مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* الشياطين و القرناء تلتقي و تتبادل الأخبار - أسباب تسلط الشياطين

اذهب الى الأسفل

* الشياطين و القرناء تلتقي و تتبادل الأخبار - أسباب تسلط الشياطين  Empty * الشياطين و القرناء تلتقي و تتبادل الأخبار - أسباب تسلط الشياطين

مُساهمة  طارق فتحي الثلاثاء فبراير 08, 2011 12:30 pm

الشياطين و القرناء تلتقي و تتبادل الأخبار
اعداد: طارق فتحي
اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علِّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الإخوة الكرام : ما زلنا في موضع الجن والسحرة والمشعوذين مع الدرس الرابع من هذه الدروس التي تشتد الحاجة إليها بسبب أن شريحة كبيرة من المسلمين يعتقدون بخرافات وترهات ما أنزل الله بها من سلطان .
واليوم ننتقل إلى قاعدة أخرى وهي أن الشياطين والقرناء تلتقي وتتبادل الأخبار ، يعني الشيء الثابت في الكتاب والسنة أنه قد ينشأ تعامل وتلاقي وتبادل أخبار بين الجن والأنس ، الحقيقة الأولى أن الله عز وجل جعل لكل عبد من بني آدم قريناً من الملائكة وقريناً من الجن، الله عز وجل فرز لك ملك وفرز لك جني ، فالملك يلهمك الخير ويحضك عليه ويدعوك إلى الطاعة ويزين لك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ، والجني يدعوك إلى المعصية ويزين لك الشهوة ويزهدك بوعد الله ووعيده ، بنص القرآن والسنة الإنسان معه ملك ومعه جني ، الإنسان حتى ما يبقى جامداً يتحرك إما أن يستجيب لوسوسة الشيطان أو أن يستجيب لإلهام الملك هذه حقيقة .
الحقيقة وجود ملك يدعوك إلى الخير وشيطان يدعوك إلى الشر أداة تحريك لك ، حدد موقفك إما أن تستجيب لهذا أو لهذا ، القرآن سبحان الله حمال أوجه ، يعني قوله تعالى :[ سورة الشمس ]
من المعاني التي ذكرتها سابقاً وهي أن فطرة الإنسان مبرمجة وفق منهج الله فأنت مبرمج ومولف ومجبول على الطاعة وكره المعصية فأنت تلهم الخير ذاتياً لكنك إذا عملت الخير أدركت ذاتياً أنك تتقي الله وإذا عملت الشر أدركت ذاتياً أنك عملت شراً ، الآن في معنى آخر ما دام يوجد ملك يلهمك الخير وشيطان يلهمك الشر كأن النفس بقرين الملائكة وقرين الجن تلهم الخير والشر ، يعني أنت ما موقفك ؟ يبدو أنه ممنوع أن تبقى ساكتاً جئت إلى الدنيا من أجل أن تأخذ موقفاً من أجل أن يكون لك استجابة ، من أجل أن تعمل شيئاً فهناك ملك يدعوك إلى الخير وشيطان يدعوك إلى الشر وأنت بين هذا وهذا .
لاحظ نفسك أحياناً يكون عمره ثمانين سنة قلت يا ولد ما بدك هذه الروحة ، يعني كأنك تحاول نفسك أحياناً تقع في صراع ما هو الصراع ؟ تعاكس إلهام الملك مع وسوسة الشيطان أحياناً صلي أم آكل ؟ كل تأكل ثم أنام قليلاً ثم أصلي ، تنام استيقظت بعد العصر معنى استجبت لوسوسة الشيطان ، أحياناً معك مبلغاً ادفعه صدقة يقول لك الملك الله عز وجل يضاعف الصدقة أضعاف مضاعفة قال تعالى :
[ سورة سبأ : الآية 39]
يقول لك الشيطان خبي قرشك ضب يدك الآن بلا جنون ، دائماً دون أن تشعر تأتيك خواطر إيمانية وخواطر شيطانية ، امرأة جميلة متبرجة متفلتة مرت أمامك غض بصرك تقول الآن سآكلها إذا نظرت إليها ؟ هذا كلام الشيطان ، كلام الرحمن غض بصرك ، من غض بصره عن محارم الله عز وجل أورثه الله حلاوة في قلبه إلى يوم يلقاه . يقول لك الشيطان ما فعلت شيئاً إن الله جميل يحب الجمال ، كلمة حق أريد بها باطل .
لاحظ نفسك كل يوم خاطر إيماني وخاطر شيطاني ، خاطر يدعوك إلى الطاعة والآخر يدعوك إلى المعصية أنت بينهم ، بطولتك أن تستجيب لإلهام الملك وسقوطك من عين الله أن تستجيب لوسوسة الشيطان .
إذاً أضيف معنى إلى الآية الكريمة فألهمها فجورها وتقواها أن الله سبحان وتعالى فرز لهذه النفس ملكاً يدعوك إلى الخير وفرز شيطان يدعوك لكن دقق قال تعالى :[ سورة إبراهيم : الآية 22]
يعني إنسان قال لك اكسر بلور سيارتك ، تكسره ؟ ثمنه سبعين ألف ، قال لي وإذا قال لك لا يملك إلا أن يقول لك اكسر ، اضرب ، اعمل معصية نعم يقول لك أين أنت ؟ أين إرادتك أين عقلك ؟ سبحان الله نعيم بن مسعود أحد زعماء غطفان قبل أن يسلم جاء ليحارب النبي عليه الصلاة والسلام جلس في خيمته وقد أقلقه هذا المجيء يخاطب نفسه يا نعيم لماذا جئت إلى هنا ؟ من أجل أن تقاتل هذا الرجل الطيب ماذا فعل ؟ سفك دماً ؟ لا انتهك عرضاً اغتصب مالاً ؟ لا أين عقلك يا نعيم ، الملك أيام إنسان تأخذه الحمية يندفع لوسوسة الشيطان قال تعالى :
[ سورة مريم : الآية 83]
تراه يفعل شراً دون أن يكسب شيئاً يعني لوجه الشيطان ، والله أحياناً ترى شخص إذا ما أذى لا يرتاح يؤذي ولا ينتفع ، لكن لما يؤذي يرتاح أيام تشاهده بوظيفة بدائرة بمكان إذا ما نكد الآخرين وأربكهم وخلق لهم مشاكل لا يرتاح ، تأكد أن هذا تنطبق عليه هذه الآية :
[ سورة مريم : الآية 83]
((عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنْ الْجِنِّ قَالُوا وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَإِيَّايَ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ))[ مسلم ، أحمد ]
ملك يلهمك الخير ومعك شيطان يلهمك الشر ، هذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم .
الجني الذي وكل برسول الله أسلم فلا يأمرني إلا بالخير .
وروي أيضاً في الصحيح : ((عن عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلًا قَالَتْ فَغِرْتُ عَلَيْهِ فَجَاءَ فَرَأَى مَا أَصْنَعُ فَقَالَ مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ أَغِرْتِ فَقُلْتُ وَمَا لِي لَا يَغَارُ مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْ مَعِيَ شَيْطَانٌ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَمَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ وَلَكِنْ رَبِّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ)) [ مسلم ، أحمد ]
يعني حينما علمت أن قرين رسول الله من الجن قد أسلم أغرتِ قالت ما لمثلي لا يغار على مثلك بالبخاري ومسلم .
معنى كل إنسان معه قرين من الملائكة ومعه قرين من الجن ولاحظ نفسك لما تواجه معصية أصغي إلى صوت الملك طاعة الله خير يا ربي لك الحمد أعني على طاعتك الشيطان فرصة لا تعوض في كل الموضوعات موضوع النساء موضوع الأفلام موضوع متابعة مسلسلات موضوع متابعة القرآن الكريم موضوع علاقات إلى آخره .
هذا الإمام الذي يؤم الناس بلندن فلما نقل إلى جامع في ظاهر لندن وركب مركبة وأعطى السائق ورقة نقد كبيرة ورد له التتمة فلما عدها وجدها تزيد عشرين سنتاً عما يستحق دقق جلس وعدهم في عشرين سنت زيادة ماذا قال له الملك ؟ أنت كمسلم وكإمام مسجد هذا المبلغ ليس لك زائد عن استحقاقك ينبغي أن ترده للسائق ، الملك أدى دوره قال له الشيطان شركة عملاقة ودخلها فلكي والمبلغ يسير وأنت أولى به بل هو هدية من الله لك بالضبط ، هذا إلهام الملك وإلهام الشيطان .
يعني أنت كل يوم لا أبالغ مئات المرات يأتيك خاطر رحماني ملائكي وخاطر شيطاني ماذا تفعل ؟ أقل شيء امرأة مرت تغض بصرك فوراً جاءك وسوسة تعمل مرة أخرى لكن الأولى لك ، بالنساء بالتعامل طرق بابك بساعة متأخرة من الليل يقول لك الملك كن حليماً لعله محتاج الشيطان يقول لك هذا وقح ما في عنده أدب أقلق راحتي ، فأنت بين أن تصغي إليه وتكرمه وبين أن تبالغ في إهانته ، قال تعالى في سورة ق :
أيها الأخوة : حقيقة كالشمس الساطعة لا يستطيع أحد على وجه الأرض من آدم إلى يوم القيامة أن يضل أحداً إلا أن الذي أراد أن يضل يصغي لمن أضله فقط ، الذي أراد أن يعصي يصغي لمن دعاه إلى المعصية ، قال وجاءت كل نفس معها سائق من الملائكة وشهيد يشهد على فعله الذي فعله في الدنيا .
وقال مجاهد سائق يسوقها إلى أمر الله عز وجل وشاهد يشهد عليها بما عملت ، وقال بعض العلماء السائق من الملائكة والشاهد من أنفسهم ، الأيدي والأرجل والملائكة أيضاً شهداء عليهم ، أما وقال قرينه هذا ما لدي عتيد ، القرين هنا الذي يسوقه يوم القيامة هو الملك هذا ما لدي عتيد ، ثم يتكلم شيطانه الذي كان له قرين في الدنيا :[ سورة ق : الآية 27 ]
الآية واضحة جداً الآية تؤكد أن الإنسان يوم القيامة قرينه من الملائكة يسوقه إلى أمر الله وقرينه من الجن يقول ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد ، رب العزة يقول : [ سورة ق
بالعقيدة أيها الأخوة : لا يمكن أن تقبل إلا من الكتاب والسنة قضايا الجن بأنني غلب على ظني أن أخوتنا الكرام في أمس الحاجة لهذه الموضوعات لا من أجلهم ولكن من أجل من حولهم
الآن أيها الأخوة : في الحياة الدنيا الشياطين وقرناء الجن وكلوا بالإنس ، يمكن أن يلتقوا بهم ويتبادلوا الأخبار فإذا أراد الله بعبد مقصر عاص مجاهر مستكبر سلط عليه ظلام الجن ، يعني في تعبير عامي إن شفت الأعمى طبه ما لك أرحم من ربه ، هذا الذي يمسه الشيطان وبالتعبير العامي داخل فيه الشيطان هذا إنسان بحسب الآية الكريمة :[ سورة الأنعام : الآية 129]
أنا أطمئن كل أخ مستقيم الأخ المستقيم العابد لله الذاكر لله الذي يخاف الله هذا مستحيل وألف ألف ألف مستحيل أن يستطيع الجن أن يصلوا إليه ، قال تعالى :[ سورة الحجر : الآية 42]
أنت أيها المؤمن الموحد العابد المستقيم في حصن حصين ، أما الذي يركل لهواه ويعظم شهوته وينغمس في الملذات الحرام يسلط عليه مردة الجن الذين يتعاملون مع السحرة ينقلون لهم أخبارهم وبعض الضلالات كي يقتنعوا بهم وكي يكون هذا الإنسي الذي تعامل مع الجني ضالاً مضلاًَ هو يحقق مطامعه المالية والشهوانية ممن يأتيه ويوهمهم أنه يعلم الغيب ويغرقهم في أوهام لا تنتهي من أجل أن يبتز من أموالهم وأن يأكل من خيراتهم وأن يضعهم في عماية عن الحقيقة .
((حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ مَا صَنَعْتَ شَيْئًا قَالَ وَيَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِهِ قَالَ فَيُدْنِيهِ مِنْهُ أَوْ قَالَ فَيَلْتَزِمُهُ وَيَقُولُ نِعْمَ أَنْتَ قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ مَرَّةً فَيُدْنِيهِ مِنْهُ ))[ مسلم ، أحمد ]
صدقوني أيها الأخوة : عندما الشيطان يدخل في بيت ترى شحناء وبغضاء وتراشق تهم وسباب أحياناً وضرب أحياناً يكون الشيطان يفعل فعله في الزوجين ، مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِهِ حلف عليها بالطلاق كل ما حللك شيخ يحرمك عشرة بالثلاثة والساعة الثانية بالليل فتح الباب ودفعها إلى الطريق بقميص النوم ، هذا الشيطان وهي حقدت عليه وهو حقد عليها ، قَالَ فَيُدْنِيهِ مِنْهُ أَوْ قَالَ فَيَلْتَزِمُهُ وَيَقُولُ نِعْمَ أَنْتَ يعطيهم درجات .
في حديث آخر شاهد عند ابن حبان من حديث أبي موسى الأشعري بإسناد صحيح قال إذا أصبح إبليس بث جنوده فيقول من أضل اليوم مسلماً ألبسته التاج فيخرج هذا فيقول لم أزل به حتى طلق امرأته بقي بدون زوجة في احتمال أن يزني لكن يقول الشيطان أوشك أن يتزوج ، تزوج حصن نفسه ، ويجيء هذا فيقول لم أزل به حتى عق والديه فيقول يوشك أن يبرهما ويجيء هذا فيقول لم أزل به حتى أشرك فيقول أنت أنت ، ويجيء هذا ويقول لم أزل به حتى قتل فيقول أنت أنت ويلبسه التاج .
يعني الشيطان يوغر صدر الإنسان حتى يسفك دماً ، المجرم مصنف مع الأغبياء قتل وانتهت حياته الذي قتل آخر جريمة ذبح ثلاثة واشترى سيارة وسافر إلى مدينة على الساحل ودخل إلى شاليه وأعطى هويته وبعد ساعات كان مقبوض عليه وسيلقى عقوبة الإعدام ، ماذا قال سيدنا موسى ؟ قال :[ سورة القصص : الآية 15]
في ناس قضية الشيطان ليس مستوعبينها دون أن تشعر غضبك الشديد وضربك الشديد لمن حولك والسباب والشتائم وحلف الطلاق بلا مبرر الشيطان دخل بك لا تقول أنا لست قانعاً بالشيطان ، الشيطان لابسه و هو لا يدري هذه القاعدة الثالثة أي يوجد تعاون بين الجن و بين الإنس ، الإنسان بقدر معصيته ، بقدر تهاونه بالطاعات ، بقدر انغماسه في الملذات ، بقدر تطاوله على الذات الإلهية الله عز وجل يعاقبه بمس من الشيطان ، فإذا مسه الشيطان أصبح إنساناً آخر .
إخوانا الكرام : القاعدة الرابعة أن الوحي قوة فتاكة لا تستطيعه البطلة ، أي السحرة و المشعوذون و من مسهم الشيطان لا يصمدون و لا ثانية أمام القرآن الكريم ، الله عز وجل أعطاك سلاحاً فتاكاً كل ما عند الشياطين من وساوس و من مشكلات تنتهي و تزول حينما تذكر الله عز وجل و لكن بقلب حاضر ، أحياناً أسأل ماذا نفعل ؟ أقول لهم اقرؤوا القرآن يقولون قرأنا و لم نستفد ، أقل لهم اقرؤوا القرآن بقلب حاضر ، الله سبحانه و تعالى قد تكلم بالقرآن و جعله شفاء للأبدان و حرباً على أهل المكر و الطغيان و حرزاً للمؤمنين من الشيطان ، الله عز وجل جعل هذا القرآن حرزاً أي حصناً للمؤمنين من الشيطان فلا تصمد السحرة أمام سماع هذا الوحي يتلى ، بل تضيق به و تكاد تتمزق .

سمعت قصة من رجل من أقربائي توفي رحمه الله جاء ساحر من بلاد بعيدة من الهند إلى الشام و كل إنسان يضمر شيئاً و الساحر يكشف له هذا الشيء يدفع ليرة ذهبية ، شخص يفكر بقضية يأتي الساحر يذهب إلى داخل غرفة و يرجع يقول له أنت تفكر بكذا و كذا ، الناس تزلزلوا و كأنه يعلم الغيب ، قيل لرجل علم ماذا نفعل ؟ قال دعوني أذهب إليه ، ذهب إليه ماذا أضمر ؟ أضمر الله و رسوله و قرأ القرآن ، دخل و خرج ليس معه شيئاً ، دخل مرة ثانية قال له أنت لم تضمر شيئاً ، قال له ضمرت ، دخل مرة ثالثة و كان هذا آخر يوم له بالشام ، هذا الذي جاءه من أهل العلم لا يملك إلا أنه قرأ القرآن ، فالقرآن منع الشيطان أن يصل إليه ، أي منع قرينه أن يعرف ماذا ضمر ، فالوحي قوة فتاكة لا تستطيعه البطلة .
مما قاله سيدنا علي كرم الله وجهه عن القرآن : كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم و خبر ما بعدكم و حكم ما بينكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، و من ابتغى الهدى في غيره أضله الله ، و هو حبل الله المتين ، و هو الذكر الحكيم ، و هو الصراط المستقيم ، هو الذي لا تزيغ به الأهواء و لا تلتبس به الألسنة و لا يشبع منه العلماء ، و لا يَخْلَق عن كثرة الرد ، و لا تنقضي عجائبه ، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا :[ سورة الجن]
من قال به صدق ، و من عمل به أجر ، و من حكم به عدل ، و من دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم .
إذاً يوجد معك سلاح فتاك لا يخيب ، ذكر الله ، تلاوة القرآن ، الاستعاذة بالله ، تلاوة المعوذتين ، تلاوة آية الكرسي ، و سيأتي معنا بعد قليل أن البقرة و آل عمران أقرب السور إلى إبطال عمل هؤلاء السحرة .الآية الكريمة أيها الإخوة الكرام : [ سورة الحشر : الآية 21]
مرة ذكرت في خطبة أنني قرأت مقالة علمية عن جامعة في بلد عربي هذه الجامعة سيعقد فيها بعد أربعة أشهر مؤتمر علمي ، أستاذ علم النبات في هذه الجامعة صنع تجربة ، جاء بأربعة بيوت بلاستيكية نصبها في حديقة الجامعة ، أي بيوت صغيرة ، ما الذي فعله ؟ في هذه البيوت جاء بكمية تراب واحدة وضعها في البيوت الأربعة ، ثم جاء بعدد من حبات القمح موحد من بذار موحد و عدد موحد زرعها في هذه البيوت الأربعة ، و وكل طالبات من طالباته أن تسقي كل واحدة هذا البيت كما تسقي أختها البيت الآخر تماماً ، كميات الماء موحدة ، كميات السماد موحدة ، العناية موحدة ، أي مارس سلوك موحد إن في التربة أو في البذار أو في السقيا ، أو في التعشيب ، أو في التسميد بشكل يكاد لا يصدق ،
الآن كلف طالبة أن تقرأ القرآن على البيت الأول ، كلفها بقراءة سورة يسن و المعوذتين و آية الكرسي والفاتحة و الإخلاص كل أسبع أربع مرات أو ثلاثة ، البيت الثاني كلف الطالبة أن تمزق نبات أمام النبات ، تمسك بنبات و تمزقه أمام نبات ، بالبيت الثالث كلف طالبة تمزق النبات نفسه ، أي بيت سمع القرآن و بيت شاهد التعذيب ، و بيت مورس عليه التعذيب ، و البيت الرابع يسموه البيت الضابط لا يوجد قرآن و لا يوجد تعذيب ، هذا المقياس ، و بعد أربعة أشهر النتائج لا تصدق ، فالبيت الذي تلي فيه القرآن ارتفع نمو سنابل القمح ثلاثة و ثلاثين بالمئة زيادة عن البيت الضابط ، و الغلة زادت أربع و أربعين بالمئة عن البيت الضابط ، البيت الثاني و الثالث هبط نمو النبات إلى ثلاثة و ثلاثين بالمئة أقل ، و الغلة أقل بكثير ، قد نعجب، إذا كان الصخر :[ سورة الحشر : الآية 21]
النبات أقرب للحياة من الصخر ، قال بعض العلماء يعذر الله الجبل الأصم و لم يعذر شقي بني آدم ، هل رأيتم أحداً قد تصدعت جوانحه من خشية الله ؟ قال :[ سورة العنكبوت : الآية 43]
يقول ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره : يقول جل ثناؤه لو أنزلنا هذا القرآن على جبل و هو حجر لرأيته يا محمد خاشعاً ، يقول متذللاً متصدعاً من خشية الله على قساوته قال: حذراً من ألا يؤدي حق الله المفترض عليه في تعظيم القرآن و قد أنزل على بني آدم و هو بحقه مستخف ، و عنه عما فيه من العبر و الذكر معرض كأن لم يسمعها ، كأن في أذنيه وقر.
الإنسان حينما يقرأ قوله تعالى :[ سورة الإسراء : الآية 44]
الإنسان ألا يخجل أن مخلوقاً ، ذرة ، صخر و إن من شيء أي ما من شيء إلا يسبح بحمده ، أي القرآن يتصدع الصخر من خشية الله ، و الإنسان يميل على كلام الدجالين والمشعوذين و كل كتبته أيدي المبطلين ، و الجاهلين تطاولاً و افتراء على رب العالمين .
أحد الصحابة الكرام عبد الله بن مسعود روى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قالSad( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ لِلسَّمَاءِ صَلْصَلَةً كَجَرِّ السِّلْسِلَةِ عَلَى الصَّفَا فَيُصْعَقُونَ فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ جِبْرِيلُ حَتَّى إِذَا جَاءَهُمْ جِبْرِيلُ فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالَ فَيَقُولُونَ يَا جِبْرِيلُ مَاذَا قَالَ رَبُّكَ فَيَقُولُ الْحَقَّ فَيَقُولُونَ الْحَقَّ الْحَقَّ ))[ أبو داود ]
و في حديث آخر يقول عليه الصلاة و السلام : (( إذا أراد الله تعالى أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي ، فإذا تكلم أخذت السماوات منه رعدة شديدة خوفاً من الله تعالى ، فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعقوا و خروا لله سجداً فيكون أول من يرفع رأسه جبريل فيكلمه الله من وحيه بما أراد ، ثم يمر جبريل على الملائكة كلما مر بسماء يسأله ملائكته ماذا قال ربنا يا جبريل ، فيقول جبريل قال الحق و هو العلي الكبير ، فيقولون اللهم مثلما قال جبريل فينتهي جبر يل بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل ))الآية :[ سورة سبأ : الآية 23]
أيها الإخوة الكرام : العلاج ـ الآن دققوا الخلاصة ـ بالوحي لمن مسه الجن هو أجدى أنواع العلاج ، أي شخص سألك ماذا أفعل ؟ علاج مس الجن بالوحي ، بالقرآن الكريم، و قد وصف النبي عليه الصلاة والسلام سورة البقرة بأنها سورة لا تستطيع البطلة أي السحرة و في أخذها شفاء و بركة .
و أخرج الإمام أحمد عن أبي أمامة قال : ((عن أَبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ قَالَ مُعَاوِيَةُ بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ السَّحَرَةُ ))[ مسلم ، أحمد ]
أي ملخص الملخص الملخص أنه إذا شكا لك أحد أنه قد مسه الجن قل له عليك بتلاوة القرآن بقلب حاضر خاشع و لا سيما سورة البقرة و آل عمران هذا العلاج و لا علاج غيره إطلاقاً
بعض العلماء يقول اعترف رؤساء المنجمين من الأولين و الآخرين أن أهل الإيمان أهل العبادات و الدعوات يرفع الله عنهم ببركة عبادتهم و توكلهم على الله ما يزعم المنجمون أن الأفلاك توجبه ، و يعترفون أيضاً بأن أهل العبادات و الدعوات ذوي التوكل على الله يعفون من ثواب الدنيا و الآخرة ما ليس في قوى الأفلاك أن تجلبه ، الحمد لله الذي جعل خير الدنيا و الآخرة في إتباع المرسلين و جعل خير أمة هم الذين يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و قال تعالى :[ سورة المائدة : الآية 54]
أيها الإخوة الكرام : هذه الموضوعات أنا أرى أننا جميعاً في أمس الحاجة إليها لأنه و الله ما من أسبوع إلا و يأتيني إما على الهاتف أو لقاء مباشر عدد لا يقل عن ثلاثة أو أربعة في الأسبوع ممن يلوذون بإخوة المسجد مشكلتهم مع الجن و مع السحرة و هذا مخاوي و هذا داخل به شيطان ، و يهذي بالليل و قصصاً ما أنزل الله بها من سلطان ، و لا يوجد عندهم إلا اللجوء إلى المشعوذين و السحرة كي يفكوا هذا السحر و كي ينزعوا هذا الجن الذي دخل إلى جسم إنسان ، و أنا أرى لو هناك حل آخر غير هذا الحل لذكره النبي عليه الصلاة والسلام .

أسباب تسلط الشياطين و السحرة
اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علِّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أيها الإخوة الكرام ، قد بينت لكم أن شريحة كبيرة من المسلمين كانت ضحية الشعوذة و الوهم والجهل ، و لابد من توضيح الأمور ، ننتقل اليوم أيها الإخوة إلى أسباب تسلط السحرة والشياطين .
بادئ ذي بدء ، في الحديث القدسي الصحيح عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ : (( يَا عِبَادِي ، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي ، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا ، فَلَا تَظَالَمُوا .....)) .
هذا الحديث الطويل ينتهي بالفقرة التالية : (( .....فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ )) .
[ مسلم ، الترمذي ، ابن ماجه ، أحمد ، الدارمي]
يأتيك إنسان يقول لك : إبني أصابه مس من الجن ، ويثني على ابنه ثناء غير معقول ، وكأن الله سبحانه و تعالى ضيق عليه بلا سبب ، يحرجك ، و يحيرك ، لكن الحقيقة التي ينبغي أن تكون معلومة لديكم هيأنه ما من إنسان يصاب بمس من الشيطان إلا بذنب كبير اقترفه ، لكن الأب يميل دائماً إلى حسن الظن بابنه كي يرتاح .
و الله أيها الإخوة ، كم سمعت ثناء من آباء على أولادهم ، هم من أسوأ خلق الله ، لكن الأب من أجل أن يريح نفسه يحسن ظنه بابنه ، وبشكل عام لا تصدق ، و لا تعتقد أن إنساناً يتحرك وفق منهج الله يصاب بمس من الجن ، مستحيل ، و ألف ألف مستحيل :
[ سورة الإسراء : الآية 65]
الإنسان الموصول بالله عز وجل لا تستطيع شياطين الأرض أن تمسه بسوء :[ سورة البقرة : الآية 102]
شياطين الإنس و الجن لو اجتمعوا على أن ينالوا من إنسان موصول بالله عز وجل ، مستقيم على أمره لا يستطيعون .
أنا لا أقول لك : إذا شكا لك أحد أنه أصابه مس من الجن فعليك أن تفضحه ، أو عليك أن توبخه ، لا ، قل : عافاك الله ، و لكن لا تظن بالله غير الحق ، ظن الجاهلين ، اعتمد قوله تعالى :[ سورة النساء : الآية 147]
إخواننا الكرام ، بالمناسبة ، كل واحد منا معه مئات القصص ، لكن كل هذه القصص لا تصلح أن يستنبط منها شيئاً ، لماذا ؟ لأنه يعرفها من الفصل الأخير ، لكن الواحد منا قد يقف على بعض القصص من أول فصل إلى آخر فصل ، هذه القصص تؤكد عدل الله ، و تؤكد رحمته ، و تؤكد عفوه ، و تؤكد كل أسمائه الحسنى ، و صفاته الفضلى .
مرة إنسان استوقفني في بعض أسواق دمشق ، و قال لي بقسوة : إنك تخطب على المنبر؟ قلت له : نعم ، قال : يوجد إنسان بأحد أسواق دمشق بَكَّرَ إلى عمله ليكسب رزق أولاده ، وقال لي : أليس طلب الحلال عبادة ؟ قلت : بلى ، فتح محله التجاري ، سمع إطلاق رصاص في سوق مغلق مغطى من أسواق دمشق ، فمدّ رأسه ليستطلع ما الخبر ، فإذا رصاصة تستقر في عموده الفقري ، فيصاب بشلل نصفي ، قال لي : هذا ماذا فعل ؟ أين رحمة الله ؟ ذهب ليكسب قوت أولاده ، و عمله مشروع ، و المادة التي يتاجر بها مشروعة ، و هو في عمله ، و العمل عبادة فماذا فعل ؟ والله أنا لا أعلم الجواب ، أنا واثق من عدل الله ، لكن هذه الحادثة تحتاج إلى علم إلهي .
بالمناسبة لا تستطيع أن تثبت عدل الله بعقلك إلا بحالة مستحيلة أن يكون لك علم كعلم الله ، أي قصة من آخر فصل إنسان ذهب إلى محله التجاري ليكسب قوت أولاده سمع إطلاق رصاص مدّ رأسه فجاءت رصاصة استقرت في عموده الفقري ماذا فعل ؟ و الحقيقة لم يفعل شيئاً في هذه الحدود ، قلت له و الله أنا لا أدري أي نصف العلم لا أدري ، لكن الذي أدريه أن الله عز وجل يقول :[ سورة النساء : الآية 147]
أحد إخوتنا الكرام ، هو قديم في هذا المسجد ، و له مكانة عندي ، حدثني عن قصة جرت مع أحد جيرانه في البناء ، قلت : ما القصة ؟ قال لي : رجل يبيع القماش في أحد أسواق دمشق المغطاة ، قلت له : نعم ، قال لي : أولاد أخيه الأيتام لهم بيت قد اغتصبه منهم ، و هم في أمسّ الحاجة إليه ، طالبوه بهذا البيت مرات عديدة ، فكان يرفض ، فحكّموا أحد علماء دمشق في الميدان ، و قد توفي رحمه الله ، و كان عالماً جليلاً ، استدعاه ، و طلب منه أن يعطي البيت لأولاد أخيه ، فرفض أشد الرفض ، هذا العالم حكيم قال لهم : لا تشتكوا على عمكم هذا ، لا يليق بكم ، و لكن اشكوه إلى الله عز وجل ، هذا الكلام كان الساعة التاسعة مساء ، في اليوم التالي الساعة التاسعة صباحاً هو الذي جاءته الرصاصة فأصابته بالشلل ، إنسان يرى إنساناً في محل تجاري يكسب رزق أولاده ، مدّ رأسه ، فأصابته رصاصة جعلته مشلولاً نصفياً ، ماذا فعل ؟ هذه قصة من آخر فصل .
أيّ قصة تحفظها من فصلها الأخير لا تصلح أن تستشهد بها ، إنسان أصابه مرض عضال، لي أخ كريم ، أخ في المسجد شاب قال لي : نسكن في بيت قد اشتراه والدي مع عمتي مناصفة من سنوات طويلة حينما كانت البيوت رخيصة ، يوجد جمعية تعاونية في إحدى الوزارات ، فأخته موظفة في هذه الوزارة ، فاشترت هذا البيت ، و عرضت على أخيها أن يكون مناصفة بينه و بينها ، فوافق ، و نقدها نصف ثمن البيت عداً و نقداً ، بالتمام و الكمال ، و بعد عشرين سنة البيت أصبح ثمنه من مئتي و خمسين ألفاً إلى ثمانية عشر مليوناً ، و لأن البيت مكتوب باسم أخته قالت له : هذا البيت لي ، وسأعطيك مليون ليرة ، وعليك أن تخرج ، عنده أربعة عشر ولداً ، ولا يملك مأوى سواه ، و أخته ، لكن خطأه الكبير أنه حينما نقدها المبلغ لم يطلب منها أن تسجل باسمه هذا البيت ، أو أن تسجل له إيصالاً بثمن البيت ، أو بنصف ثمن البيت ، القصة طويلة ، لسنا في معرض الحديث عن تفاصيلها ، إلا أن الذي حدث أنها أخرجته من البيت بحيلة قانونية ، هي محامية ، و استطاعت أن تؤجر البيت بأعلى سعر، و اضطر أخوها أن يوزع أولاده بين بيتين من أقاربه ، و أن يضع أثاث بيته في مستودع في غوطة دمشق ، و ابنه أحد إخوتنا الكرام ، لما أخبرني أن عمته قد أخرجتهم من البيت ظلماً وعدواناً طمعاً في قيمة البيت التي تضاعفت أضعافاً كثيرة ،
قلت له : و الله ، و هذه معرفتي بالله ، وأقول لكم هذه الكلمة : يكاد المؤمن من معرفته بقوانين الله عز وجل أن يستطلع ما سيكون ، لا من باب علم الغيب ، لأن علم الغيب لا يعلمه إلا الله ، قلت له : و الله إن الله عز وجل سوف ينتقم من عمتك انتقاماً لا حدود له ، لأنها اعتدت على حق أخيها ، وبالفعل ، والله الذي لا إله إلا هو بعد شهر قال لي : عمتي مصابة بسرطان في أمعائها ، و هي في ريعان الشباب ، أعرف صديقاً لي استمر هذا المرض في أمعائه سنتين ، قلت : لعل هذا المرض يطول أمده ، بعد شهر آخر ، قال لي : توفيت عمتي ، وأتمنى عليك أن تعزي والدي ، و أن تلقي كلمة في البيت الذي اغتصبته ، وريثها الوحيد أخوها ، رجع البيت إليه ، و رجع أولاده إلى البيت ، و لعنها الله في عليائه ، و لعنتها الملائكة ، و لعنها أهل الأرض .
أما أنت فتجد هذه الإنسانة شابة ، طبعاً هذا الكلام أتمنى عليكم ألا يفهم منكم أنه إذا أصيب إنسان بمرض أنه مجرم بحق الآخرين ، لا ، هذا استنباط غير صحيح ، لكن هذه الحالة لا تقل: مسكينة ، هذه الشابة في ريعان الشباب أصابها مرض عضال ، فقصف عمرها ، كما يقولون ، الله كبير ، أنت لست مؤهلاً أن تعلم الغيب ، تأدب مع الله ، و أحسن الظن به ، أي إنسان مسه السحر ، أو مسه الجن ، أو مسه شيطان و هو يعاني ما يعاني لا تصدق أن هذا الذي مسه جاءه بلا سبب ، و جاءه بلا مبرر ، لأن الله عز وجل يقول :[ سورة النساء : الآية 147]
و من أمثال هذه القصص هناك والله مئات ، بل عشرات المئات من هذه القصص :[ سورة البروج : الآية 12]
(( إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي ـ كما في الحديث القدسي الصحيح ـ وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَالَمُوا ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ .... يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ ، وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي ، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ ، يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا ، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ )) ، لا يقل : القدر قلب لي ظهر المجن ، لا يقل : لا حظ لي في الدنيا ، لا يقل : الله عز وجل يطعم الحلاوة لمن ليس له أضراس ، هذا كلام كفر :
ما من عثرة ، و لا اختلاج عرق ، و لا خدش عود إلا بما قدمت أيديكم ، و ما يعفو الله أكثر .
أنا أريد أن تكون هذه الحقيقة واضحة عندكم ، إنسان مسه الشيطان ادع الله له ، و عاونه ، و لكن لا تتهم الله أنه ساق مصيبة لإنسان لا يستحقها .
والله أيها الإخوة ، من شأن الإنسان أن يظهر لك أنه ملاك ، وقد يكون شيطاناً رجيماً ، وأي سؤال يأتي : إنها صائمة ، مصلية ، تحفظ كتاب الله ، و لها أعمال من دون ذلك لا يعلمها إلا الله ، و الله أنا يمكن من ثلاثين سنة ما حضرت عقد قران إلا قال الخطباء : العروس تحفظ كتاب الله ، وهذه المشكلات التي تحدث بين الأزواج من أين جاءت ؟ من فتاة تحفظ كتاب الله ؟ أكاد لا أصدق ذلك ، هذه القصص التي تنتهي إليك ، و ينتهي إليك فصلها الأخير ، هذه لا تعبأ بها إطلاقاً ، و لكن القصة التي تعرف أول فصل فيها ، و آخر فصل فيها هذه تنطق بعدل الله ، و تنطق برحمة الله ، و تنطق بحلم الله .
الآن بينك و بين نفسك أعلم الناس بك أنت ، هل تثبت أن الله ظلمك ؟ أبداً :[ سورة القيامة ]
يوجد جريمة وقعت في دمشق ، أن إنساناً ضابطًا في الشرطة يسكن بطابق من بناء ، و هو ينزل على الدرج رأى إنساناً خرج من بيت مضطرب جداً فقبض عليه ، ودخل إلى البيت ، فإذا صاحبه مقتول ، فاستقرت التهمة أنه هو القاتل ، وحوكم ، وحكم كما أعتقد بثلاثين سنة سجنًا ، وبعد ثماني سنوات ألقي القبض على قاتل آخر ، فاعترف بهذه الجريمة ، إذاً هو بريء ، أحد إخوتي الكرام يؤمن بعدل الله ، قال لي : و الله ـ طبعاً أخرجوه من السجن ، وأعطوه تعويضاً عن هذا السجن الظالم ـ بعد أن قبض التعويض ، و همّ بالخروج من المحكمة سأله صديقي ، هذا المتهم البريء ، قال له : بربك أنت سجنت ثماني سنوات ظلماً ، هل تصدقني الحديث ؟ هل عملت عملاً يستأهل هذا السجن ؟ قال له : و الله ، ويستأهل أكثر من ثماني سنوات ، من هذه التهمة هو بريء لكن من تهمة أخرى ليس بريئاً .
مرة شخص استوقفني يبيع قماشاً وطنياً ، قال لي : أجبني عن هذا السؤال : الأقمشة كلها وطنية ، و أسعارها نظامية ، و على كل ثوب سعره ، قال لي : تسعيرة وقعت دون أن أراها، دخل موظف التموين كتب لي مخالفة فيها سجن شهرين ، أين العدل ؟ وانفجر ، قلت له : نحن في التجارة يوجد عندنا سندات ، و عندنا حساب جار ، الله لا يحاسبك بسندات ، كل قضية وحدها ، يحاسبك بحساب جار ، إذا وجد بالليل سهرة مخالفة للشرع ، يأتيك شخص بالنهار يظلمك ، هذه بتلك ، يقولون : شوحة التقت مع سيدنا سليمان ، قالت له : يا نبي الله ، الله عز وجل مهول أم عجول ، فسأل الله عز وجل ؟ فالله عز وجل أخبره أنني مهول ، و لست بعجول ، فطمأنها ، هذه الشوحة بعد أن اطمأنت أن الله عز وجل مهولاً ، و ليس عجولاً ـ هي قصة رمزية ـ وجدت بعض الناس يأكلون اللحم ، خطفت اللحم ، و قد علقت جمرة في قطعة اللحم ، فلما وضعت اللحم في عشها احترق العش كله مع بيضاتها ، فرجعت إلى سيدنا سليمان ، و قالت له : يا نبي الله ، ألم تخبرني أن الله مهول ، ها هو ذا عجول ، عوقبت فوراً، فسأل الله عز وجل ، و القصة رمزية ، فقال له : لها حساب قديم ، وهذا ليس على آخر عمل .
يوجد حساب قديم ، لكن الله عز وجل يعامل عباده بحساب جار ، يدخل إلى البيت ، والسهرات المختلطة ، والساعة الخامسة على الفضائيات ، و الغيبة ، و النميمة ، و الغش ، والتدليس ، أين المحل التجاري ؟ فيأتي شخص فعلاً قد يخالفك ظلماً ، و لكن ليس على هذه ، و إنما على سهرة البارحة ، الله عز وجل يعاملك بحساب جار ، طبعاً كل هذا تمهيد لحقيقة دقيقة جداً في هذا الدرس ، هي أن الله سبحانه و تعالى لا يسمح للجن ، و لا للسحرة أن ينالوا من الإنسان إلا إذا كان قد ارتكب شيئاً محرماً ، و الدليل ، و لولا الدليل لقال من شاء ما شاء:
[ سورة الزخرف ]
هذه الآية أصل في هذا الموضوع ، و من يعش ، أي يتعامَ ويتغافل ويعرض .
ابن عباس قرأها ، و من يعشَ بمعنى يعمى ، في لغة العرب عشي يعشى إذا عمي ، رجل أعشى ، و امرأة عشواء ، إذا كانت لا يبصر ، و في اللغة العربية خبط خبطة عشواء أي عمياء .

الشيطان يسيطر عليه
هذا الشيطان يسيطر عليه ، يتحكم بفكره ، و فهمه ، و عقله ، و قلبه ، و حركته ، عقاب من الله ، يوجد قراءة حتى إذا جاءانا ، من هما ؟ الإنسان و الشيطان الذي له قرين ، حتى إذا جاءانا قال : يا ليت بيني و بينك بعد المشرقين فبئس القرين .
إذاً تسلط الشيطان على الإنسان لأنه غفل عن الله عز وجل ، و انقطع عنه ، و تفلت من منهجه ، و أساء إلى خلقه .
أكبر حصن لكم من الشيطان أن تكون موصولاً بالله ، مستقيماً على أمره ، منيباً
إليه ، هذا أكبر حصن :
[ سورة الزخرف : الآية 39]
أي لا يوجد إنسان يضل إنساناً :
[ سورة ق]
بالمناسبة أيها الإخوة ، المؤمن لا يزال يطيع الله عز وجل ، و يألف الطاعة ، و يحبها حتى يرسل الله سبحانه برحمته عليه الملائكة تؤزه إليها أزاً ، و تحرضه عليها تحريضاً ، و تزعجه عن فراشه و مجلسه ، و لا يزال إنسان آخر يألف المعاصي ، و يحبها ، و يؤثرها حتى يرسل الله إليه الشياطين ، فتؤزه إليها أزاً .
الإنسان يعصي ، و يعصي ، و يعصي فيأتي قرينه من الشياطين فيدفعه إلى المعصية كل حين ، و الإنسان يطيع ، و يطيع ، و يطيع فالملك يلهمه كل خير ، هذا ممكن أن يتفسر بعالم الفيزياء بقانون العطالة ، فالجسم إذا تحرك يرفض السكون ، و الجسم الساكن يرفض الحركة، و الإنسان حينما يطيع ، و يطيع يرفض المعصية ، و حينما يعصي ، و يعصي يرفض الطاعة، و الإنسان بنيته حركية ، و ليست ساكنة ، و التعبير الغربي ( ديناميكي) ، و ليس ستاتيكيا ، أي الطاعة تجر إلى الطاعة ، و المعصية تجر إلى معصية ، حتى إن أحد أصحاب رسول الله سأل النبي عليه الصلاة والسلام قال : يا رسول الله ماذا ينجي العبد من النار ؟ فقال عليه الصلاة و السلام : إيمان بالله ، فسأل هذا الصحابي ، و هو أبو ذر الغفاري رضي الله عنه قال : يا رسول الله ، أمع الإيمان عمل ؟ قال : أن يعطي مما أعطاه الله ـ العطاء مطلق العطاء ـ قال يا رسول الله : أفإن كان لا يملك ، فقال : فليأمر بالمعروف ، ولينهَ عن المنكر ، قال : فإن كان لا يستطيع ، قال : فليعن الأخرق ، قال : فإن كان لا يحسن ، قال له: أما تريد أن تدع لصاحبك من خير .
لا يستطيع أن ينفق مما أعطاه الله ، و لا يستطيع أن يأمر بالمعروف ، و لا ينهى عن المنكر، و لا أن يعين الأخرق ، ليس له أي إيجابية ، قال له : فليمسك أذاه عن الناس ، فجاء السؤال المحرج ، أو إن فعل ذلك دخل الجنة ؟ فقال عليه الصلاة و السلام : ما من عبد مسلم يصيب خصلة من هذه الخصال إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة .
أنت ابدأ بالصلاة ، الصلاة تجرك للصدقة ، تصدّق الصدقة تجرك إلى مجلس علم ، احضر مجلس علم يجرك إلى عمل صالح ، اعمل عملاً صالحاً يجرك إلى دعوة إلى الله ، تدعو إلى الله يجرك إلى اتساع الدعوة ، ثم يجرك هذا الشيء إلى اتصال بالله طويل المدى ، ثم بعد ذلك تتألق ، ثم يرفع الله لك ذكرك ، لذلك عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا ....)) .
[ ابن ماجه ، أحمد ، الدارمي ]
أي لن تحصوا خيرات الاستقامة ، أي المستقيم ينتظره خير لا يعلمه إلا الله .
الملخص : أسباب تسليط الله للسحرة و الشياطين مردها إلى مخالفات شرعية يستسهلها العبد أحياناً ، و لا يأبه لمكانتها فيعاقبه الله عز وجل بما يذكره ، و يعيده إلى مقام التعظيم ، فالذي لا يعظم حرمات الله عز وجل يذله الله ، و يفضحه ، و لو في جوف داره .
أيها الإخوة الكرام ، ما من تسلط للشياطين على البشر إلا بسبب غفلة وذنب ، إذاً التحصين من السحرة ، و من الجن أن تكون مع الله ، لائذاً بحماه ، مقبلاً عليه ، مطبقاً لأمره ، تذكره في كل حين ، عندئذ أنت في حصن حصين .
إخواننا الكرام ، لو سألت الإنسان : لماذا هو مشدود إلى الله ؟ الجواب : لعلك تظن أن هذا الإسلام دين الله ، هو في الحقيقة دين الله ، أو لعلك تقول : إن هذا الإسلام أعطانا تفسيراً عميقاً و دقيقاً و متناسباً حول الكون و الحياة و الإنسان ، هذا الإسلام العظيم قدم لك تفسيراً عميقاً ، و قدم لك صورة متناسقة ، و قدم لك فلسفة مريحة .
إخواننا الكرام ، المسلمون فقط يوجد عندهم انسجام ، غير المسلم لو أنه رأى ما يجري في العالم من حروب ، من قهر ، من قتل ، من هدم بيوت ، من تجريف مزارع ، من ردم آبار ، من إذلال ، يختل توازنه لأنه لا يجد عنده جواب دقيق عن كل ما يجري ، المؤمن إذا قرأ القرآن لا يوجد شيء يجري أمامه إلا عنده تفسير واضح ، شخص مثلاً يذهب إلا بلاد الغرب يجد بلاداً جميلة جداً ، غنية جداً ، أنيقة جداً ، نظيفة جداً ، الناس في بحبوحة ، في ترف ، غارقون في كل اللذائذ المحرمة ، يرتكبون كل المعاصي و الآثام ، و هم أقوياء و أغنياء و ، يسيطرون على العالم ، الشخص يختل توازنه ، مسلمون يعانون الأمرين ، يعانون من الظلم و الجور في كل بقاع الأرض ، و كفار ملحدون منحرفون ، شاذون ينعمون بكل شيء ، يختل توازنه ، يقرأ القرآن عندما يستعيد توازنه :
[ سورة الأنعام : الآية 44]
إنسان آخر يرى ما يجري في العالم من حروب و من صراعات ، و من أحقاد و من قتل ، فيعجب ، الإنسان لماذا هكذا ؟ يقرأ القرآن :
[ سورة المائدة : الآية 14]
هذا قانون العدالة و البغضاء ، يأتي إنسان آخر يجد شخصاً غير موفق ، أينما ذهب الأبواب مغلقة في وجهه ، و إنسان كيفما تحرك وفقه الله عز وجل .
إن كان لا يقرأ القرآن يقول لك : محظوظ ، هذا حظ ، الحظ إله الحظ ما هذا الحظ ؟ ماذا يعني الحظ ؟ لا يعني شيئاً ، شيء وهم ، إذا قرأ القرآن :
[ سورة الليل ]
هذا قانون التيسير و التعسير ، و هذا قانون العدالة و البغضاء ، و كل شيء له قانون ، إذاً قانون الأمن : إذا كان الشخص مطمئنًا الأخطار تحيط به من كل جانب وهو مطمئن ، و إذا كان مع إنسان أموال لا تأكلها النيران إنسان وهو خائف ، إياك ، اقلب العملة ، يوجد أحداث خطيرة ، يأتي شخص ليس معه قرش ليقلب العملة ، لا يوجد معه شيء ، و هو مطمئن ، و تقرأ القرآن :
[ سورة الأنعام]
الأمن له قانون ، التيسير له قانون ، التوفيق له قانون ، العداوة و البغضاء لها قانون ، بطولتك أن تكتشف قوانين القرآن ، هذه القوانين هي التي تتحكم في كل شيء :
[ سورة الأنعام : الآية 115]
هذه كلمات الله ، أي قوانين الله عز وجل .
أيها الإخوة الكرام ، النصيحة لا تحابِ نفسك ، لا تحسن بها الظن ، اقسُ عليها ، اتهمها فهو لصالحك ، الإنسان دائماً يميل إلى أن يتملق نفسه ، فإذا أصابته مصيبة يقول كذباً و بهتاناً: هذه ترقية ، من قال لك : إنها ترقية ، و إن أصابت غيره مصيبة قال : هذا عقاب ، من قال لك : هذا عقاب ؟ لماذا تفسر المصيبة تصيبك على أنها ترقية ، و المصيبة تصيب أخاك على أنها عقاب ؟ اقرأ قوله تعالى دائماً :
[ سورة النساء : الآية 147]
اتهم نفسك ، و سيدنا عمر يقول : " تعاهد قلبك " ، يجب أن تفحص نفسك كيف صلاتك ؟ تصلي فلا تشعر بشيء ، تذكر فلا تشعر بشيء ، تقرأ القرآن فلا تشعر بشيء ، ادع الله أن يهبك قلباً ، لأنه لا قلب لك ، لا يوجد قلب أبداً .
أحياناً براد يباع ببعض الأسواق لا يوجد له محرك إطلاقاً ، لكن يوجد وصل من المأخذ الكهربائي إلى بلورة في داخله ، يقول لك : شعل ، إذاً هو شغال ، لا ، لا يوجد محرك أبداً ، إذاً إذا صلى شخص ، و لم يتأثر ، ذكر ، و لم يتأثر ، قرأ القرآن ، و لم يتأثر ، لا يوجد قلب إطلاقاً ، قلبه خاوٍ :
[ سورة البقرة : الآية 259]
أيها الإخوة الكرام ، هذه الدروس أولاً لها فائدة ، طبعاً دروس الجن والسحرة والمشعوذين لها فائدة ، أنها تعلمك طريق الوقاية منها ، وصدّق عدد الذين يصابون بمس من الجن كثيرون جداً ، حينما قررت هذه الدروس لم أقررها من فراغ .
بالأسبوع يوجد سؤالان ، ثلاثة ، أربعة ، خمسة ، أحياناً عن أسر أحد أفرادها مصاب بمس من الجن ، و مشكلة كبيرة يكاد يخنقه يجعل حياته جحيماً لا يطاق ، والإنسان حينما يلهمه الله الصواب يقيه من هذا المس ، هذه واحدة .
الهدف الثاني : أنك إذا فهمت هذه الحقائق أحسنت الظن بالله عز وجل ، و محور هذه الدروس :
[ سورة الأنعام : الآية 129]
أي ظلمة الجن تضيق على ظلمة الإنس :
[ سورة الأنعام : الآية 128]
الجن استعلوا على الإنس ، و الإنس أخذوا بعض المساعدات ، و بعض الأفكار ، و بعض الترهات ، نقلوها بين الناس ، و ابتزوا أموالهم ، أو اعتدوا على أعراضهم .
قضية السحرة و المشعوذين هذا موضوع ينبغي أن يكون واضحاً لديكم أولاً ، ولمن حولكم ثانياً ، لأن المشكلة أنه أحياناً إنسان مثقف ينصاع لهذه التصرفات المنحرفة ، فأنا أريد أن يكون الإنسان محصناً بالعلم ، أنا أكثر دعاء أتأثر به ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل و الوهم إلى أنوار المعرفة و العلم ، و من وحول الشهوات إلى جنات القربات .
المصدر
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى