مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* عادات وتقاليد الشعوب والامم وبعض الدول العربية

اذهب الى الأسفل

* عادات وتقاليد الشعوب والامم وبعض الدول العربية  Empty * عادات وتقاليد الشعوب والامم وبعض الدول العربية

مُساهمة  طارق فتحي الخميس نوفمبر 29, 2012 5:34 am

الصابئة المندائيون يتبعون يوحنا المعمدان ويحافظون على طقوس مهددة بالزوال
مُساهمة طارق فتحي في الثلاثاء 20 نوفمبر 2012 - 20:01
(ا ف ب) - يحاول الصابئة المندائيون، اقدم طوائف العراق، الحفاظ على وجودهم الاخذ في الانحسار وممارسة طقوسهم الخاصة بعد ان تعرضوا لاعمال عنف وتهديدات في ظل الفوضى التي سادت البلاد في الاعوام الاخيرة.
ويعود ابناء الطائفة في بغداد للاحتفال بابرز مناسباتهم الدينية "عيد الخليقة" الذي بدا الثلاثاء وسط اجواء هادئة نسبيا بعد نزوح اعداد كبيرة منهم الى كردستان العراق والخارج.
ويقول الشيخ ستار جبار الحلو رئيس الطائفة مرتديا الزي الابيض استعدادا للاحتفال بالعيد ان "للصابئة المندائيين اربعة اعياد وهذا ابرزها بحيث تزول الحواجز بين الاحياء والاموات لذا نصنع الملابس النورانية الطاهرة التي لم يحصل الانسان عليها وهو في الحياة".
ويضيف "وفقا لعقيدتنا، يجب تعميد المندائي قبل وفاته اما في حالة عدم حصوله على العمادة واللباس الخاص بها، فنصنع له لباسا في هذه الايام المباركة يرتديه احياء كتشبيه لما كان يجب ان يحدث". ويقرأ احد الكهنة وسط رائحة البخور العابقة في المكان مقاطع من الكتاب المقدس لدى الصائبة "كنزا ربا" او "الكنز الكبير". ويضع المصلون تقديماتهم التي تتضمن برتقالا وتفاحا وقطعا من الدجاج قبل ان يغطس في مياه النهر.
ويقيم الكاهن طقوسه منتعلا حذاء من القصب الجاف والمجدول ممسكا بعصا خشبية. ووقف خلفه المصلون ينتظرون اشارة كاهن اخر لتغطيسهم في مياه النهر الموحلة والملوثة كل بدوره.
كما جلست نساء تحت سقف خشبي بينما كان احد الكهنة يسكب مياه دجلة في كاس برونزية ليتناولن منه جرعتين قبل ان يرش بعض النقاط على الكتف من جهة الشمال من اجل مغفرة الخطايا.
وبعد ذلك، يتم ربط غصن صغير من الريحان على شكل حلقة تضعها النسوة في خنصرهن. وديانة الصابئة مزيج من المعتقدات البابلية والمسيحية والفارسية.
ويكن الصابئة احتراما كبيرا للنبي يوحنا المعمدان الذي عمد السيد المسيح في مياه نهر الاردن، وقد غادروا القدس في القرن الثاني ميلادي باتجاه بلاد ما بين النهرين هربا من اضطهاد اليهود المتشددين لهم.
ويتابع الحلو "امنيتنا ان يعود الصابئة من المهجر لان هذا بلدنا وارثنا وحضارتنا وثقافتنا لكن من خرج فعل ذلك لاسباب قاهرة فالظروف كانت قاسية وليس لدينا ميليشيات تحمينا".
ويؤكد الشيخ صاحب اللحية الطويلة الكثة "ليس لدينا منطقة جغرافية محددة لحماية انفسنا فيها (...) نصلي لكي لا يفرغ العراق من الصابئة والمسيحيين والايزيديين والشبك لان هذا التنوع اغناء للبلد لكن الخوف لا يزال كامنا داخل الكثير منا".
يشار الى ان اعداد الصابئة المندائيين كان بين 30 الى 35 الفا قبل العام 2003، لكنهم لا يتجاوزون الثمانية الاف نسمة حاليا.
ويختم الحلو قائلا "نرجو من الحكومة ان تعطي الطائفة حقوقها المشروعة" مشيرا الى وجود "فتاوى على الانترنت من قبل بعض رجال الدين تؤكد ان الصابئة ليسوا من اهل الكتاب مما يشكل خطرا علينا ويعرضنا للابتزاز والخطف والقتل".
من جهته، يقول غزوان يحيى يوسف (25 عاما)، من المكتب الاعلامي للصابئة المندائيين والموظف في وزارة حقوق الانسان كممثل عن الطائفة، "تتحدر اصولنا من جنوب العراق، حيث الاهوار، واينما يوجد مياه جارية يوجد الصابئة".
ويضيف ان "عيد الخليقة، عيد البرونايا باللغة الارامية، يمتد خمسة ايام تجري خلالها طقوس التعميد والثواب ونسميه طعام الغفران ويرتدي كل مندائي راغب بالتعميد اللباس الابيض".
وتعتبر "الايام الخمسة البيضاء" احدى الفترات الاكثر قداسة بالنسبة للطائفة.
ويؤكد يوسف "انها المرة الاولى التي نحتفل فيها منذ خمس سنوات مع هذا العدد الكبير من المندائيين، نتيجة تحسن الظروف الامنية، وحضر اليوم مئتي شخص لكن حوالى الالف شاركوا امس، اول ايام الاحتفال بالعيد".
ويتابع "هذا المكان (القادسية، غرب بغداد) هو المقر الرئيسي ولدينا مقرات اخرى في العمارة والبصرة والناصرية واربيل وكركوك".
يذكر ان الصابئة يعيشون في ايران واستراليا والسويد وكندا بحيث يبلغ عددهم في العالم فضلا عن العراق حوالى 33 الفا.
وعلى ضفة دجلة، يوجد كوخ صغير مبني من الطين يرمز الى "المندى"، معبد الصابئة في الزمن القديم.
وحصل الصابئة على منصب مدير عام في ديوان الوقف المسيحي كما استطاعت الطائفة الحصول على مقعد واحد في مجلس محافظة بغداد بحسب نظام الكوتا لتمثيل الاقليات سياسيا.
ويوضح يوسف "نريد حقوقنا الدينية لنمارس طقوسنا بحرية اضافة لحقوقنا (...) لدينا علاقات طيبة مع الجميع، لغتنا المندائية مهددة بالانقراض لذا يجب ان يكون هناك معاهد لتعليم اللغة الارامية وهي اللغة الدينية".
بدورها، تقول ميسون عودة (60 عاما) الام لثلاثة ذكور، وترتدي اللباس الابيض "هذا اليوم شهد تكون الخليقة وهو مهم جدا (...) اتمنى عودة كل الصابئة لان الوضع الامني جيد".
اما سينا قاسم (23 عاما)، فتؤكد ان "هذا العيد مختلف فهناك عدد كبير من ابناء الطائفة. نحتفل بهذا اليوم لغسل ذنوبنا انه يوم مقدس بالنسبة لنا".

تقاليد الامم
* ومن غريب ماجرى ان اصدقاءه اخذوه في رحلة البى جبال
امريكا ليشاهد المناظر الجميلة الرائعة، ونزل الجميع من
السيارة، وخطر في باله ان يطلق صوتا كاصوات الدببة ولكنه
جنى على نفسه اذ انه عندما رجع ليشاهدهم كانوا قد هربوا
بالسيارة
* من التسليات الشعبية الغريبة الشائعة بين سكان منطقة
"فوتافا" في بوهيميا مباراة غرز الدبابيس لمعرفة افضل
"مدبسة" بشرية! وقد استطاع "باغرو" ملك احدى القبائل
الغجرية المحلية، ان يضرب الرقم القياسي سنة 1938 وذلك
بغرزه 3200 دبوس في ذراعه وابقائها مدة 31 ساعة متواصلة.
ومذ ذاك لم يتمكن احد من تحطيم هذا الرقم القياسي، كما لم
يستطع احد ذلك من قبل (شكله مخاوي)
* محمد علي.. اشهر ابطال العصر الحديث في الملاكمة، حلال
احدى مبارياته ارسل ضربة سريعة بيده اليسرى الى خصمه، وعن
بعد سبعين سنتمترا بلغت سرعتها مايقارب 900 كم في الساعة،
ادهشت الجميع ماعدا الخصم الذي غاب عن الوعي ونقل الى
المستشفى!
* الممثل الشهير شارلي شابلن اشترك في مسابقة لتقليد"
شارلي شابلن" فجاء ترتيبه الثالث
* سالت عجوز متصابية ان يقدر برنارد شو عمرها، فاجابها: من
نظر الى قوامك ظنك ابنة ثماني عشرة، ومن نظر الى عينيك ظنك
ابنة عشرين، ومن نظر الى شعهرك ظنك ابنة خمس وعشرين
فاعادت سؤالها: ولكن كم تظن انت عمري؟
اجاب شو: انه مجموع هذا كله
* عقد مسؤلوا الآمن في بنك بفرجينيا جلسة لدراسة كيفية
حماية موظفي الامن بعد سلسلة من اعمال السطو المسلح. وقد
احتدم الخلاف بينهم الى درجة انهم تبادلوا اطلاق النار
فقتل احد الحراس وجرح ثلاثة
الخطوط الجوية الأمريكية وفرت مبلغ أربعين ألف دولار في
عام 1987م عندما ألغت
>"زيتونة واحدة" من كل صحن سلطة يقدم لركاب الدرجة
الأولى!!
>* السعرات الحرارية التي تحرق أثناء نوم الإنسان تفوق تلك
التي يحرقها أثناء
>مشاهدته للتلفاز.
>* أول مالك لشركة مالبورو للسجائر مات مصاباً بسرطان
الرئة.
هل تعلم أن الأفعى لا تسمع إلا إنها تعوض ذلك بحساسيتها
المفرطة للاهتزازات التي تحسها عبر الأرض. حتى ولو كانت
هذه الاهتزازات ضئيلة للغاية. ومع أن الأفعى لا تسمع فإن
ذلك لا يعتبر نقصاً فيها، فحواسها الباقية تعوض عن السمع
وأكثر. فيشكل النظر حاسة قوية للغاية، فعيني الأفعى تكونا
دائماً مفتوحتين فهي تلاحظ فريستها بسرعة. كما أن حاسة
الشم عندها قوية، فهي تشم رائحة فريستها عن بعد. كما تتميز
الأفعى بقدرات حسية أخرى كقدرتها على تحسس الحيوانات
الأخرى التي تختلف حرارتها أو برودتها قليلاً عن محيطها
وهذا ما يمكنها من تحديد موقع الفريسة ومهاجمتها في الظلام
دون أن تراها.

الصينيون يحتفلون بعيد الفوانيس!!!
احتفل الصينيون بعيد الفوانيس" يوانشياو"، وشهدت المدن الصينية في البر الصيني وهونغ كونغ وتايوان ومكاو وبعض المدن في دول شرق آسيا التي تحتفل بهذا العيد فعاليات كبيرة وأطلقت الألعاب النارية في سماء تلك المدن وأقيمت مهرجانات متعددة للفوانيس، التي يتم تعليقها بأشكال متنوعة، يستمتع بها عدد كبير من الناس، بينما يحمل الأطفال الفوانيس التي تصنعها أسرهم أو يشترونها من المتاجر ليلعبوا في الشوارع في ليلة عيد يوانشياو.
ويعود أصل عيد يوانشياو الذي يصادف اليوم الخامس عشر من الشهر الأول القمري الصيني الى فترة أسرة هان الغربية (206 ق.م – 25 م) وذلك عندما بدأت البوذية تنتشر في الصين، وعلم الإمبراطور أن الرهبان البوذيين يشاهدون الراهب "شيه لي" البوذي ويشعلون الفوانيس احتراما لبوذا فأمر الامبراطور بإشعال الفوانيس في القصر الإمبراطوري والمعابد لتقديم الاحترام لبوذا. ثم تحولت هذه الطقوس إلى عيد شعبي تدرجيا، انتشر من وسط الصين إلى أرجاء البلاد. وأصبح عيداً رسمياً للصينيين بعد خمسة عشر يوماً فقط من عيد الربيع " تشون جيي" وهو أكبر أعياد الصين.
وفي هذا العيد يصنع طعام مخصص له يسمى "تانغيوان" وهو عبارة عن كرات صغيرة تصنع من الأرز اللزج وتحشى بزهور الورد والسمسم وعجين البسلة الحمراء ومختلف البذور والسكر وزيت الطعام، ثم تسلق أو تقلى. وبما أن نطق هذا الطعام بالصينية مشابه لنطق "جمع شمل العائلة" ، لذلك يحب الناس تناوله رمزا لجمع شمل العائلة والسعادة.
وفي اليوم التالي الذي يوافق الاثنين تنتشر نشاطات رقصة الأسد وعرض فوانيس التنين والمشي على الجسور البحرية والشوارع واداء عروض العادات والتقاليد القديمة في مناطق كثيرة من الصين وفي البلدان التي تتواجد بها الجاليات الصينية.

عادات وتقاليد الهنود: عبادة البقرة
البقرة في الهندوسية رمز الغنى البقرة في الهندوسية مقدسة عادة ويجب حمايتها، وينظر لها على أنها أم ورمز الوفرة لصفاتها اللطيفة من تقديم لبن ومنتجات غذائية نباتية. ولها مكان محترم في المجتمع فمن التقاليد الهندوسية تجنب أكل لحمها.
البقر ف الهند اليوم
يحتل لبن البقر مكانا هاما في التقاليد الدينية للشعوب الهندوسية، وتتجول الأبقار بحرية في تلك الدول بسبب قدسيتها، وحتى في الشوارع المزدحمة للمدن الضخمة مثل دلهي. ويعتبر من حسن الحظ تقديم طعام للبقرة قبل الفطور. وفي الأماكن التي يحرم فيها ذبح البقر يمكن أن يسجن الشخص الذي قتل أو آذى بقرة. وبسبب القوانين والعادات فإن المنبوذين فقط يأكلون البقر الميت ويستغلون جلودها.
القانون في الهند
بقرة تستريح في شارع في الهند حيث يمكنها التجول بحريةلا يسمح بذبح البقر إلا ضمن حدود معينة في ولايات الهند باستثناء ولايتي غرب البنغال وكيرلا، لذا تشحن أبقار كثيرة إليها للذبح بالرغم من منع القوانين لشحن الأبقار بين الولايات الهندية .هناك مسالخ خاصة كثيرة في المدن الكبيرة، حيث يقدر وجود أكثر من 30000 مسلخ غير شرعي مقارنة مع 3600 مسلخ شرعي في كل الهند. ولم تنجح محاولات الحد من هذه الممارسة

عادات وتقاليد في تونس
يقام في مدينة تونس العاصمة خلال شهر رمضان مهرجان المدينة، الذي يُقَدِّم فيه المُنشدون المحليون والعرب ألوانًا من الغناء والتواشيح والمعزوفات التي يقبل عليها الجمهور من كل مكان، ويتزاور التونسيون فيما بينهم، ويدعو أحدهم الآخر لتناول طعام الفطور في بيته، ويبدأ فطورهم بتناول التمر مع خلطة الزبدة أو اللوز، واحتساء الشوربة، ثم يقدمون على مائدة فطورها الرمضاني أكلات خاصة، مثل: الحلالم الجارية، والحوت المحشي والمعقودة، والبريك، والكُسْكُسي، والنواصر، والمرقاز المشوي، وتناول الحلويات، والشاي الأخضر.
إنّ الفريس والبازين بالمرقة، والمسفوف بالزبيب، والياغرتة، وشرب الحليب: هو طعام السحور عند التوانسة طيلة أيام الصيام، ولا ننسى الطابع الاحتفالي الخاص الذي يحييه أهل تونس لليلة القدر المباركة، إذ بعد إحيائها غالبًا ما يقوم الشباب باستغلالها لاعلان الخطوبة، ويكثرون فيها التزاور وتقديم الهدايا للأهل والأصدقاء.
أمّا الأولاد فَيَسْمَح لهم أهلهم بالطواف في ليالي الشهر الكريم للتجول في الأزقة، ويُقَدِّمون أناشيد وأغانيّ خاصة بهم. ويذكر بأنّ العادة قد جرت في تونس بتقديم الألعاب التي تُعرف بكركوز- القرقوز- في جميع ليالي رمضان، حيث يحكي من وراء القماش الأبيض بعض القصص التي تربي الأولاد على الأخلاق والفضائل الحميدة.
وبعد أن يعلن حلول عيد الفطر في تونس، يسهر الناس حتى الصباح، بينما تقام الاحتفالات الرسمية في مسجد عقبة بن نافع في مدينة القيروان، والذي تقدم فيها المحاضرات الدينية والأغاني الدينية”، وقسم يعمل الاحتفالات في الليلة التالية.
إنّ من العادة في تونس إطلاق المدافع صباحًا وعشاءً من الحصون في مُدَّةِ أيام العيدين الفطر والأضحى، وأداء صلاة العيد في الساحات والمساجد ، ويتصدّق الصائمون للمحتاجين بإخراج زكاة الفطر عن كل واحد من العائلة.
وكان يقام معرض الأطفال المُسَمَّى بالقصبة في عيدي الفطر والأضحى لمدة أربعة أيام، حيث يذهب الأطفال إلى القصبة، ويلعبون في أراجيح مُقامة هناك، ويركبون في أدواح، وعلى ظهور خيل من اللوح تدور في الفضاء كأنّها حلبة السباق؛ ليتعلم هؤلاء الأطفال ركوب الخيل.
كذلك تنشغل النساء التونسيات بعمل البقلاوة التونسية المعروفة، والملَبَّس داخل البيوت؛ لتقدم للضيوف أيام العيد، مع الأكلة التي يتناولها الضيوف المهنئون، وهي: البازين العصيدة، وتتكون من: السكر والنشأ، وتخلط مع القديد اللحم المجفف.
ويعدُّ عقد القِران وإعلان الخطبة في عيد الفطر من العادات المحببة في تونس، تيمنًا وتبركًا بأيامه الكريمة. وغالبًا ما يقوم المسحراتي في صبيحة أيام العيد الذي عمل طيلة شهر رمضان بإيقاظ الصائمين في هزيع الليل الأخير، وهو يدور على البيوت ليتسلم من أصحاب المنازل هداياهم المُجْزِيَة.

عادات الشعوب في الاحتفال بالعيد
مع اختلاف العادات والتقاليد..
كيف تستقبل الشعوب العربية العيد؟
على الرغم من تشابه عادات المسلمين في البلدان العربية والإسلامية خلال عيد الفطر المبارك، إلا أن لدى بعض الشعوب والدول عادات تختص بها دون غيرها.
وإن كانت صلاة العيد وزيارات الأقارب وصلة الرحم واحدة في الدول الإسلامية، لأنها صادرة من التشريعات الدينية، إلا أن لكل دولة طريقة مختلفة - بعض الشيء - في ممارسة هذه العادات والتقاليد. ففي السعودية مثلاً تبدأ مظاهر العيد قبل العيد نفسه، حيث تبدأ الأسرة بشراء حاجياتها من ألبسة وأطعمة وغيرها، ويتم الإعداد للحلويات الخاصة بالعيد في بعض المناطق، كمثل "الكليجية" والمعمول.
ومع أول ساعة من صباح العيد، يتجمع الناس لصلاة العيد التي تجمع الناس في أحيائهم الخاصة، حيث يقوم الناس بعد أداء الصلاة بتهنئة بعضهم البعض في المسجد، وتقديم التهاني الخاصة كمثل (كل عام وأنتم بخير) و(عساكم من عواده) و(تقبل الله طاعتكم) وغيرها.
ثم يذهب الناس إلى منازلهم استعداداً للزيارات العائلية واستقبال الضيوف من الأهل والأقارب. وتنتشر عادة في الكثير من الأسر السعودية بالاجتماعات الخاصة في الاستراحات التي تقع في المدينة أو في أطرافها، حيث يتم استئجار "استراحة" يتجمع فيها أعضاء الأسرة الواحدة الكبيرة، والتي تضم الجد والأولاد والأحفاد. حيث تقام الذبائح والولائم، يتبعها اللعب من قبل الصغار والكبار، وتعقد الجلسات العائلية الموسعة.

فنُون الفُطُور والصِّيَام عند بعض أهل الشام الكرام
يستقبل السوريون شهر رمضان بتقاليد مُتَوَارَثَة تبدأ بتقاليد إثبات مولد هلال الشهر الكريم، وتلتزم هذه المسألة أُسُس علمية، ففي ليلة الثلاثين من شهر شعبان يجلس القضاة والوجهاء في المسجد الأموي في دمشق خلال الساعات التي يتوقعون فيها ظهور هلال الشهر الكريم؛ لإعلان بدء صيام رمضان الفضيل.
وبعد أن تتأكد رؤية الهلال يستعد الناس لاستقباله، حيث تستعد العوائل بتهيئة عدد من الأكلات السورية الرمضانية المعروفة : الفول المدمس الدمشقي الذي يُخلط مع الطماطة، والبقدونس، والكوسة المحشوة، والكبة المقلية، وكبة لبنية، والباذنجان المحشو، وورق العنب، والمقلوبة، والملوخية بالدجاج وداود باشا، وتظهر أيام رمضان أنواع الكُفْتَات على اختلافها: كفتة الحمص واللحم والسجق والكلاوي، إضافة إلى المُقَبِّلات، مثل: التبولة والمنقوشة. وتتميز أغلب الحلويات الدمشقية باستعمال القشطة فيها، ويعود ذلك إلى أنّها عادة ورثوها لأنّهم يتفاءلون باللون الأبيض، ومن الحلويات الذي يتناولونها في ليالي الصيام القطايف بالجبنة، وبالجوز، والهريسة، والقشطلية، والمهلبية.

كذلك يجتمع الأطفال قبيل آذان المغرب في رمضان تحت مئذنة المسجد في حيِّهم، وهم يحملون بأيديهم فطورهم، ينتظرون بفارغ الصبر انطلاق المؤذن بالآذان ويقولون:
يا مؤذن قولها رِيت دّقنَكْ طُولها- طول المئذنة-
وإنْ كنت ما بتقولها تُوقَع من فوق المادِنَه!
وعقب تناول الفطور، يتجمع أطفال الحيّ، وبيد كلّ واحد منهم صحن فارغ، ويدورون على بيوت الأغنياء منهم ليأخذوا السحور،
ويقولون عند باب البيت:
محمّد على فَرسُه
ويقول لها دُورِي
يامَحْرَمَه من دَهَبْ
والشَّبَ غنْدُورِي
ياريتني دُودِه على الحِيط مصْمُودَه
وعَرُوسْتَكْ يا محمّد مكحّله ومَصْمُودَه
ولولا محمّد ماجِينَا يحلّ الكِيس ويَعطِينا
يعطينا مِصْرِيَّه، ماكَفَتْنَا الخَرْجِيّه
أعطونا سحور أحسن
ما نخلع الباب والناجور!
إن أواصر المحبة والأُلفة بين أفراد المجتمع السوري في شهر رمضان المبارك تشتد، حيث يتبادل المصلون تحيات الود والمحبة، وتقوى هذه الأواصر من خلال تبرع المُوسرين للمحتاجين بالهبات والزكاة والصدقات والكفارات التي يقوم بها أفراد مختصون يجمعون المال والسلع الأخرى لتوزع على الفقراء. ولا يمنع هذا الموسرين أو متوسطي الحال من دعوة أقاربهم وأصدقائهم إلى موائد الافطار كما تنعقد الندوات الدينية بصورة لافتة في رمضان.
ويُعتبر السوريون من أكثر شعوب الأرض احترامًا لخصوصية الشهر الكريم؛ حيث تعلن الكثير من المطاعم عن عدم تقديم أي طعام قبل آذان المغرب، أي قبل وجبة الإفطار ومن الطريف أن الملاهي، والأندية الليلية، والكثير من المَقَاهي تغلق أبوابها طيلة الشهر الكريم تعظيمًا لهذا الشهر، وصدق الله إذ يقول: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)،آية 32: سورة الحج.
ويتذكر أهل سورية كيف كانوا ينصبون ألعابًا بمناسبة حُلُول عيد الفطر السعيد في الأراضي الخالية من البناء في السنوات الماضية، وتشتمل في الغالب على ناعورة كبيرة من الخشب، يجلس في محيطها الصغار، ثم يُحركها صاحبها بهم، وتشتمل على سرير خشبيّ كبير، يُعرف بسرير الكَسْلانَة، وهناك في النَّاعورة دائرة كبيرة تُدعى بالدَوَخانَة، يجلس فيها الأولاد ليدورهم صاحبها وهم فرحون.
وللعيد اليوم في سورية طعمه الخاص، والذي يحرص فيه الصائمون على أداء صلاة العيد في المسجد الأموي الكبير بدمشق، وفي مساجد المحافظات الكبيرة الأخرى. وتتم الزيارات فيما بين العوائل والاجتماع في دار كبير العائلة، وتُقَدَّم إليهم الحلويات السورية المشهورة مع عصير التمر هندي، والعِرِق سوس، وشراب قمر الدين، وهذا كله في أول أيام العيد، ويخرجون في ثاني وثالث أيام عيد الفطر للحدائق، والمواقع السياحية، ومُدُن الألعاب. أما الأطفال فيدورون في أزقة الحيّ في يوم وقفة العيد مُرَدِّدِين:
بُكْرَه العيد ومِنْعَيِّد
ونقطع راس السيِّد
والسيِّد قَتَلْ مَرْتُو
على رغيف اللي أكلتُو
أكلته ماشبّعها،جاب السيف ودَبَحْها
قال لها قومي تعَشِي،
قالت برُوح نَقْشِي،
شمَّر زِنْدُه، وطَعْمَاها،
طعمَاها خاروف مَحْشِي
وجَنْبُه كَمَايِه وجِبْسِي،
جابهِن من عند العَشِّي
وبُكْرَه العيد ومِنْعَيِّد،
ونرفع راس السيِّد
والسيِّد كَرَّم مرْتُو،
على رغيف اللي صَرِفْتُو
صَرِفْتُه للمحتاجين!
وتتم صلاة العيد حاليًا داخل المساجد، وليس في السَّاحَات كما في الكثير من الدُّول العربية الأخرى.
أما في الأردن:
ينفرد شهر الصوم في الأردن بتلك الخِيَام التي ينصبها الأهالي في الأحياء الشعبية؛ لاستخدامها في الجلسات الرمضانية ويشهد السوق الأردني حركة شراء واسعة لتأمين احتياجات الناس من المؤن، مثل: الأرز، والتمر هندي، والحلويات، وأنواع العصير. ويتم تَبَادُل الأطعمة بين الجيران، عِلاوة على تبادل الزيارات بين الأهل والأقارب وتفطيرهم في البيوت، حيث ينتظر الجميع إعلان أذان المغرب ومدفع الإفطار؛ ليبدأوا فطورهم الجماعي، بعدما يُؤدي الرجال والنساء صلاتي العشاء والتراويح في مساجد الأحياء القريبة.
وكان المسحراتي يتم اختياره في الماضي بالأردن من قِبَل وجهاء المناطق والحارات وأئمة المساجد، وأغلب المسحراتية اليوم هم مَنْ ورثوا هذه المهنة عن آبائهم، وكان المسحراتية سابقًا يستخدمون الفناجين النُّحاسية عن طريق طَرْقِهَا ببعضها البعض لتنبيه النائمين للسحور مع استخدام الصوت للمناداة عليهم عبر العِبَارة التالية:
يانايم وحّد الدايم، أو عبارة تسحروا فإنّ في السحور بركة
وفي آخر ليال من رمضان يقوم الأردنيون بإخراج زكاة الفطر، وتوزيعها على الفقراء؛ لذا يُسَمُّونَها ليال الجبر، وفي ليلة العيد تنشغل النساء بتنظيف البيوت وعمل حلويات العيد، وخاصة كحك العيد، وفي الصباح يذهب الناس للصلاة، وبخاصة في الساحات، ثم يتجمع الناس خاصة أهل الريف في أكبر بيوت القرية؛ لتناول إفطار جماعي، ثم نجد أن من عاداتهم في العيد أن تكون الوجبة الرئيسة في غذاء يوم العيد وجبة المنسف (تسمى في مصر الفَتَّة)، وهي عِبَارة عن خبز يعلوه أرز ولحم أحمر (لحوم الخراف، والأبقار، والأغنام، والجاموس، والغِزْلان تُسَمَّى لحم أحمر).

للبحرين نكهة خاصة في رمضان والأعياد
ترتبط بشهر رمضان عادات أصيلة للأطفال في البحرين لـيوم “الكرنكعوه”، ويُسَمَّى في البحرين “القرقاعون”، الذي يحتفلون به في اليوم الرابع عشر، أو النصف من شهر شعبان ابتهاجًا باستقبال شهر رمضان، حيث يرتدي الأطفال الملابس التقليدية، مثل: الدرّاعة، ويذهبون إلى الأهل والأقارب والجيران، وهم يُرَدِّدُون أناشيد مُعَيَّنَة، ويدقون على أبواب الديار المختلفة؛ ليحصلوا من خلال تجوالهم على بعض الحلويات والمُكسرات، ويغني الأطفال قبل الدخول إلى المنزل:
عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم
إنّ دقّ الحَبِّ مُهِمَّة تستعد لها النساء مبكرًا في مملكة البحرين لصنع الهريس، والذي لم يكن يُصْنَع قديمًا إلا في شهر رمضان، والعيدين، وفي “صباحية” العروسين، وبالتأكيد لدى الأغنياء طوال أيام العُرْس التي تمتد إلى السبعة أو الثلاثة أيام عند متوسطي الحال. وكان للهريس صيت تشتهي النفس ذكره بين المجتمعين، وكذلك كانت حِرْفَة ” صفار القدور ” من الحِرَف الشعبية القديمة التي ترتبط بالشهر المبارك، حيث كان الصفّار يدور في الطرقات وهو يردد: صفار القدور، وكان أبو طبلية يدور ليوقظ النائمين لتناول السحور، أما الآن فإن الناس لا ينامون قبل السحور فراحت على المسحراتي أيامه، وتلك الكميات من الأرز والسكر والطحين التي كانوا يقدمونها له.
ومن العادات الاجتماعية في البحرين ما يَتَمَثَّل في البدء بزيارة الأكبر سِنًا في بداية الأسبوع الأول من الشهر المُبَارك، وهناك تقليد لابد من وجوده عند الفطور، وهو ضَرُورَة تَنَاول طبق الشوربة والتمر والقهوة العربية، وذهاب الرجال إلى المسجد لأداء صلاة المغرب، وعند عودتهم يتناولون طعام الفطور مع أسرتهم من الهريس والثريد واللقيمات، وربما يتناول البعض منهم المكبوس؛ لأنها تُعتبر أكلة ثانوية عندهم، كما بدأت تظهر مؤخرًا عادة الإفطارات الجماعية بالإضافة لعادات تَبَادُل الأطباق التي كانت تنتشر في البحرين من قبل.
وللمجالس التي تُعقد في رمضان نصيب في البحرين، ففيها يجتمع رجال الأسرة والأصدقاء والمعارف؛ لمناقشة وطرح العديد من القضايا المتنوعة، وتقدم إليهم خلالها التمر والقهوة والشاي والحلوى البحرينية الشهيرة، التي لابد وأن تكون في كل بيت طِيْلَة أيام الشهر الفضيل.
نعرف جميعًا بأنّ الحَلْوَى هي من الصناعات الشعبية المُتَوَارَثَة في البحرين، وقد ذاع صيتها في العاصمة المنامة، وفي المحرق. وهي عبارة عن خلطة مُرَكَّبَة من النِّشَا والسكر والدهن والزعفران والهيل وماء الورد والجوز أو اللوز، وتُوضع الحلوى بعد تجهيزها في طسوت معدنية؛ لتباع للناس في الدكاكين، وهناك حلوى يُقبل عليها الصائمون في البحرين وتصنع في معامل خاصة، مثل: الزلابية والرهش والعسلية.
ويستعد البحرينيون في الأسبوع الأخير من شهر رمضان لاستقبال عيد الفِطر بالملابس الجديدة، وصناعة الحلوى، مثل: القدوع البحريني، والسمبوسة الحلوة؛ لتقديمها لضيوفهم ليلة العيد المبارك. أما حلوى القدوع: وهو الصحن الكبير، ويتصدر مجلس الضيوف، فتقدم إليه مع القهوة والشاي في صباح أول أيام العيد، حيث تنصب القدوع في الساعة العاشرة صباحًا، ويُقَدَّم عليها الأرز والدجاج، وهي عادة بحرينية تقوم بها الأُسَر بدلًا من الغذاء. ويجتمع أفراد العائلة مع أقاربهم لِتَنَاول طعام الغداء في أيام عيد الفطر المبارك في بيت الوالد في أول يوم العيد، وتُقَدَّم إليهم الحلوى، أما الأطفال فيطوفون من بيت إلى آخر في الفريج- الحيّ- ويؤدُّون بصوت واح: عيدكم مبارك.. عساكم من عوّاده.

من ثقافات الشعوب في مجال الصحة العامة ( النموذج الكوبي )
صديقي لكل مجتمع ثلاث ركائز أساسية، هي: العلم والغنى والصحة العامة، ومتى كانت الدول متقدمة في هذه المجالات كان لها في ركب الحضارة نصيب، فمن المستحيل أن تكون دولة ما متقدمة دون التقدم في هذه المجالات الثلاث، والصحة العامة: هي المجال الوحيد الذي يقع مسئوليته على كل فرد من أفراد المجتمع، أيًّا كان وضعه، ومهمًا كان سنه، فمن واجبك صديقي على المستوى الشخصي أن تحافظ على نظافتك الشخصية، بأن تقوم بما وصاك به رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثل: (( غُسل الجمعة – تقليم الأظافر – تمشيط الشعر وحلقه إذا لزم الأمر – غسل العيدين – الاهتمام بنظافة الثياب – الاهتمام بنظافة الغذاء))، وغيرها الكثير.
وليس معنى كلامي هذا أن الدولة ليس لها نصيب في الصحة العامة، فالدولة ممثلة في رئيس الدولة، أو أمير البلاد، أو البرلمان المنتخب دور كبير في الحفاظ على الصحة العامة؛ وذلك عن طريق الاهتمام بالمنشئات الصحية، والتأكد من توفير الخدمات الطبية المناسبة لكافة أفراد المجتمع، كما يعد الاهتمام بجودة العمل في المستشفيات العامة والخاصة من واجبات الدولة، ومن مظاهر اهتمامها بالصحة العامة، ويعد النظام الصحي في دولة كوبا من أكثر الأنظمة الصحية تقدمًا على مستوى العالم، فبالرغم من أن الحصار التجاري الذي تفرضه الولايات المتحدة الأمريكية منذ 45 سنة على جزيرة كوبا قد أثر تأثيرًا خطيرًا على قدرة هذا البلد على تأمين الخدمات الصحية للشعب الكوبي، مع ذلك، فإنّ الوقائع تتحدث عن نفسها، فحسب الموقع الإلكتروني الخاص لوكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية الـ(سي، آي، إيه)، يبلغ متوسط عمر الإنسان في كوبا 77 سنة، مقابل 78 سنة في الولايات المتحدة، ويبلغ معدل الوفيات بين الرضع حديثي الولادة 6,04 بالألف في كوبا، (وهو ما يُشّكل معدلًا أفضل من نظيره في الولايات المتحدة البالغ 6,37 بالألف), في حين يبلغ معدل الإصابة بمرض فقدان المناعة المكتسبة (الإيدز) أقل من 0,1% في كوبا، مقابل 0,6% في الولايات المتحدة.
حققت كوبا هذه النتائج في واحد من أكثر مستويات الإنفاق على الرعاية الصحية انخفاضًا في العالم (نحو 205 دولارات لكل شخص في كوبا، مقابل 6 آلاف دولار لكل شخص في الولايات المتحدة، ونحو 3 آلاف دولار في معظم بلدان العالم الأول، هنا بالطبع تكمن المفارقة: إن الإنفاق العالي على الرعاية الصحية لا يساوي بالضرورة خدمة صحية عالية، أو مجتمعًا أكثر صحة؛ فعملية إجراء استبدال الورك# أو معالجة الجلطة الدموية في الشريان التاجي، على سبيل المثال، متوفرة لكل من يحتاج إليها، وليس لكل من هو قادر على دفع التكاليف المالية لمثل هذه العمليات. في كوبا، يمكنك أن تجد مريضًا بالسكري يبلغ من العمر75 سنة، وهو ما يزال يدخن، وفي الوقت نفسه يتلقى مجانًا معالجة لانسداد الشريان التاجي، حالة كهذه لن تجدها في أستراليا أو الولايات المتحدة ما لم يكن لديه تأمين صحي خاص.
أُصيبتْ الشابة التي رافقتني في زيارتي لكوبا، أثناء السفرـ بنزيف دماغي هددّ حياتها، فكانت المعالجة المستعجلة والفورية، ولاحقًا العملية الجراحية التي أُجريتْ لها في كوبا، وأنقذتْ حياتها، محط إعجاب جرّاحي الأعصاب الأستراليين وثنائهم. هنا – في كوبا- لا يُجبر مرضى السرطان، في الحالات المتقدمة، على تلقي معالجة كيماوية تجريبية، إشعاعية مقززة ومكلفة، فقط لإطالة عمر المريض بضعة أشهر وزيادة المعاناة، رغم ذلك، للمفارقة، تعتبر نسبة حالات الإصابة بأمراض مستعصية كالسرطان في كوبا، هي الأقل في العالم، بالتأكيد يعود السبب في ذلك إلى رفض كوبا استخدام المبيدات الحشرية ومواد كيماوية أخرى في إنتاج المواد الغذائية.
نسبة الإصابة بأمراض السكري والبدانة، وهي أمراض تقض مضجع المُجْتَمَعَين الأمريكي والأسترالي هذه الأيام باعتبارها كالقنابل الموقوتة، تقل في كوبا إلى أبعد الحدود، والسبب على الأرجح يعود إلى قلة تناول الأطعمة المعلبة، أو إلى الانخفاض العام في نسب استهلاك الأطعمة غير الضرورية التي تنتجها الشركات الرأسمالية لكسب المال على حساب صحة الناس. أجرتْ كوبا مجانًا 4 آلاف عملية زرع كلية، كما تتوفر مجانًا خدمات غسيل الكلى في جميع مراكز الأقاليم، تصل نسبة تلقيح الأطفال في كوبا تقريبًا إلى 100%، بينما هي في أستراليا 90%، إن كوبا هي واحدة من أكبر دول العالم إنتاجًا للقاحات؛ إذ تزوّد دول العالم الثالث بكميات ضخمة منها، وذلك على الرغم من جهود حكومة الولايات المتحدة لقطع إمداد كوبا بالمواد الخام الأولية الضرورية لإنتاج اللقاح، (هناك تشريع أمريكي يمنع الشركات الأمريكية أو فروعها المتمركزة في الخارج من التعامل التجاري مع كوبا ).
تطبقُ الولايات المتحدة الإستراتيجية ذاتها في مجال صناعة الأدويةَ. تُصنّع كوبا ما يسمى بــ 46 دواء ضروريًا، وتُزوّد دول العالم الثالث بها، وهي الأدوية المخصصة لمعالجة الأمراض الوبائية الشائعة، إضافة إلى مرض ارتفاع ضغط الدم الشرياني، ومرض السكري؛ لذلك فإن كوبا تنتج كل الأدوية التي أُسقطتْ من سجل حقوق الإمتياز الحصرية (الاحتكارية ) لمخترعيها. تنفق أستراليا أقل من 1% من ميزانيتها على الترويج الصحي والوقاية من الأمراض، وذلك عبر ما تجنيه من الضريبة المفروضة على التبغ، وبالمقارنة مع كوبا نجد أن هذه الأخيرة تخصص 10% من ميزانيتها للوقاية من الأمراض دون فرض أي ضريبة على أي قطاع آخر.
يوميًا،يقوم أطباء الصحة العامة الكوبيون بقضاء فترة ما بعد الظهر في زيارة الناس في منازلهم، وإجراء الفحوصات الطبية، ومن ضمنها التصوير الشعاعي، كما يقوم أخصائيو التغذية والفيزيولوجيون (المختصون بوظائف الأعضاء ) بشرح بعض أنواع الحميات الغذائية التي تستند على التمارين الجسدية وعلى التغذية الصحية. تُشّكل هذه البرامج جزءًا من اتفاق كوبا مع فنزويلا لتبادل الخدمات الصحية مقابل النفط؛ إذ تُؤمّن كوبا 20 ألف طبيب و أخصائي صحة عامة، للعمل في منطقة العاصمة (كاراكاس)، والمناطق الريفية في (الأنديز) و(الأمازون )، وكان لهذا البرنامج الفضل في استعادة نعمة البصر لأكثر من 600 ألف مريض من فنزويلا، وعدد من دول أمريكا الوسطى، والذين كانوا سيضطرون للسفر جوًا إلى كوبا لإجراء عمليات جراحية في العين.
هناك أكثر من 10 آلاف طبيب ومختص بالصحة العامة من كوبا يعملون في دول العالم الثالث. ففي تيمور الشرقية، على سبيل المثال لا الحصر، تعمل كتيبة طبية كوبية مؤلفة من 350 طبيبًا وموظف صحة على تدريب الأطباء الشباب، كما يوجد 500 شاب من تيمور الشرقية يدرسون الطب في هافانا. هذا عدا عن نحو 70 ألف شاب وشابة من دول أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي الذين يتلقون الدراسة والتدريب على يد الأطباء الكوبيين، وهو ما يُشّكل بالتأكيد طريقة لكسب عقول الشعوب وقلوبها أفضل من تلك التي ينتهجها حكام واشنطن، والقائمة على الرأسمالية وابتلاع الأسواق عن طريق البضائع والعملة الأمريكية.
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى