مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* تفسير سورة النور 5

اذهب الى الأسفل

* تفسير سورة النور 5 Empty * تفسير سورة النور 5

مُساهمة  طارق فتحي الأحد يناير 09, 2011 8:38 pm

اعداد : طارق فتحي

فقوله ( ويتقه ) فضل تقوى الله ، ومن فضائل تقوى الله :
أولاً : أنها سبب لتيسير الأمور .
قال تعالى : (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً).
ثانياً : أنها سبب لإكرام الله .
قال تعالى Sadإِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).
ثالثاً : العاقبة لأهل التقوى .
قال تعالى : (وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) .
رابعاً : أنها سبب في دخول الجنة .
قال تعالى : (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ) .
خامساً : أنها سبب لتكفير السيئات .
قال تعالى : (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً) .
سادساً : أنها سبب لحصول البشرى لهم .
قال تعالى : (الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا) .
سابعاً : أنها سبب للفوز والهداية .
قال تعالى : (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) .
ثامناً : أنها سبب للنجاة يوم القيامة .
قال تعالى : (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً) .
تاسعاً : أنها سبب لتفتيح البركات من السماء والأرض .
قال تعالى : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) .
عاشراً : أنها سبب للخروج من المأزق .
قال تعالى : (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) .
الحادي عشر : أنها سبب لمحبة الله .
قال تعالى : (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) .
 قوله ( فأولئك هم الفائزون ) فيه أن من يطع الله ورسوله ويخشى الله ويتقه فهو من الفائزين .
كما قال تعالى : (وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) . ومن الفائزين :
أولاً : الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا .
قال تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ).
ثانياً : الذين يصبرون ويقولون : ( ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا ) .
قال تعالى : ( إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ) .
ثالثاً : أصحاب الجنة .
قال تعالى : ( لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ) .
قال تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) .
فوائد عامة :
1- وجوب طاعة الله ورسوله .
2- فضل خشية الله .
3- فضل تقوى الله .
4- ينبغي على المسلم أن يحرص أن يكون من الفائزين .
ــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى : ( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لَّا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (53) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54) ) .
------------------------------------
( وأقسموا بالله جهد أيمانهم ) أي حلفوا ، والمراد بهم المنافقون .
 جهد : الجهد الطاقة .
( لئن أمرتهم ليخرجن ) أي لئن أمرتهم بالخروج للجهاد والغزو ليخرجن معك .
 قوله ( ليخرجن ) المراد به الجهاد ، لقوله ( ليخرجن ) .
 قوله ( وأقسموا ) هذا منهج المنافقين الحلف والقسم ، كما قال تعالى : (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ) .
وقال تعالى : (وَسَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ ) .
وقال تعالى : (وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى) .
( قل لا تقسموا ) أي لا تحلفوا .
( طاعة معروفة ) أي فإن طاعتكم طاعة معروفة ، هي بمجرد اللسان دون أن يكون لها أثر في الحقيقة .
وقيل : المعنى لا تقسموا ، فالمطلوب منكم طاعة صحيحة غير مؤكدة بالأيمان ، أي أنه لا داعي لتأكيدها بالأيمان .
( إن الله خبير بما تعملون ) أي خبير بكل ما يعملونه سواء أقسمتم أو لم تقسموا .
 قوله ( خبير ) : بمعنى عليم ، لكنها أخص فهي بمعنى خبير ببواطن الأمور .
( قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) أي اتبعوا كتاب الله وسنة رسوله .
( فإن تولوا ) أي تتولوا عنه وتتركوا ما جاءكم به .
( فإنما عليه ما حمل ) أي على الرسول ما كلف به من تبليغ الرسالة والبيان والدعوة .
 فالرسول ليس عليه الهداية وإنما عليه التبليغ .
كما قال تعالى : (وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ) .
وقال تعالى : (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) .
( وعليكم ما حملتم ) أي عليكم ما كلفتم به من السمع والطاعة واتباع أمره  .
 التعبير بالتحميل بالنسبة للرسول  وبالنسبة للمخلوقين فيه دلالة على أن الأمر فيه مشقة .
( وإن تطيعوه تهتدوا ) أي أن أمري لكم بطاعة الرسول  هو عين الهدى ، وهو سلوك طريق الرشاد .
 قوله ( وإن تطيعوه تهتدوا ) فيه أن اتباع الرسول  قولاً وفعلاً سبب للهداية في كل شيء .
 قوله ( وإن تطيعوه تهتدوا ) أن عدم اتباع الرسول  سبب للضلال .
( وما على الرسول إلا البلاغ المبين ) أي ليس عليه إلا البلاغ المبين الواضح الذي لا لبس فيه .
كما قال تعالى : (فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ) .
وقال تعالى : (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ . لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ) .
وقال تعالى : (مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ) .
وقال تعالى : (وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ) .
وقال تعالى : (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ) .
 قال الشنقيطي : ” يؤخذ من هذه الآية الكريمة أن المبلغين لشريعة النبي  يجب عليهم أن يبينوها للناس على أتم الوجوه “ .
والمراد من الآية أن النبي  ليس مكلفاً بهدايتكم ولا شفائكم ولا حسابكم ، وإنما كلف بتبليغكم .
فوائد عامة :
1- أن من صفات المنافقين الحلف بالله دائماً .
2- أن المنافق لم يعظم الله حيث جعل الحلف بالله جُنة له للنجاة والكذب .
3- كذب المنافقين .
4- عموم علم الله ، وأنه يعلم الصادق من المنافق .
5- أن مهمة الرسل هي البيان والبلاغ .
6- أن طاعة الرسول سبب للهداية .
7- يجب على الدعاة التبليغ والبيان بأوضح بيان .








قال تعالى : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (57) ) .
------------------------------------
( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) أي وعد الله المؤمنين المخلصين الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح .
وعد : الوعد يكون بالخير والشر ، ومن الوعد بالخير هذه الآية ، وقوله تعالى : (وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا) .
ومن الوعد بالشر قوله تعالى : (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ) .
 فيه دليل على أن الإيمان الحقيقي ما جمع القول والعمل .
 قوله ( وعملوا الصالحات ) العمل يكون صالحاً بشرطين :
الأول : أن يكون خالصاً لله .
الثاني : أن يكون موافقاً لسنة النبي  .
 قوله ( وعملوا الصالحات ) فيه فضل العمل الصالح ، وقد أمر الله به وحث عليه :
فقال تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ) .
وقال تعالى : (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً) .
وقال  : ( بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم ... ) .
وقال  : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) .
( ليستخلفنهم في الأرض ) أي يجعل القوة والسيطرة والخلافة لهم .
 وهذه الآية لا تختص بالخلفاء الأربعة ولا بالمهاجرين ، بل هي عامة في جميع المؤمنين المتصفين بالإيمان والعمل الصالح .
( وليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم ) أي وليجعلن دينهم الإسلام الذي ارتضاه لهم ، عزيزاً مكيناً عالياً على كل الأديان .
التمكين : التثبيت .
( وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً ) أي أن الله سبحانه يجعل العاقبة لهم ، كما قال سبحانه : ( والعاقبة للمتقين ) أي يذهب ما أصابهم من خوف ويحل محله الأمن والاستقرار .
والتبديل : جعل الشيء مكان الشيء .
 قوله ( من بعد خوفهم أمناً ) ذكر الأمن بعد الخوف ، لأن ظهور نعمة الأمن وفائدته بعد الخوف أبلغ من ظهور أمن على أمن ، لأنه لا تعرف قيمة الأشياء إلا بضدها .
 وقد خرج النبي  هو وأصحابه من مكة خائفين فأمنهم الله تعالى .
وقد كانوا في خوف شديد تتكالب عليهم قوى الشر من كل جهة ، فبدل الله خوفهم أمناً ودانت لهم كل الدنيا .
( يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ) أي حال كونهم يعبدونني عبادة خالصة من أي نوع من أنواع الشرك .
والعبادة : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال .
 قوله ( يعبدونني ) وجوب عبادة الله .
كما قال تعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) .
وقال تعالى : (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) .
وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ) .
وقال تعالى : (وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ) .
وكانت دعوة الرسل لأقوامهم : (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ) .
 ( لا يشركون بي ) فيه أنه لا ينفع الإيمان إلا بالتبرؤ من الشرك ، وهذا مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله : نفي وإثبات .
كما قال تعالى : (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا) .
وقال تعالى : (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً ) .
 قوله ( شيئاً ) نكرة في سياق النفي فتعم ، فلا يجوز أن يشرك مع الله شيء لا ملك مقرب ولا نبي مرسل .
فالعبادة لا تسمى عبادة إلا بانتفاء الشرك .
 في هذه الآية أسباب التمكين ، ومن أسباب التمكين أيضاً ما جاء في قوله تعالى : (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ) .
فهذه أسباب النصر والتمكين .
 فمن بحث عن أسباب التمكين في غير هذه الأسباب ، فهو مخطئ .
( ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ) اختلف العلماء في المراد بالكفر والفسق هنا :
فقيل : المراد به الكفر الأكبر والفسق الأكبر .
وقيل : المراد به كفر النعمة ، أي ومن كفر هذه النعمة بعد ذلك ، فأولئك هم الكاملون في الفسق الخارجون من طاعة الله إلى معصيته .
( وأقيموا الصلاة ) أي أدوها بأركانها وشروطها وسننها وبحضور قلب وتدبر . [ سبق شرحها ]
( وآتوا الزكاة ) أي وأعطوا الزكاة مستحقيها طيبة بها نفوسكم .
( وأطيعوا الرسول ) باتباع أوامره واجتناب نواهيه .
( لعلكم ترحمون ) أي سبب لرحمة الله ، كما قال تعالى في آية أخرى : (أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ ) .
( لا يحسبن ) لا يظن .
( الذين كفروا ) أي خالفوك وكذبوك .
( معجزين في الأرض ) أي لا يعجزون الله ، بل الله قادر عليهم وسيعذبهم على ذلك أشد العذاب .
 في هذا تسلية للنبي  ووعد له بالنصر .
( ومأواهم النار ) أي مرجعهم ومستقرهم نار جهنم .
( ولبئس المصير ) أي بئس المآل مآل الكافرين ، وبئس القرار .
فوائد عامة :
1- أن التمكين في الأرض والاستخلاف لا يكون إلا لمن قام بأمر الله كما ينبغي .
2- فضل الإيمان بالله .
3- أهمية العمل الصالح .
4- التحذير من العمل غير الصالح ، كأن يكون رياءً أو يكون على غير سنة النبي  .
5- فضل الأمن في الأوطان وأنه من أعظم النعم ، كما قال تعالى : ( وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة ... ) .
6- وجوب عبادة الله عز وجل .
7- لا تتم عبادة الله إلا بترك الشرك .
8- وجوب إقامة الصلاة .
9- أهمية إيتاء الزكاة وأنها تأتي بعد الصلاة .
10- أن طاعة الرسول من أسباب الرحمة .
11- أن الله لا يعجزه شيء .
كما قال تعالى : (إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ) .
وقال تعالى : (وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ) .
وقال تعالى : (أُولَـئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ) .
12- إثبات النار .
13- بئس النار مأواً للكفار .
ـــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58) وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59) وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60) ) .
------------------------------------
هذه آيات الاستئذان الخاص ، وهو ما يكون داخل البيوت .
( يا أيها الذين آمنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم ) يأمر الله تعالى المؤمنين أن يستأذنهم خدمهم مما ملكت أيمانهم الكبار والصغار من العبيد والإماء .
وممن يستأذن أيضاً :
( والذين لم يبلغوا الحلم منكم ) أي الأطفال الذين لم يبلغوا .
 والحُلُم ما يراه الرائي في النوم ، والمراد هنا أن يرى أنه يجامع النساء مناماً فينزل ، وهذا من علامات البلوغ .
( ثلاث عورات ) أي ثلاث أوقات ، حيث جاء تفسير ذلك بقوله بعدها : ( من قبل صلاة الفجر ... ) .
 تفسير من فسر ذلك أن المراد بقوله : ( ثلاث عورات ) ثلاث استئذانات ، بمعنى أن الأطفال والمماليك إذا أرادوا الدخول استأذنوا ثلاث مرات ، فهذا غير صحيح بالنسبة لتفسير الآية الكريمة ، وإن كان هذا قد دلت عليه السنة الصحيحة كما جاء في الحديث : ( إذا استأذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذن له فليرجع ) ولكن ليس تفسير الآية .
 فيجب على هؤلاء المذكورين في الآية الاستئذان في هذه الأوقات الثلاثة دون غيرها فلا يجب .
 والأمر بالاستئذان في هذه الأوقات الثلاثة دون غيرها لما هو معروف في العادة أن صاحب البيت يكون غالباً غير آخذ حيطته فيها من التكشف ، فربما يدخل وهو على حالة لا يرضى أن يطلع عليه فيها أحد .
هذه الأوقات هي :
( من قبل صلاة الفجر ) لأنه وقت القيام من النوم ، فيكون عليه ثياب النوم غير ساترة ، فقد تقع أعين هؤلاء على العورات حال التغيير .
( وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ) أي وقت القيلولة ، ووضع الثياب في هذا الوقت : إما لأجل النوم فيكون ذلك عاماً، وإما لأجل الحر ، ويكون المعنى : حين تضعون ثيابكم من أجل حر الظهيرة .
 نص الله على وضع الثياب فيه دون الفجر والعشاء ، لقصر الوقت فيه ، بخلاف ما قبل الفجر وما بعد العشاء لأن الأمر فيها ظاهر .
( ومن بعد صلاة العشاء ) لأنه وقت النوم ، فيؤمر الخدم والأطفال أن لا يهجموا على أهل البيت في هذه الأحوال لما يخشى من أن يكون الرجل على أهله أو نحو ذلك من الأعمال .
ففي هذه الأحوال الثلاثة ، يكون المماليك والأولاد الصغار كغيرهم لا يُمَكّنُون من الدخول إلا بإذن .
( ثلاث عورات لكم ) تعليل للاستئذان في الأوقات المذكورة .
أي هذه الأوقات الثلاثة أوقات تنكشف فيها العورات عادة ، فشرع استئذان الأطفال والمماليك .
 العورات جمع عورة ، والعورة كل ما لا يحب الإنسان أن يطلع عليه غيره .
 قوله ( ثلاث عورات لكم ) فيه دلالة على اعتبار العلل في الأحكام .
( ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن ) أي ليس عليكم أيها المخاطبون ولا على أطفالكم ومماليككم حرج وإثم في الدخول عليكم بغير استئذان بعد هذه الأوقات الثلاثة .
ثم بين تعالى العلة في هذا :
فقال تعالى ( طوافون عليكم ) أي أنهم يطوفون ويترددون عليكم للخدمة .
فالعلة هي كثرة التطواف ، ومنه قوله  في الهرة : ( إنها من الطوافين عليكم ) .
( بعضكم على بعض ) أي بعضكم يطوف على بعض .
( كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم ) أي مثل هذا التبيين والتوضيح الذي تشاهدونه ينزل الله الآيات القرآنية واضحة الدلالة على ما يتضمنه من أحكام وتوجيهات .
 كيف كانت أحكام الله آيات ؟
لأن هذه الأحكام إذا تأملها الإنسان وجدها في غاية الإتقان والمناسبة للخلق في جلب المصالح لهم ودفع المضار عنهم .
وفي وصف هذه الأحكام بالآيات إرشاد للخلق إلى تأمل هذه الأحكام ليستدلوا بها على مُشَرِّعها .
 في ختم الآية بـ ( عليم حكيم ) دليل على أن هذه الأحكام صادرة عن علم وحكمة ، والحكم إن صدر عن علم وحكمة صار مطابقاً للحق .
( وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم ) أي إذا بلغ الأطفال الذين إنما كانوا يستأذنون في العورات الثلاث ، إذا بلغوا الحلم :
( فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم ) أي وجب عليهم أن يستأذنوا على كل حال .
 قوله ( كما استأذن الذين من قبلهم ) أي الذين ذكروا من قبل في قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا...) .
وقيل : إن معنى ( من قبلهم ) أي الذين بلغوا من قبلهم .
والأول أظهر .
 قوله ( وإذا بلغ الأطفال ) بين سبحانه حكم الأطفال فيما سبق ، وأعقب ذلك ببيان حكمهم إذا بلغوا لرفع ما قد يتوهمه بعض الناس أن لهم حكماً يخالف غيرهم .
 قال الشنقيطي : ” لما كان الطفل مأذوناً له في الدخول في غير تلك الأوقات الثلاثة بغير استئذان ، وكان ذلك سبباً في اعتياده وتمرنه ، فإنه إذا بلغ سيستمر على ذلك ، لأنه ألفه ، نبه الله تعالى على ذلك فأمر بأن يستأذنوا كغيرهم الذين قال الله في حقهم : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا...) .
( كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم ) سبق شرحها .
( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً ) القواعد جمع قاعد وهي المرأة التي قعدت عن الحيض والولد والنكاح لكبر.
قال ابن قتيبة : ” سميت الكبيرة قاعداً لأنها تكثر من القعود “ .
( اللاتي لا يرجون نكاحاً ) أي لم يبق لهن تشوف إلى التزوج ، وليس لهن شهوة وميل إلى الرجال .
والمعنى : أي والنساء العجائز اللواتي قعدْن عن التصرف وطلب الزواج ولا يطمعن في الزواج ، ولا يرغبن فيه لانعدام دوافع الشهوة فيهن .
( فليس عليهن جناح ) أي ليس عليهن إثم وحرج .
( أن يضعن ثيابهن ) أي ليس عليهن إثم ولا حرج في وضع الثياب .
والمراد بالثياب : الثياب التي تؤمر الشابة بلبسها من الجلباب ونحوه .
قال السعدي : ” فهؤلاء يجوز لهن أن يكشفن وجوههن لأمن المحذور منها وعليها “ .    ( 522 )
ولما كان نفي الحرج عنهم في وضع الثياب ، ربما توهم منه جواز استعمالها لكل شيء ، دفع هذا الاحتراز بقوله :
( غير متبرجات بزينة ) أي غير مظهرات للناس زينة من تجمل بثياب ظاهرة ، وتستر وجهها ، ومن ضرب الأرض ، ليعلم ما تخفي من زينتها ، لأن مجرد الزينة على الأنثى ولو مع تسترها ، ولو كانت لا تشتهي ، يُفتتن فيها ، ويوقع الناظر إليها في الحرج .                                                                                         ( تفسير السعدي : 523 ) .
 التبرج : الظهور والتكشف ، فهو التكلف في إظهار ما يجب إخفاؤه وستره .
 إذاً شروط وضع الثياب للمرأة :
أولاً : أن تكون كبيرة قعدت عن الحيض والولد والزواج .
ثانياً : أن لا يكون لديها رغبة في النكاح .
ثالثاً : ألا تقصد بوضع الثياب إظهار زينتها .
فإذا اختل شرط من هذه الشروط حرم عليها وضع ثيابها .
قوله ( وأن يستعففن خير لهن ) أي تعففهن وتكرمهن عن وضع شيء من ثيابهن ، مع جواز ذلك لهن ، خير لهن .
 الاستعفاف : طلب العفة ، بفعل الأسباب المقتضية لذلك من تزوجٍ وترْك لما يُخشى منه الفتنة .
قوله ( والله سميع عليم ) هذا هو الواعظ الأكبر ، والزاجر الأعظم .
سميع : لأقوالكم .
عليم : بأفعالكم لا يخفى عليه شيء منها .
فوائد عامة :
1- وجوب استئذان ( الصغار والمماليك ) في هذه الأوقات الثلاثة المذكورة .
2- أنه لا يجب عليهم الاستئذان في غير هذه الأوقات .
3- بيان العلة في عدم استئذانهم في غير هذه الأوقات الثلاثة ، نظراً لحاجتهم في الخدمة .
4- أن من سوى هؤلاء يجب عليهم الاستئذان دائماً .
5- تحريم النظر إلى العورات .
6- وجوب الاهتمام بالعورات .
7- دليل للقاعدة : المشقة تجلب التيسير .
8- أن الطفل إذا بلغ وجب عليه الاستئذان في كل الأوقات ، كغيره من الكبار .
9- فضل العفاف .
10- أن آيات القرآن واضحة بينة .
11- عظم هذه الآيات وما فيها من أحكام ، فإنها تدل على عظمة منزلها ومشرعها .
12- إثبات ثلاثة من أسماء الله : العليم ، الحكيم ، السميع .
13- تحريم التبرج .
قال تعالى : (وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) .
وقال  : ( صنفان من أهل النار لم أرهما : ... وذكر منها : ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات ... ) .
قال تعالى : ( لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ
تَعْقِلُون (61) ) .
------------------------------------
قوله ( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ) اختلف العلماء في المعنى الذي رفع لأجله الحرج عن الأعمى والأعرج والمريض ههنا :
فقيل : أي لا حرج ولا إثم عليهم في ترك الجهاد .
وقيل : المراد ههنا أنهم كانوا يتحرجون من الأكل مع الأعمى لأنه لا يرى الطعام وما فيه من الطيبات ، فربما سبقه غيره إلى ذلك ، ولا مع الأعرج لأنه لا يتمكن من الجلوس فيفتات عليه جليسه ، والمريض لا يستوفي من الطعام كغيره ، فكرهوا أن يؤاكلوهم لئلا يظلموهم ، فأنزل الله هذه الآية رخصة في ذلك .                                ( تفسير ابن كثير : 3/270 )
ولا بأس أن يقال بالعموم .
فائدة : الآية التي في سورة الفتح(لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ ) هذه بالاتفاق نزلت في ترك الجهاد
والغزو ، أي لا إثم عليهم في ترك الجهاد لضعفهم وعجزهم .                                        ( تفسير ابن كثير : 3 / 270 ) .
قوله ( ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم ) أي ليس عليكم إثم وحرج أن تأكلوا من بيوت أولادكم .
 قوله ( من بيوتكم ) أي بيوت أولادكم .
قال السعدي : ” وهذا موافق للحديث الثابت : ( أنت ومالك لأبيك ) والحديث الآخر : ( إن أطيب ما أكلتم من كسبكم ، وإن أولادكم من كسبكم ) وليس المراد من قوله ( بيوتكم ) بيت الإنسان نفسه ، فإن هذا من باب تحصيل الحاصل الذي ينزه عنه كلام الله ، ولأنه نفى الحرج عما يظن أو يتوهم فيه الإثم من هؤلاء المذكورين ، وأما بيت الإنسان نفسه ، فليس فيه أدنى توهم .                                                                   ( تفسير السعدي : 523 ) .
قوله ( أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم ) أي لا حرج في الأكل من بيوت هؤلاء الأقارب .
 يجوز الأكل من بيوت هؤلاء من غير استئذان ، لأن الله أذن في ذلك برفع الحرج .
ولأن العادة أن هؤلاء القوم تطيب أنفسهم بأكل الأقارب .
قال السعدي : ” والحكمة فيه معلومة من السياق ، فبيوت هؤلاء المسلمين ، قد جرت العادة والعرف بالمسامحة في الأكل منها ، لأجل القرابة القريبة ، أو التصرف التام ، أو الصداقة “ .
فائدة :
سبق أنه يؤكل من بيوت هؤلاء بغير إذن ، لكن إن عُلِمَ عدم رضاه فلا يجوز .
قال السعدي : ” فلو قُدِّرَ في أحد من هؤلاء عدم المسامحة والشح في الأكل المذكور ، لم يجز الأكل ، ولم يرتفع الحرج ، نظراً للحكمة والمعنى “ .                                                              ( تفسير السعدي : 524 )
قوله ( أو ما ملكتم مفاتحه ) يدخل في ذلك الوكيل والخازن ، وكل من كان بمنزلتهم ، فيجوز لمن دفع إليه المفتاح أن يأكل من مال من دفع إليه مفاتحه ولا حرج عليه في ذلك .
( أو صديقكم ) أي بيوت أصدقائكم وأصحابكم ، فلا جناح عليكم في الأكل منها إذا علمتم أن ذلك لا يشق عليهم ولا يكرهون ذلك .
قوله ( ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعاً أو أشتاتاً ) هذه رخصة من الله تعالى في أن يأكل الرجل وحده ومع جماعة ، فهذا نفي للحرج لا نفي للفضيلة ، وإلا فالأفضل الاجتماع على الطعام .
عن وحشي بن حرب : ( أن أصحاب رسول الله  قالوا : يا رسول الله ، إنا نأكل ولا نشبع ، قال : فلعلكم تفترقون ، قالوا : نعم ، قال : فاجتمعوا على طعامكم يبارك لكم ) . رواه أبو داود
قوله ( فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم ) قوله ( بيوتاً ) نكرة في سياق الشرط ، فيشمل بيت الإنسان وبيت غيره .
 قول بعض العلماء ( بيوتاً ) المراد المساجد قول ضعيف .
وقال بعض العلماء ( بيوتاً ) أي بيوت أنفسكم ، لكن الصحيح أنها عامة ، بيت الإنسان نفسه وبيت غيره .
قوله ( فسلموا على أنفسكم ) أي فسلموا على أهلها الذين هم فيها .
 قوله ( على أنفسكم ) أي على إخوانكم ، لأن المسلمين كالنفس الواحدة ، كقوله تعالى : (وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ) أي لا تلمزوا الآخرين ، وقوله تعالى : (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ) أي لا تقتلوا إخوانكم .
 وقد ذهب بعض العلماء إلى أنه إذا لم يكن في البيت ساكن فإنه يسلم ، فقد جاء عن عكرمة أنه قال : ( إذا دخلت بيتاً ليس فيه أحد فقل : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) . والله أعلم .
 قوله ( فسلموا على أنفسكم ) فيه مشروعية السلام .
قال  : ( أفشوا السلام بينكم ) .
وقال  : ( حق المسلم على المسلم ست : ... وذكر : إذا لقيته فسلم عليه ) .
وعن البراء قال : ( أمرنا بسبع : ... وذكر منها : وإفشاء السلام ) .
وعن عبد الله بن سلام قال : قال رسول الله  : ( يا أيها الناس ، أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ، وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام ) . رواه الترمذي
قوله ( تحية من عند الله ) أي سلامكم بقولكم : [ السلام عليكم ورحمة الله ] ( تحية من عند الله ) أي قد شرعها الله وجعلها تحيتكم .
قوله ( مباركة ) أي ذات بركة ، والبركة كثرة الخير ، فيهي مباركة لاشتمالها على السلامة من النقص ، وحصول الرحمة والبركة ، والنماء والزيادة .
قوله ( طيبة ) أي حسنة تطيب بها نفس قائلها ، وتطيب بها نفس سامعها .
 والطيب من الصفات الحسنة التي توصف بها الأقوال والأفعال ، كما قال تعالى : (ِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ... ) .
وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ... ) .
قوله ( كذلك يبين الله لكم الآيات ) الدالات على أحكامه الشرعية وحكمها . ( وسبقت مباحثها )
( لعلكم تعقلون ) عنه، فتفهمونها، وتعقلونها بقلوبكم، ولتكونوا من أهل العقول والألباب الرزية، فإن معرفة أحكامه الشرعية على وجهها، يزيد في العقل وينجو به اللب، لكون معانيها أجل المعاني، وآدابها أجل الآداب.[تفسير السعدي: 524 )
فوائد عامة :
1- رفع الحرج في الشريعة الإسلامية عن المريض وغيره .
2- دليل القاعدة : المشقة تجلب التيسير .
3- جواز الأكل من بيوت هؤلاء المذكورين في الآية لكن بشرط أن لا يحمل معه شيء .
4- جواز الأكل مجتمعين ومتفرقين والاجتماع أفضل .
5- مشروعية السلام .
6- حكمة الله عز وجل في تبيين آياته .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (62) لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (64) ) .
------------------------------------
قوله تعالى : ( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه )
قال ابن كثير : ” وهذا أيضاً أدب أرشد الله عباده المؤمنين إليه ، فكما أمرهم بالاستئذان عند الدخول ، كذلك أمرهم بالاستئذان عند الانصراف لا سيما إذا كانوا في أمر جامع مع الرسول  “ .
 والأمر الجامع هو الأمر الطارئ الذي يستوجب اجتماع المسلمين ، كالاجتماع للغزو والجهاد ، أو أي أمر آخر فيه مصلحة للمؤمنين يقتضي المشاركة في العمل أو في الرأي والمشورة .
 لأن عدم الاستئذان سبب الفوضى والخلل في الاجتماع .
 قوله ( إنما المؤمنون ) أي كاملي الإيمان .
قوله ( إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله ) هذه الجملة تأكيد للجملة السابقة ، أي أن المؤمنين الحقيقيين هم الذين يفعلون ذلك لا غيرهم .
 قوله ( حتى يستأذنوك ) فيه بيان حال المؤمنين ومنهجهم والتعامل مع الرسول  وأنهم كانوا لا يذهبون إذا اجتمعوا لأمر جامع بأمر الرسول  حتى يستأذنوه مهما كانت ظروفهم ، وهذا من العلامات الفارقة الظاهرة بين المؤمنين والمنافقين.
قوله ( فإذا استأذنوك ) أي إذا طلب منك بعض المؤمنين الإذن .
قوله ( فأذن لمن شئت منهم ) لقضاء بعض أمورهم التي تستدعي استئذانهم .
 قوله ( فأذن لمن شئت منهم ) وكل الله المشيئة تعالى إليه  ، ويكون الإذن على حسب المصلحة .
 والمستأذن لا يخرج إلا بأمرين :
الأول : أن يكون لشأن من شؤونهم ، وشغل من أشغالهم .
الثاني : أن يأذن له الإمام بما تقتضيه المصلحة .
قوله ( واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم ) ذكر بعض العلماء بعض التعليلات لاستغفار الرسول  مع استئذانهم وامتثالهم الأمر .
فقيل : لأن الاستئذان وإن كان لا يخلو من حاجة ، إلا أن فيه شيئاً من إيثار حاجة المستأذن الخاصة على أمر الله ورسوله وحاجة المسلمين العامة ، فكان صاحبه من هذه الناحية محتاجاً إلى الاستغفار .
وقيل : إن الأمر بالاستغفار لهم تطييباً لخواطرهم ، حيث تأدبوا بأدب الله ورسوله فلم يذهبوا لحاجاتهم إلا بعد الاستئذان .
قوله ( لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً ) اختلف العلماء في معناها على قولين :
فقيل : لا تجعلوا دعاءكم الرسول إذا دعوتموه كدعاء بعضكم بعضاً ، فلا تقولوا : يا محمد ، مصرحين باسمه ، كما يفعل بعضكم مع بعض .
كما قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ...).
وقال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) .
ورجح هذا القول ابن كثير .
وقيل : المعنى لا تجعلوا دعاء الرسول إياكم كدعاء بعضكم بعضاً فتتباطأوا بالإجابة ، كما يتعامل بعضكم مع بعض .
كما قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ) .
قوله ( قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذاً )
التسلل : الخروج خفية ، ومعنى يتسللون أي يخرجون قليلاً خفية .
واللواذ : أي يلوذ بعضكم ببعض ويستتر بعضكم ببعض من أجل ألا يراهم الرسول  .
والمعنى : قد علم الله الذين يتسللون قليلاً قليلاً ويخرجون من الجماعة خفية يستتر بعضهم ببعض .
قال الطبري : ” اللواذ أن يلوذ القوم بعضهم ببعض ، ويستتر هذا بهذا وهذا بهذا “ .
قوله ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره ) أي عن أمر رسول الله  ، وهو سبيله ومنهاجه وطريقه وسنته وشريعته ، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله فما وافق ذلك قُبِل ، كما قال  : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) .
أي فليحذر وليخش من خالف شريعة الرسول  ظاهراً وباطناً :
قوله ( أن تصيبهم فتنة ) اختلف ما المراد بالفتنة هنا :
فقيل : القتل . وقيل : البلاء . وقيل : الشرك ، وبهذا فسرها الإمام أحمد ، حيث قال : ” عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته ثم يذهبون لرأي سفيان ، والله تعالى يقول : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) أيدري ما الفتنة ؟ الفتنة الشرك لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك “ .
 فالأمر خطير : كم أصبحنا نسمع في زماننا إذا حُدث بحديث عن الرسول  قال: شيخي يقول كذا وكذا، أو يقول: مذهبي ورأي كذا وكذا .
أو يقول : المسألة فيها خلاف .
أو يقول : هناك أقوال أخر في المسألة .
وهكذا يردون حديث رسول الله  .
قال سفيان : ” يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله وتقولون قال أبو بكر وعمر “ .
قوله ( أو يصيبهم عذاب أليم ) أي ينالهم عقوبة ونكالاً وعذاباً مؤلم موجع .
قيل : هذا العذاب في الدنيا . وقيل : في الآخرة .
ولا مانع فيهما .
 قوله ( أو يصيبهم ) ( أو ) ليست للشك بل للتنويع ، أي لا يخلو من أحد هذين الأمرين المتوقعين أو منهما جميعاً .
 هذه الآية استدل بها العلماء على أن الأمر يقتضي الوجوب .
حيث أن الله تعالى توعد من خالفه ولا يتوعد إلا على واجب .
كما استدلوا بقوله تعالى : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً) .
قوله ( ألا إن لله ما في السماوات والأرض ) أي له جل وعلا ما في الكون ملكاً وخلقاً وعبيداً .
قوله ( قد يعلم ما أنتم عليه ) أي قد علم ما في نفوسكم من الإيمان أو النفاق أو الإخلاص أو الرياء ، ومن خير وشر وطاعة ومعصية .
قوله ( ويوم يرجعون إليه ) أي هو علام بحالكم اليوم ، وما ستلاقون في يوم الجزاء الذي ترجعون فيه إليه .
قوله ( فينبئهم بما عملوا ) أي يخبرهم .
وليس المراد مجرد الإخبار ، بل هو إخبار معه جزاء ، كما قال تعالى : (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى) .
وقال تعالى : (يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ) .
وقال تعالى : (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) .
قوله ( والله بكل شيء عليم ) لا يخفى عليه تعالى شيء من أعمالكم دقيقها وجليلها ، كما قال تعالى : (لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) .
وقال تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) .
فوائد عامة :
1- أن من علامات الإيمان الاستئذان من الأمير إذا كان على أمر جامع .
2- أن عدم الاستئذان دليل على نقص الإيمان .
3- أن عدم الاستئذان يؤدي إلى الفوضى وربما إلى تساهل الناس في أمر الإمام وفي أمر الأمة .
4- إثبات اسمين من أسماء الله : الغفور – الرحيم .
5- وجوب احترام النبي وتعظيمه .
6- تحذير المتسللين من الجمع من غير إذن ولا عذر .
7- التحذير من مخالفة أمر الرسول  .
8- وجوب طاعة الرسول إذا أمر بأمر ليس له صارف عن الوجوب .
9- يخشى على من يرد أمر الرسول أن يصاب بفتنة .
10- عموم ملك الله .
11- أن المرجع إلى الله .
12- وجوب أخذ الحذر والاستعداد ليوم القيامة .
13- أن العبرة بالأعمال .
14- عموم علم الله بالكافر والمؤمن والصادق والكاذب .
15- يجب الخوف من الله عز وجل ، حيث أنه يعلم ما نقوله وما نتكلم به وما في قلوبنا .

تم شرح سورة النور ولله الحمد والمنة أولاً وآخراً

المصدر : الشيخ اللهيميد
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى