مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* بصمة القدر- نهاية عصر

اذهب الى الأسفل

* بصمة القدر- نهاية عصر Empty * بصمة القدر- نهاية عصر

مُساهمة  طارق فتحي الخميس أغسطس 02, 2018 9:26 pm

بصمة  القدر
طارق فتحي
وقائع حقيقية
طالب ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ الطب , كان يقف امام باب الجامعة ﻣﻊ زملائه . جاءت سيارة مسرعة اختارته وصدمته، أسرعوا به الى ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ فأبلغه ﺍلاطباء ﺍﻧه ﻋﻨﺪﻩ ﻛﻠﻴﺔ ﺘﻨﺰﻑ ﻭيجب أن ﻳﺴﺘﺄﺻﻠﻮﻫﺎ  ﻓﻮﺭﺁ ﻭﺍﻻ ستتسبب ﻓﻲ ﻣﻮﺗﻪ ﻳﻀﻄﺮ ﻳﺨﺘﺎﺭ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻛﻠﻴﺘﻪ ﺍﻟتي تستأصل ﻭﻳﻌﻴﺶ ﺍﻭ ستبقى ﻭﻳﻤﻮﺕ ﻓﻴﺨﺘﺎﺭ ﺍﻧﻬﺎ تستأصل ﻭﺑﻌﺪ عدة أيام ﻭ ﻫﻮ جالس  ﻓﻲ مكتبة الكلية
ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ﺍﻟذي أجرى له ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﻣُﺒﺘﺴﻢ ﻭ ﻳﻘﻮل ﻟﻪ : هل سمعت
باﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ ؟ ،
ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻳﻘﻮل ﻟﻪ : ﺍجل ﻳﺎ ﺩﻛﺘﻮﺭ لكني ﺧﺴﺮﺕ كثيرا ..
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﻳﻘﻮل ﻟﻪ : ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺖ مثلك أسمع ﻋﻨﻪ الى غاية ما شاهدته معك ﻭنحن نجري لك ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻻﺣﻈﻨﺎ ﻭﺟﻮﺩ ﻧﺴﻴﺞ ﻏﺮﻳﺐ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﻠية التي استأصلناها وأرسلناها الى المختبر للتحليل، ظهر انه كانت ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺗﻐﻴﺮﺍﺕ ﻟﻠﺨﻼﻳﺎ ﻓﻲ طريق ﻧﺸﺎﻁ  ﺳﺮﻃﺎﻧﻲ التي ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﺘﺸﻒ ﺍﻻ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺘﺄﺧﺮﺓ ﺟﺪﺁ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻫﻲ الثمن.
ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ : هل تقصد ﻳﺎ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﺍﻥ ﺍﻟسيارة ﺍﺧﺘﺎﺭﺗﻨﻲ ﻭﺣﺪﺩﺕ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻻﺻﺎﺑﺔ بالضبط لآخذ ﻓﺮﺻﺔ ثانية ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ !! ،،
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ : تخيل!! هل تعتقد انها ﺻﺪﻓﺔ ؟ ،،
ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻭﻫﻮ ﻣُﺒﺘﺴﻢ : ﺍﻛﻴﺪ هذا ﻗﻀﺎﺀ وﻗﺪﺭ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ .
يقول احد الصالحين : " ﻟﻮ ﻋﻠِﻢ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻛﻴﻒ ﻳُﺪﺑّﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺃﻣﻮﺭﻩ ﻟﻌﻠٍﻢ ﻳﻘﻴﻨﺎً ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﺭﺣﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﻣِﻪ ﻭﺃﺑﻴﻪ ﻭﻟﺬﺍﺏ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺤﺒﺔً ﻟﻠﻪ
الرجل اصبح الان بروفسور استشاري في السلوك النفسي البشري يتقاصى 3000 ثلاثة الاف باوند استرليني مقيم في العاصمة البريطانية لندن وهو حي يرزق لغاية يومنا هذا .؟



نهاية عصر  1
طارق فتحي
وقف الصبي مذهولاً  امام السلطان العثماني عبد الحميد  مع بقية الصبية وهميرون بام اعينهم موكب السلطان المهزوم في المعارك التي حدثت في العراق في نهاية الحكم العثماني تقدم السلطان ممتطياً فرسه الى حافة نهر دجلة في نينوى ليروي عطش فرسه يرافقه موكب مهيب لميرى الصبية مثيلاً له من قبل ولا من بعد .
سادت فوضى عارمة بعد ايام قلائل من مرور السلطان بسبب انكسار الجيش العثماني امام القوات الغازية الجديدة ومرور الجيش المنكسر من امام قريته التي تقبع على حافة نهر دجلة الخالد . سادت الفوضى العارمة في القرية المترامية الاطراف . تكفل بعدها كل ذكر بولاية عدد من النساء والفتيات لقلة وندرة الرجال في هذه الحروب الطاحنة .
اصبح الصبي فتى يافعا , تزوج  من فتاة تركية من بقايا الجيش المنسحب . انجبت له ثلاث بنات . اطمأن لحالة ورغد العيش يحف به فهو ورث قطع اراضي شاسعة استثمرها في الزراعة حاله حال بقية اقرانه من الشباب . نمت قريته وكبرت واتسع حجمها حتى اخذت تقضم اطراف اراضيه وممتلكاته. كانت هذه الاراضي تقدم كهبات واحيانا بمقابل مادي او عيني .
بعد استقرار الاحوال والتنعم برغد العيش هربت زوجته مع بناتها الى تركيا في احد القرى القريبة من الحدود العراقية مع عصبة من ابناء عمومتها اذ علموا بحالها فيما بعد . تزوج هذا الشاب المنكود ثانية من امراءة من بني قومه انجبت له  ولداً ذكرا موضوع قصتنا هذه. ثم ماتت لمراءة اثناء ولادته فوراً . مما اضطر بالشاب الزواج للمرة الثالثة وانجب من الاخيرة خمسة ذكور وخمسة اناث .
اصبح الطفل يلقب باليتيم لوفاة امه نشأ  وترعرع في مزارع والده واصبح الضغط عليه شيء لا يطاق عبثا حاول التخلص من هذا المجهود المضني دون جدوى. كبر الفتي واصبح شابا يافعا جميل المحيا . الا ان انهاكه في عمل الزراعة من تهيئة الارض وشقها وتفصيلها بغية زراعتها وسقيها وجني المحصول منها ليس بالامر الهين وكان ثقل العمل الكبير يقع على عاتقه لانه كبير اخوته وهم لا زالوا صبية  صغار .
في احد الايام قرر هذا الشاب الهروب من بيت ابيه للتخلص من معاناته في العمل الزراعي الضني  فيه من المجهود ما يفوق بقية الاعمال اضعافاً مضاعفة . هجر اهله وقريته وتوجه الى العاصمة بغداد . ولما لم يجد لع عملا مناسباً تطوع في الجيش العراقي واصبح فيما بعد ضابط اعاشة لانه حاصل على الشهادة الابتدائية وهذا شيء نادرا في عصره لاهل القرى والامصار البعيدة عن الحواضرالمدنية.
في العام 1948 شارك في حرب فلسطين ضد المستوطنين الصهاينة  كونه احد افراد الجيش العراقي آنذاك . في منطقة ( اج ثري )  الصحراوية  يتناول طعامه مع آمره والاثنان وقوفاً على منضدة قابلة للطي . رفيقة الذي ياكل معه يدعي النقيب عبد الرحمن محمد عارف اصبح فيما بعد رئيساً  للجمهورية العراقية.
انتهت معركة فلسطين بانكسار الجيوش العربية وعودتها الى بلدانها . عاد الشاب اليافع ضابط الاعاشة الى وحدته  في مدينة الحلة . تعرف على زميل له ,سكن الاثنان في غرفة واحدة بسريرين من الحديد . توطدت العلاقة بينهما حتى اصبحا  كالاخوة . عشق الاثنان فتاتين جميلتين من مركز مدينة الحلة . قررا الزواج بهما والسكن معاً بذات الغرفة وتم التخطيط لفصل فضاء الغرفة بحبل متين من وسطها والقاء بعض البطانيات العسكرة كستارة تحجب روية الطرف الثاني .
عبد الرحمن حسن حياوي صاحب مكتبة النهضة في شارع المتنبي  ثم الباب الشرقي كان زميلة وصديقه واخيه يتقاسم ذات الغرفة معه تزوج قبله لتوفر النقود معه . استشاط  ضابط الاعاشة من الامر. فقرر الذهاب الى قريته حيث والده واخوته وقريته التي غادرها منذ زمن لجلب المال اللازم للزواج من فتاته الحسناء البارعة الجمال .
هناك في قريته كانت عودته مثار دهشة وذهول من جميع اقاربه ومعارفة واصدقاء طفولته  طرح الموضوع على والده , ابى والده  وكبار القوم من الزواج بفتاة غريبة وقالوا له الاقارب اولى وتحت ضغط شيخ العشيرة زوجوه من فتاة لم يراها طيلة فترة حياته , جلبها معه الى مدينة الحلة . وبما انها كانت بنت شيوخ من علي قومها ابت ان يشاطرها منامها عائلة اخرى فاستقل بها في غرفة اخرى في احد بيوت المدينة .
انتقل الى اغلب محافظات الجنوب بموجب الاوامر العسكرية , كان يلقي الاحترام والتكريم في كل محافظة ينتقل اليها باعتباره  ضابط  اعاشة في الجيش العراقي الذي كانت له حضوة وقبول واحترام من جميع طبقات الشعب العراقي. كان من المدعويين الاوائل لحضور  المناسبات الرسمية وغير الرسمية يحفه مختار المحلة وشيوخ القوم وكبرائهم .
دارت الايام عاد الى بغداد استأجرا دارا قديمة في احد مناطق بغداد العتيقة المبنية منذ العهد العثماني على اطلال العهد العباسي . انجبت له خمسة اولاد ذكور وبنتان احداهما البكر والاخرى آخر العنقود .



نهاية عصر  2
طارق فتحي
احيل الى التقاعد بحسب رغبته في نهاية عصر المملكة العراقية . افتتح محلا للتجهيزات المنزلية  ما لبثت ان اصبحت ثلاث محلات حيث بدأ تتيسر الامور المادية لديه . في احد صباحات بغداد الجميلة وعلى حين غرة تغيرت الاحوال بعدها وحدث الهرج والمرج في بغداد تعطلت المدارس وشلت الحركة تماما اصبحت ظاهرة المظاهرات تمخر الطرقات الرئسية والهتافات تصم الاذان نعلوا من هنا وهناك , البنات يرتدين زيا عسكريا مصنوع من القماش الكاكي ويضعن الكاسكيتات على رؤوسهن في منظر غريب وعجيب علم  فيما بعد انها فصائل ( المقاومة الشعبية ) المساندة لقائد الثورة الجديدة عبد الكريم قاسم . ساءت الاحوال بعدها بخروج المظاهرات الطلابية بين الحين والاخر مؤيدة قرارات الثورة وزعيمها الاوحد . واختلط الحابل بالنابل.
عندها بدأ الهتاف والصراخ والعويل الممزوج مع الانفعالات النفسية وحماسة الشباب اخذ الكل يهتف والكل يردد :
ماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة
يا جمال خشمك شطولة... وشكري يدكلك ما صولة . المقصود السوري ( شكري القوتلي )
يا جمال العفلقيياغبي يا ابن الغبي ... الشعب ما يريد وحدة يا عميل الاجنبي
ماكو زعيم الا كريم موتوا يا بعثية
بعد شهر ماكو مهر ونذب القاضي بالنهر
عاشالزعيمالزيدالعانةفلس
وغيرها من الهتافات لا تسعفني الذاكرة بها . طبعا  كان يردد الهتافات كالببغاء وهو يعي جيداً  ما يدور حوله .الامر برمته اصبح في فوضى عارمة لا احسن ان اصفها ,
مرت الايام الاولى للثورة والفوضى ضاربة اطنابها في كل مكان وحي وزقاق والناس لا تلوي على شيء . في صباحات احد الايام وعلى حين غرة تجمهر المتظاهرون امام المحلات  واخذوا بنهب وسرقة البضائع  وكسروا الزجاج وهو  واقف دون حراك ولم ينبس ببنت شفه علماً كانت هناك صورة قديمة لجمال عبد الناصر  معلقة على جدران المحل منذ العهد الملكي . نصبوا له الحبال وهي تتدلى من شرفة في الطابق الثاني من شقة ام زهدي  الفلسطينية استنجد بقاسم الحلاق المجاور لمحلاته فاذا به يترك المحل ويغيب فترة قصيرة وحضر ومعه رجال ووجهاء منطقة الفضل من ضمنهم المختار وجاره القيادي البارز فاضل جلعوط  , كانت ام  زهدي قد سبقت الجميع بقطع حبل المشنقة مستخدمة سكين المطبخ .
تم نهر الجميع من قبل القيادي البارز تكلموا كبار القوم معه واعطوه مجموعة من صور الزعيم الاوحد  ليعمل منها نشرة ضوئية يضعها في محلاته وانهم سيزوره قريبا ليروا انه نفذ ما طلب منه . نفذ الامر صاغراً وعلق نشرة ضوئية تتخللها صور الزعيم الاوحد . واصبح  فيما بعد صديق للقياديين الذين يقودون المظاهرات فيعطيهم المرطبات والشربت ويوزع عليهم الحلوى كلما تمر مظاهرة من امام محلاته .
في يوم ما توفي احد قيادي الثورة او المحسوبين عليها  اسمه ( كامل قزانجي ) توفي في المراحيض ( الادب خانه ) اجلكم الله اثر نوبه قلبية قامت بغداد على اثرها ولم تقعد لموته فخرج المتظاهرون  كالعادة يوزعون فيها صور كامل قزانجي على المحلات والمارة والمقاهي يأمرون الجميع بتعليقها بعد تأطيرها بالزجاج المزجج .
كان نصيبه  ثلاث صور لانه يمتلك ثلاث محلات فوضع احد الصور قرب دورق كبير للشربت وكلما شرب احدهم يرمي ما تبقي في الكوب على وجه كامل قزانجي وعندما قال له جاره الحلاق لماذا تفعل هذا .؟ يرد عليه خطية عطشان والدنيا حر , ولم تمر سوى ايام قلائل حتى اتت مظاهرة كبيرة اقتحمت شارع الفضل بلافتاتها الملونة وصراخها وهتافاتها الذي يصم الاذان وكانت ساعة اشبه  بساعات آخر الزمان . فوجدوا صورة القزانجي وقد التهم الذباب اكثر ملامحه القبيحة  وزرعوا له شعرا مستعارا بدلا من الطريق الصحراوي التي تميزت به قمة راسه .
امسك بعض الصبية من المتظاهرين بتلابيبه , سحبوه من المحل مزقوا ملابسه  ولولا  كبر سنه الله اعلم ماذا سيجري له . تم نهر الصبية من قبل رجال المظاهرة الكبار واعتقوه  اخيرا بين السباب والشتائم والتهديد والوعيد بحرق المحل مثلما كانوا يفعلون بمحلات باب الاغا وابو دودووابو سيفين . الا ان الذي كان يكف الاذى عنهجاره في السكن  الملاصق لداره  والقيادي الكبير  فاضل جلعوط  وابن الحممجية هكذا علقت اسمائهم في ذاكرته. عندها علم انه في نهاية عصر ولى الى غير رجعة مقبلاً على عصر آخر مجهول الملامح والسمات .



نهاية عصر  3
طارق فتحي
بعد مرور اشهر قلائل على قيام الثورة ضد الملكية العراقية وذبح العائلة المالكة حيث لم يسلم حتى السائق والطباخ جميعهم تمت ابادتهم بدم بارد ولم يرعوا حرمة كبير او صغير. طفت على السطح مظاهر غريبة على الشعب العراقي البسيط من مظاهرات وقتل وسحل بالحبال في الشوارع العامة وقطع الاعضاء التناسلية للرجال ووضعها في افواههم وغيرها من المشاهد المقززة التي شاهدها بأم عينيه .
بعد مرور 8 – 9 أشهر على قيام الجمهورية المحروسة  دخل داره  وهو ممتعض وغضبان والشرر يتطاير من عينيه فبادره اهله  ما الخبر.؟  رد عليهم انهم يقتلون اهلنا في الموصل يذبحون الرجال ويستحيون النساء ويعلقون جثثهم على اعمدت الكهرباء . عندها لملم  اغراضه على عجل متهيئاً  للسفر التقى  برجل اخر في محطة القطار يظهر انه كان ينتظره أخذ الاثنان يتحدثان عن قطار السلام والشيوعيين وحمامات الدم في الموصل
هبطا في محطة قطار الموصل صباحاً وكان الجو مشحوناً بالعساكر والمدنيين النظاميين وغير النظاميين وبعد همس خفيف بينه وصديقه قرروا الذهاب الى كراج الجسر القديم ( العتيق ) ومنه الى قريته. هبط  في منتصف الطريق ,شاهد شخصين او ثلاثة معلقين على اعمدة النور في منظر تقشعر له الابدان . اقترب بدافع الفضول فاذا به يرى بوضوح امرأة عارية تماما من ملابسها معلقة بالمقلوب ربط قدميها مع بعض وراسها يتدلى للاسفل وجد شخصين او ثلاثة اسفل منها على الارض لازالت الدماء تنزف منهم ولم يكن احد بقربها وكذلك البقية المعلقين .
ولما احس انه ابتعد كثيرا وهو يرى منظرا تقشعر له الابدان انسحب بهدوء ناحية المقهى على ناصية الشارع  اتى عامل المقهى ( الجايجي ) وسحبه بقوة من امام المراءة المعلقة وعبر به الشارع حيث صديقه في انتظاره . قال له وهو يحاوره , ما هذا .؟ لماذا لم يغطوا جسدها العاري واسئلة فضولية اخرى . فرد الجايجي  اما رايت الجثث التي تحت راسها على الارض هولاء حاولوا تغطيتها الا ان المقاومة الشعبية اردتهم قتلى وهذه المرأة من بيت( العسلي ) وذكر له اسم من فعل هذا الامر للاسف لم يعلق في ذاكرته  منه شيئا الا انه كان من بيت(القصاب) .
منظر مفزع ومهول شوارع خالية الا من الغوغاء , رائحة الدم والجثث تزكم الانوف وبقايا المظاهرات  من اوساخ وازبال زينت الشوارع فكانت هيئة المدينة اشبه بيوم الحساب عند قيام  الساعة . مكثا في المقهى زهاء الساعة تقريبا حتى اتي من يقلهما مباشرةً الى قريته  دون المرور بنقاط تفتيش المقاومة الشعبية . سلم صاحب المقهى على السائق, الظاهر انهم معرفة قديمة قال السائق له الحمد لله انك لم تحضر من قبل , اليوم انتهى كل شيء وانت لاحظت بنفسك هدوء الامور . وصلا القرية سالمين والحمد لله اطمان على اقاربه  حيث لم يمس احدا منهم بسوء لانهم كانوا على معرفة مسبقة بما يجري في المدينة  فمكثوا في القرية لم يبرحوها .
اخذت الماكنة الاعلامية تتلاعب بالزعيم الاوحد للبلاد وسيطرت على افكاره الاحزاب السياسية التي كانت متفاعله بشده مع الثورة لحاجة في نفس يعقوب . كان نتيجة تسلط الحزب الشيوعي على مقدرات الثورة ,تحريفها عن مسارها وعمل فيها حمامات الدم في الموصل واخرى في كركوك وتم اعدام خيرة ضباط الجيش العراقي من الوطنيين المخلصين بوشايات كاذبة  وتضليل اعلامي مهول . عبثا حاولت الثورة بزعيمها الجديد ان تصلح الامر دون جدوى.
استثمرت جهود سنين طوال لمجلس الاعمار الملكي في تهيئة مساكن شعبية بسيطة للشعب العراقي . جيرت الثورة توزيع هذه الدور باسمها عن طريق ماكنة الاعلام المزيف واعتبرت انجازا يؤشر له بالقبول من كافة افراد وطبقات الشعب العراقي . مع ان الرجل حاول ان يحكم بحيادية مطلقة معلنا حبه لوطنه الا ان ما فعله الحزب الشيوعي من خراب في البلد جعل له اعداء كثيرين ومعارضين داخل الوطن وخارجه . فكان السقوط الحتمي للثورة بعد سنوات قلائل تعد على اصابع الكف الواحدة . فبانت بوضوح نهاية عصر آخر .




نهاية عصر  4
طارق فتحي
في العام 1963 ساد الهرج والمرج كالعادة لدى العراقيين , استلموا السلطة ثوار جدد لم تبدو ملامحهم واضحة للعيان , نسبوا انفسهم للقومية العربية تارة وتارة اخرى ينادون بانبعاث مجد العراق التليد من جديد . وماهي الا شهور قلائل يكاد الوضع يتسم فيه بالهدوء النسبي حتى ساد الوضع سوءاً وانفجرت ثورة الشعب من جديد على اطلال المجد القديم . اشتعل الشارع من جديد ومظاهر التسلح بادية للقاصي والداني . هتف الشعب العراقي المسكين بوجوههم , من انتم .؟ ردت الثورة نحن القوميون العرب . ماشاء الله لعلنا نجد فيهم خيراً لقد ذقنا مرارة الشعوبيون العرب .
قضى الله امرا كان مفعولاً  استمر الهدوء هنيئة بعمر الزمن كذلك استمر الرجل في محلاته الثلاثة بالكاد يلتقط انفاسه  ويتدبر امر معيشته . جاءته وفود لاقناعهبالانخراط في صفوف  الحرس القومي بصفة مدرب كونه كان رجلا عسكريا محكنا في الجيش العراقي المعاصراصيب بالذهول , ولما لم يستجيب لرغابتهم ضيقوا عليه معيشته  ومن ثم سرقوا محتويات محلاته جميعا تحت جنح الظلام في امر دبر بليل بهيم , بالطبع سجلت الحادثة ضد مجهول حتى هجر محلاته .
زوجة وخمسة اولاد على احدهم ان يطعم افواههم اضافة الى متطلبات الحياة آنذاك من الملبس وغيره , ضاق الامر عليه حين على نهاية مدخراته فاضطر للعمل بصفة كاتب عرائض في منطقة العبخانة  في بغداد . كان عمله الجديد هذا نقطة تحول في حياته وانعطافة خطيرة في سلوكه فيما بعد , كان لحسن خط يده في الكتابة وبخاصة الارقام مما فسح له المجال واسعا للتعرف على الناس بمختلف هوياتهم الثقافية والعرقية والاثنية . در عليه عمله الجديد نقودا لا باس بها بعد ان ذاع صيته مع صبري الخطاط  احد اعلام الخط العربي في بغداد, مع تزايد اقبال الناس عليه دبت الغيرة والحسد بين اقرانه من اصحاب هذه المهنة , ضيقوا عليه كثيراً ومع لهوه ومرحه حتى ساعات متأخرة من الليل اصاب عمله الركود والكساد ,
كادت علاقته الغرامية الجديدة مع امرأة ثلاثينية ان تقضي عليه وعلى عائلته الكبيرة نسبيا اذ تعلق بها بشكل جنوني خارج عن السيطرة واصبح كالعاشق الولهان لولا تدخل صديقه وزميله القديم عبد الرحم حسن حياوي وانقاذه من براثن هذه الشيطانة الادمية المرأة اللعوب الذي اهداها بكل بساطة بيتا صغيراً لها بعد ان رمت شباكها حوله واتضح الامر في النهاية انها مؤامرة خسيسة دبره احد زملاء العمل الجديد بغية التخلص منه لمنافسته لهم بشكل جلي , كانت احدى بائعات الهوى , ومن اين يتأتى لهذا القروي ان يكتشف اللعبة,
حاول معه صديقه ان يعمل في مجال المطبوعات من المجلات الدورية والكتب بمختلف انواعها عمل معه مدة يسيرة في المتنبي ثم افتتح له كشكا صغيرا للجرائد والمجلات في الباب الشرقي بجانب مكتبه النهضة لصديقه القديم بتمويل ومساعدة من الاخير ذكرى للايام الخوالي التي قضياها في مدينة الحلة . دفعه خوفه من السلطة بترك العمل في الكشك لامتعاضه من كثرة  زيارات رجال الامن المتكررة  وسؤاله ان وجدت بحوزته مطبوعات ممنوعة قانونا .
في شارع المتنبي وهو جالسا بمعية صديقه الحميم اذ دخل عليهم شخصية بغدادية ظريفة يطلب احد خطاطي المتنبي للعمل بصفة مروج معاملات في احد دوائر الدولة فوقع الاختيار عليه . جرب عمله الجديد , نجح فيه ايما نجاح  , كانت دائرة الضمان الاجتماعي مفتاح السر لانفتاحه  الجديد  الى عالما مالا عين رأت  ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
ما كادت الاوضاع تستقر به وتدر عليه اموالا لم يكن يحلم بها مسبقاً حتى باغتته الماكنة الاعلامية بوفاة رئيس الجمهورية العراقية واحلال اخيه محله بصورة مؤقته , وما اعقب ذلك من سيادة الهرج والمرج ثانية في البلاد وانفرط عقد من الزمان متبعثراُ امامه كان الحظ العاثر يلازمه مع كل خطوة ينجح فيها وينجو بها من فقر متقع . اطرق رأسه ملياً للاسفل وهمس في سره بالتاكيد انها نهاية عصر جديد .

نهاية عصر  5
طارق فتحي
نصب الرئيس عبد الرحمن محمد عارف رئيسا للجمهورية العراقية وكان خير خلف لخير سلف  اتسم حكمه بالتسامح الكبير بين مكونات الشعب العراقي . قفزت فكرة مجنونة  في رأسه فقدم طلبا لمقابله صديقه وزميله القديم الى رئاسة الجمهورية فكانت الموافقه والمقابلة حيث تم على اثرها اعادته الى الخدمة العسكرية في الجيش العراقي بغية تحسين اوضاعه المالية  باكمال خدمته التقاعدية .
الظريففي الامر حاول رجلنا هذا تعين ابنته الكبرى قدم التماسا  في مقابلة قصيرة مع رئيس الجمهورية بغية تعينها في احد دوائر الدولة . ابلغه الرئيس اثناء المقابلة من انه لا يستطيع ان يكتب له كتاب صادر من رئاسة الديوان بتصريحه لان ذلك يعتبر مرسوما جمهوريا . وحلا لهذا الاشكال زوده بكارته الشخصي . مخاطبا وزير الكهرباء بغية تعينها .
حضر مع ابنته الى الوزارة وقابل السيد الوزير حيث اعتذر الاخير من تعينها لعدم وجود شاغر في ملاك الدائرة بالرغم من انها اي ابنته مرسلة من قبل رئيس الجمهورية آنذاك عبد الرحمن محمد عارف . وبقي الامر كطرفة جميلة يتندر بها امام اصحابه .
مالبث بعد فترة قصيرة نسبيا حتى ساد الهرج والمرج بغداد مرة اخرى واذا به انقلاب عسكري على السلطة واستلام العسكر احمد حسن البكر زمام الثورة والانقلاب الذي اجبر خلالها الرئيس الاسبق عبد الرحمن محمد عارف على التنازل عن السلطة مقابل سلامته وولده اللواء الركن البحري قيس محمد عارف . وكان للثوار ما ارادوا .
أحال نفسه الى التقاعد ثانية بعد مدة قصيرة من الحكم الجديد . وعاد الى عمله السابق في دائرة الضمان الاجتماعي لتعقيب المعاملات الرسمية وشبه الرسمية لاتحاد نقابات العمال في القطر العراقي . اصبح له في ما بعد قاعدة عريضة من المعارف ومنهم من اصدقاء السوء. تكررت سهراته معهم واحيانا المبيت حتى الصباح وانحرف عن جادة الصواب ايما انحراف .
اخذ يحتسي الشراب مع ممارسة المجون والفسق والفجور , رويدا رويدا تعلم لعب القمار وكان هذا الامر بديهي ما دام يرافق شلة من المنحرفين اجتماعياً , لعب حظ المبتدئين معه في اللعبة دورا كبيرا  كسب  مبالغ خرافية اشترى بها بيته العتيق الذي اهداه الى عشيقته السابقة في منطقة الرصافة واشترى بيتا آخر في جانب الكرخ مع عمارة صغيرة متهالكة في شارع الرشيد من ثلاث شقق بثلاثة طوابق .
استمر معه الثالوث المدمرللنفس البشرية  الخمر والميسرة والجنس حتى بات ذلك هاجسه الكبير, لم يلتفت الى عائلته كثيرا ولا تعلم زوجته ان كان فقيراً معدماُ ام غنياً حديث نعمه ذاع صيته عند اقرانه . وبينما كان يبذخ على ملذاته وسهر لياليه كان يقتر في المصروف البيتي تقتيراً شديداً,
الا ان الطامة الكبرى كان في انحرافه الاخير مع كبر سنه بهوسه وولعه بالخيل حتى ادمن سباقات الخيل بشكل هستيري وكان على اثر ذلك خسارة بيته العتيق في الرهونات اثناء لعبة سباق الخيل في ساحة قرب مدينة المصور . استمر الحال معه سنوات اخرى هجر فيه جميع اصدقائة الا الذين كانوا يحبون سباق الخيل وهم نفر قليل يعدون على اصابع اليد الواحدة كونوا شلة معاً بالذهاب والاياب الى ( الريسز ) كما يطلق على سباقات الخيل باللهجة البغدادية المحلية . استمر معه هذا الحال حتى بعد تزويج اولاده . كان حضوره في البيت مهيبا بوجود الاولاد الذين يطلقون عليه لقب ( سي السيد ) لصرامته وانفته وشموخه مع عائلته والكل لا يعلم بما تدور من افكار في راسه الصغير .
ذات يوم اتى مهموما مغموما  تهالك على مقعده  في الصالة وعلامات التعب والوهن  بادية على محياه مرض مرضا شديدا الزمه الفراش لثلاثة ايام. وعندما تعافى اخذ يشرحلزوجته سبب وعكته الصحية من انه خسر العمارة الصغيرة القديمة في شارع الرشيد في رهونات الريسز , حيث اصبح مفلساً تماما لا يملك سوى تقاعده الشهري من خدمته العسكرية , اصطحب زوجته معه الى دائرة الشؤون العقارية وسجل البيت الوحيد الذي بقي باسم زوجته كي لا يضطره ادمانه على خسارته .
دب الهرج والمرج في بغداد مرة اخرى بخوض حرب شرسة برا وبحرا وجوا مع الجارة ايران وسيق الشباب الى محرقة الحرب المدمرة المهلكة للحرث والنسل حيث كان من نثيبة ان التحق اثنان من اولاده في هذه الحرب الملعونة .ايقن حينها انه على اعتاب نهاية عصر جديد آخر .


نهاية عصر  6 والاخير
طارق فتحي
استمرت الحرب ثمان سنوات طوال حرقت الاخضر واليابس في البلاد ترملت النساء وتيتم الاطفال , اخذ الفقر يزحف على ذوي الدخول المتوسطة  جارا اياهمالى ما دون خط  الفقر . لا احد يستطيع التذمر بسبب القبضة الحديدية التي كان يحكم بها البلاد . عاش رجلنا حياة مزدوجة غاية في الالتزام داخل البيت منفلت غير منضبط  خارجه  للحقيقة والتاريخ كان اولاده منضبطين جدا وذوي خلق قويم الا واحدا منهم كان يتابع عمل والده عندما بلغ به العمر عتيا .
كبرت سنه اخذ ولده الصغير هذا يتابع اعمال والده يوما بيوم لم يكمل دراسته الجامعية واصبح منخرطاً بالكلية في شعب حياته الجديدة .  رويدا رويدا سلك الابن طريق والده في الانحراف الاخلاقي بداية من شرب الخمور وانتهاك حرمات النساء حتى تعلم كل فنون النصب والاحتيال . تيسرت امور هذا الشاب اشترى سيارة حديثة ومنزلا صغيرا جميلا سهلت له الكثير من اعماله تزوج  بفتاة من محلته كان يحبها كثيراً .
وضعت الحرب اوزارها وتنفس الناس الصعداء حينها كان رجلنا المريض مطروحا في الفراش في بيته لا يلوي على شيء , مسه الشي الكثير من الخرف واصبح يكرر حكاياته ومغامراته لاولاده اكثر من مرة. احتفل الناس بالشوارع بمظاهر فرح عارمة وصاخبة. بانتهاء الحرب الضروس طويلة الامد .
حتى ساد الهرج والمرج مرة  بسبب احتلال الجارة الاخرى دولة الكويت عسكرياً مع ان الناس لا تعرف السبب الحقيقي لهذه الحرب الا ان الاحتلال اصبح امرا واقعاً لا مناص منه استنزفت الكثير من ارواح الشباب ولم تدوم الا قليلا حتى فشل الاحتلالبسببتدخل قوىاقليميةوعالمية الامر الذي فرض على العراق والعراقيينحصارا مدمرا شاركت به جميعدول العالم استمر طويلا حتى اتى على ما تبقى من نهضة في البلاد ويأس العباد.
توفى رجلنا المريض بسبب مرض السكري الذي لازمه زمنا طويلا وخلى البيت الا من زوجته العجوز التي كافحت سنوات طوال ليكون هذا البيت مستقيما والحق يقال نالت العجوز احترام وتقدير كل مجاوريها من محلتها والمحلات المجاورة لمحلتها وكان يستشهد بها في التربية والاخلاق الحميدة وكذلك بقية اولادها ما خلا من سنوجز قصته ليكون عبرة لمن يعتبر لبقية شبابنا اليوم .
شق كل من الاولاد طريقه بعد ان تزوجوا وكونوا اسر كبيرة اخرى . كانت الزيارات تتوالى على الوالدة العجوز كل اسبوع ثم اصبحت كل شهر وما لبثت حتى اصبحت في المناسبات فقط والكل يجري على قدم وساق ليثبت نفسه في الحياة مع بذل المجهود الكبير للمحافظة على الاستقامة  وعائلته كمن كان يسبح ضد التيار , اذ غلب على الشعب المكر والحيلة والنصب والاحتيال والانحراف عن الاخلاق الحميدة نوعا ما  على قدر الطاقة والجهد بسبب افرازات الحروب والحصار الا من رحم ربي .
عاش بقية الاولاد بشكل طبيعي مع عوائلهم  في معاناة  كبيرة ومحن شديدة يمر بها البلد حتى تزعزع النظام وبثت الدعايات والاشاعات المغرضة ضد البلد وظهر الطابور الخامس يبز بقرنيه  حتى اصبح الشعب في مهب الريح لا يعلم ماذا يريد واخذ بالتالي يلعن الجميع . حتى كانت الطامة الكبرى باحتلال العراق وسقوط البلاد بعد ان تكالبت عليه قوى الاستعمار والامبريالية العالمية لاسقاطهرغما عنه وكان لهم ما ارادوا احتلت بغداد ودخلها الساقطون من العملاء وخونة الوطن والامة .
مع شلة اصدقاء السوء وحبه الجارف للحصول على المال باي وسيلة كانت وماضيه المخزي في النصب والاحتيال مع صديقه السابق الملقب (سامكو) استطاع ان ينتخب له رهطاً من الشباب المنحرف من الذين على شاكلته في حب المال والنساء وما بينهما , تيسرت احواله كثيرا بالنصب والاحتيال ومارس اقذر الامور في سبيل جلب المال السحت الحرام وركب موجة العهر السياسي رشح للانتخابات مع انه لم يفوز الا انه دخل عالما آخر لا يقل قذارة عن ممارساته الخاطئة والمنحرفة جل معارفه من سياسي الصدفة الذين اتى بهم المحتل . سرقوا اليلاد والعباد نسوا ان ربك لبالمرصاد .
تفشت اللصوصية بجميع انواعها مع غرائبها وعجائبها في البلد دبت الفوضى العارمة لاكثر من عقد من الزمان قتل فيه من ابناء الشعب مالم يحصى عددا واصبح امر الناس بددا وقد الجميع قددا . لم يقدم العراق اضحية بابنائه منذ عهد الدولة العثمانية وتشكيل الحكومة العراقي لغاية الاحتلال البغيض مثلما قدمه خلال السنوات المظلمة الذي يمر به الان مع اختلاف الحجج والذرائع الا ان من يدفع الثمن غاليا هم الشعب بجميع اطيافه ومكوناته العرقية والاثنية.
اخذ الشاب الذي كبرت سنه هو الآخر في التمادي اكثر فاكثر في عمله القذر حتى كون له اعداء كثيرين من رهطه يحسدونه  الى ما وصل اليه وجنيه المال الكثير من السحت الحرام شأنه شأن  بقية افراد حكومته المنحرفة , مع ان كثيراُ ما كان اخوته يتكلمون معه للعدول عما هو عليه والاكتفاء بما كسب والتوبة لله عن جميع افعاله الموبقات والعودة الى حضن الاخلاق والتأسيباخوته الا انه كبر مقتا لديه ان يستمع الى صوت الحق .
وصل به الامر انه اخذ ينصب ويحتال على جماعته المحتالين مما افلس غالبيتهم وزج بقسم منهم في السجون , اصبح  فرعون عصره الا انه لم يخرج من دائرة اللصوص الصغار وبقي بعيدا عن الشبهات وكانت شهرته محليا لم تتعدى المناطق المجاورة لمحلته وبوشاية من الذين تضرروا من تصرفاته من اقرانه اللصوص , تم القاء القبض عليه بثلاث تهم ,حكم على واحدة منها بخمسة عشر سنة وارجاء التهم الاخرى للحكم فيها فيما بعد .
الان يقبع في السجن وحيدا فريدا منبوذا وقد استهلك جميع امواله بين رشى ومحامين ووعود كاذبه بعد ان نصبوا واحتالوا عليه مثلما كان يفعل وسقوه من الكأس التي كان يسقي بها الاخرين . .. انتهى
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى