم الأنباط المستعمر الأجنبي منذ مرحلة مبكرة من تاريخهم، فتحاربوا مع خلفاء الاسكندر المقدوني في نهاية القرن الرابع قبل الميلاد. كما أدى التنافس النبطي البطلمي الذي بلغ ذروته خلال فترة حكم القائد البطلمي بطليموس فيلادلفوس الثاني 284-246 ق.م إلى ازدياد الصدام بين الأنباط والبطالمة الذين كانوا يرغبون باحتكار التجارة، وخصوصًا البحرية منها، فقاوم الأنباط هذا المد الاستعماري البطلمي، ومن ثم الروماني ولكن هذه المرة بالطرق الدبلوماسية، كما اصطدموا مع اليهود مرارًا وخصوصًا خلال فترة حكم الملك النبطي عبادة الأول (96-86 ق.م)، والحارث الثالث (86-62 ق.م)،
وانتهى الاصطدام هذا بمساعدة الملك مالك الثاني (40-70م) للقائد الروماني تيطس في محاولته القضاء على اليهود عام 67م.
تعتبر فترة حكم الحارث الرابع (9 ق.م-40 م) والملقب بـ “محب شعبه” أزهى فترة في تاريخ الأنباط، إذ شهدت فترة حكمه جهودًا لتوطيد الأمن ولتطوير المجتمع، كما شهدت نهضة عمرانية وتطورًا اقتصاديًا لم يسبق له مثيل، واهتم بعاصمته البتراء، كما اهتم بالأجزاء الجنوبية من المملكة، وخصوصًا بمدائن صالح (الحِجْر).
بدأ التدهور يدب في جسد الدولة النبطية مع نهاية القرن الأول قبل الميلاد وتحديدًا خلال فترة حكم الملك مالك الثاني (40-70م) ورب ايل الثاني (70-106م) الذي اهتم بالأجزاء الشمالية من المملكة، ويبدو أن فترة حكم رب ايل قد شهدت تدهورًا عامًا، الأمر الذي سهل مهمة الرومان بضم البتراء عام 106م بأمر من الإمبراطور تراجان الذي أوعز إلى قائده كورنيليوس بالما بهذا العمل، حيث ساعد بالما في مهمته هذه ضعف الأنباط السياسي، إضافة إلى أطماع الإمبراطور الروماني تراجان التوسعية الذي كان يرى في نفسه خليفة الاسكندر الكبير، ويبدو أن الضم كان وراءه دوافع اقتصادية أخرى تمثلت في رغبة الرومان السيطرة على طرق التجارة.
ورغم انتهاء دولة الأنباط سياسيا بحلول عام 106م، إلا أنهم استمروا يمارسون دورهم التجاري في المنطقة، كما تشير الدراسات إلى أنهم قد لعبوا دورًا هامًا في الفتوحات الإسلامية بعد اعتناقهم للإسلام.
ما تزال معلوماتنا عن الحياة الاجتماعية النبطية قليلة وذلك بسبب قلة المصادر الكتابية النبطية التي تتحدث عن هذا الجانب، وتبقى كتابات الجغرافي اليوناني سترابو المصدر الأهم، رغم عدم دقته في الوصف وتناقض بعض المعلومات التي ذكرها مع نتائج الحفريات الآثارية، حيث يقول في جغرافيته أن الأنباط شعب حساس يميلون إلى التملك، فيكرمون من يزيد ملكياته، ويغرمون من ينقصها، ويتحدث عن لباسهم ويقول بأنهم يمشون دون أن يلبسوا الأردية الرومانية، حيث كانوا يرتدون نطاقا حول الخصر كما كانوا يلبسون الصنادل، وكان ملوكهم يفضلون اللون الأرجواني. ويتحدث سترابو أيضا عن احتفالات عامة كان ينظمها الأنباط في جماعات حيث يتناول المشاركون في الاحتفال الشراب بما لا يزيد عن أحد عشر كأسًا وبوجود موسيقيتين اثنتين، ويتحدث عن منازلهم المبنية بالحجر ويقول أنها مكلفة، وإن بلدهم مليء بأشجار الفاكهة، كما كان لديهم الكثير من الضأن والجمال.
تشير النقوش التي تعلو واجهات القبور الموجودة في مدائن صالح، إلى وجود طبقات في المجتمع النبطي، فالواجهات المنحوتة في الصخر كان يملكها القادة العسكريون والمدنيون وأبناء وبنات الذوات في المجتمع، أما أفراد الطبقة الدنيا، فكانوا يدفنون في مدافن بسيطة، وكان للمرأة بالمجتمع النبطي مكانة مميزة، فكان للمرأة النبطية حق التملك والميراث، كما ظهرت صورتها أحيانًا جنبًا إلى جنب مع زوجها على القطع النقدية التي سكها ملوك الأنباط، وقد أشارت البرديات النبطية التي عثر عليها غرب البحر الميت إلى امتلاك نساء نبطيات لعقارات زراعية في المنطقة الواقعة إلى الجنوب الشرقي من البحر الميت.
تؤكد أسماء الآلهة التي تعبدّها الأنباط عروبتهم، فقد تعبدّوا إلى العديد من معبودات العرب قبل الإسلام، كما تُشير الأدلة الكتابية النبطية إلى تأثر الأنباط بالعديد من الأقوام المعاصرين لهم، فأخذوا من الجزيرة العربية بعض الآلهة كذي الشرى واللات والعزى ومناة، وأخذوا من شمالي بلاد الشام عطارغتيس، وأخذوا من مصر ايزيس، كما شيَّدوا معابد على النمطين العربي الجنوبي والسوري.
اهتم الأنباط بالبعث بعد الموت فنحتوا مقابر في الصخر زُيِّنت واجهاتها الخارجية، والتي تتميز بالتناظر التام، بالعديد من العناصر المعمارية المميزة التي تعكس الهوية المحلية النبطية، إضافة إلى عناصر فنية خارجية آشورية ومصرية وسورية ويونانية، وتؤكد دراسة الواجهات النبطية المنحوتة في الصخر أن الحضارة النبطية قد تأثرت بالعديد من الحضارات المعاصرة أو السابقة لها تأثرًا كبيرًا، حيث كان للأنباط ومنذ بداية تاريخهم علاقات بسكان جزر البحر الأبيض المتوسط، وروما، والجزيرة العربية، ومناطق عدة من بلاد الشام، ثم تطورت هذه العلاقات الناتجة عن المعاملات التجارية، ونتج عنها تأثيرات شتى على الحضارة والفن.
لم يقتصر فن الأنباط على نحت الواجهات فحسب، بل صنعوا التماثيل وزخرفوا الفخار ورسموا الرسومات الجدارية المميزة على بعض واجهات المباني، ورصفوا أرضيات الحمامات بالفسيفساء، وطلوا الواجهات المنحوتة في الصخر بالجص ولوّنوها، كما استخدم الفنان النبطي العديد من العناصر الزخرفية في فنونه كالزخارف النباتية والحيوانية، وأكثر من استخدام العناصر النباتية كالكرمة والرمان لتزيين الأفاريز والأجزاء المعمارية المختلفة.
الحضارة اليمنية
تدل اقدم المعلومات المعتمدة على قيام حضارة يمنية راقية يعود تاريخها على الاقل الى القرن العاشر قبل الميلاد وتقترن هذه المعلومات بذكر سبا التي ارتبطت بها معظم الرموز التاريخية في اليمن القديم والتي هي بالفعل واسطة العقد في هذا العصر ويمثل تاريخ دولة سبا وحضارة سبا فيه عمود التاريخ اليمني وسبا عند النسابة
هو ابو حمير وكهلان ومن هذين الاصليين تسلسلت انساب اهل اليمن جميعا كما ان هجرة اهل اليمن في الامصار ارتبطت بسبا حتى قيل في الامثال تفرقوا ايدي سبا والبلدة الطيبة التي ذكرت في القرآن الكريم هي في الاصل ارض سبا كما ان ابرز رموز اليمن التاريخية سد مارب قد اقترن ذكره بسبا وكان تكريمه بالذكر في القرآن سببا في ذيوع ذكر سبا وحاضرتها مارب
ودولة سبا في العصر الاول هي اكبر واهم تكوين سياسي فيه وما تلك الدول التي تذكر معها سوى تكوينات سياسية كانت تدور في فلكها وترتبط بها حينا وتنفصل عنها حينا آخر مثل دولة معين وقتبان وحضرموت او تندمج فيها لتكون دولة واحدة مثل دولة حميروالتي لقب ملوكها بملوك سبا وذي ريدان وذو ريدان هم حمير.
وارض سبا في الاصل هي منطقة مارب وتمتد الى الجوف شمالا ثم ما حاذاها من المرتفعات والهضاب الى المشرق وكانت دولة سبا في فترات امتداد حكمها تضم مناطق اخرى بل قد تشمل اليمن كله في حضارتها.
وكانت مارب عاصمة سبا وتدلل الخرائب والآثار المنتشرة التي تكتنف قرية مارب الصغيرة اليوم على الضفة اليسرى من وادي اذنه على جلال المدينة القديم وكبرها ويرجح ان التل الذي تقع عليه قرية مارب اليوم هو مكان قصر سلحين الذي ذكره العلامة الحسن بن احمد الهمداني قبل الف عام والذي ورد ذكره بالاسم نفسه في النقوش اليمنية القديمة.
وقد تحكم موقع مارب في وادي سبا بطريق التجارة الهام المعروف بطريق اللبان وكان اللبان من احب انواع الطيوب واغلاها في بلدان الشرق القديم وحوض البحر الابيض المتوسط وقد تميزت اليمن بانتاجها اجود انواع اللبان وهو الذي كان ينمو في الجزء الاوسط من ساحله الجنوبي في بلاد المهرة وظفار وقد ادى ذلك الطلب المتزايد عليه الى تطوير تجارة واسعة نشطة تركزت حول هذه السلعة وامتدت الى سلع اخرى نادرة عبر طريق التجارة المذكورة.
الحضارة الرومانية حضارة اوروبية قديمة
من اعظم حضارات اوروبا القديمة بعد الحضارة الاغريقية فقد كانت تبسط سيطرتها على شبه الجزيرة الايطالية جنوبا ما يعرف الآن بفلورنسا وكان ذلك عام 275 قبل الميلاد وتمكن الرومانيون خلال القرنين التاليين من بناء امبراطورية ضخمة امتدت بما يعرف الآن باسبانيا حتى جنوبي اسيا عبر الساحل الشمالي لافريقيا وقد تضمنت فيما بعد كل ما تبقى من اوروبا الى امبراطوريتهم وقد اندمجت وفق الثقافة الاغريقية.
خلفت لنا العديد من مظاهر الحضارة فقد تركت العمارة الرومانية بصمات واضحة في كافة فنونها العمارة والنحت والزخرفة و استطاعوا ان يصنعون فنا معماريا عظيما ينتشر في جميع انحاء الامبراطورية الرومانية بمعنى ان ما كان ينفذ في روما كان ينفذ في جميع ولايات الامبراطورية فهو ذو طابع عام للفن بالدولة وبالرغم من هذا نجد بعض الاختلاف في بعض اشكال المعابد والتي اضطرتها الظروف ان تتخذ هذا الشكل اما بسبب تغير الزمن او المكان كما هو موجود في بعض المعابد الرومانية بسوريا حيث اهتم المعماري السوري في العصر الروماني بهيئة التقطيع عن مثيله في اي مكان اخر فالعمارة الرومانية قد اشتقت كل عناصرها تقريبا من الحضارة الاغريقية ولكن الرومان اضافوا طابعهم الخاص الذي لا يمكن ان انكاره ويتضح هذا التاثر في معبد فورتينا فيرليسو يرجع الى القرن الثاني قبل الميلاد في روما وهو من اقدم المعابد الرومانية ومن اجملها.
و من اهم ما يميز الحضارة الرومانية هو عدم اهتمامهم بالمعابد الدينية بل فكانوا يكتفون بمحراب في كل بيت ومن اهم المعابد الدينية والذي يعتبر نموذجا آخر من النماذج المعمارية سيباي في تيفولي.
ومن اهم ما يميز العمارة الرومانية هو الطريق الجديد الذي حيث انها اتجهت الى الاهتمام بالمباني تعد الحضارة الرومانية من اعظم حضارات اوروبا بعد الحضارة الاغريقية الدنيوية عن الدينية وعن الاماكن العامة عن الخاصة وايضا استخدام العقود باشكالها المختلفة والتي اتخذت عدة اشكال جميلة.
تاريخ و حضارة البابليون
هناك الكثير من الحضارات التي ما زالت اسمائها مطبوعة في قلوبنا على الرغم من اندثارها قبل الاف من السنين فكل حضارة تعبر عن عادات وتقاليد شعوب مضت وما كانوا يفعلونه من انجازات التي اعتبرت في ازمانهم عجائب لن ينساها احد حتى نحن ايضا وفي عصرنا الحالي ولو تطور العالم واصبحت هذه العجائب سوى حطاما الا انها الركائز الاساسية لهذا التطور الذي توصل اليه الانسان ولا يستطيع احد نكرانه فهي المادة الرخام التي صنعت المجد للانسان الحديث ومن خلالها واصل طريقه لتحقيق ما كان مستحيل في يوم من الايام لذلك احببت ان اتطرق الى احدى هذه الحضارات التي شهدتها العالم على مر العصور من ازدهار وتالق لم يسبق له مثيل وبذلك ساكشف لكم عن احدى زهور الحضارات التي فتحت من خلال ثمارها صفحة من صفحات التاريخ المشرق وهي حضارة بابل القديمة .
بداية عصر بابل حيث بدا هذا العصر عندما هاجمت قبائل امورية بدوية الاراضي الممتدة بين الفرات ودجلة في الوقت الذي كانت المنازاعات مستمرة بين المدن البارزة فلم تكن هناك قوة كافية لردع تسربها الى بلاد الرافدين فاحتلت هذه القبائل مدن عديدة ومن هذه المدن مدينة بابل والتي كانت في ذلك الوقت مجرد محطة للقوافل التجارية وبذلك كانت اول ومضات الحضارة البابلية على يد الاسرة الامورية ممن يعود اليها الفضل في اعمار بابل وبدء ازدهار عصر جديد وكان اول من اسس اسرة حاكمة للشعب الجبلي الاموري حاكم بابلي ذي شان وهو الملك سمو ابوم في القرن التاسع عشر ق.م وقد سميت امبراطوريتهم بالبابلية نسبة الى عاصمتهم بابل اي باب الاله وامتاز ملوك بابل عن ملوك المدن الاخرى على انهم كانوا يطلقون على كل سنة من سنين حكمهم اسما يحمل ذكر اهم الاحداث التي حدثت في تلك السنة .
بابل المدينة او بابليون Babylion Babylon هي مدينة عراقية كانت عاصمة البابليين ايام حكم حمورابي حيث كان البابليون بحكمون اقاليم مابين النهرين وحكمت سلالة البابليين الاولى تحت حكم حمورابي 1792-1750 قبل الميلاد في معظم مقاطعات ما بين النهرين واصبحت بابل العاصمة التي تقع علي نهر الفرات وكانت عاصمة للدولة الآشورية التي اشتهرت بحضارتها و بلغ عدد ملوك سلالة بابل والتي عرفت بالسلالةالآمورية العمورية 11ملكا حكموا ثلاثة قرون 1894 ق.م. -1594 ق. م . وفي هذه الفترة بلغت حضارة العراق اوج عظمتها وازدهارها وانتشرت فيها اللغة البابلية بالمنطقة كلهاحبث ارتقت العلوم والمعارف والفنون وتوسعت التجارة لدرجة لامثيل له في تاريخ المنطقة وكانت الادارة مركزية والبلاد تحكم بقانون موحد سنه الملك حمورابي لجميع شعوبها.وقد دمرها الحيثيون عام 1595 ق.م. حكمها الكاشانيون عام 1517 ق.م. وظلت منتعشة مابين عامي 626و539 ق.م. حيث قامت الامبراطورية البابلية وكانت تضم من البحر الابيض المتوسط وحتي الخليج الفارسي العربي استولي عليها قورش الفارسي سنة 539 ق.م.وكانت مبانيها من الطوب الاحمر واشتهرت بالبنايات البرجية الزيجورات وكان بها معبد ايزاجيلا للاله الاكبر مردوخ مردوك والآن اصبحت اطلالا عثر بها علي باب عشتار وشارع مزين بنقوش الثيران والتنين والاسود الملونة فوق القرميد الازرق.
حدائق بابل المعلقة احدى عجائب الدنيا السبع التي بناها نبوخذ نصر للملكة امييهيا التي كانت تتشوق لحدائق وطنها ميديا بنيت تقريبا 600 ق م في بابل بالعراق الحالي وهناك شك في وجود الحدائق فعليا والحدائق ليست معلقه فعليا وتعرف كذلك بحدائق سميراميس المعلقة الحديقة من جمالها وروعتها الخلابة كانت تدخل المرح والسرور الى قلب الانسان عند النظر اليها زرعت فيها جميع انواع الاشجار الخضروات والفواكهة والزهور وتظل مثمرة طول العام وذلك بسبب تواجد الاشجار الصيفية والشتوية ووزعت فيها الثماثيل باحجامها المختلفة في جميع انواع الحدائق.
بابل Babylonia تعني بوابة الاله كان الفرس يطلفون عليها بابروش Babirush دولة بلاد مابين النهرين القديمة كانت تعرف قديما ببلاد سومر وبلاد سومر اكد وكانت تقع بين نهري دجلة والفرات جنوب بغداد بالعراق فظهرت الحضارة البابلية ما بين القرنين 18ق.م. و6 ق.م. وكنت تقوم علي الزراعة وليس الصناعة وكانت بابل :Babylon دولة اسسها حمورابي الدولة البابلية عام 1763ق.م. وهزم آشور (مادة ) عام 1760 ق.م, واصدر قانونه (قانون حمورابي) وفي عام 1600ق.م. استولي ملك الحيثيين مارسيليس علي بابل واستولي الآشوريون عليها عام 1240 ق.م. بمعاونة العلاميين وظهر بنوخدنصر كملك لبابل (11245ق.م.- 1104 ق.م. ودخلها الكلدان عام 721 ق.م. ثم دمر الآشوريون مدينة بابل عام 689 ق.م. الا ان البابليين قاموا بثورة ضد حكامهم الآشوريين عام 652 ق.م. وقاموا بغزو آشور عام 612 ق.م. واستولي نبوخدنصر الثاني علي اورشليم عام 578 ق.م. وسبي اليهود عام 586 ق.م. الى بابل. وهزم الفينيقيين عام 585 ق.م. وبني حدائق بابل المعلقة ثم استولي الامبراطور الفارسي قورش علي بابل عام 500 ق.م. وضمها لامبراطوريته.
حضارة الطاسيلي القديمة
يتمثل الطاسيلي نايجر في هضبة عالية قاحلة ترتفع بـ1000 متر على سطح البحر ، تمتد هذه الهضبة على شريط يبلغ طول 800 كلم من الشمال إلى الجنوب و 50 إلى 60 كلم من الشرق إلى الغرب .
تتخلل هذه المساحة قمم صخرية حادة تشبه آثار المدن التاريخية الأولى ، وقد نحتت هذه التضاريس ، الشبيهة بتلك المتواجدة على سطح القمر ، تحت تأثير المناخ عبر الزمن ، منذ آلاف السنين ظهرت بهذه الأماكن حضارة رفيعة أين عاش سكانها في ظلال هذه الصخور التي كانت تتخللها بحيرات عذبة حيث كانوا يرسمون على هذه الصخور صورا من حياتهم اليومية .
وقد تطورت هذه الرسوم عبر الأزمنة حيث عرفت أشكالا و محتويات مختلفة تتمثل في عمليات الصيد ، في الرقص و العباد
حضارة تدمر
حضارة تدْمُـر في خطر.. والناقوس لم يدق بعد!
آلاف من السنين مرت وما زالت السماء والأرض والمياه تروي قصة حضارة عرفت مجداً عندما كانت الأشجار تظلل دروبها والحيوانات تسرح في وهادها .. إنها تدمر، حيث بوابات معابدها تضاهى اضخم معابد العالم ، والنحت والزخرفة فيها يرسمان عالماً ساحراً مستقلاً بذاته وسط الصحراء الشاسعة
مازالت تدمر عروسة البادية ، ومازالت آثارها من أكثر المواقع الأثرية شهرة في العالم، ولقد وصلت إلى أوج ازدهارها في عصر زنوبيا، وكانت محطة أساسية لقوافل الشرق والغرب، ونالت من روما مكانة رفيعة. فلقد اعترف هادريان باستقلالها المحدود وأطلق عليها اسم هادريانا ثم حصلت على تسمية المستعمرة في عصر الآسرة السيفيرية السورية التي حكمت روما 211-235م
ان منطقة السلاسل التدمرية تتكون من مجموعتين، الأولى الجبال التدمرية الشمالية والثانية الجبال التدمرية الجنوبية، وتمتد الأولى من جبل البشري حتى أطراف حمص بطول 220كم. وتمتد الثانية بين الضمير وتدمر بطول 175كم. ويفصل بين المجموعتين حوض الدو بمساحة أربع آلاف كم2
وتقع حوضة تدمر عند التقاء المجموعتين في الشرق، ومساحتها 550كم2 ، وتحتوي الجبال التدمرية الجنوبية على مكامن الحديد والكبريت والفوسفات والنفط بالإضافة إلى الينابيع الكبريتية
وفي عام 1982 تم اكتشاف منطقة نفطية في البادية تقع بين جنوب مجرى نهر الفرات وشمال السلسلة التدمرية، وتدفق النفط أولاً من بئرين في محدب التيّم على عمق 795م ومن نقطة اخرى على عمق شديد. وهو نفط خفيف قامت باستثماره شركة نفط الفرات.
من هذه البادية ـ ـ نشأت تدمر كمحطة للقوافل نظراً لوجود عين ماء فيها. ولقد دلت التنقيبات على وجود تجمعات بشرية تعود إلى العصر الحجري القديم في موقع جرف العجلة وكهف الدواره، وثنية البيضا.كما أبانت التحريات على وجود مستوطن أقام فيه الإنسان في العصر الحجري الحديث أي منذ سبعة آلاف عام ق.م.
وقد ورد اسم تدمر في رقم طينية تعود إلى القرن الثامن عشر ق.م ، وكانت منذ القرن الرابع ق.م زاهرة ولكنها أصبحت إمارة عربية في القرن الثاني ق.م ،وكانت عاصمة التجارة الدولية بين الشرق والغرب، حكمتها أسرة عربية من أشهر ملوكها اذينة الأول وحيران واذينة الثاني زوج زنوبيا ووالد وهب اللات، يساعدهم مجلس الشيوخ والشعب. ويذكر المؤرخون أن تدمر وصلت أوج ازدهارها في عصر آل أذينة في القرن الثالث الميلادي، ولكن تدمر كانت موجودة منذ العصر العموري فلقد ورد اسمها في وثائق ماري القرن 18 ق.م وفي وثائق ايمار القرن 14 ق.م.
في كتاب دراسات في تاريخ العربي القديم: اسم تدمر اسم سامٍ يرجع ظهوره للمرة الأولى إلى أيام الملك الأشوري (تجلات بلاسر 1116 – 1090 قبل الميلاد)، واسم تدمر فهو النطق الآرامي لكلمة (تتمر) العربية وربما كان اسم تدمر له أصل بكلمة (تدمورنا) السريانية.
وكانت تدمر في عصر السلوقيين مدينة مستقلة، وفي القرن الثاني الميلادي كانت تدمر قد استقرت كإمارة عربية مثل البتراء وحمص وإمارة الإيثوريين في لبنان. ولقد اشترك شيخ من تدمر يدعى “زبدي بل” مع السلوقيين في حربهم مع البطالمة عام 217 ق.م ، و كان يقود عشرة آلاف مقاتل.
هكذا لم تكن تدمر مجهولة قبل العصور الرومانية في الشرق ، فلقد كانت حاضرة بسبب موقعها الجغرافي الذي يسهل التجارة بين الشرق والغرب، وأصبحت محطة دولية يتوافد إليها الرحالة والتجار من كل حدب، وكانت السيادة فيها قبل العصر الروماني للآراميين سكان بلاد الشام، الذين أسسوا حضارة واسعة من أقصى الجزيرة إلى الساحل السوري، وكانت الممالك الآرامية زاهرة، وبخاصة مملكة آرام دمشق، التي ذكرت في القرآن الكريم؟؟ ( إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد ).
يشهد على الحضور الآرامي في تدمر الاكتشاف الهام الذي تم عام 1983، وهو تمثال بارتفاع أربعة أمتار تقريباً، يمثل أسداً يحتضن غزالاً بعطف ورعاية، ويترجم هذا المشهد نقش كتابة بالآرامية تقول : “طوبى لمن لم تقترف يداه دماً، هنيئاً له وأهلاً به في المعبد” ، وهذا يعني أن معبداً آرامياً كان قائماً قبل معبد “بل” في تدمر، وعلى مدخله كان هذا التمثال الضخم، الموجود حالياً عند مدخل متحف تدمر.
وتقع تدمر على الحدود الفاصلة بين مملكتين قديمتين متنازعتين هما مملكة فارس والإمبراطورية الرومانية، وكانت تدمر موالية للرومان وبخاصة بعد أن امتد نفوذهم إلى تدمر وفرضوا فيها تقاليدهم وفنونهم وعبادتهم، التي امتزجت مع العبادة العربية التي تؤمن باللات وبالعزى ومناة، وقد وردت أسماء هذه الآلهة في ألواح تدمر إلى جانب “عقليبول” إله القمر و”يرحيبول” إله الشمس. وكانت اللات تمثل بصورة أفروديت، ولقد عثر على تمثال اللات – أفروديت في تدمر وهو من أعمال النحات الكبير “فيدياس”، أو مدرسته
تشهد الحرب المستمرة في سورية منذ أربع سنوات تبادل السيطرة على الأراضي ما بين قوى المعارضة وقوات النظام مخلّفة مئات الآلاف من الضحايا، ولكن في بداية الـ 2013 ظهر إلى الواجهة مايسمى تنظيم داعش الارهابي ليدخل في الحرب السورية معلناً نفسه منافساً للسيطرة على الأرض.
وشهدت الأيام الأخيرة الماضية معارك في منطقة بادية الشام أدت لتقدم تنظيم داعش الارهابي على حساب قوات النظام، وبالخصوص في محيط مدينة تدمر الأثرية حيث تقبع حضارات تاريخية تحت خطر التدمير الآن إما من القصف أو التدمير الجائر.
المدينة وأهميتها
مدينة تدمر كانت عاصمة الامبراطورية التدمرية التي كانت تمتد على مساحات شاسعة من حدود آسيا الصغرى (تركيا) في الشمال إلى مصر في الجنوب ومن شمال شرق سوريا إلى غرب سوريا والبحر الأبيض المتوسط، وهي تعتبر من أهم وأقدم المدن الأثرية عالمياً لما لها من شهرة ومكانة.
تقع في بادية الشام وسط سوريا وتلقب بأنها “عروس الصحراء”، وكانت فيما مضى من عصور محطة تجارية في غاية الأهمية بين قارتي آسيا وأوربا لأنها تقع على (طريق الحرير). ويذكر أن أبرز الحقب التي ازدهرت فيها المدينة كانت في عصر الملكة زنوبيا والتي عرفت بذكائها وقوتها واللذان كانا السبب في إطلاق عليها لقب (ملكة ملكات الشرق).
أما في العصر الحديث فتكمن أهميتها كمدينة تاريخية، يمكن من خلال دراستها فهم الحضارات القديمة لما تحتويه من مخزون آثار كبير، بالطبع هي أيضاً من أهم الوجهات السياحية عالمياً للمهتمين بالحضارات القديمة.
معالم تدمر الأثرية
أي شخص زار تدمر بالتأكيد سيصفها بأنها مذهلة، خصوصاً بعد إكمال الجولة السياحية المعتادة فيها والتنقل بين المعابد القديمة والمسرح التاريخي والمرور بالمدافن والمجالس ذات الأهمية الكبيرة بالإضافة إلى جولة صغيرة بأرجاء المدينة والطريق المستقيم والسوق الأثري واختتام الجولة بمشاهدة الغروب من على القلعة الوافعة على تلة تكشف المدينة باكملها.
ويذكر من المعالم الأثرية فيها:
المعابد (معبد بل (بعل) – معبد نبو – معبد بعلشمين – معبد اللات – معبد يلحمون ومناة)، الحمامات، المسرح، الشارع الطويل (الطريق المستقيم) ، مجلس الشيوخ، الآغورا، المصلّبة (التترابيل) ، معسكر ديوقلسيان، الأعمدة التذكارية، نبع أفقا (الحمام الكبريتي)، الكنائس، هيكل الموتى، قلعة فخر الدين بالإضافة إلى المدافن والتي تقسم إلى ثلاثة أنواع (البرجية – الأرضية – البيتية).
حضارات تحت الخطر
تدمر ليست المنطقة الأثرية الأولى التي تواجه الخطر، فمناطق تاريخية عديدة لحضارات آخرى إضافة لمزارات دينية قديمة إما فُجرت أو تدمرت وعلى أقل التقدير قد تضررت بشكل كبير، من مدينة حلب القديمة بأزقتها وأحيائها وأسواقها إضافة لمتحف التقاليد الشعبية جميعها قد تضرر بحسب جمعية حماية الآثار السورية، بينما أسفر القصف على المسجد الأموي الكبير في حلب إلى تدمير إحدى مآذنه وتضرر أجزاء كبيرة منه.
في حين كان نصيب الدمار لأحياء حمص القديمة بجوامعها -ومنهم جامع خالد بن الوليد- وكنائسها -ومنهم كنيسة أم الزنار- أضرار كبيرة نتيجة القصف أيضاً.
وفي الأماكن التي تقبع تحت سيطرة تنظيم داعش فُجرت العديد من المزارات الدينية والمقامات والأضرحة الصوفية!
بذات الوقت
خلال جميع الأحداث الدائرة تنشط على جميع المستويات وفي كافة المناطق عمليات التنقيب الجائرة على الآثار حيث بات تنظيم داعش يصدر أوراق تسهيل للتنقيب لأنصاره في المناطق التي تقبع تحت سيطرته لكي لايتعرض حامل هذه الورقة لأي مضايقة من عناصره، وأيضاً في مناطق مختلفة من سوريا يعمل أمراء الحروب وتجار الأزمات على تنشيط تجارة الآثار بالتعاون مع وسطاء في الداخل السوري وبدول الجوار لبيع التحف التاريخية والمخطوطات القديمة وما شابه من كنوز.
وفي سياق آخر نشرت وكالة أنباء الأناضول عن مراسلها بأن السلطات التركية قامت باعتقال أحد مهربي الآثار السوريين في تركيا وبحوذته 168 قطعة آثرية بينها عملات وتماثيل وأختام.
مقطع يوضح جانب من عمليات التنقيب الجائرة في محيط المدينة الآثرية
ولكن..
هنالك الآن بحسب إحصاءات الأمم المتحدة أكثر من 190 ألف ضحية قتلوا خلال الحرب في سوريا بالإضافة لملايين المهجرين داخلياً وخارجياً والمحتاجين إلى مساعدات بشكل فوري، لم يتخذ قادة العالم أي تدابير لإنهاء الحرب الدائرة سوى إبدائهم القلق في بعض المراحل أو التصريحات الخلّبية في البعض الآخر، وبالطبع الجميع يتفق على أن حياة البشر أهم من الحجر ولكن فشل العالم بحماية البشر فهل سيتمكن من حماية حجر؟
تحرك فوري
من دون مماطلة ولا تباطؤ يجب على المنظمات الدولية المعنية بالآثار حمايتها وعلى مجلس الأمن الدولي التدخل بشكل فوري لحماية مدينة تدمر والتي هي تحت قائمة المحميات من قبل اليونيسكو، وحماية أيضاً جميع الآثار وبقايا الحضارات التاريخية والكنوز الثقافية التي تعاني الآن خطر الزوال كما حصل في متحف نينوى بالعراق، أو على الاقل اتخاذ التدابير اللازمة لإبقائها على الوجود.
كيف يمكنك أن تساعد؟
لقد بدأ نشطاء مستقلون من سوريا ودول أخرى من المهتمين بالقضية السورية بشكل عام والآثار بشكل خاص بالتجهيز لحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ ( #أنقذوا_تدمر – #SavePalmyra) كورقة ضغط على أصحاب القرار في العالم شارك بها وأوصل صوت السوريين إلى العالم.
حضارة الانباط
تُعتبر مملكة الأنباط أُنموذجًا فريدًا لأبرز ممالك العرب قبل الإسلام، إذ لعبت دورًا حضاريًا بارزًا وهامًا في تسيير دفة الأمور السياسية في المنطقة خلال الفترة ما بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، وأظهرت انفتاحًا غير محدود على العالم الخارجي.
الأنباط شعبٌ من أصلٍ عربي ظهر على مسرح التاريخ السياسي بحوالي عام 312 ق.م – إن لم يكن قبل ذلك – واختفى ذكره من المصادر التاريخية بعد حوالي خمسة قرون، عندما أصبحت مملكته جزءًا من الولاية العربية الرومانية بحلول عام 106م، وتشير الدلائل إلى أنّ الأنباط قد ظهروا على شكل قبائل رُحّل، تحالفت مع بعضها، وكونت مملكة بزعامة أكبر وأقوى قبيلة وهي قبيلة “نبطو”، وقد توسَّعت حدود الدولة وتعاظمت تدريجيًا مع اتساع وتعاظم سلطتها الحاكمة حتى شملت في بعض الأحيان ذلك الجزء الممتد من دمشق شمالًا وحتى شمال الجزيرة العربية جنوبًا، ومن ميناء غزة على ساحل البحر الأبيض المتوسط غربًا وحتى الأجزاء الشرقية من الأردن (وادي السرحان)، واشتملت المنطقة على منطقة النقب بجنوبي فلسطين وصحراء سيناء، وقد كانت الحدود السياسية الجغرافية النبطية متغيرة حسب تطور الأوضاع السياسية والعسكرية في المنطقة.
وهناك جدلٌ بين الباحثين حول أصل الأنباط، وتاريخ ظهورهم، والمكان الذي جاؤوا منه، وظروف نشأة دولتهم، ولكن الرأي الذي يُجمِع عليه معظم الباحثين أنهم قد جاؤوا إلى منطقة جنوب الأردن من موضع ما من الجزيرة العربية في منتصف الألف الأولى قبل الميلاد، وظهروا في المنطقة بوقت متزامن مع اختفاء ذكر مملكة آدوم التي كانت قائمة في الجزء الجنوبي من الأردن خلال العصر الحديدي.
ما تزال معلوماتنا قليلة عن الفترة المبكرة من العصر النبطي، والتي تُعاصر ما يعرف لدى الباحثين بالعصر الهلنستي، ولكن يبدو أن الأنباط لم يكونوا قد استقروا بعد خلال هذه الفترة، إذ كان يغلب على حياتهم طابع البداوة والتنقل، ومع نهاية القرن الثاني وبداية القرن الأول قبل الميلاد حدثت جُملة من التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي أدت إلى تحول اجتماعي، وتغيّر في نمط الاستيطان، ويرى الكثير من المهتمين بالحضارة النبطية أن اشتغال الأنباط بالتجارة، وانفتاحهم على كافة حضارات العالم كانا من أسباب التغير الاجتماعي، وقد حقق الأنباط ثروة هائلة نتيجة لاشتغالهم بالتجارة، ففرضت الجغرافيا على مستهلكي المواد العطرية المستوردة أن يستوردوها عبر بلاد الأنباط التي كانت واقعة بين البلاد المنتجة والمستهلكة لهذه السلع، والتي كانت تنقل عبر طرق رئيسة تمر من بلادهم، وتربط الجزيرة العربية بمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وسوريا.
قاوم الأنباط المستعمر الأجنبي منذ مرحلة مبكرة من تاريخهم، فتحاربوا مع خلفاء الاسكندر المقدوني في نهاية القرن الرابع قبل الميلاد. كما أدى التنافس النبطي البطلمي الذي بلغ ذروته خلال فترة حكم القائد البطلمي بطليموس فيلادلفوس الثاني 284-246 ق.م إلى ازدياد الصدام بين الأنباط والبطالمة الذين كانوا يرغبون باحتكار التجارة، وخصوصًا البحرية منها، فقاوم الأنباط هذا المد الاستعماري البطلمي، ومن ثم الروماني ولكن هذه المرة بالطرق الدبلوماسية، كما اصطدموا مع اليهود مرارًا وخصوصًا خلال فترة حكم الملك النبطي عبادة الأول (96-86 ق.م)، والحارث الثالث (86-62 ق.م)،
وانتهى الاصطدام هذا بمساعدة الملك مالك الثاني (40-70م) للقائد الروماني تيطس في محاولته القضاء على اليهود عام 67م.
تعتبر فترة حكم الحارث الرابع (9 ق.م-40 م) والملقب بـ “محب شعبه” أزهى فترة في تاريخ الأنباط، إذ شهدت فترة حكمه جهودًا لتوطيد الأمن ولتطوير المجتمع، كما شهدت نهضة عمرانية وتطورًا اقتصاديًا لم يسبق له مثيل، واهتم بعاصمته البتراء، كما اهتم بالأجزاء الجنوبية من المملكة، وخصوصًا بمدائن صالح (الحِجْر).
بدأ التدهور يدب في جسد الدولة النبطية مع نهاية القرن الأول قبل الميلاد وتحديدًا خلال فترة حكم الملك مالك الثاني (40-70م) ورب ايل الثاني (70-106م) الذي اهتم بالأجزاء الشمالية من المملكة، ويبدو أن فترة حكم رب ايل قد شهدت تدهورًا عامًا، الأمر الذي سهل مهمة الرومان بضم البتراء عام 106م بأمر من الإمبراطور تراجان الذي أوعز إلى قائده كورنيليوس بالما بهذا العمل، حيث ساعد بالما في مهمته هذه ضعف الأنباط السياسي، إضافة إلى أطماع الإمبراطور الروماني تراجان التوسعية الذي كان يرى في نفسه خليفة الاسكندر الكبير، ويبدو أن الضم كان وراءه دوافع اقتصادية أخرى تمثلت في رغبة الرومان السيطرة على طرق التجارة.
ورغم انتهاء دولة الأنباط سياسيا بحلول عام 106م، إلا أنهم استمروا يمارسون دورهم التجاري في المنطقة، كما تشير الدراسات إلى أنهم قد لعبوا دورًا هامًا في الفتوحات الإسلامية بعد اعتناقهم للإسلام.
ما تزال معلوماتنا عن الحياة الاجتماعية النبطية قليلة وذلك بسبب قلة المصادر الكتابية النبطية التي تتحدث عن هذا الجانب، وتبقى كتابات الجغرافي اليوناني سترابو المصدر الأهم، رغم عدم دقته في الوصف وتناقض بعض المعلومات التي ذكرها مع نتائج الحفريات الآثارية، حيث يقول في جغرافيته أن الأنباط شعب حساس يميلون إلى التملك، فيكرمون من يزيد ملكياته، ويغرمون من ينقصها، ويتحدث عن لباسهم ويقول بأنهم يمشون دون أن يلبسوا الأردية الرومانية، حيث كانوا يرتدون نطاقا حول الخصر كما كانوا يلبسون الصنادل، وكان ملوكهم يفضلون اللون الأرجواني. ويتحدث سترابو أيضا عن احتفالات عامة كان ينظمها الأنباط في جماعات حيث يتناول المشاركون في الاحتفال الشراب بما لا يزيد عن أحد عشر كأسًا وبوجود موسيقيتين اثنتين، ويتحدث عن منازلهم المبنية بالحجر ويقول أنها مكلفة، وإن بلدهم مليء بأشجار الفاكهة، كما كان لديهم الكثير من الضأن والجمال.
تشير النقوش التي تعلو واجهات القبور الموجودة في مدائن صالح، إلى وجود طبقات في المجتمع النبطي، فالواجهات المنحوتة في الصخر كان يملكها القادة العسكريون والمدنيون وأبناء وبنات الذوات في المجتمع، أما أفراد الطبقة الدنيا، فكانوا يدفنون في مدافن بسيطة، وكان للمرأة بالمجتمع النبطي مكانة مميزة، فكان للمرأة النبطية حق التملك والميراث، كما ظهرت صورتها أحيانًا جنبًا إلى جنب مع زوجها على القطع النقدية التي سكها ملوك الأنباط، وقد أشارت البرديات النبطية التي عثر عليها غرب البحر الميت إلى امتلاك نساء نبطيات لعقارات زراعية في المنطقة الواقعة إلى الجنوب الشرقي من البحر الميت.
تؤكد أسماء الآلهة التي تعبدّها الأنباط عروبتهم، فقد تعبدّوا إلى العديد من معبودات العرب قبل الإسلام، كما تُشير الأدلة الكتابية النبطية إلى تأثر الأنباط بالعديد من الأقوام المعاصرين لهم، فأخذوا من الجزيرة العربية بعض الآلهة كذي الشرى واللات والعزى ومناة، وأخذوا من شمالي بلاد الشام عطارغتيس، وأخذوا من مصر ايزيس، كما شيَّدوا معابد على النمطين العربي الجنوبي والسوري.
اهتم الأنباط بالبعث بعد الموت فنحتوا مقابر في الصخر زُيِّنت واجهاتها الخارجية، والتي تتميز بالتناظر التام، بالعديد من العناصر المعمارية المميزة التي تعكس الهوية المحلية النبطية، إضافة إلى عناصر فنية خارجية آشورية ومصرية وسورية ويونانية، وتؤكد دراسة الواجهات النبطية المنحوتة في الصخر أن الحضارة النبطية قد تأثرت بالعديد من الحضارات المعاصرة أو السابقة لها تأثرًا كبيرًا، حيث كان للأنباط ومنذ بداية تاريخهم علاقات بسكان جزر البحر الأبيض المتوسط، وروما، والجزيرة العربية، ومناطق عدة من بلاد الشام، ثم تطورت هذه العلاقات الناتجة عن المعاملات التجارية، ونتج عنها تأثيرات شتى على الحضارة والفن.
لم يقتصر فن الأنباط على نحت الواجهات فحسب، بل صنعوا التماثيل وزخرفوا الفخار ورسموا الرسومات الجدارية المميزة على بعض واجهات المباني، ورصفوا أرضيات الحمامات بالفسيفساء، وطلوا الواجهات المنحوتة في الصخر بالجص ولوّنوها، كما استخدم الفنان النبطي العديد من العناصر الزخرفية في فنونه كالزخارف النباتية والحيوانية، وأكثر من استخدام العناصر النباتية كالكرمة والرمان لتزيين الأفاريز والأجزاء المعمارية المختلفة.
الحضارة اليمنية
تدل اقدم المعلومات المعتمدة على قيام حضارة يمنية راقية يعود تاريخها على الاقل الى القرن العاشر قبل الميلاد وتقترن هذه المعلومات بذكر سبا التي ارتبطت بها معظم الرموز التاريخية في اليمن القديم والتي هي بالفعل واسطة العقد في هذا العصر ويمثل تاريخ دولة سبا وحضارة سبا فيه عمود التاريخ اليمني وسبا عند النسابة
هو ابو حمير وكهلان ومن هذين الاصليين تسلسلت انساب اهل اليمن جميعا كما ان هجرة اهل اليمن في الامصار ارتبطت بسبا حتى قيل في الامثال تفرقوا ايدي سبا والبلدة الطيبة التي ذكرت في القرآن الكريم هي في الاصل ارض سبا كما ان ابرز رموز اليمن التاريخية سد مارب قد اقترن ذكره بسبا وكان تكريمه بالذكر في القرآن سببا في ذيوع ذكر سبا وحاضرتها مارب
ودولة سبا في العصر الاول هي اكبر واهم تكوين سياسي فيه وما تلك الدول التي تذكر معها سوى تكوينات سياسية كانت تدور في فلكها وترتبط بها حينا وتنفصل عنها حينا آخر مثل دولة معين وقتبان وحضرموت او تندمج فيها لتكون دولة واحدة مثل دولة حميروالتي لقب ملوكها بملوك سبا وذي ريدان وذو ريدان هم حمير.
وارض سبا في الاصل هي منطقة مارب وتمتد الى الجوف شمالا ثم ما حاذاها من المرتفعات والهضاب الى المشرق وكانت دولة سبا في فترات امتداد حكمها تضم مناطق اخرى بل قد تشمل اليمن كله في حضارتها.
وكانت مارب عاصمة سبا وتدلل الخرائب والآثار المنتشرة التي تكتنف قرية مارب الصغيرة اليوم على الضفة اليسرى من وادي اذنه على جلال المدينة القديم وكبرها ويرجح ان التل الذي تقع عليه قرية مارب اليوم هو مكان قصر سلحين الذي ذكره العلامة الحسن بن احمد الهمداني قبل الف عام والذي ورد ذكره بالاسم نفسه في النقوش اليمنية القديمة.
وقد تحكم موقع مارب في وادي سبا بطريق التجارة الهام المعروف بطريق اللبان وكان اللبان من احب انواع الطيوب واغلاها في بلدان الشرق القديم وحوض البحر الابيض المتوسط وقد تميزت اليمن بانتاجها اجود انواع اللبان وهو الذي كان ينمو في الجزء الاوسط من ساحله الجنوبي في بلاد المهرة وظفار وقد ادى ذلك الطلب المتزايد عليه الى تطوير تجارة واسعة نشطة تركزت حول هذه السلعة وامتدت الى سلع اخرى نادرة عبر طريق التجارة المذكورة.
الحضارة الرومانية حضارة اوروبية قديمة
من اعظم حضارات اوروبا القديمة بعد الحضارة الاغريقية فقد كانت تبسط سيطرتها على شبه الجزيرة الايطالية جنوبا ما يعرف الآن بفلورنسا وكان ذلك عام 275 قبل الميلاد وتمكن الرومانيون خلال القرنين التاليين من بناء امبراطورية ضخمة امتدت بما يعرف الآن باسبانيا حتى جنوبي اسيا عبر الساحل الشمالي لافريقيا وقد تضمنت فيما بعد كل ما تبقى من اوروبا الى امبراطوريتهم وقد اندمجت وفق الثقافة الاغريقية.
خلفت لنا العديد من مظاهر الحضارة فقد تركت العمارة الرومانية بصمات واضحة في كافة فنونها العمارة والنحت والزخرفة و استطاعوا ان يصنعون فنا معماريا عظيما ينتشر في جميع انحاء الامبراطورية الرومانية بمعنى ان ما كان ينفذ في روما كان ينفذ في جميع ولايات الامبراطورية فهو ذو طابع عام للفن بالدولة وبالرغم من هذا نجد بعض الاختلاف في بعض اشكال المعابد والتي اضطرتها الظروف ان تتخذ هذا الشكل اما بسبب تغير الزمن او المكان كما هو موجود في بعض المعابد الرومانية بسوريا حيث اهتم المعماري السوري في العصر الروماني بهيئة التقطيع عن مثيله في اي مكان اخر فالعمارة الرومانية قد اشتقت كل عناصرها تقريبا من الحضارة الاغريقية ولكن الرومان اضافوا طابعهم الخاص الذي لا يمكن ان انكاره ويتضح هذا التاثر في معبد فورتينا فيرليسو يرجع الى القرن الثاني قبل الميلاد في روما وهو من اقدم المعابد الرومانية ومن اجملها.
و من اهم ما يميز الحضارة الرومانية هو عدم اهتمامهم بالمعابد الدينية بل فكانوا يكتفون بمحراب في كل بيت ومن اهم المعابد الدينية والذي يعتبر نموذجا آخر من النماذج المعمارية سيباي في تيفولي.
ومن اهم ما يميز العمارة الرومانية هو الطريق الجديد الذي حيث انها اتجهت الى الاهتمام بالمباني تعد الحضارة الرومانية من اعظم حضارات اوروبا بعد الحضارة الاغريقية الدنيوية عن الدينية وعن الاماكن العامة عن الخاصة وايضا استخدام العقود باشكالها المختلفة والتي اتخذت عدة اشكال جميلة.
تاريخ و حضارة البابليون
هناك الكثير من الحضارات التي ما زالت اسمائها مطبوعة في قلوبنا على الرغم من اندثارها قبل الاف من السنين فكل حضارة تعبر عن عادات وتقاليد شعوب مضت وما كانوا يفعلونه من انجازات التي اعتبرت في ازمانهم عجائب لن ينساها احد حتى نحن ايضا وفي عصرنا الحالي ولو تطور العالم واصبحت هذه العجائب سوى حطاما الا انها الركائز الاساسية لهذا التطور الذي توصل اليه الانسان ولا يستطيع احد نكرانه فهي المادة الرخام التي صنعت المجد للانسان الحديث ومن خلالها واصل طريقه لتحقيق ما كان مستحيل في يوم من الايام لذلك احببت ان اتطرق الى احدى هذه الحضارات التي شهدتها العالم على مر العصور من ازدهار وتالق لم يسبق له مثيل وبذلك ساكشف لكم عن احدى زهور الحضارات التي فتحت من خلال ثمارها صفحة من صفحات التاريخ المشرق وهي حضارة بابل القديمة .
بداية عصر بابل حيث بدا هذا العصر عندما هاجمت قبائل امورية بدوية الاراضي الممتدة بين الفرات ودجلة في الوقت الذي كانت المنازاعات مستمرة بين المدن البارزة فلم تكن هناك قوة كافية لردع تسربها الى بلاد الرافدين فاحتلت هذه القبائل مدن عديدة ومن هذه المدن مدينة بابل والتي كانت في ذلك الوقت مجرد محطة للقوافل التجارية وبذلك كانت اول ومضات الحضارة البابلية على يد الاسرة الامورية ممن يعود اليها الفضل في اعمار بابل وبدء ازدهار عصر جديد وكان اول من اسس اسرة حاكمة للشعب الجبلي الاموري حاكم بابلي ذي شان وهو الملك سمو ابوم في القرن التاسع عشر ق.م وقد سميت امبراطوريتهم بالبابلية نسبة الى عاصمتهم بابل اي باب الاله وامتاز ملوك بابل عن ملوك المدن الاخرى على انهم كانوا يطلقون على كل سنة من سنين حكمهم اسما يحمل ذكر اهم الاحداث التي حدثت في تلك السنة .
بابل المدينة او بابليون Babylion Babylon هي مدينة عراقية كانت عاصمة البابليين ايام حكم حمورابي حيث كان البابليون بحكمون اقاليم مابين النهرين وحكمت سلالة البابليين الاولى تحت حكم حمورابي 1792-1750 قبل الميلاد في معظم مقاطعات ما بين النهرين واصبحت بابل العاصمة التي تقع علي نهر الفرات وكانت عاصمة للدولة الآشورية التي اشتهرت بحضارتها و بلغ عدد ملوك سلالة بابل والتي عرفت بالسلالةالآمورية العمورية 11ملكا حكموا ثلاثة قرون 1894 ق.م. -1594 ق. م . وفي هذه الفترة بلغت حضارة العراق اوج عظمتها وازدهارها وانتشرت فيها اللغة البابلية بالمنطقة كلهاحبث ارتقت العلوم والمعارف والفنون وتوسعت التجارة لدرجة لامثيل له في تاريخ المنطقة وكانت الادارة مركزية والبلاد تحكم بقانون موحد سنه الملك حمورابي لجميع شعوبها.وقد دمرها الحيثيون عام 1595 ق.م. حكمها الكاشانيون عام 1517 ق.م. وظلت منتعشة مابين عامي 626و539 ق.م. حيث قامت الامبراطورية البابلية وكانت تضم من البحر الابيض المتوسط وحتي الخليج الفارسي العربي استولي عليها قورش الفارسي سنة 539 ق.م.وكانت مبانيها من الطوب الاحمر واشتهرت بالبنايات البرجية الزيجورات وكان بها معبد ايزاجيلا للاله الاكبر مردوخ مردوك والآن اصبحت اطلالا عثر بها علي باب عشتار وشارع مزين بنقوش الثيران والتنين والاسود الملونة فوق القرميد الازرق.
حدائق بابل المعلقة احدى عجائب الدنيا السبع التي بناها نبوخذ نصر للملكة امييهيا التي كانت تتشوق لحدائق وطنها ميديا بنيت تقريبا 600 ق م في بابل بالعراق الحالي وهناك شك في وجود الحدائق فعليا والحدائق ليست معلقه فعليا وتعرف كذلك بحدائق سميراميس المعلقة الحديقة من جمالها وروعتها الخلابة كانت تدخل المرح والسرور الى قلب الانسان عند النظر اليها زرعت فيها جميع انواع الاشجار الخضروات والفواكهة والزهور وتظل مثمرة طول العام وذلك بسبب تواجد الاشجار الصيفية والشتوية ووزعت فيها الثماثيل باحجامها المختلفة في جميع انواع الحدائق.
بابل Babylonia تعني بوابة الاله كان الفرس يطلفون عليها بابروش Babirush دولة بلاد مابين النهرين القديمة كانت تعرف قديما ببلاد سومر وبلاد سومر اكد وكانت تقع بين نهري دجلة والفرات جنوب بغداد بالعراق فظهرت الحضارة البابلية ما بين القرنين 18ق.م. و6 ق.م. وكنت تقوم علي الزراعة وليس الصناعة وكانت بابل :Babylon دولة اسسها حمورابي الدولة البابلية عام 1763ق.م. وهزم آشور (مادة ) عام 1760 ق.م, واصدر قانونه (قانون حمورابي) وفي عام 1600ق.م. استولي ملك الحيثيين مارسيليس علي بابل واستولي الآشوريون عليها عام 1240 ق.م. بمعاونة العلاميين وظهر بنوخدنصر كملك لبابل (11245ق.م.- 1104 ق.م. ودخلها الكلدان عام 721 ق.م. ثم دمر الآشوريون مدينة بابل عام 689 ق.م. الا ان البابليين قاموا بثورة ضد حكامهم الآشوريين عام 652 ق.م. وقاموا بغزو آشور عام 612 ق.م. واستولي نبوخدنصر الثاني علي اورشليم عام 578 ق.م. وسبي اليهود عام 586 ق.م. الى بابل. وهزم الفينيقيين عام 585 ق.م. وبني حدائق بابل المعلقة ثم استولي الامبراطور الفارسي قورش علي بابل عام 500 ق.م. وضمها لامبراطوريته.
حضارة الطاسيلي القديمة
يتمثل الطاسيلي نايجر في هضبة عالية قاحلة ترتفع بـ1000 متر على سطح البحر ، تمتد هذه الهضبة على شريط يبلغ طول 800 كلم من الشمال إلى الجنوب و 50 إلى 60 كلم من الشرق إلى الغرب .
تتخلل هذه المساحة قمم صخرية حادة تشبه آثار المدن التاريخية الأولى ، وقد نحتت هذه التضاريس ، الشبيهة بتلك المتواجدة على سطح القمر ، تحت تأثير المناخ عبر الزمن ، منذ آلاف السنين ظهرت بهذه الأماكن حضارة رفيعة أين عاش سكانها في ظلال هذه الصخور التي كانت تتخللها بحيرات عذبة حيث كانوا يرسمون على هذه الصخور صورا من حياتهم اليومية .
وقد تطورت هذه الرسوم عبر الأزمنة حيث عرفت أشكالا و محتويات مختلفة تتمثل في عمليات الصيد ، في الرقص و العباد
مواضيع مماثلة
» * حضارات سادت ثم بادت - البابليون 1
» * حضارات سادت ثم بادت : البابليون 2
» * حضارات سادت ثم بادت : البابليون 3
» * حضارات سادت ثم بادت : البابليون 4
» * حضارات سادت ثم بادت : البابليون 5 - اورشليم :ـ ( القدس )
» * حضارات سادت ثم بادت : البابليون 2
» * حضارات سادت ثم بادت : البابليون 3
» * حضارات سادت ثم بادت : البابليون 4
» * حضارات سادت ثم بادت : البابليون 5 - اورشليم :ـ ( القدس )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى