مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* اعترافات امرأة مطلقة - بائعة الهوى

اذهب الى الأسفل

* اعترافات امرأة مطلقة - بائعة الهوى Empty * اعترافات امرأة مطلقة - بائعة الهوى

مُساهمة  طارق فتحي الخميس أغسطس 02, 2018 8:46 pm


اعترافات امرأة مطلقة
الاثنين 17 يوليو الساعة 3:15 فجراً ...
يا لها من ليلة جافاني فيها النوم بإصرار عنيد .. اشتكى السرير القديم من فرط حركاتي القلقة تجعّد الفراش تحتي بانبعاجات غريبة .. رافة به نهضت عنه ونظرت إلى وجه أختي النائمة بسلام حسدتها عليه .. حملت خطواتي بهدوء كي لا اوقظها واتجهت الى الطاولة الموضوعة قبالة الحائط في ركن الغرفة .. اخرجت دفتري الاحمر وقلمي الازرق وقررت ان ادون مذكراتي عن هذا اليوم الحزين بكل فرح .. يحق لي ان افرح برغم حزن الباقيين ..
اليوم حصلت على ورقة طلاقي بعد صراع مرير استمر سنتين كاملتين مع زوجي .. او ربما يجب ان اقول زوجي السابق ؟؟ عشت معه خمس سنوات لم اعد بعدها اطيق الحياة معه .. هذا الرجل القمئ ذو الانفاس النتنة .. منذ اول ليلة اكتشفت أي نوع من الرجال هو .. مخلوق محدود التفكير منعدم الطموح اعتمد على ميراثه الضخم من والده المتوفي حديثاً ليحل له كل مشاكله بما فيها شراء زوجة جميلة .. متعلمة ومن اسرة فقيرة ..
فرح اهلي بالصفقة فقد كانت رابحة .. بالنسبة لهم على الاقل .. الخلاص من مسئولية فتاة اخرى على اعتاب الثلاثين .. والفوز بصهر غني قادر على تنفيذ كل الطلبات بسخاء .. انتزعوا موافقتي بعد ممارسة كل انواع الضغط من امي الملحاحة وابي المصرّ واخوتي المتاملين الطامحين في الحصول على جزء من ارباح الصفقة .. بالاضافة الى ضغط واقع بيتنا المتهالك وحاجتنا الماسة الى الدعم الموعود من الزوج الثري بصيانة المنزل .. ومن في المنزل ..
كرهته من أول يوم خصوصا بعد الاغتصاب العنيف الذي مارسه بكل قسوة متجاهلاً خوفي وتعبي وحاجتي إلى التعود على وجوده الثقيل .. ناهيك عن رغبتي في التقيؤ وانا اراقب اسلوبه الهمجي في ابتلاع كميات هائلة من الطعام .. اصراره على الكلام وفمه ممتلئ به .. التجشؤ بصوت كالرعد بعد كل قضمة تدخل جوفه البدين ..
لقد بذلت أقصى ما املك من إرادة وقدرة على التحمل لإنجاح هذا الزواج .. وبعد ثلاث سنوات استنفذت كامل طاقتي خصوصاً بعد ان يئست من الحصول على طفل يملا حياتي ويلهيني عن زوجي الذي انحصر تفكيره طيلة وجوده في المنزل بين شيئين لا ثالث لهما .. تناول الطعام .. وسحبي إلى السرير كلما حلا له الامر .. في أي وقت وبدون مراعاة لمشاعري ورغباتي ... ازداد قبحاً ونتانة بعد ان اكد لنا الطبيب سلامتي من أي مانع يحول دون حملي .. وان زوجي العزيز يعاني خللاً يستحيل معه الانجاب ...
بمرور الأيام تطور سوء المعاملة ليصبح عنف جسدي يحاول أن يعوض به عجزه في إنجاب وريث يثبت به رجولته المهدورة كل يوم على فراش الخادمة المثيرة التي أحضرها خصيصاً من بلدها بمواصفات خاصة كي يعيش معها أوهام السيد المتملك بعد أن اصبح جسدي لوح خشبي في مواجهة رغباته المهينة اللامتناهية ..
طلبت الطلاق اثر ضربه لي بوحشية بعد نقاش بسيط بيننا .. رفض هو .. ورفض اهلي بشدة اكثر منه مع اختلاف الدوافع ... رفضه كان محاولة يائسة لاذلالي عن طريق رهن حريتي في سجنه الفخم .. اما رفض اسرتي المتوقع فقد كان مخافة انقطاع الدعم المادي الذي اشترى به زوجي رضاهم وسكوتهم عن ما يحدث لي ...
في أول فرصة للهرب جمعت اغراضي ووضعت اهلي امام الامر الواقع .. لقد عدت اليهم كما خرجت .. ولن ارجع إلى زوجي الا جثة هامدة .. لم يستطيعوا الوقوف امام عنادي واصراري فسكتوا على امل أن تهدا النفوس واعود إلى صوابي ... إلى الدجاجة التي تبيض لهم ذهباً ... لم يساندوني فلجات إلى المحكمة واوكلت قضيتي إلى احدى صديقاتي وهي محامية اشتهرت بكسب قضايا الطلاق الصعبة ..
واخيرا اتاني عمي الذي يقاربني في العمر وبعد جلسة مصارحة طويلة قصصت له فيها أي نوع من الحياة كنت اعيش .. قرر مساندتي في طلب الطلاق ... بل اقنع ابي بالموافقة على أن اعمل حتى اشغل وقتي واساعد في مصاريف المنزل .. وبعدما اتت الموافقة حصل لي على عمل في احدى شركات التامين كسكرتيرة لصديقه مدير الشركة ...
حصرت علاقاتي بالجميع .. خصوصا الزملاء الرجال كنت حريصة على اخفاء مشاكلي الزوجية وجعلت الجميع يعتقد اني اعيش حياة طبيعية ...كما قال المرحوم احمد زكي في فيلمه الذي يحمل نفس الاسم ( انا لا اكذب ولكني اتجمل ) .. وبما انني في نظر الجميع متزوجة فقد احترم البعض رغبتي في التباعد وعدم الاختلاط ..
ولكن افتضح سر خلافي مع زوجي عندما ايقن بخسارته للقضية فاتى الى مكان عملي .. وكان مشهداً مجانياً مغرياً للعيون الفضولية توزعت فيه النظرات الشامتة بيني وبين زوجي بسبابه البذئ الذي ختمه بتهديد صريح بتعليقي بين السماء والارض حتى اموت ..
بعدها تغيرت طريقة المعاملة .. واسلوب التعامل .. كثرت التلميحات المتوارية .. الكلمات المبطنة بمعان اخرى .. اصبحت الزميلات اكثر حذراً واقل وداً ...
كان هذا قبل ان استحق لقب مطلقة .. يا ترى كيف سيكون الحال بعد الطلاق ؟؟ لا استطيع ترك وظيفتي فانا احتاج الى الراتب لتوفير احتياجاتي .. اضافة الى المساهمة في مصروف البيت ومحاولة تعويض الاسرة عن المبلغ الذي اعتاد زوجي السابق دفعه اليهم كل شهر
أحس بصداع قاتل ... تجازوت الساعة الرابعة والنصف صباحاً اصبحت عيناي ثقيلتان وتنبعث منهما حرارة قاتلة ودموع لم اعد استطيع التحكم بها .. لقد طلبت اجازة لمدة اسبوع حتى استعد لمواجهة الحياة بعد ان تنازلت عن لقب زوجة وسعيت وراء لقب المطلقة بمحض اختياري ... ساتوقف الان عن الكتابة .. غداً يوم آخر ...
الخميس 20 يوليو .. الساعة الخامسة صباحاً ...
اشتقت إلى دفتر يومياتي .. كانت الأيام الماضية عصيبة ومرهقة جسدياً ونفسياً ولم اجد الوقت ولا الطاقة للكتابة .. عدد كبير من الناس توافدوا ليقدموا واجب المواساة في طلاقي .. وتوالت الدعوات باصلاح البين مع زوجي وانا ادعو الله بكل حرارة و بعد كل دعوة " اللهم لا تستجب .. " وسط كل هذا كنت احاول التاقلم مع ما يدور حولي واستيعاب قدرة البشر على تغيير مواقفهم غضب ابي .. حزن امي .. وارتباك اخوتي ..
بالأمس أحسست باني اختنق فقررت الخروج لزيارة رقية صديقتي منذ الطفولة .. بدا التحفز على وجوه الجميع عندما اعلنت نيتي في الخروج .. اتتني امي بنظرات خائفة " سهيلة ؟ انتي صح قلتي ماشية لرقية ؟؟ اجبتها بتحدى ..ايوه يا امي انا متضايقة وعاوزة اطلع شوية اشم هوا غير هوا البيت المليان نكد دة .. ومحتاجة اتكلم مع زول قريب لي .. انتي عارفة اني ما برتاح لزول قدر رقية " نظرت الي بغرابة وتمتمت بكلمات لم يسعني سماعها " في شنو يا امي ؟؟ مالم بتتكلمي تحت ؟؟ عندك اعتراض اني امشي لرقية ولا شنو ؟؟
نظرت إلى طرف ثوبها وقامت بانتزاع خيط وهمي تشاغلت به عن النظر إلى وجهي ثم ردت بخفوت " يا سهيلة يا بتي انتي هسة وضعك اختلف .. يعني ما مفروض تدخلي وتطلعي زي زمان .. لسان الناس ما بيرحم وانتي خلاص بقيتي مطلقة .. كانت الكلمة كرصاصة صوبت إلى راسي بعد حكم اعدام سريع بلا قاض ولا محلفين ... وكان الدفاع انا .. " امي ؟؟ دة كلامك ولا كلام ابوي ؟؟ شنو يعني مطلقة ؟؟ يعني عشان اتطلقت خلاص بقيت ناقصة .. محتاجة وصاية ومراقبة ؟؟ .. انا لا اول واحدة ولا آخر واحدة تتطلق ..
المفروض عشان الشئ دة حصل احبس نفسي وما اطلع ؟؟ يكون في علمكم انا اجازتي حتخلص يوم الاتنين ونازلة شغلي عادي .. موضوع الطلاق دة خلاص انسوه " ضربت امي صدرها بيدها للدلالة على عدم تقبلها لكلامي " فضحتينا .. شغل شنو العاوزة تمشيه ؟؟ انتي مجنونة ؟؟ عاوزة الناس تاكل وشنا ؟؟ كيف تشتغلي وانتي مطلقة ؟؟.. اجبتها بتحدي " ولو ما اشتغلت منو حيصرف عليّ ؟؟ وانتو حتملوني لو ما ساهمت في مصاريف البيت ؟؟ يا امي خليكم ناس واقعيين وبطلوا الكلام الفارغ دة ..
انتو محتاجين لمرتبي اكتر مني واسكتها ردي على الفور .. وهمت بالخروج ثم التفتت مرة اخرى " طيب يا سهيلة موضوع الشغل دة لمن نشاور ابوكي فيه لكن كدي هسة ختي الرحمن في قلبك واقعدي .. ما تقولي طالعة لانو ابوك هايج شديد وانا ما عاوزاكم تتشاكلوا .. بكرة الصباح لمن يطلع امشي لرقية وارجعي قبل ما هو يجي ..
وهكذا يا دفتر الحبيب حدد طلاقي حقي في الخروج ووضعني تحت الإقامة الجبرية ...
الجمعة 21 يوليو الساعة الثانية ظهراً ...
ذهبت اليوم إلى منزل رقية برغم رفض آبي وتعنت آخي .. لقد نسينا أن اليوم الجمعة اصبح تشابه الأيام مملاً .. ومخيفاً .. لكنني اصريت على حقي في الخروج ووقفت امام وجه آبي العابس واخي المكفهر وهما ينظران الي بتوتر " ابوي انا ما قادرة افهم .. يعني مفروض احبس نفسي في البيت عشان اتطلقت ؟؟ انا ما باعمل حاجة غلط .. وما عندي نية اسجن روحي بسبب طلاقي .. لو أي واحدة اتطلقت اهلها حبسوها كان كل بيت في السودان بقى سجن .. صمت آبي وتكلم الشقيق الذي اكبره بستة اعوام " سهيلة .. لازم تعرفي انو طلاقك غيّر حاجات كتيرة .. بقى وضعك حساس ولازم تعملي حسابك على أي حركة وتصرف .. وبعدين تعالي شنو التوب الانتي لابساه دة ؟؟ مبهرج زيادة عن اللزوم .. والجيبة في نص ساقك وبلوزتك نص كم .. لازم تغيري طريقة لبسك وتاني ما تختي مكياج في وشك وانتي طالعة .. انتي خلاص بقيتي مطلقة ...
الاثنين 24 يوليو الساعة الخامسة عصراً ...
آهـ ... كم أنا متعبة .. تعاني روحي من الارهاق والتشتت .. انتهى اسبوع الاجازة وعدت إلى عملي اليوم .. لحظة وصولي المكتب رايت الغمزات تتطاير من عين لاخرى .. والهمسات تتناثر باستتار مفضوح .. تجاهلت الجميع واتجهت إلى مكتبي اغلقت بابي وغرقت في حزني وتوجسي مما هو آت ...
عند منتصف النهار كان خبر عودتي قد انتشر في الشركة فتوافد الزملاء والزميلات إلى مكتبي بحجج واهية ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب .. وتباينت النظرات بين متعاطفة وشامتة ... وطامعة ...
آخر النهار وعند وقوفي أمام بوابة الشركة بانتظار بص الترحيل الجماعي .. اقترب مني اكثر من زميل عارضاً خدمة توصيلي .. هذه الخدمة التي لم تكن متوفرة طيلة الفترة السابقة عندما كنت متزوجة .. فلماذا الآن ؟؟ بالتاكيد لانني مطلقة ... يا لها من كلمة ...
الأحد 30 يوليو ..
اصبح الوضع في الشركة لا يطاق .. باتت عداوة الزميلات واضحة ومفضوحة .. المتزوجات منهن والعازبات .. تكتل الجميع ضدي لممارسة سياسة العزل والاقصاء بلا رحمة .. غابت التحايا الودودة .. انتهت جلسات الشاي والفطور المشتركة .. وبدا التحفز ياخذ منحى جديداً باطلاق الشائعات عن بحثي لرجل يلعب دور البديل للزوج .. شريطة ان لا يكون زوجاً .. هل فهمتم قصدي ؟؟ ما اقبح عالم النساء .. وما اشد كيد النساء للنساء .. وما اقبح عالم الرجال .. وما اشد طمعهم ودناءة نفوسهم ...
مديري صديق عمي الذي ربطتني به علاقة ود واحترام ... احسست به اليوم يقف وراء ظهري وانا أعيد ترتيب الملفات في الادراج .. كاد يلتصق بي .. سمعت انفاسه اللاهثة في اذني وجاءني صوته كالفحيح وهو يسالني " سهيلة .. محتاجة مساعدة ؟؟ " منذ متى اصبح المدير يساعد السكرتيرة في ترتيب الملفات ؟؟ اجبت بلا وانسحبت بهدوء وحزم .. انزويت وراء مكتبي احتمي به من محاولة التقرب المثيرة للاشمئزاز .. واخفي وراءه دهشتي من تلاشي الاحترام الذي كان يسود بيننا .. واتساءل اين ذهب ؟؟ هل انتهى بانتهاء لقبي كزوجة ؟؟
السبت 5 أغسطس ...
اليوم قدمت استقالتي من عملي .. لقد تعرضت لاقبح موقف قد تمر به امرأة محترمة .. تعرضت لمحاولة انتهاك كرامتي وتدنيس اعتزازي بنفسي .. برغم محاولاتي المستميتة للاحتفاظ بوظيفتي وتجاهل تصرفات مديري والتجاوز عن اسلوبه الذي بدأ تتخذ طابع الوقاحة .. الا انه لم يرتدع .. اليوم حضر مبكراً على غير العادة وطلب مني موافاته .. بنظرة غريبة أخافتني امرني بالجلوس في الكرسي المواجه له .. فتح درج مكتبه واخرج كيس صغير انيق .. وضعه امامي وطلب مني فتحه .. بتردد تناولت الكيس وفتحته فاصطدمت يدي بصندوق طويل من المخمل الناعم ويوحي مظهره بما يحتويه .. مادت الأرض تحت اقدامي .. أغمضت عيني وأنا أدعو ربي في سري أن تخطئ توقعاتي .. وكان واضحاً بأنه هو من اخطأ في فهم ردة فعلي .. نهض بسرعة من خلف مكتبه وتقدم نحوي بخطوات مترنحة وجلس في الكرسي المقابل " سهيلة دي هدية بسيطة اعبر بيها عن إعجابي الشديد بيك ... أتمنى تقبليها عشان تبقى عربون محبة بينا .. وانخفضت طبقة صوته حتى صار اقرب للهمس وبلا انذار قبض على يدي المرتجفة وبدا يسحقها تحت ضغط يده ... حاولت ان اسحبها لكنه امسك بها بقوة أخافتني وظهر الفزع في عيني ... " ما تخافي يا سهيلة انا انسان رقيق ومليان حنان وما لاقي الاديه ليه .. يمكن تقولي في سرك ما اديه لزوجتي .. حاقول ليك من زمان هي بقت في وادي وانا في وادي تاني .. مشغولة بالبيت والعيال وما حاسة بي ولا باحتياجاتي ..ما قادرة تديني الانا عاوزه ... ازداد الدوار في رأسي ويده تواصل سحق يدي بقوة وعنف .. " انا حاسي بيك يا سهيلة .. عارف العذاب الانتي عشتيه مع راجلك .. وعاوز اعوضك عنه بس انتي اديني الفرصة أكون قريب ليك وتاكدي انك ما حتندمي " عندما استطعت النطق اخيراً جعله سؤالي المفاجئ يطلق سراح يدي بسرعة " يعني انت عاوز تتزوجني ؟؟ " قفز من الكرسي كمن لدغته حية " اتزوجك ؟؟ هسة الجاب سيرة العرس منو ؟؟ فزعت من المعنى المبطن لكلماته وحاولت تكذيب ظنوني " امال انت قصدك شنو ؟؟ " ... اتاني رده كريهاً تفوح منه رائحة العفن .. " سهيلة انتي بتستهبلي ولا شنو ؟؟ انا ما عندي طريقة اعرس مرة تانية .. لكن ممكن نكون اصحاب ونريح بعض .. كدت اتقيا في وجهه الملئ بالرغبة السافرة وهو يواصل " انا عندي شقة مفروشة ما في أي زول عارفها ممكن نتقابل فيها .. وتاكدي اني حاخليك الكل في الكل هنا في الشركة .. حازيد مرتبك الضعف ولو عاوزة عربية بانزلها ليك جديدة من الورقة .. لكن شرطي الوحيد انو علاقتنا دي تفضل سر وما في أي زول يعرف بيها .. نهضت بقرف وسالته .. يعني انت عاوز ليك صاحبة مش كدة ؟؟ آسفة انا ما باصلح للدور دة فتش في مكان تاني .. كان رده مليئا بالسخرية " انتي عاوزة تعملي لي فيها خضرة الشريفة ؟؟ انتي ناسية انك مطلقة ؟؟
يوم آخر لا اعلم تاريخه ..
لقد توقفت عن حساب الأيام والساعات .. فقد اصبحت كل اللحظات متشابهة .. تحمل طعم الالم ولون الغضب صار التمرد يملا اعماقي ضد الجميع بسبب معاملتهم القاسية لي وكانني ارتكبت جرماً لا يغتفر .. واصبحت محاصرة من جميع الجهات بالنظرات المنتقدة لكل ما اقول وافعل وارتدي .. حصار بالكلمات اللاذعة من امي وابي واخي .. حتى اختي التي كنت اعطيها كل ما تريد .. باتت الآن تعاملني كانني عار يحلق فوق راسها وتحاول اخفاؤه من العيون .. لقد طلبت مني اليوم وبكل صفاقة أن اختفي ساعة حضور اهل خطيبها حتى لا يتذكروا أن لديها اخت مطلقة ...
يبدو لي انهم قريباً سوف يمنعون عني الهواء الذي اتنفسه بحجة أني مطلقة ... كانت الافكار تدور في راسي وانا اركض بتعب خلف ابن اختي الصغير ذو الستة اعوام في محاولة يائسة لتبديل ملابسه المتسخة استعدادا لوصول الضيوف .. وعندما امسكته اخيراً كان يهز راسه بعنف يمينا ويسارا تفادياً لدخول القميص في راسه الصغير وهو يصيح " يا خالتو ما تلبسيني .. ما عاوزك تلبسيني " كنت اجاريه في حركاته واحاول اقناعه بارتداء القميص .. " ليه يا حمودي ما عاوزني البسك ؟؟ مش انا خالتو حبيبتك ؟؟ تلعثم وهو يبحث عن سبب مقنع .. عشان .. عشان ... عشان .. واخيراً تهللت اساريره بعد ان عثر على الجواب المناسب " عشان انتي مطلقة " ...


بائعة الهوى
الجمعة 6 اكتوبر .. الساعة العاشرة والنصف صباحاً ..
ما زلت أجاهد عضلاتي المتعبة كي تلين و أستطيع مغادرة السرير .. كل جزء في جسدي يئن الماً .. كل عصب داخلي مشدود ومتشنج ... كأن عجلات شاحنة ضخمة مرت فوقي مراراً وتكراراً ... ألم تكن شاحنة ؟؟ بلى فزبون ألامس الستيني كان بجسده البدين وحركاته العنيفة أشبه بشاحنة ثقيلة متهالكة الإطارات .. معطوبة الفرامل .. يتسرب زيتها بلا انقطاع ... ألا لعن الله من اخترع حبوب الفياجرا .. فقد جعلت من النعاج ثيراناُ هائجة تصعب السيطرة عليها ... وجعلتنا نحن كالفوطة التي توضع في دورة مياه عامة .. متعددة الاستخدامات .. ومليئة بالقذارة ...
في السابق كان الزبائن ذوو الاعمار الكبيرة والجيوب المنتفخة سلعة مرغوبة لنا نحن معشر بائعات الهوى .. فهم سريعوا الإرضاء ويسهل التعامل معهم .. في بعض الأحيان كانت الجلسة تقتصر على كثير من الكلام .. وقليل من الأفعال .. عندما أكون مع أي منهم أحس وكأنني طبيب نفسي يتقاضى أجرا باهظاً كي يستمع إلى مشاكل تافهة ليس مطلوباً منه حلها عليه فقط أن يستمع بانتباه .. ويبدي التعاطف المطلوب ..
أما الآن فقد تساوى الكهول مع الشباب وهم اصعب فئات الزبائن إرضاءاً .. فهولاء يأتون مشبعين بثقافة الأفلام والمجلات الغربية .. امتلا خيالهم بنظريات صعبة التطبيق .. بعضهم يأتي غريراً وبه مسحة حياء سرعان ما تختفي .. وبعضهم يأتي منتفخاً كالديك الرومي لينهار غروره مع سقوط ملابسي ... ويصبح كالدمية في يدي أحركها كيفما أشاء " ابتسام يا بتي الساعة قربت على حداشر ..مالك الليلة نايمة للوقت دة ؟؟ قومي الدنيا جمعة " أتاني صوت أمي الحنونة الغافلة عن مهنتي السرية ... فهي شانها شان جميع الأمهات تعتبرني اطهر مخلوق على وجه الأرض ... أمي التي رفضت الزواج بعد وفاة أبي فجأة .. دفنت شبابها الغض في عيون أبناءها الثلاثة احمد الكبير الذي سافر إلي ليبيا منذ سنين وانقطعت أخباره والمساعدة الضئيلة التي كان يرسلها .. أعيانا السؤال عنه .. بلا جدوى .. فقد اختفى ولا ندري برغبته واختياره أم لاسباب قاهرة لا نعلمها .. أنا في الوسط ثم آخر العنقود أمير المدلل الذي تخرج من الجامعة و أدمن الجلوس على ناصية الشارع بعد أن أعياه البحث عن عمل يتناسب مع مؤهله الغريب " فنون جميلة " .. كأنه لم يدرك بان الجمال لم يعد يقطن مدينة الفنون .. وان تخصصه لن يؤهله لوظيفة محترمة تدر دخلاً نعتاش منه .. تذكرت إصراره الحالم على دخول الكلية لصقل موهبة الرسم اعتقاداً منه بأنه سيكون دافنشي عصره هدر سنوات من عمره ليجلس في نهايتها عاطلاً على حجر أمام دكان عم ياسين يدخن السجائر التي يبتاعها بعفتي المسلوبة يومياً على فراش الغرباء ... كل ليلة عندما أعود بجسد منهك وروح ميتة .. اجلس لادون الأحداث التي مرت بي خلال اليوم .. ولكن قبل أن يخط قلمي حرفاً واحداً في الصفحة الجديدة .. أتلذذ بتعذيب نفسي والعودة إلى صفحات قديمة بتاريخ يعود إلى سنوات مضت ... تاريخ بداية السقوط ... أقرا بسخرية كيف كنت اصف مشاعري تجاه أول حب في حياتي .
كنت في الصف الثالث الثانوي استعد بهمة للجلوس لامتحان الشهادة السودانية .. كانت قد مرت خمس سنوات على وفاة أبي صارعت فيها أمي الحياة لنعيش بكرامة .. عملت في كل حرفة تتقنها فباعت الكسرة والفسيخ .. خاطت الثياب .. هذا عدا عن الشغل الموسمي .. عواسة الحلو مر قبل رمضان .. وبيع الخبيز قبل العيد .. تجهيز عطور العرائس .. بعملها الشاق لم نحتاج لمعونة أحد .. لكننا أيضا عشنا على الكفاف
أصرّت أمي على دخولي دروس خصوصية مسائية في مدرستي القريبة من المنزل .. كانت أسعارها زهيدة لان المدرسين كانوا طلاب جامعات وليسوا أساتذة محترفين ...
اعتقد أني قد وقعت في غرام أمين منذ أول درس رياضيات .. كان طويلاً نحيلاً .. له عيون بنية وشعر ناعم يلتف في دوائر جميلة تقترب من حدود النظارة الطبية ذات الإطار الأسود الرفيع .. كان طالباً في السنة الأخيرة بكلية الهندسة ومن أسرة ميسورة الحال .. تطوع كأقرانه لمساعدة الطلاب غير المقتدرين بإعطائهم الدروس بأسعار رمزية ..
تطورت علاقتنا بصورة مخيفة من نظرات مختلسة وابتسامات متبادلة ... إلى قصاصات ورق صغيرة مدسوسة بين الدفاتر .. وقبل أن نفقد حجة اللقاء بانتهاء الامتحانات كنت قد التقيته عدة مرات بعد انتهاء الدرس في الشوارع المنعزلة المحيطة بالمدرسة .. تغلغل داخل كياني كالحمي وقضى على كل مقاومة داخل عقلي وقلبي .. انقطعت عن رؤيته أثناء فترة الامتحانات وبقيت بيننا الاتصالات الهاتفية اليومية التي كنت أتحايل على أمي المسكينة كي احصل منها على أجرتها واجريها من محل الهاتف القريب من المدرسة ... عند انتهاء آخر امتحان وجدته ينتظرني أمام بوابة المدرسة.. كان شوقنا اكبر من كل محاولات التعقّل وانتهى بنا الأمر في شقة صديق له .. وكانت لحظة انتصاره وسقوطي ...
الآن وبعد أن خبرت الحياة استوعبت معنى مقولة قرأتها في مكان ما مفادها أن ( المرأة تعطي الجنس لتحصل على الحب .. والرجل يعطي الحب ليحصل على الجنس ) وما أوسع الفرق بين العطاءين ..
عندها أدركت أن اصعب لحظات السقوط هي اللحظة الأولى بعدها تنخر سوسة التعود في ضمير الإنسان حتى يصبح الخطأ عادة لا يتحرك لها عصب ولا يهتز لها طرف ... أصبحت لقاءاتي مع أمين منظمة وبمواعيد متفق عليها .. لم اعدم حيلة تخرجني من المنزل في أي وقت أرغبه .. زيارة صديقة .. البحث عن عمل .. وامي المنهكة من العمل المتواصل والمتبلدة من الثقة الزائدة تعتبرني الملاك الذي لا يخطئ فأعطتني حرية لا حدود لها ..
تخرج أمين من الجامعة بتقدير جيد جداً أما نتيجتي فقد كانت متواضعة ولا تؤهلني لدخول كلية يعتد بها .. لذلك قررت البحث عن عمل حتى أساعد أمي في توفير لقمة العيش .. خصوصاً مع استسلام أمير الاختياري لعطالته الإجبارية.. وحاجتنا الماسة لزيادة مصدر دخل الأسرة ...حصلت على وظيفة مدرّسة في مدرسة ابتدائية مما أعطاني حرية اكبر في الخروج ومقابلة أمين ... اصبح تواصلنا الجسدي امراً مسلماً به في كل لقاء .. وبدا وعده بالزواج يتباعد مع تزايد اللقاءات .. ثم أتت مرحلة التهرب من لقائي إلا بعد إلحاح شديد مني .. وأنا الغبية اصدق تحججه بالعمل الجديد الذي حصل عليه في إحدى الشركات الكبيرة ... وفي يوم طلب هو لقائي فطرت إليه فرحاً وشوقاً .. فوجئت بوجود آخر معه .. عرفني به .. كان صديقه صاحب الشقة .. جلسنا معا قليلاً يلفنا الصمت والارتباك .. ثم اعتذر أمين بمواعيد مسبقة وخرج مسرعاً ... تركني مذهولة وأنا استمع لشرح صديقه عن ضرورة تفهّم الظروف .. وانه سيكون بديلا جيداً لامين .. أصبت بالشلل وأنا أحاول استيعاب ما يحدث .. لقد تنازل أمين عني لصديقه .. كاني حقيبة أو حذاء .. ولم يكلف نفسه عناء الشرح أو الاعتذار .. ترك الأمر لمن ستؤول إليه الملكية الجديدة كي يجد الأعذار ويوضح الأسباب .. وفي لحظة الشلل الذي اعتراني كنت قد أصبحت جسداً مستباحاً للصديق المتلهف .. يبدو أن الحب في قلب أمين قد مات في اللحظة التي منحته فيها نفسي عربوناً ادلل به عن حبي له...
بعدها لم يعد لدي ما افقده .. ألم أخبركم أن لحظة السقوط الأولى هي الأصعب ؟؟ وبعدها تتساوى الأشياء ... امتهنت بيع جسدي لمن يدفع ثمنه .. لقد منحته مجاناً لامين .. وحان الوقت لاستفيد منه .. كانت حرفة سرية .. ومجزية .. وما اكثر الجائعين للحرام في بلدنا ...
أصبحت صورة مجسدة لدكتور جيكل ومستر هايد .. في الصباح انا المدرسة الرزينة الهادئة التي تعلّم الأطفال القراءة والكتابة ,, وتغرس فيهم الأدب والأخلاق ... يا لسخرية القدر .. كيف يقولون أن فاقد الشيء لا يعطيه ؟؟ أنا افتقد لكل هذه القيم .. لكني اغرسها كل صباح في عقول تلاميذي الصغار ...
كانت حجة إعطائي دروس خصوصية للتلاميذ المقتدرين في منازلهم مقنعة أمام الجميع بما فيهم أمي وأخي لتغطية خروجي اليومي وعودتي المتأخرة احياناً .. استقل المواصلات العامة من الشارع أمام الجميع .. فتاة محترمة كادحة تساعد أمها بالعمل الإضافي .. ارتدي ملابس محتشمة واضع الطرحة على رأسي .. احتضن كتب ودفاتر .. نفس خائفة .. وروح ميتة.. انزل في مكان بعيد لا يعرفني فيه أحد ...وبنفس هيئتي اقف في اقرب رصيف بانتظار

الزبائن ... اختارهم حسب نوع السيارة وشكلها .. وعندما احدد هدفي القادم من بعيد أظل ساكنة شأني شان بقية المبعثرين على طول الشارع بانتظار وسيلة مواصلات ..
ظللت فترة طويلة أسال نفسي لماذا تتخطى السيارات بقية الناس وتأتي لتقف أمامي ؟؟ فأنا لا أبدو مختلفة عنهم ؟؟!! وفي يوم من الأيام تجرأت وسالت أحد زبائني الذي التقيته صدفة وبنفس الطريقة المعتادة .. عادل السوداني الذي يحمل جواز أمريكي .. في بداية الأربعين ترك زوجته الأمريكية هناك وأتى لقضاء إجازة وسط أهله بعد غياب دام خمسة عشر عاماً متواصلة قضاها في جمع الدولارات وتعلم فنون ممارسة الحب .. كان شبقاً وبداخله جوع غريب لا يشبع .. اعتاد حيل الغرب فارهقني .. عندما اعتدت عليه أعطاني متعة لم أتخيل وجودها .. كنت أحيانا أحس بالذنب لأنني أتقاضى أجرا مقابل ما يمنحني إياه ..الفرق بينه وبين الآخرين انه كان يتحدث .. نعم يتحدث معي كانسانة بغض النظر عن مهنتي التي أمارسها .. غالبية الرجال لا يكون تبادل الحديث من أولوياتهم بقدر تبادل اللمسات .. أما عادل ومنذ أول لقاء تكلم قبل أن يلمس .. عندما أصّر على تكرار اللقاء لم أمانع لثلاثة أسباب .. سخاؤه .. حديثه .. وبراعته ... بعد اللقاء الثالث سألته ما السبب الذي دفعه لإيقاف سيارته لي أنا بالتحديد دوناً عن بقية الفتيات الأخريات ؟؟ كيف عرف من أكون ؟؟ أجابني بضحكة مجلجلة وصراحة مؤلمة " يا ابتسام ما تزعلي مني لكن انتوا بتتعرفوا بالإحساس .. عندكم جو معين بيحيط بيكم .. زي الكانوا جسمكم بيفرز ريحة خاصة إحنا بس البنقدر نلقطها .. نظراتكم بتكون مختلفة عن باقي البنات .. حتى طريقة وقفتكم .. سمعتي عن حاجة اسمها لغة الجسد ؟؟ اهو انتو بتملكوا اللغة دي .. انتو حتى لو الواحدة منكم لابسة خيمة مغطياها من رأسها لرجليها لكن ريحتها وكل حتة من جسمها بتقول أنا كدة .. تعالوا لي " وكان تفسيره مقنعاً ..
قبل عودته إلى أمريكا بيوم .. أصر على قضاء طيلة اليوم معي .. كانت حصيلتي في نهايته ثلاثمائة دولار ومشية غريبة عللتها للجميع بتعثري والتواء قدمي مما جعل المشي عصياً .. عندما هم بالمغادرة ذلك اليوم احتواني بين ذراعيه وطبع قبلة عميقة على شفتي وهمس في أذني " تعرفي يا ابتسام لو ما كنتي كدة انا كنت عرستك .. انتي اول بت سودانية تديني المتعة دي "
وهمست في أذنه بسخرية " وتعرف يا عادل أنا لو ما كنت كدة ما كنت قابلتني ..ولا عرفتني ولا اديتك أي إحساس "

السبت 7 أكتوبر .. الخامسة مساء ...
اليوم اجري استعدادات خاصة للخروج .. لدى أحد زبائني المتخمين بالمال حفل صغير مع ضيوف أجانب في منزله ويود أن يقدم لهم صورة مختلفة عن المرأة السودانية التي يسمعون عنها او يرونها في القنوات وهي ترتدي الريش والتمائم كأنها خرجت لتوها من إحدى الغابات .. أتت أمي الحبيبة وهي تحمل كوب الشاي بالحليب " بسمة اشربي شايك قبل ما تمرقي عشان رأسك ما يوجعك .. قلتي الليلة عندك طلبة كتار وحتتاخري " كان حنانها يمزقني .. وغفلتها تعذبني ...
" يا بسمة أمير أخوك قال محتاج مبلغ كدة .. طالع مع أصحابه يوم الخميس وما عاوز يمشي أيده فاضية " .. نظرت إلى أمي بطرف خفي .. تدليلها الزائد لشقيقي الأصغر كان عاملاً فعالاً في استمرار عطالته .. وتلبيتها لجميع طلباته خلقت منه انساناً انانياً لا مبالياً واعتماده على توّفر المال كلما احتاج له قتل داخله روح الطموح والرغبة في العمل ..
" حاضر يا أمي .. عاوز كم ؟؟ ردت أمي بخفوت " قال عاوز تلاتين الف " رددت عليها بانزعاج " تلاتين الف عشان يطلع مع اصحابه ؟؟ ليه اصلهم ماشيين وين ؟؟ وازداد خفوت صوت أمي " والله يا بتي ما عارفة لكن هو قال محرج منهم كل مرة يدفعوا ليه .. والمرة دي هو عاوز يدفع .. أنا ما عاوزة اتقل عليك عارفاك شقيانة عشان تساعديني لكن انا والله ما عندي .. لو عندي ما كنت جيتك " وكي لا أرى النظرة المنكسرة في عينيها ولا نبرة الاستعطاف في صوتها أومأت موافقة " حاضر يا أمي قبل الخميس باديه القروش " لا يا بسمة انتي اديني ليها وانا باديها ليه باقي اخوك بيخجل يشيل منك انتي " ابتسمت وأنا أفكر... ما اجمل خجله ؟؟!!
الجمعة 13 أكتوبر ...
هل تؤمنون بالخرافات ؟؟ .. يقال انه لو صادف يوم الجمعة تاريخ الثالث عشر فهذا نذير شؤم .. فيما يخصني كان يوم الشؤم بالأمس .. واليوم مجرد استمرار له .. بالأمس خرجت عن ترتيب مسبق خلافاً لبقية الأيام التي اختار فيها زبائني بعشوائية ...أحد زبائن الأسبوع الماضي شاب في مقتبل العشرينات التقيته مرة أخرى أثناء وقفتي المعتادة واخبرني انه أتى خصيصاً للبحث عني .. يبدوا أن الدروس التي لقنني اياها عادل قد حسنت كثيراً من قدرتي في توفير المتعة والإشباع لهذه الأجساد الجائعة .. في نهاية اللقاء اخبرني برغبته في لقاء آخر يوم الخميس حيث يجتمع هو وأصدقاؤه في منزل أحدهم لاقامة حفل صغير بلا مناسبة محددة .. وسوف يجلب كل منهم فتاته .. وطلب أن أرافقه ...
كان منزلاً جميلاً في أحد الأحياء الراقية .. غياب الأسرة خارج البلاد في إجازة أعطى ابنهم الحرية في استقبال أصدقاؤه ... عندما دخلت دهشت من كمية النساء والفتيات الموجودات .. بعضهن يصغرن أمي بسنوات قليلة مع فارق نقوش الحناء ورائحة البخور الطاغية .. والضحكات الخليعة .. همس لي رفيقي بان بعض أصدقاءهم يفضلون النساء كبيرات السن لأنهن يمتلكن الخبرة وأشياء أخرى لا نملكهما نحن الصغيرات غير المتزوجات .. وعلى النقيض كانت هناك فتيات تخطين مرحلة الطفولة بقليل ..
بعد الأكل والشراب وفواصل من الرقص بكل اللغات .. تهاوت الأجساد وأوى كل إلى مكان يتيح له فعل ما يريد .. كان العدد كبيراً لذلك توزع البعض في أركان الصالة الفسيحة على الكنبات وفي الأرض .. كل في عالمه ولا يعي بما يدور حوله ... انعدم الحياء وانهارت الحواجز .. كنت في طرف قصي من الصالة أحاول أن أجد وضعاً مريحاً في الكرسي المنخفض ويساعدني رفيقي بقلة صبر واضحة ... فجأة شعرت بيد ثقيلة تهوي على رقبتي وتشدني من شعري .. انهالت الصفعات .. ثم أتاني صوت أمير المبحوح من الغضب والدهشة " قوم منها يا .... قوم منها يا ود ال .... واصبحت ركلاته موجعة وأنا أحاول إخفاء وجهي بيدي .. وفي اللحظة التالية هب شريكي الغاضب من انقطاع متعته وبدا بضرب أخي وسادت الفوضى .. تعالت الصرخات وتكالب جميع الأصدقاء على ضرب هذا الغريب الذي تجرا وعكر صفو الجلسة .. كل بما طالته يده أو قدمه .. كنت انظر برعب للدماء التي بدأت تتفجر من رأسه ووجهه وكل مكان فيه .. سمعته يهمس بكل قوة يمتلكها وهو يصارع لصد الضربات المؤلمة " دي أختي ... دي أختي ... دي أختي " وجم الجميع عند سماعهم لهمسه المصبوغ بالدم واتجهت النظرات اليّ وأنا أحاول لملمة ثيابي لتغطي جسدي شبه العاري ... سألني شريك الشؤم " صحي دة أخوك ؟؟ " هززت رأسي إيجابا بعد أن التصقت حبالي الصوتية بسقف حلقي .. واتى سؤال من بعيد " يا جماعة الزول دة جا مع منو ؟؟ " فرد أحدهم وهو يشق الجمع كي يصل إلى الجسد المصبوغ باللون الأحمر .. وقد توقفت حركته " يا جماعة دة صاحبي وأنا عزمته ما كنت متخيل يلاقي اختو هنا "
رد آخر ببرود وسخرية " الزمن دة تتخيل أي شئ .. وشنو يعني اختو ؟؟! ما ديل كلهم اخوات ناس !! ولا شنو ؟؟!! ... الله يعكر دمه .. عكر علينا قعدتنا .. قوموا شيلوه وارموه قدام أي مستشفى احسن يموت هنا ونبقى في المشاكل "
كنت حريصة أن يجد آخي الرعاية الطبية اللازمة فألححت على شريكي الغاضب أخذه بسيارته ووضعناه أمام المستشفى وجلست بعيداً ارقب الأصوات المتحسرة والأيدي المساعدة وهي تنقله داخل المستشفى ..
دفتري الحبيب ربما تكون هذه آخر مرة نلتقي .. لا ادري ما قد يحدث إن تعافى أخي وفضح سري .. مشاعري ممزقة بين رغبتي في شفاؤه لاجل خاطر أمي التي لم تذق طعم النوم منذ ليلة أمس وبين خوفي على نفسي ..
لقد تطوع شريكي بعد إلحاح شديد مني للاتصال بهاتف الجيران وطلب أمي لإخبارها أن آخي تعرض لحادث سيارة نقل على أثره إلى المستشفى .. جرتني وراءها لزيارته .. وارتاحت خطواتي الخائفة عندما رايته ما زال غائباً عن الوعي .. كلمات الطبيب زرعت الطمأنينة في نفسي والنار في قلب أمي " والله يا حجة ولدك اتعرض لضربة قوية شديد ونزف دم كتير .. عنده ارتجاج حاد في المخ واربعة ضلوع مكسورة وفي عين اتضررت لغاية الآن ما قادرين نعرف وضعها بالضبط شنو ... لو بكرة حالته استقرت حيكون اتعدى مرحلة الخطر انتي بس ادعي ليه والله كريم قادر يشفيه "
ما زالت أمي تبكي وتدعو له بالشفاء .. وأنا ابكي ودعائي يتأرجح بين شفاؤه .. وطلب الستر بأي طريقة .. ولكن أليست الطريقة الوحيدة لضمان ستري ... هي موته ؟؟ ...
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى