مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عقائد الشبك

اذهب الى الأسفل

عقائد الشبك Empty عقائد الشبك

مُساهمة  طارق فتحي الجمعة أغسطس 22, 2014 3:40 pm

معتقداتهم
أقدس الكتب الدينية عند الشبك هو كتاب مخطوط يسمي (بويورق ـ الأوامر) أي ما يتفضل به. وهذا المخطوط يحتوي على حوار بين الشيخ صدر الدين والشيخ صفي الدين في آداب الطريقة القزلباشيه .إضافة إلى كتاب (الكلبنك) والكلمة مركبة من كلمتين (كل) أي زهر و (بنك) صوت من الفارسية وتتصحف هذه الكلمة أحيانا في كتب العرب إلى (كلبند)، وهي القصائد التي نظمها شعراء الشبك وشيوخهم باللغة التركمانية الجفكائية في مدح آل البيت، وفي كتاب (بويروق ـ الأوامر) هو الكتاب المقدس لدى الشبك الذين يكثرون من الالتماس والاستغاثة في أذكارهم وأورادهم بأعداد لا تتجاوز السبعة وهذه الأعداد هي:
الثلاثة، الخمسة، السبعة، ألاثني عشر، الأربعة عشر، والأربعون، وكل عدد من هذه الأعداد ترمز عندهم إلى أمور دينية مقدسة. الثلاثة هم الله ومحمد وعلي. الخمسة وهم الرسول محمد صلي الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين ويسمون بأصحاب الكساء. ويرمز العـدد سبعة إلى درجات ومراتب أهل الطرق الصوفية وهي:
المنتسب، المريد، الدرويش، المرشد، الپير ــ البابا، القلندر، الرند، والقطب. الاثنا عشر ويرمز إلى الأئمة ألاثني عشر وهم الإمام علي المرتضي والحسن المجتبي، والحسين الشهيد بكربلاء، وعلي بن الحسين زين العابدين (السجاد) ومحمد الباقر، وجعفر الصادق، وموسي الكاظم، والرضا ومحمد الجواد وعلي النقي (الهادي)، وحسن العسكري، ومحمد المهدي، ويرمز العدد أربعة عشر إلى الأئمة الاثنا عشر يضاف إليهم اسم الرسول (ص) واسم ابنته فاطمة الزهرا. والاربعون وهم الابدال أو الواصلون، وهؤلاء لا يعرفهم الناس، ولا يرونهم لأنهم رجال الغيب أو رجال الله وجند الله، وان الله منحهم قوة وزودهم قدرة على حفظ نظام الدنيا وفي مقدمة ذلك اغاثة الملهوف ومعاونة المظلوم.
الشبكي لا يري مولوده مباركا ما لم يبارك له البابا ويدع له بالخير ويقرأ له (الكلبنك)، وعن مراسيم الزواج فان البابا ايضا هو الذي يتولي العقد ويحضر الأفراح في بيت العروس، حيث تضرب الدفوف ويرقص المجتمعون على شكل حلقة، وتمسى محليا رقصة الجوبي أو الدبكة، ويندر أن يطلق الشبكي زوجته حتى لو ابتليت بمرض عضال لا يرجي شفاؤه، ويظل الشبكي ملازما لزوجته.
وفي حالات الوفاة يحضر البابا في دار الشبكي ويقوم هو بغسل الميت، أو رجل تقي وورع ويكفن على وفق عادة المسلمين، وبعد دفنه في مقبرة القرية يضع أهل الميت طعاما يوزع بين فقراء القرية.
اما بصدد الزواج بالعلوية يؤمن الشبك بان العلوية المنحدرة من الاصلاب الطاهرة مقدسة بسبب نسبها، لذلك فلا يجوز لغير العلوي ذي النسب الصحيح ان يتزوج علوية. كان الشبك يعالجون مرضاهم وفق عاداتهم فان لم يتماثلوا للشفاء يأخذونهم إلى احد المزارات المقدسة، وهذه العادة ليست من عادات الشبك وحدهم فالمسلمون جميعهم يقصدون قبور الأولياء،
ويفعلون كما يفعل الشبك لمرضاهم، ومن أهم عاداتهم الندب والتوسل بالإمام المرتضي والأئمة ألاثني عشر والأربعين والخمسة والثلاثة خاصة في شدة المرض وفي المواقف المحرجة، والشبك يتفاءلون بتسمية أبنائهم بأسماء الأئمة ألاثني عشر، ويعتقدون إن الفتي والفتاة المسمي بأحد أسماء آل البيت بركة في الدار ورحمة لهم، يدفع الله بهذا الاسم السوء ويبعدهم المكروه فأكثر أسمائهم حسن، حسين، جعفر، صادق، حيدر، مهدي، خديجة، فاطمة، زينب، كلثوم إلى غير ذلك من الأسماء التي يعتبرونها مباركة.
ولشيوخ الشبك أعلام ترفرف على بيوتهم، ويرفع العلم الأسود في شهر محرم الحرام مشيرا إلى المآتم والحزن، وبيدهم اكف مصنوعة من البرونز والحديد يجولون بها في الضياع في أيام معدودة فيتهافت عليها الشبك يقبلونها ويتبركون بها، ويسمي الكف (كف العباس) يقصد به الشهيد أبو الفضل العباسي حامل راية الإمام الحسين في واقعة كربلاء، وهذه العادة موجودة في الفرات الأوسط أيضا.
كانت الأميّة شائعة بين الشبك سابقا، إذ كان معظمهم لا يحسن القراءة والكتابة باستثناء بعض الشيوخ أي الدده أو البير أو المرشدين، وكانت آداب الشبك الذي هو من نوع الأدب الديني محصورا في هؤلاء الناس فقط. كان ذلك خلال الربع الأول من القرن العشرين، ولكن بحلول منتصف القرن الماضي تم فتح المدارس الحكومية في كل قرية من قري الشبك، وتم تشييد الجوامع وبعض الحسينيات في معظم قرى الشبك، وأصبح المجتمع الشبكي مجتمعاً مثقفاً مواكباً للمستجدات العصرية الحديثة، وبرز بينهم مثقفون وأطباء

الشبك، جماعة تضم في صفوفها خليط من عدة قوميات عربية وكردية وتركمانية، تقطن في الجانب الشرقي من الموصل. وأهم مناطق انتشارهم هي: دراويش، قره تبه، باجربوغ، بازواية، طوبرق زياره، خزنة تيه، منارة شبك، طيراوه، علي رش، طوبراوه، كورغريبان، كبرلي، باشبيثه، تيس خراب، ينكيجه، خرابة سلطان، بدنة، باسخره، شيخ أمير وبعويزه.. ويسكن الشبك مع قوم يسمون بالــ (باجوان)) قيل ان اصل اسمهم (باج الان) وهؤلاء شيعة وسنة، يظهر الشيعة منهم حباً زائداً للإمام علي والأئمة. ولسان الباجون قريب جدا من لسان الشبك ولكنه يختلف عنه قليلا، وهذه أسماء القرى التي يسكنها الباجلان في الديار الموصلية والشبك، أو شبك وأقوام أخرى من عرب وتركمان وكرد وهي: طوبزاوه، بئر حلان، جريوخان اورته خراب، عمر كان، اللك، قره شور، ترجله، تل عامود، بلوات، كهريز، جديدةؤ، بطلي (البساطليه)، تل عاكوب. كما ينتشر الشبك في قرى أخرى من الموصل مثل: كوكجلي، اريه جي،عمر قايجي، زهرة خاتون، جنيجي، القاضية، الخضر. والقرى التي يسكنها التركمان والعرب وهي: قره قوينلي العليا، بشري خان، بابنيت، يارمجه، قز فخرا، الشمسيات والسلامية، أما قري بايبوخ وخرساباد والعباسية، وباريمة، والفاضلية وتلياده فيسكنها الباجلان فقط. وبحسب إحصائية عام 1977 يبلغ عدد الشبك في العراق حوالي 80 ألف نسمة .
البكتاشية
معظم الذين تناولوا موضوع الشبك يتفقون على أن عقيدة الشبك عقيدة بكتاشية ـ قزلباشية وأن كتابهم المقدس المسمي (البويوروق) قد وضع بلغة تركمانية شديدة الشبه بلغة الشبك الحالية.
البكتاشية طريقة صوفية أسسها (الحاج بكتاش ولي) الخراساني الأصل النيسابوري المولد، وكان من السادة الموسوية اي ممن يتصل نسبهم بالإمام موسي الكاظم عليه السلام، وقد تتلمذ في خراسان للشيخ لقمان الصوفي الشهير ودرس علي احمد البوي الشهير، توفاه الله سنة 738 هــ في عهد السلطان خذا وندكار في قرية (قرشهر). ودفن في محل سمي باسمه (حاجي بكتاش)، ومازال مرقده مزارا،
يؤمه أهل التصوف، وقيل إن المؤسس الحقيقي للطريقة البكتاشية هو (بالم بابا) المتوفي سنة 922هــ الا انه ذكر في بيان الأولياء على انه (الپير الثاني) فيكون الحاج بكتاشي هو (الپير الاول). وقد تأثرت البكتاشية بالحروفية تأثرا عظيما، ولذ فلفضل الله الحروفي وكتابه (الجاويدان) المقام الاسمى عند البكتاشية، وقد تفشت هذه الطريقة في الاناضول والبلقان فدان بها الالبانيون، وعندما حصل لهم الاتصال الوثيق بالانكشارية صاروا لهم بمثابة الأئمة، بل إنهم كثيرا ما يطلق اسم البكتاشية على الانكشارية فيقال لهم (أتباع الحاج بكتاش).
البكتاشية يحبون الإمام علي حبا مفرطا ويبجلون الأئمة الاثني عشر تبجيلا عظيما سيما الإمام جعفر الصادق ويرددون كلمات الله محمد علي .
البكتاشي إذا اخطأ أو ارتكب إثما هرع إلى (البابا) واعترف له بما ارتكبه وتلقي منه المغفرة،. و البكتاشيه طريقة صوفية لا يتيسر الانخراط في سلكها الا بعد مضي مدة التجربة وهي الف يوم ويوم. و الشبك يكررون في اجتماعاتهم لفظة ألف الله م محمد ع علي تكرارا مستمرا متواليا في جميع اذكارهم واورادهم وادعيتهم.
القزلباشية
اما القزلباشيه فكانت في بدء نشأتها تسمي (الصوفية) نسبة إلى مؤسسها قطب الاقطاب صفي الدين اسحق الاردبيلي المتوفي سنة 730 هــ وهو الجد السادس للشاه إسماعيل ألصفوي . هذا وقد سميت الطريقة الصفوية بــ (القزلباشيه) في عهد الشاه اسماعيل الصفوي حينما التفت حوله قبائل استاجلوا، وشاملو، وبنكلوا، وبهارلو، وذو القدرة، وفجر، وافشار، فألبسهم الطرابيش الحمر فسموا القزلباش و(القزل) هو الأحمر بالتركية و(الباش) الرأس.
والقزلباشيه فرقة دينية انتشرت في بر الأناضول وتعتبر شيعية المذهب في نظر المسلمين وهي تقارب كل المقاربة نصيرية سورية وهم يسمون انفسهم العلوية اي من فرقة علي بن ابي طالب كرم الله وجهه، وبين القزلباشية اكراد وآخرون هم ترك واغلبهم لا يتكلمون الا التركية .
وفي افغانستان يسمي القزلباشية مهاجرين من الاصل التركماني ويعتبرون مع (الطاجيك) و(النهدكي) أهم عناصر الطبقة المتوسطة وقد جاءوا إلى تلك الديار من فارس (إيران) بعد نادر شاه الذي أسكنهم في كابل وفي عدة ولايات أخرى ليكونوا حماة لها يذودون عن حياضها، وهم لا يختلطون بسائر السكان.
كما ورد في دائرة المعارف الإسلامية، بأن اغلب موظفي البلاط في كابل وسائر الدواوين يؤخذون منهم، وفي هرات بيدهم التجارة والصناعة، ويتكلمون الفارسية وبينهم من يتكلم التركية، عددهم في أفغانستان كان في منتصف القرن العشرين 75000.
عباداتهم
اما في باب العبادات الشبك شيعة وسنة مسلمون متمسكون بأركان الدين الإسلامي الحنيف ويؤدون فريضة الصلاة كسائر المسلمين ويصومون رمضان، كما ان الشبك الشيعة بالإضافة إلى صوم رمضان فإنهم يصومون تسعة أيام من شهر محرم الحرام، وهم يزكون اموالهم والشبك الشيعة يدفعون إلى سادتهم خمس الجد.
والشبك يقومون بتأدية فريضة الحج إلى الديار المقدسة، ويزور الشبك الشيعة العتبات المقدسة في النجف وكربلاء وسامراء وبغداد وكل اضرحة الأئمة علي امتداد العراق. وتنتشر الجوامع وبعض الحسينيات في معظم قرى الشبك والباجلان تقام فيها الصلوات الخمس وخطبة الجمعة، وما تقاعس وإهمال البعض لبعض الفرائص الإسلامية ووجود بعض الغلاة سابقا في مجتمع الشبك والباجلان كسائر المجتمعات الأخرى في أرجاء المعمورة إلا حالات استثنائية .

الليالي المقدسة عند الشبك
من عادات وتقاليد الشبك التي لا تخرج عن حظيرة عقيدتهم، الاحتفال ببعض الليالي المقدسة وهي:
1ــ ليلة رأس السنة، وهي من الليالي المقدسة وتكون في الليلة الأولي من شهر كانون الأول (يناير) من كل سنة ولهم احتفال خاص بها، ويجوز ان يكون الاحتفال به في العشر الأيام الأولي أو العشر الثانية منه.
2 ــ ليلة التعاذر أو ليلة التغافر التي يعقد فيها الشبك اجتماعات خاصة في ليالي الجمعة وذلك لازالة الاحقاد والبغضاء من قلوب الشبك واحلال الحب والسكينة فيها يغفر المتباغضون بعضهم لبعض ويصطلحون فيها، ولها مراسم خاصة يقوم بها اثنا عشر شخصا برئاسة البابا البير، ويعتبر الاجتماع في ليلة التعاذر من الاجتماعات المقدسة، والاثنتا عشر شخصا هم رمز الاثني عشر معصوما من ائمة الشيعة وهم: البير، البابا اي الشيخ وهو الرأس عند الشبك، الرهر وهو الدليل وله مقام ادني من مقام البير، حامل الجراغ اي حامل المصباح أو الشمعة، حامل المكنسة ويتولي كنس دار البير المعد للاجتماع السقاء الموكل بسقاية المجتمعين، اربع خدام وبوابان يلازمان باب دار البير.
3 ــ ليلة الاعتراف، وهي الليلة التي يتقدم بها الشبكي إلى البابا فيعترف له بخاطياه وذنوبه وفيها ينشد البابا (الكلبنك) الخاص بالاعتراف وقد يجاريه في الانشاد الرهبر. وقد اقتبس الشبك عادة الاعتراف بالذنوب من البكتاشية فصارت جزءا من تعبدهم، كما انهم اكتسبوا عادة التناول من البكتاشية ايضا.
4 ــ مراسم الدخول في الطريقة وهي مراسم خاصة يقوم بها البابا ويساعده علي ذلك الرهبر (الدليل أو المرشد). وكل من اراد الدخول في الطريقة الصوفية يسمي صوفيا يجب عليه ان يفتش عن شخص اخر ليعاشره ويصاحبه هو وزوجته ليكونا اربعة لمدة اربعين يوماً أو سبعين يوما.
5 ــ زيارات مراقد الأئمة، يقدس الشبك الأئمة الاثنى عشر الذين يقدسهم الشيعة الإمامية ويعدونهم أئمتهم المكرمين المعصومين، فينذرون لهم النذور ويقدمون باسمائهم القرابين ويتغنون بالقصائد (كلنبك) بمآثرهم وكراماتهم ومعجزاتهم تقربا اليهم، وطلبا للشفاعة منهم. وللشبك مواسم عامة ومواسم خاصة لزيارة المراقد والعقبات المقدسة، ومواسمهم العامة هي عين مواسم الشيعة الإمامية كيوم عاشورا ويوم مرد الرأس، ويوم الخامس عشر من رجب، وكذلك الخامس عشر من شهر شعبان يوم ذكرى مولد الإمام المهدي الغائب المنتظر. اما مواسمهم الخاصة فهي زيارة مرقد العباس في قرية العباسية، ومرقد حسن فردوش في قرية الدراويش، ومرقد زين العابدين في قرية علي رش، ورجم قبر عبد الله بن زياد في موقع شرقي الموصل.
6ــ العشرة الأولي من محرم الحرام حيث يقيم الشبك المناحات والمآتم فيبكون وينوحون ويلطمون ولهم في ذلك أهازيج خاصة وتسمي مراسيم عاشوراء حزنا على الحسين الإمام الشهيد، ويرتدي فريق منهم السواد ويصومون تسعة أيام عاشورا الأولي، وبعد انتهاء اليوم العاشر يحرمون أكل اللحم على أنفسهم مدة ثلاثين يوما أخرى، وفي اليوم العاشر يهيئ الموسرون منهم طعاما لفقرائهم، فإذا طلع اليوم العاشر عليهم وقفوا في قراهم أو في المزارات المقدسة في علي رش وبير حلان صفوفا رجالا ونساء وأطفالا يلطمون وينوحون ويبكون.
المصادر
1ـ موجز تاريخ التركمان في العراق، شاكر صابر الضابط، الجزء الأول، بغداد 1961
2ـ الأديان والمذاهب بالعراق، رشيد الخيون، منشورات الجمل، كولونيا 2003
3ـ الشبك.. مزيج فريد لتلاقح الحضارات والتأثير المتبادل بين الشعوب، ادهام عبد العزيز الولي، صحيفة الزمان، العدد 1540 .
4ـ لمحات من تاريخ الشبك، زهير كاظم عبود، دار الرافد، لندن 2000
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى