* * الاحاديث المكذوبة على خير البرية في الادعية - الشيطان - خاتم الاولياء - وحي داود
صفحة 1 من اصل 1
* * الاحاديث المكذوبة على خير البرية في الادعية - الشيطان - خاتم الاولياء - وحي داود
الاحاديث المكذوبة على خير البرية
اعداد : طارق فتحي
دعاء عن الرسول ( ص ) يغفر ما تقدم وما تاخر من الذنوب
1 - (( روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: من قرأ هذا الدعاء في عمره مرة واحدة غفر الله له ذنوبه كلها ما تقدم منها وما تأخر ولو كانت عليه ذنوب مثل عدد الرمل, وعظم الجبال, وعدد الأوراق, وقطر الأمطار, وماء البحار, والجن, والأنس, والملائكة, والطيور, والسباع إلا غفرها الله كلها, ظاهرها وباطنها, وإن كان مغموماً, أو مهموماً, أو مديوناً, أو مريضاً, أو به عاهة, أو برص, أو جنون, أو جذل إلا صرف الله عنه ذلك, ومن ضاق عليه رزقه وقرأ هذا الدعاء رزقه الله من حيث لا يحتسب, وسهل الله عليه كل عسير, وقضى الله حوائجه كلها, ومن كتبه على كفنه بتربة الحسين آمن من عذاب القبر, وسهل الله عليه سؤال منكر ونكير, وجعل الله قبره مد البصر, ووكل الله به سبعون ألف ملك يؤنسونه, ويقول الله عز وجل: يا عبدي قد غفرت لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر, ثم يقول الله جل وعلا: ما أعددت لك في الجنة من الكرامة, والقصور, والحور, والولدان, والغرف, والموائد الحسنة, هو ما أعددت لعبادي الصالحين. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أيها الناس إن هذا الدعاء مكتوب على ساق العرش قبل أن يخلق آدم وحواء, والسموات والأرضين, والجن والأنس بعشرة آلاف عام, وقد نزل به جبرائيل فقال: يا محمد, ربك يقرئك ويخصك بالتحية والإكرام, ويقول لك: أنه أهدى إليك بهدية ما تهدى إلى أحد غيرك, لا قبلك ولا بعدك, وهو هذا الدعاء فاحفظه, وعلمه المؤمنين من أمتك, وأنه أمان من الفقر في الدنيا. يا محمد, من قرأ هذا الدعاء في عمره مرة واحدة بنية خالصة يطلب فيه رضاء الله عليه, فسأله عن حاجة إلا أعطاه الله سؤاله. ومن قرأ هذا الدعاء في شهر رمضان المبارك في أوله أو في وسطه أو في آخره وفقه الله لليلة القدر, وأطال الله عمره, و وسع الله في رزقه, ووكل الله به سبعون ألف ملك في السماء, وسبعون ألف ملك في المغرب, وسبعون ألف ملك في المشرق, وسبعون ألف ملك في مكة, وسبعون ألف ملك في المقدس, وسبعون ألف ملك عند روضة النبي صلى الله عليه وآله وسلم, وكل ملك له سبعون ألف رأس, في كل رأس سبعون ألف وجه, في كل وجه سبعون ألف فم, وفي كل فم سبعون ألف لسان, وكل لسان يتكلم سبعون ألف لغة, وهم يستغفرون الله تعالى, ويهللونه, ويكبرونه, وثوابهم لقارئ هذا الدعاء, وكاتبه, وحامله إلى يوم القيامة, يا محمد ما من عبد يشرع يقرأ هذا الدعاء من رجل أو امرأة إلا صفقت الملائكة على رأسه يستغفرون الله تعالى له, ولمن حضر عنده وتابعه في قراءة هذا الدعاء وكاتبه أنه في حفظي وكنفي ورعايتي إلى يوم يلقاني, إذا أخرج من قبره يشيعه سبعون ألف ملك, في يد كل ملك علم من نور مكتوب عليه سطران, السطر الأول لا إلــــــه إلا الله, والسطر الثاني محمد رســــول الله, هذا أمان لقارئ هذا الدعاء, وكل ملك راكب على نجيب من نجب الجنة, على كل نجيب صفة, وهم حافين به, رافعين أصواتهم بالتهليل, والتكبير, والصلاة على محمد وآل محمد, فيتعجبون منه أهل الموقف, فيقولون هذا ملك مقرب أو نبي مرسل, فيأتي النداء من الله تعالى: ما هذا ملك مقرب, ولا نبي مرسل, وإنما هو عبد قرأ هذا الدعاء في عمره مرة واحدة. ثم يأتي ملك آخر بيده قدح من نور, فيه ماء من الكوثر, فيقول له: أشرب يا عبد الله, فقد غفر الله ذنوبك كلها, ثم يدخل الجنة بلا حساب ولا عقاب, يــــا محمد, من قرأ هذا الدعاء مرة واحد كُتب له بكل حرف ألف درجة في الجنة, ومن يعرفه ولا يقدر على قراءته فليجعله عهده إذا كان يـوم الجمعة يفتحه ويمر به على وجهـــــه وعينيــه و يقول اللهم صلى على محمد وآل محمد الأوصياء المرضيين بأفضل صلواتك وبـــارك عليه وعليهم السلام وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته, ووفقني لما تحب وترضــى إنك على كل شيء قدير. فإذا فعل ذلك يكون عند الله بمنزلة من أكبر المنازل وأشرفها وأعظمها, ويحفظه الله من جميع الآفات والبلايا, ومن الأعراض, والأمراض, والأوجاع, والأرياح, ومن الألم الأكبر, ومن شر آفات الدنيا والآخرة, ومن شر كل دابة في الأرض, والبر, والبحر, يـــا محمد, من قرأ هذا الدعاء فتح الله عليه أبواب الرحمة, والبركة, والمغفرة, وأغلق عنه أبواب النيران, ويكون في أمان إلى رمضان المقبل. قال جبرائيل: يــا محمد, طوبى لمن قرأ هذا الدعاء, ويداوم على قراءته فإن الله عــز وجل يعطيه ما لا عين رأت, ولا أذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر من الأجر والثواب, فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لقد شوقتني يا أخي لهذا الدعاء الشريف, وما فيه من الفضل لقارئه, وكاتبه, والداعي به. فقال: يـا محمد علمه المؤمنين من أمتك, فإن قارئه يجوز على السراط كالبرق الخاطف, ويشفع في والديه, وولده, ومن أحبه من المؤمنين ما عدا معصية الله تعالى. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فحفظته, وعلمته من أمتي ومن شيعتنا وموالينا وهو هذا الدعاء المبارك الشريف وأولــــه: بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله , لا إله إلا الله بعدد ما هلله المهللون, الله اكبر, الله أكبر بعدد ما كبره المكبرون, الحمد لله, الحمد لله بعدد ما حمده الحامدون, سبحان الله, سبحان الله بعدد ما سبحه المسبحون, أستغفر الله, أستغفر الله بعدد ما أستغفره المستغفرون, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم بعدد ما قالها القائلون, وحسبنا الله ونعم الوكيل, نعم المولى ونعم النصير, ما شاء الله كان, وما لم يشأ لم يكن, وأشهد أن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علماً, وأحصى كل شيء عدداً, الحمد لله منشئ السحاب الثقال, الحمد لله الفعال لم يريد, اللهم إني أعوذ بك من شر جميع خلقك, من يعبدك منهم ومن لم يعبدك, ومن يحمدك منهم ومن لم يحمدك, يا عزيز, يا كريم, يا عزيزاً لا يضام, و وبه تواصلت الأرحام, سبحانك لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك, سبحان الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير, سبحان الغالب غير المغلوب, سبحان من هو غالب في ملكه, سبحان من لا يصفه شيء, سبحان من لا يصفه الواصفون, سبحان من لا يشبهه المشبهون, سبحان من لا تنقص خزائنه, سبحان من لا يضاده شيء, سبحان الله الكريم, سبحان الله العظيم, سبحان الله الودود, سبحان الله الخالق, البارئ, المصور, سبحان الله القائم, سبحان الله الدائم, سبحان الله الكافي, سبحان الله المعافي, سبحان الله القادر المقتدر, سبحان الله الغافر الذنب, وقابل التوبة, شديد العقاب. سبحان الله القابض, سبحان الله الباسط, سبحان الله الجامع, سبحان الله العليم, سبحان من لا يعتدي على أهل مملكته, سبحان من لا يؤاخذ أهل الأرض بألوان العذاب, سبحان من ينفرد بالعز والعظمة, وتردى برداء الكبرياء, سبحان من اتخذ بالوحدانية, ودانت له العباد بالربوبية, سبحان ذي الملك والملكوت, سبحان ذي العز والجبروت, سبحان ذي الكبرياء والعظمة, سبحان الله الملك الحي القدوس, سبحان الله الملك الحق المبين, المهيمن, القدوس, سبحان الله الملك الحي القيوم, سبحان الدائم, سبحان الله القيوم, سبحان العلي الأعلى, سبحانه وتعالى, سبوح قدوس, ربنا ورب الملائكة والروح, سبحان الدائم غير الغافل, سبحان العالم بغير تعليم, سبحان خالق ما يُرى وما لم يُرى, سبحان الذي يدرك الأبصار, ولا تدركه الأبصار, وهو اللطيف الخبير. سبحان من أنشأ الأشياء, سبحان من خلق العرش, بقدرته سبحان من صور الخلق بمشيئته, سبحان من أقام السموات والأرضيين بقوته, سبحان من خلق النجوم الزاهرة وجعلها هادية لخلقه, سبحان من خلق البحار وجعلها عبرة لعباده, سبحان من قدر النهار, وأجرى هذا بهذا بمشيئته, سبحان الواحد الأحد, الفرد الصمد, الذي لم يلد ولم يولد, ولم يكن له كفواً أحد. سبحان من لا صاحبة لهُ ولا ولد, سبحان من عجن آدم من طين, وعجنه بالقوة, وقوّاه بالكرامة, سبحان من نوّره بالحكمة, وزينّه بالحياء, وحبّاه بالفضل, وزكّاه بالورع, وشرّفه بالعفة, وأكرّمه بالتقى, ولقنه حجته, وخلق الخلق منه, وخلق الجان من نار السموم, سبحان من لا معين له على عجائب أمره, سبحان من تسبح لهُ الخلق باختلاف لغاتها, سبحان من تسبح لهُ الجبال في براريها, سبحان من تسبح لهُ الحيتان في بحاره, سبحان من تسبح لهُ الأفلاك في جريانها, سبحان من تسبح لهُ الأطيار في أوكارها, سبحان من يسبح لهُ الليل والنهار, سبحان من تسبح لهُ السهول والجبال, سبحان الله الجليل الجميل, سبحانه جبار الجبابرة, سبحان الله ملك الدنيا والآخرة, سبحان رب الأرباب, سبحان الله ملك الرقاب, سبحان الله علام الغيوب, سبحان الله كاشف الكروب, سبحان من لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم, سبحان من هو كل يوم في شأن, سبحان من لا يحويه مكان, ولا يأتيه أوان, سبحان من لا يشغله شأن, ولا يحيط به مكان, يا عزيز, يا جبار, يا خالق, يا بارئ, يا مصور, يا قادر, يا مقتدر, يا حكيم, يا حليم, يا عظيم, يا الله يا نعم المولى ويا نعم النصير, يا مفضل, يا منعم, يا متكرم, يا متفضل, سبحانك لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين, فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين, اللهم صلي على محمد وآل محمد, وأن تغفر لي, ولوالدي, ولجميع المؤمنين والمؤمنات, برحمتك يا أرحم الراحمين, ويا خير الغافرين, وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين, والحمد لله رب العالمين)).
الدرجة : موضوع , لا أصل له
الشيطان والرجل الذي ذهب يصلي صلاة الفجر
السؤال:
نرجو الإفادة في صحة هذه الرواية ( سمعتها من أحد الوعاظ )
استيقظ الساعة الرابعة والثلث ليجهز نفسه لأداء صلاة الفجر , قام وتوضأ ولبس ثوبه وتهيأ للخروج من المنزل والذهاب إلى المسجد , كان معتاداً على ذلك فمنذ صغره اعتاد أن يصلي صلواته جماعة في المسجد حتى صلاة الفجر , خرج من منزله وأخذ طريقه إلى المسجد ,
وبينما هو في طريقه إليه تعثّر وسقط وتمزّق جزء من ثوبه , فعاد إلى المنزل يغيّر ثوبه ويلبس ثوباً آخر , لم يغضب ولم يسب ولم يلعن ، فقط عاد إلى منزله وغيَّر ثوبه بكل بساطة , ثم عاد مرة أخرى يسلك طريق المسجد وإذ به يتعثّر مرة أخرى ويسقط وانقطع جزء من هذا الثوب أيضاً , عاد إلى منزله وقام بتغيير ثوبه , لقد تمزّق كلا ثوبيه ومع ذلك لم يعقه ذلك عن رغبته في أداء الصلاة جماعة في المسجد ,
عاد مرة أخرى يأخذ طريقه إلى المسجد ، وإذا به يتعثر للمرة الثالثة , ولكن شعر فجأة أنه لم يسقط ، وأن هناك أحداً أسنده ومنعه من أن يسقط على الأرض , تعجب الرجل ونظر حوله فلم يجد أحداً , وقف حائراً لحظة ثم أكمل طريقه إلى المسجد ،
وإذا به يسمع صوتاً يقول له أتدري من أنا ؟ فقال الرجل : لا ، فرد الصوت : أنا الذي منعك من السقوط , فأعقبه الرجل وقال : فمن أنت ؟ فأجاب : أنا الشيطان ، فسأله الرجل : ما دمتَ الشيطان لم منعتني من السقوط ؟ فرد الشيطان : في المرة الأولى عندما تعثرت وعدت إلى منزلك وغيَّرت ثوبك غفر الله لك كل ذنبك ، وفي المرة الثانية عندما تعثرت وعدت إلى منزلك وغيَّرت ثوبك غفر الله لأهل بيتك , وعندما تعثرت في المرة الثالثة خفت أن تعود إلى المنزل وتغير ثوبك فيغفر الله لأهل حيّك , فأسندتك ومنعتك السقوط ! .
ما يحيرني في القصة أنه هل يمكن للشيطان أن يكلم الإنسان وأن يمسك يده ويمنعه من السقوط كما ورد في القصة ؟.
الجواب: الحمد لله
أولاً :
هذه القصة لا أصل لها في كتب السنة والحديث والتاريخ ، وهي مخالفة للشرع مخالفة صريحة ، وذلك من وجوه :
1. المحادثة بين الرجل والشيطان ، فمن الممكن أن يوسوس الشيطان للإنسان ، وهو على هيئته الحقيقية ، وأما أن يكلمه فهذا غير ممكن ، إلا أن يكون الشيطان متشكلا على هيئة البشر.
2. قول الشيطان إنه أسند الرجل عندما تعثَّر ، وهذا الأمر لا يصدَّق وليس في مقدور الشيطان أن يفعله ، وقد جعل الله تعالى الملائكة حافظة وحارسة للإنسان من ضرر الجن وأذيته ؛ لأنهم يروننا ولا نراهم ، قال تعالى : ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ ) الرعد/11 ، وواضح من القصة المكذوبة أن الشيطان له قدرة على حفظ الإنسان مما يمكن أن يؤذيه ، أو أن الشيطان قادر على المنع من قدر الله تعالى .
3. والأخطر في القصة المكذوبة هو في قول الشيطان إن الله تعالى في المرة الأولى غفر للإنسان كل ذنبه ، وأنه في المرة الثانية غفر الله لأهل بيته ، وزعْمه أنه لو سقط في المرة الثالثة لغفر الله لأهل حيِّه ! وهذا كله من الكذب على الله تعالى وادعاء علم الغيب ، وليس جرح المجاهد في المعركة مع الكفار بموجب لمثل هذه الفضائل ، فكيف تُجعل للذاهب للمسجد ، وهي ليست لمن تعثر وسقط في الدعوة إلى الله أو في طريقه لصلة الرحم وغيرها من الطاعات ، فكيف تُجعل هذه الفضائل لمن سقط في ذهابه للمسجد ؟! .
ثم إنه ليس في السقوط والتعثر شيء يوجب هذه الفضائل ، وقد سقط وتعثر وجرح كثير من الصحابة في زمن النبي ولم يأتِ حرف في السنة في مثل هذه الفضائل بل ولا في جزء منها ، ولا يغفر الله تعالى لأهل البيت أو الحي أو المدينة لفعل واحد من الصالحين أو طاعته ، فضلاً عن سقوط لا يقرِّب إلى الله وليس هو طاعة في نفسه ، ولو كان أحدٌ ينتفع بفعل غيره لانتفع والد إبراهيم عليه السلام بنبوة ابنه ، ولانتفع ابن نوح بنبوة أبيه ، ولانتفع أبو طالب بنبوة ابن أخيه محمد .
ثم من أين علم الشيطان بذلك كله حتى أخبر هذا الرجل ، وهل يملك الشيطان أن يمنع رحمة أرادها الله تعالى بأحد من عباده ؟
كلا ؛ قال الله تعالى : ( مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) فاطر/2
ثانياً :
لا شك أن هذه القصص المكذوبة الباطلة هي مما يروج عند من لم يفهم دينه ، ولا يعرف توحيد ربه تعالى ، ويروجها أساطين الكذب من الخرافيين المفترين على شرع الله تعالى ، وقد توعد الله تعالى هؤلاء الكاذبين بأشد الوعيد ، فقال تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ) الأعراف/33 .
والواجب على الخطباء والمدرسين أن ينزهوا أنفسهم أن يكونوا من القصَّاص الذين يقصون على العامة ما يخالف الشرع والعقل ، وقد حذَّر سلف هذه الأمة من هؤلاء القصَّاص أشد التحذير لما فيه كثير من قصصهم من آثار سيئة على العامة ولما فيها من مضادة لشرع الله
وقد جاء في حديث حسَّنه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 1681 ) عن النبي قال : ( إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لمَّا هَلَكُوا قَصُّوا ) .
قال الشيخ الألباني – رحمه الله - :
قال في " النهاية " : ( لما هلكوا قصوا ) : أي : اتكلوا على القول وتركوا العمل ، فكان ذلك سبب هلاكهم ، أو بالعكس : لما هلكوا بترك العمل أخلدوا إلى القصص .
وقال الألباني – معقِّباً - :
ومن الممكن أن يقال : إن سبب هلاكهم اهتمام وعاظهم بالقصص والحكايات دون الفقه والعلم النافع الذي يعرف الناس بدينهم ، فيحملهم ذلك على العمل الصالح ؛ لما فعلوا ذلك هلكوا .
" السلسلة الصحيحة " ( 4 / 246 ) .
وهذا هو حال القصَّاص : الاهتمام بالحكايات والخرافات ، وسردها على العامة ، دون الفقه والعلم ، ويسمع العامي كثيراً ولا يفقه حكماً ولا يستفيد علماً .
قال ابن الجوزي في " تلبيس إبليس " ( ص 150 ) :
والقصاص لا يُذمون من حيث هذا الاسم لأن الله عز وجل قال : ( نَحْنُ نَقصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَص ) وقال : ( فَاقْصُص القَصَص ) .
وإنما ذُمَّ القصاص لأن الغالب منهم الاتساع بذكر القصص دون ذكر العلم المفيد ، ثم غالبهم يخلط فيما يورد وربما اعتمد على ما أكثره محال .
انتهى
وعن أبي قلابة عبد الله بن زيد قال : ( ما أمات العلم إلا القصاص ، يجالس الرجلُ الرجلَ سنةً فلا يتعلق منه شيء ، و يجلس إلى العلم فلا يقوم حتى يتعلق منه شيء ) .
" حلية الأولياء " ( 2 / 287 ) .
وكم أحدث هؤلاء القصاص من آثار سيئة على العامة ، وسردهم لتلك الخرافات جعلت لهم منزلة عند العامة الذين يصدِّقون كل ما يسمعون حتى أصبحوا مقدَّمين على العلماء وطلبة العلم .
قال الحافظ العراقي – رحمه الله - :
ومن آفاتهم : أن يحدِّثوا كثيراً من العوام بما لا تبلغه عقولهم , فيقعوا في الاعتقادات السيئة , هذا لو كان صحيحاً , فكيف إذا كان باطلاً ؟! .
" تحذير الخواص " للسيوطي ( ص 180 ) نقلاً عن " الباعث على الخلاص " للعراقي .
يقول ابن الجوزي :
والقاص يروي للعوام الأحاديث المنكرة , ويذكر لهم ما لو شم ريح العلم ما ذكره , فيخرج العوام من عنده يتدارسون الباطل ، فإذا أنكر عليهم عالم قالوا : قد سمعنا هذا بـ " أخبرنا " و " حدثنا " ، فكم قد أفسد القصاص من الخلق بالأحاديث الموضوعة , كم لون قد اصفر من الجوع , وكم هائم على وجهة بالسياحة ، وكم مانع نفسه ما قد أبيح , وكم تارك رواية العلم زعماً منه مخالفة النفس في هواها ، وكم موتم أولاده [ يعني : جعلهم يتامى ] بالزهد وهو حي ، وكم معرض عن زوجته لا يوفيها حقها ؛ فهي لا أيم ولا ذات بعل " اهـ . الموضوعات " ( 1 / 32 ) .
ومن هنا جاء الذم لهؤلاء القصاص في كلام كثير من السلف :
قال ميمون بن مهران - رحمه الله - :
القاص ينتظر المقت من الله ، والمستمع ينتظر الرحمة .
قال الألباني رحمه الله - تحت حديث رقم ( 4070 ) من " السلسلة الضعيفة " - :
رواه ابن المبارك في كتابه " الزهد " بسندٍ صحيحٍ .
وقال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - :
أكذب الناس القُصَّاص والُّسوَّال ، وما أحوج الناس إلى قاص صدوق ؛ لأنهم يذكرون الموت وعذاب القبر ، قيل له : أكنت تَحضر مجالسهم ؟ قال : لا . " الآداب الشرعية " لابن مفلح الحنبلي ( 2 / 82 ) .
فنسأل الله أن يصلح أحوال الأئمة والخطباء ، وأن يهديهم لما فيه صلاحهم وإصلاح غيرهم . والله أعلم .
حديث خاتم الاولياء
1. قال فضيلة الشيخ خالد قاسم الردادي حفظه الله تعالى :
(الحمد لله وحده،والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد : فقد سئلت مرات عدة عن حديث يكثر تداوله ورواجه بين الناس ،حتى قام بعضهم بطبعه ونشره طلباً للأجر ورغبة في الثواب،وكنت أجيبهم إجابة مجملة عنه بأنه حديث ضعيف باطل لنكارة متنه ،وعدم وجوده في كتب السنة المشهورة ! ثم رأيت أن هذا غير كاف وواف في التحذير ،فقمت بكتابة هذه الورقات نصحاً للمسلمين ودفاعاً وذباً عن سنة سيد المرسلين - - فبيّنت بجلاء -ولله الحمد-بطلان الحديث وعدم ثبوته ،سائلاً الله التوفيق والسداد وهوحسبنا ونعم الوكيل.
[ متن الحديث ] :فذكر المتن السابق
[ تخريجـه ] :
أخرجه الترمذي الحكيم في"نوادر الأصول"( 3 /40-41/النسخة غير المسندة)في الأصل السابع عشر والمائتان في سر دعوات أبي ذر - - ،وأورده البرهان فوري في"كنز العمال"(2/678رقم:5055) وذكر إسناد الترمذي الحكيم فقال :
قال الترمذي الحكيم في"نوادر الأصول": حدثنا عمرو بن أبي عمرو،قال حدثنا أبو همّام الدّلال،عن إبراهيم بن طهمان،عن عاصم بن أبي النّجود،عن زِرِ بن حُبيش، عن علي بن أبي طالب - - به مرفوعاً.
[ دراسة رجال الإسناد ] :
1- الترمذي الحكيم : هو أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن بشر الحكيم الترمذي ،قال الإمام الذهبي -رحمه الله-في"سير أعلام النبلاء"( 13/439) :
(( الإمام الحافظ العارف الزاهد... وكان ذا رحلة ومعرفة وله مصنفات وفضائل.. وله حكم ومواعظ وجلالة لولا هفوة بدت منه..
قال أبو عبد الرحمن السُّلَمِي :أخرجوا الحكيم من ترمذ وشهدوا عليه بالكفر وذلك بسبب تصنيفه كتاب ختم الولاية وكتاب علل الشريعة ،وقالوا :إنه يقول إن للأولياء خاتما كالأنبياء لهم خاتم وإنه يفضل الولاية على النبوة...
وقال السُّلَمِي :هجر لتصنيفه كتاب ختم الولاية وعلل الشريعة وليس فيه ما يوجب ذلك ولكن لبعد فهمهم عنه.
قلت-الذهبي-: كذا تُكُلِّمَ في السُّلَمِي من أجل تأليفه كتاب حقائق التفسير، فياليته لم يؤلفه ،فنعوذ بالله من الإشارات الحلاّجيّة و الشَّطحَاتِ البِسْطَامِِيَّة وتَصوف الاتحاديَّة فواحزناه على غربة الإسلام والسنة قال الله تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ [سورة الأنعام : 153 ].)) .
وقال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-في"لسان الميزان" (5/309) :
((وذكره القاضي كمال الدين بن العديم صاحب "تاريخ حلب" في جزء له سماه "الملحة في الرد على أبي طلحة" قال فيه :
وهذا الحكيم الترمذي لم يكن من أهل الحديث ولا رواية له ،ولا [علم له بطرقه وصناعته] ،وإنما كان فيه الكلام على إشارات الصوفية والطرائق ودعوى الكشف عن الأمور الغامضة والحقائق حتى خرج في ذلك عن قاعدة الفقهاء واستحق الطعن عليه بذلك والإزراء وطعن على أئمة الفقهاء والصوفية وأخرجوه بذلك عن السيرة المرضية، وقالوا إنه أدخل في علم الشريعة ما فارق به الجماعة، وملأ كتبه الفظيعة بالأحاديث الموضوعة، وحشاها بالأخبار التي ليست بمروية ولا مسموعة، وعلل فيها جميع الأمور الشرعية التي لا يعقل معناها بعلل ما أضعفها وما أوهاها .
قلت-ابن حجر-: ولعمري لقد بالغ بن العديم في ذلك، ولولا أن كلامه يتضمن النقل عن الأئمة انهم طعنوا فيه لما ذكرته، ولم أقف لهذا الرجل مع جلالته على ترجمة شافية، والله المستعان )).
قلت : والذي يبدو لي أنّ ابن العديم -رحمه الله-لم يبالغ فيما قاله البتة؛ فمن نظر في كتابه"نوادر الأصول"رأى صدق كلام ابن العديم وبان له زيغ الترمذي الحكيم عن السنة،وبيان هذا يحتاج لبسط ليس هاهنا مكانه ،والله المستعان!
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- كما في"مجموع الفتاوى"(2/222) :
(( منها أن دعوى المدعي وجود خاتم الأولياء على ما ادعوه باطل لا أصل له . ولم يذكر هذا أحد من المعروفين قبل هؤلاء إلا أبو عبد الله محمد بن علي الترمذي الحكيم في كتاب "ختم الولاية" وقد ذكر في هذا الكتاب ما هو خطأ وغلط مخالف للكتاب والسنة والإجماع .
وهو - رحمه الله تعالى- وإن كان فيه فضل ومعرفة وله من الكلام الحسن المقبول والحقائق النافعة أشياء محمودة - ففي كلامه من الخطأ : ما يجب رده ومن أشنعها ما ذكره في كتاب " ختم الولاية "مثل دعواه فيه أنه يكون في المتأخرين من درجته عند الله أعظم من درجة أبي بكر وعمر وغيرهما . ثم إنه تناقض في موضع آخر ; لما حكى عن بعض الناس أن الولي يكون منفردا عن الناس فأبطل ذلك واحتج بأبي بكر وعمر وقال : يلزم هذا أن يكون أفضل من أبي بكر وعمر وأبطل ذلك )) .
2- عمرو بن أبي عمرو : لم أعرفه ولم يتبيّن لي من هو !
وأخشى أن يكون أحد الوضَّاعين المتروكين ؛كـ"عمرو بن شمر" انظر:"لسان الميزان"لابن حجر(4/366و372) .
[تصحف الاسم في كنز العمال ، وصوابه : عمر بن أبي عمر العبدي اللخمي ، وهو من شيوخ الحكيم الترمذي]
3- أبو همّام الدّلال : هو محمد بن محبب بن إسحاق القرشي، البصر ( صاحب الرقيق ) ، ثقة ،توفي سنة 221هـ كما في"التقريب" لابن حجر(ص839)،والتهذيب"(9/427).
4- إبراهيم بن طهمان :هو إبراهيم بن طهمان بن شعبة الخراساني أبو سعيد الهروي ( ولد بهراة و سكن نيسابور و قدم بغداد و حدث بها ثم سكن مكة فمات بها ).
قال الذهبي : ((من أئمة الإسلام و فيه إرجاء ، وثقه أحمد و أبو حاتم)).
و قال ابن حجر : ((ثقة يغرب و تكلم فيه للإرجاء و يقال : رجع عنه)).
توفي سنة 168 هـ بـ مكة.
انظر: "الكاشف"(1/214)،و "تقريب التهذيب"(ص109)،و"تهذيب التهذيب"(1/129).
5- عاصم بن أبي النّجود : هو عاصم بن بهدلة و هو ابن أبى النجود ، الأسدي مولاهم ، الكوفي ، أبو بكر المقريء.
قال الذهبي : ((وُثِقَ ، و قال الدارقطني : فى حفظه شيء)).
وقال ابن حجر: ((صدوق له أوهام ، حجة فى القراءة)).توفي سنة 128هـ.
انظر: "الكاشف"(1/518)،و "تقريب التهذيب"(ص471)،و"تهذيب التهذيب"(5/35).
6- زِرِ بن حُبيش: هو زِر بن حُبيش بن حباشة بن أوس بن بلال ، و قيل : هلال بن سعد بن نصر بن غاضرة ، الأسدي الكوفي ، أبو مريم ، و يقال: أبو مطرف.
قال ابن حجر : (( ثقة جليل،مخضرم))،توفي سنة82هـ وقيل غير ذلك.
انظر:"تقريب التهذيب"(ص336)،و"تهذيب التهذيب"(3/277).
[ الحكم على الحديث ] :
حديث باطل منكر !
فالإسناد مداره على الترمذي الحكيم وهو متهم بالزندقة-كما تقدم- وكتابه من مظان الأحاديث الواهية والموضوعة؛كيف وقد تفرّد بهذا الحديث!!
ولاريب أن الحديث الذي يتفرّد به الترمذي الحكيم في"نوادر الأصول":ضعيف ،يستغنى بالعزو إليه عن بيان ضعفه .
قال السيوطي -رحمه الله-في مقدمة "جمع الجوامع"و"كنز العمال"(1/10) :
((..وللعقيلي في الضعفاء (عق)، ولابن عدي في الكامل (عد)، وللخطيب (خط) فإن كان في تاريخه أطلقت وإلا بينته، ولابن عساكر (كر) ،وكل ماعُزِيَ لهؤلاء الأربعة، وللحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"، أو للحاكم في "تاريخه"، أو لابن الجارود في "تاريخه"، أو للديلمي في "مسند الفردوس" فهو ضعيف فيستغنى بالعزو إليها أو إلى بعضها عن بيان ضعفه )) .
وقال ابن القيم-رحمه الله-في"تحفة الودود"(ص203) :
(( وقد قال أبو القاسم عمر بن أبي الحسن بن هبة الله بن أبي جرادة في كتاب صنفه في ختان الرسول - - يرد به على محمد بن طلحة في تصنيف صنفه وقرر فيه أن رسول الله - - ولد مختوناً :
وهذا محمد الترمذي الحكيم :لم يكن من أهل الحديث ،ولا علم له بطرقه وصناعته ،وإنما كان فيه الكلام على إشارات الصوفية والطرائق ودعوى الكشف على الأمور الغامضة والحقائق ،حتى خرج في الكلام على ذلك عن قاعدة الفقهاء واستحق الطعن عليه بذلك والإزراء ،وطعن عليه أئمة الفقهاء والصوفية ،وأخرجوه بذلك عن السيرة المرضية ،وقالوا: إنه أدخل في علم الشريعة ما فارق به الجماعة ،فاستوجب بذلك القدح والشناعة، وملأ كتبه بالأحاديث الموضوعة ،وحشاها بالأخبار التي ليست بمروية ولا مسموعة ،وعلل فيها خفي الأمور الشرعية ،التي لا يعقل معناها بعلل ما أضعفها وما أوهاها )) .
وقال الشيخ محمد الحوت-رحمه الله- في"أسنى المطالب" (ص370) :
(( وكذلك كتب الترمذي الحكيم فيها جملة من الموضوع فلا يعتمد على ما انفرد به ،قال ابن أبي جمرة وابن القيم: إن الترمذي الحكيم شحن كتبه في الموضوع.)) .
وفي الإسناد -أيضاً- عمرو بن أبي عمرو لم أعرفه ولم يتبيّن لي من هو! ومتن الحديث فيه نكارة بيّنة .والله أعلم وهو الموفق والمعين)ا.هـ
المصدر : موقع الإسلام ويب
2. قال مركز الفتوى بالشبكة الإسلامية :
(الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالحديث الذي سألت عنه جاء في "كنز العمال" منسوبا إلى الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول". وكتاب "نوادر الأصول" من الكتب التي حكم علماء الحديث بالضعف على ما انفردت به من الأحاديث. فقد قال الشيخ سيد عبد الله في منظومته "طلعة الأنوار" التي لخص فيها ألفية الحافظ العراقي، قال مستطردا بعض الكتب التي يحكم بالضعف على ما تفردت به:
كذا نوادر الأصول وزد للحاكم التاريخ ولتجتهد
فالحديث المذكور ضعيف لا يوجد ما يدل على ثبوته، ولكن لا مانع من الدعاء بما ورد فيه، مع عدم اعتقاد ثبوت ذلك الثواب المعين المرتب عليه في هذا الحديث. ومن الأفضل في حق المسلم المواظبة على الأدعية المأثورة عن النبي ومن الكتب المختصرة التي تشتمل على الأذكار المأثورة "حصن المسلم" فينبغي لك اقتناؤه. والله أعلم)ا.هـ
المصدر : موقع الإسلام ويب
وقال أيضاً :
(الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن الدعاء المذكور رواه الترمذي الحكيم في كتابه نوادر الأصول في أحاديث الرسول عن علي . كما رواه الديلمي في مسند الفردوس عن علي أيضا بلفظ قريب من هذا اللفظ، كما روى ابن أبي أشيبة في مصنفه عن معاوية بن قرة قال: كان أبو ذر يقول: اللهم إني أسألك إيمانا دائما، وعلما نافعا وهديا قيما. بهذا اللفظ دون غيره. ولم نقف على من حكم عليه من أهل العلم بالصحة أو عدمها، ومن المعلوم عند أهل العلم أن الكتابين المذكورين مظنة للأحاديث الضعيفة والموضوعة. فقد عدهما صاحب طلعة الأنوار في علوم الحديث ضمن الكتب المشهورة برواية الضعيف حيث قال:
وما نمي لعق وعد، وخط، وكر ***** ومسند الفردوس ضعفه شهر
كذا نوادر الأصول وزد **** للحاكم التاريخ ولتجتهد اهـ .
وقد رمز بعق : للعقيلي، وبعد: لابن عدي، وبخط: للخطيب البغدادي، وبكر: لابن عساكر. والحاصل أننا لم نقف على حكم لأهل العلم في الحديث المذكور، ولكن وروده في هذين الكتابين فقط يعتبر مظنة للضعف.والله أعلم)ا.هـ
المصدر : موقع الإسلام ويب
3. قال الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله تعالى :
(هذا الحديث ذكره الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، ولا أظنه يصح ، ولا يجوز تناقل حديث عن النبي إلا بعد التأكد من صحته ، والله أعلم)ا.هـ
والخلاصة أن هذا الحديث باطل مُنكر لا يصح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فلا ينبغي تناقله ولا نشره إلا للتحذير منه ، وأما الدعاء باللفظ المذكور فلا بأس به ، لكن من غير أن نعتقد بأن له ثواباً معيناً كالثواب المذكور في هذا الحديث الباطل ، والخير كل الخير في الأدعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه آله وسلم ، ففيها الغنية لمن أراد خيري الدنيا والآخرة ، والله تعالى أعلم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
منقول بتصرف من عدة مواقع لبيان الحقيقة وللفائدة العامة .
ودمتم في حفظ الرحمن
المصدر : موقع المشكاة
* الاحاديث المكذوبة على خير البرية في وحي داود
مُساهمة طارق فتحي في الأحد 4 سبتمبر 2011 - 19:08
الاحاديث المكذوبة على خير البرية
اعداد : طارق فتحي
لقد انتشرت في الآونة الأخيرة أحاديث وأدعية مكذوبة وموضوعة أو شديدة الضعف سواء كان ذلك من خلال البريد الإلكتروني أو المنتديات
و حتى بين الخطباء و الوعاظ ونحن نعلم أن الكثير ممن ينقلونها مجتهدون ومقاصدهم حسنة ولكن ذلك لا يبرئ ساحتهم أمام الله حيث أن على الإنسان أن يتحرى الدقة والصحة فيما ينقل لا سيما وأن طرق التأكد من صحة الإسناد والمتن صارت ميسرة وسهلة بحمد الله عبر الإنترنت.
قال صلى الله عليه وسلم Sadإن كذبا علي ليس ككذب على أحد ،من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) رواه البخاري
و ربما تجد الواحد يحفظ 50 أو ربما 100 حديث ضعيف و موضوعفي حين لا يحفظ الا 10- أو ربما أقل- من الأحاديث الصحيحة و من هذا المنطلق فتحت موضوعا لتجميع الروايات و الأحاديث و القصص المكذوبة
* روي ان الله تبارك وتعالى أوحى الى داؤد عليه السلام
(ياداود..كذاب من ادعى محبتي وإذا جن الليل نام عني.. اليس كل حبيب يحب الخلوه مع محبوبه؟! فها انا مطلع على أحبابي أرى تضرعهم.. واسمع أنينن.. وانظر إليهم..ياداود.. وعزتي وجلالي ما تقرب المتقربون الي بعد الفرائض بأحسن من صلاة الليل..ياداود..صلاة الليل نور على وجه صاحبها يوم القيامه...إن الليل لحاف الخائفين ولذة المتعبدين
وأنس الطائعين...ياداود...وعزتي وجلالي مامن عبد هجرفراشه وسارع إلى رضائي...إلا عوضته في الجنه ألذ من دنياه سبعين ضعفا..! وكيف نتعامل مع مثل هذه المواضيع أفتونا بارك الله فيكم وفي علمكم ..
وحفظكم الله من كل مكروه وبارك الله في علمكم...
الجواب :
هذا الأثر لا يصح وقد ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق عن أبي سليمان الداراني من قوله ، فهو لا يصح عن النبي ولا عن أحد من أصحابه . ومثل هذه الآثار مما كثر تداولها بين الناس ينبغي التثبت منها وسؤال أهل العلم عنها وتنبيه الآخرين عند ذكرها على عدم ثبوتها وجزاكم الله خيراً على سؤالكم وتنبيهكم عليه وسدد أقوالكم وأعمالكم والله أعلم
الشيخ محمد العويد
• دعاء يجعل الجنه تشتاق إليك
أولاً : ( نص الحديث ) :
عن علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه أتاه جبريل عليه الصلاة والسلام ، فبينما هو عنده ، إذ أقبل أبو ذر ، فنظر إليه جبريل ، فقال : "هو أبو ذر" ، قلت : (يا أمين الله وتعرفون أنتم أبا ذر ؟) فقال : "نعم والذي بعثك بالحق إن أبا ذر أعرف في أهل السماء منه في أهل الأرض وإنما ذلك لدعاء يدعو به كل يوم مرتين وقد تعجبت الملائكة منه فادع به ، فسله عن دعائه" ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (يا أبا ذر دعاء تدعو به كل يوم مرتين) ، قال : "نعم ، فداك أبي وأمي ، ما سمعته من بشر ، وإنما هو عشرة أحرف ألهمني ربي إلهاماً ، وأنا أدعو به كل يوم مرتين ، أستقبل القبلة فأسبح الله ملياً ، وأهلله ملياً ، وأحمده ملياً ، وأكبره ملياً ، ثم أدعو بتلك العشر كلمات : اللهم إني أسألك إيماناً دائماً ، وأسألك قلباً خاشعاً ، وأسألك علماً نافعاً ، وأسألك يقيناً صادقاً ، وأسألك ديناً قيماً ، وأسألك العافية من كل بلية ، وأسألك تمام العافية ، وأسألك دوام العافية ، وأسألك الشكر على العافية ، وأسألك الغنى عن الناس" ، قال جبريل : "يا محمد والذي بعثك بالحق ، لا يدعو أحد من أمتك هذا الدعاء إلا غُفرت له ذنوبه ، وإن كانت أكثر من زبد البحر ، وعدد تراب الأرض ، ولا يلقاك أحد من أمتك وفي قلبه هذا الدعاء إلا اشتاقت إليه الجنان ، واستغفر له الملكان ، وفتحت له أبواب الجنة ، ونادت الملائكة : يا ولي الله أدخل أي باب شئت") .
ثانياً : ( تخريج الحديث وبيان درجته ) :
تفرّد الحكيم الترمذي بروايته في كتابه "نوادر الأصول" [المخطوطة الأزهرية (ج2/ق 34)] في الأصل الثامن عشر والمائتان ، قال : حدثنا عمر بن أبي عمر ثنا أبو همام الدلال عن إبراهيم بن طهمان عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكره .
وساق الشيخ المتقي الهندي في "كنز العمال" (2/678-679) هذا الإسناد ، لكن تصحّف اسم شيخ الحكيم الترمذي فيه من (عمر بن أبي عمر) إلى (عمرو بن أبي عمرو) ، والصواب ما أثبته من المخطوطة .
قلت : هذا حديث باطل منكر ، فيه :
1. عمر بن أبي عمر العبدي البلخي : قال الإمام الجوزجاني في "الأباطيل والمناكير" (2/46/433) عن حديث آخر : (هذا حديث باطل ، وعمر بن أبي عمر وإبراهيم بن عبد الحميد مجهولان) ، وتعقبه الحافظ ابن حجر العسقلاني في "لسان الميزان" (1/310) فقال : (عمر معروف لكنه ضعيف) ، وقال في "فتح الباري" (12/354) عن حديث آخر : (ووجد الحديث المذكور في نوادر الأصول للترمذي من حديث عبادة بن الصامت أخرجه في الأصل الثامن والسبعين وهو من روايته عن شيخه عمر بن أبي عمر، وهو واهٍ) ، وقال الحافظ السيوطي في "جامع الأحاديث" (14706) عن حديث آخر : (وفيه عمر بن أبى عمر البلخي شيخ الحكيم الترمذي ضعيف) ، وقال عنه الشيخ أحمد الغماري في "المداوي" (2/383) : (وشيخ الحكيم متهم أيضاً) .
2. الحكيم الترمذي : متكلم في عقيدته ، ويتفرّد بكثير من الأحاديث الموضوعة والأخبار المنكرة في مصنفاته ، كهذا الحديث ويعتبر كتابه "نوادر الأصول" هذا وكتبه الأخرى من مصادر الأحاديث الضعيفة والموضوعة عند أهل العلم ، حتى قال الحافظ السيوطي في "جمع الجوامع" (1/19) :
(وكل ماعزي لهؤلاء الأربعة أو للحكيم الترمذي في نوادر الأصول أو الحاكم في تاريخه أو لابن الجارود في تاريخه أو الديلمي في مسند الفردوس فهو ضعيف فيستغنى بالعزو إليها أو إلى بعضها عن بيان ضعفه)ا.هـ
وقال الشيخ محمد الحوت في "أسنى المطالب" (ص370) :
(وكذلك كتب الترمذي الحكيم فيها جملة من الموضوع ، فلا يعتمد على ما انفرد به ، قال ابن أبي جمرة وابن القيم : إن الترمذي الحكيم شحن كتبه في الموضوع)ا.هـ
ومتن الحديث ظاهر النكارة لما تضمنه من الإفراط بالوعد العظيم على الفعل القليل بطريقة لا تجري على سنن أهل البلاغة والفصاحة حتى إن من صفا قلبه وصح لسانه وتذوق فنون الأدب الراقية يخجل من أن ينسب مثل هذا الكلام إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
ولذلك ذكر الشيخ المتقي الهندي هذا الحديث في "كنز العمال" (2/678-679) وعزاه إلى الحكيم الترمذي مما يعني أنه ضعيف في أحسن أحواله
اعداد : طارق فتحي
دعاء عن الرسول ( ص ) يغفر ما تقدم وما تاخر من الذنوب
1 - (( روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: من قرأ هذا الدعاء في عمره مرة واحدة غفر الله له ذنوبه كلها ما تقدم منها وما تأخر ولو كانت عليه ذنوب مثل عدد الرمل, وعظم الجبال, وعدد الأوراق, وقطر الأمطار, وماء البحار, والجن, والأنس, والملائكة, والطيور, والسباع إلا غفرها الله كلها, ظاهرها وباطنها, وإن كان مغموماً, أو مهموماً, أو مديوناً, أو مريضاً, أو به عاهة, أو برص, أو جنون, أو جذل إلا صرف الله عنه ذلك, ومن ضاق عليه رزقه وقرأ هذا الدعاء رزقه الله من حيث لا يحتسب, وسهل الله عليه كل عسير, وقضى الله حوائجه كلها, ومن كتبه على كفنه بتربة الحسين آمن من عذاب القبر, وسهل الله عليه سؤال منكر ونكير, وجعل الله قبره مد البصر, ووكل الله به سبعون ألف ملك يؤنسونه, ويقول الله عز وجل: يا عبدي قد غفرت لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر, ثم يقول الله جل وعلا: ما أعددت لك في الجنة من الكرامة, والقصور, والحور, والولدان, والغرف, والموائد الحسنة, هو ما أعددت لعبادي الصالحين. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أيها الناس إن هذا الدعاء مكتوب على ساق العرش قبل أن يخلق آدم وحواء, والسموات والأرضين, والجن والأنس بعشرة آلاف عام, وقد نزل به جبرائيل فقال: يا محمد, ربك يقرئك ويخصك بالتحية والإكرام, ويقول لك: أنه أهدى إليك بهدية ما تهدى إلى أحد غيرك, لا قبلك ولا بعدك, وهو هذا الدعاء فاحفظه, وعلمه المؤمنين من أمتك, وأنه أمان من الفقر في الدنيا. يا محمد, من قرأ هذا الدعاء في عمره مرة واحدة بنية خالصة يطلب فيه رضاء الله عليه, فسأله عن حاجة إلا أعطاه الله سؤاله. ومن قرأ هذا الدعاء في شهر رمضان المبارك في أوله أو في وسطه أو في آخره وفقه الله لليلة القدر, وأطال الله عمره, و وسع الله في رزقه, ووكل الله به سبعون ألف ملك في السماء, وسبعون ألف ملك في المغرب, وسبعون ألف ملك في المشرق, وسبعون ألف ملك في مكة, وسبعون ألف ملك في المقدس, وسبعون ألف ملك عند روضة النبي صلى الله عليه وآله وسلم, وكل ملك له سبعون ألف رأس, في كل رأس سبعون ألف وجه, في كل وجه سبعون ألف فم, وفي كل فم سبعون ألف لسان, وكل لسان يتكلم سبعون ألف لغة, وهم يستغفرون الله تعالى, ويهللونه, ويكبرونه, وثوابهم لقارئ هذا الدعاء, وكاتبه, وحامله إلى يوم القيامة, يا محمد ما من عبد يشرع يقرأ هذا الدعاء من رجل أو امرأة إلا صفقت الملائكة على رأسه يستغفرون الله تعالى له, ولمن حضر عنده وتابعه في قراءة هذا الدعاء وكاتبه أنه في حفظي وكنفي ورعايتي إلى يوم يلقاني, إذا أخرج من قبره يشيعه سبعون ألف ملك, في يد كل ملك علم من نور مكتوب عليه سطران, السطر الأول لا إلــــــه إلا الله, والسطر الثاني محمد رســــول الله, هذا أمان لقارئ هذا الدعاء, وكل ملك راكب على نجيب من نجب الجنة, على كل نجيب صفة, وهم حافين به, رافعين أصواتهم بالتهليل, والتكبير, والصلاة على محمد وآل محمد, فيتعجبون منه أهل الموقف, فيقولون هذا ملك مقرب أو نبي مرسل, فيأتي النداء من الله تعالى: ما هذا ملك مقرب, ولا نبي مرسل, وإنما هو عبد قرأ هذا الدعاء في عمره مرة واحدة. ثم يأتي ملك آخر بيده قدح من نور, فيه ماء من الكوثر, فيقول له: أشرب يا عبد الله, فقد غفر الله ذنوبك كلها, ثم يدخل الجنة بلا حساب ولا عقاب, يــــا محمد, من قرأ هذا الدعاء مرة واحد كُتب له بكل حرف ألف درجة في الجنة, ومن يعرفه ولا يقدر على قراءته فليجعله عهده إذا كان يـوم الجمعة يفتحه ويمر به على وجهـــــه وعينيــه و يقول اللهم صلى على محمد وآل محمد الأوصياء المرضيين بأفضل صلواتك وبـــارك عليه وعليهم السلام وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته, ووفقني لما تحب وترضــى إنك على كل شيء قدير. فإذا فعل ذلك يكون عند الله بمنزلة من أكبر المنازل وأشرفها وأعظمها, ويحفظه الله من جميع الآفات والبلايا, ومن الأعراض, والأمراض, والأوجاع, والأرياح, ومن الألم الأكبر, ومن شر آفات الدنيا والآخرة, ومن شر كل دابة في الأرض, والبر, والبحر, يـــا محمد, من قرأ هذا الدعاء فتح الله عليه أبواب الرحمة, والبركة, والمغفرة, وأغلق عنه أبواب النيران, ويكون في أمان إلى رمضان المقبل. قال جبرائيل: يــا محمد, طوبى لمن قرأ هذا الدعاء, ويداوم على قراءته فإن الله عــز وجل يعطيه ما لا عين رأت, ولا أذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر من الأجر والثواب, فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لقد شوقتني يا أخي لهذا الدعاء الشريف, وما فيه من الفضل لقارئه, وكاتبه, والداعي به. فقال: يـا محمد علمه المؤمنين من أمتك, فإن قارئه يجوز على السراط كالبرق الخاطف, ويشفع في والديه, وولده, ومن أحبه من المؤمنين ما عدا معصية الله تعالى. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فحفظته, وعلمته من أمتي ومن شيعتنا وموالينا وهو هذا الدعاء المبارك الشريف وأولــــه: بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله , لا إله إلا الله بعدد ما هلله المهللون, الله اكبر, الله أكبر بعدد ما كبره المكبرون, الحمد لله, الحمد لله بعدد ما حمده الحامدون, سبحان الله, سبحان الله بعدد ما سبحه المسبحون, أستغفر الله, أستغفر الله بعدد ما أستغفره المستغفرون, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم بعدد ما قالها القائلون, وحسبنا الله ونعم الوكيل, نعم المولى ونعم النصير, ما شاء الله كان, وما لم يشأ لم يكن, وأشهد أن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علماً, وأحصى كل شيء عدداً, الحمد لله منشئ السحاب الثقال, الحمد لله الفعال لم يريد, اللهم إني أعوذ بك من شر جميع خلقك, من يعبدك منهم ومن لم يعبدك, ومن يحمدك منهم ومن لم يحمدك, يا عزيز, يا كريم, يا عزيزاً لا يضام, و وبه تواصلت الأرحام, سبحانك لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك, سبحان الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير, سبحان الغالب غير المغلوب, سبحان من هو غالب في ملكه, سبحان من لا يصفه شيء, سبحان من لا يصفه الواصفون, سبحان من لا يشبهه المشبهون, سبحان من لا تنقص خزائنه, سبحان من لا يضاده شيء, سبحان الله الكريم, سبحان الله العظيم, سبحان الله الودود, سبحان الله الخالق, البارئ, المصور, سبحان الله القائم, سبحان الله الدائم, سبحان الله الكافي, سبحان الله المعافي, سبحان الله القادر المقتدر, سبحان الله الغافر الذنب, وقابل التوبة, شديد العقاب. سبحان الله القابض, سبحان الله الباسط, سبحان الله الجامع, سبحان الله العليم, سبحان من لا يعتدي على أهل مملكته, سبحان من لا يؤاخذ أهل الأرض بألوان العذاب, سبحان من ينفرد بالعز والعظمة, وتردى برداء الكبرياء, سبحان من اتخذ بالوحدانية, ودانت له العباد بالربوبية, سبحان ذي الملك والملكوت, سبحان ذي العز والجبروت, سبحان ذي الكبرياء والعظمة, سبحان الله الملك الحي القدوس, سبحان الله الملك الحق المبين, المهيمن, القدوس, سبحان الله الملك الحي القيوم, سبحان الدائم, سبحان الله القيوم, سبحان العلي الأعلى, سبحانه وتعالى, سبوح قدوس, ربنا ورب الملائكة والروح, سبحان الدائم غير الغافل, سبحان العالم بغير تعليم, سبحان خالق ما يُرى وما لم يُرى, سبحان الذي يدرك الأبصار, ولا تدركه الأبصار, وهو اللطيف الخبير. سبحان من أنشأ الأشياء, سبحان من خلق العرش, بقدرته سبحان من صور الخلق بمشيئته, سبحان من أقام السموات والأرضيين بقوته, سبحان من خلق النجوم الزاهرة وجعلها هادية لخلقه, سبحان من خلق البحار وجعلها عبرة لعباده, سبحان من قدر النهار, وأجرى هذا بهذا بمشيئته, سبحان الواحد الأحد, الفرد الصمد, الذي لم يلد ولم يولد, ولم يكن له كفواً أحد. سبحان من لا صاحبة لهُ ولا ولد, سبحان من عجن آدم من طين, وعجنه بالقوة, وقوّاه بالكرامة, سبحان من نوّره بالحكمة, وزينّه بالحياء, وحبّاه بالفضل, وزكّاه بالورع, وشرّفه بالعفة, وأكرّمه بالتقى, ولقنه حجته, وخلق الخلق منه, وخلق الجان من نار السموم, سبحان من لا معين له على عجائب أمره, سبحان من تسبح لهُ الخلق باختلاف لغاتها, سبحان من تسبح لهُ الجبال في براريها, سبحان من تسبح لهُ الحيتان في بحاره, سبحان من تسبح لهُ الأفلاك في جريانها, سبحان من تسبح لهُ الأطيار في أوكارها, سبحان من يسبح لهُ الليل والنهار, سبحان من تسبح لهُ السهول والجبال, سبحان الله الجليل الجميل, سبحانه جبار الجبابرة, سبحان الله ملك الدنيا والآخرة, سبحان رب الأرباب, سبحان الله ملك الرقاب, سبحان الله علام الغيوب, سبحان الله كاشف الكروب, سبحان من لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم, سبحان من هو كل يوم في شأن, سبحان من لا يحويه مكان, ولا يأتيه أوان, سبحان من لا يشغله شأن, ولا يحيط به مكان, يا عزيز, يا جبار, يا خالق, يا بارئ, يا مصور, يا قادر, يا مقتدر, يا حكيم, يا حليم, يا عظيم, يا الله يا نعم المولى ويا نعم النصير, يا مفضل, يا منعم, يا متكرم, يا متفضل, سبحانك لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين, فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين, اللهم صلي على محمد وآل محمد, وأن تغفر لي, ولوالدي, ولجميع المؤمنين والمؤمنات, برحمتك يا أرحم الراحمين, ويا خير الغافرين, وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين, والحمد لله رب العالمين)).
الدرجة : موضوع , لا أصل له
الشيطان والرجل الذي ذهب يصلي صلاة الفجر
السؤال:
نرجو الإفادة في صحة هذه الرواية ( سمعتها من أحد الوعاظ )
استيقظ الساعة الرابعة والثلث ليجهز نفسه لأداء صلاة الفجر , قام وتوضأ ولبس ثوبه وتهيأ للخروج من المنزل والذهاب إلى المسجد , كان معتاداً على ذلك فمنذ صغره اعتاد أن يصلي صلواته جماعة في المسجد حتى صلاة الفجر , خرج من منزله وأخذ طريقه إلى المسجد ,
وبينما هو في طريقه إليه تعثّر وسقط وتمزّق جزء من ثوبه , فعاد إلى المنزل يغيّر ثوبه ويلبس ثوباً آخر , لم يغضب ولم يسب ولم يلعن ، فقط عاد إلى منزله وغيَّر ثوبه بكل بساطة , ثم عاد مرة أخرى يسلك طريق المسجد وإذ به يتعثّر مرة أخرى ويسقط وانقطع جزء من هذا الثوب أيضاً , عاد إلى منزله وقام بتغيير ثوبه , لقد تمزّق كلا ثوبيه ومع ذلك لم يعقه ذلك عن رغبته في أداء الصلاة جماعة في المسجد ,
عاد مرة أخرى يأخذ طريقه إلى المسجد ، وإذا به يتعثر للمرة الثالثة , ولكن شعر فجأة أنه لم يسقط ، وأن هناك أحداً أسنده ومنعه من أن يسقط على الأرض , تعجب الرجل ونظر حوله فلم يجد أحداً , وقف حائراً لحظة ثم أكمل طريقه إلى المسجد ،
وإذا به يسمع صوتاً يقول له أتدري من أنا ؟ فقال الرجل : لا ، فرد الصوت : أنا الذي منعك من السقوط , فأعقبه الرجل وقال : فمن أنت ؟ فأجاب : أنا الشيطان ، فسأله الرجل : ما دمتَ الشيطان لم منعتني من السقوط ؟ فرد الشيطان : في المرة الأولى عندما تعثرت وعدت إلى منزلك وغيَّرت ثوبك غفر الله لك كل ذنبك ، وفي المرة الثانية عندما تعثرت وعدت إلى منزلك وغيَّرت ثوبك غفر الله لأهل بيتك , وعندما تعثرت في المرة الثالثة خفت أن تعود إلى المنزل وتغير ثوبك فيغفر الله لأهل حيّك , فأسندتك ومنعتك السقوط ! .
ما يحيرني في القصة أنه هل يمكن للشيطان أن يكلم الإنسان وأن يمسك يده ويمنعه من السقوط كما ورد في القصة ؟.
الجواب: الحمد لله
أولاً :
هذه القصة لا أصل لها في كتب السنة والحديث والتاريخ ، وهي مخالفة للشرع مخالفة صريحة ، وذلك من وجوه :
1. المحادثة بين الرجل والشيطان ، فمن الممكن أن يوسوس الشيطان للإنسان ، وهو على هيئته الحقيقية ، وأما أن يكلمه فهذا غير ممكن ، إلا أن يكون الشيطان متشكلا على هيئة البشر.
2. قول الشيطان إنه أسند الرجل عندما تعثَّر ، وهذا الأمر لا يصدَّق وليس في مقدور الشيطان أن يفعله ، وقد جعل الله تعالى الملائكة حافظة وحارسة للإنسان من ضرر الجن وأذيته ؛ لأنهم يروننا ولا نراهم ، قال تعالى : ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ ) الرعد/11 ، وواضح من القصة المكذوبة أن الشيطان له قدرة على حفظ الإنسان مما يمكن أن يؤذيه ، أو أن الشيطان قادر على المنع من قدر الله تعالى .
3. والأخطر في القصة المكذوبة هو في قول الشيطان إن الله تعالى في المرة الأولى غفر للإنسان كل ذنبه ، وأنه في المرة الثانية غفر الله لأهل بيته ، وزعْمه أنه لو سقط في المرة الثالثة لغفر الله لأهل حيِّه ! وهذا كله من الكذب على الله تعالى وادعاء علم الغيب ، وليس جرح المجاهد في المعركة مع الكفار بموجب لمثل هذه الفضائل ، فكيف تُجعل للذاهب للمسجد ، وهي ليست لمن تعثر وسقط في الدعوة إلى الله أو في طريقه لصلة الرحم وغيرها من الطاعات ، فكيف تُجعل هذه الفضائل لمن سقط في ذهابه للمسجد ؟! .
ثم إنه ليس في السقوط والتعثر شيء يوجب هذه الفضائل ، وقد سقط وتعثر وجرح كثير من الصحابة في زمن النبي ولم يأتِ حرف في السنة في مثل هذه الفضائل بل ولا في جزء منها ، ولا يغفر الله تعالى لأهل البيت أو الحي أو المدينة لفعل واحد من الصالحين أو طاعته ، فضلاً عن سقوط لا يقرِّب إلى الله وليس هو طاعة في نفسه ، ولو كان أحدٌ ينتفع بفعل غيره لانتفع والد إبراهيم عليه السلام بنبوة ابنه ، ولانتفع ابن نوح بنبوة أبيه ، ولانتفع أبو طالب بنبوة ابن أخيه محمد .
ثم من أين علم الشيطان بذلك كله حتى أخبر هذا الرجل ، وهل يملك الشيطان أن يمنع رحمة أرادها الله تعالى بأحد من عباده ؟
كلا ؛ قال الله تعالى : ( مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) فاطر/2
ثانياً :
لا شك أن هذه القصص المكذوبة الباطلة هي مما يروج عند من لم يفهم دينه ، ولا يعرف توحيد ربه تعالى ، ويروجها أساطين الكذب من الخرافيين المفترين على شرع الله تعالى ، وقد توعد الله تعالى هؤلاء الكاذبين بأشد الوعيد ، فقال تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ) الأعراف/33 .
والواجب على الخطباء والمدرسين أن ينزهوا أنفسهم أن يكونوا من القصَّاص الذين يقصون على العامة ما يخالف الشرع والعقل ، وقد حذَّر سلف هذه الأمة من هؤلاء القصَّاص أشد التحذير لما فيه كثير من قصصهم من آثار سيئة على العامة ولما فيها من مضادة لشرع الله
وقد جاء في حديث حسَّنه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 1681 ) عن النبي قال : ( إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لمَّا هَلَكُوا قَصُّوا ) .
قال الشيخ الألباني – رحمه الله - :
قال في " النهاية " : ( لما هلكوا قصوا ) : أي : اتكلوا على القول وتركوا العمل ، فكان ذلك سبب هلاكهم ، أو بالعكس : لما هلكوا بترك العمل أخلدوا إلى القصص .
وقال الألباني – معقِّباً - :
ومن الممكن أن يقال : إن سبب هلاكهم اهتمام وعاظهم بالقصص والحكايات دون الفقه والعلم النافع الذي يعرف الناس بدينهم ، فيحملهم ذلك على العمل الصالح ؛ لما فعلوا ذلك هلكوا .
" السلسلة الصحيحة " ( 4 / 246 ) .
وهذا هو حال القصَّاص : الاهتمام بالحكايات والخرافات ، وسردها على العامة ، دون الفقه والعلم ، ويسمع العامي كثيراً ولا يفقه حكماً ولا يستفيد علماً .
قال ابن الجوزي في " تلبيس إبليس " ( ص 150 ) :
والقصاص لا يُذمون من حيث هذا الاسم لأن الله عز وجل قال : ( نَحْنُ نَقصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَص ) وقال : ( فَاقْصُص القَصَص ) .
وإنما ذُمَّ القصاص لأن الغالب منهم الاتساع بذكر القصص دون ذكر العلم المفيد ، ثم غالبهم يخلط فيما يورد وربما اعتمد على ما أكثره محال .
انتهى
وعن أبي قلابة عبد الله بن زيد قال : ( ما أمات العلم إلا القصاص ، يجالس الرجلُ الرجلَ سنةً فلا يتعلق منه شيء ، و يجلس إلى العلم فلا يقوم حتى يتعلق منه شيء ) .
" حلية الأولياء " ( 2 / 287 ) .
وكم أحدث هؤلاء القصاص من آثار سيئة على العامة ، وسردهم لتلك الخرافات جعلت لهم منزلة عند العامة الذين يصدِّقون كل ما يسمعون حتى أصبحوا مقدَّمين على العلماء وطلبة العلم .
قال الحافظ العراقي – رحمه الله - :
ومن آفاتهم : أن يحدِّثوا كثيراً من العوام بما لا تبلغه عقولهم , فيقعوا في الاعتقادات السيئة , هذا لو كان صحيحاً , فكيف إذا كان باطلاً ؟! .
" تحذير الخواص " للسيوطي ( ص 180 ) نقلاً عن " الباعث على الخلاص " للعراقي .
يقول ابن الجوزي :
والقاص يروي للعوام الأحاديث المنكرة , ويذكر لهم ما لو شم ريح العلم ما ذكره , فيخرج العوام من عنده يتدارسون الباطل ، فإذا أنكر عليهم عالم قالوا : قد سمعنا هذا بـ " أخبرنا " و " حدثنا " ، فكم قد أفسد القصاص من الخلق بالأحاديث الموضوعة , كم لون قد اصفر من الجوع , وكم هائم على وجهة بالسياحة ، وكم مانع نفسه ما قد أبيح , وكم تارك رواية العلم زعماً منه مخالفة النفس في هواها ، وكم موتم أولاده [ يعني : جعلهم يتامى ] بالزهد وهو حي ، وكم معرض عن زوجته لا يوفيها حقها ؛ فهي لا أيم ولا ذات بعل " اهـ . الموضوعات " ( 1 / 32 ) .
ومن هنا جاء الذم لهؤلاء القصاص في كلام كثير من السلف :
قال ميمون بن مهران - رحمه الله - :
القاص ينتظر المقت من الله ، والمستمع ينتظر الرحمة .
قال الألباني رحمه الله - تحت حديث رقم ( 4070 ) من " السلسلة الضعيفة " - :
رواه ابن المبارك في كتابه " الزهد " بسندٍ صحيحٍ .
وقال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - :
أكذب الناس القُصَّاص والُّسوَّال ، وما أحوج الناس إلى قاص صدوق ؛ لأنهم يذكرون الموت وعذاب القبر ، قيل له : أكنت تَحضر مجالسهم ؟ قال : لا . " الآداب الشرعية " لابن مفلح الحنبلي ( 2 / 82 ) .
فنسأل الله أن يصلح أحوال الأئمة والخطباء ، وأن يهديهم لما فيه صلاحهم وإصلاح غيرهم . والله أعلم .
حديث خاتم الاولياء
1. قال فضيلة الشيخ خالد قاسم الردادي حفظه الله تعالى :
(الحمد لله وحده،والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد : فقد سئلت مرات عدة عن حديث يكثر تداوله ورواجه بين الناس ،حتى قام بعضهم بطبعه ونشره طلباً للأجر ورغبة في الثواب،وكنت أجيبهم إجابة مجملة عنه بأنه حديث ضعيف باطل لنكارة متنه ،وعدم وجوده في كتب السنة المشهورة ! ثم رأيت أن هذا غير كاف وواف في التحذير ،فقمت بكتابة هذه الورقات نصحاً للمسلمين ودفاعاً وذباً عن سنة سيد المرسلين - - فبيّنت بجلاء -ولله الحمد-بطلان الحديث وعدم ثبوته ،سائلاً الله التوفيق والسداد وهوحسبنا ونعم الوكيل.
[ متن الحديث ] :فذكر المتن السابق
[ تخريجـه ] :
أخرجه الترمذي الحكيم في"نوادر الأصول"( 3 /40-41/النسخة غير المسندة)في الأصل السابع عشر والمائتان في سر دعوات أبي ذر - - ،وأورده البرهان فوري في"كنز العمال"(2/678رقم:5055) وذكر إسناد الترمذي الحكيم فقال :
قال الترمذي الحكيم في"نوادر الأصول": حدثنا عمرو بن أبي عمرو،قال حدثنا أبو همّام الدّلال،عن إبراهيم بن طهمان،عن عاصم بن أبي النّجود،عن زِرِ بن حُبيش، عن علي بن أبي طالب - - به مرفوعاً.
[ دراسة رجال الإسناد ] :
1- الترمذي الحكيم : هو أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن بشر الحكيم الترمذي ،قال الإمام الذهبي -رحمه الله-في"سير أعلام النبلاء"( 13/439) :
(( الإمام الحافظ العارف الزاهد... وكان ذا رحلة ومعرفة وله مصنفات وفضائل.. وله حكم ومواعظ وجلالة لولا هفوة بدت منه..
قال أبو عبد الرحمن السُّلَمِي :أخرجوا الحكيم من ترمذ وشهدوا عليه بالكفر وذلك بسبب تصنيفه كتاب ختم الولاية وكتاب علل الشريعة ،وقالوا :إنه يقول إن للأولياء خاتما كالأنبياء لهم خاتم وإنه يفضل الولاية على النبوة...
وقال السُّلَمِي :هجر لتصنيفه كتاب ختم الولاية وعلل الشريعة وليس فيه ما يوجب ذلك ولكن لبعد فهمهم عنه.
قلت-الذهبي-: كذا تُكُلِّمَ في السُّلَمِي من أجل تأليفه كتاب حقائق التفسير، فياليته لم يؤلفه ،فنعوذ بالله من الإشارات الحلاّجيّة و الشَّطحَاتِ البِسْطَامِِيَّة وتَصوف الاتحاديَّة فواحزناه على غربة الإسلام والسنة قال الله تعالى: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ [سورة الأنعام : 153 ].)) .
وقال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-في"لسان الميزان" (5/309) :
((وذكره القاضي كمال الدين بن العديم صاحب "تاريخ حلب" في جزء له سماه "الملحة في الرد على أبي طلحة" قال فيه :
وهذا الحكيم الترمذي لم يكن من أهل الحديث ولا رواية له ،ولا [علم له بطرقه وصناعته] ،وإنما كان فيه الكلام على إشارات الصوفية والطرائق ودعوى الكشف عن الأمور الغامضة والحقائق حتى خرج في ذلك عن قاعدة الفقهاء واستحق الطعن عليه بذلك والإزراء وطعن على أئمة الفقهاء والصوفية وأخرجوه بذلك عن السيرة المرضية، وقالوا إنه أدخل في علم الشريعة ما فارق به الجماعة، وملأ كتبه الفظيعة بالأحاديث الموضوعة، وحشاها بالأخبار التي ليست بمروية ولا مسموعة، وعلل فيها جميع الأمور الشرعية التي لا يعقل معناها بعلل ما أضعفها وما أوهاها .
قلت-ابن حجر-: ولعمري لقد بالغ بن العديم في ذلك، ولولا أن كلامه يتضمن النقل عن الأئمة انهم طعنوا فيه لما ذكرته، ولم أقف لهذا الرجل مع جلالته على ترجمة شافية، والله المستعان )).
قلت : والذي يبدو لي أنّ ابن العديم -رحمه الله-لم يبالغ فيما قاله البتة؛ فمن نظر في كتابه"نوادر الأصول"رأى صدق كلام ابن العديم وبان له زيغ الترمذي الحكيم عن السنة،وبيان هذا يحتاج لبسط ليس هاهنا مكانه ،والله المستعان!
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- كما في"مجموع الفتاوى"(2/222) :
(( منها أن دعوى المدعي وجود خاتم الأولياء على ما ادعوه باطل لا أصل له . ولم يذكر هذا أحد من المعروفين قبل هؤلاء إلا أبو عبد الله محمد بن علي الترمذي الحكيم في كتاب "ختم الولاية" وقد ذكر في هذا الكتاب ما هو خطأ وغلط مخالف للكتاب والسنة والإجماع .
وهو - رحمه الله تعالى- وإن كان فيه فضل ومعرفة وله من الكلام الحسن المقبول والحقائق النافعة أشياء محمودة - ففي كلامه من الخطأ : ما يجب رده ومن أشنعها ما ذكره في كتاب " ختم الولاية "مثل دعواه فيه أنه يكون في المتأخرين من درجته عند الله أعظم من درجة أبي بكر وعمر وغيرهما . ثم إنه تناقض في موضع آخر ; لما حكى عن بعض الناس أن الولي يكون منفردا عن الناس فأبطل ذلك واحتج بأبي بكر وعمر وقال : يلزم هذا أن يكون أفضل من أبي بكر وعمر وأبطل ذلك )) .
2- عمرو بن أبي عمرو : لم أعرفه ولم يتبيّن لي من هو !
وأخشى أن يكون أحد الوضَّاعين المتروكين ؛كـ"عمرو بن شمر" انظر:"لسان الميزان"لابن حجر(4/366و372) .
[تصحف الاسم في كنز العمال ، وصوابه : عمر بن أبي عمر العبدي اللخمي ، وهو من شيوخ الحكيم الترمذي]
3- أبو همّام الدّلال : هو محمد بن محبب بن إسحاق القرشي، البصر ( صاحب الرقيق ) ، ثقة ،توفي سنة 221هـ كما في"التقريب" لابن حجر(ص839)،والتهذيب"(9/427).
4- إبراهيم بن طهمان :هو إبراهيم بن طهمان بن شعبة الخراساني أبو سعيد الهروي ( ولد بهراة و سكن نيسابور و قدم بغداد و حدث بها ثم سكن مكة فمات بها ).
قال الذهبي : ((من أئمة الإسلام و فيه إرجاء ، وثقه أحمد و أبو حاتم)).
و قال ابن حجر : ((ثقة يغرب و تكلم فيه للإرجاء و يقال : رجع عنه)).
توفي سنة 168 هـ بـ مكة.
انظر: "الكاشف"(1/214)،و "تقريب التهذيب"(ص109)،و"تهذيب التهذيب"(1/129).
5- عاصم بن أبي النّجود : هو عاصم بن بهدلة و هو ابن أبى النجود ، الأسدي مولاهم ، الكوفي ، أبو بكر المقريء.
قال الذهبي : ((وُثِقَ ، و قال الدارقطني : فى حفظه شيء)).
وقال ابن حجر: ((صدوق له أوهام ، حجة فى القراءة)).توفي سنة 128هـ.
انظر: "الكاشف"(1/518)،و "تقريب التهذيب"(ص471)،و"تهذيب التهذيب"(5/35).
6- زِرِ بن حُبيش: هو زِر بن حُبيش بن حباشة بن أوس بن بلال ، و قيل : هلال بن سعد بن نصر بن غاضرة ، الأسدي الكوفي ، أبو مريم ، و يقال: أبو مطرف.
قال ابن حجر : (( ثقة جليل،مخضرم))،توفي سنة82هـ وقيل غير ذلك.
انظر:"تقريب التهذيب"(ص336)،و"تهذيب التهذيب"(3/277).
[ الحكم على الحديث ] :
حديث باطل منكر !
فالإسناد مداره على الترمذي الحكيم وهو متهم بالزندقة-كما تقدم- وكتابه من مظان الأحاديث الواهية والموضوعة؛كيف وقد تفرّد بهذا الحديث!!
ولاريب أن الحديث الذي يتفرّد به الترمذي الحكيم في"نوادر الأصول":ضعيف ،يستغنى بالعزو إليه عن بيان ضعفه .
قال السيوطي -رحمه الله-في مقدمة "جمع الجوامع"و"كنز العمال"(1/10) :
((..وللعقيلي في الضعفاء (عق)، ولابن عدي في الكامل (عد)، وللخطيب (خط) فإن كان في تاريخه أطلقت وإلا بينته، ولابن عساكر (كر) ،وكل ماعُزِيَ لهؤلاء الأربعة، وللحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"، أو للحاكم في "تاريخه"، أو لابن الجارود في "تاريخه"، أو للديلمي في "مسند الفردوس" فهو ضعيف فيستغنى بالعزو إليها أو إلى بعضها عن بيان ضعفه )) .
وقال ابن القيم-رحمه الله-في"تحفة الودود"(ص203) :
(( وقد قال أبو القاسم عمر بن أبي الحسن بن هبة الله بن أبي جرادة في كتاب صنفه في ختان الرسول - - يرد به على محمد بن طلحة في تصنيف صنفه وقرر فيه أن رسول الله - - ولد مختوناً :
وهذا محمد الترمذي الحكيم :لم يكن من أهل الحديث ،ولا علم له بطرقه وصناعته ،وإنما كان فيه الكلام على إشارات الصوفية والطرائق ودعوى الكشف على الأمور الغامضة والحقائق ،حتى خرج في الكلام على ذلك عن قاعدة الفقهاء واستحق الطعن عليه بذلك والإزراء ،وطعن عليه أئمة الفقهاء والصوفية ،وأخرجوه بذلك عن السيرة المرضية ،وقالوا: إنه أدخل في علم الشريعة ما فارق به الجماعة ،فاستوجب بذلك القدح والشناعة، وملأ كتبه بالأحاديث الموضوعة ،وحشاها بالأخبار التي ليست بمروية ولا مسموعة ،وعلل فيها خفي الأمور الشرعية ،التي لا يعقل معناها بعلل ما أضعفها وما أوهاها )) .
وقال الشيخ محمد الحوت-رحمه الله- في"أسنى المطالب" (ص370) :
(( وكذلك كتب الترمذي الحكيم فيها جملة من الموضوع فلا يعتمد على ما انفرد به ،قال ابن أبي جمرة وابن القيم: إن الترمذي الحكيم شحن كتبه في الموضوع.)) .
وفي الإسناد -أيضاً- عمرو بن أبي عمرو لم أعرفه ولم يتبيّن لي من هو! ومتن الحديث فيه نكارة بيّنة .والله أعلم وهو الموفق والمعين)ا.هـ
المصدر : موقع الإسلام ويب
2. قال مركز الفتوى بالشبكة الإسلامية :
(الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالحديث الذي سألت عنه جاء في "كنز العمال" منسوبا إلى الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول". وكتاب "نوادر الأصول" من الكتب التي حكم علماء الحديث بالضعف على ما انفردت به من الأحاديث. فقد قال الشيخ سيد عبد الله في منظومته "طلعة الأنوار" التي لخص فيها ألفية الحافظ العراقي، قال مستطردا بعض الكتب التي يحكم بالضعف على ما تفردت به:
كذا نوادر الأصول وزد للحاكم التاريخ ولتجتهد
فالحديث المذكور ضعيف لا يوجد ما يدل على ثبوته، ولكن لا مانع من الدعاء بما ورد فيه، مع عدم اعتقاد ثبوت ذلك الثواب المعين المرتب عليه في هذا الحديث. ومن الأفضل في حق المسلم المواظبة على الأدعية المأثورة عن النبي ومن الكتب المختصرة التي تشتمل على الأذكار المأثورة "حصن المسلم" فينبغي لك اقتناؤه. والله أعلم)ا.هـ
المصدر : موقع الإسلام ويب
وقال أيضاً :
(الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن الدعاء المذكور رواه الترمذي الحكيم في كتابه نوادر الأصول في أحاديث الرسول عن علي . كما رواه الديلمي في مسند الفردوس عن علي أيضا بلفظ قريب من هذا اللفظ، كما روى ابن أبي أشيبة في مصنفه عن معاوية بن قرة قال: كان أبو ذر يقول: اللهم إني أسألك إيمانا دائما، وعلما نافعا وهديا قيما. بهذا اللفظ دون غيره. ولم نقف على من حكم عليه من أهل العلم بالصحة أو عدمها، ومن المعلوم عند أهل العلم أن الكتابين المذكورين مظنة للأحاديث الضعيفة والموضوعة. فقد عدهما صاحب طلعة الأنوار في علوم الحديث ضمن الكتب المشهورة برواية الضعيف حيث قال:
وما نمي لعق وعد، وخط، وكر ***** ومسند الفردوس ضعفه شهر
كذا نوادر الأصول وزد **** للحاكم التاريخ ولتجتهد اهـ .
وقد رمز بعق : للعقيلي، وبعد: لابن عدي، وبخط: للخطيب البغدادي، وبكر: لابن عساكر. والحاصل أننا لم نقف على حكم لأهل العلم في الحديث المذكور، ولكن وروده في هذين الكتابين فقط يعتبر مظنة للضعف.والله أعلم)ا.هـ
المصدر : موقع الإسلام ويب
3. قال الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله تعالى :
(هذا الحديث ذكره الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، ولا أظنه يصح ، ولا يجوز تناقل حديث عن النبي إلا بعد التأكد من صحته ، والله أعلم)ا.هـ
والخلاصة أن هذا الحديث باطل مُنكر لا يصح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فلا ينبغي تناقله ولا نشره إلا للتحذير منه ، وأما الدعاء باللفظ المذكور فلا بأس به ، لكن من غير أن نعتقد بأن له ثواباً معيناً كالثواب المذكور في هذا الحديث الباطل ، والخير كل الخير في الأدعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه آله وسلم ، ففيها الغنية لمن أراد خيري الدنيا والآخرة ، والله تعالى أعلم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
منقول بتصرف من عدة مواقع لبيان الحقيقة وللفائدة العامة .
ودمتم في حفظ الرحمن
المصدر : موقع المشكاة
* الاحاديث المكذوبة على خير البرية في وحي داود
مُساهمة طارق فتحي في الأحد 4 سبتمبر 2011 - 19:08
الاحاديث المكذوبة على خير البرية
اعداد : طارق فتحي
لقد انتشرت في الآونة الأخيرة أحاديث وأدعية مكذوبة وموضوعة أو شديدة الضعف سواء كان ذلك من خلال البريد الإلكتروني أو المنتديات
و حتى بين الخطباء و الوعاظ ونحن نعلم أن الكثير ممن ينقلونها مجتهدون ومقاصدهم حسنة ولكن ذلك لا يبرئ ساحتهم أمام الله حيث أن على الإنسان أن يتحرى الدقة والصحة فيما ينقل لا سيما وأن طرق التأكد من صحة الإسناد والمتن صارت ميسرة وسهلة بحمد الله عبر الإنترنت.
قال صلى الله عليه وسلم Sadإن كذبا علي ليس ككذب على أحد ،من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) رواه البخاري
و ربما تجد الواحد يحفظ 50 أو ربما 100 حديث ضعيف و موضوعفي حين لا يحفظ الا 10- أو ربما أقل- من الأحاديث الصحيحة و من هذا المنطلق فتحت موضوعا لتجميع الروايات و الأحاديث و القصص المكذوبة
* روي ان الله تبارك وتعالى أوحى الى داؤد عليه السلام
(ياداود..كذاب من ادعى محبتي وإذا جن الليل نام عني.. اليس كل حبيب يحب الخلوه مع محبوبه؟! فها انا مطلع على أحبابي أرى تضرعهم.. واسمع أنينن.. وانظر إليهم..ياداود.. وعزتي وجلالي ما تقرب المتقربون الي بعد الفرائض بأحسن من صلاة الليل..ياداود..صلاة الليل نور على وجه صاحبها يوم القيامه...إن الليل لحاف الخائفين ولذة المتعبدين
وأنس الطائعين...ياداود...وعزتي وجلالي مامن عبد هجرفراشه وسارع إلى رضائي...إلا عوضته في الجنه ألذ من دنياه سبعين ضعفا..! وكيف نتعامل مع مثل هذه المواضيع أفتونا بارك الله فيكم وفي علمكم ..
وحفظكم الله من كل مكروه وبارك الله في علمكم...
الجواب :
هذا الأثر لا يصح وقد ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق عن أبي سليمان الداراني من قوله ، فهو لا يصح عن النبي ولا عن أحد من أصحابه . ومثل هذه الآثار مما كثر تداولها بين الناس ينبغي التثبت منها وسؤال أهل العلم عنها وتنبيه الآخرين عند ذكرها على عدم ثبوتها وجزاكم الله خيراً على سؤالكم وتنبيهكم عليه وسدد أقوالكم وأعمالكم والله أعلم
الشيخ محمد العويد
• دعاء يجعل الجنه تشتاق إليك
أولاً : ( نص الحديث ) :
عن علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه أتاه جبريل عليه الصلاة والسلام ، فبينما هو عنده ، إذ أقبل أبو ذر ، فنظر إليه جبريل ، فقال : "هو أبو ذر" ، قلت : (يا أمين الله وتعرفون أنتم أبا ذر ؟) فقال : "نعم والذي بعثك بالحق إن أبا ذر أعرف في أهل السماء منه في أهل الأرض وإنما ذلك لدعاء يدعو به كل يوم مرتين وقد تعجبت الملائكة منه فادع به ، فسله عن دعائه" ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (يا أبا ذر دعاء تدعو به كل يوم مرتين) ، قال : "نعم ، فداك أبي وأمي ، ما سمعته من بشر ، وإنما هو عشرة أحرف ألهمني ربي إلهاماً ، وأنا أدعو به كل يوم مرتين ، أستقبل القبلة فأسبح الله ملياً ، وأهلله ملياً ، وأحمده ملياً ، وأكبره ملياً ، ثم أدعو بتلك العشر كلمات : اللهم إني أسألك إيماناً دائماً ، وأسألك قلباً خاشعاً ، وأسألك علماً نافعاً ، وأسألك يقيناً صادقاً ، وأسألك ديناً قيماً ، وأسألك العافية من كل بلية ، وأسألك تمام العافية ، وأسألك دوام العافية ، وأسألك الشكر على العافية ، وأسألك الغنى عن الناس" ، قال جبريل : "يا محمد والذي بعثك بالحق ، لا يدعو أحد من أمتك هذا الدعاء إلا غُفرت له ذنوبه ، وإن كانت أكثر من زبد البحر ، وعدد تراب الأرض ، ولا يلقاك أحد من أمتك وفي قلبه هذا الدعاء إلا اشتاقت إليه الجنان ، واستغفر له الملكان ، وفتحت له أبواب الجنة ، ونادت الملائكة : يا ولي الله أدخل أي باب شئت") .
ثانياً : ( تخريج الحديث وبيان درجته ) :
تفرّد الحكيم الترمذي بروايته في كتابه "نوادر الأصول" [المخطوطة الأزهرية (ج2/ق 34)] في الأصل الثامن عشر والمائتان ، قال : حدثنا عمر بن أبي عمر ثنا أبو همام الدلال عن إبراهيم بن طهمان عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكره .
وساق الشيخ المتقي الهندي في "كنز العمال" (2/678-679) هذا الإسناد ، لكن تصحّف اسم شيخ الحكيم الترمذي فيه من (عمر بن أبي عمر) إلى (عمرو بن أبي عمرو) ، والصواب ما أثبته من المخطوطة .
قلت : هذا حديث باطل منكر ، فيه :
1. عمر بن أبي عمر العبدي البلخي : قال الإمام الجوزجاني في "الأباطيل والمناكير" (2/46/433) عن حديث آخر : (هذا حديث باطل ، وعمر بن أبي عمر وإبراهيم بن عبد الحميد مجهولان) ، وتعقبه الحافظ ابن حجر العسقلاني في "لسان الميزان" (1/310) فقال : (عمر معروف لكنه ضعيف) ، وقال في "فتح الباري" (12/354) عن حديث آخر : (ووجد الحديث المذكور في نوادر الأصول للترمذي من حديث عبادة بن الصامت أخرجه في الأصل الثامن والسبعين وهو من روايته عن شيخه عمر بن أبي عمر، وهو واهٍ) ، وقال الحافظ السيوطي في "جامع الأحاديث" (14706) عن حديث آخر : (وفيه عمر بن أبى عمر البلخي شيخ الحكيم الترمذي ضعيف) ، وقال عنه الشيخ أحمد الغماري في "المداوي" (2/383) : (وشيخ الحكيم متهم أيضاً) .
2. الحكيم الترمذي : متكلم في عقيدته ، ويتفرّد بكثير من الأحاديث الموضوعة والأخبار المنكرة في مصنفاته ، كهذا الحديث ويعتبر كتابه "نوادر الأصول" هذا وكتبه الأخرى من مصادر الأحاديث الضعيفة والموضوعة عند أهل العلم ، حتى قال الحافظ السيوطي في "جمع الجوامع" (1/19) :
(وكل ماعزي لهؤلاء الأربعة أو للحكيم الترمذي في نوادر الأصول أو الحاكم في تاريخه أو لابن الجارود في تاريخه أو الديلمي في مسند الفردوس فهو ضعيف فيستغنى بالعزو إليها أو إلى بعضها عن بيان ضعفه)ا.هـ
وقال الشيخ محمد الحوت في "أسنى المطالب" (ص370) :
(وكذلك كتب الترمذي الحكيم فيها جملة من الموضوع ، فلا يعتمد على ما انفرد به ، قال ابن أبي جمرة وابن القيم : إن الترمذي الحكيم شحن كتبه في الموضوع)ا.هـ
ومتن الحديث ظاهر النكارة لما تضمنه من الإفراط بالوعد العظيم على الفعل القليل بطريقة لا تجري على سنن أهل البلاغة والفصاحة حتى إن من صفا قلبه وصح لسانه وتذوق فنون الأدب الراقية يخجل من أن ينسب مثل هذا الكلام إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
ولذلك ذكر الشيخ المتقي الهندي هذا الحديث في "كنز العمال" (2/678-679) وعزاه إلى الحكيم الترمذي مما يعني أنه ضعيف في أحسن أحواله
مواضيع مماثلة
» * الاحاديث المكذوبة على خير البرية في ذكر الشيطان
» * الاحاديث المكذوبة على خير البرية في ذكر الملائكة
» * الاحاديث المكذوبة على خير البرية في ذكر النار
» * الاحاديث المكذوبة على خير البرية في ذكر الجنة
» * الاحاديث المكذوبة على خير البرية في انواع الملائكة
» * الاحاديث المكذوبة على خير البرية في ذكر الملائكة
» * الاحاديث المكذوبة على خير البرية في ذكر النار
» * الاحاديث المكذوبة على خير البرية في ذكر الجنة
» * الاحاديث المكذوبة على خير البرية في انواع الملائكة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى