مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* حرف الالف : ارثر كوستلر- الكسندرغراهام بيل

اذهب الى الأسفل

* حرف الالف : ارثر كوستلر- الكسندرغراهام بيل Empty * حرف الالف : ارثر كوستلر- الكسندرغراهام بيل

مُساهمة  طارق فتحي الجمعة أكتوبر 23, 2015 2:31 am

ارثر كوستلر
ولد 5 سبتمبر 1905
توفى 1 مارس 1983( عن عمر ناهز 77 عاما)
لندن ، المملكة المتحدة
المهنة روائي ، صحفي و ناقد
الجنسية هنغاري و بريطاني
المواضيع الخيال، والواقعية ، التاريخ، السيرة الذاتية، السياسة، الفلسفة، علم النفس، تخاطر والعلوم
الجوائز المهمة Sonning Prize (1968)
رتبة الإمبراطورية البريطانية (1972)

آرثر كوستلر (بالإنجليزية: Arthur Koestler) روائي وصحافي وناقد إنكليزي هنغاري المولد حيث ولد في بودابست لأبوين يهوديين. يعد واحداً من أصحاب الأصوات والأفكار الأدبية والسياسية المهمة في القرن العشرين، اشتهر بروايته «ظلام في الظهيرة» Darkness at Noon (1940) التـي تناول فيهـا تحول فكره الأيديولوجي عن الشيوعية وازدراءه الحكمَ الشمولي، ونشـر فـي عـام 1976 كتـاب «السـِبط الثالث عشر» The Thirteenth Tribe الذي دحض فيه أسطورة يهود إسرائيل.
درس كوستلر العلوم الطبيعية وعلم النفس في جامعة ڤيينا بين عامي 1922-1926، من دون الحصول على أي درجة علمية،بسبب انخراطه في الحركة الصهيونية وسافر إلى فلسطين. ثم عمل لمصلحة وزارة الإعلام البريطانية، ومراسلاً في فلسطين لصحف أوربية وأمريكية حتى عام 1948 حين حصل على الجنسية البريطانية، فغادر فلسطين متخلياً عن الحركة الصهيونية وسافر إلى أمريكا ومكث فيها سنوات عدة وأعلن في عام 1949 تخليه عن اليهودية.

January 1945, Kibbutz Ein Hashofet, Koestler is 5th from the right
كانت «المصارعون» The Gladiators (1939) أولى روايات كوستلر وكتب فيها عن الثورة في روما القديمة ونضال سبارتاكوس Spartacus لتحرير العبيد. وتبع ذلك روايته الأكثر شهرة «ظلام في الظهيرة»، وهي دراسة عن النفعية السياسية والستالينية ونقد للدكتاتورية وبحث في الفساد في الاتحاد السوڤييتي، وفيها يُجبَر الحارس العجوز بولشيڤيك Bolshevik على الاعتراف بجرائم ضد الدولة لم يقترفها. اقتبست هذه الرواية للمسرح عام 1951 وحققت نجاحاً لافتاً وعُدّت أهم عمل سياسي في القرن العشرين. نشر كوستلر أيضاً رواية «وصول ومغادرة» Arrival and Departure (1943) إضافة إلى «لصوص في الليل» Thieves in the Night (1946).
كان الصراع بين الدين والأفكار السياسية موضوع سيرة كوستلر الذاتية «نفايات الأرض» (1941) The Scum of the Earth ومجموعة مقالاته «ممارس اليوغا والمفوض ومقالات أخرى» The Yogi and the Commissar and Other Essays (1945). وكتب في نقد الحزب الشيوعي «الرب الذي فشل: ست دراسات في الشيوعية» The God That Failed: Six Studies in Communism (1950). أما كتابه «السِبط الثالث عشر» فقد أثار جدلاً كبيراً عند نشره، إذ قدم فيه كوستلر دراسة موثقة ودقيقة عن أصل اليهود المهاجرين إلى فلسطين الذي يرجع -كما رأى- إلى مملكة الخزر التي ازدهرت بين القرنين السابع والحادي عشر الميلاديين في منطقة بحر قزوين، وليس إلى أصول سامية شرق أوسطية. ويرى كوستلر أن أسباب اعتناق الخزر الديانة اليهودية يعود لأغراض سياسية تبدأ مع إعلانهم الاستقلال عن كل من الإسلام في دولته العباسية والمسيحية في الامبراطورية البيزنطية وتكتلهم قوة ثالثة مستقلة. وقد اختفى هذا الكتاب من معظم المكتبات الأمريكية، وفي مكتبة الكونغرس لا توجد سوى نسخة واحدة منه اختفت هي الأخرى كما جاء في صحيفة «واشنطن ريبورت لشؤون الشرق الأوسط» The Washington Report For Middle East Affairs في عددها الصادر في حزيران/يونيو1991.
اهتم كوستلر بعلم النفس وخاصة بنظريات تداعي الأفكار والرؤيا والحدس والتبصر؛ فبحث في كتابه «تبصر ووجهة نظـر» Insight and Outlook (1949) في الأسس النفسـية للفـن والعلـم والأخـلاق، أمـا كتـابه «السائرون في نومهم» The Sleepwalkers (1959) فيعد بحثاً في تاريخ علم الأكوان، وفي «الشبح في الآلة» The Ghost in the Machine (1967) تابع هجومه على نظرية السلوكية العلمية التي بدأها برواية «عصر التَوق» The Age of Longing (1951). وله أيضاً «دراسات في علم النفس» Studies in Psychology (1965) ، و«تحدي التغيير» The Challenge of Change (1973).
تتضمن أعمال كوستلر الأخرى «الكتابة اللامرئية» The Invisible Writing (1954) وكتباً علمية مثل «قضية الضفدع القابلة» The Case of the Midwife Toad (1971) وهو دراسة في نظرية التطور، وتضمن كتابه «أسس المصادفة» The Roots of Coincidence (1972) مناقشة في علم التخاطر. أما مقالته «الإله يانوس: ملخص» Janus: A Summing Up (1978) فكانت عن التطور الخلاق ونظرية العقل، إذ كان كوستلر يطمح من دراساته تلك إلى أن يصير كما قال: «داروين القرن العشرين». يُشاع عن كوستلر أنه قضى منتحراً في لندن، لإيمانه بمبدأ القتل الرحيم بعد صراع مع مرض سرطان الدم، وأن زوجته أقدمت على الانتحار معه، وجاء هذا في خضم الجدل والضجة التي أثارها كتابه عن أصل اليهود، وظلت وفاته محاطة بالتناقضات والغموض. ريما الحكيم

الكسندر غراهام بيل
توفي بيل من مضاعفات لمرض السكري بتاريخ 2 أغسطس 1922 في عقاره الخاص في بيين بريج، نوفا سكوشا، في سن الـ75.
كان بيل يعاني أيضا من فقر الدم الوبيل.
في لحظاته الأخيرة بعد صراعه الطويل مع المرض، همست مابيل لزوجها قائلة: "لا تتركني." فرد عليها بيل بإشارة "لا." ثم توفي.
بعدما علم رئيس وزراء كندا "ماكنزي كينج" بخبر وفاة بيل، أرسل برقية عزاء للسيدة مابيل قائلا:
"تعرب الحكومة لسيادتكم عن خالص عزاءها ومدى خسارة العالم أجمع لوفاة زوجكم العالم الجليل. ونود أن نشير إلى أنه لمن دواعي فخر واعتزاز هذا البلد دائما وأبدا أن الاختراع العظيم الذي ارتبط اسمه به وسيُخَلَّد اسمه معه على الدوام سيُعَد جزءا من تاريخ هذا البلد. فباسم شعب كندا، اسمحوا لي أن أعبر لكم عن خالص تقديرنا ومواساتنا لكم في الحادث الأليم الذي ألمَّ بكم".
شُيِّد نعش بيل في بيين بريج من الصنوبر من قبل موظفي مختبره، واستخدموا فيه نسيج الحرير الأحمر نفسه الذي استخدم في تجاربه على الطائرة الورقية رباعية السطوح. احتفالا بحياته، طلبت زوجته من الضيوف عدم ارتداء الأسود (لون الجنازة التقليدي) بينما حضر العازف المنفرد "جان ماكدونالد" ورتَّل قصيدة من "موسيقى قداس الموتى" لروبرت لويس ستيفنسون.
بعد الانتهاء من تشييع جنازة بيل "توقف عمل كل هاتف في قارة أمريكا الشمالية حدادا وتقديرا للرجل الذي منح البشرية وسيلة اتصال مباشر عن بعد".
تم دفن الدكتور ألكسندر جراهام بيل على قمة جبل في بيين بريج، في عقاره حيث كان يقيم بشكل متزايد على مدى آخر 35 سنة من حياته، بإطلالة على بحيرة (Bras d'Or Lake). وبقي حيا بوجود زوجته وابنتيه، إلسي ماي وماريان.

ألكسندر جراهام بيل (1847-1922)، عالم مشهور ومهندس ومخترع، كان يُعتقد أنه هو من اخترع الهاتف إلى أن اعترف مجلس الكونغرس الأمريكي رسمياً في عام 2002 أن المخترع الإيطالي أنطونيو ميوتشي هو المخترع الحقيقي للهاتف وذلك بعد مرور 113 عاماً على وفاته أي منذ عام 1889. فقد اعترف مجلس النواب الأمريكي رسمياً في سنة 2002 بتاريخ 11 يونيو بأن ميوتشي أول مخترع لفكرة الهاتف في قرار المجلس رقم 269 وذلك بعد مرور 113 عاماً على وفاته أي منذ عام 1889. وهذا يعني أن ألكسندر غراهام بيل فقط قام باختراع الهاتف بناءً على فكرة اختراع وجدها في نموذج من نماذج اختراعات أنطونيو ميوتشي .
ارتبط كل من والد بيل وجده وأخيه بالعمل في مجال الخطابة، وكانت والدته وزوجته من الصم مما ترك أثرا بالغا على حياة بيل وعمله.
دفعه بحثه في مجال السمع والكلام إلى إجراء المزيد من التجارب على أجهزة السمع، الأمر الذي مكنه في النهاية من نيل أول براءة اختراع أمريكية عن جهاز الهاتف سنة 1876.
بالنظر إلى حياته العلمية، اعتبر بيل أن أشهر اختراعاته وهو الهاتف تطفلا على عمله الأصلي كعالِم ورفض أن يكون لديه هاتفا في حجرة مكتبه.
العديد من الاختراعات الأخرى كانت ملحوظة في حياة بيل، بما في ذلك عمله الرائد في مجال الاتصالات البصرية والقارب المحلق (الهايدروفويل) وعلم الطيران. في عام 1888 أصبح بيل أحد الأعضاء المؤسسين لناشيونال جيوغرافيك.
يوصف بيل بأنه أحد أكثر الشخصيات تأثيرا في تاريخ البشرية.

نشأته
وُلِد ألكسندر بيل في إدنبرة، إسكتلندا في 3 مارس 1847.
كانت عائلته تقطن في منزل 16 شارع شارلوت الجنوبي، ويوجد على باب المنزل نقشا حجريا في إشارة إلى مسقط رأس ألكسندر جراهام بيل. كان لديه شقيقين: "ميلفيل جيمس بيل" (1845-1870) و"إدوارد تشارلز بيل" (1848-1867). توفي شقيقيه من داء السل.
كان والده "ألكسندر ميلفيل بيل" أستاذا جامعيا ووالدته تدعى "إليزا جريس".
على الرغم من أنه منذ ميلاده كان يدعى "ألكسندر"، إلا أنه في سن العاشرة توسّل إلى والده أن يكون له اسما أوسطا ينادى به على غرار شقيقيه. في عيد ميلاده الحادي عشر، سمح له والده أن يعتمد الاسم الأوسط "جراهام"، الاسم الذي اختاره بسبب إعجابه بجراهام ألكسندر، وهو شخص كندي تعرّف إليه والده وأصبح صديقا للعائلة.
كان الأقارب والأصدقاء يلقبونه باسم "أليك" وهو اللقب الذي استمر والده يناديه به إلى وقت لاحق
طفولته
عندما كان طفلا صغيرا، أبدى ألكسندر نزعة فضولية لاكتشاف كل شيء يحيط به في العالم الخارجي من حوله، مما أدى إلى جمعه للعينات النباتية وكذلك إجراء التجارب على الرغم من سنه المبكر. كان صديقه الحميم يدعى "بين هيردمان" وهو أحد أبناء أسرة مجاورة لهم تمتلك طاحونة لصنع الدقيق وكانت تلك إحدى المشروعات الرائجة في ذلك الوقت. تساءل بيل الصغير عن كيفية عمل الطاحونة. قيل له أن القمح يتم طحنه من خلال عملية شاقة. عندما بلغ بيل الثانية عشرة من عمره، صنع آلة باستخدام أدوات منزلية تكونت من مضارب دوّارة ومجموعة من المسامير، وبذلك ابتكر آلة بسيطة لطحن القمح تم تشغيلها واستخدامها لفترة استمرت عدة سنوات. في المقابل منح "جون هيردمان" الفتيان فرصة لإدارة ورشة صغيرة تمكنهم من "الاختراع".
منذ سنواته الأولى أبدى بيل طبيعة حساسة وموهبة في الفن والشعر والموسيقى بتشجيع من والدته. أتقن العزف على البيانو بلا أي تدريب رسمي وأصبح عازف البيانو للأسرة. على الرغم من طبيعته الهادئة، نجح في التقليد و"الحِيَل الصوتية" المرتبطة بالتكلم البطني حيث كان يقوم بتسلية ضيوف الأسرة خلال زيارتهم في بعض المناسبات.
تأثر بيل كثيرا بصمم والدته التدريجي (بدأت بفقدان السمع عندما كان عمره 12 سنة)، وتعلم لغة الإشارة حتى يتمكن من مجالستها ومحاكاتها بصمت وكانت المناقشات تدور في منزل الأسرة،
كما طوّر تقنية ليتحدث بنبرة واضحة ومباشرة إلى جبهة والدته حتى تتمكن من سماعه بشكل واضح نسبيا.
اهتمام بيل بصمم والدته أدى به إلى دراسة علم الصوتيات.
ارتبطت عائلته لفترة طويلة بتعليم الخطابة وفن الإلقاء: جده "ألكسندر بيل" في لندن، وعمه في دبلن، ووالده في إدنبرة، عملوا جميعا في هذا المجال. نشر والده مجموعة متنوعة من الأعمال التي تخص هذا الموضوع وما زال العديد منها معروفا، على الأخص (The Standard Elocutionist) سنة 1860. نُشِر العمل في إدنبرة سنة 1868، وظهر في 168 طبعة بريطانية وتم بيع أكثر من ربع مليون نسخة في الولايات المتحدة وحدها. شرح والده في هذا البحث أساليبه في كيفية توجيه الصم-البكم (كما كان الاصطلاح آنذاك) للتعبير عن الكلمات وقراءة حركات شفاه الآخرين وفك شفرات المعاني. قام الوالد بتعليم بيل وإخوته كتابة الحديث المرئي إلى جانب تحديد أي رمز والصوت المصاحب له. برع بيل في ذلك لدرجة أنه أصبح جزءا من العروض العامة لوالده وأذهل الجماهير بقدراته. كان بإمكانه فك رموز الخطابات المرئية والقراءة بدقة لمساحات من الكتابة دون أي معرفة مسبقة بكيفية نطقها بكل لغة تقريبا، بما في ذلك اللاتينية والإسكتلندية الغيلية وحتى السنسكريتية.

تجارب بيل الأولى الخاصة بالصوت
قام والد بيل بدعم اهتمام ابنه بفن الإلقاء، وفي سنة 1863 اصطحبه والده مع إخوته لمشاهدة آلة ذاتية التشغيل فريدة من نوعها (وهي ما تُعرف اليوم باسم الروبوت) التي طورها السير "تشارلز ويتستون" وهي في الأصل من اختراع البارون "فولفجانج فون كيمبلين". كان "الرجل الآلي" البدائي يقوم بمحاكاة صوت الإنسان. انبهر بيل بهذه الآلة واقتنى نسخة من كتاب فون كيمبلين الذي تم نشره في ألمانيا وترجمه بمَشَقّة، فقام هو وشقيقه الأكبر "ميلفيل" بتصميم رأس رجل آلي خاصا بهما. أبدى والدهما اهتمامه الشديد بهذا المشروع واستعداده لتحمل مصاريف أي مواد لازمة، وعلى سبيل التشجيع عرض عليهما "جائزة كبرى" إذا حققا نجاحا في ذلك. في حين صمّم شقيقه الحلق والحنجرة، تولى بيل مسؤولية أداء مهام أصعب من ذلك بكثير ألا وهي إعادة تصميم جمجمة حقيقية للرجل الآلي. أسفرت جهودهما عن تصميم رأسا يشبه الرأس الحقيقة بشكل مذهل وكان بإمكانه "التحدث"، ولو لبضع كلمات فقط.
كانا يقومان بتعديل "شفاه" الرجل الآلي بعناية وعند دفع المنفاخ للهواء من خلال القصبة الهوائية كان بالإمكان تمييز نطق لكلمة "ماما" بوضوح، الأمر الذي أذهل الجيران عندما جاءوا لرؤية اختراع بيل.
انبهر بيل بالنتائج التي توصل إليها إثر تصميمه لهذا الرجل الآلي، لذا واصل إجراء التجارب على أحد الكائنات الحية وهو كلب العائلة من سلالة (Skye Terrier) وكان يُدعى "تروفي".
قام بيل بتدريب الكلب على أن يتذمر باستمرار، وكان يمد يده في فم الكلب ويتلاعب بشفاه الكلب وأحباله الصوتية لإنتاج أصوات بسيطة (Ow ah oo ga ma ma) أي "آو آه أوو جا ما ما". مع قليل من الإقناع، اعتقد الزائرون أن هذا الكلب يمكنه أن يتلفظ بعبارة (How are you grandma) أي "كيف حالك يا جدتي؟". للدلالة على طبيعته المرحة، أقنعت اخترعاته المشاهدين أنهم رؤوا "كلب يتكلم".
أسفرت هذه التجارب الأولية على الصوت عن قيام بيل بأول عمل جدي على انتقال الصوت، وذلك باستخدام الشوكة الرنانة لاكتشاف الرنين.
أعد بيل تقريرا عن عمله عندما كان عمره تسعة عشر عاما وأرسله إلى عالِم لغة يُدعى "ألكسندر جون إليس"، وهو زميل والده (تم تجسيده لاحقا في شخصية البروفيسور "هنري هيجنز" في مسرحية بجماليون). رد إليس على بيل فورا مشيرا إلى أن هذه التجارب مماثلة لعمل قائم في ألمانيا في ذلك الوقت، كما قدم لبيل نسخة من عمل هرمان فون هلمهولتز بعنوان (The Sensations of Tone as a Physiological Basis for the Theory of Music) أي الإحساس بالأنغام كأساس فسيولوجي لنظرية الموسيقى.
انزعج بيل كثيرا بعد إدراكه أن هلمهولتز قد بدأ بالفعل بعمل رائد يقوم فيه بتحويل أصوات حروف العلة باستخدام "أداة غريبة الشكل" مشابهة للشوكة الرنانة، فانكب على قراءة كتاب هذا العالم الألماني. كان بيل يعمل من ترجمته السيئة للطبعة الألمانية الأصلية، وبالصدفة استنتج أن ذلك سيكون دعامة لكل عمله في المستقبل على نقل الصوت قائلا: "دون معرفة الكثير عن هذا الموضوع بدا لي أنه إذا أمكن إنتاح أصوات حروف العلة عن طريق وسائل كهربائية، بالتالي يمكن إنتاج أصوات الحروف الساكنة، وأيضا يمكن إنتاج أصوات تعبير كلامي." كما أبدى لاحقا ملاحظة أخرى: "اعتقدت أن هلمهولتز قد فعل ذلك... وأن الفشل يرجع فقط لجهلي بالكهرباء. كان ذلك خطأ فادحا... لو كنت قادرا على قراءة اللغة الألمانية في تلك الأيام، ربما لما كنت قد بدأت تجاربي

مأساة عائلة بيل
عندما انتقلت عائلة بيل إلى لندن في عام 1865،
عاد بيل إلى أكاديمية (Weston House Academy) بصفته مدرسا مساعدا، واستمرت تجاربه على الصوت في وقت فراغه باستخدام الحد الأدنى من المعدات المختبرية. ركز بيل على إجراء التجارب باستخدام الكهرباء لنقل الصوت ثم قام بعد ذلك بتركيب سلك التلغراف من حجرته في كلية سومرست (Somerset College) إلى حجرة أحد أصدقائه.
تدهورت صحة بيل في أواخر سنة 1867 بشكل رئيسي بسبب الإجهاد. كما كان شقيقه الأصغر إدوارد "تيد" طريح الفراش حيث كان يعاني من داء السل. على الرغم من تعافي بيل (منذ ذلك الحين بدأ يشير إلى نفسه باسم اي جي بيل "A.G. Bell" في المراسلات) وعمله في السنة التالية كمعلم في كلية سومرست بمدينة باث، إنجلترا، إلا أن حالة شقيقه الصحية كانت في تدهور تام. لم يُشفَ إدوارد من مرضه أبدا. عاد بيل إلى منزله عقب وفاة شقيقه في عام 1867. كان شقيقه الأكبر ميلفيل قد تزوج وانتقل من المنزل. مع أن بيل كان يطمح في الحصول على درجة علمية من جامعة لندن، إلا أنه اعتبر سنواته التالية بمثابة سنوات تحضيرية لخوض الامتحانات التي تسبق الحصول على الدرجة العلمية ولذا كرس وقت فراغه لقضائه في منزل العائلة من أجل البحث والدراسة.
مساعدة بيل لوالده في الدراسات والمحاضرات حول الكلام المرئي دفعته للتدريس بمدرسة سوزانا إي هال الخاصة للصم في جنوب كنسينغتون، لندن. وكان أول اثنين من تلاميذه فتاتان "صم-بكم" واللتان حققتا تقدما ملحوظا في تعلم النطق تحت إشرافه. في حين حقق شقيقه الأكبر نجاحا في العديد من المجالات منها فتح مدرسته الجديدة الخاصة بتعليم الخطابة والنطق وقدم طلبا للحصول على براءة اختراع لأحد الابتكارات كما أنه أنه قد كَوَّن أسرة، إلا أن بيل استمر في عمله مدرسا. في مايو 1870، توفي ميلفيل من المضاعفات الناجمة عن مرض السل، مما تسبب في أزمة للأسرة. كما عانى والده من قبل في حياته من مرض تسبب له بضعف عام ولكنه تماثل للشفاء واستعاد صحته عقب فترة النقاهة التي قضاها في مقاطعة نيوفاوندلاند الكندية. اتخذت عائلة بيل قرار الانتقال بعد فترة طويلة من التخطيط عندما أدركوا أن من تبقّى من أبنائهم أيضا مريض. تصرف ألكسندر ميلفيل بيل بحزم وطلب من بيل القيام بترتيبات بيع جميع ممتلكات الأسرة،
وإنهاء كافة شؤون شقيقه العالقة (تولى بيل تلميذه الأخير وعالجه من لدغة واضحة)،
والانضمام لوالديه في التجهيز للعالم الجديد.
قرر بيل أيضا على مضض الانفصال عن "ماري إكليستون" وإنهاء علاقته بها ظنا منه أنها لم تكن على استعداد لترك إنجلترا والسفر معه إلى الخارج

بيل في كندا
في عام 1870 عندما كان بيل عمره ثلاثة وعشرون، سافر هو وأرملة شقيقه كارولين (مارجريت أوتاواي)[35] ووالديه عبر (SS Nestorian) إلى كندا.[36] وبعد وصولهم إلى مدينة كيبيك الكندية، استقل بيل وعائلته أحد القطارات المتجهة إلى مدينة مونتريال ثم انتقلوا منها فيما بعد إلى مقاطعة باريس بأونتاريو ثم قرروا البقاء مع القس "توماس هندرسون" وهو صديق للعائلة. بعد بقائهم لفترة وجيزة مع هندرسون، قامت عائلة بيل بشراء مزرعة تبلغ مساحتها عشرة فدادين ونصف (42,000 متر مربع) بمرتفعات توتيلو (Tutelo Heights) والتي تسمى الآن مرتفعات توتيلا (Tutela Heights) وتقع قرب مدينة برانتفورد بأونتاريو. يتألف العقار من بساتين ومنزل مزرعة كبير وإسطبل وزريبة خنازير وحضيرة للدجاج ومنزل متنقل، مع إطلالة على نهر غراند.
قام بيل بتأسيس معمله الخاص حول مسكنه في المنزل المتنقل بالقرب مما أسماه "مكان أحلامه"، وهو مكان كبير تحيط به الأشجار ويقع خلف المزرعة ويطل على النهر.
على الرغم من ضعف حالة بيل الصحية عند وصوله إلى كندا، إلا أنه استحب المناخ ومحيط إقامته مما ساعد على تحسن حالته الصحية بسرعة.واصل بيل اهتمامه بدراسة الصوت البشري، وعندما اكتشف محمية (Six Nations Reserve) عبر النهر في مقاطعة أونونداجا (Onondaga) الريفية تعلم لغة الموهوك وترجم مفرداتها غير المكتوبة إلى رموز الخطاب المرئي. تم منح بيل لقب رئيس فخري تقديرا لعمله كما شارك باحتفال قام فيه بارتداء قبعة قبائل الموهوك ورقص رقصاتهم التقليدية.
بعد أن قام بيل بإنشاء معمله بدأ في مواصلة إجراء تجاربه التي تستند إلى عمل هلمهولتز المتعلق بالكهرباء والصوت.
وقام بتصميم بيانو يمكن من خلال الكهرباء أن ينقل الموسيقى التي تصدر منه لمسافة بعيدة. عندما استقرت العائلة في الحياة الجديدة، وضع بيل ووالده خططا لممارسة مهنة التدريس في عام 1871، ورافق والده إلى مونتريال حيث عُرِض على ميلفيل وظيفة لتعليم نظامه الخاص بالكلام المرئي.

عمل بيل مع الصم
في وقت لاحق قامت "سارة فولر"، مديرة مدرسة للصم البكم (لا تزال قائمة إلى اليوم تحت اسم مدرسة هوراس مان العامة للصم) في بوسطن بولاية ماساتشوستس الأمريكية بدعوة والد بيل لتقديم نظاما للكلام المرئي من خلال توفير التدريب للمعلمين الذين يعملون لدى فولر، لكنه رفض هذا المنصب لصالح ابنه. خلال سفره إلى بوسطن في أبريل 1871، أظهر بيل نجاحه في مجال تدريب معلمي المدرسة،
وبالتالي طُلِب منه تكرار البرنامج في المدرسة الأمريكية للصم البكم في هارتفورد، كونيكتيكت ومدرسة كلارك للصم في مدينة نورث هامبتون، ماساتشوستس.
بعد عودته إلى برانتفورد وبعد قضاء ستة أشهر في الخارج، استمر بيل بإجراء تجاربه على "التلغراف الموسيقي".
كانت الفكرة الأساسية من جهازه هو إمكانية إرسال الرسائل عبر سلك واحد إذا كانت كل رسالة تُنقَل باهتزاز مختلف، ولكن كان يجب العمل على الإرسال والاستقبال.
لم يكن بيل متأكدا من مستقبله حيث فكر في البداية بالعودة إلى لندن لاستكمال دراسته، لكنه قرر العودة إلى بوسطن كمعلم.
ساعده والده في إعداد مركزه الخاص عن طريق الاتصال بـ"جاردينر جرين هوبارد"، رئيس مدرسة كلارك للصم للحصول على توصية. قام بيل بتدريس نظام والده، وفي أكتوبر 1872 افتتح "مدرسة فسيولوجيا الصوت وآليات الكلام" في بوسطن، واستقطب عددا كبيرا من التلاميذ الصم وتكوَّن الصف الأول من ثلاثين طالب.
خلال عمله كمدرس خصوصي، كانت إحدى أشهر تلاميذه هيلين كيلر التي التحقت لديه بالمدرسة في سن صغيرة وكانت لا تستطيع الرؤية أو السمع أو الكلام. في وقت لاحق قالت أن بيل كَرَّس حياته لاختراق ذلك "الصمت الوحشي العازل والفاصل".
كان للعديد من الأشخاص ذوي النفوذ في ذلك الوقت ومنهم بيل رؤية بوجوب القضاء على الصمم، كما اعتقدوا أنه بالموارد والجهود يمكن تعليم الكلام للصم وتجنب استخدام لغة الإشارة، وبالتالي تمكينهم من الاندماج بشكل أكبر في المجتمع الذي يستبعد العديد منهم في كثير من الأحيان.تعرض الأطفال لمعاملة سيئة في عدة مدارس، على سبيل المثال كان يتم تقييد أيديهم خلف ظهورهم حتى لا يتواصلوا من خلال لغة الإشارة (اللغة الوحيدة التي يعرفونها)، وبالتالي تم إجبارهم على محاولة التواصل من خلال الفم.
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى