مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* القصة القرآنية تكرار أم إعجاز ؟ 2

اذهب الى الأسفل

* القصة القرآنية تكرار أم إعجاز ؟ 2 Empty * القصة القرآنية تكرار أم إعجاز ؟ 2

مُساهمة  طارق فتحي الأحد يناير 09, 2011 10:38 am

القصة القرآنية تكرار أم إعجاز ؟
اعداد : طارق فتحي
سورة الأنعام سورة يوسف
6 12
أرقام السورتين حيث وردت كلمة (كوكباً) حسب تسلسلها في القرآن تشكل عدداً هو 126 من مضاعفات الرقم سبعة:
126 = 7 × 18
حتى أرقام الآيتين قد رتبها الله تعالي بشكل يتناسب مع الرقم 7، إن العدد الذي يمثل رقم الآيتين هو 476 ينقسم على 7:
476 = 7 × 68
ولكن العجيب أن ناتجي القسمة في كلتا الحالتين هما 18 و68 ولو قمنا بصفّ هذين العددين لنتج معنا عدد يقبل القسمة على 7 أيضاً:
6818 = 7 × 974
إذاً أرقام السور نظمها الله بنظام مُحْكَم، أرقام الآيات أيضاً نظمها الله بنظام مُحْكَم، وحتى ناتج القسمة نظَّمه الله تعالى بنظام مُعجز، أليست هذه معجزة تستحق التدبر والاهتمام؟
وهل يمكن لمعجزة القرآن العظيم أن تكون وسيلة لزيادة الإيمان وزيادة التدبر في آيات القرآن وبالتالي زيادة القرب من الله تعالى؟
كلمة لأربع أنبياء
يبشر الله عباده المؤمنين برسول كريم اسمه أحمد صلى الله عليه وسلم، وتأتي البشرى على لسان روح الله وكلمته المسيح عيسى بن مريم عليه السلام فيقول هذا الرسول الكريم لبني إسرائيل مبشراً لهم: ( وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) [الصف: 61/6]. ونحن نعلم أنه لا نبيَّ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو خاتَم النبيين.
إن عبارة (مِنْ بَعْدِي) في هذه الآية تدل على زمن، هذه العبارة تكررت في القرآن، ونسأل: كيف تكررت هذه العبارة وعلى لسان مَن وردت؟ وما هو ترتيب الآية السابقة التي جاءت على لسان المسيح عليه السلام؟ لنستمع إلى هذه الآيات الأربعة:
1 ـ (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [البقرة:2/133].
2 ـ (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [الأعراف: 7/150].
3 ـ (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) [ص: 38/35].
4 ـ (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ) [الصف: 61/6].
إن كلمة (بَعْدِي) لم ترد إلا في هذه الآيات الأربعة من القرآن، ولكن السؤال على لسان من وردت هذه الآيات؟
التسلسل الزمني للأنبياء الأربعة عليهم السلام
إذا استعرضنا هذه الآيات من القرآن وجدنا أن:
1 ـ الآية الأولى في سياق قصة يعقوب عليه السلام.
2 ـ الآية الثانية في سياق قصة موسى وهارون عليهما السلام.
3 ـ الآية الثالثة في سياق قصة داود وسليمان عليهما السلام.
4 ـ الآية الرابعة في سياق قصة المسيح عليه السلام والبشرى.
هذه لغة القصة في كتاب الله تعالى, ولكن ماذا تخبرنا لغة التاريخ؟
إن تسلسل هذه الآيات الأربعة مطابق للتسلسل التاريخي لهذه القصص، فنحن جميعاً نعلم دون خلاف أن التسلسل التاريخي للأنبياء الأربعة هو: يعقوب ثم موسى ثم داود ثم المسيح عليهم السلام، لذلك جاء تسلسل الآيات الأربعة موافقاً لهذا الترتيب.
وهنا ربما ندرك الحكمة من أن ترتيب سور المصحف يختلف عن ترتيب نزول سور القرآن، لأن هذا الترتيب فيه معجزة!
ولكن هنالك ملاحظة مذهلة وهي أن كلام المسيح عليه السلام والبشرى التي جاء بها، ورد في آخر هذه الآيات وهذا دليل على أنه لا نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا ليس كل شيء فلا يزال هنالك المزيد، فالأرقام لها حديث هنا، فلو قمنا بكتابة أرقام السور الأربعة حيث وردت كلمة (بَعْدِي) نجد:
البقرة الأعراف ص الصفّ
2 7 38 61
إن العدد الذي يمثل أرقام السور الأربعة من مضاعفات السبعة:
613872 = 7 × 87696
والعدد الناتج من هذه العملية هو 87696 أيضاً ينقسم على 7:
12528 × 7 = 87696
الترتيب الزمني للقصة
الإسلام هودين العلم، لذلك فقد علمَّ الله أنبياءه ورُسلَه الكرام فقال في حق يعقوب عليه السلام: (وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) [يوسف: 12/68].
أما العبد الصالح في قصته مع موسى عليه السلام فقد قال الله فيه (فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً) [الكهف: 18/65].
وفي قصة داود وسليمان عليهما السلام فقد علمَّ الله سليمان علوماً كثيرة فقال: (وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ) [الأنبياء: 21/80].
ولكن عندما يكون الحديث عن خاتم النبيين يأتي البيان الإلهي ليمدح هذا النبي الأمي صلى الله عليه وسلم ويؤكد بأن كل كلمة نطق بها إنما هي وحي من عند الله تعالى. يقول تعالى عن نبيه وحبيبه المصطفى عليه الصلاة والسلام: (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ) [يس: 36/69].
والعجيب حقاً أن كلمة (عَلَّمْنَاهُ) وردت مع أنبياء الله وعباده المؤمنين دائماً بصيغة الإثبات إلا مع الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم فقد جاءت بصيغة النفي (وما عَلَّمْنَاهُ) ليؤكد لنا أن القرآن هو كتاب الله تعالى وليس للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا حرفاً فيه بل كلٌّ من عند الله. وهذه الحقيقة اللغوية ثابتة لأن كلمة (عَلَّمْنَاهُ) تكررت في القرآن كله 4 مرات، والحديث عن 4 عباد صالحين هم: يعقوب ـ الخَضِر ـ داود ـ محمد عليهم السلام وجاء ترتيب هذه الآيات الأربعة موافقاً ومطابقاً للتسلسل التاريخي.
التسلسل الزمني للأنبياء الأربعة عليهم السلام
1 ـ قصة يعقوب عليه السلام.
2 ـ قصة موسى مع الخضر عليهما السلام.
3 ـ قصة داود وسليمان عليهما السلام.
4 ـ حديث عن محمد صلى الله عليه وسلم.
ونتساءل: هل جاء الترتيب الزمني والترتيب القرآني متطابقاً بالمصادفة؟ وهل يمكن لمصادفة أن تتكرر دائماً؟
لنكتب أرقام السور الأربعة حيث وردت هذه الكلمة حسب تسلسلها في القرآن:
يوسف الكهف الأنبياء يس
12 18 21 36
وهنا نجد الإعجاز الرقمي لهذه الأعداد، فالعدد الجديد المتشكل من أرقام هذه السور الأربعة هو 36211812 يقبل القسمة على 7:
36211812 = 7 × 5173116
بعد هذه النتائج التي لا تقبل الجدل فلغة الأرقام هي لغة يقينية وثابتة، وبعدما رأيناه من إعجاز لغوي وتاريخي ورقمي نطرح سؤالاً على كل من لم يؤمن بهذا القرآن:
كيف جاء هذا النظام المُحْكَم؟ هل كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم متفرغاً للحسابات والأرقام؟ وهل كان أصحابه رضوان الله عليهم عندما جمعوا القرآن ورتَّبوه بالشكل الذي نراه وبالشكل الذي ارتضاه الله لكتابه، هل كانوا علماء في الرياضيات والأنظمة الرقمية؟
من خطاب نوح لقومه
لقد استكبر قوم نوح عليه السلام عن الإيمان وطلبوا منه أن يطرد المؤمنين فقال لهم: (وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَلَـكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ) [هود: 11/29].
وفي موضع آخر ورد هذا الرد على لسان نوح عليه السلام فقال لقومه: (وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ) [الشعراء: 26/114].
إذن كلمة (طارِد) تكررت مرتين في القرآن كله ودائما ترد هذه الكلمة على لسان نوح عليه السلام، وجاءت أرقام السورتين: هود 11، الشعراء 26 لتشكل عدداً هو 2611 من مضاعفات السبعة بالاتجاهين:
2611 = 7 × 373
1162 = 7 × 166
ومجموع الناتجين 373 و 66 يعطي عدداً من مضاعفات السبعة لمرتين:
373+ 66 = 539 = 7 × 7 × 11
ولكن الله تعالى ينجي رسله الذين آمنوا، فقد تكررت كلمة (أنجيناه) في حق ثلاثة من رسل الله: نوح ـ هود ـ لوط عليهم السلام في المواضع التالية:
1 ـ (فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ) [الأعراف: 7/64].
2 ـ (فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ) [الأعراف: 7/72].
3 ـ (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) [الأعراف: 7/83].
4 ـ (فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) [الشعراء: 26/119].
5 ـ (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ) [النمل: 27/57].
6 ـ (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ) [العنكبوت: 29/15].
إذاً كلمة (فأنجيناه) تكررت ست مرات والقصة دائماً مع رسل الله عليهم السلام لأن الكافر لا يستحق أبداً النجاة, بل مصيره إلى الهلاك.
لقد جاءت أرقام السور الأربعة:
الأعراف الشعراء النمل العنكبوت
7 26 27 29
لتشكل عدداً هو: 2927267 من مضاعفات السبعة:
2927267 = 7 × 418181
لاحظ بأن العدد الذي يمثل أرقام هذه السور 2927267 مؤلف من سبع مراتب! ومجموع أرقامه المفردة السبعة هو عدد من مضاعفات السبعة :
7+ 6+ 2+ 7+ 2+ 9+ 2 = 35 = 7 × 5
من قصة يونس عليه السلام
وردت كلمة (مَتَّعْنَاهُمْ) في قصة يونس عليه السلام مع قومه مرتين في القرآن الكريم:
1ـ (فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) [يونس: 10/98].
2 ـ (فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) [الصافات: 37/148].
إن هذه الكلمة تكررت في قصة سيدنا يونس عليه السلام في السورتين: يونس 10 والصافات 37، وجاءت أرقام السورتين 3710 من مضاعفات السبعة:
3710 = 7 × 530
ولكن هنالك موطن آخر وردت كلمة (متعناهم) فيه وهو قوله تعالى: (أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ) [الشعراء 26/205]، والعجيب أننا إذا ضممنا هذه الكلمة إلى الكلمتين السابقتين يبقى النظام قائماً على الرغم من تداخل الأرقام، لنشاهد ذلك:
يونس الشعراء الصافات
10 26 37
إن العدد الذي يمثل أرقام السور الثلاث هو: 372610 من مضاعفات السبعة:
372610 = 7 × 53230
إن هذه النتيجة تثبت أنه لا مصادفة في كتاب الله، فلو كان الأمر يتم عن طريق المصادفة لما رأينا هذه التناسبات الغزيرة مع الرقم سبعة.
كلام الملائكة
في قصة سيدنا لوط عليه السلام عندما طغى قومه وارتكبوا الفواحش بأنواعها أرسل الله إليهم ملائكة العذاب، وقبل ذهابهم إلى قوم لوط عليهم السلام مروا على سيدنا إبراهيم ليبشروه بالغلام. وقد سألهم سيدنا إبراهيم عليه السلام عن سر مجيئهم فقالوا: (فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ) [هود: 11/70].
وفي موضع آخر نجد القصة تتكرر ويتكرر جوابهم: (قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ) [الحجر: 15/58]، ثم يتكرر هذا الجواب مرة ثالثة في سياق قصة ثالثة فيقولون: (قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ) [الذاريات: 51/32].
إذاً الموقف يتكرر في كتاب الله ثلاث مرات في ثلاث سور وتتكرر الكلمة ذاتها (أُرْسِلْنا) على لسان الملائكة، إن هذه الكلمة خاصة بهذا الموقف بالذات لم ترِد في القرآن كله إلا في هذه المواضع الثلاثة فقط ودائماً على لسان ملائكة الله عليهم السلام في جوابهم لسيدنا إبراهيم عليه السلام، والعجيب أن الله تعالى قد رتب أرقام السور الثلاث حيث وردت هذه الكلمة في السور ذوات الترتيب:
هود الحجر الذاريات
11 15 51
لتشكل عدداً هو511511 من مضاعفات الرقم سبعة وبالاتجاهين:
511511 = 7 × 7 × 10439
115115 = 7 × 16445
كما أن مجموع أرقام هذا العدد من مضاعفات السبعة :
1+ 1+ 5+ 1+ 1+ 5 = 14 = 7 × 2
من قصة السَّحَرة
نعلم كيف جاء السحرة إلى فرعون وأرادوا أن يبطلوا معجزة سيدنا موسى عليه السلام، ولكن الله لا يصلح عمل المفسدين، فجعلتهم المعجزة يسجدون لله تعالى وينقلبوا من الكفر إلى الإيمان بفضل من الله عز وجل.
وإذا تأملنا في كتاب الله تعالى نجد أن كلمة (السَّحَرة) تكررت في القرآن كله 8 مرات في 4 سور كما يلي:
1 ـ (وَجَاء السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالْواْ إِنَّ لَنَا لأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ) [الأعراف: 7/113].
2 ـ (وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ) [الأعراف: 7/120].
3 ـ (فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُواْ مَا أَنتُم مُّلْقُونَ) [يونس: 10/80].
4 ـ (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى) [طـه: 20/70].
5 ـ (فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ) [الشعراء: 26/38].
6 ـ (لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ) [الشعراء:26/40].
7 ـ (فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ) [الشعراء: 26/41].
8 ـ (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ) [الشعراء: 26/46].
لنكتب أرقام السور الأربعة حسب تسلسلها في كتاب الله تعالى:
الأعراف يونس طه الشعراء
7 10 20 26
إن العدد الذي يمثل أرقام هذه السور هو 2620107 يتألف من سبع مراتب وهو من مضاعفات السبعة بالاتجاهين:
2620107 = 7 × 374301
7010262 = 7 × 1001466
كما أننا لو جمعنا أرقام هذه السور جمعاً عادياً نحصل على عدد من مضاعفات السبعة:
7 + 10 + 20 + 26 = 63 = 7 × 9
من قصة المسيح عليه السلام
لقد أعطى الله تعالى لرسوله وعبده ونبيه عيسى ابن مريم عليه السلام معجزات كثيرة أكرمه بها لتكون دليلاً على صدق رسالته في ذلك الزمان.
واليوم مع أننا لا نرى معجزات المسيح عليه السلام، إلا أننا نستطيع رؤية المعجزة الرقمية لتكرار قصة هذا الرسول الكريم في القرآن الكريم. فمن أحب أن يعرف حقيقة المسيح عليه السلام فعليه أن يقرأ القرآن!
ومن معجزات هذا النبي أنه كلم الناس وهو طفل في المهد، وهذه معجزة من معجزات المسيح عليه السلام تحدث عنها القرآن. فقد وردت كلمة (المهد) في القرآن كله ثلاث مرات في ثلاث سور هي:
1 ـ (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ) [آل عمران: 3/46].
2ـ (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي ) [المائدة: 5/110].
3 ـ (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً) [مريم: 19/29].
ولو قمنا بصفِّ أرقام السور الثلاثة:
آل عمران المائدة مريم
3 5 19
نجد العدد 1953 من مضاعفات السبعة بالاتجاهين:
1953 = 7 × 279
3591 = 7 × 513
وهنا تجدر الملاحظة بأننـا أمام ثلاث سور وهي: آل عمران ـ المائدة ـ مريم، ومع أن سـورة مـريم نزلت قبل سورتي آل عمران والمائدة إلا أن تسلسلها في ترتيب سور القرآن جاء بعد هاتين السورتين، لأن هذا الترتيب ضروري للنظام الرقمي، ولو تغير هذا الترتيب لاختل هذا النظام المُحْكَم!
إذاً يمكن القول بأن هذا الترتيب الذي نراه لسور كتاب الله تعالى، مع أنه تم على أيدي الصحابة رضوان الله عليهم إلا أن الله تعالى هو الذي تولى ترتيب هذه السور بالشكل الذي ارتضاه. ولو كان ترتيب سور القرآن من صنع بشر لما رأينا هذا البناء المُحْكَم أبداً.
ولكي نزداد يقيناً بمصداقية هذا النظام العجيب وأنه صادر من لدن حكيم خبير. نأتي إلى صفة مهمة أيَّد الله بها المسيح عليه السلام وهي (روح القُدُس) فقال: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) [البقرة: 2/87].
ويتكرر هذا التصريح الإلهي بحرفيته في آية ثانية: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) [البقرة 2/253].
ثم يؤكد الله تعالى هذه الحقيقة مرة ثالثة بقوله في خطابه للمسيح عليه السلام: (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ) [المائدة: 5/110].
هذه آيات ثلاث خاصة بسيدنا المسيح عليه السلام، ولكن إذا بحثنا عن (روح القُدُس) في القرآن كله نجد أن هذه الكلمة قد وردت في موضع آخر في الحديث عن المؤمنين وأن الله تعالى قد نزل القرآن بواسطة روح القدس على قلب الحبيب المصطفى، يقول تعالى: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل: 16/102].
إذاً كما أيد الله نبيه عيسى عليه السلام بروح القدس كذلك أيَّد نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بروح القدس، وجاءت أرقام السور الثلاثة كما يلي:
البقرة المائدة النحل
2 5 16
إن العدد 1652 من مضاعفات السبعة ومجموع أرقامه كذلك:
1652 = 7 × 236
2 + 5 + 6 + 1 = 14 = 7 × 2
في سياق قصة المسيح عليه السلام تكررت كلمة (الحواريون) ثلاث مرات في الآيات:
1 ـ (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 3/52].
2 ـ (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [المائدة: 5/112].
3 ـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) [الصف: 61/14].
أرقام السور الثلاث هي:
آل عمران المائدة الصف
3 5 61
هذه الأرقام تشكل عدداً هو 6153 من مضاعفات السبعة:
6153 = 7 × 879
خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم
القرآن العظيم يكرر الخطاب للمصطفى محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام، وفي العديد من مواضع القرآن نجد الأوامر الإلهية تصدر لحبيب الرحمن والعجيب أن تكرار هذه الأوامر بحرفيتها في القرآن قد جاء بنظام يقوم على الرقم سبعة أيضاً.
فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الرؤوف بالمؤمنين الرحيم بهم كان يحزن على هؤلاء المشركين ويتمنى لو يؤمنوا بالله تعالى ورسالته، لذلك جاء الأمر الإلهي بالخطاب لهذا النبي الرحيم عليه الصلاة والسلام: (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً) [الكهف: 18/6]، هذا الخطاب ورد في مقدمة سورة الكهف.
وإذا ذهبنا إلى مقدمة سورة الشعراء رأينا العبارة تتكرر من خلال قوله تعالى لحبيبه صلى الله عليه وسلم: (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) [الشعراء: 26/3].
إذن كلمة (باخِع) لم ترد في القرآن كله إلا في موضعين والخطاب في كلا الموضعين للرسول صلى الله عليه وسلم، وقد جاءت أرقام هاتين السورتين: الكهف 18، الشعراء 26 لتشكل عدداً 2618 من مضاعفات السبعة بالاتجاهين:
2618 = 7 × 374
8162 = 7 × 1166
ولو قمنا بجمع ناتجي القسمة لوجدنا عدداً من مضاعفات السبعة أيضاً:
374 + 1166 = 1540 = 7 × 220
حتى عندما مكر المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ربه سبحانه ألا يكون في ضيق من هذا المكر لأن معه الله تعالى، فقال له: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ) [النحل: 16/127].
ثم في آية ثانية أكَّد الله تعالى هذا الأمر بقوله لحبيبه: (وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ) [النمل: 27/70].
وهنا نجد أن أرقام السورتين:
النحل النمل
16 27
وعند صفّ الأرقام يتشكل عدد من مضاعفات السبعة:
2716 = 7 × 388
الأوامر تتكرر بنظام
كل شيء في هذا الكتاب العظيم يسير بنظام مُحْكَم، حتى الأوامر الإلهية لعباد الله جاء ترتيبها بنظام يقوم على الرقم سبعة. وكمثال على ذلك نختار الأمر الإلهي (لاَ تَقْرَبُواْ) حيث يحذر الله تعالى عباده من خطورة الاقتراب مما حرم الله على عباده. هذا الأمر تكرر في القرآن خمس مرات في الآيات الآتية:
1 ـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً) [النساء: 4/43].
2 ـ (قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [الأنعام: 6/151].
3 ـ (وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [الأنعام: 6/152].
4 ـ (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً) [الإسراء: 17/32].
5 ـ (وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً) [الإسراء: 17/34].
إذن تكرر هذا الأمر الإلهي خمس مرات في 3 سور هي:
النساء الأنعام الإسراء
4 6 17
وقد جاءت أرقام هذه السور بنظام يقوم على الرقم سبعة، فالعدد الذين يمثل مصفوف أرقام هذه السور هو 1764 من مضاعفات السبعة لمرتين:
1764 = 7 × 7 × 36
هذا النظام الدقيق يشمل آلاف الكلمات القرآنية والعبارات التي تتكرر دائماً بما يتناسب مع الرقم سبعة.
تجدر الإشارة إلى أن كلمة (تَقْرَبُوا) وردت دائماً مسبوقة بـ (لا) أي (لا تَقْرَبُوا) لله تعالى على خطورة مجرد الاقتراب من الفواحش على اختلاف أنواعها.
ولو تتبعنا كل كلمة من كلمات القرآن ودرسنا دلالتها من الناحية الغوية ومن الناحية الرقمية لرأينا نظاماً بديعاً لهذه الكلمات. ولو كان البحث يتسع لسردنا آلاف الكلمات، ولا نبالغ إذا قلنا: في كل كلمة معجزة!
نتائج البحث
في هذا البحث رأينا النظام الرقمي المُحْكَم لسور القرآن من خلال أمثلة من القصص القرآني. ولا يزال هنالك الكثير من كلمات القرآن تنتظر من يبحث ويتدبر فيها ليرى عجائب القرآن التي لا تنقضي، ولكن يبقى السؤال: ماذا بعد؟ ماذا تعني هذه النتائج وما هو مستقبل هذا العلم الناشئ ـ الإعجاز الرقمي ـ وماذا يمكن للغة الأرقام أن تصنع؟
إنني على يقين بأننا لو درسنا هذا القرآن حقَّ الدراسة، وأظهرنا للعالم أجمع عظم شأنه ومعجزته فإن نظرة غير المسلمين لهذا القرآن سوف تختلف كثيراً، بل سيعيدون حساباتهم ليدركوا أن الإسلام هو دين العلم والرحمة والتسامح وهو دين العقل والمنطق.
إن لغة الأرقام هي لغة عالمية يفهمها جميع البشر، ووجود هذه اللغة في القرآن يعني أنه كتاب لجميع البشر. ومنذ آلاف السنين جاء الأنبياء جميعاً بآيات ومعجزات واضحة لتدعم دعوتهم إلى الله وليقيموا الحجة على أقوامهم لتكون المعجزة سبيلاً وطريقاً إلى الهدى والإيمان بالله.
واليوم تأتي معجزة القرآن العظيم لتبرهن على أنه كتاب صالح لكل زمان ومكان، ففي عصر البلاغة نجد معجزة بلاغية، وفي عصر العلوم نجد معجزة علمية، وفي عصر التكنولوجيا الرقمية نجد معجزة رقمية!
لقد تبين لي من خلال البحث المستمر في هذه المعجزة أن كلمات القرآن العظيم تتكرر بأنظمة رقمية متعددة, وفي بحثنا هذا اقتصرنا على كلمات تتعلّق بالقصة القرآنية, وتناسب هذا التكرار مع الرقم سبعة.
إلا أن هنالك أرقاماً أخرى غير الرقم سبعة, وهنالك طرائق أخرى تتعلق بحروف هذه الكلمات ونسب تكرارها في كتاب الله تعالى.
إن البارئ سبحانه وتعالى قد رتب جميع كلمات كتابه بنظام مُحكَم, ولكن قد لا نتمكَّن من رؤية هذا النظام في كلمة ما , فلا يعني أن هذا النظام غير موجود, بل على العكس كلما تعمّقنا وتدبّرنا في كلمات القرآن رأينا إعجازاً أكبر وأكبر...
ومن النتائج التي رأيناها في هذا البحث العلمي القرآني أن إعجاز التكرار في كتاب الله تعالى لا يقتصر على لغة الأرقام، بل إن هذا الإعجاز مترافق بإعجاز بياني وتاريخي.
فالقصة تأتي في سور متعددة وبترتيب يتوافق مع الترتيب التاريخي لأحداث هذه القصة. ويمكن أن نتذكر بأن كل كلمة من كلمات القرآن تتكرر في القرآن كله بنظام بلاغي وآخر رقمي، وبالرغم من تعدد الأنظمة القرآنية فلا نجد أي خلل أو اختلاف أو اضطراب.
وهنا ينبغي علينا أن نتذكر ونتدبر هذه الدعوة الإلهية: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) [النساء: 4/82].
وفي هذا البحث أيضاً رد على كل ملحد يدّعي أن القرآن مليء بالتكرارات التي لا فائدة منها، أو أن محمداً عله أفضل الصلاة والسلام كان ينسى القصة فيكررها دون أن يعلم!!!
وأخيراً فإن هذا البحث يكشف جانباً جديداً من جوانب الإعجاز القصصي، وهو أن الكلمة في القرآن تُستعمل من أول القرآن وحتى آخر القرآن في الحدث ذاته، أو بتسلسل زمني أو عقائدي محدد، ونأمل من خلال هذا البحث أن نكون قد وضعنا الخطوط العريضة لعلم الإعجاز القصصي في كتاب الله تعالى.
المصدر : عبد الدائم الكحيل
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى