مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

افلا يتدبرون القرآن 11

اذهب الى الأسفل

افلا يتدبرون القرآن 11 Empty افلا يتدبرون القرآن 11

مُساهمة  طارق فتحي الجمعة يناير 07, 2011 7:16 pm

افلا يتدبرون القرآن
اعداد : طارق فتحي

(قد يستغرب البعض بل قد ييأس، وهو يرى بعض الكفرة يبغون ويظلمون، ومع ذلك لم يأخذهم الله بعذاب، ولكن من فقه سنن الله، وآثارها في الأمم السابقة لا يستغرب ولا ييأس؛ لأنه يدرك أن هؤلاء الكفرة يعيشون سنة الإملاء والاستدراج التي تقودهم إلى مزيد من الظلم والطغيان، وبالتالي إلى نهايتهم وهلاكهم؛ لكن في الأجل الذي حدده الله، قال تعالى: {وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا، وجعلنا لمهلكهم موعدا} [الكهف:59]" [عبد العزيز الجليل]

(قال قتادة في قوله تعالى: {من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال} [إبراهيم:31] فلينظر رجل من يخالل؟ وعلام يصاحب؟ فإن كان لله فليداوم، وإن كان لغير الله فليعلم أن كل خلة ستصير على أهلها عداوة يوم القيامة إلا خلة المتقين: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} [الزخرف:67]. [الدر المنثور]

(قال الشاعر محمد إقبال - في آخر عمره وهو يحث المسلمين على تدبر القرآن -: "أقول لكم ما أؤمن به وأدين: إنه ليس بكتاب فحسب، إنه أكثر من ذلك، إذا دخل في القلب تغير الإنسان، وإذا تغير الإنسان تغير العالم، إنه كتاب حي خالد ناطق، إنه يحتوي على حدود الشعوب، والأمم، ومصير الإنسانية". [روائع إقبال]

(قال الحسن - في قوله تعالى: {ويدعوننا رغبا ورهبا} [الأنبياء:90]-: دام خوفهم من ربهم، فلم يفارق خوفه قلوبهم، إن نزلت بهم رغبة خافوا أن يكون ذلك استدراجا من الله لهم، وإن نزلت بهم رهبة خافوا أن يكون الله عز وجل قد أمر بأخذهم لبعض ما سلف منهم. [الدر المنثور]

(عن قتادة في قوله: {سيذكر من يخشى ويتجنبها الأشقى} [الأعلى:11] قال: والله ما خشي الله عبد قط إلا ذكره، ولا يتنكب هذا الذكر زهدا فيه وبغضا لأهله إلا شقي بين الشقاء. [الدر المنثور]

(ابتدئ بالتلاوة في قوله تعالى: {يتلو عليهم آياته ويزكيهم} [الجمعة:2] لأن أول تبليغ الدعوة بإبلاغ الوحي، وثنى بالتزكية؛ لأن ابتداء الدعوة بالتطهير من الرجس المعنوي وهو الشرك، وما يعْلق به من مساوئ الأعمال والطباع. [ابن عاشور]

(إذا منع الله عباده المؤمنين شيئا تتعلق به إرادتهم، فتح لهم بابا أنفع لهم منه وأسهل وأولى، كقوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها} [البقرة:106] وقوله: {وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته}[النساء:130] وفي هذا المعنى آيات كثيرة}. [ابن سعدي]

فحاول - وفقك الله - أن تقيد بعض نظائر هذا المعنى الذي نبه إليه الشيخ رحمه الله.)

({يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه، ولا تيأسوا من روح الله} [يوسف:87] إن سم التشاؤم الذي يحاول المنافقون دسه على المؤمنين، له ترياق ودواء جدير بأن يذهبه، ألا وهو بث اليقين بمعية الله، والتوكل عليه، ولنثق بأن الذي يخرج اللبن من بين الفرث والدم، قادر على إخراج النصر من رحم البأساء والضراء. [أ.د.ناصر العمر]

({أفرأيتم ما تحرثون, أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون, لو نشاء لجعلناه حطاما} [الواقعة:63- 65] أي: بعد أن يخرج وتتعلق به النفوس يجعله الله حطاما، ولم يأت التعبير بـ(لو نشاء لم ننبته) لأن كونه ينبت وتتعلق به النفس، ثم يكون حطاما أشد وقعا على النفس من كونه لا ينبت أصلا. [ابن عثيمين]

(يقول أحد المشاركين: عندما حرمت من الذرية 6 سنوات وطرقت أبواب المستشفيات ولم أجد فائدة، تذكرت قول زكريا: {رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين} [الأنبياء:89] فأصبحت أرددها دائما، مع الدعاء، والاستغفار، والرقية حتى رزقني الله بطفلين، ولله الحمد.)

(يا هذا! اعبد الله لما أراده منك, لا لمرادك منه، فمن عبده لمراد نفسه منه فهو ممن يعبد الله على حرف {إن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة} [الحج:11] ومتى قويت المعرفة والمحبة لم يرد صاحبها إلا ما يريده مولاه. [ابن رجب]

("ونصيحتي لجميع المسلمين - رجالا ونساء، جنا وإنسا، عربا وعجما، علماء ومتعلمين - أن يعتنوا بالقرآن الكريم، وأن يكثروا من تلاوته بالتدبر والتعقل، بالليل والنهار، ولاسيما في الأوقات المناسبة التي فيها القلوب حاضرة للتدبر والتعقل، والذي لا يحفظه يقرأه من المصحف، والذي لا يحفظ إلا البعض، يقرأ ما يتيسر منه؛ قال تعالى: {فاقرؤوا ما تيسر من القرآن}" [ابن باز]

(من الملحوظ في كتاب الله أن النور جاء مفردا, والظلمات جمعا, ويذكران عادة في مقابل بعضهما: {وجعل الظلمات والنور}[الأنعام:1]، {يخرجهم من الظلمات إلى النور}[المائدة:16] وذلك والله أعلم أن النور واحد لأنه حق, وأما الظلمات فمتعددة ومتفرقة بعدد سبل الباطل. [د.عويض العطوي]

(قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {فلنولينك قبلة ترضاها}[البقرة:144] دون: تحبها أو تهواها, فيه دلالة على أن ميل الرسول إلى الكعبة ميل لقصد الخير لا لهوى النفس, وذلك أن الكعبة أجدر بيوت الله بأن يكون قبلة؛ فهو أول بيت وضع للناس بالتوحيد، وفي استقبال بيت المقدس أولا ثم التحول إلى الكعبة إشارة إلى استقلال هذا الدين عن دين أهل الكتاب. [ابن عاشور]

(قدم عيينة بن حصن على عمر فقال: إنك لا تعطينا الجزل ولا تحكم فينا بالعدل! فغضب عمر غضبا حتى كاد أن يهم به، ولكن ابن أخي عيينة قال: يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى قال لنبيه: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}[الأعراف:199]، وإن هذا من الجاهلين. فوقف عندها عمر ولم يتجاوزها؛ لأنه كان وقافا عند كتاب الله، فانظر إلى أدب الصحابة -رضي الله عنهم- عند كتاب الله، لا يتجاوزونه، إذا قيل لهم هذا قول الله وقفوا، مهما كان.)

(قال تعالى: {إن الله غفور رحيم}[البقرة:173] قيل في سبب تقديم الغفور على الرحيم: أن المغفرة سلامة, والرحمة غنيمة, والسلامة مطلوبة قبل الغنيمة. [د.السامرائي]

(في قوله تعالى: {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية}[الرعد:38] إشارة إلى أن الله تعالى إذا شرف شخصا بولايته،لم تضره مباشرة أحكام البشرية من الأهل والولد، ولم يكن بسط الدنيا له قدحا في ولايته. [الآلوسي]

(ذكر الله تعالى بعض آياته في الأرض ثم قال: {تبصرة وذكرى لكل عبد منيب}[ق:8] أي قدرنا الأرض، وألقينا فيها الرواسي، وأنبتنا فيها أصناف النبات الحسنة، لأجل أن نبصر عبادنا كمال قدرتنا على البعث وعلى كل شيء، وعلى استحقاقنا للعبادة دون غيرنا. [الشنقيطي]

(حين أنكر موسى على الخضر خرق السفينة قال له الخضر: {ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا}[الكهف:72] وحين عاد موسى إلى الاعتراض على الخضر, وأنكر قتله للغلام –بعد أن أكد للخضر أنه لن يعود للاعتراض عليه- قال له الخضر: {ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا}[الكهف:75] فزاد لفظة (لك)؛ ليفيد التأكيد في بيان عدم صبر موسى على علمه, وهكذا عادة العرب: تزيد في التأكيد كلما زاد الإنكار. [الغرناطي]

(تأمَّل هذا السر العظيم من أسرار التنزيل، وإعجاز القرآن الكريم، ذلك أن الله تعالى لما ذكر في فاتحة سورة النور شناعة جريمة الزنى، وتحريمها تحريما غائبا، ذكر سبحانه من فاتحتها إلى تمام 33 آية: أربع عشرة وسيلة وقائية، تحجب هذه الفاحشة، وتقاوم وقوعها في مجتمع الطهر والعفاف جماعة المسلمين، وهذه الوسائل الواقية: فعلية، وقولية، وإرادية. [بكر أبو زيد]

فحاول أن تستخرجها)

("تأمل دقة يوسف لما قال: {معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده} [يوسف:79] فلم يقل: من سرق! لأنه يعلم أن أخاه لم يسرق، فكان دقيقا في عبارته، فلم يتهم أخاه، كما لم يثر الشكوك حول دعوى السرقة، فما أحوجنا إلى الدقة في كلماتنا، مع تحقق الوصول إلى مرادنا" [أ.د.ناصر العمر]

(إذا تأملت سورة القمر وجدت خطابها خاصا ببني آدم، بل بمشركي العرب منهم فقط، فأتبعت سورة القمر بسورة الرحمن، تنبيها للثقلين، وإعذارا إليهم، وتقريرا على ما أودع سبحانه في العالم من العجائب، والبراهين الساطعة، فتكرر فيها التقرير والتنبيه بقوله تعالى: {فبأي آلاء ربكما تكذبان} خطابا للجنسين، وإعذارا للثقلين، فبان اتصالها بسورة القمر أشد البيان. [ابن الزبير الغرناطي]

({ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب} [الطلاق:2] كل من تدبر موارد التقوى في القرآن والسنة علم أنها سبب كل خير في الدنيا والآخرة ومفتاحه، وإنما تأتي المصائب والبلايا والمحن والعقوبات بسبب الإهمال أو الإخلال بالتقوى وإضاعتها، أو إضاعة جزء منها. [ابن باز]

({وشاورهم في الأمر}[آل عمران:159] "أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم -وهو أكمل الناس عقلا- أن يشاور، إذ الحقيقة أن الإنسان -وإن بلغ عقله الغاية- لا يستغني عن الاستعانة في مشكلات الأمور بآراء الرجال, إذ العقول قد تكون نافذة في ناحية من الأمر، واقفة عند الظاهر في ناحية أخرى". [محمد الخضر حسين]

({وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله وساع عليم} [النور:32] كم يحزن المسلم وهو يرى شبابا بلغو سن الكهولة لم يتزوجوا بعد، بحجة تأمين المستقبل، وهم يتلون هذه الآية صباح مساء، ويشتد الألم عندما يرى آباء يردون الخطاب عن بناتهم وهن وأولئك بأمس الحاجة لتحصين أنفسهم، ويتعللون بأن دخلهم قليل! (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)؟ [أ.د.ناصر العمر]

({قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب}[يوسف:17] المتظاهر بالأمر ينكشف أمره لأهل البصيرة ولو استخدم التمثيل، فإنهم جاءوا أباهم عشاء يبكون، فهذا تمثيل, ولكنه لم يدم لهم. [محمد المنجد]

({فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله}[الجمعة:10] ينبغي للمؤمن الموفق وقت اشتغاله في مكاسب الدنيا أن يقصد بذلك الاستعانة على قيامه بالواجبات، وأن يكون مستعينا بالله في ذلك، طالبا لفضله، جاعلا الرجاء والطمع في فضل الله نصب عينيه، فإن التعلق بالله والطمع في فضله من الإيمان ومن العبادات. [السعدي]

(من كذب برسول واحد فهو مكذب بجميع الرسل، ولذا قال تعالى: {كذبت قوم نوح المرسلين}[الشعراء:105] مع أنهم لم يأتهم إلا رسول واحد، ولكن كانوا مكذبين بجنس الرسل، ولم يكن تكذيبهم بالواحد بخصوصه. [ابن تيمية]

(قال تعالى في سورة الذاريات: {وفي أموالهم حق للسائل والمحروم}[19], وقال في سورة المعارج: {والذين في أموالهم حق معلوم, للسائل والمحروم}[24-25], فزاد في الآية الثانية كلمة (معلوم)؛ فلماذا؟

ا، ويمكنك الرجوع إلى سياق الآيات وتأمل: أيهما جاء في سياق الواجبات وأيهما في سياق المندوبات؟ وما علاقة ذلك بكلمة (معلوم)؟)

(الجواب

في سورة المعارج: {والذين في أموالهم حق معلوم }[24] فقوله (معلوم) لأن المقصود الزكاة المحددة، والحديث قبلها عن الفرائض والواجبات: {إلا المصلين..}[22].

أما في سورة الذاريات: {وفي أموالهم حق للسائل والمحروم}[19] فالآيات قبلها في بيان فضل المتطوعين زيادة على الواجب: {إنهم كانوا قبل ذلك محسنين, كانوا قليلا من الليل ما يهجعون..}[16-17] فناسب الإطلاق في الإنفاق بلا تقييد؛ حيث المراد ما زاد على الواجب. [الغرناطي]

(قال تعالى عن أهل الفردوس: {خالدين فيها لا يبغون عنها حولا} [الكهف:108} فإن قيل: قد علم أن الجنة كثيرة الخير، فما وجه مدحها بأنهم لا يبغون عنها حولا؟ فالجواب: أن الإنسان قد يجد في الدار الأنيقة معنى لا يوافقه، فيحب أن ينتقل إلى دار أخرى، وقد يمل، والجنة على خلاف ذلك. [ابن الجوزي]

(قال بعض العلماء: أرجى آية في القرآن آية الدين [البقرة:282] فقد أوضح الله فيها الطرق الكفيلة بصيانة الدين من الضياع، ولو كان الدين حقيرا، قالوا: وهذا من صيانة مال المسلم، وعدم ضياعه ولو قليلا يدل على العناية التامة بمصالح المسلم، وذلك يدل على أن اللطيف الخبير لا يضيعه يوم القيامة عند اشتداد الهول، وشدة حاجته إلى ربه. [أضواء البيان]

(عندما أمر الله رسوله - في سورة الكهف - أن لا يقول لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا بعد أن يقول: إن شاء الله، بين له القدوة في فعل أخيه موسى حين قال: {ستجدني إن شاء الله صابرا} [د.محمد الخضيري]

(عن عبد الأعلى التيمي قال: إن من أوتي من العلم ما لا يبكيه, لخليق أن يكون أوتي من العلم ما لا ينفعه؛ لأن الله نعت أهل العلم فقال: {ويخرون للأذقان يبكون }. [الدر المنثور]

(حكي أن بعض العلماء كان يصنع كثيرا من المعروف، ثم يحلف أنه ما فعل مع أحد خيرا، فقيل له في ذلك، فيقول: إنما فعلت مع نفسي! ويتلو: {وما تنفقوا من خير فلأنفسكم} [البقرة:272]. [تفسير القرطبي]
(تقول عائشة برجت هوني - امرأة إنجليزية - وهي تصف قصة إسلامها: "لن أستطيع - مهما حاولت - أن اصف الثر الطيب الذي تركه القرآن في قلبي، فلم أكد أنتهي من قراءة السورة الثالثة من القرآن، حتى وجدتني ساجدة لخالق هذا الكون، فكانت هذه أول صلاة لي في الإسلام؟")

(افتراءات المشركين وكذبهم على رب العالمين إنما يدفعهم إليها أمران: الظن, والهوى, وقد جمعا في قوله تعالى: {إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباءكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس}[النجم:23] وهما ما يصد المشركين عن اتباع الحق. [الإسكافي]

("إن يونس لما كانت ذخيرته خيرا نجا بها: {فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} [الصافات:143]، وفرعون لما لم تكن ذخيرته خيرا،لم يجد عند الشدة مخلصا بل قيل له: {آلان وقد عصيت قبل} فاجعل لك ذخائر خير من تقوى، تجد تأثيرها" [ابن الجوزي]

("إن في سلوك هذه الأمة تلازما وثيقا بين العقائد والعبادات، وبين سلوك الإنسان وأخلاقه، في البيت والعمل والسوق والمدرسة: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين} [الأنعام:162]" [د.صالح بن حميد])))))

(أنفع الدعاء وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة: {اهدنا الصراط المستقيم...} فإنه إذا هداه هذا الصراط أعانه على طاعته، وترك معصيته، فلم يصبه شيء لا في الدنيا ولا في الآخرة. [الإمام الطحاوي]

({ألم يعلم بأن الله يرى} [العلق:14] آية تهز الوجدان، وتفعل في النفس ما لا تفعله سلطات الدنيا كلها، إنها تضبط النوازع، وتكبح الجماح، وتدعو إلى إحسان العمل، وكمال المراقبة، فما أجمل أن يستحضر كل أحد هذه الآية إذا امتدت عينه إلى خيانة، أو يده إلى حرام، أو سارت قدمه إلى سوء، وما أروع أن تكون هذه الآية نصب أعيننا إذا أردنا القيام بما أنيط بنا من عمل. [د.محمد الحمد]

({إن شانئك هو الأبتر} فوصفه بكونه شانئا،كأنه تعالى يقول: هذا الذي يبغضك لا يقدر على شيء آخر سوى أنه يبغضك ،والمبغض إذا عجز عن الإيذاء، فحينئذ يحترق قلبه غيظا وحسدا، فتصير تلك العداوة من أعظم أسباب حصول المحنة لذلك العدو. [الرازي]

({ادفع بالتي هي أحسن السيئة}[المؤمنون:96] فقه الآية: اسلك مسلك الكرام، ولا تلحظ جانب المكافأة، ادفع بغير عوض، ولا تسلك مسلك المبايعة، ويدخل فيه: سلم على من لم يسلم عليك، والأمثلة تكثر. [ابن العربي]
({سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون}[الزخرف:13] "لما كان الركوب مباشرة أمر خطر، واتصالا بسبب من أسباب التلف؛ كان من حق الراكب أن لا ينسى أنه منقلب إلى الله غير منفلت من قضائه، ولا يدع ذكر ذلك بقلبه ولسانه حتى يكون مستعدا للقاء الله بإصلاحه من نفسه". [الزمخشري]

({كمثل الحمار يحمل أسفارا}[الجمعة:5], قال ميمون بن مهران: الحمار لا يدري أسفر على ظهره أم زبيل? فهكذا اليهود.

وفي هذا تنبيه من الله تعالى لمن حمل الكتاب أن يتعلم معانيه ويعلم ما فيه، لئلا يلحقه من الذم ما لحق هؤلاء.)

("من كانت معصيته في الشهوة، فارج له التوبة، فإن آدم عليه السلام عصى الله مشتهيا فغفر له، ومن كانت معصيته في كبر، فاخش على صاحبه اللعنة، فإن إبليس عصى مستكبراً فلعن" [ابن عيينة]

("من ظن أن التربية تتوقف عند سن معين فقد وهم، بل هي مستمرة إلى زمن متقدم من عمر المؤمن، فإن القرآن أخبرنا أن أئمة الدين لم يبلغوا منزلتهم من الإمامة إلا بعد ابتلاء وتمحيص فقال تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآيتنا يوقنون} [السجدة:24]" [أ.د.عبدالكريم بكار]

(كان عمر رضي الله عنه يمر بالآية في ورده، فتخنقه فيبكي حتى يلزم بيته، فيعوده الناس يحسبونه مريضا. [مصنف ابن أبي شيبة]

(في مثل هذا اليوم العظيم قال موسى عليه السلام: {كلا، إن معي ربي سيهدين [الشعراء:62]} فما أحوجنا إلى مثل هذا الإيمان الراسخ الذي ينبئ عن ثقة بالله وتفاؤل بالمستقبل، وإن هذه الآية لقوة ردع وزجر لمن يجعل ثقته بالأحوال المحيطة، والأسباب الظاهرة أقوى من حسن ظنه بالله، فهل يدرك ذلك ضعاف الإيمان؟ والمنهزمون الذين تزلزل إيمانهم أمام استكبار وطغيان القوى الظالمة؟ إن رب موسى وصحبه، هو ربنا لو كانوا يعقلون {وكذلك ننجي المؤمنين}. [أ.د.ناصر العمر]

(في قصة مؤمن آل فرعون - المذكورة في سورة "غافر" - إشارة إلى أن على كل واحد الإسهام في برامج الإصلاح، دعما وتسهيلا، كل حسب موقعه، وبحسب استطاعته، فهذا شخص واحد لم تمنعه الظروف المحيطة به من أن يقول كلمة حق.. "فلا تحقرن من المعروف شيئا".)

(عادة القرآن تقديم ذكر عاد على ثمود إلا في بعض المواضع، ومنها: في سورة الحاقة فإنه قال: {كذبت ثمود وعاد بالقارعة} وسبب ذلك - والله أعلم - أن السورة لما ابتدأت بذكر "القارعة" - وهي التي تقرع أسماع الناس من شدة صوتها - قدم ذكر ثمود؛ لأن العذاب الذي أصابهم من قبيل القرع؛ إذ أصابتهم الصواعق المسماة في بعض الآيات بالصيحة. [ابن عاشور]

(دلّ القرآن على تفضيل أبي بكر رضي الله عنه، فإن قولـه تعالى: {وسيجنبها الأتقى * الذي يؤتي ماله يتزكى [الليل:17، 18]} نزل في أبي بكر بإجماع المفسرين، والأتقى: أفعل تفضيل، فإذا ضممت إلى ذلك قوله تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم [الحجرات:13]} تبين لك أن أبا بكر أفضل هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. [الرازي]

(تأمل قوله تعالى: {من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما يشاء لمن نريد} [الإسراء:18] ولم يقل: عجلنا له ما يريد؛ بل قال: {ما نشاء} لا ما يشاء هو {لمن نريد} فمن الناس: من يعطى ما يريد من الدنيا، ومنهم: من يعطى شيئا منه، ومنهم: من لا يعطى شيئا أبدا، أما الآخرة فلا بد أن يجني ثمرتها إذا أراد بعمله وجه الله: {ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا}. [ابن عثيمين]

(استدل بعض أهل العلم بقوله تعالى: {وسار بأهله} [القصص:29] بأن فيها دليلا على أن الرجل يذهب بأهله حيث شاء، لما له عليها من فضل القوامة وزيادة الدرجة، إلا أن يلتزم لها أمرا فالمؤمنون عند شروطهم، وأحق الشروط أن يوفى به ما استحلت به الفروج. [القرطبي]
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى