مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* الديناصورات: معلومات تفصيلية - تاريخ الاكتشاف - ديناصور ذو ريش

اذهب الى الأسفل

* الديناصورات: معلومات تفصيلية - تاريخ الاكتشاف - ديناصور ذو ريش Empty * الديناصورات: معلومات تفصيلية - تاريخ الاكتشاف - ديناصور ذو ريش

مُساهمة  طارق فتحي الثلاثاء أبريل 10, 2012 7:40 pm

* الديناصورات: معلومات تفصيلية - تاريخ الاكتشاف - ديناصور ذو ريش
مُساهمة طارق فتحي في الخميس 22 نوفمبر 2012 - 21:56

معلومات تفصيلية عن الديناصور
الأعضاء الداخلية
كان للديناصورات اللاحمة الكبرى نظام أكياس هوائية معقد شبيه بذاك الخاص بالطيور المعاصرة، وفقًا لدراسة قام بها الدكتور باتريك أوكونر من جامعة أوهايو، ويفيد الأخير بأنه يُحتمل أن تكون رئات الديناصورات الثيروبوديّة تنفخ الهواء في أكياس فارغة موجودة داخل هيكلها العظمي كما في حالة الطيور، حيث قال: «ما كان يُعتقد سابقًا أنه خاصيّة فريدة بالطيور ظهر بأنه كان موجودًا عند أسلافها القديمة».[129] قام العلماء بوصف نوع جديد من الديناصورات في سنة 2008 أطلقوا عليه تسمية "الديناصور هوائي العظم" (Aerosteon riocoloradensis) وذلك في النشرة العلمية الإلكترونية PLoS ONE، حيث قالوا أن هيكله العظمي يقدم أفضل دليل حتى الآن على وجود ديناصورات ذات أعضاء تنفسيّة شبيهة بالأعضاء التنفسية عند الطيور، بعد أن أظهر التصوير المقطعي المحوسب لهذا الهيكل العظمي وجود أكياس هوائية في تجويفه]

من الأدلّة الأخرى التي يستدل بها العلماء على مدى قرابة الديناصورات والطيور، هي استخدام كلا الأصنوفتين لما يُعرف باسم "حصوات القانصة" أو "حصوات الأحشاء"، وهي الحصى التي تبتلعها الحيوانات لتساعدها على الهضم عبر طحن وتكسير الغذاء والألياف القاسية عن طريق تقلبها داخل المعدة، وقد عُثر على عدد من هذه الحصوات داخل بعض الأحافير للديناصورات والطيور القديمة على حد سواء.

البيولوجيا الإنجابية
هيكلين عظميين لتيرانوصورين في وضعيّة التزاوج، المتحف الجوراسي في أستورياس، إسبانيا.
أدّى اكتشاف بعض الخصائص الإنجابيّة في الهيكل العظمي للتيرانوصور إلى دعم النظرية القائلة بأن الديناصورات والطيور تطورت من سلف مشترك بشكل أكبر من السابق، كذلك سمح هذا الاكتشاف للعلماء أن يقوموا بتحديد جنس ديناصور لأول مرّة. تتخلص نتيجة هذا الاكتشاف بأن إناث التيرانوصور كانت تضع بيضها بطريقة مماثلة لطريقة الطيور، فإناث الطير تنمو لها غظمة مميزة بين القسم الخارجي الصلب من العظم ونخاعها، يُطلق عليها تسمية "العظمة النخاعيّة"، وهي عظمة غنيّة بالكالسيوم تُساعد في تكوين قشر البيض. وقد لاحظ العلماء وجود أنسجة عظميّة تبطّن التجاويف النخاعيّة في بعض أجزاء الطرف الخلفي من عينة التيرانوصور هذه، مما يعني أنه يُحتمل أن تكون قد استخدمت هذه الخاصية لوضع بيضها تمامًا كما تفعل الطيور.

أظهرت أبحاث أخرى وجود هذه العظمة النخاعيّة عند فصائل أخرى من الديناصورات مثل الألوصور والتينونتوصور، وبما أن مسار النشوء والتطور الذي سلكته الألوصورات والتيرانوصورات بعيد عن ذاك الذي سلكته التينونتوصورات، فإنه يمكن القول بأن جميع الأجناس والفصائل امتلكت عظمًا نخاعيًا. عُثر على هذه العظام في عينات يافعة لمّا تصل بعد إلى حجمها الكامل، مما يعني أن الديناصورات كانت تبلغ جنسيًا بشكل سريع مقارنة بغيرها من الحيوانات الضخمة.

السلوك
أظهرت إحدى المستحثات المكتشفة حديثًا ديناصورًا من جنس جارحة الأسنان ورأسه تحت يديه، وقد قال الخبراء أن هذه الوضعيّة ماهي إلاّ وضعية النوم، وبالتالي فإن هذا الحيوان بالذات نفق أثناء نومه، ويُلاحظ أن الطيور المعاصرة تنام في كثير من الأحيان ورأسها تحت جناحها، الأمر الذي يُساعدها على الدفء، لذا لعلّ هذه الخاصيّة السلوكيّة إحدى الخصائص التي توارثتها الطيور من أسلافها الديناصورات.

الانقراض
إندثرت الديناصورات غير الطيريّة من على وجه الأرض بشكل مفاجئ منذ حوالي 65 مليون سنة، ومعها اختفت مجموعات أخرى عديدة من الحيوانات، بما فيها: الأمونيتات، الزواحف السمكية، الزواحف الميزية أو الموزاصورات، البلصورات، والزواحف المجنحة أو البتروصورات، بالإضافة لأغلب أصناف الطيور وفصائل عديدة من الثدييات.[6] يُعرف حدث الانقراض الجماعي هذا باسم "حدث انقراض العصر الطباشيري-الثلاثي"، وقد كان موضع جدال كبير للعلماء منذ عقد السبعينيات من القرن العشرين؛ الأمر الذي وفّر عدد من النظريات المختلفة الموجودة حاليًا والتي تحاول تفسير ما حدث. أبرز هذه النظريات وأوسعها انتشارًا هي تلك المعروفة "بحدث الاصطدام" وتتلخص في أن كويكبًا ضخمًا ضرب الأرض وفتك بكثير من أشكال الحياة، إلا أن بعض العلماء يدعم نظريات أخرى، وبعضهم الآخر يقول بأن عددًا من العوامل من نظريات مختلفة تضافرت مع بعضها البعض وأفنت الديناصورات.

تغيّر المناخ
لم يكن هناك من قلنسوات جليدية عند القطبين خلال ذروة الدهر الوسيط، ويُقدّر العلماء أن مستوى البحر كان أعلى من مستواه الحالي بمقدار يتراوح بين 100 إلى 250 متر (300 إلى 800 قدم)، كذلك كانت درجات الحرارة أكثر تقاربًا من بعضها، حيث كانت الحرارة عند القطبين تختلف عن الحرارة عند خط الاستواء بفارق 25 °مئوية (45 °فهرنهايت)، أما درجات الحرارة في الغلاف الجوي فكانت أعلى من معدلها الحالي بكثير، ففي القطبين على سبيل المثال كانت درجات الحرارة تفوق معدلها الحالي بحوالي 50 °مئوية (90 °فهرنهايت).

كانت تركيبة الغلاف الجوي أثناء الدهر الوسيط مختلفة كذلك الأمر عمّا هي عليه اليوم، حيث كانت نسبة ثاني أكسيد الكربون أعلى بإثنا عشر مرة من معدلاتها الحالية، وتراوحت نسبة الأكسجين بين 32% و 35% من إجمالي مكونات الغلاف، مقارنة بنسبة 21% حاليًا. أخذت بيئة كوكب الأرض تتغير بشكل جذري خلال أواخر العصر الطباشيري، فتراجعت نسبة الثورات البركانية بشكل كبير، مما جعل حرارة الأرض تبدأ بالانخفاض تدريجيًا مع انخفاض نسبة ثاني أكسيد الكربون بالجو، كذلك أخذت معدلات الأكسجين تتراجع بشكل ملحوظ، وفي نهاية المطاف انخفضت بشكل عظيم. يفترض بعض العلماء أن التغيّر المناخي بالإضافة إلى انخفاض نسبة الأكسجين أدّى إلى تراجع أعداد الكثير من الأنواع، ولو كان للديناصورات أجهزة تنفسية شبيهة بأجهزة الطيور المعاصرة، فلعلّها واجهت وقتًا عصيبًا خلال هذه الفترة لعدم تمكنها من التنفس بشكل جيّد بفعل تعطش أجسادها الضخمة لكميات كبيرة من الأكسجين.[6]

حدث الاصطدام
موقع فوهة فوهة شيكسولوب في شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية، والتي يُرجح معظم العلماء أنها موقع الاصطدام الذي سبب انقراض نهاية العصر الطباشيري.
اقترح البروفيسور والتر ألڤاريز في سنة 1980 نظرية مفادها أن كويكبًا اصطدم بالأرض في أواخر العصر الطباشيري منذ حوالي 65.5 ملايين سنة، وتسبب في اندثار الديناصورات، ويدعم ألڤاريز نظريته بقوله أن طبقات الأرض من تلك الحقبة تُظهر ارتفاعًا مفاجئًا في مستويات الإريديوم.[138] تفيد الأدلّة العديدة التي عُثر عليها أن شهابًا متفجرًا يتراوح قطره بين 5 إلى 15 كيلومترًا (3 إلى 9 أميال) ضرب شبه جزيرة يوكاتان بأمريكا الوسطى، مما أوجد "فوّهة شيكسولوب" البالغ قطرها حوالي 180 كيلومتر (110 أميال) وقضى على أشكال متنوعة من الحياة على سطح الكوكب،. وما زال العلماء غير واثقين إن كانت الديناصورات في ذلك الحين مزدهرة أم أن أعدادها كانت تتناقص لأسباب طبيعية. يقول بعض العلماء أن اصطدام الكويكب سبب انخفاضًا حادًا غير طبيعي في درجة حرارة الجو، والبعض الآخر يقول العكس، أي أنه تسبب في ظهور موجة حرّ خانقة اجتاحة الكوكب.

يفترض العلماء أن انقراض الديناصورات حصل في وتيرة سريعة للغاية، على الرغم من أن استنتاج ذلك من خلال دراسة الأحافير وحدها مستحيل عمليًا. يقول أنصار هذه النظرية أن الاصطدام تسبب في نفوق الديناصورات بشكل مباشر وغير مباشر على حد سواء، فقد قُتلت الكثير من الحيوانات فورًا بفعل الحرارة الشديدة الناجمة عن الاصطدام، ونفق ما تبقى من الديناصورات بسبب انخفاض حرارة الأرض بعد أن حُجبت أشعة الشمس بفعل الغبار الكثيف والركام الناجم عن الصدمة.

قام علماء أمريكيون بالتعاون مع آخرون تشيكيّون في شهر سبتمبر من سنة 2007 لمحاولة تحديد مصدر الكويكب الذي أوجد فوّهة شيكسولوب، وباستخدام المحاكاة الحاسوبيّة استنتجوا أن احتمالية أن يكون مصدر الكويكب هو الكويكب العملاق المُسمى "المعمداني" (بالإنجليزية: Baptistina) تصل إلى 90%. يصل قطر هذا الكويكب إلى 160 كيلومترًا (100 ميل)، وهو يقع ضمن حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري، ولعلّ كأحد الكويكبات الأصغر حجمًا وغير المسماة بعد، والبالغ قطره 55 كيلومترًا (35 ميلاً) اصطدم به منذ حوالي 160 مليون سنة، وقد أدّى هذا الاصطدام إلى تفتيت المعمداني مما أوجد عنقودًا كويكبيًا لا يزال موجودًا حتى اليوم ويُعرف باسم العنقود المعمداني. أظهرت الحسابات أن بعض تلك الفتات توجهت نحو الأرض بعد الاصطدام، وأحدها كان حجرًا نيزكيًا ذي قطر يساوي 10 كيلومترات (6 أميال)، اخترق الغلاف الجوي واصطدم بشبه جزيرة يوكاتان منذ حوالي 65 مليون سنة، وتسبب في وجود فوّهة شيكسولوب.

من التفسيرات المشابهة لانقراض الديناصورات، النظرية الأكثر جدلاً والتي تقول أن عبور النجم الثنائي الافتراضي "نيميسس" سحابة أورط التي يُعتقد أنها تشكل مصدر المذنبات الرئيسي في النظام الشمسي، أدّى إلى تبعثر عدد كبير منها، واصطدام إحداها، أو بعضها حتى، بالأرض في نهاية المطاف مما تسبب بنفوق الكثير من الكائنات الحية.[142] وكما في نظرية الكويكب، فإن حصيلة اصطدام المذنب أو هطول الكثير منها، كانت انخفاض درجات الحرارة بشكل سريع، تلاها فترة طويلة من البرد والصقيع أفنت ما الديناصورات الناجية من الانقراض.

أفخاخ هضبة الدكن
قبل سنة 2000، كان القائلون بنظرية الانقراض بفعل أفخاخ الدكن البازلتيّة الفيضيّة يربطون بينها وبين النظرية القائلة بحدوث الانقراض بشكل تدريجي طيلة قرون عديدة. والأفخاخ الفيضيّة هذه عبارة عن تكوينات حممية بازلتيّة ظهر بعضها نتيجة ثوران بركاني عظيم وبعضها الآخر نتيجة ثورات متعددة، وكوّنت هضاب كثيرة وسلاسل جبليّة على مختلف القارّات، ويقول أنصار هذه النظرية أن الأفخاخ بدأت بالظهور منذ حوالي 68 مليون سنة، واستمرت تظهر طيلة مليونيّ عام. غير أن بعض الدلائل تشير إلى أن ثلثيّ الأفخاخ ظهر خلال مليون سنة فقط، أي منذ حوالي 65.5 ملايين سنة، وبالتالي فإن كانت هذه النظرية صحيحة، فإن هذا يعني أن الأفخاخ سببت أنقراضًا سريعًا للديناصورات وليس انقراضًا تدريجيًا، حيث يُحتمل أن تكون كافّة الأنواع والفصائل قد اندثرت خلال آلاف السنين، لكن هذه الفترة تبقى طويلة على الرغم من ذلك عند مقارنتها بالفترة التي يُفترض أن الديناصورات استغرقتها لتندثر بفعل اصطدام كويكب أو مذنب بالأرض.

يُحتمل أن تكون أفخاخ الدكن قد ساهمت بانقراض الديناصورات عبر أكثر من وسيلة، بما في ذلك إطلاقها لكميات كبيرة من الغبار والهباء الكبريتي في الجو، الأمر الذي حجب أشعة الشمس، فلم تعد النباتات قادرة على توليد غذائها عبر عملية التركيب الضوئي، فذبل الكثير منها، ومات الكثير من الديناصورات العاشبة بعد أن فقدت مصدر غذائها، ثم لحقتها اللواحم بدورها. أيضًا يُحتمل أن النشاط البركاني أسفر عنه انبعاثات كثيفة لثاني أكسيد الكربون، مما يعني أن الأرض عانت من احتباس حراري، بعد أن انقشع الغبار والهباء، كان له كبير الأثر على الحياة النباتية والكائنات التي اعتمدت عليها.[144] يقول بعض العلماء أنه قبل الانقراض الجماعي للديناصورات، ساهمت الانبعاثات الغازية البركانيّة خلال تكوّن أفخاخ الدكن، ساهمت "بحدوث احتباس حراري عالميّ كبير، وتشير بعض البيانات إلى أن معدّل ارتفاع درجات الحرارة خلال النصف مليون سنة السابقة على الاصطدام في شيكسولوب وصل إلى 8 °مئوية (14 °فهرنهايت)".

قال البروفيسور لويس ألڤاريز (توفي سنة 1988) خلال الفترة التي كان فيها القائلون بنظرية أفخاخ الدكن يربطون بينها وبين الانقراض البطيء للديناصورات، أن علماء الأحياء القديمة أضلّتهم بيانات متفرقة، وأنه لا يمكن القول بصحة رأيهم، لكن هذا لم يؤخذ بعين الاعتبار إلا بعد سنوات من الدراسات الميدانية المكثفة لمواقع الاكتشافات، وفي نهاية المطاف أخذت الأغلبية الساحقة من علماء الأحياء القديمة تتقبل فكرة أن الانقراض الجماعي الذي حصل في أواخر العصر الطباشيري إنما هو نتيجة اصطدام جسم كوني بالأرض على الأغلب. لكن على الرغم من ذلك، يقول البروفيسور والتر ألڤاريز، ابن البروفيسور سالف الذكر، أن الأرض كانت عرضة لتغييرات هائلة طيل الفترة السابقة على الاصطدام، ومن هذه التغييرات: انخفاض مستوى البحر وحصول ثورات بركانية هائلة كوّنت أفخاخ الدكن، ولعلّ هذه الأحداث أيضًا ساهمت في اندثار الديناصورات، وكان الاصطدام بمثابة الضربة القاضية.
الفشل في التأقلم مع الظروف المتغيرة
قال بعض العلماء أن النباتات المزهرة مغطاة البذور أصبحت تُشكل جزءًا مهمًا من النظام البيئي بحلول منتصف العصر الطباشيري، مستبدلة بذلك عاريات البذور مثل الصنوبريات التي هيمنت على المنظر الطبيعي طيلة ملايين السنين. يُظهر براز الديناصورات المتحجر أن بعض آكلات الأعشاب اقتاتت على مغطاة البذور، بينما استمرت الأغلبية منها تقتات على عاريات البذور بشكل رئيسي، وقد تبيّن من خلال التحاليل الإحصائية أن الديناصورات لم تتفرع لأنواع وفصائل جديدة مختلفة خلال أواخر العصر الطباشيري، كما كان يُعتقد في السابق، فقال داعموا هذه النظرية أن الديناصورات فشلت في التأقلم مع المتغيرات البيئية حولها، ولم تستطع أن تزدهر لتظهر منها أشكال جديدة، وكان هذا الجمود في تاريخ نشوئها هو ما حكم عليها بالفناء.

ناجية محتملة في العصر الحديث المبكر
تكوينة جدول الجحيم في ولاية مونتانا الأمريكية حيث عُثر على مستحثات يُحتمل أنها تعود للعصر الحديث المبكر.
عثر العلماء في أحيان نادرة على بقايا ديناصورات في الطبقات الصخرية التي تُشكل الحدود الفاصلة بين زمن حدث الاصطدام والدهر اللاحق على دهر الديناصورات. أفاد عالمان في سنة 2001 أنهما عثرا على عظمة ساق واحدة لتعود لديناصور بطي المنقار في حوض نهر سان خوان في ولاية نيو مكسيكو الأمريكية، وقد تبيّن أن تلك العظمة تبلغ من العمر 64.5 ملايين سنة، فقالوا بأنها تمثل دليلاً على أن بعض الديناصورات على الأقل نجت واستمرت حية حتى العصر الحديث المبكر.[146] ولو صحّ هذا الكلام وكانت العظمة بالفعل تقبع في تلك الطبقة الصخرية بشكل طبيعي ولم تزحل إليها بفعل العوامل الطبيعية، فإن ذلك يعني أن الديناصورات عاشت على سطح الأرض طيلة نصف مليون سنة على الأقل من الدهر الحديث. من الأدلّة الأخرى التي تدعم هذا القول، البقايا التي عُثر عليها في تكوينة جدول الجحيم بطبقات صخرية تعلو حدود زمن حدث الاصطدام بحوالي 1.3 أمتار (51 إنشًا)، أي أنها أصغر سنًا بحوالي 40,000 سنة، كذلك عُثر على أدلّة مشابعة من مواقع مختلفة حول العالم بما في ذلك الصين.[147] يؤمن كثير من العلماء أن هذه المستحاثات ليست إلا أحافير من أزمنة سابقة جُرفت مع مرور الزمن من موقعها الأساسي وقبعت في طبقات صخرية أعلى ثمّ تغطت بالرواسب، غير أن تأريخ العظام لا يدعم هذا القول، حيث أن معظم التحاليل تُظهر أن العظام تبلغ من العمر 64.8 ± 0.9 ملايين سنة.[150] ولوّ صحّ هذا، فإن ذلك لا يلغي الأفكار المختلفة القائلة بانقراض الأغلبية العظمى من الديناصورات في زمن سابق

تاريخ اكتشافات الديناصورات
عرفت شعوب مختلفة عظام الديناصورات منذ آلاف السنين، إلا أن ماهيّتها وطبيعتها الحقيقية لم تكن معلومة بعد. اعتقد الصينيون القدماء أن عظام الديناصورات (بالصينية: 恐龍؛ نقحرة: كونجلونغ = التنين الرهيب) تعود لتنانين، وقاموا بتوثيقها في سجلاتهم التاريخية بهذه الصفة، ومن أبرز الأمثلة على ذلك كتاب هوا يانغ جاو زي المؤلّف أثناء عهد سلالة جين الغربية، وفيه ذُكر اكتشاف عظام تنانين في منطقة ووتشينغ في مقاطعة سيشوان.[151] كان القروييون في أواسط الصين، وما زالوا، يستخرجون عظام "التنانين" المتحجرة ويطحنوها كي يصنعوا منها مسحوقًا يُستخدم في الطب التقليدي.[152] أما في أوروبا خلال القرون الوسطى، كان الناس يعتقدون أن العظام المتحجرة ماهي إلا بقايا عمالقة وكائنات أخرى نفقت أثناء طوفان نوح.

الدكتور روبرت بلوت، أوّل من درس عظمة تعود لديناصور.
ظهرت أوّل دراسة علميّة لما يُعرف اليوم باسم عظام الديناصورات في إنجلترا خلال أواخر القرن السابع عشر. عُثر على أوّل عظمة دُرست بشكل علمي في إحدى مقالع الحجارة بإحدى بلدات أوكسفوردشاير سنة 1676، وكانت عبارة عن عظمة فخذ تعود لميغالوصور.[153] أُرسلت هذه العظمة إلى روبرت بلوت، أستاذ مادة الكيمياء في جامعة أوكسفورد، والأمين الأول لمتحف أشموليان، الذي نشر تقريرًا حولها في مؤلفه "التاريخ الطبيعي لأوكسفوردشاير" (بالإنجليزية: Natural History of Oxfordshire) سنة 1677. عرّف بلوت العينة بأنها عظمة فخذ حيوان ضخم، وقال بأنها ضخمة جدًا ولا يمكن أن تعود لأي حيوان معاصر معروف، لذا اعتبر بأنها ترجع لإنسان عملاق شبيه بأولئك المذكورون في الكتاب المقدس. كان إدوارد هلويد، وهو صديق مقرّب من السير إسحق نيوتن، أوّل من أطلق تسمية علمية على تلك الكائنات عندما درس سن إحداها، والتي تبيّن لاحقًا أنها تعود لديناصور طويل العنق، عُثر عليها في بلدة كازويل في أوكسفوردشاير.

وليام باكلاند.
خلال الفترة الممتدة بين عاميّ 1815 و1824، قام أستاذ علم طبقات الأرض في جامعة أوكسفورد، وليام باكلاند، بتجميع المزيد من عظام الميغالوصور المتحجرة، وأصبح أوّل شخص يصف ديناصورًا في مجلة دورية علمية. وفي سنة 1822، اكتشفت ماري آن مانتل، زوجة عالم طبقات الأرض الإنجليزي "جدعون مانتل" الجنس الثاني الذي تمّ وصفه من الديناصورات، ألا وهو الإغوانودون، وقد لاحظ زوجها وجود شبه بين ما اكتشفته وعظام عظاءات الإغوانة المعاصرة، ونشر ملاحظاته حول هذا الشأن في سنة 1825.

سرعان ما أصبحت دراسة تلك "العظاءات المتحجرة العظيمة" تستقطب اهتمام الكثير من العلماء الأوروبيين والأمريكيين، وفي سنة 1842 ابتدع عالم الأحياء القديمة الإنجليزي، السير ريتشارد أوين، تسمية "ديناصور"، وقرر وضع الأجناس التي كانت قد اكتُشفت حتى ذلك الوقت، وهي: الإغوانودون والميغالوصور والهايليوصور، في مجموعة تصنيفية واحدة، بعد أن تبيّن له أنها تتشارك في صفات عديد. تمكن أوين من خلال الدعم المادي الذي حصل عليه من الأمير ألبرت، زوج الملكة ڤيكتوريا، تمكن من إنشاء متحف التاريخ الطبيعي في لندن، المخصص لعرض ما اكتُشف من أحافير على الجزر البريطانية، بالإضافة لمجموعات جيولوجية وأحيائية أخرى.

اكتشف أوّل ديناصور في أمريكا الشمالية سنة 1858، وذلك في إحدى حفر طين المرل في بلدة هادونفيلد بولاية نيو جيرسي في الولايات المتحدة، وكان بعض الأشخاص قد عثروا على مستحثات قبل ذلك التاريخ، إلا أنها لم تُعرّف بشكل علمي دقيق. أطلق العلماء على ذلك الأحفور تسمية Hadrosaurus foulkii، وقد شكّل العثور عليه اكتشافًا مهمًا للغاية، إذ كان إحدى أوّل الهياكل العظمية شبه الكاملة، وظهر من خلال دراسته أنه كان يسير على قائمتين، مما شكل تغييرًا كبيرًا في الأفكار السائدة في ذلك الوقت، إذ كان العلماء يعتقدون أن الديناصورات كائنات رباعيّة القوائم، وكان ذلك بداية عهد من هوس العلماء الأمريكيين بتلك الكائنات وتهافتهم للتنقيب عليها ودراستها.

أدّى الهوس بالديناصورات إلى بروز منافسة شرسة بين العالمين الأمريكيين، إدوارد درينكر كوب وأوثنيل تشارلز مارش، الذين تسابقا للعثور على أكبر عدد ممكن من الأحافير العائدة لأنواع جديدة، فيما أصبح يُطلق عليه المؤرخون "حرب العظام". يُعتقد بأن الضغينة ظهرت بين الطرفين عندما قال مارش علنًًا أن كوب أعاد تركيب هيكل ألازموصور بشكل معيب، حيث وضع الرأس في الموضع الذي يجب أن يقع فيه طرف الذيل. دام النزاع بين هذين العالمين 30 سنة، ولمّا ينتهي حتى عام 1897 عندما توفي كوب بعد أن أنفق كامل ثروته على أعمال التنقيب عن المستحثات. يُعزى فوز مارش بتلك المنافسة إلى علاقته الوطيدة بالوكالة الأمريكية للمسوحات الجيولوجيّة التي كانت تقدّم له الدعم المالي الكافي وكل ما يحتاجه من معدات، وعلى الرغم من أن هذه المنافسة نجم عنها كشف النقاب عن أنواع كثيرة جديدة، إلا أن العديد من المستحثات الثمينة أصيب بأضرار جسيمة أو تحطم كليًا نتيجة استخدام العالمان لوسائل غير ملائمة في التنقيب واستخراج العظام، مثل استخدام الديناميت لتفجير وتفتيت الصخور حيث تقبع الأحافير. وصل إجمالي ما اكتشفه مارش وكوب من ديناصورات جديدة إلى 142 نوعًا، اكتشف مارش منها 86 نوعًا، وكوب 56 نوع. تُعرض مجموعة اكتشافات كوب حاليًا في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في مدينة نيويورك، أما مجموعة مارش فهي معروضة في متحف بيبودي للتاريخ الطبيعي في جامعة يال.

امتد نطاق البحث عن مستحثات الديناصورات إلى جميع القارات، بما فيها القارة القطبية الجنوبية، بعد سنة 1897. عُثر على أوّل ديناصور قطبي جنوبي في جزيرة روس سنة 1986، وكان من مجموعة الديناصورات المنصهرة، وأطلق عليه العلماء تسمية "الديناصور المدرّع القطبي الجنوبي" أنتاركتوبيلتا، إلا أن أي ديناصور قطبي جنوبي لم يوصف بشكل علمي فعليًا حتى عام 1994، عندما عُثر على نوع لاحم هو الديناصور بارد العرف كرايولوفوصور، ووُصف في إحدى النشرات العلمية الدوريّة.
تشمل مواقع الاكتشافات المهمة حاليًا أماكن عديدة في جنوب أمريكا الجنوبية (وبالأخص في الأرجنتين) وفي الصين. وقد ظهرت الغالبية العظمى من الديناصورات المريشة في البلد الأخير، بسبب الطبيعة المميزة لبعض الأراضي، بالإضافة لمناخها الجاف الذي يُساعد على إيجاد مستحثات ذات أشكال مفصلة.

نهضة الديناصورات
إشتدت موجة التنقيب عن أحافير الديناصورات بشكل بارز منذ عقد السبعينيات من القرن العشرين وما زالت، ويُعزى ذلك إلى اكتشاف الدكتور جون أوستروم للديناصور ذو المخلب الرهيب داينونيكوس، الذي أفادت الأدلّة المتمحضة عن دراسته أنه كان مفترسًا نشطًا حار الدم، أي عكس الفكرة التي كانت سائدة آنذاك، ألا وهي أن الديناصورات كائنات بليدة باردة الدم. تحوّل علم الأحياء الفقارية القديمة إلى علم مهم يُدرّس في الكليّات والجامعات حول العالم بفضل تلك الموجة من الدراسات والتنقيبات، خصوصًا بعد أن وجّه العلماء اهتمامهم نحو مناطق جديدة لم تجر فيها أي تنقيبات في السابق، فاكتُشفت أنواع وفصائل وأجناس جديدة في الهند وأمريكا الجنوبية ومدغشقر والقارة القطبية الجنوبية، إلا أن أهم تلك الاكتشافات وأكثرهًا جذبًا للناس من غير المختصين والعلماء على حد سواء كانت تلك التي برزت في الصين. كذلك أدّى الانتشار الموسع لتطبيق علم الكلاديسيات أو دراسة الأفرع الحيوية، الذي يقوم بتحليل العلاقة بين الكائنات الحية الموجودة والمندثرة، إلى تصنيف الديناصورات بشكل أكثر دقة، مما ساعد على سد الثغور في سجل المستحثات الناقص.

الاكتشافات في العالم العربي
يعود تاريخ اكتشاف الديناصورات في الوطن العربي إلى أواسط القرن التاسع عشر، عندما قدم المنطقة عدد من العلماء المستشرقين بهدف دراسة كافة نواحي الحياة والحضارة الشرقية. ومن أبرز المناطق التي عُثر فيها على ديناصورات كانت شمال أفريقيا، وبالتحديد مصر والمغرب. عثر عالم الأحياء القديمة الألماني "أرنست سترومر" على نوع جديد في سنة 1932 في الصحراء المصرية وبعض المواقع الأخرى في النيجر والصحراء الكبرى، وأطلق عليه تسمية "الديناصور المصري" إيدجيبتوصور،[161] وقد حقق سترومر عدد من الاكتشافات المهمة الأخرى في مصر، فكشف النقاب في سنة 1934 عن ديناصور الواحات البحرية بحريّاصور الذي عثر عليه في التكوينات الصخرية للواحات البحرية،[162] وهو أحد أضخم الثيروبودات على الأطلاق، ويُقارع بعض الأنواع الأخرى التي اكتشفها سترومر وغيره من العلماء في شمال أفريقيا، بل والتيرانوصور من أمريكا الشمالية.[163] لكن أهم اكتشاف على الأرجح سواء في مصر أو كامل العالم العربي، كان اكتشاف نوعين من الديناصور الفقري سبينوصور: السبينوصور المصري (Spinosaurus aegyptiacus)، والسبينوصور المغربي (Spinosaurus maroccanus) الذي يُحتمل أن يكون جمهرة من المصري، وهذا الجنس من الديناصورات هو أضخم آكلات اللحوم المكتشفة حتى الآن، ويفوق جميع الثيروبودات حجمًا بما فيها التيرانوصور، ويُعتقد أنه أكبر اللواحم قديمًا وحديثًا، حيث يُقدّر طوله بين 12.6 و 18 مترًا (41 إلى 59 قدمًا) ووزنه بين 7 و 20.9 أطنان.

تشمل المواقع العربية الأخرى التي عُثر فيها على بقايا ديناصورات: لبنان واليمن وفلسطين. فقد عُثر خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين على أسنان متحجرة تعود لديناصور طويل العنق بالقرب من بلدة جزين في جنوب لبنان، وكانت تلك أوّل مستحثات تعود لديناصور غير طيري يُعثر عليها في لبنان، وقد تبيّن من خلال الدراسات الأوليّة أن ذلك الأحفور يعود لديناصور شبيه بالبراكيوصور، وأنه عاش خلال أوائل العصر الطباشيري.[165] كذلك أفاد البعض أنه تم العثور على طبعات صخريّة لآثار مجموعات متنوعة من الديناصورات بالقرب من قرية مدار باليمن، على بعد 47 كيلومترًا شمال العاصمة صنعاء، وإن صح هذا، فتلك ستكون أوّل آثار لديناصورات يُعثر عليها في شبه الجزيرة العربية.[166] أما في فلسطين، فقد عثر مردخاي صوفر على آثار تعود لديناصور محاكي الطيور سنة 1962 بالقرب من قرية بيت زيت الواقعة غرب مدينة القدس، وقد تبيّن أنها تعود لأواخر العصر الطباشيري كذلك الأمر.

في الثقافة الإنسانية
إستحوذت الديناصورات على مخيلة الناس وأصبحت تُشكل جزءًا مهمًا من الثقافة الإنسانية منذ اكتشافها، وذلك بسبب الفكرة الشائعة التي سيطرت على أذهان البشر، بأن تلك الكائنات مهيبة الشكل وعملاقة في الحجم. تُستخدم كلمة "ديناصور" في الخطاب العاميّ بين الناس لوصف شيء أو شخص ضخم الجثة أو بطيء الحركة، أو عفا عليه الزمن ويُتوقع زواله أو موته،[168] الأمر الذي يعكس الفكرة السائدة عند الناس التي تقول أن الديناصورات كانت وحوشًا بائدة سيئة التهيؤ غير قادرة على التأقلم مع محيطها ومواجهته.

منحوتة لميغالوصور في حديقة القصر الكريستالي. صُممت هذه المنحوتة بدقة علمية ضعيفة، حيث استند النحّات في عمله على الزواحف المعاصرة.
ظهر تمثيل الديناصورات في الثقافة العامّة لأوّل مرة في إنجلترا خلال العصر الڤيكتوري، عندما عُرضت لها منحوتات في حديقة القصر الكريستالي في لندن سنة 1854، أي بعد 3 عقود من وصف الديناصورات وصفُا علميًا لأول مرة. لاقت هذه المنحوتات شعبيّة كبيرة لدرجة أن التجارة بتماثيل مصغرة تماثلها شكلاً مخصصة للبيع للعامّة كانت إحدى أكثر التجارات ربحًا. افتتحت معارض للديناصورات في الحدائق والمتاحف حول العالم خلال العقود القليلة اللاحقة، مخصصة لتعريف الأجيال اللاحقة على تلك الكائنات بأسلوب مثير.[169] أدّت الشعبية المتزايدة للديناصورات إلى قيام بعض الوجهاء بتمويل بعثات وحملات التنقيب عن بقاياها، الأمر الذي نجم عنه تحقيق عدد من الاكتشافات المهمة، وتبقى حرب العظام إحدى أبرز وجوه ونتائج الشعبية الكبيرة للديناصورات التي دفعت المتاحف إلى التنافس فيما بينها لعرض أكبر عدد من الأحافير للعموم.

كان من الطبيعي ظهور الديناصورات في الروايات الأدبية والأفلام السينمائية وغيرها من الوسائط الإعلامية بعد أن حظيت بشهرة واسعة في صفوف العامّة. ذُكرت الديناصورات لأول مرة في عمل أدبي سنة 1852، وذلك في رواية للكاتب تشارلز ديكنز تحمل عنوان "البيت الكئيب"،[171] ومنذ ذلك الحين والديناصورات تظهر في قصص خيالية عديدة، لعلّ أبرزها كتاب العالم المفقود من سنة 1912، للسير آرثر كونان دويل، وفيلم "كينغ كونغ" الإبداعي من سنة 1933، وغودزيلا من سنة 1954، ورواية الحديقة الجوراسية من سنة 1990 والفيلم المقتبس عنها، وأعمال كثيرة غيرها. استخدمت شركات عديدة الديناصورات في الإعلان عن منتجاتها على شاشة التلفاز، وذلك إما في سبيل تسويق هذه المنتجات، أو لتظهر كيف أن منافساتها ليست قادرة على أن تتفوق عليها، فهي "كالديناصورات": بطيئة وبليدة وبائدة.

ديناصور ذو ريش
تمثيل أنكيورنيس Anchiornis يوضح توزيع الريش وألوانه.
ديناصورات ذات ريش (بالإنجليزية: feathered Dinosaurus) هي ديناصورات ذات ريش يستطيع بعضها الطيران. اكتشفت خلال السنوات القليلة الماضية أحفوريات تنتمي إلى خط التطور بين ثيروبودا إلى الطيور من ضمنها لديناصورات ذات ريش وطيور قديمة في الصين. ومنذ الاكتشاف الأول ل أركيوبتركس الذي عثر عليه عام 1861 في منطقة سولنهوفر في جنوب ألمانيا، أصبح من المؤكد أن الطيور نشأت من الديناصورات. وكانت الأحفوريات من هذا القبيل نادرة جدا في الماضي.

ويبدى الطائر القديم (أركيوبتركس) مواصفات مجتمعة من الديناصورات والطيور. ونجد فيه من صفات الديناصورات الذيل الطويل وشكل الصدر والفكين ذوي أسنان وكذلك أضلاع البطن. وله من صفات الطيور جناحين ذوي ريش، وتركيب الرجلين . وتؤيد تلك الاكتشافات معتقد أن الطيور نشأت من الديناصورات. وتؤيد في نفس الوقت نظرية التطور لتشارلز داروين.
بقي الأركيوبتركس كدليل وحيد على تطور الطيور من الديناصورات، وتعددت نظريات عن تطور استطاعة الطيران وما يلزمه من تكوين يشكله الريش من دون التوصل إلى حل نهائي لهذه المسألة.

كان الأركيوبتركس ذو ريش وكان يشبه طيور العصر الحاضر. وكان الجناحان متناظران وتوزيع الريش عليهما يعادل توزيع الريش على جناحي الطيور المعاصرة. فيكوّن الريش الكبير جنبا إلى جنب مساحة الجناح وهي تسمح بمرور الهواء بينها عند رفع الجناح وتنضم لبعضها البعض عندما يضرب الطير بجناحيه الهواء والطيران. ونظرا لكون بنية الأركيوبتركس كانت مماثلة لذلك يسود الآن الاعتقاد بأن الأركيوبتركس كان يستطيع الطيران. هل نشأ الريش من حراشيف الزواحف ؟ وكيف ؟ فكان ذلك من باب التخمينات

في عام 1996 عثر الباحثون في مجموعة جيهول في مقاطعة لياونينج بالصين على أحفورة نتج عنها اكتشاف حفريات أخرى هامة. وتمثل تلك الأحفورة الديناصورية أحد الثيروبودا أسموه صينوصوروبتريكس ، وجسمه مغطى بمكونات خيطية. بالمثل تبين الأحفوريات التي اكتشفت بعد ذلك في نفس المنطقة في الصين مثل صينورنيثوصور وبايبياوصور - وهي تعتبر حاليا بأنها ديناصورات ذات ريش - أن جسمها مغطى بتكوينات خيطية حيث تجتمع بعض الخيوط على ساق يخرج من الجلد. وبالإضافة غلأى ذلك فقد وجد على الرجلين الاماميتين وعلى الذيل وحدات لها فرع وسطي ومرتبطة به خيوطا على الجانبين متناظرين. ولكنها لم تكن متماسكة مما يرجح أنها لم تكن بغرض الطيران، وإنما بغرض تدفئة الجسم. واستخلاصا من الأحفورات الخاصة ب أوفيراباتور فقد عثر على عش للبيض على أحد المرتفعات وعرف ان تلك المجموعة من الديناصورات لا بد وأن كانت من ذوات الدم الدافئ. ويؤيد ذلك ما وجد من طبقة ريشية تساعد على تدفئة الجسم.
هذا لا يفسر تطور الريش وطيران الطيور تفسيرا كاملا ، ولكن الحلقات المفقودة في التطور قلت كثيرا عما كان الحال عليه قبل عام 1996. وتقدم الأحفوريات الصينية شواهدا على طريق فهم تطور الطيور حتى نشأة الطيور المعاصرة. في عام 2001 اكتشفت أحفورة لطير سمي "أبسرافيس" نشرته المجلة العلمية "نيتشر". وهو يشبه إلى حد كبير الطيور المعاصرة، ومنذ اكتشاف ال إكثيورنيس في عام 1870 فلم يعثر على ما يقارب الطيور العصر الحالي مثلما يظهره اكتشاف 2001.

آراء أخرى
يفسر الباحص ألأمريكي ألان فيدوكسي العلاقة بين الطيور والديناصورات بطريقة مختلفة، فهو يعني أن الطيور ربما قد انفصلت عن الديناصورات من من قبل، ونشأت من الأركوصورات.
وطبقا لهذا الاعتقاد يكون ريش أركيوبتركس قد تطور قبل 150 مليون سنة واتخذ شكله الحالي. وقد عثر على فصائل تيروبودا مثل "كوديبتركس " و"بروتاركيوبتركس" -وهي تعتبر حاليا أصول نشأة الطيور - وهي تمتلك ما يشبه الريش البدائي.

ديناصورات العصر الطباشيري
الأورنيثوكيريات
الأورنيثوكيريات (بالإنكليزية: Ornithocheirids) هي فصيلة من البتروصورات عاشت خلال العصر الطباشيري المتأخر وكانت بعض أنواعها من آخر البتروصورات التي حلقت على وجه الأرض قبل الانقراض الجماعي الكبير. من أشهر أنواع الأورنيثوكيريات جنس البتيرانودون، وقد كانت مُعظم أنواع هذه الفصيلة عموماً مُحلقات بارعة تطوف فوق البحار والأرض للبحث عن غذائها الذي تألف من الأسماك وجثث الديناصورات الميتة. كانت تملك أنواع هذه المَجموعة جماجم طويلة وخفيفة الوزن تكون خالية عادة من الأسنان، وأحيانا كانت تنتؤ منها أعراف أو بروز عند بعض الأنواع (مثل الأورنيثوكير الظاهر في الصورة) ربما عملت كأثقال للتوازن أثناء الطيران، بالرغم من أن هذا لا يَنطبق على جميع أنواع المَجموعة بالضرورة.
عاشت هذه الحيوانات في العديد من أنحاء العالم عبر قارات أستراليا وأوروبا والأمريكيتين وشرق ووسط آسيا وشمال أفريقيا
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى