مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* تفسير سورة مريم 1

اذهب الى الأسفل

* تفسير سورة مريم 1 Empty * تفسير سورة مريم 1

مُساهمة  طارق فتحي الأحد يناير 09, 2011 7:20 pm

تفسير سورة مريم
اعداد : طارق فتحي

(كهيعص) سبق الكلام على الحروف المقطَّعة في أول سورة البقرة.
( ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ) أي هذا ذكر رحمة الله عبده زكريا .
• وكان زكريا نبياً عظيماً من أنبياء بني إسرائيل ، وفي الحديث ( أنه كان نجاراً يأكل من عمل يده ) .
( إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً ) أي حين دعاء ربه وناجاه بصوت خفي لا يكاد يسمع .
• إذ دعا ربه سرًا; ليكون أكمل وأتم إخلاصًا لله, وأرجى للإجابة .
• والدعاء سراً أفضل من الجهر ، لأسباب ذكرها ابن القيم :
أولاً : أنه أعظم إيماناً ، لأن صاحبه يعلم أن الله يسمع دعاءه الخفي .
ثانياً : أنه أعظم في الأدب والتعظيم ، ولهذا لا تخاطب الملوك ولا تسأل برفع الأصوات .
ثالثاً : أنه أبلغ في التضرع والخشوع الذي هو روح الدعاء .
رابعاً : أنه أبلغ في الإخلاص .
خامساً : أن أعظم النعم الإقبال على الله والتعبد له ، والانقطاع إليه ، ولكل نعمة حاسد على قدرها دقت أو جلت ، ولا نعمة أعظم من هذه النعمة ، فأنفس الحاسدين المنقطعين متعلقة بها ، وليس للمحسود أسلم من إخفاء نعمته على الحاسد
وكم من صاحب قلب وجمعية وحال مع الله قد تحدث بها وأخبر بها فسلبه إياها الأغيار فأصبح يقلب كفيه .
• قول من يقول إنما أخفاه لأنه طلب أمراً دنيوياً ، أو أخفاه لأنه خاف من قومه أن يلوموه على طلب الولد في حالة لا يمكن فيها الولد عادة لكبر سنه وسن امرأته ، وامرأته عاقراً ، فهذه أقوال غير ظاهره .
• لم يبين الله تعالى هنا أين كان دعاء زكريا هذا ؟
لكن بينه في سورة آل عمران (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ . هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء ) .
هنالك : أي في ذلك المكان الذي وجد فيه ذلك الرزق عند مريم .
( قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي ) أي ضعفت وخارت القوى .
• فضل الدعاء والتوسل باسم الرب :
قال تعالى : (قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) .
قال تعالى : (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) .
قال تعالى : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً) .
قال تعالى : (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) .
( وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً ) أي اضطرم وانتشر المشيب في السواد .
قال ابن كثير : والمراد من هذا : الإخبار عن الضعف والكبر ودلائله الظاهرة والباطنة .
( وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً ) أي لم أعهد منك إلا الإجابة في الدعاء ، ولم تردني قط فيما سألتك .
• وهذا فيه توسل بالضعف والمسكنة .
( وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي ) وإني خفت أقاربي وعصبتي مِن بعد موتي أن لا يقوموا بدينك حق القيام, ولا يدعوا عبادك إليك .
قال الشنقيطي : أي خفت أقاربي وبني عمي وعصبتي : أن يضيعوا الدين بعدي ، ولا يقوموا لله بدينه حق القيام فارزقني ولداً يقوم بعدي بالدين حق القيام .
قال ابن كثير : وجه خوفه أنه خشي أن يتصرفوا من بعده في الناس تصرفاً سيئاً ، فسأل الله ولداً يكون نبياً من بعده ليسوسهم بنبوته وما يوحى إليه ، فأجيب في ذلك ، لا أنه خشي من وراثتهم ماله .
• قال القرطبي : الموالي هنا الأقارب وبنو العم والعصبة الذين يلونه في النسب .
( وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً ) العاقر  : هي العقيم التي لا تلد وهو يطلق على الذكر والأنثى .
وقد قال تعالى ( وأصلحنا له زوجه ) فالإصلاح هنا : هو كونها صارت تلد بعد أن كانت عقيماً .
( فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً ) أي فارزقني من فضلك ولداً صالحاً يتولاني .

(يَرِثُنِي ) أي يرثني بالملك والنبوة لا بالمال ، وذلك لأمور :
أولاً : أن النبي أعظم وأجل قدراً من أن يشفق على ماله إلى هذا الحد .
ثانياً : أنه لم يذكر أنه كان ذا مال ، بل كان نجاراً يأكل من كسب يده ، ومثل هذا لا يجمع مالاً ، ولا سيما الأنبياء ، فإنهم كانوا أزهد شيء في الدنيا .
ثالثاً : أنه ثبت في الحديث الصحيح قوله  ( لا نورث ، ما تركناه صدقة ) .
وعند الترمذي ( نحن معاشر الأنبياء لا نورث ) .
رابعاً : وورث سليمان داود ، إذ لو كان في المال لما خصه من بين إخوته .
( يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ) أي يرثني ويرث أجداده في العلم والنبوة .
( وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً ) أي مرضياً عندك وعند خلقك ، تحبه وتحببه إلى خلقك في دينه وخلقه .

الفوائد :
1- إعجاز القرآن الكريم .
2- رحمة الله تعالى بعبده زكريا .
ورحمة الله واسعة لكل الخلق .
كما قال تعالى ( ورحمتي وسعت كل شيء ) ، ورحمة الله تنال بأمور :
بالإحسان .
كما تعالى ( إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ).
برحمة الناس حتى الحيوان .
كما قال  ( إنما يرحم الله من عباده الرحماء ) .
وقال  ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) .
للمتقين .
كما قال تعالى ( ورحمتي وسعت كل شيء .. )
3- فضل العبودية لله تعالى ، حيث وصف نبيه زكريا بوصف العبودية .
ووصفه بالعبودية ، لأن أعلى ما يتصف به الإنسان أن يكون عبداً لله ، وقد وصف الله نبيه محمد بهذا الوصف في أعلى المقامات :
• في مقام الإسراء ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً .. ) .
• وفي مقام التحدي ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله ) .
• وفي مقام الدعوة ( وأنه لما قام عبد الله يدعوه .. ) .
• وصفه بالعبودية في هذا المقام العظيم لأسباب :
أولاً : لمعرفة فضل وشرف أن يكون الإنسان عبداً لله .
ثانياً : أن أعظم صفات الرسل هي عبوديتهم لله .
ثالثاً : ليجتهد الإنسان ليكون عبداً لله ليصل للمراتب العالية عند الله .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : والعبد كلما كان أذل لله وأعظم افتقاراً إليه وخضوعاً له : كان أقرب إليه وأعز له وأعظم لقدره .
4- فضل دعاء الله .
5- فضل إخفاء الدعاء .
6- استحباب ذكر الضعف والفقر والمسكنة عند الدعاء .
7- استحباب الثناء على الله عند الدعاء لقوله ( ولم أكن بدعائك رب شقياً ) .
8- حرص هذا النبي على الدين .
9- أن الأنبياء يحملون هــمّ الدِّين .
10- أن الداعية إلى الله هو الذي يخطط لدعوته ولو بعد موته .
11- أن الله لا يعجزه شيء .
12- ينبغي على المسلم أن ينوي بطلب الذرية أن يكونوا صالحين مصلحين نافعين مدافعين عن الإسلام .

( يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً (7) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً (Cool قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً (9) قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً (10) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً ) .
----------
( يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً ) أي استجاب الله دعاءه كما قال تعالى في سورة آل عمران
( فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى ) .
قال السعدي : أي بشره الله تعالى على يد الملائكة بيحيى وسماه الله له يحيي ، وكان اسماً موافقاً لمسماه : يحيا حياة حسية ، فتتم به المنة ، ويحيا حياة معنوية وهي حياة القلب والروح بالوحي والعلم والدين .
• من صفات هذا الابن :
أولاً : أن الله تولى اسمه .
قال الشنقيطي : في قوله تعالى [ اسمه يحيى ] يدل على أن الله هو الذي سماه ، ولم يَكِلْ تسميته إلى أبيه ، وفي هذا منقبة عظيمة ليحيى .
ثانياً : ليس له سمي ، واختلف في معنى ذلك :
فقيل : ليس له شبيهاً ، وهذا ضعيف ، لأن يحيى عليه السلام سبقه كثير من الأنبياء ، وفيهم من هو أفضل منه .
وقيل : أي لم يسم أحد قبله بهذا الاسم ، واختاره ابن جرير ، وهو الصحيح ، ونسبه الشوكاني لأكثر المفسرين وقال : وفي إخباره سبحانه بأنه لم يسم بهذا الاسم قبله أحد فضيلة من جهتين : الأولى : أن الله هو الذي تولى تسميته به ، ولم يكلها إلى الأبوين .
والجهة الثانية : أن تسميته باسم لم يوضع لغيره يفيد تشريفه وتعظيمه .
ومن صفاته كما في سورة آل عمران ( ومصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين ) مصدقاً بكلمة من الله : أي بعيسى ، وسمي كلمة الله ، لأن الله أوجده بكلمة كن .
وسيداً : السيد هو الذي يسود قومه ويفوقهم .
وحصوراً : التفسير الصحيح أن الحصور هو الذي حصر نفسه عن النساء مع القدرة على إتيانهن تبتلاً منه وانقطاعاً لعبادة الله .
وأما من قال : إنه محصور عن النساء لأنه عنين لا يقدر على إتيانهن ، فليس بصحيح ، لأن العنة عيب ونقص في الرجال .
( قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنْ الْكِبَرِ عِتِيّاً ) هذا تعجب من زكريا عليه السلام حين أجيب إلى ما سأل وبشر بالولد ، ففرح فرحاً شديداً ، وسأل عن كيفية ما يولد له ، والوجه الذي يأتيه منه الولد ، مع أن امرأته كانت عاقراً لم تلد من أول عمرها مع كبرها ، ومع أنه كبر وعتا ، أي عسا عظمه ونحل ، ولم يبق فيه لقاح ولا جماع .
• عتياً : قيل الكبَر ، قال ابن كثير : الظاهر أنه أخص من الكبر .
• فإن قيل : ما وجه استفهام زكريا في قوله ( أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ ) مع علمه بقدرة الله على كل شيء ؟
قيل : إن استفهام زكريا استفهام استخبار واستعلام ، لأنه لا يعلم هل الله يأتيه بالولد من زوجه العجوز على كبَرِ سِنِّهِما على سبيل خرق العادة ، أو يأمره أن يتزوج شابة ، أو يردهما شابين ؟ فاستفهم على الحقيقة ليعلمها ، وهذا أظهر الأقوال .
وقيل : أن استفهامه استفهام تعجب من كمال قدرة الله تعالى .
(قَالَ ) أي المَلَك مجيبًا زكريا عمَّا تعجَّب منه .
(كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ) أي إيجاد الولد منك ومن زوجتك هذه لا من غيرها ( هين ) أي يسير سهل على الله ، ثم ذكر له ما هو أعجب مما سأل عنه ، فقال
( وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً ) أي ومن خلقك ولم تك شيئاً فهو قادر على أن يرزقك الولد المذكور كما لا يخفى ، كما قال تعالى ( أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئاً .. ) وقوله تعالى ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً ) .
( قَالَ رَبِّ اجْعَل لِي آيَةً ) أي قال زكريا لربه ( رَبِّ اجْعَل لِي آيَةً ) أي علامة ودليل على وجود ما وعدتني ، لتستقر نفسي ويطمئن قلبي بما وعدتني ، كما قال إبراهيم ( إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) .
(قَالَ آيَتُكَ ) أي علامتك .
( أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً ) أي يحبس لسانك عن الكلام ثلاث ليال ، وأنت صحيح سوي من غير مرض ولا علة .
قال الشنقيطي : أي تمنع الكلام فلا تطيقه ثلاث ليال بأيامهن في حال كونك سوياً ، أي سوي الخلق ، سليم الجوارح ، ما بك خرس ولا بكم ولكنك ممنوع من الكلام على سبيل خرق العبادة ، وأما ذكر الله فليس ممنوعاً منه بدليل قوله تعالى في آل عمران
(  وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ ) .
( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنْ الْمِحْرَابِ ) فخرج زكريا على قومه مِن مصلاه, وهو المكان الذي بُشِّر فيه بالولد .
( فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ ) أي أشار إشارة خفية سريعة .
( أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً ) موافقة له فيما أمر به في هذه الأيام الثلاثة زيادة على أعماله شكراً لله على ما أولاه .
الفوائد :
1- تعظيم الله تبارك وتعالى لقوله ( إنا نبشرك ) وهذا أسلوب تعظيم .
2- استحباب بشارة المسلم بكل أمر يسره .
3- أن إدخال السرور على المسلم أمر مرغوب محبوب .
4- أن الله يجيب الدعاء .
5- إثبات أن الله إلهاً عظيماً يستحق العبادة حيث أنه يجيب دعوة الداعين .
وقد نبه تعالى في آيات كثيرة أن الذي لا يجيب الدعاء ولا يسمع لا ينفع أن يكون إلهاً .
قال تعالى ( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ . إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ) .
6- إثبات وجود الله .
7- ثناء الله على هذا الابن .
ا أثنى الله على شخص بالقرآن فإن ذلك لفائدتين :
أولاً : أن نثني عليه .
ثانيا : الاقتداء به .
1- لا مانع من أن يطلب الإنسان ما يزيد إيمانه ويطمئنه .
كما قال تعالى عن إبراهيم (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) .
2- أن الله قادر على كل شيء .
3- حكمة الله في جعل من يشاء عقيماً ومن يشاء ليس عقيماً .
4- وجوب شكر النعمة .
وشكرها يكون باللسان ، وبالقلب ، وبالجوارح .
بالقلب : هو إيمان القلب بأن النعمة من الله تعالى ، وأن له المنة في ذلك .
باللسان : التحدث بنعمة الله اعترافاً – لا افتخاراً .
بالجوارح : وهو القيام بطاعة المنعِم . [ ولذلك في الحديث كان النبي يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ].
وفي ذلك يقول الشاعر :
أفادتكم مني النعماءُ ثلاثةً            يدي ولساني والضميرَ المحجــبا .
يدي : الجوارح        لساني : القول بالثناء على الله بالنعمة     الضمير المحجبا : الاعتقاد .
5- فضل تسبيح الله .
قال  ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده ) متفق عليه .
وقال  ( أفضل الكلام ما اصطفى الله لملائكته : سبحان الله وبحمده ) رواه مسلم .


( يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً (12) وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً (13) وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً (14) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً ) .
---------
( يَا يَحْيَى خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ) في الكلام حذف : والتقدير : فلما ولد يحيي وكبر وبلغ السن الذي يؤمر فيه قال الله له [ يا يحيي خذ الكتاب ] أي التوراة [ بقوة ] أي بجد واجتهاد .
( وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً ) أي وأعطيناه الحكمة ورجاحة العقل منذ الصغر ، قال الطبري : المعنى أعطيناه الفهم لكتاب الله في حال صباه قبل بلوغه سن الرجال .
وقيل : أعطي النبوة منذ الصغر ، والأول أصح .
• روي أن الصبيان قالوا ليحيي : اذهب بنا نلعب ، فقال لهم : ما للعب خلقت .
( وَحَنَانَاً مِنْ لَدُنَّا ) قال ابن كثير : والظاهر من السياق أن قوله [ وحناناً ] معطوفاً على قوله [ وآتيناه الحكم صبياً ] أي وآتيناه الحكم [ وحناناً ] أي جعلناه ذا حنان وزكاة ، فالحنان : هو المحبة في شفقة وميل .
( وَزَكَاةً ) معطوفاً على وحناناً ، فالزكاة الطهارة من الدنس والآثام والذنوب .
( وَكَانَ تَقِيّاً ) أي عبداً صالحاً متقياً لله .
( وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً ) وكان بارًّا بوالديه مطيعًا لهما, ولم يكن متكبرًا عن طاعة ربه, ولا عن طاعة والديه, ولا عاصيًا لربه, ولا لوالديه .
ثم قال بعد هذه الأوصاف الجميلة جزاء له على ذلك :
( وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً ) أي له الأمان في هذه الثلاثة الأحوال .
قال سفيان بن عيينة : أوحش ما يكون المرء في ثلاثة مواطن : يوم ولد فيرى نفسه خارجاً مما كان فيه ، ويوم يموت فيرى قوماً لم يكن عاينهم ، ويوم يبعث فيرى نفسه في محشر عظيم ، قال : فأكرم الله فيها يحيي بن زكريا فخصه بالسلام عليه .
- قال ابن القيم مبيناً الحكمة في تقييد السلام في هذه المواطن الثلاث ( أن طلب السلامة يتأكد في المواضع التي هي مظان العطب ومواطن الوحشة ، وكلما كان الموضع مظنة ذلك تأكد طلب السلامة وتعلقت بها الهمة ، فذكرت هذه المواطن الثلاثة لأن السلامة فيها آكد وطلبها أهم ، والنفس عليها أحرص ، لأن العبد قد انتقل من دار كان مستقراً فيها موطن النفس على صحبتها وسكناها إلى دار هو فيها معرض للآفات والمحن والبلاء ) .
الفوائد :
1- ينبغي على الإنسان أن يأخذ العلم والتعلم بحزم وثبات وقوة لا بكسل وخمول .
قال يحيي بن أبي كثير : لا ينال العلم براحة الجسد .
2- فضل هذا النبي حيث أعطاه الله هذه الصفات العظيمة .
3- فضل رجاحة العقل والفطنة منذ الصغر .
4- فضل التقوى ، حيث أثنى الله عليه بأنه كان تقياً .
5- فضل بر الوالدين .
قال تعالى ( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن ) .
وقال تعالى (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) .
وعن ابن مسعود قال : ( سألت رسول الله  أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال : الصلاة على وقتها ، قلت ثم أي ؟ قال : بر الوالدين ..... ) .
6- أن كل أحد يموت حتى الأنبياء .
7- إثبات البعث .
8- أن الإنسان أهم ما يحتاج إليه من السلامة والثبات يوم موته ويوم بعثه .


المصدر : الشيخ سليمان اللهيميد
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى