مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المحرمات في الدين الصابئي

اذهب الى الأسفل

المحرمات في الدين الصابئي Empty المحرمات في الدين الصابئي

مُساهمة  طارق فتحي الخميس فبراير 27, 2014 6:56 pm

• التجديف باسم الخالق (الكفر) • عدم أداء الفروض الدينية • الارتداد عن الدين الصابئي • بسم الحي العظيم • * إني أقول لكم أيها الكاملون : لا تـَـمـْرقــُـوا من شريعة ربكم. * ولكن لتدركوا أيها المؤمنين، إنهم يفعلون هذا لغرض معلوم : يريدون خلط شريعتهم بشريعة الله * تلك الشريعة التي تعوّج أرواح المؤمنين وتجعل قلوبهم متعثرة منحرفة * وينشرون كذلك الـمـُـروق من الدين. * الرجال كالنساء يَـرتـَـدّون عن دينهم الأول ويشرعون في تأليف كتاب لـهم. * إنهم يصعدون بعضهم البعض الآخر ويختنون أنفسهم ويدهنون وجوههم بأيديـهم * إنهم يطلقون على أنفسهم اسم الخاطئين، ذلك لأنهم ارتكبوا المعصيات ويدعون إنـهم عـقلاء [ ذو فـطـنة ] لأنهم فاشلون * إذا مات أحد منهم احـرقـوه بنار مُـستعـرة ذات لهـَب. * من أولئك عـبدة الكواكب الذين يخـتـنـون أنـفسهم تخـرج جـميع شعوب وبوابات الظلام. * من يمارس أعمالهم يصبح غير صالح لدار الحياة. * من يأكل من طعامهم لن ترى عيناه النور * من يـُجاهـرهم بالصداقة سوف يموت موتاً ثانياً. * إن كل ناصورائي يأكـل طعام الخاطئين سوف يعـَـذَّب على آلات نارية * إن كل ناصورائي تـسّول له نفسه بأن يأكل من طعامهم سوف يسقط في بـحرالسوف الكبير. * إن كل ناصورائي يـَـمـرق من شريعة الحياة ويعـتـَـنـِـق دينا خاطئاً، وكل من يـَـرتـَـد عن سبيل الحياة ويسلك طريـق الظلمات، له كذلك سوف يكون هذا المصير * ولن ينجو من النار أو من الظلام كل من كان قد اقترف الرذيلة الكبرى. ومن مـَـرَقَ من شريعة ربـّه. * يا أيـها الكاملون والمـؤمنون لا تـحيدون عن شريعتكم ولا تـحبّوا الإثم والباطل • القتل • الزنا من الكبائر المؤدية إلى النار • السرقة • الكذب، شهادة الزور، خيانة الأمانة والعهد، الحسد، النميمة، الغيبة، التحدث والإخبار بالصدقات المُعطاة، القسم الباطل • عبادة الشهوات • الشعوذة والسحر • الخـتـان والتغيير في الخلقة
يحرم الدين الصابئي الحنيف على الصابئي الخـتان، والتغيير في خلقة الله سبحانه. والعلـّة الشرعية واضحة في هذا الأمر كما يعتقد الصابئة، من أن الله الحي القيوم مسبح اسمه خلق الإنسان كاملاً،.
التوبة في الدين الصابئي كما أن التوبة وبيان أحكامها واردة في الدين الصابئي الحنيف بسم الحي العظيم
لا تعترضوا على أمر ربكم، وكونوا صالحين وادعين متواضعين * ولتكن فيكم التوبة، وتحلـّـوا بالحنان والتسامح والرحمة إنها من طبيعة النور.
من أخطأ ثم تاب، ثم إلى رشده ثاب، فإن الله غفورٌ رحيم * هو ملك النور الحنان التوّاب الكريم.
أيها التواب أيها، أيها الرؤوف، أيها الرحيم أنظر إلينا ولا تحكم علينا * أيها الزاكي المزكي أعف عنا ولا تحكم علينا * نحن عبيد الخطايا.. عيوننا غمزت، وأفواهنا لمزت، وأيدينا همزت، وآذاننا للشر أصغت : ربـّنا تب علينا، وترفق بنا، وخذ بيدينا، وبرحمتك أحسن إلينا، ولا تحكم ربـّـنا علينا.
ربنا انا أخطأنا وأذنبنا، فاغفر لنا خطايانا وذنوبنا، انا تائبون ولكينونتك خاضعون * الصالح بصلاحه يصعد إلى بلد النور، والشرير بشره يقف على أبواب الظلام.
• شرب الخمر
وليعلموا أن الخمرة يوضع شاربها في قيود وأقفال، وتثقل عليه السلاسل والأغلال * وأن حب الذهب والفضة وجمع الأموال، صاحبه يموت ميتتين في موت واحد.
إياكم وتعصير الوجوه، والسكر لا تقربوه، والظلم المرّ تجنبوه.. إنها من رجس الشيطان.
كل منقوع (التمر، الزبيب، الفواكه بأنواعها) إذا مر عليها 24 ساعة يحرم شربه لاحتمال فساده بالتخمر، فالدين الصابئي يأخذ (بعِـلـّـة السكر، مهما كانت كمية الخمر)، يقول أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي رحمة الله ورضوانه عليه، صاحب المذهب الحنفي، أكبر المذاهب الإسلامية الموقرة : (ما كان كـثيره مسكر، فقـليله حـرام • الربا • البكاء على الميت، ولبس السواد • * لا تبكوا موتاكم، ولا تقيموا عليهم الأحزان * إن من مزّق ثيابهم على ميت فقد دنـّسها * ومن قلع شعرة على ميّت فسيربط بحبل الظلام بحبل لا يبيد * كلما طالت أعماركم زادت خطاياكم * فلا تحزنوا على النفوس إذا فارقت الحياة، فمن الحزن تولد الأرواح الشريرة * من أحب موتاه فليطلب لأنفسهم الرحمة * وأقيموا عليها الصلاة والتسبيح * واقرءوا الابتهالات.. أيها الفقراء والبؤساء والمضطهدين اذهبوا وابكوا على أنفسكم، فما دمتم تحيون في هذا العالم ستزداد خطايكم * كل من فقد نفساً لا يحزن عليها.. بل يفرح لها، ويسبـّح لديها، وبالصلاة يتقرب إليها * طوبى لمن سمع فآمن.. إنه يصعد ظافراً إلى بلد النـّـور * هو الخبز والماء والمأوى لبني البشر المتعبين، وللمضطهدين، وكونوا عادلين وتحابّوا صادقين. • تلويث الطبيعة والأنهار • أكل الميت والدم والحامل والجارح والكاسر من الحيوانات والذي هاجمه حيوان مفترس • (التفريق الجسدي) ـ (والطلاق لايقع إلا في ظروف خاصة جدا، ظهرت في الوقت الحاضر) • الانتحار وإنهاء الحياة والإجهاض • تعذيب النفس، وإيذاء الجسد • الرهبنة (عدم الزواج • يحرّم الدين الصابئي الحنيف زواج الصابئي (ذكر أو أنثى) من الكافر (بالدين الصابئي الحنيف)، والمشرك به، وبوحدانيته، والذي يتخذ شريكاً لله في عبادته وتوحيده وسلطانه سبحانه، وتجزئة توحيده، كون لو ولد أو أب أو أخ (استغفر الله العظيم)...! ولا يجوز له شرعاً التزوج بالمرتد المارق عنه، ولا بأبنائهم ولا ببناتهم. • وأمروا أن إتخذّوا لأنفسكم أزواجاً لكي تعمر وتكبر بكم الدنيا. • * أيها العزاّب. أيتها العذارى.. * أيها الرجال العازفون عن النساء.* هل وقـََفتم على ساحل البحر يوماً ؟ * هل نظرتم إلى السَمك كيف يَسبح أزواجاً ؟. * هل صَعدتم إلى ضفةِ الفرات العظيم ؟ * هل تأملْـتم الأشجار واقفة تشرب الماء على ضِفافهِ وتـُثمِر ؟ * فما لكم لا تـثمرونْ ؟ أفلا نظرتم إلى الأنهار اليابسة كيف تذبل الأشجار على شِطآنها وتموت ؟.. * كذلك العذارى اللآئي لا يذكرن اسم الحَي، نفوسهّن تموت. * الرِجال الزاهدون في النساءِ، والنساء الزاهدات في الرجالِ، كذلك يموتون * ومَصيرهم الظلام من أجسادِهم يخرجون. * أيها الآصفياء الذين إصطفيتهم : أقيموا أعراساً لأبنائِكُم. * وأقيموا أعراسا لبناتِكمُ. * وآمنوا بربكُم.. إن العالمَ إلى زوال * ولا تكونوا كالذيّن يكرهونَ الحياة فيَعزِفون عن الإنجابِ فيها. أثمِروا إن أردتم أن تصْعدوا حيث النور. كما يحـّرم الدين الصابئي الزواج من غير الصابئة : ولا تتزوجوا بغير الصابئيات
نـقوم بما أمرنا به الله مسبح اسمه ونبتعـد عن ما حرّمه : الصابئة ملتزمون بما بينه الله سبحانه، فيما أمرهم به الله مسبح اسمه، من عبادات ومعاملات، والصابئة ممتنعون عن القيام بما حرمـّه الله عليهم، وقد بينته نصوص شريعتنا الصابئية السمحة بوضوح لا يقبل التأويل.
باسم الحي العظيم
احترموا آباءكم، واحترموا أمهاتكم، واحترموا اخوتكم الكبار أجمعين، إن من لا يحترم والديه مدان إلى يوم الدين و* لا تأكلوا الدم، ولا الميت.. * لا تحلفوا كذباً ولا تبدلوا إيمانكم، ولا تأكلوا مال الربا، لا تزنوا ولا تسرقوا، ولا تنتهكوا حرمات الناس * لا تسجدوا للشيطان، ولا تعبدوا الأصنام والأوثان
لا تـَـقـْـربـوا الملوك والسلاطين والـمـَـرَدة في هذا العالم ولا تـثِـقوا بهم.. لا بأسلحتهم، ولا بحشودهم * ولا تلووا أعناكم للذهب والفضة التي يكنزون * إنها سبب كل فتنة * سيتركونها وراءهم يوم إلى النار يذهبون *يمسكون لظاها بأيديهم، وينفخون لهيبها بأفواههم
نؤمن بقضاء الله عـَـظـمت قـدرته، والعَـمل الصالح وحُـب الـناس وبالتوبة له وحـده :
لا تعـترضوا على أمر ربكم، وكـونوا صالحين وادعين متواضعين * ولتكن فـيكم التوبة
أحبوا لأصحابكم ما تحبون لأنفسكم، واكرهوا لهم ما تكرهون لها * وتزودوا لآخرتكم بالعمل الصالح.. فانظروا، واسمعوا، وآمنوا، وتقبلوا كلمات ربكـّـم.
نهانا ديننا الصابئي الحنيف عن كل ما ينافي القيم والمبادئ التي حددها وبينها في كتبنا المقدسة : بسم الحي العظيم
واعلموا أن السحرة والمنجمـّـين في الظلام قابعون.. * لا تأكلوا الدم، ولا الميت، ولا المشـَوّه ولا الحامل ولا المرضعة، ولا التي أجهضت، ولا الجارح، ولا الكاسر، ولا الذي هاجمه حيوان مفترس. * وإذا ذبحتم فاذبحوا بسكيّـن من حديد... لا تزنوا، ولا تفسقوا ولا تمل قلوبكم إلى غواية الشيطان، إن غواية الشيطان ضلال مبين * لا يبت عندكم أجر أجير * ولا تسرقوا شريكا * ولا تنتقموا بغدر من صديق * إن من يسرق صاحبه وشريكه لن ترى عيناه النور * لا تحلفوا كذباً، ولا تبدلوا إيمانكم، ولا تأكلوا مال الربا * وإن أقرضتم فلا تـقـرضوا سراً
قال نبينا الكريم يهيا يهانا : يحيى بن زكريا () صونوا أنفسكم من الغش والإثم والزور، والكذب والزيف والشرور، واتقوا الدجل والإفك والظلالة، والفتنة والقسوة والجهالة، ولا تكفروا ولا تقربوا الزنى. واجتنبوا الحسد، والحقد والكره وعدم الحياء.
الموت حـق، والنفس أسيرة الجسد يحررها الموت بإذن الله إن الثابت في الدين الصابئي القويم، إن الجسد ما هو إلا وعاء لنفس الإنسان، وإن النفس هي نسمة من ذات الله الحي القيوم، ولم يخلقها جلـّت قدرته عبثا وهي إليه ستعود بأجلها المحدد منه، لذلك فديننا يقـَـيـّـم هذه الحياة الدنيا [ أرض تـيبـل : دار الزوال) دار الفناء وليست دار بقاء :
باسم الحي العظيم
يا آدم لا تبتئس، ولا تكتئب.. فعالمك هذا خـَـرب، عالم زيف وكذب. بيوته مقبرة.. وطرقه معثرة.. ودياره مقفرة. الأبناء بآبائهم يكفرون، والإخوة بعضهم بعضا يقتلون، البنات يكفرن بأمهاتهن، والأخوات يأكلن لحم أخواتهن. كل رجل يترك زوجته وكل امرأة تترك زوجها، أرامل ويتامى.. ذكوراً وإناثاً. أبناء السبي هؤلاء. فقم يا آدم. أخرج من هذا العـالم
والموت غاية الحياة وكمال نظامها ‘ وليس هناك أدق وأوضح من الموت ولا حقيقة أصدق منها، جاء في كتاب الله المقدس الكنزا ربـّـا الكنز العظيم بأن النفس قالت لمن خلقها :
باسم الحي العظيم
أبي واحد أحد، واحد هو الذي خاـقني ثم أخذني،، وحلَـلَـت الجسد بغدده ومرارته وأعلاقه، وبقيت لأنتظر وأنا في ضيافة الجسد حتى أكملت قدري.. * حين أكملت النفس قدرها جاء من يحررها، ولحقت النفس بمحررّها إلى عالم الخلود، الذي لا تغرب شمسه، ولا يداخل نوره الظلام.
كل من يولد يموت، وكل ما يصنع بالأيدي يفسد، والعالم كله يفنى... لا تبكوا موتاكم، ولا تقيموا عليهم الأحزان * إن من مـزق ثيابه على ميّـت فقد دنسها * ومن قلع شعرة على ميت فسيربط بجبل الظلام بجبل لا يبيد... * من أحب موتاه فليطلب لأنفسهم الرحمة * وأقيموا عليها الصلاة والتسبيح.
يؤمن بالآخـرة والبعث والحساب : الصابئة يؤمنون، ومن خلال ما جاء في نصوص شريعتهم الصابئية السمحة باليوم الآخر والحساب والمعاد، والبعث والجنة والنار
باسم الحي العظيم
نحن نصعـدكم إلى جنات عدن حين تموتون.. يوم من أجسادكم تخرجون.. انظروا.. أين أنتم مقيمون * أفـهذه جنات عدن التي كنتم بها توعدون ؟ هذا الظلام الذي أنتم فيه موثقون ؟ أرواحكم تبلى.. ونفوسكم بالعذاب تصلى، مقيمين فيه إلى يوم الدين. * يومها الأرض والسماء تتهدمان.. وليس لكم بينهما مكان، الكواكب تتساقط ويلفها الدخان، والشمس والقمر يتبعثران.. فأين تذهبون ؟.. إني دعوتكم إلى الحياة التي لا موت فيها، وإلى النور الذي لا ظلام فيه.. فاخرجوا إلى طريق الحياة أُخرجكم إلى طريق السماء، حيث لا موت ولا ظلـماء.

صفات اطلقت على الصابئة
جاء في الكتب الصابئية المقدسة عدة أسماء في وصف الصابئة، أقدمها الكوشطيون وتعني الصابئة اصحاب الحق أو دعاة الحق الصابئي (كشطا تعني حق)، الناصورائيون وتعني الموحدون، الداي والمندائيون وهي صفة بمعنى العارفون بوجود الله، اليحياويون نسبة إلى النبي يحيى، الآدميون نسبة إلى النبي آدم، المغتسلة، المصطبغون، المتنورون، اصحاب الزي الأبيض، وهناك صفات أخرى تقترن مع الاسم الصابئة.

الشهادة الصابئية
الشهادة الصابئية، أو شهادة النبي آدم وهي : ابْـشـوميهون اد هيي ربي * اكّـا هـَـيّي اكـّـا ماري اكـّـا مـنـدا اد هـَييّ * اكّـا بـاثــَـر انـْـهـورا * ابـْسَـهـْـدوثـا اد هـَـيّي * وابـْـسَـهـْدوثـا اد مَـلـْـكا راما ربـّـا إد انهـورا * * إلاهـا ربـّا اد مِـن نـافـْـشي أفـْـرَشْ * اد لا بـاطِـلْ ولا مُـبـْـطِــل اشـْــمَـخْ يا هــَيّـي، ماري، مـندا اد هـَيي * وهيي زَكن
باسم الحيّ العظيم * مَـوجـود الحيّ * مـَوجُـود الـرَّب * مَـوجـود عـارف الـحَـيـاة، بـِـشـَـهـادة الحَـيّ * بـِـشـَـهـادة ملك النور السامي * * الله الحيّ الازلي الـَّـذي تــَـكـَّـون مـِـن نـَـفـْـسِــه * الذي لا بـاطل ولا مـُبـطِـل لاسْـمـَـه شيء * جل جلالك يا الله * جل جلالك يا رَّبي * جل جلالك ياعارف الحياة * والحيّ المُزكي

معنى وسبب التسمية
يقول البعض أن كلمة صابئة جاءت من جذر الكلمة الارامي المندائي (صبا) أي بمعنى (تعمد، اصطبغ، غط ،غطس) وهي تطابق أهم شعيرة دينية لديهم وهو طقس (المصبتا – الصباغة – التعميد) فلذلك نرى ان كلمة صابئي تعني (المصطبغ أو المتعمد).. اما كلمة مندائي فهي اتية من جذر الكلمة الارامي المندائي (مندا) بمعنى المعرفة أو العلم، وبالتالي تعني المندائي (العارف أو العالم بوجود الخالق الاوحد.
في حين يرجع اللغويون العرب كلمة الصابئة إلى جذر الفعل العربي (صبأ) المهموز، وتعني خرج وغير حالته، وصار خلاف حاد حول اصل الكلمة اهو عربي من صبأ أم ارامي صبأ ممكن ان تعطي معنى كلمة الصابئي أيضا، أي الذي خرج من دين الضلالة واتحد بدين الحق، فمن الممكن جدا ان هذه الكلمة كانت تعبر عن فترة من التاريخ عندما كان الناس يتركون (يصبأوون) عن ديانتهم الوثنية، ويدخلون الدين المندائي الموحد، أو الذين دعوا بالاحناف. وبما ان المندائيون ولغتهم ليسوا عربا فاخذ العرب هذه التسمية لتكون صفة مميزة لهم وخاصة قبل الإسلام، أضف إلى ذلك ان هذه التسمية قديمة ولها أصولها في اللغة العربية. ومن الجدير بالذكر بان حتى النبي محمد (صلى الله عليه و سلم) واتباعه دعيوا بالصباة، عندما جهروا بدعوتهم لاول مرة في مكة ودعوا إلى الإله الواحد الاحد، فدعاهم مشركي مكة بالصابئة.. على العموم اتفق أغلبية الباحثينوالمستشرقين[ادعاء غير موثق منذ 1598 يوماً]على ان كلمة صابي أو صابئي جاءت من الجذر الارامي وليس العربي للكلمة أي الصابغة أو المتعمدينأوالسابحة[ادعاء غير موثق منذ 1598 يوماً]. والأخيرة اقترحها عباس محمود العقاد، في كتابه (إبراهيم أبو الانبياء)، جعل سببها كثرة الاغتسال في شعائرهم (أي الصابئة المندائيين) وملازمتهم شواطئ الأنهار من اجل ذلك. وذهب المستشرق نولدكه إلى ان كلمة صابئة مشتقة من صب الماء إشارة.

الموطن ومناطق تواجدهم وعددهم
موطن الصابئة هو العراق أو الاصح (بلاد ما بين النهرين)، ويسميهم العراقيون بالعامية «الصبه»، ويعيشون على ضفاف الأنهار وخاصة دجلة، وهم جزء من سكان العراق الأوائل عبر تاريخه الحضاري. ويشكلون أقلية دينية ما زالت تمارس طقوسها ودياناتها إلى الآن. لقد ذكر في كتب المؤرخين العرب القدماء بان الصابئة كانوا يسكنون بطائح العراق، وفي أماكن أخرى غير بلاد وادي الرافدين منها حران وفلسطين والشام وهم عموما يسكنون على ضفاف الأنهار لما للماء والطهارة من اهمية في حياتهم الدينية والروحية.. وعند اقامة الدولة الإسلامية كان يوجد أعداد كبيرة من الصابئة في بطائح العراق، في المناطق السفلى لنهري دجلة والفرات بالذات، وفي بطائح عربستان من إيران.
اما الآن فمركز الطائفة هو مدينة بغداد إضافة إلى تواجدهم في أغلبية المحافظات العراقية مثل العمارة والبصرة والناصرية والكوت وديالى والديوانية إضافة إلى تواجدهم في مدينة الاهواز والمحمرة في إيران وبالأحداث السياسية والاقتصادية وتعرضهم للسرقه والقتل والظلم التي المت المنطقة بالخمسة عشر سنة الأخيرة، اضطر الصابئة المندائيون إلى الهجرة إلى البلاد الاوربية وأمريكا وكندا، ولقد شكلوا بتجمعاتهم الجديدة جمعيات تعنى بشؤونهم ويحاولون جاهدين إلى الآن، المحافظة على تراثهم العريق وهويتهم الاصيلة. ويبلغ تعدادهم الآن تقريبا 70 الف نسمة في العالم.

تاريخ الصابئة المندائية
ان تاريخ الصابئة المندائية يلفه الغموض من أغلبية جوانبه، وهذا باعتراف الكثير من الباحثين في المجال المندائي. يرجع السبب إلى انزوائهم وانغلاقهم الديني الشديد ومنذ فترات طويلة، وذلك بسبب الاضطهاد الكبير الذي تعرضوا له على فترات متعاقبة فاثروا الانزواء والانغلاق للمحافظة على دينهم وتراثهم. وأيضا إلى ضياع وحرق الكثير من الكتب التي تتحدث عن تاريخهم وتراثهم. على العموم هم يرجعون دينهم إلى نبي الله ادم () ويقولون بان صحفه لا زالت لديهم إلى الآن (وهي من ضمن كتابهم المقدس كنزا ربا – الكنز العظيم).. وهذا الكلام يتفق تقريبا مع ما ورد عند المؤرخين والكتبة العرب القدماء، والذين يرجعون الصابئة إلى اصل قديم جدا.. فمنهم من يرجعهم إلى ادم أو إلى ابنه شيث أو شيتل كما يدعى بالمندائية!!.. فمثلا يرجع ابن الوردي تاريخهم إلى النبي شيت بن آدم والنبي إدريس (هرمس) (). وفي كتاب الملل والنحل للشهرستاني يقر المؤلف بأن الصابئة يوحدون الله ويؤمنون بتلقي المعرفة العليا بواسطة الروحانيات
وان الباحثين في القرن الماضي انقسموا في اصل الصابئة المندائيين إلى قسمين: فمنهم من يرجح الاصل الشرقي للمندائيين (أي من بلاد وادي الرافدين) ومنهم من يرجح الاصل الغربي (أي من فلسطين).. ويبقى الاصل الشرقي للمندائية، الراي الأكثر ميولا له من قبل الباحثين

ومتفق عند الباحثين الآن بان المندائية كانت منتشرة في بلاد وادي الرافدين وأيضا فلسطين قبل المسيحية، أي قبل أكثر من 2000 عام. وللطائفة كتاب تاريخي يسمى (حران كويثا – حران الداخلية أو الجوانية)، يتحدث هذا الكتاب عن الهجرة التي قام بها المندائيون الفلسطينيون من فلسطين-اورشليم (على الأكثر حصلت في القرن الأول الميلادي عند اجتياح القائد الروماني تيطس فلسطين وتدمير هيكل اليهود سنة 70 م أو قبله) بعد الاضهاد الذي حصل لهم من السلطة الدينية اليهودية والسلطة الزمنية المتمثلة بالحكم الروماني المستعمر لفلسطين انذاك. وصعد المندائيون الفلسطينيون المهاجرون إلى أعلى بلاد الشام وخاصة إلى (حران)، لان لهم اخوة في الدين. فبقي منهم في حران، والبقية الباقية اثرت النزول إلى وادي الرافدين عن طريق النهرين، وخاصة عن طريق نهر الفرات حسب اعتقادي، ومروا أيضا ب(بصرى – حوران) عاصمة الانباط، للالتقاء والاستقرار أخيرا مع اخوتهم أيضا الصابئة الموجودين في البطائح.. وكانت هذه الهجرة تحت رعاية الملك اردوان (يعتقد بأنه الملك البارثي ارطبانوس الثالث)،هذا ما ذكره الكتاب المندائي التاريخي (حران كويث))ا)

وفي منتصف القرن السابع الميلادي عرفت هذه الطائفة لاول مرة في اوساط الباحثين في أوروبا. وخاصة لقد برع الباحثين الالمان في مجال البحث أو الاهتمام بهذه الطائفة. وقد قام باحث ألماني بترجمة الكتاب المقدس لهذه الطائفة. ولا ينكر جهود الباحثة والمستشرقة الإنكليزية الليدي دراور(E.S. DROWER) في ازاحة الكثير من الغموض عن معتقدات هذه الطائفة وتاريخها وتراثها الديني. وللعلم ان هذه الباحثة قد عاشت في جنوب العراق متنقلة ما بين المندائيين لدراسة ديانتهم وتراثهم، حوالي الربع قرن. واستطاعت ان تترجم أغلبية الكتب والمخطوطات المندائية إلى الإنكليزية

مهن الصابئة
قد اشتهر الصابئة المندائيون منذ القدم، بالنتاجات الادبية والعلمية الرائعة، ولحد الآن تجد فيما بينهم الطبيب والمهندس والمعلم والمهني والشاعر والاديب الكثيرين.. فقديما برع منهم : أبو إسحاق الصابي وزير الطائع والمطيع، وثابت بن قرة وولديه سنان وإبراهيم اللذان برعا في الطب والرياضة والفلك والترجمة، وأيضا إبراهيم بن هلال الأديب الذائع الصيت، الذي تولى ديوان الرسائل والمظالم سنة 960م)). وحديثا برع منهم الكثير مثل العلامة العراقي القدير المرحوم الدكتور عبد الجبار عبد الله صاحب الانجازات العلمية العالمية في علم الفيزياء والانواء الجوية، وهو من القلائل الذي ساهم في شرح نظرية انشتاين النسبية، حيث اسند أليه منصب رئيس المجمع العلمي لعلوم الأنواء الجوية في أمريكا. كما أنه كان المؤسس لجامعة بغداد ورئيسا لها في فترة ما، وقد ساهم أيضا في تأسيس جامعة البصرة. ويعده البعض المع عالم في مجاله في القرن المنصرم
والكاتب العراقي المعروف عزيز سباهي والفنان التشكيلي يحيى الشيخ والشاعرة لميعة عباس عمارة والشاعر عبد الرزاق عبد الواحد والدكتور تحسين عيسى والدكتور عبد العظيم السبتي والرسامة والشاعرة سوسن سلمان سيف.. إضافة إلى الكثير من الأدباء والأطباء والمهندسين
ولكن في نفس الوقت هنالك مهنة يعشقونها وكانها سارية في عروقهم وهي مهنة الصياغة التي توارثوها اب عن جد، وبرعوا فيها، ولا زالت أسواقهم ومحلاتهم في شارع النهر وخان الشابندر في بغداد وفي جميع المحافظات العراقية وفي الأهواز في إيران.. والان هم منتشرين بمحلاتهم في أستراليا وأوروبا وأمريكا وكندا أيضا.. ولا زالت أعمال صياغة الذهب والفضة، والنقش على الفضة بمادة «المينة» هي من إبداعاتهم
واعمالهم الرائعة كانت محط إعجاب الرؤساء والملوك والقادة العسكريين والمدنيين إضافة إلى السياح والرحالة الأجانب الذين كانوا يبتهجون عند اقتناءهم مثلا علبة سجائر منقوشة عليها صورتهم بكل دقة وروعة ومطعمة بمادة المينة السوداء التي يدعوها((بالمحرك)) أو منقوش عليها أسد بابل أو الدلة العربية أو النخلة الشامخة
ولقد برع في مجال فن صياغة الذهب والفضة الكثير منهم: زهرون بن ملا خضر وحسني زهرون وعنيسي الفياض وناصر وحاتم ومنصور حاتم وعبد سكوت وبدن خضر وكريم النشمي وياسر صكر وزامل وضامن حويزاوي وسعد رهيف والمهندس حامد عبد الرزاق رويد واخوته ونصير لفتة شميل.
الأعياد المندائية
-البر ونايا - البنجة - عيد الخليقة العلوي ويقع في آذار وهي ذكرى الخلق وتكوين عوالم النور والأرواح الأثيرية الأولى وفيها تفتح بوابات النور وتنزل الملائكة والأرواح الطاهرة فيعم نورها الأرض لتصبح جزءا من عالم النور. وتعتبر الخمسة (الأيام البيض) أسرار البداية المقدسة وفجر الحياة الأولى التي أوجدها الحي العظيم. وعلى الصعيد الدنيوي فهو يمثل اكتمال النبتة التي تعطي ثمارها في الصيف. -العيد الكبير – عيد الخليقة المادي.. (دهواربا) وفيه نجدت الكواكب في السماء والشمس والقمر، وجمدت الأرض ويستمر ثلاثة ايام، وتسبقه (الكرصة) اي التجاء المندائيين إلى الانزواء في بيوتهم وعدم الخروج منها لمدة (36) ساعة.. حيث يتقرر خلالها مصير الإنسان وانتصار قوى النور على قوى الظلام والشر - يخرجون بعدها فرحين بهذا الانتصار الكبير.. ويعتبر العيد الكبير بداية السنة المندائية ويقع في شهر تموز من العام.ويعقبه مباشرة (عيد شوشيان) يوم واحد وهو ذكرى حلول السلام والمحبة على الأرض.
- العيد الصغير هو عيد الازدهار وموعده في شهر تشرين الثاني من كل عام ويسميه الصابئة المندائيون هيبة الله الصغرى (دهوا هنينة) وهو ذكرى عودة الملاك جبريل وصعوده..وقد نزل إلى الأرض بأمر الله، ثم عاد إلى السماء مبشرا بازدهار الكروم وانتشار النور واندحار الظلام.وفي المفهوم الدنيوي فيتمثل بنزول القطرة الأولى من المطر وبتكوين النطفة في رحم الام. 4- عيد التعميد الذهبي: وهو هبة الله سبحانه وتعالى للملائكة حيث تعمدوا في عالم النور وأهديت لأدم وذريته من بعده.. حيث عمده الملاك جبريل الرسول وأيضا تعمد النبي يحيى(ع) وتوهب فيه الهدايا والعطايا للمحتاجين ويقع في نهاية تشرين الأول من كل عام وكل طفل مولود يجب أن يعمد في هذا اليوم.
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى