مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* افلا يتدبرون القرآن 6 والاخير

اذهب الى الأسفل

* افلا يتدبرون القرآن 6 والاخير Empty * افلا يتدبرون القرآن 6 والاخير

مُساهمة  طارق فتحي الجمعة يناير 07, 2011 7:18 pm

افلا يتدبرون القرآن
اعداد : طارق فتحي
(قد يستغرب البعض بل قد ييأس، وهو يرى بعض الكفرة يبغون ويظلمون، ومع ذلك لم يأخذهم الله بعذاب، ولكن من فقه سنن الله، وآثارها في الأمم السابقة لا يستغرب ولا ييأس؛ لأنه يدرك أن هؤلاء الكفرة يعيشون سنة الإملاء والاستدراج التي تقودهم إلى مزيد من الظلم والطغيان، وبالتالي إلى نهايتهم وهلاكهم؛ لكن في الأجل الذي حدده الله، قال تعالى: {وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا، وجعلنا لمهلكهم موعدا} [الكهف:59]" [عبد العزيز الجليل]
(قال قتادة في قوله تعالى: {من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال} [إبراهيم:31] فلينظر رجل من يخالل؟ وعلام يصاحب؟ فإن كان لله فليداوم، وإن كان لغير الله فليعلم أن كل خلة ستصير على أهلها عداوة يوم القيامة إلا خلة المتقين: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} [الزخرف:67]. [الدر المنثور]
(قال الشاعر محمد إقبال - في آخر عمره وهو يحث المسلمين على تدبر القرآن -: "أقول لكم ما أؤمن به وأدين: إنه ليس بكتاب فحسب، إنه أكثر من ذلك، إذا دخل في القلب تغير الإنسان، وإذا تغير الإنسان تغير العالم، إنه كتاب حي خالد ناطق، إنه يحتوي على حدود الشعوب، والأمم، ومصير الإنسانية". [روائع إقبال]
(قال الحسن - في قوله تعالى: {ويدعوننا رغبا ورهبا} [الأنبياء:90]-: دام خوفهم من ربهم، فلم يفارق خوفه قلوبهم، إن نزلت بهم رغبة خافوا أن يكون ذلك استدراجا من الله لهم، وإن نزلت بهم رهبة خافوا أن يكون الله عز وجل قد أمر بأخذهم لبعض ما سلف منهم. [الدر المنثور]
(عن قتادة في قوله: {سيذكر من يخشى ويتجنبها الأشقى} [الأعلى:11] قال: والله ما خشي الله عبد قط إلا ذكره، ولا يتنكب هذا الذكر زهدا فيه وبغضا لأهله إلا شقي بين الشقاء. [الدر المنثور]
(ابتدئ بالتلاوة في قوله تعالى: {يتلو عليهم آياته ويزكيهم} [الجمعة:2] لأن أول تبليغ الدعوة بإبلاغ الوحي، وثنى بالتزكية؛ لأن ابتداء الدعوة بالتطهير من الرجس المعنوي وهو الشرك، وما يعْلق به من مساوئ الأعمال والطباع. [ابن عاشور]
(إذا منع الله عباده المؤمنين شيئا تتعلق به إرادتهم، فتح لهم بابا أنفع لهم منه وأسهل وأولى، كقوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها} [البقرة:106] وقوله: {وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته}[النساء:130] وفي هذا المعنى آيات كثيرة}. [ابن سعدي]
فحاول - وفقك الله - أن تقيد بعض نظائر هذا المعنى الذي نبه إليه الشيخ رحمه الله.)
({يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه، ولا تيأسوا من روح الله} [يوسف:87] إن سم التشاؤم الذي يحاول المنافقون دسه على المؤمنين، له ترياق ودواء جدير بأن يذهبه، ألا وهو بث اليقين بمعية الله، والتوكل عليه، ولنثق بأن الذي يخرج اللبن من بين الفرث والدم، قادر على إخراج النصر من رحم البأساء والضراء. [أ.د.ناصر العمر]
({أفرأيتم ما تحرثون, أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون, لو نشاء لجعلناه حطاما} [الواقعة:63- 65] أي: بعد أن يخرج وتتعلق به النفوس يجعله الله حطاما، ولم يأت التعبير بـ(لو نشاء لم ننبته) لأن كونه ينبت وتتعلق به النفس، ثم يكون حطاما أشد وقعا على النفس من كونه لا ينبت أصلا. [ابن عثيمين]
(يقول أحد المشاركين: عندما حرمت من الذرية 6 سنوات وطرقت أبواب المستشفيات ولم أجد فائدة، تذكرت قول زكريا: {رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين} [الأنبياء:89] فأصبحت أرددها دائما، مع الدعاء، والاستغفار، والرقية حتى رزقني الله بطفلين، ولله الحمد.)
(يا هذا! اعبد الله لما أراده منك, لا لمرادك منه، فمن عبده لمراد نفسه منه فهو ممن يعبد الله على حرف {إن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة} [الحج:11] ومتى قويت المعرفة والمحبة لم يرد صاحبها إلا ما يريده مولاه. [ابن رجب]
("ونصيحتي لجميع المسلمين - رجالا ونساء، جنا وإنسا، عربا وعجما، علماء ومتعلمين - أن يعتنوا بالقرآن الكريم، وأن يكثروا من تلاوته بالتدبر والتعقل، بالليل والنهار، ولاسيما في الأوقات المناسبة التي فيها القلوب حاضرة للتدبر والتعقل، والذي لا يحفظه يقرأه من المصحف، والذي لا يحفظ إلا البعض، يقرأ ما يتيسر منه؛ قال تعالى: {فاقرؤوا ما تيسر من القرآن}" [ابن باز]
(من الملحوظ في كتاب الله أن النور جاء مفردا, والظلمات جمعا, ويذكران عادة في مقابل بعضهما: {وجعل الظلمات والنور}[الأنعام:1]، {يخرجهم من الظلمات إلى النور}[المائدة:16] وذلك والله أعلم أن النور واحد لأنه حق, وأما الظلمات فمتعددة ومتفرقة بعدد سبل الباطل. [د.عويض العطوي]
(قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {فلنولينك قبلة ترضاها}[البقرة:144] دون: تحبها أو تهواها, فيه دلالة على أن ميل الرسول إلى الكعبة ميل لقصد الخير لا لهوى النفس, وذلك أن الكعبة أجدر بيوت الله بأن يكون قبلة؛ فهو أول بيت وضع للناس بالتوحيد، وفي استقبال بيت المقدس أولا ثم التحول إلى الكعبة إشارة إلى استقلال هذا الدين عن دين أهل الكتاب. [ابن عاشور]
(قدم عيينة بن حصن على عمر فقال: إنك لا تعطينا الجزل ولا تحكم فينا بالعدل! فغضب عمر غضبا حتى كاد أن يهم به، ولكن ابن أخي عيينة قال: يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى قال لنبيه: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}[الأعراف:199]، وإن هذا من الجاهلين. فوقف عندها عمر ولم يتجاوزها؛ لأنه كان وقافا عند كتاب الله، فانظر إلى أدب الصحابة -رضي الله عنهم- عند كتاب الله، لا يتجاوزونه، إذا قيل لهم هذا قول الله وقفوا، مهما كان.)
(قال تعالى: {إن الله غفور رحيم}[البقرة:173] قيل في سبب تقديم الغفور على الرحيم: أن المغفرة سلامة, والرحمة غنيمة, والسلامة مطلوبة قبل الغنيمة. [د.السامرائي]
(في قوله تعالى: {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية}[الرعد:38] إشارة إلى أن الله تعالى إذا شرف شخصا بولايته،لم تضره مباشرة أحكام البشرية من الأهل والولد، ولم يكن بسط الدنيا له قدحا في ولايته. [الآلوسي]
(ذكر الله تعالى بعض آياته في الأرض ثم قال: {تبصرة وذكرى لكل عبد منيب}[ق:8] أي قدرنا الأرض، وألقينا فيها الرواسي، وأنبتنا فيها أصناف النبات الحسنة، لأجل أن نبصر عبادنا كمال قدرتنا على البعث وعلى كل شيء، وعلى استحقاقنا للعبادة دون غيرنا. [الشنقيطي]
(حين أنكر موسى على الخضر خرق السفينة قال له الخضر: {ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا}[الكهف:72] وحين عاد موسى إلى الاعتراض على الخضر, وأنكر قتله للغلام –بعد أن أكد للخضر أنه لن يعود للاعتراض عليه- قال له الخضر: {ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا}[الكهف:75] فزاد لفظة (لك)؛ ليفيد التأكيد في بيان عدم صبر موسى على علمه, وهكذا عادة العرب: تزيد في التأكيد كلما زاد الإنكار. [الغرناطي]
(تأمَّل هذا السر العظيم من أسرار التنزيل، وإعجاز القرآن الكريم، ذلك أن الله تعالى لما ذكر في فاتحة سورة النور شناعة جريمة الزنى، وتحريمها تحريما غائبا، ذكر سبحانه من فاتحتها إلى تمام 33 آية: أربع عشرة وسيلة وقائية، تحجب هذه الفاحشة، وتقاوم وقوعها في مجتمع الطهر والعفاف جماعة المسلمين، وهذه الوسائل الواقية: فعلية، وقولية، وإرادية. [بكر أبو زيد]
فحاول أن تستخرجها)
("تأمل دقة يوسف لما قال: {معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده} [يوسف:79] فلم يقل: من سرق! لأنه يعلم أن أخاه لم يسرق، فكان دقيقا في عبارته، فلم يتهم أخاه، كما لم يثر الشكوك حول دعوى السرقة، فما أحوجنا إلى الدقة في كلماتنا، مع تحقق الوصول إلى مرادنا" [أ.د.ناصر العمر]
(إذا تأملت سورة القمر وجدت خطابها خاصا ببني آدم، بل بمشركي العرب منهم فقط، فأتبعت سورة القمر بسورة الرحمن، تنبيها للثقلين، وإعذارا إليهم، وتقريرا على ما أودع سبحانه في العالم من العجائب، والبراهين الساطعة، فتكرر فيها التقرير والتنبيه بقوله تعالى: {فبأي آلاء ربكما تكذبان} خطابا للجنسين، وإعذارا للثقلين، فبان اتصالها بسورة القمر أشد البيان. [ابن الزبير الغرناطي]

({ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب} [الطلاق:2] كل من تدبر موارد التقوى في القرآن والسنة علم أنها سبب كل خير في الدنيا والآخرة ومفتاحه، وإنما تأتي المصائب والبلايا والمحن والعقوبات بسبب الإهمال أو الإخلال بالتقوى وإضاعتها، أو إضاعة جزء منها. [ابن باز]
({وشاورهم في الأمر}[آل عمران:159] "أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم -وهو أكمل الناس عقلا- أن يشاور، إذ الحقيقة أن الإنسان -وإن بلغ عقله الغاية- لا يستغني عن الاستعانة في مشكلات الأمور بآراء الرجال, إذ العقول قد تكون نافذة في ناحية من الأمر، واقفة عند الظاهر في ناحية أخرى". [محمد الخضر حسين]
({وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله وساع عليم} [النور:32] كم يحزن المسلم وهو يرى شبابا بلغو سن الكهولة لم يتزوجوا بعد، بحجة تأمين المستقبل، وهم يتلون هذه الآية صباح مساء، ويشتد الألم عندما يرى آباء يردون الخطاب عن بناتهم وهن وأولئك بأمس الحاجة لتحصين أنفسهم، ويتعللون بأن دخلهم قليل! (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)؟ [أ.د.ناصر العمر]
({قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب}[يوسف:17] المتظاهر بالأمر ينكشف أمره لأهل البصيرة ولو استخدم التمثيل، فإنهم جاءوا أباهم عشاء يبكون، فهذا تمثيل, ولكنه لم يدم لهم. [محمد المنجد]
({فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله}[الجمعة:10] ينبغي للمؤمن الموفق وقت اشتغاله في مكاسب الدنيا أن يقصد بذلك الاستعانة على قيامه بالواجبات، وأن يكون مستعينا بالله في ذلك، طالبا لفضله، جاعلا الرجاء والطمع في فضل الله نصب عينيه، فإن التعلق بالله والطمع في فضله من الإيمان ومن العبادات. [السعدي]
(من كذب برسول واحد فهو مكذب بجميع الرسل، ولذا قال تعالى: {كذبت قوم نوح المرسلين}[الشعراء:105] مع أنهم لم يأتهم إلا رسول واحد، ولكن كانوا مكذبين بجنس الرسل، ولم يكن تكذيبهم بالواحد بخصوصه. [ابن تيمية]
(قال تعالى في سورة الذاريات: {وفي أموالهم حق للسائل والمحروم}[19], وقال في سورة المعارج: {والذين في أموالهم حق معلوم, للسائل والمحروم}[24-25], فزاد في الآية الثانية كلمة (معلوم)؛ فلماذا؟
ا، ويمكنك الرجوع إلى سياق الآيات وتأمل: أيهما جاء في سياق الواجبات وأيهما في سياق المندوبات؟ وما علاقة ذلك بكلمة (معلوم)؟)
(الجواب
في سورة المعارج: {والذين في أموالهم حق معلوم }[24] فقوله (معلوم) لأن المقصود الزكاة المحددة، والحديث قبلها عن الفرائض والواجبات: {إلا المصلين..}[22].

أما في سورة الذاريات: {وفي أموالهم حق للسائل والمحروم}[19] فالآيات قبلها في بيان فضل المتطوعين زيادة على الواجب: {إنهم كانوا قبل ذلك محسنين, كانوا قليلا من الليل ما يهجعون..}[16-17] فناسب الإطلاق في الإنفاق بلا تقييد؛ حيث المراد ما زاد على الواجب. [الغرناطي]
(قال تعالى عن أهل الفردوس: {خالدين فيها لا يبغون عنها حولا} [الكهف:108} فإن قيل: قد علم أن الجنة كثيرة الخير، فما وجه مدحها بأنهم لا يبغون عنها حولا؟ فالجواب: أن الإنسان قد يجد في الدار الأنيقة معنى لا يوافقه، فيحب أن ينتقل إلى دار أخرى، وقد يمل، والجنة على خلاف ذلك. [ابن الجوزي]
(قال بعض العلماء: أرجى آية في القرآن آية الدين [البقرة:282] فقد أوضح الله فيها الطرق الكفيلة بصيانة الدين من الضياع، ولو كان الدين حقيرا، قالوا: وهذا من صيانة مال المسلم، وعدم ضياعه ولو قليلا يدل على العناية التامة بمصالح المسلم، وذلك يدل على أن اللطيف الخبير لا يضيعه يوم القيامة عند اشتداد الهول، وشدة حاجته إلى ربه. [أضواء البيان]
(عندما أمر الله رسوله - في سورة الكهف - أن لا يقول لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا بعد أن يقول: إن شاء الله، بين له القدوة في فعل أخيه موسى حين قال: {ستجدني إن شاء الله صابرا} [د.محمد الخضيري]
(عن عبد الأعلى التيمي قال: إن من أوتي من العلم ما لا يبكيه, لخليق أن يكون أوتي من العلم ما لا ينفعه؛ لأن الله نعت أهل العلم فقال: {ويخرون للأذقان يبكون }. [الدر المنثور]
(حكي أن بعض العلماء كان يصنع كثيرا من المعروف، ثم يحلف أنه ما فعل مع أحد خيرا، فقيل له في ذلك، فيقول: إنما فعلت مع نفسي! ويتلو: {وما تنفقوا من خير فلأنفسكم} [البقرة:272]. [تفسير القرطبي]
(تقول عائشة برجت هوني - امرأة إنجليزية - وهي تصف قصة إسلامها: "لن أستطيع - مهما حاولت - أن اصف الثر الطيب الذي تركه القرآن في قلبي، فلم أكد أنتهي من قراءة السورة الثالثة من القرآن، حتى وجدتني ساجدة لخالق هذا الكون، فكانت هذه أول صلاة لي في الإسلام؟")
(افتراءات المشركين وكذبهم على رب العالمين إنما يدفعهم إليها أمران: الظن, والهوى, وقد جمعا في قوله تعالى: {إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباءكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس}[النجم:23] وهما ما يصد المشركين عن اتباع الحق. [الإسكافي]
("إن يونس لما كانت ذخيرته خيرا نجا بها: {فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} [الصافات:143]، وفرعون لما لم تكن ذخيرته خيرا،لم يجد عند الشدة مخلصا بل قيل له: {آلان وقد عصيت قبل} فاجعل لك ذخائر خير من تقوى، تجد تأثيرها" [ابن الجوزي]
("إن في سلوك هذه الأمة تلازما وثيقا بين العقائد والعبادات، وبين سلوك الإنسان وأخلاقه، في البيت والعمل والسوق والمدرسة: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين} [الأنعام:162]" [د.صالح بن حميد])))))
(أنفع الدعاء وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة: {اهدنا الصراط المستقيم...} فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته، وترك معصيته، فلم يصبه شيء لا في الدنيا ولا في الآخرة. [الإمام الطحاوي]
({ألم يعلم بأن الله يرى} [العلق:14] آية تهز الوجدان، وتفعل في النفس ما لا تفعله سلطات الدنيا كلها، إنها تضبط النوازع، وتكبح الجماح، وتدعو إلى إحسان العمل، وكمال المراقبة، فما أجمل أن يستحضر كل أحد هذه الآية إذا امتدت عينه إلى خيانة، أو يده إلى حرام، أو سارت قدمه إلى سوء، وما أروع أن تكون هذه الآية نصب أعيننا إذا أردنا القيام بما أنيط بنا من عمل. [د.محمد الحمد]
({إن شانئك هو الأبتر} فوصفه بكونه شانئا،كأنه تعالى يقول: هذا الذي يبغضك لا يقدر على شيء آخر سوى أنه يبغضك ،والمبغض إذا عجز عن الإيذاء، فحينئذ يحترق قلبه غيظا وحسدا، فتصير تلك العداوة من أعظم أسباب حصول المحنة لذلك العدو. [الرازي]
({ادفع بالتي هي أحسن السيئة}[المؤمنون:96] فقه الآية: اسلك مسلك الكرام، ولا تلحظ جانب المكافأة، ادفع بغير عوض، ولا تسلك مسلك المبايعة، ويدخل فيه: سلم على من لم يسلم عليك، والأمثلة تكثر. [ابن العربي]
({سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون}[الزخرف:13] "لما كان الركوب مباشرة أمر خطر، واتصالا بسبب من أسباب التلف؛ كان من حق الراكب أن لا ينسى أنه منقلب إلى الله غير منفلت من قضائه، ولا يدع ذكر ذلك بقلبه ولسانه حتى يكون مستعدا للقاء الله بإصلاحه من نفسه". [الزمخشري]
({كمثل الحمار يحمل أسفارا}[الجمعة:5], قال ميمون بن مهران: الحمار لا يدري أسفر على ظهره أم زبيل? فهكذا اليهود.
وفي هذا تنبيه من الله تعالى لمن حمل الكتاب أن يتعلم معانيه ويعلم ما فيه، لئلا يلحقه من الذم ما لحق هؤلاء.)
("من كانت معصيته في الشهوة، فارج له التوبة، فإن آدم عليه السلام عصى الله مشتهيا فغفر له، ومن كانت معصيته في كبر، فاخش على صاحبه اللعنة، فإن إبليس عصى مستكبراً فلعن" [ابن عيينة]
("من ظن أن التربية تتوقف عند سن معين فقد وهم، بل هي مستمرة إلى زمن متقدم من عمر المؤمن، فإن القرآن أخبرنا أن أئمة الدين لم يبلغوا منزلتهم من الإمامة إلا بعد ابتلاء وتمحيص فقال تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآيتنا يوقنون} [السجدة:24]" [أ.د.عبدالكريم بكار]
(كان عمر رضي الله عنه يمر بالآية في ورده، فتخنقه فيبكي حتى يلزم بيته، فيعوده الناس يحسبونه مريضا. [مصنف ابن أبي شيبة]

(في مثل هذا اليوم العظيم قال موسى عليه السلام: {كلا، إن معي ربي سيهدين [الشعراء:62]} فما أحوجنا إلى مثل هذا الإيمان الراسخ الذي ينبئ عن ثقة بالله وتفاؤل بالمستقبل، وإن هذه الآية لقوة ردع وزجر لمن يجعل ثقته بالأحوال المحيطة، والأسباب الظاهرة أقوى من حسن ظنه بالله، فهل يدرك ذلك ضعاف الإيمان؟ والمنهزمون الذين تزلزل إيمانهم أمام استكبار وطغيان القوى الظالمة؟ إن رب موسى وصحبه، هو ربنا لو كانوا يعقلون {وكذلك ننجي المؤمنين}. [أ.د.ناصر العمر]
(في قصة مؤمن آل فرعون - المذكورة في سورة "غافر" - إشارة إلى أن على كل واحد الإسهام في برامج الإصلاح، دعما وتسهيلا، كل حسب موقعه، وبحسب استطاعته، فهذا شخص واحد لم تمنعه الظروف المحيطة به من أن يقول كلمة حق.. "فلا تحقرن من المعروف شيئا".)
(عادة القرآن تقديم ذكر عاد على ثمود إلا في بعض المواضع، ومنها: في سورة الحاقة فإنه قال: {كذبت ثمود وعاد بالقارعة} وسبب ذلك - والله أعلم - أن السورة لما ابتدأت بذكر "القارعة" - وهي التي تقرع أسماع الناس من شدة صوتها - قدم ذكر ثمود؛ لأن العذاب الذي أصابهم من قبيل القرع؛ إذ أصابتهم الصواعق المسماة في بعض الآيات بالصيحة. [ابن عاشور]
(دلّ القرآن على تفضيل أبي بكر رضي الله عنه، فإن قولـه تعالى: {وسيجنبها الأتقى * الذي يؤتي ماله يتزكى [الليل:17، 18]} نزل في أبي بكر بإجماع المفسرين، والأتقى: أفعل تفضيل، فإذا ضممت إلى ذلك قوله تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم [الحجرات:13]} تبين لك أن أبا بكر أفضل هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. [الرازي]
(تأمل قوله تعالى: {من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما يشاء لمن نريد} [الإسراء:18] ولم يقل: عجلنا له ما يريد؛ بل قال: {ما نشاء} لا ما يشاء هو {لمن نريد} فمن الناس: من يعطى ما يريد من الدنيا، ومنهم: من يعطى شيئا منه، ومنهم: من لا يعطى شيئا أبدا، أما الآخرة فلا بد أن يجني ثمرتها إذا أراد بعمله وجه الله: {ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا}. [ابن عثيمين]
(استدل بعض أهل العلم بقوله تعالى: {وسار بأهله} [القصص:29] بأن فيها دليلا على أن الرجل يذهب بأهله حيث شاء، لما له عليها من فضل القوامة وزيادة الدرجة، إلا أن يلتزم لها أمرا فالمؤمنون عند شروطهم، وأحق الشروط أن يوفى به ما استحلت به الفروج. [القرطبي]
الجزء الثاني عشر والاخير
(أوضاع أهلنا في فلسطين أمر يستوجب منا الفزع لربنا والتضرع إليه أن يفرج كربتهم، وأن ينتقم من عدوهم، فإن عدوهم مهما بلغت قوته فليس بشيء أمام قوة الجبار جل جلاله، ألسنا نقرأ قوله تعالى في سورة البروج: {إن بطش ربك لشديد} إلى قوله: {والله من ورائهم محيط}؟ وإذا لم تسكب هذه الآيات – وأمثالها – القوة في قلوبنا لنترجمها إلى دعاء صادق، فأي شيء إذا؟ ألا فلننطرح بين يدي ربنا، ونستنصر لإخواننا في صلواتنا ودعواتنا.)

({ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الأرض... الآية[القصص:5،6] هاتان الآيتان صدرت بهما سورة القصص، التي تحدثت عن المستضعفين - ومنهم موسى في نشأته صغيرا - وكيف مكن له الله في آخر أمره، وفي ذلك عزاء لإخواننا المستضعفين في فلسطين - وغيرها - فيما يلاقونه من بلاء وشدة، يعقبها قوة وتمكين بإذن الله.)
({ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين [العنكبوت:3]} أي: ليعلم الصادق من الكاذب، والطائع من العاصي، وقد كان يقال: إن المؤمن ليضرب بالبلاء كما يفتن الذهب بالنار، وكان يقال: إن مثل الفتنة كمثل الدرهم الزيف يأخذه الأعمى ويراه البصير. [الدر المنثور]
({ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن...الآية [النساء:32]} "فإذا كان هذا النهي - بنص القرآن - عن مجرد التمني، فكيف بمن ينكر الفوارق الشرعية بين الرجل والمرأة، وينادي بإلغائها، ويطالب بالمساواة، ويدعو إليها باسم المساواة بين الرجل والمرأة ؟" [بكر بن عبدالله أبو زيد]
({كتاب أنزلناه مبارك} [الأنعام:92] "هذا الكتاب مبارك، أي: كثير البركات والخيرات، فمن تعلمه، وعمل به غمرته الخيرات في الدنيا والآخرة، وكان بعض علماء التفسير يقول: اشتغلنا بالقرآن فغمرتنا البركات والخيرات في الدنيا تصديقا لهذه الآية" [الشنقيطي]
({قال أصحاب موسى إنا لمدركون * قال كلا، إن معي ربي سيهدين [الشعراء:62،61]} إنها كلمات الواثق بنصر ربه، قال: (معي) ولم يذكر قومه معه، بينما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: (إن الله معنا) بضمير الجمع، ولم يكن معه إلا أبو بكر رضي الله عنه، أليس ذلك يوحي بأن أبا بكر يعدل أمة؟ [د.عويض العطوي]
({فقولا له قولا لينا} [طه:44] كان اللين في الأسلوب والطريقة، ولم يكن في المضمون والعقيدة. [صالح المغامسي]
({فأغرقنا آل فرعون [البقرة:50]} "لما كان الغرق من أعسر الموتات وأعظمها شدة، جعله الله تعالى نكالاً لمن ادعى الربوبية، وعلى قدر الذنب يكون العقاب، ويناسب دعوى الربوبية والاعتلاء ،انحطاط المدعي وتغييبه في قعر الماء" [الألوسي]

({إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} [فصلت:30] قال الزهري: تلا عمر هذه الآية على المنبر، ثم قال: "استقاموا - والله - لله بطاعته، ولم يروغوا روغان الثعالب" [تفسير ابن كثير]
("لا تجد في القرآن ذكر (المطر) إلا في موضع الانتقام والعذاب, بخلاف (الغيث) الذي يذكره القرآن في الخير والرحمة؛ قال تعالى: {وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين}[النمل:58], في حين قال" {وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته}[الشورى:28]" [د.فاضل السامرائي]
(قوله سبحانه: {وأن إلى ربك المنتهى} [النجم:42] متضمن لكنز عظيم، وهو أن كل مراد إن لم يرد لأجل الله، ويتصل به، وإلا فهو مضمحل، منقطع، فإنه ليس إليه المنتهى، وليس المنتهى إلا إلى الذي انتهت إليه الأمور كلها، فهو غاية كل مطلوب، وكل محبوب لا يحب لأجله فمحبته عناء وعذاب. [ابن القيم]
(قرأ رجل عند يحيى بن معاذ هذه الآية: {فقولا له قولا لينا} [طه:44] فبكى يحيى وقال: إلهي هذا رفقك بمن يقول أنا الإله! فكيف رفقك بمن يقول أنت الإله؟! [تفسير البغوي]
(قال أبو زرعة الرازي - وسئل عن كتب فيها بدع وضلالات -: إياك وهذه الكتب، عليك بالأثر فإنك تجد فيه ما يغنيك، ومن لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة [الآداب الشرعية]
(في قوله تعالى: {إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة}[ص:23] لباقة هذين الخصمين حيث لم تثر هذه الخصومة ضغينتهما؛ لقوله: {هذا أخي} مع أنه قال في الأول: {بغى بعضنا على بعض} لكن هذا البغي لم تذهب معه الأخوة. [ابن عثمين]
({فذكر إن نفعت الذكرى} فليس مراده أن التذكير لا يفعل إلا إذا ظن قبوله، بل المراد: أن يذكر الإنسان بما يفهمه الشخص المقصود بالتذكير حتى لا يترتب على ذلك تكذيب الموعظة أو ردها بسبب عدم فهمها، كما يدل لذلك إيراد ابن كثير لأثر علي رضي الله عنه: (ما أنت بمحدِّث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم)
(تأمل قوله تعالى عن النسوة: {امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه} [يوسف:30] ولم يقلن: فتى العزيز راود سيدته، وفي هذا طمأنة لأصحاب المبادئ، الذين يتعرضون لتشويه السمعة، وإلصاق التهم عن طريق الإشاعات والافتراء، إذ سرعان ما تتضح مواقفهم، وتظهر براءتهم ساطعة كالشمس: {الآن حصحص الحق، أنا راودته} [أ.د.ناصر العمر]
(إذا تأملت قوله تعالى: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} [الأنبياء:101] وأضفت له قوله تعالى: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح قاتل... - إلى قوله - وكلا وعد الله الحسنى} [الحديد:10] تبين لك أن الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعا؛ لأنه وعد أهل الحسنى بالإبعاد عن النار، وأخبر أن الصحابة سواء من أسلم قبل الفتح أو بعده موعود بالحسنى. [ابن حزم]
({وفي أنفسكم أفلا تبصرون} [الذاريات:21] قال قتادة: من تفكر في خلقه، علم أنما ألينت مفاصله للعبادة. [الدر المنثور]
({واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا} [الكهف:28] هل تدبرنا لمن وجه هذا الخطاب؟ وكيف أن الذين طولب بصحبتهم أقل منه منزلة! بل وحذره من تركهم طلبا لزينة الحياة الدنيا! إنه لدرس بليغ في بيان في ضرورة مصاحبة الصالحين، والصبر على ذلك، وأن الدعوة إنما تقوم على يد من قويت صلتهم بربهم، ولو كان حظهم من الدنيا قليلا! [د.عمر المقبل]
({لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله}[الحشر:21] ذكر هذه الآية بعد بيان حال الفاسقين ينبه على أن ما أوقع الفاسقين في الهلكة إنما هو إهمالهم القرآن الكريم والتدبر فيه، وذلك من نسيانهم الله تعالى. [ابن عاشور]
({إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة} [النور:19] في هذه الآية وعيد رباني لا يتخلف للذين يتبنون مشاريع الفساد والإفساد في الأرض بالعذاب الأليم في الدنيا قبل الآخرة، سواء كان حسيا أو نفسيا، علمنا به أم لم نعلم؛ ولذلك ختمها بقوله: {والله يعلم وأنتم لا تعلمون} وفي ذلك شفاء لصدور المؤمنين، وإذهاب لغيظ قلوبهم. [أ.د.ناصر العمر]

("من كان مستوحشا مع الله بمعصيته إياه في هذه الحياة، فوحشته معه في البرزخ ويوم المعاد أعظم وأشد {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا} [الإسراء:72]" [محمد بن عبدالرحمن بن قاسم]
(من قرأ القرآن - أي: حفظه - قبل أن يحتلم فهو ممن أوتي الحكم صبيا [ابن عباس].
فإذا كان هذا شأن من حفظ، فكيف بمن حفظه ثم وضع قدمه على طريق التدبر؟ إنه لأكثر حظا من الحافظ فقط.)
(كان نبينا صلى الله عليه وسلم يخص يوم الجمعة بقراءة بعض السور: ففي الفجر يقرأ بسورتي "السجدة" و"الإنسان"، وفي صلاة الجمعة: ربما قرأ بسورتي "الأعلى" و"الغاشية"، وربما قرأ بسورتي "الجمعة" و"المنافقون"، ولهذا حكمة، فما أحرانا أن نتدبر هذه السور،)
(كان أبو العباس بن عطاء يختم القرآن كثيرا، إلا أنه جعل له ختمة يستنبط منها معاني القرآن، فبقي بضع عشرة سنة، فمات قبل أن يختمها. [حلية الأولياء]
(سألت أحد الشباب - الذين من الله عليهم بحفظ القرآن، والعيش معه، كما أحسبه - فقلت له: أنت في بيئة عرف عنها النزاعات والخلافات والتفرق، فكيف نجوت من ذلك؟ فقال: لا أعرف سببا أعزو الأمر إليه إلا الإقبال على القرآن، فقد رباني على حفظ اللسان، والإعراض عما لا ينفعني في الآخرة، فأعجبني هذا منه، فاللهم أكثر من أمثاله. [عبدالرحمن العقل]
(رأى أحد طلبة العلم رجلا من الأتراك - لا يحسن العربية - ولكنه إذا قرأ القرآن يبكي، فسأله: كيف تبكي وأنت لا تعرف معنى ما تقرأ؟ فقال له - عن طريق المترجم -: إنه كلام الله، ولكن أنتم عرب، فلماذا لا تبكون؟!)
(تدبر قوله تعالى: {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه} [الحجر:21] فهو "متضمن لكنز من الكنوز، وهو أن كل شيء لا يطلب إلا ممن عنده خزائنه، ومفاتيح تلك الخزائن بيده، وإن طلب من غيره طلب ممن ليس عنده، ولا يقدر عليه! [ابن القيم]
("آيات في كتاب الله إذا ذكرتهن، لا أبالي على ما أصحبت أو أمسيت: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو}، {ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها، وما يمسك فلا مرسل له من بعده}، {سيجعل الله بعد عسر يسرا}، {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها}" [عامر بن عبد قيس]
({واستعينوا بالصبر والصلاة} [البقرة:45] فيه جواز الاستعانة بغير الله فيما يثبت أن فيه العون. [ابن عثيمين]
({فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة} [الكهف:19] هذه الآية تدل على صحة الوكالة، وهي أقوى آية في إثباتها. [ابن العربي]
({عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول} [الجن:26] قال الواحدي: وفي هذا دليل على أن من ادعى أن النجوم تدله على ما يكون من حياة أو موت أو غير ذلك فقد كفر بما في القرآن.)

({الله نور السماوات والأرض} [النور:35] فهلا سألت نفسك - إذا أحسست بظلمة في صدرك، أو قلبك - ما الذي يحول بينك وبين هذا النور العظيم الذي ملأ الكون كله؟! {ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور} [أ.د.ناصر العمر]
(لقد كان نبي الله إبراهيم يحمل هم هداية الأجيال القادمة، ولم يقصر نظره على جيله، أو بيته، أو أهله، فقال: {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك} [البقرة:129] فياله من هم ما أكمله، ويا لها من نفس ما أزكاها؟! [د.محمد الخضيري]
(قال تعالى عن قوم لوط: {فجعلنا عاليها سافلها} [الحجر:74] هذا من المناسبة بوضوح، فإنهم لما انقلبوا عن الحقيقة، والفطرة، ونزلوا إلى أسفل الأخلاق جعل الله أعالي قريتهم سافلها! [ابن عثمين]
(قال القرطبي في تفسيره لقوله تعالى: {ولا تستفت فيهم منهم أحدا} [الكهف:22] روي أنه عليه السلام سأل نصارى نجران عنهم فنهي عن السؤال، وفى هذا دليل على منع المسلمين من مراجعة أهل الكتاب في شيء من العلم.
ويقصد القرطبي: علم الشريعة.)
(في إنكار موسى أكثر من مرة على الخضر، وعدم صبره، دليل على أن قلوب المؤمنين مجبولة على إنكار المنكر؛ لأن موسى عليه السلام وعد الخضر بالصبر، فلما رأى ما رأى أنكره عليه. [الإمام القصاب]
(عن مجاهد في قوله تعالى: {فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن} [الفجر:15] قال: ظن الإنسان كرامة الله في كثرة المال, وهوانه في قلته, وكذب! إنما يكرم بطاعته من أكرم، ويهين بمعصيته من أهان. [الدر المنثور]
(حتى الأنبياء لم يسلموا من محاولات الإغواء والإضلال: {ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك} [النساء:113] فمن يأمن البلاء بعد نبينا صلى الله عليه وسلم؟ ومن الذي يظن أنه بمعزل عن الفتنة؟! نسأل الثبات على الحق.)

(تدبر في سر الجمع والإفراد في الآية التالية: {فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم} [الشعراء:100، 101] وإنما جمع الشافع لكثرة الشافعين، ووحد الصديق لقلته. [الزمخشري]
(تأمل هذه الآيات: {وأن أتلو القرآن}، {حتى يسمع كلام الله}، و{اتل ما أوحي إليك من كتاب ربك} ونحوها من الآيات، التي تشير إلى ضرورة الدعوة بالقرآن، وأنه أبلغ وأنفع ما توعظ به القلوب، وتتأثر به - كما هو مشاهد - وهي تشير - أيضاً - إلى أن البلاغ والوعظ بكلام الله من أعظم ما يطلب من الرسول وأتباعه. [فهد العيبان]
(أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم في بداية سورة المزمل بترتيل القرآن في قيام الليل، وهي دعوة لتدبر القرآن، إذ لا يخفى عظم أثر الترتيل في إحداث التدبر، خصوصا في ظلمة الليل، حيث السكون، وحضور القلب، والاعتبار. [د.ابتسام الجابري]
({ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار} [غافر:41] أرأيت أعقل من هذا السؤال؟ فإما نجاة وإما هلاك! لا طريق آخر: {لمن شاء منكم أن يتقد أو يتأخر}. [د.محمد العواجي]
({سنستدرجهم من حيث لا يعلمون} [ الأعراف: 182] قال سفيان الثوري: نسبغ عليهم النعم، ونمنعهم الشكر.)
({الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم} [الزمر:23] "لما كان القرآن في غاية الجزالة والبلاغة اقشعرت الجلود منه إعظاما له، وتعجبا من حسن ترصيعه، وتهيبا لما فيه" [القرطبي]
("هل قوله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم} تخفيف أم تكليف؟ يحتمل الأمرين، فإن قلنا المعنى: لا تقصروا عما تستطيعون، فهذا تكليف، وإن قلنا إن المعنى: لا يلزمكم فوق ما تستطيعون، فهو تخفيف، وأكثر الناس يستدلون بهذه الآية في التخفيف دون التكليف" [ابن عثيمين]
(هل فهت رسالة الخسوف البارحة؟ يقول ربك جل جلاله: {وما نرسل بالآيات إلا تخويفا} فهل أدركنا هذه الرسالة المرئية التي يخوف الله بها عباده –الذين هم أنا وأنت-؟ بالله تأمل! ما حال الناس لو خوفهم ملك من ملوك الدنيا –ولله المثل الأعلى-؟ ليتنا نعقل هذه الرسالة من ربنا، لعلها تحدث في قلوبنا خوفا ووجلا، وتوبة صادقة.)
(من ثمرات تدبر المشتركين:
تأمل قوله تعالى - في قصة إبراهيم مع ولده -: {فلما بلغ معه السعي} [الصافات:102] فقوله: {معه} تبين أهمية مرافقة الأب لابنه ومصاحبته له، والذي يثمر - غالبا - سمعا وطاعة واستجابة؛ ولذا قال هذا الابن البار - لما عرض له أبوه أمر الذبح -: {افعل ما تؤمر}.
(ما نسمعه من النصارى وأضرابهم من سب حبيبنا صلى الله عليه وسلم والإساءة إليه، قد جاء الخبر عنه في القرآن: {ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا} ثم بين المخرج فقال: {وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور} [آل عمران:186] فإذا صبرنا على ديننا، ولم نتعد حدود الله بعواطفنا، واتقينا ربنا، فإن العاقبة لنا. [د.محمد الخضيري]
(قال تعالى عن إبراهيم: {شاكرا لأنعمه}[النحل:121], وقال: {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة}[لقمان:20], فجمع النعمة في آية النحل جمع قلة (أنعم)؛ لأن نعم الله لا تحصى, وإنما يستطيع الإنسان معرفة بعضها وشكرها, وهو ما كان من إبراهيم عليه السلام, فذكر جمع القلة في هذا المقام، أما آية لقمان فجمعها جمع كثرة (نعمه)؛ لأنها في مقام تعداد نعمه وفضله على الناس جميعا. [د.فاضل السامرائي]
(في قوله تعالى: {ق والقرآن المجيد}[ق:1] قسم بالقرآن، والقسم به دلالة على التنويه بشأنه؛ لأن القسم لا يكون إلا بعظيم عند المقسم, فكان التعظيم من لوازم القسم. [ابن عاشور]
(فال تعالى: {الذي يصلى النار الكبرى ثم لا يموت فيها ولا يحيى}[الأعلى:12-13] كلما أصاب مسلم لفح الحر تذكر النار التي لا أكبر منها، فإن شدة الحر من فيح جهنم، وكذلك فإنه لا يفر من حر بلاده إلى مصايف يعصي الله تعالى فيها ويفتن أهله وولده، فيكون كالمستجير من رمضاء الدنيا بنار الآخرة، بل كلما ذكرته نفسه الحر ذكرها بقوله تعالى: {قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون}[التوبة81].
("فإذا استمع العبد إلى كتاب الله تعالى، وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام بنية صادقة على ما يحب الله، أفهمه كما يحب، وجعل له في قلبه نورا" [القرطبي]

(سؤال الموءودة في قوله: {وإذا الموءودة سئلت}[التكوير:8] لا يعارض الآيات النافية السؤال عن الذنب؛ لأنها سئلت عن أي ذنب كان قتلها؟ وهذا ليس من ذبها، والمراد بسؤالها هنا توبيخ قاتلها وتقريعه؛ لأنها تقول: لا ذنب لي. فيرجع اللوم على من قتلها ظلما.)
(تأمل هذا المثل: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة} [البقرة:261] فالأرض إذا أعطيتها حبة أعطتك سبعمائة حبة، هذا عطاء مخلوق، فكيف بعطاء الخالق؟!)
(تأمل قوله تعالى - بعد أن ذكر جملة من قبائح اليهود -: {والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم} [الأعراف:153] فإنه سبحانه "عظم خبائثهم أولا، ثم أردفها بعظيم رحمته؛ ليعلم أن الذنوب وإن جلت، فالرحمة أعظم" [الكواشي] فهل نتدبر؟
(إذا تأملت قول ابن الجوزي: "أعظم المعاقبة أن لا يحس المعاقب بالعقوبة, وأشد من ذلك أن يقع في السرور بما هو عقوبة؛ كالفرح بالمال الحرام، والتمكن من الذنوب، ومن هذه حاله لا يفوز بطاعة", وجدت شاهده في قوله تعالى: {أو لم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون}[الأعراف:100]. [سليمان الماجد]
({يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا * ويطعمون الطعام} [الإنسان:7، 8] "اعلم أن مجامع الطاعات محصورة في أمرين: التعظيم لأمر الله تعالى، وإليه الإشارة بقوله: {يوفون بالنذر}والشفقة على خلق الله، وإليه الإشارة بقوله: {ويطعمون الطعام}" [الرازي]
({ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربهم} [السجدة:12] وجواب (لو) متروك، تقديره: لو رأيت حالهم لرأيت ما يُعتبر به، ولشاهدت العجب. [ابن الجوزي]
({وفاكهة مما يتخيرون * ولحم طير مما يشتهون} [الواقعة:20، 21] قدم ذكر الفاكهة على اللحم؛ لأن الفواكه أعز, ولذلك جعل التخير للفاكهة, والاشتهاء للحم, ولأن الاشتهاء أعلق بالطعام منه بالفواكه فلذة كسر الشهية بالطعام لذة زائدة على لذة حسن طعمه، وكثرة التخير للفاكهة فيه لذة أخرى هي لذة تلوين الأصناف, فهم من لذة عظمى إلى مثلها. [ابن عاشور]
({كتاب أنزلناه مبارك} [الأنعام:92] "هذا الكتاب المبارك لا ييسر الله للعمل به إلا الناس الطيبين المباركين، فهو كثير البركات والخيرات؛ لأنه كلام رب العالمين، من قرأه وتدبر معانيه، عرف منه العقائد الحقة، وأصول الحلال والحرام، ومكارم الأخلاق، وأسباب النعيم الأبدي، والعذاب الأبدي، ومن عمل به غمرته الخيرات والبركات في الدنيا والآخرة، وأصلح الله له الدارين" [الشنقيطي]
({ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين} [التحريم:10] فقوله سبحانه: {تحت} إعلام بأنه لا سلطان للمرأة على زوجها، وإنما السلطان للزوج عليها، فالمرأة لا تساوى بالرجل، فضلا عن أن تعلو عليه. [بكر بن عبدالله أبو زيد]
({إن شانئك هو الأبتر}[الكوثر:3] من شنآن النبي شنآن دينه، وعلق ابن تيمية على هذه الآية فقال: الحذر الحذر أيها الرجل، من أن تكره شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، أو ترده لأجل هواك، أو انتصارا لمذهبك، أو لشيخك، أو لأجل اشتغالك بالشهوات، أو بالدنيا، فإن الله لم يوجب على أحد طاعة أحد إلا طاعة رسوله.
هل تريد الإبحار في عالم التدبر تفضل هنا
http://nadaaa.maktoobblog.com/?all=1
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى