مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* حرف الراء : راس بوتين : غريغوري يافيموفيتش راسبوتين

اذهب الى الأسفل

* حرف الراء : راس بوتين : غريغوري يافيموفيتش راسبوتين  Empty * حرف الراء : راس بوتين : غريغوري يافيموفيتش راسبوتين

مُساهمة  طارق فتحي الجمعة ديسمبر 26, 2014 6:57 am

راس بوتين
Rasbutin
مُساهمة طارق فتحي في الخميس 6 مارس 2014 - 13:44
غريغوري يافيموفيتش راسبوتين (22 يناير 1869 - 16 ديسمبر 1916)، راهب روسي. ولد في قرية بوكروفسكوي الريفية الواقعة في سيبريا،قبل أن يصبح مقرباً في ما بعد للعائلة الملكية في سانت بطرسبرغ.

نشأته
ظهرت لدى راسبوتين في طفولته رؤى مستمرة عن القوى الإلهية وقدرات الشفاء الخارقة، إذ كان باستطاعته مثلا أن يبرئ حصانا بمجرد لمسه، لكنه اكتسب في فترة مراهقته اسم راسبوتين (أي الفاجر بالروسية) بسبب علاقاته الجنسية الفاضحة.
وحين بلغ راسبوتين الثلاثين من عمره كان زوجا وأبا لأربعة أطفال، إلا أن ولعه بالشراب وسرقة الجياد كان دائما ما يتناقض وأصول الحياة العائلية التقليدية، وكان حادث اتهامه ذات مرة بسرقة حصان نقطة تحول في حياته هرب على أثرها من القرية ولاذ بأحد الأديرة حيث اتخذ صفة الرهبانية التي لازمته بعد ذلك طيلة حياته.
ومع تأثره بتجاربه الروحانية رحل راسبوتين عن قريته ليصبح مسافرا جوالا في أنحاء روسيا وخارجها، وخلال هذه الرحلات لم يغتسل أو يبدل ملابسة لفترات بلغت عدة أشهر وكان يرتدي قيودا حديدية زادت من المعاناة، وقد شملت هذه الرحلات الدينية الشاقة رحلة إلى جبل اثوس باليونان وساعدته على اكتساب أنصار ذوي نفوذ مثل " هيرموجن، أسقف ساراتوي".
وأثناء فترة تجواله، أصبح راسبوتين تحت تأثير طائفة متطرفة غير شرعية تعرف باسم خاليستي، وتنزع إلى الجلد والممارسات الجنسية، ولعل سمة الجمع الشاذ بين الورع والأفعال الجنسية غير الشرعية وخاصة الفاضح منها هي التي شكلت القاعدة التي ارتكزت عليها ممارسات راسبوتين الدينية فيما بعد، فلم تفارقه أبدا فكرة أن الفرد يمكن أن يصبح أكثر قربا من الله إذا ارتكب عمدا ذنبا شهوانيا ثم تاب توبة نصوحا.

نفوذ وشهرة جاهز للجني
بحلول عام 1903م وصل إلى سان بطرسبرغ كلاما عن قوى صوفية قادمة من سيبريا ذات عيون وحشية مضيئة ونظرة مجنونة، وبدا أن راسبوتين كان قد حدد موعدا لدخوله المجتمع الراقي في الوقت المناسب، وقد ساهم في ذلك أن الطبقة الأرستقراطية كانت مولعة بمسائل السحر والتنجيم وكانت عمليات تحضير الأرواح أمرا مألوفا.
وفي عام 1905م قابل راسبوتين عالم لاهوت كان يعمل رئيسا لأكاديمية دينية وكاهن اعتراف للإمبراطورة، إلكسندرا فيودوروفونا، وقدم للبلاط من خلال تزكية مسئولي الكنيسة العليا وراهبتان سوداوتان الشعر كانتا تعرفان باسم الغرابان كانتا فعالتان بإمداد البلاط بالصوفيين، وكان للأسرة الملكية الروسية في الماضي تقليد استقبال الرجال المقدسين من أجل مناشدة تدخلهم بعدة طرق، خاصة تلك التي تؤمن مولد ذكر يرث عرش روسيا.

حبيب ملكة روسيا
سجل القيصر نيقولا الثاني في مذكراته اللقاء الأول براسبوتين في 14 نوفمبر عام 1905 م قائلا "تعرفنا على غريغوري، رجل الرب، من أبراشية توبولساك"، وبنجاحه المعهود مع النساء ترك راسبوتين انطباعا عميقا لدى الإمبراطورة ألكسندرا فيوديوروفونا، إذ اقتنعت تماما بقدراته حين استطاع بإعجاز أن يخفف من المعاناة والنزيف الذي أصاب أليكسيس نيكوليافبتش، وريث عرش روسيا المريض بسيلان الدم قد ورثه عن أمه حفيدة فيكتوريا ملكة بريطانيا العظمي، والمرض الذي عاني منه ولي العهد ومات به من قبل أخ الملكة واثنان من أبناء الاخوة وخالها، يبدأ بنزيف تحت الجلد ثم يظهر ورم يتصلب يتبعه شلل مصحوبا بآلام شديدة، ولم يمضي وقت طويل منذ أثبت راسبوتين قوته الخارقة للأكسندرا حتى أصبح مستشارها الشخصي المؤتمن على أسرارها، يزورها في القصر في موعد أسبوعي محدد.
وتقول إحدى النظريات المتعلقة بقدرة راسبوتين على وقف النزيف الذي أصيب به أليكسيس، ابن القيصر، بأنه استخدم التنويم المغناطيسي لإبطاء النبض، ومن ثم تقليل القوة التي تدفع الدم إلى الدوران في جسده.

حياة غير مقدسة
وبذيوع شهرة راسبوتين نجح في جذب المزيد من الأنصار من جميع الطوائف الاجتماعية، وقد تطوع هؤلاء البلهاء كما كان يطلق عليهم "لارتكاب الخطيئة من أجل التطهر من آثامهم" مع رجل بدوا عاجزين أمام جاذبيته.

تحت المراقبة
يزغ نجم الراهب راسبوتين في سان بطرسبرغ، وبالمثل زاد عدد أعدائه، إذ رآه كثيرون خارج حدود البلاط يحيا حياة السكر والعربدة وغالبا ما يكون بصحبة العاهرات، وحين علم مسؤولون سياسيون كبار بهذه الشائعات كلفوا شرطة سرية بتعقبه.
تحالف الأعداء
وكان اثنين من أنصار راسبوتين السابقين هما راهب يميني متعصب يدعى ليودور، وهيرموجان أسقف ساراتوف، على اقتناع تام بأن راسبوتين ما هو إلا تجسيدا للشيطان، وفي عام 1911 م استدرجاه إلى طابق سفلي حيث اتهماه باستخدام قوى الشيطان للقيام بمعجزاته وضرباه بصليب، وأبلغ راسبوتين الإمبراطورة بالواقعة وادعى أنهما حاولا قتله ومن ثم تم نفي الرجلين، وفي السابع والعشرين من يونيو عام 1914 م عاد راسبوتين إلى قريته في سيبريا.
وفي اليوم التالي تلقى برقية وبينما كان في طريقه لإرسال الرد هاجمته عاهرة سابقة مشوهة مجدوعة الأنف تدعى شيونيا جاسيايا بوحشية مستخدمة سكينا، دفعها ليودور لقتل راسبوتين.

الموت وإبليس مدينة الشيطان
وبينما كان راسبوتين يتعافى في المستشفى من الطعنات التي أوصى بها ليودور كان القيصر نيقولا يحشد قواته استعدادا للحرب العالمية الأولى التي جلبت كارثة على وطنه، حيث فقد أكثر من أربع ملايين روسي أرواحهم، وبالعودة إلى سان بطرسبرغ ومع غياب القيصر استطاع راسبوتين اكتساب المزيد والمزيد من القوى السياسية وساهم في تعيين وطرد الوزراء.
وبنفوذه الطاغي على قرارات القيصر السياسية زاد اللوم الموجه للراهب السيبيري على المشاكل التي عانت منها البلاد حتى أن مدينة سان بطرسبرغ أصبحت تعرف باسم " مدينة إبليس".

نبؤته بالقتل
وفي ديسمبر عام 1916م كتب راسبوتين خطابا للقيصر يتنبأ فيه بقتله، وعن قتلته المحتملين كتب يقول" إذا قتلني أقاربك فلن يبقى أي فرد من عائلتك حيا لأكثر من عامين، وتستطيع أن تقول أي من أولادك أو أقاربك، فسوف يقتلهم الشعب الروسي. سأُقتل، لم يعد لي وجود في هذه الحياة. صل أرجوك، صل، وكن قويا، وفكر في عائلتك المصونة".
وبعد ثلاثة وعشرين يوم فقط قتل اثنان من أقارب القيصر نيقولا الثاني راسبوتين، وبعد مرور تسعة عشر شهرا على مقتله أعدم قيصر روسيا وعائلته بأيدي الثوار البلشفيين، فقد تزامن مع نبوءته أن حضر راسبوتين لمقابلة الأمير فيليكس يوسوبوي الزوج لإيرينا ابنة أخ القيصر، وأراد يوسوبوي قتل راسبوتين شأنه شأن ابنا عم القيصر الغراندوق ديميرتي بافالويتش والسياسي فلاديمير بيرشيكفيتش وتآمر الثلاثة معا على قتل راسبوتين والحفاظ على سلالة العائلة المالكة.

كعك وخمر
وفي ليلة السادس عشر من ديسمبر عام 1916م دعا يوسوبوي راسبوتين إلى قصر مويكا بحجة أن إيرينا التي يشاع عنها أنها أجمل امرأة في سان بطرسبرغ تريد مقابلته، وبينما كان ينتظر ظهورها قدم رجل لراسبوتين كعك وخمر مدسوس بهما سما مميتا وقد أصيب المتآمر بالهلع لما بدا من حصانة راسبوتين ضد السم، ولم يستطع يوسوبوي السيطرة على نفسه فنزع مسدسه وأطلق النيران على راسبوتين وبصعوبة بالغة ترنح راسبوتين خارجا إلى ساحة القصر حيث كان بفالوفيتش وبيرشيكفيتش يستعدان للمغادرة، فأطلق يرشيكفيتش النيران ثانية على راسبوتين المترنح وضرباه بهراوة وقيداه قبل أن يلقيا بجسده في نهر نيفا.
وعندما تم العثور على الجثة بعد يومين دل تشريحها الذي كشف عن وجود مياه في الرئتين أن راسبوتين كان ما زال حيا عندما ألقى به في النهر، وقد فسر بعض العلماء في محاولة لفهم عدم تأثرة بالسم بإصابته بنقصان الحمض المعوي ويقول البعض ان معاقرته للخمر ابطلت مفعول السم، ولكن انتشرت الاشاعات انه كان يتعاطى كميات ضئيلة من السم يوميا ليحمي نفسه في حالة ان حاول أحدا قتله.
وكانت نهاية راسبوتين علامة على بداية النهاية للقيصر نيقولا والإمبراطورة ألكساندرا، فبعد عشر أسابيع فقط من وفاته أطاحت الثورة الروسية التي اندلعت عام 1917 م بأخر جيل من سلالة رومانوف، وبعد مرور أقل من عامين قامت فرقة معزولة بإعدام القيصر نيقولا وعائلته بأكملها في سيبريا، وقد قام الناس خلال ثورة فبراير عام 1917 م بإخراج جثة راسبوتين وحرقها.
تحوم الكثير من الشكوك عن ان تكون المخابرات البريطانية هي المسئولة عن إغتيال راسبوتين، حيث انه حث القيصر على بدء مفاوضات فردية مع الألمان لإنسحاب الجيش الروسى مقابل السلام، مما يعرض بريطانيا لخسارة حليف مهم "روسيا" في هذه الحرب، لذلك قامت المخابرات بقتله, وقد وجد بعد 80 عام صور الٌتقطت للجثة بعد العثور عليها أثبتت ان الطلقة المستخدمة في القتل من مسدس بريطانى الصنع لأنها تحتوى على رأس معدنى كان يٌعتبر محرماً استخدامه في روسيا في هذا الوقت وبتوافق مع نوع من المسدسات البريطانية الصنع وكما أثٌبت ان الرصاصة أطلقت على منطقة الجبهة من مسافة قريبة، مما لا يجهض الرواية التي تقول انه تم قتله من الخلف بعد أن حاول الهروب

الخلاصة
راهب روسي أثار ذهول وخوف كل الذين عاصروه ، بسبب القدرات الروحانية الغريبة والخارقة التي نسبت إليه ، فقد قام بعشرات الأعمال المذهلة التي تفجر كل علامات الاستفهام . منها ما فعله مع الامير الصغير ( أليكس ) الذي كان سيرث عرش ( روسيا ) من بعد والده القيصر ، فقد كان الامير ( اليكس ) مصابا بمرض وراثي نادر جدا يطلق عليه اسم ( المزاج النزفي - Hemophilia ) ، وهو مرض قاتل ، إذ يكفي أي جرح صغير يصاب به المريض ، ليظل ينزف حتى الموت ، وقد كان الجميع يتعاملون مع ( اليكس ) بحرص شديد كي لا يصاب باي جرح ، ولنا أن نتخيل مدى صعوبة هذا الامر ، خاصة مع طفل صغير . وفي عام 1912 أصيب ( اليكس ) ببعض الكدمات والجروح الصغيره اثر سقوطه في الحمام ، فاصبح ينزف من جروحه الصغيره باستمرار وببطئ شديد لعدة ايام !!
حتى ان جميع الاطباء واعظمهم في ( روسيا ) اعلنوا وبكل صراحة عجزهم التام عن عمل أي شيء لانقاذ الامير الصغير الذي ساءت حالته كثيرا ، وقد أعدت الاسرة الحاكمة بيانا رسميا تعلن فيه للملأ عن وفاة الامير الصغير ( اليكس ) . وكمحاولة أخيرة يائسة ، بعثت زوجة القيصر ببرقية الى راسبوتين تطلب منه النجدة لانقاذ الصبي ، فرد عليها ببرقية يقول فيها : ( لاتحزني ، الصغير لن يموت ) . وبعد ساعات قليلة حضر راسبوتين الى القصر لرؤية ( اليكس ) ، وكل ما فعله هو انه لوح بيديه حول الامير الصغير وتحدث اليه
للحظات ، وبكل بسطاة التفت للقيصر وزوجته وقال لهما ان ابنهما سوف يتحسن ، وهذا ما حدث فعلاً !!
فقد بدأ الصبي بالتحسن بعد فترة قصيرة حتى توقف النزيف تماما لينجو الامير الصغير من الموت وسط ذهول الجميع !! ولا يعلم احد حتى يومنا هذا الوسيلة التي عالج بها راسبوتين الامير الصغير ، وبالطبع ارتفعت اسهم راسبوتين الى السماء ، بعد ان اعتبره القيصر وزوجته وكانه ملاك حارس بعثه الله لانقاذ ابنهما من الموت ، وحصل راسبوتين بسبب ذلك على صلاحيات واسع جدا منحه اياها القيصر ، واصبح أقرب المقربين للعائلة المالكة ، لدرجة ان خزينه ( روسيا ) القيصرية في ذلك الوقت كانت باكملها تحت تصرفه ينهل من اموالها ما يشاء دون ان يجرؤ احد على منعه . وقد لا تكون تلك القصة غريبة اذا ما قارناها بقصة مقتل ( راسبوتين ) نفسه والتي تعتبر أحد أغرب الاغتيالات في التاريخ ، واكثرها غموضاً .
ففي عام 1916 قررت مجموعة من النبلاء التخلص من راسبوتين لانقاذ ( روسيا ) ، بعد ان شاهدوه يتلاعب باموال الدولة ، ويتحكم في بعض القرارات السياسية الهامة ، واحيانا يفرض آراءه على قيصر ( روسيا ) الذي كان ينصاع له بطريقة عجيبة وكانه مسلوب الارادة
فحاولوا في البداية اقناع القيصر بعزل راسبوتين وحرمانه من كل الصلاحيات التي يملكها ، ولكن القيصر كان يتجاهل كل التحذيرات ، فاتفق النبلاء على قتل راسبوتين بعد ان وجدوا ان هذا هو السبيل الوحيد لانقاذ ( روسيا ) ، فقرروا دعوته للحضور الى قصر احد النبلاء ويدعي ( يوسوبوفيسكي ) ، وبالفعل استجاب راسبوتين الى الدعوة وحضر الى القصر . وعند وصوله ، رحب به ( يوسوبوفيسكي ) وطلب منه مرافقته لرؤية القبو الذي يحتفظ فيه بأفضل انواع الخمور ، وهناك قدم لـ راسبوتين أجود انواع النبيذ بعد ان وضع به كمية من سم ( السيانيد ) تكفي لقتل 6 رجال ، ولكن السم لم يؤثر ب راسبوتين إطلاقا !!
بل وتصرف بعدها بطريقة طبيعية سوى بعض الصداع البسيط الذي سرعان مازال ، فلم يجد ( يوسوبوفيسكي ) بدا من اخراج مسدسه ، ومن ثم اطلاق النار على راسبوتين ليسقط متكورا على الارض ، فاقترب ( يوسوبوفيسكي ) لتفقد الجثة وللتاكد من الوفاة وهو يشعر بتوتر شديد في اعماقه مع تساؤلات لا حصر لها نتيجة عدم تاثر راسبوتين بالسم ، ولكن الامر لم ينته عند هذا الحد ، فقد تضاعف توتر ( يوسوبوفيسكي )
وشعر برعب هائل بعد ان شاهد راسبوتين يستعيد وعيه بشكل مفاجئ ليمسك برقبته محاولا خنقه ، ولكن ( يوسوبوفيسكي ) استطاع ان يخلص نفسه ويلجأ لرفاقه - الذين كانوا مختبئين في القصر في انتظار نبأ نجاح الخطة - وهو يصرخ مفرغا كل انفعالاته طالبا منهم النجده ، وعندما ذهبوا جميعا لرؤية راسبوتين في القبو لم يجدوه ، بل وجدوه في فناء القصر يزحف من شدة الالم
محاولا الهرب ، فقبضوا عليه ، ونظرا لعدم وجود مسدسات معهم ، فقد انهالوا عليه ضربا وركلا بعد ان يأسوا من قتله بهدوء دون مشاكل ، ثم قيدوه بالسلاسل ورموه في النهر حتى يموت غرقاً . وعندما تم العثور على جثته فيما بعد ، اصيب الجميع بدهشة عارمة عندما تبين انه قد قاوم حتى اخر لحظة في حياته على الرغم من اصاباته القاتله ، فقد نجح في فك قيوده الحديدية في قدرة وارادة لا يمتلكها اي انسان عادي ، ولم يمت الا غرقا بعد ان عجز عن الخروج من النهر لكثرة جراحه ، اي انه لم يمت بالسم ، او بالرصاص ، ولاحتى بالضرب الذي تعرض له ، والذي كان كافيا لقتل اي انسان مهما بلغت قوته .
وقد جاء موته قبل اسابيغ قليلة من الثورة البلشفية ، والتي تم فيها اعدام قيصر ( روسيا ) وافراد عائلته ، لتقوم بعدها الشيوعية ، والغريب ان ( راسبوتين ) كان دائم التنبؤ بانه اذا قتل ، او مات ، فان بعد موته بفتره بسيطة ستقوم ثورة في ( روسيا ) ويتغير نظام الحكم ، وهذا ما حدث بالفعل !! .
والواقع ان هناك نقاط عديدة اخرى اثارت حيرة المؤرخين في سيرة راسبوتين ، فعلى سبيل المثال ، ذكر عدد كبير جدا من الناس الذين عاصروه ، ان لون عينيه كان يتغير احيانا عندما يتحدث اليهم !! كما تحدث الكثيرون عن انغماسه التام في شرب الخمر وشهوته الجنسية غير الطبيعية ، حيث كانت له علاقات جنسية كثيرة جدا .
وعلى الرغم من كل هذا فقط كان قوي الشكيمة وبشكل غير طبيعي ، وكان هذا واضحا في قصة مقتله . هذه - باختصار - قصة راسبوتين العجيبة كما تحدثت عنها المراجع التاريخية ، ويأتي بعد ذلك دور الخبراء لتفسير ما حدث .
يقول الخبراء ان سبب عدم تاثر راسبوتين بالسم قد يكمن في شراهته للخمور ، فتناول الخمور بشراهة يقلل كثيرا من افراز المعدة لحمض ( الهيدروكلوريك ) ، وبما ان ( السيانيد ) ليس مادة سامة بحد ذاته ، وانما تفاعله مع حمض ( الهيدروكلوريك ) هو ما يقتل الانسان ، فإن عدم افراز معدة راسبوتين لذلك الحمض هو سبب عدم تأثره بالسم . في حين يخالف البعض هذا الرأي بقولهم ان راسبوتين كان يتناول السم بجرعات محددة ، حتى اعتاد على اكله ولم يعد يؤثر به !!
وسبب ذلك هو خوفه من ان يدس احد اعدائه السم في طعامه . ولا يعلم احد اي التفسيرين الاقرب الى الصواب ، اما بالنسبة لتغير لون عينيه كما ذكر عشرات الشهود ، فيُعتقد ان راسبوتين كان يستخدم التنويم المغناطيسي الذي كان علما مجهولا في ذلك الوقت واقرب منه الى السحر . الا ان هذا الاستنتاج غير مؤكد حتى الان .

راسبوتين (غريغوري راسبوتين) (؟ - 1916)
راهب روسي أثار ذهول وخوف كل الذين عاصروه ، بسبب القدرات الروحانية الغريبة والخارقة التي نسبت إليه ، فقد قام بعشرات الأعمال المذهلة التي تفجر كل علامات الاستفهام .
منها ما فعله مع الامير الصغير ( أليكس ) الذي كان سيرث عرش ( روسيا ) من بعد والده القيصر ، فقد كان الامير ( اليكس ) مصابا بمرض وراثي نادر جدا يطلق عليه اسم ( المزاج النزفي - Hemophilia ) ، وهو مرض قاتل ، إذ يكفي أي جرح صغير يصاب به المريض ، ليظل ينزف حتى الموت ، وقد كان الجميع يتعاملون مع ( اليكس ) بحرص شديد حتى لا يصاب باي جرح ، ولنا أن نتخيل مدى صعوبة هذا الامر ، خاصة مع طفل صغير .
وفي عام 1912 أصيب ( اليكس ) ببعض الكدمات والجروح الصغيره اثر سقوطه في الحمام ، فاصبح ينزف من جروحه الصغيره باستمرار وببطئ شديد لعدة ايام !! حتى ان جميع الاطباء واعظمهم في ( روسيا ) اعلنوا وبكل صراحة عجزهم التام عن عمل أي شيء لانقاذ الامير الصغير الذي ساءت حالته كثيرا ، وقد أعدت الاسرة الحاكمة بيانا رسميا تعلن فيه للملأ عن وفاة الامير الصغير ( اليكس ) .
وكمحاولة أخيرة يائسة ، بعثت زوجة القيصر ببرقية الى راسبوتين تطلب منه النجدة لانقاذ الصبي ، فرد عليها ببرقية يقول فيها : ( لاتحزني ، الصغير لن يموت ) .
وبعد ساعات قليلة حضر راسبوتين الى القصر لرؤية ( اليكس ) ، وكل ما فعله هو انه لوح بيديه حول الامير الصغير وتحدث اليه للحظات ، وبكل بساطة التفت للقيصر وزوجته وقال لهما ان ابنهما سوف يتحسن ، وهذا ما حدث فعلاً !!
فقد بدأ الصبي بالتحسن بعد فترة قصيرة حيث توقف النزيف تماما لينجو الامير الصغير من الموت وسط ذهول الجميع !! ولا يعلم احد حتى يومنا هذا الوسيلة التي عالج بها راسبوتين الامير الصغير ، وبالطبع ارتفعت اسهم راسبوتين الى السماء ، بعد ان اعتبره القيصر وزوجته وكأنه ملاك حارس بعثه الله لانقاذ ابنهما من الموت ، وحصل راسبوتين بسبب ذلك على صلاحيات واسعة جدا منحه اياها القيصر ، واصبح أقرب المقربين للعائلة المالكة ، لدرجة ان خزينه ( روسيا ) القيصرية في ذلك الوقت كانت باكملها تحت تصرفه ينهل من اموالها ما يشاء دون ان يجرؤ احد على منعه . وقد لا تكون تلك القصة غريبة اذا ما قارناها بقصة مقتل ( راسبوتين ) نفسه والتي تعتبر أحد أغرب الاغتيالات في التاريخ ، واكثرها غموضاً .
ففي عام 1916 قررت مجموعة من النبلاء التخلص من راسبوتين لانقاذ ( روسيا ) ، بعد ان شاهدوه يتلاعب باموال الدولة ، ويتحكم في بعض القرارات السياسية الهامة ، واحيانا يفرض آراءه على قيصر ( روسيا ) الذي كان ينصاع له بطريقة عجيبة وكانه مسلوب الارادة !!! فحاولوا في البداية اقناع القيصر بعزل راسبوتين وحرمانه من كل الصلاحيات التي يملكها ، ولكن القيصر كان يتجاهل كل التحذيرات ، فاتفق النبلاء على قتل راسبوتين بعد ان وجدوا ان هذا هو السبيل الوحيد لانقاذ ( روسيا ) ، فقرروا دعوته للحضور الى قصر احد النبلاء ويدعي ( يوسوبوفيسكي ) ، وبالفعل استجاب راسبوتين الى الدعوة وحضر الى القصر .
وعند وصوله ، رحب به ( يوسوبوفيسكي ) وطلب منه مرافقته لرؤية القبو الذي يحتفظ فيه بأفضل انواع الخمور ، وهناك قدم لـ راسبوتين أجود انواع النبيذ بعد ان وضع به كمية من سم ( السيانيد ) تكفي لقتل 6 رجال ، ولكن السم لم يؤثر ب راسبوتين إطلاقا !!
بل وتصرف بعدها بطريقة طبيعية سوى بعض الصداع البسيط الذي سرعان مازال ، فلم يجد ( يوسوبوفيسكي ) بدا من اخراج مسدسه ، ومن ثم اطلاق النار على راسبوتين ليسقط متكورا على الارض ، فاقترب ( يوسوبوفيسكي ) لتفقد الجثة وللتاكد من الوفاة وهو يشعر بتوتر شديد في اعماقه مع تساؤلات لا حصر لها نتيجة عدم تاثر راسبوتين بالسم ، ولكن الامر لم ينته عند هذا الحد ، فقد تضاعف توتر ( يوسوبوفيسكي ) وشعر برعب هائل بعد ان شاهد راسبوتين يستعيد وعيه بشكل مفاجئ ليمسك برقبته محاولا خنقه ، ولكن ( يوسوبوفيسكي ) استطاع ان يخلص نفسه ويلجأ لرفاقه - الذين كانوا مختبئين في القصر في انتظار نبأ نجاح الخطة - وهو يصرخ مفرغا كل انفعالاته طالبا منهم النجده ، وعندما ذهبوا جميعا لرؤية راسبوتين في القبو لم يجدوه ، بل وجدوه في فناء القصر يزحف من شدة الالم محاولا الهرب ، فقبضوا عليه ، ونظرا لعدم وجود مسدسات معهم ، فقد انهالوا عليه ضربا وركلا بعد ان يأسوا من قتله بهدوء دون مشاكل ، ثم قيدوه بالسلاسل ورموه في النهر حتى يموت غرقاً .
وعندما تم العثور على جثته فيما بعد ، اصيب الجميع بدهشة عارمة عندما تبين انه قد قاوم حتى اخر لحظة في حياته على الرغم من اصاباته القاتله ، فقد نجح في فك قيوده الحديدية في قدرة وارادة لا يمتلكها اي انسان عادي ، ولم يمت الا غرقا بعد ان عجز عن الخروج من النهر لكثرة جراحه ، اي انه لم يمت بالسم ، او بالرصاص ، ولاحتى بالضرب الذي تعرض له ، والذي كان كافيا لقتل اي انسان مهما بلغت قوته . وقد جاء موته قبل اسابيع قليلة من الثورة البلشفية ، والتي تم فيها اعدام قيصر ( روسيا ) وافراد عائلته ، لتقوم بعدها الشيوعية ، والغريب ان ( راسبوتين ) كان دائم التنبؤ بانه اذا قتل ، او مات ، فان بعد موته بفتره بسيطة ستقوم ثورة في ( روسيا ) ويتغير نظام الحكم ، وهذا ما حدث بالفعل !! .
والواقع ان هناك نقاط عديدة اخرى اثارت حيرة المؤرخين في سيرة راسبوتين ، فعلى سبيل المثال ، ذكر عدد كبير جدا من الناس الذين عاصروه ، ان لون عينيه كان يتغير احيانا عندما يتحدث اليهم !! كما تحدث الكثيرون عن انغماسه التام في شرب الخمر وشهوته الجنسية غير الطبيعية ، حيث كانت له علاقات جنسية كثيرة جدا . وعلى الرغم من كل هذا فقط كان قوي الشكيمة وبشكل غير طبيعي ، وكان هذا واضحا في قصة مقتله .

هذه - باختصار - قصة راسبوتين العجيبة كما تحدثت عنها المراجع التاريخية ، ويأتي بعد ذلك دور الخبراء لتفسير ما حدث .
يقول الخبراء ان سبب عدم تاثر راسبوتين بالسم قد يكمن في شراهته للخمور ، فتناول الخمور بشراهة يقلل كثيرا من افراز المعدة لحمض ( الهيدروكلوريك ) ، وبما ان ( السيانيد ) ليس مادة سامة بحد ذاته ، وانما تفاعله مع حمض ( الهيدروكلوريك ) هو ما يقتل الانسان ، فإن عدم افراز معدة راسبوتين لذلك الحمض هو سبب عدم تأثره بالسم . في حين يخالف البعض هذا الرأي بقولهم ان راسبوتين كان يتناول السم بجرعات محددة ، حتى اعتاد على اكله ولم يعد يؤثر به !! وسبب ذلك هو خوفه من ان يدس احد اعدائه السم في طعامه . ولا يعلم احد اي التفسيرين الاقرب الى الصواب ، اما بالنسبة لتغير لون عينيه كما ذكر عشرات الشهود ، فيُعتقد ان راسبوتين كان يستخدم التنويم المغناطيسي الذي كان علما مجهولا في ذلك الوقت واقرب منه الى السحر . الا ان هذا الاستنتاج غير مؤكد حتى الان .

طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى