إخوان الصفا وخلان الوفاء
صفحة 1 من اصل 1
إخوان الصفا وخلان الوفاء
إخوان الصفا وخلان الوفاء
اعداد : طارق فتحي
هذه الجماعة عرفت فى منتصف القرن الرابع الهجري وهذه السنوات كانت أياماً سيئة فى العالم الإسلامي حيث ضعفت الدولة العباسية واستقل كل أمير بمقاطعته مما شجع آل بويه الشيعة على دخول بغداد والاستيلاء على مقر الخلافة ويظهر أن إخوان الصفاء كانوا من هؤلاء الذين تشجعوا بمجئ آل بويه الشيعة فأظهروا رسائلهم ورسائل إخوان الصفا تمثل نموذجاً باطنياً من حيث عدم التصريح باسم واضعيها، وهى تتكون من 52 رسالة 14 رسالة رياضية تعليمية و17 رسالة جسمانية طبيعية وعشر رسائل نفسانية عقلانية و11 رسالة ناموسية و شرعية، وترجع تسمية إخوان الصفا إلى الإخوان الإسماعيلية الموحدين، وقد اعتبرتها الإسماعيلية رسائل مقدسة تصل إلى مرتبة القرآن فهي كتاب الأئمة، وهذه الرسائل تقر بوجود علوم سرية توارثها أهل بيت النبي باعتبارهم خزنة علم الله وكذلك دعوتها لإمام مستور والحديث عن دور الكشف ودور الستر للأئمة وهى من عقائد الإسماعيلية، كما تقول هذه الرسائل بالتقية والأبوة الروحانية وهى تلقى العلم من معلم موثوق معصوم، وقد اعتنق إخوان الصفا نظرية الفيض الأفلاطونية وهم يرون أن أرفع منزلة للإنسان هي منزلة النبوة التى تتم فى 46 خصلة من فضائل البشرية فإذا اجتمعت فى واحد من البشر فإن ذلك الشخص هو المبعوث والإمام وبذلك لا يعترفون بختم النبوة.
وقد نادوا بوحدة الأديان وكل الكتب الدينية عندهم سواء مرادهم استيعاب الديانات فى دين واحد، ولا يؤمنون بالثواب والعقاب الحسي فى الجنة والنار ولا بالبعث أو القيامة وجهنم هي (عالم الكون والفساد) والجنة (عالم الأرواح وسعة السماء) وينكرون اليوم الآخر ويؤلون آيات القرآن، وهم يقولون بالتناسخ، وهم ينكرون وجود الشياطين، وكل هذا يدل على أن إخوان الصفا قد اتخذوا من الفلسفة أداة دعوتهم يشككون بها الناس فى دينهم وعقيدتهم فيهدمون الدين.
(العلويون): ( )
هي فرقة من الشيعة الأمامية فنشأتها الأولى هي نفس نشأتها إلا أنها اتخذت سبيلاً آخر بعد الإمام محمد الثاني عشر (القائم بالحجة) وبيان ذلك أنه كان لكل إمام باب وكان أول باب هو (سلمان الفارسي) الذى يحتل مقاماً رفيعاً عند العلويين لأنه كان باب الإمام (على)، وأخر باب هو أبو شعيب محمد بن نصير فقد كان باباً للإمام الحادي عشر (حسن العسكري)، ويتولى زعامة فريقه من العلويين ولهذا ذهب بعض الدارسين إلى ان اسم (النصيرية) الذى عرف به العلويون فى سورية وتركية لفترة طويلة هو نسب إليه، غير أن حقيقة التسمية جاءت نسبة لجبل نصيرة الذى اتخذوا منه ملجأ ضد الأذى فلما زالت أسباب الاضطهاد عادوا لاسمهم (العلويين) نسبه (لعلى بن أبى طالب)، وانتقلت رئاسة العلويين لعبد الله بن محمد الجنان الجنبلانى وكان ذا علم وفلسفة وزهد وتصوف فأسس الطريقة الجنبلانية وهى تعادل العلوية، وغلبت الصوفية على المذهب العلوي الذى جمع بين ثلاث عقائد هامة: هي التشيع والاعتزال والتصوف، ثم تلاه حسين بن حمدان الخطيب واستقر فى حلب على مقربه من سيف الدولة الحمداني الذى كان متشيعاً فى سماحه محباً لآل البيت فى غير غلو، وقد لعب الخصيبى دوراً كبيراً فى تثبيت الدعوى العلوية ورفض الاتحاد مع الإسماعيلية وترك كتباً كثيرة ( كالنهاية الكبرى) و (أسماء النبي) و (أسماء الأئمة) وغيرها وغير أن بعض مؤرخين ذكروا أنه كان يقول بالتناسخ والحلول، وكتاب (الهداية الكبرى) من الكتب النفيسة الخالية من الغلو أما الكتب الأخرى فنرجع أن كثيراً من الأيادي أضافت إليها أو حذفت منها، وتناوب على رئاسة العلويين عدد من الرؤساء لم يكن لهم شأن الخصيبى ونظراً لعبث الروم بالمنطقة العلوية فإن الطريقة افتقدت لرئيس وانتقلت الرئاسة لأسرة البلقينى فى مصر فى القرون الوسطى، غير أن ستائر النسيان والإهمال وموجات التعذيب والاضطهاد وما يستتبع ذلك من آفات الجهل والتأخر أثر على عقائدهم وساهم فى غلو معتقداتهم كما ساهم فى ذلك مشايخ لا يعلمون من المذهب إلا القشور، وهم مع ذلك أصحاب نخوة وفروسية فخاضوا المعارك ضد الصليبيين وقاوموا بعض طغاة الأتراك وكانوا صورة طيبة للجهاد فى حركات الاستقلال العربية الحديثة. وهناك فريق آخر من العلويين انفصل منذ وقت مبكر عن العلوية وهو جماعة (الإسحاقية) نسبة لإسحاق النخعى من أصحاب الإمام الحسن العسكري، وكان هو وجماعته يؤلهون الإمام (على) حتى قضى عليهم الحسن السنجارى، والعلويون شيعة أمامية صححوا الإسلام غير أن شطحات الغلو جنحت بأكثرهم لمهاوى الزلل فضلاً عن السرية التى فرضها فريق منهم على العقيدة، ومن غلاة العلوية (النصيرية) وكابدالمؤمنون العلويون الكثير من المتاعب نتيجة لتصرفات فئات الغلاة فثارت ثائرة العلماء العلويين واعترضوا على كل الإدعاءات التى تصورهم بعيدين عن الإسلام وأعلنوا براءتهم من كل من يخالف العقيدة الإسلامية عام (1357هـ-1938م) ويمضى العلماء الواعون يزيحون الخرافات التى أصبحت عقائد ويحاربون البدع، وعقيدة العلوي أساسها التوحيد وتنزيه الخالق عن كل مشابهه للمخلوق و الإقرار بنبوة (محمد) والاعتقاد بالمعاد والعمل بدعائم الإسلام الخمس والاعتقاد بالإمامة، كما أن المعتدلون منهم يتحلون بالسماحة عند ذكر (أبو بكر) و (عمر) و (عثمان) ولا يسبونهم، ومن القضايا التى تشكل خلافاً بين العلويين وجمهرة المسلمين هي الصورة الباطنية للعقيدة والعبادة، ويؤمن العلويون بالهبطة والتقمص وهى تدعى أن الأرواح كانت بغير أجساد ثم هبطت إلى الأرض وألبست كل روح قميص لا تلبث أن تنتقل منه حين يبلى إلى قميص آخر وهذا القميص هو الجسم البشرى والعلويون يؤمنون بالتقمص، ويحتفل العلويون بالأعياد الإسلامية والفارسية والمسيحيين، أما الزواج فيجوز فيه التعدد لكنهم لا يعترفون بزواج المتعة ولا يتزوج العلوي غير مسلمة كما لا تتزوج العلوية غير مسلم ولا يجوز عقد زواج بين العيدين ويحسب رجال الدين أياماً سعيدة يعينوها للزواج، والمرأة محرومة من حقوقها الدينية ولا ترث إذا كان عندها إخوة ذكور ونظام المواريث كما جاء فى الإسلام غير واجب عندهم بل الأخذ به سنة ولكن تعطى المرأة شئ من تركة أبيها على سبيل المساعدة.
ولم يكن للولد العلوي أن يتعلم الدين قبل الخامسة عشرة من عمره ولا يسمح لغير العلوي أن يدخل فيها إلا بشروط قاسية واختبارات مريرة وبعد أن يطمأن إلى الشخص الذى يريد اعتناقها كل الاطمئنان يُسمح له بالإطلاع على أسرارها لأن العقيدة سرية باطنية، كما أن العلويين لا يأكلون أنثى الحيوان التى تحيض كما يحرمون أكل الجمال والأرانب والغزلان.
ويُحسب لهذه الجماعة كفاحهم ضر الاستعمار وبسالة رجالها فى القتال والنضال.
المراجع :
1- إسلام بلا مذاهب. د مصطفى الشكعه
الدروز : ( )
هي فرقة إسماعيلية اتسمت بطابع الباطنية حيث أخفوا عقيدتهم عن غيرهم من الفرق الإسلامية ونشأت إبان العصر الفاطمي، وظلوا منطوين على أنفسهم ينأون بعقيدتهم أن تُذاع ويحرصون على اعتقاداتهم أن تشيع وتعرف بين الناس، وقد اختلف المؤرخون فى لفظ (دُرْزى) وإلى من ينسب الدروز فهناك محمد بن إسماعيل الدرزي وهو أحد الداعيين لتأليه (الحاكم بأمر الله) الخليفة الفاطمي وبشر بمذهبه فى وادي التيم الموطن الأول للدروز وكانت له ميول مجوسيه يهودية، ويُقال أن الدروز قتلوه وهو المعروف باسم (نشتكين الدرزى)، وهناك آخر اسمه (أبو منصور أنوشتكين) الدرزي وهو أحد قواد (الحاكم بأمر الله) ويقال أن الطائفة تُنسب إليه وما زال الدروز حتى اليوم يلعنون (نشتكين) ويُجلون (أنوشتكين).
والدروز يُفضلون أن يطلق عليهم لفظ (الموحدين)، فإن كان (نشتكين) قد بشر بألوهية (الحاكم) فى وادي تيم ووجد بعض الأنصار الذين انخدعوا بدعوته وظل هؤلاء عنصر فساد فى صفوفهم ودعاة بدعه لما تنطوي عليه أهدافهم من سوء الطوية إزاء الإسلام، وقد لعب الدروز دوراً مشرفاً إبان المحن التى تعرض لها الوطن الإسلامي فحاربوا الصليبيين والتتار وواجهوا الفرنسيين أثناء الاستعمار، ويسكن الدروز حالياً بعض مناطق جبل لبنان وفى سوريه يكثرون فى جبل حوران وجبل السماق وجبل الأعلى وبعض قرى أنطاكية وبعض أقاليم فلسطين، ولأن الدروز فرقة إسماعيلية باطنية فهم لا يكشفون عن أمر عقائدهم وأئمتهم مما شجع الكثيرين من المزيفين أن يخترعوا بعض الرسائل وينسبوها للدروز، ورجال الدين الدروز معروفون بالزهد والتقشف والزهد لا يعنى التواكل بل هو هدوء وعفة وصدق ونزاهة وابتعاد عن الشهوات والمحرمات وإعراض عن بهارج الدنيا وزخارفها وبعد عن الحكام والسلطان.
وتلاوة وعبادة مع توخى كسب الحلال من الرزق الذى يقيم الأود ويسر الرمقة.
وكان (حمزة بن على) مؤسس العقيدة الدرزية قد وضع ميثاقاً ذهب فيه إلى تأليه (الحاكم بأمر الله) وتبعه بعض الناس وقد اتبعوا مصحفاً يسمى (مصحف المنفرد بذاته) وينص على تأليه (الحاكم بأمر الله) واقتباس بعض آيات القرآن وتحريف بعض جمله وتقليد إيقاعه، ويعتقون أن هذا المصحف منزل من (الحاكم) على وزيره (حمزة بن على)، والعقيدة الدرزية هي خليط من نظريات الفلاسفة القدامى وأفكارهم فأخذوا من فلسفة الهند والفراعنة وفارس واليونان.
ويمتاز مجتمعهم( ) على أنه قائم على النظام الطبقي الإقطاعي الريفي فالقرىخاضعة لشيخ القرية الذى يختاره الأمير وشيوخ القرى خاضعون للأمراء الذين يتوارثون الإمارة ولا يعترف الشعب بسلطة أحد سوى أمرائهم.
وأمراء الدروز كان يهمهم المحافظة على وجودهم وسلطانهم، أما من الناحية الدينية فطبقات المجتمع تنقسم إلى :
1- المشايخ الروحانيون الذى لهم حق البحث والكلام فى الروحانيات أو المذهب حيث أنهم الملمون به وهم :
الرؤساء: وهم فى أشد العبادة والورع للحاكم منهم من لا يتزوج حتى يموت ومنهم من لا يأكل اللحم فى حياته ومنهم من يصوم كل يوم حتى المساء.
الشراح: الذين يرخص لهم بالإطلاع على ما كتبه الأمير (التنوخى) أحد مشايخهم، ثم
الإجاويد: وهم الشريحة الأخيرة ويعرفون من أسرار دينهم أكثر مما يعرفه الجهال.
2- الجثمانيون: وهم لا حق لهم فى البحث فى الروحانيات وهم الأمراء والجهال.
وهذا التقسيم كله قائم على السرية التامة لمذهب أو عقيدة الدروز حتى عن الغالبية منهم.
العقيدة الدُرزية: ( ) تؤمن بالعقل الأرفع أو الكلى وهو على حسب قولهم (مصدر انبثاق كل الكائنات وهو عين بقائها فى هذا الوجود) وهو البداية والنهاية، وتقوم العقيدة على توحيد (الحاكم بأمر الله) وصدق اللسان والرضي بفعل الحاكم بأمر الله ثم التسليم لأمره فى السر والحدثان.
وحفظ الإخوان وترك العدم والبراءة من الأبالسة.
وهذه الفرائض هي بديلة عن الصوم والصلاة والزكاة والحج عند المسلمين، وللأعداد أهمية عندهم وخاصة العدد خمسة وسبعة، ويؤمن الدروز بعقيدة التقمص (بمعنى أن الإنسان إذا انتهت حياته وصعدت روحه فإنها لا تذهب للحياة البرزخية لكنها تتقمص مولوداً جديداً) والتقمص هو تقلب الروح فى شتى الأحوال لكن يتسنى لها أن تختبر الأحوال، والعقاب يكون مختلف الأنواع فى حياة الشخص القادم فى أدواره التالية فقد يكون العقاب فقراً أو تشويهاً أو شقاء أو النعمة والخير، وإذا كان الثواب والعقاب مرتبطين بالجنة والنار فإن الجنة عند (الموحدين) هي توحيد الخالق وثمارها المعرفة الحقيقية والجحيم هو الجهل والشر، أما النار الكبرى فهي غلبة الشقوة وهوى النفس الغالب عليها الجهل، ويوم الحساب فى العقيدة الدرزية، ليس يوم القيامة فالأرواح وتطورها إذا يبلغ التوحيد غايته من الانتصار على العقائد الشركية وينتهي الانتقال والمرور فى الأقمصة المادية لتتصل الأرواح الصالحة بالعقل الكلى كل على قدر تكاملها، أما العقاب فهو العذاب عن التقصير فى الوصول لهذه الدرجات.
والدرزية كانت- فى رأيهم – مذهباً إسلامياً ثم تطورت وأصبحت ديناً مستقلاً و (محمد) له مكانة محدودة عندهم وهو ليس إلا واسطة الرسالة، وللدروز خمسة أقطاب أخرهم (الحاكم بأمر الله). ولا يقبل الدروز أحد فى دينهم ولا يسمحون لأحد بالخروج منه، والدين الدرزى دين صوفى يعتمد على الداخليات والجواهر ولا يهتم بالشكليات.
والطهارة الداخلية أى النفسية الروحية هي الأساس أما الطهارة الخارجية فلا قيمة لها ورفعت عنهم الفرائض واستبدلت بتكاليف أخرى، فالصلاة عندهم خمس صلوات لكن ركعاتها تختلف فى العدد. والصوم عندهم معناه الامتناع عن الرفث وهو عشرة أيام فى ذي الحجة تنتهي بالعيد، والزكاة معطلة ولا حدود لها والحج لا يعتبر فريضة والحديث والسنة عندهم معطلان لا يؤخذ بهما، والطلاق عندهم مرة واحدة ولا يجوز للمطلقة أن تعود لزوجها أبداً، والوصية عندهم مطلقة لا يعتد فيها بالثلث، والإنسان عندهم مخير، لكن البعض عندهم لا يؤله (الحاكم بأمر الله) إنما يعتبرونه إمام مقدس ويشهدون بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويؤدون الصلوات والزكاة ويصومون ويحجون كباقي المسلمين وفى العصر الحالي فإن لديهم (المصحف المنفرد بذاته) بديلاً عن القرآن، وهم ينكرون جميع الأنبياء والرسل وشرائعهم وأن القرآن أوحى لسلمان الفارسي.
ويقول عنهم الإمام أبو زهرة (هم من الغلاة المتطرفين الذين تجاوزا حدود الإسلام وهم يستخفون بأعمالهم واعتقادهم من مجاوريهم و عشرائهم والله أعلم بحالهم).
ويقول عنهم ابن تيمية (هؤلاء الدرزية والنصيرية كفار باتفاق المسلمين لا يحل أكل ذبائحهم ولا نكاح نسائهم بل ولا يقرون بالجزية فهم مرتدون عن دين الإسلام ليسوا مسلمين ولا يهود ولا نصارى، وكفر هؤلاء مما لا يختلف منه المسلمون فمن شك فى كفرهم فهو كافر مثلهم لا هم بمنزلة أهل الكتاب ولا المشركين بل هم الكفرة الضالون).
ويقول د. محمد الخطيب فى كتابه الحركات الباطنية فى العالم الإسلامي " واضح أن هؤلاء القوم مرتدون عن الإسلام لتركهم عبادة الله تعالى وإنكارهم فرائض الإسلام وشرائعه ولابد من المطالبة بالعمل على نشر الإسلام بين صفوفهم وأن يُحال بينهم وبين مشايخهم الذين لا يزالون يصرون على هذه السخافات والضلالات الخرافية فتزول بذلك الغشاوة عن أعين الكثير منهم الذين يعيشون فى تخبط لا يجدون له نهاية. وهذا الشئ هو ما يطالب بها الشيخ محمد رشيد رضا فى أحد فتاويه.
المراجع :
1- إسلام بلا مذاهب، مصطفى الشكعة
2- الشيعة المهدي الدروز د. عبد المنعم النمر
اعداد : طارق فتحي
هذه الجماعة عرفت فى منتصف القرن الرابع الهجري وهذه السنوات كانت أياماً سيئة فى العالم الإسلامي حيث ضعفت الدولة العباسية واستقل كل أمير بمقاطعته مما شجع آل بويه الشيعة على دخول بغداد والاستيلاء على مقر الخلافة ويظهر أن إخوان الصفاء كانوا من هؤلاء الذين تشجعوا بمجئ آل بويه الشيعة فأظهروا رسائلهم ورسائل إخوان الصفا تمثل نموذجاً باطنياً من حيث عدم التصريح باسم واضعيها، وهى تتكون من 52 رسالة 14 رسالة رياضية تعليمية و17 رسالة جسمانية طبيعية وعشر رسائل نفسانية عقلانية و11 رسالة ناموسية و شرعية، وترجع تسمية إخوان الصفا إلى الإخوان الإسماعيلية الموحدين، وقد اعتبرتها الإسماعيلية رسائل مقدسة تصل إلى مرتبة القرآن فهي كتاب الأئمة، وهذه الرسائل تقر بوجود علوم سرية توارثها أهل بيت النبي باعتبارهم خزنة علم الله وكذلك دعوتها لإمام مستور والحديث عن دور الكشف ودور الستر للأئمة وهى من عقائد الإسماعيلية، كما تقول هذه الرسائل بالتقية والأبوة الروحانية وهى تلقى العلم من معلم موثوق معصوم، وقد اعتنق إخوان الصفا نظرية الفيض الأفلاطونية وهم يرون أن أرفع منزلة للإنسان هي منزلة النبوة التى تتم فى 46 خصلة من فضائل البشرية فإذا اجتمعت فى واحد من البشر فإن ذلك الشخص هو المبعوث والإمام وبذلك لا يعترفون بختم النبوة.
وقد نادوا بوحدة الأديان وكل الكتب الدينية عندهم سواء مرادهم استيعاب الديانات فى دين واحد، ولا يؤمنون بالثواب والعقاب الحسي فى الجنة والنار ولا بالبعث أو القيامة وجهنم هي (عالم الكون والفساد) والجنة (عالم الأرواح وسعة السماء) وينكرون اليوم الآخر ويؤلون آيات القرآن، وهم يقولون بالتناسخ، وهم ينكرون وجود الشياطين، وكل هذا يدل على أن إخوان الصفا قد اتخذوا من الفلسفة أداة دعوتهم يشككون بها الناس فى دينهم وعقيدتهم فيهدمون الدين.
(العلويون): ( )
هي فرقة من الشيعة الأمامية فنشأتها الأولى هي نفس نشأتها إلا أنها اتخذت سبيلاً آخر بعد الإمام محمد الثاني عشر (القائم بالحجة) وبيان ذلك أنه كان لكل إمام باب وكان أول باب هو (سلمان الفارسي) الذى يحتل مقاماً رفيعاً عند العلويين لأنه كان باب الإمام (على)، وأخر باب هو أبو شعيب محمد بن نصير فقد كان باباً للإمام الحادي عشر (حسن العسكري)، ويتولى زعامة فريقه من العلويين ولهذا ذهب بعض الدارسين إلى ان اسم (النصيرية) الذى عرف به العلويون فى سورية وتركية لفترة طويلة هو نسب إليه، غير أن حقيقة التسمية جاءت نسبة لجبل نصيرة الذى اتخذوا منه ملجأ ضد الأذى فلما زالت أسباب الاضطهاد عادوا لاسمهم (العلويين) نسبه (لعلى بن أبى طالب)، وانتقلت رئاسة العلويين لعبد الله بن محمد الجنان الجنبلانى وكان ذا علم وفلسفة وزهد وتصوف فأسس الطريقة الجنبلانية وهى تعادل العلوية، وغلبت الصوفية على المذهب العلوي الذى جمع بين ثلاث عقائد هامة: هي التشيع والاعتزال والتصوف، ثم تلاه حسين بن حمدان الخطيب واستقر فى حلب على مقربه من سيف الدولة الحمداني الذى كان متشيعاً فى سماحه محباً لآل البيت فى غير غلو، وقد لعب الخصيبى دوراً كبيراً فى تثبيت الدعوى العلوية ورفض الاتحاد مع الإسماعيلية وترك كتباً كثيرة ( كالنهاية الكبرى) و (أسماء النبي) و (أسماء الأئمة) وغيرها وغير أن بعض مؤرخين ذكروا أنه كان يقول بالتناسخ والحلول، وكتاب (الهداية الكبرى) من الكتب النفيسة الخالية من الغلو أما الكتب الأخرى فنرجع أن كثيراً من الأيادي أضافت إليها أو حذفت منها، وتناوب على رئاسة العلويين عدد من الرؤساء لم يكن لهم شأن الخصيبى ونظراً لعبث الروم بالمنطقة العلوية فإن الطريقة افتقدت لرئيس وانتقلت الرئاسة لأسرة البلقينى فى مصر فى القرون الوسطى، غير أن ستائر النسيان والإهمال وموجات التعذيب والاضطهاد وما يستتبع ذلك من آفات الجهل والتأخر أثر على عقائدهم وساهم فى غلو معتقداتهم كما ساهم فى ذلك مشايخ لا يعلمون من المذهب إلا القشور، وهم مع ذلك أصحاب نخوة وفروسية فخاضوا المعارك ضد الصليبيين وقاوموا بعض طغاة الأتراك وكانوا صورة طيبة للجهاد فى حركات الاستقلال العربية الحديثة. وهناك فريق آخر من العلويين انفصل منذ وقت مبكر عن العلوية وهو جماعة (الإسحاقية) نسبة لإسحاق النخعى من أصحاب الإمام الحسن العسكري، وكان هو وجماعته يؤلهون الإمام (على) حتى قضى عليهم الحسن السنجارى، والعلويون شيعة أمامية صححوا الإسلام غير أن شطحات الغلو جنحت بأكثرهم لمهاوى الزلل فضلاً عن السرية التى فرضها فريق منهم على العقيدة، ومن غلاة العلوية (النصيرية) وكابدالمؤمنون العلويون الكثير من المتاعب نتيجة لتصرفات فئات الغلاة فثارت ثائرة العلماء العلويين واعترضوا على كل الإدعاءات التى تصورهم بعيدين عن الإسلام وأعلنوا براءتهم من كل من يخالف العقيدة الإسلامية عام (1357هـ-1938م) ويمضى العلماء الواعون يزيحون الخرافات التى أصبحت عقائد ويحاربون البدع، وعقيدة العلوي أساسها التوحيد وتنزيه الخالق عن كل مشابهه للمخلوق و الإقرار بنبوة (محمد) والاعتقاد بالمعاد والعمل بدعائم الإسلام الخمس والاعتقاد بالإمامة، كما أن المعتدلون منهم يتحلون بالسماحة عند ذكر (أبو بكر) و (عمر) و (عثمان) ولا يسبونهم، ومن القضايا التى تشكل خلافاً بين العلويين وجمهرة المسلمين هي الصورة الباطنية للعقيدة والعبادة، ويؤمن العلويون بالهبطة والتقمص وهى تدعى أن الأرواح كانت بغير أجساد ثم هبطت إلى الأرض وألبست كل روح قميص لا تلبث أن تنتقل منه حين يبلى إلى قميص آخر وهذا القميص هو الجسم البشرى والعلويون يؤمنون بالتقمص، ويحتفل العلويون بالأعياد الإسلامية والفارسية والمسيحيين، أما الزواج فيجوز فيه التعدد لكنهم لا يعترفون بزواج المتعة ولا يتزوج العلوي غير مسلمة كما لا تتزوج العلوية غير مسلم ولا يجوز عقد زواج بين العيدين ويحسب رجال الدين أياماً سعيدة يعينوها للزواج، والمرأة محرومة من حقوقها الدينية ولا ترث إذا كان عندها إخوة ذكور ونظام المواريث كما جاء فى الإسلام غير واجب عندهم بل الأخذ به سنة ولكن تعطى المرأة شئ من تركة أبيها على سبيل المساعدة.
ولم يكن للولد العلوي أن يتعلم الدين قبل الخامسة عشرة من عمره ولا يسمح لغير العلوي أن يدخل فيها إلا بشروط قاسية واختبارات مريرة وبعد أن يطمأن إلى الشخص الذى يريد اعتناقها كل الاطمئنان يُسمح له بالإطلاع على أسرارها لأن العقيدة سرية باطنية، كما أن العلويين لا يأكلون أنثى الحيوان التى تحيض كما يحرمون أكل الجمال والأرانب والغزلان.
ويُحسب لهذه الجماعة كفاحهم ضر الاستعمار وبسالة رجالها فى القتال والنضال.
المراجع :
1- إسلام بلا مذاهب. د مصطفى الشكعه
الدروز : ( )
هي فرقة إسماعيلية اتسمت بطابع الباطنية حيث أخفوا عقيدتهم عن غيرهم من الفرق الإسلامية ونشأت إبان العصر الفاطمي، وظلوا منطوين على أنفسهم ينأون بعقيدتهم أن تُذاع ويحرصون على اعتقاداتهم أن تشيع وتعرف بين الناس، وقد اختلف المؤرخون فى لفظ (دُرْزى) وإلى من ينسب الدروز فهناك محمد بن إسماعيل الدرزي وهو أحد الداعيين لتأليه (الحاكم بأمر الله) الخليفة الفاطمي وبشر بمذهبه فى وادي التيم الموطن الأول للدروز وكانت له ميول مجوسيه يهودية، ويُقال أن الدروز قتلوه وهو المعروف باسم (نشتكين الدرزى)، وهناك آخر اسمه (أبو منصور أنوشتكين) الدرزي وهو أحد قواد (الحاكم بأمر الله) ويقال أن الطائفة تُنسب إليه وما زال الدروز حتى اليوم يلعنون (نشتكين) ويُجلون (أنوشتكين).
والدروز يُفضلون أن يطلق عليهم لفظ (الموحدين)، فإن كان (نشتكين) قد بشر بألوهية (الحاكم) فى وادي تيم ووجد بعض الأنصار الذين انخدعوا بدعوته وظل هؤلاء عنصر فساد فى صفوفهم ودعاة بدعه لما تنطوي عليه أهدافهم من سوء الطوية إزاء الإسلام، وقد لعب الدروز دوراً مشرفاً إبان المحن التى تعرض لها الوطن الإسلامي فحاربوا الصليبيين والتتار وواجهوا الفرنسيين أثناء الاستعمار، ويسكن الدروز حالياً بعض مناطق جبل لبنان وفى سوريه يكثرون فى جبل حوران وجبل السماق وجبل الأعلى وبعض قرى أنطاكية وبعض أقاليم فلسطين، ولأن الدروز فرقة إسماعيلية باطنية فهم لا يكشفون عن أمر عقائدهم وأئمتهم مما شجع الكثيرين من المزيفين أن يخترعوا بعض الرسائل وينسبوها للدروز، ورجال الدين الدروز معروفون بالزهد والتقشف والزهد لا يعنى التواكل بل هو هدوء وعفة وصدق ونزاهة وابتعاد عن الشهوات والمحرمات وإعراض عن بهارج الدنيا وزخارفها وبعد عن الحكام والسلطان.
وتلاوة وعبادة مع توخى كسب الحلال من الرزق الذى يقيم الأود ويسر الرمقة.
وكان (حمزة بن على) مؤسس العقيدة الدرزية قد وضع ميثاقاً ذهب فيه إلى تأليه (الحاكم بأمر الله) وتبعه بعض الناس وقد اتبعوا مصحفاً يسمى (مصحف المنفرد بذاته) وينص على تأليه (الحاكم بأمر الله) واقتباس بعض آيات القرآن وتحريف بعض جمله وتقليد إيقاعه، ويعتقون أن هذا المصحف منزل من (الحاكم) على وزيره (حمزة بن على)، والعقيدة الدرزية هي خليط من نظريات الفلاسفة القدامى وأفكارهم فأخذوا من فلسفة الهند والفراعنة وفارس واليونان.
ويمتاز مجتمعهم( ) على أنه قائم على النظام الطبقي الإقطاعي الريفي فالقرىخاضعة لشيخ القرية الذى يختاره الأمير وشيوخ القرى خاضعون للأمراء الذين يتوارثون الإمارة ولا يعترف الشعب بسلطة أحد سوى أمرائهم.
وأمراء الدروز كان يهمهم المحافظة على وجودهم وسلطانهم، أما من الناحية الدينية فطبقات المجتمع تنقسم إلى :
1- المشايخ الروحانيون الذى لهم حق البحث والكلام فى الروحانيات أو المذهب حيث أنهم الملمون به وهم :
الرؤساء: وهم فى أشد العبادة والورع للحاكم منهم من لا يتزوج حتى يموت ومنهم من لا يأكل اللحم فى حياته ومنهم من يصوم كل يوم حتى المساء.
الشراح: الذين يرخص لهم بالإطلاع على ما كتبه الأمير (التنوخى) أحد مشايخهم، ثم
الإجاويد: وهم الشريحة الأخيرة ويعرفون من أسرار دينهم أكثر مما يعرفه الجهال.
2- الجثمانيون: وهم لا حق لهم فى البحث فى الروحانيات وهم الأمراء والجهال.
وهذا التقسيم كله قائم على السرية التامة لمذهب أو عقيدة الدروز حتى عن الغالبية منهم.
العقيدة الدُرزية: ( ) تؤمن بالعقل الأرفع أو الكلى وهو على حسب قولهم (مصدر انبثاق كل الكائنات وهو عين بقائها فى هذا الوجود) وهو البداية والنهاية، وتقوم العقيدة على توحيد (الحاكم بأمر الله) وصدق اللسان والرضي بفعل الحاكم بأمر الله ثم التسليم لأمره فى السر والحدثان.
وحفظ الإخوان وترك العدم والبراءة من الأبالسة.
وهذه الفرائض هي بديلة عن الصوم والصلاة والزكاة والحج عند المسلمين، وللأعداد أهمية عندهم وخاصة العدد خمسة وسبعة، ويؤمن الدروز بعقيدة التقمص (بمعنى أن الإنسان إذا انتهت حياته وصعدت روحه فإنها لا تذهب للحياة البرزخية لكنها تتقمص مولوداً جديداً) والتقمص هو تقلب الروح فى شتى الأحوال لكن يتسنى لها أن تختبر الأحوال، والعقاب يكون مختلف الأنواع فى حياة الشخص القادم فى أدواره التالية فقد يكون العقاب فقراً أو تشويهاً أو شقاء أو النعمة والخير، وإذا كان الثواب والعقاب مرتبطين بالجنة والنار فإن الجنة عند (الموحدين) هي توحيد الخالق وثمارها المعرفة الحقيقية والجحيم هو الجهل والشر، أما النار الكبرى فهي غلبة الشقوة وهوى النفس الغالب عليها الجهل، ويوم الحساب فى العقيدة الدرزية، ليس يوم القيامة فالأرواح وتطورها إذا يبلغ التوحيد غايته من الانتصار على العقائد الشركية وينتهي الانتقال والمرور فى الأقمصة المادية لتتصل الأرواح الصالحة بالعقل الكلى كل على قدر تكاملها، أما العقاب فهو العذاب عن التقصير فى الوصول لهذه الدرجات.
والدرزية كانت- فى رأيهم – مذهباً إسلامياً ثم تطورت وأصبحت ديناً مستقلاً و (محمد) له مكانة محدودة عندهم وهو ليس إلا واسطة الرسالة، وللدروز خمسة أقطاب أخرهم (الحاكم بأمر الله). ولا يقبل الدروز أحد فى دينهم ولا يسمحون لأحد بالخروج منه، والدين الدرزى دين صوفى يعتمد على الداخليات والجواهر ولا يهتم بالشكليات.
والطهارة الداخلية أى النفسية الروحية هي الأساس أما الطهارة الخارجية فلا قيمة لها ورفعت عنهم الفرائض واستبدلت بتكاليف أخرى، فالصلاة عندهم خمس صلوات لكن ركعاتها تختلف فى العدد. والصوم عندهم معناه الامتناع عن الرفث وهو عشرة أيام فى ذي الحجة تنتهي بالعيد، والزكاة معطلة ولا حدود لها والحج لا يعتبر فريضة والحديث والسنة عندهم معطلان لا يؤخذ بهما، والطلاق عندهم مرة واحدة ولا يجوز للمطلقة أن تعود لزوجها أبداً، والوصية عندهم مطلقة لا يعتد فيها بالثلث، والإنسان عندهم مخير، لكن البعض عندهم لا يؤله (الحاكم بأمر الله) إنما يعتبرونه إمام مقدس ويشهدون بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويؤدون الصلوات والزكاة ويصومون ويحجون كباقي المسلمين وفى العصر الحالي فإن لديهم (المصحف المنفرد بذاته) بديلاً عن القرآن، وهم ينكرون جميع الأنبياء والرسل وشرائعهم وأن القرآن أوحى لسلمان الفارسي.
ويقول عنهم الإمام أبو زهرة (هم من الغلاة المتطرفين الذين تجاوزا حدود الإسلام وهم يستخفون بأعمالهم واعتقادهم من مجاوريهم و عشرائهم والله أعلم بحالهم).
ويقول عنهم ابن تيمية (هؤلاء الدرزية والنصيرية كفار باتفاق المسلمين لا يحل أكل ذبائحهم ولا نكاح نسائهم بل ولا يقرون بالجزية فهم مرتدون عن دين الإسلام ليسوا مسلمين ولا يهود ولا نصارى، وكفر هؤلاء مما لا يختلف منه المسلمون فمن شك فى كفرهم فهو كافر مثلهم لا هم بمنزلة أهل الكتاب ولا المشركين بل هم الكفرة الضالون).
ويقول د. محمد الخطيب فى كتابه الحركات الباطنية فى العالم الإسلامي " واضح أن هؤلاء القوم مرتدون عن الإسلام لتركهم عبادة الله تعالى وإنكارهم فرائض الإسلام وشرائعه ولابد من المطالبة بالعمل على نشر الإسلام بين صفوفهم وأن يُحال بينهم وبين مشايخهم الذين لا يزالون يصرون على هذه السخافات والضلالات الخرافية فتزول بذلك الغشاوة عن أعين الكثير منهم الذين يعيشون فى تخبط لا يجدون له نهاية. وهذا الشئ هو ما يطالب بها الشيخ محمد رشيد رضا فى أحد فتاويه.
المراجع :
1- إسلام بلا مذاهب، مصطفى الشكعة
2- الشيعة المهدي الدروز د. عبد المنعم النمر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى