مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* علوم الميتافيزيقا - الإيزوتيريك - لعلوم الخمسة الخفية - الخيمياء

اذهب الى الأسفل

* علوم الميتافيزيقا - الإيزوتيريك - لعلوم الخمسة الخفية -  الخيمياء Empty * علوم الميتافيزيقا - الإيزوتيريك - لعلوم الخمسة الخفية - الخيمياء

مُساهمة  طارق فتحي الأحد يناير 31, 2016 6:34 pm

علم الميتافيزيقا
هي فلسفة تبحث في أمور الطبيعة وأسرار الكون وطبيعتها بالإضافة إلى الظواهر الغريبة والغيبية التي ليس لها أي تفسير. ويمكن القول بأنها إتجاه أدبي وفلسفي يبحث في ظواهر العالم بطريقة عقلية وليست حدسية صوفية ويمزج العقل بالعاطفة ويبتدع أساليب أدبية تجمع بين المختلف والمؤتلف من الأخيلة الفكرية والظواهر الطبيعية. ويمكن القول بأن الميتافيزيقا هو "العلم الذي يدرس الأسس الأولى أو المبادئ الأولى التي تقوم عليها المعرفة الإنسانية".
أصل الكلمة إغريقي (Meta) الذي يعني "ما وراء أو بعد" وكلمة "Physika" وتعني "الطبيعة". وتشير الكلمة إلى العلوم المختلفة عن الطبيعة والمادة في كتابات أرسطو في العصور القديمة.
يرجع لأرسطو بأنه هو أب نظرية الميتافيزيقا بالرغم من أنه لم يذكر هذا المصطلح بتاتاً في جميع مؤلفاته. بل أن الأمر حصل بالصدفة عندما كان تلاميذه يصنّفون كتبه في مكتبته الخاصة, جاء كتابه الشهير "الفلسفة الأولى" والذي يتحدث عن أسرار الكون مباشرةً بعد كتابه "الطبيعة" .... فأطلق تلاميذه إسم الميتافيزيقا على كتاب "الفلسفة الأولى". ومن هنا جاءت تسميته ما وراء الطبيعة لكل الظواهر الغريبة.
يهتم هذا العلم بجميع المسائل التي لا يمكن تصنيفها ضمن الإطار الطبيعي (الفيزيائي الواقعي) المادي. هذا ما يجعل الميتافيزيائي يتناول بدراسته الظواهر الروحية والنفسية ويدخل في مناقشة الظواهر الغريبة مثل الجن, الأشباح والتخاطر.
والميتافيزيقا كعلم له طبيعة مميزة عن باقي العلوم, إذ يقوم بمحاولة إيجاد نوع من الفهم للطبيعة الحقيقية الأولية (السبب الأول "الماهية أو الكينونة") للوجود أو العالم, بصرف النظر عما إذا كانت هذه الطبيعة مرئية أو غير مرئية؛ وذلك بطرحه للعديد من التساؤلات مثل:
هل الله موجود؟ ما طبيعة العالم ومادته وصورته؟ ما هو معنى الحياة؟ ما الهدف من وجودي؟ هل هناك جوهر واحد أم جواهر متعددة؟ إلي أين سأذهب عندما أموت؟ ما مكونات الكون الأولى التي تعد قوانينه؟ هل هناك إرادة واحدة تحرك الوجود؟
وتُعلمنا الميتافيزيقا أننا نستطيع بالتفكير الفلسفي العميق والتأملي والإستنتاج العقلي أن نستخرج الإجابات على كل الأسئلة التى تحيرنا, ونكون أساس نقتنع به لتفسير طبيعة جميع الأشياء لنحصل على سلام العقل والنفس. وبالرغم من دعوة الميتافيزيقا هنا للتفكير الفلسفي والتأملي وإعمال العقل إلا أنها تدخل في نطاق "ماهيات الأشياء والكينونة". وفي رأي بعض العلماء أن العقل غير مصمم للتعامل مع مثل هذه الأمور, فلا يمكن أن نجزم مهما بلغ فكرنا وإستنتجاتنا لمعرفتنا لماهية شئ -أى شئ- دون وجود إثبات علمي له, وكما يقول علماء الفيزياء "أصمت وأحسب - Shut up and calculate" أي أن الإثبات المنطقي العلمي هو المهم إذا كنت تريد التفاسير الصحيحة. لذا, فهم لا يعترفون بالميتافيزيقا إذ يعتبرونها إستنتاجات لم تثبت صحتها ولا تقبل البرهنة بالقوانين والمعادلات العلمية، ويرون أنه من الخطأ أن نبني حياتنا على إستنتاجات قد تكون غير صحيحة حتى لو كانت تؤمن لنا الراحة وسلام العقل والنفس.
البعض يعتقد بأن الميتافيزيقا هي ديانة كونها تتكلم في الغيبيات, وتدور أسئلتها في الغيبيات, ولكن في الحقيقة هي فكر فلسفي تأملي وباحث عقلي فضولي لمعرفة "المعرفة الحقيقية" عن ماهية وجوهر الأشياء.
من هنا نرى أن الميتافيزيقا مصطلح يشير إلى المعرفة الأساسية بالموجود بوصفه موجوداً في كليته, كما أنها تبحث في الفكر والوجود والمطلق بالإضافة إلى إهتمامها بالنواحي الخارجة عن إطار الحس والمشاهدة المادية والتي لها القدرة على ترك بصماتها على الثقافة المجتمعية وخلق مفاهيم ومعتقدات تؤثر على العادات والأعراف السائدة للمجتمعات. وترتبط الميتافيزيقا بالذاكرة الجماعية للشعوب من خلال الأديان والأنظمة العقائدية والأساطير المقدسة والوقائع التي حدثت في الماضي السحيق في زمن البدايات وغالباً ما تحكي واقعاً أو خيالاً. وهي تفرض نفسها على معتنقيها من خلال نسق كامل من المعتقدات يتم توارثه عبر الأجيال بطريقين: الأول بشكل إرادي واع نتيجة للتأثير الذي يمارسه كل جيل على أفراده بواسطة التعليم والتربية, والثاني بشكل تلقائي لا إرادي ولا واع وهو ما سمي بالذاكرة الجماعية والتي يؤكد أنها هي الأساس الرابط للمجتمع. فهي تعمل على تحديد مجمل البنى التشكيلية كتنسيقات ثقافية لا واعية تعطي دلالة ومعنى لما هو أسطوري أو تاريخي أو واقع في حياة الشعوب. إنها تعطي القواعد المنظمة للعلاقات الاجتماعية والثقافية بشكل معين مستمد مما تختزنه الذاكرة الجماعية من ماضيها البعيد من بنية وجودها التاريخية اللاواعية.
ملاحظة: كما ذكرت وأذكر دائماً, بأن هدفي من الموقع ومن الكتابة هي تزويدكم بالمعلومات, هناك من يوافق وهناك من يعارض على كتاباتي وهذا منطقي جداً. ومن منطلق حرية التعبير عن الرأي وإحترام الرأي الآخر أدعوكم للكتابة والنقاش البناء للمساهمة في بناء مجتمع مثقف وحضاري.
لكل موضوع فائدة..... ومع كل فائدة متعة.....

علم الإيزوتيريك
الإيزوتيريك هي كلمة يونانية مشتقة من كلمة Esoteros تعني باطني, داخلي. هو بمثابة مسار وعي داخلي يساعد على تفتيح القدرات العقلية والقوى الخفية الساكنة في أعماق كل إنسان, ذلك بهدف التطور والوعي على كل الصعيد الشخصي, ليس بهدف التوصل الى الذكاء السامي والأبعاد الفكرية فقط, بل الوعي لمجريات الأمور, بهدف السير بالإنسان نحو الأفضل والأكمل والأشمل.
كان معروف بأن الإيزوتيريك هو نوع من العلوم التي ينحصر تعليمها في النخبة أي طبقة النبلاء والأشراف والأعيان فقط. وفي الموسوعة الفرنسية "لاروس" ذُكر بأنها من العلوم التي يصعب تفسيرها على غير مستنيري العقول.
أما العرب ففسروها بأنها من العلوم المضنون بها على غير أهلها. أي هي معرفة داخلية تهدف إلى الإرتقاء بالوعي البشري إلى أسمى مداركه.
تاريخ ونشأة الايزوتيريك هو تاريخ الإنسان على الأرض. بدأت كباقي العلوم بالإنتشار من الشرق الأقصى, حيث حفظها الحكماء والفلاسفة بعيدة عن عامة الشعب. وعُرفوا هؤلاء الحكماء الكبار باسم "الأخوية البيضاء العالمية". ثم بدأت تنتشر وتتوسع في أقطار العالم عبر توارد المعرفة وتوارد الأفكار خلال علم الفراسة. وظهر علم الإيزوتيريك في اليونان القديمة عبر علم الأعداد, والهندسة, والفلسفة على عهد فيثاغوروس وسقراط من بعده. وفي مصر القديمة من خلال سر الهندسة والبناء, وبلاد ما بين النهرين عبر علم الفلك وأسرار الفضاء.
بناء على ما تقدم, يتبيّن هدف الإيزوتيريك السامي, ألا وهو توعية وتطوير الإنسان, وما من سبب أو هدف آخر سوى توعية الإنسان فقط, إنطلاقاً من محبة الإنسان لأخيه الإنسان, وتنفيذاً للمشيئة الإلهية. يخبرنا الايزوتيريك أن عمر الأرض محدد, كذلك عمر الإنسان عليها. بعد ذلك تنتهي مهمة الأرض, فتفنى. وينتقل الإنسان الذي رفض الوعي إلى أرض جديدة حيث يتلقى هناك علوماً مكثفة في معرفة الذات. لكن أسلوب تلقي تلك العلوم هناك, سيختلف عن الأسلوب المتبع حالياً.
منهج الايزوتيريك يرتكز على التطبيق العملي, بل هو التطبيق العملي لمجمل العلوم والمعارف والمباديء التي تسير بالإنسان نحو التطور الذاتي. فإن العلم الأفضل والأهم هو ذلك الذي يمكن تطبيقه عملياً. ذلك الذي يؤدي بالإنسان إلى التطور من خلال هذا التطبيق. ولا فائدة ترجى من علم يقوم على النظريات, ولا يقدم سوى النظريات.
علم الايزوتيريك ليس علماً نظرياً, ليس معلومات الاطلاع عليها أمر اختياري, ليس ثقافة عامة يستطيع من يشاء أن يطالعها, ثم يهملها. علم الايزوتيريك طريقة حياة يحياها الإنسان يوماً بعد يوم. وطريقة الحياة هذه سوف تؤدي بسالكها إلى الوعي والتطور, ولا نقل إلى الذكاء السامي والبُعد الفكري فقط. فالتطبيق الحياتي يعني إنفتاحاً على الجديد.
الايزوتيريك ليس معرفة الذات فحسب, بل تطبيق معرفة الذات عملياً في الحياة. قال الأقدمون "إن معرفة الذات هي أمّ كل معرفة". وبعدها كانت انطلاقة الفكر الفلسفي اليوناني. فمعرفة الذات هي الهدف الأول من علم الايزوتيريك, لكنه ليس الهدف الأخير. لأن معرفة الذات تعتبر اكتمال وعي الإنسان أو وصوله إلى العرش الإنساني. يليها مرحلة توعية أخرى أرقى حكمة ومعرفة وتطوراً.
كان الإنسان الماضي يدرك ضمنياً أن معرفته لنفسه ستشمل معرفة الطبيعة والكون. لذلك إكتفى إنسان تلك الأزمنة الغابرة بالسعي الحثيث لمعرفة نفسه, تلك المعرفة التي ستؤهله لدراية وإدراك كل ما حوله.
لكن مسيرته على درب المعرفة لم يدم طويلاً. فقد حاد الإنسان عن المسار السليم الذي كان ينتهجه في غابر الأزمان, لذا استحالت عليه معرفة نفسه, تلك المعرفة الأسمى قداسةً والأرقى شموليةً, إذ أنها المعرفة الروحية ذاتها.
بعدما أدرك الإنسان عجزه عن معرفة نفسه, كونه تخلّى عن المنهج الإنساني الصحيح, راح يبحث عن معرفة ما يقع عليه بصره وما تطال يداه, أي معرفة الطبيعة والمادة, معرفة المنظور والملموس. وكذلك حاول الإلمام بعلم النجوم والكواكب والأفلاك. وكان ذلك بداية ابتعاده الحقيقي عن نهج ذاته, وبالتالي شروده عن الدرب المستقيم الذي كاد يوصله إلى الهدف الذي وُجد لأجله, لولا انقياده الأعمى وراء الرغبات المادية, والشهوات الجسدية, التي لم تكن إلا لتسجن روحه, وتقيد إنطلاقتها نحو الإلوهية السامية.
ذلك كان بدء الخروج عن الدرب القدرية التي رسمها المخطط الإلهي, والتي كادت توصل الإنسان إلى كنف الخالق. بالرغم من ذلك, بقي الإنسان يشعر, ضمنياً, بضرورة معرفة نفسه, والتعمق في أسرار ذاته. ممّا جعل شعوب العالم تبتدع العلوم والمعارف العديدة والمتنوعة التي تدور في فلك الإنسان. لكن ما من علم استطاع أن يغوص في عمق الإنسان, ويتعرف إلى كنهه. فالإنسان نفسه كان بعيداً كل البعد عن فهم ذاته. كان يسعى لمعرفة المادة والتعمق في تركيبها فحسب. وقد انساق فعلا وراء زيفها, واستسلم لقيودها وحبائلها. ظنّاً منه أنها المعرفة الحقيقية والوحيدة.
إن هدف الايزوتيريك هو إيصال كل إنسان إلى وعي ذاته, ومعرفة حقيقتها. ولهذا الأمر وحده إستمر هذا العلم على وجه الأرض. بل استمر الايزوتيريك بالتطور والانتشار حتى كاد يعم شتى المجالات العامة. وها هو اليوم يدخل كل نطاق ابتداءً من علوم الذرة وانتهاءً بعلوم الأكوان. لأنه العلم الوحيد الذي ابتدأ باكتسابه الإنسان منذ وجوده على الأرض, والوحيد الذي استمر بالتطور والتوسع حتى الزمن الحاضر, ولن يتوقف عن التقدم إلا متى وصل الإنسان إلى كامل معرفة ذاته. بذلك يكون الايزوتيريك قد خدم هدفه, وأدّى الرسالة التي وجد من أجلها. ألا وهي وعي التطور, والتطور في الوعي.
إذن فالإيزوتيريك هو الطريق إلى التكامل الإنساني أو الدرب إلى باطن الإنسان, هو الطريق الى معرفة الذات عبر التطبيق العملي. والسير بالإنسان نحو الأفضل والأكمل والأشمل إنطلاقاً من أن الإنسان هو سيد نفسه ومصيره.
يقول المدافعون ورواد علم الايزوتيريك, بأن هذا العلم سوف يشمل كل علم وجد على سطح الأرض. وهذا الواقع ليس بعيد التحقيق, لأن المستقبل قد بدأت معالمه تظهر رويداً رويداً. وها هو الايزوتيريك, قد بدأ يجتاح الطبّ, وعلم النفس وأيضاً علم الهندسة والأرقام والعلوم التاريخية والجغرافية. وتدريجاً سوف يغزو كل علم على وجه الأرض لا ليجعل من شتى العلوم علوماً إيزوتيريكية, فذلك ليس الهدف, بل ليصبح الايزوتيريك هو العلم الوحيد على الأرض الذي يشتمل على شتى العلوم, لأنه بكل بساطة علم الإنسان.
ملاحظة: كما ذكرت وأذكر دائماً, بأن هدفي من الموقع ومن الكتابة هي تزويدكم بالمعلومات, هناك من يوافق وهناك من يعارض على كتاباتي وهذا منطقي جداً. ومن منطلق حرية التعبير عن الرأي وإحترام الرأي الآخر أدعوكم للكتابة والنقاش البناء للمساهمة في بناء مجتمع مثقف وحضاري.
لكل موضوع فائدة..... ومع كل فائدة متعة..

العلوم الخمسة الخفية (المحتجبة)
1:علم السيميا :-هو العلم الباحث عن تمزيج القوى الإرادية مع القوى الخاصة المادية للحصول على غرائب التصرف في الامور الطبيعية (ومنه التصرف بالخيال وهو السحر)
2:علم الليميا :-وهو العلم الباحث عن كيفية التأثيرات الإرادية باتصالها بالأرواح القوية العالية كالأرواح الموكلة بالكواكب والحوادث وتسخيرها أو باتصالها واستمدادها من الجن بتسخيرهم وهو فن (التسخيرات)
3:علم الهيميا:-وهو العلم الباحث عن تركيب قوى العالم العلوي مع العناصر السفلية للحصول على عجائب التأثير وهو (الطلسمات)
4:علم الريميا :-وهو العلم الباحث عن استخدام القوى المادية للحصول على آثارها بحيث يظهر للحس أنها آثار خارقة بنحو من الأنحاء وهو (الشعبذة{الشعوذة})
5:علم الكيميا :-وهو العلم الباحث عن كيفية تبدل صور العناصر بعضها إلى بعض

 الخيمياء ...
الخيمياء هي ممارسة قديمة ترتبط بعلوم الكيمياء والفيزياء والفلك والفن وعلم الرموز وعلم المعادن والطب والتحليل الفلسفي وعلي الرغم أن هذه العلوم لم تكن تمارس بطريقة علمية كما تعرف اليوم إلا أن الخيمياء تعتبر أصل الكيمياء الحديثة قبل تطوير مبدأ الأسلوب العلمي.
تلجأ الخيمياء إلى الرؤية الوجدانية في تعليل الظواهر، وكثيراً ما لجأ الخيميائيون إلى تفسير الظواهر الطبيعية غير المعروفة لديهم على أنها ظواهر خارقة، وترتبط بالسحر وبما يسمى بعلم الصنعة.
و يعرّف ابن خلدون الخيمياء بأنها (علم ينظر في المادة التي يتم بها تكوين الذهب والفضة بالصناعة)، ويشرح العمل الذي يوصل إلى ذلك.
قيل أن الأفكار الأساسية للخيمياء ظهرت في الإمبراطورية الفارسية القديمة وأنها مورست في بلاد ما بين النهرين، ومصر، وبلاد فارس (إيران اليوم)، والهند والصين واليابان وكوريا، وفي اليونان وروما الكلاسيكيتين، وفي الحضارة الإسلامية، ثم في أوروبا حتى دخول القرن العشرين. وتمت هذه الممارسة من خلال شبكة معقدة من المدارس والنظم الفلسفية طالت ما لا يقل عن 2500 عام.
أصل كلمة كيمياء
اختلف مؤرخو العلم حول أصل كلمة كيمياء. فمنهم من ردها إلى الكلمة اليونانية "(chumeia(χυμεία" التي تفيد السبك والصهر، ومنهم من أعادها إلى كلمتي "كمت kemt" و"شم chem" المصريتين ومعناهما الأرض السوداء وذلك لارتباط علم الكيمياء قديماً بالسحر مما ربط اسمها بالأسود (العلم الأسود).
ويقول الخوارزمي في كتابه مفاتيح العلوم:
"اسم هذه الصناعة، الكيمياء، وهو عربي، واشتقاقه من، كمي يكمى، إذا ستر وأخفى، ويقال، كمى الشهادة يكميها، إذا كتمها.
لقد تأثرت الكيمياء العربية بالكيمياء اليونانية والسريانية وخاصة بكتب دوسيوس وبلنياس الطولوني الذي وضع كتاب (سر الخليقة). غير أن علوم اليونان والسريان في هذا المجال لم تكن ذات قيمة كبيرة لأنهم اكتفوا بالفرضيات والتحليلات الفلسفية. ومنهم من أرجعها إلى أصل عربي من الفعل كمى /يكمي أي أخفى و ستر ؛ وذلك لأن علم الكيمياء وقتها كان يحاط بالأسرار ،فالمشتغل بهذا العلم لا يعلن عن سر مهنته
الكيمياء في العصور القديمة
يمكن اعتبار الكيمياء الصينية أقدم المعارف الكيميائية، لكن لايزال السؤال غامضاً عن صلة الوصل بين الكيمياء الصينية والكيمياء المصرية القديمة، حيث ذكر عن كاتب صيني قديم يرجع عهده إلى سنة 330 ق. م أنه حرّر عن الفلسفة التاتوئية والسيمياء، والأخيرة تحتوي على كيفية تحويل المعادن إلى معادن ثمينة، وكيفية الحصول على إكسير الحياة، تلك المادة التي باعتقادهم تطيل الحياة وتمنع الموت.
وقد قال ابن النديم أنه زعم أهل صناعة الكيمياء، وهي صناعة الذهب والفضة من غير معادنها، أن أول من تكلم عن علم الصنعة هو هرمس الحكيم البابلي المنتقل إلى مصر عند افتراق الناس عن بابل، وإن الصنعة صحّت له، وله في ذلك عدة كتب، وإنه نظر في خواص الأشياء وروحانيتها.
وزعم الرازي أن جماعة من الفلاسفة عملوا في الكيمياء مثل: فيثاغورس وديموقراط وأرسطاليس وجالينوس وغيرهم، ولايجوز أن يسمى الإنسان فيلسوفاً إلا أن يكون له علم بالخيمياء.
وقال آخرون أن علم الكيمياء (قديماً) كان بوحي من الله عز وجل إلى موسى بن عمران (قصة قارون).

الخيمياء القديمة
الخيمياء القديمة باعتبارها موضوعا للبحث التاريخي
أصبح تاريخ الخيمياء مجالا أكاديميا نشطا، وذلك لأن اللغة السحرية الخفية للخيميائيين بُديء في فك شفرتها. وأصبح المؤرخون أقدر على استيعاب الوصلات الفكرية بين هذا الفن وغيره من فنون التاريخ الثقافي الغربي، كعلم الاجتماع وعلم النفس لدى المجتمعات الفكرية ومفاهيم القبلانية والروحية والروزيكروشية والحركات الصوفية الأخرى، إضافة إلى الكتابة الشيفرية وأعمال السحر وتطور العلم والفلسفة.
التاريخ
وفق السياق التاريخي، فإن الخيمياء هي السعي وراء تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب قيم.
و ترجع أصول الخيمياء الغربية إلى مصر القديمة.فبردية ليدين إكس وبردية ستوكهولم إذا وضعتا مع البرديات الإغريقية السحرية يُكونون كتاب الخيمياء الأول.نظــَّــرَ الخيميائيون الإغريقُ والهنودُ أن العناصر البدائية أربعة (بدلا من ال117 عنصرا التي نعرفها اليوم. واستعارة قريبة من ذلك مثال أحوال المادة). اعتبرَ هؤلاء الخيميائيون أن العناصر الأساسية هي: الأرض والنار والماء والهواء.و في سعيهم لإثبات نظريتهم أقدم الفلاسفة الإغريق على حرق خشبة، باعتبار أن الخشبة تمثل الأرض وأن اللهب الذي يحرقها هو النار، وأن الدخان الذي يرسله الاحتراقُ هو الهواء بينما السخام الباقي في الأسفل هو الماء الغالي.و بسبب هذا فإن الإيمان بأن هذه العناصر الأربعة هي أصل كل شيء بدأ في الانتشار سريعا، ولم يُستبدل إلا مع نظرية جابر بن حيان في القرون الوسطى بأن العناصر سبعة، والتي استعيض عنها في بداية العصر الحديث بالنظرية الحديثة للعناصر الكيميائية.
ورمزا لاستخلاص الرئيسية من القرن 17th كتاب عن الكيمياء القديمة. الرموز المستخدمة لديها واحد إلى واحد والمراسلات مع الرموز المستخدمة في حساب النجوم في ذلك الوقت.
تحوي الخيمياء العديد من التقاليد الفلسفية التي انتشرت على مدى 4 آلاف عام في ثلاثة قارات. وميلُ هذه التقاليد بشكل ٍعام إلى استخدام اللغة المشفرة والرمزية، يجعل تتبع آثارها المتبادلة وعلاقاتها الوراثية أمرا صعبا. بدأت الخيمياء في الاتضاح في القرن الثامن مع أعمال الخيميائي المسلم جابر بن حيان (المعروف لدى أوروبا بالجبر)، والذي قدم تناولا منهجيا واختباريا للبحث العلمي داخل المعمل، بخلاف الخيميائين الإغريقيين والمصريين القدامى الذين غالبا ما اتسمت أعمالهم بالرمزية.
بعض الخيميائين الآخرين: وي بويانج في الخيمياء الصينية - خالد والرازي في الخيمياء الإسلامية - ناجاروجنا في الخيمياء الهندية - ألبيرتيس ماجناس وشبيه الجبر في الألكيميا الأوروبية - والمؤلف المجهول لكتاب "ميوتاس ليبر" الذي نشر في فرنسا في أواخر القرن السابع عشر، والذي كان كتابا بلا كلمات ادعى كونه دليلا لصناعة حجر الفلاسفة من خلال مسلسل 15 رمزا وصورة.كان يُنظرُ إلى حجر ٍالفلاسفة على أنه جسمٌ يضاعف قدرة الشخص في الخيمياء، ويحققُ الخلودَ والشباب الدائم لمستخدمه، ما عدا إن سقط ضحية ً للحرق أو الغرق. فقد كان المعتقدُ السائدُ أن النار والماء هما العنصران الأهم في صناعة حجر الفلاسفة.
ثمة فرق ٌ بين الخيميائين الصينييين وألأوروبيين.فقد حاول الأوروبيون تحويل الرصاص إلى ذهب، ومهما بلغت معهم سمية العنصر أو عقومة المحاولة، ظلوا يحاولون حتى قرار الحظر الملكي لاحقا في ذلك القرن. ولكن الصينيون لم يهتموا بحجر الفيلسوف أو تحويل الرصاص إلى ذهب، وإنما ركزوا على الطب من أجل تحقيق الصالح العام. وخلال عصر التنوير، استخدمت هذه المواد كإكسير شاف ٍ للأمراض، حتى استخدمت كدواء اختبار. أدت معظم التجارب عموما إلى الوفاة، ولكن مشروبات الإكسير الأكثر استقرارا خدمت أغراضا كبيرة. على الجانب الآخر، اهتم الخيميائيون الإسلاميون بالخيمياء لأسباب شتى، سواء كان تحويل المعادن أو إنشاء الحياة الاصطناعية أو لاستخدامات عملية مثل الطب الإسلامي والصناعات الكيماوية.
و هذا مخطط مؤقت على النحو التالي :
الكيمياء القديمة المصرية (5000 عام قبل الميلاد—400 عام قبل الميلاد)، وهذه بداية الخيمياء.
الكيمياء القديمة الهندية (1200 قبل الميلاد—الوقت الحاضر]  وتتعلق بعلم المعادن الهندي ؛ كان ناجارجونا أحد الخيميائيين المهمين.
الكيمياء القديمة اليونانية (332 قبل الميلاد—642 ميلادية)، ودرست بردية ستوكهولم في مكتبة الإسكندرية.
الكيمياء القديمة الصينية (142 ميلادي)، وي بويانغ يكتب "نسب الثلاثة".
الكيمياء القديمة الإسلامية [700—1400]، وكان المسلمون في طليعة الخيمياء والكيمياء في العصر الذهبي الإسلامي أو عصر النهضة الإسلامية.
الكيمياء الإسلامية [800—الوقت الحاضر]، الكندي وابن سينا يدحضون إمكانية تحويل المعادن والرازي يدحض أربعة من العناصر الكلاسيكية، والطوسي يكتشف قانون صيانة الكتلة.
الكيمياء القديمة الأوروبية (1300—الوقت الحاضر)، القديس ألبيرتوس ماغنوس يبني على أساس الخيمياءالعربية.
الكيمياء الأوروبية [1661—الوقت الحاضر)، بويل يكتب الكيميائي المتشكك، ولافوازير يكتب كتاب عناصر الكيمياء، ودالتون ينشر كتاب النظرية الذرية.
اتصالات حديثة بالخيمياء
كانت الخيمياء الإسلامية سابقة ومقدمة للكيمياء العلمية الحديثة. وقد استخدم الخيميائيون كثيرا من الأدوات المخبرية التي تستخدم اليوم. لكنها لم تكن قوية أو في حالة جيدة في أغلب الأحوال، وخصوصا خلال فترة العصور الوسطى في أوروبا. وقد باءت العديد من المحاولات لتحويل المعادن بالفشل عندما أساء الخيميائيون الفعل وقاموا بإنتاج مواد كيميائية غير مستقرة. وتفاقمت هذه المشكلة نتيجة للظروف غير المأمونة.
اعتبرت الخيمياء علما جادا في أوروبا حتى دخول القرن السادس عشر. فعلى سبيل المثال خصص إسحاق نيوتن أكثر كتاباته لدراسة الكيمياء القديمة(انظر دراسات إسحاق نيوتن المجهولة) أكثر مما فعل مع علم البصريات أو علم الفيزياء (الذي هو شهير بسببه). هناك خيميائيون بارزون آخر وُجدوا في العالم الغربي منهم: روجر بيكون، والقديس توما الأكويني، وتايكو براه، وتوماس براون، وبارميجيانينو. بدأ الانخفاض في علم الخيمياء في القرن الثامن عشر، لدى ولادة علم الكيمياء الحديثة، والتي وفرت إطارا أكثر دقة وموثوقية فيما يتعلق بتحويل المعادن والدواء، وتناسبت مع تصميم ٍ أكبر للكون على أساس المادية العقلانية.
الكيمياء القديمة في مجال الطب التقليدي
تقوم الأدوية التقليدية بعمليات التحويل عن طريق الخيمياء، من خلال علم العقاقير أو عن طريق استخدام مجموعة من التقنيات الدوائية والروحية. ففي الطب الصيني تستخدم تقاليد باوزي الخيميائية لتحويل طبيعة درجات الحرارة، والذوق، وأجزاءالجسد والسمية. وفي أيورفيدا تـُـستخدم السامسكاراس في تحويل المعادن الثقيلة والأعشاب السامة بطريقة تزيل عنها السمية. وتستخدم هذه العمليات بشكل فعال إلى يومنا هذا.
التحويل النووي
في عام 1919، قام ارنست روثرفورد باستخدام التفكيك المصطنع لتحويل النتروجين إلى الأوكسجين. ومنذ ذلك الحين، وهذا النوع من التحويل العلمي يُستخدم بصورة روتينية في كثير من المختبرات والمرافق ذات الصلة بالفيزياء النووية، مثل مراكز معجلات الجسيمات، ومحطات توليد الطاقة النووية ومنشئات الأسلحة النووي.
في الأدب
مسرحية بن جونسون "الخيميائي" هي مسرحية ٌ ذات طابع ٍ ساخر ومتشكك بشأن الخيمياء.
و الجزء الثاني من كتاب "فاوست" للكاتب جوته، مليئ ٌ بالرمزية الخيميائية.
و وفقا لكتاب القصص الخيالية السحرية: الخيمياء والسخرية في الرواية (دار نشر جامعة كيل، 1995) والذي ألفه ديفيد ميكين، فإن الكيمياء القديمة تظهر في روايات لكتاب منهم: وليم غودوين ،و بيرسي شيلي، واميل زولا، وجولز فيرن، ومارسيل بروست ،و توماس مان، وهيرمان هيس ،و جيمس جويس، وغوستاف ميرنك، وليندساي كلارك ،و مارغريت يورسنار، وأمبرتو إيكو، وميشال بيوتور، وباولو كويلو واماندا كويك.
في الثقافة الشعبية
استخدم موضوع الكيمياء على نطاق واسع في العديد من الرسوم والكتب المصورة، ويتم ذلك غالبا على شكل قوى فائقة يمتلكها أبطال القصة. في مجلة الرسوم اليابانية خيميائي الفولاذ، يتم التعامل مع أفكار الخيمياء وعمليات تحويل المعادن على أنها من العلوم، ويتم خلط ذلك مع السحر بطريقة مفهومة تماما ومناسبة للاستعمال مع المعرفة السليمة. تشير المجلة المصورة إلى التكافوء أو التبادل المتكافيء الذي يسمح للخيمياء بالعمل. وفي المجلة اليابانية الأخرى بوسو رينكين، تستخدم الخيمياء في المقام الأول كوسيلة للحصول على الطاقات الفائقة، لكنها لا تحمل شبها "فعليا" مع الخيمياء القديمة.

علم النفس والرموز الخيميائية
استخدم علماء النفس والفلاسفة الرموز الخيميائية في بعض الأحيان. ومثال ذلك كارل يونج الذي أعاد دراسة الرمزية الخيميائية ونظريتها وبدأ يـُـظهر أن المعنى الداخلي للعمل الخيميائي أشبه بالطريق الروحي. لقد تمتعت الفلسفة الخيميائية ورموزها وطرقها بإعادة إحياء بمظهر السياقات الحديثة.
و قد رأى يونج أن الخيمياء بادرة نفسية غربية تحاول تكريس إنجاز الفردية. فكانت الخيمياء في تفسيره المَــركبَ الذي أبقى الروحية حية رغم المحاولات العديدة لإزالتها في عصر النهضة الأوروبية. وهذا المفهوم أيده فيه آخرون لاحقا، كستيفن هولر.على هذا الأساس فقد رأى يونج أن الخيمياء تماثل اليوجا الشرقية، غير أن الخيمياء أنسبُ للعقل الغربي من ديانات الشرق وفلسفاته.لقد بدا أن ممارسة الخيمياء تغير عقل الخيميائي وروحه.على العكس من ذلك، ظهر أن التغييرات التلقائية في عقل الإنسان الغربي تقدم (أحيانا) صورا يعرفها الكيميائي وتتناسب والحالة الشخصية للأفراد، عندما يختبرون مرحلة مهمة في الفردية.
و قدم تفسير يونج للنصوص الخيميائية الصينية (في ضوء علم النفس التحليلي) مقارنة ً بين التصاوير والمفاهيم الأساسية للخيمياء الشرقية وتلك الغربية، وسمح بذلك تحديد مصادرها الداخلية (أمثلتها).
العمل العظيم (ماجنام أوباس)
العمل العظيم ؛ التفسير الصوفي لمراحل الخيمياء الأربعة:
مرحلة نيجريدو (بيوتريفاكتو)، اسوداد (تعفن): فساد، تذويب، فردية، انظر أيضا الشموس في الخيمياء – سول نيجر.
مرحلة البياض، تبييض : تنقية الشوائب؛ القمر والأنثى.
مرحلة سيترينيتاس، اصفرار: الروحنة، التنوير: الشمس، الذكر.
مرحلة روبيدو، الاحمرار: توحيد الإنسان والإله، توحيد الفاني واللامحدود.
مال كثير من الكتاب بعد القرن الخامس عشر إلى دمج مرحلة سيترينيتاس (الاصفرار) بمرحلة روبيدو (الاحمرار)، واعتبروا وجود ثلاثة مراحل فقط.
و لكن مرحلة الاحمرار هي مرحلة الزواج الكيميائي، والتي تنتج الزئبق الفلسفي الذي لا يمكن تحقيق حجر الفلاسفة (و هو غاية العمل) إلا به.
تم تخليق ساكرم موليكيولي (أو الكتل المقدسة) باستخلاصها من ساكرم بارتيكيولي (أو الأجسام المقدسة) داخل ماجنام أوباس (العمل العظيم). واحتيج إلى ذلك حتى نصل لإنتاج أعظم ما أبدع.

الخيمياء بوصفها علماً فلسفياً وروحياً
"Renel فإن Alchemist"، والسير ويليام دوغلاس، 1853
عـُـرفت الكيمياء القديمة بفن السباجيريك. وتأتي كلمة "سباجيريك" نتيجة ًلضم كلمتين إغريقيتين تفيدان معني الفصل والوصل. ربما يكون باراقيلساس هو أول من اختار هذه اللفظة، والتي يتشابه معناها مع إحدى الإملاءات اللاتينية في الكيمياء: SOLVE ET COAGULA والتي تعني: قم بالفصل ثم الوصل (أو قم بالإذابة ثم التخثير).
أشهرُ الأهداف التي عرفناها عن عمل الخيميائيين: 1. تحويلُ مختلفِ المعادنِ إلى ذهب (المعروف بعلم الكريسوبويا) أو فضة (و هو علم الخيمياء النباتية أو السباجيريك، وهو أقل شهرة من العلم الأول). 2. تخليق ال"باناكيا" أو إكسير الحياة، والذي اُدعيت قدرته على منح الحياة الأبدية الخالية من الأمراض. 3. اختراع المادة المذيبة الشاملة.
لم تكن هذه الأهداف الوحيدة لعلم الخيمياء، ولكنها أهدافٌ نالت قدراً أكبر من التوثيق والشهرة. ترى بعضُ المدارس السحرية أن تحويل الرصاص إلى ذهب هو قياسٌ تمثيلي لتحويل الهيئة المادية (ككوكب زحل المُمَثل بالرصاص) إلى الطاقة الشمسية (المُمَثلةِ في الذهب)، وأن الهدف من هذا التحويل هو تحقيق الخلود. ويوصف هذه المفهوم بالخيمياء الداخلية. استثمر الخيميائيون العرب والأوربيون بدءا من العصور الوسطى الكثير من الجهد في البحث عن حجر الفلاسفة، وهي مادة أسطورية اعتقدوا أنها عنصرٌ أساسي لتحقيق أحد الهدفين أو كليهما. لقد نال الخيميائيون قدراً متناوباً من الاضطهاد والدعم خلال القرون. فعلى سبيل المثال، أصدر البابا يوحنا الثاني والعشرون مرسوماً ضد التزييف الخيميائي في عام 1317، ولذا قام السيستركيون بحظر ممارسة الخيمياء بين أعضائهم. وفي عام 1403 قام هنري الرابع ملك إنجلترا بحظر ممارسة الخيمياء، وفي أواخر ذلك القرن قام بيرس (الرجل الحارث) وشوسر برسم صور مسيئة تظهر الخيميائيين كلصوص وكذابين. على النقيض من ذلك، فإن رودولف الثاني في أواخر القرن السادس عشر، وهو إمبراطور روماني مقدس، كان يرعى عدداً من الكيميائيين لدى عملهم في بلاطه الكائن في براغ.
يفترض بعض الناس أن الخيميائيين قدموا مساهماتٍ فائقةً للصناعات "الكيميائية" الحديثة مثل تكرير العناصر الخام، وصناعة المعادن، وإنتاج البارود والحبر والأصباغ والدهانات ومواد التجميل، ودباغة الجلود، والخزف، وصناعة الزجاج، وإعداد المستخلصات والمشروبات الروحية، وما إلى ذلك. ويبدو أن إعداد ما يسمى "أكوا فايتا" (أو مياه الحياة) كان "تجربة" ذات شعبية ٍبين الخيميائيين الأوربيين. و لكن في الواقع، على الرغم من مساهمة الخيميائيين في تقديم التقطير لغرب أوروبا، فإن الخيميائين لم يقدموا الكثير لأي صناعة معروفة. فعلى سبيل المثال، كان عمال الذهب قد أجادوا معرفة جودة المشغولات الذهبية لفترة طويلة قبل وجود الخيميائيين. كما اعتمد تقدم التكنولوجيا الصناعية على عمل الحرفيين أنفسهم في هذه الصناعات أكثر مما ناله من مساعدة الخيميائين.
يسجل التاريخ أن العديد من الخيميائين المتقدمين (كزوسيموس بانوبوليس) نظروا إلى الخيمياء باعتبارها تجربة ًروحية، وأن النواحي الميتافيزيقية في الخيمياء تم اعتبارها الأساس الحقيقي لهذا الفن. أيضا، تم اعتبار الحديث ِعن المواد الكيميائية العضوية وغير العضوية والهيئات المادية وعمليات المواد الجزيئية، مجرد استعارات ٍ للحديث عن المدخلات والهيئات الروحية التي تؤدي في نهاية المطاف إلى الحديث عن التحولات. وبهذا الأصل في الحسبان، فإن المعاني الحرفية للصيغ والمعادلات الخيميائية كانت عمياء ظاهرا، تخبيء ورائها فلسفة روحية باطنة تخالف كنيسة القرون الوسطى المسيحية. ولذلك كان من الضروري إخفاؤها لعدم التعرض لمحاكم التفتيش بتهمة الهرطقة. وهكذا فإن مفهوم تحويل المعادن إلى ذهب ومفهوم الباناكيا العالمية مفهومان يرمزان إلى التحول من حالة ناقصة مريضة وقابلة للفساد والزوال إلى حالة كاملة صحيحة خالدة وغير قابلة للفساد. ولذا مثــَّـل حجرُ الفيلسوف المفتاح السحري لتحقيق هذا التحول. وبتطبيق هذا على الخيميائي نفسه، فإن هذا الهدفَ المزدوج يرمز إلى التحول من الجهل إلى التطور والتنوير، بينما يمثـِـلُ الحجرُ الحقيقة أو الطاقة الروحية الخفية التي من شأنها أن تؤدي إلى هذا الهدف. ونحن نجد أن الرموز الخيميائية والرسوم التوضيحية والصور النصية الخفية في النصوص التي كتبها الخيميائيون المـتأخرون (بصياغة تتفق مع الرأي المسبق) تحتوي على طبقات متعددة من المعاني والمجازات والإشارات إلى أعمال ٍ أخرى لا تقل في إلغازها، ويجب أن "تـُــفـَـك َ شفرتـُـها" بمشقة لاكتشاف معانيها الحقيقية
يوضح باراقيلساس بجلاء في كتابه "التعليم الخيميائي"، أن استخدامه لأسماء المعادن مجرد استخدام رمزي:
سؤال: عندما يتحدث الفلاسفة عن الذهب والفضة التي يستخرجون منها المادة، هل يفترض أن نظنهم يتحدثون عن الذهب والفضة المألوفين؟ جواب: على الإطلاق. فالفضة والذهب المألوفان ميتان، أما فضة الفلاسفة وذهبهم فملأوان بالحياة.

الخيمياء في الثقافة الشعبية
استخدم موضوع الكيمياء على نطاق واسع في العديد من الرسوم والكتب المصورة، ويتم ذلك غالبا على شكل قوى فائقة يمتلكها أبطال القصة. في مجلة الرسوم اليابانية خيميائي الفولاذ، يتم التعامل مع أفكار الخيمياء وعمليات تحويل المعادن على أنها من العلوم، ويتم خلط ذلك مع السحر بطريقة مفهومة تماما ومناسبة للاستعمال مع المعرفة السليمة. تشير المجلة المصورة إلى التكافوء أو التبادل المتكافيء الذي يسمح للخيمياء بالعمل. وفي المجلة اليابانية الأخرى بوسو رينكين، تستخدم الخيمياء في المقام الأول كوسيلة للحصول على الطاقات الفائقة، لكنها لا تحمل شبها "فعليا" مع الخيمياء القديمة.
كما تٌستخدم الخيمياء في العديد من ألعاب الفيديو :
في لعبة "عالم من ألاعيب الحروب" (World of Warcraft) الخيمياء هي مهنة يمكن لشخصية اللاعب تعلمها لتجهيز جـُـرَع ٍ وقواريرَ خاصة تـُـستخدمُ من أجل إضافة نقاط إلى إحصاءات اللاعب لفترة زمنية محددة، وعادة ما يكون ذلك أثناءالتحضير للمعارك.
في لعبة سيكريت أوف إيفرمور، وهي لعبة فيديو من قسم أمريكا الشمالية لشركة سكوير، تحلُ الكيمياءُ محل النظام السحري العادي. حيث تتلقى الشخصية الرئيسية معادلات خيميائية بدلا من الصيغ السحرية، وعن طريق الجمع بين مجموعة واسعة من المكونات (مثل الشمع، والنفط، والحجر الجيري، والثلج الجاف) يمكن إحداث انفعالات عدة مثل رمي الكرات النارية، وتضميد الجراح، أو إنشاء الدروع.
سلسلتي "أتيلييه" و"ماناخيميا" (من شركة جاست) مبنيان على الخيمياء بشكل كبير.تحتوي المباريات على المئات من العناصر والوصفات التي يحتاجها اللاعبون في إيجاد أو استمداد أنفسهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن كل الأسلحة والمقتنيات يجب أن يتم صناعتها، لأنها لا تباع في المحلات التجارية، الأمر الذي يجعل من الضروري استخدام الخيمياء لإكمال نمو الشخصية.
لعبة المغامرة عدو زورك(Zork Nemesis) تحوي نظرة معدلة للخيمياء (لتتناسب مع العالم الروائي لزورك) وتستوجب العلم بالعمليات الخيميائية كمفاتيح لحل الألغاز.
قصة لعبة الفيديو التصميم الأساسي لعام 2003 وهي من سلسلة ألعاب "مهاجم القبر" (Tomb Raider) تعتمد إلى حد كبير على تقاليد وأساطير الخيمياء.
هاري بوتر وحجر الفيلسوف، كما يوحي الاسم، موضوعه الرئيسي هو الحجر السحري (المسمى بحجر الفيلسوف) والذي يفترض أن يمنح الحياة الدائمة والقدرة على تحويل أي شيء إلى ذهب. في النسخة الأميركية، تم تغيير اسمه إلى "حجر الساحر"، لكن أوجه الشبه بين الحجر السحري في الكتاب وبين حجر الفيلسوف تزال موجودة لا لبس فيها.
كتاب "الخيميائي" لباولو كويلو يناقش سعي صبي لتحقيق مصيره، وفي طريقه يجد خيميائيا يساعده.
رواية أخرى لدونا بويد اسمها "الخيميائي"، تتناول حياة مصري خالد ومسيرته في الحياة من مصر القديمة إلى الحضارة الحديثة.
"الخيميائي: أسرار نيكولاس فلاميل الخالد" للكاتب مايكل سكوت هي قصة توأم، صوفي وجوش نيومان، واللتان تسترشدان في رحلتهما المتنبأة من خلال نيكولاس فلاميل، وهو خيميائي معروف من القرن الرابع عشر.
قصة قصيرة كتبها هوارد لافكرافت (1908) "الخيميائي".
الكيمياء القديمة هي واحدة من المواضيع المستخدمة في لعبة وايت وولف الإبداعية (بروميثيان: المخلوق)، والتي تقوم على لعب أدوار تستخدم المزاجات والمعادن الكلاسيكية، كما تعتمد على أفكار الصقل و"ماجنام أوباس".
في حرب النجوم، يستخدم السيث الخيميائيون (Sith Alchemy) السحر لتخليق وحوش بشعة وغير طبيعية في الجانب المظلم، ولاستدعاء وحوش السيثسبون، وأيضا لتعزيز أسلحتهم، والقيام بمختلف أعمال العرافة المادية. يستخدم دارث بلاجويس (Darth Plagueis)هذا العلم لاكتشاف تقنيات تشبه إكسير الحياة.
أنتجت الفرقة الأمريكية الغنائية "ثرايس" مجموعة من أربعة شرائط غنائية باسم "فهرس الخيمياء" والتي تدور أغنياتها حول كل من العناصر الأربعة المشاركة في العملية الخيميائية.
أحد أعضاء المجلس الثلاثي في المغامرة الكارتونية فنتشر براذرز خيميائي، وهو الشخص الذي يسعى للحصول على حجر الفيلسوف.
في الفن المعاصر
في القرن العشرين، تعد الخيمياء مصدرا مهما من مصادر إلهام الفنان السريالي ماكس ارنست، والذي كان يستخدم رمزية الخيمياء في إعلام وتوجيه أعماله. كتب م. وارليك كتاب ماكس ارنست والكيمياء واصفا هذه العلاقة بالتفصيل.
استخدم الفنانون المعاصرون الخيمياء كمصدر إلهام لموضوعاتهم، مثل أود نيردرام(Odd Nerdrum) (كما لاحظ ذلك ريتشارد فاين) والرسام مايكل بيرس الذي يهيمن اهتمامه بالخيمياء على أعماله. فأعماله "فاما" و"حلم الطيار" يعبران عن الأفكار الخيميائية على شكل رسوم ٍ رمزية.
الكيمياء في القرون الوسطى[عدل]
أشهر شخصية من شخصيات الكيمياء الغربية في القرون الوسطى وخاصة التي تناولت فكرة الحصول على الذهب هو العالم برنارد تريفيزان(Bernard Trevisan) وقد سافر إلى بلاد الإغريق والتتار والقسطنطينية وزار مصر، وخامرتة فكرة الحصول على الذهب من الإنسان لأنه تاج الخليقة، ويشكل الذهب ذروة الكمال المعدني، وأراد أن يحل مشكلته الكبرى في أشعة الشمس للاعتقاد السائد قديماً بأن هذه الأشعة هي التي تكون المعادن، وما الذهب إلا أشعة الشمس المتكاثفة التي استحالت إلى جسم أصفر براق. واعتقد بنمو المعادن، حتى أن أصحاب المناجم كانوا يغلقون مناجمهم برهة من الزمن ليعطوا المعادن فرصة التكون. وقد بدد ثروته الهائلة على تلك الأفكار.
الكيمياء عند العرب والمسلمين
بدأت الكيمياء في الإسلام بالصنعة، ذلك لأن العرب اعتمدوا الكتب المنقولة عن اليونانية، وكتب الإسكندرانيين التي نقلت إلى العربية. ويعتبر خالد بن يزيد بن معاوية أول من اشتغل في علم الصنعة عند العرب، حيث استقدم بعض الرهبان الأقباط المتفحصين بالعربية، كمريانوس وشمعون وغيرهم وطلب إليهم نقل علوم الصنعة إلى اللغة العربية عله يتمكن من تحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب.
وهكذا وصلت الصنعة إلى العرب بواسطة الإسكندرانيين ممتزجة بالأوهام وقد انتقل هذا المفهوم إلى العلماء العرب فاعتقدوا كاليونان والسريان أن طبائع العناصر قابلة للتحويل، وأن جميع المعادن مؤلفة من عناصر واحدة هي الماء، الهواء، التراب، النار، وسبب اختلافها فيما بينها يعود إلى اختلاف نسب هذه العناصر في تركيبها، فلذلك لو توصلنا إلى حلّ أي معدن إلى عناصره الأساسية، وأعدنا تركيبه من جديد بنسب ملائمة لنسب أي معدن آخر كالذهب والفضة مثلاً، لاستطعنا الحصول على هذا المعدن.
من أجل ذلك قام العلماء العرب بتجارب عديدة، أحاطوها بالسرية التامة، واستعملوا الرموز في الإشارة إلى المعادن فأشاروا إلى الذهب بالشمس، والى الفضة بالقمر، فاكتشفوا مواد جديدة، واختبروا أموراً مختلفة، وتوصلوا إلى قوانين عديدة، واستطاعوا أن ينقلوا الخيمياء إلى الكيمياء التجريبية الحديثة على يد علماء مثل الرازي.
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى