مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* الذاكرة الواقعية - الاساطير منذ الازل

اذهب الى الأسفل

* الذاكرة الواقعية -  الاساطير منذ الازل Empty * الذاكرة الواقعية - الاساطير منذ الازل

مُساهمة  طارق فتحي الخميس نوفمبر 06, 2014 10:48 pm

الذاكرة الواقعية dejavu
كلنا مررنا بهذا الشعور...حيث نشعر أن ما نقوله أو نفعله قد تم قوله أو فعله سابقاً...
بنفس الوجوه حولنا...بنفس ترتيب الأحداث...بنفس كل التفاصيل
حتى إننا نستطيع "تذكر" ما سيقال بعد لحظات !
الـ ديجا فو هي كلمة فرنسية تعني "تم رؤيته سابقاً"...
و هي أيضاً الإسم الشائع لظاهرة غريبة يمر بها 70 % من البشر بمتوسط سن 15-25 سنة...
تلك الظاهرة التي نشعر خلال حدوثها بأن كل شيئ حولنا...
كل التفاصيل و الكلمات و الوجوه و الحركة حولنا قد حدثت سابقاً...لكن متى أو أين ؟ لا نستطيع تذكر هذا
فقط نملك هذا الشعور الغامض بأن كل هذا حدث سابقاً...
بل أن الظاهرة ببعض الأحيان تستمر للحظات تتيح لنا معرفة ما سيحدث بالثواني القليلة القادمة
كأننا "نتذكر" المستقبل...نعرف ما سيحدث لأنه جزء منا...من ذكرياتنا !!
و حتى الأن لم يجد العلماء أى تفسير مقنع لتلك الظاهرة...لكنهم أستطاعوا على الأقل تكرارها بواسطة التنويم المغناطيسي
و قد صنفوا أنواع تلك الظاهرة لثلاثة أنواع هى :
1 - Deja vecu و تعني "تم رؤيته سابقاً" و بالأنجليزية "Already seen"
2 - Deja senti و تعني "تم الشعور به سابقاً" أو "Already felt"
3 - Deja visite و تلك أغرب الأنواع و تعني "تم زيارته سابقاً" أو "Already visited"
و هناك أنواع أخرى من ظاهرة تدعى Jamais vu
و هى ببساطة أن تكون بمكان تعرفه جيداً و بدون مقدمات تشعر أنك غريب على هذا المكان
أولاً سنقدم توضيحاً سريعاً لكل نوع من الأنواع الثلاثة للـ ديجا فو
Deja vecu
عندما يتحدث أغلبية الناس عن الـ ديجا فو تكون الحقيقة أنهم يعنون بها Deja vecu...
تلك هى أكثر الحالات شيوعاً...فمعظم البشر مروا بها خصوصاً خلال السن ما بين 15 إلى 25 سنة
لأن بهذا السن يكون العقل ما زال قادر على ملاحظة التغييرات البسيطة فى البيئة من حوله...
و عادة يكون الحدث الذي مر بنا حدث غير مهم إطلاقاً...ربما يكون حدث يتكرر يومياً
لكننا نقف عنده بأحد المرات لأنه مختلف تلك المرة...يوجد شعور داخلى أنه يتكرر بصورة كاملة
كما أننا عندما نمر بهذة الحالة نتذكر الحدث جيداً بعد ذلك بالرغم من كونه حادث طبيعي
منذ وقت قريب جداً حدث هذا مع أحد أصدقائي...
قال لي...
عندما كنت أتحدث معك قلت عدة جمل شعرت أني سمعتها سابقاً...
بنفس الشكل و بنفس التفاصيل لكنى لا أتذكر متى أو أين...لكنى سمعتها سابقاً
و طبعاً كنت واثق من أني لم أقل تلك الجمل سابقاً...خصوصاً أن معرفتي به لم تتعدى الشهر الواحد بعد
تلك هى الـ Deja vecu...تلك الحالة التي بالتأكيد مر بها أغلبكم
Deja senti
يختلف هذا النوع عن الـ Deja vecu فى أنه حدث عقلي أو فكري و ليس حدث حقيقي...
كما أنه لا يوجد به جانب "توقع ما سيحدث بعد لحظات" كما أنه نادراً ما يبقى بذاكرتنا بعد ذلك
بهذا النوع لا تكون هناك حولنا أحداث نشعر أنها تتكرر...فقط نفكر ببعض الأفكار أو نحس بشيئ ما
و نشعر أننا فكرنا بتلك الأفكار أو أحسسنا هذا الشيئ سابقاً
فمثلاً تبدأ الحالة بصوت شخص ما حولك أو بجملة قرأتها بكتاب أو حتى بأفكار ما...
و هنا تفكر بشيئ ما حول تلك الجملة أو هذا الصوت أو عن تلك الأفكار...
ثم تشعر أن هذا التفكير حول الجملة أو غيرها قد فكرت به سابقاً...أن تلك الأفكار مرت بعقلك سابقاً
و لكن بعد دقيقة لا تستطيع تذكر السبب الذي بدأت به تلك الأفكار
سجلت الكثير من الحالات المشابهة شعر بها مرضى الصرع بشكل خاص
Deja visite
تلك هى أندر و أقل الأنواع إنتشاراً كما أنه نوع غريب جداً...
بهذا النوع يستطيع المرء معرفة طريقة خلال مدينة يزورها لأول مرة مع معرفته أن هذا مستحيل
فبالرغم من أنه لأول مرة يزور هذة المدينة لكنه يعرفها و يعرف شوارعها و طرقها !!
قدمت العديد من التفسيرات الغير طبيعية لتلك الظاهرة...
و ربطها البعض بظواهر كتناسخ الأرواح "إنتقال الروح بعد موت الجسد لجسد أخر و حياة أخرى"...
و البعض الأخر ربطها بالأحلام أو الخروج من الجسد "ما يطلق عليه عادة الإستبصار و إن كانت تسمية خاطئة"
و من أشهر مثال لتلك الحالة هو ما حدث لـ Nathaniel Hawthorne
فقد أستطاع أن يحصل على قطعة ورق كانت موجودة بداخل قلعة بأنجلترا...
فبعد هدم القلعة أستطاع أن يجد تلك الورقة التى كتبها ألكسندر بوب قبل 200 عام من هذا الحدث !!
و لكن...ما السبب ؟
خضعت تلك الظاهرة فى السنين الأخيرة للكثير من البحث عن سبب لها
و قدمت العديد من التفسيرات لشرح تلك الظاهرة...بالرغم من أن جميعها لا يقدم شرحاً كاملاً و مقنعاً لها
و لكننا سنذكرها هنا فقد يعجبك أحدها و تتخده تفسيراً مرضياً لك
فقط قال البعض بأن سبب الظاهرة هو تأخر وصول الدم من الفصل الأيمن للمخ إلى الفص الأيسر بعد أن يصبح الحدث ذكرى للفص الأيسر
و البعض الأخر ربطها بإضطرابات كهربية بالمخ لأن الظاهرة تتكرر بشكل أكثر مع المصابين بحالات الصرع و الإنفصام و القلق
كما أن هناك عدة تفسيرات تدخل بمجال الغرائب...
كقول البعض أن هذا يكون نوع من التنبؤ بالمستقبل و قول أخرين بأن تلك المشاهد مرت بنا فى حياة سابقة لحياتنا
و هناك من يقول أن الأحلام هى السبب...
فتلك الأحداث قد نكون شاهدناها بحلم ما و عند حدوثها بالواقع شعرنا أنها حدثت سابقاً
و لكن ببعض التفكير البسيط بكل الأسباب بالأعلى سنكتشف أنه لا يوجد أياً منها يقدم تفسير واقعي و كامل...
فالتفسيرات العلمية لا تفسر كيف نتوقع ما سيحدث باللحظات القادمة...
و تفسيرات كالتنبؤ لا تأتي بأى أساس علمي...
و فكرة "حياة سابقة" لا تعنى أى شيئ فكيف يتكرر مشهد بكل أشخاصه بينما من المفترض أن بين كل حياة و أخرى ما لا يقل عن 80 سنة
فلابد من أن هناك الكثير من التغيير حدث للأماكن و تم تطوير بمختلف الأشياء...
و حتى الأشخاص من المستحيل أن يكونون متشابهين
و حتى فكرة الأحلام لا تأتى بشيئ جديد...
فأى حلم هذا الذى يمنحنا دقة تفاصيل كبيرة كتلك التى نلاحظها عند حدوث الديجا فو
علماً بأننا عندما نحلم يهتم عقلنا بالتفاصيل الأساسية بينما يهمل تماماً بناء بقية التفاصيل الدقيقة بالحلم...
يوجد بعض التفسيرات الأخرى الناتجة عن تفكير بعض الأشخاص كل منهم بمفرده...
و لكنها هى الأخرى لا تقدم تفسيراً مقنعاً أو حتى شبه مقنع
تضاد الظواهر..
توجد ظاهرة أخرى تسمى Jamais vu تلك ربما تكون مرتبطة بالديجا فو بشكل ما...
هذة الظاهرة أيضاً يمر بها عدد كبير من البشر
فمثلاً خلال تواجدك بمكان ما تعرفه جيداً...كمدرستك
تجد بنفسك شعور بالغربة و أن المكان يبدو غريباً لكنك بنفس الوقت تدرك أنك تعرفه
و يدور سؤال بعقلك "أعرف تفاصيل المكان جيداً...لكن يوجد شيئ غير صحيح"
حدثت معى تلك الظاهرة منذ أيام بسيطة...
كنت أكتب نصاً ما و عندما وصلت لكتابة كلمة Probleme...
شعرت أن الكلمة خاطئة...لا تبدو كما إعتدتها
يوجد شيئ على غير العادة
لكنى بنفس الوقت أعلم تماماً أنها صحيحة !!
يوجد تفسير وحيد سمعته لتلك الظاهرة و هو كعادة التفسيرات عن الديجا فو...غير مقنع
فالتفسير يقول أن ما يحدث فقدان لحظي للذاكرة
لكن على أية حال بالرغم من عدم وجود تفسير لكن تلك الظاهرة مرتبطة بالصرع أيضاً
يبدو أن تلك الظاهرتين ستأخذان وقتها كبيراً قبل تقديم أى تفسير مقنع لهما...
و هذا لغموضهما الشديد و تعقيد و غرابة فكرتهما
لكننى أحببت أن أقدم لكم شرحاً لها و توضيح لبعض التفسيرات القائمة حولها...
فرضية عالم الأحلام...
إن ما نمر به من أحدث نشعر وكأنها مكررة أو صورة أخرى من موقف مضى ما هو إلا نسخة لحلم قد حلماه مسبقاً
ولكننا نسيناه ولم نتذكره.. وحين يحدث نفس الموقف في حياتنا العملية نتذكر أننا قد مررنا بنفس هذا الموقف أو المشهد من قبل.فنحن يومياً مهما كان نحلم بكل ما يدور في اليوم الآخر لـكن بطبع الإنسان ينسى كل ما يحدث فنتذكر ما يمكن
تذكره، كما يؤكد بعض العلماء أنه يحدث أحيانا أثناء النوم أن يمر الإنسان بمراحل شفافة للوعي وللروح ولاستقبال الرسائل الكونية أي أنه يحلم أو يرى أجزاء من حياته أو مستقبله كما يحدث في الرؤية الصادقة.فالنوم هو مفارقة النفس
للجسد مفارقة جزئيه، وعندها تفارق النفس الجسد وتسبح في الفضاء وأيضا فهي تلتقي مع نفوس أخرى ربما يكون
أصحابها على قيد الحياة وربما يكون مضى وقت طويل على وفاتهم .. ومن هنا يأتي تفسير منطقي للاتصال بين أناس
على قيد الحياة وآخرون مضى على وفاتهم وقت طويل ومن خلال ذلك يأتي تفسير منطقي آخر لظاهرة استحضار الماضي واستقراء المستقبل.وتلتقي تلك النفوس مع بعضها في ما يسمى بالبرزخ وهناك يحدث بين الأرواح مالا ندركه
بعقولنا الظاهرة.. ولا نستطيع تذكر شيء منه في حال يقظتنا ولكن ربما يحدث بالصدفة أن نسمع قولا أو نشاهد مشهدا
يخيل إلينا أننا رأيناه من قبل وتتفق الرؤى نفسها لدى أكثر من واحد من المشتركين في نفس المشهد أو الموقف.ويوجد
العديد من المواقف التي من ضمنها رؤية إنسان في المنام لشخص يجلس معه ويخاطبه في حين أنه ميت من عشرون
عاما.. وقدم إليه في المنام ليحذره من أمر هام أو يوصيه وصيه.. أو يطلبه تكفير خطيئة أو ذنب.. وهذه حدثت كثيرا..
وهو يؤكد مبدأ الاتصال بين العوالم.. فالنفس تنفصل عن الجسد في حالة النوم وتسبح في محيطها الخارج بعيدا عن
إدراكنا الحسي.عالم الذر و بعض العلماء أن الإنسان كان قبل أن يخلق في عالم يسمى (بعالم الذر) أو عالم الأرواح،
وفي هذا العالم جرت له العديد من الأحداث والوقائع المشابهة والمطابقة لما يحدث له على الأرض، حتى تكون الأحداث
متماثلة إلى درجة التطابق، ويرى البعض أن الحياة الدنيا ما هو إلا نسخة لتلك الحياة وهي (كرة) أو محاولة ثانية
أعطيت للإنسان ليمارس فيها مفهوم التقرب إلى الله والعبادة مرة أخرى.لذلك فعندما نمر بحدث أو واقعة ما ونشعر بأننا
قد مررنا بها قبل ذلك فهذا عملية تذكر للحياة التي عشناها في عالم الذر أو عالم الأرواح.ويرى البعض أن الإنسان
تعرض عليه مسيرة حياته قبل أن يخلق في الحياة عند الله ثم تنفخ فيه الروح في بطن أمه ومن ثم قد يتكرر مشهد
(ديجافو) من العقل الباطن أو من الذاكرة القديمة الأولى.
فرضية علم النفس
يرى بعض علماء الباراسيكولوجي أو علوم التفسير العلمي للظواهر الخارقة أن ظاهرة الديجافو هي جزء من الحاسة السادسة، بحيث استطاع وعي الإنسان وعقله أن يصل إلى الحدث ومفرداته ووقائعه قبل حدوثه بلحظات قليلة جداً،
وعندما مر الحدث بان وكأنه مر به الإنسان من قبل مضى أو أن يكون قد رآه قبل هذا اليوم. فالعقل اللاشعوري ـ أو الباطن ـ هنا يكون قد سجّل معلومات في فترة قريبة مع العقل الواعي، لذا يتوهّم الشخص أنّه مرّ بالتجربة.

الاساطير منذ الازل
منذ الأزل
فى ركن منسي مهمل، من كتب الأساطير..
فى جانب مظلم مبهم، فى عقول البشر..
بحروف دقيقة مرتجفة..
بدأت هذه الأسطورة..
أسطورة (ابن الشيطان)..
ومنذ الأزل، راح البشر يرددونها فى خوف..
ومنذ الأزل، كانوا يرتجفون لذكر اسمه..
(بعلزبول الصغير)..(لوسيفر الإبن).. (عين إبليس).. كلها أسماء ترمز إليه..
وكلها تعني الشر..
والجحيم..
لا احد يدري متى بدأت تلك الأسطورة..
لا أحد يدري من كان أول من رددها..
بل لا أحد يدري – حتى بالنسبة للمتخصصين – أين نجد تفاصيلها..
إنها كغيرها من الأساطير..
نصف معروفة..
نصف مجهولة..
غامضة..
مظلمة..
مخيفة..
وهى كغيرها من الأساطير..
فيها قبس من الحقيقة..
لمحة من النار، وسط فيض من الدخان..
لمحة مرعبة..
ومنشا الأسطورة يعود إلى آلاف السنين..
إلى بدايات الخلق الأولى..
بعد أن انحسمت المعركة، وهبط (آدم) و(حواء) إلى الأرض..
وانتشر نسلهما..
وساد البشر كوكبهم..
وربح الشيطان معركة مع قابيل، ودفعه إلى قتل شقيقه هابيل، أول شهيد في التاريخ.
ونجح مع عشرات غيره..
وانتصر فى عدة مواقع، فى قلوب البشر..
وانحدر فى أضعاف أضعافها..
وذات يوم، من أيام القدر، اختلى الشيطان بنفسه، يسترجع تفاصيل معركته مع بني (آدم)، ويستعرض قوته وقوتهم..
ويومها، لاحظ الشيطان انه الأضعف..
ما زال يجهل الكثير عن بني البشر..
صحيح أنهم يستجيبون لوسوساته، وقد يدفعهم ذلك إلى الرذيلة والمعصية..
ولكن شيئا ما فى أعماقهم كان يقاومه..
وأحيانا يهزمه..
هم انفسهم يجهلون طبيعة هذا الشئ..
أحيانا يطلقون عليه اسم (الضمير)..
وأحيانا أخرى يسمونه (المبادئ)..
وأحيانا يقولون إنه (الأخلاق)، أو (حسن المنشأ)..
ولكنه فى كل الأحيان مجهول..
كل علماء البشر لم يجدوا له أثرا، طوال دراستهم للجسم البشري..
لم يجدوا له قانونا..
ولكنه – للعجب – أقوى أسلحتهم..
وفى اهتمام شديد، راح الشيطان يفكر ويبحث عن وسيلة، لمعرفة ذلك السلاح، وكشف سره..
وفجأة، تفتّق عقله عن خطّة مخيفة..
خطة شيطانية..
وعلى الفور، ودون إضاعة لحظة واحدة، على الرغم من عمره الممتد إلى قيام الساعة، شرع فى تنفيذ خطته..
وانتقى الشيطان، من بين بني البشر، حسناء فاتنة..
وفى أبهى حلة، وأحسن صورة، التقى بها..
وأحبته..
وتزوجها..
ولم تدر المسكينة أنها قد تزوجت شيطانا..
لم تدرك غرابة الأمر، إلا عندما لم يستغرق حملها منه سوى شهر واحد.
وبعدها أنجبت ابنه..
(ابن الشيطان)..
وأدركت البشرية المسكينة هول الموقف، وفداحة المأساة..
وراحت تذبل وتنهار..
وراح (ابن الشيطان) ينمو وينمو..
ولم يمض عام واحد، حتى صار (بعلزبول الصغير) شابا وسيما، جميل الطلعة..
كان له جمال أفعى سامة..
وكانت له عينان من نار..
وذات يوم، رأت ابنة البشر ابنها، وهو يركع أمام أبيه..
ورأت، وهى ترتعد رعبا ومرارة، الشيطان يدفع يده فى صدر ابنه، وينتزع قلبه، ثم يغسله فى مزيج مخيف..
مزيج من الظلام والخيانة، والخديعة، والقسوة، والشر، والبغضاء..
مزيج الشر..
وشهقت الأم الملتاعة..
وكانت شهقتها الأخيرة..
ماتت المسكينة، وهى تستغفر ربها، وتبكي ذنبا لم ترتكبه، ولم تدركه..
وارتاح الشيطان إلى أن مهمته على الأرض قد انتهت..
وعاد إلى أرضه..
وترك لنا ابنه على أرضنا..
ونشأت الأسطورة..
وعلى الرغم من كون ابن الشيطان شبه خالد..
وعلى الرغم من عمره غير المحدود..
كانت له نقطة ضعف..
نقطة واحدة..
وعبر الأجيال والعصور، ظل ابن الشيطان شابا وسيما قويا، يبذر الشر، ويحصد الدماء والمرارة من حوله..
وعبر الزمن تصدى له المؤمنون..
وهزموه..
ولكنه كان كالعنقاء..
لا يلبث أن ينهض من وسط رماده..
ويعاود القتال..
هكذا تقول الأسطورة..
منذ الأزل
فى ركن منسي مهمل، من كتب الأساطير..
فى جانب مظلم مبهم، فى عقول البشر..
بحروف دقيقة مرتجفة..
بدأت هذه الأسطورة..
أسطورة (ابن الشيطان)..
ومنذ الأزل، راح البشر يرددونها فى خوف..
ومنذ الأزل، كانوا يرتجفون لذكر اسمه..
(بعلزبول الصغير)..(لوسيفر الإبن).. (عين إبليس).. كلها أسماء ترمز إليه..
وكلها تعني الشر..
والجحيم..
لا احد يدري متى بدأت تلك الأسطورة..
لا أحد يدري من كان أول من رددها..
بل لا أحد يدري – حتى بالنسبة للمتخصصين – أين نجد تفاصيلها..
إنها كغيرها من الأساطير..
نصف معروفة..
نصف مجهولة..
غامضة..
مظلمة..
مخيفة..
وهى كغيرها من الأساطير..
فيها قبس من الحقيقة..
لمحة من النار، وسط فيض من الدخان..
لمحة مرعبة..
ومنشا الأسطورة يعود إلى آلاف السنين..
إلى بدايات الخلق الأولى..
بعد أن انحسمت المعركة، وهبط (آدم) و(حواء) إلى الأرض..
وانتشر نسلهما..
وساد البشر كوكبهم..
وربح الشيطان معركة مع قابيل، ودفعه إلى قتل شقيقه هابيل، أول شهيد في التاريخ.
ونجح مع عشرات غيره..
وانتصر فى عدة مواقع، فى قلوب البشر..
وانحدر فى أضعاف أضعافها..
وذات يوم، من أيام القدر، اختلى الشيطان بنفسه، يسترجع تفاصيل معركته مع بني (آدم)، ويستعرض قوته وقوتهم..
ويومها، لاحظ الشيطان انه الأضعف..
ما زال يجهل الكثير عن بني البشر..
صحيح أنهم يستجيبون لوسوساته، وقد يدفعهم ذلك إلى الرذيلة والمعصية..
ولكن شيئا ما فى أعماقهم كان يقاومه..
وأحيانا يهزمه..
هم انفسهم يجهلون طبيعة هذا الشئ..
أحيانا يطلقون عليه اسم (الضمير)..
وأحيانا أخرى يسمونه (المبادئ)..
وأحيانا يقولون إنه (الأخلاق)، أو (حسن المنشأ)..
ولكنه فى كل الأحيان مجهول..
كل علماء البشر لم يجدوا له أثرا، طوال دراستهم للجسم البشري..
لم يجدوا له قانونا..
ولكنه – للعجب – أقوى أسلحتهم..
وفى اهتمام شديد، راح الشيطان يفكر ويبحث عن وسيلة، لمعرفة ذلك السلاح، وكشف سره..
وفجأة، تفتّق عقله عن خطّة مخيفة..
خطة شيطانية..
وعلى الفور، ودون إضاعة لحظة واحدة، على الرغم من عمره الممتد إلى قيام الساعة، شرع فى تنفيذ خطته..
وانتقى الشيطان، من بين بني البشر، حسناء فاتنة..
وفى أبهى حلة، وأحسن صورة، التقى بها..
وأحبته..
وتزوجها..
ولم تدر المسكينة أنها قد تزوجت شيطانا..
لم تدرك غرابة الأمر، إلا عندما لم يستغرق حملها منه سوى شهر واحد.
وبعدها أنجبت ابنه..
(ابن الشيطان)..
وأدركت البشرية المسكينة هول الموقف، وفداحة المأساة..
وراحت تذبل وتنهار..
وراح (ابن الشيطان) ينمو وينمو..
ولم يمض عام واحد، حتى صار (بعلزبول الصغير) شابا وسيما، جميل الطلعة..
كان له جمال أفعى سامة..
وكانت له عينان من نار..
وذات يوم، رأت ابنة البشر ابنها، وهو يركع أمام أبيه..
ورأت، وهى ترتعد رعبا ومرارة، الشيطان يدفع يده فى صدر ابنه، وينتزع قلبه، ثم يغسله فى مزيج مخيف..
مزيج من الظلام والخيانة، والخديعة، والقسوة، والشر، والبغضاء..
مزيج الشر..
وشهقت الأم الملتاعة..
وكانت شهقتها الأخيرة..
ماتت المسكينة، وهى تستغفر ربها، وتبكي ذنبا لم ترتكبه، ولم تدركه..
وارتاح الشيطان إلى أن مهمته على الأرض قد انتهت..
وعاد إلى أرضه..
وترك لنا ابنه على أرضنا..
ونشأت الأسطورة..
وعلى الرغم من كون ابن الشيطان شبه خالد..
وعلى الرغم من عمره غير المحدود..
كانت له نقطة ضعف..
نقطة واحدة..
وعبر الأجيال والعصور، ظل ابن الشيطان شابا وسيما قويا، يبذر الشر، ويحصد الدماء والمرارة من حوله..
وعبر الزمن تصدى له المؤمنون..
وهزموه..
ولكنه كان كالعنقاء..
لا يلبث أن ينهض من وسط رماده..
ويعاود القتال..
هكذا تقول الأسطورة..
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى