* حرف الالف : ابن حجر- القلقشندى-ابن الفرات-الدمنهورى-أبو الهدى- السهر وردى-الكتبى- ابن فضل- العكبرى- ابن سعيد- ابن الجوزى- البيرونى- ابن عربى-المقريزى - ابن اياس
صفحة 1 من اصل 1
* حرف الالف : ابن حجر- القلقشندى-ابن الفرات-الدمنهورى-أبو الهدى- السهر وردى-الكتبى- ابن فضل- العكبرى- ابن سعيد- ابن الجوزى- البيرونى- ابن عربى-المقريزى - ابن اياس
ابن حجر العسقلانى
شهاب الدين ابو الفضل احمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني ، أصله من (عسقلان) بفلسطين ، مولده ووفاته بالقاهرة مؤرخ واديب وفقيه مصري ( 1361-1448 م ) ، نشأ يتيما في الفسطاط فكفله كبير تجار القاهرة الخروبي واصطحبه معه في اسفاره وحجه . وقد درس ابن حجر على شيوخ مكة مثلما درس على شيوخ الازهر ، ونبغ في تحقيق الحديث والرواية ، ونقل اساليبها الى التاريخ ، وقد تولى ابن حجر القضاء وعزل منه مرات ، وأمضى في القضاء إحدى وعشرين سنة .
علت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره ومن اهم مؤلفاته التاريخية ( فتح الباري في شرح البخاري) ( انباء الغمر بابناء العمر ) في الحوادث التي مرت بالعالم الاسلامي في حياته و ( الدرر الكامنة في اعيان المائة الثامنة ) في تراجم اعيان العالم الاسلامي في القرن الثامن الهجري ( أسباب النزول ) و (الإعلام بمن سمي محمداً قبل الإسلام ) و (بذل الماعون في أخبار الطاعون ) و (بلوغ المرام من أدلة الأحكام) و (نزهة الألباب في الألقاب) و (الأعلام فيمن ولي مصر في الإسلام ) و ( رفع الاصر عن قضاة مصر ) الذي ذيله تلميذه السخاوي و (الإعجاب ببيان الأنساب) . و (الإصابة في تمييز الصحابة) وغيرها ، توفي عن 79 عاماً
القلقشندى
شهاب الدين ابو العباس احمد بن علي بن أحمد الفزاري القلقشندي ثم القاهري. جغرافي واديب مصري ( 1355م-1418م). ولد في (قلقشندة) من قرى القليوبية قرب قليوب بالقرب من القاهرة في دلتا مصر في اسرة عربية اصيلة ، ودرس علوم الدين واللغة في الاسكندرية ، ودرس فيها فترة ،وفي عام 791 / هـ التحق بديوان الإنشاء ، وبعد ذلك تفرغ لاصدار كتبه التاريخية والادبية الكثيرة. واهم كتب القلقشندي هي الموسوعة الجغرافية التاريخية التي اختتم بها سلسلة موضوعات عهد المماليك ، وقد اسماها ( صبح الاعشى في صناعة الانشا) وجعلها في 14 جزءا . ثم انشأ لها مختصرا اسماه ( ضوء الصبح المسفر وجني الدوح المثمر ) . ْ
والمصدر الرئيسي لموسوعة القلقشندي ومختصرها هو مؤلفات العمري . فقد اخذ عنها القلقشندي منهجها وتبويبها ومعلوماتها ، ولكن موسوعة القلقشندي تتفوق على هذه المؤلفات بنظرتها النقدية وبما تحويه من وثائق هامة . وتتألف موسوعة ( صبح الاعشى ) من مقدمة وعشرة مقالات متفاوتة الطول وخاتمة ، وهي تبحث على الترتيب في مهنة الكتابة والجغرافية والتاريخ والمكاتبات الرسمية والمعاهدات والبعثات والاقطاعات وطرق النقل والمواصلات . ومن مؤلفات القلقشندي الاخرى ( نهاية الارب في معرفة قبائل العرب ) وهو معجم في الانساب رتبت فيه القبائل على احرف الهجاء ، وكتاب ( قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان ) وتوفى عن 65 عاما.ْ
ابن الفرات
ناصر الدين محمد بن عبد الرحيم بن علي المصري . مؤرخ واديب مصري ( 1335م - 1404م ). نشأ في القاهرة ودرس على شيوخها وعلمائها ودرس بها . انكب على دراسة التاريخ وألف فيه موسوعة ضخمة من تسعة اجزاء ، لاتزال مخطوطتها بمكتبة فيينا . وتبدأ موسوعته بالسنوات الاولى للهجرة ، وتنتهي في نهاية القرن 8 الهجري 1397م . وبعد تأليف كتابه ، بدأ ابن الفرات في تبييض موسوعته ، وهي المسماة ( تاريخ ابن الفرات ) ، أو ( تاريخ الدول والملوك ) ، مبتدئا بالجزء التاسع (1387م-1397م) ، فالثامن (1284م-1297م) ، فالسابع (1272م-1284م) ، ولكن ما ان بلغ السادس حتى ادركته الوفاة . وقد رتب ابن الفرات الحوادث حسب السنين ، وضمن تاريخه وثائق كثيرة ، وبآخر قائمة بوفيات العام . وموسوعته زاخرة بالمعلومات ، حتى وان كان اسلوبه وبعض الفاظه قد تأثرا بسمات العصر الذي عاش فيه .
الدمنهورى
الدمنهوري، أحمد بن عبد المنعم (1101 – 1190هـ/ 1689 – 1776م)
من مواليد مدينة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة . قدم الأزهر وهو صغير يتيم لم يكفله أحد فاشتغل بالعلم وجَدَّّ في تحصيله . اشتهر بالمذاهبي لأنه درس المذاهب الفقهية الأربعة وبرع فيها . تولى مشيخة الأزهر 1182هـ وظل بها حتى وفاته . كان عالماً موسوعياً إذ لم يكتف بدراسة علوم الدين بل عني أيضاً بالعلوم الطبيعية كالرياضيات والفلك والكيمياء والطب وعلم طبقات الأرض ، وله فها مصنفات عديدة منها : سبل الإرشاد إلى نفع العباد، كشف اللثام عن مخدرات الأفهام ، حلية اللب المصون في شرح الجوهر المكنون ، القول المفيد في شرح درة التوحيد ، عقد الفرائد فيما للمثلث من فوائد ، القول الصريح في علم التشريح ،رسالة عين الحياة في استنباط المياه
أبو الهدى الصيادى
هو السيد محمد أبو الهدى ابن السيد الإمام حسن وادي ، ابن خزام بن علي الخزام بن حسين برهان الدين ابن عبد العلام بن عبد الله بن محمود الصوفي بن محمد برهان بن حسن الغواص بن محمد شاه بن محمد خزام بن نور الدين بن عبد الواحد بن محمود الأسمر بن حسين العراقي بن إبراهيم العربي بن محمود بن عبد الرحمن شمس الدين ابن عبد الله قاسم نجم الدين المبارك ابن محمد خزام السليم ابن شمس الدين عبد الكريم بن صالح عبد الرزاق بن شمس الدين محمد بن علي صدر الدين ابن القطب الجواد السيد عز الدين أحمد الصياد ـ سبط النفس النفيسة الرفاعية ـ ابن ممهد الدولة عبد الرحيم بن عثمان بن حسن بن عسلة بن الحازم بن أحمد بن علي المكي بن رفاعة الحسن بن المهدي بن محمد أبي القاسم بن الحسن بن الحسين بن أحمد بن موسى الثاني ابن إبراهيم المرتضى ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فتىً جمعَ التقوى ، ففي حشوِ بُرْدِهِ *** جنيدٌ وسهْلٌ والسريُ وابنُ أدهما
وضمَّتْ إليهِ همةٌ هاشميةٌ *** لأخلاقِ خيرِ الرسلِ نُسْكَ ابنِ مريما
حلفتُ بمن طافَ الحجيجُ ببيتِهِ *** وقد وردوا غِبَ الظما ماءَ زمزما
لئن كان فوق الأرضِ قطبٌ فإنه *** هو القطب ، أو لا فهو لا شك في السما
ولد رضي الله عنه في ( خان شيخون ) من أعمال ( معرة النعمان ) من أبوين صالحين ، فأبوه السيد حسن وادي من أعيان ووجهاء أهل البيت القائمين بالوراثة النبوية عن جدهم المصطفى صلى الله عليه وءاله وسلم ، وكانت أم السيد المترجَم يُضرَب بها وبأختها المثل في التقوى ، وقد حلفت أنها ما أرضعت ولدها إلا وهي على وضوء .
بلغ ستة أعوام فقرأ القرءان الكريم بثلاثة أشهر ، وفي سن السابعة أتقن علم التجويد والقراءات وكتب وأحسن الكتابة ، وقرأ الغاية وشرحها في المذهب الشافعي ، ثم قرأ علم العربية وعلم الفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه وأكثر من قراءة علوم الأدب واللغة والأصول والحديث والتفسير ، وتوسع في الفنون ، وحفظ أكثر المتون ، وتبحر في علوم الباغة والتاريخ والنسب والبيان والبديع ، وطال باعه في التصوف .
توجه سنة 1281 هـ إلى دار الخلافة ( إسلامبول ) فأحيلت لعهدته نقابة أشراف " جسر الشغور " ، ثم لا زال يترقى إلى أن تقلد المشيخة والإفتاء للدولة العلية العثمانية .
ءاثاره البيضاء أكثر من أن تعد ، ومؤلفاته زادت على المائتين ، توفي سنة 1327 هـ ودفن في ( إسلامبول ) ثم نقل جثمانه إلى حلب حيث رقد بجوار أبيه في زاويتهم المعمورة بالنور ، والتي صارت الآن مقراً لإفتاء حلب .
السهر وردى العراقي
ابو الفتوح ( ابو حفص ) عمر بن عبد الله بن عبد الله بن يحيى بن حبيش بن عموية بن امبرك ينتهي نسبه إلى أبي بكر الصديق الملقب بشهاب الدين المقتول . فقيه شافعي واعظ من كبار رجال الصوفية فيلسوف اشراقي عراقي . ولد في سهرورد ، (سَهَر وَرَد ) ، زنجان ، عراق العجم في عام 1155م ، وقتل في حلب عام 1191م كان شيخ الشيوخ في بغداد أوفده الخليفة إلى عدة جهات رسولا وأقعد في آخر عمره فكان يحمل في محفة إلى الجامع
درس علم الفلسفة والدين على مجد الدين البيلي في مراغة ، وعاش متنقلا بين مدن فارس والعراق وسوريا ، وكان « أوحدا في العلوم الحكمية ، جامعا للفنون الفلسفية ، بارعا في الاصول الفلكية ، مفرط الذكاء ، جيد الفطرة ، فصيح العبارة ، لم يناظر احدا الا غلبه ، ولم يباحث محصلا الا زاد عليه .. » . وقد حنق عليه شيوخ حلب وشكوه الى صلاح الدين عاملين له محضرا بكفره ، وقالوا : « إن بقي هذا فإنه يفسد اعتقاد الملك الظاهر بن صلاح الدين الايوبي ، وان اطلق فانه يفسد أي ناحية كان بها في البلاد » . فأمر صلاح الدين ابنه الظاهر بقتله ، واختار السهروردي ان يترك في مكان منعزل وان يمنع عنه الطعام والشراب حتى يموت ، ولم يكن قد جاوز السادسة والثلاثين من عمره .َ
وقد قيل ان السهروردي قد جمع بين حكمة الفرس ، وفلسفة اليونان ، وسلوك الصوفية . وانه انتهى الى فلسفته الاشراقية والتي اسماها بـ ( علم الانوار ) ، وطريق هذه الفلسفة هو الذوق ، ووسيلتها لغة رمزية استخلص السهروردي الفاظها عن الفارسية القديمة. وتعود اصول فلسفة الاشراق الى محاولات الفلاسفة المسلمين التوفيق بين فلسفة اليونان وتعاليم الاسلام . فقد اراد الكندي ان يجد الوحدة والتطابق بينهما ، ولكن ابن سينا انحاز شيئا ما ناحية الفلسفة اليونانية. أما السهروردي فقد انحاز ناحية افلوطين. ومضمون فلسفته المتأثرة بالفيض الافلوطيني انه يوجد في قمة الوجود ( نور الأنوار ) الذي يفيض عنه النور الابداعي الاول ، ثم عن هذا يفيض الثاني والثالث والرابع الى ما لا نهاية . ويسمي السهروردي هذه الانوار ( الانوار الطولية ) ، وعن اشعة هذه الانوار تتكون في النهاية ( العقول العرضية ) وهي التي تؤلف (عقول) أو ( أنوار ) عالمنا الارضي ، وهو عالم اوسط ، او محطة روحية وسطى يسمي السهروردي عالمها بـ ( عالم البرازخ ) . وهذه المحطة الروحية تتوسط بين عالم الحس ، او عالم الظلمات ، وعالم العقل او عالم الانوار العقلية الخالصة.َ
وغاية المذهب الاشراقي ان يرسم الطريق العقلي للتطهر وللوصول الى الحضرة النورانية، ويتحد الوجود هنا بالمعرفة الاشراقية ، لاسيما ونحن بصدد عالم كله انوار جوهرية. َ وقد لخص السهروردي فلسفته في ( حكمة الاشراق ) الذي يتألف من مقدمة و جزأين ، والجزء الاول في مشكلات المنطق والطبيعة ، والثاني في تخطيط العالم العقلي النوراني. وقد الحق السهروردي بكتابه قصة ادبية وصوفية رمزية اسماها ( قصة القرية الغربية ). َ
وللسهروردي ايضا ( هياكل النور ) الذي يتألف من سبع هياكل يرمز كل هيكل منها لاحدى منافذ المعرفة الانسانية ، و ( التلويحات اللوحية والعرشية ) الذي اكمله في ( المقاومات ) و ( الالواح العمادية ) و ( المعارج ) و ( المشارع والمطارحات) . وللسهروردي في التصوف ( جذب القلوب الى مواصلة المحبوب ) و (عوارف المعارف) . ويتألف ( العوارف ) من 63 بابا توضح سير الصوفية واعمالهم واحوالهم وسلوكهم واصولهم ومبادئهم
الكتبى
هو صلاح الدين محمد بن شاكر بن أحمد بن عبد الرحمن الكتبي الداراني الدمشقي ابن شاكر الكتبي . مؤرخ وكتبي سوري (1287م-1362م). ولد في ( داريا ) من قرى دمشق ونشأ في حلب ودرس فيها وفي دمشق ، ثم اتخذ الى جانب كتابة التاريخ تجارة الكتب .وكان فقيرا جدا واشتغل بتجارة الكتب فربح منها مالا طائلا وقد الف ( عيون التاريخ ) وذيلا لكتاب ابن خلكان ( وفيات الاعيان ) جعل اسـمه ( فوات الوفيات ) . َ
ابن فضل الله العمرى
العُمَري ، ابو العباس شهاب الدين احمد بن يحيى بن فضل الله الدمشقي . جغرافي واديب مصري 1301 - 1349 م. ولد في دمشق من اسرة مصرية يرجع نسبها الى عمر بن الخطاب ، ولذلك عرف بالعمري . تلقى تعليمه بالقاهرة والاسكندرية والحجاز ، ثم خدم في ديوان الانشاء ، وعين قاضيا بالقاهرة ، ولكن السلطان الناصر غضب عليه ، فترك البلاد الى دمشق حيث توفي وهو لايزال في الاربعينيات من عمره .َ
وفي مؤلفات العمري من النقل اكثر ما فيها من الاصالة ، واهم هذه المؤلفات ( التعريف بالمصطلح الشريف ) الذي نقح بعد ذلك وتغير اسمه الى ( تكثيف التعريف بالمصطلح الشريف ) ، والموسوعة الجغرافية التاريخية ( مسالك الابصار في ممالك الامصار ) والمسماة احيانا ( اخبار الملوك ) ، والتي قيل انها كانت في 32 جزءا. ويهتم العمري في موسوعته ( المسالك ) اهتماما خاصا بتاريخ وعمارة المساجد ، فيورد اوصاف الكعبة ، والمسجد الاقصى ، والمسجد النبوي ، والمسجد الأموي . وللعمري كذلك ( الدرر الفرائد ) وهو مختصر ( قلائد العقبان ) لابن خاقان ، وكتاب ( ممالك عباد الصليب ) الذي يضم وصف الاحوال السياسية والاجتماعية في فرنسا والمانيا والبندقية وجنوة وهو من الكتب الاسلامية القليلة التي تهتم بغير البلاد الاسلامية.َ
العكبرى
هو عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري. أبو البقاء محيي الدين. أصله من (عكبرا) - بلدة شرقي دجلة بين بغداد والموصل. فقيه حنبلي, عالم بالأدب واللغة والحساب والفرائض. أخذ هذه العلوم عن مشايخ عصره في بغداد وسمع الحديث من أئمته. أصيب بالجدري في صغره فعمي, وكانت طريقته في التأليف أن يطلب الكتاب في الموضوع الذي يريده فيقرؤه عليه بعض تلاميذه ثم يملي ما تجمع في فكره. صنف على هذه الطريقة كتبا منها: (شرح ديوان المتنبي) و (اللباب في علل البناء والإعراب) و (شرح اللمع لابن جني) و (التبيان في إعراب القرآن) و (إعراب الحديث) و (إعراب ديوان الحماسة) لأبي تمام و (شرح المفصل للزمخشري) و (شرح المقامات الحريرية) وصنف في الحساب (الاستيعاب في علم الحساب) وغير ذلك. توفي عن 68 عاما.
ابن سعيد
ابو الحسن علي بن موسى القنسي . مؤرخ واديب وجغرافي اندلسي . ولد قرب غرناطة عام 1214م ، وتوفي في دمشق عام 1274م. ينتسب الى اسرة عريقة من اهل الادب ، وقد ورث حب الكتب والاطلاع والتأليف عن أبي عمران موسى بن محمد بن سعيد . وقد اشترك بنو سعيد في تأليف كتاب حافل عن الادب العربي في شتى البلاد هو ( المغرب في حلى المغرب ) على أساس من كتاب في نفس الموضوع الفه ابراهيم الحجاري يسمى ( المسهب ) . وقد جد في هذا العمل ابو عمران موسى بن سعيد ، ثم تولى اكمال الكتاب علي بن سعيد هذا الذي نتحدث عنه . وقد ولد ابن سعيد في قلعة يخصب بالاندلس ودرس في اشبيلية ، ثم رحل مع اسرته الى المشرق للحج ، وتوفي ابوه في الاسكندرية وواصل هو رحلته الى القاهرة ، وفيها التقى بابن النديم ، الاديب الحلبي الشهير ، فانتقل الى حلب ثم دمشق فالموصل والبصرة و ارجان ثم عاد الى مصر . َ
وقد وصف ابن سعيد مكتبات بغداد الست والثلاثين بحماس واعجاب شديدين . وفي طريق عودته اطال ابن سعيد الاقامة في تونس راجيا ان يساعده ابن عمه احمد بن سعيد وكان ذا حظوة لدى الخليفة المستنصر ، ولكن ابن عمه لم يكرم وفادته فعاد الى المشرق وانصرف الى التأليف واكمال كتاب ( المغرب في حلى المغرب ) حتى توفي في دمشق . وقد دافع ابن سعيد عن الاندلس دفاعا حارا في رسالة مشهورة له في فضل الاندلس اوردها المقري في ( نفح الطيب ) ذيلا على رسالة ابن حزم في فضل الاندلس ايضا . ووضع ابن سعيد مدن الاندلس في مرتبة تعلو على مراتب المدن الاخرى . َ
ولابن سعيد مؤلفات تاريخية وجغرافية وادبية كثيرة اكبرها واشهرها كتاب ( فلك الارب المحيط على لسان العرب ) الذي بدأه ابوه وأتمه هو . وكتاب ( جغرافية الاقاليم السبعة ) واسمه الحقيقي هو ( بسط الارض في طولها والعرض ) ، وقد نشرت معظم اجزاء كتاب ( المغرب في حلى المغرب ) وهو نصف كتاب ( فلك الارب ) ، اما نصفه الآخر وهو ( المشرحة في المشرحة ) فيبدو ان ابن سعيد لم يكتبه لانه لم يعثر له على اثر .
ابن الجوزى
هو جمال الدين بو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن على بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادي بن أحمد بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، القرشي التيمي البكري البغدادي الفقيه الحنبلي الحافظ المفسر الواعظ المؤرخ الأديب المعروف بابن الجوزي، . مؤرخ وموسوعي واديب عراقي (1116-1200م).
ولد العلامة ابن الجوزي "بدرب حبيب" الواقعة في بغداد، واختلف في تاريخ ولادته:
قيل: سنة 508، وقيل سنة 509، وقيل سنة 510 هجرية، والأرجح أنه ولد بعد العشرة كما يظهر ذلك في بعض مؤلفاته في الوعظ، حيث يقول: أنه بدأ التصنيف سنة 528هـ، وله من العمر 17 سنة ولما نقل عنه أيضا في ذيل تاريخ بغداد لابن النجار (أنه كان يقول: لا أتحقق مولدي غير أنه مات والدي في سنة 514هـ، وقالت الوالدة كان لك من العمر ثلاث سنين)
نشأ في بغداد ودرس على مشايخها ، وكان امام عصره في الحديث والوعظ ، ولكنه الف في فنون شتى وترك ما يزيد على مائة مؤلف في التراجم والسير والتاريخ والجغرافيا والطب والفقه والحديث والتصوف . اهم كتبه ( المنتظم في تاريخ الامم ) ، وهو تاريخ عام من بدء الخليقة حتى عام 1173 م و ( الذهب المسبوك في سير الملوك ) و ( مثير عظم الساكن الى اشرف الاماكن ) و ( تبصرة الاخبار في نيل مصر واخوانه من الانهار ) و ( منير الغرام الى ســـاكن الشام ) .
التبريزى
ابو زكريا يحيى بن علي بن محمد بن الحسن بن بسطام الشيباني التبريزي المعروف بالخطيب التبريزي (من أهل تبريز وإليها نسبته) من كبار علماء اللغة والأدب العرب . ولد في تبريز بشمال ايران عام 1030 م ، وتوفي ببغداد عام 1108 م. قصد فيلسوف المعرة ابا العلاء المعري وأخذ عنه وعن الجرجاني . من مؤلفاته: ( شرح ديوان الحماسة لأبي تمام ) و ( تهذيب اصلاح المنطق ) ، و ( تهذيب الالفاظ ) ، و ( شرح سَقط الزند للمعري ) َ
البيرونى
ابو الريحان محمد بن احمد الخوارزمي الملقب ببرهان الحق . فيلسوف ومؤرخ وطبيب وكيميائي ورياضي وفلكي ومنجم خوارزمي . ولد في خوارزم في عام 973 م ، وتوفي في بغداد عام 1051 م.
ولد في قرية من ضواحي مدينة كاث عاصمة دولة خوارزم. ولكن لا يعرف نسبته على وجه التحديد، كما أشار هو نفسه بقوله "أنا في الحقيقة لا أعرف نسبتي... ولا أعرف من كان جدي".
نشأ في خوارزم ودرس فيها علوم النبات على عالم اغريقي ، ثم تركها في حوالي سن العشرين الى سواحل بحر قزوين فرارا مما الم بها من اضطرابات. وفي موطنه الجديد التقى باستاذه الثاني ابي سهل عيسى المسيحي . وبعد ذلك طوف البيروني ، وعاش سنوات كثيرة في فارس والهند ، ودرس فلسفتها بالاضافة الى الفلسفة الاغريقية . وقد اشاد بالاخيرة اذ قال : ان الفلسفات الاخرى لم تنجب مثل سقراط . َ
وينسب البيروني الى بيرون ( الآن في باكستان ) ، وقد كانت له محاورات كثيرة مع ابن سينا . وتدل محاوراته على حدة مزاجه ، وعلى صعوبة حياته في بدئها . وقد اكثر في مراسلاته من الشكوى ، ولكن حياته تحسنت بعد ذلك حين استقر في البلاط الغزنوي . َ
وقد اثر الرازي بشدة في البيروني حتى الف عنه كتابا، ولكن البيروني لم يستطع ان يوافق الرازي تماما في معتقداته. وكان البيروني شيعيا ثم انقلب سنيا ، وكان شديد التعصب لجنسه ، والاحساس بقوميته ، والافتخار بذاته. ومع ذلك فقد صرح بان عربية زمانه اقدر على نقل علوم زمانه من فارسيتها ، وقد كتب البيروني بالعربية حوالي نصف مؤلفاته ، ولكن كانت له تحفظات خصوصا على الكتابة العربية وكان يشكل اسمه كلما كتبه بفتح الباء واتسكين الياء. َ
ومع عمق افكار البيروني ، اتسم اسلوبه في العربية بشدة التعقيد والايجاز . وقد اهمل البيروني في عصره ومن بعد ذلك في المشرق الاسلامي ، ولم يعرف قط في الاندلس ، ولم يترجم الى اللاتينية في العصور الوسطى . فلم تعرفه اوربا الا في القرن التاسع عشر الميلادي ، ولم ترتفع مكانته بين العرب الا بعد ارتفاعها في الغرب . وهو عند روزن « لا مثيل له في الادب العلمي القديم او الوسيط في الشرق او الغرب » . وقد اطلق المستشرق الفرنسي سارتون على زمانه ، أي من منتصف القرن 10 الى منتصف القرن 11 م ، اسم « عصر البيروني » . َ
وقد ألف البيروني في الرياضيات والفلك والتنجيم والتاريخ والجغرافيا والجيولوجيا والصيدلة والطبيعيات وغيرها من العلوم . وقد وصف ياقوت الحموي تراثه بانه كان يفوق حمل بعير. كما يعد البيروني من اعظم العلماء الموسوعيين في كل العصور . وقد قدرت مؤلفاته بحوالي 180 مؤلفا ما بين كتاب ومقالة ورسالة . واهم هذه المؤلفات ( استخراج الاوتار في الدائرة بخواص الخط المنحني الواقع فيها ). وقد حدد البيروني فيه طول وتر الدائرة ، واوجد وتر العشر فيها. وحدد جيب 18ْ ، فقدره بما يساوي 0.30915 وهو في جداولنا الحاضرة 0.3090 ، كذلك اشتغل لبيروني باوتار الاقواس ، فاوجد قيمة وتو 20ط/9=0.68404027 ، وهي في جداولنا الحاضرة تساوي 0.68404028 ، وقد حاول البيروني تثليث الزاوية . واوجد معادلة لحساب نصف قطر الارض قاعدة البيروني وهي : س = (ف-جنان)/(1-جنان) . َ
كذلك الف البيروني ( القانون المسعودي في الهيئة والنجوم ) , وقد حذا فيه حذو مؤلفات بطليموس ، وجعله من مقدمة وثلاثة اجزاء . ويشتمل ( القانون المسعودي )على 11 مقالة و135 بابا. ويبحث الجزء الاول منه (4 مقالات ) في الكون والاثير والارض والتقاويم ). والثاني (4 مقالات ) في البلدان والمسافات وحركات الشمس والكواكب والكسوف والخسوف . والثالث ( 3 مقالات ) في صور السماء . وقد قيل انه لما اهدى البيروني كتابه للسلطان مسعود ، سير له السلطان ثلاثة جمال محملة بالفضة ، فردها له البيروني قائلا انه انما يخدم العلم للعلم لا للمال. َ
ومن مؤلفات البيروني في الفلك ( العمل بالاسطرلاب ) و ( تقاليد الهيئة ) ، وكذا رسائله ( المتفرقة في الهيئة ) التي جمعت 11 رسالة مختلفة منها ( اقامة البرهان على الدائرة للبوزجاني ) و ( كيفية تسطيح الكرة للصاغاني ). وللبيروني في التنجيم ( التفهيم لاوائل صناعة النجوم ) ، وفي الجيوكيمياء ( الجماهر في معرفة الجواهر ) الذي يتألف من قسمين . الأول منهما لغوي ، يبحث في كل ما قيل في الجواهر والفلزات من ادب وشعر . والثاني يرتب الاحجار الكريمة الى ياقوت ، وبدخشي ، وبياجاذي ، والماس ، وستياذج ، ولؤلؤ ، وزمرد ، وفيروز ، ويقسم الفلزات الى زئبق ، وذهب ، وفضة ، ونحاس ، وحديد ، واسرب ، وخارصين ، وشبة ، ونحاس ابيض ، ونحاس مسبوك . وقد اهدى البيروني كتابه ( الجماهر ) للملك ابي الفتح مودود بن مسعود . وقد حدد البيروني الوزن النوعي لثمانية عشر معدنا وحجرا، وانكر امكان تحويل المعادن ، وتجاهل الخواص السحرية للاحجار . َ
وقد انتقل الينا من مراسلات البيروني مع ابن سينا حوالي 20 رسالة . وله في التاريخ العام ( الآثار الباقية عن القرون الخالية ) الذي لقي تقديرا كبيرا في اوربا . وله عن الهند الى جانب ( راشيكات الهند ) كتاب تاريخي شهير هو ( تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة او مرزولة ). وقد عرف البيروني ان سهول الهند كانت مغمورة بالمياه ، وان رواسب البحر قد ترسبت فوقها . والى هذا قام البيروني بمحاولات جادة لتسطيح الصور ، وتبسيط رسم الخرائط الجغرافية . َ
وقد الف البيروني في الصيدلة ( كتاب الصيدلة في الطب ) الذي يتضمن خصائص العقارات المستخلصة من النباتات والاعشاب والحيوانات والمعادن . وفي الكتاب فصول عن واجبات واعمال الصيدلي
ابن عربى
ابو بكر محمد بن علي بن محمد الحاتمي الطائي الاندلسي المعروف بمحيي الدين . فيلسوف واديب وفقيه وصوفي اندلسي . لقب بالشيخ الاكبر . ولد في مرسية بالاندلس عام 1165م ، وتوفي في دمشق عام 1240م. نشأ في مرسية ، ودرس فيها وفي اشبيلية ، ثم زار مصر والشام وتركيا والعراق وشبه الجزيرة العربية ، واستقر في دمشق وتوفي بها . وقد لقب ابن عربي بالشيخ الاكبر ، وبشيخ الصوفية ، ورأس مدرسة صوفية متميزة ، واشتهر بمذهبه في وحدة الوجود والاديان ، وهو يكاد يوحد بين الاديان كلها ، فالدين عنده لله ، والديانة الصحيحة هي ان يتقبل الانسان جميع صور العبادات . َ
وكان ابن عربي ظاهريا في العبادات والمعاملات ، وباطنيا في العقائد ، وكان يستخدم رموزا كثيرة في كتاباته ، ويجيز تطبيق المنهج التشككي الى حد كبير . وقد اتهم ابن عربي بالتأثر بإلهيات الاغريق ، واتهمه ابن تيمية وابن حجر العسقلاني بالالحاد ، وحرم السيوطي النظر في كتبه . وقد كتب ابن عربي حوالي 200 مؤلف ، وقيل 400 ، أهمها : ( الفتوحات المكية ) ، وهو اكبر واهم كتبه ، وربما اهم واكبر كتب الصوفية بلا استثناء . وهو في عشرة اجزاء و560 بابا ، وقد ذكر ابن عربي انه ثمرة ما فتح الله به عليه وهو في مكة ، وانه قد ضمنه معارف الهامية يبثها الله في قلوب من شاء . َ
ومن اهم مؤلفات ابن عربي الاخرى ( فصوص الحكم ) الذي جعله من 27 فصا ، قرن كل فص منها باسم نبي وبفكرة تتصل به . وكذا ( ذخائر الاعلاق في شرح ترجمان الاشواق ) الذي كتبه لدفع المطاعن والشكوك عن نفسه ، وعبر فيه نظما عن احساساته في الحب الالهي ، ثم تولى بنفسه شرح ما نظمه . وله ايضا ( محاضرة الابرار ومسامرة الاخيار ) ، و ( جامع الاحكام ) .
المقريزى
ابو العباس تقي الدين احمد بن علي بن علاء الدين بن محيي الدين بن تميم الحسيني . مؤرخ وموسوعي مصري ولد في القاهرة عام 1364م ، وتوفي فيها عام 1442م .ينسب الى حارة المقارزة ، احدى حارات بعلبك بسوريا ، ولكنه ولد ونشأ في القاهرة ، وقد رباه فيها جده لامه ، وقد نشأ حنفيا ثم تحول الى الشافعية ، وخدم الملك الظاهر برقوق متوليا له الخطابة ، وامانة الجامع الحاكم ، وديوان الانشاء والقضاء ، وحسبة القاهرة ، ثم الوجه البحري . ولكنه نحي عن الوظيفة الاخيرة مرتين ثم اعيد اليها . ورحل بعد ذلك الى سورية ، فزار دمشق مع الملك الناصر ، وبقي فيها عشر سنوات متوليا نظارة اوقاف البيمارستان النوري ، ثم عين نائبا لحاكم دمشق . كذلك أمضى حوالي خمس سنوات في مكة ، ولكنه عاد بعد ذلك الى القاهرة وانقطع فيها للكتابة . وقد وصف المقريزي بشيخ المؤرخين ، ومؤرخ الديار المصرية ، ويتناول تاريخه فترة هامة من فترات التاريخ الاسلامي ، هي فترة انتهاء الحروب الصليبية . وقد قيل انه الف حوال 200 كتاب اكثرها في التاريخ . واهم هذه الكتب ( المواعظ والاعتبار في الخطط والآثار ) المعروف باسم ( خطط المقريزي ) .َ
و ( المواعظ ) هو الكتاب الوحيد الذي انتقل الينا في تفاصيل العصر الفاطمي ، وهو في اربعة اجزاء . الأول عن الديار المصرية ، ومرافقها ، وخراجها . والثاني في العواصم الاسلامية الاخرى . والثالث عن القاهرة . والرابع عن التعليم في مصر . والمقريزي هو اعظم مؤرخي ( الخطط ) ، أي الأحياء السكنية الشعبية ، واغزرهم مادة وافضلهم عرضا . وقد تقابل مع ابن خلدون ودرس مقدمته ، وتعرض في كتاباته للتاريخ والسياسة مثلما تعرض للاقتصاد والاجتماع والحياة الفكرية . وقد ظهر هذا في ( الخطط ) كما في ( اغاثة الامة بكشف الغمة ) . َ
وللمقريزي في تاريخ مصر ايضا ( البيان والاعراب عما بارض مصر من الاعراب ) ، و (تاريخ الاقباط ) ، و ( تاريخ الجيش ) . وله في التاريخ العام ( الخبر عن البشر ) ، و( السلوك في معرفة دول الملوك ) ، الذي يهتم بعهد الايوبيين ، و ( الالمام في تأخر من بأرض الجيش من ملوك الاسلام ) ، و ( الطرفة الغريبة في اخبار حضرموت العجيبة ) ، و ( اسقاط الحنفاء في اخبار الائمة والخلفاء ). َ
وللمقريزي ايضا رسالة في الاوزان والاكيال ) ، وهي من مقدمة وثماني فصول في اوزان ونقود مكة والمدينة والمدن الاخرى . وكذا ( النقود الاسلامية القديمة ) ، وهي في انواع النقود واوزانها ، والخراج والمكوس منذ الجاهلية . وله ايضا ( نحلة عبر النحل ) عن النحل وفوائده ، وأنواع الزهور التي يقع عليها .
ابن اياس
محمد بن احمد بن اياس زين الدين الناصري الجركسي الحنفي. مؤرخ وجغرافي مصري . ولد في القاهرة في عام 1448 م وتوفي فيها عام 1524 م. كان جده مملوكا تركيا او شركسيا بيع للسلطان برقوق وخدم بين تلاميذه ، ولكنه اعتق ثم اثرى والده ثراء كبيرا واختلط بوجهاء واعيان القاهرة . ولنشأته الميسرة هذه ، تتلمذ ابن اياس على السيوطي ، ولم تتدفعه الحاجة قط الى مزاولة عمل محدد يكتسب منه. وقد سهل له هذا الامر ان يكون محايدا في كتاباته ، ومع ذلك ففي احكامه بعض القسوة ، واسلوبه مسجع ولكن بسيط واقرب الى العامية. ومع افتقار ابن اياس الى الدقة ، فهو مؤرخ وحيد لعصر اضمحلال المماليك وهو آخر مؤرخيهم ، اذ هو قد شهد الفتح العثماني عام 1517 م ووصفه وصف العين. وقد وضع ابن اياس تواريخه على صور شتى ، فمن مسوداتها ما هو طويل وقصير ووسط . وهناك اختلافات كبيرة بين نصوص مسوداته المحفوظة بدار الكتب المصرية والآستانة و بون و ليننغراد. وقد وصل ببعض كتاباته حتى عام 1522 م. َ
واهم مؤلفات ابن اياس ( بدائع الزهور في وقائع الدهور ) الذي يوجز في عرض عصر قايتباي ويسهب فيما يليه. وقد سرد ابن اياس بعض حوادثه بالعامية ، ولاحظ فساد القضاء والجيش والادارة قبيل الغزو العثماني . وانفرد ببعض الملاحظات الذكية ووصف احوال المجتمع المصري واختلاف طبقاته . وقد وصف نتيجة معركة ( مرج دابق ) بين السلطان سليم وطومان باي بقوله « وزال ملك الاشرف الغوري في لمح البصر فكأنه لم يكن ، فسبحان من لا يزول ملكه .. ثم قام نعي السلطان ومن معه من الامراء والاعيان الذين قتلوا وصار في كل حارة وزقاق وشارع من القاهرة صراخ وبكاء ورجت القاهرة وضجت الناس واضطربت الاحوال وكثر القيل والقال » .
وقد صور ابن اياس شجاعة طومان باي وجيشه في الدفاع عن مصر ، ثم فظائع الجند الاتراك ، وسفكهم للدماء ، وهتكهم للحرمات والاعراض ، ونهبهم لكل ثمين في البلاد. ولكنه عاد بعد وفاة السلطان سليم للترحم والدعاء له ، وبتلقيبه بالملك المظفر وبالدعاء لولده وخليفته بالنصر. َ
ولابن اياس في الجغرافيا ( نشق الازهار في عجائب الاقطار ) وهو قصة الكون منذ الخليقة ، وعجائبه واخباره حتى عصره . وله ( مرج الزهور في وقائع الدهور ) . ويعتبر الكتابان الاخيران من الكتب المشوشة التي نقل ابن اياس نبذها في مختلف المواضيع ومن كل مكان . وقد وصف اماري الكتاب الاول بانه نقلي ثانوي . ويستشهد كراتشكوفسكي بما كتبه ابن اياس عن المحيط الاطلنطي بعد قرن كامل من اكتشاف كولومبس لامريكا بأنه : « .. لا يعلم عنه شيء .. لأن أحدا لم يجرؤ على الضرب فيه » كي يدين المؤلف والمجتمع الذي عاش فيه
الصفدى
أبو الصفا خليل بن إيبك الصفدي. ولد في ( صفد ) وعاش في دمشق .
شاعر مشهور ، تولى كتابة الإنشاء بالقاهرة ودمشق وكتابة السر بحلب. ساد في النظم والنثر وكتب الحظ المنسوب ( فائق الجودة ) وبرع في النحو واللغة والأدب والإنشاء. ألف كتبا عديدة منها ( الوافي بالوفيات ) و ( خلوة المحاضرة في جلوة الذاكرة ) (كتاب جناس الأجناس ) ( شرح لامية العجم ) ( نكت الهميان في نكت العميان ) ( زهر الخمائل في ذكر الأوائل ) ( أعيان العصر في أعوان النصر ) ذكر فيه من مات في عصره من الأعيان وغير ذلك.
توفي في دمشق عن / 68 / عاما. رثاه الشيخ جمال الدين بن نباته فقال
فقــدت مـن الخـلان قومـا سـألتهم
دوام الوفـــا , إن الوفــاء قليــل
وإن افتقــادي واحــدا بعـد واحـد
دليــل عــلى أن لا يــدوم خـليل
شهاب الدين ابو الفضل احمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني ، أصله من (عسقلان) بفلسطين ، مولده ووفاته بالقاهرة مؤرخ واديب وفقيه مصري ( 1361-1448 م ) ، نشأ يتيما في الفسطاط فكفله كبير تجار القاهرة الخروبي واصطحبه معه في اسفاره وحجه . وقد درس ابن حجر على شيوخ مكة مثلما درس على شيوخ الازهر ، ونبغ في تحقيق الحديث والرواية ، ونقل اساليبها الى التاريخ ، وقد تولى ابن حجر القضاء وعزل منه مرات ، وأمضى في القضاء إحدى وعشرين سنة .
علت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره ومن اهم مؤلفاته التاريخية ( فتح الباري في شرح البخاري) ( انباء الغمر بابناء العمر ) في الحوادث التي مرت بالعالم الاسلامي في حياته و ( الدرر الكامنة في اعيان المائة الثامنة ) في تراجم اعيان العالم الاسلامي في القرن الثامن الهجري ( أسباب النزول ) و (الإعلام بمن سمي محمداً قبل الإسلام ) و (بذل الماعون في أخبار الطاعون ) و (بلوغ المرام من أدلة الأحكام) و (نزهة الألباب في الألقاب) و (الأعلام فيمن ولي مصر في الإسلام ) و ( رفع الاصر عن قضاة مصر ) الذي ذيله تلميذه السخاوي و (الإعجاب ببيان الأنساب) . و (الإصابة في تمييز الصحابة) وغيرها ، توفي عن 79 عاماً
القلقشندى
شهاب الدين ابو العباس احمد بن علي بن أحمد الفزاري القلقشندي ثم القاهري. جغرافي واديب مصري ( 1355م-1418م). ولد في (قلقشندة) من قرى القليوبية قرب قليوب بالقرب من القاهرة في دلتا مصر في اسرة عربية اصيلة ، ودرس علوم الدين واللغة في الاسكندرية ، ودرس فيها فترة ،وفي عام 791 / هـ التحق بديوان الإنشاء ، وبعد ذلك تفرغ لاصدار كتبه التاريخية والادبية الكثيرة. واهم كتب القلقشندي هي الموسوعة الجغرافية التاريخية التي اختتم بها سلسلة موضوعات عهد المماليك ، وقد اسماها ( صبح الاعشى في صناعة الانشا) وجعلها في 14 جزءا . ثم انشأ لها مختصرا اسماه ( ضوء الصبح المسفر وجني الدوح المثمر ) . ْ
والمصدر الرئيسي لموسوعة القلقشندي ومختصرها هو مؤلفات العمري . فقد اخذ عنها القلقشندي منهجها وتبويبها ومعلوماتها ، ولكن موسوعة القلقشندي تتفوق على هذه المؤلفات بنظرتها النقدية وبما تحويه من وثائق هامة . وتتألف موسوعة ( صبح الاعشى ) من مقدمة وعشرة مقالات متفاوتة الطول وخاتمة ، وهي تبحث على الترتيب في مهنة الكتابة والجغرافية والتاريخ والمكاتبات الرسمية والمعاهدات والبعثات والاقطاعات وطرق النقل والمواصلات . ومن مؤلفات القلقشندي الاخرى ( نهاية الارب في معرفة قبائل العرب ) وهو معجم في الانساب رتبت فيه القبائل على احرف الهجاء ، وكتاب ( قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان ) وتوفى عن 65 عاما.ْ
ابن الفرات
ناصر الدين محمد بن عبد الرحيم بن علي المصري . مؤرخ واديب مصري ( 1335م - 1404م ). نشأ في القاهرة ودرس على شيوخها وعلمائها ودرس بها . انكب على دراسة التاريخ وألف فيه موسوعة ضخمة من تسعة اجزاء ، لاتزال مخطوطتها بمكتبة فيينا . وتبدأ موسوعته بالسنوات الاولى للهجرة ، وتنتهي في نهاية القرن 8 الهجري 1397م . وبعد تأليف كتابه ، بدأ ابن الفرات في تبييض موسوعته ، وهي المسماة ( تاريخ ابن الفرات ) ، أو ( تاريخ الدول والملوك ) ، مبتدئا بالجزء التاسع (1387م-1397م) ، فالثامن (1284م-1297م) ، فالسابع (1272م-1284م) ، ولكن ما ان بلغ السادس حتى ادركته الوفاة . وقد رتب ابن الفرات الحوادث حسب السنين ، وضمن تاريخه وثائق كثيرة ، وبآخر قائمة بوفيات العام . وموسوعته زاخرة بالمعلومات ، حتى وان كان اسلوبه وبعض الفاظه قد تأثرا بسمات العصر الذي عاش فيه .
الدمنهورى
الدمنهوري، أحمد بن عبد المنعم (1101 – 1190هـ/ 1689 – 1776م)
من مواليد مدينة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة . قدم الأزهر وهو صغير يتيم لم يكفله أحد فاشتغل بالعلم وجَدَّّ في تحصيله . اشتهر بالمذاهبي لأنه درس المذاهب الفقهية الأربعة وبرع فيها . تولى مشيخة الأزهر 1182هـ وظل بها حتى وفاته . كان عالماً موسوعياً إذ لم يكتف بدراسة علوم الدين بل عني أيضاً بالعلوم الطبيعية كالرياضيات والفلك والكيمياء والطب وعلم طبقات الأرض ، وله فها مصنفات عديدة منها : سبل الإرشاد إلى نفع العباد، كشف اللثام عن مخدرات الأفهام ، حلية اللب المصون في شرح الجوهر المكنون ، القول المفيد في شرح درة التوحيد ، عقد الفرائد فيما للمثلث من فوائد ، القول الصريح في علم التشريح ،رسالة عين الحياة في استنباط المياه
أبو الهدى الصيادى
هو السيد محمد أبو الهدى ابن السيد الإمام حسن وادي ، ابن خزام بن علي الخزام بن حسين برهان الدين ابن عبد العلام بن عبد الله بن محمود الصوفي بن محمد برهان بن حسن الغواص بن محمد شاه بن محمد خزام بن نور الدين بن عبد الواحد بن محمود الأسمر بن حسين العراقي بن إبراهيم العربي بن محمود بن عبد الرحمن شمس الدين ابن عبد الله قاسم نجم الدين المبارك ابن محمد خزام السليم ابن شمس الدين عبد الكريم بن صالح عبد الرزاق بن شمس الدين محمد بن علي صدر الدين ابن القطب الجواد السيد عز الدين أحمد الصياد ـ سبط النفس النفيسة الرفاعية ـ ابن ممهد الدولة عبد الرحيم بن عثمان بن حسن بن عسلة بن الحازم بن أحمد بن علي المكي بن رفاعة الحسن بن المهدي بن محمد أبي القاسم بن الحسن بن الحسين بن أحمد بن موسى الثاني ابن إبراهيم المرتضى ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فتىً جمعَ التقوى ، ففي حشوِ بُرْدِهِ *** جنيدٌ وسهْلٌ والسريُ وابنُ أدهما
وضمَّتْ إليهِ همةٌ هاشميةٌ *** لأخلاقِ خيرِ الرسلِ نُسْكَ ابنِ مريما
حلفتُ بمن طافَ الحجيجُ ببيتِهِ *** وقد وردوا غِبَ الظما ماءَ زمزما
لئن كان فوق الأرضِ قطبٌ فإنه *** هو القطب ، أو لا فهو لا شك في السما
ولد رضي الله عنه في ( خان شيخون ) من أعمال ( معرة النعمان ) من أبوين صالحين ، فأبوه السيد حسن وادي من أعيان ووجهاء أهل البيت القائمين بالوراثة النبوية عن جدهم المصطفى صلى الله عليه وءاله وسلم ، وكانت أم السيد المترجَم يُضرَب بها وبأختها المثل في التقوى ، وقد حلفت أنها ما أرضعت ولدها إلا وهي على وضوء .
بلغ ستة أعوام فقرأ القرءان الكريم بثلاثة أشهر ، وفي سن السابعة أتقن علم التجويد والقراءات وكتب وأحسن الكتابة ، وقرأ الغاية وشرحها في المذهب الشافعي ، ثم قرأ علم العربية وعلم الفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه وأكثر من قراءة علوم الأدب واللغة والأصول والحديث والتفسير ، وتوسع في الفنون ، وحفظ أكثر المتون ، وتبحر في علوم الباغة والتاريخ والنسب والبيان والبديع ، وطال باعه في التصوف .
توجه سنة 1281 هـ إلى دار الخلافة ( إسلامبول ) فأحيلت لعهدته نقابة أشراف " جسر الشغور " ، ثم لا زال يترقى إلى أن تقلد المشيخة والإفتاء للدولة العلية العثمانية .
ءاثاره البيضاء أكثر من أن تعد ، ومؤلفاته زادت على المائتين ، توفي سنة 1327 هـ ودفن في ( إسلامبول ) ثم نقل جثمانه إلى حلب حيث رقد بجوار أبيه في زاويتهم المعمورة بالنور ، والتي صارت الآن مقراً لإفتاء حلب .
السهر وردى العراقي
ابو الفتوح ( ابو حفص ) عمر بن عبد الله بن عبد الله بن يحيى بن حبيش بن عموية بن امبرك ينتهي نسبه إلى أبي بكر الصديق الملقب بشهاب الدين المقتول . فقيه شافعي واعظ من كبار رجال الصوفية فيلسوف اشراقي عراقي . ولد في سهرورد ، (سَهَر وَرَد ) ، زنجان ، عراق العجم في عام 1155م ، وقتل في حلب عام 1191م كان شيخ الشيوخ في بغداد أوفده الخليفة إلى عدة جهات رسولا وأقعد في آخر عمره فكان يحمل في محفة إلى الجامع
درس علم الفلسفة والدين على مجد الدين البيلي في مراغة ، وعاش متنقلا بين مدن فارس والعراق وسوريا ، وكان « أوحدا في العلوم الحكمية ، جامعا للفنون الفلسفية ، بارعا في الاصول الفلكية ، مفرط الذكاء ، جيد الفطرة ، فصيح العبارة ، لم يناظر احدا الا غلبه ، ولم يباحث محصلا الا زاد عليه .. » . وقد حنق عليه شيوخ حلب وشكوه الى صلاح الدين عاملين له محضرا بكفره ، وقالوا : « إن بقي هذا فإنه يفسد اعتقاد الملك الظاهر بن صلاح الدين الايوبي ، وان اطلق فانه يفسد أي ناحية كان بها في البلاد » . فأمر صلاح الدين ابنه الظاهر بقتله ، واختار السهروردي ان يترك في مكان منعزل وان يمنع عنه الطعام والشراب حتى يموت ، ولم يكن قد جاوز السادسة والثلاثين من عمره .َ
وقد قيل ان السهروردي قد جمع بين حكمة الفرس ، وفلسفة اليونان ، وسلوك الصوفية . وانه انتهى الى فلسفته الاشراقية والتي اسماها بـ ( علم الانوار ) ، وطريق هذه الفلسفة هو الذوق ، ووسيلتها لغة رمزية استخلص السهروردي الفاظها عن الفارسية القديمة. وتعود اصول فلسفة الاشراق الى محاولات الفلاسفة المسلمين التوفيق بين فلسفة اليونان وتعاليم الاسلام . فقد اراد الكندي ان يجد الوحدة والتطابق بينهما ، ولكن ابن سينا انحاز شيئا ما ناحية الفلسفة اليونانية. أما السهروردي فقد انحاز ناحية افلوطين. ومضمون فلسفته المتأثرة بالفيض الافلوطيني انه يوجد في قمة الوجود ( نور الأنوار ) الذي يفيض عنه النور الابداعي الاول ، ثم عن هذا يفيض الثاني والثالث والرابع الى ما لا نهاية . ويسمي السهروردي هذه الانوار ( الانوار الطولية ) ، وعن اشعة هذه الانوار تتكون في النهاية ( العقول العرضية ) وهي التي تؤلف (عقول) أو ( أنوار ) عالمنا الارضي ، وهو عالم اوسط ، او محطة روحية وسطى يسمي السهروردي عالمها بـ ( عالم البرازخ ) . وهذه المحطة الروحية تتوسط بين عالم الحس ، او عالم الظلمات ، وعالم العقل او عالم الانوار العقلية الخالصة.َ
وغاية المذهب الاشراقي ان يرسم الطريق العقلي للتطهر وللوصول الى الحضرة النورانية، ويتحد الوجود هنا بالمعرفة الاشراقية ، لاسيما ونحن بصدد عالم كله انوار جوهرية. َ وقد لخص السهروردي فلسفته في ( حكمة الاشراق ) الذي يتألف من مقدمة و جزأين ، والجزء الاول في مشكلات المنطق والطبيعة ، والثاني في تخطيط العالم العقلي النوراني. وقد الحق السهروردي بكتابه قصة ادبية وصوفية رمزية اسماها ( قصة القرية الغربية ). َ
وللسهروردي ايضا ( هياكل النور ) الذي يتألف من سبع هياكل يرمز كل هيكل منها لاحدى منافذ المعرفة الانسانية ، و ( التلويحات اللوحية والعرشية ) الذي اكمله في ( المقاومات ) و ( الالواح العمادية ) و ( المعارج ) و ( المشارع والمطارحات) . وللسهروردي في التصوف ( جذب القلوب الى مواصلة المحبوب ) و (عوارف المعارف) . ويتألف ( العوارف ) من 63 بابا توضح سير الصوفية واعمالهم واحوالهم وسلوكهم واصولهم ومبادئهم
الكتبى
هو صلاح الدين محمد بن شاكر بن أحمد بن عبد الرحمن الكتبي الداراني الدمشقي ابن شاكر الكتبي . مؤرخ وكتبي سوري (1287م-1362م). ولد في ( داريا ) من قرى دمشق ونشأ في حلب ودرس فيها وفي دمشق ، ثم اتخذ الى جانب كتابة التاريخ تجارة الكتب .وكان فقيرا جدا واشتغل بتجارة الكتب فربح منها مالا طائلا وقد الف ( عيون التاريخ ) وذيلا لكتاب ابن خلكان ( وفيات الاعيان ) جعل اسـمه ( فوات الوفيات ) . َ
ابن فضل الله العمرى
العُمَري ، ابو العباس شهاب الدين احمد بن يحيى بن فضل الله الدمشقي . جغرافي واديب مصري 1301 - 1349 م. ولد في دمشق من اسرة مصرية يرجع نسبها الى عمر بن الخطاب ، ولذلك عرف بالعمري . تلقى تعليمه بالقاهرة والاسكندرية والحجاز ، ثم خدم في ديوان الانشاء ، وعين قاضيا بالقاهرة ، ولكن السلطان الناصر غضب عليه ، فترك البلاد الى دمشق حيث توفي وهو لايزال في الاربعينيات من عمره .َ
وفي مؤلفات العمري من النقل اكثر ما فيها من الاصالة ، واهم هذه المؤلفات ( التعريف بالمصطلح الشريف ) الذي نقح بعد ذلك وتغير اسمه الى ( تكثيف التعريف بالمصطلح الشريف ) ، والموسوعة الجغرافية التاريخية ( مسالك الابصار في ممالك الامصار ) والمسماة احيانا ( اخبار الملوك ) ، والتي قيل انها كانت في 32 جزءا. ويهتم العمري في موسوعته ( المسالك ) اهتماما خاصا بتاريخ وعمارة المساجد ، فيورد اوصاف الكعبة ، والمسجد الاقصى ، والمسجد النبوي ، والمسجد الأموي . وللعمري كذلك ( الدرر الفرائد ) وهو مختصر ( قلائد العقبان ) لابن خاقان ، وكتاب ( ممالك عباد الصليب ) الذي يضم وصف الاحوال السياسية والاجتماعية في فرنسا والمانيا والبندقية وجنوة وهو من الكتب الاسلامية القليلة التي تهتم بغير البلاد الاسلامية.َ
العكبرى
هو عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري. أبو البقاء محيي الدين. أصله من (عكبرا) - بلدة شرقي دجلة بين بغداد والموصل. فقيه حنبلي, عالم بالأدب واللغة والحساب والفرائض. أخذ هذه العلوم عن مشايخ عصره في بغداد وسمع الحديث من أئمته. أصيب بالجدري في صغره فعمي, وكانت طريقته في التأليف أن يطلب الكتاب في الموضوع الذي يريده فيقرؤه عليه بعض تلاميذه ثم يملي ما تجمع في فكره. صنف على هذه الطريقة كتبا منها: (شرح ديوان المتنبي) و (اللباب في علل البناء والإعراب) و (شرح اللمع لابن جني) و (التبيان في إعراب القرآن) و (إعراب الحديث) و (إعراب ديوان الحماسة) لأبي تمام و (شرح المفصل للزمخشري) و (شرح المقامات الحريرية) وصنف في الحساب (الاستيعاب في علم الحساب) وغير ذلك. توفي عن 68 عاما.
ابن سعيد
ابو الحسن علي بن موسى القنسي . مؤرخ واديب وجغرافي اندلسي . ولد قرب غرناطة عام 1214م ، وتوفي في دمشق عام 1274م. ينتسب الى اسرة عريقة من اهل الادب ، وقد ورث حب الكتب والاطلاع والتأليف عن أبي عمران موسى بن محمد بن سعيد . وقد اشترك بنو سعيد في تأليف كتاب حافل عن الادب العربي في شتى البلاد هو ( المغرب في حلى المغرب ) على أساس من كتاب في نفس الموضوع الفه ابراهيم الحجاري يسمى ( المسهب ) . وقد جد في هذا العمل ابو عمران موسى بن سعيد ، ثم تولى اكمال الكتاب علي بن سعيد هذا الذي نتحدث عنه . وقد ولد ابن سعيد في قلعة يخصب بالاندلس ودرس في اشبيلية ، ثم رحل مع اسرته الى المشرق للحج ، وتوفي ابوه في الاسكندرية وواصل هو رحلته الى القاهرة ، وفيها التقى بابن النديم ، الاديب الحلبي الشهير ، فانتقل الى حلب ثم دمشق فالموصل والبصرة و ارجان ثم عاد الى مصر . َ
وقد وصف ابن سعيد مكتبات بغداد الست والثلاثين بحماس واعجاب شديدين . وفي طريق عودته اطال ابن سعيد الاقامة في تونس راجيا ان يساعده ابن عمه احمد بن سعيد وكان ذا حظوة لدى الخليفة المستنصر ، ولكن ابن عمه لم يكرم وفادته فعاد الى المشرق وانصرف الى التأليف واكمال كتاب ( المغرب في حلى المغرب ) حتى توفي في دمشق . وقد دافع ابن سعيد عن الاندلس دفاعا حارا في رسالة مشهورة له في فضل الاندلس اوردها المقري في ( نفح الطيب ) ذيلا على رسالة ابن حزم في فضل الاندلس ايضا . ووضع ابن سعيد مدن الاندلس في مرتبة تعلو على مراتب المدن الاخرى . َ
ولابن سعيد مؤلفات تاريخية وجغرافية وادبية كثيرة اكبرها واشهرها كتاب ( فلك الارب المحيط على لسان العرب ) الذي بدأه ابوه وأتمه هو . وكتاب ( جغرافية الاقاليم السبعة ) واسمه الحقيقي هو ( بسط الارض في طولها والعرض ) ، وقد نشرت معظم اجزاء كتاب ( المغرب في حلى المغرب ) وهو نصف كتاب ( فلك الارب ) ، اما نصفه الآخر وهو ( المشرحة في المشرحة ) فيبدو ان ابن سعيد لم يكتبه لانه لم يعثر له على اثر .
ابن الجوزى
هو جمال الدين بو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن على بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادي بن أحمد بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، القرشي التيمي البكري البغدادي الفقيه الحنبلي الحافظ المفسر الواعظ المؤرخ الأديب المعروف بابن الجوزي، . مؤرخ وموسوعي واديب عراقي (1116-1200م).
ولد العلامة ابن الجوزي "بدرب حبيب" الواقعة في بغداد، واختلف في تاريخ ولادته:
قيل: سنة 508، وقيل سنة 509، وقيل سنة 510 هجرية، والأرجح أنه ولد بعد العشرة كما يظهر ذلك في بعض مؤلفاته في الوعظ، حيث يقول: أنه بدأ التصنيف سنة 528هـ، وله من العمر 17 سنة ولما نقل عنه أيضا في ذيل تاريخ بغداد لابن النجار (أنه كان يقول: لا أتحقق مولدي غير أنه مات والدي في سنة 514هـ، وقالت الوالدة كان لك من العمر ثلاث سنين)
نشأ في بغداد ودرس على مشايخها ، وكان امام عصره في الحديث والوعظ ، ولكنه الف في فنون شتى وترك ما يزيد على مائة مؤلف في التراجم والسير والتاريخ والجغرافيا والطب والفقه والحديث والتصوف . اهم كتبه ( المنتظم في تاريخ الامم ) ، وهو تاريخ عام من بدء الخليقة حتى عام 1173 م و ( الذهب المسبوك في سير الملوك ) و ( مثير عظم الساكن الى اشرف الاماكن ) و ( تبصرة الاخبار في نيل مصر واخوانه من الانهار ) و ( منير الغرام الى ســـاكن الشام ) .
التبريزى
ابو زكريا يحيى بن علي بن محمد بن الحسن بن بسطام الشيباني التبريزي المعروف بالخطيب التبريزي (من أهل تبريز وإليها نسبته) من كبار علماء اللغة والأدب العرب . ولد في تبريز بشمال ايران عام 1030 م ، وتوفي ببغداد عام 1108 م. قصد فيلسوف المعرة ابا العلاء المعري وأخذ عنه وعن الجرجاني . من مؤلفاته: ( شرح ديوان الحماسة لأبي تمام ) و ( تهذيب اصلاح المنطق ) ، و ( تهذيب الالفاظ ) ، و ( شرح سَقط الزند للمعري ) َ
البيرونى
ابو الريحان محمد بن احمد الخوارزمي الملقب ببرهان الحق . فيلسوف ومؤرخ وطبيب وكيميائي ورياضي وفلكي ومنجم خوارزمي . ولد في خوارزم في عام 973 م ، وتوفي في بغداد عام 1051 م.
ولد في قرية من ضواحي مدينة كاث عاصمة دولة خوارزم. ولكن لا يعرف نسبته على وجه التحديد، كما أشار هو نفسه بقوله "أنا في الحقيقة لا أعرف نسبتي... ولا أعرف من كان جدي".
نشأ في خوارزم ودرس فيها علوم النبات على عالم اغريقي ، ثم تركها في حوالي سن العشرين الى سواحل بحر قزوين فرارا مما الم بها من اضطرابات. وفي موطنه الجديد التقى باستاذه الثاني ابي سهل عيسى المسيحي . وبعد ذلك طوف البيروني ، وعاش سنوات كثيرة في فارس والهند ، ودرس فلسفتها بالاضافة الى الفلسفة الاغريقية . وقد اشاد بالاخيرة اذ قال : ان الفلسفات الاخرى لم تنجب مثل سقراط . َ
وينسب البيروني الى بيرون ( الآن في باكستان ) ، وقد كانت له محاورات كثيرة مع ابن سينا . وتدل محاوراته على حدة مزاجه ، وعلى صعوبة حياته في بدئها . وقد اكثر في مراسلاته من الشكوى ، ولكن حياته تحسنت بعد ذلك حين استقر في البلاط الغزنوي . َ
وقد اثر الرازي بشدة في البيروني حتى الف عنه كتابا، ولكن البيروني لم يستطع ان يوافق الرازي تماما في معتقداته. وكان البيروني شيعيا ثم انقلب سنيا ، وكان شديد التعصب لجنسه ، والاحساس بقوميته ، والافتخار بذاته. ومع ذلك فقد صرح بان عربية زمانه اقدر على نقل علوم زمانه من فارسيتها ، وقد كتب البيروني بالعربية حوالي نصف مؤلفاته ، ولكن كانت له تحفظات خصوصا على الكتابة العربية وكان يشكل اسمه كلما كتبه بفتح الباء واتسكين الياء. َ
ومع عمق افكار البيروني ، اتسم اسلوبه في العربية بشدة التعقيد والايجاز . وقد اهمل البيروني في عصره ومن بعد ذلك في المشرق الاسلامي ، ولم يعرف قط في الاندلس ، ولم يترجم الى اللاتينية في العصور الوسطى . فلم تعرفه اوربا الا في القرن التاسع عشر الميلادي ، ولم ترتفع مكانته بين العرب الا بعد ارتفاعها في الغرب . وهو عند روزن « لا مثيل له في الادب العلمي القديم او الوسيط في الشرق او الغرب » . وقد اطلق المستشرق الفرنسي سارتون على زمانه ، أي من منتصف القرن 10 الى منتصف القرن 11 م ، اسم « عصر البيروني » . َ
وقد ألف البيروني في الرياضيات والفلك والتنجيم والتاريخ والجغرافيا والجيولوجيا والصيدلة والطبيعيات وغيرها من العلوم . وقد وصف ياقوت الحموي تراثه بانه كان يفوق حمل بعير. كما يعد البيروني من اعظم العلماء الموسوعيين في كل العصور . وقد قدرت مؤلفاته بحوالي 180 مؤلفا ما بين كتاب ومقالة ورسالة . واهم هذه المؤلفات ( استخراج الاوتار في الدائرة بخواص الخط المنحني الواقع فيها ). وقد حدد البيروني فيه طول وتر الدائرة ، واوجد وتر العشر فيها. وحدد جيب 18ْ ، فقدره بما يساوي 0.30915 وهو في جداولنا الحاضرة 0.3090 ، كذلك اشتغل لبيروني باوتار الاقواس ، فاوجد قيمة وتو 20ط/9=0.68404027 ، وهي في جداولنا الحاضرة تساوي 0.68404028 ، وقد حاول البيروني تثليث الزاوية . واوجد معادلة لحساب نصف قطر الارض قاعدة البيروني وهي : س = (ف-جنان)/(1-جنان) . َ
كذلك الف البيروني ( القانون المسعودي في الهيئة والنجوم ) , وقد حذا فيه حذو مؤلفات بطليموس ، وجعله من مقدمة وثلاثة اجزاء . ويشتمل ( القانون المسعودي )على 11 مقالة و135 بابا. ويبحث الجزء الاول منه (4 مقالات ) في الكون والاثير والارض والتقاويم ). والثاني (4 مقالات ) في البلدان والمسافات وحركات الشمس والكواكب والكسوف والخسوف . والثالث ( 3 مقالات ) في صور السماء . وقد قيل انه لما اهدى البيروني كتابه للسلطان مسعود ، سير له السلطان ثلاثة جمال محملة بالفضة ، فردها له البيروني قائلا انه انما يخدم العلم للعلم لا للمال. َ
ومن مؤلفات البيروني في الفلك ( العمل بالاسطرلاب ) و ( تقاليد الهيئة ) ، وكذا رسائله ( المتفرقة في الهيئة ) التي جمعت 11 رسالة مختلفة منها ( اقامة البرهان على الدائرة للبوزجاني ) و ( كيفية تسطيح الكرة للصاغاني ). وللبيروني في التنجيم ( التفهيم لاوائل صناعة النجوم ) ، وفي الجيوكيمياء ( الجماهر في معرفة الجواهر ) الذي يتألف من قسمين . الأول منهما لغوي ، يبحث في كل ما قيل في الجواهر والفلزات من ادب وشعر . والثاني يرتب الاحجار الكريمة الى ياقوت ، وبدخشي ، وبياجاذي ، والماس ، وستياذج ، ولؤلؤ ، وزمرد ، وفيروز ، ويقسم الفلزات الى زئبق ، وذهب ، وفضة ، ونحاس ، وحديد ، واسرب ، وخارصين ، وشبة ، ونحاس ابيض ، ونحاس مسبوك . وقد اهدى البيروني كتابه ( الجماهر ) للملك ابي الفتح مودود بن مسعود . وقد حدد البيروني الوزن النوعي لثمانية عشر معدنا وحجرا، وانكر امكان تحويل المعادن ، وتجاهل الخواص السحرية للاحجار . َ
وقد انتقل الينا من مراسلات البيروني مع ابن سينا حوالي 20 رسالة . وله في التاريخ العام ( الآثار الباقية عن القرون الخالية ) الذي لقي تقديرا كبيرا في اوربا . وله عن الهند الى جانب ( راشيكات الهند ) كتاب تاريخي شهير هو ( تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة او مرزولة ). وقد عرف البيروني ان سهول الهند كانت مغمورة بالمياه ، وان رواسب البحر قد ترسبت فوقها . والى هذا قام البيروني بمحاولات جادة لتسطيح الصور ، وتبسيط رسم الخرائط الجغرافية . َ
وقد الف البيروني في الصيدلة ( كتاب الصيدلة في الطب ) الذي يتضمن خصائص العقارات المستخلصة من النباتات والاعشاب والحيوانات والمعادن . وفي الكتاب فصول عن واجبات واعمال الصيدلي
ابن عربى
ابو بكر محمد بن علي بن محمد الحاتمي الطائي الاندلسي المعروف بمحيي الدين . فيلسوف واديب وفقيه وصوفي اندلسي . لقب بالشيخ الاكبر . ولد في مرسية بالاندلس عام 1165م ، وتوفي في دمشق عام 1240م. نشأ في مرسية ، ودرس فيها وفي اشبيلية ، ثم زار مصر والشام وتركيا والعراق وشبه الجزيرة العربية ، واستقر في دمشق وتوفي بها . وقد لقب ابن عربي بالشيخ الاكبر ، وبشيخ الصوفية ، ورأس مدرسة صوفية متميزة ، واشتهر بمذهبه في وحدة الوجود والاديان ، وهو يكاد يوحد بين الاديان كلها ، فالدين عنده لله ، والديانة الصحيحة هي ان يتقبل الانسان جميع صور العبادات . َ
وكان ابن عربي ظاهريا في العبادات والمعاملات ، وباطنيا في العقائد ، وكان يستخدم رموزا كثيرة في كتاباته ، ويجيز تطبيق المنهج التشككي الى حد كبير . وقد اتهم ابن عربي بالتأثر بإلهيات الاغريق ، واتهمه ابن تيمية وابن حجر العسقلاني بالالحاد ، وحرم السيوطي النظر في كتبه . وقد كتب ابن عربي حوالي 200 مؤلف ، وقيل 400 ، أهمها : ( الفتوحات المكية ) ، وهو اكبر واهم كتبه ، وربما اهم واكبر كتب الصوفية بلا استثناء . وهو في عشرة اجزاء و560 بابا ، وقد ذكر ابن عربي انه ثمرة ما فتح الله به عليه وهو في مكة ، وانه قد ضمنه معارف الهامية يبثها الله في قلوب من شاء . َ
ومن اهم مؤلفات ابن عربي الاخرى ( فصوص الحكم ) الذي جعله من 27 فصا ، قرن كل فص منها باسم نبي وبفكرة تتصل به . وكذا ( ذخائر الاعلاق في شرح ترجمان الاشواق ) الذي كتبه لدفع المطاعن والشكوك عن نفسه ، وعبر فيه نظما عن احساساته في الحب الالهي ، ثم تولى بنفسه شرح ما نظمه . وله ايضا ( محاضرة الابرار ومسامرة الاخيار ) ، و ( جامع الاحكام ) .
المقريزى
ابو العباس تقي الدين احمد بن علي بن علاء الدين بن محيي الدين بن تميم الحسيني . مؤرخ وموسوعي مصري ولد في القاهرة عام 1364م ، وتوفي فيها عام 1442م .ينسب الى حارة المقارزة ، احدى حارات بعلبك بسوريا ، ولكنه ولد ونشأ في القاهرة ، وقد رباه فيها جده لامه ، وقد نشأ حنفيا ثم تحول الى الشافعية ، وخدم الملك الظاهر برقوق متوليا له الخطابة ، وامانة الجامع الحاكم ، وديوان الانشاء والقضاء ، وحسبة القاهرة ، ثم الوجه البحري . ولكنه نحي عن الوظيفة الاخيرة مرتين ثم اعيد اليها . ورحل بعد ذلك الى سورية ، فزار دمشق مع الملك الناصر ، وبقي فيها عشر سنوات متوليا نظارة اوقاف البيمارستان النوري ، ثم عين نائبا لحاكم دمشق . كذلك أمضى حوالي خمس سنوات في مكة ، ولكنه عاد بعد ذلك الى القاهرة وانقطع فيها للكتابة . وقد وصف المقريزي بشيخ المؤرخين ، ومؤرخ الديار المصرية ، ويتناول تاريخه فترة هامة من فترات التاريخ الاسلامي ، هي فترة انتهاء الحروب الصليبية . وقد قيل انه الف حوال 200 كتاب اكثرها في التاريخ . واهم هذه الكتب ( المواعظ والاعتبار في الخطط والآثار ) المعروف باسم ( خطط المقريزي ) .َ
و ( المواعظ ) هو الكتاب الوحيد الذي انتقل الينا في تفاصيل العصر الفاطمي ، وهو في اربعة اجزاء . الأول عن الديار المصرية ، ومرافقها ، وخراجها . والثاني في العواصم الاسلامية الاخرى . والثالث عن القاهرة . والرابع عن التعليم في مصر . والمقريزي هو اعظم مؤرخي ( الخطط ) ، أي الأحياء السكنية الشعبية ، واغزرهم مادة وافضلهم عرضا . وقد تقابل مع ابن خلدون ودرس مقدمته ، وتعرض في كتاباته للتاريخ والسياسة مثلما تعرض للاقتصاد والاجتماع والحياة الفكرية . وقد ظهر هذا في ( الخطط ) كما في ( اغاثة الامة بكشف الغمة ) . َ
وللمقريزي في تاريخ مصر ايضا ( البيان والاعراب عما بارض مصر من الاعراب ) ، و (تاريخ الاقباط ) ، و ( تاريخ الجيش ) . وله في التاريخ العام ( الخبر عن البشر ) ، و( السلوك في معرفة دول الملوك ) ، الذي يهتم بعهد الايوبيين ، و ( الالمام في تأخر من بأرض الجيش من ملوك الاسلام ) ، و ( الطرفة الغريبة في اخبار حضرموت العجيبة ) ، و ( اسقاط الحنفاء في اخبار الائمة والخلفاء ). َ
وللمقريزي ايضا رسالة في الاوزان والاكيال ) ، وهي من مقدمة وثماني فصول في اوزان ونقود مكة والمدينة والمدن الاخرى . وكذا ( النقود الاسلامية القديمة ) ، وهي في انواع النقود واوزانها ، والخراج والمكوس منذ الجاهلية . وله ايضا ( نحلة عبر النحل ) عن النحل وفوائده ، وأنواع الزهور التي يقع عليها .
ابن اياس
محمد بن احمد بن اياس زين الدين الناصري الجركسي الحنفي. مؤرخ وجغرافي مصري . ولد في القاهرة في عام 1448 م وتوفي فيها عام 1524 م. كان جده مملوكا تركيا او شركسيا بيع للسلطان برقوق وخدم بين تلاميذه ، ولكنه اعتق ثم اثرى والده ثراء كبيرا واختلط بوجهاء واعيان القاهرة . ولنشأته الميسرة هذه ، تتلمذ ابن اياس على السيوطي ، ولم تتدفعه الحاجة قط الى مزاولة عمل محدد يكتسب منه. وقد سهل له هذا الامر ان يكون محايدا في كتاباته ، ومع ذلك ففي احكامه بعض القسوة ، واسلوبه مسجع ولكن بسيط واقرب الى العامية. ومع افتقار ابن اياس الى الدقة ، فهو مؤرخ وحيد لعصر اضمحلال المماليك وهو آخر مؤرخيهم ، اذ هو قد شهد الفتح العثماني عام 1517 م ووصفه وصف العين. وقد وضع ابن اياس تواريخه على صور شتى ، فمن مسوداتها ما هو طويل وقصير ووسط . وهناك اختلافات كبيرة بين نصوص مسوداته المحفوظة بدار الكتب المصرية والآستانة و بون و ليننغراد. وقد وصل ببعض كتاباته حتى عام 1522 م. َ
واهم مؤلفات ابن اياس ( بدائع الزهور في وقائع الدهور ) الذي يوجز في عرض عصر قايتباي ويسهب فيما يليه. وقد سرد ابن اياس بعض حوادثه بالعامية ، ولاحظ فساد القضاء والجيش والادارة قبيل الغزو العثماني . وانفرد ببعض الملاحظات الذكية ووصف احوال المجتمع المصري واختلاف طبقاته . وقد وصف نتيجة معركة ( مرج دابق ) بين السلطان سليم وطومان باي بقوله « وزال ملك الاشرف الغوري في لمح البصر فكأنه لم يكن ، فسبحان من لا يزول ملكه .. ثم قام نعي السلطان ومن معه من الامراء والاعيان الذين قتلوا وصار في كل حارة وزقاق وشارع من القاهرة صراخ وبكاء ورجت القاهرة وضجت الناس واضطربت الاحوال وكثر القيل والقال » .
وقد صور ابن اياس شجاعة طومان باي وجيشه في الدفاع عن مصر ، ثم فظائع الجند الاتراك ، وسفكهم للدماء ، وهتكهم للحرمات والاعراض ، ونهبهم لكل ثمين في البلاد. ولكنه عاد بعد وفاة السلطان سليم للترحم والدعاء له ، وبتلقيبه بالملك المظفر وبالدعاء لولده وخليفته بالنصر. َ
ولابن اياس في الجغرافيا ( نشق الازهار في عجائب الاقطار ) وهو قصة الكون منذ الخليقة ، وعجائبه واخباره حتى عصره . وله ( مرج الزهور في وقائع الدهور ) . ويعتبر الكتابان الاخيران من الكتب المشوشة التي نقل ابن اياس نبذها في مختلف المواضيع ومن كل مكان . وقد وصف اماري الكتاب الاول بانه نقلي ثانوي . ويستشهد كراتشكوفسكي بما كتبه ابن اياس عن المحيط الاطلنطي بعد قرن كامل من اكتشاف كولومبس لامريكا بأنه : « .. لا يعلم عنه شيء .. لأن أحدا لم يجرؤ على الضرب فيه » كي يدين المؤلف والمجتمع الذي عاش فيه
الصفدى
أبو الصفا خليل بن إيبك الصفدي. ولد في ( صفد ) وعاش في دمشق .
شاعر مشهور ، تولى كتابة الإنشاء بالقاهرة ودمشق وكتابة السر بحلب. ساد في النظم والنثر وكتب الحظ المنسوب ( فائق الجودة ) وبرع في النحو واللغة والأدب والإنشاء. ألف كتبا عديدة منها ( الوافي بالوفيات ) و ( خلوة المحاضرة في جلوة الذاكرة ) (كتاب جناس الأجناس ) ( شرح لامية العجم ) ( نكت الهميان في نكت العميان ) ( زهر الخمائل في ذكر الأوائل ) ( أعيان العصر في أعوان النصر ) ذكر فيه من مات في عصره من الأعيان وغير ذلك.
توفي في دمشق عن / 68 / عاما. رثاه الشيخ جمال الدين بن نباته فقال
فقــدت مـن الخـلان قومـا سـألتهم
دوام الوفـــا , إن الوفــاء قليــل
وإن افتقــادي واحــدا بعـد واحـد
دليــل عــلى أن لا يــدوم خـليل
مواضيع مماثلة
» سعيد بن زيد
» *حرف الالف : الزبرقان بن بدر- أبولودور
» * حرف السين: سودة - ست الملك - سعيد بن زيد - سعد بن ابى وقاص
» * حرف الالف : ارثر كوستلر- الكسندرغراهام بيل
» * حرف الالف : ابو بكرالصديق - ابو عبيدة الجراح
» *حرف الالف : الزبرقان بن بدر- أبولودور
» * حرف السين: سودة - ست الملك - سعيد بن زيد - سعد بن ابى وقاص
» * حرف الالف : ارثر كوستلر- الكسندرغراهام بيل
» * حرف الالف : ابو بكرالصديق - ابو عبيدة الجراح
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى