مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* اعجاز تحريم الخنزير 2

اذهب الى الأسفل

* اعجاز تحريم الخنزير 2 Empty * اعجاز تحريم الخنزير 2

مُساهمة  طارق فتحي السبت يناير 08, 2011 6:58 pm

اعداد : طارق فتحي
الجزء الثالث
رابعاً: الأوليات/ وحيدة الخلية :
ينقل الخنـزير للإنسان مجموعة من الكائنات الأولية، بعضها يحدث اضطرابات خفيفة له، والبعض الآخر يسبب أمراضاً خطيرة ومميتة. وسنستعرض في الصفحات التالية أبرز الأمراض التي تسببها هذه الأوليات، ودور الخنزير في نقلها إلى الإنسان.
28- الزحار البلنتيدي/ الزقي . الطفيلي المسبب لهذا المرض هو نوع من الأوليات الهدبية (لها أهداب)، يعرف بـ بلانتيديوم وهو أكبر الأوليات التي تصيب الإنسان، وهو النوع الوحيد من الأوليات الهدبية التي تصيب الإنسان، كما إنّه من طفيليات الأمعاء الغليظة (القولون) في الخنازير والقردة وبخاصة الشمبانزي.
ولأنّ فرص اتصال الإنسان بالقردة ضئيلة، فتبقى الخنازير من الناحية العملية المصدر الوحيد لعدوى الإنسان. ويوجد هذا الميكروب في براز الخنزير وينتقل إلى طعام الإنسان بطرق عديدة، ليستقر في الأمعاء الغليظة، فيحدث إسهالا مصحوبا بالمخاط والدم، قد يؤدي للوفاة.

وعادة لا ينتشر الزحار البلنتيدي إلا بين مربي الخنازير أو المتعاملي معها (ذبحها ونقلها وتجارتها)، فتتلوث أيديهم بحوصلات الطفيلي المعدية .
29- داء النوم الإفريقي . الطفيلي المسبب لهذا الداء الفتاك ينتقل هذا الطفيلي من ذبابة التسي- تسي بطريق الحقن، وذلك عندما تلدغ الإنسان. يسبب الطفيلي اضطراباً دماغياً، لا يلبث أن يتطور إلى مرض النوم. وفي حال اهمال معالجة المريض، فإنّه يدخل في غيبوبة ويموت . بقي أن نؤكد على الدور التي تلعبه الخنازير في نقل هذا المرض للإنسان.
30- مرض شاغاس . هذا المرض أشد خطورة من النوع الأفريقي، والطفيلي المسبب له أشد فتكاً. ينتشر هذا المرض في أمريكا الجنوبية والوسطى، وأعراضه مشابهة لإعراض داء النوم الإفريقي، لكنه أكثر شراسة منه وتلعب الخنازير دوراً مهما في نقل هذا المرض للإنسان.
31- داء المقوسات. يسبب هذا المرض طفيلي يسمى توكسبلازما .ينتقل هذا الطفيلي إلى الإنسان بطريقين: إما عبر مشيمة الأم المصابة إلى الجنين، أو يُكتَسَبُ من أحد حيوانات المستودع مثل القطط، الكلاب والطيور، والمواشي، والخنازير.
ومن آثاره إسقاط الجنين في المرأة الحامل، أو ولادة جنين تام النضج لكنه يعاني من استسقاء الرأس، والتهاب شبكية ومشيمة العين،  وتكلسات دماغية. يبلغ معدل الوفيات حوالي 10%، أمّا الناجون فقد تظهر عليهم يعض الأعراض كاستسقاء الرأس والتخلف العقلي واضطراب الرؤيا .
32- طفيلي اوداموبا. لا يسبب هذا الطفيلي أي مرض مزعج، لكنه يتشابه مع طفيل انتموبا الذي يسبب الزحار الأميبي الخطير. ينتقل هذا الطفيلي إلى الإنسان بواسطة الخنازير والقردة التي هي مستودعات له .
33- طفيلي بولكي ينتقل هذا الطفيلي إلى الإنسان بواسطة مستودعاته من الخنازير والقردة، ولبس هناك دلائل تشير بوضوح إلى ارتباط هذا الطفيلي بمرض في الإنسان .
34- طفيل نانا . لا يعرف مرض يسببه هذا الطفيلي للإنسان. ينتقل هذا الطفيلي إلى الإنسان بواسطة الخنازير .

خامساً: الديدان المفلطحة :
ينقل الخنـزير للإنسان عددا من الديدان المفلطحة، غالبيتها يسبب له اضطرابات خطيرة. وأهم الديدان التي  ينقلها الخنزير إلى الإنسان هي:
35- البلهارسيا اليابانية. تصيب البلهارسيا أكثر من 200 مليون نسمة, ويموت بسببها قرابة المليون شخص سنوياً. تعيش هذه الدودة في الأوعية الدموية المعوية، حيث تضع بيوضاً تخترق هذه الأوعية الدموية، لتخرج إلى البيئة الخارجية. تعيش هذه الديدان في جسم الإنسان مدة تصل إلى 30 سنة، وتحدث دماراً شديداً يؤدي أحيانا إلى الموت. يصاب الخنزير بديدان البلهارسيا اليابانية والتي تنزل بويضاتها مع برازه، ومنه تنتقل للإنسان في كثير من بلدان العالم .
36- الدودة المتوارقة البسكية : وهي من الديدان المعوية-الكبدية، والخنزير هو  العائل الرئيس لنشر العدوى. وتعيش الديدان البالغة في الأمعاء محدثة التهابات موضعية ونزوف وتقرحات في جذر المعي الدقيق، وتتسيي في حدوث إسهال مزمن وفقر دم وقد تحدث استسقاء البطن مؤدية إلى الوفاة.
37- الدودة الكبدية الصينية . تنتشر الدودة الكبدية الصينية في بلدان الشرق الأقصى كاليابان والصين، والخنزير العائل الرئيسي لها. تعيش هذه الديدان في القنوات الصفراوية الكبدية، حيث تتكاثر بأعداد كبيرة. وإذا ما كثرت أعدادها عند المصاب، أحدثت تضخماً في الكبد وإسهالاً  مزمناً ويرقاناً شديداً ينتهي بالوفاة .
38- دودة  باراكوناموس  . يصيب هذا الطفيلي القطط والكلاب والخنازير وغيرها، وينتقل منها  إلى الإنسان. وتعتبر هذه الدودة من أهم الديدان التي تصيب الرئة وتحدث فيها أضراراً تكون أحيانا جسيمة، كما تسبب الإلتهاب الرئوي ومرض السل .
39- دودة كاستروداسكايدر . وهي من طفيليات الأمعاء التي تصيب الخنازير وغيرها، وتنتقل منها  إلى الإنسان.

سادساً: الديدان الشريطية :
ينقل الخنـزير للإنسان أنواعاً متعددة من الديدان الشريطية، بعضها بالغ الخطورة على حياته، والبعض الآخر يسبب له اضطرابات تتراوح ما بين الخفيفة والشديدة. وأهم الديدان الشريطية التي  ينقلها الخنزير إلى الإنسان هي:
40- الدودو الشريطية المسلحة/تينيا سوليوم . والمشهورة أيضاً بالدودة الوحيدة. يعيش طورها البالغ في أمعاء الإنسان، ويبلغ طولها من 2-3  أمتار، لها رأس أصغر من الدبوس مزود بأربع ممصات ويطوق قمته طوق من الأشواك، يلي الرأس عنق قصير ينمو منه باستمرار قطع أوأسلات صغيرة تنموكلما بعدت عن الرأس مكونة شريطا يحتوي أكثر من 1000 قطعة .
وتنفصل الأسلات الناضجة الممتلئة بآلاف البيوض، لتخرج مع براز المصاب، حيث تعيش في التربة الرطبة زمناً طويلاً إلى أن يأتي خنزير فيلتهمها وما فيها من بيوض. وتعمل عصارات أمعاء الخنـزير الهاضمة على حل هذه البيوض لتنطلق منها الأجنة، فخترق جدار الأمعاء، لتسبح مع الدورة الدموية إلى كل أنحاء الجسم. وتستقر الأجنة في عضلات الخنزير مكونة حويصلات بطول 6-18 ملم، في كل منها يرقانة لها رأس صالح لكي يكون دودة جديدة. فإذا ما تناول الإنسان من اللحم المصاب دون أن ينضجه تماماً لقتل ما فيه من اليرقات، فإتها تنطلق من الحويصلات في أمعائه لتخترق جدارها، وتدخل إلى دورته الدموية، لتستقر بعد ذلك في العضلات أوالرئتين أوالكبد أوالقلب أوالعيون أوالدماغ. أنّ نمو هذه الحويصلات في المخ يؤدي إلى الإصابة بحالات من الصرع، وإلى شلل عضوي جزئي، مع دوار واضطرابات عصبية حسية. كما ينطلق منها إلى الدم ذيفانات سامة، قد تؤدي إلى الموت. ولا يعرف لهذا المرض علاج ناجع حتى يومنا هذا .
صحيح أنّ البقر يصاب بدودة مشابهة هي الدودة الشريطية العزلاء، وأن الإنسان يصاب بالطور البالغ من تلك الدودة، لكن الأمر الجوهري أن الإنسان لا يصاب مطلقاً بالحويصلات البقرية. ويعتبر الخنزير المصدر الوحيد لعدوى البشر.
42- الدودة الشريطية العوساء العريضة. يصاب الإنسان بالطور البالغ لهذه الدودة، التي تعتبر واحدة من الديدان المعوية. وييلغ طول الدودة البالغة 10 أمتار، وتستطيع أن تضع عددا هائلا من البيوض، يصل إلى مليون بويضة كل يوم!!!
43- الدودة شوكية الرأس :
هذا النوع من الديدان شائع في الخنزير، ولكنه أيضا يصيب الإنسان، فقد اكتشف بين فلاحي وادي الفولجا في جنوبي روسيا  .

سابعاً: الديدان الخيطية أوالاسطوانية :
الديدان الخيطية أو الاسطوانية التي ينقلها الخنـزير للإنسان متعددة الأنواع، ومتفاوتة الخطورة، لكنها جميعاً لا تخلو من إشكالات صحية تسببها للعائل. أما أهم هذه الديدان التي يرتبط نقلها إلى الإنسان بأكل لحوم الخنازير أو التعايش معها فهي على النحو التالي:
44- الدودة الشعرية الحلزونية/ ترايكنيلاّ :
تعيش الديدان البالغة في أمعاء الإنسان والخنزير، وهي ديدان قصيرة يتراوح طولها بين 2-4 ملم. تتغلغل الإناث المثقلة بالبيوض بين الزغابات المعوية لتضع اليرقات هناك ، فهي لا تضع بيضاً. تخترق اليرقانات جدر الأمعاء إلى الدم وتطوف معه لتستقر في عضلات العائل, حيث تنمو إلى 1 ملم، ثم تلتف على نفسها وتتحوصل.
تظل اليرقات المكيسة داخل العضلات حية  لمدة تصل إلى 25 سنة في الإنسان، و 11 سنة في الخنزير. وعندما يأكل إنسان لحم الخنزير المصاب، فإنّ الحويصلات تنحل في أمعائه، لتنطلق منها أجنة سرعان ما تتطور في أمعائه إلى الديدان البالغة.
والدودة الشعرية البالغة ليست مصدر الخطر الحقيقي على صحة الإنسان، بل اليرقات هي الخطر الداهم. فبعد التزاوج تموت الذكور، وتبقى الإناث الملقحة في جدران الأمعاء لتضع يرقاناتها بعد أسبوع واحد. ولا تلبث هذه اليرقانات وقتا طويلا قبل أن تخترق جدر الأمعاء، لتسير مع الدم إلى جميع أجزاء بدن الإنسان، حيث تستقر في عضلات الحجاب الحاجز والحنجرة واللسان والعين والقلب، محدثة الجنون أو الشلل أو العمى أوالإختناق أو الذبحة القلبية .
إنّ تناول لحوم تحتوي علي 10 يرقات متحوصلة في كل غرام من اللحم، لا يسبب أعراضاً مرضية. لكنّ الأعراض تبدأ بالظهور إذا احتوى اللحم 100 يرقة متكيسة. وتصبح الأعراض شديدة وغالباً ما تؤدي إلى الوفاة إذا بلغ عدد اليرقات المتحوصلة 1000 يرقه/غرام .
45- ثعبان البطن الخنزيري :
تعيش الديدان البالغة في أمعاء الخنزير، حيث تضع بيوضها، التي تخرج مع البراز إلى البيئة الخارجية. وإذا ما دخلت هذه البيوض جسم شخص ما (بطريق مخالطة الخنازير)، فإنها تفقس وتخرج منها يرقات تخترق جدار الأمعاء، تمّ تسير محمولة مع الدم حتى تصل الرئتين، فتثقب الأوعية الدموية وتموت داخل الرئتين، مسببة الالتهاب الرئوي الإسكاريسي الذي يعتبر من الأمراض القاتلة .
46- ثعبان البطن أو الإسكارس :
تعتبر هذه الدودة أكبر الديدان الخيطية التي تصيب الإنسان, إذ يصل طول الأنثى فيها إلى40سم، ومن هنا جاءت تسميتها "ثعبان البطن". وهى أكثر الطفيليات التي تصيب الإنسان قاطبة، إذ تقدر المنظمات الصحية الدولية عدد المصابين بها بما يزيد عن المليار وربع المليار نسمة. وتعيش الأنثى ملتصقة بواسطة الشفاة الثلاث بجدار الأمعاء. وتضع الأنثي الواحدة 200 ألف بويضة كل يوم. تحدث الإصابة نتيجة لإبتلاع بويضات الإسكارس الناضجة مع الخضار النيئة المزروعة فى التربة المخصبة بفضلات الحيوان، أو الأيدي الملوثة بفضلات الحيوانات المصابة.

وبعد فقس البيوض، تبدأ اليرقات رحلة في جسم الإنسان لا يكاد يسلم منها عضو. وتتشابه أعراضها مع أعراض ثعبان البطن الخنزيري، إلاّ أنّ اليرقات التي تثقب الرئتين لا تموت داخلهما، بل تتابع رحلتها حتي تعود مرة أخرى إلى الأمعاء، وتصبح دودة كاملة. ومن جهة أخرى، فبمكن للديدان البالغة أن تتواجد بكثرة في الأمعاء فتؤدي إلى انسدادها وموت المريض، أو أن تسبب إلتهاب الزائدة الدودية، ونادراً ما تثقب الأمعاء فتسبب النزيف .
ثامناً: المفصليات :
المفصليات التي تصيب الإنسان والخنـزير متعددة الأنواع، ومتفاوتة الخطورة. وتشمل هذه المفصليات البعوض، البرغوث الشائع في الإنسان، أنواع من القمل، ذبابة تسي تسي الناقلة لطفيليات مرض النوم، أنواع من ذباب الجلد، وأنواع من الحلم. جميع هذه الطفيليات تتغذى على دم الإنسان والخنـزير. ولا تكمن خطورة هذه المفصليات في التطفل على دم الإنسان والتغذية به.
ولكن فيما تنقل إليه من أمراض فيروسية وأولية قاتلة ويرقات ديدان، كفيروس "نيبا"، وفيروس التهاب الدماغ الياباني، ومرض الملاريا، ومرض النوم الأفريقي، ومرض شاغاس، وغيرها من الطفيليات الضارة. ونحن نعتقد أنّ أعداد الطفبلبات المنقولة من الخنـزير إلى الإنسان بواسطة المفصليات، سيزداد كماً ونوعاً مع مرور الوقت، وستغدو الخنازير مصدر خطر متنامٍ على حياة الإنسان.

تاسعاً: أمراض جسمانية غير طفيلية :
يحتوي لحم الخنزير على أنواع عديدة من المركبات الكيميائية الضارة، التي لا تتناسب ولا تنسجم مع مركبات جسم الإنسان، وبالتالي فهي تسبب له أمراضاً وعللاً متنوعة، تزداد وطأتها كلما تزايد استهلاك الشخص للحوم ومنتجات الخنـزير.
تستخدم في الغرب جميع أجزاء الخنزير ولا تبقى منه أي فضلات. فمن الدم يصنع السجق الأسود وبعض أنواع البوذنج، وتستخدم الأمعاء كغلاف للسجق. ويحوَّل الدهن الزأئد إلى شحم يستخدم في الطبخ، أو في صناعة الزيوت المزلقة، وزيوت التشحيم، وزيوت السفن، وصناعة الصابون وأدوات التجميل والمعاجين، والمضادات الحيوية، وأنواع الطعام والجيلي، ومعاجين الأسنان. ويستخدم الشعر في المفروشات، وتحوَّل العظام ونفايات الجلد إلى سماد، ويدبغ جلد الخنزير لصناعة الأحذية وغيرها، وتستخدم غدد الخنزير لاستخراج الهرمونات .
ويعرف دهن الخنزير باسم لارد ويستخدم للطبخ، وصناعة الحلويات والشوكلاته، والجاتوه والآيس كريم. والأطعمة التي يدخل فيها الخنزير وشحمه واسعة جداً، بدءا من الهامبورجر والسجق، إلى الأسماء غير الواضحة كالشوربة والسلطة والمايونيز والمشروبات والدجاج .
يستهلك الغربيون كميات هائلة من لحم ومنتجاته، فكل عام يستهلك الأمريكيون وحدهم قرابة 100 مليون خنـزير يبلغ مجمل وزنها 10 مليارات كيلوجراماً. فكان لا بدّ من أن تظهر فيهم أمراض عديدة. وسنعرض في هذه العجالة إلى بعض هذه الأمراض:
1- السرطانات :
يحتوي جسم الخنـزير كميات كبيرة هرمون النمو  والهرمونات المنمية للغدد التناسلية .  وهذا يفسر سرعة نموه الهائلة وسرعة بلوغه العجيبة. فوزن الخنوص يتضاعف أكثر من 50 مرة خلال فترة قياسية تبلغ 6 أشهر!!!؟ وتصبح الأنثى قادرة على الحمل بعد 4 أشهر فقط من ولادتها !!!؟  لذا تزداد الإصابة بالسرطان لدى آكلي لحم الخنزير.
فقد بينت الدراسات وجود علاقة قوية بين استهلاك لحم الخنزير وسرطان الأمعاء الغليظة والمستقيم، وسرطان البروستاتا، وسرطان الثدي، وسرطان البنكرياس، وسرطان عنق الرحم وبطانة الرحم، وسرطان المرارة، وسرطان الكبد. لذا فإنني أنبِّه في هذا المقام إلى عدم عتبار نسب الأمراض السرطانية في الدول الغربية، كمؤشر لنا في الدول الإسلامية التي تحرِّم شريعتها أي تعامل مع هذا الحيوان المليء بالمرض، فليس هناك وجه للمقارنة.
2- السمنة وأمراض الشرايين والقلب. يوجد الدهن متداخلا مع خلايا لحم الخنزير بكميات كبيرة، خلافا للحوم البقر والغنم والدجاج، والتي يكون فيها الدهن على شكل نسيج دهني شبه مفصول عن النسيج العضلي. وبالإضافة إلى ذلك فإن دهون الخنزير ترتبط بالمواد المخاطية النشوية، مما يجعل إزالتها من الجسم أمراً عسيراً. ذلك لأن الدهون الغليسيريدية الثلاثية للحيوانات آكلة العشب، تحتوي على حمض دهني غير مشبع على ذرة الجلسرول الثانية، وإنزيمات الإنسان الدهنية قادرة على هضمها بسهولة.
أما الدهون الغليسيريدية الثلاثية في الخنزير وفي آكلة اللحوم، فتحتوي على حمض دهني مشبع على ذرة الجلسرول الثانية، فلا تقدر إنزيمات الإنسان الدهنية على هضمها، وبذلك تترسب في جسم آكليها من البشر، محدثة أضراراً بليغة . ويسبب دهن الخنزير مجموعة من الأمراض نحو تصلب الشرايين، الذبحة الصدرية، جلطات القلب، ضغط الدم، سكري البول، وحصوات المرارة، وما يتبع ذلك من تعقيدات مرضية خطيرة .
3- التهاب المفاصل. يحتوي لحم الخنزير على كميات كبيرة من حامض البوليك، ذلك لأنّ جسمه لا يتخلص إلا من قدر يسير من حامض البوليك، لا يتعدى 3%، بينما يتخلـص الإنسان من 90% من نفس الحامض. ونظرا لهذه النسبة العالية من حامض البوليك، فإن آكلي لحم الخنزير يشكون عادة من آلام روماتيزمية، والتهابات المفاصل، ومشاكل في الكلى .
4- الأمراض التحسسية. يحتوي لحم الخنزير على كميات عالية من مركبات الهستامين والإميدازول (histamine and imidazole)، تحدث عند آكليها أمراضاً تحسسية جلدية، مثل الأكزيما والشرى والتهاب الجلد العصبي والحكة وغيرها. وإذا امتنع آكلوا لحم الخنزير عن أكله بشكل مطلق، فإن هذه الأمراض التحسسية تتلاشى .  
5- أمراض أوتار العضلات والغضاريف. يحتوي لحم الخنزير على مواد مخاطية نشوية فيها مادة الكبريت، التي تترسب في أوتار العضلات والنسيج الغضروفي، مسببة رخاوة تلك الأنسجة ومحدثة تغيرات باثولجية في المفاصل والعمود الفقري . فالكبريت الموجود بكثرة في لحم الخنزير، يترسب في أوتار وأربطة العضلات وفي الغضاريف، فيحدث تغيراً في طبيعتها الشديدة الجامدة (المناسبة لوظيفتها)، لتصبح رخوة ومماثلة لمواد الخنزير المخاطية النشوية. ومن نتاج هذا التبديل أو الإحلال النسيجي، تآكل غضاريف الإنسان، وما يصحب ذلك من آلام مبرحة .
عاشراً: أمراض اجتماعية وخلقية :
يقول الإمام الدميري رحمه الله: إن الخنزير شرس الطباع شديد الجماع شبق، تكتنف حياته الجنسية الفوضى ولا يخصص لنفسه أنثى معينة. ويقول ابن خلدون رحمه الله: أكلت الأعراب لحم الإبل فاكتسبوا الغلظة، وأكل الأتراك لحم الفرس فاكتسبوا الشراسة، وأكل الإفرنج لحم الخنزير فاكتسبوا الدياثة (عدم الغيرة على العرض). يقول الفخر الرازي رحمه الله: قال أهل العلم  الغذاء يصير جزءاً من جوهر المغتذي فلابد أن يحصل له أخلاق وصفات من جنس ما كان حاصلاً في الغذاء ، والخنزير مطبوع على حرص عظيم ورغبة شديدة في المشتهيات فحرم أكله لئلا يتكيف بتلك الكيفية.
تنبيه
فعلى الجملة يتمحور تحريم الخنزير في القران الكريم على اعتبارين هما ما  أشتق من رأي علمائنا العرب والمسلمين في نقطتين جوهريتين الا وهما سبباً في الامراض وقلة " الغيرة والنخوة " لاكلي لحم هذا الحيوان القذر واليك رأي بعض العلماء في ذلك :
هذه بعض من أقوال علمائناالذين يصفون العلاقة الوثيقة بين أكل لحم الخنزير والانحلال الخلقي في المجتمعات. فمن الأمور المؤكدة، أن الإنسان يتأثر بما يأكل, وقد وجد علماء التغذية أنّ جسم الإنسان وطباعه هما نتاج ما يأكل، . والناظر إلى مستوى الانحلال الخلقي في المجتمعات الغربية آكلة الخنـزير، لا يحتاج إلى دليل ليدعم به هذه الحقيقة، فسلوكياتهم المشينة هي أكبر برهان على صحة ذلك.
وبعد، فما بين أيدينا معجزة تشريعية جلية، من معجزات كتاب الله المستمرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. فلم يحرم الإسلام شيئاً من المأكولات والمشروبات إلا لضرر ينجم عنها، أوخبث محقق فيها، وهذا ما أكده القرآن الكريم. فما حرم الشارع الحكيم إلا خبائث لا يليق بالعاقل أن يتناولها، وها هي الأبحاث الطبية الحديثة تؤكد على الضرر البالغ لكل من يأكل لحم الخنـزبر. وإنه لمن عظيم الإعجاز الإلهي أن تتوافق موازين الشرع، وموازين الطب في تحريم هذه الخبائث، فهل من مدّكر.
اما الرأي عندي انا كاتب هذه السطور طارق فتحي . فان تحريم الخنزير في القرآن الكريم يتعدى كونه مسبباً للامراض او يساهم اكل لحم هذا الحيوان القذر في تبلد الاحاسيس وبالتالي يبلد الفهوم ويرفع الغيرة . وما الى ذلك من استنتاجات عقول فحول علمائنا العرب .
وبالرغم من ايماني بما جاء في القرآن الكريم من تحريم الخنزير وصحة المشرع في هذا المجال الا اني اجمل القول بالخروج بسبب التحريم عن القولين السابقين الى سبب آخر مغاير تماماً . فاقول في معرض الرد على القولين السابقين في سبب التحريم ما يلي :
1 – لما كان سبب التحريم في اكل لحم هذا الحيوان جزء ام كلٍ هوالخوف من انتقال المرض منه الى الانسان فلماذا  لانرى الناس في دول الغرب المسيحي من اكلي لحوم هذا الحيوان يمرضون دائما بسبب اكل لحم الخنزير . وفي حقيقة اخرى نجد ان الامراض تفتك في المجتمعات الشرقية الاسلامية التي تحرم اكل لحم هذا الحيوان القذر .
2 – اما السبب الثاني فهو رفع الغيرة من الرجال اكلي لحم الخنزير والاستشهاد بما يحصل للغرب المسيحي من الانحلال الاخلاقي . والتحلل من القيم والاعراف والعادات الاجتماعية . اظن ان هذه مجرد بديهيات لم ترقى حتى الان الى مستوى النظرية . وما يحصل لهم في مجتمعاتهم يحصل عندنا مثله بل واكثر في بعض الاحيان .
فلا الامراض ولا رفع الغيرة هما سببا التحريم الذي جاءت به نصوص صريحة وواضحة في كتاب الله العزيز القران الكريم . والسبب عندي هو شيء اخر اكثر منطقية وعقلانية مما اشاروا اليه جمهرة من العماء في الشريعة الاسلامية . مستندين ومستشهدين باقوالهم لما صرح به كثيراً من اطبائنا المسلمين من العرب وغيرهم .
انما التحريم بحسب رأي الشخصي جاء نتيجة وضع حداً من حدود الله على المسلمين ان لا يقربوه مثلما حرم الله على نبينا ادم الاكل من نوع معين من شجر الجنة مختصى بالذات على الخصوص فلم يقع المنع على جميع انواع الشجر والغاية منها هو الالتزام بحدود الله وشرعه وكفى .
فليس علينا القول ان هذه الشجرة حرم الاكل منها على نبينا والنبي ادم افضل الصلاة والسلام . بل يجب اليقين على ان المنع وقع كحد لامتحان ادم ليس الا . فهل كان ادم ملتزم ام لا لهذا المنع ..؟  دون الاجتهاد والتوغل في سبب المنع . لان هذا سيقودنا بالتالي الى وضع الكثير من الفرضيات والنظريات حول اسباب المنع , وقد يكون السبب مما لا يمكن تفنيدة باطره الصحيحة فتكون والحالة هذه مثلبة على الاسلام والمسلمين .
ولما كان الخنزير من الحيوانات الولود اي كثيرة الولد في العام الواحد مقارنة بالاغنام والجمال والابقار التي حلل الله تعالى اكل لحومها . فكان تربية الخنزير يدر ارباحا خرافيه على مربيها او ما لكيها . وليجنب الله المسلمين هذا الترف كي لايثرى بعض المسلمين ويفتقر آخرون كون الاسلام يدعوا الى المساوات والعدالة الاجتماعية وتوزيع الغنائم والفي على المسلمين بالتساوي . فاراد الله جل في علاه ان يمتحن قلوب المسلمين . في تحريم هذا الحيوان التي ربما كانت تربيته ستسبب السعادة والترف الدنيوي
وهناك رأي اخر ايضا يمكننا الاسئناس به هو ان الله سبحانه وتعالى لم يطرح البركة في هذا الحيوان شأته في ذلك شأن الحيوانات الضارية اكلة للحوم . فاننا نرى في الطبيعة ان جميع الحيوانات الضارية تلد اكثر من مولود في السنة الواحدة  كالذئاب والثعالب والاسود وغيرها . بينما نرى ان اغلي الحيوانات المعشبة اي اكلة للعشب تلد مولد واحد في السنة او ربما اثنين في اقصى الحالات .
والامر المدهش هنا اننا دوما نرى قطعاناً كبيرة من الماشية كالجمال والخراف والجاموس والابقار . تجول في المراعي الطبيعية . افواجاً افواج   وجماعات وجماعات يصل عددها احياناً الى المئات لا بل الى الالوف . بينما بالكاد نرى الحيوانات المفترسة تتجول في البراري مجتمعة الا ما ندر  وان وجدت فهي لا تتجاوز اصابع اليد . فالحيوانات المفترسة مع كثرة توالدها نجدا نادرة المشاهدة او الوجود على العكس من الحيوانات العاشبة فاننا نراها كل يوم تجول على شكل قطعان كبيرة . فكيف نفسر هذا الامر .
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى