مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* الترتيب المُحكم لأرقام الآيات 3

اذهب الى الأسفل

* الترتيب المُحكم لأرقام الآيات 3 Empty * الترتيب المُحكم لأرقام الآيات 3

مُساهمة  طارق فتحي الأحد يناير 09, 2011 5:44 pm



ُالترتيب المُحكم لأرقام الآيات
اعداد : طارق فتحي
ترقيم الآيات... هل هو وحيٌ من اللّه؟
بعد كل هذه البراهين المادية الرقمية يمكننا القول وبثقة تامة: إن ترقيم آيات القرآن قد تمَّ بوحيٍ وإلهامٍ وقدرةٍ من اللّه تعالى، لأن اللّه عندما حفظ قرآنه حفظ كل حرفٍ فيه وكل كلمة وكل آية وبالترتيب الذي أراده هو وليس نحن، فالكتاب كتابُه وهو يفعل ما يريد.
وبلغة الأرقام: لو دخل التحريف أو التغيير إلى القرآن طوال 1400 سنة لما بقي النظام الرقمي للآيات كما نراه اليوم.
ويكفي تغيير ترتيب عدة سور فقط من القرآن ليختل النظام الرقمي لآيات القرآن، حتى ترتيب سور القرآن بهذا الشكل هو برعاية وحفظ اللّه تعالى القائل: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 15/9]. إذاً كما أن الله خلق السماوات السبع ولا زال يحفظها ويمسكها ولولا رعاية الله لها لزالت، كذلك أنزل القرآن ولا زال يحفظهُ ولولا ذلك لدخل التحريف والتغيير.
و من خلال كلمة (يُمْسِكُ) في القرآن ندرك أن الذي حفظ القرآن هو الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا. كلمة (يُمْسِكُ) تكررت 4 مرات في القرآن كله. والآيات الأربعة على التسلسل هي:
1 ـ (أَََلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) [الحج: 22/65].
2 ـ (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [فاطر: 35/2].
3 ـ (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) [فاطر: 35/41].
4 ـ (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الزمر: 39/42].
إن العدد الذي يمثل أرقام الآيات التي وردت فيها هذه الكلمة يقبل القسمة على 7:
4241265 = 7 × 605895
لقرآن وحي من الله
لقد تكررت كلمة (أُوحِيَ) في القرآن كله 11 مرة، فكيف توزعت هذه الكلمة عبر آيات القرآن، وما هو المعنى الذي تحمله؟ لنكتب الآيات الـ 11 التي وردت فيها هذه الكلمة:
1 ـ (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ) [الأنعام: 6/19].
2 ـ (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) [الأنعام: 6/93].
3 ـ (اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) [الأنعام: 6/106].
4 ـ (قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [الأنعام: 6/145]
5 ـ (وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) [هود: 11/36].
6 ـ (وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً) [الكهف: 18/27].
7 ـ (إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) [طه: 20/48].
8 ـ (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) [العنكبوت: 29/45].
9 ـ (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الزمر: 39/65].
10 ـ (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [الزخرف: 43/43].
11 ـ (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً) [الجن: 72/1].
إذن هذه الكلمة (أُوحِيَ) استخدمت في القرآن للتعبير عن حقيقة واحدة وهي حقيقة الوحي من اللّه تعالى لرسله عليهم السلام. إن العدد الذي يمثل هذه الآيات الإحدى عشرة هو عدد مؤلف من 23 مرتبة بعدد سنوات الوحي، وهو 14365454827361451069319 يساوي:
= 7 × 2052207832480207295617
إذن الآيات الـ 11 التي تكررت فيها كلمة (أُوحِيَ) رُتِّبت في القرآن بطريقة مذهلة تتناسب مع الرقم 7. ولا ننسى أن كل آية من هذه الآيات وغيرها أيضاً كلماتها تكررت في القرآن وفق نظام محكم وبالتالي صدق رسول اللّه وصدق اللّه وصدق قوله: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْءَانُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) [الأنعام: 6/19].
النظام الرقمي داخل سورة الأنعام
رأينا كيف تكررت كلمة (أُوحِيَ) في القرآن، ولكن لماذا تكررت هذه الكلمة 4 مرات في سورة الأنعام وحدها؟ وهل يوجد نظام رقمي لتكرار الكلمات داخل السورة الواحدة؟ لنكتب أرقام الآيات الأربع:
19 ـ 93 ـ 106 ـ 145
إن العدد الذي يمثل أرقام الآيات هذه يقبل القسمة على 7 وبالاتجاهين:
1451069319 = 7 × 207295617
9139601541 = 7 × 1305657363
وهذا يمثل منتهى الإعجاز الرقمي في كتاب الله، تتكرر الكلمات بنظام دقيق ضمن السورة الواحدة من جهة، وضمن القرآن الكريم كاملاً من جهة ثانية، حتى أحرف الكلمات القرآنية لها نظام رقمي محكم يعتمد على الرقم 7.
وهكذا عدد لا يُحصى من الأنظمة الرقمية في كتاب الله تعالى الذي جعله الله كتاب هداية ورحمةٍ وشفاء للمؤمنين.
القرآن... شفاء
في كتاب اللّه كل كلمة وُضعت بنظام دقيق ليس رقمياً فحسب بل هناك نظام لغوي لكل كلمة في القرآن. ومن بين آلاف الكلمات القرآنية كلمة (شِفاء) فما هي خصائص هذه الكلمة لغوياً ورقمياً؟ ببحثٍ بسيط عن هذه الكلمة في القرآن نجد أنها تكررت 4 مرات في الآيات:
1 ـ (يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ) [يونس: 10/57].
2 ـ (ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل: 16/69].
3 ـ (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً) [الإسراء: 17/82].
4 ـ (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ) [فصلت: 41/44].
إذن: لغوياً كلمة (شِفاء) هي كلمة خاصة بالقرآن فهو شفاء من جهة ومن جهة أخرى استُخدمت هذه الكلمة مع العسل الذي فيه شفاء، ونلاحظ دقة البيان الإلهي فعندما يكون الكلام عن العسل يقول تعالى: (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) ولم يقل: هو شفاء، لأن العسل فيه بعض الشفاء بينما القرآن كله شفاء لذلك قال عن القرآن: (هُوَ شِفَاءٌ)، ولم يقل: فيه شفاء كما قال عن العسل. فانظر إلى دقة الإعجاز اللغوي في كتاب اللّه تعالى.
ولكن ماذا عن اللغة الجديدة، لغة الأرقام؟ إن العدد الذي يمثل هذه الآيات الأربعة يقبل القسمة على 7:
44826957 = 7 × 6403851
إذن: يتمثل الإعجاز الرقمي في هذه الكلمة (شِفَاءٌ) أنها وضعت في 4 آيات محددة تشكل أرقامها مجتمعة عدداً يقبل القسمة على 7، فانظر إلى الشفاء المطلق ـ القرآن ـ أين أنت منه؟
كلمة للإنس والجنّ
أيضاً كلمة (أَنْصِتُوا) هي كلمة خاصة بالقرآن فقد تكررت مرتين في القرآن كله، في الآيتين:
1 ـ (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْءَانُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأعراف: 7/204].
2 ـ (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا) [الأحقاف: 46/29].
إن العدد الذي يمثل الآيتين يقبل القسمة على 7 مرتين:
29204 = 7 × 7 × 596
وتأمل معي كيف جاءت الكلمة الخاصة بالقرآن والاستماع له مرتين، فالآية الأولى فيها خطاب للإنس، والآية الثانية وردت على لسان الجنّ، وهذا يؤكد أن محمداً عليه صلوات الله وسلامه رسول الله للإنس والجن معاً، كيف لا وهو الرحمة المهداة للعالمين كافة؟
وتدبَّر معي الفقرة التالية:
بيده ملكوت كل شيء
مَن بيده ملكوت كل شيء؟ كلمة (ملكوت) تكررت في القرآن 4 مرات وقد نظَّم اللّه تعالى هذه الآيات الأربعة بشكل يتناسب مع الرقم 7 لنعلم أن الذي خلق السماوات السبع هو الذي بيده ملكوت كل شيء وهو الذي أنزل القرآن ونظَّم كلماته بما ينسجم مع الرقم 7:
1 ـ (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) [الأنعام: 6/75].
2 ـ (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ) [الأعراف: 7/185].
3 ـ (قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) [المؤمنون: 23/88].
4 ـ (فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) [يس: 36/83].
إن العدد الذي يمثل هذه الآيات الأربع حسب تسلسلها في القرآن يقبل القسمة على 7:
838818575 = 7 × 119831225
فما أعظم هذا القرآن... وما أعظم إعجازه وبيانه... وما أروع الأرقام عندما تنطق بالحق، فاللّه أنطق كل شيء... وهو الذي نظَّم الكون بقوانين وأنظمة محكمة وهو الذي نظَّم كلمات كتابه بقوانين وأنظمة محكمة أيضاً.
أرقام تنطق بالحق
إذا كان كل شيءٍ يسبح بحمد اللّه... يسجد للّه... يمتثل أوامر اللّه! إذا كان اللّه أنطق كل شيءٍ... فهل تستطيع الأرقام أن تنطق بلغتها الخاصة لتخبرنا أن اللّه تعالى هو الذي أنزل القرآن؟ بل كيف يمكن للأرقام أن تتكلم وهي عبارة عن مجرد أرقام؟
إن الذي ينظر إلى هذا الكون الواسع بكل ما فيه من نظام محكم وصنع مُتقن ودقة متناهية يستنتج أن وراء هذا الكون من نظَّمَهُ وأحكمه وأتقنه، إنه اللّه تعالى. كذلك عندما ننظر في كتاب اللّه ونرى ما فيه من نظام رقمي محكم وأن كل حرف وكل آية إنما وُضعت بدقة شديدة نستيقن أن الله تعالى هو منظِّم هذه الآيات.
وأن الذي نظَّم هذه الكلمات والآيات والسور بهذا التناسب المذهل مع الرقم 7 هو نفسه الذي خلق ونظَّم الكون وهو نفسه الذي أنزل هذا القرآن أعظم كتاب على الإطلاق.
مَرَجَ البحرين
لا يقتصر الإعجاز القرآني على ذكر الحقائق العلمية، بل إننا نجد إعجازاً مذهلاً في نظام تكرار هذه الحقائق في القرآن. ومن الحقائق العلمية التي تستدعي التفكر كيفية إلتقاء الأنهار العذبة لتصبَّ في البحار المالحة ولا تختلط هذه بتلك. وكذلك نجد كيف يلتقي البحرين المالحين دون أن يختلطا، فمن الذي يمنع هذا البحر من أن يطغى على ذاك؟ إنه اللّه تعالى القائل: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) فكم مرة تكررت هذه الحقيقة في القرآن؟ الجواب مرتين في الآيتين:
1 ـ (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) [الفرقان: 25/53].
2 ـ (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) [الرحمن: 55/19].
والعدد الذي يمثل الآيتين يقبل القسمة على 7:
1953 = 7 × 279
إذن: كلمة (مَرَجَ) هي كلمة خاصة بالبحرين، وقد تكررت هذه الكلمة مرتين فقط في القرآن وبالصيغة ذاتها (مَرَجَ البَحْرَيْن)، ومن هذا المثال وغيره نزداد يقيناً وإيماناً بعظمة القرآن وعظمة مُنَزِّل القرآن.
عذب فرات... وملح أجاج
عبارة (عَذْبٌ فُرَاتٌ) وعبارة (مِلْحٌ أُجَاجٌ) تكررت كل منها في كامل القرآن مرتين في الآيتين:
1 ـ (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ) [الفرقان: 25/53].
2 ـ (وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [فاطر:35/12].
العدد الذي يمثل هاتين الآيتين يقبل القسمة على 7:
1253 = 7 × 179
الآية 53 الفرقان دخلت في تركيب العددين:
1 ـ العدد الذي يمثل تكرار كلمة (مَرَجَ) من مضاعفات السبعة.
2 ـ العدد الذي يمثل تكرار الكلمات (عَذْبٌ، فُرَاتٌ، مِلْحٌ، أُجَاجٌ) من مضاعفات السبعة أيضاً.
فانظر إلى دقة تداخل الأرقام مع بعضها دون أن يختل النظام الرقمي، فالذي نظم هذه الكلمات بهذا الشكل المعجز هو نفسُهُ الذي مرَج البحرين من دون أن يختلطا أو يختلاَّ.
بناء السماء
تحدث القرآن عن خلق السماء، فاللّه تعالى هو الذي بنى السماء وهو الذي زيَّنها بالنجوم، والذي نظَّم بناء السماء هو الذي نظَّم كلمات القرآن.
تكررت كلمة (بَنَيْنَاهَا) مرتين في القرآن في الآيتين:
1 ـ (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا) [ق:50/6].
2 ـ (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات: 51/47].
إن العدد الذي يمثل الآيتين يقبل القسمة على 7:
476 = 7 × 68
الشيء نفسُه بالنسبة لكلمة (زَيَّنَّاهَا) فقد تكررت في القرآن مرتين بالضبط:
1 ـ (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ) [الحجر: 15/16].
2 ـ (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا) [ق:50/6].
إن العدد الذي يمثل الآيتين يقبل القسمة على 7:
616 = 7 × 88
ملاحظة: إن الآية 6 من سورة ق دخلت في تركيب العددين:
1 ـ تكرار كلمة (بَنَيْنَاهَا) يمثله العدد: 6 7 4.
2 ـ تكرار كلمة (زَيَّنَّاهَا) يمثله العدد: 6 1 6.
ومع ذلك يبقى العددان قابلين للقسمة على 7.
في هذا المقام نستنتج أننا لسنا فقط أمام نظام كوني مُحكم بل نحن أيضاً أمام نظام قرآني مُحكم ودائماً يتكرر الرقم 7، وصدق اللّه تعالى إذ يقول: (ألا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الأعراف: 7/54].
فالكون هو خلق اللّه والقرآن هو أمر اللّه، ولا يمكن أن يوجد تناقض أو اختلاف بين خلق اللّه وأمر اللّه. وانظر إلى قول اللّه تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا) [النساء: 4/82].
وصَوَّركم فأحسنَ صُوَركم
من رحمة اللّه تعالى أنه أعطانا أفضل صورة، كما نعلم فالإنسان هو أفضل الكائنات الحية على وجه الأرض، لذلك يقول تعالى: (وصَوَّركم فأحسنَ صُوَركم) فكم مرة تكررت هذه الحقيقة القرآنية في القرآن؟ ببحثٍ بسيط نجد أن كلمة (صَوَّرَكُمْ) تكررت مرتين في القرآن:
1 ـ (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) [غافر: 40/64].
2 ـ (خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) [التغابن: 64/3].
إن العدد الذي يمثل هاتين الآيتين يقبل القسمة على 7:
364 = 7 × 52
سلالة خلق الإنسان
من الحقائق العلمية خلق الإنسان من سلالةٍ من طين، فكم مرة تكررت كلمة (سُلالَةٍ) في القرآن؟ والجواب هو مرتين في الآيتين:
1 ـ (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ) [المؤمنون: 23/12].
2 ـ (ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ) [السجدة: 32/8].
العدد الذي يمثل الآيتين هو 812 يقبل القسمة على 7:
812 = 7 × 116
إذن: في كتاب اللّه تعالى لكل كلمة خصوصيتها، فكلمة (سُلالَةٍ) هي كلمة خاصة بخلق الإنسان لم تُستخدم في القرآن إلا في هذا المعنى.
فمَن الذي وضع هذه الكلمة (سُلالَةٍ) في هذين الموضعين؟ ومَن الذي جعل أرقام الآيتين مجتمعتين تشكلان عدداً يقبل القسمة على 7 ؟ بل مَن الذي يعلم حقيقة خلق الإنسان؟
إنه اللّه تعالى... أنزل القرآن... ووضع فيه قمَّة أنواع الإعجاز... لغوياً... وعلمياً... ورقمياً.
ووصينا الإنسان بوالديه
ثلاث آيات في القرآن كله وردت فيها الوصية الإلهية للإنسان: (وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ) فهل هناك نظام رقمي يحكم هذا التكرار؟ أم هو مجرد تكرار؟ نكتب الآيات الثلاثة:
1 ـ (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [العنكبوت: 29/8].
2 ـ (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) [لقمان: 31/14].
3 ـ (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [الأحقاف: 46/15].
إن العدد الذي يمثل أرقام الآيات الثلاث يقبل القسمة على 7:
15148 = 7 × 2164
وتأمل كيف أن كلمة (وَصَّيْنَا) تكررت في القرآن عدة مرات وعندما كانت الوصية مرتبطة بالوالدين وضعها الله تعالى في أول الآية دائماً، بينما جاءت كلمة (وَصَّيْنَا) في بقية آيات القرآن ضمن سياق الآية وليس في أولها. وهذا من اهتمام القرآن بالوالدين والإحسان إليهما.
يقول تعالى: (وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيّاً حَمِيداً) [النساء: 4/131]. ويقول أيضاً في آية أخرى: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ) [الشورى: 42/13].
فتأمل كيف جاءت كلمة (وَصَّيْنَا) في داخل الآية وليس في أولها كما رأينا مع عبارة (وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ).
وهكذا الكثير من الحقائق القرآنية والأوامر والنواهي والتعاليم تكررت في كتاب اللّه بنظام محسوب بدقة يعجز البشر عن تقليدها. إنه اللّه تعالى القائل في قرآنه العظيم: (وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ) [الرعد: 13/ 8]، فهو يهدي من يشاء، ويرزق من يشاء، ويزكي من يشاء.
اللّه يزكي من يشاء...
تكررت كلمة (يزكِّي) مرتين في القرآن كله في الآيتين:
1 ـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) [النساء: 4/49].
2 ـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [النور: 24/21].
والعدد الذي يمثل الآيتين هو 2149 يقبل القسمة على 7:
2149 = 7 × 307
إذن كلمة (يُزَكِّي) هي كلمة خاصة بالله تعالى ولم ترد إلا وتذكر معها مشيئة الله تعالى، فهو يزكِّي من يشاء وهو الواحد القهار.

وهو القاهر فوق عباده
صفة من صفات اللّه تعالى وهي: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ) تكررت مرتين في القرآن، فلو بحثنا عن كلمة (الْقَاهِرُ) نجد بأنها تكررت مرتين:
1ـ (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) [الأنعام: 6/18].
2ـ (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ) [الأنعام: 6/61].
إن العدد الذي يمثل الآيتين يقبل القسمة على 7:
6118 = 7 × 874
إذن: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ) تكررت مرتين في سورة الأنعام ولم ترد في أية سورة من سور القرآن إلا الأنعام، فهي عبارة خاصة باللّه تعالى.
نِعْمَ المولى ونِعْمَ النصير
اللّه تعالى... هو (نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) هذه العبارة تكررت مرتين في القرآن في الآيتين:
1ـ (وَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) [الأنفال: 8/40].
2ـ (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) [الحج: 22/78].
إن العدد الذي يمثل الآيتين يقبل القسمة على 7:
7840 = 7 × 1120 = 7 × 7 × 160
ملاحظة: ماذا يحدث لهذا النظام الرقمي فيما لو تغيَّر ترتيب سور القرآن؟ ففي المثال السابق لو قام أحد بوضع سورة الحج قبل سورة الأنفال ماذا سيحصل؟ سيصبح ترتيب أرقام الآيتين كما يلي: 78 40 والعدد الذي يمثل الآيتين سيصبح 8 7 0 4 وإذا قسمنا هذا العدد على 7 سينتج عدد غير صحيح كما يلي:
4078 ÷ 7 = 582.571428571428571
وبالتالي هذا البحث هو إثبات مادي رقمي على أن ترتيب سور القرآن هو وحيٌ من عند اللّه، ولو تغيَّر ترتيب سورة واحدة أو آية واحدة من القرآن كله فإن النظام الرقمي الدقيق جداً سيختل بل لن يكون هناك نظام رقمي.
وصدق اللّه القائل: (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) [الأنعام: 6/38].ا
رحمة اللّه...
رحمة اللّه تعالى هي خيرٌ مما يجمعون، فرحمة اللّه للإنسان خير له من الدنيا وما فيها. ولننظر عبر آيات القرآن لنرى أن هذه الحقيقة تكررت في القرآن 3 مرات، ففي القرآن 3 آيات وردت فيها كلمة (يَجْمَعُونَ):
1 ـ (وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) [آل عمران: 3/157].
2 ـ (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 10/58].
3 ـ (هُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) [الزخرف: 43/32].
إن كلمة (يَجْمَعُونَ) ذُكرت دائماً في القرآن مع رحمة اللّه، والعدد الذي يمثل هذه الآيات الثلاث يقبل القسمة على 7 والناتج يقبل القسمة على 7... وهكذا أربع مرات:
3258157 = 7 × 465451
= 7 × 7 × 66493
= 7 × 7 × 7 × 9499
= 7 × 7 × 7 × 7 × 1357
إذن العدد الذي يمثل تكرار كلمة (يَجْمَعُونَ) في القرآن هو 7 5 1 8 5 2 3 عدد مكون من 7 مراتب يقبل القسمة على 7 أربع مرات متتالية، وهذا تأكيدٌ بلغة الأرقام على أن رحمة الله خير من الدنيا وما فيها، ولكن أين من يشكر فضل الله تعالى؟
إن اللّه لذو فضلٍ على الناس
نعمة اللّه لا تُعدُّ ولا تُحصى، ورحمةُ اللّه واسعة وأكبر من ذنوبنا، وفضل اللّه على الناس كبير ولكن ماذا عن أكثر هؤلاء الناس؟
يقول تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) هذه العبارة تكررت مرتين في القرآن في الآيتين:
1ـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ) [البقرة: 2/243].
2ـ (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ) [غافر: 40/61].
إن العدد الذي يمثل أرقام الآيتين يقبل القسمة على 7:
61243 = 7× 8749
من خلال هذه الأمثلة وغيرها تتراءى أمامنا عظمة الإعجاز في كلام اللّه تعالى، وربما ندرك جانباً من جوانب حكمة تكرار العبارات في القرآن. فأين هم علماء الإحصاء من كتاب اللّه؟ أين هي كُتبهم؟ ما هو حجم العلم الذي وصلوا إليه؟
استمع معي إلى هذه الكلمات البليغة: (فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) [يونس: 10/32].
النهارَ مبصراً
ومن عظيم فضل اللّه تعالى ومن عجيب آياته الواضحة أنه جعل الليل سَكناً والنهار مبصراً، ففي الليل يَسكُن الإنسان وفي النهار يسعى ليبتغي من فضل اللّه تعالى. هذه الحقيقة العلمية تكررت في القرآن 3 مرات، فكلمة (مبصراً) تكررت 3 مرات في القرآن، وهذه الكلمة خاصة بالحديث عن النهار ومرتبطة دائماً بالليل، لنرى هذه الآيات الثلاث:
1 ـ (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) [يونس: 10/67].
2 ـ (أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [النمل: 27/86].
3 ـ (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) [غافر: 40/61].
إن العدد الذي يمثل هذه الآيات الثلاث يقبل القسمة على 7:
618667 = 7 × 88381
ملاحظة: نلاحظ أن الآية 61 غافر دخلت في تركيب الفقرة السابقة! وقد جاء كلا العددين من مضاعفات الرقم سبعة. فانظر إلى تداخل أرقام الآيات مع بعضها بشكل معقد، ولكن هل يؤدي هذا إلى أي خلل في النظام الرقمي لهذه الآيات؟ ومهما تعددت الأرقام ومهما امتدت وكبُرت هل يضطرب كتاب الله تعالى أو يختلّ؟ يمكن أن نقول وبكل ثقة ونقارن بين الكون والقرآن:
كما أن بلايين المجرات والنجوم تنتشر في أرجاء الكون دون أن يصطدم بعضها ببعض، كذلك هذه الأرقام التي نجدها في القرآن تتشابك وتتداخل مع بعضها من دون أن يختل النظام الرقمي لها. وهذا يثبت أن الذي نظَّم الكون هو الذي نظَّم القرآن.
الأرقام... والدعوة إلى الله
كيف يمكن لإنسان ملحد أن ينقلب من قمة الكفر إلى قمة الإيمان؟ للإجابة على سؤال كهذا نتذكر رحلة أنبياء الله ورسله، أتوا بمعجزاتٍ كثيرة فآمن من آمن وكفر من كفر. وبما أن القرآن معجزة مستمرة إلى يوم القيامة، فلا بُدَّ أن يكون قد هيأه الله لعصرنا هذا ـ عصر الأرقام.
مهما تكن درجة الإلحاد عند شخص ما، وعندما يواجَه بدلائل وبراهين دامغة وبلغة الأرقام التي يفهمها جميع البشر فلن يجد مهرباً من الاعتراف ـ ولو في قرارة نفسه ـ بأن هذا القرآن كتابٌ من عند الله. والمعجزة الرقمية في عصرٍ كهذا ربما تكون أقوى من كثير من الأساليب التقليدية للدعوة إلى الله الذي يقول: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 41/53]. وهل يوجد آفاقٌ في هذا العصر أوسع من آفاق الأرقام؟
ماذا عن يوم القيامة؟
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى