مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* رعمسيس الثاني - شيرين الميسانية - بلتيس - نجاح العطار - زكي الارسوزي .

اذهب الى الأسفل

* رعمسيس الثاني - شيرين الميسانية - بلتيس - نجاح العطار - زكي الارسوزي . Empty * رعمسيس الثاني - شيرين الميسانية - بلتيس - نجاح العطار - زكي الارسوزي .

مُساهمة  طارق فتحي الإثنين أبريل 15, 2019 6:04 am

من هو رعمسيس الثاني ؟
# كما لاحظت ، إسمه ( رعمسيـس ) وليس رمسيس .. (Ra-messes II ) هي النطـق الأجنبي له ، لصـعــوبة نُطق حرف ( العيــن ) ..
# ولد قبــل ميلاد المسيــح بـ 1303 سنة .. وتولى حُكم مصــر عام 1279 قبل الميــلاد ، وهو في الخامسة والعشـرين من عُمــره تقريباً ..
# عندما تولى رعمسيس الحُكــم ، كان مرّ على تأسيس الدولة المصــرية 2000 عام تقريباً ، والأهرامات الثلاثة كانت تعتبــر أثــراً قديمـاً جداً مرّ على بنــاءه أكثر من 1000 عام !
# دام حُكمــه 67 سنة ! .. ثــاني أطول حـاكم في التاريخ كله تقريباً ، بعــد الفــرعون بيبي الثاني الذي حكم مصــر 95 سنة تقريباً .. يبدو أن الفرعون الذي كـان يحكم مصــر لمدة 30 سنة فقــط يُعتبــر فرعوناً هاوياً

يُمكــن القــول أن التاريخ المصـري المكتــوب والمسجّل في الآثار والجداريـات والمعــابد ، يصــف رعمسيــس بأنه :
عسكــري مُخضــرم..
جدارية تمثـله في إحدى المعارك ، وهو يضــرب عنق أحد أعداءه ، ويسحق الآخر تحت قدمه !
# كان عسكــرياً مُخضــرماً بشكـل لا يُصدّق ، إمتدت حدود مصــر في عهده بشكــل مُذهــل في الشمــال والجنــوب ، وخاض بنفســه حروباً عديدة على مقدمــة الجيــوش المحاربة في الشــام ( بلاد كنعـــان كمـا يحلو للمؤرخين تسميتهـا وقتئذ ) ، والنوبة وبلاد بونت ( الحبشــة ) ، وتصــدى لهجمــات الشّــردان ( القراصنـة ) من البحــر المتوسط ، والليبييــن من الغــرب ..

# وفي العام 21 من حُكمــه ، تم توقيــع أول معاهدة سلام فى التاريــخ بين مصــر وســوريـا ، بعــد سلسلــة حروب ومعــارك استمرت 15 عاماً بين الفراعنة في مصــر والحيثييـن في ســوريا ، لم ينتصـــر فيهــا أيّ من الطـرفين ..
# كـان رعمسيس يفخــر بشدّة بخلفيته العسكـرية ، وتقريباً كل الجداريــات الضخمــة التى أنشئت له ، تــركز على إنتصـاراته العسكــرية ، وتوسعــاته السيـاسيــة ، وضــرب المُعتدين ، والإيقــاع بالأســرى وحمــايته لمصــر ..

.. مهنــدس مُبــدِع !
رعمسيس يبتسم في ثقة ، ومن وراءه يظهـر جزء من بهــو الأعمدة في الكرنك ، الذي يضم 134 عموداً ضخمـاً ..
تقـريباً لا يخــلو شبــر من أرض مصــر إلا وبه أثــر لرعمسيس الثــاني تحديداً ، أكثــر من بقيّــة الفراعنة مُجتمعيــن..

كان رعمسيس مهــووساً بالبناء الضخــم بشكـل لا يُصدّق ، وأنجــز في عصــره عشرات المشــروعات المُدهشة غير المسبــوقة لإنشــاءات ضخمــة لم تعــرف العصــور القديمة مثــلها ، مما جعـــل أغلب المؤرخين يعتبــرونه ( سيـــد البــروباغاندا ) بالمفهـــوم العصــري ، ونال لقــب ( رعمسيس العظيــم Ra-messes the great )..

الكـرنك .. الرامسيــوم .. مسلات ، وأعمــدة عملاقة .. تماثيــل صغيرة ومتوسطة وهائلة الحجــم .. حصـون متعددة على حدود مصــر ، خصوصاً الحدود الشـرقية .. تأسيس مُدن جديدة في الدلتــا إلى جانب العاصمة المصـرية الخالدة ( طيبـة = الأقصــر حاليــاً ) ، أهمهــا مدينــة بررعمسيــو في الدلتـا المصـرية ..

ولكـن ، بلا شــك يظــل معبـد أبو سمبــل التى تزيــن التماثيل الأربعــة الضخمــة لرعمسيس الثاني مدخلهــا ، من أهم الآثار وأكثــرها روعة ، التى توحــي بكبــرياء ضخــم لهذا الفــرعون الخارق !

وأيضـاً ، أكثــر ماتميّــز به رعمسيس الثاني هو حبــه الشـديد لبنــاء ( مسلات ) شاهقــة ، ومعابــد مليئــة بالأعمــدة .. وهذا الأمـر تحديداً من أهم الدلائل التى تجعل العلماء الدينييـن ودارسي التراث يعتقــدون بأنه الفرعون الطاغية المقصــود ، أخذاً في الإعتبــار الآية القــرآنية : وفـِـرعــون ذو الأوتــاد

.. عــاشق شديد الخصـوبة !
إذا جاءت سيرة رعمسيس الثاني ، فلابد أن تأتي سيــرة زوجته الأولى والمحظيّــة ( نفــرتاري ) على الفور..

نفرتاري زوجة رعمسيس ( على اليمين ) برفقة حتحور آلهة الجمال والأمومة ..
نفرتاري زوجة رعمسيس ( على اليمين ) برفقة حتحور آلهة الجمال والأمومة ..
تزوجها وهو في سن الرابعة عشــر من عمره كما تقول أغلب الآثار ، بأمر من أبيه .. وأحبّهــا جداً ، وبنى لها معابداً وتماثيلاً ضخمـــة ، وتقريباً يجب أن تراها فى كل جدارية يزهو فيها بإنتصــاراته وإنجــازاته ..

نفرتـاري هي الزوجة الوحيـدة من زوجات رعمسيس التى بنى لها معبـداً خاصاً بها إلى جوار معبــده الضخم ( أبو سمبــل ) ، وشيّــد فيه 6 تماثيــل كبيــرة ، 4 منهــم لنفســه .. وتمثالان لهــا بنفــس طول تماثيــله التى كــان يهــوى أن تكون ضخمــة عادة ..

4 تماثيـل لرعمسيس ، يتخللهم تمثالان لنفرتاري بنفس الطول ، وبعض التماثيـل الصغيرة لأولادهما
4 تماثيـل لرعمسيس ، يتخللهم تمثالان لنفرتاري بنفس الطول ، وبعض التماثيـل الصغيرة لأولادهما
كمـا صمم لها مقبــرة كُبــرى في وادي الملــوك تليــق بمكــانتها كمحبــوبة الفــرعون الأولى ، وسيــدة مصــر الرئيسيــة ..

إلا أن نفــرتاري لم تمنع رعمســيس الثاني من أن يتــزوّج 11 زوجة على الأقل – رسميــاً – الى جانــب عشرات الجواري .. وكــان لديــه ( حسب أقل التقديــرات وأكثرها تواضعــاً ) حوالي 90 إبنــاً وإبنــة !

كمــا أنه تزوّج ثلاثة من بنــاته ! .. لم يكـن هذا التصرّف شائنــاً فى مصــر القديمة عندما يتزوج الفرعون إبنته ، كنوع من حمــاية سلالة الفــرعون ودمــاؤه !

الرجــل له عدة جداريـات يتعبّــد فيها لإله الخصــوبة عند المصــريين القدماء ( ميــن ) ، والذي – تتفــق معي – يبدو أنها جاءت بنتــائج مُبهــرة فعلاً ، دون الحـاجة إلى حبوب زرقــاء أو مقــوّيــات من أي نوع ..

رعمسيس يقـف أمام آلهة الأمومة إيزيس ، وإله الخصـوبة مين .. لا تحتـاج إلى مساعدتي لتتعرّف على إله الخصوبة في الصـورة طبعا !
رعمسيس يقـف بيـن آلهة الأمومة إيزيس ، وإله الخصـوبة مين .. لا تحتـاج إلى مساعدتي لتتعرّف على إله الخصوبة في الصـورة طبعا !
90 إبنــاً وإبنــة ، أو ربما 108 ابناً وإبنة بحسب تقديرات أخرى ؟! .. من الجميــل أن يكوّن المــرء قبيـــلة كــاملة تحمل صفاته الوراثيــة بهذه البساطة ، ودون أن يهتــم بمعرفتهم او بأسماءهم أو بظــروف معيشتهم ، لأنهم ولدوا وعاشوا وماتوا أمراءاً !

.. وإلـــه !
نعــم ، بلا أدنــى شك كــان رعمسيس الثــاني يُعــامَل في حيــاته مُعاملة الإله ، ربمــا بشكـل اكبـر من سبقـه من الفراعنة على مدار تاريخ مصـر كلهـا ..

عموما ، الفـرعون في مصـر القديمة له صبغــة دينية قوية بإعتبــاره إبن الإله ، أو ظــل الإله على الأرض ، او المنفذ لسياسة الآلهة .. إلا أن رعمسيس الثاني تحديداً كــان له مكــانة دينية قوية جداً لدى المصـرييــن ، وتم تأليــهه في حياته ، بشكـل بدا واضحاً فى المعابد التى شيّدهـا ، خاصة معبد أبو سمبـل ومعابد بلاد النــوبة..

أربعة تماثيل ضخمة لرعمسيس الثاني على مدخل معبـد أبو سمبل .. التمثال الثالث على اليسار مُتهدّم ..
أربعة تماثيل ضخمة لرعمسيس الثاني على مدخل معبـد أبو سمبل .. التمثال الثالث على اليسار مُتهدّم ..
إلا أنه ، وفي نفس الوقت لم ينفِ عبــادة الآلهة المصــرية التقليــدية ، ولم يدّعي انه الإله المُطلق .. بل وله العديد من الجداريـّات يتعبــّد للآلهة المصــرية المُعتادة ( آمون – رع ، بتــاح ، ميــن ، وغيرهم )..

رعمسيس كان يُعــامل بإعتبــاره قوة خارقــة غير طبيعيــة .. فمع إنتصــاراته العسكــرية المُدهشة ، وقوته في حمــاية مصــر ، فضــلاً عن المعابد الضخمــة والجداريات الهائلة والتماثيــل والآثار في ك

ــل شبــر في أرض مصــر ، التى جعلت المصــرييــن يتعاملون معه بإعتبــاره الحاضر الغائب على الدوام .. فضــلاً عن قوته الجسـدية وخصــوبته الهائلة ..

إلى جانب نقطـة أخرى شديدة الأهميــة ..
توفي رعمسيــس الثـاني وهو في التسعينــات من العُمــر .. ربمـا طول عمره هذا كان واحداً من اهم الاسباب التى جعلت المصريين يعتبــرونه إلهـاً حقيقيــاً ، في وقت لم يكــن متوسط العُمــر فيه يبلغ نــصف هذا السن !

تخيّــل وصول رجــل إلى التسعينــات ، في عصــر سحيــق لا يُعــرَف فيه المُضادات الحيوية ، أو البنسلين ، أو مصــل للإنفلوانزا ، أو حتى أقراص لعلاج الصــداع أو التقلبـات المعــدية ! .. حتماً سيكون هذا الرجـل خارق القــوى بمعاييــر هذا الزمـان..

الرجـل تطاول به العُمــر لدرجة أنه شهــد بعينيــه وفــاة 12 إبن من أبنــاءه الكبــار ، وزوجته المفضلة نفرتاري ، والعديد من الأحداث الصعبة المؤلمــة .. وحينمـا جاءت لحظة وفاته كــان إبنه الثالث عشــر ( مرنبتــاح ) هو من تولى الحُكم ، بعد وفــاة كل إخوته الكبــار في حيــاة أبيهم الطويــلة..

إذن ، هل هــو الفــرعون المذكــور في الأديــان السمـاوية ؟
تقرر الأديان الثلاثة بشكـل قاطع أن الفــرعون هلك غرقاً هو وجُنــده وجيشــه ، أثناء مُطاردته للإسـرائيلييـن ..

الحقيقـة أن هذه النقطـة تحديداً هي التى تُبــرّئ هذا الرجــل تمـاماً ، لأن دراسة موميــاؤه كشفت عن وجه مُنهَك لرجـل عجــوز بلغ من العُمــر أرذله ، وإن كــانت ملامحــه الصلبــة القاسيــة العسكــرية واضحــة تمـاماً لا تخطئها العيــن .. وتم التأكــد من إصابته بروماتيــزم حاد ، ومشاكل مزمنة في اللثة والأســنــان ..

موميـاء رعمسيس الثـاني .. الشعـر الأصفـر نتيجـة الحنّاء المُستخدم فى التشـريح .. شعره كـان ناعماً أبيض اللون وقت تحنيطه
موميـاء رعمسيس الثـاني .. الشعـر الأصفـر نتيجـة الحنّاء المُستخدم فى أدوات التحنيط .. شعره كـان ناعماً أشيباً وقت تحنيطه ..
ولكنهــا كانت خاليــة تماماً من أي إشــارة لكــونه مـات غرقــاً .. هذا الرجـل مـات موتة طبيعيـــة بسبب أمراض الشيخوخة لا أكثــر ..

ناهيــك أنه من الصعب جداً – عقليــاً – ان يمتطــى عجوز فى التسعيــن عجلة حربيــة ، ويترأس جيشــه في مطاردة بنـى إسرائيــل ، حتى لو كــان مُحارباً سابقا !

محبوب آمون بن الشمس مرنبتــاح !
بعض النظـريات الدينيــة والتاريخيــة تقــول أنه من الممكــن أن يكــون رعمسيس الثاني هو الفرعون الذي تكفّــل برعايـة موسى عليه السلام .. وأن إبنــه ( مرنبتــاح ) هو الذي خرج لمُطــاردته وهلك غرقاً ..

وعلى الرغم من ان الكثير جداً من النظريات الحديثة تدحض هذه النظـرية ، إلا أن ( مرنبتــاح ) هو الفرعون المصـري الوحيد الذي ذكــر اسم إسرائيــل في إحدى جداريــاته المُسمــاة ( أنشــودة النصــر ) أو ( لوح مرنبتــاح ) ، ذكــر فيهــا :اسرائيل ضائعة خربة ولم يعــد لها بذر ..


نساء حفظهم التاريخ
شيرين الميسانية.. امبراطورة ساسان..
على الرغم من الدور الكبير الذي لعبته (شيرين)* في حياة واحد من أعظم وأقوى ملوك الدولة الساسانية وهو كسرى الثاني(خسرو)، ولقبه ( أبرويز ـ المظفر)، إلا ان قصتها الحقيقية تظل مبهمة ومحاطة بالاساطير.

من هذه المرأة التي وصفت بكونها أحدى العجائب التي عدت ضمن عجائب كسرى الأثنتي عشر، لقد كان كسرى الثاني وبلاطه الزاخر بالأبهة والروايات الكثيرة التي تصف عجائبه. كانت (شيرين) من المواضيع المحببة للكتاب المسلمين والعراقيين، مثل البلعمي والطبري والثعالبي، كثيرا عن هذه الملكة واعتبروها من الاعاجيب. وقد عددوا أثنتا عشرة عجيبة لكسرى من بينها قصر المدائن ودرفش كاويان وزوجته(شيرين).

،(شيرين)هي بطلة الحكاية الاسطورية الشهيرة(شيرين وفرهاد) او (خسرو وشيرين). لا زالت هنالك خرائب على الحدود بين العراق( خانقين) وايران، وهي بقايا قصر اسمه( قصر شيرين) وتحمل هذه المدينة اسمها. وهو القصر الذي بنته هذه الملكة، لتمضي فيه الصيف ليس بعيدا عن اهلها وناسها في ارض النهرين.

وقد اتفق المؤرخون جميعهم على انها آرامية مسيحية. اما بالنسبة لاصل موطنها، فهنالك اقلية من المؤخرين قالو بأصلها الاحوازي، بينما الاغلبية اتفقوا على اصلها العراقي وانها من منطقة(ميشان) أي ( ميسان).*

وتؤكد المصادر على أن (شيرين) رغم زواجها بأمبراطور ايران، إلا انها فضلت دائما السكن في بلادها العراق، وبالذات في (المدائن) على ضفاف دجلة. بل انها اجبرت زوجها على السكن في هذه المدينة، رغم انه كان متشائما منها لأن المنجمين قالوا له انه سوف يقتل فيها، لكنه خضع لارادة زوجته، حتى تحققت النبؤة وتم قتله في (المدائن) على يد ابنه.

يقال ان كسرى كان يعيش ببذخ ومجون، بحيث ان كان يمتلك حريم من (3000) إمرأة. كان زير نساء وكان يرسل موظفيه الى المقاطعات ليختاروا به نوعا معينا من النساء، حسب مواصفته وذوقه!

لكن رغم ذلك، فأن (شيرين) ظلت دائما سيدة قلبه وسطانة روحه، ولها الكلمة الخاتمة في حياته، لقد كانت قصة عشق (كسرى) لـ (شيرين) موضوعا للعديد من الروايات وقد ألفت العديد من القصص حولهم وخاصة قبل سقوط الدولة الساسانية حيث وجدت أكثر من قصة شعبية عن هذا الموضوع ودخلت هذه الروايات في المؤلفات العربية حيث حفظ كل من الثعالبي والفردوسي العديد من الروايات عن (شيرين) وأساليبها الذكية للاستئثار بكسرى وزواجه منها والطريقة البارعة التي أستطاع بها كسرى من إسكات عظماء الدولة الذين كانوا ساخطين على زواجه منها لأنها من بلد كان تابعا للدولة الساسانية ولم تكن من دماء ملكية.

أصبحت حوادث عشق (خسرو وشيرين) و(فرهاد وشيرين) موضوعا محببا في الشعر الغرامي والحماسي. مما تجدر الإشارة إليه أن بعض الروايات الخاصة بهذا الموضوع مزجت الحقيقة بالأسطورة وبعضها بالغت بالشكل الأسطوري البعيد عن الحقائق ولعل من أفضل النصوص عن هذا الموضوع هو (خسرو وشيرين ) للأديب الحكيم نظامي كنجوي الذي يسرد فيه قصتهما بأسلوب شعري. يعد هذا الكتاب من روائع الأدب الفارسي . لم تكن قصة (كسرى وشيرين) مصدر للأدب والشعر فقط بل كانت موضوعا فنيا شائعا في تلك الفترة، فغالبا ما زينت التحف الزجاجية وكذلك النرجيلات والقوارير ذات الرقاب الطويلة بالمناظر الشاعرية وكان منظر خسرو وهو يستقبل حبيبته(شيرين) من أكثر المواضيع التي نراها مجسمة على هذه القطع الفنية.(منقول من نازك فخرالدين)

شخصيات من بلادي
بلتيس
ولدت الشاعرة السورية بلتيس فى آواخر القرن السادس قبل الميلاد فى قرية جبلية فى مقاطعة بامفيليا Pamphilia على الساحل الجنوبى لبلاد الأناضول، والمطلة على البحر المتوسط، حيث القرى مظللة بالغابات الجميلة، والوديان المثقلة بالصمت، والمليئة بالسكون. وقد ولدت بلتيس من أم فينيقية سورية واب يونانى.
ويبدو انها لاتعرف والدها، فهى لم تشر اليه فى ذكريات طفولتها، إذ ربما مات قبل أن تولد. والا كيف حملت اسماً فينيقياً، هو الاسم السوري لالهة الحب والجمال عند اليونان أفروديت وليس من الصعوبة بمكان، ادراك كيف اتخذت بلتيس اسمها الفينيقى هذا، فقد كان بمقدور امها اعطاءه لها.
فى مطلع شبابها تكدرت حياتها بحب نعرف عنه القليل.
وقد تركت مسقط رأسها بامفيليا لأسباب غامضة، وانتقلت للعيش فى مدينة ميتيلينى فى جزيرة ليسبوس وهناك تعرفت بلتيس الى الشاعرة سافو التى علمت البامفيلية الصغيرة فن الغناء. ومن المؤسف ان بلتيس لاتعطى الا قليلاً من التفاصيل حول تلك المرأة، وعوضاً عن ذلك تركت لنا بلتيس حوالى ثلاثين قصيدة او مغناة حول صداقتها مع فتاة من عمرها عاشت معها، كانت تسمى منا سيديكا Mnasidica وفيما مضى كنا نعرف هذه الفتاة من بين شعر لـ سافو يمجد جمالها وتقول فيه: "كانت مناسيديكا جميلة ورائعة" والذى يقرأ اشعار بلتيس فى صديقتها سيقع حتماً فى حب هذه الفتاة.
فى جزيرة قبرص انتقلت الشاعرة بلتيس للعيش فى جزيرة قبرص، بعدها أدركت أن لاشئ يبقيها فى ميتيلينى وكانت قبرص فى ذلك الحين جزيرة يونانية- فينيقية يعيش فيها الفينيقيون واليونانيون جنباً الى جنب كما هى الحال فى بامفيليا .
وفى جزيرة قبرص اكتشف عالم الآثار ج. هايم Herr G.Hiem قبر الشاعرةبلتيس فى باليو – ليميسو Paleo – Limisso على جانب طريق قديم غير بعيد عن بلدة أماثوس Amathus .كان القبر تحت الارض –حسب عادات الفينينقين، وقد نجا من صيادى الكنوز الاثرية.
وقد وجدت فى قبرها قوارير عطر، كانت احداها لاتزال تحتفظ بالرائحة الذكية. كما وجدت مرآتها الفضية.
وكذلك قلم الكحل، الذى يلون باللون الازرق فوق اجفانها، ومنحوته صغيرة لـ عشتار العارية ربة الجمال والحب. ينظر فوق الهيكل العظمى. وعدة قطع من الحلى الذهبية، وقطعة حلى فضية. كأنها غصن من الثلج.
تبدو أشعار بلتيس غاية فى البساطة، وكأنها بلا أدنى جهد، ، ولكن في الوقت نفسه غاية في التناسق والاتقان، وتلك قمة شامخة من قمم الشعر الغنائي
كانت بلتيس فخورة بإنتمائها الى ارض سوريا المقدسة، التى وصفها هوميروس بأنها أرض الآلهة
وتقول بلتيس: "منذ نعومة أظفاري، تلقنت حب أدونيس وعشتار.. واسرار سوريا المقدسة.. والموت والعودة الى عشتار، الالهة ذات الأجفان المدورة"
"ومن الجدير بالذكر أن أشعار بلتيس قد طبعت بأمريكا عدة مرات تحت عنوان Songs of Biltis وفي عام 1977 تم تصوير فيلم سينمائي في فرنسا عن حياتها بعنوان بلتيس من أخراج دافيد هاملتون كما حملت اسمها مقطوعات موسيقية رائعة.
وهذا من اشعارها الاخيره قبل وفاتها
قبر بيلتيس (التاريخ الأخير)
تحت أوراق الغار السوداء، تحت أزهار النسرين العاشقة…
هنا أرقد، أنا التي عرفت أن تصوغ الشعر، وتجعل القبلة تزهر.
ترعرعت على أرض العرائس،
عشت في جزيرة العاشقات، ومتّ في قبرص، ولهذا اشتهر اسمي، ودُلِّك بالزيت نصبي.
لا تبكني أنت يا من تقف، فلقد شُيّعت بجنازة عظيمة
ومزّقت الباكيات خدودهن.
وأرقدوا معي في قبري مراياي وعقودي.
والآن على المروج الشاحبة، مروج أسفوديل،
أتخطّر ظلاً لا يُمسّ ولا يُرى
وذكرى عمري فوق التراب هي جذل حياتي تحته.

شخصيات من بلادي
الدكتورة نجاح العطار

نائب رئيس الجمهورية في سوريا منذ 23 آذار / مارس 2006 وأول أمرأة عربية تصل إلى هذا المنصب.

هي من مواليد مدينة دمشق في 10 كانون الثاني / يناير 1933، وحصلت على إجازة في الآداب والعلوم الإنسانية في عام 1954 وشهادة الدكتوراه في عام 1958 من جامعة أدنبرة في إنجلترا.

عند عودتها إلى دمشق بدأت بالتدريس في المدارس الثانوية ثم انتقلت إلى العمل في وزارة الثقافة والإرشاد القومي ضمن مديرية التأليف والترجمة لتصبح بعد ذلك مديرتها وتولت بعد ذلك الوزارة في العام 1976 وبقيت فيها حتى العام 2000، خلال هذه الفترة تم إكتشاف آثار حضارة إيبلا كما أقامت مجموعة من المعارض الأثرية وساهمت في أطلاق أول مشروع لإنشاء متحف للفنون في سوريا كما أشرفت على بناء المعهد العالي للفنون المسرحية والمعهد العالي للموسيقى ومكتبة الأسد ودار الأوبرا كما كانت عضو في المكتب التنفيذي لإتحاد الكتاب العرب، وجمعية النقد الأدبي.

لها مجموعة من المؤلفات منها:

أدب الحرب -دراسة بالاشتراك مع حنا مينة- دمشق 1967.
من يذكر تلك الأيام - قصص بالاشتراك مع حنا مينة- دمشق 1974.
نكون أو لا نكون -مقالات- جزأن- دمشق- 1981.
من مفكرة الأيام -مقالات- دمشق 1982.
أسئلة الحياة- مقالات- دمشق 1982.
كلمات ملونة.
إسبانيا وهمنغواي والثيران.

ونالت العطار عددا من الأوسمة الرفيعة، منها وسام «الصداقة بين الشعوب» الممنوح من رئيس مجلس السوفيات الأعلى لاتحاد الجمهوريات السوفياتية الاشتراكية سابقا، ووسام «الثقافة البولونية»، ووسام «الاستحقاق برتبة الضابط الكبير» من الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران عام 1983. ووسام «جوقة الشرف برتبة كوماندوز» من ميتران أيضا عام 1992.

وحصلت كذلك على وسام «السيدة العظيمة» من فرسان مالطا، ووسام «الصليب المقدس» من الرئيس البولوني عام 1999. وكذلك وسام «الكنز المقدس ذو الوشاح الكبير» في أرفع درجاته من إمبراطور اليابان عام 2002 وميدالية الشرف من الرئيس التشيلي عام 2004
.
من الرحم السوري وُلدت الدكتور نجاح العطار رافعة لواء الوطن شعاراً، ساعيةً لنثر إرثها المعرفي والثقافي وأسرار عشقها الإنساني في كل أرجاء المعمورة، متجاوزةً قيود الزمن التي أحاطت بعصرها، ولتنشر في آفاق المجتمع نظريات تنقض ما كرَّس طويلاً أن النساء لا حول لهن أكثر من منزل زوجي يضج بالأولاد فاستحقت لقب «سيدة الثقافة السورية».
لقد امتلأت مسيرة العطار بالمحطات الكثيرة التي أشعلت فيها الإبداعَ مناراتٍ مضيئة في مسيرتها، ونجحت في الانطلاق بأحلامها الثقافية والأدبية والسياسية بشكل ساهمت به في إثراء المسيرة النسائية في سورية ومثبتة أن المرأة السورية بخير، وبإمكانها أن تكون رائدة أينما
حلَّت.

شخصيات من بلادي العربية
زكي الأرسوزي

هو زكي نجيب إبراهيم الأرسوزي (اللاذقية، يونيو 1899 - دمشق، 1968)، مفكر وعربي سوري ومن أهم مؤسسي الفكر القومي العربي.

درس الأرسوزي في اللاذقية ثم انتقل مع عائلته إلى أنطاكية ومن بعدها إلى قونية في تركيا عاد إلى انطاكية عام 1924 وعين مديراً لناحية أرسوز وبعدها أوفدته الحكومة السورية لدراسة الفلسفة في جامعة السوربون في فرنسا عام 1927 عاد وعمل مدرساً للفلسفة في مدارس أنطاكية وبعدها نقل إلى حلب ثم إلى دير الزور وسرح من الوظيفة عام 1934 م.

أسس زكي الأرسوزي جريدة العروبة ثم عاد وعمل مدرساً للفلسفة والتاريخ في مدارس حماة وحلب ثم انتقل إلى دمشق مدرساً في دار المعلمين، وبقي حتى أحيل للتقاعد عام 1959 م، كان ينادي بالعدالة وحق العربي بالحرية وإلغاء التميز بين الناس من كل شكل ونوع وأخلص للعروبة ونادى بالدفاع عنها وحمايتها واخلص لوطنه سوريا وتخرج من بين يدي الأرسوزي الكثير من الطلبة والباحثين والكتاب وغير ذلك.

كان لاقتطاع لواء إسكندرون من سوريا من قبل الاستعمار الفرنسي كبير الأثر على زكي الأرسوزي وهو يرى جزءاً من بلاده ينتزع ويسلخ دون وجه حق من قبل مستعمر لا هم له سوى مصالحه، أدت هذه الحادثة إلى ثورة الأرسوزي على فرنسا وتركيا وقاد حملة لمقاومة التتريك في لواء الإسكندرونة، لاقت أفكار الأرسوزي ودعوته صدى وتأييداً من المثقفين والطلاب في دمشق، وبذلك طرح نفسه كزعيم قومي أستلهم البعث أفكاره منه. وتلك الأفكار التي تبناها حزب البعث فيما بعد والدفاع عن العروبة وحق العرب، وقد عرف عن الأرسوزي ارتياده إحدى مقاهي دمشق حيث كان يلتقي المثقفين والكتاب والأدباء والطلبة، وكذلك إحدى مقاهي حلب التي يرتادها المفكرون والأدباء.

من مؤلفات زكي الأرسوزي التي جمعت في دمشق بين عامي 1972 و 1976 وصدرت في مجلدات وهي :-

العبقرية العربية في لسانها
رسالة الفلسفة والاخلاق
رسالة الفن
رسائل المدينة والثقافة
الامة العربية
صوت العروبة في لواء الاسكندرونة
متى يكون الحكم ديمقراطياً
الجمهورية المثلى
التربية السياسية المثلى

طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى